التصنيفات
العقيدة الاسلامية

أهمية التوحيد لشيخ العلامة الفوزان

تعليمية تعليمية
أهمية التوحيد..لشيخ العلامة الفوزان
أهمية التـوحيد
الشيخ صالح الفوزان


إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدا ًعَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ( يـَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) ( يـَـأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمِ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِّنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرا ًوَنِسَاء ًوَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبا ً) ( يَــأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدا ًيُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزا ًعَظِيماً ).

أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و سلم وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ وَكُلُّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ .

وبــعد … نقدم هذه المحاضرة القيمة والتي بعنوان " أهمية التوحيد " لفضيلة الشيخ صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء والتي ألقاها فضيلته في يوم الأربعاء الثامن والعشرين من شهر صفر لعام 1413 هـ.

أهمية التـوحيد

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. وبعد…

ليس هو من المواضيع التي تقل فائدتها أو المواضيع التي تختص ببعض الناس دون بعض وإنما هو موضوع يجب على كل مسلم معرفته ، ألا وهو أهمية التوحيد ومكانته في الإسلام ذلك الموضوع الذي يجب علينا دائماً أن نتحدث عنه وأن نوضحه وأن نتعلمه لأنه مناط السعادة في الدنيا والآخرة.

معنـى التوحيـد:
التوحيد معناه: إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة وترك عبادة ما سواه.
وهذا الموضوع تكرر ذكره في كتاب الله عز وجل ولا محال تخلو سورة ممن سور القرآن العظيم إلا وفيها ذكر للتوحيد وأمر به وحث عليه وهناك سور كثيرة وخصوصاً المكية تكون من أولها إلى آخرها في موضوع التوحيد، بل إن الأمام ابن القيم رحمه الله في كتابه "مدارج الساكين" يقول: إن القرآن كله في التوحيد لأنه إما خبر عن الله سبحانه وتعالى وأسمائه وصفاته وأمر بعبادته وحده لا شريك له ونهي عن الشرك ، وإما بيان لجزاء الموحدين الذين أخلصوا العبادة لله عز وجل في الدنيا والآخرة وبيان لجزاء المشركين الذين أعرضوا عن التوحيد وما حل بهم من العقوبات في الدنيا وما ينتظرهم في الآخرة ، وإما إخبار عن الموحدين من الرسل وأتباعهم أو إخبار عن المكذبين من المشركين وأتباعهم من الأمم السابقة كقوم نوح وقوم هود وقوم صالح وقوم شعيب وقوم إبراهيم وأصحاب مدين والمؤتفكات وغيرهم من الأمم لما أعرضوا عن التوحيد وعصوا الرسل وماذا حل بهم ، وإما بيان الحلال والحرام وهذا من حقوق التوحيد فالقرآن كله توحيد لأنه إما لبيان التوحيد وبيان مناقضاته ومنقصاته ، وإما إخبار عن أهل التوحيد وما أكرمهم الله به أو إخبار عن المشركين وما انتقم الله تعالى منهم به في الدنيا وما أعد لهم في الآخرة ، وإما أحكام حلال وحرام وهذا من حقوق التوحيد فالقرآن كله في التوحيد وحقوقه ومفسداته ومبطلاته فالقرآن كله يدور على التوحيد.
إن بعض الناس اليوم من جهلة الدعاة وأقولها بأسف لأنه لا يصلح للدعوة من كان جاهلاً لا يجوز أن يدخل في مجال الدعوة إلا من كان عالماً مسلحاً بالعلم ولكن فيه من جهلة الدعاة من يهونون من شأن التوحيد ويقولون الناس مسلمون وانتم في بلاد مسلمين, العالم الإسلامي ليس بحاجة إلى من يلقي محاضرات في التوحيد أو يقرر مقررات في المدارس في التوحيد أو يقرأ كتب التوحيد بالمساجد هكذا يقولون..! ، وهذا من الجهل العظيم لأن المسلم أحوج من غيره لمعرفة التوحيد من أجل أن يحققه ومن أجل أن يقوم به ومن أجل أن يبتعد عما يخل به أو يناقضه من الشركيات والبدع والخرافات ما يكفي أن يكون مسلماً بالاسم من غير أن يحقق الإسلام ولن يحققه إلا إذا عرف أساسه وقاعدته التي يبنى عليها وهو التوحيد. فإن الناس إذا جهلوا التوحيد وجهلوا مسائل الشرك وأمور الجاهلية فإنهم حينئذٍ يقعون في الشرك من حيث يدرون أو لا يدرون وحينئذٍ تقوض عقيدة التوحيد كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: [ إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية ] وهل كل المسلمين يعرفون أمور العقيدة ويعرفون التوحيد ؟ إذا كان العلماء يعلمون هذا فالعلماء قلة وأقل من القليل العلماء بالمعنى الصحيح أقل من القليل وكلما تأخر الزمان فإن العلماء على الحقيقة يقلون ويكثر المتعالمون ويكثر القراء ويكثر الرؤوس الجهّال كما قال صلى الله عليه وسلم :[ إن الله لا يقبض هذا العلم انتزاعاً ينتزعه من صدور الرجال ولكن يقبض هذا العلم بموت العلماء حيى إذا لم يبقى عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهّالا فأفتوا بغير علمٍٍ فضلوا وأضلوا ] وفي حديث آخر أنه في آخر الزمان يقل العلماء ويكثر القرّاء ، وفي أثر آخر يكثر الخطباء في آخر الزمان ويقل الفقهاء ومن هنا يجب علينا أن نهتم بجانب التوحيد وأن نعتني به عناية تامة بأن ندرسه وندرّسه ونحاضر فيه ونعقد فيه الندوات ونشكل به البرامج في وسائل الإعلام ونكتب في الصحف وندعو إلى التوحيد رضي من رضي وغضب من غضب لأن هذا أساس ديننا وهذا مبنى عقيدتنا ونحن أحوج الناس إلى أن نتعرف عليه وأن نتدارسه وأن نبينه للناس.
في العالم الإسلامي ـ ماعدا هذه البلاد التي حماها الله بدعوة التوحيد ـ المشاهد الشركية المشيدة على القبور كما تسمعون عنها أو كما رآها بعضكم ممن سافر، الدين عندهم هو الشرك وعبادة الموتى والتقرب إلى القبور ومن لم يفعل ذلك عندهم فليس بمسلم لأنه بزعمهم يتنقّص الأولياء كما يقولون وهناك دعاة لا يهتمون في تلك البلاد بأمر التوحيد مع الأسف إنما يدعون الناس إلى الأخلاق الطيبة وإلى ترك الزنا وترك شرب الخمور هذه كبائر محرمات بلا شك ولكن حتى لو ترك الناس الزنا وشرب الخمور وحسنوا أخلاقهم وتركوا الربا لكن لم يتركوا الكبائر ما داموا أنهم لم يتركوا الشرك وحتى من لم يشرك ما دام أنه لا ينكر الشرك ولا يدعوا إلى التوحيد ولا يتبرأ من المشركين فإنه يكون مثلهم ولهذا يقول جل وعلا لنبيه (( وما أنا من المشركين )) ]سورة يوسف-108[ ، هذا فيه البراءة من المشركين، فالمسلم الموحد لابد أن يتبرأ من المشركين ولا يسعه أن يسكت والشرك يعج في البلد والأضرحة تبنى والطواف بالقبور معمور ولا يسع من يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسكت على هذا الوباء الخطير الذي يفتك بجسم الأمة ويقول لا ادعوا الناس إلى حسن السيرة والسلوك وترك الخمور وترك الزنا، وماذا تجدي هذه الأمور مع فقد الأساس ؟ أنت لما تبني بناءً ألست أول شيء تهتم بالأساس والقواعد من أجل أن تقيم البناء الصحيح وإلا إذا لم تهتم بالأساس ولم تهتم بقواعد البناء فإنك مهما شيدته ونمقته فإنه عرضة للسقوط ويكون خطراً عليك وعلى من دخل هذا المبنى ، كذلك الدين إذا لم يقم على عقيدة سليمة وأساس صحيح وتوحيد لله وتنزيه عن الشرك وإبعاد للمشركين عن موطن الإسلام فإن هذا الدين لا ينفع أهله لأنه دين لم يبنى على أساس ولم يبنى على قاعدة سليمة.
النبي صلى الله عليه و سلم مكث بمكة بعد البعثة ثلاث عشرة سنة يدعو الناس إلى التوحيد يقول للناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا ـيدعو إلى التوحيد ـ.السور المكية كلها تعالج قضية التوحيد وتأسيس العقيدة ثم لمّا تأسس التوحيد وقامت العقيدة نزلت شرائع الإسلام ، نزل الأمر بالصلاة والأمر بالزكاة هذا إنما نزل بالمدينة ـ الصلاة فرضت على النبي صلى الله عليه و سلم في مكة ليلة الإسراء والمعراج قبل الهجرة بأشهربعد تأسيس التوحيد وبعدما بنيت العقيدة ثم نزلت الزكاة ونزل الصيام والحج وبقية شرائع الإسلام ـ ، ويوضح هذا جلياً أن الرسول لما بعث معاداً رضي الله عنه إلى اليمن رسم له منهج الدعوة وقال له: [ إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فإن هم أطاعوك لذلك فأخبرهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم وترد إلى فقرائهم ]1.

التوحيد هو أول شيء أمر النبي صلى الله عليه و سلم معاذاً بالدعوة إليه وهذا ليس خاص بمعاذ، هذا عام لكل من يدعو إلى الله عز وجل أن نبدأ بهذا الأصل فإن هم أطاعوك لذلك وشهدوا أن لا إله إلا الله واعترفوا بعقيدة التوحيد حينئذٍ مرهم بالصلاة والزكاة أما بدون أن يقروا بالتوحيد فلا تأمرهم بالصلاة لأنه لا فائدة للصلاة والزكاة ولجميع الأعمال ـ ولو كثرت ـ بدون توحيد. قال اله سبحانه وتعالى (( ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين ))] سورة الزمر 65-66[ ، وقال الله تعالى لما ذكر الأنبياء من ذرية إبراهيم في قوله تعالى (( وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلاً هدينا ونوحاً هدينا من قبل ومن ذريته داوود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون…… إلى قوله تعالى …… ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون )) ]سورة الأنعام 83…88[. الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أول ما يبدءون بدعوة التوحيد قال الله تعالى في نوح علية السلام (( لقد أرسلنا نوحاً إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره )) ]سورة الأعراف 59[ ، وقال تعالى (( وإلى عادٍ أخاهم هوداً قال يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره )) ]سورة هود 61 [ ، ((وإلى ثمود أخاهم صالحاً قال يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره )) ]سورة هود 61 [، (( وإلى مدين أخاهم شعيباً قال يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره)) ]سورة هود 84[ ،بل إنه سبحانه وتعالى أجمل الرسل في قوله (( ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة))]سورة النحل 36 [ وقال تعالى((وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله أنا فاعبدون)) ]سورة الأنبياء 25.[
هذا هو الأساس وهذا هو الأصل وهذا هو القاعدة، فكيف نزهد في هذا الأمر ونغفل عنه ونخطّئ من يدعو إليه ويقال عن هذا يفرق بين المسلمين! لا هذا لا يفرق بين المسلمين هذا يجمع كلمة المسلمين لأن كلمة المسلمين لا تجتمع إلا على كلمة التوحيد ولا يستتب الأمن والاستقرار إلا على التوحيد قال الله سبحانه وتعالى (( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكننّ لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً )) ]سورة النور55 [، بهذا الشرط هذا هو الأساس إنما تحصل هذه المطالب العظيمة بعبادة الله وحده لا شريك له " يعبدونني لا يشركون بي شيئاً "، فلا تجتمع كلمة الأمة ولا يصح بناء الأمة إلا على كلمة التوحيد، ـ على عقيدة التوحيد الصحيحة ـ أما إذا دخل الشرك وتفشّت البدع والخرافات وتركت وقيل اتركوا الناس، الناس أحرار في عقائدهم اتركوهم لا تنفروهم، بهذا يحصل الاختلاف ويحصل التفرق ويدخل الشيطان بين صفوف المسلمين فيفرق جماعتهم كما هو الواقع. أضرب لكم مثلاً في هذه البلاد:
هذه البلاد قبل دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهّاب رحمه الله إلى التوحيد كانت متفرقة كل قرية لها أمير وحكومة وكل قرية تخض للأخرى وكل قرية تحارب الأخرى بل يذكر التاريخ أن أهل القرية يتقاتلون فيما بينهم ـ سلب ونهب وقتل وقتيل ـ، فلما جاء الله بهذه الدعوة المباركة على يد هذا الرجل الصالح المفلح توحدت البلاد وصارت تحت قيادة واحدة وصارت لها دولة قامت على الدين وعلى التوحيد ولا زالت ولله الحمد، هذا لأنه أسس التوحيد، لكن قبل أن يؤسس التوحيد في البلاد كانت البلاد متفرقة وكانوا يتبركون بالأشجار والأحجار وكان السحرة يعملون عملهم بين الناس وكان المشعوذون يتجولون في القرى ويخربون عقائد الناس وكان الحكم عند القبائل والعوائد الجاهلية ما فيه حكم بالشرع ولا فيه عقيدة صحيحة ولا فيه اجتماع، فلما جاء الله بهذا النور وبهذه الدعوة المباركة توحدت البلاد واطمأن العباد وأقيمت الحدود وأمر بالمعروف ونهي من المنكر وصار المسلمون أخوة، هذا ببركة عقيدة التوحيد الصالحة الصحيحة.
وحالة العرب قبل بعثة الرسول صلى الله عليه و سلم كانوا متفرقين متشتتين ـ ثارات وغارات وقبائل ـ فلما بُعث النبي صلى الله عليه و سلم ودعاهم إلى التوحيد واستجابوا لله ورسوله توحدوا وصاروا قوة هائلة في الأرض سادت العباد والبلاد وذكرهم الله تعالى بقوله (( واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون )) ]سورة آل عمران-103 [، الله سبحانه وتعالى بين ما كانت عليه حالتهم قبل دعوة الرسول صلى الله عليه و سلم وما كانت عليه بعد دعوته صلى الله عليه و سلم واستجابتهم له، ويقول الله سبحانه وتعالى: (( لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبلُ لفي ضلال مبين )) ]سورة آل عمران-164 [، كانوا قبل بعثة الرسول صلى الله عليه و سلم في ضلال مبين وكانوا مطمعاً للشعوب الأخرى ـ فارس و الروم ـ وكل دولة من دول الكفر كان لها نصيب في جزيرة العرب فلما جاء الإسلام ودخلوا في دين الله انعكس الأمر فصارت جزيرة العرب تسيطر على العالم وامتدت الفتوح وانتشر الإسلام ودخل الناس في دين الله أفواجاً. والإمام مالك رحمه الله يقول: [ لايصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح أولها ]

فإذا كانت هذه الأمة الآن تريد الاجتماع وتريد القوة وتريد الائتلاف فإنه لا يصلحها إلا ما أصلح أولها، الذي أصلح أولها هو التوحيد ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بالتوحيد والاجتماع على كلمة التوحيد وعلى كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم.

هذا هو الذي يجمع الأمة " العقيدة الصحيحة والعمل الصالح "، الله تعالى يقول:(( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق)) ]سورة الفتح-28 [.
الهدى هو العلم النافع ودين الحق هو العمل الصالح ولا يمكن أن تجتمع هذه الأمة إلا بالعلم النافع والعمل الصالح الذي أساسه التوحيد وإفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة.
ليس التوحيد ما يقوله بعض الجهّال أو الضلاّل الذين يقولون أن التوحيد هو الإقرار بوجود الله أو الإقرار بأن الله هو الخالق الرازق المحي المميت، هذا توحيد لكنه ليس التوحيد المطلوب هذا التوحيد الذي يقولونه أقرّ به المشركون ولم يدخلهم في الإسلام يقول الله سبحانه تعالى (( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولونّ الله )) ]سورة لقمان-25 [، ويقول الله سبحانه وتعالى (( أمّن يبدؤا الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والأرض ومن يدبر الأمر فسيقولون الله )) ]سورة النمل-64 [، ويقول(( قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله )) ]سورة المؤمنون-84 [، صاروا مقرّين بأن الله هو الخالق الرازق الذي يملك السماوات والأرض ومن فيهن وهم مشركون ولم يدخلهم ذلك في الإسلام حتى أقرّوا واعترفوا بأن العبادة لله سبحانه وتعالى فأفردوا الله بالعبادة وتركوا عبادة الأصنام والأوثان والأحجار والأشجار وأخلصوا العبادة لله حينئذٍ صاروا مسلمين، أما اقتصار التوحيد على توحيد الربوبية فهذا ليس بتوحيد هذا أقرّ به أبو جهل رأس الكفر وأبو لهب وكل الكفرة أقرّوا بتوحيد الربوبية وأنّ الله هو الخالق الرازق المحي المميت المدبر لكنهم يعبدون معه أصنام فصاروا مشركين ـ موحدين توحيد الربوبية ومشركين بالألوهية ـولا ينفع توحيد الربوبية بدون توحيد الألوهية.
لابد من توحيد الألوهية الذي هو إفراد الله بالعبادة وترك عبادة من سواه كما قال الله تعالى (( ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت )) ]سورة النحل-36 [،وقال تعالى(( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً)) ]سورة النساء-36 [، ما قال أقرّوا بأنّ الله هو الخالق الرازق المحي المميت لأن هذا موجود يقرّون به ولكن هذا لا يكفي.
التوحيد المطلوب هو توحيد الألوهية وهو إفراد الله بالعبادة الذي لا ينجي من عذاب الله إلا هو يقول الرسول صلى الله عليه و سلم :[ أمرت أن أقاتل الناس ـ أي يقاتل الناس الذين يقولون أن الله هو الخالق الرازق المحي المميت ـ حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحقها ]2، المشركون كانوا يقرّون أن الله هو الخالق الرازق المدبّر ويعترفون أن آلهتهم التي يعبدونها أنّها لا تخلق ولا ترزق ولا تدبّر شيئاً إنما اتخذوها شفعاء ووسائط بين الله بزعمهم ومع إقرارهم بتوحيد الربوبية لمّا قال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم قولوا لا إله إلا الله قالوا: (( أجعل الآلهة إلهاً واحداً إنّ هذا لشيء عجاب وانطلق الملأ من بينهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إنّ هذا لشيء يراد ما سمعنا بهذا في الملّة الآخرة إن هذا إلا اختلاق آءنزل عليه الذكر من بيننا بل لمّا يذوقوا عذاب ))]سورة ص-4..6 [،يعني كذب يتهمون الرسول صلى الله عليه و سلم لمّا دعاهم إلى توحيد الألوهية وقال تعالى في الآية الأخرى: (( إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ))]سورة الصافات-35 [، ويقولون: (( آءنّا لتاركو آلهتنا لشاعر مجنون بل جاء بالحق وصدّق المرسلين )) ]سورة الصافات-37 [، المرسلون كلهم يدعون إلى لا إله إلا الله وخاتمهم وإمامهم وأفضلهم محمد صلى الله عليه و سلم صدّقهم ودعا إلى التوحيد بل جاء بالحق وصدّق المرسلين الذين من قبله لأنهم كلهم دعوا إلى التوحيد وإلى عبادة الله وحده لا شريك له. لو كان معنى لا إله إلا الله هو الإقرار بأن الله هو الخالق الرازق لما قال لهم قولوا لا إله إلا الله دلّ على هذا أن هذا غير هذا وأنه لابد من إفراد الله تعالى بالعبادة قال الله تعالى: (( يأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم ـ لأنهم يقرّون بأن الله هو الذي خلقهم ـ والذين قبلكم لعلّكم تتقون الذي جعل لكم الأرض فراشاً والسماء بناءً وأنزل من السماء ماءً فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون )) ]سورة البقرة-21،22 [، لا تجعلوا الناس شركاء في العبادة وأنتم تعلمون أن لا خالق ولا رازق إلا الله تعالى وتقرّون بأنّ آلهتكم هذه لا تخلق ولا ترزق، احتج الله عليهم بما أقرّوا به على ما جحدوه من توحيد الألوهية.

فتوحيد الألوهية هو مناط السعادة والشقاوة لابد من تحقيقه ولابد من الدعوة إليه ولابد من بيانه للناس، فالذي يقول لا إله إلا الله ولكنه يعبد القبور والأشجار والأحجار ويتقرّب إلى الأولياء والصالحين والجن والملائكة بشيءٍ من العبادات، هذا مشرك كافر بالله سبحانه وتعالى يجب أن يدعى إلى التوحيد فإن أقرّ به وإلاّ قتل قال الله تعالى: (( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير وإن تولّوا فاعلموا أن الله هو مولاكم نعم المولى ونعم النصير )) ]سورة الأنفال-39،40 [، " قاتلوهم حتى لا تكون فتنة " يعني شرك، " ويكون الدين كله لله " لا يكون فيه شيء للقبر ولا للصنم ولا للولي ولا للملك ولا للجن ولا للإنس الدين كله لله ـ الدين الذي هو العبادة ‘‘ الصلاة والصيام والدعاء والخوف والرجاء والنذر والرغبة والرهبة والذبح وغير ذلك ‘‘.

فالذي يقسم الدين بين الله وغيره كالقبر والولي فهذا مشرك بالله عزّ وجل كافر بالله، الله تعالى يقول في الحديث القدسي[ أنا أغنـى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك فيه غيري تركته وشركه ]3، وفي رواية [ فأنا منه بريء وهو للذي أشرك ]4، فالله عزّ وجل لا يقبل العمل الذي فيه شرك ولا يقبل إلا العمل الخالص لوجهه الكريم ولابد مع ذلك البراءة من المشركين ومن الشرك، يقول الله تعالى:( إن إبراهيم كان أمة قانتاً لله حنيفاً ولم يكن من المشركين)) ]سورة النحل-120 [، ويقول: (( وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براءٌ مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين )) ]سورة الزخرف-26 [، وقال (( لقد كان لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا إنّا برءاؤا منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده )) ]سورة الممتحنة-4 [، هذا هو الدين وهذه ملّة إبراهيم عليه والسلام التي لا ينجو أحد إلا باتباعها ولا يدخل الجنة أحد إلا باتباعها، فأمر العقيدة والتوحيد عظيم، فالكفار والمشركين من اليهود والنصارى يدعون إلى التوحيد وكذلك المرتدّون من المسلمين الذين قالوا لا إله إلا الله ودخلوا الإسلام ثم نكصوا على أعقابهم وصاروا يدعون القبور هؤلاء نحكم عليهم بالردة وندعوهم إلى التوحيد والرجوع إلى الدين من جديد فإن تابوا وإلا قُتلوا (( فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحشروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم )) ]سورة التوبة-5 [، وفي الآية الأخرى: (( فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين )) ]سورة التوبة-11 [.
فالمشرك والكافر يدعى إلى الإسلام والمرتد من المسلمين يدعى إلى التوبة وتصحيح الدين الذي أخل به من عقيدته ويدعى إلى إخلاص العبادة والتوبة من عبادة القبور ومن التقرب إلى الأولياء والصالحين وتحقيق معنى لا إله إلا الله التي ينطق بها، وكذلك المسلم الموحد الذي لا يصدر منه شرك أيضاً يبين له التوحيد الصحيح حتى لا يخطئ وتشرح له العقيدة وخصوصاً أولاد المسلمين وعوام المسلمين وطلبة العلم المبتدئين، وكذلك العلماء الضلاّل أيضاً يدعون إلى تصحيح علمهم وعقيدتهم.
فاليهود كانوا علماء لكنهم علماء سوء فالرسول وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فإن انتهوا قال لمعاذ[ إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب ـ أي علماء ـ فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله ]، أهل علم وأهل دين ويدعون إلى شهادة أن لا إله إلا الله لأنهم تركوها وهم يدّعون أنهم على دين فالانتساب إلى الدين لا يكفي.
الله تعالى يقول: (( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر ولا يحرّمون ما حرّم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون))]سورة التوبة 29 [ ،فالعالم إذا انحرف فإنه يدعى إلى التوحيد ولو كان عالماً فإن استجاب وإلا فإنه يقتل إن كان فرداً وإن كانوا جماعة يقاتلون حتى يكون الدين كله لله عزّ وجل.
التـوحيد إذاً هو: إفراد الله بالعبادة وترك عبادة ما سواه نوضح هذا للناس وتوضح العبادة ما معناها.
العـبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة.
العبادة تكون بالقلب ‘ من الخوف والخشية والرجاء والرغبة والرهبة والتوكل والإنابة والإخلاص‘ هذه كلها من أعمال القلب وتسمى عبادة قلبية.
وتكون على اللسان ‘ من ذكر لله سبحانه وتعالى والتسبيح والتكبير والتهليل والتحميد ‘ هذه عبادة يتحرك بها اللسان.
وتكون على الجوارح ‘ من الصلاة والصوم والحج والجهاد في سبيل الله وإخراج الزكاة وصلة الأرحام والمر بالمعروف والنهي عن المنكر ‘.
فكل هذه عبادة شرعها الله عزّ وجل وكلها يجب أن تفرد وتخلص لله عزّ وجل ولا يكون فيها شائبة شرك قال تعالى: (( قل إنما أنا يشرٌ مثلكم يُوحى إليّ أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً )) ]سورة الكهف-110 [، لم يقتصر على قوله " فليعمل عملاً صالحاً " بل قال " ولا يشرك " لأن العمل الصالح إن دخله شرك بطل وإن كان صالحاً يفسده الشرك ويبطله.


والعمل لا يقبل إلا بشرطين :

الشـرط الأول: الإخلاص لوجـه الله تعـالى.
الشـرط الثـاني: المتـابعة للرسـول صلى الله عليه و سلم .

وهذا جاء في قوله تعالى (( وقالوا لن يدخل الجنة إلا من هوداً أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن )) ]سورة البقرة-111 [.
قوله " من أسلم وجهه لله " هذا هو الإخلاص، الإخلاص في العمل بحيث لا يكون فيه شرك لا أكبر ولا أصغر.
وقوله " وهو محسن " هذا هو الشرط الثاني، فالإحسان هو المتابعة للرسولصلى الله عليه و سلم .

فكل عمل لا يتوفر فيه هذان الشرطان يكون باطلاً ـ فالعمل إذا كان فيه شرك فهو مردود وإذا كان فيه بدعة فهو مردود أيضاً لقوله صلى الله عليه و سلم [ من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد]5 وفي رواية [ من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ]6، فمهما حسنت نية الإنسان وقصده إذا كان يعمل عملاً لم يشرعه الرسول صلى الله عليه و سلم فهو بدعة ومردود عليه ولا يقبل مه شيء، وهذا هو معنى شهادة أن إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه و سلم .

ومعنى شهادة أن محمداً رسول الله: متابعته والاقتداء به وترك ما نهى عنه وتصديقه صلى الله عليه و سلم، أما الذي يقول أشهد أن محمداً رسول الله ولكنه لا يتّبعه ولا يعمل بشريعته بل يعمل بالبدع والمحدثات فهذا لا تصح شهادته، فلا بد من الإخلاص ـ وهذا هو معنى شهادة أن لا إله إلا الله ـ ومتابعته ـ وهذا هو معنى شهادة أن محمداً رسول الله صلى الله عليه و سلم
.
فالمشرّع هو الرسولصلى الله عليه و سلم وليس المشرّع العالم الفلاني أو الشيخ الفلاني، إنما العلماء يتبعون الرسول صلى الله عليه و سلم ويقتدون به، أمّا من انحرف عن طريق الرسول صلى الله عليه و سلم فإنه لا يتّبع ولا يُقتدى به ولو كان عالماً فهناك من العلماء الضلاّل الذين أضلوا الناس والنبي صلى الله عليه و سلم يقول: [ إنما أخشى على أمتي الأئمة المضلين ]7 الرسول صلى الله عليه و سلم يخشى على أمته الأئمة المضلين أئمة ومضلين يدعون إلى البدعة وإلى الخرافة وإلى المحدثات والعياذ بالله ويدعون إلى عبادة غير الله هؤلاء هم الأئمة المضلون من العلماء.
فالدين هو ما جاء به النبي صلى الله عليه و سلم وما توفي صلى الله عليه و سلم إلا والدين قد تكامل وأي أحد يزيد إضافة بعد الرسول صلى الله عليه و سلم ويريد أن يجعلها من الدين نقول له أن هذه بدعة، الله تعالى يقول (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً )) ]سورة المائدة-3 [، هذه الآية نزلت على النبي صلى الله عليه و سلم وهو واقف بعرفة في حجة الوداع ما عاش بعدها إلا شهرين وأياماً وتوفي صلى الله عليه و سلم وقد أكمل الله تعالى به الدين فحسبنا بما جاء من غير زيادة ولا نقصان هذا الذي يريد النجاة أما الذي يريد أن يشرّع للناس وأن يأتي للناس بعادات وتقاليد ومحدثات فذا مضلّل.

[ النبي صلى الله عليه و سلم يقول لمّا وعظ أصحابه موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب قالوا يا رسول الله كأنها موعظة مودِّع فأوصنا قال: أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمّر عليكم عبد فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين
المهديين من بعدي تمسّكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإيّاكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ]8.
وكان صلى الله عليه و سلم يقول في خطبه [ إن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدى هدى محمدٍ? وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة ] هكذا النبي صلى الله عليه و سلم يوصي الناس بالتمسك بكتاب الله وبسنته ويحذرهم من البدع والمحدثات والله تعالى أنزل وفرض علينا قراءة سورة الفاتحة في كل ركعة من صلواتنا وفي آخرها(( اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين )) الذين أنعم عليهم هم أهل العلم النافع والعمل الصالح أهل الاقتداء والاتباع قال الله تعالى (( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيئين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً )) ]سورة النساء-69 [.
" صراط الذين أنعمت عليهم " يعني " النبيئين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً " ، " غير المغضوب عليهم " هم العلماء الذين يدعون الناس إلى الضلال الذين لا يعملون بعلمهم يعرفون الحق ولا يعملون به يدعون إلى خلافه لهوىً في نفوسهم أو لأطماع يحصلون عليها أو رئاسات يتبوءونها ، يدعون الناس إلى إلى غير ما يعتقدون وإلى غير ما يعلمون من أجل أن يترأسوا عليهم ويتأكّلوا منهم ومن أجل أن يضلوهم عن سواء السبيل ، فالمغضوب عليهم كل من كان عنده علم ولكنه يخالفه ولا يعمل به وفي طليعتهم اليهود فهم عندهم علم (( الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه ـ يعني محمد صلى الله عليه و سلم ـ كما يعرفون أبناءهم وإن فريقاً منهم ليكتـمون الحـق وهم يعلمون )) ]سورة البقرة-146 [، فاليهود يعلمون ولكنهم لا يعملون بعلمهم فهم مغضوبٌ عليهم وكذلك مثلهم من هذه الأمة كل عالم يخالف علمه ولا يعمل به ولا يفتي بالحق ولا يدعو إلى التوحيد ولا يحذر الناس من الشرك يدخل في المغضوب عليهم.
" ولا الضالّين " الضالّون هم الجهّال الذين يعبدون الله على جهل وعلى غير دليل بالبدع والخرافات والمحدثات التي ما أنزل الله بها من سلطان فكل مخرّف ومبتدع ومُحدث في الدين ما ليس منه فهو داخل في الضالين ولهذا يقول عبد الله بن المبارك: [ من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود ومن فسد من عبّادنا ففيه شبه من النصارى ] ومصداق هذا في الآية الكريمة " غير المغضوب عليهم ولا الضالين ".
فالحاصل أن التوحيد هو الأساس وأنّ العقيدة هي رأس الدين ويجب أن نهتم بها وندعو الكفار إليها وندعو المرتدّين إلى الرجوع إليها وإلا يقتلون على ردتهم قال صلى الله عليه و سلم [ من بدّل دينه فاقتلوه ]9، وقال صلى الله عليه و سلم [ لا يحل دم امرئ إلا بثلاث الثيّب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفرّق للجماعة ]10 ، فالتارك لدينه هو المرتد المفرِّق لجماعة المسلمين فهذا يقتل.

فلذلك يجب أن ندعو المسلمين إلى أن يحققوا التوحيد ولا يكفي أن نتركهم ونقول أنهم مسلمين ويكفي ذلك، بل يجب أن نبين لهم العقيدة الصحيحة ونعلِّمهم وندرِّسهم ونحفِّظهم إيِّاها ونعلِّمهم ما يخلُّ بها من الشرك الأكبر والأصغر والبدع والخرافات لكي يجتنبوها لأنهم إذا جهلوها وقعوا فيها.
فبعض الناس يقول أنَّ أولاد المسلمين أولاد بيئة وأولا فطرة وهم مسلمون بدون توحيد ولا داعي لتعليمهم أركان الإسلام والإيمان وأركان التوحيد في المدارس، فهذا مضلِّل يريد تضليل المسلمين والعياذ بالله . سبحان الله ! إذا ما علّمناهم كيف يعرفون الدين وكيف يعرفون عبادة الله سبحانه وتعالى سيأخذون الدين من العادة (( إنّا وجدنا آبائنا على أمّة وإنّا على آثارهم مقتدون ))]سورة الزخرف-23 [، فنقول لهم لا بل يجب أن يأخذوا الدين عن علم وعن اعتقاد ومعرفة قال الله تعالى: (( فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات )) ]سورة محمد-19 [.
" فاعلم " أمر بالعلم قبل القول والعمل قال الله سبحانه وتعالى (( ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون )) ]سورة الزخرف-86 [.
" شهد بالحق " قال لا إله إلا الله، " وهم يعلمون " يعني هذه الكلمة.
وكيف يعرفون معناها وهم لم يتعلّموا ولم يدرسوا كتب العقيدة الصحيحة ولم يحفظوها ؟ ، فلا يكفي أن يقول لا إله إلا الله دون أن يعرفها ويطبقها ويوالي أهلها ويعادي أعدائها.

فالعقيدة هي أساس ديننا وهي قاعدة شريعتنا ولا يصح عمل إلا بتصحيح العقيدة مهما كانت الأعمال، الله يقول في الكفار والمشركين الذين يعملون من غير عقيدة ، (( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً )) ]سورة الفرقان-23 [، ـ الهباء هو الغبار الذي يصير أمام الشمس شعاعاً ـ أعمال الكفار يوم القيامة تصير هباءً لأنها ما بنيت على عقيدة يقول الله تعالى (( والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً ووجد الله عنده فوفّاه حسابه والله سريع الحساب )) ]سورة النور-39 [، ـ ماذا تكون حالة العطشان إذا جاء ليشرب ولم يجد شيئاً ؟ كذلك حالة المشرك والكافر والعياذ بالله إذا جاء يوم القيامة وهو بحاجة للحسنات والأعمال الصالحة وما وجد شيئاً ـ ، ويقول الله سبحانه وتعالى (( مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء ذلك هو الضلال البعيد )) ]سورة إبراهيم-18 [ ،هذه أمثلة القرآن في أعمال الكفار والمشركين لأنها لم تبنى على أساس وهو العقيدة.

إذن العقيدة أمر مهم لا يجوز للمسلم أن يتساهل بشأنها وأن يحقِّر من ويقول وأن يقلِّل من أهميتها ويقول انظروا للناس واقعين في الربا والسفور والزنا نعم هذه معاصي ولكنهم واقعين فيما هو أكبر من ذلك وهو الشرك والكفر بالله ، ففي البلاد التي يسمونها إسلامية تجدهم واقعين في الشرك في وضح النهار تبنى الأصنام ويطوفون بها ويذبحون وينذرون لها ومع هذا نغطي رؤوسنا ونقول ادعوا الناس إلى الأخلاق والزهد ويقولون أن الشرك هو محبة الدنيا أخرجوها من قلوبكم، والبعض يقول أن الشرك هو الحاكمية اتركوا المحاكم تحكم بالشرع ـ نعم مطلوب أنّ المحاكم تحكم بالشرع ـ ولكن حتى لو فرضنا أنها حكمت بالشرع فما دام الشرك موجود ومادام في الأرض أضرحة وقبور وفيها دعاة إلى الشرك لا يكفي أن نجعل المحاكم تحكم بالشرع ، الشرك ليس بالحاكمية فقط بل هو عبادة غير الله سبحانه وتعالى وتدخل فيه الحاكمية. فالرسول صلى الله عليه و سلم لو قال للمشركين اتركونا نجتمع ونبطل الحكم بعوائد الجاهلية ونحكم الناس بالشرع وليبقى كل واحد على دينه فلا يكون هذا دين ولا تستقيم به ملّة .

فلابدّ من تصحيح العقيدة أولاً ولابد من تحقيق لا إله إلا الله ولابد من إزالة الشرك ومظاهره من البلاد ثمّ تأتي بعد ذلك أوامر الدين وشرائعه لأننا إذا حققنا الأساس أقمنا عليه البناء الصحيح.
(( أفمن أسّس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خيرٌ أمّن أسّس بنيانه على شفا جُرُفٍ هارٍ فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين )) ]سورة التوبة-109 [ .

فالواجب علينا أن نعرف هذا الأمر وأن نهتم به وأن ندرسه أولاً وندرِّسه لأبنائنا وإخواننا وأن نحرص عليه ونكثِّف مناهجه في المدارس والمعاهد والكليات وفي المساجد وأن نعمِّر به بيوتنا ودروسنا.
هذا هو الأساس الصحيح وماعداه فهو تابع له ومكمل له.
فلهذا ندعو إلى تصحيح العقيدة والعناية بها وتعلمها وتعليمها وتأليف الكتب والرسائل فيها وطبعها ونشرها وتوزيعها ، ثمّ يتبعها بقية أوامر وشرائع الدين.

نسأل الله عزّ وجل أن يرزقنا وإيّاكم معرفة الحق والعمل به والدعوة إليه
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم (( والعصر إنّ الإنسان لفي خسرٍ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحـق وتواصوا بالصبر )).

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنّه هو الغفور الرحيم وصلّى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

1- متفق عليه
1- متفـق عليه
1- في صحيح مسلم
2- في سنن ابن ماجة
1- متفق عليه
2- متفق عليه
3- رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ، وهو في مسند الإمام أحمد وسنن أبي داوود وسنن الدارمي
1- الحديث أورده النووي في الأربعين، ورواه أبو داوود والترمذي وقال: حسن صحيح وهذا لفظه: [ وعظنا رسول الله ? موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودِّع فأوصنا فقال: أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمّر عليكم عبد فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضّوا عليها بالنواجذ إيّاكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة ]. وكذلك موجود في سنن ابن ماجة ومسند أحمد وسنن الدارمي.
1- رواه البخاري في صحيحه والترمذي والنسائي وأبو داوود وابن ماجة في سننهم وأحمد في مسنده
2- رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما والترمذي والنسائي وأبو داوود وابن ماجة والدارمي في سننهم والإمام أحمد في مسنده.

للامانة الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




جزاكم الله خيرا و أحسن إليكم و غفر لنا و لكم




بارك الله فيك أختي أم ليلى على الموضوع الطيب

تقبلي مروري




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

بارك الله فيك
شكرا




في محرآب التميز ..
لك قدرة عجيبة على صياغة الكلم
وجعلها سلسلة وذات احرف عذبة
سلمت أناملك




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[صوتية وتفريغها] الرافضة تُكفّر المسلمين للشيخ محمد بن عبد الله الإمام حفظه الله فضا

تعليمية تعليمية
[صوتية وتفريغها] الرافضة تُكفّر المسلمين للشيخ محمد بن عبد الله الإمام حفظه الله..فضائح الرافضة

بسم الله الرحمن الرحيم
إليكم تفريغ هذه المحاضرة القيّمة والتي بعنوان


:: الرّافضة تُكفّر المسلمين ::


لفضيلة الشيخ

محمد بن عبد الله الإمام حَفِظه الله

تفريغ

أم دعاء السلفية


لتحميل المحاضرة صوتيا فضلاً من هنا


والتفريغ في المرفقات.

لا تنسونا من دعوةٍ بظهر الغيب

الملفات المرفقة تعليمية تفريغ الرافضة يكفرون المسلمين للشيخ محمد الامام.docx‏ (38.9 كيلوبايت) تعليمية تفريغ الرافضة يكفرون المسلمين للشيخ محمد الامام.doc‏ (75.0 كيلوبايت)

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

مفتاح دار السلام بتحقيق شهادتي الإسلام

مفتاح دار السلام بتحقيق شهادتي الإسلام
الشيخ/حافظ الحكمي -رحمه الله-

الحمد لله الذي نشر على منابر الكائنات أعلام التوحيد , ونكس رايات أهل الشرك والتنديد , وقصم بشدة بطشه كل جبار عنيد , وأيد بنصره وتأييده من أفرده بالتوحيد, وسقى قلوبهم بوابل الكتاب وظل السنة فأثمرت المعتقد الخالص والقول السديد , يعطي ويمنع , ويخفض ويرفع , ويصل ويقطع , وله الحكمة البالغة , والحجة الدامغة , وما ربك بظلام للعبيد , أحمده سبحانه وأشكره , وأتوب إليه وأستغفره , وأسأله لذة النظر إلى وجهه في يوم المزيد , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , المحصي المبدئ المعيد, الفعال لما يريد , تعالى عن أن يكون له شريك في الملك أو ولي من الذل أو صاحبة أو ولد أو والد أو كفؤ أو نديد , وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله سيد الخلق وخاتم الرسل الكرام العبيد , صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه الذين جردوا سيوف الحق لإزهاق كل باطل وإرغام كل كفار عنيد .

أما بعد : فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله , فاتقوا الله عباد الله رحمكم الله , واعلموا أنكم لم تخلقوا عبثا ولا سدى , بل والله خلقكم لأمر عظيم , وخطب جسيم , بينه في محكم تنزيله , وهو الحكيم في خلقه وشرعه الصادق في قيله , ومن أصدق من الله قيلا , وأبين دليلا: )و ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون , ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون) فأخبرنا تعالى أنه ما خلقنا إلا لعبادته , والعبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة و الباطنة , وأصل العبادة وقوامها الذي لا قوام لها بدونه هو التوحيد الذي أرسلت به الرسل ونزلت به الكتب ومن أجله أمر بالجهاد , وفرض على كل فرد من الأفراد , ولأجله خلقت الدنيا والآخرة , والجامع له كلمة خفيفة اللفظ واسعة المعنى جليلة القدر, وهو لا إله إلا الله , كلمة الشهادة ومفتاح دار السعادة فهي أصل الدين وأساسه ورأس أمره وساق شجرته وعمود فسطاطه , وبقية الأركان والفرائض متفرعة عنها متشعبة منها مكملات لها مقيدة بالتزام معناها , والعمل بمقتضاها , فهي العروة الوثقى التي قال الله تعالى: (فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها) الآية , وهي العهد الذي ذكر الله تعالى في قوله: (لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا) , وهي الحسنة التي ذكر الله عز وجل في قوله: (من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون), وهي كلمة الحق التي ذكر الله عز وجل في قوله : (إلا من شهد بالحق وهم يعلمون), وهي كلمة التقوى التي ذكر الله تعالى في قوله: (وألزمهم كلمة التقوى و كانوا أحق بها وأهلها) , وهي المثل الأعلى الذي ذكر الله تعالى: (وله المثل الأعلى في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم) , وهي الحسنى التي ذكر الله عز وجل في قوله :(فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى), وهي القول الثابت الذي قال الله عز وجل: (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة) الآيات , وعنها يسأل الله الرسل وأممهم حيث يقول تعالى :(فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين), فيقول للرسل :(ماذا أجبتم) ويقول للأمم :(ماذا أجبتم المرسلين) , وفي الحديث : «لو أن السماوات السبع و الأرضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة مالت بهن لا إله إلا الله» , ولكنها قد قيدت بقيود ثقال , هي أثقل على من أضله الله من الجبال , وأشق عليه حملها من السلاسل و الأغلال , أما من وفقه الله وهداه , ويسر له سبل النجاة , وجعل هواه تبعا لما جاء به رسوله و مصطفاه , فهي أسهل عليه وألذ لديه من العذب الزلال .

الأول : العلم بمعناها الذي دلت عليه وأرشدت إليه , قال الله تعالى : (إلا من شهد بالحق وهم يعلمون) أي شهدوا بلا إله إلا الله وهم يعلمون بقلوبهم معنى ما نطقوا به بألسنتهم , وفي مسلم عن عثمان رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة» فقيدها بالعلم بمعناها وهو نفي العبادة عن كل ما سوى الله عز وجل , وإثباتها لله وحده لا شريك له , أما من هذى بها هذيانا ككلام النائم لا يعلم معناها , فكيف ينفي ما نفت ويثبت ما أثبتت وهو لا يعلم شيئا من ذلك أم كيف يعمل بمقتضى ما لا يعلمه .

الثاني : اليقين بما دلت عليه في الشهادة والغيب , المنافي لمناقضه من الشك و الريب , قال تعالى : (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون) , فقصر الإيمان عليهم مع التقيد بكونهم لم يرتابوا أي لم يشكوا , فلا إيمان لمن قالها شاكا مرتابا , و لو قالها بعدد الأنفاس , ولو صرح بها حتى يسمع جميع الناس , وفي مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة» , وفيه من حديثه أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه بنعليه فقال : «اذهب بنعلي هاتين فمن لقيت وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه بشره بالجنة» الحديث , فقيد استحقاق قائلها دخول الجنة وتبشيره بها بكونه غير شاك فيهما , وبكونه مستيقنا بها قلبه , والمعنى في ذلك واحد , فنفي الشك يفيد ثبوت اليقين , وثبوت اليقين يفيد نفي الشك .

الثالث : القبول لها المنافي لرد مدلولها , قال الله تعالى : (إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون) والآيات هنا المراد بها القرآن ومعظمه في حق هذه الكلمة , وذكروا ووعظوا , وهم لا يستكبرون أي عن الإيمان بالله وطاعته وذلك هو حقيقة التأله المنفي عن سوى الله بـ˝لا إله˝ المثبت له سبحانه بـ˝إلا الله˝ , ولا رد أعظم من الاستكبار ولهذا قال تعالى في حق من ردها بعد أن ذكر ما وعدهم به من العذاب أنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون , ويقولون : (أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون), فلم يتركوا آلهتهم المنفية بلا إله ولم يقبلوا إثبات إلا الله , فقال تعالى تكذيبا لهم وتصديقا لنبيه صلى الله عليه وسلم :(بل جاء بالحق وصدق المرسلين) , وفي الصحيح عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «مثل ما بعثني الله به من الدين والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله به الناس فشربوا وسقوا وزرعوا, وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بشر الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدي الله الذي أرسلت به» , فانظر هذا الحديث واعتبر به فهو عبرة لأولي الأبصار فإنك إذا أمعنت النظر فيه رأيته يحتوي على ما لم يتسع له المجلدات الكبار , والمقصود هنا أن المثلين الأولين لمن قبل هدي الله الذي هذه الكلمة أصله وإن كانوا على درجتين متفاوتتين , والمثل الثالث لمن لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبله فلم ينتفع هو ولم ينفع غيره , بل هو ضرر محض على نفسه وعلى غيره .

الرابع : الانقياد لمعناها المنافي لترك العمل بمقتضاها , قال الله تعالى :(ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى) الآية , يسلم وجهه إلى الله فينقاد ويقبل على طاعته وهو محسن أي موحد , فقد استمسك بالعروة الوثقى أي بلا إله إلا الله , فخرج بذلك من لم يسلم وجهه إلى الله ولم يك محسنا فإنه لم يتمسك بها وهو المعني بقوله تعالى بعد ذلك (ومن كفر فلا يحزنك كفره إلينا مرجعهم فننبؤهم بما عملوا إن الله عليم بذات الصدور , نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ) , وفي الأربعين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به» فجعل الشرط في الإيمان أن ينقاد لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم .

الخامس : إخلاص الدين لله عز وجل المنافي للشرك الذي لا يقبل معه , قال الله تعالى (ألا لله الدين الخالص) , وقال تعالى (فاعبد الله مخلصا له الدين), وقال تعالى (قل الله أعبد مخلصا له ديني) , وقال تعالى (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة) , وقال تعالى (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين) الآية , فجعل الله تعالى الشرط كونهم مع المؤمنين أن يخلصوا دينهم لله فمن قالها ظاهرا ولم يك مخلصا فليس هو مع المؤمنين بل هو مع المنافقين الذين هم في الدرك الأسفل من النار , وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ومن مات يشرك بالله شيئا دخل النار» رواه البخاري ومسلم من حديث ابن مسعود وجابر وغيرهما , ولما قال له أبو هريرة من أسعد الناس بشفاعتك يا رسول الله قال : «من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه» , وهذا مما لا يحتمل التأويل ولا يحتاج إلى تفصيل .

السادس : الصدق المنافي للكذب , وهو أن يتواطأ على ذلك القلب واللسان , قال تعالى :(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين), وقال تعالى في كشف ما أضمره المنافقون وهتك أستارهم حيث أظهروا الإسلام وأبطنوا الكفر :(ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين , يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون , في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون) فزاد الله قلوبهم مرضا وأنها لم تواطئ ألسنتهم فهم أشر من الكفار, ومأواهم الدرك الأسفل من النار, وقد بين الله عز وجل في سورة التوبة كثيرا من فضائحهم بقوله سبحانه وتعالى ومنهم و منهم وكذا في سورة النساء وإذا جاءك المنافقون وغيرها يشهد سبحانه أنهم لكاذبون , وفي حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم «ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار»متفق عليه , وفي حديث الأعرابي الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأل عن أركان الإسلام التي أعظمها هذه الكلمة لما أخبره النبي صلى الله عليه وسلم بذلك قال : هل علي غيرها؟ قال : لا , إلا أن تطوع , قال : والله لا أزيد عليها ولا أنقص , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أفلح إن صدق», فاشترط في فلاحه أن يكون صادقا فخرج بذلك الكاذب المنافق فإنه لا فلاح له أبدا بل له الخيبة والردى عياذا بالله من ذلك .

السابع : المحبة , وهو أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما و أن يحب في الله ويبغض في الله ويوالي في الله ويعادي في الله , قال تعالى :(والذين آمنوا أشد حبا لله) , وقال تعالى :(يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأت الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين) الآية , وقال تعالى :(لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم) الآية , فوصف الله سبحانه عباده المؤمنين بأنهم أشد حبا وأنهم يحبهم ويحبونه وأنهم لا يوادون من حاد الله ورسوله ولا يتولوهم , قال تعالى :(ومن يتولهم منكم فإنه منهم , إن الله لا يهدي القوم الظالمين) , وفي الصحيح عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان , أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما , وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله , وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار» وفيه أيضا عنه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين» .

* ثم اعلم أنه لا يكون من شهد أن لا إله إلا الله مؤمنا حتى يشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم مع التزامه فيها بجميع الشروط التي قدمناها مع أدلتها من الكتاب والسنة والتي فرقت بين هاتين الشهادتين وبين شروطها المذكورة منطوقا ومفهوما
ومعنى شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله وسلم تصديقه في جميع ما أخبر به عن ربه عز وجل من أنباء ما قد سلف و أخبار ما سيأتي, و في ما أحل من حلال وحرم من حرام ,تصديقا جازما بيقين صادق لا شكوك تداخله ولا أوهام , والامتثال و الانقياد لما أمر به من شرائع الإسلام ,والكف والانتهاء عما نهى عنه من المحارم والأسقام , و اتباع شريعته والتزام سنته في السر والجهر مع الرضا بما قضاه والاستسلام , وذلك لأنا إذا علمنا وتيقنا أنه رسول من عند الله عز وجل علمنا وتيقنا أن أمره ونهيه وجميع شرعه إنما هو تبليغ منه لما أمر به الله ونهى عنه وشرعه ولهذا قال تعالى 🙁من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا) , وقال تعالى :(قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم) , وقال تعالى :(وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) , وقال تعالى :(فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) فطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم هي من طاعة الله ومعصيته معصية لله واتباعه هو اتباع محاب الله ومرضاته وموجبات مغفرته ورحمته وتحكيمه هو تحكيم ما أنزل الله وكراهية حكمه كراهية حكم الله عز وجل , فهو صلى الله عليه وسلم لم يأمر إلا بما أمر الله به , ولم ينهى إلا عما نهى الله عنه , و لم يشرع إلا بأمر من الله , و لم يحكم إلا بما أراد الله عز وجل ولهذا قال تعالى : (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين) , وقال تعالى : (قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم وإن تطيعوه تهتدوا و ما على الرسول إلا البلاغ المبين) , وقال تعالى : (قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا, إلا بلاغا من الله ورسالاته ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا) , و قال تعالى : (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) , فهو صلى الله عليه وسلم عبد لا يعبد , ورسول لا يكذب , بل يطاع ويتبع فنشهد أنه عبد الله ورسوله , شرفه الله بالعبودية ونوه بوصفه بها في أشرف مقاماته , فقال تعالى : (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا) , وقال تعالى : (فأوحى إلى عبده ما أوحى) وقال : (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب) , وقال تعالى : (وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله) إلى غير ذلك , وقد شهد تعالى بالرسالة فقال : (والله يعلم إنك لرسوله) , وقال تعالى : (محمد رسول الله) , وقال تعالى : (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل) , وقال تعالى : (رسولا منهم يتلو عليهم آياته) , وقال تعالى : (عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون و يؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون , الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون) .
ونشهد بعموم رسالته إلى الناس جميعا جنهم وإنسهم , قال الله تعالى : (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون) , وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : «والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار» , و قد أخذ الله عز وجل ميثاق النبيين على الإيمان به فقال تعالى : (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين) , ونشهد أن كل عامل بعد بعثته على خلاف ما بعث به صلى الله عليه وسلم لن يقبل منه مثقال ذرة ولو عمل لأن الله بعثه بدين الإسلام والله تعالى يقول : (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) , وفي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» وفي رواية لمسلم «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد» , ونشهد أنه صلى الله عليه وسلم لم يتوفاه الله عز وجل حتى أكمل لنا به الدين وبلغ ما أرسله به البلاغ المبين , ولم يترك خيرا إلا دل الأمة عليه وأرشدهم إليه , ولا شرا إلا حذرهم منه ونهاهم عنه , وتركهم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك , وقد أنزل الله عز وجل في حجة الوداع التي هي آخر اجتماعه بالناس (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) , وفيها خطب ذلك الجمع العظيم وقال في خطبته تلك : «ألا هل بلغت , قالوا : نعم , قال : اللهم اشهد , ثلاثا يرفع إصبعه إلى السماء وينكثها إلى الناس اللهم اشهد» الحديث في الصحيحين .

ونشهد أنه خاتم النبيين ولا نبي بعده , ومن ادعى النبوة بعده فهو كاذب ومن صدقه فهو كافر , قال الله تعالى : (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين) , وفي حديث الدجال في الصحيحين وغيرهما قال صلى الله عليه وسلم أنه يزعم أنه نبي وأنا خاتم النبيين ولا نبي بعدي , وكذا في المسند من حديث ثوبان رضي الله عنه : «وأنه يكون بعدي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبي وأنا خاتم النبيين ولا نبي بعدي» , فهو صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وسيد ولد آدم أجمعين حتى الأنبياء والمرسلين .
قال تعالى : (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات) قال أهل التفسير : ورفع بعضهم درجات هو محمد صلى الله عليه وسلم , وفي حديث الشفاعة الطويل «أنا سيد ولد آدم ولا فخر» , ونؤمن بما أجراه الله على يديه من المعجزات الخوارق للعادة التي أعظمها القرآن العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد , وقال فيه صلى الله عليه وسلم : «إني تارك فيكم ما إذا تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله» الحديث في الصحيح , ونؤمن بما سيكرمه الله به في الآخرة من الكرامات التي أعظمها المقام المحمود الذي وعده , وأنه أول من يفتح له باب الجنة , إلى غير ذلك مما لا يدخل تحت حصر , والأدلة من الكتاب والسنة على مطالب الشهادتين وشروطها أكثر من أن تحصر , وقد اقتصرنا في كل مسألة على دليل من الكتاب والسنة لقصد الاختصار وإلا فهو بعض من كل , ودق من جل , وقطرة من بحر , وفيه إن شاء الله كفاية لمن أراد الله إخراجه من الظلمات إلى النور , وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم , وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم .




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[فتاوى] أين الله؟

تعليمية تعليمية
[فتاوى] أين الله؟

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

فضيلة الشيخ/ محمد بن عبد الله الإمام أفتونا في هذه المسألة وجزاكم الله خيراً

السؤال:

لقد قام بعض الأشخاص بتوزيع أوراق وهو أبو بكر الشقاع (المنصب) فذكر في طياتها كلاماً يقرر أن الله في الأرض وفي السماء فكثر الجدل والنقاش حول هذه المسألة. فما هو الصواب في هذه المقولة؟

الجواب:

الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه ومن والاه.. أما بعد:

اعملوا عباد الله أن القول بأن الله في كل مكان لم يحدث في أمة الإسلام إلا عن طريق الزنادقة، وهم الجهمية، وتفشى بعد ذلك وانتشر ذلك في بعض فرق الضلال كالمعتزلة والأشعرية والصوفية وغيرهم وهذا القول أشار إليه القرآن بأنه من عقائد النصارى في المسيح ابن مريم عليه السلام فلهذا لا يوجد عن الرسول rولا عن صحابته وبقية السلف أن فهموا الآيات على فهم القائلين بأن الله تعالى في كل مكان فالذي فهمه السلف من قوله تعالى: «وهو معكم أينما كنتم» وأمثالها أنه معنا بعلمه لأنه أحاط بكل شيء علماً، والآية نفسها افتتحت بذكر علم الله لما في السماوات والأرض وختمت به وأن الله معنا بسمعه وبصره لأنه السميع البصير يسمع كل حركة في السماء والأرض ويرى ويبصر كل المبصرات وهو معنا بالقدرة والرحمة والنصر والتأييد، أما ذاته سبحانه فقد قال: «الرحمن على العرش استوى» والعرش فوق السماوات وفوق الجنة وهو سقف المخلوقات وقد أخبر الله بأنه عال على العرش، ومعنى هذا: أنه ليس محتاجاً إليه، وهذا معنى قولنا في السجود: «سبحان ربي الأعلى» وهو الذي أمرنا الله به أن ننزهه، قال تعالى: «سبح اسم ربك الأعلى» فمن قال: إن الله في كل مكان، لم ينزه الله ولم يثبت له العلو، وإنما أثبت له السُفل. وأيضاً القائلون بأن الله بذاته في كل مكان، نقول لهم: الله يقول: «وهو الغني الحميد» فهو غني عن العرش فما دونه، ولهذا كان الله موجوداً قبل العرش وقبل السماوات وقبل الأرض وهذا لأنه غني فكيف يكون موجوداً فيما أوجده، وأيضاًَ سيبدل الله الأرض غير الأرض والسماوات، فكيف سيبدلهما وهو فيهما على قول من قال: إن الله في كل مكان؟! وأيضاً ربنا قال في كتابه الكريم: «وهو العلي العظيم» ومعنى عظيم: أنه أعظم من كل شيء، من السماوات ومن الأرض، فكيف يكون فيهما وهو أعظم منهما، ولهذا يقول الله تعالى: «وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه» فأخبرنا ربنا بأنه يقبض الأرض ويطوي السماوات السبع بيمينه فدلت الآية على عظمة ذات الله رب العالمين. وأيضاً نحن نقول في الركوع: «سبحان ربي العظيم» فأين التعظيم عند من يقول أن الله في كل مكان؟! ولازم قوله أن الله افتقر إلى مخلوقاته.

فخلاصة الكلام: أن عقيدة (الله في كل مكان) مخالفة للقرآن الكريم والسنة المطهرة وإجماع السلف ومخالفة للعقل وللفطرة، وعلى هذا فلا يجوز لمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقبل القول بأن الله في كل مكان، وأنصح لجماهير المسلمين أن يرجعوا فيما يدعوهم إليه أهل البدع إلى علماء أهل السنة والجماعة فإن عندهم الخبر اليقين.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصبحه أجمعين.

من موقع الشيخ حفظه الله

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[منهجية] وجاء دور الكبيسي

تعليمية تعليمية
[منهجية] وجاء دور الكبيسي

وجاء دور الكُبيـسي!
إنَّ ما تفوَّه به أحمد الكبيسي -في برنامجه التلفزيوني على قناة دبي- في حقِّ الصحابي الجليل أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، حيث نال منه بأشنعِ كلامٍ وأوقحِه وأبشعه وأقبحه، ليست السقطة الأولى التي تُحسب عليه، فكم لهذا الرجل من السقطات والرزايا.

وقبل الحديث عن الكبيسي يجدر بنا التنبيه على أنه قد تفشّت ظاهرة سيئة بين بعض المتصدرين للدعوة، حيث إنهم يظهرون للناس على أنهم دعاة من أهل السنة، ولكنهم حينما يتحدّثون، يتكلمون بنَفَس رافضي، وما الكبيسي والسويدان ومحمد العوضي إلا من هذا الصنف، حيث إنهم يعمدون إلى الموضوعات التي تقربهم من الرافضة، وتدغدغ مشاعرهم، فيجعلونها وسيلة للتوصل إلى قلوبهم.
فهل كان فعلهم هذا من أجل الحصول على دنيا زائلة من متاع أو جاه، أم لأجل الدعوة كما هو متوهم؟!.
وفي الجانب الآخر تجد بعض أدعياء الدعوة هجموا على كثير من قواعد السلف العقدية، مجتهدين في ضربها، بحجة أنها ليست قرآناً يُتلى حتى لا تناقش!!
وأدل دليل على ذلك ما فعله محسن العواجي من هجوم شرس على القاعدة السلفية المجمع عليها بين أهل السنة:«السكوت عما شجر بين الصحابة».
وعوداً على الكبيسي، فقد عاش في الإمارات حتى سنة سقوط صدام حسين عام 2022م، ورأى في سقوطه بارقة أمل تلوح له للرجوع إلى العراق، فهبَّ مسرعاً إلى العراق لعله يظفر بمنصب، ولما لم يتهيأ له شيءٌ من ذلك رجع أدراجه، ولم يزل في دولة الإمارات حتى هذا الوقت.
ولم يفتأ الكبيسي يتنقَّل بين القنوات الفضائية، ومنذ بداية نشاطه الإعلامي وهو ينفث سمومه وشبهه، ويعلن هجومه الشرس على أهل السنة، وقد حوى في فكره خليطاً من العقائد تبلورت في جسد واحد.
ومن ذلك تبنِّيه لمسائل عقدية على طريقة المعتزلة، حيث يعهد إلى القياس العقلي دون النظر إلى النصوص الشرعية فيقدم العقل على النقل من الوحيين .
كما أنه يحمل نفَساً عدائياً شديداً لأهل السنة، ويسمي أهل السنة بالوهابية، ويقرن بين الوهابية والبعثية والشيوعية، ويتّهمهم بأنهم يؤدون دوراً سياسياً لا يختلف عن دور الشيوعيين، وهو بمقارنته تلك يريد أن يبيِّن للمتلقي أنَّ الدعوة إلى السنة وفهم السلف الصالح إنما هو تخطيط دنيوي بحتٌ للحصول على ملكٍ ودنيا، لا دعوة إلى الإسلام الصحيحِ وتصحيحِ العقائد والعبادات.
وكم تكلم هذا المفتون بالحرية-كغيره- بكلام شنيع يتضمَّن في طياته دعوة المجتمعات الإسلامية أنْ لا تحمل من مبادئ الإسلام إلا المُسمَّى، وتكون على الحقيقة مجتمعات علمانية تشجع الرذائل والفساد، وينادي بترك الحرية للناس، يقولون ما شاءوا، ويعتقدون ما شاءوا ويفعلون ما شاءوا، فمن شاء ذهب إلى المسجد، ومن شاء إلى الخمارة دون نكيرٍ عليه، بدعوى أنَّ هذه حرية.
والكبيسي يهوِّن من مسائل الخلاف العقدي، ويجعل الفيصل عنده فقط هو: القِبلة، وأنَّ كل من صلى إلى القبلة فهو مسلم، وأنَّ من قسّم الناس إلى كافر ومشرك ومبتدع، أن هذه دعاوى فارغة، وأنَّ كل الطوائف مشروعة، وأنَّ من قسَّم الناس إلى هذه التقسيمات، فسوف يحاسب حساباً عسيراً يوم القيامة!.

ولاتّباعه هذا المبدأ فهو يهوّن من مسائل الخلاف بين أهل السنة والرافضة، وجعل الخلاف بينهم كالخلاف في صفة الصلاة، وكالخلاف داخل المذاهب الفقهية السنيِّة الأربعة.
وأعجب ما سمعته منه قوله عن الإمارات- وهي محبوبة لديَّ أنا- ما لا أتصوَّر أنْ يقوله عاقل: "من أنها حسناء الدنيا والآخرة، تلك هي دولة الإمارات، وما فيها من عبر لكلِّ الحكم الإسلامي في هذا الزمان، وكونها حجة عليهم يوم القيامة!!..".
وقد ذكرني قوله هذا بقصة حصلت للخليفة المهدي رحمه الله، حيث كان المهدي يشتهي الحمام، فدخل عليه غياث بن إبراهيم المحدث، وهو مع الحَمَام.
فقيل له: حدث أمير المؤمنين، فحدَّث بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا سبق إلا في خف أو حافر"، وزاد فيه: "أو جَنَاح". فأمر له بعشرة آلاف درهم.
فلما ولى قال: أشهد أنه قفا كذابٍ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنه أراد أن يتقرَّب إليَّ لولعي بالحمام، فذبحها كلها. وما أفلح غياث بعد ذلك.
والكبيسي يتكلم بلسانٍ علماني شديد اللهجة في عباراته، حيث يقول: ما من عباءه أشدُّ فرقه من العباءة الدينية، وأنَّ العباءة الدينية فرقت الأمة تفريقاً كاملاً.
ويحمل على العلماء بكل ما أوتيه من قوة، ويعني علماء أهل التوحيد والسنة، ويتهمهم قائلاً: التفريق بين المسلمين الآن أساسه العلماء، فرَّقوا السنة إلى مذاهب، والمسلمين إلى طوائف، فهو يتبع طريقة تحطيم الرموز وإسقاطها حتى يصفو الجوُّ لأمثاله.
وأما بالنسبة للحوار، فهو سيِّء الأدب، لا يدع لمحاوره فرصة للحديث، ولا لمناقشِه مهلة لبدي برأيه، ويسعي لإسكات الطرف الآخر بقولِه: وصلت فكرتك، ثمَّ يعبِّر عنه بما شاء.
وهذا على خلاف ما يدعو إليه من الحرية!!
والكبيسي لديه جرأة بل قلة حياء في طرح المسائل الخاصة بفراش الزوجية بأسلوب بذيءٍ وقح عبر القنوات الفضائية، زيادة على كون الحوار كان بحضور نساء.
وللكبيسي فتاوى تشجع الانحلال الأخلاقي، كفتواه للرجل أنه إذا كانت له صديقة، وأراد أن يأخذها إلى ماخور الدعارة-وحتى لا يقع بالزنا- فيقول لها: زوجيني نفسك، وتقول هي: زوجتك نفسي.
وهذا إن كان متعة، فهو حرام بالإجماع، على أنه كذَب في كلامه حول المتعة وجعله وكأنه من المسائل المختلف فيها، وإنما الخلاف مع الرافضة وليس لهم محل في الخلاف.
ثمَّ إنَّ هذه المرأة في هذه الصورة زانية، فهل يُعقد على زانية.
وما ذكرْتُ هذه الآراء الصادرة عن الكبيسي لأُتبعها بالرد، لكونها معلومةَ الحكم، ولكن لأدلل على انحرافاته التي اتفق العقلاء على معرفتها، والتي كان آخرها هجومه السافر على خال المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، الذي لو لم يُذكر من فضائله إلا أنه صحابي لكفى، فكيف وقد ثبت له من الفضائل العظيمة على لسان النبي صلى الله عليه وسلم، واصطفاؤه بجعله من كتاب الوحي.
وكان أبشع ما تكلم به-قاتله الله- قوله بكل تشنّج لمتصلة على برنامجه: الله يحشرني مع علي ويحشرك مع معاوية، وكأنها شهادة منه أنَّ معاوية من أهل النار، أو أنَّ العقوبة حالةٌ به يوم القيامة لا محالة، (إن عندكم من سلطان بهذا أتقولون على الله ما لا تعلمون) .
وقد عمد الكبيسي إلى الهجوم الوقح الشرس بأقبح العبارات وأوقحها على خال المؤمنين تغزلاً بالرافضة، ونصّب نفسه مناصراً لعلي رضي الله عنه-ونشهد الله على حبِّه- ضدَّ معاوية رضي الله عنه، مصوراً للناس أنَّ حبَّ عليٍّ لا يجتمع وحبَّ معاوية.
وإنَّ هذا لأعظم دليل على أنَّ الكبيسي –إن كان سنياً- يجهل مسلّمات العقيدة التي يعلمها صغار طلاب العلم من أهل السنة، حيث لم تختلط عقولهم بشبهة، فعرفوا للصحابة قدرهم، وامتلأت قلوبهم بمحبتهم، وتجنبوا الخوض فيما شجر بينهم، معتقدين أنَّ ما جرى بينهم من القتال والفتنة كان محض اجتهاد منهم، فمن أصاب فله أجران، ومن أخطأ فله أجر، وأنَّ عندهم من الأعمال والسابقة في الخير ما يكون سبباً في تكفير سيئاتهم، وقد جاء عن أبي زرعة الرازي رحمه الله، أنه قال له رجل: إنى أبغض معاوية. فقال له: ولم؟ قال: لأنه قاتل علياً.
فقال له أبو زرعة: ويحك، إن ربَّ معاوية ربٌ رحيم، وخصم معاوية خصم كريم، فإيش دخولك أنت بينهما؟
إنَّ المصيبة العظمى لا تتمثل في كون الكبيسي اعتدى على معاوية بالتنقص والثلب فحسب، بل الأدهى والأمر من ذلك وأكبر هو تصدُّر أمثال الكبيسي للدعوة، وظهورهم للناس على أنهم من أهل السنة، فيجرونهم إلى خلاف العقيدة الصحيحة، فتراهم حيارى يترنحون بسبب الشبه.
فإلى الله نشكو حال هذه الأمة، التي انفتحت عليها أبواب الشبه، وكلما ارتاح الناس من شبهة، إذ بقاصمة أخرى تحملهم إلى بحر متلاطم الأمواج، وظلمات من الحيرة.
ومع كل هذا فلا زلنا متفائلين بأنَّ هذه الابتلاءات لا تزيد المؤمنين إلا ثباتاً على الحق وتشبثاً به، ولا أدلّ على ذلك مما نراه من غيرة كثيرٍ من المسلمين على حدود الله حين تُنتهك من قِبَل أهل الباطل، فيهبُّ أهل الخير للدفاع المستميت عنها، ويعلنون النفير، ويقارعون الحجة بالحجة، حتى يعلو صوت الحق، ويندحر صوت الباطل، "وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون".
الشيخ سالم العجمي
http://www.salemalajmi.com/main/

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[كتاب مصور] {السم الزعاف في عقيدة السقاف لفضيلة الشيخ محمد بن عبد الله الإمام حفظه ال

تعليمية تعليمية
[كتاب مصور] {السم الزعاف في عقيدة السقاف لفضيلة الشيخ محمد بن عبد الله الإمام حفظه الله}

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
أقدم لكم كتاب
{السم الزعاف في عقيدة السقاف }
لفضيلة الشيخ العلامة محمد بن عبد الله الإمام حفظه الله
منقول

الملفات المرفقة (افحص الملف ببرامج الحماية وقم بالتبليغ عنه إذا وجدته مخالفا) تعليمية السم الزعاف في عقيدة السقاف للشيخ محمد الإمام حفظه الله.pdf‏ (515.7 كيلوبايت)

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




بارك الله فيك…………………. . …




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[مطوية] التوسل المشروع وأنواعه

تعليمية تعليمية
[مطوية] التوسل المشروع وأنواعه

المطويات الدعوية …118


التوسل المشروع وأنواعه


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

فإن موضوع التوسل من أهم المواضيع التي تمس أساس العقيدة وهذه لبنة مختصرة أحببت أن اساهم بها لخصتها من كتاب "التوسل أنواعه وأحكامه" للإمام الالباني رحمه الله سائلا الله جل في علاه التوفيق والقبول التسهيل.

أبو أسامة سمير الجزائري

الوسيلة : هي السبب الموصل إلى المطلوب برغبة .

وتنقسم إلى قسمين، وسيلة كونية، ووسيلة شرعية.

1- الوسيلة الكونية هي كل سبب طبيعي يوصل إلى المقصود بخلقته التي خلقها الله بها، ويؤدي إلى المطلوب بفطرته التي فطره الله عليها، وهي مشتركة بين المؤمن والكافر من غير تفريق ، ومن أمثلتها الماء فهو وسيلة إلى ريّ الإنسان، والطعام وسيلة إلى شبعه، واللباس وسيلة إلى حمايته من الحر والقر، والسيارة وسيلة إلى انتقاله من مكان إلى مكان، وهكذا.

2- الوسيلة الشرعية فهي كل سبب يوصل إلى المقصود عن طريق ما شرعه الله تعالى، وبينه في كتابه وسنة نبيه، وهي خاصة بالمؤمن المتبع أمر الله ورسوله.

كيف تعرف صحة الوسائل ومشروعيتها:

الطريق الصحيح لمعرفة مشروعية الوسائل الكونية والشرعية هو الرجوع إلى الكتاب والسنة، والتثبت مما ورد فيهما عنها، والنظر في دلالات نصوصهما، وليس هناك طريق آخر لذلك البتة.

فهناك شرطان لجواز استعمال سبب كوني ما:

1- أن يكون مباحاً في الشرع.

2- و أن يكون قد ثبت تحقيقه للمطلوب، أو غلب ذلك على الظن.

وأما الوسيلة الشرعية فلا يشترط فيها إلا ثبوتها في الشرع ليس غير.

ومما يجب التنبه له، أن ما ثبت كونه وسيلة كونية، فإنه يكفي في إباحته والأخذ به، أن لا يكون في الشرع النهي عنه، وفي مثله يقول الفقهاء: الأصل في الأشياء الإباحة.وأما الوسائل الشرعية، فلا يكفي في جواز الأخذ بها، أن الشارع الحكيم لم ينه عنها، كما يتوهمه الكثيرون بل لا بد فيها من ثبوت النص الشرعي المستلزم مشروعيتها واستحبابها.

التوسل المشروع وأنواعه

هناك ثلاثة أنواع للتوسل شرعها الله تعالى، وحث عليها، وَرَدَ بعضها في القرآن، واستعملها الرسول r وحض عليها، وليس في هذه الأنواع التوسل بالذوات أو الجاهات أو الحقوق أو المقامات، فدل ذلك على عدم مشروعيته وعدم دخوله في عموم (الوسيلة) المذكورة في الآيتين السالفتين.

أما الأنواع المشار إليها من التوسل المشروع فهي:

الأول: التوسل إلى الله تعالى باسم من أسمائه الحسنى، أو صفة من صفاته العليا

كأن يقول المسلم في دعائه: اللهم إني أسألك بأنك أنت الرحمن الرحيم، اللطيف الخبير أن تعافيني.

أو يقول: أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن ترحمني وتغفر لي. ومثله قول القائل: اللهم إني أسألك بحبك لمحمد صلى الله عليه وسلم فإن الحب من صفاته تعالى.

ودليل مشروعية هذا التوسل قوله عز وجل: }ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها{]سورة الأعراف: الآية 180[.

ومن الأدلة أيضاً قول النبي صلى الله عليه وسلم في أحد أدعيته الثابتة عنه قبل السلام من صلاته صلى الله عليه وسلم:
"اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خير لي.. "(قال الألباني رحمه الله رواه النسائي والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي وهو كما قالا) …وغيرها من الأدلة الكثيرة.


الثاني: التوسل إلى الله تعالى بعمل صالح قام به الداعي

كأن يقول المسلم:" اللهم بإيماني بك، ومحبتي لك، واتباعي لرسولك اغفر لي"

ويدل على مشروعيته قوله تعالى: }الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار{]سورة آل عمران: الآية 16[

ومن السنة : ما رواه بريدة بن الحٌصَيب رضي الله عنه حيث قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يقول: (اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحداً)، فقال: " قد سأل الله باسمه الأعظم، الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب " (قال الألباني :رواه أحمد (5/349 و350) وأبو داود (1493) وغيرهما وإسناده صحيح).

ومن ذلك ما تضمنته قصة أصحاب الغار

ولا يقولن قائل: إن هذه الأعمال جرت قبل بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فلا تنطبق علينا بناء على ما هو الراجح في علم الأصول أن شرع من قبلنا ليس شرعاً لنا. لأننا نقول: إن حكاية النبي صلى الله عليه وسلم لهذه الحادثة إنما جاءت :

1- في سياق المدح والثناء، والتعظيم والتبجيل.

2- هذا إقرار منه صلى الله عليه وسلم بذلك، بل هو أكثر من إقرار لما قاموا به من التوسل بأعمالهم الصالحة المذكورة، بل إن هذا ليس إلا شرحاً وتطبيقاً عملياً للآيات المتقدمة.

3-، بهذا تتلاقى الشرائع السماوية في تعاليمها وتوجيهاتها، ومقاصدها وغاياتها، ولا غرابة في ذلك، فهي تنبع من معين واحد، وتخرج من مشكاة واحدة، وخاصة فيما يتعلق بحال الناس مع ربهم سبحانه، فهي لا تكاد تختلف إلا في القليل النادر الذي يقتضي حكمة الله سبحانه تغييره وتبديله.

الثالث: التوسل إلى الله تعالى بدعاء الرجل الصالح

كأن يكون المسلم في ضيق شديد، أو تحل به مصيبة كبيرة، ويعلم من نفسه التفريط في جنب الله تبارك وتعالى فيذهب إلى رجل يعتقد فيه الصلاح والتقوى، أو الفضل والعلم بالكتاب والسنة، فيطلب منه أن يدعوا له ربه، ليفرج عنه كربه، ويزيل عنه همه.

وقد وردت أمثلة منه في السنة الشريفة، كما وقعت نماذج منه من فعل الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم.

فمن ذلك أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس ابن عبد المطلب، فقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، قال: فيُسقَون.

وليس معنى هذا أنهم كانوا يقولون في دعائهم: (اللهم بجاه نبيك اسقنا)، ثم أصبحوا يقولون بعد وفاته صلى الله عليه وسلم: (اللهم بجاه العباس اسقنا)، لأن مثل هذا دعاء مبتدع ليس له أصل في الكتاب ولا في السنة، ولم يفعله أحد من السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم.

وما روى ابن عساكر أيضاً بسند صحيح أن الضحاك بن قيس خرج يستسقي بالناس فقال ليزيد بن الأسود أيضاً: قم يا بكاء! زاد في رواية: (فما دعا إلا ثلاثاً حتى أمطروا مطراً كادوا يغرقون منه).

فمما سبق تعلم أن التوسل المشروع الذي دلت عليه نصوص الكتاب والسنة، وجرى عليه عمل السلف الصالح، وأجمع عليه المسلمون وهو:

1 – التوسل باسم من أسماء الله تبارك وتعالى أو صفة من صفاته.

2 – التوسل بعمل صالح قام به الداعي.

3 – التوسل بدعاء رجل صالح.

أعد المطويات أبو أسامة سمير الجزائري

قدم لها الشيخ علي الرملي حفظه الله المشرف العام على شبكة الدين القيم


الحقوق لكل مسلم

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[تفريغ] الجواب على من يستدل بشبهة وجود قبر الرسول صلى الله عليه وسلم في مسجده على جوا

تعليمية تعليمية
[تفريغ] الجواب على من يستدل بشبهة وجود قبر الرسول صلى الله عليه وسلم في مسجده على جواز اتخاذ القبور في المساجد..العلامة الفقيه ابن عثيمين رحمه الله..

الجواب على من يستدل بشبهة وجود قبر الرسول صلى الله عليه وسلم في مسجده على جواز اتخاذ القبور في المساجد..العلامة الفقيه ابن عثيمين رحمه الله..

من شرح كتاب التوحيد
-باب ما جاء في التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح; فكيف إذا عبده؟!

عند شرحه قوله صلى الله عليه وسلم ( لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)..

لتحميل المقطع بصوت الشيخ ..

من هنا
اعتراض وجوابه:
إذا قال قائل: نحن الآن واقعون في مشكلة بالنسبة لقبر الرسول صلى الله عليه وسلم الآن، فإنه في وسط المسجد; فما هو الجواب؟ قلنا: الجواب على ذلك من وجوه:
الوجه الأول: أن المسجد لم يبن على القبر، بل بني المسجد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم
الوجه الثاني: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدفن في المسجد حتى يقال: إن هذا من دفن الصالحين في المسجد، بل دفن في بيته.
الوجه الثالث: أن إدخال بيوت الرسول صلى الله عليه وسلم ومنها بيت عائشة مع المسجد ليس باتفاق من الصحابة، بل بعد أن انقرض أكثرهم ولم يبق منهم إلا القليل، وذلك عام 94 هـ تقريبا; فليس مما أجازه الصحابة أو أجمعوا عليه، مع أن بعضهم خالف في ذلك، وممن خالف أيضا سعيد بن المسيب من التابعين; فلم يرض بهذا العمل.
الوجه الرابع: أن القبر ليس في المسجد، حتى بعد إدخاله; لأنه في حجرة مستقلة عن المسجد; فليس المسجد مبنيا عليه، ولهذا جعل هذا المكان محفوظا ومحوطا بثلاثة جدران، وجعل الجدار في زاوية منحرفة عن القبلة، أي مثلث، والركن في الزاوية الشمالية، بحيث لا يستقبله الإنسان إذا صلى لأنه منحرف. فبهذا كله يزول الإشكال الذي يحتج به أهل القبور، ويقولون هذا منذ عهد التابعين إلى اليوم، والمسلمون قد أقروه ولم ينكروه; فنقول: إن الإنكار قد وجد حتى في زمن التابعين، وليس محل إجماع، وعلى فرض أنه إجماع; فقد تبين الفرق من الوجوه الأربعة التي ذكرناها.

الملفات المرفقة (افحص الملف ببرامج الحماية وقم بالتبليغ عنه إذا وجدته مخالفا) تعليمية 19.kitab tawhid. kabr rasol.otaymin.mp3‏ (895.0 كيلوبايت)

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




شكرا على الموضوع الرائع




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[مطوية] نقد إنجيلي متى ولوقا

تعليمية تعليمية
[مطوية] نقد إنجيلي متى ولوقا

المطويات الدعوية …135

نقد إنجيلي متى ولوقا

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

فهذه مطويات ملخصة في الرد على النصرانية أعددتها من كتاب "مناظرة بين الإسلام والنصرانية" والتي انتهت بإسلام كل علماء النصارى المناظرين وهذا بفضل الله أولا ثم بفضل المناظرين المسلمين وعلى رأسهم العلامة محمد جميل غازي رحمه الله.

إنجيل متى
" لا يزال من الواضح أن كلًا من بولس الهلليني ومتى المبشر اليهودي له وجهة نظر تخالف الآخر تماما فيما يتعلق بأعمال يسوع وتعاليمه " فريدريك جرانت : ص 141 .
وأما بالنسبة لتاريخ كتابة هذا الإنجيل فيمكن القول بأنه " كتب في حوالي الفترة من 85 إلى 105 م ، وعلى أية حال فيمكن القول بأنه كتب في الربع الأخير من القرن الأول أو في السنوات الأولى من القرن الثاني " جون فنتون : ص 11 .
وفيما يتعلق بمكان تأليفه : " فإن شواهد قوية تشير إلى أنطاكية باعتبارها موطنه الأصلي . ولما كان من الصعب ربط الإنجيل بمدينة محددة (مثل أنطاكية) فمن المناسب إذن القول بأنه يأتي من مكان ما في المنطقة المحيطة بها أو أي مكان ما يقع شمال فلسطين " فريدريك جرانت : ص 140.
مشاكل إنجيل متى
1- توقع نهاية العالم سريعا !! : ولو أن هذه الفكرة قد سيطرت على تفكير مؤلفي أسفار العهد الجديد ، إلا أن متى كان أكثرهم حرصا على تأكيد ذلك . فهو قد يتوقع أن تأتي نهاية العالم في أيام المسيح : قبل أن يكون رسله قد أكملوا التبشير في مدن إسرائيل (10 : 23) ، وقبل أن يدرك الموت بعض معاصري المسيح والذين استمعوا إلى تعاليمه (16 : 28) وقبل أن يكون ذلك الجيل الذي عاصر المسيح وتلاميذه قد فني (24 : 34) .

ومن الواضح كما يقول جون فنتون في ص 21- " أن شيئا من هذا لم يحدث كما توقعه متى " .
2- ثم تأتي خاتمة الإنجيل التي يشك فيها العلماء ويعتبرونها دخيلة .
فهي تنسب للمسيح قوله لتلاميذه : " اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس (28 : 19) " .
ويرجع هذا الشك- كما يقول أدولف هرنك – وهو من أكبر علماء التاريخ الكنسي ، إلى الآتي :
أ- " لم يرد إلا في الأطوار المتأخرة من التعاليم المسيحية ما يتكلم عن المسيح وهو يلقي مواعظ ويعطي تعليمات بعد أن أقيم من الأموات ، وأن بولس لا يعلم شيئا عن هذا " .
ب- " إن صيغة التثليث هذه غريب ذكرها على لسان المسيح ، ولم يكن لها نفوذ في عصر الرسل ، وهو الشيء الذي كانت تبقى جديرة به ، لو أنها صدرت عن المسيح شخصيا " أدولف هرنك : ج1- ص79 .

إنجيل لوقا
يبدأ بمقدمة ألقت كثيرا من الضوء على ما كان يحدث في صدر المسيحية ، وخاصة فيما يتعلق بتأليف الأناجيل ، فهو يقول :
" إذ كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخذاما للكلمة . رأيت أنا أيضا إذ قد تتبعت كل شيء من الأول بتدقيق أن أكتب على التوالي إليك أيها العزيز ثاوفيلس . لتعرف صحة الكلام الذي علمت به " (1 : 1-4) .
ومن هذه المقدمة يتضح جملة أمور لا بد من التسليم بها :
1- أن لوقا يكتب رسالة شخصية إلى ثاوفيلس ، وأن هذه الرسالة تكتب على التوالي حسبما تتوفر لها إمكانيات الكتابة من وقت ومعلومات .
2- وأن هذا العمل قام به لوقا بدافع شخصي بحت بغية أن تصل المعلومات التي علم بها إلى صديقه . ولم يدع الرجل في رسالته أنه كتبها بإلهام أو مسوقا من الروح القدس ، بل إنه يقرر صراحة أن معلوماته جاءت نتيجة لاجتهاده الشخصي لأنه تتبع كل شيء من الأول بتدقيق .
3- كذلك يقرر لوقا أن كثيرين قد أخذوا في تأليف أناجيل .

4- وأخيرا يعترف لوقا بأنه لم ير المسيح ولم يكن من تلاميذه ، لكنه كتب رسالته بناء على المعلومات التي تسلمها من الذين عاينوا المسيح وكانوا في خدمته . ومن المعلوم أن سفر أعمال الرسل- وهو أطول أسفار العهد الجديد- هو الجزء الثاني من رسالة لوقا إلى ثاوفيلس .
ولقد حاول العلماء (أي علماء النصارى –أبو أسامة-) معرفة ثاوفيلس هذا ، لكن جهودهم لم تصل إلى نتيجة محددة .
يقول فريدريك جرانت : " لم نخطر بمن يكون ثاوفيلس هذا ، قد يمكن افتراضه موظفا رومانيا . . كذلك لم نخطر بمن أولئك الكثيرين الذين أخذوا في تأليف قصص مماثلة . . ورغم أن الموضوع لا يتعدى مجرد احتمالات غير مؤكدة فليس من المتعذر أن يكون مؤلف إنجيل لوقا قد جمع مادته في فلسطين أو سوريا مبكرا في الفترة 70- 80 م ، ثم ربطه بالجزء الأكبر من إنجيل مرقس في وقت ما من السبعينات ثم أصدر إنجيله حوالي عام 80 أو 85 م . وبعد ذلك بحوالي خمس سنوات فإنه ذيل كتابه الأصلي برسالة ثانية نعرفها الآن باسم أعمال الرسل . . ثم نشر مصنفه في حوالي عام 95 م " فريدريك جرانت : ص 121 ، 127 ، 128. .
ومن أقوال العلماء في كتابات لوقا :

" إن سفر أعمال الرسل يوجد به كثير من النقاط التي تتعارض تعارضا تاما مع التعاليم المذكورة في رسائل بولس ، ومن غير المعقول إذن أن تكون هذه قد سطرها شخص له معرفة مباشرة ببولس ورحلاته التبشيرية (التي تحدث عنها تفصيلا سفر أعمال الرسل حتى أن هذا السفر يسمى أحيانا سفر أعمال بولس . . ) . ومن النادر ذكر لوقا كشخصية بارزة في سجلات التاريخ للقرن الأول من المسيحية " جورج كيرد : ص 15 ، 16 ، 17 .
مشاكل إنجيل لوقا :
1- " يعاني نص إنجيل لوقا من التغييرات التي تعاني منها الكتب الأخرى للعهد الجديد ، إلا أن النص الغربي للإنجيل وسفر أعمال الرسل يعاني من اختلافات كثيرة بالإضافة أو الحذف عما في النصوص الأخرى لذات الإنجيل ، مثل النص السكندري والنص البيزنطي " جورج كيرد : ص 32-33.
2- " ثم هناك المشكلة الحادة التي نتجت عن اختلاف نسب المسيح كما ذكره لوقا عما جاء في نظيره في إنجيل متى وفي أسفار العهد القديم " .
________

أعد المطويات: أبو أسامة سمير الجزائري

قدم لها الشيخ: علي الرملي حفظه الله المشرف العام على شبكة الدين القيم

مدونة المطويات
http://matwyat.eb2a.com

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[سنن مهجورة] خطأ شائع في فهم:

تعليمية تعليمية
[سنن مهجورة] خطأ شائع في فهم: (لا حول ولا قوة إلا بالله)


خطأ شائع في فهم: (لا حول ولا قوة إلا بالله)

قال الشيخ عبد الرزاق العباد:

« يقول ابن تيمية – رحمه الله- "( لا حـول ولا قـوة إلا بالله) كلمة استعانة، ويخطئ كثير من الناس فيستعملونها في الاسترجاع" !! أو بدل الاسترجاع.

الاسترجاع: ( إنا لله وإنا إليه راجعون) وهذا يقال عند المصيبة.

ومعنى ( إنا لله وإنا إليه راجعون) أي: إنا لله عبيد، وإنا إليه راجعون أو محاسبون أو مجازين، سنرجع إليه، فهذه تقال عند المصيبة، فيسلو الإنسان بإذن الله.

كلمة: ( لا حول ولا قوة إلا بالله) هذه كلمة استعانة؛ طلب عون من الله، فبعض الناس يخطئ ويستخدمها بدل (إنا لله وإنا إليه راجعون) !.

فإذا مات له ميت أو حصلت له مصيبة يقول: ( لا حول ولا قوة إلا بالله) !! يعني يستخدمها مكان الاسترجاع.

بدل أن يقول: ( إنا لله وإنا إليه راجعون) يقول: (لا حول ولا قوة إلا بالله) وهذا من الغلط في فهم معاني الأذكار ودلالاتها وأوقاتها التي يحسن أو يناسب أن تقال فيه».

أما عن معنى (لا حول ولا قوة إلا بالله) قال حفظه الله:

« ( لا حول ولا قوة إلا بالله) كنـز من كنوز الجنة، وهي كلمة استسلام وتفويض لله تبارك وتعالى، واستعانة بالله.

( لا حول ولا قوة إلا بالله) هذه كلمة استعانة بالله جل وعلا، أي طلب عون من الله جل وعلا.

ومعناها: أي لا تحول من حال إلى حال، ولا حصول قوة عند العبد إلا بالله، يعني بإذنه سبحانه وتعالى.

لا تحول من مـرض إلى صحة، ومن ضلال إلى هداية، ومن كفر إلى إيمان، ومن ضعف إلى قـوة، ومن وهاء إلى شدة إلا بالله سبحانه وتعالى.

فأمور الإنسان كلها وأحواله جميعها بيد الله سبحانه وتعالى.

( لا حول ولا قوة إلا بالله): يعني ما تستطيع أن تقوم بأي عمل من الأعمال إلا إذا أعانك الله عليه.

ولهذا شُرع لنا إذا قال المؤذن: (حي على الصلاة حي على الفلاح) يعني تعالوا إلى الصلاة، وتعالوا إلى نيل الفلاح الذي ترتب على فعلكم للصلاة شُرع لنا أن نقول عند سماعنا لهذا النداء: ( لا حول ولا قوة إلا بالله) أي نطلب من الله أن يعيننا، يعني ( لا حول ولا قوة إلا بالله) طلب إعانة.

والمسلم يشرع له إذا خرج من بيته أن يقول: (بِاسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله) كل مرة يخرج من بيته يُسن له أن يقول ذلك، وهذا فيه طلب العون، أن يعينه الله عز وجل على ما هو قادمٌ عليه من مصالح دينه ودنياه».

الشريط الثاني من شرح كتاب: صحيح الكلم الطيب.
http://www.alnasiha.net/cms/node/1424

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية