التصنيفات
اسلاميات عامة

وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إذا اشتدت عليه الأمور قرأ آيات السكينة

وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إذا اشتدت عليه الأمور قرأ آيات السكينة
لابن القيم رحمه الله


وسمعته يقول في واقعة عظيمة جرت له فى مرضه تعجز العقول عن حملها من محاربة أرواح شيطانية ظهرت له إذ ذاك في حال ضعف القوة قال: فلما اشتد علي الأمر قلت لأقاربي ومن حولي: اقرأوا آيات السكينة قال: ثم أقلع عني ذلك الحال وجلست وما بي قلبة وقد جربت أنا أيضا قراءة هذه الآيات عند اضطراب القلب مما يرد عليه فرأيت لها تأثيراعظيمافي سكونه وطمأنينته وأصل السكينة هي الطمأنينة والوقار والسكون الذي ينزله الله في قلب عبده عند اضطرابه من شدة المخاوف فلا ينزعج بعد ذلك لما يرد عليه ويوجب له زيادة الإيمان وقوة اليقين والثبات ولهذا أخبر سبحانه عن إنزالها على رسوله وعلى المؤمنين في مواضع القلق والاضطراب كيوم الهجرة إذ هو وصاحبه في الغار والعدو فوق رءوسهم لو نظر أحدهم إلى ما تحت قدميه لرآهما وكيوم حنين حين ولوا مدبرين من شدة بأس الكفار لا يلوي أحد منهم على أحد وكيوم الحديبية حين اضطربت قلوبهم من تحكم الكفار عليهم ودخولهم تحت شروطهم التي لا تحملها النفوس وحسبك بضعف عمر رضي الله عنه عن حملها وهو عمر حتى ثبته الله بالصديق رضي الله عنه قال ابن عباس رضي الله عنهما: كل سكينة في القرآن فهي طمأنينة إلا التي في سورة البقرة
وفي الصحيحين عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: رأيت النبي ينقل من تراب الخندق حتى وارى التراب جلدة بطنه وهو يرتجز بكلمة عبدالله بن رواحة رضي الله عنه:

اللهم لولا أنت ما اهتدينا *** ولا تصدقنا ولا صلينا

فأنزلن سكينة علينا ***وثبت الأقدام إن لاقينا

إن الأولى قد بغوا علينا ***وإن أرادوا فتنة أبينا


مدارج السالكين – الجزء الثاني
منزلة السكينة

لابن القيم رحمه الله




اقتباس:
لاهم لولا أنت ما اهتدينا *** ولا تصدقنا ولا صلينا

فأنزلن سكينة علينا ***وثبت الأقدام إن لاقينا

إن الأولى قد بغوا علينا ***وإن أرادوا فتنة أبينا

بارك الله فيك




جزاك الله خيرا

تعليمية تعليمية

قال ابن عباس رضي الله عنهما: كل سكينة في القرآن فهي طمأنينة إلا التي في سورة البقرة

تعليمية تعليمية




اللهم لولا أنت ما اهتدينا *** ولا تصدقنا ولا صلينا

بارك الله فيك و الله يحفظك




التصنيفات
اسلاميات عامة

كيف نحارب الغزو الثقافي الغربي والشرقي


كيف نحارب الغزو الثقافي الغربي والشرقي

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه.
وبعد: فمما لا شك فيه أن أخطر ما تواجهه المجتمعات الإسلامية في الوقت الحاضر هو ما يسمى بالغزو الثقافي بأسلحته المتنوعة من كتب وإذاعات وصحف ومجلات وغير ذلك من الأسلحة الأخرى، ذلك أن الاستعمار في العصر الحديث قد غير من أساليبه القديمة لما أدركه من فشلها وعدم فعاليتها، ومحاربة الشعوب واستماتتها في الدفاع عن دينها وأوطانها ومقدراتها وتراثها حيث إن الأخذ بالقوة، وعن طريق العنف والإرهاب مما تأباه الطباع، وتنفر منه النفوس، لاسيما في الأوقات الحاضرة بعد أن انتشر الوعي بين الناس، واتصل الناس بعضهم ببعض، وأصبح هناك منظمات وهيئات كثيرة تدافع عن حقوق الشعوب، وترفض الاستعمار عن طريق القوة، وتطالب بحق تقرير المصير لكل شعب، وأن لأهل كل قطر حقهم الطبيعي في سيادتهم على أرضهم واستثمار مواردهم، وتسيير دفة الحكم في أوطانهم حسب ميولهم ورغباتهم في الحياة، وحسب ما تدين به تلك الشعوب من معتقدات ومذاهب وأساليب مختلفة للحكم مما اضطر معه إلى الخروج عن هذه الأقطار بعد قتال عنيف، وصدامات مسلحة وحروب كثيرة دامية.
ولكنه قبل أن يخرج من هذه الأقطار فكر في عدة وسائل، واتخذ كثيراً من المخططات بعد دراسة واعية وتفكير طويل وتصور كامل لأبعاد هذه المخططات، ومدى فعاليتها وتأثيرها، والطرق التي ينبغي أن تتخذ للوصول إلى الغاية التي يريد، وأهدافه تتلخص في إيجاد مناهج دراسية على صلة ضعيفة بالدين، مبالغة في الدهاء والمكر والتلبيس، ركز فيها على خدمة أهدافه ونشر ثقافته وترسيخ الإعجاب بما حققه في مجال الصناعات المختلفة، والمكاسب المادية في نفوس أغلب الناس حتى إذا ما تشربت بها قلوبهم، وأعجبوا بمظاهر بريقها ولمعانها، وعظيم ما حققته وأنجزته من المكاسب الدنيوية والاختراعات العجيبة، لاسيما في صفوف الطلاب والمتعلمين الذين لا يزالون في سن المراهقة والشباب، اختارت جماعة منهم ممن انطلى عليهم سحر هذه الحضارة؛ لإكمال تعليمهم في الخارج في الجامعات الأوربية والأمريكية وغيرها حيث يواجهون هناك بسلسلة من الشبهات والشهوات على أيدي المستشرقين والملحدين بشكل منظم، وخطط مدروسة، وأساليب ملتوية، في غاية المكر والدهاء، وحيث يواجهون الحياة الغربية بما فيها من تفسخ وتبذل وخلاعة وتفكك ومجون وإباحية.
وهذه الأسلحة وما يصاحبها من إغراء وتشجيع، وعدم وازع من دين أو سلطة، قل من ينجو من شباكها ويسلم من شرورها، وهؤلاء بعد إكمال دراستهم وعودتهم إلى بلادهم وتسلمهم المناصب الكبيرة في الدولة أخطر من يطمئن إليهم المستعمر بعد رحيله، ويضع الأمانة الخسيسة في أيديهم لينفذوها بكل دقة، بل بوسائل وأساليب أشد عنفا وقسوة من تلك التي سلكها المستعمر، كما وقع ذلك فعلاً في كثير من البلاد التي ابتليت بالاستعمار أو كانت على صلة وثيقة به. أما الطريق إلى السلامة من هذا الخطر والبعد عن مساوئه وأضراره فيتلخص في إنشاء الجامعات والكليات والمعاهد المختلفة بكافة اختصاصاتها للحد من الابتعاث إلى الخارج، وتدريس العلوم بكافة أنواعها مع العناية بالمواد الدينية والثقافة الإسلامية في جميع الجامعات والكليات والمعاهد؛ حرصاً على سلامة عقيدة الطلبة، وصيانة أخلاقهم، وخوفاً على مستقبلهم، وحتى يساهموا في بناء مجتمعهم على نور من تعاليم الشريعة الإسلامية، وحسب حاجات ومتطلبات هذه الأمة المسلمة، والواجب التضييق من نطاق الابتعاث إلى الخارج وحصره في علوم معينة لا تتوافر في الداخل.
فنسأل الله التوفيق لكل ما فيه صلاح العباد والبلاد، وحماية المسلمين من كل ما يضرهم في عقائدهم وأخلاقهم، إنه جواد كريم.
وهذا المقام مع ما ذكرنا آنفا يحتاج إلى مزيد من العناية في إصلاح المناهج وصبغها بالصبغة الإسلامية على وجه أكمل، والاستكثار من المؤسسات العلمية التي يستغني بها أبناء البلاد عن السفر إلى الخارج واختيار المدرسين والمدرسات والمديرين والمديرات، وأن يكون الجميع من المعروفين بالأخلاق الفاضلة والعقيدة الطيبة والسيرة الحسنة، والغيرة الإسلامية والقوة والأمانة؛ لأن من كان بهذه الصفات أمن شره ورجي خيره وبذل وسعه في كل ما من شأنه إيصال المعلومات إلى الطلبة والطالبات سليمة نقية.
أما إذا اقتضت الضرورة ابتعاث بعض الطلاب إلى الخارج لعدم وجود بعض المعاهد الفنية المتخصصة لاسيما في مجال التصنيع وأشباهه فأرى أن يكون لذلك لجنة علمية أمينة لاختيار الشباب الصالح في دينه وأخلاقه المتشبع بالثقافة والروح الإسلامية، واختيار مشرف على هذه البعثة معروف بعلمه وصلاحه ونشاطه في الدعوة ليرافق البعثة المذكورة، ويقوم بالدعوة إلى الله هناك، وفي الوقت نفسه يشرف على البعثة، ويتفقد أحوالها وتصرفات أفرادها، ويقوم بإرشادهم وتوجيههم، وإجابتهم عما قد يعرض لهم من شبه وتشكيك وغير ذلك.
وينبغي أن يعقد لهم دورة قبل ابتعاثهم ولو قصيرة يدرسون فيها جميع المشاكل والشبهات التي قد تواجههم في البلاد التي يبتعثون إليها، ويبين لهم موقف الشريعة الإسلامية منها، والحكمة فيها حسب ما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وكلام أهل العلم مثل أحكام الرق، وتعدد الزوجات بصفة عامة، وتعدد أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بصفة خاصة، وحكم الطلاق، وحكمة الجهاد ابتداء ودفاعاً، وغير ذلك من الأمور التي يوردها أعداء الله على شباب المسلمين حتى يكونوا على استعداد تام للرد على ما يعرض لهم من الشبه.
أما عن مجابهة الغزو المتمثل في الإذاعات والكتب والصحف والمجلات والأفلام التي ابتليت بها المجتمعات الإسلامية في هذا العصر، وأخذت تشغل أكثر أوقات المرء المسلم والمرأة المسلمة رغم ما تشتمل عليه في أكثر الأحيان من السم الزعاف، والدعاية المضللة فهي من أهم المهمات لحماية الإسلام والثقافة الإسلامية من مكائده وشره مع التأكيد على دعاة الإسلام وحماته للتفرغ لكتابة البحوث والنشرات والمقالات النافعة، والدعوة إلى الإسلام، والرد على أصناف الغزو الثقافي، وكشف عواره، وتبيين زيفه حيث إن الأعداء قد جندوا كافة إمكاناتهم وقدراتهم، وأوجدوا المنظمات المختلفة والوسائل المتنوعة للدس على المسلمين والتلبيس عليهم، فلا بد من تفنيد هذه الشبهات وكشفها، وعرض الإسلام عقيدة وتشريعاً وأحكاماً وأخلاقاً عرضاً شيقاً صافياً جذاباً بالأساليب الطيبة العصرية المناسبة، وعن طريق الحكمة والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن من طريق جميع وسائل الإعلام حسب الطاقة والإمكان؛ لأن دين الإسلام هو الدين الكامل الجامع لكل خير، الكفيل بسعادة البشر، وتحقيق الرقي الصالح، والتقدم السليم والأمن والطمأنينة والحياة الكريمة، والفوز في الدنيا والآخرة.

وما أصيب المسلمون إلا بسبب عدم تمسكهم بدينهم كما يجب، وعدم فهم الكثيرين لحقيقته، وما ذلك إلا لإعراضهم عنه وعدم تفقههم فيه، وتقصير الكثير من العلماء في شرح مزاياه، وإبراز محاسنه وحكمه وأسراره والصدق والصبر في الدعوة إليه، وتحمل الأذى في ذلك بالأساليب والطرق المتبعة في هذا العصر، ومن أجل ذلك حصل ما حصل اليوم من الفرقة والاختلاف، وجهل الأكثر بأحكام الإسلام، والتباس الأمور عليهم. ومعلوم أنه لن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها، والذي صلح به أولها هو اتباع كتاب الله الكريم وسنة رسوله الأمين عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم كما قال تعالى: {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ}[1]، وقال تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[2]، وقال سبحانه: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}[3]، وقد وعدهم الله سبحانه وتعالى على ذلك النصر المبين والعاقبة الحميدة، كما قال سبحانه وهو أصدق القائلين: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}[4]، وقال سبحانه: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ}[5]، وقال عز وجل: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}[6]، وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}[7]، والآيات في هذا المعنى كثيرة، ولما حقق سلفنا الصالح هذه الآيات الكريمات قولاً وعملاً وعقيدة نصرهم الله على أعدائهم، ومكن لهم في الأرض، ونشر بهم العدل ورحم بهم العباد، وجعلهم قادة الأمة وأئمة الهدى، ولما غير من بعدهم غير عليهم كما قال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}[8].
فنسأل الله سبحانه أن يرد المسلمين حكومات وشعوباً إلى دينهم رداً حميداً، وأن يمنحهم الفقه فيه والعمل به والحكم به، وأن يجمع كلمتهم على الحق، ويوفقهم للتعاون على البر والتقوى، والتواصي بالحق والصبر عليه إنه سميع قريب، وصلى الله وسلم على نبينا وسيدنا محمد وآله وصحبه وأتباعه بإحسان.


[1] الأعراف الآية 3.
[2] الأنعام الآية 153.
[3] الأنعام الآية 155.
[4] الروم الآية 47.
[5] آل عمران الآية 120.
[6] النور الآية 55.
[7] محمد الآية 7.
[8] الرعد الآية 11.




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




تعليمية




الف شكر لك اخي الكريم على الموضوع المهم والمفيد
فكما لاحظنا انه في ظرف قياسي معين احتل الغزو الثقافي الغربي والشرقي بلادنا وخاصة الملابس
تحياتي




بارك الله فيك واصل في التميز




بورك فيك على الافادة والموضوع الجميل




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الموضوع المطروح للقرأة رائع و حديث الساعة بوركت على صنيعك ، أنا قمت بنسخه في ورقة لقراْته بتمعن و إمعان شكرا




التصنيفات
اسلاميات عامة

نصيحة بطلب العلم النافع والحذر من أهل البدع ومكرهم

نصيحة غالية من الشيخ ربيع حفظه الله الى الشباب السلفي:

نصيحة بطلب العلم النافع والحذر من أهل البدع ومكرهم


قال الشيخ ربيع:
((فأنصح الشباب السلفي :
أولاً: أن يطلبوا العلم وأن يجالسوا أهل الخير وأن يحذروا أهل الشر، فإن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ضرب مثلاً للجليس السوء وآثاره السيئة، والجليس الخير وآثاره الطيبة، فقال: (( مثل الجليس الصالح والجليس السوء، كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، – يعني أنت رابح و مستفيد منه على كل حال من الأحوال، لا تجد منه إلا الخير، كالنخلة كلها خير، وكلها نفع كما هو مثل المؤمن – والجليس السوء كنافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن لا تسلم من دخانه )) [18] فالأذى لابد لاحق بك، والشر لا بد أن يلحق بك، جسيماً أو خفيفاً، فإذا كان لابد من الضرر من مجالسة أصحاب السوء، فلماذا تحرص على مجالستهم ومخالطتهم ما دليلك على الجواز، الرسول صلى الله عليه و سلم حَذَّر ، الرسول صلى الله عليه و سلم أنذر، الرسول صلى الله عليه و سلم بَيَّن الخطر فما هو عذرك ، و أئمة الإسلام حَذروا وأنذروا ، ونفذوا توجيهات الرسول عليه الصلاة والسلام ، وتوجيهات القرآن الكريم والسنة، فبأيِّ دليل تخالف منهج أهل السنة والجماعة، وتتحدى إخوانك الذين يحبون لك الخير، ويخافون عليك من الوقوع في الشر.
فأنا أنصح الشبابٍ السلفي أينما كانوا، وأينما نزلوا، أن يدرسوا منهج السلف، وأن يعرفوا قدْر أهل السنة والجماعة، وأن يدركوا فيهم أنهم أهل النصح، وأهل الخبرة، وما يقولونه –والله – يتحقق فيمن يأخذ بقولهم أو يخالفهم، فمن خالفهم؛ فالغالب عليه الوقوع في الباطل، والوقوع في الشر، ومن استفاد منهم سَلِمَ ونجى،والسلامة والنجاة لا يعدلها شيء.
وإذا كان كبار السلف من أمثال أيوب السختياني ، وابن سيرين، ومجاهد، وغيرهم، لا يطيقون أن يسمعوا كلمة أو نصف كلمة من أهل الباطل، ولا يسمحون لك أن تناظر أهل البدع؛ لأن المناظرة تجرك إلى الوقوع في الفتنة، فهم أهل خبرة، وأهل ذكاء، وأهل نصح، فأوصي الشباب أن يستفيدوا:
أولاً: من كتاب الله .
ثانياً: من سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم .

ثالثاً: من توجيهات ومواقف السلف الصالح ، بدأً بالصحابة، وعلى رأسهم عمر، الخليفة الراشد، وعلي بن أبي طالب، رضوان الله عليهم ، وعبد الله ابن عباس، وجابر بن عبد الله، و عبد الله بن عمر، رضوان الله عليهم جميعاً…
الشاهد أنَّا كما ذكرنا غير مرة أن الله حذرنا من أهل البدع، وبين أن مقاصدهم سيئة، والرسول صلى الله عليه و سلم أكَّدَ ذلك وحذر منهم، حذر منهم عليه الصلاة والسلام، فَهِمَ السلف من هذه النصوص ومن غيرها الكثير والكثير، فهموا منها المواقف السليمة والصحيحة من أهل البدع والضلال، ودَوَّنوا ذلك في كتبهم، وقالوا إن المبتدع لا غيبة له، وأنه يجب التحذير منه، وأن محاربة أهل البدع جهاد، وهو أفضل من الضرب بالسيوف لماذا ؟ لأن هذا يفسد الدين مباشرة، هذا يفسد الدين، الفاسد يفسد الدين، الفاسق معترف بأنه منحرف، وأنه مخالف للدين، ويُحدِّث نفسه بالتوبة، أما هذا لا، هذا يُفسد الدين، ويفسد الناس، لهذا نرى أن الله تبارك وتعالى حارب أحبار اليهود ورهبانهم وعلماء السوء منهم أشدَّ من محاربته للحكام والطغاة الجبابرة لماذا ؟ لأن أولئك ضلالهم وفسادهم معروف وواضح للناس، لكن هؤلاء يلبسون الحق بالباطل، كما قال تبارك وتعالى{لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون ] ، وهذا حال أهل البدع عندهم شيء من الحق أو شيء من الضلالة يلبسونه بشيء من الحق حتى يروج، طرق ماكرة، فالله سبحانه وتعالى أعلم بعباده، تراه كم صب من اللوم والذم والتحذير والطعن لليهود وعلمائهم وللنصارى لماذا ؟ لأنهم أفسدوا دين الله، وهذا شأن أهل البدع ولهم حظ من هذا الذم الذي يوجهه الله تبارك وتعالى إلى اليهود والنصارى، والدليل قول الرسول صلى الله عليه و سلم (( لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه)) فقد وقع أهل البدع في هذا الشر، وتابعوا اليهود في التأويل وفي التحريف وفي الكذب وفي نشر الباطل والدعاية في الباطل، شاركوهم في كل هذه الأشياء، فالشبه قوية جداً بينهم وبين هؤلاء، وقد أخبر الرسول صلى الله عليه و سلم أن هؤلاء سيتابعونهم.
فنحن عل كل حال بعد هذا كله ننصح الشباب السلفي أن يُقبلوا على طلب العلم، وأن يحرصوا على معاشرة الصالحين، وأن يحذروا كل الحذر من مخالطة أهل البدع وأهل الشبه والفتن، وهذه النصيحة أرجو أن تلقى آذاناً صاغية من إخواننا طلاب الحق وأهل الحق، ونسأل الله أن ينفعنا وإياهم، وأن يجعلنا وإياهم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يجعلنا من أتباع محمدصلى الله عليه وسلم الذين يُؤثِرون طاعته واتباعه على كل أمر من أمور الحياة هذه، إن ربنا سميع الدعاء . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم )).
فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي ـ حفظه الله ـ


منقول من منتديات التصفية و التربية





التصنيفات
اسلاميات عامة

الهجرة من بلاد الكفر الى بلاد الاسلام

كلام نفيس جدا للألباني في الصحيحة عن الهجرة من بلاد الكفر إلي بلاد الإسلام

قال الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة تحت حديث:
"إنكم إن شهدتم أن لا إله إلا الله و أقمتم الصلاة و آتيتم الزكاة و فارقتم المشركين و أعطيتم من الغنائم الخمس و سهم النبي صلى الله عليه وسلم ، و الصفي – و ربما قال : و صفيه – فأنتم آمنون بأمان الله و أمان رسوله" .

قلت : في هذا الحديث بعض الأحكام التي تتعلق بدعوة الكفار إلى الإسلام ،

من ذلك : أن لهم الأمان إذا قاموا بما فرض الله عليهم.
و منها : أن يفارقوا المشركين و يهاجروا إلى بلاد المسلمين . و في هذا أحاديث كثيرة ، يلتقي كلها على حض من أسلم على المفارقة ، كقوله صلى الله عليه وسلم : " أنا بريء من
كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين ، لا تتراءى نارهما " ، و في بعضها أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترط على بعضهم في البيعة أن يفارق المشرك . و في بعضها قوله صلى الله عليه وسلم : " لا يقبل الله عز وجل من مشرك بعد ما أسلم عملا ، أو يفارق المشركين إلى المسلمين " . إلى غير ذلك من الأحاديث ، و قد خرجت بعضها في " الإرواء " ( 5 / 29 – 33 ) و فيما تقدم برقم ( 636 ) .

و إن مما يؤسف له أشد الأسف أن الذين يسلمون في العصر الحاضر – مع كثرتهم و الحمد لله – لا
يتجاوبون مع هذا الحكم من المفارقة ، و هجرتهم إلى بلاد الإسلام ، إلا القليل
منهم ، و أنا أعزو ذلك إلى أمرين اثنين :
الأول : تكالبهم على الدنيا ، و تيسر
وسائل العيش و الرفاهية في بلادهم بحكم كونهم يعيشون حياة مادية ممتعة ، لا روح فيها ، كما هو معلوم ، فيصعب عليهم عادة أن ينتقلوا إلى بلد إسلامي قد لا تتوفر لهم فيه وسائل الحياة الكريمة في وجهة نظرهم .
و الآخر – و هو الأهم – : جهلهم بهذا الحكم ، و هم في ذلك معذورون ، لأنهم لم يسمعوا به من أحد من الدعاة الذين
تذاع كلماتهم مترجمة ببعض اللغات الأجنبية ، أو من الذين يذهبون إليهم باسم الدعوة لأن أكثرهم ليسوا فقهاء و بخاصة منهم جماعة التبليغ ، بل إنهم ليزدادون لصوقا ببلادهم ، حينما يرون كثيرا من المسلمين قد عكسوا الحكم بتركهم لبلادهم
إلى بلاد الكفار ! فمن أين لأولئك الذين هداهم الله إلى الإسلام أن يعرفوا مثل هذا الحكم و المسلمون أنفسهم مخالفون له ؟! ألا فليعلم هؤلاء و هؤلاء أن الهجرة ماضيه كالجهاد ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : " لا تنقطع الهجرة ما دام العدو يقاتل " ، و في حديث آخر : " لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ، و لا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها " و هو مخرج في " الإرواء " ( 1208 ) .

و مما ينبغي أن يعلم أن الهجرة أنواع و لأسباب عدة ، و لبيانها مجال آخر ، و المهم هنا الهجرة من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام مهما كان الحكام فيها منحرفين عن الإسلام ، أو مقصرين في تطبيق أحكامه ، فهي على كل حال خير بما لا يوصف من بلاد الكفر أخلاقا و تدينا و سلوكا ، و ليس الأمر – بداهة -كما زعم أحد الجهلة الحمقى الهوج من الخطباء : " والله لو خيرت أن أعيش في القدس تحت احتلال اليهود و بين أن أعيش في أي عاصمة عربية لاخترت أن أعيش في القدس تحت احتلال اليهود "! و زاد على ذلك فقال ما نصه : " ما أرى إلا أن الهجرة واجبة من الجزائر إلى ( تل أبيب ) " !! كذا قال فض فوه ، فإن بطلانه لا يخفى على مسلم مهما كان غبيا !
و لتقريب ما ذكرت من الخيرية إلى أذهان القراء المحبين للحق الحريصين على معرفته و اتباعه ، الذين لا يهولهم جعجعة الصائحين ، و صراخ الممثلين ، واضطراب الموتورين من الحاسدين و الحاقدين من الخطباء و الكاتبين : أقول لأولئك
المحبين : تذكروا على الأقل حديثين اثنين لرسول الله صلى الله عليه وسلم :
أحدهما : " إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى حجرها " . أخرجه البخاري و مسلم و غيرهما .
و الآخر : " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى يأتيهم أمر الله و هم ظاهرون " ، و هو حديث صحيح متواتر رواه جماعة من الصحابة ، و تقدم تخريجه عن جمع منهم برقم ( 270 و 1108 و 1955 و 1956 ) ، و "صحيح أبي داود " ( 1245 ) ، و في بعضها أنهم " أهل المغرب " أي الشام ، و جاء ذلك مفسرا عند البخاري و غيره عن معاذ ، و عند الترمذي و غيره مرفوعا بلفظ : "إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم ، و لا تزال طائفة من أمتي .. " الحديث . و في هذه الأحاديث إشارة قوية إلى أن العبرة في البلاد إنما هي بالسكان و ليس بالحيطان . و قد أفصح عن هذه الحقيقة سلمان الفارسي رضي الله عنه حين كتب أبو الدرداء إليه : أن هلم إلى الأرض المقدسة ، فكتب إليه سلمان : إن الأرض المقدسة لا تقدس أحدا ، و إنما يقدس الإنسان عمله . ( موطأ مالك 2 / 235 ) . و لذلك فمن الجهل المميت و الحماقة المتناهية – إن لم أقل و قلة الدين – أن يختار خطيب أخرق الإقامة تحت الاحتلال اليهودي ، و يوجب على الجزائريين المضطهدين أن يهاجروا إلى ( تل أبيب ) ، دون بلده المسلم ( عمان ) مثلا ، بل و دون مكة والمدينة ، متجاهلا ما نشره اليهود في فلسطين بعامة ، و ( تل أبيب ) و ( حيفا ) و ( يافا ) بخاصة من الفسق و الفجور و الخلاعة حتى سرى ذلك بين كثير من المسلمين و المسلمات بحكم المجاورة و العدوى ، مما لا يخفى على من ساكنهم ثم نجاه الله منهم ، أو يتردد على أهله هناك لزيارتهم في بعض الأحيان . و ليس بخاف على أحد أوتي شيئا من العلم ما في ذاك الاختيار من المخالفة لصريح قوله تعالى *( إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا : فيم كنتم ؟ قالوا : كنا مستضعفين في الأرض ، قالوا : ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها ؟! فأولئك مأواهم جهنم و ساءت مصيرا . إلا المستضعفين من الرجال و النساء و الولدان لا يستطيعون حيلة و لا يهتدون سبيلا . فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم و كان الله عفوا غفورا ، و من يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما ( أي تحولا ) كثيرا و سعة ، و من يخرج من بيته مهاجرا إلى الله و رسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله و كان الله غفورا رحيما )* ( النساء 97 – 100 ) . قال الحافظ ابن كثير في " تفسيره " ( 1 / 542 ) : " نزلت هذه الآية الكريمة عامة في كل من أقام بين ظهراني المشركين ، و هو قادر على الهجرة ، و ليس متمكنا من إقامة الدين ، فهو ظالم لنفسه ، مرتكب حراما بالإجماع ، و بنص هذه الآية " . و إن مما لا يشك فيه العالم الفقيه أن الآية بعمومها تدل على أكثر من الهجرة من بلاد الكفر ، و
قد صرح بذلك الإمام القرطبي ، فقال في " تفسيره " ( 5 / 346 ) : " و في هذه الآية دليل على هجران الأرض التي يعمل فيها بالمعاصي ، و قال سعيد ابن جبير : إذا عمل بالمعاصي في أرض فاخرج منها ، و تلا : *( ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها ؟ )* " . و هذا الأثر رواه ابن أبي حاتم في " تفسيره " ( 2 / 174/ 1 ) بسند صحيح عن سعيد . و أشار إليه الحافظ في " الفتح " فقال ( 8 / 263 ) : " و استنبط سعيد بن جبير من هذه الآية وجوب الهجرة من الأرض التي يعمل فيها بالمعصية " . و قد يظن بعض الجهلة من الخطباء و الدكاترة و الأساتذة ، أن قوله صلى الله عليه وسلم : " لا هجرة بعد الفتح " <1> ناسخ للهجرة مطلقا ، و هو جهل فاضح بالكتاب و السنة و أقوال الأئمة ، و قد سمعت ذلك من بعض مدعي العلم من الأساتذة في مناقشة جرت بيني و بينه بمناسبة الفتنة التي أثارها علي ذلك الخطيب المشار إليه آنفا ، فلما ذكرته بالحديث الصريح في عدم انقطاع التوبة المتقدم بلفظ : " لا تنقطع الهجرة .. " إلخ .. لم يحر جوابا ! و بهذه المناسبة أنقل إلى القراء الكرام ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية في الحديثين المذكورين ، و أنه لا تعارض بينهما ، فقال في " مجموع الفتاوى " ( 18 / 281 ) : " و كلاهما حق ،
فالأول أراد به الهجرة المعهودة في زمانه ، و هي الهجرة إلى المدينة من مكة و غيرها من أرض العرب ، فإن هذه الهجرة كانت مشروعة لما كانت مكة و غيرها دار كفر و حرب ، و كان الإيمان بالمدينة ، فكانت الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام واجبة لمن قدر عليها ، فلما فتحت مكة و صارت دار الإسلام و دخلت العرب في الإسلام صارت هذه الأرض كلها دار الإسلام ، فقال : " لا هجرة بعد الفتح " ، وكون الأرض دار كفر و دار إيمان ، أو دار فاسقين ليست صفة لازمة لها : بل هي صفة عارضة بحسب سكانها ، فكل أرض سكانها المؤمنون المتقون هي دار أولياء الله في ذلك الوقت ، و كل أرض سكانها الكفار فهي دار كفر في ذلك الوقت ، و كل أرض سكانها الفساق فهي دار فسوق في ذلك الوقت ، فإن سكنها غير ما ذكرنا و تبدلت بغيرهم فهي دارهم و كذلك المسجد إذا تبدل بخمارة أو صار دار فسق أو دار ظلم أو كنيسة يشرك فيها بالله كان بحسب سكانه ، و كذلك دار الخمر و الفسوق و نحوها إذا جعلت مسجدا يعبد الله فيه جل وعز كان بحسب ذلك ، و كذلك الرجل الصالح يصير فاسقا و الكافر يصير مؤمنا أو المؤمن يصير كافرا أو نحو ذلك ، كل بحسب انتقال الأحوال من حال إلى حال و قد قال تعالى : *( و ضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة )* الآية نزلت في مكة لما كانت دار كفر و هي ما زالت في نفسها خير أرض الله ، و أحب أرض الله إليه ، و إنما أراد سكانها . فقد روى الترمذي مرفوعا أنه قال لمكة و هو واقف بالحزورة : " والله إنك لخير أرض الله ، و أحب أرض الله إلى الله ، و لولا قومي أخرجوني منك لما خرجت " <2> ، و في رواية : " خير أرض الله و أحب أرض الله إلي " ، فبين أنها أحب أرض الله إلى الله و رسوله ، و كان مقامه بالمدينة و مقام من معه من المؤمنين أفضل من مقامهم بمكة لأجل أنها دار هجرتهم، و لهذا كان الرباط بالثغور أفضل من مجاورة مكة و المدينة ، كما ثبت في الصحيح : " رباط يوم و ليلة في سبيل الله خير من صيام شهر و قيامه ، و من مات مرابطا مات مجاهدا ، و جرى عليه عمله ، و أجرى رزقه من الجنة ، و أمن الفتان " <3> . وفي السنن عن عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه قال : " رباط يوم في سبيل الله خير من ألف يوما فيما سواه من المنازل " <4> . و قال أبو هريرة <5> :لأن أرابط ليلة في سبيل الله أحب إلي من أن أقوم ليلة القدر عند الحجر الأسود . ولهذا كان أفضل الأرض في ق كل إنسان أرض يكون فيها أطوع لله و رسوله ، و هذا ختلف باختلاف الأحوال ، و لا تتعين أرض يكون مقام الإنسان فيها أفضل ، و إنما يكون الأفضل في حق كل إنسان بحسب التقوى و الطاعة و الخشوع و الخضوع و الحضور ، و قد كتب أبو الدرداء إلى سلمان : هلم إلى الأرض المقدسة ! فكتب إليه سلمان : إن الأرض لا تقدس أحدا و إنما يقدس العبد عمله . و كان النبي صلى الله عليه
وسلم قد آخى بين سلمان و أبي الدرداء . و كان سلمان أفقه من أبي الدرداء في
أشياء من جملتها هذا . و قد قال الله تعالى لموسى عليه السلام : *( سأريكم دار
الفاسقين )* و هي الدار التي كان بها أولئك العمالقة ، ثم صارت بعد هذا دار
المؤمنين ، و هي الدار التي دل عليها القرآن من الأرض المقدسة ، و أرض مصر التي
أورثها الله بني إسرائيل ، فأحوال البلاد كأحوال العباد فيكون الرجل تارة مسلما
و تارة كافرا ، و تارة مؤمنا و تارة منافقا ، و تارة برا تقيا و تارة فاسقا ، و
تارة فاجرا شقيا . و هكذا المساكن بحسب سكانها ، فهجرة الإنسان من مكان الكفر و
المعاصي إلى مكان الإيمان و الطاعة كتوبته و انتقاله من الكفر و المعصية إلى
الإيمان و الطاعة ، و هذا أمر باق إلى يوم القيامة ، و الله تعالى قال : *( والذين آمنوا [ من بعد ] و هاجروا و جاهدوا معكم فأولئك منكم )* [ الأنفال : 75] . قالت طائفة من السلف : هذا يدخل فيه من آمن و هاجر و جاهد إلى يوم القيامة، و هكذا قوله تعالى : *( ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم )* [ النحل : 110 ] <6> يدخل في معناها كل من فتنه الشيطان عن دينه أو أوقعه في معصية ثم هجر السيئات و جاهد نفسه و غيرها من العدو ، و جاهد المنافقين بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، و غير ذلك ، وصبر على ما أصابه من قول أو فعل . و الله سبحانه و تعالى أعلم " .
فأقول : هذه الحقائق و الدرر الفرائد من علم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، يجهلها جهلا تاما أولئك الخطباء و الكتاب و الدكاترة المنكرون لشرع الله *( و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا )* ، فأمروا الفلسطينيين بالبقاء في أرضهم و حرموا عليهم الهجرة منها ، و هم يعلمون أن في ذلك فساد دينهم و دنياهم ، و هلاك رجالهم و فضيحة نسائهم ، و انحراف فتيانهم و فتياتهم ، كما تواترت الأخبار بذلك عنهم بسبب تجبر اليهود عليهم ، و كبسهم لدورهم و النساء في فروشهن ، إلى غير ذلك من المآسي و المخازي التي يعرفونها ، ثم يتجاهلونها تجاهل النعامة الحمقاء للصياد! فيا أسفي عليهم إنهم يجهلون ، و يجهلون أنهم يجهلون ، كيف لا و هم في القرآن يقرؤون : *( و لو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم )* ! و ليت شعري ماذا يقولون في الفلسطينيين الذين كانوا خرجوا من بلادهم تارة باسم لاجئين ، و تارة باسم نازحين ، أيقولون فيهم : إنهم كانوا من الآثمين ، بزعم أنهم فرغوا أرضهم لليهود ؟! بلى . و ماذا يقولون في ملايين الأفغانيين الذين هاجروا من بلدهم إلى ( بشاور ) مع أن أرضهم لم تكن حتلة من الروس احتلال اليهود لفلسطين ؟! و أخيرا .. ماذا يقولون في البوسنيين الذين لجأوا في هذه الأيام إلى بعض البلاد الإسلامية و منها الأردن ، هل يحرمون عليهم أيضا خروجهم ، و يقول فيهم أيضا رأس الفتنة : " يأتون إلينا ؟ شو بساووا هون ؟! " . إنه يجهل أيضا قوله تعالى : *( و الذين تبوءوا الدار و الإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ، و لا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا و يؤثرون على أنفسهم و لو كان بهم خصاصة )* ، أم هم كما قال تعالى في بعضهم : *( يحلونه عاما و يحرمونه عاما )* ؟! ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا و يأتيك بالأنباء من لم تزود . انتهي كلامه الشيخ رحمه الله


السلسلة الصحيحة – منقول-




بارك الله فيك




التصنيفات
اسلاميات عامة

نشأة بدعة "الاحتفال بالمولد النبوي"

نشأة بدعة الاحتفال بالمولد النبوي
بسم الله الرحمن الرحيم

إن من استعرض السيرة النبوية وتاريخ الخلفاء الراشدين و الصحابة والتابعين وتابعيهم وتابع تابعيهم إلى نهاية المائة الثالثة من الهجرية لم يجد أحدا من العلماء تكلم في المولد النبوي أو ذكره في مصنفه، لأنه لم تكن قد أُحدثت هذه البدعة؛ لا من الحكام ولا حتى من عامة الناس.
وأول من ابتدع بدعة المولد بنو عبيد "العبيديون" ويسمون الفاطميون في مصر، ذكر تقي الدين أحمد بن علي المقريزي في كتابة "المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار" (1/490) فقال:
"ذكر الأيام التي كان الخلفاء الفاطميون يتخذونها أعياداً ومواسم تتسع بها أحوال الرعية وتكثر نعمهم"
وقال:"وكان للخلفاء الفاطميين في طول السنة أعياد ومواسم وهي مواسم (رأس السنة)، ومواسم (أول العام)، (ويوم عاشوراء) ، (ومولد النبي صلى الله عليه وسلم)، (ومولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه) ، (ومولد الحسن والحسين عليهما السلام)، (ومولد فاطمة الزهراء عليها السلام )، (ومولد الخليفة الحاضر)، (وليلة أول رجب)، (ليلة نصفه)، (وموسم ليلة رمضان)، (وغرة رمضان)، (وسماط رمضان)، (وليلة الختم)، (وموسم عيد الفطر)، (وموسم عيد النحر)، (وعيد الغدير)، (وكسوة الشتاء)، (وكسوة الصيف)، (وموسم فتح الخليج)، (ويوم النوروز)، (ويوم الغطاس)، (ويوم الميلاد) ، (وخميس العدس) ، (وأيام الركوبات)". أ.هـ.
قال الشيخ محمد بخيت المطيعي الحنفي مفتي الديار المصرية سابقاً في كتابة "أحسن الكلام فيما يتعلق بالسنة والبدعة من الأحكام" (44ـ45) : "مما حدث وكثر السؤال عنه الموالد فنقول: إن أول من أحدثها بالقاهرة الخلفاء الفاطميون، وأولهم المعز لدين الله توجه من المغرب إلى مصر في شوال سنة (361هـ)، فوصل إلى ثغر الإسكندرية في شعبان سنة (362هـ) ودخل القاهرة لسبع خلون من شهر رمضان فابتدعوا ستة موالد: النبوي، ومولد أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب…". "القول الفصل" (2/457ـ458) لاسماعيل الأنصاري.
وبنوعبيد تلقبوا بالفاطمين يريدون أن يلتصقوا بهذا النسب الشريف؛ وهم إلى أرذل الأنساب يرجعون.
قال الإمام المؤرخ أبو شامة صاحب كتاب "الروضتين في أخبار الدولتين" (ص / 200ـ202) عن العبيديين: "أظهروا للناس أنهم شرفاء فاطميون فملكوا البلاد وقهروا العباد وقد ذكر جماعة من أكابر العلماء أنهم لم يكونوا لذلك أهلا ولا نسبهم صحيحا بل المعروف أنهم (بنو عبيد)؛ وكان والد عبيد هذا من نسل القداح الملحد المجوسي وقيل كان والد عبيد هذا يهوديا من أهل سلمية من بلاد الشام وكان حدادا .
وعبيد هذا كان اسمه (سعيدا) فلما دخل المغرب تسمى بـ( عبيد الله ) وزعم أنه علوي فاطمي وادعى نسبا ليس بصحيح -لم يذكره أحد من مصنفي الأنساب العلوية بل ذكر جماعة من العلماء بالنسب؛ خلافه ـ، ثم ترقت به الحال إلى أن ملك وتسمى بـ(المهدي) وبني المهدية بالمغرب؛ ونسبت إليه وكان زنديقاً خبيثاً عدواً للإسلام متظاهراً بالتشيع متستراً به حريصاً على إزالة الملة الإسلامية، قتل من الفقهاء والمحدثين جماعة كثيرة، وكان قصده إعدامهم من الوجود لتبقى العالم كالبهائم فيتمكن من إفساد عقائدهم وضلالتهم، والله متم نوره ولو كره الكافرون.
ونشأت ذريته على ذلك منطوين يجهرون به إذا أمكنتهم الفرصة وإلا أسروه، والدعاة لهم منبثون في البلاد يضلون من أمكنهم إضلاله من العباد، وبقي هذا البلاء على الإسلام من أول دولتهم إلى آخرها وذلك من ذي الحجة سنة تسع وتسعين ومائتين (299) إلى سنة سبع وستين وخمسمائة (567)، وفي أيامهم كثرة الرافضة واستحكم أمرهم …… وكانوا أربعة عشر مستخلفا يدّعون الشرف ونسبتهم إلى مجوسي أو يهودي حتى اشتهر لهم ذلك بين العوام فصاروا يقولون الدولة الفاطمية والدولة العلوية وإنما هي (الدولة المجوسية أو اليهودية الباطنية الملحدة).
ومن قباحتهم انهم كانوا يأمرون الخطباء بذلك (أي أنهم علويون فاطميون) على المنابر ويكتبونه على جدران المساجد وغيرها وخطب عبدهم جوهر الذي أخذ لهم الديار المصرية وبنى لهم القاهرة (المعزية) بنفسه خطبة قال فيها: اللهم صلي على عبدك ووليك ثمرة النبوة وسليل العترة الهادية المهدية معد أبي تميم الإمام المعز لدين الله أمير المؤمنين كما صليت على آبائه الطاهرين وسلفه المنتخبين الأئمة الراشدين) كذب عدوّ الله اللعين فلا خير فيه ولا في سلفه أجمعين ولا في ذريته الباقين والعترة النبوية الطاهرة منهم بمعزل رحمة الله عليهم وعلى أمثالهم من الصدر الأول.
والملقب بالمهدي لعنه الله كان يتخذ الجهال ويسلطهم على أهل الفضل وكان يرسل إلى الفقهاء والعلماء فيذبحون في فرشهم وأرسل إلى الروم وسلطهم على المسلمين وأكثر من الجور واستصفاء الأموال وقتل الرجال وكان له دعاة يضلون الناس على قدر طبقاتهم فيقولون لبعضهم (هو المهدي ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وحجة الله على خلقه) ويقولون لآخرين (هو رسول الله وحجة الله) ويقولون لاخرين (هو الله الخالق الرازق) لا اله إلا الله وحده لا شريك له تبارك سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً ولما هلك قام ابنه المسمى بالقائم مقامه وزاد شره على شر أبيه أضعافا مضاعفة وجاهر بشتم الأنبياء فكان ينادى في أسواق المهدية وغيرها (العنوا عائشة وبعلها العنوا الغار وما حوى ) اللهم صلي على نبيك وأصحابه وأزواجه الطاهرين وألعن هؤلاء الكفرة الفجرة الملحدين وارحم من ازالهم وكان سبب قلعهم ومن جرى على يديه تفريق جمعهم وأصلهم سعيرا ولقهم ثبورا وأسكنهم النار جمعا واجعلهم ممن قلت فيهم الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا" .

"الطعن من أئمة بغداد وعلمائهم في نسب الفاطميين (ملوك مصر).

وفي ربيع الآخر منها كتب هؤلاء ببغداد محاضر تتضمن الطعن والقدح في نسب الفاطميين وهم ملوك مصر وليسوا كذلك وإنما نسبهم إلى عبيد بن سعد الجرمي وكتب في ذلك جماعة من

العلماء والقضاة والأشراف والعدول والصالحين والفقهاء والمحدثين وشهدوا جميعا أن الحاكم بمصر هو منصور بن نزار الملقب بالحاكم حكم الله عليه بالبوار والخزي والدمار ابن معد بن إسماعيل بن عبدالله بن سعيد لا أسعده الله فإنه لما صار إلى بلاد المغرب تسمى بعبيدالله وتلقب بالمهدي وأن من تقدم من سلفه أدعياء خوارج لا نسب لهم في ولد علي بن أبي طالب ولا يتعلقون بسبب وأنه منزه عن باطلهم وأن الذي ادعوه إليه باطل وزور وأنهم لا يعلمون أحدا من أهل بيوتات وأن هذا الحاكم بمصر هو وسلفه كفار فساق فجار ملحدون زنادقة معطلون وللإسلام جاحدون ولمذهب

المجوسية والوثنوية معتقدون قد عطلوا الحدود وأباحوا الفروج وأحلوا الخمر وسفكوا الدماء وسبّوا الأنبياء ولعنوا السلف وادعوا الربوبية". "البداية والنهاية" (11/245ـ246).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ:"وأما اتخاذ موسم غير المواسم الشرعية كبعض ليالي شهر ربيع الأول التي يقال أنها ليلة المولد أو بعض ليالي رجب أو ثامن عشر ذي الحجة أو أول جمعة من رجب أو ثامن شوال الذي يسميه الجهال عيد الأبرار فإنها من البدع التي لم يستحبها السلف ولم يفعلوها والله سبحانه وتعالى أعلم "مجموع الفتاوى" (25/298)، و "الفتاوى الكبرى" (1/372).

وقال رحمه الله: "وما يحدثه بعض الناس إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام وإما محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيما له والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد لا على البدع من اتخاذ مولد النبي صلى الله عليه وسلم عيدا مع اختلاف الناس في مولده فإن هذا لم يفعله السلف مع قيام المقتضى له وعدم المانع منه ولو كان هذا خيرا محضا أو راجحا لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منا فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيما له منا وهم على الخير أحرص وإنما كمال محبته وتعظيمه في متابعته وطاعته و اتباع أمره وإحياء سنته باطنا وظاهرا ونشر ما بعث به والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان فإن هذه هي طريقة السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان وأكثر هؤلاء الذين تجدونهم حرصاء على أمثال هذه البدع مع مالهم فيها من حسن القصد والاجتهاد الذي يرجى لهم به المثوبة تجدونهم فاترين في أمر الرسول عما أمروا بالنشاط فيه وإنما هم بمنزلة من يحلي المصحف ولا يقرأ فيه أو يقرأ فيه ولا يتبعه وبمنزلة من يزخرف المسجد ولا يصلي فيه أو يصلي فيه قليلا". "اقتضاء الصراط ". (1/294ـ296).

هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه اجمعين،،،

كتبه
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي

يُتبع إن شاء الله




تعليمية تعليمية
بارك الله فيك أختنا الفاضلة على المعلومات الدينية والتاريخية في آن واحد أتمنى أن يستفيد منها الجميع كما إستفدت أنا . وفقكم الله جميعا لما فيه الخير في الدنيا والآخرة
تعليمية تعليمية




تعليمية




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم يحيى تعليمية
تعليمية تعليمية
بارك الله فيك أختنا الفاضلة على المعلومات الدينية والتاريخية في آن واحد أتمنى أن يستفيد منها الجميع كما إستفدت أنا . وفقكم الله جميعا لما فيه الخير في الدنيا والآخرة
تعليمية تعليمية

و فيكِ بارك الله أختي أم يحيى ، اللهم آمين

أسأل الله تعالى أن يرينا الحق حقا و يرزقنا اتباعه و يرينا الباطل باطلا و يرزقنا اجتنابه ،،
وفقكِ الله و رعاكِ

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انفاس الورد تعليمية
تعليمية

و خيرا جزاكِ أخيتي أنفاس الورد ،،

وفقكِ الله و رعاكِ




السلام عليكم
بارك الله فيك يا أختاه على المعلومات القيمة
كم أتمنى أن يأتي يوم لا أسمع فيه دوي المفرقعات في يوم المولد النبوي الشريف
جزاك الله خيرا




تعليمية




جزاكم الله خيرا على الموضوع
وهذا كلام الشيخ عبد المحسن العباد في هاته البدعة

قال الشَّيخ -حفظه الله-:

الموالد أُحدِثت في القرن الرابع الهجريِّ، وأول من أحدثها العُبيديُّون الذين حكموا مِصرَ في القرن الرابع الهجري.
لأنَّه كما قال المقريزي في الخطط والآثار في تاريخ مصر
قال: إنَّهم أحدثوا ستَّة موالد: ميلاد النَّبي صلى الله عليه وسلَّم، وميلاد عليّ، وميلاد فاطمة، وميلاد الحسن، وميلاد الحسين، والسادس: ميلاد الحاكم الموجود من حكَّامهم.
فإذن هذه الاحتفالات، وتخصيص تلك المناسبات بأعمال مخصوصة، هذا ما حصل في القرون الثلاثة التي هي خير القرون، التي قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((خير القرون قرني، ثمَّ الذين يلونهم، ثمَّ الذين يلونهم))[1].
الصحابة لا يوجد عندهم هذا الاحتفال بالموالد، والتابعون كذلك، وأتباع التابعين كذلك، ثلاثمئة سنة كاملة لا يوجد فيها هذا الشيء! وإنما أُحدِثَ هذا في القرن الرابع الهجريّ، والذي أحدثه العبيديون الذين حكموا مِصرَ.
ثمَّ ما هو المستند في هذا الاحتفال؟
هو متابعة النَّصارى؛ لأنَّ النَّصارى يحتفلون بميلاد عيسى؛ إذن نحتفل بميلاد محمد صلى الله عليه وسلم.
يعني: الذي أحدثه العُبيديُّون، والمستند: اتِّباع النَّصارى!
ومعلومٌ أنَّ الخير كلُّ الخير فيما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلَّم وأصحابه، والرسول صلى الله عليه وسلَّم ما أرشد إلى ذلك، ولا فعل ذلك، ولا -أيضًا- الخلفاء الراشدون، والصحابة كلهم ما حصل منهم، والتابعون ما حصل، وأتباع التابعين ما حصل؛ وإنما وُجِدَ ذلك في القرن الرابع.
ولهذا لا يوجد في الكتب المؤلَّفة في قرنٍ من القرون الثلاثة شيء فيه الدلالة على الاحتفالات بالموالد أبدًا. ليس فيه شيء على أنَّ النَّاس كانوا يحتفلون، وأنهم يأمرون بالاحتفال، وأنهم يفعلون ذلك، ثلاثمئة سنة كاملة لا يوجد فيها ذلك! ومعلومٌ أنَّ الخير كلُّ الخير في اتِّباع من سلف.
محبَّة الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم يجب أن تكون في القلوب أعظم من محبة كلِّ محبوب؛ لكن وفقًا لسنّتِهِ صلى الله عليه وسلم. ولم يأتِ في سنَّتهِ ولا عمل السلف الصالح –الذين هم الصحابة ومن كان على نهجهم- شيءٌ من ذلك.
فإذن الخير كلُّ الخير في كون الإنسان يتَّبع السُّنن، ويحذر من الوقوع في الأمور المحدثة المبتدعة؛ لأنَّ الواجب أن يكون الإنسان متَّبِعًا؛ كما قال الشاعر:

كلُّ خيرٍ في اتِّبَاعِ مَنْ سَلَفَ … وكلُّ شرٍّ في ابتداعِ مَنْ خَلَفَ


المصدر: شرح سنن ابن ماجه: (الشريط: 153، الدقيقة الأولى، من الساعة الثانية)


الرابـط الصوتي




التصنيفات
اسلاميات عامة

خدمة المرأة زوجها وأبعادها في تماسك الأسرة

في خدمة المرأة زوجها وأبعادها في تماسك الأسرة
الحمد لله رب العالمين، والصّلاة والسّلام على من أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدّين، أمّا بعد:
فقد أثبت الله تعالى لكلّ من الزّوجين حقوقًا على صاحبه، وحق كلّ واحد منهما يقابله واجب الآخر، قال صلّى الله عليه وآله وسلم: «أَلاَ إِنَّ لَكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ حَقًّا وَلِنِسَائِكُمْ عَلَيْكُمْ حَقًّا»(١)، غير أن الرجل -لاعتبارات مميّزة- خصّه الله تعالى بمزيد درجة لقوله تعالى: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ﴾ [النّساء: 228].
وحقوق الزّوجيّة ثلاثة: بعضها مشترك بين كلٍّ من الزوجين، وبعضها خاصّ بكل منهما على حدة، وهما: حقّ الزوجة على زوجها، وحقّ الزّوج على زوجته.
لكنّ إشكالا يفرض نفسه يَرِد على تكييف مسألة خدمة المرأة زوجها: هل يُعدّ حقًّا للزوج وتكون المرأة -حالتئذٍ- مسؤولةً عن ضياع حقّه أو التقصير فيه، أم أنّه ليس بواجب عليها خدمتُه لأن المعقود عليه من جهتها الاستمتاع فلا يلزمها غيره؟ والمسألة محلّ نزاع بين اجتهادات الفقهاء، غير أنّه لا يخفى أنّ من الوظائف الطّبيعيّة للمرأة قيامَها بحقّ زوجها وخدمة أولاده وتدبير شؤون بيتها، فهذا العمل الطّبيعيّ تقتضيه الحياة المشتركة بين الزّوجين، ويُعدّ من المهمّات الأساسيّة في تماسك الأسرة وسعادتها، وفي إعداد جيلٍ طيّب الأعراق، قال صلّى الله عليه وآله وسلّم: «لَوْ تَعْلَمُ الْمَرْأَةُ حَقَّ الزَّوْجِ مَا قَعَدَتْ مَا حَضَرَ غَدَاؤهُ وَعَشَاؤهُ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهُ»(٢)، وقد وعى نساء الصّحابة رضي الله عنهم هذه المهمّاتِ الجليلةَ فهمًا وعملاً، ومن النّماذج الواقعيّة لهذا الجيل المفضّل أنّ فاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم كانت تخدم زوجها حتّى اشتكت إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ما تلقى في يدها من الرّحى(٣)، وكذلك ما رواه مسلمٌ عن أسماءَ بنتِ أبي بكر الصّدّيق رضي الله عنهما قالت: «كُنْتُ أَخْدُمُ الزُّبَيْرَ خِدْمَةَ الْبَيْتِ وَكَانَ لَهُ فَرَسٌ وَكُنْتُ أَسُوسُهُ، فَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْخِدْمَةِ شَيْءٌ أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْ سِيَاسَةِ الْفَرَسِ: كُنْتُ أَحْتَشُّ لَهُ وَأَقُومُ عَلَيْهِ وَأَسُوسُهُ…»(٤)، وما رواه الشّيخان عنها قالت: «تَزَوَّجَنِي الزُّبَيْرُ وَمَا لَهُ فِي الأَرْضِ مِنْ مَالٍ وَلاَ مَمْلُوكٍ وَلاَ شَيْءٍ غَيْرَ فَرَسِهِ، قَالَتْ: فَكُنْتُ أَعْلِفُ فَرَسَهُ وَأَكْفِيهِ مَئُونَتَهُ وَأَسُوسُهُ وَأَدُقُّ النَّوَى لِنَاضِحِهِ وَأَعْلِفُهُ وَأَسْتَقِي الْمَاءَ وَأَخْرِزُ غَرْبَهُ وَأَعْجِنُ وَلَمْ أَكُنْ أُحْسِنُ أَخْبِزُ وَكَانَ يَخْبِزُ لِي جَارَاتٌ مِنَ الأَنْصَارِ وَكُنَّ نِسْوَةَ صِدْقٍ، قَالَتْ: وَكُنْتُ أَنْقُلُ النَّوَى مِنْ أَرْضِ الزُّبَيْرِ الَّتِي أَقْطَعَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَأْسِي وَهِيَ عَلَى ثُلُثَيْ فَرْسَخٍ»(٥)، ومن أخلاق السلف نصيحة المرأة إذا زُفّت إلى زوجها بخدمة الزّوج ورعاية حقّه وتربية أولاده(٦).
هذا، وإن كان العلماء يختلفون في حكم خدمة المرأة لزوجها(٧) إلاّ أنّ الرّأي الأقرب إلى الصّحّة والمعروف الذي يتوافق مع وظيفتها الطّبيعيّة هو وجوب خدمتها لزوجها الخدمة المعروفة من مثلها لمثله وقيامها بحقّه، بحسَب حالها وظروفها، ولا تكليفَ عليها فيما لا قدرةَ لها عليه ولا إرهاقَ، وضمن هذا السّياق وتقريرًا لهذا المعنى فقد حقّق ابن القيّم رحمه الله هذه المسألة بقوله: «فاختلف الفقهاء في ذلك، فأوجب طائفةٌ من السّلف والخلف خدمتها له في مصالح البيت، وقال أبو ثور: عليها أن تخدم زوجها في كلّ شيءٍ، ومنعت طائفةٌ وجوب خدمته عليها في شيءٍ، وممّن ذهب إلى ذلك مالكٌ والشّافعيّ وأبو حنيفة وأهل الظّاهر، قالوا: لأنّ عقد النّكاح إنّما اقتضى الاستمتاع لا الاستخدام وبذل المنافع، قالوا: والأحاديث المذكورة إنّما تدلّ على التّطوّع ومكارم الأخلاق فأين الوجوب منها؟ واحتجّ من أوجب الخدمة بأنّ هذا هو المعروف عند من خاطبهم الله سبحانه بكلامه، وأمّا ترفيه المرأة وخدمة الزّوج وكنسه وطحنه وعجنه وغسيله وفرشه وقيامه بخدمة البيت فمِن المنكر، والله تعالى يقول: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [البقرة: 228]، وقال: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ﴾ [النّساء: 34]، وإذا لم تخدمه المرأة، بل يكون هو الخادم لها، فهي القوّامة عليه، وأيضًا: فإنّ المهر في مقابلة البُضع، وكلٌّ من الزّوجين يقضي وطره من صاحبه، فإنّما أوجب الله سبحانه نفقتها وكسوتها ومسكنها في مقابلة استمتاعه بها وخدمتها، وما جرت به عادة الأزواج، وأيضًا فإنّ العقود المطلقة إنّما تَنْزل على العرف، والعرف خدمة المرأة وقيامها بمصالح البيت الدّاخلة، وقولهم: إنّ خدمة فاطمة وأسماء كانت تبرّعًا وإحسانًا يردّه أنّ فاطمة كانت تشتكي ما تلقى من الخدمة، فلم يقل لعليٍّ: لا خدمةَ عليها، وإنّما هي عليك، وهو صلّى الله عليه وسلّم لا يحابي في الحكم أحدًا، ولمّا رأى أسماءَ والعلفُ على رأسها، والزبير معه لم يقل له: لا خدمةَ عليها، وأنّ هذا ظلمٌ لها، بل أقرّه على استخدامها، وأقرّ سائر أصحابه على استخدام أزواجهم مع علمه بأنّ منهن الكارهة والرّاضية، هذا أمر لا ريب فيه.
ولا يصحّ التّفريق بين شريفةٍ ودنيئةٍ وفقيرةٍ وغنيّةٍ، فهذه أشرف نساء العالمين، كانت تخدم زوجها وجاءته صلّى الله عليه وسلّم تشكو إليه الخدمة، فلم يُشْكِها، وقد سمّى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في الحديث الصّحيح المرأة عانية، فقال: «اتَّقُوا اللهَ فِي النِّسَاءِ فَإِنَّهُنَّ عَوَانٍ عِنْدَكُمْ»(٨)، والعاني: الأسير، ومرتبة الأسير خدمة من هو تحت يده ولا ريب أنّ النّكاح نوعٌ من الرّقّ، كما قال بعض السّلف: «النِّكَاحُ رِقٌّ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ عِنْدَ مَنْ يُرِقُّ كَرِيمَتَهُ»(٩)، ولا يخفى على المنصف الرّاجحُ من المذهبين والأقوى من الدّليلين»(١٠).
وقد سبقه إلى هذا التّقرير شيخه ابن تيميّة -رحمه الله- حيث قال: «وتنازع العلماء: هل عليها أن تخدمه في مثل فراش المنزل ومناولة الطّعام والشّراب والخبز والطّحن والطّعام لمماليكه وبهائمه مثل علف دابّته ونحو ذلك؟ فمنهم من قال: لا تجب الخدمة، وهذا القول ضعيفٌ كضعف قول من قال: لا تجب عليه العشرة والوطء؛ فإنّ هذا ليس معاشرةً له بالمعروف؛ بل الصّاحب في السّفر الذي هو نظير الإنسان وصاحبه في المسكن إن لم يعاونه على مصلحةٍ لم يكن قد عاشره بالمعروف، وقيل -وهو الصّواب- وجوب الخدمة؛ فإنّ الزّوج سيّدها في كتاب الله(١١- وذلك في قوله تعالى: ﴿وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ﴾ [يوسف: 25]، وعنى بالسّيّد الزّوج [«فتح القدير» للشّوكانيّ (3/ 18)].)؛ وهي عانيةٌ عنده بسنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم(١٢)، وعلى العاني والعبد الخدمة؛ ولأنّ ذلك هو المعروف، ثمّ من هؤلاء من قال: تجب الخدمة اليسيرة، ومنهم من قال: تجب الخدمة بالمعروف وهذا هو الصّواب، فعليها أن تخدمه الخدمة المعروفة من مثلها لمثله ويتنوّع ذلك بتنوّع الأحوال: فخدمة البدويّة ليست كخدمة القرويّة وخدمة القويّة ليست كخدمة الضّعيفة»(١٣).
ولا شكّ أنّ قيام الزّوجة بهذه المهمّة النّبيلة يحفظ للأسرة استقرارها وسعادتها، ويعمّق رابطة التّآلف والمودّة في ظلّ التّعاون على البرّ والتّقوى، وعلى الزّوج -من جهةٍ أخرى- أن يقدّر حالها ولا يحمّلها ما لا طاقةَ لها به، وله أن يعينها في بعض شؤونها ومهمّاتها للتّكامل والتّآزر، لا سيّما في حال مرضها أو عجزها أو زحمة الأعمال عليها اقتداءً بالنّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم الذي لم يأنف من مساعدة أزواجه، فعن الأسود قال سألتُ عائشة رضي الله عنها: مَا كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتْ: كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ -تَعْنِي خِدْمَةَ أَهْلِهِ- فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ خَرَجَ إِلَى الصَّلاَةِ(١٤)، أي أنّه عليه الصّلاة والسّلام كان يخدم في مهنة أهله ويقمّ بيته ويخيط ثوبه و«يَرْقَعُ دَلْوَهُ»(١٥) ويخصف نعله ويحلب شاته ويخدم نفسه ويعمل ما يعمل الرّجال في بيوتهم، فإذا حضرت الصلاة قام إليها(١٦).
ويدلّ على مسئوليّة الزّوجة في القيام بحقّ الأولاد تربيةً ورعايةً قوله تعالى: ﴿وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ﴾ [البقرة: 233]، وقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا»(١٧).
هذا، وأخيرًا فالزوجة التي تؤدي حقّ ربّها وتطيع زوجها في المعروف، وتحافظ على نفسها في غيبته وتصون ماله وترعى أولاده وتخدمه الخدمة المعروفة من مثلها لمثله، بحسب حالها وظروفها، وتحرص على ما يسرّه ويرضيه وتبتعد عن كلّ ما يبغضه ويؤذيه ونحو ذلك لهي الزوجة الصالحة ومربية الأجيال وصانعة الرجال، ولقد صدق الشاعر حين قال:
الأُمُّ مَدْرَسَةٌ إِذَا أَعْدَدْتَهَا * أَعْدَدْتَ شَعْبًا طَيِّبَ الأَعْرَاقِ
الأُمُّ رَوْضٌ إِنْ تَعَهَّدَهُ الحَيَا * بِالرِّيِّ أَوْرَقَ أَيَّمَا إِيرَاقِ
الأُمُّ أُسْتَاذُ الأَسَاتِذَةِ الأُلَى * شَغَلَتْ مَآثِرهُمْ مَدَى الآفَاقِ(١٨)
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلّم تسليما.
الجزائر في: 12 ربيع الأول 1443ﻫ
الموافق ﻟ: 15 فبراير 2022م
١- أخرجه التّرمذيّ في «الرضاع» باب ما جاء في حق المرأة على زوجها (1163)، من حديث عمرو بن الأحوص رضي الله عنه. وحسّنه الألباني في «الإرواء» (7/ 96).
٢- أخرجه الطّبرانيّ في «المعجم الكبير» (20/ 160)، من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه، وصحّحه الألبانيّ في «صحيح الجامع» (5259).
٣- أخرجه البخاريّ في «النّفقات» باب عمل المرأة في بيت زوجها (5361)، ومسلم في «الذّكر والدّعاء» (2/ 1252) رقم (2727)، من حديث عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.
٤- أخرجه مسلم في «السّلام» (2/ 1042) رقم (2182)، من حديث أسماء بنت أبي بكر الصّدّيق رضي الله عنهما.
٥- أخرجه البخاريّ في «النّكاح» باب الغيرة (5224)، ومسلم في «السّلام» (2/ 1041) رقم (2182)، من حديث أسماء بنت أبي بكر الصّدّيق رضي الله عنهما.
٦- انظر «فقه السنة» لسيد سابق (2/ 233)، «موسوعة الخطب المنبرية» (1/ 1443).
٧- انظر الخلاف في «المغني» لابن قدامة (7/ 21)، «المجموع» [التّكملة الثّانية] (18/ 256).
٨- أخرجه الترمذي في «الرضاع» باب ما جاء في حق المرأة على زوجها (1163) بلفظ: «أَلاَ وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، فَإِنَّمَا هُنَّ عَوَانٍ عِنْدَكُمْ»، من حديث عمرو بن الأحوص رضي الله عنه. وأخرجه مسلم في «الحج» (1218) بلفظ: «فَاتَّقُوا اللهَ فِي النِّسَاءِ فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللهِ وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللهِ» [وعوانٍ: جمع عانية، وهي الأسيرة، انظر: «النهاية في غريب الحديث والأثر» (3/ 598)].
٩- أخرجه سعيد بن منصور في «سننه» (591) عن عروة بن الزبير قال: قالت لنا أسماء بنت أبي بكر: «يَا بَنِيَّ وَيَا بَنِي بَنِيَّ، إِنَّ هَذَا النِّكَاحَ رِقٌّ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ عِنْدَ مَنْ يُرِقُّ كَرِيمَتَهُ»، وقال الحافظ العراقي في تخريج أحاديث الإحياء (479): «رواه أبو عمر التوقاني في «معاشرة الأهلين» موقوفا على عائشة وأسماء ابنتي أبي بكر، قال البيهقي: وروي ذلك مرفوعا والموقوف أصحّ»، اﻫ.
١٠- «زاد المعاد» لابن القيم (5/ 187-189).
١١- وذلك في قوله تعالى: ﴿وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ﴾ [يوسف: 25]، وعنى بالسّيّد الزّوج [«فتح القدير» للشّوكانيّ (3/ 18)].
١٢- سبق تخريجه (انظر الهامش 8).
١٣- «مجموع الفتاوى» لابن تيمية (34/ 90).
١٤- أخرجه البخاري «الجماعة والإمامة» باب من كان في حاجة أهله فأقيمت الصلاة فخرج (676)، من حديث عائشة رضي الله عنها.
١٥- أخرجه ابن حبّان (5676) من حديث عائشة أم المؤمنين ولفظه بتمامه: «مَا يَفْعَلُ أَحَدُكُمْ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ: يَخْصِفُ نَعْلَهُ، وَيَخِيطُ ثَوْبَهُ، وَيَرْقَعُ دَلْوَهُ»
١٦- انظر: «فتح الباري» لابن حجر (2/ 163).
١٧- أخرجه البخاري في «الجمعة» باب الجمعة في القرى والمدن (893)، ومسلم في «الإمارة» (2/ 886) رقم (1829)، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
١٨- قصيدة «تربية البنات» لشاعر النيل: محمد حافظ إبراهيم -رحمه الله-.
من كلمات الشيخ فركوس الشهرية.
المصدر على الرابط.

http://www.ferkous.com/rep/M60.php




شكرا اخي على الطرح

تحياتي




اللهم اهدهم واهدينا شكرا لك ننتضر جديدك




التصنيفات
اسلاميات عامة

وصف القلوب

القرآن الكريم
أشار الى القلوب ووصفها

ذكر في القرآن الكريم
وصفا لانواع القلوب ومنها

القلبُ السَّلِيْمْ
وهو مخلص لله وخالٍ من الكفر والنفاق والرذيلة
{ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ }
الشعراء: 89

القلبُ المُنِيْبْ
وهو دائم الأنابة والتوبة إلى الله و طاعته
{ مَّنْ خَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ }
ق: 33

القلبُ المُخْبِتْ
الخاضع المطمئن الساكن
{ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ }
الحج: 54

القلبُ الوجِلْ
وهو الذي يخاف الله عز وجل ألاَّ يقبل منه العمل
وألاَّ يُنَجَّى من عذاب جهنم
وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ }
{ إِلَىٰ رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ
المؤمنون: 60

القلبُ التَّقِّيْ
وهو الذي يعظِّم شعائِر الله
{ ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّـهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ }
الحج: 32

القلبُ المُهْتدِي
الرَّاضي بقضاء الله والتَّسليم بأمره
{ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّـهِ يَهْدِ قَلْبَهُ }
التغابن: 11

القلبُ المُطْمَئِن
يسكن بتوحيد الله وذكره
{ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّـهِ }
الرعد: 28

القلبُ الحَيَّ
قَلْب يَعْقِل مَا قَدْ سَمِعَ مِنْ الْأَيات البينات
الَّتِي ضَرَبَ اللَّه بِهَا مثلا
{ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ }
ق: 37

القلبُ المَرِيْضْ
وهو الذي أصابه مرض مثل الشك أو النفاق
وفيه فجور ويقترف الآثام
{ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ }
الأحزاب: 32

القلبُ الأَعْمَى
وهو الذي لا يبصر ولا يدرك الحق والإعتبار
{ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }
الحج: 46

القلبُ اللَّاهِي
غافل عن القرآن الكريم ، مشغول بأباطيل
الدنيا وشهواتها ، لا يعقل ما فيه
{ لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ }
الأنبياء: 3

القلبُ الآثِمْ
وهو الذي يكتم شهادة الحق




سلمت يداك و جزاك الله خيرا




بارك الله فيكم و تقبل صيامكم




التصنيفات
اسلاميات عامة

اسئلة يجب ان لا تنسى اجابتها .

تعليمية تعليمية

تعليمية

تعليمية


تعليمية

س1 / ماهو القرآن الكريم ؟
ج1 / هو كلام الله المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم المتعبد بتلاوته ، المنقول إلينا بالتواتر ، المبدوء بسورة الفاتحة المختوم بسورة الناس

س2 / كم عدد سور القرآن الكريم ؟
ج2 /114 سورة

س3 / ماأطول سورة في القرآن الكريم ؟
ج3 / سورة البقرة .

س4 / ماأقصر سورة في القرآن الكريم ؟
ج4 / سورة الكوثر

س5 / ماأطول آية في القرآن الكريم ؟
ج5 /آية الدين ، وهي الآية 282 من سورة البقرة.
تعليمية

س6 / كم عدد أسماء سورة الفاتحة ؟
ج6 / أسماء سورة الفاتحة أكثر من عشرين أسماً ، لم يرد في السنة من ذلك سوى أربعة : فاتحة الكتاب ، أم القرآن ، السبع المثاني ، أم الكتاب .

س7 / هل البسملة آية من آيات سورة الفاتحة ؟
ج7 / قيل : إنها الآية السابعة ، وإلى ذلك ذهب الشافعي ، فأوجب قراءتها في الصلاة ، والقول الراجح أن البسملة ليست آية .

س8 / كم عدد آيات القرآن الكريم ؟
ج8 / 6236 آية .

س9 / ماالفرق بين السور المكية والسور المدنية ؟
ج9 / السور المكية هي التي نزلت قبل الهجرة إلى المدينة ، وأغلبها يدور على بيان العقيده وتقريرها والاحتجاج لها ، وضرب الأمثال لبيانها وتثبيتها . أما السور المدنية فهي التي نزلت بعد الهجرة ، ويكثر فيها ذكر التشريع ، وبيان الأحكام من حلال وحرام .

س10 / ما أعظم سورة في القرآن ؟
ج10 / سورة الفاتحة .
تعليمية

س11 / ما عدد آيات سورة آل عمران ؟
ج11 / 200 آيه .

س12 / هل كلمة آمين من الفاتحة ؟
ج12 / كلمة {آمين} ليست من الفاتحة . ويستحب أن يقولها الإمام إذا قرأ الفاتحة ، يمد بها صوته ويقولها المأموم والمنفرد كذلك ، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( إذا أمن الإمام فأمنوا ) أي قولوا : آمين ، وهي بمعنى اللهم استجب دعاءنا ، ويستحب الجهر بها ، لحديث ابن ماجه ( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قال ( غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) قال {آمين} حتى يسمعها أهل الصف الأول فيرتج بها المسجد )

س13 / كم عدد آيات سورة البقرة ؟
ج13 / 286 آيه .

س14 / اذكر شيئاً عن فضل سورة البقرة ؟
ج14 / ورد وصح في فضل سورة البقرة قوله صلى الله عليه وسلم ( اقرؤوا سورة البقرة ، فإن أخذها بركة ، وتركها حسرة ، ولا يستطيعها البطلة ) أي السحرة ، وروى الترمذي وصححه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بعثاً وهم ذوو عدد ، وقدم عليهم أحدثهم سناً لحفظه سورة البقرة ، قال ( أذهب فأنت أميرهم ) وروي أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا تجعلوا بيوتكم مقابر ، إن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة )

س15 / كم عدد السور المفتتحة بالحروف المقطعة ؟
ج15 / تسع وعشرون سوره أولها البقرة وآخرها القلم ، ومنها الأحادية مثل : ص ، ق ، ن ، ومنها الثنائية مثل : طه ، يس ، حم ومنها الثلاثية والرباعية والخماسية . ولم يثبت في تفسيرها عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء . وكونها من المتشابه الذي استأثر الله تعالى بعلمه أقرب إلى الصواب ، لذا يقال فيها : الله أعلم بمراده بذلك .
تعليمية

س16 / ماالسور القرآنية التي بدأت بالحمد لله ؟
ج16 / الفاتحة ، الانعام ، الكهف ، سبأ ، فاطر .

س17 / في كم سنة تم نزول القرآن الكريم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
ج17 / في ثلاث وعشرين سنة .

س18 / ماالأشهر الحرم ؟
ج18 / ذو القعدة ، ذو الحجة ، محرم ، رجب .

س19 / ماالليالي العشر ؟
ج19 / هي العشر الأولى من ذي الحجة .

س20 / من { المغضوب عليهم } ؟
ج20 / اليهود.
تعليمية

س21 / من { الضالون } ؟
ج21 / النصارى وكل من شاكلهم .

س22 / ما { الحطمة } ؟
ج22 / النار .

س23 / ما أشهر العلوم الخاصة بالقرآن الكريم ؟
ج23 / التجويد ، القراءات ، التفسير ، علوم القرآن .

س24 / كم عدد أجزاء القرآن الكريم ؟
ج24 / ثلاثون جزءاً .

س25 / ماأسماء يوم القيامة التي وردت في القرآن الكريم ؟
ج25 / القيامة ، القارعة ، الحاقة ، الساعة ، اليوم الآخر ، البعث ، يوم التغابن ، النبأ العظيم ، الواقعة ، يوم الفصل ، يوم الجمع ، الطامة الكبرى ، الصاخة ، الراجفة .
تعليمية

س26 / في أي سورة ورد ذكر غزوة تبوك ؟
ج26 / في سورة التوبة .

س27 / ماالسورة التي ختمت باسم نبيين ؟
ج27 / سورة الأعلى .

س28 / من الذي رتب سور القرآن كما هي الآن في المصحف ؟
ج28 / رسول الله صلى الله عليه وسلم .

س29 / لماذا سميت سورة البقرة بهذا الاسم ؟
ج29 / لورود قصة البقرة فيها .

س30 / ماالحشرة والطائر اللذان تكلما كما جاء في القرآن الكريم ؟
ج30 / النملة والهدهد .
تعليمية

س31 / ماالسورة التي ورد لفظ الجلالة { الله } في كل آية من آياتها؟
ج31 / سورة المجادلة .

س32 / كم عدد القراءات الصحيحة للقرآن الكريم ؟
ج32 / عشر قراءات .

س33 / على كم حرف نزل القرآن الكريم ؟
ج33 / على سبعة أحرف .

س34 / ما أعظم آية في القرآن الكريم ؟
ج34 / آية الكرسي في سورة البقرة .

س35 / سورتان في القرآن الكريم بدأت الأولى بكلمة أنتهت بها الثانية ، ماهما ؟
ج35 / سورتا القدر والفجر .
تعليمية

س36 / سورة في القرآن ذكرت فيها البسملة مرتين ، ماهي ؟
ج36 / سورة النمل .

س37 / ماالسورة التي بها سجدتان ؟
ج37 / سورة الحج .

س38 / ماالسورة التي نزلت في يهود بني النضير ؟
ج38 / سورة الحشر .

س39 / في أي سورة من القرآن الكريم ورد ذكر الشعراء وصفاتهم ؟
ج39 / في سورة الشعراء .

س40 / ماسبب نزول سورة الإخلاص ؟
ج40 / أن المشركين قالو للرسول صلى الله عليه وسلم : أنسب لنا ربك وصفه لنا ، فنزلت السورة .
تعليمية

س41 / مامعنى قوله تعالى { ويستحي نسائهم } القصص 4 ؟
ج41 / أي يستبقي نساءهم للخدمة ولا يقتلهن .

س42 / ماسورة بني إسرائيل ؟
ج42 / سورة الإسراء .

س43 / كم سجدة في القرآن الكريم ؟
ج43 / خمس عشرة سجدة .

س44 / عرف القرآن شرعاً ؟
ج44 / هو كلام الله سبحانه غير مخلوق ، منزل على محمد صلى الله عليه وسلم باللغة العربية المعجزة المؤيدة له ، متحدى به العرب ، متعبد بتلاوته ، منقول إلينا بالتواتر .

س45 / اذكر أنواع هجر القرآن الكريم ؟
ج45 / ذكر الإمام ابن القيم – رحمه الله – في كتاب (الفوائد) خمسة أنواع من هجر القرآن الكريم ، نسأل الله – سبحانه وتعالى – إبعادنا عنها وهي :
1- هجر سماعه والإيمان به والاصغاء إليه .
2- هجر العمل به ، والوقوف عند حلاله وحرامه وإن قرأه وآمن به .
3- هجر تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه ، واعتقاد أنه لا يفيد اليقين ، وأن أدلته لفظيه لا تحصل العلم .
4- هجر تدبره ، وتفهمه ، ومعرفة ما أراد المتكلم به منه .
5- هجر الاستشفاء والتداوي به في جميع أمراض القلوب وأدوائها ، فيطلب شفاء دائه من غيره ، ويهجر التداوي به ، وكل هذا داخل قوله { وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا } الفرقان 30 .
وإن كان بعض الهجر أهون من بعض .
تعليمية
س46 / اذكر أسماء أخرى لسورة التوبة ؟

ج46 / البراءة ، الكاشفة .

س47 / اذكر آية في كتاب الله تعالى ورد فيها ذكر ( اللبن ) ؟
ج47 / قوله تعالى { مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه } محمد 15 .

س48 / من الذي أمر بجمع القرآن الكريم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ؟
ج48 / أبو بكر الصديق رضي الله عنه .

س49 / ورد في القرآن الكريم ذكر اللحية ، فاذكر اسم السورة والآية التي ورد فيها ذلك ؟
ج49 / قال تعالى { قال يا بنؤم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي } طه 94 .

س50 / ما الآية التي تعد سيدة الآيات في القرآن الكريم ؟
ج50 / آية الكرس
تعليمية

س51/ ( الأول ) من أسماء الله الحسنى . كم مرة ورد ذكر هذا الاسم في القرآن الكريم ؟

ج51/ ورد ذكر هذا الاسم مرة واحدة وذلك في سورة الحديد حيث قال تعالى :

{هو الأول والأخر والظهر والباطن وهو بكل شىء عليم}

س52/ سورتان من القرآن الكريم تسميان( الزهراوين) ؟

ج52/ البقرة وآل عمران .

س53/ ما معنى دلوك الشمس ؟

ج53/ وقت الزوال عند الظهر.

س54/ ما المقصود بقرآن الفجر ؟

ج54/ صلاة الفجر .
تعليمية

تعليمية تعليمية




تسلمي أخت أنفاس الورد

على طرحك الجميل وموضوعك المميز

تحياتي




شكرا لك ننتضر جديدك




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الواجهة الزجاجية تعليمية
تسلمي أخت أنفاس الورد

على طرحك الجميل وموضوعك المميز

تحياتي

تعليمية




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ب.نصرالدين تعليمية
شكرا لك ننتضر جديدك

تعليمية




شكرا لك ابدعتي




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نقاط حبر تعليمية
شكرا لك ابدعتي

تعليمية




التصنيفات
اسلاميات عامة

دعوة جَمْعِيَةِ العُلَمَاءِ المُسْلِمِينَ الجَزَائِرِيِّينَ وأصولها

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على محمد وآله وسلم
دعوة جَمْعِيَةِ العُلَمَاءِ المُسْلِمِينَ الجَزَائِرِيِّينَ وأصولها

1ـ الإسلامُ هو دينُ الله الذي وضعَهُ لهداية عباده، وأرسلَ به جَميعَ رُسُلِهِ، وكَمَّلَه على يَدِ نبيِّه محمَّدٍ الذي لا نَبِيَّ مِن بعده.
2 ـ الإسلامُ هو دينُ البشرية الذي لا تَسْعَدُ إلاَّ به، وذلك لأنه:
أوَّلاً: كما يدعو إلى الأُخوَّةِ الإسلاميَّةِ بَيْنَ جميعِ المسلمين ـ يُذَكِّرُ بالأُخُوَّةِ الإنسانيَّةِ بين البَشَرِ أجمعين.
ثانيًا: يُسَوِّي في الكرامة البشرية والحقوقِ الإنسانية بينَ جميعِ الأجناسِ والألوانِ.
ثالثًا: لأنَّه يَفْرِضُ العدلَ فَرْضًا عامًّا بين جميعِ النَّاس بلا أدنى تمييزٍ.
رابعًا: يَدْعُو إلى الإحسان العامِّ.
خامسا: يُحَرِّم الظُّلْمَ بِجميعِ وُجُوهِهِ وبأقلّ قلِيلِه مِنْ أيّ أَحدٍ على أيِّ أَحدٍ من النَّاس.
سادسًا: يُمجِّد العقلَ ويدعو إلى بناءِ الحياةِ كلِّها على التفكير.
سابعًا: يَنشرُ دعوتَه بالحُجَّة والإقناع لا بالخَتْلِ والإِكراهِ.
ثامنًا: يَتركُ لأهلِ كلِّ دينٍ دينَهم يفهمونه ويطبِّقونه كما يشاءون.
تاسعًا: شَرَّكَ الفقراءَ مع الأغنياء في الأموال، وشَرَعَ مِثْلَ القِراض والمُزارعة والمُغارسة مما يظهر به التَّعاون العادل بين العُمَّال وأرْبَابِ الأراضي والأموال.
عاشرًا: يدعو إلى رحمة الضعيف فَيُكْفَى العاجزُ ويُعَلَّمُ الجاهلُ ويُرْشَدُ الضَّالُ ويُعَانُ المضْطَرُّ ويُغَاثُ الملْهُوفُ ويُنْصَرُ المظلومُ ويُؤْخَذُ على يد الظالمِ.
حادي عشر: يُحَرِّمُ الاستعبادَ والجبروتَ بِجميع وجُوهِهِ.
ثاني عشر: يَجْعَلُ الحُكْمَ شورى ليس فيه استبدادٌ ولَوْ لِأَعْدَلِ النَّاسِ.

3 ـ القُرآنُ هو كتابُ الإسلام.
4 ـ السُّنَّةُ ـ القوليَّةُ والفعليَّةُ ـ الصَّحيحةُ تفسيرٌ وبيانٌ للقرآن.
5 ـ سلوكُ السَّلَفِ الصَّالحِ ـ الصحابة والتابعين وأتباع التابعين ـ تطبيقٌ صحيحٌ لهدي الإسلام.
6 ـ فُهُومُ أَئِمَّةِ السَّلَفِ الصَّالحِ أصدقُ الفهومِ لحقائقِ الإسلامِ ونصوصِ الكِتابِ والسُّنَّةِ.
7 ـ البِدعةُ كلُّ ما أُحْدِثَ على أنَّه عبادةٌ وقُرْبَةٌ وَلَمْ يَثْبُتْ عنِ النَّبِيِّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم فِعْلُهُ، وكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ.
8 ـ المصلحةُ كلُّ ما اقتضتْهُ حاجةُ الناس في أمر دنياهم ونظامِ معيشتهم وضبطِ شؤونِهم وتَقَدُّمِ عمرانهم مِمَّا تُقِرُّهُ أصولُ الشريعةِ.
9 ـ أفضلُ الخلق هو محمدٌ صلَّى الله عليه وسلم لأنَّه:
أوَّلاً: اختارَه اللهُ لتبليغِ أكملِ شريعةٍ إلى النَّاس عامَّة.
ثانيًا: كان على أكملِ أخلاقِ البشريةِ.
ثالثًا: بلَّغَ الرسالةَ ومَثَّلَ كَمَالَهَا بِذَاتِهِ وسِيرَتِهِ.
رابعًا: عاشَ مجاهدًا في كُلِّ لحظةٍ من حياتِه في سبيلِ سعادةِ البشريَّة جمعاء حتَّى خَرَجَ مِنَ الدُّنيا ودِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ.
10 ـ أفضلُ أمَّتِه بَعْدَهُ هُم السَّلَفُ الصالح لكمالِ اتِّبَاعِهم له.
11 ـ أفضلُ المؤمنين هم الذين آمنوا وكانوا يَتَّقُونَ، وهمُ الأولياءُ والصَّالحونَ، فَحَظُّ كلِّ مؤمنٍ مِنْ وَلايةِ الله على قَدْرِ حَظِّهِ منْ تَقْوَى الله.
12 ـ التَّوحيدُ أساسُ الدِّين، فكلُّ شِركٍ ـ في الاعتقادِ أو في القولِ أو في الفعلِ ـ فهو باطلٌ مَرْدُودٌ على صاحِبِهِ.
13 ـ العملُ الصَّالحُ المبْنِيُّ على التَّوحيد؛ به وَحْده النَّجاةُ والسَّعادةُ عند اللهِ، فلا النَّسَبُ ولا الحَسَبُ ولا الحَظُّ بالذي يُغْنِي عنِ الظَّالِمِ شيْئًا.
14 ـ اعتقادُ تصرُّفِ أحدٍ منَ الخَلْقِ مع الله في شيءٍ ما؛ شِرْكٌ وضَلالٌ، ومنه اعتقادُ الغَوْثِ والدِّيوان.
15 ـ بِناءُ القِبَابِ على القبور، وَوَقْدُ السُّرُجِ عليها والذبحُ عندها لأجلها والاستغاثةُ بأهلها، ضلالٌ منْ أعمالِ الجاهلية ومُضَاهَاةٌ لأعمال المشركين، فمنْ فعله جَهْلاً يُعَلَّمُ ومَنْ أَقَرَّهُ مِمَّنْ يَنْتَسِبُ إلى العلمِ فهو ضالٌّ مُضِلٌّ.
16 ـ الأوضاعُ الطُّرقيَّةُ بِدعةٌ لم يَعْرِفْهَا السَّلَفُ ومَبْنَاهَا كُلُّها على الغُلُوِّ في الشَّيخِ والتَّحَيُّزِ لأتباعِ الشيخ وخدمةِ دارِ الشيخ وأولادِ الشيخ، إلى ما هُنَالِكَ منِ استغلالٍ وإذلالٍ وإعانةٍ لأهل الإذلالِ… والاستغلالِ… ومن تَجْمِيدٍ لِلعقولِ وإماتةٍ للهِمَمِ وقتلٍ للشعور وغيرِ ذلك من الشُّرورِ…
17 ـ نَدعو إلى ما دعا إليه الإسلامُ وما بَيَّنَّاهُ منه من الأحكام بالكتابِ والسُّنَّةِ وهديِ السَّلَفِ الصَّالحِ من الأئمّة، مع الرَّحمةِ والإحسانِ دُونَ عَداوةٍ أو عُدوانٍ.
18 ـ الجاهلونَ والمغْرُورُونَ أحقُّ النَّاس بالرَّحمةِ.
19 ـ المُعانِدونَ المستَغِلُّونَ أحقُّ الناس بكلِّ مَشْرُوعٍ من الشدَّةِ والقسْوَةِ.
20 ـ عِنْدَ المصلحةِ العامَّةِ منْ مصالح الأُمَّةِ، يَجِبُ تَنَاسِي كلَّ خلافٍ يُفَرِّقُ الكلمةَ ويصدعُ الوحدةَ ويُوجِدُ للشرِّ الثَّغْرَةَ. ويَتَحَتَّمُ التَّئَازُرُ والتَّكَاتفُ حتى تَنْفَرِجَ الأزمةُ وتزولُ الشّدةُ بإذن الله ثمَّ بقوَّةِ الحقِّ وإدِّراعِ الصَّبر وسلاحِ العلم والعملِ والحكمةِ.

﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [يوسف:108].

عبد الحميد بن باديس
بقسنطينة بالجامع الأخضر
إثر صلاة الجمعة 4 ربيع الأول1356 هـ

*لتكن دعوتنا في هذا المنتدى وأصل له*
المصدر : موقع رايـــــ الإصلاح ـــــــة




جَزاكُم الله خيرًا .




|||ردد معي|||~~~|||~~~|||الله||| ~~~|||أكبر|||
|||~~~|||~~~|||~~~اللهم ارزقنا الجــــــــــــــنه امين
|||ردد معي|||سبحان|||~~~|||الله| ||~~~|||وبحمده||

بارك الله فيك في ميزان حسناتك ان شاء الله

|||ردد معي|||~~~|||~~~|||الله||| ~~~|||أكبر|||
|||~~~|||~~~|||~~~اللهم ارزقنا الجــــــــــــــنه امين
|||ردد معي|||سبحان|||~~~|||الله| ||~~~|||وبحمده||




التصنيفات
اسلاميات عامة

نصيحة الشيخ الوصابي وتوجيهه في كيفية تعامل السلفي مع الفتن

نصيحة الشيخ الوصابي وتوجيهه في كيفية تعامل السلفي مع الفتن

جه فضيلة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي حفظه الله تعالى نصيحة غالية وعامة لجميع المسلمين وخصوصا أهل السُّنة في هذه الفتن، وفي غيرها في كيفية تعامل السلفي مع هذه الفتن الموجودة في أيامنا هذه ، فقال حفظه الله:
«نصيحة عامة لجميع المسلمين وخصوصا أهل السُّنة في هذه الفتن وفي غيرها؛ ألاّ يتعجلوا الأمور، نصيحتي بالتأني وعدّم التعجل، والرّجوع إلى أهل العلم، الرّجوع إلى العلماء، التأني من الله والعجلة من الشيطان والله يقول: ﴿ فاسألوا أهل الذِّكر إن كنتم لا تعلمون ﴾ هذه خِصيصة عظيمة من خصائص أهل السُّنة والجماعة يمتزون بها على غَيْرهم؛ أنهم أهلُ حلم وأناة، كما قال النبي -عليه الصلاة والسلام- للأشج إبن عبد القيس : ( إن فيك لخصلتين يحبهما الله: الحلم و الأناة )، إحمدوا الله على هذا الوصف يا أهل السنة: الحلم والأناة، التأني في الأمور وعدم التسرع، { في التأني السّلامة، وفي العجلة الندامة } هذا من الحكم هذه حكمة، وأمّا من الأحاديث: ( التأني من الله والعجلة من الشيطان ) من الجامع للشيخ الألباني -رحمة الله عليه-،

فاُنظر إلي الذين يستعجلون الأمور كيف يندمون، أنتم عليكم بالتأني وعدّم التعجل، إجعلها قاعدة في حياتك: تأتي أيّ فتنة من الفتن لا تندفع فيها حتى تتأنى، حتى تنظُر في الأمر، حتى تسأل أهل العلم. وكَونُك بقيت شهر، زمان مثلاً، أو أقل أو أكثر وأنت لا تدري وجه الصواب أهوَن من أن تندفع، خير لك من أن تندفع وأنت لم تعلم وجه الصواب، فالتأني وعدّم التعجل، الله الله، إجعلها يا -أخي المسلم- قاعدة لك في حيـاتك، فإذا تأنيتَ ونظرتَ في الأمر -إن شاء الله- جاءك الخير وجاءك الفرج، وأنت على خير،

والرّسول -عليه الصلاة والسلام- لما قال للأشج إبن عبد القيس: ( إن فيك لخصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة )، كان له سبب، وهو أنه لما جاء مع قومه من بلدانهم ووصلوا إلى المدينة، فأصحابه تركوا رواحلهم و إندفعوا في الذهاب إلى رسول الله -عليه الصلاة والسلام-؛ مُشتقون لرؤيته والسلام عليه و… وهذا بقي في مكانه يُرّبِط الرّواحِل، يرتب أعماله، ويجهز أمُوره، حتى ثبّت كل راحلة في محلها، وتهأ ولبِس، وجاء بعدهم إلي رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، فقال له الرسول هذا: ( إن فيك لخصلتين يحبهما الله: الحلم والأنــاة ). إذا كان هذا في عمله !؟ فمابالك أنت في عملك: في مواجهة فتنة ما عرفت رأسها من ذيلها !؟، فـلاَ تندفع فيها حتى تتأنى في الأمر، أيّ فتنة من الفتن حتى يتوفاك الله.

نسأل الله الثبات لنا ولكم ولجميع المسلمين وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه …»

ملاحظات:

  • فرغ المادة الأخ يوسف المهاجري، شبكة سحاب السلفية.
  • تحميل المادة [من هنا].




موضوع قيم ومفيد

بارك الله فيكم

وجزاكم الخير المديد