التصنيفات
اسلاميات عامة

عاجل إلى المرأة !

تحميل الملف الصوتي لفضيلة الشيخ د:محمد سعيد رسلان
مــن هنــــــــــــــــا




تعليمية




بارك الله فيك اخي

بإنتظار المزيد من ابداعاتك

لك ودي




التصنيفات
اسلاميات عامة

الحروز العشرة للوقاية من السحر والحسد والعين.

الحروز العشرة للوقاية من السحر والحسد والعين. (من فرائد الامام ابن القيم رحمه الله).
قال الإمام الحافظ ابن قيم الجوزية رحمه الله بعد كلامٍ له سبق في الحسد والعين والسحر:

ويندفع شر الحاسد عن المحسود بعشرة أسباب أحدها:
السبب الأول: التعوذ بالله من شره

والتحصن به واللجأ إليه وهو المقصود بهذه السورة [سورة الفلق] والله تعالى سميع لاستعاذته، عليم بما يستعيذ منه. والسمع هنا المراد به: سمع الإجابة لا السمع العام، فهو مثل قوله: ( سمع الله لمن حمده ) وقول الخليل تعليمية: تعليمية إِنَّ رَبِّى لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ تعليمية [إبراهيم:39] ومرة يقرنه بالعلم، ومرة بالبصر لاقتضاء حال المستعيذ ذلك، فإنه يستعيذ به من عدو يعلم أن الله يراه ويعلم كيده وشره.
فأخبر الله تعالى هذا المستعيذ أنه سميع لاستعاذته، أي مجيب، عليم بكيد عدوه، يراه ويبصره لينبسط أمل المستعيذ، ويُقبل بقلبه على الدعاء.
وتأمل حكمة القرآن كيف جاء في الاستعاذة من الشيطان الذي نعلم وجوده ولا نراه بلفظ تعليمية السَّمِيعُ العلِيم تعليمية في الأعراف وحم والسجدة، وجاءت الاستعاذة من شر الإنس الذي يؤنسون ويرون بالأبصار بلفظ تعليمية السَّمِيعُ البَصِيرُ تعليمية في سورة حم المؤمن فقال: تعليمية إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِى آيَاتِ اللهِ بِغَيرِ سُلطَانٍ أَتَاهُم إِن فِى صُدُورِهِم إِلا كِبرٌ مَّاهُم بِبَالِغِيهِ فاستَعِذ بِاللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الَبصِيرُ تعليمية [غافر:56] لأن أفعال هؤلاء أفعال معاينة ترى بالبصر، وأما نزغ الشيطان فوساوس وخطرات يلقيها في القلب يتعلق بها العلم. فأمر بالاستعاذة بالسميع العليم فيها، وأمر بالاستعاذة بالسميع البصير في باب ما يرى بالبصر ويدرك بالرؤية. والله أعلم.
السبب الثاني: تقوى الله

وحفظه عند أمره ونهيه، فمن اتقى الله تولى حفظه ولم يكله إلى غيره، قال تعالى: تعليمية وَإنْ تَصبِرُوا وَتَتَّقُواْ لا يَضُرُّكُمْ كَيدُهُم شَيئاً تعليمية [آل عمران:120].
وقال النبي تعليمية لعبدالله بن عباس: { احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك }.
فمن حفظ الله حفظه الله، ووجده أمامه أينما توجه، ومن كان الله حافظه وأمامه فمن يخاف ومن يحذر؟!
السبب الثالث: الصبر على عدوه

وأن لا يقاتله ولا يشكوه، ولا يحدث نفسه بأذاه أصلاً، فما نُصر على حاسده وعدوه بمثل الصبر عليه والتوكل على الله، ولا يستطل تأخيره وبغيه، فإنه كلما بغى عليه كان بغيه جنداً وقوة للمبغي عليه المحسود يقاتل به الباغي نفسه وهو لا يشعر، فبغيه سهام يرميها من نفسه إلى نفسه، ولو رأى المبغي عليه ذلك لسره بغيه عليه، ولكن لضعف بصيرته لا يرى إلا صورة البغي دون آخره ومآله، وقد قال تعالى: تعليمية وَمَن عَاقَبَ بِمِثلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللهُ تعليمية [الحج:60]. فإذا كان الله قد ضمن له النصر مع أنه قد استوفى حقه أولاً، فكيف بمن لم يستوفِ شيئاً من حقه بل بغي عليه وهو صاب؟. وما من الذنوب ذنب أسرع عقوبة من البغي وقطيعة الرحم وقد سبقت سنة الله ( إنه لو بغى جبل على جبل جعل الباغي منهما دكّا ).
السبب الرابع: التوكل على الله

فمن يتوكل على الله فهو حسبه. والتوكل من أقوى الأسباب التي يدفع بها العبد ما لا يطيق من أذى الخلق وظلمهم وعدوانهم، وهو من أقوى الأسباب في ذلك، فإن الله حسبه أي كافيه، ومن كان الله كافيه وواقيه فلا مطمع فيه لعدوه، ولا يضره إلا أذى لابد منه كالحر والبرد والجوع والعطش.
وأما ما يضره بما يبلغ منه مراده فلا يكون أبداً. وفرق بين الأذى الذي هو في الظاهرإيذاء له وهو في الحقيقة إحسان إليه وإضرار بنفسه، وبين الضرر الذي يتشفى به منه. قال بعض السلف: جعل الله لكل عمل جزاء من جنسه، وجعل جزاء التوكل عليه نفس كفايته لعبده فقال: تعليمية وَمَن يَتَوَكَّل عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسبُهُ تعليمية [الطلاق:3]. ولم يقل نؤته كذا وكذا من الأجر كما قال في الأعمال، بل جعل نفسه سبحانه كافي عبده المتوكل عليه وحسبه وواقيه. فلو توكل العبد على الله حق توكله وكادته السماوات والأرض ومن فيهن لجعل له ربه مخرجاً من ذلك وكفاه ونصره. وقد ذكرنا حقيقة التوكل وفوائده وعظم منفعته وشدة حاجة العبد إليه في كتاب "الفتح القدسي" وذكرنا هناك فساد من جعله من المقامات المعلولة. وأنه من مقامات العوام، وأبطلنا قوله من وجوه كثيرة وبينا أنه من أجلّ مقامات العارفين، وأنه كلما علا مقام العبد كانت حاجته إلى التوكل أعظم وأشد، وأنه على قدر إيمان العبد يكون توكله، وإنما المقصود هنا ذكر الأسباب التي يندفع بها شر الحاسد والعائن والساحر والباغي.
السبب الخامس: فراغ القلب من الاشتغال به والفكر فيه

وأن يقصد أن يمحوه من باله كلما خطر له! فلا يلتفت إليه، ولا يخافه، ولا يملأ قلبه بالفِكْر فيه، وهذا من أنفع الأدوية وأقوى الأسباب المعينة على اندفاع شره، فإن هذا بمنزلة من يطلبه عدوه ليمسكه ويؤذيه، فإذا لم يتعرض له ولا يتماسك هو وإياه بل انعزل عنه لم يقدر عليه، فإذا تماسكاً وتعلق كل منهما بصاحبه حصل الشر. وهكذا الأرواح سواء. فإذا علق روحه وشبثها به، وروح الحاسد الباغي متعلقة به يقظة ومناماً لا يفتر عنه، وهو يتمنى أن يتماسك الروحان، ويتثبتا، فإذا تعلقت كل روح منهما بالأخرى، عدم القرار، ودام الشر حتى يهلك أحدهما. فإذا جبذ روحه منه، وصانها عن الفكر فيه والتعلق به، وأن لا يخطره بباله، فإذا خطر بباله بادر إلى محو ذلك الخاطر والاشتغال بما هو أنفع له وأولى به: بقي الحاسد الباغي يأكل بعضه بعضاً، فإن الحسد كالنار فإذا لم تجد ما تأكله أكل بعضها بعضاً، وهذا باب عظيم النفع لا يلقاه إلا أصحاب النفوس الشريفة والهمم العالية، [أما الغمر الذي يريد الانتقام والتشفي من عدوه فإنه بمعزل عنه، وشتان] بين الكيس الفطن وبينه، [ولا يمكن أحداً معرفة قدره] حتى يذوق حلاوته وطيبه ونعيمه، كأنه يرى من أعظم عذاب القلب والروح اشتغاله بعدوه وتعلق روحه به، ولا يرى شيئاً ألم لروحه من ذلك، ولا يصدق بهذا إلا النفوس المطمئنة الوادعة اللينة التي رضيت بوكالة الله لها، وعلمت أن نصره لها خير من انتصارها هي لنفسها، فوثقت بالله، وسكنت إليه، واطمأنت به، وعلمت أن ضمانه حق، ووعده صدق، وأنه لا أوفى بعهده من الله، ولا أصدق منه قيلاً، فعلمت أن نصره لها أقوى وأثبت وأدوم وأعظم فائدة من نصرها هي لنفسها أو نصر مخلوق مثلها لها. ولا يقوى على هذا إلا بـ:
السبب السادس: وهو الإقبال على الله والإخلاص له

وجعل محبته ورضاه والإنابة إليه في محل خواطر نفسه وأمانيها تدب فيها دبيب تلك الخواطر شيئاً فشيئاً حتى يقهرها ويغمرها ويذهبها بالكلية فتبقى خواطره وهواجسه وأمانيه كلها في محاب الرب، والتقرب إليه وتملقه وترضيه واستعطافه وذكره كما يذكر المحب التام المحبة محبوبة المحسن إليه الذي قد امتلأت جوانحه من حبه فلا يستطيع قلبه انصرافاً عن ذكره، ولا روحه انصرافاً عن محبته، فإذا صار كذلك فكيف يرضى لنفسه أن يجعل بيت أفكاره وقلبه معموراً بالفكر في حاسده والباغي عليه والطريق إلى الانتقام منه والتدبير عليه؟ هذا ما لا يتسع له إلا قلب خراب لم تسكن فيه محبة الله وإجلاله، وطلب مرضاته. بل إذا مسه طيف من ذلك واجتاز ببابه من خارج ناداه حرس قلبه: " إياك وحمى الملك! اذهب إلى بيوت الخانات التي كل من جاء حل فيها ونزل بها. ما لك ولبيت السلطان الذي أقام عليه اليزك، وأدار عليه الحرس، وأحاطه بالسور؟".
قال تعالى حكاية عن عدوه إبليس أنه قال: تعليمية فَبِعزَّتِكَ لأُغوِيَنَّهُم أَجمَعِينَ (82) إِلا عِبَادَكَ مِنهُمُ المُخلَصِينَ تعليمية [ص:83،82].
فقال تعالى: تعليمية إِنَّ عِبَادِى لَيسَ لَكَ عَلَيهِم سُلطَان تعليمية [الحجر:42].
وقال تعالى: تعليمية إِنَّهُ لَيسَ لَهُ سُلطَان عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِم يَتَوَكَّلُونَ (99) إِنَّمَا سُلطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّونَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشرِكُونَ تعليمية [النحل:99، 100].
وقال في حق الصديق يوسف عليه السلام: تعليمية كَذَلِكَ لِنَصرِفَ عَنهُ السُّوءَ وَالفَحشَاءَ إِنَّهُ مِن عِبَادِنَا المُخلَصِينَ تعليمية [يوسف:24].
فما أعظم سعادة من دخل هذا الحصن، وصار داخل اليزك! لقد آوى إلى حصن لا خوف على من تحصن به، ولا ضيعة على من آوى إليه، ولا مطمع للعدو في الدنو إليه منه: تعليمية ذَلِكَ فَضلُ اللهِ يُؤتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الفَضلِ العَظِيمِ تعليمية [الجمعة:4].
السبب السابع: تجريد التوبة إلى الله

من الذنوب التي سَلَّطت عليه أعداءه فإن الله تعالى يقول: تعليمية وَمَا أَصَابَتكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَت أَيدِيكُم تعليمية [الشورى:30]، وقال لخير الخلق، وهم أصحاب نبيه دونه تعليمية: تعليمية أَوَلَمَّا أَصَابَتكُم مُّصِيبَةٌ قَد أَصَبتُم مِّثلَيهَا قُلتُم أَنَّى هَذَا قُل هُوَ مِن عِندِ أَنفُسِكُم تعليمية [آل عمران:165].
فما سلط على العبد من يؤذيه إلا بذنب يعلمه أو لا يعلمه. وما لا يعلمه العبد من ذنوبه أضعاف ما يعلمه منها، وما ينساه مما عمله أضعاف ما يذكره. وفي الدعاء المشهور: ( اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم ). فما يحتاج العبد إلى الاستغفار منه مما لا يعلمه أضعاف أضعاف ما يعلمه، فما سُلط عليه مؤذ إلا بذنب.
ولقى بعضَ السلف رجل فأغلظ له، ونال منه، فقال له: قف حتى أدخل البيت ثم أخرج إليك، [فدخل]، فسجد لله وتضرع إليه وتاب وأناب إلى ربه ثم خرج إليه. فقال له: ما صنعت؟ فقال: تبت إلى الله من الذنب الذي سلطك به عليّ.
وسنذكر إن شاء الله تعالى أنه ليس في الوجود شر إلا الذنوب وموجباتها، فإذا عوفي العبد من الذنوب عوفي من موجباتها، فليس للعبد إذا بغي عليه وأُذيَ وتسلط عليه خصومه شيء أنفع له من التوبة النصوح.
وعلامة سعادته أن يعكس فكره ونظره على نفسه وذنوبه وعيوبه، فيشتغل بها وبإصلاحها وبالتوبة منها، فلا يبقى فيه فراغ لتدبر ما نزل به، بل يتولى هو التوبة وإصلاح عيوبه، والله يتولى نصرته وحفظه والدفع عنه ولابد، فما أسعده من عبد! وما أبركها من نازلة نزلت به! وما أحسن أثرها عليه! ولكن التوفيق والرشد بيد الله، لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، فما كل أحد يوفق لهذا، لا معرفة به ولا إرادة له ولا قدرة عليه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
السبب الثامن: الصدقة والإحسان ما أمكنه

فإن لذلك تأثيراً عجيباً في دفع البلاء ودفع العين وشر الحاسد، ولو لم يكن في هذا إلا بتجارب الأمم قديماً وحديثاً لكفى به، فما تكاد العين والحسد والأذى يتسلط على محسن متصدق، وإن أصابه شيء من ذلك كان معاملاً فيه باللطف والمعونة والتأييد، وكانت له فيه العاقبة الحميدة. فالمحسن المتصدق في خفارة إحسانه وصدقته عليه من الله جُنة واقية، وحصن حصين. وبالجملة فالشكر حارس النعمة من كل ما يكون سبباً لزوالها.
ومن أقوى الأسباب حسد الحاسد والعائن، فإنه لا يفتر ولا يني ولا يبرد قلبه حتى تزول النعمة عن المحسود، فحينئذ يبرد أنينه وتنطفىء ناره – لا أطفأها الله – فما حرس العبد نعمة الله عليه بمثل شكرها، ولا عرَّضها للزوال بمثل العمل فيها بمعاصي الله، وهو كفران النعمة وهو باب إلى كفران المُنعم.
فالمحسن المتصدق يستخدم جنداً وعسكراً يقاتلون عنه وهو نائم على فراشه. فمن لم يكن له جند، ولا عسكر، وله عدو فإنه يوشك أن يظفر به عدوه؛ وإن تأخرت مدة الظفر؛ والله المستعان.
السبب التاسع: إطفاء نار الحسد والباغي والمؤذي بالإحسان إليه.

وهو من أصعب الأسباب على النفس وأشقها عليها ولا يوفق له إلا من عظم حظه من الله، وهو إطفاء نار الحاسد والباغي والمؤذي بالإحسان إليه. فكلما ازداد أذى وشراً وبغياً وحسداً ازددت إليه إحساناً، وله نصيحة، وعليه شفقةً، وما أظنك تُصدِّق بأن هذا يكون فضلاً عن أن تتعاطاه فاسمع الآن قوله عز وجل: تعليمية وَلا تَستَوِى الحَسَنَةُ وَلا السَّيِئَةُ ادفَع بِالَّتِى هِىَ أَحسَنُ فَإِذَا الَّذِى بَينَكَ وَبَينَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِىٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُواْ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35) وَإِمَّا يَنَزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيطَانِ نَزغٌ فَاستَعِذ بِاللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ تعليمية [فصلت:34-36].
وقال تعالى: تعليمية أُولَئِكَ يُؤتَونَ أَجرَهُم مَّرَّتَينِ بِمَا صَبَرُواْ وَيَدرَءُونَ بِالحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقنَاهُم يُنفِقُونَ تعليمية [القصص:54].
وتأمل حال النبي تعليمية الذي حكى عنه نبينا تعليمية أنه ضربه قومه حتى أدموه فجعل يسلت الدم عنه ويقول: { اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون }.
كيف جمع في هذه الكلمات الأربع مقامات من الإحسان قابل بها إساءتهم العظيمة إليه؟
أحدها: عفوه عنهم.

والثاني: استغفاره لهم.
والثالث: اعتذاره عنهم بأنهم لا يعلمون.
والرابع: استعطافه لهم بإضافتهم إليه، فقال: { اغفر لقومي } كما يقول الرجل لمن يشفع عنده فيمن يتصل به: هذا ولدي، هذا غلامي، هذا صاحبي، فهيه لي.
واسمع الآن ما الذي يسهل هذا على النفس ويطيبه إليها وينعمها به:
اعلم أن لك ذنوباً بينك وبين الله، تخاف عواقبها وترجوه أن يعفو عنها ويغفرها لك ويهبها لك. ومع هذا لا يقتصر على مجرد العفو والمسامحة حتى ينعم عليك ويكرمك، ويجلب لك من المنافع والإحسان فوق ما تؤمله.
فإذا كنت ترجو هذا من ربك وتحب أن يقابل به إساءتك، فما أولاك وأجدرك أن تعامل به خلقه، وتقابل به إساءتهم ليعاملك الله تلك المعاملة، فإن الجزاء من جنس العمل، فكما تعمل مع الناس في إساءتهم في حقك، يفعل الله معك في ذنوبك وإساءتك جزاء وفاقاً، فانتقم بعد ذلك أو اعف، وأحسن أو اترك، فكما تدين تدان وكما تفعل مع عباده يفعل معك.
فمن تصور هذا المعنى وشغل به فكره هان عليه الإحسان إلى من أساء إليه.
وهذا مع ما يحصل له بذلك من نصر الله ومعيته الخاصة كما قال النبي تعليمية للذي شكى إليه قرابته، وأنه يحسن إليهم وهم يسيئون إليه فقال: { لا يزال معك من الله ظهير ما دمت على ذلك }.
هذا مع ما يتعجله من ثناء الناس عليه، ويصيرون كلهم معه على خصمه، فإن كل من سمع أنه محسن إلى ذلك الغير، وهو مسيء إليه، وجد قلبه ودعاءه وهمته مع المحسن على المسيء، وذلك أمر فطري فطر الله عليه عباده.
فهو بهذا الإحسان قد استخدم عسكراً لا يعرفهم ولا يعرفونه، ولا يريدون منه إقطاعاً ولا خبزاً. هذا مع أنه لابد له مع عدوه وحاسده من إحدى حالتين:
إما أن يملكه بإحسانه فيستعبده، وينقاد له، ويذل له ويبقى [من أحب] الناس إليه.
وإما أن يفتت كبده، ويقطع دابره، إن أقام على إساءته إليه، فإنه يذيقه بإحسانه أضعاف ما ينال منه بانتقامه. ومن جرب هذا عرفه حق المعرفة، والله هو الموفق المعين، بيده الخير كله لا إله غيره، وهو المسئول أن يستعملنا وإخواننا في ذلك بمنه وكرمه.
وفي الجملة ففي هذا المقام من الفوائد ما يزيد على مائة منفعة للعبد، في عاجله وآجله، سنذكرها في موضع آخر إن شاء الله تعالى.
السبب العاشر: تجريد التوحيد

وهو الجامع لذلك كله، وعليه مدار هذه الأسباب. وهو تجريد التوحيد، والترحل بالفكر في الأسباب إلى المسبب العزيز الحكيم، والعلم بأن هذه الآلات بمنزلة حركات الرياح، وهي بيد محركها، وفاطرها وبارئها، ولا تضر ولا تنفع إلا بإذنه، فهو الذي يحسن عبده بها وهو الذي يصرفها عنه وحده، لا أحد سواه. قال تعالى: تعليمية وَإِن يَمسَسكَ اللهُ بِضُرٍ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِن يُرِدكَ بِخَيرٍ فَلاَ رَادَّ لِفَضلِهِ تعليمية [يونس:107].
وقال النبي تعليمية لعبدالله بن عباس رضي الله عنهما: { واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء كتبه الله عليك }.
فإذا جرد العبد التوحيد فقد خرج من قلبه خوف ما سواه، وكان عدوه أهون عليه من أن يخافه مع الله، بل يفرد الله بالمخافة، وقد أمنه منه، وخرج من قلبه اهتمامه به واشتغاله به وفكره فيه، وتجرد لله محبة وخشية وإنابة وتوكلاً واشتغالاً به عن غيره، فيرى أن إعماله فكره في أمر عدوه وخوفه منه واشتغاله به من نقص توحيده، وإلا فلو جرد توحيده لكان له فيه شغل شاغل. والله يتولى حفظه، والدفع عنه، فإن الله يدافع عن الذين آمنوا، فإن كان مؤمناً، فالله يدافع عنه ولابد، وبحسب إيمانه يكون دفاع الله عنه، فإن كمل إيمانه كان دفع الله عنه أتم دفع، وإن مزج مزج له، وإن كان مرة ومرة فالله له مرة ومرة، كما قال بعض السلف: ( من أقبل على الله بكليته أقبل الله عليه جملة، ومن أعرض عن الله بكليته أعرض الله عنه جملة، ومن كان مرة ومرة فالله مرة ومرة ).
فالتوحيد حصن الله الأعظم الذي من دخله كان من الآمنين، قال بعض السلف: ( من خاف الله خافه كل شيء، ومن لم يخف الله أخافه من كل شيء ).
فهذه عشرة أسباب يندفع بها شر الحاسد والعائن والساحر، وليس له أنفع من التوجه إلى الله، وإقباله عليه، وتوكله عليه، وثقته به، وأن لا يخاف معه غيره، بل يكون خوفه منه وحده، ولا يرجو سواء بل يرجوه وحده، فلا يعلق قلبه بغيره، ولا يستغيث بسواه، ولا يرجو إلا إياه، ومتى علق قلبه بغيره، ورجاه وخافه وُكِلَ إليه وخُذل من جهته؛ فمن خاف شيئاً غير الله سُلط عليه، ومن رجا شيئاً سوى الله خذل من جهته وحرم خيره. هذه سنة الله في خلقه، ولن تجد لسنة الله تبديلاً.




بارك الله فيك أخي أبو جمانة على الموضوع الرائع والقيم….
جزيت خير الجزاء…
رزقكم الله الصحة والعافية…بالتوفيق




اللهم أاامين.
و اياك بارك الله فيك.




بارك الله فيك




و فيك بارك الله.




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة general تعليمية
بارك الله فيك أخي أبو جمانة على الموضوع الرائع والقيم….
جزيت خير الجزاء…
رزقكم الله الصحة والعافية…بالتوفيق

و فيك بارك الله.
اللهم أاامين.




بارك الله فيك
وجزاك خيرا
وجعله فى ميزان الحسنات
تحياتى وتقديرى




التصنيفات
اسلاميات عامة

الدعاء لمن قال لك بارك الله فيك

الدعاء لمن قال لك بارك الله فيك
تدعو له وتقول
وفيك بارك الله
منقول من كتاب حصن المسلم
للشيخ سعيد بن على بن وهف القحطانى
احمد4/403 وغيره وانظر : صحيح الجامع 3/233 وصحيح الترغيب والترهيب للالبانى 1/19




بارك الله فيك على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق




شكرا لمرورك أخي GENERAL




جزاك الله خيرا.




شكرا لمرورك أخي محمود




التصنيفات
اسلاميات عامة

سلسلة علمني ديني لفضيلة الشيخ محمد بن عمر بازمول حفظه الله

  • علمني ديني :أننا عندما نكبر تكثر همومنا، ويتركز همنا الأكبر في شيء واحد …. هو أكبر همنا …. فمن الناس من يكبر ويكبر همه في الدنيا … في التجارة … في أي شأن يراه من أمور الحياة. ومن الناس من يكبر ويكبر همه في الاستعداد للآخرة … والعمل لها … . فالأول مبلغ علمه الدنيا … وأكبر همه الدنيا والثاني مبلغ علمه الآخره، وأكبر همه الآخرة والاستعداد لها . وهكذا ينبغي أن نكون … أخرج الترمذي وحسنه الألباني عن ابن عمر رضي الله عنه قال: "قَلَّمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُومُ مِنْ مَجْلِسٍ حَتَّى يَدْعُوَ بِهَؤُلاَءِ الدَّعَوَاتِ لأَصْحَابِهِ: اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ، وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ، وَمِنَ اليَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مُصِيبَاتِ الدُّنْيَا، وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا، وَاجْعَلْهُ الوَارِثَ مِنَّا، وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا، وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا، وَلاَ تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا، وَلاَ تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا وَلاَ مَبْلَغَ عِلْمِنَا، وَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لاَ يَرْحَمُنَا"."
  • علمني ديني :أن الرؤيا جزء من ست وأربعين جزءاً من النبوة، وأن من يفسرها لي قد يصيب ويخطيء، فيضطرب في ذلك، كأنها على جناح طائر، إذا عبرت التعبير الصحيح وقعت بمعنى أنه يرى تأويلها. عَنْ وَكِيعِ بْنِ عُدُسٍ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي رَزِينٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الرُّؤْيَا عَلَى رِجْلِ طَائِرٍ، مَا لَمْ تُعَبَّرْ فَإِذَا عُبِّرَتْ وَقَعَتْ»قَالَ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ: «وَلَا تَقُصَّهَا إِلَّا عَلَى وَادٍّ، أَوْ ذِي رَأْيٍ»أخرجه أحمد أبوداود والترمذي وصححه ابن حبان وغيره. وأخرج الشيخان عن ابْن عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ فِي المَنَامِ ظُلَّةً تَنْطُفُ السَّمْنَ وَالعَسَلَ، فَأَرَى النَّاسَ يَتَكَفَّفُونَ مِنْهَا، فَالْمُسْتَكْثِرُ وَالمُسْتَقِلُّ، وَإِذَا سَبَبٌ وَاصِلٌ مِنَ الأَرْضِ إِلَى السَّمَاءِ، فَأَرَاكَ أَخَذْتَ بِهِ فَعَلَوْتَ، ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَعَلاَ بِهِ، ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَعَلاَ بِهِ، ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَانْقَطَعَ ثُمَّ وُصِلَ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ، وَاللَّهِ لَتَدَعَنِّي فَأَعْبُرَهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «اعْبُرْهَا» قَالَ: أَمَّا الظُّلَّةُ فَالإِسْلاَمُ. وَأَمَّا الَّذِي يَنْطُفُ مِنَ العَسَلِ وَالسَّمْنِ فَالقُرْآنُ؛ حَلاَوَتُهُ تَنْطُفُ، فَالْمُسْتَكْثِرُ مِنَ القُرْآنِ وَالمُسْتَقِلُّ. وَأَمَّا السَّبَبُ الوَاصِلُ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ فَالحَقُّ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ، تَأْخُذُ بِهِ فَيُعْلِيكَ اللَّهُ، ثُمَّ يَأْخُذُ بِهِ رَجُلٌ مِنْ بَعْدِكَ فَيَعْلُو بِهِ، ثُمَّ يَأْخُذُ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَيَعْلُو بِهِ، ثُمَّ يَأْخُذُهُ رَجُلٌ آخَرُ فَيَنْقَطِعُ بِهِ، ثُمَّ يُوَصَّلُ لَهُ فَيَعْلُو بِهِ. فَأَخْبِرْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ، أَصَبْتُ أَمْ أَخْطَأْتُ؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَصَبْتَ بَعْضًا وَأَخْطَأْتَ بَعْضًا» قَالَ: فَوَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَتُحَدِّثَنِّي بِالَّذِي أَخْطَأْتُ، قَالَ: «لاَ تُقْسِمْ». فهذا الحديث نص في أن تعبير الرؤيا منه ما هو صواب ومنه ما هو غير ذلك. فلو كان المعنى أن الرؤيا تقع كما يفسرها من يفسرها لما كان هناك فائدة لقوله صلى الله عليه وسلم: "أصبت بعضا وأخطات بعضا". ثم ما فائدة أن يرجع إلى مفسري الرؤيا إذا كانت الرؤيا تقع كما يغسرها من يعبرها؟!"
  • علمني ديني : أن اجتهد في استخراج تسعة وتسعين اسماً لله عزوجل من القرآن الكريم والسنة المطهرة، عسى أن تكون سبباً في دخولي الجنة. فقد قال صلى الله عليه وسلم: "إن لله تسعاً وتسعين امساً من أحصاها دخل الجنة" . ومعلوم أن أسماء الله كثيرة، كما في حديث عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلَا حَزَنٌ، فَقَالَ: اللهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، ابْنُ عَبْدِكَ، ابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وَجِلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي، إِلَّا أَذْهَبَ اللهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ، وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَحًا " ، قَالَ: فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَا نَتَعَلَّمُهَا ؟ فَقَالَ: " بَلَى، يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا"حديث حسن لغيره، انظر مسند أحمد (الرسالة 6/246، حديث رقم 3712). وعليه فإن المقصود أن على المسلم أن يجتهد في استخراج هذه الأسماء التسع والتسعين، لينال هذا الفضل الجزيل : "من أحصاها دخل الجنة"."
كتبه:
محمد بن عمر بازمول.




التصنيفات
اسلاميات عامة

تحذير أولي الألباب من المقالات المخالفة للصواب

تعليمية تعليمية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول وعلى آله وصحبه ومن والاه .

تحذير أولي الألباب من المقالات المخالفة للصواب (2)
التقريرات المسطورة بالكشف عن سقوط قصة المقبورة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد الله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كلِّه وكفى بالله شهيداً
وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له إقراراً به وتوحيداً وأشهد أن محمد عبده ورسوله -صلّى الله عليه وعلى آل وأصحابه وسلم تسليماً مزيداً

أما بعد:

فيا معاشر السامعين من المسلمين والمسلمات أُحيِّكم هذه الليلة وأرحِّبُ بكم محدِّثاً إياكم في مقالنا الثاني من سلسلة مقالتنا الموسومة "تحذير أولي الألباب من المقالات المخالفة للصواب"
وهذه المقولة وهي الثانية من تلكم المقالات عنوانها: "التقريرات المسطورة بالكشف عن سقوط قصة المقبُورة"

وهذه القصة استمعتُ إليها عبر شريط للأستاذ [صالح بن عواد المغامسي] وفي أغلب ظنِّي أنه أستادٌ في [كُلِّية اللغة من جامعة طيبة بالمدينة النبوية] ومند سمعت هذه القصة استنكرتها، وأستوحش منها قلبي، كما مجَّها سمعي، ولكن لم أحب أن أقول فيها شيئاً قبل أن أستوفِيَ دراستها سنداً ومتناً.

وفي الأيامِ القريبةِ القليلةِ وقفتُ على ما أرى أنه يُروي الغليل ويَشفي العليل بإقامة الدّليل على أنّ تلكم القصّة هالكةٌ تالفةٌ ذاهبةٌ.

وتتضمَّن رسالتُنا إليكم هذه الليلة معاشر السامعين من المسلمين والمسلمات ونحن نحدثكم عن هذه القِصّة ما يأتي:

أولا: إسماعُكم إياها بصوت الرجل، -ويعلم الله أنه لم يكن فيه من قِبَلِنا لازيادةٌ ولانقصٌ.

وثانيا: بيانُ المأخد على هذه القصّة التى عدَّها من سمعها -وليس له أهليَّة النظر في سقيمِ الكلام وصحيحِه- موعظةً من المواعظِ البليغةِ.

فهاكم القصّة أولا مسوقةً إليكم بصوت الأستاذ [صالح بن عواد المغامسي] حاكٍ :

[ المغامسي] : جاء رجل إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنه وأرضاه-، وكان الرجل معه ابنه، وليس هناك فرقٌ بين الإبن وأبيه، فتعجب عمر قائلا: "والله ما رأيت مثل هذا اليوم عجباً ما أشبه أحد أحداً أنت وابنك إنك ما أشبه الغراب الغراب"، -والعرب تضرب فى أمثالها أن الغراب كثير الشبه بقرينه-،
وقال له يا أمير المؤمنين: كيف ولو عرفت أن أمه ولدته وهي ميتة ..
فغيّر عمر من جلسته! وبدل من حالته وكان -رضي الله عنه وأرضاه- يحب غرائبَ الأخبار قال: أخبرني.
قال: يا أمير المؤمنين كانت زوجتي أم هذا الغلام حاملاً به فعزمتُ على السفر فمنعتني فلما وصلت إلى الباب ألَحَّت عليَّ ألاّ أذهب قالت: كيف تتركني وأنا حامل. فوضعت يدي على بطنها وقلت: "اللهم إني أستودعك غلامي هذا" ومضيتُ -وتأمل بقدر الله لم يقل وأستودعك أمه-، فخرجت فمضيت، وقضيت في سبيل ما شاء الله لي أن أمضي وأقضي ثم عدت، فلمَّا عدت وإذا بالباب مُقفل وإذا بأبناء عمومتي يحيطون بي ويخبرونني أن زوجتي قد ماتت فقلت: إن لله وإن إليه راجعون، فأخذوني ليطعموني عشاء أعدُّوه، فبينما أنا على العشاء إذا بدخانٍ يخرج من المقابر، فقلت ما هذا الدّخان قالوا: هذا الدخان يخرج من مقبرة زوجتك كل يوم مند أن دفنَّاها، فقال الرجل: والله أنني لمن أعلم خَلْق الله بها كانت صوّامة قوّامة عفيفة لا تقر منكر وتأمر بالمعروف، ولا يُخزيها الله أبداً فقام وتوجه إلى المقبرة، وتبعه أبناء عمومته قال فلما وصلت إليها يا أمير المؤمنين أخدن أحفر حتى وصلت إليها، فإذا هي ميتة جالسة وابنها هذا الذي معي حيٌّ عند قدميها وإذا بمنادي ينادي يا من استودعت الله وديعةً خذ وديعتك. -قال العلماءُ: "ولو أنه أستودع الله -جل وعلا- الأم لوجدها كما أستودعها لكن ليمضى قدر الله لم يجرى الله على لسانه أن يودع-الأم !

[ سماحة الوالد الشيخ عبيد الجابري]:سمعتم معاشرَ المسلمين والمسلمات هذه القصة وكما أسلفتُ فإنها بصوتِ الرجل كما حكاها، وهاكم بعد أن سمعتُموها ووعيتُموها تماماً، التعليقَ عليها، ويتضمَّن:

أولاً مصادرَها كما وقفتُ عليها:

المصدر الأول: كتاب [الدعاء للإمام أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني اللّخمِي -رحمه الله-]فإنها موجودةٌ في كتابه ذلك بسندِها، وسندها فيه (عُبيد بن إسحاق العطار) ويقال (عطَّارُ المطلَّقات) كوفي كنيته أبو عبدالرحمن مات بعد المائتين من الهجرة.
وهذا الرجل العطار ضعَّفه جمٌّ غفيرٌ من الأئمة:
– قال فيه ابن عدى:" عامة أحاديثه منكر".
– وقال ابن حبان في [المجروحين]: "يُحدِّث عن الثِّقات أو يروي عن الثقات ما لا يُشبه حديث الأثبات ولا يعجبني ما أنفرد به".
أقول: وهذه القصّة ممن انفردَ بها ذلكم الرجل.
– وقال فيه البخاري: "له مناكير".
– وقال الأزدي: "متروك الحديث".
– وقال فيه ابن معين مرةً: "ليس بشي".
– كما ضعفه الدارقطني والنسائي. وأمثال هؤلاء الأئمة والعلماء كثيرون، اختصرتُهم لأن مقصودي الإشارة التي يُدرك بها السامع أنّ القصةَ ضعيفةُ الإسناد.

والمصدر الثاني: كتابٌ لرجلٍ من غلاة المتصوِّفة وهو [ابن عطاء الله الإسكندراني] وقد شرح هذا الكتب [الحِكَم] متصوفٌ أخر هو أحمد بن محمد ابن عَجِيبة الحسَنِي. قال فيه صاحبُ [معجم المطبوعات العربية]: "العارف الصّوفي!!"، وسَمَّى شرحه (إيقاظ الهِمَم شرح متن الحِكَم) والقصة موجودةٌ في الشّرح.
فبان بهذا التقرير إنَّ مصادرَ القصة ليست موثُوقة حتى يُعمَد إليها في وعظِ الناس وعظاً يُراد به إصلاحُ حالهم، وترغيبُهم في الخيرات، وترهيبُهم من المنكرات والسّيئات.

وأما المأخذ الثاني: وهو منصبٌّ على بعضِ عباراتِ القصة، وليست كلِّها.

فالعبارة الأولى: قول الشيخ -عفا الله عنّا وعنه، وأصلحَ الله حالنا وحالَه- في عمر -رضي الله عنه-: "وكان يحبُّ غرائبَ الأخبار!!" فالسؤال أولاً ما هذه الغرائب التي كان يحبُّها عمر -رضي الله عنه-؟! كما قال الأستاذ [صالح المغامسي] فإن هذه العبارة مجملة ولا عبرةَ بالمجمل إلا بعد البيان.

وثانيا: من له عنايةٌ بالحديث والأثر -نظرٌ يتضمّن الرّواية والدّراية- لا يقبلُ هذا القول لما هو ثابتٌ عن الفاروق -رضي الله عنه- من الشدَّة في الحق، والتحرِّي، ومن ذلكم:
ما في صحيح البخاري وغيره: أنه لما بلَّغه أبو موسى -رضي الله عنه- ما سمعه عن النبي -صلى الله عليه سلم- في الاستئذان أستنكره لأنه لم يسمعه من النبي صلي الله عليه وسلم مع طول ملازمته له وكثرة مجالستِه له -صلى الله عليه وسلم -، فما قَبِلَ قولَ أبي موسى حتى أتى برجلٍ آخر يشهدُ بما شَهِد به، وذالكم الرجل هو أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه.

وثالثا: من خبَرَ قصة صَبِيغ من خلال دواوين الإسلام في العقائد خاصّة وما صنعَ به عمرُ -رضي الله عنه- من ضَربِِه بالعَراجِين لأنه يعمدُ إلى الغرائبِ من الأقوال تيقَّنَ أن عمرَ -رضي الله عنه- بعيدٌ كلَّ البعد من سماع الغرائب، حتى أن الفاروق -رضي الله عنه- كتب إلى عامله بالعراق -وأظنُّه- سعدَ بن أبي وقاص -رضي الله عنه- بعزل صبيغ عن مجالس الناس، فبلغَ به من شدَّةِ الكَرْب والضيق ما بلغ، لأنّ صبيغاً كل ما أتى حَلقَة من حِلَق المسجد نادت حَلقَةٌ أخرى: "عَزمةُ أمير المؤمنين"، حتى أصبحَ الرجلُ كالأجرب الذي يَطرده الناس حتى لا يُعدِيَ مواشيهم، أفبعد هذه الأمور الثلاثة يقال: "إن الفاروق أمير المؤمنين ثاني الخلفاء الراشدين -رضي الله عنهم أجمعين- كان يحبُّ غرائب الأخبار!!".

المأخذ الثاني :
من المآخذ المنكرة في هذه القصة ما تضمَّنته أنّ تلك المرأة ماتت حاملاً وأن زوجها بعد عَوْدِه ِمن سفرها الذي أمضى فيه ما شاء الله نبَشَ قبرها بعد أن رأى دخان يخرج منه فوجد ولدَها الذي ماتت في حمله حيّاً وباتفاق الأطباء إن القبرَ ليس فيه هواء ومعدوم الأوكسجين فلا تستقرُّ فيه حياة.

وإن قال قائل: ألا تصدقون بكرامات الأولياء فهذه كرامة .؟
والجواب: نحن على ما عليه أئمتنا من أهل السُّنة من التصديق بكرامات الأولياء، والإيمانِ به واعتقاد أنها حقٌّ على حقيقته، ولكن لها -أعني الكرامة- عندَ أهل السُّنة شرطان:

أحدُهما: أن يكون -من يُخبَر عنه بالكرامة- من أهل التوحيد والسُّنة، ومن أهل التّوى والصلاح، وليس من أهل الشّركيات والخرافات ولا من الفُسّاق ولا الفجار .
وثاني الشرطين: صحة نسبتها إلى من رُويت عنه.
وهذان الشرطان معدومان في هذه القصة، وقد علمتم إسنادَها ونكارةَ متنها، ومن كان له مَسْحَةٌ من العلم والفقه لا يُقِّرُّها ولا يستسيغ نقلَها على أنها كرامةٌ يُوعَظ بها الناس، ولا أدري لما عَمِد الشيخ [صالح المغامسيُّ] -عفا الله عنا وعنه- إلى حكاية هذه القصة وكان الواجب عليه أن يعمدَ إلى ما فيه الغنى والشفا من نصوص الكتاب والسنة، واستعمال فهمِ السلف الصالح، ليستعين به على استنباط الأحكام منهما، فإن هذا هو شأنُ الوعّاظ المصلحين، ولا يسلكُ غير هذا المسلك من تَقصُّد الحكايات والقصص الضعيفة أو المنقولة عن أهل الخرافة إلاّ رجلان:
– رجلٌ جاهل، ليست عندهُ أهليَّة النظر حتى يميز ما ينقله للناس ويعظهم به.

– وأخر صاحب هوى ضالٌّ مُضل له مَقصَد سيّئ، وهو: إشغال الناس عن فقه الكتاب والسنة، أو ربط عوام الناس بأهل الخُرافة من غلاة المتصوفة وأمثالِهم.

وأعيذ نفسي والأستاذ [المغامسي] بالله من هذين المسلكين فَكِلاهما إفساد غير إصلاح، وكلاهما سبيلٌ غير سبيل المؤمنين.

هذا ما يسرَّ الله سبحانه وتعالى جمعَه حيالَ هذه القصّة، -والله يعلم إني ما أردت إلا النصح-، كما قال -صلي الله عليه وسلم-: "الدين النصيحة، قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم" [أخرجه مسلم]

وخاتمة هذا الحديث:

أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يحفظَ أهل السُّنة في كل مكانٍ وزمانٍ، وأن يثبِّتهم عليها بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الآخرة.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

أملاه عبيد بن عبدالله بن سليمان الجابري
بعد مغرب الخميس الرابع والعشرين من شهر صفر عام ثلاثين وأربعمائة وألف
الموافق للتاسع عشر من فبراير -شباط- عام تسعة وألفين
والسلام عليكم…..

وفرغه الفقير إلى عفو ربه علي الطرابلسي
صبيحة يوم الجمعة 25 صفر 1443
الموافق 20 فبراير 2022

المصدر :
http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=365742

منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




جزاك الله خيرا.




التصنيفات
اسلاميات عامة

الاختلاط

تعليمية تعليمية
الاختلاط

الحمد لله رب العالمين؛ والعاقبةللمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وصلى الله وسلم وبارك وأنعم على عبده ورسولهمحمد وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد:فإن الحديث عن بعض الظواهرِ السلبيةِالمتفشيةِ في مجتمعاتنا ، لهو نوع من السباحة ضد التيار ، وما ذلك إلا لبروز تلكالآفاتِ بين صفوفنا حتى أصبحت واقعاً مقرراً ، جعل الفارق كبيراً بين ما نحن فيه ،والواقعِ الذي نأمل أن نكون
متصفين به .ويعظم المصاب ويتفاقم حين تحاول أن تعالجَ الأخطاءَ في وقت عظمت فيهالشبهات ، وتتابعَ الناس في الشهوات ؛ حتى وقعوا بها من حيث لا يشعرون .ولكنحسبك أن تأمُرَ بمعروفٍ وتنهى عن منكرٍ ، ولابد من محاربةِ تلكِ الأخطار التي تهددالمجتمعاتِ الإسلامية ، وإنما الأجرُ على قدرِ المشقة ِ؛ لا سيما في زمَنٍ اشتدتفيه غربةُ الإسلامِ ، وانفلت كثيرُ من الناس من تعاليمِ دينهِم ، فباتوا يتخبطونعلى غيرِ هدى ، ويمشون على غير بصيرةٍ..ولا يتقون الشر حتى يصيبهمولايعرفون الأمرَ إلا تدبراإن الحديثَ عن اختلاط النساءِ بالرجالِ في مواقعالدراسة والعملِ وأماكن اللهوِ ، حديث مؤلمٌ وحزين ، يبعث في النفسِ الأسى ، ويجددالأشجانَ في القلوب .فهو واقع مرير يصعب وصفُه ، وشر مستطير يعسرُ علاجُ من وقعفيه.فماذا نقول عنه وماذا نذر ؟!لقد صوَّر أعداءُ الإسلام لأهلِ الإسلام أنخروجَ المرأةِ للتعليمِ المختلَطِ والعملِ أيّاً كان نوعُه أن ذلك واجبٌ منالواجبات؛ وأن خروجَهن للمحافِلِ والمجتمعاتِ المختلطةِ ضرورةٌ من الضروريات التيلا ينبغي أن يفرَّطَ فيها. وصوروا للمرأةِ أن جلوسَها في البيتِ سِجْنٌ لها ، وشللٌلطاقتها ، وكأن وظيفتَها في هذا الوقتِ صارت خارجَ البيتِ لا داخلِه .ولا زالوايبثون سمومَهم حتى أصبح ذلك واقعاً مسلَّماً.وإن كان ذلك مما يصدقه النساءُلِضَعْفِ عقولِهِنْ ، فاعجبْ من رجالٍ دهمتهم الغفلة ، وشاركوا في فصولِ هذه القصةِالمحزنة ، فاستسلموا لهذه الجريمةِ النكراء ، ولم يستفيدوا من عبرِ الزمان وعظاتهِ .إن اختلاطَ النساءِ بالرجالِ في الدراسةِ أو العمل ، جريمةٌ عظيمةٌ في حقالمجتمعِ عموما ، وفي حق الأُسْرةِ خصوصاً ، لما ينتج عن ذلك من الإهمال وضياعِالبيوتِ وتشتتِ الشمل وتخلخل البناءِ حتى يتهاوى .إن من الحسرةِ والغبنِ أنيزجَّ المرءُ بزوجته أو محارِمهِ إلى هذه الأماكن المختَلَطةِ التي تجنى بعدهاالمرأة كلَّ همٍّ وكمد ، فتبدأ تُحِسُّ بتغير شخصِها الذي كانت تعهده ، ولكن لاسبيل إلى عودته كما كان وهي لا تزال تعيش في هذه الأمكنةِ المليئة بالفوضى .وإنمن أعظم ما دعا الناسَ إلى هذا الإسفاف والتهاونِ تساهلُ الكثيرِ بأمر الفضيلَة ،وذهابُ الغَيْرة والحياءِ من القلوب ، والنظرُ إلى المجتمع أنه فَعَل ذلك فنفعل نحوفعله.تقليدٌ حتى في الأخطاءْ!كما أنه قاد بعضُ الناس إلى ذلك الفعلِ المشينضعفُ الثقةِ بالله ، وكأنَّ الأرزاق بيدِ البشر ، وأن الوظائفَ هي التي تؤمّنالرزقَ ونسوا🙁 إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) .والأدهى من ذلك أن يكونالقائدُ إلى زجِّ النساء في الأعمالِ المختلطةِ الجشَعُ واستثمارُ راتبِ المرأة ،ولو كان على حسابِ الرجولةِ والكرامة.فيبدأ يرى تغيَّرَ أحوالِ زوجتهِ ونسائهِ، ولا يتكلمُ لأنه حريصٌ على المال .بل والأدهى أنه لو أراد أن يُجلسَها فيالبيتِ بعد عملِها فبعداً له حينذاك؛ فليس الأمر كما لو لم تختلطِ المرأةُ وتكسرُقيودَ الجرأة.فيا أسفا من واقعٍ مخز لا ندري كيف نعالجهُ ، إذا لم يكن ثمَّ رجالٌ يشعرون بالمسؤولية .إن الاختلاطَ يولِّد أخلاقَ السوء ، ويجعل المرأةَمسترجلةً جريئةً ؛ مهما كان عندها من الحياءِ ، لأن انعكاسَ الطبع في عملِها سيكونأثرُه في المنزل.تدخل المرأةُ إلى مكانِها المختلطِ أول مرةٍ هادئةً ساكنةً ثمبعد أن تخالط الرجال فإذا بك وقد رأيت امرأةً ترفعُ صوتَها كما يفعل الرجال ؛ ثميأتي الزوجُ يشتكي ذلك وأنه يعاني من عدمِ الاحترام ؛ ونسي أنه هو الذي فتَحَالبابَ على نفسه.وأخرى تترفع على زوجِها.وثالثة تتعامل مع زوجِها بالألفاظالبذيئة.وفي مكان يتجملُ فيه الشباب تجملَ النساء ؛ لك أن تتصور ما يحدث منالهرْجِ المرج وانفلاتِ الأخلاق من قبلِ النساء سواء كان ذلك بالضحكاتِ العالية أوالعطور النفاثة أو الملابس الوقحة.أو أعظم من ذلك وأبعد ؛ فيا لِموتِالفضيلة.!لا نقولُ مقولَةَ السفهاء : أنا ابنتي ثقة .. أنا زوجتي ثقة ؛ فكلالناسِ يقولون ذلك حتى الفجرة .وما انتشارُ الفاحشةِ والفسادِ إلا بسبب هذاالتساهلِ المشِين.كيف يسمحُ رجلٌ يعدُّ نفسَه رجلاً لمحارمهِ أن تدرسَ أو تعملَمع رجالٍ ذكورٍ يتفننون في طُرِق الاصطياد؟!وَأكثرُ ما يكون الشوق يوماًإذادنت الديارُ من الديارِقيل لامرأةٍ من أشراف العرب : ما حملك على الزنا؟قالت : قربُ الوِسادِ وطولُ السواد.أي : قربُ وسادةِ الرجلِ من وِسادتي ،وطولُ السواد بيْننا .المرأةُ يجب أن تكونَ بعيدةً عن الرجالِ حتى تبقى مصونة ،قال تعالى ( واذا سألتموهن متاعا فسألوهن من وراء حجاب) .ألا يظن من زجَّ بنسائهفي هذا الأماكنِ أنه يعرضهن للفتن؟!فترى أصنافاً من الرجال ، وأشكالاً منالفتن..جمالُ خلقةَ .. حلاوةُ أسلوب .. تفنُنٌ في اللباس.ثم أَلا يظن أنهحين يرسلها إلى هذه الأماكنِ أنها ستكتشف نقصه من خلال رؤيةِ غيره.لقد اعتنىالإسلامُ بالوقايةِ من أسباب الاختلاط وتعاطيه لما ينتج عن ذلك من الخلل وانهيارالأخلاق ، بل إنه منع منه حتى في الشعائرِ العظيمة فكيف بالكماليات فقال صلى اللهعليه وسلم في الصلاة :« خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها ، وخير صفوف النساءآخرُها وشرها أولها» ؛ وقال: «خيرُ مساجد النساء قعر بيوتهن ».وقال تعالى ( وقرن فيبيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ) .ونهى الإسلام عن الخلوةِ بالمرأةِالأجنبيةِ على الإطلاق إلا مع ذي محرم ، وعن السفر إلا مع ذي محرم ، سداً لذريعةِالفسادِ وإغلاقاً لباب الإثم وحسماً لأسباب الشر .كما حرّم الوسائلَ الموصلةَإلى الوقوع فيما حرَّم الله ، والتي يقود إليها هذا الاختلاط ؛ حماية للنساءوالرجال من مكائد الشيطان ، ولذا فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : «ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجالِ من النساء» ، وقال صلى الله عليه وسلم: « اتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء » .ومنالمعلوم أن المرأة إذا نزلت إلى ميدان الرجال فلا بد أن تكلمهم ويكلموها ؛ ولابد أنترقق لهم الكلام وأن يرققوا لها الكلام ، والشيطان من وراء ذلك يزين ويحسن ، ويدعوإلى الفاحشة ، حتى يقعوا فريسة له ، والله حكيمٌ عليم حيث أمر المرأة بالحجابِ ؛وما ذاك إلا لأن الناس فيهم البرُّ والفاجرُ ، والطاهرُ والعاهرُ ، فالحجاب يمنعبإذن الله من الفتنةِ ، ويحجِزُ دواعيها ، وتحصل به طهارةُ قلوبِ الرجالِ والنساءِ، والبعدِ عن مظانِ التهمة.قال تعالى : ( وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراءحجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن) ؛ وخيرُ حجابٍ للمرأةِ بعد حجاب وجهها وجسمهاباللباس هو بيتُها .ويا عباد الله !!هل نستطيع أن نتصور لحظة أن من اختلطتنساؤه لا يرى مواقع الخلل؟!ألمْ يكن قد ابتلى بزيارةِ أماكنِ الاختلاط لإنهاءعمل؟أو كان هو يعملُ في عمل مُختَلط؟ألا يرى ما في هذه الأماكن – مهما تحفظأصحابها – من الإسفاف وسقوطِ الحياء والهيبة؟فكيف يزجُّ بأهله في أماكنَ ماسُنَّتْ قوانينُ الاختلاط فيها ، إلا من أجلِ إشاعةِ الفاحشة والرذائلِ؟عجباًلمن يرى العِبَرَ فيزج بنسائهِ إلى هذه الأماكنِ المظلمةِ المنتنةِ ، وَيدفَعُهُنَّنحو الفتنة بشدّه!!الغيرةَ الغيرةَ يا عباد الله ..قال صلى الله عليه وسلم : «أتعجبون من غيرة سعد؟ لأنا أغير من سعد ، والله أغير مني» ، وقال عليٌّ :« لاخير فيمن لا يغار » .أخبروني ..كيف يرضى رجلٌ أن يكونَ هاتفُ زوجتهِ النقالمليئاً بأرقام زُملاءِ العمل ؟ أين الرجولة ؟!هل وصلنا إلى هذه الحالة منالضياع ؟! هل تستغرب مثلَ هذا ..؟!هو الذي أوصلها إلى هذه الحال .الاختلاط ُ أبو الرذيلة وحاميها ، وفي هذه الأماكنِ يختلِس الفجرةُ ما شاءوادونَ رقيب .ولنكن واقعيين..المرأةُ حين تجلِسُ مع زميلٍ العملِ ساعاتٍ طوال؛ ألا يجعل ذلك نوعاً من الألفةِ.هل يقولون هو مثلُ أخيها!!تباً لهم ناقصوالرجولة.وإذا كان كذلك ؛ فلنسأل سؤالا صريحاً. لماذا إذا جلس الرجل فيمجلسه أغلق الأبواب على أهل بيته ؛ ولو قال له أصحابُه: نادِ زوجَتك لتجلسَ معناغضب وربما قتَلَ وظهرت الرجولةُ الدفينة ؛ رغم أن هؤلاءِ أصحابُهُ وربما أقاربُه ؛فلماذا لم يمنعه هذا الحياءُ المزيفُ من إرسال زوجته إلى الأعمال المختلطةِ التيترى فيها أفواجاً من الشباب المتزين المتأنق .أليس لسانُ حالِ هذا البائسِ كأنهيقول: مادام أن الخفةَ والطيشَ والضحكاتِ العاليةِ والتحرشَ البهيمي ليس أمامي فلاأغار .. أليست هذه هي النتيجة ؟! إننا في زمن المتناقضات .استمعوا شكايةَالرجال من نسائِهم ، وانصرافَ قلوبهن عنهم ، وتأملوا الجرأة والبذاءةَ والشتائمَوالصراخ من قِبَلِ نساءٍ لرجالهن .كل هذا وليدُ الاختلاط ..ولربما تعلقالقلبُ بما يعرض له من الأهواء فكيف يعالج حينئذٍ .؟! عباد الله :من أرادصلاح نساءه فليلزمهن بالجلوس في البيت .اتق الله يا ولي الأمر ..لا تفتحعلى ابنتِك بابَ الاختلاط فتخسرها وهي عندك ، ثم بعد ذلك تتزوجُ ولا يستطيعُ الرجلُأن يحكُمَ أمرها ، ولو حاول لفشل ، ولربما طلق وضاعت وأبناءَها.اتق الله ياأيها الوالد : قال الله تعالى ( يا ايها الذين آمنوا قو أنفسكم وأهليكم ناراوقودها الناس والحجارة ) .ولا تتبعِ العاطفةَ أو رأيَ الأمِّ ضعيفةِ العقل ، وأنتقد رأيتَ ما يهولك من أمورِ الاختلاط ، بل وربما تتَندر في روايتها في المجالس .لا تتبعوا رأيَ النساء الضعيفات قال صلى الله عليه وسلم : « ما رأيت من ناقصاتعقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن » ؛ واستفيدوا من عبر الزمان وتجاربالحياة .وأنت أيها الزوج :لا تسمح لمن ارتبطْتَ بها أن تلج هذه الأبوابِالمظلمة فتأتيك بوجهٍ غير ما كنت تطمع به .ما هي الغنيمة حين تعملُ الزوجةُبراتبٍ ما – لتساعدك على تكاليفِ الحياة كما تزعم- وأنت تعيش مع رجلٍ وليس أنثى .. جريئة .. سليطة .. متبرجة .. تناقشُ كالرجال – طويلةُ اللسان ، أو ممن امتلأهاتفُها بأرقامِ الزملاء لريبةِ أو لغير ريبة!!فإن لم يكن دينٌ يمنعْ ، ألم يبقأثرٌ من رجولة يردع؟!إذا المـــرءُ لم يدنَسْ من اللؤمِ عرضُهفكل رداءٍيرتديــــه جميــــــــلُوإن أنت لم تحملْ على النفس ضيمهافليس إلى حســـنِالثنــــاءِ جميلُبارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ؛ ونفعني وإياكم بما فيهمن الآيات والذكر الحكيم ؛ أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفورالرحيم.الخطبة الثانية :الحمد لله وحده ؛ والصلاةوالسلام على رسوله وعبده ؛ نبينا محمد وعلى آله وصحبه.أما بعد:أيهاالمسلمون : احرصوا على نسائكم من هذا الداء المتفشي في المجتمعات حتى أذهب رونقَالحياة المتمثلِ برجلٍ غيور وامرأةٍ محتشمة.لا تزجوا بنسائكم نحو هذا الانفلاتِالأخلاقي.واعلموا أن الترفَ لا يدوم ، وعدمَ شكرِ النعمةِ مزيلٌ للنعمِ جالبٌللنقمِ.كيف يسمح المسلم لنفسه أن يزجَّ بابنتهِ إلى العملِ ممرضةً يتعرض لهاالرجال ؛ ويدعوهم لباسُها الأبيضُ الفاتنُ إلى التحرشِ بها ؛ بل وتبيتُ خارجالمنزل؟.أو أن تعمل سكرتيرةً في مدارس البنين المتوسطِ والثانوي يتحرش بهاالطلابُ؛ وضعافُ النفوس من المدرسين ؟.أو مدرسةً في مدارس الأولاد الذين يُعدُّبعضهم من الرجال؟.أو أن تذهب إلى الأسواق لحاجة ودون حاجة؟والأدهى أن تعملفي صفوف الجندية ، أو أن تغشى المقاهي التي يتعالى بها نغم الضحكات الفاجرة معأصعدة الدخان ، على مسمعٍ من رجال ينتظرون الإشارة المنكرة لينقضوا انقضاض الذئبعلى فريسته .أو غير ذلك من أماكن الاختلاط التي لا يملك المسلمُ الغيور إلا أنيجأر إلى الله أن يعافيه من حال أصحابها ، وألا يؤاخذَنا بمن فعل السفهاء منا ، وأنيرحمَ هذه الأمة المسكينة .احفظوا الأمانة أيها الناس.. احفظوا الأمانةالتي استرعيتم عليها..اجلسوا مع أنفسكم جلسةَ مصارحةٍ ومحاسبةٍ وتعقُّل ؛وفكروا وتساءلوا..هل الذين شّرعوا الاختلاط لهم هدفٌ سوى نشر الرذيلة فيالمجتمع المسلم؟.هل الحياة لا تقوم إلا باختلاط ال***ين؟.وإذا أجابتك نفسُكبالإجابة التي تصرخ داخلَك ، من أن المقصود بالاختلاط قتلُ الفضيلة ، فقم قومةَالرجل الأبي الذي لا يذعن لهذا الإسفاف؛ ولا يعرض أهله لمواقف التلف.غاروا علىمحارمِكم ..لقد ركب اللهُ الغَيْرةَ في قلوب الرجال لأنها قوةٌ تحمي المحارمَوالشرفَ والعفافَ من كلِّ مجرمٍ وغادر ، ومدحَ الإسلامُ هذا الخلق العالي ، قالرسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الله يغار ، وإن المؤمن يغار ، وإن غَيْرَةالله أن يأتي المؤمنُ ما حرم اللهُ عليه » .وجعل ذلك من الجهاد المشروع فقالصلى الله عليه وسلم: « من قتل دون أهله فهو شهيد » ؛ وقد توارث أهلُ الإسلام تنميةالغَيْرةِ على المحارم أن تنتهكَ أو ينالَ منها بصورٍ يمثلُها غيرةُ النساء علىأعراضهن وشرفهن ، وغيرةُ أوليائهن عليهن ، وغيرةُ المؤمنين على محارم المؤمنين منأن تُنال الحرماتُ ، أو تجرحَ عفتها وطهارتُها ولو بنظرة أجنبيٍ لها .إن ابتعادالمرأةِ عن الرجال وتجنبَ مخالطتهم ومزاحمتهم ؛ ليقوي في قلوبهن الحياءَ والتصوّنَعن الوقوع في الرذائل ، أو أن تمتدَ إليهن نظرات فاجر؛ ويبعثُ في قلوبِ أوليائِهنمن شرفِ النفس ما يغبطه عليه مَن أُفلِتَ زمامُ الأمر من يده.وقس في هذا الواقعالذي نعيشُه ، أخلاقَ من اعتاد على ستر والدته وأخواتِه ؛ ومقدارِ تمسكه بالأنفةوالإباءِ والغيرةِ – حتى لو كان مقصراً في بعض الجوانب – وحالَ من اعتاد على تكشّفِأخواته وأهلِ بيته وما يعانيه من الانهيارِ الذاتي والانهزامِ النفسي .فحال هذاالغيورِ حالَ ذلك الأعرابي الذي رأى من ينظُر إلى زوجتهِ ويستديمُ النظر إليها ،فطلقَها غيرةً على محارمه ، فلما عوتِبَ في ذلك قال :وأترك حبَّهـــا من غيرِبغضٍٍوذاك لكَثرة الشُّركــاءِ فيـــــهِإذا وقعَ الذبــــابُ علىطعـامٍٍرفعــــت يدي ونفسي تشتهيهِوتجتنبُ الأســــودُ ورودَ مـاءٍإذارأتِ الكلابُ ولغـــــن فيهِفتمسكوا عباد الله بالفضيلةِ في زمنِ غربةِ الإسلام؛ وضعفِه في قلوب كثير من أبنائه ، ولا تغرنكم نداءاتُ أهلِ الباطل الصادين عنالهدى ، فإنهم قومٌ أفلسوا من الفضيلة فأرادوا أن تكونوا أمثالَهم ( والله يريد أنيتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما).وليتق اللهَ من ولاهاللهُ أمرَ أمةٍ من المسلمين سواء كان حاكماً أو مَحكوماً أن يقودَهم إلى هذاالاختلاطِ الفاحشِ قَسْراً فيبوء بآثامِهم فيكون حقيقاً بقولِ اللهِ تعالى🙁 ليحملوا أوزارهم كاملة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون ).وليتقالله أناسٌ تسنموا ألويةَ الفتوى فيفتون المسلمين على وَفْقِ ما يطلبه المشاهدونوالمجتمع ، فيفتحُ على الأمة باب الشر ويكونُ حقيقاً بقول النبي صلى الله عليهوسلم: « أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون » ، وقال صلى الله عليه وسلم : « منسن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك منأوزارهم شيئا » .ولتحذرِ المرأةُ المقتدى بها المسماة ملتزمة دخولَ مضمارِ الاختلاط؛ فتفتح البابَ لغيرها ممن يقتدي بها ، وتحاول أن تلوي النصوصَ لتأيّدَ ما ارتكبتهمن الخطأ ؛ فإن هذا من التحايل على الشرع .ولتعلم تلك المرأة أن ذلك عند اللهعظيم ، وخطراً أن يمكر الله بها فيسلبها دينُها من حيث لا تشعر .فالزمي مكانَكأيتها المسلمةُ تسعدي ، حتى لا تبتلي برجلٍ لا يغار يوردُك مواردَ الهلكةِ في سبيلاستثمارِ مالِك وإن كان المقابلُ ضياعَ دينِك وحيائِك .هذا وليتق الله قومٌزجوا بنسائهم في براثن الاختلاط المتخلعِ من أجل الحصول على المال ، فلم يجمعواالمالَ لذهاب بركته – لأنهم نالوه بحرام – ولم تسلمْ لهم نساؤهم ، فخسروا رأس المالوقد كانوا يتلمسون الربح . والأدهى أن يزجوا بنسائهم المتديناتِ الحييات اللاتييرفضن ذلك الواقع البئيس، فلا يزالون بهن حتى يضطروهن إلى أماكن موت الفضيلة .ولتزدد عجباً وكمداً من رجل حافَظ على بناته طوال سنين الدراسة من الاختلاط ،ثم بعد ذلك يبحث عن الشفاعات ليزج بها في جامعة مختلطة أو عمل مختلط ؛ وأين ذهبحرصُ السنين .. وتحملُ شَقاءِ التربيةِ ؟!أهكذا تكون النتيجة ؟!واسمعوا ياعباد الله شهادة عقلاء الكفار بعد أن علّمتهم التجاربُ ؛ وأخذوا العظاتِ ؛ فنطقوابالحق واعترفوا بما يوافقُ الفطرة .قالت الكاتبةُ الإنجليزيةِ اللادي كوك : إنالاختلاط يألفه الرجال ، ولهذا طمعت المرأةُ بما يخالف فطرتها ، وعلى قدرِ كثرةِالاختلاط تكون كثرةُ أولادِ الزنا ، وها هنا البلاء العظيمُ على المرأة ؛ علموهنالابتعاد عن الرجال ، أخبروهن بعاقبة الكيد الكامنِ لهن بالمرصاد .وقالتالدكتورة ايدايلين : إن سبب الأزَمَاتِ العائليةِ في أمريكا ، وسرَّ كثرةِ الجرائمِفي المجتمع أن الزوجة تركت بيتَها لتضاعفَ دخلَ الأسرةِ ، فزاد الدخلُ ، وانخفضمستوى الأخلاقِ .وقال شوبنهور الألماني : اتركوا للمرأة حريتها المطلقة كاملةًبدونِ رقيب ، ثم قابلوني بعد عام لتروا النتيجةَ ، ولا تنسوا أنكم سَتَرْثونَ معيالفضيلةَ والعفةَ والأدب ، وإذا متُّ فقولوا : أخطأ أو أصابَ كبدَ الحقيقة . عبادَ الله ..ما أفسد الأخلاقَ مثلُ الاختلاط ، فهو من أكبر الوسائل التيتوصلُ إلى الانحرافِ الأخلاقي عند من يُريده ، وبأيسر سبيل .وما أدى إلى سوءِالظن وتفشيه بين الأفراد والمجتمعات مثلُ هذا الاختلاط المشين .فاتخذوا الموقفَالشجاعَ بمقاطعةِ الأماكنِ المختلطة ؛ ولا تجبنُوا من الأخذِ على أيدي نسائِكموأبنائكم ؛ وثقوا أتم الثقة إنكم إن تركتموهم يخوضون في لجج هذه البحارِ المتلاطمةِفإنكم لن تفلحوا أبداً في الظفر بهم ..أصون عرضي بمالي لا أدنســــهلا باركالله بعد العرض بالمــــالِأحتال للمـــالِ إن أودى فأكسبُــــهولســتللعرضِ إن أودى بمحتالِاللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنااللهمأعنا ولا تعن علينا ؛ وانصرنا ولا تنصر علينا ؛ وامكر لنا ولا تمكر علينا؛ ويسر لناالهدى ؛ وانصرنا على من بغى علينا.اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك وأغننا بفضلكعمن سواك.اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات ؛ والمسلمين والمسلمات ؛ الأحياء منهموالأموات ؛ إنك سميعٌ قريبٌ مجيب الدعوات .خطبة الجمعة في 3/2/1430هـ ؛ 30/1/2009م
سالم العجمي – الكويت

تعليمية تعليمية




بسم الله الرحمان الرحيم
بورك فيك على هذا الإختيار ، وغيرة هذا الخطيب ندرت في أيامنا هذه ، والمشكل المطروح يشترك
في عواقبه كلا الطرفين الرجل والمرأة ، فليس العيب في عمل المرأة ، أو سماح الرجل لخروج المرأة بل العيب في موت العقيدة ، وتجاهل الأخلاق والتمرد عليها باسم التحضر ، فانزوت القيم ولم يوجد من يرفع شعارها ويمارس توجهها ، وتصافحت الرذائل تترى الواحدة تلو الأخرى والسكوت المطبق بداية من التربية والتنشئة الأولى فنمت المعاصي وكثرت المآثم وكممت الأفواه واستُهين بالذنوب وأ ُ لِفَتْ الفواحش وأصبح الحلال كالحرام والأبيض كالأسود والنور كالظلام ولما انتشرت الأمراض وكثر الوباء ونزلت النوازل نتساءل ما هذا يارب .
على كل بارك الله فيك ثانية ، وجعله في ميزان حسناتك .

تعليمية




شكرا جزييييييييلا و بارك الله فيكتعليمية




السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم على اطلاعكم على الموضوع و بارك الله فيكم على الردود الجميلة و هذا انما يدل على مدى اهتمامكم و تتبعكم ربي يحفظكم مرة اخرى والى موضوع مقبل باذن الله




جزاك الله خير الجزاء ونسال الله ان يحمي بنات الاسلام وشبابها من كل ضر وان يصلح اعمالهم وان يجعلهم في خدمة الاسلام والذود عن بلاد المسلمين وهذا لن يكون الا بالرجوع الى المنهج الحق كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم

بارك الله فيك اخي على هذا الموضوع القيم




و فيكي بارك الله اختي الفاضلة انما نحن مبلغون قال صلى الله عليه و سلم (بلغوا عني ولو ايه) نسال الله جل في علاه ان يكثر من امثالك و كل من ساهم في هذا المنتدى الطيب و ادامكم ذحرا للاسلام والله لقد اسعدتيني انتي و اختنا الفاضلة غاية الهدى على ردودكن الوافية و فرحتي نابعة من انكن نساء مؤمنات صادقات و ملتزمات و قلما نجد في هذه الايام المراة الصالحة المتدينة الملتزمة بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه و سلم شكرا مرة اخرى كما لا ننسى اخانا الفاضل على رده و كل من قرأ او مر على الموضوع و المشاركة البسيطة
ربي يحفظكم كلكم و الى مشاركة اخرى باذن الواحد الاحد




التصنيفات
اسلاميات عامة

سؤال حول إمكانية رؤية الإنسي للجن

تعليمية تعليمية

بسم الله الرحمان الرحيم

إخوتي الكرام،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من ينقل لنا كلام العلماء حول إمكانية رؤية الإنسي للجن .

وكيف أن ذلك لا يتعارض قوله تعالى :

﴿ يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَـمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُـمَا لِبَاسَهُـمَا لِيُرِيَهُـمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَـرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِـينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّـذِينَ لا يُؤْمِنُونَ ﴾ سورة الأعراف : الآية رقم (27)والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




التصنيفات
اسلاميات عامة

دروس جديدة للشيخ الحجي

التصنيفات
اسلاميات عامة

من أسرار الصدقات

بسم الله الرحمن الرحيم

تعليمية

الصدقات لها فوائد عظيمة و مزايا حميدة، و تشتمل على حكم و أسرار
بديعة، منها ما يتعلق بثوابها و جزائها عند الله يوم القيامة، و منها
ما هو عاجل في الدنيا، و فوائد الصدقات في الدنيا منها ما يعود على
المتصدّق نفسه، و منها ما يعود على المتصدَّق عليه، و منها ما يعود على
المجتمع،

والفوائد التي تعود على المتصدق نفسه في الدنيا كثيرة ومنها
ما يلي:
1 ــ الصدقة تدفع البلاء عن المتصدّق وأهل بيته، و تمنع ميتة السوء، و
قد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بالتمثيل.
عن الحارث الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قـال:
«إن الله أمر يحي بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بها و يأمر بني إسرائيل
أن يعملوا بها ……» فذكر الحديث الطويل و فيه: «وآمُرُكم بالصدقة، فإن
مثل ذلك كمثل رجل أسره العدوُّ، فأوثقوا يده إلى عنقه، و قدّموه
ليضربوا عنقه، فقال: أنا أفديه منكم بالقليل والكثير، ففدى نفسه
منهم …» (1).
يقول ابن القيم رحمه الله في تعليقه على الحديث: هذا أيضًا من الكلام
الذي برهانه وجوده، و دليله وقوعه، فإن للصدقة تأثيرًا عجيبًا في دفع
أنواع البلاء، ولو كانت من فاجر أو ظالم، بل من كافر، فإن الله تعالى
يدفع بها عنه أنواعا من البلاء، وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم و
عامتهم، وأهل الأرض كلهم مقرّون به لأنهم جرّبوه
وفي تمثيل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بمن قدّم ليضرب عنقه، فافتدى
نفسه منهم بماله، كفاية، فإن الصدقة تفدى العبد من عذاب الله تعالى،
فإن ذنوبه و خطاياه تقتضي هلاكه، فتجيء الصدقة تفديه من العذاب و تفكه
منه. (2)
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الصدقة تدفع البلاء، وتمنع ميتة
السوء، و رُوي ذلك عنه في أحاديث متعدّدة بألفاظ متقاربة.
عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الصدقة
لتطفئ غضب الربّ، و تدفع ميتة السوء.» (3). وعن علي بن أبي طالب رضي
الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «باكروا بالصدقة فإن
البلاء لا يتخطّاها». (4).
عن رافع بن خديج رضي الله عنه قال: قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم:
«الصدقة تسُدُّ سبعين بابا من السوء»(5).
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«صنائع المعروف تقي مصارع السوء، و صدقة السّر تطفئ غضب الربّ، و صلة
الرحم تزيد في العمر»(6).
2 ــ من فوائد الصدقة و آثارها الحميدة التي يجنيها المتصدّق إذا أحسن
القصد و أخلص العمل لوجه الله أنها تزيل الخطايا، و تغسّل صحيفة صاحبها
من الأدناس، و تطهّرها من الذنوب، فهي وسيلة من وسائل تطهير النفس و
تهذيب الأخلاق.
ومما يدلّ على ذلك أيضا قول الله عز وجل:( ( صلى الله عليه وسلم ( (
صلى الله عليه وسلم (صلى الله عليه وسلم ( صلى الله عليه وسلم )
(البقرة : 271).
فدلّ الكتاب والسنة المطهّرة على أن الصدقة يُكفّر بها من السيئات، وقد
تضافرت النصوص الواردة في السنة النبوية على ذلك ومنها ما يلي:
عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال عمر رضي الله عنه: أيكم يحفظ حديث رسول
الله صلى الله عليه وسلم عن الفتنة؟ قال: قلت: أنا أحفظه كما قال، قال:
إنك عليه لجريء فكيف قال؟ قلت: «فتنة الرجل في أهله و ولده و جاره
تكفّرهـا الصلاة والصدقة والمعروف»(7).
و عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم في سفر، فأصبحتُ يومًا قريبًا منه و نحن نسير، فقلت: يا رسول
الله، أخبرني بعمل يُدخلني الجنة و يباعدني من النار، قال: «لقد سألتني
عن عظيم، وإنه ليسير على من يسّره الله عليه، تعبد الله ولا تشرك به
شيئا، و تُقيم الصلاة، و تؤتي الزكاة، و تصوم رمضان و تحجّ البيت»، ثم
قال: «ألا أدلك على أبواب الخير؟» قلت: بلى يا رسول الله، قال:«الصوم
جُنّة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماءُ النار، و صلاة الرجل من
جوف الليل، قال: ثم تلا قوله تعالى: ( ( ( ( ( ( صلى الله عليه وسلم )
( السجدة:16)……الحديث(8).
عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكعب
بن عُجْرة: «أعاذك الله من إمارة السفهاء»، قال: وما إمارة السفهاء؟……
وفيه: «يا كعب بن عجرة: الصوم جُنّةٌ، والصدقة تطفئ الخطيئة، والصلاة
قربانٌ، أو قال: برهان»(9).
3 ــ الصدقة لا تنقص المال، بل تكون سببا لزيادته و نمائه و بركته،
يرزق الله المتصدّق و يجبره و ينصره، و قد أوضح النبي صلى الله عليه
وسلم ذلك في أحاديث كثيرة، ومنها ما يلي:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما نقص
مالٌ مـن صدقة – أو ما نقصت صدقة من مال – وما زاد الله عبدا بعفوٍ إلا
عزّا، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله».(10)
قال النووي رحمه الله في شرح قوله صلى الله عليه وسلم: «ما نقصت صدقة
من مال» : ذكروا فيه وجهين: أحدهما: معناه أنه يبارك فيه و يدفع عنه
المضرّات، فينجبر نقص الصورة بالبركة الخفيّة، و هذا مدرك بالحسّ
والعادة، والثاني: أنه وإن نقصت صورته، كان في الثواب المرتّب عليه جبر
لنقصه، و زيادة إلى أضعاف كثيرة(11).
عن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: «ثلاث، والذي نفس محمد بيده إن كنتُ لحالفا عليهنّ: لا ينقص مال
من صدقة فتصدّقوا، ولا يعفو رجلٌ عن مظلمة يريد بها وجه الله إلا رفعه
الله بها عزّا يوم القيامة، ولا يفتح رجلٌ على نفسه باب مسألة إلا فتح
الله عليه باب فقر»(12)
عن ابن عباس رضي الله عنهما رفعه قال: «ما نقصت صدقة من مال قطّ، وما
مَدَّ عبدٌ يده بصدقة إلا ألقيت بيد الله قبل أن تقع في يد السائل، ولا
فتح عبدٌ باب مسألة له عنها غني، إلا فتح الله عليه باب فقر»(13).
وكذلك أوضح النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى يُخلف على المنفق،
بمعنى أن ما ينقص من المال بسبب الصدقة لا يلبث الله تعالى أن يُعوّضه
بما يُعطى المتصدّق من رزقه المتجدّد.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما
من يوم يُصبح العباد فيه إلا ملكـان ينـزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط
منفقًا خلفًا، ويقول الآخر: اللهـم أعط ممسكًا تلـفًا» (14).
4 ـ من فوائد الصدقة وآثارها الحميدة التي يجنيها المتصدّق رضوان الله
سبحانه و تعالى، لأن الصدقة تطفئ غضب الربّ، فهي طريق الله الموصلة إلى
رحمته، جالبة رضاه، مبعدة سخطه، وتضافرت النصوص الواردة في السنة
المطهرة، على ذلك.وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال: «إن الصدقة لتطفئ غضب الربّ، وتدفع ميتة السوء»(15).
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«صنائع المعروف تقى مصارع السوء و صدقة السرّ تطفئ غضب الربّ، و صلة
الرحم تزيد في العمر» (16).
5 ـ من فوائد الصدقة و ثمراتها التي يجنيها المتصدّق أنها تهدم حصون
الشياطين، و تكسر أنيابهم، و تحطّم قيودهم، و تردّ كيدهم، و تصدّ
بغيهم، و قد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن إخراج الصدقةُ يؤلم
سبعين شيطانا رجيما حرصوا على عدم أدائها.
عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: «لا يخرج رجل شيئا من الصدقة حتى يفك عنه لحيي سبعين
شيطانا».(17).
قال الشيخ أحمد البنا الساعاتي في شرح الحديث: والمعنى أن كل إنسان له
شياطين كثيرة، تمنعه عن سبل الخير وتوسوس له بتحسين ذلك، لأن الشيطان
عدو الإنسان بنص القرآن، لا يريد له الخير، والصدقة من الأعمال الخيرية
التي تقرّب العبد من ربه، فإذا تفطن الإنسان لهذا وخالف الشيطان
وتصدّق، فكأنما أمسك لحاهم، وفسخها، فلا يقدرون على الكلام والوسوسة،
فهو كناية عن قهرهم وغلبتهم والله أعلم. (18)
6 ـ من فوائد الصدقة أنها دليل على صدق إيمان العبد؛ لأن البذل والعطاء
والإنفاق في سبيل الله امتحاناً لإيمان الفرد بالله، ذلك أن المال
محبوب لكل الناس، و دليل الإيمان الصادق بذل المحبوب والجود به.
عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: «الطهور شطر الإيمان، والحمدلله تملأ الميزان، و سبحان الله
والحمدلله تملآن – أو تملأ – ما بين السماوات والأرض، والصلاة نورٌ،
والصدقة برهانٌ، والصـبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو،
فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها».(19).
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في شرح هذا الحديث: والبرهان هو الشعاع
الذي يلي وجه الشمس…… و منه سمّيت الحجة القاطعة برهانا،لوضوح دلالتها
على ما دلّت عليه، فكذلك الصدقة برهانٌ على صحة الإيمان، و طيب النفس
بها علامة على وجود حلاوة الإيمان و طعمه أهـ. (20).
7 ـ ومن فوائد الصدقة في الدنيا أنها سبب في بسط الرزق و نزول الأمطار.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«بينا رجلٌ في فلاة من الأرض فسمع صوتا من سحابة اسق حديقة فلان،
فتنَحَّى ذلك السحابُ، فأفرغ ماءه في حرّة، فإذا شرجة من تلك الشراج قد
استوعبت ذلك الماء كله، فتتبع الماء، فإذا رجلٌ قائم في حديقة يُحوّل
الماء بمسحاته، فقال له: يا عبدالله، ما اسمك؟ قال: فلان للاسم الذي
سمع من السحابة، فقال له: يا عبدالله ، لم سألتني عن اسمي؟ قال: إني
سمعتُ صوتا في السحاب الذي هذا ماءه يقول: اسق حديقة فلان – لاسمك –
فما تصنعُ فيها؟ قال: أما إذا قُلت هذا فإني أنظر إلى ما يخرج منها
فأتصدق بثلثه، و آكل أنا و عيالي ثلثا، و أردّ فيها ثلثه»(21).
و في رواية: «وأجعل ثُلَثَه في المساكين والسائلين وابن السبيل».
ومن فوائد الصدقة ما يتعلق بثوابها وجزائها عند الله يوم القيامة وهي
كالآتي:
1 ـ أن الصدقة تطفئ حرَّ القبور على أهلها، وقد ورد ذلك في حديث .
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إنّ الصدقة لتطفئ عن أهلها حرّ القبور، و إنما يستظل المؤمن يوم
القيامة في ظل صدقته»(22).

2 ـ من فوائد الصدقة و ثمراتها التي يجنيها المتصدّق يوم القيامة أنها
مكفّرات للذنوب و من أسباب دخول الجنة والنجاة من النار، و قد تضافرت
النصوص النبوية على ذلك، و منها ما يلي:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: «أيّما مؤمن أطعم مؤمنا على جوع أطعمه الله يوم القيامة من ثمار
الجنة، و أيّما مؤمن سقى مؤمنا على ظمأ سقاه الله يوم القيامة من
الرحيق المختوم، و أيّما مؤمن كسا مؤمنا على عُرْي كساه الله من خضر
الجنة»(23).
عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: «اعبدوا الرحمن، وأطعموا الطعام، وأفشوا السلام،
تدخلوا الجنة بسلام»(24).
عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تصدّقوا،
فإن الصدقة فكاككُمْ من النار»(25).
3ــ ومن فوائدها أن الناس إذا حُشروا يوم القيامة واشتدّ الكرب، فإن
المتصدّقين يتفيئون في ظلّ العرش، و قد ثبت ذلك في أحاديث كثيرة عن
النبي صلى الله عليه وسلم، و منها ما يلي:
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: «كُلّ امرئ في ظِلّ صدقته حتى يفصل بين الناس»، أو قال: «حتى
يُحكم بين الناس» قال يزيد: – راوي الحديث – و كان أبو الخير لا يُخطئه
يومٌ إلاّ تصدّق فيه بشيء ولو كعكة أو بصلة أو كذا.
4 ـ من فوائد الصدقة و ثمراتها أنها إذا كانت من كسب طيب و خالصة لوجه
الله فإن الله يقبلها و يضاعف ثوابها لصاحبها، ويكفي أن يعلم المتصدق
أن ما يقدمه من صدقات لوجه الله تعالى فإنما يحتفظ به لنفسه، حيث يوضع
هذه الصدقات في بنك التوفير والادخار، يقول تعالى: ( ( ( ( ( ( ) (
التغابن : 18)
وأوضح النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى يبارك في الصدقة القليلة
ويُنَمِّيها حتى تكون في الآخرة شيئاً عظيماً.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما
تصـدق أحدٌ بصدقة من طيّب، ولا يقبل الله إلا الطيّب، إلاّ أخذها
الرحمن بيمينه، وإن كانت تمرة، فتربُو في كفّ الرحمن حتى تكون أعظم من
الجبل، كما يُربّي أحدُكم فَلُوَّه أو فصيله»(26)
الصدقة دليل على صدق الإيمان، لأن الإيمان حينما يتمكن من النفس
البشريّة يسمو بالنفس و يعلو بالهمّة، و حينما تكون النفوس عظيمة تعلو
بالإنسان على ماديّته الحيوانية إلى الروحانية الصافية التي ترقى به من
الفردية إلى الشعور بالآخرين، إلى مشاركتهم آلامهم، والبذل والإنفاق،
ثم الإيثار حتى تصل إلى مرحلة التضحية والفداء.
وبهذا يكون المجتمع المسلم مجتمع التكافل والرحمة والتلاحم والروابط
الإنسانية يسود العدل والإحسان والتكامل وتشد أفراده روابط الأخوة
وتشابك المصالح.

وللرسول صلى الله عليه وسلم جملة من الأحاديث التي تمجد الصدقة منها :

أحب الأعمال الى الله عز و جل سرور تدخله على مسلم , أو

تكشف عنه كربة , أو تقضي عنه دينا , أو تطرد عنه جوعا , ولان
أمشي مع أخي في حاجه أحب إلي من أن اعتكف في هذا المسجد شهر

************ ********* ********* ********* *****
لذلك إذا أردت الرزق ونزول البركات ؟ …. عليك بالصدقة
قال الله تعالى
‘ يمحق الله الربا ويربي الصدقات ‘

************ ********* ********* ********* *****
وإذا أردت الحصول على البر والتقوى ؟ … عليك بالصدقة
قال الله تعالى
‘ لن تنالو البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم ‘
************ ********* ********* ********* *****
وإذا أردت أن تفتح لك أبواب الرحمة ؟ …. عليك بالصدقة
قال صلى الله عليه وسلم
‘ الراحمون يرحمهم الله’, ‘إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ‘
************ ********* ********* ********* *****
وإذا أردت أن يأتيك الثواب وأنت في قبرك ؟ …… عليك بالصدقة
قال صلى الله عليه وسلم
‘إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة: ـ وذكر منها ـ صدقة جارية’
************ ********* ********* ********* *****
هل تريد أن توفي نقص الزكاة الواجبة ؟ … عليك بالصدقة

حديث تميم الداري ـ رضي الله عنه ـ مرفوعاً قال: ‘أول ما يحاسـب
عنـه العبد يـوم القيامـة الصلاة؛ فإن كان أكملها كتبت له كاملة، وإن كان لم يكملها قال الله ـ تبـارك وتعـالى ـ لملائكته: هل تجدون
لعبدي تطوعاً تكملوا به ما ضيع من فريضته؟ ثم الزكاة مثل ذلك،
ثم سائر الأعمال على حسب ذلك

************ ********* ********* ********* *****
هل تريد إطفاء خطاياك وتكفير ذنوبك ؟ … عليك بالصدقة
قال صلى الله عليه وسلم
‘الصوم جنة , والصدقة تطفيء الخطيئة كما يطفيء الماء النار ‘
************ ********* ********* ********* *****
هل تريد أن تقي نفسك مصارع السوء ؟ …. عليك بالصدقة
قال صلى الله عليه وسلم

‘صنائع المعروف تقي مصارع السوء ‘

************ ********* ********* ********* *****
هل تريد أن تطهر نفسك وتزكيها ؟ ….. عليك بالصدقة
قال الله تعالى

‘ خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها ‘

************ ********* ********* ********* *****
قال صلى الله عليه وسلم

ثلاث أحلف عليهن ومنهن: ‘ ما نقص مال من صدقة ‘

وقال أيضاً: ‘ اتقوا النار ولو بشق تمرة ‘

اللهم ارزقنا السداد في ديننا وبصرنا بصالح الأعمال واجعل من عمرنا البركة نتقيك فيه ونسعى إلى إرضائك حتى يوم نلقاك …




التصنيفات
اسلاميات عامة

نصيحه لمن يسمع الغناء الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله

تعليمية تعليمية

السلام عليكم ورحمة الله

إضغط على الرابط من فضلـك

PPUSUKP.mp3 – 3.0 Mb

كنت أود تفريغها لكن الجهاز الذي عندي بلغة اخرى وأنا استعين بلوحة المفاتيح التي بالموقع

منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




تعليمية




بارك الله فيك وجزاك خيرا على الطرح