التصنيفات
اسلاميات عامة

الاختلاط

تعليمية
تعليمية
الاختلاط

الحمد لله رب العالمين؛ والعاقبةللمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وصلى الله وسلم وبارك وأنعم على عبده ورسولهمحمد وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد:فإن الحديث عن بعض الظواهرِ السلبيةِالمتفشيةِ في مجتمعاتنا ، لهو نوع من السباحة ضد التيار ، وما ذلك إلا لبروز تلكالآفاتِ بين صفوفنا حتى أصبحت واقعاً مقرراً ، جعل الفارق كبيراً بين ما نحن فيه ،والواقعِ الذي نأمل أن نكون
متصفين به .ويعظم المصاب ويتفاقم حين تحاول أن تعالجَ الأخطاءَ في وقت عظمت فيهالشبهات ، وتتابعَ الناس في الشهوات ؛ حتى وقعوا بها من حيث لا يشعرون .ولكنحسبك أن تأمُرَ بمعروفٍ وتنهى عن منكرٍ ، ولابد من محاربةِ تلكِ الأخطار التي تهددالمجتمعاتِ الإسلامية ، وإنما الأجرُ على قدرِ المشقة ِ؛ لا سيما في زمَنٍ اشتدتفيه غربةُ الإسلامِ ، وانفلت كثيرُ من الناس من تعاليمِ دينهِم ، فباتوا يتخبطونعلى غيرِ هدى ، ويمشون على غير بصيرةٍ..ولا يتقون الشر حتى يصيبهمولايعرفون الأمرَ إلا تدبراإن الحديثَ عن اختلاط النساءِ بالرجالِ في مواقعالدراسة والعملِ وأماكن اللهوِ ، حديث مؤلمٌ وحزين ، يبعث في النفسِ الأسى ، ويجددالأشجانَ في القلوب .فهو واقع مرير يصعب وصفُه ، وشر مستطير يعسرُ علاجُ من وقعفيه.فماذا نقول عنه وماذا نذر ؟!لقد صوَّر أعداءُ الإسلام لأهلِ الإسلام أنخروجَ المرأةِ للتعليمِ المختلَطِ والعملِ أيّاً كان نوعُه أن ذلك واجبٌ منالواجبات؛ وأن خروجَهن للمحافِلِ والمجتمعاتِ المختلطةِ ضرورةٌ من الضروريات التيلا ينبغي أن يفرَّطَ فيها. وصوروا للمرأةِ أن جلوسَها في البيتِ سِجْنٌ لها ، وشللٌلطاقتها ، وكأن وظيفتَها في هذا الوقتِ صارت خارجَ البيتِ لا داخلِه .ولا زالوايبثون سمومَهم حتى أصبح ذلك واقعاً مسلَّماً.وإن كان ذلك مما يصدقه النساءُلِضَعْفِ عقولِهِنْ ، فاعجبْ من رجالٍ دهمتهم الغفلة ، وشاركوا في فصولِ هذه القصةِالمحزنة ، فاستسلموا لهذه الجريمةِ النكراء ، ولم يستفيدوا من عبرِ الزمان وعظاتهِ .إن اختلاطَ النساءِ بالرجالِ في الدراسةِ أو العمل ، جريمةٌ عظيمةٌ في حقالمجتمعِ عموما ، وفي حق الأُسْرةِ خصوصاً ، لما ينتج عن ذلك من الإهمال وضياعِالبيوتِ وتشتتِ الشمل وتخلخل البناءِ حتى يتهاوى .إن من الحسرةِ والغبنِ أنيزجَّ المرءُ بزوجته أو محارِمهِ إلى هذه الأماكن المختَلَطةِ التي تجنى بعدهاالمرأة كلَّ همٍّ وكمد ، فتبدأ تُحِسُّ بتغير شخصِها الذي كانت تعهده ، ولكن لاسبيل إلى عودته كما كان وهي لا تزال تعيش في هذه الأمكنةِ المليئة بالفوضى .وإنمن أعظم ما دعا الناسَ إلى هذا الإسفاف والتهاونِ تساهلُ الكثيرِ بأمر الفضيلَة ،وذهابُ الغَيْرة والحياءِ من القلوب ، والنظرُ إلى المجتمع أنه فَعَل ذلك فنفعل نحوفعله.تقليدٌ حتى في الأخطاءْ!كما أنه قاد بعضُ الناس إلى ذلك الفعلِ المشينضعفُ الثقةِ بالله ، وكأنَّ الأرزاق بيدِ البشر ، وأن الوظائفَ هي التي تؤمّنالرزقَ ونسوا🙁 إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) .والأدهى من ذلك أن يكونالقائدُ إلى زجِّ النساء في الأعمالِ المختلطةِ الجشَعُ واستثمارُ راتبِ المرأة ،ولو كان على حسابِ الرجولةِ والكرامة.فيبدأ يرى تغيَّرَ أحوالِ زوجتهِ ونسائهِ، ولا يتكلمُ لأنه حريصٌ على المال .بل والأدهى أنه لو أراد أن يُجلسَها فيالبيتِ بعد عملِها فبعداً له حينذاك؛ فليس الأمر كما لو لم تختلطِ المرأةُ وتكسرُقيودَ الجرأة.فيا أسفا من واقعٍ مخز لا ندري كيف نعالجهُ ، إذا لم يكن ثمَّ رجالٌ يشعرون بالمسؤولية .إن الاختلاطَ يولِّد أخلاقَ السوء ، ويجعل المرأةَمسترجلةً جريئةً ؛ مهما كان عندها من الحياءِ ، لأن انعكاسَ الطبع في عملِها سيكونأثرُه في المنزل.تدخل المرأةُ إلى مكانِها المختلطِ أول مرةٍ هادئةً ساكنةً ثمبعد أن تخالط الرجال فإذا بك وقد رأيت امرأةً ترفعُ صوتَها كما يفعل الرجال ؛ ثميأتي الزوجُ يشتكي ذلك وأنه يعاني من عدمِ الاحترام ؛ ونسي أنه هو الذي فتَحَالبابَ على نفسه.وأخرى تترفع على زوجِها.وثالثة تتعامل مع زوجِها بالألفاظالبذيئة.وفي مكان يتجملُ فيه الشباب تجملَ النساء ؛ لك أن تتصور ما يحدث منالهرْجِ المرج وانفلاتِ الأخلاق من قبلِ النساء سواء كان ذلك بالضحكاتِ العالية أوالعطور النفاثة أو الملابس الوقحة.أو أعظم من ذلك وأبعد ؛ فيا لِموتِالفضيلة.!لا نقولُ مقولَةَ السفهاء : أنا ابنتي ثقة .. أنا زوجتي ثقة ؛ فكلالناسِ يقولون ذلك حتى الفجرة .وما انتشارُ الفاحشةِ والفسادِ إلا بسبب هذاالتساهلِ المشِين.كيف يسمحُ رجلٌ يعدُّ نفسَه رجلاً لمحارمهِ أن تدرسَ أو تعملَمع رجالٍ ذكورٍ يتفننون في طُرِق الاصطياد؟!وَأكثرُ ما يكون الشوق يوماًإذادنت الديارُ من الديارِقيل لامرأةٍ من أشراف العرب : ما حملك على الزنا؟قالت : قربُ الوِسادِ وطولُ السواد.أي : قربُ وسادةِ الرجلِ من وِسادتي ،وطولُ السواد بيْننا .المرأةُ يجب أن تكونَ بعيدةً عن الرجالِ حتى تبقى مصونة ،قال تعالى ( واذا سألتموهن متاعا فسألوهن من وراء حجاب) .ألا يظن من زجَّ بنسائهفي هذا الأماكنِ أنه يعرضهن للفتن؟!فترى أصنافاً من الرجال ، وأشكالاً منالفتن..جمالُ خلقةَ .. حلاوةُ أسلوب .. تفنُنٌ في اللباس.ثم أَلا يظن أنهحين يرسلها إلى هذه الأماكنِ أنها ستكتشف نقصه من خلال رؤيةِ غيره.لقد اعتنىالإسلامُ بالوقايةِ من أسباب الاختلاط وتعاطيه لما ينتج عن ذلك من الخلل وانهيارالأخلاق ، بل إنه منع منه حتى في الشعائرِ العظيمة فكيف بالكماليات فقال صلى اللهعليه وسلم في الصلاة :« خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها ، وخير صفوف النساءآخرُها وشرها أولها» ؛ وقال: «خيرُ مساجد النساء قعر بيوتهن ».وقال تعالى ( وقرن فيبيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ) .ونهى الإسلام عن الخلوةِ بالمرأةِالأجنبيةِ على الإطلاق إلا مع ذي محرم ، وعن السفر إلا مع ذي محرم ، سداً لذريعةِالفسادِ وإغلاقاً لباب الإثم وحسماً لأسباب الشر .كما حرّم الوسائلَ الموصلةَإلى الوقوع فيما حرَّم الله ، والتي يقود إليها هذا الاختلاط ؛ حماية للنساءوالرجال من مكائد الشيطان ، ولذا فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : «ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجالِ من النساء» ، وقال صلى الله عليه وسلم: « اتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء » .ومنالمعلوم أن المرأة إذا نزلت إلى ميدان الرجال فلا بد أن تكلمهم ويكلموها ؛ ولابد أنترقق لهم الكلام وأن يرققوا لها الكلام ، والشيطان من وراء ذلك يزين ويحسن ، ويدعوإلى الفاحشة ، حتى يقعوا فريسة له ، والله حكيمٌ عليم حيث أمر المرأة بالحجابِ ؛وما ذاك إلا لأن الناس فيهم البرُّ والفاجرُ ، والطاهرُ والعاهرُ ، فالحجاب يمنعبإذن الله من الفتنةِ ، ويحجِزُ دواعيها ، وتحصل به طهارةُ قلوبِ الرجالِ والنساءِ، والبعدِ عن مظانِ التهمة.قال تعالى : ( وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراءحجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن) ؛ وخيرُ حجابٍ للمرأةِ بعد حجاب وجهها وجسمهاباللباس هو بيتُها .ويا عباد الله !!هل نستطيع أن نتصور لحظة أن من اختلطتنساؤه لا يرى مواقع الخلل؟!ألمْ يكن قد ابتلى بزيارةِ أماكنِ الاختلاط لإنهاءعمل؟أو كان هو يعملُ في عمل مُختَلط؟ألا يرى ما في هذه الأماكن – مهما تحفظأصحابها – من الإسفاف وسقوطِ الحياء والهيبة؟فكيف يزجُّ بأهله في أماكنَ ماسُنَّتْ قوانينُ الاختلاط فيها ، إلا من أجلِ إشاعةِ الفاحشة والرذائلِ؟عجباًلمن يرى العِبَرَ فيزج بنسائهِ إلى هذه الأماكنِ المظلمةِ المنتنةِ ، وَيدفَعُهُنَّنحو الفتنة بشدّه!!الغيرةَ الغيرةَ يا عباد الله ..قال صلى الله عليه وسلم : «أتعجبون من غيرة سعد؟ لأنا أغير من سعد ، والله أغير مني» ، وقال عليٌّ :« لاخير فيمن لا يغار » .أخبروني ..كيف يرضى رجلٌ أن يكونَ هاتفُ زوجتهِ النقالمليئاً بأرقام زُملاءِ العمل ؟ أين الرجولة ؟!هل وصلنا إلى هذه الحالة منالضياع ؟! هل تستغرب مثلَ هذا ..؟!هو الذي أوصلها إلى هذه الحال .الاختلاط ُ أبو الرذيلة وحاميها ، وفي هذه الأماكنِ يختلِس الفجرةُ ما شاءوادونَ رقيب .ولنكن واقعيين..المرأةُ حين تجلِسُ مع زميلٍ العملِ ساعاتٍ طوال؛ ألا يجعل ذلك نوعاً من الألفةِ.هل يقولون هو مثلُ أخيها!!تباً لهم ناقصوالرجولة.وإذا كان كذلك ؛ فلنسأل سؤالا صريحاً. لماذا إذا جلس الرجل فيمجلسه أغلق الأبواب على أهل بيته ؛ ولو قال له أصحابُه: نادِ زوجَتك لتجلسَ معناغضب وربما قتَلَ وظهرت الرجولةُ الدفينة ؛ رغم أن هؤلاءِ أصحابُهُ وربما أقاربُه ؛فلماذا لم يمنعه هذا الحياءُ المزيفُ من إرسال زوجته إلى الأعمال المختلطةِ التيترى فيها أفواجاً من الشباب المتزين المتأنق .أليس لسانُ حالِ هذا البائسِ كأنهيقول: مادام أن الخفةَ والطيشَ والضحكاتِ العاليةِ والتحرشَ البهيمي ليس أمامي فلاأغار .. أليست هذه هي النتيجة ؟! إننا في زمن المتناقضات .استمعوا شكايةَالرجال من نسائِهم ، وانصرافَ قلوبهن عنهم ، وتأملوا الجرأة والبذاءةَ والشتائمَوالصراخ من قِبَلِ نساءٍ لرجالهن .كل هذا وليدُ الاختلاط ..ولربما تعلقالقلبُ بما يعرض له من الأهواء فكيف يعالج حينئذٍ .؟! عباد الله :من أرادصلاح نساءه فليلزمهن بالجلوس في البيت .اتق الله يا ولي الأمر ..لا تفتحعلى ابنتِك بابَ الاختلاط فتخسرها وهي عندك ، ثم بعد ذلك تتزوجُ ولا يستطيعُ الرجلُأن يحكُمَ أمرها ، ولو حاول لفشل ، ولربما طلق وضاعت وأبناءَها.اتق الله ياأيها الوالد : قال الله تعالى ( يا ايها الذين آمنوا قو أنفسكم وأهليكم ناراوقودها الناس والحجارة ) .ولا تتبعِ العاطفةَ أو رأيَ الأمِّ ضعيفةِ العقل ، وأنتقد رأيتَ ما يهولك من أمورِ الاختلاط ، بل وربما تتَندر في روايتها في المجالس .لا تتبعوا رأيَ النساء الضعيفات قال صلى الله عليه وسلم : « ما رأيت من ناقصاتعقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن » ؛ واستفيدوا من عبر الزمان وتجاربالحياة .وأنت أيها الزوج :لا تسمح لمن ارتبطْتَ بها أن تلج هذه الأبوابِالمظلمة فتأتيك بوجهٍ غير ما كنت تطمع به .ما هي الغنيمة حين تعملُ الزوجةُبراتبٍ ما – لتساعدك على تكاليفِ الحياة كما تزعم- وأنت تعيش مع رجلٍ وليس أنثى .. جريئة .. سليطة .. متبرجة .. تناقشُ كالرجال – طويلةُ اللسان ، أو ممن امتلأهاتفُها بأرقامِ الزملاء لريبةِ أو لغير ريبة!!فإن لم يكن دينٌ يمنعْ ، ألم يبقأثرٌ من رجولة يردع؟!إذا المـــرءُ لم يدنَسْ من اللؤمِ عرضُهفكل رداءٍيرتديــــه جميــــــــلُوإن أنت لم تحملْ على النفس ضيمهافليس إلى حســـنِالثنــــاءِ جميلُبارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ؛ ونفعني وإياكم بما فيهمن الآيات والذكر الحكيم ؛ أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفورالرحيم.الخطبة الثانية :الحمد لله وحده ؛ والصلاةوالسلام على رسوله وعبده ؛ نبينا محمد وعلى آله وصحبه.أما بعد:أيهاالمسلمون : احرصوا على نسائكم من هذا الداء المتفشي في المجتمعات حتى أذهب رونقَالحياة المتمثلِ برجلٍ غيور وامرأةٍ محتشمة.لا تزجوا بنسائكم نحو هذا الانفلاتِالأخلاقي.واعلموا أن الترفَ لا يدوم ، وعدمَ شكرِ النعمةِ مزيلٌ للنعمِ جالبٌللنقمِ.كيف يسمح المسلم لنفسه أن يزجَّ بابنتهِ إلى العملِ ممرضةً يتعرض لهاالرجال ؛ ويدعوهم لباسُها الأبيضُ الفاتنُ إلى التحرشِ بها ؛ بل وتبيتُ خارجالمنزل؟.أو أن تعمل سكرتيرةً في مدارس البنين المتوسطِ والثانوي يتحرش بهاالطلابُ؛ وضعافُ النفوس من المدرسين ؟.أو مدرسةً في مدارس الأولاد الذين يُعدُّبعضهم من الرجال؟.أو أن تذهب إلى الأسواق لحاجة ودون حاجة؟والأدهى أن تعملفي صفوف الجندية ، أو أن تغشى المقاهي التي يتعالى بها نغم الضحكات الفاجرة معأصعدة الدخان ، على مسمعٍ من رجال ينتظرون الإشارة المنكرة لينقضوا انقضاض الذئبعلى فريسته .أو غير ذلك من أماكن الاختلاط التي لا يملك المسلمُ الغيور إلا أنيجأر إلى الله أن يعافيه من حال أصحابها ، وألا يؤاخذَنا بمن فعل السفهاء منا ، وأنيرحمَ هذه الأمة المسكينة .احفظوا الأمانة أيها الناس.. احفظوا الأمانةالتي استرعيتم عليها..اجلسوا مع أنفسكم جلسةَ مصارحةٍ ومحاسبةٍ وتعقُّل ؛وفكروا وتساءلوا..هل الذين شّرعوا الاختلاط لهم هدفٌ سوى نشر الرذيلة فيالمجتمع المسلم؟.هل الحياة لا تقوم إلا باختلاط ال***ين؟.وإذا أجابتك نفسُكبالإجابة التي تصرخ داخلَك ، من أن المقصود بالاختلاط قتلُ الفضيلة ، فقم قومةَالرجل الأبي الذي لا يذعن لهذا الإسفاف؛ ولا يعرض أهله لمواقف التلف.غاروا علىمحارمِكم ..لقد ركب اللهُ الغَيْرةَ في قلوب الرجال لأنها قوةٌ تحمي المحارمَوالشرفَ والعفافَ من كلِّ مجرمٍ وغادر ، ومدحَ الإسلامُ هذا الخلق العالي ، قالرسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الله يغار ، وإن المؤمن يغار ، وإن غَيْرَةالله أن يأتي المؤمنُ ما حرم اللهُ عليه » .وجعل ذلك من الجهاد المشروع فقالصلى الله عليه وسلم: « من قتل دون أهله فهو شهيد » ؛ وقد توارث أهلُ الإسلام تنميةالغَيْرةِ على المحارم أن تنتهكَ أو ينالَ منها بصورٍ يمثلُها غيرةُ النساء علىأعراضهن وشرفهن ، وغيرةُ أوليائهن عليهن ، وغيرةُ المؤمنين على محارم المؤمنين منأن تُنال الحرماتُ ، أو تجرحَ عفتها وطهارتُها ولو بنظرة أجنبيٍ لها .إن ابتعادالمرأةِ عن الرجال وتجنبَ مخالطتهم ومزاحمتهم ؛ ليقوي في قلوبهن الحياءَ والتصوّنَعن الوقوع في الرذائل ، أو أن تمتدَ إليهن نظرات فاجر؛ ويبعثُ في قلوبِ أوليائِهنمن شرفِ النفس ما يغبطه عليه مَن أُفلِتَ زمامُ الأمر من يده.وقس في هذا الواقعالذي نعيشُه ، أخلاقَ من اعتاد على ستر والدته وأخواتِه ؛ ومقدارِ تمسكه بالأنفةوالإباءِ والغيرةِ – حتى لو كان مقصراً في بعض الجوانب – وحالَ من اعتاد على تكشّفِأخواته وأهلِ بيته وما يعانيه من الانهيارِ الذاتي والانهزامِ النفسي .فحال هذاالغيورِ حالَ ذلك الأعرابي الذي رأى من ينظُر إلى زوجتهِ ويستديمُ النظر إليها ،فطلقَها غيرةً على محارمه ، فلما عوتِبَ في ذلك قال :وأترك حبَّهـــا من غيرِبغضٍٍوذاك لكَثرة الشُّركــاءِ فيـــــهِإذا وقعَ الذبــــابُ علىطعـامٍٍرفعــــت يدي ونفسي تشتهيهِوتجتنبُ الأســــودُ ورودَ مـاءٍإذارأتِ الكلابُ ولغـــــن فيهِفتمسكوا عباد الله بالفضيلةِ في زمنِ غربةِ الإسلام؛ وضعفِه في قلوب كثير من أبنائه ، ولا تغرنكم نداءاتُ أهلِ الباطل الصادين عنالهدى ، فإنهم قومٌ أفلسوا من الفضيلة فأرادوا أن تكونوا أمثالَهم ( والله يريد أنيتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما).وليتق اللهَ من ولاهاللهُ أمرَ أمةٍ من المسلمين سواء كان حاكماً أو مَحكوماً أن يقودَهم إلى هذاالاختلاطِ الفاحشِ قَسْراً فيبوء بآثامِهم فيكون حقيقاً بقولِ اللهِ تعالى🙁 ليحملوا أوزارهم كاملة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون ).وليتقالله أناسٌ تسنموا ألويةَ الفتوى فيفتون المسلمين على وَفْقِ ما يطلبه المشاهدونوالمجتمع ، فيفتحُ على الأمة باب الشر ويكونُ حقيقاً بقول النبي صلى الله عليهوسلم: « أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون » ، وقال صلى الله عليه وسلم : « منسن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك منأوزارهم شيئا » .ولتحذرِ المرأةُ المقتدى بها المسماة ملتزمة دخولَ مضمارِ الاختلاط؛ فتفتح البابَ لغيرها ممن يقتدي بها ، وتحاول أن تلوي النصوصَ لتأيّدَ ما ارتكبتهمن الخطأ ؛ فإن هذا من التحايل على الشرع .ولتعلم تلك المرأة أن ذلك عند اللهعظيم ، وخطراً أن يمكر الله بها فيسلبها دينُها من حيث لا تشعر .فالزمي مكانَكأيتها المسلمةُ تسعدي ، حتى لا تبتلي برجلٍ لا يغار يوردُك مواردَ الهلكةِ في سبيلاستثمارِ مالِك وإن كان المقابلُ ضياعَ دينِك وحيائِك .هذا وليتق الله قومٌزجوا بنسائهم في براثن الاختلاط المتخلعِ من أجل الحصول على المال ، فلم يجمعواالمالَ لذهاب بركته – لأنهم نالوه بحرام – ولم تسلمْ لهم نساؤهم ، فخسروا رأس المالوقد كانوا يتلمسون الربح . والأدهى أن يزجوا بنسائهم المتديناتِ الحييات اللاتييرفضن ذلك الواقع البئيس، فلا يزالون بهن حتى يضطروهن إلى أماكن موت الفضيلة .ولتزدد عجباً وكمداً من رجل حافَظ على بناته طوال سنين الدراسة من الاختلاط ،ثم بعد ذلك يبحث عن الشفاعات ليزج بها في جامعة مختلطة أو عمل مختلط ؛ وأين ذهبحرصُ السنين .. وتحملُ شَقاءِ التربيةِ ؟!أهكذا تكون النتيجة ؟!واسمعوا ياعباد الله شهادة عقلاء الكفار بعد أن علّمتهم التجاربُ ؛ وأخذوا العظاتِ ؛ فنطقوابالحق واعترفوا بما يوافقُ الفطرة .قالت الكاتبةُ الإنجليزيةِ اللادي كوك : إنالاختلاط يألفه الرجال ، ولهذا طمعت المرأةُ بما يخالف فطرتها ، وعلى قدرِ كثرةِالاختلاط تكون كثرةُ أولادِ الزنا ، وها هنا البلاء العظيمُ على المرأة ؛ علموهنالابتعاد عن الرجال ، أخبروهن بعاقبة الكيد الكامنِ لهن بالمرصاد .وقالتالدكتورة ايدايلين : إن سبب الأزَمَاتِ العائليةِ في أمريكا ، وسرَّ كثرةِ الجرائمِفي المجتمع أن الزوجة تركت بيتَها لتضاعفَ دخلَ الأسرةِ ، فزاد الدخلُ ، وانخفضمستوى الأخلاقِ .وقال شوبنهور الألماني : اتركوا للمرأة حريتها المطلقة كاملةًبدونِ رقيب ، ثم قابلوني بعد عام لتروا النتيجةَ ، ولا تنسوا أنكم سَتَرْثونَ معيالفضيلةَ والعفةَ والأدب ، وإذا متُّ فقولوا : أخطأ أو أصابَ كبدَ الحقيقة . عبادَ الله ..ما أفسد الأخلاقَ مثلُ الاختلاط ، فهو من أكبر الوسائل التيتوصلُ إلى الانحرافِ الأخلاقي عند من يُريده ، وبأيسر سبيل .وما أدى إلى سوءِالظن وتفشيه بين الأفراد والمجتمعات مثلُ هذا الاختلاط المشين .فاتخذوا الموقفَالشجاعَ بمقاطعةِ الأماكنِ المختلطة ؛ ولا تجبنُوا من الأخذِ على أيدي نسائِكموأبنائكم ؛ وثقوا أتم الثقة إنكم إن تركتموهم يخوضون في لجج هذه البحارِ المتلاطمةِفإنكم لن تفلحوا أبداً في الظفر بهم ..أصون عرضي بمالي لا أدنســــهلا باركالله بعد العرض بالمــــالِأحتال للمـــالِ إن أودى فأكسبُــــهولســتللعرضِ إن أودى بمحتالِاللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنااللهمأعنا ولا تعن علينا ؛ وانصرنا ولا تنصر علينا ؛ وامكر لنا ولا تمكر علينا؛ ويسر لناالهدى ؛ وانصرنا على من بغى علينا.اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك وأغننا بفضلكعمن سواك.اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات ؛ والمسلمين والمسلمات ؛ الأحياء منهموالأموات ؛ إنك سميعٌ قريبٌ مجيب الدعوات .خطبة الجمعة في 3/2/1430هـ ؛ 30/1/2009م
سالم العجمي – الكويت

تعليمية تعليمية




بسم الله الرحمان الرحيم
بورك فيك على هذا الإختيار ، وغيرة هذا الخطيب ندرت في أيامنا هذه ، والمشكل المطروح يشترك
في عواقبه كلا الطرفين الرجل والمرأة ، فليس العيب في عمل المرأة ، أو سماح الرجل لخروج المرأة بل العيب في موت العقيدة ، وتجاهل الأخلاق والتمرد عليها باسم التحضر ، فانزوت القيم ولم يوجد من يرفع شعارها ويمارس توجهها ، وتصافحت الرذائل تترى الواحدة تلو الأخرى والسكوت المطبق بداية من التربية والتنشئة الأولى فنمت المعاصي وكثرت المآثم وكممت الأفواه واستُهين بالذنوب وأ ُ لِفَتْ الفواحش وأصبح الحلال كالحرام والأبيض كالأسود والنور كالظلام ولما انتشرت الأمراض وكثر الوباء ونزلت النوازل نتساءل ما هذا يارب .
على كل بارك الله فيك ثانية ، وجعله في ميزان حسناتك .

تعليمية




شكرا جزييييييييلا و بارك الله فيكتعليمية




السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم على اطلاعكم على الموضوع و بارك الله فيكم على الردود الجميلة و هذا انما يدل على مدى اهتمامكم و تتبعكم ربي يحفظكم مرة اخرى والى موضوع مقبل باذن الله




جزاك الله خير الجزاء ونسال الله ان يحمي بنات الاسلام وشبابها من كل ضر وان يصلح اعمالهم وان يجعلهم في خدمة الاسلام والذود عن بلاد المسلمين وهذا لن يكون الا بالرجوع الى المنهج الحق كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم

بارك الله فيك اخي على هذا الموضوع القيم




و فيكي بارك الله اختي الفاضلة انما نحن مبلغون قال صلى الله عليه و سلم (بلغوا عني ولو ايه) نسال الله جل في علاه ان يكثر من امثالك و كل من ساهم في هذا المنتدى الطيب و ادامكم ذحرا للاسلام والله لقد اسعدتيني انتي و اختنا الفاضلة غاية الهدى على ردودكن الوافية و فرحتي نابعة من انكن نساء مؤمنات صادقات و ملتزمات و قلما نجد في هذه الايام المراة الصالحة المتدينة الملتزمة بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه و سلم شكرا مرة اخرى كما لا ننسى اخانا الفاضل على رده و كل من قرأ او مر على الموضوع و المشاركة البسيطة
ربي يحفظكم كلكم و الى مشاركة اخرى باذن الواحد الاحد




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.