التصنيفات
اسلاميات عامة

قصيدة توبة الشيخ تقي الدين الهلالي رحمه الله من الطريقة التجانية

تعليمية تعليمية

توبة الشيخ تقي الدين الهلالي من الطريقة التجانية
الكاتب : الشيخ تقي الدين الهلالي
هنـا قصيدة تائية قلتها بعد توبتي من الطريقة التجانية يفرح بإنشادها الموفق المهتدي ويغص بها المخذول المعتدي وهذا نصها :

خليلـــــــي عوجا بـي علـى كـــل نــدوة *** بـهــــا قــول الـــرســـل يـــروى بــــــــقـوة
ولا تـقـربــــــا مـجـلـس الــــرأي إنـــــــــه *** ضــــلال يـحــط لــتــــــابعيـــــه بـــــــــهـوة
علــــى مـجـمــع فـيــــه كـتــــاب إلهــنـا *** يفسـر تفسيــــــرا بــعلـم و حكمـــــــــــة
لـــدى ثـلـة قــد نـور الله قـلـبـهـــــــــــم *** وخـصـهــم بـالــــهــدى أفـضـــل نـعـمـــــة
فـصـانـــــوا كـتــاب الله جـــــل جـلالـــــه *** عـن اللـغـو و الـتـحـريـف أســوأ بـدعــــــة
وردوا افـتـراء الــخـلـف مـن ضـل سعيهم *** وقــــد فرقــــوا مـن شؤمـهم خير شرعــة

وأصـلـوهـم حــرب الـــــفـرنـج بـــــــهمـة *** كــــسيف صقيـــل فــي مضــاء و لمعــــة

إليــــهم أجـوب الـبـَر و الـبـحــر آويـــــــــا *** لأنـظـر مـن فـــــــــازوا بـــــــــنـور ونــظــرة

وأقـبـس مـــن أنــوارهـم عـلـم سنــــــة *** وذلك قـصـدي فــــي اغترابــي وهجرتــي
وأبـعـد عـن أهــل الـبـدائــع والـخـنــــــــا *** وأدرك روحــــــــا مـن عـنـــــاء وغـربـتــــي
ولـيـس مـرادي غـربــــة الـبعد والـنــــوى *** ولـكـنــــــهـا فـــي الـــــديـن أعـظـم كربـة
ولـمـــــــا أبـــان الله لـــــي نـــور دينـــــه *** وأنـقـذنــــي مـن طـرق أصحــــاب خرقـــة
أولـئــــــك قـوم بـدلـــــوا الديـن بالـــردى *** وقـد مـرقـــــوا مـن هـديـــه شـر مـرقــــــة

و أبـغـضـنـــي الأقـوام حـيـن نـبـذتــــهـم و *** مـلـت إلــــى قـفــــو الــكتـــاب وسنـــة
وقـد قـلـبــوا ظـهـر المجـن وخشنـــــــت ***صـدورهــم لــــــي واسـتـعــدوا لمحنـتـي
وقـد زعـمـوا هـجـري وشـتـمـــــي قربــة ***وكــل جـلـيـس لـــي سيـردى بسـرعــــة
و قـد جـزمـوا أنــي أمـوت عـلـى الـــردى *** وأخـلـد فــــي النـيــران من أجـل رجعتـي
أمـانــــي حـمـق تـضـحـك الثـــاكل التي ***بـــــواحـدها ســــارت ركـــاب الـمنيـــــــة

نـبـذتـــــهم نـبــذ الـــنـوى وتـركتـــــــهـم ***و هـاجـرت كـي أحظـى بسؤلي ومنيتي
ومــــا لـــي و لــــي أو رفيــــق مصـاحب ***ولا نـــــــــاصــر إلا إلـــه الـــــبريـــــــــــــــ ـة
عليـــــه اعـتـمــادي لا علــى أحـد سـوا *** ه فـــــــهـو قديـــــر أن يجـــود بــــبغيـتــي
و مــا أطـلـب الـــــمال الـــذي هو زائـــل *** ســـوى بـلغـــــــة لا بــد منــــهـا لخلـتـي
سفـرت إلـــــى مـصـر لأخبـــــر خـبـرهــا *** و أنـظـر هــل فيــــــــهـا شفــــاء لـعلتـــي

و مـن قبل قد أخـبـرت أن فـــي ربـوعــها *** رجـــالا لـــنصر الـدين أصحـــاب شـــــــدة
وصـلـت فـــــلـم ألـق ســوى أهل بدعـة *** وشــــــــــرك و إلـحــــــاد و شـــــــك و ردة
سـمعــــــت بهــا الإلحــاد يـدرس جهــرة *** بـــجامـعـة للـــــشـر مــع كـــل فـتـنـــــــة
رأيــت بـهـا الأوثــــــان تـعـبــــــــد جـهـرة *** قــبــورا عـظــــــامـا نــاخــرات أجـنــــــــت
و يــدعـون دون الله مـن لا يجيبــــــــهـم *** و هـم عن دعـــاء القوم في عظـم غفلـة
لـــــهم جـعـلـــوا قـسمــــا بــــمال ولـدة *** فــلا عـــاش مـن قـد ظنــــهـم أهـل ملـة
حـثــالة مستضعفـــــيـن رأيتــــــــــــهــم *** تسومــــــــهـم الأعـــــداء ســـوء الأذيــــة
و هم صـبـر مــتـمـسكـون بدينــــــــهـم *** ويدعون ما اسـطاعـوا لبيضــــــا نقـيــــــة
و مـــا صـدهم إيــــذاؤهم عن جهــادهم *** لأنــــهـم أهــــل الـنـفــــوس الأبـيــــــــــة
أقمت بـهـــــــا عامـا إلـــى الله داعيــــــا *** فــأرشــد رب النـاس قومـــــا بـدعـوتـــي
يـعـدون بالآلاف فـــــــي الريمـــــون كــلــ *** ـهم أهــــــل إخــــلاص و أهـــل فـتـــــــوة
و مـن بـعـد ذا سـافرت للــحج راجـيــــــا *** قـبـــــــولا من اللـه الكـريــم لــحـجـتــــي
فــأتممـــــتـه و الحمـد لله سـائــــــــــــلا *** مـن اللـه يهـديـــــني سـواء الـمحجــــــة
و كـنــــا سـمـعـنــا أن بـــالـهنـد فرقــــــة *** علـى السنــة الغـرا بــــصـدق و حـجـــــة
فقلت عســى منشودتي عندهم ترى و *** هـزتـنـــــــي الأشــــــواق أيــة هـــــــزة
بلغـــت فــألفيــــت الـمـخبر صـادقـــــــــا *** وشـــاهـدت سـنـــــات تـجـلــت بـعــــــزة
قـد اخـتـرت دهـلـي للإقــــــــامة إنهـــــا *** بـــــلاد عـلـــوم الــــــديـن فيــــها تسنـت
وقـد شفيت نفســـــي وزال سقامـــــها غــــداة *** رأت عـيـنـــــي مـســـــاجد سنـة
فـلا تسمعـــــن فيـــــهـا ســـوى قــــــال *** ربنـــــــا و قــال رســـول الله خـيـر الـبريــة
لقد مثلـــــــوا خـيـر الـــــقـرون لـــنـاظــر *** بقــول و فـعـــل و اجـتـهــــــــــاد و نيـــــــة
إمامـــــهـم خـيــر الأئمـــــــــــة كلـــــهـم *** عليــــــه مـن الــــــرحـمن أزكـــــى تحيـة

المصدر

منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




😉
تحية ط:
الشيطان يجب من التراجع عن المواقف والمبادئ شيئا عظيما ، فنجد الواحد منا في بعض الحالات يصر على موقف رغم أنه متأكد أن ذلك الموقف ليس صائبا .
وما موقف أبو لهب من الرسالة إلا تكبر نفخه في صدره الشيطان ، وقس على ذلك مواقفنا البسيطة ، رغم التباين الموجود في خطورة كل موقف بحسب نوعه .
نسأل الله الثبات على الحق ونعوذ بالله من التكبر على الحق والسير مع الباطل .
شكرا أخت نون جزيلا على إظهار هذا الموقف ، غفر الله لنا ولصاحبه كل ذنب .




السلام عليكم
بارك الله فيك أخي على الرد وعلى الكلمات التي زادت الموضوع أهمية ونورته تنويرا
وددت ان اذكر فقط أن الحق والإقرار بالباطل وكما ذكرت أخي من الصعب الإقرار به خصتا إن كان لك أتباع ولا ننسى العزة بالنفس




التصنيفات
اسلاميات عامة

الخناجر في كبد سابي الصحابة الأكابر

تعليمية تعليمية

الخناجر في كبد سابي الصحابة الأكابر

إنَّ الحمدَ لله، نحمَدُهُ ونَستَعينُه ونستَغْفِرُه، ونَعوذُ بِالله مِن شُرورِ أنفُسِنا، وسَيِّئاتِ أعْمَالِنا، من يهدهِ الله فَلا مُضِلَّ لَه، ومَن يُضلِلْ فَلا هَادِيَ لَه.
وأَشْهَدُ أنْ لا إله إلا الله -وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَه-.
وأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ وَرَسولُه.
أمَّـا بعـدُ:

فهذه سلسلة

"الخناجر في كبد سابي الصحابة الأكابر"

شرعت فيها بمساعدة زوجتي بارك الله فيها بعد استخارة الله عز و جل مع سلاسلي الأخرى " إنفجار البركان على اليهود و عباد الصلبان" "تصويب قذائف المدفعية إلى عقائد الصوفية" "السيوف الباترة في نحور المتكلمة و الأشاعرة "
حاولت أن أضم وأقرب وألخص فيها أهم البحوث و المواضيع التي ردت على الرافضة المجوس شيعة الشيطان و الله من وراء القصد.

فأسأل الله العظيم رب العرش العظيم وأنا في الثلث الأخير من الليل أن يغفر لي و لزوجتي و لكل المسلمين ما تقدم وما تأخر من ذنوبنا وأن يكتبنا عنده من المجاهدين المنافحين عن الكتاب و السنة وأن يجعل هذا العمل عملا متقبلا مبرورا تنشرح له الصدور وتحبه القلوب ولا تمل من قراءته العيون والعقول.

أموت ويبقى ما كتبته … فيا ليت من قرا دعاليا
عسى الإله أن يعفو عني … ويغفر لي سوء فعاليا

المنتقى من كتاب "لله ثم للتاريخ"

الحلقة(1)

عبد الله بن سبأ

الشائع عند الشيعة أنه شخصية وهمية اخترعها أهل السنة من أجل الطعن بالشيعة ومعتقداتهم وصد الناس عنهم.
1. قال محمّد الحسين آل كاشف الغطاء عنه:
إن ابن سبأ خرافة وضعها الأمويون والعباسيون حقداً على آل البيت الأطهار، فينبغي للعاقل أن لا يشغل نفسه بهذه الشخصية.
وفي كتابه المعروف (أصل الشيعة وأصولها) ص40-41 قال: "أما عبد الله بن سبأ الذي يلصقونه بالشيعة أو يلصقون الشيعة به، فهذه كتب الشيعة بأجمعها تعلن بلعنه والبراءة منه..".
فلما روجع قال: إنا قلنا هذا تقية، فالكتاب المذكور مقصود به أهل السنة، ولهذا اتبعت قولي المذكور بقولي بعده: "على أنه ليس من البعيد رأي القائل أن عبد الله بن سبأ (وأمثاله) كلها أحاديث خرافة وضعها القصاصون وأرباب السمر المجوف".
2. ألف مرتضى العسكري كتابه (عبد الله بن سبأ وأساطير أخرى) أنكر فيه وجود شخصية ابن سبأ،
3. أنكرها السيد محمّد جواد مغنية في تقديمه لكتاب السيد العسكري.
كتبهم المعتبرة نجد فيها أنه شخصية حقيقية:
1. عن أبي جعفر – عليه السلام -: (أن عبد الله بن سبأ كان يدعي النبوة ويزعم أن أمير المؤمنين هو الله -تعالى عن ذلك- فبلغ ذلك أمير المؤمنين – عليه السلام – فدعاه وسأله فأقر بذلك وقال: نعم أنت هو، وقد كان قد ألقى في روعي أنت الله وأني نبي، فقال أمير المؤمنين – عليه السلام -: ويلك قد سخر منك الشيطان، فارجع عن هذا ثكلتك أمك وتب، فأبى، فحبسه، واستتابه ثلاثة أيام، فلم يتب، فأحرقه بالنار وقال: "إن الشيطان استهواه، فكان يأتيه ويلقي في روعه ذلك").
2. عن أبي عبد الله أنه قال: (لعن الله عبد الله بن سبأ، إنه ادعى الربوبية في أمير المؤمنين – عليه السلام -، وكان والله أمير المؤمنين – عليه السلام – عبداً لله طائعاً، الويل لمن كذب علينا، وإن قوماً يقولون فينا ما لا نقوله في أنفسنا نبرأ إلى الله منهم، نبرأ إلى الله منهم)، (معرفة أخبار الرجال) للكشي (70-71).
3. قال المامقاني: (عبد الله بن سبأ الذي رجع إلى الكفر وأظهر الغلو) وقال: (غال ملعون، حرقه أمير المؤمنين – عليه السلام – بالنار، وكان يزعم أن علياً إله، وأنه نبي) (تنقيح المقال في علم الرجال)، (2/183، 184).
4. قال النوبختي: (السبئية قالوا بإمامة علي وأنها فرض من الله عز وجل وهم أصحاب عبد الله بن سبأ، وكان ممن أظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة وتبرأ منهم وقال: "إن علياً – عليه السلام – أمره بذلك" فأخذه عليّ فسأله عن قوله هذا، فأقر به فأمر بقتله فصاح الناس إليه: يا أمير المؤمنين أتقتل رجلاً يدعو إلى حبكم أهل البيت وإلى ولايتك والبراءة من أعدائك؟ فصيره إلى المدائن.
5. حكى جماعة أن عبد الله بن سبأ كان يهودياً فأسلم ووالى علياً وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون بعد موسى عليه السلام بهذه المقالة، فقال في إسلامه في علي بن أبي طالب بمثل ذلك، وهو أول من شهر القول بفرض إمامة علي – عليه السلام – وأظهر البراءة من أعدائه .. فمن هنا قال من خالف الشيعة: إن أصل الرفض مأخوذ من اليهودية) (فرق الشيعة)، (32-44).
6. قال سعد بن عبد الله الأشعري القمي: (السبئية أصحاب عبد الله بن سبأ، وهو عبد الله بن وهب الراسبي الهمداني، وساعده على ذلك عبد الله بن خرسي وابن اسود وهما من أجل أصحابه، وكان أول من أظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة وتبرأ منهم) (المقالات والفرق).
7. قال الصدوق:

وقال أمير المؤمنين – عليه السلام -: (إذا فرغ أحدكم من الصلاة فليرفع يديه إلى السماء وينصب في الدعاء، فقال ابن سبأ: يا أمير المؤمنين أليس الله عز وجل بكل مكان؟ قال: بلى، قال: فلم يرفع يديه إلى السماء؟
فقال: أو ما تقرأ: { وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ } فمن أين يطلب الرزق إلا موضعه؟ وموضعه -الرزق- ما وعد الله عز وجل السماء) (من لا يحضره الفقيه) (1/229).
8. ذكر ابن أبي الحديد أن عبد الله بن سبأ قام إلى علي وهو يخطب فقال له: (أنت أنت، وجعل يكررها، فقال له -علي- ويلك من أنا، فقال: أنت الله، فأمر بأخذه وأخذ قوم كانوا معه على رأيه)، شرح نهج البلاغة (5/5).
9. قال نعمة الله الجزائري:
(قال عبد الله بن سبأ لعلي – عليه السلام -: أنت الإله حقاً، فنفاه علي – عليه السلام – إلى المدائن، وقيل أنه كان يهودياً فأسلم، وكان في اليهودية يقول في يوشع بن نون وفي موسى مثل ما قال في علي) (الأنوار النعمانية) (2/234).
10. وللاستزادة انظر المصادر الآتية:
الغارات للثقفي، رجال الطوسي، الرجال للحلي، قاموس الرجال للتستري، دائرة المعارف المسماة بمقتبس الأثر للأعلمي الحائري، الكنى والألقاب لعباس القمي، حل الإشكال لأحمد بن طاووس الرجال لابن داود، التحرير للطاووسي، مجمع الرجال للقهبائي، نقد الرجال للتفرشي، جامع الرواة للمقدسي الأردبيلي مناقب آل أبي طالب لابن شهر أشوب، مرآة الأنوار لمحمد بن طاهر العاملي.

منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




التصنيفات
اسلاميات عامة

التفريق بين العالم الكبير وطالب العلم منهج سلفي رصين يحاول الحلبي تضييعه وتمييعه

تعليمية تعليمية

بسم الله الرحمن الرحيم

إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدأن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةبدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
أما بعد :
فلا يستوي العالم وطالب العلم في الدرجة وإن وصفوا جميعاً بأنهم طلاب علم، ومن تلبيسات الحلبي الجديدة : إيهامه التسوية بين طالب العلم والعالم الكبير مطلقاً بحيث يعتبر كلٌ منهم مرجع يؤخذ منه العلم، ويحق له أن يختلف ويخالف العلماء الكبار .
ولا شك أن هذا يوقع الشباب في حيرة من أمرهم هل يأخذون بقول العالم الكبير أم بقول ذاك طالب العلم الذي يدخل فيه من تزبب قبل أن يتحصرم وتصدر قبل أن يتأهل !
ومنهج السلف : احترام العلماء الكبار والرجوع إليهم وتقديم قولهم على قول غيرهم ممن هو دونهم في مسائل الاجتهاد والمسائل التي لا يصلح إن يتكلم فيها إلا الكبار أمثالهم .
وإليك كلام الحلبي مع التعليق عليه :
قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص52) : المسألة الرابعة : العلماء الكبار معنى .
الحَقُّ يُعْرَفُ بِنُورِهِ، وَحُجَّتِهِ، وَدَلِيلِهِ، وَبُرْهَانِه؛ فلا كبيرَ -فِي العِلم- إلَّا العلمُ…
لِذَا؛ كَانَ «مِن العِبَارَاتِ المُوهِمَة : قَوْلُ بَعْضِهِم: «هَذا الشَّيْخُ لَيْسَ مِنَ العُلَماءِ الكِبَار»!
هَذِهِ الكَلِمَةُ يُرَدِّدُها بَعْضُ النَّاسِ إِذَا أَرادَ أَنْ يَرُدَّ كَلاَماً قَالَهُ أَحَدُ المَشَايِخ، أَوْ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَصْرِفَ أَحَداً عَنْ السَّمَاعِ لِهَذا الشَّيْخِ أَوِ الأَخْذِ مِنْه؛ وَبِخَاصَّةٍ فِيمَا هُوَ مِنْ بَابِ إِنْكَارِ المُنْكَرِ، وَالتَّحْذِيرِ مِنَ البِدَع، وَالتَّنْبِيهِ عَلَى الخَطأ.
وَهَذا مِنَ البَاطِل، الَّذِي هُوَ مِن نَفَثَاتِ الشَّيْطَان؛ لِيَصْرِفَ عَنِ السَّمَاعِ لِلحَقِّ أَوْ قَبُولَه.
وَهِيَ كَلِمَةٌ مَرْدُودَةٌ مِنْ وُجُوه …. ) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعالى :
قوله من ( العبارات الموهمة … ) فما بعده من كلام الشيخ محمد بازمول كما نبه عليه الحلبي في الحاشية .
والحلبي أراد بهذا النقل أن يقرر أن مصطلح العلماء الكبار ليس له كبير أثر، فكلٌ يؤخذ منه العلم، ويرجع إليه، ويستفاد منه . وهذا تحميل لكلام الشيخ محمد بازمول بما لم يُرِده؛ إذ مراد الشيخ محمد بازمول بكلامه الرد على من يرد الحق من أهلالأهواء والبدع بمثل هذه العبارة الموهمة، وليس مراده أن طالبالعلم الذي لم ترسخ قدمه في العلم له أن يعارضالعلماءالكبارالراسخين فيالعلم وفي المنهج السلفي – في غير المسائل المنصوصة – بعقله ورأيه دون احتراملأقوالهم !! إذ الشيخ محمد بازمول يحترمالعلماءالكبارولا يتقدمعليهمويقدم قولهم على قوله بكل رحابة صدر.
بل يرى الشيخ الأستاذ الدكتور محمد بازمول أن معارضة العلماء الكبار والتقدم بين أيديهم من سوء الأدب معهم ومن قلة الفقه في دين الله، ومنعلامات عدم الخيرية.
وكم رأيت أخي الشيخ محمد في مواقف يجتهد فيها برأيه ويقول فيها بقول فأخبره بأن الشيخ ربيع بن هادي المدخلي يقول كذا وكذا بخلاف ماقال !فيقول الشيخ محمد بازمول : أنا أترك قولي، الشيخ ربيع عالم كبير راسخ في العلم وقوله عندي مقدم على قولي اعتبرني لم أقل شيئاً وأنا أقول بقول الشيخربيع .
وكان من كلامه لي : إن الشيخ ربيع بن هادي المدخلي موفق مسدد في أجوبتهوكلامه ومواقفه مما يدل أنه على علم كبير، جزاه الله خيراً على مواقفه الصائبة …
– ومما يؤكد ما سبق قول الشيخ محمد بازمول في نصيحة له للحلبي وغيره : إن الطريقة التييسلكها هؤلاء الإخوة- علي الحلبي و سليم الهلالي – يعنيغير طريقة لائقة ولم يكن هذا الظن بهم،يعني كنت أتمنىأن يُعَلِّموا الشباب أنهم – أي : الحلبي وسليم – طلبة علم وأن لا يضعوا أنفسهم في مصاف العلماءولا يقفوا هم والعلماء على قدم المساواة، الشيخ ربيع يعني أكبر من الشيخسليم يمكن بـ30 سنة، طبقة عالية جداً الشيخ ربيع رجل متفرد في كلامه في هذه الأموريكاد يكون وحده في هذا الباب، لا أعرف رجلاً يعني مفرد كلامه ووقته لهذه القضايا ! وهو أسقط عن العلماء اسم فرض الكفاية، لولا أن الشيخ ربيع قام وأمثاله من أهل العلم قاموا بهذه الأمور لزم أهل العلم بسكوتهم عن أهل البدع وعن أهل الباطل وعن بيان الأخطاء التي يقع فيها هؤلاء الناس.
أقول: كان الواجب علىالشيخ سليم والشيخ علي أن لا يظهروا أي شيء فيه خلاف للعلماء خاصة في مثل هذهالقضايا وكان الواجب عليهم أن يكونوا تبعاً لهم لكي يربوا الشباب ويعلموهم إتباع العلماء وأنهم يحرصون عليهم وعلى كلمتهم وعلى إعلاء شأن العلم،فأناالحقيقةما أرضى عن هذا البيان ولا عن غيره من البيانات التي تصدر منهناك – من الأردن – وكأنهم يريدون أن يصنعوا هناك جبهة مقابلة لهيئة كبار العلماءعندنا أو كلام أهل العلم عندنا وهذا ما ينبغي ولا نستحسنه"انتهى
وقد عرضت هذا الكلام على الشيخ محمد بازمول فأيدني عليه بحمد الله تعالى وقال لي : كلامي هذا في مقامإقرار الحق، وليس في إقرار الباطل، وليس على الحق كبير، فهذا مقام وهذا مقام فهو منالعباراتالموهمةإذا يأتي شخص ويجعلها قاعدة له في ردالحق أما أن يأتي إنسان ويستدل بهذه القاعدة من أجل إقرار الباطل ليسهذا مقامها انتهى كلامه حفظه الله .
وهو واضح جداً في بيان أن هذه العبارة (فلان ليس من العلماء الكبار) إذا كان المقصود بها رد الحق فلا تقبل .
ليست في مقام بيان منزلة العلماء والرجوع إليهم خصوصاً عند الفتن والاختلاف فمنهج السلف أن لا يتقدم طالب العلم على العلماء الكبار .
فأين هذا الموقف المشرف معالعلماءالكبارواحترامهم وعدم التقدم عليهم فضلاً عمن يتهمالعلماءالكباربعدمفهم كلام سلف الأمة ومن يتهمالعلماءالكباربالتشدد والتحكم وإصدار الأحكام العسكرية !! تالله إنه لنذير سوء أن يصدر هذا الكلام في حق علمائناالكبارمن شخص يدعي أنه سلفي وخدم المنهج السلفي من أكثر منربع قرن, وأن مؤلفاته قاربت أو جاوزت المائتين . فالعبرة بالخواتيم .
ومما يدل على أن مراد الحلبي التسوية بين العلماء الكبار وغيرهم النص التالي من كلامه :
قال الحلبي فيما سماه بـمنهج السلف الصالح (ص54) بعد نقله كلام الشيخ محمد من كتابه عبارات موهمة : ( قُلْتُ: وَتأْكِيداً لِهَذا المَعْنَى: أَنْقُلُ جَوَابَ السُّؤَالِ الَّذِي سُئِلَهُ الشَّيْخُ زَيْد بن هَادِي المَدْخَلِي -حَفِظَهُ الله-:
مَتَى يُطْلَقُ عَلَى الشَّخْص (طَالِب عِلْم) ؟!
فَقَال :
«يُطْلَقُ عَلَيْه (طَالِب عِلْم) إِذَا طَلَبَ العِلْمَ؛ إِذَا شَرَعَ فِي طَلَبِ العِلْمِ فَهُوَ طَالِبُ عِلْمٍ صَغِير:
فَالصَّغِيرُ المُبْتَدِئ: طَالِبُ عِلْمٍ.
وَالمُتَوَسِّطُ: طَالِبُ عِلْمٍ.
وَالكَبِيرُ المُجْتَهِدُ: طَالِبُ عِلْمٍ.

فَكُلُّ مَنْ سَعَى وَسَلَك فِي طَرِيقِ العِلْمِ لِيُحَصِّلَهُ؛ فَهُوَ طَالِبُ عِلْمٍ.
وَهُوَ لَقَبٌ شَرِيفٌ؛ فَإِنَّ العِلْمِ مِيراثُ الأَنْبِيَاء، وَمَنْ طَلَبَهُ فَقَدْ طَلَبَ أَغْلَى المِيرَاثِ، وَهوَ مِيرَاثُ الرُّسُلِ وَالأَنْبِياء …) انتهى
أقول مستعيناً بالله تعال :
– كلام الشيخ العلامة زيد المدخلي حفظه الله تعالى في بيان من يستحق أن يوصف بهذا اللقب الشريف ألا وهو طالب العلم دون تعرض لدرجات طالب العلم بالنسبة للعلم .
– والحلبي أراد بهذا النقل أن يؤكد أنه لا فرق في الحق بين عالم كبير وطالب العلم، وهذا حق فيما إذا كان في المسائل المنصوصة والتي لها أدلتها من الكتاب والسنة لكن ليست بحق في المسائل الاجتهادية والمسائل الكبار التي تحتاج لفهم وبعد نظر، إذ لا يستوي فيها طالب العلم مع العالم ولو اتصف الجميع بأنه طالب العلم . قال سفيان الثوري :"خذ الحلال والحرام من المشهورين في العلم وما سوى ذلك فمن المشيخة". أخرجه الرامهرمزي في المحدث الفاصل (406)، وقال مالك أخبرني رجل أنه دخل على ربيعة، فقال : ما يبكيك وارتاع لبكائه، فقال له : أدخلت عليك مصيبة ؟ فقال : لا، ولكن استفتي من لا علم له، وظهر في الإسلام أمر عظيم". أخرجه يعقوب الفسوي في المعرفة والتاريخ (1/670)، قال ابن عبد البر في جامع بيان العلم (2/96) :"إنما العلماء أهل الأثر والتفقه فيه، ويتفاضلون فيه بالإتقان والميز والفهم". انتهى ومما استفدته من أخي الشيخ محمد بازمول أنه " ليس كل من تصدر للناس، وتكلم بين أيديهم أهلاً ليكون عالماً؛ لأن المتصدرين على طبقات وأنواع :
فمنهم طبقة العلماء المجتهدين اجتهاداً مطلق.
وهؤلاء هم أهل الفتوى العامة والمرجع في النوازل العامة.
ومنهم طبقة : العلماء المجتهدين اجتهاداً جزئياً.
ومنهم : طبقة طلاب العلم الذين لم يبلغوا درجة العلماء.
ومنهم : طبقة العوام الذين تعلموا شيئاً يسيراً من العلم، ثم تصدروا للخطابة والدعوة.
ومنهم : طبقة لا يؤخذ منها العلم أبداً.
فهذه الطبقات يجب أن تعرف وأن نميز بينها. ويجب أن نعلم أنه ليس كل من تصدر للناس صلح لئن يفتيهم" انتهى
وقال الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه (2/324) :" ينبغي لإمام المسلمين أن يتصفح أحوال المفتين، فمن كان يصلح للفتوى أقره عليها، ومن لم يكن من أهلها منعه منها، وتقدم إليه بأن لا يتعرض لها وأوعده بالعقوبة، إن لم ينته عنها".
وقال الشيخ الفوزان في الأجوبة المفيدة (137) :"لا يمكن للإنسان أن يدعو إلى الله إلا إذا كان معه علم، وإن لم يكن معه علم فإنه لا يستطيع أن يدعو إلى الله، وإن دعا فإنه يخطئ أكثر مما يصيب.
فيشترط في الداعية : أن يكون على علم قبل أن يباشر الدعوة )قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي(. وهناك أمور ظاهرة بإمكان العامي أن يدعو إليها، مثل إقامة الصلاة، والنهي عن تركها مع الجماعة، والقيام على أهل البيت، وأمر الأولاد بالصلاة، هذه الأمور ظاهرة يعرفها العامي ويعرفها المتعلم لكن الأمور التي تحتاج إلى فقه، وتحتاج إلى علم أمور الحلال والحرام وأمور التوحيد والشرك هذه لابد فيها من العلم" انتهى .
ومما يدل على أن هناك فرقاً بين طالب العلم والعالم حديث أبي الدرداء أنه أتاه رجل في مَسْجِدِ دِمَشْقَ فقال يا أَبَا الدَّرْدَاءِ أَتَيْتُكَ من الْمَدِينَةِ مَدِينَةِ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِحَدِيثٍ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُحَدِّثُ بِهِ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فما جاء بِكَ تِجَارَةٌ قال لَا قال ولا جاء بِكَ غَيْرُهُ قال لَا قال فَإِنِّي سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول من سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فيه عِلْمًا سَهَّلَ الله له طَرِيقًا إلى الْجَنَّةِ وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ وَإِنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ يَسْتَغْفِرُ له من في السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ حتى الْحِيتَانِ في الْمَاءِ وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ على الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ على سَائِرِ الْكَوَاكِبِ إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لم يُوَرِّثُوا دِينَارًا ولا دِرْهَمًا إنما وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ .أخرجه أحمد في المسند (5/196) وأبو داود في السنن (3/317رقم3641، 3642) والترمذي في السنن (5/48رقم2682) والدارمي في السنن (1/110رقم342) وابن ماجه في السنن (1/81رقم223، 229) عن أبي الدرداء. والحديث صححه الألباني في سنن الترمذي (رقم2682).
وموضع الشاهد : أن النبي صلى الله عليه وسلم فرق بين العالم وطالب العلم.
وهذا واضح جداً .

أخوكم
أحمد بن عمر بن سالم بازمول

تعليمية تعليمية




بارك الله فيكم وسدد خطاكم وجعلكم من اهل الجنة ومن الطيبن يارب العالمين

ننتظر ان ينزف قلمك اكثر وننتظر منك كل ماهو جديد ومفيد

تقبلوا مروري المتواضع

المعلمة هنــاء




التصنيفات
اسلاميات عامة

السلفية منهج الاسلام وليست دعوة تحزب وتفرق وفساد

الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ أبي عبد المعزّ محمد علي فركوس -حفظه الله-

تعليمية

تعليمية

الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فقد وردَ على هذا الموقعِ الدعويِّ انتقادٌ آخرُ من النوع الذي قد سبق، يحمل في طيَّاته شبهاتٍ مكذوبةً على الدعوةِ السلفيةِ بأنها دعوةٌ حزبيةٌ مفرِّقةٌ مبتدعة، تجرُّ الفتنَ، وأنّ التغيير لا يحصل بالفتنة، وقد رأيت من المفيد أن أردّ على شبهاته المزعومةِ ومفاهيمِه الباطلة بتوضيحها بالحقّ والبرهان، عملاً بقوله تعالى: ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالحَقِّ عَلَى البَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ﴾ [الأنبياء: 18].
[وهذا نصّ انتقاده]:
«السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أراسلُكَ وأنا أعلم يقينًا بأنَّ الشيخ فركوس عبدٌ من عباد الله ونحسبُك من المتقين.
1 – إطلاق لفظ السلفية على الفرقة الناجية ألا يُعتبر هذا حزبيةً، وأنت تعلم أنّ القرآن فيه لفظ الإسلام كما قال الله تعالى: ﴿تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ [يوسف: 101].
2 – لا أشكّ أنّ كثيرًا من المسلمين يعتقدون أنّ السلفيَّ هو لِحيةٌ وقميص، وماذا عن حالق لحيته ألا يدخل الجنّة حنفي…؟! إنّ اسمَ السلفية فرّقت فأبصر..! ما هو الدليل القاطع على وجوب التسمية للفرقة الناجية؟
إنّ التغيير لا يكون بالدخول في الفتن أي الشبهات، ولو يجلس الشيخ فركوس في مسجده لكان خيرًا له وما النصر إلاّ من عند الله ومن سمَّع سمَّعَ اللهُ به، ﴿مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [يوسف: 90]».
• فأقـول -وبالله التوفيق وعليه التكلان-:
إنّ السلفيةَ تُطلَقُ ويرادُ بها أحد المعنيين:
الأول: مرحلةٌ تاريخيةٌ معيّنةٌ تختصُّ بأهل القرون الثلاثة المفضّلة، لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ»(١- أخرجه البخاري في «الشهادات» باب لا يشهد على شهادة جور إذا أشهد: (2509)، ومسلم في «فضائل الصحابة» باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين…: (6472)، والترمذي في «المناقب» باب ما جاء في فضل من رأى النبي وصحبه: (3859)، وابن حبان في «صحيحه»: (7228)، وأحمد: (5383)، والبزار في «مسنده»: (1777)، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه)، وهذه الحِقبة التاريخيةُ لا يصحُّ الانتساب إليها لانتهائها بموت رجالها.
والثاني: الطريقةُ التي كان عليها الصحابةُ والتابعون ومَن تبعهم بإحسان من التمسّك بالكتاب والسُّـنَّة وتقديمهما على ما سواهما، والعمل بهما على مقتضى فهم السلف الصالح، والمراد بهم: الصحابة والتابعون وأتباعهم من أئمّة الهدى ومصابيحِ الدُّجَى، الذين اتفقتِ الأُمَّة على إمامتهم وعدالتهم، وتَلَقَّى المسلمون كلامَهم بالرِّضا والقَبول كالأئمّة الأربعة، والليثِ بنِ سَعْدٍ، والسُّفيانَين، وإبراهيمَ النَّخَعِيِّ، والبخاريِّ، ومسلمٍ وغيرِهم، دون أهلِ الأهواء والبدعِ ممّن رُمي ببدعة أو شهر بلقبٍ غيرِ مرضيٍّ، مثل: الخوارج والروافض والمعتزلة والجبرية وسائر الفرق الضالَّة. وهي بهذا الإطلاق تعدُّ منهاجًا باقيًا إلى قيام الساعة، ويصحّ الانتسابُ إليه إذا ما التُزِمت شروطُهُ وقواعِدُهُ، فالسلفيون هم السائرون على نهجهم المُقْتَفُونَ أثرَهم إلى أن يرث اللهُ الأرضَ ومَن عليها، سواء كانوا فقهاءَ أو محدّثين أو مفسّرين أو غيرَهم، ما دام أنهم قد التزموا بما كان عليه سلفُهم من الاعتقاد الصحيح بالنصّ من الكتاب والسنّة وإجماع الأمّة والتمسّك بموجبها من الأقوال والأعمال لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَذَلِكَ»(٢- أخرجه مسلم في «الإمارة» باب قوله لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق..: (4920)، والترمذي في «الفتن» باب ما جاء في الأئمة المضلين: (2229)، وأحمد: (21889)، وسعيد بن منصور في «سننه»: (2372)، من حديث ثوبان رضي الله عنه)، ومن هذا يتبيّن أنّ السلفيةَ ليست دعوةً طائفيةً أو حزبيةً أو عِرقيةً أو مذهبيةً يُنَزَّل فيها المتبوعُ مَنْزِلةَ المعصوم، ويتخذ سبيلاً لجعله دعوة يدعى إليها، ويوالى ويعادى عليها، وإنما تدعو السلفيةُ إلى التمسُّك بوصية رسولِ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم المتمثِّلة في الاعتصام بالكتاب والسُّنَّة وما اتفقت عليه الأمّة، فهذه أصولٌ معصومة دون ما سواها.
وهذا المنهج الربانيُّ المتكاملُ ليس من الحزبية الضيّقةِ التي فرّقت الأمّةَ وشتّتت شملَها، وإنما هو الإسلام المصفَّى، والطريقُ القويمُ القاصدُ الموصلُ إلى الله، به بعث اللهُ رسلَه وأنزل به كتبَه، وهو الطريقُ البيِّنةُ معالِمُه، المعصومةُ أصولُه، المأمونةُ عواقِبُه؛ أمّا الطرقُ الأخرى المستفتحة من كلّ باب فمسدودة، وأبوابها مغلقة إلاّ من طريق واحد، فإنه متّصلٌ بالله موصولٌ إليه، قال تعالى: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ﴾ [الأنعام: 153]، وقال ابنُ مسعودٍ رضي الله عنه: «خطّ لنا رسولُ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم خطَّا ثمّ قال: «هَذَا سَبِيلُ اللهِ» ثم خطّ خطوطًا عن يمينه وشماله، ثمّ قال: «هَذِهِ سُبُلٌ عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ مِنْهَا شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ، ثُمَّ قَرَأَ: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ﴾(٣- أخرجه الدارمي في «سننه»: (206)، وابن حبان في «مقدمة صحيحه» باب الاعتصام بالسنة وما يتعلق بها نقلاً وأمراً وزجراً: (7)، والحاكم في «المستدرك»: (3241)، وأحمد: (4131)، والبزار في «مسنده»: (1718)، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. والحديث صححه أحمد شاكر في «تحقيقه لمسند أحمد»: (6/89)، وحسنه الألباني في «المشكاة»: (166))، وقد جاء في «تفسير ابنِ كثيرٍ»(٤- [2/191]): «أنّ رجلاً سأل ابنَ مسعود رضي الله عنه: ما الصراطُ المستقيم؟ قال: تَرَكَنَا محمّدٌ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم في أدناه وطرفه في الجنة، وعن يمينه جوادٌّ(٥- الجوادُّ: جمع جادّة، وهي معظم الطريق، وأصل الكلمة من جدَدَ. [«النهاية» لابن الأثير: 1/313]) وعن يساره جوادٌّ، ثمّ رجال يدعون من مرَّ بهم، فمن أخذ في تلك الجواد انتهت به إلى النار، ومن أخذ على الصراط انتهى به إلى الجنة، ثمّ قرأ ابن مسعود الآية».
وعليه يُدرك العاقلُ أنه ليس من الإسلام تكوين أحزابٍ متصارعةٍ ومتناحرةٍ ﴿كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾ [المؤمنون: 53]، فقد ذّمّ الله التحزّب والتفرّق في آياتٍ منها: قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ﴾ [الأنعام: 159]، وفي قوله تعالى: ﴿وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ البَيِّنَاتُ﴾ [آل عمران: 105]، وإنما الإسلام حزب واحد مفلح بنصّ القرآن، قال تعالى: ﴿أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [المجادلة: 22]، وأهلُ الفلاح هم الذين جعل الله لهم لسانَ صِدْقٍ في العالمين، ومقامَ إحسانٍ في العِلِّـيِّين، فساروا على سبيل الرشاد الذي تركنا عليه المصطفى صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم الموصلِ إلى دار الجِنان، بيِّنٌ لا اعوجاجَ فيه ولا انحرافَ قال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى البَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِها لاَ يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلاَّ هَالِكٌ»(٦- أخرجه ابن ماجه في «المقدمة» باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين: (43)، والحاكم في «المستدرك»: (331)، وأحمد: (16692)، والطبراني في «الكبير»: (18/247)، من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه. والحديث حسنه المنذري في «الترغيب والترهيب»: (1/47)، وصححه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (937)).
واللهُ سبحانه وتعالى إِذْ سَمَّى في كتابه الكريمِ الرعيلَ الأوَّلَ ﺑ «مسلمين» لأنّ هذه التسميةَ جاءت مطابقةً لما كانوا عليه من التزامهم بالإسلام المصفّى عقيدةً وشريعةً، فلم يكونوا بحاجةٍ إلى تسميةٍ خاصّةٍ إلاّ ما سمّاهم اللهُ به تمييزًا لهم عمّا كان موجودًا في زمانهم من جنس أهل الكفر والضلال، لكن ما أحدثه الناس بعدهم في الإسلام من حوادث وبدع وغيرها ممَّا ليس منه، سلكوا بها طرق الزيغ والضلال، فتفرّق بهم عن سبيل الحقّ وصراطه المستقيم، فاقتضى الحال ودعت الحاجة إلى تسميةٍ مُطابقةٍ لِمَا وَصَفَ به النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم الفرقةَ الناجيةَ بقوله: «مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي»(٧- أخرجه الترمذي في «الإيمان» باب ما جاء في افتراق هذه الأمة (2641)، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه. قال العراقي في «تخريج الإحياء» (3/284) «أسانيدها جياد»، والحديث حسّنه الألباني في «صحيح الجامع» (5343))، ومتميّزة عن سُبُل أهل الأهواء والبدع ليستبين أهل الهدى من أهل الضلال. فكان معنى قوله تعالى: ﴿هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ﴾ [الحج: 78]، إنما هو الإسلام الذي شرعه الله لعباده مجرّدًا عن الشركيات والبدعيات، وخاليًا من الحوادث والمنكرات في العقيدة والمنهج، ذلك الإسلام الذي تنتسب إليه السلفية وتلتزم عقيدتَه وشريعتَه وتؤسِّسُ دعوتَها عليه، قال ابن تيمية -رحمه الله-: «لا عيبَ على مَن أظهر مذهبَ السلفِ وانتسبَ إليه واعتزى إليه، بل يجب قَبول ذلك منه باتفاق، فإنّ مذهبَ السلفِ لا يكون إلاّ حقًّا»(٨- «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (4/91)).
هذا، وللسلفية ألقابٌ وأسماءٌ يُعرفون بها، تنصب في معنى واحد، فهي تتفق ولا تفترق وتأتلف ولا تختلف، منها: «أصحاب الحديث والأثر» أو «أهل السُّنَّة»، لاشتغالهم بحديث رسولِ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وآثارِ أصحابه الكرام رضي الله عنهم مع العمل على التمييز بين صحيحِها وسقيمها وفهمها وإدراك أحكامها ومعانيها، والعملِ بمقتضاها، والاحتجاجِ بها، وتسمى ﺑ «الفرقة الناجية» لأنّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم قال: «إِن بَني إِسرائيلَ افْتَرَقُوا عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ مِلَّة، وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً كُلّها في النّارِ إلا مِلَّة واحدة» فقيل له: ما الواحدة؟ قال: «مَا أَنَا عَلَيْهِ الْيومَ وَأَصْحَابي»(٩- أخرجه الحاكم في «المستدرك»: (444)، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما. قال ابن تيمية رحمه الله في «مجموع الفتاوى» (3/341): «الحديث صحيح مشهور في السنن والمساند»، وحسنه سليم الهلالي في «درء الارتياب عن حديث ما أنا عليه والأصحاب»)، وتسمى -أيضًا- ﺑ «الطائفة المنصورة»، لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الحَقِّ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَذَلِكَ»(١٠- سبق تخريجه). وتسمى ﺑ «أهل السُّنَّة والجماعة» لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «يَدُ اللهِ مَعَ الجَمَاعَةِ»(١١- أخرجه الترمذي في «الفتن» باب ما جاء في لزوم الجماعة: (2166)، والحاكم في «المستدرك»: (398)، من حديث ابن عباس رضي الله عنه. وصححه الألباني في «المشكاة»: الهامش رقم (5)، من (1/61))، وقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الجَمَاعَةَ شِبْرًا فَمَاتَ إِلاَّ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً»(١٢- أخرجه البخاري في «الفتن» باب قول النبي سترون بعدي أمورا تنكرونها: (6646)، ومسلم في «الإمارة» باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن: (4790)، من حديث ابن عباس رضي الله عنه)، وفي قوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلاَّ وَاحِدَةً وَهِيَ الجَمَاعَةُ»(١٣- أخرجه أبو داود في «السنة» باب شرح السنة: (4597)، والحاكم في «المستدرك»: (443)، وأحمد: (16613)، والطبراني في «الكبير»: (19/377)، من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما. والحديث صححه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (204))، والمراد بالجماعة هي الموافقةُ للحقّ الذي كانت عليه الجماعةُ الأولى: جماعةُ الصحابة رضي الله عنهم، وهو ما عليه أهلُ العلم والفقه في الدِّين في كلّ زمان، وكلُّ من خالفهم فمعدود من أهلِ الشذوذ والفُرقة وإن كانوا كثرة قال ابن مسعود رضي الله عنه: «إِنَّ جُمْهُورَ النَّاسِ فَارَقُوا الجَمَاعَةَ، وَإِنَّ الجَمَاعَةَ مَا وَافَقَ الحَقَّ وَإِنْ كُنْتَ وَحْدَكَ»(١٤- أخرجه ابن عساكر في «تاريخ دمشق»: (49/286). وصححه الألباني في «المشكاة»: (1/61))، والنبي صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وصف الفِرقةَ الناجيةَ بقوله: «مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي»(١٥- سبق تخريجه)، وهذا التعيين بالوصف يدخل فيه النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وأصحابُه دخولاً قطعيًّا ولا يختصّ بهم بل هو شاملٌ لكلّ من أتى بأوصاف الفِرقة الناجية إلى أن يرث اللهُ الأرضَ ومن عليها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- في معرض تعيين الفرقة الناجية: «وبهذا يتبيّن أنّ أحقّ الناس بأن تكون هي الفرقة الناجية: أهل الحديث والسنّة، الذين ليس لهم متبوع يتعصّبون له إلاَّ رسولَ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، وهم أعلم الناس بأقواله وأحواله، وأعظمهم تمييزًا بين صحيحها وسقيمها، وأئمّتهم فقهاء فيها، وأهل معرفة بمعانيها واتباعًا لها: تصديقًا وعملاً وحبًّا وموالاةً لمن والاها ومعاداة لمن عاداها، الذين يروون المقالات المجملةَ إلى ما جاء به من الكتاب والحكمة، فلا يُنَصِّبُون مقالةً ويجعلونها من أصول دينهم وجُمل كلامهم إن لم تكن ثابتةً فيما جاء به الرسول صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم بل يجعلون ما بعث به الرسول صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم من الكتاب والحكمة هو الأصل الذي يعتقدونه ويعتمدونه»(١٦- «مجموع الفتاوى لابن تيمية»: (3/347)).
هذا، ولا يعاب التسمي ﺑ «السلفية» أو ﺑ «أهل السنة والجماعة» أو ﺑ «أهل الحديث» أو ﺑ «الفِرقة الناجية» أو «الطائفة المنصورة»؛ لأنه اسم شرعيٌّ استعمله أئمة السلف وأطلقوه بحسَب الموضوع إما في مقابلة «أهل الكلام والفلسفة» أو في مقابلة «المتصوفة والقبوريين والطُّرُقيِّين والخُرافِيِّين» أو تُطلق بالمعنى الشامل في مقابلة «أهل الأهواء والبدع» من الجهمية والرافضة والمعتزلة والخوارج والمرجئة وغيرِهم. لذلك لما سُئل الإمام مالك -رحمه الله- مَن أهلُ السُّنَّة؟ قال: «أهل السُّنَّة الذين ليس لهم لقب يعرفون به لا جهمي ولا قدري ولا رافضي»(١٧- «الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء» لابن عبد البر: (35)، «ترتيب المدارك» للقاضي عياض: (1/172))، ومراده -رحمه الله- أنّ أهل السُّنَّة التزموا الأصلَ الذي كان عليه رسولُ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وأصحابُه، وبقوا متمسّكين بوصيّته صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم من غير انتساب إلى شخص أو جماعة، ومن هنا يُعلم أنّ سبب التسمية إنما نشأ بعد الفتنة عند بداية ظهور الفِرق الدينية ليتميّز أهلُ الحقّ من أهل الباطل والضلال، وقد أشار ابنُ سيرين -رحمه الله- إلى هذا المعنى بقوله: «لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعتِ الفتنةُ، قالوا: سمّوا لنا رجالَكم، فيُنظَرُ إلى أهل السُّنَّة فيؤخذ حديثُهم، ويُنظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثُهم»(١٨- رواه مسلم في «مقدمة صحيحه»: (84)، والدارمي في «سننه»: (422))، هذا الأمر الذي دعا العلماءَ الأثباتَ والأئمّةَ الفحولَ إلى تجريد أنفسهم لترتيب الأصول العظمى والقواعدِ الكبرى للاتجاه السلفي والمعتقد القرآني، ومن ثمَّ نسبته إلى السلف الصالح لحسم البدعة، وقطع طريق كلّ مبتدع. قال الأوزاعي -رحمه الله-: «اصبر نفسك على السنّة، وقف حيث وقف القوم، وقل بما قالوا، وكفّ عمّا كَفُّوا عنه، واسلك سبيل سلفك الصالح فإنه يسعك ما وسعهم»(١٩- «الشريعة» للآجري: (58)).
هذا، والسلفية إذ تحارب البدعَ والتعصّبَ المذهبيَّ والتفرّقَ إنما تتشدّد في الحقّ والأخذ بعزائم الأمور والاستنان بالسنن وإحياء المهجورة منها، فهي تؤمن بأنّ الإسلامَ كُلَّه حقٌّ لا بـاطل فيه، وصِدق لا كذب فيه، وَجِدٌّ لا هزل فيه، ولُبٌّ لا قشورَ فيه، بل أحكامُ الشرع وهديُه وأخلاقُه وآدابُه كلُّها من الإسلام سواء مبانيه وأركانه أو مظاهره من: تقصير الثوب وإطالة اللحية والسواك والجلباب، ونحو ذلك كلّها من الدِّين، والله تعالى يأمرنا بخصال الإسلام جميعًا وينهانا عن سلوك طريق الشيطان، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾ [البقرة: 208]، وقد ذمَّ الله تعالى بني إسرائيلَ الذين التزموا ببعض ما أُمروا به دون البعض بقوله تعالى: ﴿أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ﴾ [البقرة: 85]. والحكم المسبق على المعيّن بدخول النار والمنعِ من دخول الجنة بتركه للهدي الظاهري للإسلام ليس من عقيدة أهل السنة لكونه حكمًا عينيًّا استأثر الله به، لا يشاركه فيه غيره، وقد بين الله سبحانه وتعالى أنّ استحقاق الجنة ودخولها إنما يكمن في إخلاص العبادة لله سبحانه واتباع نبيه صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، وقد ذمَّ الله تعالى مقالة أهل الكتاب في قوله تعالى: ﴿وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ، بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ للهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [البقرة: 111-112]،
فالسلفيةُ لا تهوِّن من شأن السنّة مهما كانت، فلا تهدر من الشرع شيئًا ولا تهمل أحكامَه، بل تعمل على المحافظة على جميع شرعه: علمًا وعملاً ودعوةً قَصْدَ بيانِ الحقّ وإصلاحِ الفساد، وقد أخبر النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم عن الغرباء: «الَّذِينَ يَصْلُحُونَ إِذَا فَسَدَ النَّاسُ»(٢٠- أخرجه الطبراني في «الأوسط»: (219)، من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه، وأخرجه أبو عمرو الداني في «الفتن»: (25/1)، من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، وصححه الألباني «السلسلة الصحيحة»: (3/267)).
والسلفيةُ ليست بدعوةٍ مُفرِّقة، وإنما دعوة تهدف إلى وحدة المسلمين على التوحيد الخالص، والاجتماع على متابعة الرسول صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم والتزكيةِ بالأخلاق الحسنة، والتحلي بالخصال الحميدة، والصدعِ بالحقّ وبيانِه بالحجّة والبرهان، قال تعالى: ﴿وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ﴾ [الكهف: 29]، فقد كان من نتائج المنهج السلفي: اتحاد كلمة أهل السُّنَّة والجماعة بتوحيد ربهم، واجتماعهم باتباع نبيِّهم، واتفاقهم في مسائل الاعتقاد وأبوابه قولاً واحدًا لا يختلف مهما تباعدت عنهم الأمكنة واختلفت عنهم الأزمنة، ويتعاونون مع غيرهم بالتعاون الشرعي الأخوي المبني على البرّ والتقوى والمنضبط بالكتاب والحكمة.
هذا، والسلفية تتبع رسولها في الصدع بكلمة الحقّ ودعوة الناس إلى الدين الحقّ، قال تعالى: ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾ [النحل: 44]، والبقاء في البيوت والمساجد من غير تعليم ولا دعوة إخلالٌ ظاهر بواجب الأمانة وتبليغ رسالات الله، وإيصال الخير إلى الناس، قال تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ﴾ [آل عمران: 187]، فيجب على الداعية أن يدعو إلى شهادة أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، يدعو إلى الله بها على علم ويقين وبرهانٍ على نحو ما دعا إليه رسولُ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، قال تعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [يوسف: 108]، والعلم إذا لم يَصْحَبْهُ تصديقٌ ولم يؤازِرْهُ عملٌ وتَقْوَى لا يُسَمَّى بصيرةً، فأهلُ البصيرةِ هم أولوا الألباب كما قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ القَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ﴾ [الزمر: 18].
ومن منطلق الدعوة إلى الإسلام المصفّى من العوائد والبدع والمحدَثات والمنكرات كان الانتساب إلى «أهل السُّـنَّة والجماعة» أو «السلفية» عِزًّا وشَرَفًا ورمزًا للافتخار وعلامةً على العدالة في الاعتقاد، خاصّةً إذا تجسّد بالعمل الصحيح المؤيَّد بالكتاب والسنّة، لكونها منهج الإسلام في الوحدة والإصلاح والتربية، وإنما العيب والذّمُّ في مخالفة اعتقاد مذهب السلف الصالح، في أي أصل من الأصول، لذلك لم يكن الانتساب إلى السلف بدعةً لفظيةً أو اصطلاحًا كلاميًّا لكنه حقيقة شرعية ذات مدلول محدّد..
وأخيرًا؛ فالسلف الصالح هم صفوة الأمّة وخيرها، وأشدّ الناس فرحًا بسنّة نبيّهم صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وأقواهم استشعارًا بنعمة الإسلام وهدايته التي منَّ الله بها عليهم، متمثلين لأمر الله تعالى بالفرح بفضله ورحمته قال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ، قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ﴾ [يونس: 57-58]، قال ابن القيم رحمه الله تعالى: «الفرح بالعلم والإيمان والسنة دليل على تعظيمه عند صاحبه، ومحبّته له، وإيثاره له على غيره، فإذا فرح العبد بالشيء عند حصوله له على قدر محبّته له ورغبته فيه، فمن ليس له رغبة في الشيء لا يفرحه حصوله له، ولا يحزنه فواتُه، فالفرح تابع للمحبة والرغبة»(٢١- «مدارج السالكين» لابن القيم: (3/158)).
نسأل الله أن يُعزَّ أولياءَه، ويُذِلَّ أعداءَه، ويهديَنا للحقِّ، ويرزقَنا حقَّ العِلم وخيرَه وصوابَ العمل وحُسنَه، فهو حَسْبُنَا ونعم الوكيل، وعليه الاتكال في الحال والمآل، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ، وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.

الجزائر في: 11 جمادى الأولى 1443ﻫ

الموافق ﻟ: 28 ماي 2022م

١-أخرجه البخاري في «الشهادات» باب لا يشهد على شهادة جور إذا أشهد: (2509)، ومسلم في «فضائل الصحابة» باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين…: (6472)، والترمذي في «المناقب» باب ما جاء في فضل من رأى النبي وصحبه: (3859)، وابن حبان في «صحيحه»: (7228)، وأحمد: (5383)، والبزار في «مسنده»: (1777)، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

٢- أخرجه مسلم في «الإمارة» باب قوله لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق..: (4920)، والترمذي في «الفتن» باب ما جاء في الأئمة المضلين: (2229)، وأحمد: (21889)، وسعيد بن منصور في «سننه»: (2372)، من حديث ثوبان رضي الله عنه.

٣- أخرجه الدارمي في «سننه»: (206)، وابن حبان في «مقدمة صحيحه»باب الاعتصام بالسنة وما يتعلق بها نقلاً وأمراً وزجراً: (7)، والحاكم في «المستدرك»: (3241)، وأحمد: (4131)، والبزار في «مسنده»: (1718)، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. والحديث صححه أحمد شاكر في «تحقيقه لمسند أحمد»: (6/89)، وحسنه الألباني في «المشكاة»: (166)

٤- [2/191].

٥- الجوادُّ: جمع جادّة، وهي معظم الطريق، وأصل الكلمة من جدَدَ. [«النهاية» لابن الأثير: 1/313].

٦- أخرجه ابن ماجه في «المقدمة» باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين: (43)، والحاكم في «المستدرك»: (331)، وأحمد: (16692)، والطبراني في «الكبير»: (18/247)، من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه. والحديث حسنه المنذري في «الترغيب والترهيب»: (1/47)، وصححه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (937).

٧- أخرجه الترمذي في «الإيمان» باب ما جاء في افتراق هذه الأمة (2641)، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه. قال العراقي في «تخريج الإحياء» (3/284) «أسانيدها جياد»، والحديث حسّنه الألباني في «صحيح الجامع» (5343).

٨- «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (4/91).

٩- أخرجه الحاكم في «المستدرك»: (444)، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما. قال ابن تيمية رحمه الله في «مجموع الفتاوى» (3/341): «الحديث صحيح مشهور في السنن والمساند»، وحسنه سليم الهلالي في «درء الارتياب عن حديث ما أنا عليه والأصحاب».

١٠- سبق تخريجه.

١١- أخرجه الترمذي في «الفتن» باب ما جاء في لزوم الجماعة: (2166)، والحاكم في «المستدرك»: (398)، من حديث ابن عباس رضي الله عنه. وصححه الألباني في «المشكاة»: الهامش رقم (5)، من (1/61).

١٢- أخرجه البخاري في «الفتن» باب قول النبي سترون بعدي أمورا تنكرونها:(6646)، ومسلم في «الإمارة» باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن: (4790)، من حديث ابن عباس رضي الله عنه.

١٣- أخرجه أبو داود في «السنة» باب شرح السنة: (4597)، والحاكم في «المستدرك»: (443)، وأحمد: (16613)، والطبراني في «الكبير»: (19/377)، من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما. والحديث صححه الألباني في «السلسلة الصحيحة»: (204).

١٤- أخرجه ابن عساكر في «تاريخ دمشق»: (49/286). وصححه الألباني في «المشكاة»: (1/61).

١٥- سبق تخريجه.

١٦- «مجموع الفتاوى لابن تيمية»: (3/347).

١٧-«الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء» لابن عبد البر: (35)، «ترتيب المدارك» للقاضي عياض: (1/172).

١٨- رواه مسلم في «مقدمة صحيحه»: (84)، والدارمي في «سننه»: (422).

١٩- «الشريعة» للآجري: (58).

٢٠- أخرجه الطبراني في «الأوسط»: (219)، من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه، وأخرجه أبو عمرو الداني في «الفتن»: (25/1)، من حديث ابن مسعود رضي الله عنه، وصححه الألباني «السلسلة الصحيحة»: (3/267).

٢١- «مدارج السالكين» لابن القيم: (3/158).

.: كل منشور لم يرد ذكره في الموقع الرسمي لا يعتمد عليه ولا ينسب إلى الشيخ :.
.: منشورات الموقع في غير المناسبات الشرعية لا يلزم مسايرتها لحوادث الأمة المستجدة، أو النوازل الحادثة لأنها ليست منشورات إخبارية، إعلامية، بل هي منشورات ذات مواضيع فقهية، علمية، شرعية :.
.: تمنع إدارة الموقع من استغلال مواده لأغراض تجارية، وترخص في الاستفادة من محتوى الموقع لأغراض بحثية أو دعوية على أن تكون الإشارة عند الاقتباس إلى الموقع :.
جميع الحقوق محفوظة (1424ھ/2004م – 1443ھ




التصنيفات
اسلاميات عامة

من مصايد الشيطان [ إلقاء الخشوع والبكاء على أهل البدع حتى يغتر به غيره ]

تعليمية تعليمية

رُوِي عن الإمام الأوزاعي – رحمه الله – أنه قال : [ بلغني أن من ابتدع بدعة خلاه الشيطان و العبادة ، و ألقى عليه الخشوع و البكاء ؛ لكي يصطاد به ]

( أصول السنة بشرح الوليد بن محمد نبيه سيف النصر ، ص 37 ، و وجدته معزوًا إلى [ الحوادث و البدع ] للإمام الطرطوشي – رحمه الله ، و لم أقف عليه ) .

منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




بارك الله فيك اختي على هذا الاثر القيم وهذا مانراه في الواقع

جزاك الله خير الجزاء




بارك الله فيك موضوعك جد مفيد




التصنيفات
اسلاميات عامة

الأنتصار للدعوة السلفية والرد على من زعم أنها دخيلة غلى الأمة الجزائرية

تعليمية تعليمية

الانتصار للدعوة السلفية
والرد على من زعم أنها دخيلة على الأمة الجزائرية

كتبه:
أبو بكر يوسف لعويسي

الحمد لله مؤيد الحق وناصره ، وداحض الباطل وكاره ، ومعز الطائعين وجابرهم ، ومذل الباغين وخاذلهم ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القائل :]ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرمي به بريئا فقد احتمل بهتانا وإما مبينا[[ النساء : 112] .
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله القائل : الحديث أخرجه أبو داود {ح/3098} والمنذري في الترغيب والترهيب [ج 3/ ص137][ح 3397]وأعاده في [ج3/ص333][ح/4310]وقال : رواه أبو داود واللفظ له ، والطبراني بإسناد جيد نحوه وزاد في آخره [ ليس بخارج ] ورواه الحاكم مطولا ومختصرا وقال : في كل منها صحيح الإسناد .والردغة بفتح الراء وسكون الدال المهملة ، وتحريكها أيضا ، وبالعين المعجمة هي: الوحل ، وردغة الخبال بفتح الخاء المعجمة والباء الموحدة هي: عصارة أهل النار أو عرقهم كما جاء مفسرا في صحيح مسلم وغيسره .أنتهى كلامه رخمه الله .وصلى اللهم وسلم على آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
ص[2]
أما بعد : فقد اطلعت على ما نشرته جريدة الخبر اليومي الصادر يوم الخميس 13/ سبتمبر 2022 م / الموافق ل /01/رمضان 1443 هـ على صفحة الراهن تحت عنوان " الخبر " تستطلع المختصين في تنامي الظاهرة بالجزائر. " انتشار الوهابية سببه غياب مرجعية وطنية ودار للإفتاء" .. وهذه كلمة حق أريد بها باطل .وجاء في بعض كلام هؤلاء المؤتمرين أن السلفية وليدة ظروف وستزول بزوالها، وأنها دخيلة على هذه البلاد ، وأنها إمتداد للوهابية الحجازية ، وأن خطابها سطحي ظاهري ، والسبب في انتشارها غياب المرجعية الدينية ، وعدم وجود دار الإفتاء ، وضعف مستوى أئمة المساجد ، وتهميش الإطارات ذات المستوى الجامعي إلخ …
ولي وقفات مع هؤلاء الذين شاركوا في تلك الندوة التي كانت سببا في نشر هذا المقال ، الذي أعلن أصحابه عما تنطوي عليه سرائرهم من الحقد الدفين اتجاه الدعوة السلفية ، شأنهم في ذلك شأن الكثير ممن أعلن الحرب على هذه الدعوة المباركة ، والتي تطالعنا الجرائد بين الفينة والأخرى بشيء من تلك الحرب العشواء،يريدون أن يطفئوا نور الحق ؛والله غالب على أمره ،ولا راد لقضائه ووعده ..
وأول تلك الوقفات: مع {م . منير} الذي أدار الندوة ؛وقيم أولئك المشاركين؛ وقدّرهم وقدمهم للأمة على أنهم أهل اختصاص في علوم الدين والشريعة ، والحقيقة أن الأمر ليس كذلك لثلاثة أسباب ، يمكن أن يكون لها رابع وخامس..
السبب الأول : أن أقوالهم عارية عن أي حقيقة لدراسة هذه الظاهرة ، ولم يذكروا أي دليل أو مستند على الأسباب التي كانت وراء انتشار الفكر السلفي الوهابي – كما يسمونه – وإنما كل واحد
فيهم ذكر تحليلا من وجهة نظره الثقافية أو السياسية المتشبعة بالعصرنة ،والنزعة الاعتزلية العقلانية ، بعيدا عن الدراسة الاجتماعية ، والدينية ، والسياسية للحقبة التاريخية التي مرت بها الحركة الإسلامية في الجزائر إلى حد ظهور هذا التيار السلفي المبارك على يد طائفة من أهل العلم ..
السبب الثاني : مواقعهم العلمية من الشريعة ، فليس في التعريف بهم أحد يحفظ كتاب الله ، أو شيئا من كتب السنة ، وعلى رأسها موطأ مالك ، كماليس فيهم من يضبط أصول مذهب مالك – المذهب السائد في البلاد – فأهل الاختصاص في الدين والشريعة ؛ إنما يقدمون للناس على هذا الأساس ، وليس على تضحيم ألقاب – كماضخمت ألقابهم – بتقديمهم بشهادات عجفاء جوفاء من العلم الشرعي الصحيح . وقد أعطيت لبعضهم الخطابة فكانوا سببا في تنفير الناس من المساجد ، وكان بعضهم بوقا للدعوة الحزبية ، وبعضهم حاطب ليل يهرف بما لايعرف ، يجهلون فن الخطابة والوعظ وآداب المسجد، وقد استمعت لبعضهم فكان يأتي بالطوام العظام ، وجالست آخرين منهم ، فكان لايسحن الجلوس ..
فليعلم هؤلاء أن الشعب الجزائري السني أصبح يميز بين جميع التيارات العاملة في الساحة كما يميز بين من يعمل للإسلام ، وبين من يلهث وراء المناصب ، والرواتب ، وسياسة الأحزاب ..والزلفى لذوى السلطان والتقرب من الأبواب ، وليطمئنوا متيقنين أن القافلة تسير وأن وعد الله آت ..
ص[3]
السبب الثالث :
هؤلاء وإن كانوا يحملون تلك الشهادات فهي فارغة من العلوم الشرعية كما ذكرت ، والدليل على هذا أنه ليس فيهم من ألف كتابا في العلوم الشرعية وأخرجه للأمة لتنتفع به ، وليس فيهم من هو معروف لدى العام والخاص على أنه إمام ، أو محدث ، أو فقيه ، أو داعية ، أو مفتي ، وهذه آثار دعوته بارزة في المجتمع ، فأين ثمرة جهودهم الإصلاحية المقدمة للأمة في اختصاصهم المزعوم ..؟فلم نسمع ولم يشتهر عن أحدهم أن له برنامج دروس علمية ،وله طلاب وتلاميذ يحملون عنه الكفاءة العلمية المتخصص فيها ،فهؤلاء وللأسف الشديد ما تحصلوا على هذه الشهادات إلى من أجل الحصول على وظيفة من أجل الدنيا لا غير .. وأين كانت صيحات هؤلاء المصلحين الغيورين على بلادهم حين كانت بلادنا تحترق بنار الحزبيين والتكفريين المنشقين عن دعوة الإخوان المسلمين التي ينتسبون إليها ..؟ ولعل هؤلاء يجهلون أن الذي ساهم بنسبة كبيرة في توقيف النزيف الدموي طيلة العشرية السوداء ، وإقناع كثير من أفراد الجماعة الإسلامية المسلحة بل أغلبهم ، وأفراد من الجناح العسكري للإنقاذ بوضع السلاح هم علماء المنهج السلفي فحسب ..ولولا الله ثم أولئك العلماء الربانيون ما كان النزيف يتوقف ..
فهذه الأسباب وغيرها تبين لنا أن أصحاب هذه الأقوال في هذا المقال لا علاقة لهم بالشريعة ، والاعتدال ، وأنهم قُدموا للأمة من باب قول النبي صلى الله عليه وسلم :> متفق عليه أنظر صحيح الجامع [ح 6551].

ص[4]
الوقفة الثانية : معهم جميعا ..
فأقول : في الوقت الذي تسعى فيه الدول والشعوب الإسلامية للم الشمل ، وتوحيد الصفوف وتضميد الجراح عن طريق الجامعة العربية ، والمجمع الفقهي الإسلامي ، والمؤتمر العالمي الإسلامي ، ورابطة العالم الإسلامي ، وجهود الخيرين من أبناء هذه الأمة التي وصفها الله بأنها أمة واحدة ، وربها واحد ، ونبيها واحد ، وكتابها واحد، بقوله تعالى : ]وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون [ وأمرها بالإعتصام بكتابها الواحد ، بقوله تعالى : ]واعتصموا بحبل الله جميعا ..[
ونهاها عن التفرق.].ولا تفرقوا [ كما نهاها عن الاختلاف بقوله: ] ولا تكونوا كالذين اختلفوا وتفرقوا من بعد ما جاءهم البينات ..[ في هذا الوقت الذي تكالبت فيه علينا الأعداء من كل حدب وصوب ،وتداعت علينا الأمم بكل قواها ؛ نجد من أبناء جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ويهدون بغير هدي نبينا ، يفتّون في عضد هذه الأمة ويمزقونها{ أيدي سبأ }في هذه الظروف يطلع علينا هؤلاء المرجفون – وما أكثرهم في عصرنا – ليزيدوا الطين بلة ، والأمة فرقة ، ويحجموا سعة الإسلام حاملين الحقد والبغضاء – الحالقة – لإخوانهم في الدين والعقيدة الذين يسعون جاهدين لنشر المنهج الصحيح الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فكم ابتلي المسلمون بمثل هؤلاء العقلانيين الذين تشبعوا بالغزو الفكري العلماني ، وسفسطة الحداثة العصرية ، بحجة الإسلام المعتدل الذي تنادي به أمريكا وأوروبا ، وهم في الحقيقة أبعد الناس عن الوسطية ، لأن الاعتدال عندهم هو ما يخدم مصالحهم ، ويوافق طرقهم ومناهجهم الحزبية ، وليس الوقوف عند قوله تعالى وهو يخاطب هذه الأمة : ] وكذلك جعلناكم أمة وسطا..[ أي عدلا .
ص[5]
ولست أدري أي اعتدال يقصدون من وراء هذا ، إن لم يكن التمسك بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته هو الوسطية والاعتدال ، فإن كان هناك اعتدال غير هذا فليبينوه لنا؛ وليصرحوا أن المنهج الذي كان عليه المصطفى وصحابته منهج متطرف لا يصلح لهذا الزمان ، كما يصرح به غيرهم من أعداء الإسلام ، فالمنهج السلفي يقوم على الأخذ بالكتاب والسنة بفهم سلف الأمة؛ وهو عين الوسطية التي أمرنا بالاتصاف بها ، والسير على منهجها والوقوف عند حدودها ، فقد قال تعالى : ] ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى و يتبع غير سبل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا [ وقال صلى الله عليه وسلم : وورد بلفظ > أخرجه أبو داود، والترمذي ،وابن ماجة ، والإمام أحمد، وغيرهم أنظر السلسلة الصحيحة [ ج203 – 204] ونحن نقول لهؤلاء من منكم يستطيع أن يبين لنا سبيل المؤمنين الذي حذرنا الله من مخالفته ، ومن منكم يستطيع أن يبين لنا تلك الفرقة الواحدة الناجية من النار من بين تلك الفرق ..؟ فهل هناك فرقة غير تلك التي عناها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : مع قولنا آنفا أن الطائفة المعتدلة هي "النبي صلى اللع عليه وسلم وأصحابه " فهم خير القرون ، فالمنتسب إليهم منتسب إلى الخيرية ، والمقتدي بهم متطلع إلى المثالية ، إلى أكمل صفة طبق بها الإسلام ، فلم يعرف التاريخ تطبيقا صحيحا للإسلام مثل ما عرف في زمانهم ، فهذا هو سبيل المؤمنين الذي ينبغي أن نتبعه ، وغيره سبيل المجرمين الذي ينبغي أن نتحراه بقوله تعالى : ] ولتستبين سبيل المجرمين [ فنجتنبه ، ولكن من جهل شيئا عاداه .. ومن تكلم في غير فنه أتى بالغرائب والعجائب ، ومن تدخل فيما لا يعنيه سمع مالا يرضيه .
ص[6]
الوقفة الثالثة : المنهج السلفي هو وصل لحلقات المد الإسلامي عبر تاريخ هذه الأمة :
ولعل هؤلاء القوم لم يدرسوا التاريخ الإسلامي لهذه الأمة ، وكيف وصل المد الإسلامي من الجزيرة العربية إلى الشمال الإفريقي ، وكيف انتشر منهج الكتاب والسنة على أيدي الفاتحين من التابعين بقيادة أبي المهاجر دينار ، إلى أن استقر الحال على مذهب مالك السني السلفي إلى عهد الاستعمار
الفرنسي ، وكيف كانت تظهر بين الفينة والأخرى صيحات المصلحين المجددين هنا وهناك على هذه الأرض تنادي بالإصلاح منتهجة في ذلك المنهج السلفي؛داعية الأمة إلى التمسك بالدين الصحيح الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ، محاربة للبدع والخرافات التي كانت تنخر في جسم الأمة يدعمها الإستعمار ، إلى أن جاء دور جمعية العلماء المسلمين الجزائريين والتي أبلت بلاء حسنا في إرسال قواعد الملة على المنهج السني الصريح ،ودعت المسلمين إلى الرجوع لدينهم الصحيح ، وقد استفادت كثيرا من تجارب ودعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب لأن الأسباب التي أدت إلى ظهور هاتين الدعوتين هي نفس الأمراض التي أصيبت بها الأمة هنا وهناك ، فإذا كان الفكر الوهابي السلفي دخيل على الجزائر على حد تعبير بعض هؤلاء السفسطائيين فنقول لهم : إن الإسلام وافد على هذه البلاد ، وإن مذهب مالك دخيل عليها كذلك لأنه قادم من الحجاز ، فانبذوهما وتمسكوا بأصالتكم البربرية .. أو بإخوانيتكم الدخيلة علينا من مصر أيضا..
وأيضا نقول لهم :إن أغلب العلماء وطلبة العلم الذين نقلوا مذهب مالك إلى إفريقيا ليسوا من هذا الوطن ، وإذا كان فيهم جزائري فإنه ممن سافر إلى مالك وأخذ عنه أو عن أصحابه ثم عاد إلى بلاده ،فأدخل عليهم ماجاء به .. أو أنه ممن سافر إلى القيروان قديما والزيتونة حديثا ثم رجع إلى بلاده عاملا بما تعلم داعيا إلى مذهب مالك .

كما نقول لهم : إن الديمقراطية دخيلة على بلادنا ، وأن أغلب هذه الحركات الفكرية سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية التي تنادي باستصلاح الأمم والشعوب وافدة علينا ،وما العولمة التي تنادي بعلمنة العالم عنا ببعيدة ..
ص[7]
وأيضا نقول لهم : إن معظم الكتب المعتدة في المذهب ليست جزائرية التأليف ، كالمدونة[1] لسحنون وهو قيرواني، والواضحة [2] وهي من تأليف عبد الملك بن حبيب الأندلسي .
————————
1 – المدونة : هي من الكتب المعتمدة في مذهب مالك ، وهي مسائل جمعها فقيه المغرب أبو سعيد عبد السلام بن حبيب بن حسان الحمصي الأصل المغربي القيرواني المالكي ، قاضي القيروان ، ويلقب ب [ سحنون ] المتوفى سنة [240 هـ ] والمدونة هي أسئلة سألها أسد بن الفرت بن القاسم ، بعضها سمعها من مالك وبعضها من كلام ابن القاسم وأصحاب مالك ، وسمعها سحنون من أسد بن الفرات ثم عرضها على ابن القاسم ، فأصلح فيها كثيرا وأسقط ، ثم رتبها سحنون وبروبها واحتج لكثير من مسائلها بالآثار من مروياته ، مع أن فيها أشياء لا ينهض دليلها بل رأي محض ، وحكوا أن سحنون في أو اخر الأمر علّم عليها ، وهم بإسقاطها وتهذيبها ، فأدركته المنية رحمه الله .أنظر ترتيب المدارك [ج2/585 – 625]والسير [ج12/63-69].
2 – الواضحة : وهي من تاليف فقيه الندلس ، أبو مروان عبد الملك بن حبيب بن سليمان السلمي العباسي الأندلسي القرطبي المالكي ، المكتوفى [سنة 238هـ] وهي مسائل سمعها من عدد من أصحاب مالك قال القاضي عياض وهو يعدد كتب ابن حيبيب : ومنها الكتاب المسماة بالواضحة في السنن والفقه لم يؤلف مثله .أنظر ترتيب المدارك [ج3/30-48].
ص[8]
والعتبية وتسمى المستخرجة[1]،وسميت بالعتبية نسبة لمن جمعها وهو وهو محمد بن أحمد بن عبد العزيز الأموي العتبي القرطبي ، والموزاية [2]وهي من تأليف فقيه الديار المصرية ابن المواز الاسكندراني، والرسالة [3]لأبن أبي زيد القيرواني التونسي،والاستذكار لابن عبد البر الأندلسي.
————————
1 – العتبية : وهي مجموعة مسائل أيضا عن افمام مالم مسموعة من أصحابه ، وسميت بالعتبية نسبة إلى من جمع هذه المسائل وهو محمدبن أحمد بن عبد العزيز الأموي العتبي القرطبي المتوفى [سنة 255هـ] وقيل : سميت بالمستخرجة ، لأنه استخرجها من الواضحة ، وقد شرحها ابن رشد الجد – المتوفى [سنة 520] في كتاب سماه[[ البيان والتحصيل والشرح والتوجيه والتعليل في مسائل المستخرجة]] وهو مطبوع وقد نقد كتاب العتبية وجرحه بعض العلماء . قال محمد بن عبد الحكم : رأيت جلها كذبا . وقال ابن وضاح : وفي المستخرجة خطأ كثير .وقال ابن لبابة : أكثر فيها من الروايات المطروحة والمسائل الشاذة .وقال ابن حزم : لها بإفريقية القدر العالي .أنظر ترتيب المادرك [ج3/144-146]والسير [ج12335-336].
2 – الموازية :وهي من تأليف فقيه الديار المصرية أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن زياد الإسكندراني المالكي ، ابن المواز المتوفى [سنة 269هـ] قال القاضي عياض : وهو أجل كتاب ألفه قدماء المالكيين ، وأصحها مسائل ، وابسطها كلاما واوعبها .أنظر ترتيب المدارك [ج3/72-74]والسير [ج13/6] وأنظر مقدمة ابن خلدون في الكلام على هذه المؤلفات [ص449 -451].
3 – الرسالة : ابن أبي زيد القرواني ، وهي أشهر من أن تذكر .
ص[9]
وهكذا فإن جل فقهاء المالكية عيال على هذه الكتب في الفقه ، وكذلك القول في الحديث ، فإن الموطأ هو العمدة ، وصاحبه مدني وأصله من ذي أصبح ، وشروحه كثيرة ،أعظمها التمهيد لابن عبد البر النمري القرطبي ،والمنتقى للباجي ،ولم يذكر في تاريخ هذا البلد أنهم اتخذوا شرحا من شروح الموطأ عمدة ومرجعا لأحد أبناء هذا الوطن من العلماء الأفاضل الذين أخذوا عن مالك مباشرة ، أو عن أصحابه، سواء في المدينة، أو مصر، أو بغداد ،أوالقيروان، أو الأندلس،أو غيرها..لا يُخرج عنه؛ وإنما العمدة على شروح الموطأ المشهورة ؛وعلى العلماء المشهورين بالعلم والفضل والورع ليس إلا ..
ونقول لهم أيضا : فإن علماء وطلبة العلم المسلمين في كل زمان ومكان من جميع أنحاء المعمورة مازالوا يستفيدون من بعضهم البعض ، وينتفع بعضهم ببعض ، ويرحل بعضهم إلى بعض ، والدليل أن كثيرا من طلبة العلم من المغرب العربي رحلوا إلى مالك وأخذوا عنه وأعن أصحابه ، واستمرت الرحلة في طلب العلم إلى العلماء إلى يوم الناس هذا .. فلماذا هذا التهويل ، وهذا العويل ، وأهل الإسلام على اختلافهم بلادانهم ومشاربهم ، ومذاهبهم أمة واحدة كما وصفهم الله تعالى :{{ وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون }}ووصفهم رسول الهدى صلى الله عليه وسلم متفق عليه .
ص[10]
فإذا تفرقت الأمة- أيدي سبأ- واختلفت على ثلاث وسبعين فرقة ، وأخذت كل طائفة بمنهج وسبيل – زعمت أنه الحق – فهذا ليس مسوغ لنا أن زيدها فرقة ، وتصدعا ، وخاصة ونحن نعلم أن الحق في الاجتماع؛ وليس في الافتراق، وأنه في الألفة ، والمحبة ، والأخوة ، والتراحم ، والتوادد والتقارب ، وأن هذا هو السبيل الذي أمرنا الله به ،طاعة الله وطاعة ورسوله ، واتباع ما جائنا به؛ بالفهم الصحيح الذي فهمته الفرقة الناجية في عصر الخيرية التي انتصر بها الإسلام؛حتى تتساقط الحدود ، وتنفجر السدود المملوءة بالحسد والحقد والبغضاء الحالقة.. ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله .
ونقول لهم أيضا : إن المذهب لم يكن معروفا ولا موجودا بين المسلمين في عصر الأئمة – أصحاب المذاهب – فمالك وغيره من أئمة الاجتهاد لم يكونوا يعرفون معنى المذهب ، وإنما كانوا ينشرون علم السنة وفقه الصحابة والتابعين ، ولذا قيل إن نسبة المذهب إلى صاحبه لا يخلو من تسامح ،فما كان مالك ولا غيره من أئمة المذاهب يدعون أحدا إلى التمسك بمنهجهم وفتاويهم في الاجتهاد ، بل كانوا يحثون أتباعهم على التمسك بالدليل من الكتاب والسنة ، ولا كان عندهم منهج محدد في اجتهادهم ، وإنما كانوا يتبعون في ذلك منهج من سبقهم من علماء التابعين وهؤلاء من الصحابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .أنظر حجة الله البالغة للدهلوي [ج1/438] ورفع الملام عن الأئمة العلام لشيخ الإسلام ابن تيمية .
ولم يحدث هذا التمذهب إلا في القرن الرابع الهجري ، عندما دعت الظروف إلى هذا النوع من الإلتزام بمنهاج معين في الفقه والتشريع ، ولم تكن المذاهب قد استقرت على رأس المائة الثالثة رغم ما قيل من أنه في هذا التاريخ كان قد بطل نحو من خمسمائة مذهب . أنظر كتاب اختلاف الفقهاء لابن جرير الطبري [ص14].
ص[11]
ثم إن التمذهب بمذهب معين ليس من أصول الدين وقواعده الواجبة على المسلمين ، إنما الذي يجب أن يتبع هو كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام ، وإنما أئمة المذاهب مفسرون لما ورد في الأصلين ، مستنبطون منهما الأحكام ، تسهيلا للناس على ما لم يستطيعوا فهمه منهما ،فالذي يقلدمالكا إنما يقلد في الحقيقة ما فهمه مالك من النصوص في الكتاب والسنة . محاضرات في تاريخ المذهب المالكي [ ص7-8 ] لعمر الجيدي .
قلت : وهذا الذي قاله الجيدي يختص بالعوام في المسائل الدقيقة ، والمشتبهات ، وإلا فالحلال بين والحرام بيّن … وعلى من كان من أهل العربية أن يفهم الخطاب كما فهمه أهل اللسان الأوائل الذين نزل القرآن بلغتهم ، فإنه نزل بلسان عربي مبين أي فصيح وليس بألغاز لايفهمها إلا خواص الناس.فالأحكام التي وقع إجماع الأمة عليها استنادا إلى ما جاء عن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم لاتختص بمذهب دون آخر ، ولا بعالم دون غيره ، وإنما هي سنة وطريقة ماضية لكل المسلمين ؛ فلا اجتهاد فيها ولا تمذهب ، ولا تقليد . فلا يقال مثلا : وجوب الصلوات الخمس هو مذهب مالك وعلى هذا لا يقال هذا مذهب مالك إلا فيما يختص به من اجتهادات قد يصيب فيها وقد يخطئ ؛ فإذا أخطأ وانتقده مجتهد آخر في زمانه أو بعده فكيف تسوغون تقليده فيما أخطأ فيه وتلزمون الناس بذلك ؟؟ وتجعلون ذلك هو المرجعية التي تدين بها الأمة .
يتبع إن شاء الله … الجزء الثاني والثالث .

منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




بارك الله فيك اختي نانو على هذا الارشاد و جزاك الله خير
اللهم انفعنا و لا تذلنا و لا تجعلنا من الجاهلين
ان شاء الله رب تعالي يظهر الحق و يزهق الباطل
تى و ان استعملت كل الاساليب في تغليط و التشويه
بارك الله فيك اختي نانو و جزاك الله كل خير و سترك و اعانك




التصنيفات
اسلاميات عامة

إعادة البركه إلى حياتنا‏

الوسائل المضمونة بإذن الله نستطيع بها إعادة البركة إلى حياتنا .
من اسباب البــــــــــــــــــــــ ـــــــــركة:

قراءة القرآن
يقول الله تبارك وتعالى: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ} الأنعام:92، فالقرآن جعله الله بركة من خلال اتباع تعاليمه وقراءته وتحكيمه والتداوي به، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: البيت الذي يذكر فيه القرآن تسكنه الملائكة، وتهجره الشياطين، ويتسع بأهله ويكثر خيرًا.

التقوى والإيمان بالله
يقول تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ} الأعراف:96، ويتضح لنا من قول الله تعالى أن الإنسان المؤمن التقي سوف يشعر بالبركة في حياته وفي زوجته وفي أولاده.

إقامة الصلاة
يقول الله تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} طـه:132.
البسملة
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا دخل الرجل بيته فذكر الله تعالى عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لأصحابه: لا مبيت لكم ولا عشاء, إذًا فذكر الله والبسملة لا بد أن يبدأ بهما الإنسان في كل شيء حتى عند جماع الزوجة يقول: اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا, فإذا رزق بمولود في تلك الليلة بارك الله له فيه لأن أي عمل لا يبدأ باسم الله فهو أبتر أي مقطوع البركة.

الاجتماع على الطعام وبعض الأطعمة
كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: كلوا جميعًا ولا تفرقوا فإن البركة في الجماعة, فطعام الواحد يكفي لاثنين وطعام الاثنين يكفي الثلاثة والأربعة وكذلك هناك بعض أنواع الطعام فيها بركة مثل اللبن والعسل والزيت والتمر.

السحور
كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: تسحروا فإن في السحور بركة والمراد في البركة الأجر والثواب، ولكي يكون الإنسان مرتاحًا في الصوم.

ماء زمزم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن ماء زمزم مباركة إنها طعام طعم وشفاء سقم.

ـ المال الحلال
فالله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبًا، يقول سهل رحمه الله في آكل الحرام: عصت جوارحه شاء أم أبى، ومن أكل الحلال أطاعت جوارحه ووفقت للخيرات.

كثرة الشكر والحمد
قال تعالى: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} إبراهيم:7.

الصدقة
كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم: صدقة السر تطفئ غضب الرب..

البر وصلة الرحم
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: صلة الرحم وحسن الخلق وحسن الجوار يعمرن الديار ويزدن في الأعمار.

التبكير في طلب الرزق
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: بورك لأمتي في بكورها ولذلك فإن كثيرًا من الأشخاص الأغنياء عندما سئلوا عن سر غناهم قالوا السبب التبكير

الزواج
يعتبر الزواج من الوسائل الجالبة للبركة على الزوج والزوجة كما يقول الله تعالى: {إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} النور:32.
ـ التوكل على الله
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصًا وتروح بطانًا.

ـ الاستغفار
يعتبر الاستغفار مصدرًا للبركة كما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب.




التصنيفات
اسلاميات عامة

رساله لمن عشق التباهي بتوقيع موسيقي

تعليمية

{..رسـآله لمن عشق التبـآهي بتوقيع موسيقي ..,’

السلام


على من يحملون فيقلبي مكـآنه خاصه ورحمه الله وبركـآته ..

احبـآئي اعضاء منتداي العزيز ..

يعلم ربي حبي لهذا المنتدى على ندره دخوله له ..

ويشهد محبتي لأعضائه ..

وهذا مايجعلني اكثر حرص عليه وعلى سمعته ..

وعلى اخلاقياته والاهم والمهم ..

}..حفاظه دينياً ..

اعضاء مدونة خنشلة التعليمية ..

في الاونه الاخيره وبعد مضي شهر رمضان المبارك ..

كلما دخلت موضوعاً ..

وحالما انهمكفي قرائته ..

حتى تنطلق تلك الموسيقى القويه التي تهز اعماقك ..

وحتى انك لا تعلم هل هي مجرد موسيقى لوحدها او انها مشغوله بكلمات غنائيه من قوتها ..

والعياذ بالله ..

فتضطر لكتم الصوت رغم عنك ..

آآسفاً لحال توقيعااتهم ..

هذا النوع الأول (1) ..

اما النوع الثاني (2) ..

اصبح اكثر تطور من النوع الاول وهو ( الارحم) بنظري ..

ماأن تمرر ( الماوس) حتى تنطلق الموسيقى السخيفه..

ناهيك عن صور النساء العاريه والتي تخجل العين رؤيتـآ المتضمنه للموسيقى ..

امر لا يسكت عنه ..

ومحزن بحق ..

هل اصبح يومـاً التباهي بمعصيه الله امراً هين ..

وهل اصبح فخر وامر حسن ..

وهل اصبح حديث اصدق الخلق لا يلتفت له « كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من الإجهار أن

يعمل العبد بالليل عملا، ثم يصبح قد ستره ربه، فيقول: يا فلان! قد عملت البارحة كذا

وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه » [متفق عليه].

لا تعقيب على كلامه صلى الله عليه وسلم ..

احبتي ..

من يقل انها حريه شخصيه

اسمح لي ان اخبرك انك مخطآ و ليست حريه شخصيه ..

ولم يخيرك رسولنا عليه افضل الصلاة والتسلم عندما قال ..

صلى الاله عليه وعلى آله وسلم ( حرمت على امتي الخمر والمعازف ) ..

وهنـآ جاء امرا لا تخيراً ..

الاعضاء الكرام تعليمية

هذه حال مستمع الغناء ..

في حاله ملل قاتل ..

ضيقه صدريه ..

فراغ عاطفه ..

حزين ..

في حاله اكتئاب دائمه ..

قال تعالى :

{وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى*


قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا*قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى}


(124-126) سورة طـه

لما لا تجل للقران حصه ..

وتنحي الحان الشيطان جانبآ ..

حبالغناء .,,


وسماع القران .,,


في قلب عبد ليس يجتمعان ..

فقط لأني احبك اريد لك الخير والابتعاد عنها..][ ..

بدلهـا ولن تخسر شيء ..

حاولت اختصار الموضوع لأقصى حد ..

هذا والله اعلم ..

هذه شهد العسل تستمح منكم العذر ان اخطأت ..


وتطلب منكم الدعوه ان اصابت ..

لكم منها اجمل تحيه..

..

تعليمية




موضوعٌ مميز جدا..
اللهم اهدِ شباب وبنات الإسلام يا رب العالمين
أشكركِ يا شهد طھط¹ظ„ظٹظ…ظٹط©




اللهم اهدنا و اهدي بنا و اجعلنا سببا لمن اهتدى…..شكرا على التنبيه..و التذكير…




بالتوفيق في مسعاك و جزاك الله خيرا




شكرا لكم على المرور
اشرقت الصحفحة بقدومكم




الف شكر لك ياشهوده جلب متميز




شكرا شهد العسل بارك الله فيك على التنبيه المهم

ربي يهدينا يارب




التصنيفات
اسلاميات عامة

كن سعيداً

كن سعيداً

– الإيمان والعمل الصالح هما سر حياتك الطيبة ، فاحرص عليهما .
– اطلب العلم والمعرفة ، وعليك بالقراءة فإنها تذهب الهم .
– جدد التوبة واهجر المعاصي ؛ لأنها تنغص عليك الحياة .
– عليك بقراءة القرآن متدبراً ،وأكثر من ذكر الله دائماً .
– أحسن إلى الناس بأنواع الإحسان ينشرح صدرك .
– كن شجاعاً لا وجلاً خائفاً ، فالشجاع منشرح الصدر .
– طهر قلبك من الحسد والحقد والدغل والغش وكل مرض .
– اترك فضول النظر والكلام والاستماع والمخالطة والأكل والنوم .
– انهمك في عمل مثمر تنسَ همومك وأحزانك .
– عش في حدود يومك وانس الماضي والمستقبل .
– انظر إلى من هو دونك في الصورة والرزق والعافية ونحوها .
– قدِّر أسوأ الاحتمال ثم تعامل معه لو وقع .
– لا تطاوع ذهنك في الذهاب وراء الخيالات المخيفة والأفكار السيئة .
– لا تغضب ، واصبر واكظم واحلم وسامح ؛ فالعمر قصير .
– لا تتوقع زوال النعم وحلول النقم ، بل على الله توكل .

– أعطِ المشكلة حجمها الطبيعي ولا تضخم الحوادث .
– تخلص من عقدة المؤامرة وانتظار المكاره .
– بسِّط الحياة واهجر الترف ، ففضول العيش شغل ، ورفاهية الجسم عذاب للروح .
– قارن بين النعم التي عندك والمصائب التي حلت بك لتجد الأرباح أعظم من الخسائر .
– الأقوال السيئة التي قيلت فيك لن تضرك ، بل تضر صاحبها فلا تفكر فيها .
– صحح تفكيرك ، ففكر في النعم والنجاح والفضيلة .
– لا تنتظر شكراً من أحد ، فليس لك على أحد حق ، وافعل الإحسان لوجه الله فحسب .
– حدد مشروعاً نافعاً لك ، وفكر فيه وتشاغل به لتنسى همومك .
– احسم عملك في الحال ولا تؤخر عمل اليوم إلى غد .
– تعلم العمل النافع الذي يناسبك ، واعمل العمل المفيد الذي ترتاح إليه .
– فكر في نعم الله عليك ، وتحدث بها واشكر الله عليها .
– اقنع بما آتاك الله من صحة ومال وأهل وعمل .
– تعامل مع القريب والبعيد برؤية المحاسن وغض الطرف عن المعائب .
– تغافل عن الزلات والشائعات وتتبع السقطات وأخبار الناس .
– عليك بالمشي والرياضة والاهتمام بصحتك ؛ فالعقل السليم في الجسم السليم .
ادع الله دائماً بالعفو والعافية وصالح الحال والسلامة .

من كتاب لا تحزن للشيخ عائض القرني




تعليمية




جزاك الله كل خير على الجلب الطيب

كتاب لا تحزن روعة قرأت أكثر من مرة

شكرا …….شكرا…….شكرا
تعليمية




التصنيفات
اسلاميات عامة

قضية حرية المرأة. للشيخ صالح بن فوزان آل فوزان

تعليمية


[خطبة مفرغة] بعنوان : قضية حرية المرأة


للشيخ صالح بن فوزان آل فوزان ـ حفظه الله ـ

تعليمية

ــ يقدم لكم فريق عمل شبكة الإمام الآجري هذه المادة القيمة " قضية حرية المرأة" وهي خطبة جمعة للشيخ العالم الفقيه صالح الفوزان ـ حفظه الله ـ . وقد أتحناها لكم بعدة صيغ متميزة ونافعة بإذن الله. فنسأل الله أن ينفعكم بها وينفع بها الأمة.


ـ صورة الواجهة:

تعليمية

  • لتحميل المادة بمختلف الصيغ:


1 ـ صيغة pdf مدمج معها خاصية الاستماع المباشر عبر الشابكة (الإنترنت):

ـ الحجم: 457 ك ب

ـ رابط التحميل: http://www.ajurry.com/vb/attachment….1&d=1262226 031


2 ـ صيغة pdf مدمج معها الملف الصوتي [لا يتطلب اتصال بالشابكة]:

]ـ الحجم: 7 ميغا


ـ رابط التحميل: http://www.ajurry.com/vb/attachment.php?attachment id=1920&stc=1&d=1262227241

3 ـ الصيغة الفلاشية مع المادة الصوتية:

ـ رابط المشاهدة: http://en.calameo.com/read/00013191005c0265ff455

ـ رابط شرح كيفية استخدام الصيغة الفلاشية: http://www.ajurry.com/vb/showthread….1184#post31 184

ـ صور للصيغ المتاحة:

تعليمية

تعليمية


<>.:.<> جزى الله خيرا كل من ساهم في نشر هذه المادة وبثها لعامة الأمة <>.:.<>

تعليمية

المصدر




شكرا….

قصص من فوائد الإستغفار
من فوائد الإستغفــار
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
"وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴿٣٣﴾" "سورة الأنفال"

تقول إمرأة : مات زوجي وأنا في الثلاثين من عمري ، وعندي منه خمسة أطفال بنين وبنات ، فأظلمت الدنيا في عيني ، وبكيت حتى ضعف بصري وندبت حظي …ويئست ..وطوقني الهم والغم … فأبنائي صغار وليس لنا دخل يكفينا وكنت أصرف باقتصاد من بقايا مال قليل تركه لنا أبونا .
وبينما أنا في غرفتي فتحت المذياع على إذاعة القران الكريم وإذا بشيخ يقول : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (( مَنْ أَكْثَرَ مِنْ الِاسْتِغْفَارِ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا وَمِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ )) وفي رواية (( مَنْ لَزِمَ الاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجاً ، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجاً ، وَرَزَقهُ مِنْ حَيثُ لاَ يَحْتَسِبُ )) .
فأكثرت بعدها الإستغفار وأمرت أبنائي بذلك وما مر بنا والله سته اشهر!!! حتى جاء تخطيط مشروع على أملاك لنا قديمه فعوضت عليها بمال كثير ، وصار ابني الأول على طلاب منطقته وحفظ القران كاملاً … وأمتلأ بيتنا خيراً …وصرنا في عيشه هنيئه … وأصلح الله لي كل أبنائي وبناتي … وذهب عني الهم والحزن والغم

يقول أحد الأزواج :

كلما أغلظت على زوجتى أو تشاجرت أنا وهي أو صار بيني وبينها أي مشكلة أهم بالخروج من البيت من الغضب … ووالله لا أفارق باب العمارة إلا وتجتاحني رغبة شديدة في الذهاب للإعتذار منها ومراضاتها…أخبرتها بذلك فقالت لي: أتعرف لماذا ؟؟ … قال لها : ولماذا ؟
قالت بمجرد أن تخرج من الغرفة بعد شجارنا ألهج بالاستغفار ولا أزال أستغفر حتى تأتي وتراضيني نعم أخيتي انه الاستغفار الذي قال عز وجل عنه (( وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون )) .
يذكر الداعية الشيخ الدكتور خالد الجبير استشاري امراض القلب هذه القصة التي حدثت له :
يقول :أنه كان هناك خمسة أطباء من اللذين يعملون معه في نفس المستشفى ، وكانوا يكنون له العداوة وأرادوا المكر به وطرده من العمل .. وعندما بلغه خبر كيدهم أهمه امرهم ومكرهم ! وذهب للمسجد وكان قت صلاة العصر وعندما خرج تذكر شيئا ً قال في نفسه : الأن كل الناس المرضى يأتون إلي لأعالجهم وأنا الآن لا أستطيع أن أعالج نفسي من الهم الذي أصابني !!! وتذكر الاستغفار وجعل يردد (( استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه )) وعندما وصل لبيته يقول : ما إن أمسكت مقبض باب المنزل حتى أحسست براحة واطمئنان عجيبين يسريان في داخلي، يقول الدكتور: ولم تمض بعد ذلك سوى سنتين إلا وقد حدث للأطباء الخمسة ما حدث… فقد مات أحدهم ونقل الآخر من عمله وتقاعد الثالث واعتذر أحدهم من فعلته وفصل الأخير من الوظيفة !!!
فأين نحن من قوله تعالى في سورة نوح :فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10)يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12)

فيامن حرمت من الأولاد استغفر الله
ويامن تريد الزواج استغفر الله
يامن تريد فرج الله من الهموم التي ألمت بك استغفر الله
يامن ضاقت عليك الأرض بالمصائب استغفر الله

استغفر الله وتذكر أن الله معك ولن يخيب رجائك … وأبشر بعدها بالفرج .




بارك الله فيك وجعله في موازين اعمالك
وجزاك الله خيرا