التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

نية الصيام كيفيتها ومتى تكون؟


نية الصيام كيفيتها ومتى تكون؟


السؤال : هل نية صوم رمضان تجب ليلاً أو نهاراً كما إذا قيل لك في وقت الضحى إن هذا اليوم من رمضان تقضيه أم لا؟
الجواب : يجب تبييت نية صوم شهر رمضان ليلاً قبل الفجر، ولا يجزئ بدون نية صومه من النهار، فمن علم وقت الضحى أن هذا اليوم من رمضان فنوى الصوم وجب عليه الإمساك إلى الغروب، وعليه القضاء؛ لما رواه ابن عمر عن حفصة رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه قال: «من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له» رواه الإمام أحمد وأصحاب السنن وابن خزيمة وابن حبان وصححاه مرفوعاً. هذا في الفرض، أما في النفل فتجوز نية صومه نهاراً إذا لم يكن أكل أو شرب أو جامع بعد الفجر؛ لأنه ثبت عن النبي
صلى الله عليه وسلم من حديث عائشة رضي الله عنها أنه دخل عليها ذات يوم ضحى فقال: «هل عندكم شيء؟ » فقالت: لا، فقال: «إني إذاً صائم» خرجه مسلم في صحيحه.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن قعود، عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز


السؤال : كيف ينوي الإنسان صيام رمضان؟ وهل مجرد العلم بدخول رمضان يصح الصوم بقية الأيام؟

الجواب : تكون النية بالعزم على الصيام، ولا بد من تبييت نية صيام رمضان ليلاً كل ليلة.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى :

رجل نام وبعد نومه أعلن عن ثبوت رؤية هلال رمضان، ولم يكن قد بيّت نية الصوم وأصبح مفطراً لعدم علمه بثبوت الرؤية، فما هو الواجب عليه؟
فأجاب فضيلته بقوله: هذا الرجل نام أول ليلة من رمضان قبل أن يثبت الشهر، ولم يبيت نية الصوم، ثم استيقظ وعلم بعد أن طلع الفجر أن اليوم من رمضان فإنه إذا علم يجب عليه الإمساك، ويجب عليه القضاء عند جمهور أهل العلم، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: إن النية تتبع العلم، وهذا لم يعلم فهو معذور في ترك تبييت النية، وعلى هذا فإذا أمسك من حين علمه فصومه صحيح ولا قضاء عليه، وأما جمهور العلماء فقالوا: إنه يجب عليه الإمساك، ويجب عليه القضاء، وعللوا ذلك بأنه فاته جزء من اليوم بلا نية، ولا شك أن الاحتياط في حقه أن يقضي هذا اليوم.

و سئل كذلك ـ رحمه الله تعالى ـ: هل نية الصيام كافية عن نية صوم كل يوم على حدة؟

فأجاب فضيلته بقوله: من المعلوم أن كل شخص يقوم في آخر الليل ويتسحر فإنه قد أراد الصوم ولا شك في هذا، لأن كل عاقل يفعل الشيء باختياره، لا يمكن أن يفعله إلا بإرادة. والإرادة هي النية، فالإنسان لا يأكل في آخر الليل إلا من أجل الصوم، ولو كان مراده مجرد الأكل لم يكن من عادته أن يأكل في هذا الوقت. فهذه هي النية ولكن يحتاج إلى مثل هذا السؤال فيما لو قدر أن شخصاً نام قبل غروب الشمس في رمضان وبقي نائماً لم يوقظه أحد حتى طلع الفجر من اليوم التالي فإنه لم ينو مِن الليل لصوم اليوم التالي فهل نقول: إن صومه اليوم التالي صوم صحيح بناء على النية السابقة؟ أو نقول: إن صومه غير صحيح، لأنه لم ينوه من ليلته؟
نقول: إن صومه صحيح، لأن القول الراجح أن نية صيام رمضان في أوله كافية لا يحتاج إلى تجديد النية لكل يوم، اللهم إلا أن يوجد سبب يبيح الفطر، فيفطر في أثناء الشهر، فحينئذ لابد من نية جديدة للصوم.

سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: إذا دخل شهر رمضان هل تكون النية في أول الشهر أم في كل ليلة؟

فأجاب فضيلته بقوله: الحقيقة أنه عندما يتكلم بعض الناس عن النية وما أدراك ما النية، أنا لا أدري ما هو معنى النية عنده؟ النية إذا قام الإنسان في آخر الليل وأكل وشرب أليس هذا نية؟ النية ليست شيئاً يعمل ويحتسب له، بمجرد ما يفعل الإنسان الفعل فقد نواه، اللهم إلا رجلاً مجنوناً لا يدري ما يفعل، أو إنساناً مغمى عليه أو نائماً، أما إنسان عاقل باختياره يفعل الفعل، فإن مجرد فعله لذلك نية فلا حاجة إلى شيء يعمل، حتى إن بعض العلماء يقول: لو كلفنا الله عملاً بلا نية لكان تكليفاً بما لا يطاق، وصدق لو قيل لك: توضأ ولا تنوي، وصل ولا تنوي، وصم ولا تنوي، وكل ولا تنوي ما تستطيع، فالنية ما هي شيء شديد، بمجرد ما يقوم الإنسان ويأكل ويشرب فقد نوى

مجموع فتاوى ومقالات ابن عثيمين رحمه الله وغفر له




بوركتم احبابنا الكرام وان كان في اراء في موضوع النية




بارك الله فيك موضوع مفيد جداااا




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رامي الصياد الصغير تعليمية
بارك الله فيك موضوع مفيد جداااا

وفيك بارك الله




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

من حكم الصوم لابن القيم رحمه الله

من حكم الصوم لابن القيم رحمه الله

وأما الصوم فناهيك به من عبادة تكف النفس عن شهواتها وتخرجها عن شبه البهائم إلى شبه الملائكة المقربين فإن النفس إذا خليت ودواعي شهواتها التحقت بعالم البهائم فإذا كفت شهواتها لله ضيقت مجاري الشيطان وصارت قريبة من الله بترك عادتها وشهواتها محبة له وإيثارا لمرضاته وتقربا إليه فيدع الصائم أحب الأشياء إليه وأعظمها لصوقا بنفسه من الطعام والشراب والجماع من أجل ربه فهو عبادة ولا تتصور حقيقتها إلا بترك الشهوة لله فالصائم يدع طعامه وشرابه وشهواته من أجل ربه وهذا معنى كون الصوم له تبارك وتعالى وبهذا فسر النبي صلى الله عليه و سلم هذه الإضافة في الحديث فقال:" يقول الله تعالى كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشرة أمثالها قال الله إلا الصوم فأنه لي وأنا أجزي به يدع طعامه وشرابه من أجلى "حتى أن الصائم ليتصور بصورة من لا حاجة له في الدنيا إلا في تحصيل رضى الله وأي حسن يزيد على حسن هذه العبادة التي تكسر الشهوة وتقمع النفس وتحي القلب وتفرحه وتزهد في الدنيا وشهواتها وترغب فيما عند الله وتذكر الأغنياء بشأن المساكين وأحوالهم وأنهم قد أخذوا بنصيب من عيشهم فتعطف قلوبهم عليهم ويعلمون ما هم فيه من نعم الله فيزدادوا له شكراً

مفتاح دار السعادة-الجزء الثاني




جزاك الله خيرا




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

التكبير في مكبرات الصوت في يوم العيد

سئل فضيلة السيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

ألتمس فتوى خطية من فضيلتكم في موضوع التكبير يوم العيد عبر مكبرات الصوت، وواقع الحال أن المُصلى يجتمع فيه الألوف من المصلين، ولكنهم لا يقيمون سنة التكبير، فتجدهم صامتين لا يكبرون إلا ما ندر جهلاً، أو غفلة منهم، مع اجتهاد الناصحين في حثهم على التكبير، وتذكيرهم بذلك ليلة العيد في المساجد، ويوم العيد في المصلى، فهل يجوز لنا إحياءً للسنة وتعليماً للجاهل وتذكيراً للغافل، أن نكلف أحد المصلين أن يكبر وحده في مكبر الصوت التكبير المشروع، مع العلم بأنه قد ثبت بالتجربة في مصليات ومساجد عدة أنه عندما يكبر أحد المصلين عبر مكبر الصوت فإن كثيراً من المصلين يكبرون، أم تأمروننا بأن نترك ذلك حتى ولو أدى ذلك إلى ترك التكبير من المصلين، وجزاكم الله خيراً. والله يحفظكم ويرعاكم ويمدكم بعونه وتوفيقه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

فأجاب:
التكبير ليلة العيدين إلى أن يأتي الإمام للصلاة سنة، وليس بواجب، والجهر به سنة وليس بواجب، فلو تركه الناس بالكلية لم يأثموا، ولو كبروا سرًّا لم يأثموا، ولا ينبغي أن يقع النزاع بين الناس في مثل هذه الأمور التي أكثر ما يقال فيها إنها سنة، ثم تحدث في هذا النزاع عداوات وبغضاء، وتضليل وتفسيق وتبديع وما أشبه ذلك، فلو أن الناس لم يكبروا، أو لم يرفعوا أصواتهم بالتكبير فإنهم لا يُعدّون آثمين، ولا ينبغي الإصرار على أن يرفع التكبير عبر مكبر الصوت من أجل التذكير بهذه السنة إذا كان هذا يحدث عداوة وبغضاء فإن ذلك خلاف ما تهدف إليه الشريعة، فالنبي صلى الله عليه وسلم ترك بناء الكعبة على قواعد إبراهيم عليه الصلاة والسلام مع أنه كان يرغب ذلك، وقال لعائشة رضي الله عنها: "لولا أن قومك حديثوا عهد بكفر لبنيت الكعبة على قواعد إبراهيم"، فترك هذا من أجل أن لا تحدث فتنة، ولكن إذا لم يكن هناك فتنة في التكبير، وقيل للناس إننا نكل إلى شخص معين -المؤذن أو غيره- أن يكبر التكبير المشروع عبر مكبر الصوت بدون أن يتابعه أحد على وجه جماعي فلا أرى في هذا بأساً؛ لأنه من باب رفع الصوت بالتكبير والجهر به وفيه تذكير للغافلين أو الناسين، ومن المعلوم أنه لو كبر أحد الحاضرين رافعاً صوته بدون مكبر الصوت لم يتوجه الإنكار عليه من أحد، فكذلك إذا كبر عبر مكبر الصوت، لكن بدون أن يتابعه الناس على وجه جماعي كأنما يلقنهم ذلك، ينتظرون تكبيره حتى يكبروا بعده بصوت واحد، فإن هذا لا أصل له في السنة.

وعلى كل حال، فأهم شيء عندي أن يتفق الناس على ما كان عليه السلف، وأن لا يقع بينهم شيء من العداوة والبغضاء، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين – المجلد السادس عشر




بارك الله فيك ورحمة الله على الشيخ

وان شاء الله يستفيد الجميع من الموضوع




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

نصيحة الشيخ بن باز رحمه الله لحجاج بيت الله الحرام

نصيحة الشيخ بن باز رحمه الله لحجاج بيت الله الحرام


من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى إخواني في الله حجاج بيت الله الحرام، وفقهم الله لأداء مناسك حجهم على الوجه الذي شرعه الله ومنحهم القبول والمغفرة.

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد:

فبسم الله نبدأ، وبه نستعين، وعليه نتوكل، ولا حول ولا قوة إلا بالله، سبحانك ربنا لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم. اللهم إنا نحمدك على نعمة الإسلام، ونشكرك على أن هديتنا للإيمان، ونسألك أن تثبتنا على دينك وطاعتك، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.

أيها الحاج الكريم : لقد أنعم الله عليك نعمة عظيمة، إذ بلغك بلده الأمين، الذي جعله الله مهوى أفئدة المؤمنين، وجعل فيه بيته العتيق ليكون قبلة للمسلمين يتجهون إليه في صلاتهم ودعائهم لله عز وجل. جئت إلى بلد الله الحرام بعد أن قطعت الفيافي، وتكبدت المشاق وتحملت وعثاء السفر لكي تبلغ ما بلغت. ولاشك في أنك حين خرجت من بيتك، وتركت أهلك ومالك وولدك، إنما فعلت ذلك ترجو عفو الله ومغفرته ، ثم إنك لا شك ترجو أن ترجع إلى بلدك وقد غفر الله لك ذنبك ، فعدت كما ولدتك أمك ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه: ((من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه))[1] . ولكي يتحقق ذلك إن شاء الله فإني أوصيك ونفسي والمسلمين بالوصايا الآتية، عملاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((الدين النصيحة)) قيل لمن يا رسول الله؟ قال: ((لله ولكتابة ولأئمة المسلمين وعامتهم))[2] خرجه مسلم في صحيحه – وهي :

1- أوصيك أن يكون عملك خالصاً لله تعالى، بعيداً عن الرياء والسمعة ، فإن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً له وابتغي به وجهه. قال تعالى: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين}[3] ، وقال جل شأنه: {فاعبد الله مخلصاً له الدين. ألا لله الدين الخالص}[4] والعمل الخالص ما كان لله وحده لا شريك له ، قال تعالى: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً}[5] . ومن إخلاص العمل لله ، أن تصرف العبادة كلها له وحده ، فلا تدعو غيره ، ولا تستغيث بسواه ولا تلجأ إلا إليه، ولا تستعين إلا به ، ولا تتوكل إلا عليه سبحانه وتعالى. وهناك شرط آخر لصحة العمل وقبوله وهو أن يكون موافقاً لشريعة الله التي أنزلها على نبيه صلى الله عليه وسلم ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)) [6] أخرجه مسلم في صحيحه ، وعلقه البخاري جازماً به، وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد))[7] متفق على صحته.

2- وأوصيك بتقوى الله في جميع الأحوال ، والتقوى هي جماع الخير ، وهي وصية الله سبحانه للأولين والآخرين ، ووصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى: {ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله}[8] ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يوصي في خطبه كثيراً بتقوى الله تعالى، وحقيقة التقوى أداء ما افترض الله على العبد وترك ما حرم عليه ، عن إخلاص ومحبة له سبحانه، ورغبة في ثوابه وحذر من عقابه ، على الوجه الذي شرعه الله لعباده على لسان رسوله ونبيه محمد عليه الصلاة والسلام، قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (تقوى الله حق تقاته أن يطاع فلا يعصى ويذكر فلا يكفر) . وقال أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: (ليست تقوى الله بصيام النهار، ولا قيام الليل، والتخليط فيما بين ذلك ، ولكن تقوى الله أداء ما افترض الله ، وترك ما حرم الله ، فمن رزق بعد ذلك خيراً فهو خير إلى خير). وقال طلق بن حبيب التابعي الجليل رضي الله عنه: (تقوى الله سبحانه هي أن تعمل بطاعته ، ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله ، على نور من الله ، تخاف عقاب الله) وهذا كلام جيد ومعناه أن الواجب على المسلم أن يتفقه في دين الله، وأن يطلب العلم ما وسعه جهده حتى يعمل بطاعة الله على بصيرة ويدع محارم الله على بصيرة ، وهذا هو تحقيق العمل بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فإن الشهادة الأولى تقتضي الإيمان بالله وحده، وتخصيصه بالعبادة دون ما سواه ، وإخلاص جميع الأعمال لوجهه الكريم ، رجاء رحمته وخشية عقابه. والشهادة الثانية تقتضي الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنه رسول الله إلى جميع الثقلين الجن والإنس ، وتصديق أخباره واتباع شريعته والحذر مما خالفها. هاتان الشهادتان هما أصل الدين وأساس الملة ، كما قال تعالى: {شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم}[9] ، وقال سبحانه : {وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم}[10] ، وقال عز وجل: {قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً الذي له ملك السماوت والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون}[11] .

3- وأوصيك بأن يكون زادك حلالاً ونفقتك حلالاً فإن الله طيب لا يقبل إلا طيباً ، قال تعالى : {يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون}[12] ، وعرفنا النبي صلى الله عليه وسلم أن المرء الذي لا يتحرى الحلال في المطعم والملبس والمشرب على خطر عظيم، فذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر ، يمد يديه إلى السماء يقول: يا رب ، يا رب ، ومطعمه حرام وملبسه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك؟ فعليك يا أخي الحاج أن تختار لحجك نفقة طيبة تعينك على إجابة الدعاء وقبول العمل إن شاء الله تعالى.

4- وأوصيك أن تبتعد عن كل ما يغضب الله عز وجل من الأقوال والأعمال ، وهذا أمر يتأكد على المسلم في كل وقت ، إلا أنه في الحج آكد ، فالواجب عليك أن تصون حجك عما حرم الله عليك من الرفث والفسوق، وأن تستقيم على طاعة الله، وأن تتعاون مع إخوانك في الله على البر والتقوى حتى يكون حجك مبروراً وسعيك مشكوراً، والحج المبرور هو الذي سلم من الرفث والفسوق والجدال بغير حق ، كما قال تعالى: {الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج}[13] ، ويدل على ذلك أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث. المتقدم : ((من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه))[14] ، والرفث هو الجماع في حال الإحرام ، ويدخل فيه القول بالفحش ورديء الكلام، والفسوق يشمل المعاصي كلها ، أعاذنا الله وإياك والمسلمين من كل ذلك.

5- ثم أوصي نساء المؤمنين بوصية خاصة ، هي وصية الله عز وجل لهن، حيث قال جل شأنه : {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن}[15] ، فالواجب عليهن التستر والتحجب عن الرجال عدا المحارم، وترك إظهار الزينة ، والحذر من التعطر حين خروجهن ؛ لأن ذلك يسبب الفتنة بهن؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : ((لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ، وليخرجن تفلات))[16] ، ومعنى تفلات : أي لا رائحة تفتن الناس ، وقال صلى الله عليه وسلم : ((أيما امرأة أصابت بخوراً فلا تشهد معنا الصلاة))[17] . وقالت عائشة رضي الله عنها : (لو علم النبي صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء اليوم لمنعهن من الخروج). فالواجب على النساء أن يتقين الله، وأن يحذرن أسباب الفتنة من الزينة والطيب وإبراز بعض المحاسن، كالوجه واليدين والقدمين عند اجتماعهن بالرجال، وخروجهن إلى الأسواق ، وهكذا في وقت الطواف والسعي ، وأشد من ذلك وأعظم في المنكر كشفهن الرؤوس ولبس الثياب القصيرة التي تقصر عن الذراع والساق ؛ لأن ذلك أعظم أسباب الفتنة ؛ ولهذا قال الله عز وجل : {وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى}[18] والتبرج : إظهار بعض محاسنهن. وقال عز وجل: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن} [19] والجلباب : هو الثوب الذي تغطي به المرأة رأسها ووجهها وصدرها وسائر بدنها، قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما : (أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلاليب ويبدين عيناً واحدة) ، وقال تعالى: {وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن}[20].وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((صنفان من أهل النار لم أرهما بعد ، نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات ، على رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، ورجال بأيديهم سياط مثل أذناب البقر ، يضربون بها الناس))[21] . خرجه مسلم . معنى كاسيات عاريات: كاسيات من نعم الله عاريات من شكرها ، وفسر بأن عليهن كسوة رقيقة أو قصيرة لا تسترهن ، فهن كاسيات بالاسم والدعاوى ، عاريات في الحقيقة ، ومعنى مائلات مميلات : أنهن مائلات عن الحق مميلات لغيرهن إلى الباطل والفحشاء والمنكر. ولا ريب أن هذا الحديث الصحيح يوجب على النساء العناية بالتستر ، والتحجب والحذر من أسباب غضب الله وعقابه، والله المستعان.

6- وأعود فأوصيك أيها الحاج الكريم بأن تكون مقتدياً في جميع أفعالك وأقوالك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين وأصحابه الطاهرين رضي الله عنهم ، فالخير كل الخير في الاتباع والشر كل الشر في الابتداع، وقد قال صلى الله عليه وسلم : ((عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي ، عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة))[22] . ولكي يتحقق لك ذلك فعليك بالبحث عن العلماء ، والقرب منهم ، مستفسراً منهم عن أمور دينك ، وقد قال الله تعالى: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}[23] ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة))[24] وقال : ((من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين))[25] . وهذه المجلة التي بين يديك ، والتي تصدر عن رئاسة إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية ، تقدمها لك هيئة التوعية الإسلامية في الحج، تدخل الآن عامها الثامن ، وتواصل مسيرتها بعون الله وتوفيقه نحو تحقيق أهدافها. إنها مجلتك ومجلة كل مسلم، فاحرص على اقتنائها واعتبر نفسك عضواً عاملاً فيها قارئاً وكاتباً ، فهي منك وإليك، فابعث بما يمن الله به عليك من آراء وأفكار ومقترحات تخدم الإسلام وتقوي شوكة المسلمين . ثم ادع الله معي أن يوفق العاملين في هذه المجلة ، وأن يأخذ بأيديهم إلى ما فيه الخير والصلاح ، وأن يلهمهم الرشد والصواب في كل ما يقومون به ، وأن يبارك جهودهم ويعظم أجرهم إنه ولي ذلك والقادر عليه. وتقبل الله من الجميع أفعالهم وأقوالهم وأصلح نياتهم ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.

عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله

المصدر




تعليمية

تعليمية

بارك الله فيك أختي أم همام




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

الاستطاعة في الحج

الاستطاعة في الحج

السؤال الخامس من الفتوى رقم ( 845 )

س5: لماذا تبدأ الجزائر الصيام بيوم واحد قبل المغرب كل سنة، وما هي الاستطاعة بالنسبة للحج، وهل ثوابه أكبر عند توجهه إلى مكة المكرمة أم بعد عودته منها، وهل أجره عند الله أكبر إذا عاد منها إلى وطنه أم إلى هنا حيث عمله أولا؟

ج5: الوصول إلى حقيقة الأمر فيما سئل عنه من تقدم الجزائر على المغرب في صوم رمضان بيوم كل سنة يرجع فيه إلى المسئولين في الدولتين؛ ليبنى فيه الجواب على واقع الدولتين، وهما به أعرف، فليوجه هذا السؤال إليهما بعد التأكد من دوام التقدم كل سنة على ما ذكره السائل.

أما الاستطاعة بالنسبة للحج: فأن يكون صحيح البدن، وأن يملك من المواصلات ما يصل به إلى بيت الله الحرام من طائرة أو سيارة أو دابة أو أجرة، ذلك حسب حاله، وأن يملك زادا يكفيه ذهابا وإيابا، على أن يكون ذلك زائدا عن نفقات من تلزمه نفقته حتى يرجع من حجه، وأن يكون مع المرأة زوج أو محرم لها في سفرها للحج أو العمرة.
أما ثواب حجه فعلى قدر إخلاصه لله، وما قام به من نسك، وما تجنب من منافيات لكمال حجه، وما بذله من مال وتحمله من جهد سواء رجع أو أقام أو مات قبل تمام حجه، أو بعده، والله أعلم بحاله، وهو الذي يتولى جزاءه. وعلى المكلف أن يعمل ويحكم عمله ويراعي فيه موافقته للشريعة الإسلامية ظاهرا وباطنا، كأنه يرى ربه، فإنه وإن لم يره فالله يراه ومطلع عليه، ولا يبحث عما إلى الله، فإنه سبحانه رحيم بعباده يضاعف لهم الحسنات، ويعفو عن السيئات، ولا يظلم ربك أحدا، فعليك بنفسك ودع ما لله لله، الحكم العدل، الرؤوف الرحيم.

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو عضو نائب رئيس اللجنة
عبد الله بن منيع عبد الله بن غديان عبد الرزاق عفيفي





برك الله فيك




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

أي صيام التطوع أفضل؟


السؤال: بارك الله فيكم المستمعة م. م. من الرياض أرسلت بهذا السؤال تقول أوجه سؤالي إلى فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين. فضيلة الشيخ أيهما أفضل صيام التطوع وهو ستة أيام من شوال أو صيام يومي الاثنين والخميس أو ثلاثة أيام من كل شهر أو صيام عشرة من ذي الحجة ويوم عرفة أو تاسوعة أو عاشوراء أفيدونا جزاكم الله خيراً؟

الجواب

الشيخ: هذه أيام لكل واحد منها فضل فصيام ستة أيام من شوال إذا صام الإنسان رمضان وأتبعه بها كان كمن صام الدهر وهذا فضل لا يحصل في صوم يومي الاثنين والخميس ولكن لو صام الإنسان يومي الاثنين والخميس من شهر شوال ونوى بذلك أنها للستة أيضاً حصل له الأجر لأنه إذا صام الاثنين والخميس سيكمل الستة أيام قبل أن يتم الشهر وأما صيام عشرة من ذي الحجة وصيام يوم عرفة فله أيضاً مزية فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ) وأما صوم يوم عرفة فقال احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبلها والسنة التي بعدها ولكن ليعلم أن صوم يوم عرفة لا يسن للحاج الواقف بعرفة فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان فيه مفطراً وأعلن فطره للناس وشاهدوه من أجل أن يتبعوه في هذا وهذا الفعل من رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أظهره لأمته حتى يعملوا به ويتبعوه عليه مخصص لعموم الحديث الدال على فضل صوم يوم عرفة والذي ذكرته آنفاً وأما صوم تاسوعاء وعاشوراء فهو أيضاً له مزية فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال في صوم عاشوراء:(أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله) ولكنه عليه الصلاة والسلام أمر بأن يصام يوم قبله أو يوم بعده وقال:(لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع) يعني مع العاشر فالسُّنة لمن أراد أن يصوم عاشوراء أن يصوم قبله اليوم التاسع فإن لم يتمكن صام اليوم الحادي عشر وذلك لأجل مخالفة اليهود الذين كانوا يصومونه لأن الله نجى فيه موسى وقومه وأهلك فرعون وقومه.





جزيت خير الجزاء على الموضوع أخي الفاضل

جعله الله بميزان حسناتك

بالتوفيق




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة general تعليمية
جزيت خير الجزاء على الموضوع أخي الفاضل

جعله الله بميزان حسناتك

بالتوفيق


اللهم آمين
جزاك الله بالمثل أخي




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

ما هو الوقت الذي يبدأ فيه الدعاء في عرفة؟

ما هو الوقت الذي يبدأ فيه الدعاء في عرفة؟

بعد الزوال بعدما يصلي الظهر والعصر جمعاً وقصراً بأذان واحد وإقامتين، يتوجه الحاج إلى موقفه بعرفة، يجتهد في الدعاء والذكر والتلبية ويشرع له رفع اليدين في ذلك مع البدء بحمد الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن تغيب الشمس.

من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته في درس بلوغ المرام مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء السابع عشر لشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله




بارك الله فيك




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

ما يفطر عليه الصائم

قال المصنف رحمه الله تعالى: حدثنا أحمد بن حنبل حدثنا عبد الرزاق حدثنا جعفر بن سليمان حدثنا ثابت البناني أنه سمع أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر على رطبات قبل أن يصلي، فإن لم تكن رطبات فعلى تمرات، فإن لم تكن حسا حسوات من ماء) . أورد أبو داود حديث أنس ،
وفيه بيان ما كان يفطر عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه كان يفطر على رطبات، فإن لم يجد أفطر على تمرات، وإلا حسا حسوات من ماء، وكان ذلك قبل أن يصلي،
يعني: أنه لا يؤخر الإفطار إلى بعد الصلاة؛ لأن هذا فيه موافقة لليهود والنصارى، وإنما عليه أن يبادر بالإفطار بعد تحقق الغروب.
وقوله: (حسا حسوات) يعني: أنه شرب عدة مرات، لكن ليس معنى ذلك أنه يكثر الشرب؛ لأن كلمة (تمرات) وكلمة (رطبات) تشير إلى القلة أو التقليل، والحسوات هي بمعناها، يعني: أنه يمكن أنه كان يشرب ثلاثة أنفاس، يعني: أنه يقسم شربه على ثلاثة أنفاس.
شرح سنن أبي داود لفضيلة الشيخ عبد الحسن العباد حفظه الله ورعاه

تنبيه : ذهب بعض الناس الى الافطار على الحليب واللبن ويضنون ذلك من السنة وهذا مالم يثبت عن الرسول عليه الصلاة والسلام بل السنة كما جاء في الحديث : (يفطر على رطبات قبل أن يصلي، فإن لم تكن رطبات فعلى تمرات، فإن لم تكن حسا حسوات من ماء)
وقد علق الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى في شرحه لكتاب زاد المستقنع على هذا الحديث فقال: (على رطب) أي سن كون الفطور على رطب، والرطب هو التمر اللين الذي لم ييبس، وكان هذا في زمن مضى لا يتسنى إلا في وقت معين من السنة، أما الآن ففي كل وقت يمكن أن تفطر على رطب والحمد لله.
قوله: (فإن عدم فتمر) أي إن عدم الرطب فليفطر على تمر وهو اليابس، أو المجبن، والمجبن هو المكنوز الذي صار كالجبن مرتبطاً بعضه ببعض.
قوله: (فإن عدم فماء) أي: إن عدم التمر فليفطر على ماء؛ لأن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: (إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر، فإن لم يجد فليفطر على ماء فإنه طهور) وثبت عنه صلّى الله عليه وسلّم من حديث أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: (كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يفطر قبل أن يصلي على رطبات فإن لم تكن رطبات فتميرات فإن لم تكن تميرات حسا حسوات من ماء) .




مسألة: إذا كان عند الإنسان عسل وماء، فأيهما يقدم الماء أو العسل؟

فالجواب: يقدم الماء؛ لأن الرسول صلّى الله عليه وسلّم قال: (فإن لم يجد فعلى ماء فإنه طهور) ، فإن لم يجد ماء ولا شراباً آخر ولا طعاماً نوى الفطر بقلبه ويكفي. انته كلامه رحمه الله



اذاً هاذه هي السنة لمن أراد أن يصيبها ولم يتكلم أهل العلم أنه ثبت عليه صلى الله عليه وسلم انه أفطر على غير ذلك
ولا ننسى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)

وهاته دعوى للاخوة للمشاركة في هذا الموضوع والله الموفق




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




بارك الله فيك اخي الكريم على الموضوع
انه حقا لاون لنحي سنة نبينا المختار
جزيت خيرا




اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين




وفيكم بارك الله




بارك اله فيك اخي وسدد خطاك
تحياتي لك





يرفع للفائدة




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

الأعمال لا تنقطع بانقضاء شهر رمضان

الأعمال لا تنقطع بانقضاء شهر رمضان

من خطب بن العثيمين رحمه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وخليله وأمينه على وحيه، أرسله الله – تعالى- بين يدي الساعة بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، فصلاة الله وسلامه عليه وعلى أصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيا عباد الله، لقد كان الناس يرتقبون شهر رمضان، يقولون: بقي عليه شهر أو شهران، فمن الناس من أدركه ومن الناس من مات قبل إدراكه، ومن الناس من أدرك أوله ولم يدرك آخره، ومن الناس من أدركه هذا العام ولا يدركه في الأعوام السابقة، هذا هو الواقع، ولقد جاء شهر رمضان ثم خلفناه وراء ظهورنا وهكذا كل مستقبل يرتقبه المرء ثم يمر به ويخلفه وراءه حتى يأتيه الموت. أيها الناس، لقد حل بنا شهر رمضان ضيفاً كريماً فأودعناه ما شاء الله من الأعمال التي نرجو الله – تعالى – أن يتقبلها منا ثم فارقنا هذا الشهر المبارك شاهداً لنا أو علينا بما أودعناه من الأعمال، ولقد فرح قومٌ بفراقه؛ لأنهم تخلصوا منه؛ تخلصوا من الصيام الذي يشق عليهم والأعمال التي كانت ثقيلة عليهم، وفرح قومٌ آخرون بتمامه على وجه آخر؛ لأنهم تخلصوا به من الذنوب والآثام بما قاموا فيه من عمل صالح استحقوا به وعد الله بالمغفرة: "فمن صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه"(1)، "ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه"(2)، وإن الفرق بين الفرحين لعظيم، إن علامة الفرحين بفراقه أن يعاودوا المعاصي بعده، فيتهاونوا بالواجبات، ويتجرؤوا على المحرمات، وتظهر أثار ذلك في المجتمعات، فَيَقِلُّ المصلون في المساجد، وينقصون نقصاً ملحوظاً، ومن ضيع صلاته فهو لما سواها أضيع؛ لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. أيها الإخوة المسلمون، لا تظنوا أنه إذا انقضى شهر رمضان فقد انقطعت أيام العمل، لا، إن العمل لا ينقضي إلا بالموت؛ لأن الله تعالى يقول: ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾ [الحجر: 99] ويقول جل وعلا: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102] فلئن انقضى شهر الصيام وهو موسم عمل فإن زمن العمل باقٍ لا ينقطع، والأعمال الصالحة باقية ولله الحمد، لا تزال مشروعة على مدار السنة، فالصيام مشروع على وجه التطوع في غير رمضان، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "من صام رمضان ثم أتبعه بستة من شوال كان كصيام الدهر"(3) ولقد سن رسول – الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم – صيام الاثنين والخميس وقال: "إن الأعمال تعرض فيهما على الله فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم"(4) و أوصى صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثلاثة من أصحابه أبا هريرة، وأبا ذر، وأبو الدرداء -رضي الله عنهم- أن يصموا ثلاثة أيام من كل شهر وقال: "صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله"(5) وحث صلى الله عليه وعلى آله وسلم على العمل الصالح في عشر ذي الحجة ومنه الصيام، وروي عنه صلى الله عليه وسلم"أنه كان لا يدع صيامها"(6) وقال صلى الله عليه وسلم في صوم يوم عرفة: "يكفر سنتين ماضية ومستقبلة"(7) يعني: لغير الحاج، أما الحاج فلا يصوم بعرفة وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم"(8) وقال في صوم اليوم العاشر منه: "يكفر سنة ماضية"(9) وقالت عائشة رضي الله عنها:"ما كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يصوم في شهر تعني: تطوعاً ما كان يصوم في شعبان"(10) كان يصوموه إلا قليلاً، بل كان يصومه كله، هكذا جاءت السنة بمشروعية الصيام على مدار السنة، وهذا من فضل الله ورحمته ولولا أن الله شرع الصيام لكان الصيام بدعة، وكل بدعة ضلالة، ولكن الله شرعه لعباده ليزدادوا إيماناً، وأعمالاً صالحةً، وثواباً جزيلاً، أما القيام فإنه لا ينتهي – أيضاً – برمضان فإنه لا يزال مشروعاً وفي كل ليلة من ليالي السنة "فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله شيئاً إلا أعطاه"(11) وحث النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – على قيام الليل ورغب فيه وقال: "أفضل الصلاة بعد المكتوبة الصلاة في جوف الليل"(12) وصح عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "إن الله ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الأخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له"(13) هكذا ينزل الرب -عز وجل- إلى السماء الدنيا بالوجه اللائق به من غير تمثيل ولا تكليف، لأن الله – تعالى- أعلم بنفسه ولم يخبر بشيءٍ عن كيفية صفاته ونهانا أن نضرب له الأمثال يقول جل وعلا إذا نزل في آخر الليل يقول: "من يدعوني فاستجيب له" يعني: أي إنسان يدعوني فأنا أستجيب له "من يسألني فأعطيه" أي:من يسألني أي مسألة كانت فيعطه إلا إن النصوص جاءت باستثناء ما كان فيه الإثم فإن الله – تعالى – لا يقبل دعاء من هو آثم أي:من سأل إثماً، ويقول:"من يستغفرني فأغفر له" أي: من يطلب مني أن أغفر له ذنوبه فإني أغفر له، هكذا يعرض الجواد الكريم فضله وجوده يقول هذا القول، فمن كان منكم حازماً فلينتهز الفرصة. أيها المسلمون، اتقوا الله تعالى، وبادروا الأعمار بالأعمال، وحققوا الأقوال بالأفعال، فإن حقيقة عمر الإنسان ما أمضاه في طاعة الله، والإنسان في عمره يكون على ثلاثة وجوه، الوجه الأول: أن يمضيه في طاعة الله فهذا هو الكاسب لقول الله تعالى: ﴿وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ [العصر: 1-3] الوجه الثاني: أن يمضيه في معصية الله إما بترك الواجبات أو بفعل المحرمات وهذا هو الخاسر الآثم، فعليه أن يقلع عما هو عليه، وأن يتوب إلى الله عز وجل، وأن ينتهز الفرصة قبل فوات الأوان، أما الوجه الثالث: فالذي لا يمضيه في طاعة الله ولا في معصية الله ولكن في اللغو واللهو الذي لا فائدة منه وهذا بلا شك قد خسر لكنه ليس بآثم إلا أن يترتب على ذلك محظور شرعي. أيها الناس، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسَبوا، واعملوا لآخرتكم قبل أن تنتقلوا، ولقد يسر الله لكم سبل الخيرات، وفتح لكم أبوابها، ودعاكم لدخولها، "فالصلوات الخمس آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين هي خمس في الفعل وخمسون في الميزان"(14) "من أقامها كانت له نوراً ونجاةً يوم القيامة"(15) شرعها الله لكم خمس صلوات في كل يوم وليلة في أوقات متفرقة؛ حتى لا يلحقكم التعب ؛وحتى لا تبتعدوا عن الوقوف بين يدي الله عز وجل، وأكملها الله تعالى بالرواتب التابعة لها؛ لأن الإنسان ربما – بل وهو الكثير يحصل في عمله خلل فكملت بالرواتب – ربما يحصل في عمله خلل فكملها الله تعالى بالرواتب التابعة لها( 16) وآكد هذه الرواتب راتبة الفجر؛ لأن النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – كان يداوم عليها حضراً وسفراً وقال: "ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها"(17) "ويثني تخفيفهما"(18) مع الطمأنينة، وأن يقرأ في الركعة الأولى ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾ [الكافرون: 1] بعد الفاتحة وفي الثانية ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: 1] بعد الفاتحة أو يقرأ قوله تعالى: ﴿قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا﴾ [البقرة: 136] في سورة البقرة في الركعة الأولى وأن يقرأ في الثانية: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ﴾ [آل عمران: 64] في سورة آل عمران يقرأ هذا مرة وهذا مرة؛ ليحافظ على السنة الواردة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وإذا كان غير حافظ للقرآن وداوم على ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾ و ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ فلا حرج؛ لأن الكل سنة ولله الحمد، والوتر سنة مؤكدة سنه الرسول – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – بقوله وفعله وقال: "من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله ومن طمع أن يقوم آخر الليل فليوتر آخر الليل فإن صلاة آخر الليل مشهودة"(19) وذلك أفضل، ووقته من صلاة العشاء ولو مجموعة إلى المغرب جمع تقديم إلى طلوع الفجر وهو سنة مؤكدة لا ينبغي للإنسان تركه حتى قال بعض العلماء: إن الوتر واجب يأثم الإنسان بتركه وقال الإمام أحمد رحمه الله: الوتر من تركه رجل سوء لا ينبغي أن تقبل له شهادة(م1) "وأقل الوتر ركعة وأكثره إحدى عشر ركعة"(20) كل ركعتين بسلام "ووقته من صلاة العشاء الآخرة إلى طلوع الفجر"(21) ومن فاته في الليل قضاه في النهار ولكن يقضيه شفعاً ولا يقضيه وتراً هكذا جاء الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها: "أن النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – كان إذا غلبه نوم أو وجع عن قيام الليل صلى من النهار ثنتي عشر ركعة"(22)، فإذا كان من عادتك أن توتر بثلاث ولكنك لم توتر فإنك تقضيها في النهار أربع، وإذا كان من عادتك أن توتر بخمس فإنك تقضيها ستة، وإذا كان من عادتك أن توتر بسبع فإنك تقضيها ثمانية، وإذا كان من عادتك أن توتر بتسع فإنك تقضيها عشرة، وإذا كان من عادتك أن توتر بإحدى عشر فإنك تقضيها اثنتي عشر كما فعل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. أيها الإخوة المسلمون، إن الإنسان إذا انصرف من صلاته فإن الله – تعالى – أمره أن يذكر الله – تعالى – قائماً وقاعداً وعلى جنب، قال الله تعالى: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ﴾ [النساء: 103] وذلك أن الإنسان في صلاته متصلاً بربه يناجيه ويدعوه ويعظمه بالقول وبالفعل، فإذا انصرف من الصلاة انصرف من هذه الصلة لكن الله أمر بالذكر؛ حتى لا يكون الإنسان بعيداً من ربه وكان النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – إذا سلَّم استغفرَ ثلاثاً وقال: "اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام"(23)، وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "من سبح الله دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين وحمد الله ثلاثاً وثلاثين وكبر الله ثلاثاً وثلاثين فتلك تسعة وتسعون وقال تمام المائة لا الله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شىءٍ قدير غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر"(24) ولقد شرع الله لعباده إذا أرادوا الصلاة أن يتطهروا؛ حتى يطهروا ظاهرهم ويكون ذلك عنواناً على طهارة الباطن، فمن توضأ فأسبغ الوضوء ثم قال:"أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين ومن المتطهرين فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء"(25)، أما النفقات، والزكوات، والصدقات، والمصروفات على الأهل والأولاد حتى على نفس الإنسان "فإنه ما من مؤمن ينفق نفقة يبتغي بها وجه الله إلا أثيب عليها"(26) "إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها"(27)، وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "الساعي على الأرملة والمساكين كالمجاهد في سبيل الله أو كالصائم لا يفطر والقائم لا يفتر"(28) والساعي عليهم: هو الذي يسعى بطلب رزقهم ويقوم بحاجتهم ويربيهم التربية الصحيحة، والعائلة: الصغار، والضعفاء: الذين لا يستطيعون القيام بأنفسهم هم من المساكين فالسعي عليهم كالجهاد في سبيل الله. أيها المسلمون، إن طرق الخير كثيرة فأين السالكون؟ وإن أبوابها لمفتوحة فأين الداخلون؟ وإن الحق لواضح لا يزيغ عنه إلا الهالكون، فخذوا عبادة الله من كل طاعة بنصيب فإن الله يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الحج: 77] اللهم إنا نسألك أن ترزقنا علماً نافعاً، وعملاً صالحاً متقبلاً، ورزقا طيباً واسعاً، وأن ترزقنا اغتنام الأوقات بعمارتها بالأعمال الصالحات، إنك على كل شيءٍ قدير، والحمد الله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

من موقع ابن العثيمين رحمه الله وغفر له وللمسلمين




بارك الله فيكم

نسال الله العفوة والعافية




يُرفعُ للفائدة..
نسأل الله عز و جل الثبات حتى الممات ، بارك الله فيكِ




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

على من يجب الصوم ومن يسقط عنه

على من يجب الصوم ومن يسقط عنه:
الصيام يجب أداءً على كل مسلم، بالغ، عاقل، قادر، مقيم، خال من الموانع ،فمن هذا التعريف يتبين لنا أنه كل من لم تتوقر فيه هاته الاوصاف السته سقط عنه الصيام
فبقولنا كل مسلم فخرج عن ذلك الكافر : لأن الكافر لا يجب عليه الصوم ولا غيره من العبادات، ومعنى قولنا: لا يجب عليه الصوم أنه لا يلزم به حال كفره، ولا يلزمه قضاؤه بعد إسلامه، لأن الكافر لا تقبل منه عبادة حال كفره، لقوله تعالى: {وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَـٰتُهُمْ إِلاّۤ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ ٱلصَّلَوٰةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَىٰ وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَـٰرِهُونَ } [التوبة : 54] ولا يلزمه قضاء العبادة إذا أسلم، لقوله تعالى: {قُل لِلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ إِن يَنتَهُواْ يُغْفَرْ لَهُمْ مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِن يَعُودُواْ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ ٱلأَْوَّلِينِ } [الأنفال :38 ]
وأما بقولنا بالغ يخرج منه الصبي الذي لم يبلغ الحلم : والبلوغ يحصل بواحد من ثلاثة بالنسبة للذكر: إتمام خمس عشرة سنة وإنبات العانة، وإنزال المني بشهوة، وللأنثى بأربعة أشياء هذه الثلاثة السابقة ورابع، وهو الحيض، فإذا حاضت فقد بلغت حتى ولو كانت في سن العاشرة.
فإذا لم يكن الإنسان بالغاً فإن الصوم لا يجب عليه، لقوله صلى الله عليه سلم ( رفع القلم عن ثلاث عن الصبي حتى يبلغ وعن النائم حتى يستيقظ وعن المعتوه حتى يبرأ ) (1)
ولكن ذكر أهل العلم أن ولي الصبي مأمورٌ بأن يأمر موليه الصغير من ذكر أو أنثى بالصوم ليعتاده، حتى يتمرن عليه ويسهل عليه إذا بلغ، وهذا ما كان الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ يفعلونه، فإنهم كانوا يصوِّمون أولادهم الصغار، حتى إن الواحد منهم ليبكي فيعطى لعبة من العهن يتلهى بها حتى تغرب الشمس.
وأما قولنا عاقل فيخرج بذلك غير العاقل: و العقل هو ما يحصل به التمييز بين الأشياء، فإذا لم يكن الإنسان عاقلاً فإنه لا صوم عليه، كما أنه لا يجب عليه شيء من العبادات سوى الزكاة.وينقسم هذا إلى قسمين
1 المجنون : والمجنون لا يجب عليه الصيام، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (رفع القلم عن ثلاثة عن المجنون المغلوب على عقله حتى يفيق وعن النائم حتى يستيقظ وعن الصبي حتى يحتلم ).(2) ، لا يصح منه الصيام لأنه ليس له عقل يعقل به العبادة وينويها، والعبادة لا تصح إلا بنية، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ مانوى) (3). فإن كان يجن أحياناً ويفيق أحياناً لزمه الصيام في حال إفاقته دون حال جنونه، وإن جُنَّ في أثناء النهار لم يبطل صومه كما لو أغمى عليه بمرض أو غيره، لأنه نوى الصوم وهو عاقل بنية صحيحة ولا دليل على البطلان، خصوصاً إذا كان معلوماً أن الجنون ينتابه في ساعات معينة. وعلى هذا فلا يلزم قضاء اليوم الذي حصل فيه الجنون. وإذا أفاق المجنون أثناء نهار رمضان لزمه إمساك بقية يومه، لأنه صار من أهل الوجوب، ولا يلزمه قضاؤه كالصبي إذا بلغ، والكافر إذا أسلم.
2 الهرم الذي بلغ سن الهذيان وسقط تمييزه.
فلا يجب عليه الصيام ولا الإطعام عنه لسقوط التكليف عنه بزوال تمييزه، فأشبه الصبي قبل التمييز، فإن كان يميز أحياناً ويهذي أحياناً وجب عليه الصوم في حال تمييزه دون حال هذيانه، والصلاة كالصوم لا تلزمه حال هذيانه وتلزمه حال تمييزه.
وقولنا قادر يخرج من ذلك غير القادر وهو العاجز: فالعاجز ليس عليه صوم لقول الله تعالى: (وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) [البقرة: 184] .
لكن بالتتبع والاستقراء بين أهل أن العجز ينقسم إلى قسمين: قسم طارئ، وقسم دائم.
فالقسم الطارئ: هو الذي يرجى زواله، وهو المذكور في الآية فينتظر العاجز حتى يزول عجزه ثم يقضي لقوله تعالى: (فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ).
والدائم: هو الذي لا يرجى زواله وهو المذكور في قوله تعالى: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ) [البقرة: 184] حيث فسرها ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ بالشيخ والشيخة إذا كانا لا يطيقان الصوم فيطعمان عن كل يوم مسكيناً (4) ، والحقيقة أنه بالنظر إلى ظاهر الآية ليس فيها دلالة على ما فسره ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ؛ لأن الآية في الذين يطيقون الصوم (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ) [البقرة: 184] وهذا واضح أنهم قادرون على الصوم، وهم مخيرون بين الصوم والفدية، وهذا أول ما نزل وجوب الصوم كان الناس مخيرين إن شاؤوا صاموا، وإن شاؤوا أفطروا وأطعموا، وهذا ما ثبت في الصحيحين عن سلمة بن الأكوع ـ رضي الله عنه ـ قال: «لما نزلت هذه الآية: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ) كان من أراد أن يفطر ويفتدي، حتى نزلت الآية التي بعدها فنسختها» (5) .

لكن غور فقه ابن عباس وعلمه بالتأويل يدل على عمق فقهه ـ رضي الله عنه ـ؛ لأن وجه الدلالة من الآية أن الله تعالى جعل الفدية عديلاً للصوم لمن قدر على الصوم، إن شاء صام وإن شاء أطعم، ثم نسخ التخيير إلى وجوب الصوم عينا، فإذا لم يقدر عليه بقي عديله وهو الفدية، فصار العاجز عجزاً لا يرجى زواله، يجب عليه الإطعام عن كل يوم مسكيناً.
أما كيفية الإطعام، فله كيفيتان:
الأولى: أن يصنع طعاماً فيدعو إليه المساكين بحسب الأيام التي عليه، كما كان أنس بن مالك رضي الله عنه يفعله لما كبر.
الثانية: أن يطعمهم طعاماً غير مطبوخ، قالوا: يطعمهم مد برٍ أو نصف صاع من غيره، أي: من غير البر، ومد البر هو ربع الصاع النبوي، فالصاع النبوي أربعة أمداد، والصاع النبوي أربعة أخماس صاعنا، وعلى هذا يكون صاعنا خمسة أمداد، فيجزئ من البر عن خمسة أيام خمسة مساكين، لكن ينبغي في هذه الحال أن يجعل معه ما يؤدمه من لحم أو نحوه، حتى يتم قوله تعالى: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ).
وأما وقت الإطعام فهو بالخيار إن شاء فدى عن كل يوم بيومه، وإن شاء أخر إلى آخر يوم لفعل أنس رضي الله عنه.(6)

أما قولنا مقيماً يخرج من ذلك المسافر، والمسافر هو الذي فارق وطنه فلا يلزمه الصوم، وعليه القضاء، لقول الله تعالى: (وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ ٱلْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ ٱلْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) لقد رخص الله عز وجل للمسافر الفطر في رمضان وأوجب عليه القضاء مثل المريض .
ولكن اهل العلم إختلفوا هل الصوم أفضل للمسافر ام الفطر؟
فمنهم من قال أنه يجب على المسافر أن يفطر وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم (إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه ) (7) وكذلك للحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك رحمه الله قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في السفر. فمنا الصائم ومنا المفطر. قال: فنزلنا منزلا في يوم حار. أكثرنا ظلا صاحب الكساء ومنا من يتقي الشمس بيده. قال: فسقط الصوام. وقام المفطرون فضربوا الأبنية وسقوا الركاب. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ذهب المفطرون اليوم بالأجر).(8) وكذلك لما رواه أبو داود في سننه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يظلل عليه والزحام عليه فقال:( ليس من البر الصيام في السفر) (9) ولم يستثنوا من ذلك إن سافرة راجلا أو بواسطة مركوب .
ومن هم من قال إنما المسافر مخير بين الفطر والصوم ، فان كان في سفره مشفة وجب عليه الافطار والصيام في حقه مكرره لقوله صلى الله عليه وسلم (ليس من البر الصيام في السفر ) وإن لم يكن في سفره مشقة فصيامه صحيح وأولى له لأن ذلك فعل النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يصوم في سفره ودليل ذلك الحديث الذي رواه ابي داود في سننه قال : حدثنا أحمد بن صالح ووهب بن بيان المعنى قالا ثنا بن وهب حدثني معاوية عن ربيعة بن يزيد أنه حدثه عن قزعة قال : أتيت أبا سعيد الخدري وهو يفتي الناس وهم مكبون عليه فانتظرت خلوته فلما خلا سألته عن صيام رمضان في السفر فقال خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان عام الفتح فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم ونصوم حتى بلغ منزلا من المنازل فقال (إنكم قد دنوتم من عدوكم والفطر أقوى لكم) فأصبحنا منا الصائم ومنا المفطر قال ثم سرنا فنزلنا منزلا فقال (إنكم تصبحون عدوكم والفطر أقوى لكم فأفطروا) فكانت عزيمة من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو سعيد ثم لقد رأيتني أصوم مع النبي صلى الله عليه وسلم قبل ذلك وبعد ذلك ( 10)
أما قولنا أن يكون خالياً من الموانع: أي من موانع الوجوب، وهذا يختص بالمرأة، فيشترط في وجوب الصوم عليها أداءً ألا تكون حائضاً ولا نفساء، فإن كانت حائضاً أو نفساء فإنه لا يلزمها الصوم، وإنما تقضي بدل الأيام التي أفطرت، لقول النبي صلى الله عليه وسلم مقرراً ذلك: (أليست إذا حاضت لم تصل ولم تصم) (11) أي إذا حاضت المرأة فلا صوم عليها، ولكن تقضيه في أيام أخر: كالمريض.

_______________________

1 راوه أبي داود في سننه كتاب الحدود باب في المجنون يسرق أ يصيب حد وصححه الالباني رحمه الله
2 رواه أبي داود في سننه سننه كتاب الحدود باب في المجنون يسرق أ يصيب حد وصححه الالباني رحمه الله
3 متفق عليه من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه
4 أخرجه البخاري في التفسير باب قوله تعالى: (أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ) رقم 4505.
5 أخرجه البخاري في التفسير باب(فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) رقم 4507؛ ومسلم في الصيام باب بيان نسخ قول الله تعالى(وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ) بقوله تعالى (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) رقم 1145.
6 الشرح الممتع لفضيلة الشيخ محمد بن صالع العثيمين رحمه الله في باب الصوم
7 خرجه السيوطي رحمه الله عن عن ابن عمر عن ابن عباس وعن ابن مسعود وصححه الالباني رحمه الله
8 رواه مسلم في صحيحه في كتاب الصيام ، باب أجر المفطر في السفر إذا تولى العمل رقم 1119 ، عن أنس بن مالك
9 رواه أبي داود في سننه ،كتاب الصوم ، باب إختيار الفطر عن جابر بن عبد الله (وصححه الالباني رحمه الله)
10 رواه ابي داود في سننه ، كتاب الصوم ، باب الصوم في السفر وصححه الالباني رحمه الله
11 أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الحيض باب ترك الحائض الصوم برقم 298عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وفي كتاب الصيام باب الحائض تترك الصوم والصلاة برقم 1850 عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه




جزاكم الله خير

للرفع بمناسبة قدوم شهر رمضان 2022

اعاده الله علينا بالاجر والثواب