التصنيفات
العلوم الانسانية والاجتماعية

قانون حامورابي| كتاب قانون حامورابي

تعليمية تعليمية
تعليمية

قانون حامورابي |كتاب قانون حامورابي

تعليمية


قانون حامورابي ـ كتاب قانون حامورابي

التحميل من المرفقات


تعليمية

تعليمية تعليمية




goooooood سوف نرى و نرد عليك




لاوجود للكتاب بالمرفقات

يرجى التعديل




Coach Shoulder Bag – RosyBrown with White C Logo and Black Strip [CO20049] – $64.99 : buy coach handbags,coach handbags cheap,discount designer handbags,coach outlet, buy coach handbags,coach handbags




التصنيفات
العلوم الانسانية والاجتماعية

الافلاس التجاري ونتائجه على المدين والدائن

يعد نظام الإفلاس من الأنظمة التي قننها القانون التجاري وجعلها مقصورة على فئة التجار، وأما غير التجار فيخضعون لنظام الإعسار الذي نظمه القانون المدني. والإفلاس هو نظام للتنفيذ الجماعي على أموال المدين التاجر الذي توقف عن وفاء ديونه التجارية حين حال أجل سدادها متى كان هذا التوقف يكشف عن انهيار ائتمانه.

ويهدف هذا النظام إلى تصفية أموال التاجر جميعها وبيعها وتوزيع ثمن ما حصل من عملية البيع وفاء لديونه أو على القدر الممكن منها. والإفلاس بالنسبة للتجار يتحقق حال توقفه المقصود عن دفع ما عليه من أموال، والتوقف يكون مقصوداً نتيجة مرور التجار بظروف وضائقة مالية تنبئ بأن مركزه المالي غير مستقر وان حقوق الدائنين في خطر محقق أو يحتمل تحققه.

والعبرة هنا ليست فيما يملكه التاجر فقد يكون مالكا لأموال تفوق ما عليه من ديون ومع ذلك يتحقق الإفلاس ومرد ذلك يكون بسبب توقفه عن تسديد ما عليه للدائنين، إذ إن العبرة بتوقفه عن الدفع لا بما يملكه من ديون. وعلى ذلك فإنه لا يجوز شهر إفلاس التاجر بالرغم من مروره باضطراب في مركزه المالي طالما أنه مستمر في تسديد التزاماته المالية قبل الدائنين.

وقد يكون ذلك الأمر مثار تعجب واستغراب إلا أن فلسفة ذلك تكمن في أن البيئة التجارية تحكمها طبائع معينة في معاملاتهم المالية إذ بحلول موعد استحقاق الدين علي التاجر وتوقفه عن السداد يشيع ذلك الاضطراب بين أوساط التجار وقد يكون ذلك مدعاة لتوقف تجار آخرين عن دفع ديونهم، بالرغم من أن البعض قد يعتمد في سداد ما هو مستحق عليه على ما هو مستحق لديه، لأن التجار يتبادلون الدائنية والمديونية مع بعضهم البعض.

وإذا كان الهدف من إشهار إفلاس المدين تمكين الدائنين من الحصول على حقوقهم أو على القدر الممكن منها وذلك برفع يد المدين العاجز عن دفع ديونه عن إدارة أمواله والتصرف فيها، واعتبارها محجوزة لصالح جميع الدائنين العاديين الذين يوضعون في صف واحد على قدم المساواة بلا تفضيل فيهما بينهم.

وعملية توزيع أموال المدين فيما بين جماعة الدائنين تقسم قسمة غرماء أي بنسبة حق كل منهم، ويتولى هذه المهمة شخص تعينه المحكمة وتراقب أعماله يسمى (السنديك) أو وكيل التفليسة. ولا يترتب على التوقف عن الدفع أي أثر قبل صدور حكم الإفلاس، إذ إن الغاية المقصودة من أحكام شهر الإفلاس تتحقق من اليوم الذي صدر فيه حكم شهر الإفلاس.

ويعد إشهار إفلاس التاجر ذي نتائج خطيرة تقع على المدين وعلى الدائن، فبالنسبة للمدين فهي تمثل عارا عليه بين الناس وضياع الثقة والاعتبار بين جماعة التجار، كما أنها تعني غل يده على إدارة أمواله فلا يستطيع أن يوفي ما عليه من ديون أو يقتضي ما له من ديون في ذمة الغير، إذا كانت جميع تصرفاته لا تكون نافذة في مواجهة الدائنين، لأن المنوط بذلك هو السنديك (وكيل الدائنين) الذي تعينه المحكمة لإدارة أموال التاجر.

وفوق كل هذا فهناك بعض القوانين تحرمه من بعض الحقوق السياسية، وقد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى حسبة إذا أصبح في مظنة خيانة الدائنين. أما بالنسبة للدائنين، فبمجرد صدور الحكم يحرم كل منهم من مباشرة حقه قبل المدين، ويصبح كل الدائنين (جماعة الدائنين) على قدم المساواة منضمين مع بعضهم البعض يتولى مصالحهم السنديك تحت رقابة القاضي. كما أنه بصدور الحكم تحل آجال الديون جميع على المدين حتى يتم تصفيتها، وتتوقف سريان الفوائد على الديون المستحق عنها فوائد.

أما بالنسبة للغير أي من كان له مال لدى المفلس فقد يتعذر استرداد ماله أو يضطر إلى مزاحمة الدائنين، لأنه وقت شهر الإفلاس لا يكون دائنو المفلس معروفين بالتحديد، لذا أواجب المشرع ضرورة اتخاذ إجراءات شهر لحكم الإفلاس ليضمن أن الكافة قد علموا به ولقد رسم القانون لوكيل الدائنين (السنديك) مهمة رئيسية ألا وهي حصر أموال المفلس وديونه حتى يستطيع توزيع ما لديه من أموال المدين على دائنيه.

إلا أنه وعلى الرغم من كآبة ما انتهى إليه موقف التاجر المفلس وفق ما عرضناه، إلا أن هناك أمراً آخر، ولكن يتوقف سلوكه على موقف الدائنين من المفلس، فقد يقدر الدائنون ظروف المفلس فيبرمون صلحاً فيما بينهم وبينه يكون صلحاً قضائياً يتم تحت إشراف القضاء يسمح للمدين بإدارة أمواله حتى يتمكن من الوفاء بالمستحق للدائنين.

وفقاً للشروط التي اتفقوا عليها حين إبرامهم الصلح، فإن تعذر الوصول إلى اتفاق يبقى طريق السنديك أو (وكيل الدائنين) الحل الوحيد، فيبدأ في العمل لتصفية الديون وتوزيعها بين جماعة الدائنين، فقد يكتشف السنديك أن الأموال لا تكفي، وأن الحقوق غارقة في الديون فيقرر قفل التفليسة لعدم كفاية أموالها حتى يظهر للمدين أموال.

وعلى الرغم من ذلك فقد فتح المشرع باب الأمل أمام المدين حسن النية سيئ الحظ وذلك ليتفادى إشهار إفلاسه عن طريق نظام يسمى (الصلح الواقي) من الإفلاس وهذا النظام تعرفه وتعمل به تشريعات دولة كثيرة. إلا أن ذلك لا يعني أن الإفلاس هو الطريق الوحيد للتاجر في التنفيذ على التاجر إلا بطلب شهر الإفلاس وتصفية أمواله بل للتاجر أن يسلك طريق الحجز الذي نظمه قانون المرافعات.

مما تقدم يتضح أن نظام الإفلاس يهدف إلى حماية الدائنين من تصرفات المدين الذي اضطربت أحواله وذلك بمنعه من الإضرار بهم وكذلك حماية الدائنين بعضهم من البعض ذلك لأنه من الطبيعي أن يسعى كل دائن منهم إلى استيفاء حقوقه حتى ولو أدى ذلك الأمر إلى الإضرار بالدائنين الآخرين، إلا أن المشرع لو توقع ذلك لتدخل بنصوص تشريعية لحماية الدائنين جميعا، هذه الحماية تتصف بالمساواة بينهم وعدم تفضيل أي منهم على الآخر وذلك لمنع التسابق فيما بينهم




السلام عليكم و رحمة الله و بركآآته
بارك الله فيك أختي أسماء على الجلب القيم
بانتظآآٍر المزيد تعليمية




North Face 3 in 1 Jackets,North Face 3 in 1 Jackets for Women,North Face 3 in 1 Jackets sale,Discount North Face 3 in 1 Jackets




التصنيفات
العلوم الانسانية والاجتماعية

طلب مذكرات أو إستبيانات تتعلق بموضوع التحصيل الدراسي

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته إخواني و أخواتي المنتسبين و المنتسبات إلى هذا المنتدى الرائع أرجو منكم المساعدة المتمثلة في إفادتي بمذكرات أو إستبيانات تتعلق بموضوع التحصيل الدراسي و علاقته بالثقة بالنفس لدى طلبة الطور المتوسط و أرجو من كل من لديه نصيحة لي حول هذا الموضوع من أساتذة و مختصين و طلبة أن يفيدني بها و أجر الجميع على الله . البريد الإلكتروتي mouhamed2612@gmail.com




هل من مشاركات إخواني و أخواتي




التصنيفات
العلوم الانسانية والاجتماعية

حمل العدد 31 من علوم اللغة

حمل العدد الحادي والثلاثون من سلسسلة علوم اللغة الذي يصدر تحت اشراف الدكتور سعيد حسن بحيري يضم العدد الموضوعات التالية:

-اتجاهات حديثة في دراسة المصطاح النحوي التراثي(عرض وتحليل)
د.عزت عبد الفتاح عبد الحكيم
-قصيدة كعب بن زهير. دراسة في البنية اللغوية والدلالة
د.علي محمد هنداوي
-ظاهرة الاتباع في العربية.دراسة تحليلية
د.فتح الله احمد سليمان
-الادغام الكبير.دراسة صوتية من خلال القراءات القرآنية
د.قباري محمد شحاتة

رابط التحميل:

http://www.filedwon.com/gz43u4is59wi…-2005.pdf.html




+بارك الله فيك




التصنيفات
العلوم الانسانية والاجتماعية

استعمال و اثبات الحق| بحث استعمال و اثبات الحق

تعليمية تعليمية
تعليمية

استعمال و اثبات الحق

تعليمية

بحث حول استعمال و اثبات الحق

التحميل من المرفقات


تعليمية

تعليمية تعليمية


الملفات المرفقة
نوع الملف: doc استعمال واثبات الحق.doc‏ (102.5 كيلوبايت, المشاهدات 291)


مشكور لكن وين الرابط؟


الملفات المرفقة
نوع الملف: doc استعمال واثبات الحق.doc‏ (102.5 كيلوبايت, المشاهدات 291)


تم التعديل
بالتوفيق


الملفات المرفقة
نوع الملف: doc استعمال واثبات الحق.doc‏ (102.5 كيلوبايت, المشاهدات 291)


تم تعديل الرد لأنه مخالف …نرجو احترام القوانين .. الإدارة !!


الملفات المرفقة
نوع الملف: doc استعمال واثبات الحق.doc‏ (102.5 كيلوبايت, المشاهدات 291)


مشكوووووووووووووووووووووو ووووووور


الملفات المرفقة
نوع الملف: doc استعمال واثبات الحق.doc‏ (102.5 كيلوبايت, المشاهدات 291)


mercivefzezgsdgs


الملفات المرفقة
نوع الملف: doc استعمال واثبات الحق.doc‏ (102.5 كيلوبايت, المشاهدات 291)


التصنيفات
العلوم الانسانية والاجتماعية

ثورات البربر في الاندلس في عصر الامارة الاموية

ثورات البربر في الاندلس في عصر الامارة الاموية

حمدي عبد المنعم محمد حسين

تعليمية

الرابط
http://www.restfiles.com/l8maxa493x5…D8%A9.pdf.html




جزاك الله خيرا.




التصنيفات
العلوم الانسانية والاجتماعية

بحث حول فقه اللغة / ج1

بسم الله الرحمان الرحيم

تعليمية

فقه اللغة عند الأوائل

إن أول من استخدم اصطلاح فقه اللغة كان ابن فارس (ت 395 هـ) في عنوان كتابه (الصاحبي في فقه اللغة وسنن العرب في كلامها). ثم نصادف هذا الاصطلاح بعد ذلك في عنوان كتاب الثعالبي: (فقه اللغة وأسرار العربية)). ولكننا نجد مفهوم فقه اللغة مختلفا عند الرجلين.

مفهوم فقه اللغة عند ابن فارس
يتبين المطلع على كتاب ابن فارس (الصاحبي في فقه اللغة) أنه ينظر إلى هذا النوع من التأليف على أنه دراسة القوانين العامة التي تنتظم اللغة في جميع مستوياتها الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية والأسلوبية.

مفهوم فقه اللغة عند الثعالبي:
الثعالبي يرى أنّ فقه اللغة علم خاص بفقه وفهم المفردات، وتمييز مجالاتها واستعمالاتها الخاصة والاهتمام بالفروق الدقيقة بين معانيها. وقد ترجم هذه الفكرة عنه بشكل واضح ابن خلدون في مقدمته حيث قال: "ثم لما كانت العرب تضع الشيء لمعنى على العموم ثم تستعمل في الأمور الخاصة ألفاظاً أخرى خاصة‏ بها فرق ذلك عندنا بين الوضع والاستعمال واحتاج الناس إلى فقه في اللغة عزيز المأخذ، كما وضع الأبيض بالوضع العام لكل ما فيه بياض ثم اختص ما فيه بياض من الخيل بالأشهب ومن الإنسان بالأزهر ومن الغنم بالأملح حتى صار استعمال الأبيض في هذه كلها لحناً وخروجاً عن لسان العرب‏.‏ واختص بالتأليف في هذا المنحى الثعالبي وأفرده في كتاب له سماه (فقه اللغة).

سبب اختلاف المفهومين
ويبدو لنا أن هذا الاختلاف قد نتج عن اختلاف استعمال كلمة (لغة). فابن فارس استعملها بمعناها العام المطلق أي تلك الوسيلة المتعددة المستويات التي يستعملها الناس في التفاهم فيما بينهم. لذا جاء مفهوم فقه اللغة عنده واسعا وشاملا لجميع مستويات اللغة.

أما الثعالبي فقد استخدم كلمة (لغة) في معناها الخاص، الذي يقابل كلمة نحو، وهو معرفة المفردات ومعانيها. لذا نرى فقه اللغة عنده هو فقه للمفردات لا التراكيب والأساليب.

قال ابن فارس في مقدمة كتابه الصاحبي:
"إِن لعلم العرب أصلاً وفرعاً: أمَّا الفرعُ فمعرفة الأسماء والصفات كقولنا: "رجل" و "فرس" و "طويل" و "قصير". وهذا هو الَّذِي يُبدأ بِهِ عند التعلُّم. وأمَّا الأصلُ فالقولُ عَلَى موضوع اللغة وأوَّليتها ومنشئها، ثُمَّ عَلَى رسوم العرب فِي مخاطبتها، وَمَا لَهَا من الافْتِنان تحقيقاً ومجازاً. والنّاسُ فِي ذَلِكَ رجلانِ: رجلٌ شُغل بالفرع فلا يَعْرِف غيرَه، وآخَرُ جَمع الأمريْنِ معاً، وهذه هي الرُّتبة العليا، لأن بِهَا يُعلم خطابُ القرآن والسُّنة، وعليها يُعول أهلُ النَّظر والفُتيا، وذلك أن طالبَ العلم العُلويُ يكتفي من سماء "الطويل" باسم الطويل، ولا يَضِيرُه أن لا يعرف "الأشَقَّ" و "الأَمقَّ" وإن كَانَ فِي علم ذَلِكَ زيادةُ فَضل. وإنَّما لَمْ يَضِره خفاءُ ذَلِكَ عَلَيْهِ لأنَّه لا يَكاد يجدُ منه فِي كتاب الله جل ثناؤه فيُحْوَج إِلَى علمه."

كتب فقه اللغة عند العرب
كتاب الصاحبي في فقه اللغة لابن فارس
موضوعات فقة اللغة في كتاب الصاحبي في فقه اللغة

كتاب القرن الرابع لم يعرفوا تقسيم الموضوعات تقسيماً منهجياً دقيقاً، بل كان يغلب عليهم الاستطراد وعدم المنهجية، لذلك نجد في الكتاب عدداً من الموضوعات عن اللغة وطبيعتها، ثم إن هناك مسائل عن أصوات اللغة وعددا من الأبواب عن الصرف وعن البلاغة ومسائل في الدلالة، وموضوعات في الأسلوب، والاختلاف حول نشأة اللغة. ومن الموضوعات المهمة في فقه اللغة التي نصادفها في كتاب (الصاحبي) ما يلي:

(أ) (باب القول على لغة العرب أتوقيف أم اصطلاح)
وفيه يحتج ابن فارس لنظرية التوقيف التي تقول إن اللغة توقيف وتعليم من الله عز وجل مستدلا بدليل (1) نصي من القرآن هو قوله تعالى (وعلم آدم الأسماء كلها) و (2) بدليل عقلي هو قوله إن إجماع العلماء على الاحتجاج بلغة القوم فيما يختلفون فيه أو يتفقون عليه ، ثم احتجاجهم بأشعارهم، يدل أنه لو كانت اللغة مواضعة واصطلاحا لم يكن أولئك في الاحتجاج بهم بأولى منا في الاحتجاج بنا على لغة عصرنا، و (3) بدليل اجتماعي وهو زعمه "أنه لم يبلغنا أن قوما من العرب في زمان يقارب زماننا أجمعوا على تسمية شيء من الأشياء مصطلحين عليه."

(ب) اختلاف لغات العرب. في هذا الباب أورد ابن فارس وجوه الاختلاف بين اللهجات العربية القديمة ومما ذكره من أصناف هذه الاختلافات:
(1) الاختلاف فِي الحركات كقولنا: "نَستعين" و "نِستعين" بفتح النون وكسرها. قال الفرَّاء: هي مفتوحة فِي لغة قريش، وأسدٌ وغيرهم يقولونها بكسر النون.
(2) الاختلاف فِي الحركة والسكون مثل قولهم: "معَكم" و "معْكم" أنشد الفرّاء:
(3) الاختلاف فِي إبدال الحروف نحو: "أولئك" و "أُولالِكَ". ومنها قولهم: "أنّ زيداً" و "عَنّ زيداً".
(4) الاختلاف فِي الهمز والتليين نحو "مستهزئون" و "مستهزُوْن".
(5) الاختلاف فِي التقديم والتأخير نحو "صاعقة" و "صاقعة".
(6) الاختلاف فِي الحذف والإثبات نحو "استحيَيْت" و "استحْيت" و "صدَدْت" و "أَصْدَدْت".
(7) الاختلاف فِي التذكير والتأنيث فإن من العرب من يقول "هَذِهِ البقر" ومنهم من يقول "هَذَا البقر" و "هَذَه النخيل" و "هَذَا النخيل".
(8) الاختلاف فِي الإعراب نحو "مَا زيدٌ قائماً" و "مَا زيدٌ قائم" و "إنّ هذين" و "إنّ هذان" وهي بالألف لغة لبني الحارث بن كعب يقولون لكلّ ياء ساكنة انفتح مَا قبلها ذَلِكَ.
(9) الاختلاف فِي صورة الجمع نحو: "أسرى" و "أُسارى".

(جـ) باب (القول فِي اللغة الَّتِي بِهَا نزل القرآن، وأنه لَيْسَ فِي كتاب الله جلّ ثناؤه شيء بغير لغة العرب) عن أبي صالح عن ابن عباس قال: نزل القرآن عَلَى سبعة أحرُف أَوْ قال بسبعِ لغات، منها خمسٌ بلغة العَجْزِ من هَوازن وهم الذين يقال لهم علُيا هَوازن وهي خمس قبائل أَوْ أربع، منها سَعدُ بن بكر وجُشَمُ بن بكر ونَصْر بن مُعاوية وثَقيف. قال أبو عُبيد: وأحسب أفصَحَ هؤلاء بني سعد بن بكر لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا أفصَح العَرَب مَيْد أني من قريش وأني نشأت فِي بني سعد بن بكر" وَكَانَ مُسْتَرْضَعاً فيهم، وهم الذين قال فيهم أبو عمرو بن العَلاء: أفصح العرب عُليا هَوازِن وسُفْلى تميم. وعن عبد الله بن مسعود أنه كَانَ يَستَحبُّ أن يكون الذين يكتبون المَصاحف من مُضر. وقال عمر: لا يُمْلِيَنَّ فِي مَصاحِفِنا إِلاَّ غلمان قريش وثَقيف. وقال عثمان: اجعلوا المُمليَ من هُذَيل والكاتبَ من ثقيف.

قال: (أبو عبيد) وزعم أهل العَربية أن القرآن لَيْسَ فِيهِ من كلام العجَم شيء وأنه كلَّه بلسانٍ عربيّ، يتأوَّلون قوله جلّ ثناؤه "إنا جعلناه قرآناً عربياً" وقوله "بلسان عربيّ مبين". قال أبو عبيد: والصواب من ذَلِكَ عندي – والله اعلم – مذهب فِيهِ تصديق القوْلين جميعاً. وذلك أنَّ هَذِهِ الحروف وأصولها عجمية – كما قال الفقهاء – إِلاَّ أنها سقَطَت إِلَى العرب فأعرَبَتها بألسنَتها، وحوَّلتها عن ألفاظ العجم إِلَى ألفاظها فصارت عربيَّة. ثُمَّ نزل القرآن وَقَدْ اختَلَطت هَذِهِ الحروف بكلام العَرَب. فمن قال إنها عَرَبية فهو صادق، ومن قال عجمية فهو صادق.

(د) باب (القول فِي مأخذ اللغة)
تؤخذ اللغة اعتياداً كالصبي العربيّ يسمع أبويه وغيرهما، فهو يأخذ اللغة عنهم عَلَى مَرّ من الأوقات. وتؤخذ تلقُّناً من ملقّن. وتؤخذ سماعاً من الرُّواة الثقات ذوي الصدق والأمانة، ويُتَّقى المظنون.

(هـ) باب القول فِي الاحتجاج باللغة العربية
لغةُ العرب يحتج بِهَا فيما اختلفُ فيه، إِذَا كَانَ "التنازع في اسم أو صفة أو شيء ومما تستعمله العرب من سننها في حقيقة ومجاز، أو ما أشبه ذلك مما يجيء في كتابنا هذا إن شاءَ الله. فأما الذي سبيله سبيل الاستنباط، أو ما فيه لدلائل العقل مجال – فإن العرب وغيرهم فيه سواء؛ لأن سائلا لو سأل عن دلالة من دلائل التوحيد أو حجة في أصل فقه أو فرعه – لم يكن الاحتجاج فيه بشيء من لغة العرب، إذ كان موضوع ذلك على غير اللغات. فأما الذي يختلف فيه الفقهاء – من قوله جل وعز: (أو لامستُم النِساء) وقوله: (والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قُروء) وقوله جل وعز: (ومن قتله منكم متعمداً فجزاء مثل ما قتل من النعم) وقوله: (ثم يعودون لما قالوا) – فمنه ما يصلح الاحتجاج فيه بلغة العرب، ومنه ما يوكل إلى غير ذلك.

(و) باب (القول على لغة العرب هل لها قياس وهل يشتق بعض الكلام من بعض؟)
أجمع أهل اللغة إلا من شذ عنهم أن للغة العرب قياساً وأن العرب تشتق بعض الكلام من بعض، وأن اسم الجنّ مشتق من الاجتنان. وأن (الجيم والنون) تدُلاَّن أبداً عَلَى الستر. تقول العرب للدّرع: جُنَّة. وأجَنه الليلُ. وهذا جنين، أي هو فِي بطن أمّه أَوْ مقبور. وأن الإنس من الظهور. يقولون: آنَسْت الشيء: أبصرته. وَعَلَى هَذَا سائرُ كلام العَرَب، عَلم ذَلِكَ من عَلِم وجَهِلَه من جهل.. وَلَيْسَ لَنَا اليوم أن نخترع ولا أن نقول غير مَا قالوه، ولا أن نقيس قياساً لَمْ يقيسوه، لأن فِي ذَلِكَ فسادَ اللغة وبُطلان حقائقها. ونكتةُ الباب أن اللغة لا تؤخذ قياساً نَقيسهُ الآن نحن.

(ز) باب (مراتب الكلام فِي وُضوحه وإشكاله)
أما واضح الكلام – فالذي يفهمه كلّ سامع عرَف ظاهرَ كلام العرب. كقول القائل: شربت ماءً ولَقيت زيداً. وكما جاء فِي كتاب الله جلّ ثناؤه: "حُرِّمَتْ عليكم المَيْتَةُ والدمُ ولحمُ الخِنْزير" وكقول النبي صلى الله تعالى عَلَيْهِ وسلم: "إِذَا اسْتَيْقَظَ أحدُكم من نومه، فلا يَغْمِسْ يدَه فِي الإِناء حَتَّى يَغْسِلَها ثلاثاً".

وأما المشكل، فالذي يأتيه الإشكال من: غَرابة لفظه، أَوْ أن تكون فِيهِ إشارة إِلَى خبر لَمْ يذكره قائلهُ عَلَى جهته، أَوْ أن يكون الكلام فِي شيء غير محدود، أَوْ يكون وَجيزاً فِي نفسه غير مَبْسوط، أَوْ تكون ألفاظه مُشتركةً.

فأما المُشكلِ لغرابة لفظه – فمنه فِي كتاب الله جلُّ ثناؤه "فلا تَعْضُلوهن"، "ومِن الناس من يعبُد الله عَلَى حَرف"، "وسَيِّداً وحَصُوراً"، "ويُبْرئُ الأكْمَهَ" وغيرُهُ مما صَنَّف علماؤنا فِيهِ كتَبَ غريب القرآن. ومنه فِي حديث النبي صلى الله تعالى عَلَيْهِ وسلم: "عَلَى التِّيعَةِ شاة. والتِّيمة لصاحبها. وَفِي السُّيُوبِ الخُمُس لا خِلاطَ ولا وِراطَ ولا شِناقَ ولا شِغارَ

والذي أشكل لإيماء قائله إِلَى خبر لَمْ يُفصح بِهِ – فكقوله: إِن العصا قُرِعَت لِذِي الحِلْمِ.

والذي يشكل لأنه لا يُحَدُّ فِي نفس الخطاب – فكقوله جلّ ثناؤه: ""أقيموا الصلاة" فهذا مجمّل غير مفصل حَتَّى فَسَّره النبي صلَى الله تعالى عَلَيْهِ وسلم:

والذي أشكل لوجَازة لفظه قولهم:

الغَمَراتِ ثُم َّيَنْجَلِينَا

والذي يأتيه الإشكال من اشتراك اللفظ: قول القائل: وضَعوا اللُّجَّ عَلَى قَفيَّ. (اللج هو السيف) ويظهر هنا أن الإشكال ليس من جهة الاشتراك اللفظي كما زعم ابن فارس وإنما من جهة غرابة اللفظ.

(ح) باب (الأسماء كَيْفَ تقع عَلَى المسميات)
يُسمَّى الشيئان المختلفان بالاسمين المختلفين، وذلك أكثر الكلام كرَجُل وفَرَس. ونُسمى الأشياء الكثيرة بالاسم الواحد، نحو: "عين الماء" و "عين المال" و "عين السحاب".

ويسمى الشيء الواحد بالأَسماء المختلفة (الترادف)، نحو: "السيف والمهنّد والحسام".

والذي نقوله فِي هَذَا: إن الاسم واحد وهو "السيف" وَمَا بعده من الألقاب صفات، ومذهبنا أن كل صفة منها فمعناها غير معنى الأخرى. وَقَدْ خالف فِي ذَلِكَ قوم فزعموا أنها وإن اختلفت ألفاظها فإنها ترجع إِلَى معنى واحد. وذلك قولنا: "سيف وعضب وحُسام". وقال آخرون: لَيْسَ منها اسم ولا صفة إِلاَّ ومعناه غيرُ معنى الآخر. قالوا: وكذلك الأفعال. نحو: مضى وذهب وانطلق. وقعد وجلس. ورقد ونام وهجع. قالوا: ففي "قعد" معنى لَيْسَ فِي "جلس" وكذلك القول فيما سواهُ . . . ومن سُنَن العرب فِي الأَسماء أن يسمّوا المتضادَّين باسم واحد. نحو "الجَوْن" للأسود و "الجَوْن" للأبيض. وأنكر ناس هَذَا المذهب وأن العرب تأتي باسم واحد لشيء وضدّه. وهذا لَيْسَ بشيء. وذلك أن الَّذِين رَوَوْا أن العرب تُسمي السيف مهنَّداً والفَرَسَ طِرْفاً هم الَّذِين رَوَوْا أن العرب تُسمِّي المتضادَّين باسم واحد. وَقَدْ جرَّدنا فِي هَذَا كتاباً ذكرنا فِيهِ مَا احتجوا به، وذكرنا ردَّ ذَلِكَ ونقصه، فلذلك لَمْ نكرّرِهُ.

(ط) باب (النحت)
العرب تَنْحَتُ من كلمتين كلمةً واحدة، وهو *** من الاختصار، وذلك مثل: "رجل عَبْشَميّ" منسوب إِلَى اسمين، وأنشد الخليل:

أقول لَهَا ودمعُ العين جارٍ ألَمْ تَحْزُنْكِ حَيْعَلةُ المنادي

مكان قوله: "حَيَّ علي". وهذا مذهبنا فِي أنّ الأشياء الزائدة عَلَى ثلاثة أحرف أكثرها منحوت، مثل قول العرب للرجل الشديد "ضَبَطرٌ" [ضبط وضبر] وَفِي "الصِّلِّدْم" إنه من "الصَّلد" و "الصَّدْم". وَقَدْ ذكرنا ذَلِكَ بوجوهه فِي كتاب مقاييس اللغة.

معجم مقاييس اللغة

لأبن فارس كتاب آخر نادر في موضوعة وقيّم في مادته هو (معجم مقاييس اللغة)، فهو معجم فريد في بابه ، لا يشبهه في تناول المفردات إلا كتاب (مفردات غريب القرآن) للأصفهاني، إلا أن الأخير خاص بمفردات القرآن الكريم لا يتعداها، وأما المقاييس فقد تناول معظم مفردات اللغة. وقد بُنـي معجم مقاييس اللغة على فكرتين تُعدان من أهم موضوعات فقه اللغة: (1) إن لمفردات العربية مقاييس صحيحة وأصولا تتفرع منها. وهذه الفكرة ذكرها ابن فارس أيضا في الصاحبي في باب (القول على لغة العرب هل لها قياس وهل يشتق بعض الكلام من بعض) حيث قال: "أجمع أهل اللغة إلا من شذ عنهم أن للغة العرب قياساً وأن العرب تشتق بعض الكلام من بعض، وأن اسم الجنّ مشتق من الاجتنان. وأن الجيم والنون تدُلاَّن أبداً عَلَى الستر. تقول العرب للدّرع: جُنَّة. وأجَنه الليلُ، وهذا جنين، أي هو فِي بطن أمّه أَوْ مقبور." وقد طبق هذه الفكرة في معجم المقاييس. (2) والفكرة الثانية هي رأيه في أصل ما فوق الرباعي، وقد ذكر ذلك في الصاحبي عندما قال: "مذهبنا فِي أنّ الأشياء الزائدة عَلَى ثلاثة أحرف أكثرها منحوت، مثل قول العرب للرجل الشديد "ضَبَطرٌ" [ضبط وضبر] وَفِي "الصِّلِّدْم" إنه من "الصَّلد" و "الصَّدْم." ولكنه في المقاييس توسع في تطبيق هذا المفهوم على ما يريو على ثلاثمائة لفظ، وما خرج عن ذلك نسبه إما لزيادة حرف على الثلاثي أو نسبه إلى أصل الوضع. وهنا سنورد أمثلة الاشتقاق الذي اصطلح من بعده على تسميته بالاشتقاق الأصغر:

برم الباء والراء والميم يدلُّ على أربعة أصولٍ: إحكام الشَّيء، والغَرَض به، واختِلاف اللَّونين، و***ٌ من النَّبات.

فأمّا الأوّل فقال الخليل: أبْرَمْتُ الأمرَ أحكمتُه. قال أبو زياد: المبارم مغازلُ ضِخامٌ تُبْرِم عليها المرأةُ غَزْلَها، ويقال أبرمْتُ الحَبْلَ، إذا فتَلْتَه متيناً، وَالمُبْرَم الغزْل.

وأمَّا الغَرَض فيقولون: بَرِمْتُ بالأمرِ عَيِيتُ به، وَأبرَمَنِي أعْيَانِي. قال: ويقولون أرجُو أنْ لا أَبْرَمَ بالسُّؤَالِ عن كذا، أي لا أعْيَا.

وأمّا اختلاف اللَّوْنَيْن فيقال إنّ البريمَينِ النَّوعانِ مِنْ كلّ مِن ذي خِلْطَيْنِ، مثل سوادِ اللَّيْلِ مختلطاً ببياض النهار، وكذلك الدَّمع مع الإثْمِد بَريمٌ. قال أبو زياد: ولذلك سُمّي الصُّبْحُ أوَّلَ ما يبدُو بَرِيماً، لاختلاط بياضِه بسواد اللَّيل؛ وَالبريم شيءٌ تشدُّ به المرأةُ وسَطَها، منظَّم بخَرَزٍ.

والأصل الرابع: البَرَم، (وأطيبُها ريحا) بَرَمُ السَّلَم، وأخْبَثُها ريحاً بَرَمَةُ العُرْفُط، وهي بيضاءُ كبَرَمَةِ الآس. قال أبو زياد: البَرَمَةُ الزَّهرةُ التي تخرج فيها الحُبْلة. أبو الخطّاب: البَرَم أيضاً حُبوبُ العِنَب إذا زادَتْ على الزَّمَعِ، أمثال رُءُوس الذّرّ.

وشذّ عن هذِهِ الأصول البُرَام، وهو القُرَاد الكبير، تقول العرب: «هو أَلْزَقُ مِنْ بُرام»؛ وكذلك البُرْمة، وهي القِدْر.

والظاهر أن الأمر بخلاف ما قال ابن فارس لأن هذه المعاني راجعة إلى أصل واحد وهو اللف والبرم. فالغرض هو الشعور بعصر في الجوف، وبرم الشجر لأن زهرته مبرومة، واختلاف اللونين لأن الحبل يلف منمن شريختين مختلفتي اللون.

جدر الجيم والدال والراء أصلان.

فالأوَّل الجِدار، وهو الحائط وجمعه جُدُر وَجُدْران، وَالجَدْرُ أصل الحائط، ومنه الجَديرة، شيءٌ يُجْعَل للغنم كالحظيرة. ومن هذا الباب قولهم هو جديرٌ بكذا، أي حريٌّ به، وهو مما ينبغي أن يثبت ويبني أمرَه عليه. ويقولون: الجديرة الطبيعة.

والأصل الثاني ظُهور الشيء، نباتاً وغيره. فالجُدرِيّ معروف، وهو الجَدَرِيُّ أيضاً. وَالجَدَر سِلْعَةٌ تظهر في الجَسَد، وَالجَدْر النبات، يقال: أجْدَرَ المكانُ وَجَدَرَ، إذا ظهر نباته.

وَالجَدْرُ: أثر الكَدْمِ بعُنق الحمار، وإنما يكون من هذا القياس لأنَّ ذلك يَنْتَأُ له جلدُه، فكأنَّه الجُدَرِيّ.

جرح الجيم والراء والحاء أصلان: أحدهما الكسب، والثاني شَقّ الجِلْد.

فالأوّل قولهم (اجترح) إذا عمل وكَسَب؛ قال الله عزّ وجلّ: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ} (الجاثية21)؛ وإنّما سُمّي ذلك اجتراحاً لأنه عَمَلٌ بالجوَارح، وهي الأعضاء الكواسب. وَالجوارحُ من الطَّير والسباع: ذَوَاتُ الصَّيد.

وأما الآخَر (فقولهم) جرحَه بحديدةٍ جرْحاً، والاسم الجُرْح. ويقال جرَح الشاهدَ إذا ردّ قولَه بِنَثاً غيرِ جميل، وَاستَجْرَحَ فلانٌ إذا عمل ما يُجْرَح من أجله.

عوي العين والواو والياء: أصلٌ صحيح يدلُّ على ليّ في الشىء وعطْفٍ له.

قال الخليل: عَوَيت الحبلَ عَيًّا إذا لويتَه، وعَوَيت رأس النّاقة، إذا عُجْتَه فانعوى، والناقة تَعْوِي بُرَتَها في سَيرها، إذا لوَتْها بخَطْمها، وتقول للرّجُل إذا دعا النّاسَ إلى الفتنة: عوى قومًا، واستعوى. فأمَّا عُوَاء الكلب وغيرِه من السباع فقريبٌ من هذا، لأنّه يَلوِيه عن طريق النَّبْح: يقال عَوَتِ السّباع تَعوِي عُواءً؛ وأمّا الكَلْبة المستحرِمة فإنَّها تسمَّى المعاوِيَة، وذلك من العُواء أيضًا، كأنَّها مُفاعلة منه. والعَوَّاء: نجمٌ في السماء، يؤنّث، يقال لها: «عوّاء البَرْد»، إذا طلعت جاءت بالبرد، وليس ببعيد أن تكون مشتقَّةً من العُواء أيضًا، لأنّها تأتي ببردٍ تعوي له الكلاب؛ ويقولون في أسجاعهم: «إذا طلعت العَوَّاء، جَثَمَ الشتاء، وطابَ الصّلاء»، وهي في هذا السَّجع ممدودة، وهي تمدُّ وتقصر. ويقولون على معنى الاستعارة لسافِلَة الإنسان: العَوَّاء.

ويبدو لنا أن ما قرره ابن فارس من أن عوى الذئب مأخوذ من معنى لوى ليس صحيحا لأنه من الكلمات المحاكية لمعناه أي لصوت الذئب، لأنه يخيل إلينا أن صوته (عووووو).

برق الباء والراء والقاف تعود إلى أصلين أحدهما اللمعان والآخر شئ به نقط بيض وسود. والواقع أن هذا أصل واحد وليس كما زعم. والذي يظهر لنا أنهما يعودان إلى أصل واحد لأن اجتماع البياض والسواد يؤدي إلى حدوث ما يشبه البريق لتداخل اللونين كما يتداخل النور والظلام.

ما جاء من كلام العرب على أكثَر من ثلاثة أحرف

اعلم أنّ للرُّباعيّ والخُماسيّ مذهباً في القياس، يَستنبِطه النَّظرُ الدَّقيق. وذلك أنّ أكثر ما تراه منه منحوتٌ، ومعنى النَّحت أن تُؤخَذَ كلمتان وتُنْحَتَ منهما كلمةٌ تكون آخذةً منهما جميعاً بحَظَ. والأصل في ذلك ما ذكره الخليل من قولهم حَيْعَلَ الرَّجُل، إذا قالَ حَيَّ عَلى.

ومن الشيءِ الذي كأنَّه متَّفَقٌ عليه قولهم عَبْشَمّى من عبد شمس.

فعلى هذا الأصل بَنَيْنَا ما ذكرناه من مقاييس الرُّباعي، فنقول: إنَّ ذلك على ضربين: أحدهما المنحوت الذي ذكرناه، والضَّرْب الآخر (الموضوع) وضعاً لا مجالَ له في طُرق القياس، وسنبيِّن ذلك بعَون الله.

ما جاءَ منحوتاً من كلام العرب في الرُّباعي

ومن ذلك بَحْثَرْتُ الشيءَ، إذا بَدّدته، وَالبَحْثَرَة: الكَدَر في الماء. وهذه منحوتةٌ من كلمتين: من بحثْتُ الشَّيء في التراب ومن البَثر الذي يَظْهَر على البَدَن، وهو عربيٌّ صحيحٌ معروف، وذلك أنَّه يَظْهَرُ متفرِّقاً على الجِلْد

ومن ذلك السَّحْبَل: الوادي الواسع، وكذلك القِرْبة الواسعة: سَحْبلة؛ فهذا منحوت من سحل إذا صبّ، ومن سَبَل، أومن سَحَبَ إذا جرى وامتدّ،

ومن ذلك المُغَثْمَرُ، وهو الثَوْب الخشنُ الرَّدىء النَّسْج. يقال: ألبستُهُ المغَثْمَرَ لأدفع به عنه العينَ؛ وهذه منحوتةٌ من كلمتين: من غثم وغثر، أمّا غثر فمن الغُثْر، وهو كلُّ شىء دُونٍ. وأمّا غثم فمن الأغثم: المختلط السَّواد بالبياض.

ما زيد فيه حرف للمبالغة

ومن هذا الباب ما يجيءُ على الرُّباعي وهو من الثلاثي على ما ذكرناه، لكنَّهم يزيدون فيه حرفاً لمعنىً يريدونه مِنْ مبالغةٍ، كما يفعلون ذلك في زُرْقُمٍ وخَلْبَنٍ، لكن هذه الزيادَة تقع أوّلاً وغيرَ أوّلٍ.

ومن ذلك البَحْظَلَة قالوا: أنْ يَقفِزَ الرَّجُل قَفَزانَ اليَربوع، فالباء زائدةٌ؛ قال الخليل: الحاظل الذي يمشي في شِقِّه، يقال مَرَّ بنا يْحَظَلُ ظالِعاً.

ومن ذلك البِرْشاع الذي لا فُؤاد له. فالرَّاء زائدة، وإنما هو من الباء والشين والعين التي تدل على الكراهة والضيق.

ومن ذلك البَرْغَثَة، الراء فيه زائدة وإنما الأصل الباء والغين والثاء. والأبغث من طير الماء كلون الرَّماد، فالبَرْغَثَةُ لونٌ شبيهٌ بالطُّحْلة، ومنه البُرْغُوث.

ومن ذلك البَرْجَمَةُ: غِلَظُ الكَلام، فالراء زائدةٌ، وإنَّما الأصل البَجْم. قال ابنُ دريد: بَجَم الرّجُل يَبْجُمُ بُجُوماً، إذا سكَتَ من عِيَ أو هَيْبَةٍ، فهو باجِمٌ.

ومن ذلك بَرْعَمَ النَّبْتُ إذا استدارَتْ رُءُوسُه، والأصل بَرَع إذا طال ومن ذلك البَرْكَلَةُ وهو مَشْيُ الإنسان في الماء والطِّين، فالباء زائدةٌ، وإنما هو من تَرَكَّلَ إذا ضَرَبَ بإحدى رجليه فأدخلها في الأرض عند الحفْر.

ومن ذلك الفَرقَعة: تنقيضُ الأصابع، وهذا مما زيدت فيه الراء، وأصله فَقَع.

ما وضع من الرباعي وضعا

البُهْصُلَةُ: المرأة القَصِيرة، وحمار بُهْصُلٌ قصير. وَالبُخْنُق: البُرْقُع القصير، وقال الفرّاء: البُخْنُق خِرْقةٌ تَلْبَسُها المرأة تَقِي بها الخِمَار الدُّهْنَ. البَلْعَثُ: السّيِء الخُلُق. البَهْكَثَةُ: السُّرْعة. البَحْزَج: وَلَدُ البَقَرة وكذلك البُرْغُزُ. بَرْذَنَ الرَّجُل: ثَقُل. البرازِق: الجماعات. البُرْزُلُ: الضخم. ناقة بِرْعِس: غَزِيرة. بَرْشَط اللَّحْمَ: شَرْشَرَهُ. بَرْشَمَ الرَّجُلُ، إذا وَجَمَ وأظهر الحُزْن، وَبَرْهَم إذا إدامَ النظَر. والبَرْقَطَة: خَطْوٌ متقارب.

وممّا وضع وضعًا وليس ببعيدٍ أن يكون له قياس: غَرْدَقْتُ السَّتْرَ: أرسلتُه، والغُرْنُوق: الشاب الجميل. والغُرْنَيْق طائر.

كتب على شاكلة الصاحبي في فقه اللغة
هناك كتب أخرى طرقت موضوعات تشبه تلك التي اشتمل عليها كتاب الصاحبي. من هذه الكتب: (الخصائص) لابن جني، و(المزهر في علوم اللغة) للسيوطي.

كتاب الخصائص لابن جني
ولد ابن جني من أب رومي يوناني. نشأ بالموصل وأخذ النحو عن الأخفش وأبي على الفارسي الذي لازمه طويلاً، واجتمع بالمتنبي الذي، أعجب بسعة علمه في اللغة، في بلاط سيف الدولة وفي شيراز عند عضد الدولة. وكان المتنبي إذا سئل عن دقيقة في شعره قال: اسألوا عنها صاحبنا ابن جني . أهدى كتاب (الخصائص) إلى بهاء الدولة الذي تولى الملك في بغداد. وتوفي هذا العالم اللغوي الفذ سنة 392هـ.

جاء في مقدمة الخصائص "هذا أطال الله بقاء مولانا الملك السيد المنصور المؤيد بهاء الدولة … كتاب لم أزل على فارط الحال وتقادم الوقت ملاحظا له عاكف الفكر عليه … هذا مع إعظامي له وإعصامي بالأسباب المنتاطة به واعتقادي فيه أنه من أشرف ما صنف في علم العرب وأذهبه في طريق القياس والنظر … وأجمعه للأدلة على ما أودعته هذه اللغة الشريفة من خصائص الحكمة ونيطت به من علائق الإتقان والصنعة.

ثم يبين ابن جني غرضه من تأليف هذا الكتاب قائلا: "ذلك أنا لم نر أحدا من علماء البلدين تعرض لعمل أصول النحو على مذهب أصول الكلام والفقه فأما كتاب أصول أبي بكر [ابن السراج] فلم يلمم فيه بما نحن عليه إلا حرفا أو حرفين في أوله وقد تعلق عليه به وسنقول في معناه. على أن أبا الحسن [الأخفش] قد كان صنف في شئ من المقاييس كتيبا إذا أنت قرنته بكتابنا هذا علمت بذاك أنا نُبْنا عنه فيه وكفيناه كُلفة التعب به وكافأناه على لطيف ما أولاناه من علومه."

ابن جني قصد بقوله في المقدمة "لم نر أحدا من علماء البلدين تعرض لعمل أصول النحو على مذهب أصول الكلام والفقه" تطبيق مناهج أصول الكلام والفقه على المباحث اللغوية. وبعبارة أخرى يريد أن يطبق منهج التعليل والقياس الذي اعتمده الأصوليون والفقهاء في استنباط الأحكام من النصوص على النظر في اللغة. ويقال إنه أول من أدخل منهج القياس في الدرس اللغوي.

ونجده في (باب ذكر علل العربية أكلامية هي أم فقهية) يقارن بين القياس عند اللغويين من جهة وعند الفقهاء والكلاميين من جهة أخرى، فيقول: "اعلم أن علل النحويين وأعنى بذلك حذاقهم المتقنين لا ألفافهم المستضعفين أقرب إلى علل المتكلمين منها إلى علل المتفقهين وذلك أنهم إنما يحيلون على الحس ويحتجون فيه بثقل الحال أو خفتها على النفس وليس كذلك حديث علل الفقه وذلك أنها إنما هي أعلام وأمارات لوقوع الأحكام ووجوه الحكمة فيها خفية عنا غير بادية الصفحة لنا ألا ترى أن ترتيب مناسك الحج وفرائض الطهور والصلاة والطلاق وغير ذلك إنما يرجع في وجوبه إلى ورود الأمر بعمله ولا تعرف علة جعل الصلوات في اليوم والليلة خمسا دون غيرها من العدد ولا يعلم أيضا حال الحكمة والمصلحة في عدد الركعات ولا في اختلاف ما فيها من التسبيح والتلاوات إلى غير ذلك مما يطول ذكره ولا تحْلى النفس بمعرفة السبب الذي كان له ومن أجله وليس كذلك علل النحويين وسأذكر طرفا من ذلك لتصح الحال به.

ويحتج للشبه بين علل النحويين والكلاميين بما ذكره أبو إسحاق في سبب رفع الفاعل ونصب المفعول حيث قال: "إنما فعل ذلك للفرق بينهما، ثم سأل نفسه فقال فإن قيل فهلا عكست الحال فكانت فرقا أيضا قيل الذي فعلوه أحزم وذلك أن الفعل لا يكون له أكثر من فاعل واحد وقد يكون له مفعولات كثيرة فرفع الفاعل لقلته ونصب المفعول لكثرته وذلك ليقل في كلامهم ما يستثقلون ويكثر في كلامهم ما يستخفون فجرى ذلك في وجوبه ووضوح أمره مجرى شكر المنعم وذم المسئ في انطواء الأنفس عليه وزوال اختلافها فيه ومجرى وجوب طاعة القديم سبحانه لما يعقبه من إنعامه وغفرانه ومن ذلك قولهم إن ياء نحو ميزان وميعاد انقلبت عن واو ساكنة لثقل الواو الساكنة بعد الكسرة وهذا أمر لا لبس في معرفته ولا شك في قوة الكلفة في النطق به وكذلك قلب الياء في موسر وموقن واوا لسكونها وانضمام ما قبلها ولا توقف في ثقل الياء الساكنة بعد الضمه لأن حالها في ذلك حال الواو الساكنة بعد الكسرة وهذا كما تراه أمر يدعو الحس إليه ويحدو طلب الاستخفاف عليه وإذا كانت الحال المأخوذ بها المصير بالقياس إليها حسية طبيعية فناهيك بها ولا معدل بك عنها."

يمكن القول بأن موضوعات الخصائص تدور حول القضايا التالية:
أ) ماهية اللغة وتعرفها وماهية الكلام والقول والإعراب.
ب) أصل اللغة ومبدئها وجمع اللغة وتوثيقها وحجيتها.
ج) موضوعات تتعلق مستويات الدرس اللغوي: الأصوات والاشتقاق والصرف والنحو.

موضوعات فقه اللغة في كتاب الخصائص
يجدر بنا في هذا المقام أن نفصل الكلام في قضايا فقه اللغة المشهورة التي وردت في الخصائص وهي كالتالي:

– تعريف اللغة:
– نجد في الخصائص أشهر تعريف للغة في الفكر العربي والإسلامي، وهو تعريف تناقله بعد ذلك اللغويون والأصوليون. يقول ابن جني: أما حدها فإنها أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم هذا حدها، وأما تصريفها ومعرفة حروفها فإنها فعلة من لغوت أي تكلمت وأصلها لغوة ككرة وقلة وثُبَة كلها لاماتها واوات لقولهم كروت بالكرة وقلوت بالقلة، وقيل منها لغي يلغي إذا هذي ومصدره اللغا. وكذلك اللغو قال الله سبحانه وتعالى وإذا مروا باللغو مروا كراما أي بالباطل وفي الحديث من قال في الجمعة صه فقد لغا أي تكلم.

مبدأ اللغات:
– تعرض ابن فارس لمبدأ اللغات ولكن بشكل مقتضب أما ابن جني فقد ذكر النظريات الثلاث المتداولة بين مفكري عصره في باب بعنوان (باب القول على أصل اللغة أإلهام هي أم اصطلاح).

بدأ أولا ببيان صعوبة البحت في هذا الموضوع الشائك قائلا: "هذا موضع محوج إلى فضل تأمل." ثم بدأ بعد ذلك بإيراد رأي أهل الاصطلاح قائلا: غير أن أكثر أهل النظر على أن أصل اللغة إنما هو تواضع واصطلاح لا وحي وتوقيف‏.‏ وذلك أنهم ذهبوا إلى أن أصل اللغة لا بد فيه من المواضعة. قالوا‏:‏ وذلك كأن يجتمع حكيمان أو ثلاثة فصاعداً فيحتاجوا إلى الإبانة عن الأشياء المعلومات فيضعوا لكل واحد منها سمة ولفظاً إذا ذكر عرف به ما مسماه ليمتاز من غيره وليغنى بذكره عن إحضاره إلى مرآة العين فيكون ذلك أقرب وأخف وأسهل من تكلف إحضاره لبلوغ الغرض في إبانة حاله‏.‏ بل قد يحتاج في كثير من الأحوال إلى ذكر ما لا يمكن إحضاره ولا إدناؤه كالفاني وحال اجتماع الضدين على المحل الواحد … فكأنهم جاءوا إلى واحد من بني آدم فأومئوا إليه وقالوا‏:‏ إنسان إنسان إنسان فأي وقت سمع هذا اللفظ علم أن المراد به هذا الضرب من المخلوق وإن أرادوا سمة عينه أو يده أشاروا إلى ذلك فقالوا‏:‏ يد عين رأس قدم أو نحو ذلك‏.‏ فمتى سمعت اللفظة من هذا عرف معنيُّها وهلم جرا فيما سوى هذا من الأسماء والأفعال والحروف‏.‏ ثم لك من بعد ذلك أن تنقل هذه المواضعة إلى غيرها فتقول‏:‏ الذي اسمه إنسان فليجعل مكانه مرد والذي اسمه رأس فليجعل مكانه سر وعلى هذا بقية الكلام‏.‏

ثم ذكر رأي القائلين بالتوقيف وحججهم:

إلا أن أبا علي رحمه الله قال لي يوماً‏:‏ هي من عند الله واحتج بقوله سبحانه‏:‏ ‏(‏وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا‏)‏ وهذا أيضاً رأي أبي الحسن على أنه لم يمنع قول من قال‏:‏ إنها تواضع منه‏.‏ على أنه قد فسر هذا بأن قيل‏:‏ إن الله سبحانه علم آدم أسماء جميع المخلوقات بجميع اللغات‏:‏ العربية والفارسية والسريانية والعبرية والرومية وغير ذلك من سائر اللغات فكان آدم وولده يتكلمون بها ثم إن ولده تفرقوا في الدنيا وعلق كل منهم بلغة من تلك اللغات فغلبت عليه واضمحل عنه ما سواها لبعد عهدهم بها‏.‏ وإذا كان الخبر الصحيح قد ورد بهذا وجب تلقيه باعتقاده والانطواء على القول به‏.‏

ثم بعد هذا يذكر رأي عباد بن سليمان الصيمري الذي يرى أن اللغة بدأت طبيعية عن طريق المحاكاة: "وذهب بعضهم إلى أن أصل اللغات كلها إنما هو من الأصوات المسموعات كدوي الريح وحنين الرعد وخرير الماء وشحيج الحمار ونعيق الغراب وصهيل الفرس ونزيب الظبي ونحو ذلك‏.‏ ثم ولدت اللغات عن ذلك فيما بعد‏.‏ وهذا عندي وجه صالح ومذهب متقبل‏.‏

ثم نراه أمام هذه الآراء المتباينة وغياب الأدلة القطعية يفصح عن تردده في هذه القضية قائلا: "واعلم فيما بعد أنني على تقادم الوقت دائم التنقير والبحث عن هذا الموضع فأجد الدواعي والخوالج قوية التجاذب لي مختلفة جهات التغول على فكري‏.‏ وذلك أنني إذا تأملت حال هذه اللغة الشريفة الكريمة اللطيفة وجدت فيها من الحكمة والدقة والإرهاف والرقة ما يملك علي جانب الفكر حتى يكاد يطمح به أمام غلوة السحر‏.‏.. ثم أقول في ضد هذا‏:‏ كما وقع لأصحابنا ولنا وتنبهوا وتنبهنا على تأمل هذه الحكمة الرائعة الباهرة كذلك لا ننكر أن يكون الله تعالى قد خلق من قبلنا .. من كان ألطف منا أذهاناً وأسرع خواطر وأجرأ جناناً‏.‏ فأقف بين تين الخلتين حسيراً وأكاثرهما فأنكفيء مكثوراً‏.‏

– باب في الاشتقاق الأكبر
هذا موضع لم يسمه أحد من أصحابنا غير أن أبا علي رحمه الله كان يستعين به ويخلد إليه مع إعواز الاشتقاق الأصغر‏.‏ لكنه مع هذا لم يسمه وإنما كان يعتاده عند الضرورة ويستروح إليه ويتعلل به‏.‏ وإنما هذا التلقيب لنا نحن‏.‏ وستراه فتعلم أنه لقب مستحسن‏.‏ وذلك أن الاشتقاق عندي على ضربين‏:‏ كبير وصغير‏.‏ فالصغير ما في أيدي الناس وكتبهم كأن تأخذ أصلا من الأصول فتتقراه فتجمع بين معانيه وإن اختلفت صيغه ومبانيه‏.‏ وذلك كتركيب ‏"‏ س ل م ‏"‏ فإنك تأخذ منه معنى السلامة في تصرفه نحو سلم ويسلم وسالم وسلمان وسلمى والسلامة والسليم‏:‏ اللديغ أطلق عليه تفاؤلا بالسلامة‏.‏

وعلى ذلك بقية الباب إذا تأولته وبقية الأصول غيره كتركيب ‏"‏ ض ر ب ‏"‏ و ‏"‏ ج ل س ‏"‏ و ‏"‏ ز ب ل ‏"‏ على ما في أيدي الناس من ذلك‏.‏ فهذا هو الاشتقاق الأصغر‏.‏ وقد قدم أبو بكر رحمه الله رسالته فيه بما أغنى عن إعادته لأن أبا بكر لم يأل فيه نصحا وإحكاما وصنعة وتأنيسا‏.‏

وأما الاشتقاق الأكبر فهو أن تأخذ أصلا من الأصول الثلاثية فتعقد عليه وعلى تقاليبه الستة معنى واحداً تجتمع التراكيب الستة وما يتصرف من كل واحد منها عليه وإن تباعد شيء من ذلك عنه رد بلطف الصنعة والتأويل إليه كما يفعل الاشتقاقيون ذلك في التركيب الواحد‏.‏

وقد كنا قدمنا ذكر طرف من هذا الضرب من الاشتقاق في أول هذا الكتاب عند ذكرنا أصل الكلام والقول وما يجيء من تقليب تراكيبهما نحو ‏"‏ ك ل م ‏"‏ ‏"‏ ك م ل ‏"‏ ‏"‏ م ك ل ‏"‏ ‏"‏ م ل ك ‏"‏ ‏"‏ ل ك م ‏"‏ ‏"‏ ل م ك ‏"‏ وكذلك ‏"‏ ق و ل ‏"‏ ‏"‏ ق ل و ‏"‏ ‏"‏ و ق ل ‏"‏ ‏"‏ و ل ق ‏"‏ ‏"‏ ل ق و ‏"‏ ‏"‏ ل و ق ‏"‏ وهذا أعوص مذهباً وأحزن مضطربا‏.‏ وذلك أنا عقدنا تقاليب الكلام الستة على القوة والشدة وتقاليب القول الستة على الإسراع والخفة‏.‏ وقد مضى ذلك في صدر الكتاب‏. لكن بقي علينا أن نحضر هنا مما يتصل به أحرفا تؤنس بالأول وتشجع منه المتأمل‏.‏

فمن ذلك تقليب ‏"‏ ج ب ر ‏"‏ فهي أين وقعت "للقوة والشدة‏."

منها جبرت العظم والفقير إذا قويتهما وشددت منهما والجبر‏:‏ الملك لقوته وتقويته لغيره‏.‏ ومنها رجل مجرب إذا جرسته الأمور ونجذته فقويت منته واشتدت شكيمته‏.‏ ومنه الجراب لأنه يحفظ ما فيه وإذا حفظ الشيء وروعى اشتد وقوى وإذا أغفل وأهمل تساقط ورذى‏.‏

ومنها الأبجر والبجرة وهو القوي السرة‏.‏

ومنه البُرج لقوته في نفسه وقوة ما يليه به وكذلك البَرج لنقاء بياض العين وصفاء سوادها هو قوة أمرها وأنه ليس بلون مستضعف

ومنها رجبت الرجل إذا عظمته وقويت أمره‏.‏ ومنه رجب لتعظيمهم إياه عن القتال فيه وإذا كرمت النخلة على أهلها فمالت دعموها بالرجبة وهو شيء تسند إليه لتقوى به‏.‏ والراجبة‏:‏ أحد فصوص الأصابع وهي مقوية لها‏.‏

ومنها الرباجي وهو الرجل يفخر بأكثر من فعله قال‏:‏ وتلقاه رباجيا فخورا تأويله أنه يعظم نفسه ويقوي أمره‏.‏

واعلم أنا لا ندعى أن هذا مستمر في جميع اللغة كما لا ندعي للاشتقاق الأصغر أنه في جميع اللغة‏.‏ بل إذا كان ذلك الذي هو في القسمة سدس هذا أو خمسه متعذرا صعبا كان تطبيق هذا وإحاطته أصعب مذهبا وأعز ملتمسا‏. ‏بل لو صح من هذا النحو وهذه الصنعة المادة الواحدة تتقلب على ضروب التقلب كان غريباً معجباً‏.‏ فكيف به وهو يكاد يساوق الاشتقاق الأصغر ويجاريه إلى المدى الأبعد.

– إمساس الألفاظ أشباه المعاني
يقصد ابن جني بعبارة (إمساس الألفاظ أشباه المعاني) محاكاة الألفاظ لمعانيها. وقد بين أنواع هذه المحاكاة:

(أ) محاكاة الصوت: من ذلك تسميتهم الأشياء بأصواتها كالخازباز لصوته والبط لصوته والواق للصرد لصوته وغاق للغراب لصوته وحنين الرعد.

(ب) محاكاة طبيعة الأحداث والأشياء: يقول: كثيراً ما يجعلون أصوات الحروف على سمت الأحداث المعبر بها عنها فيعدلونها بها ويحتذونها عليها‏. من ذلك قولهم‏:‏ خضم وقضم‏.‏ فالخضم لأكل الرطب كالبطيخ والقثاء وما كان نحوهما من المأكول الرطب‏. والقضم للصلب اليابس نحو قضمت الدابة شعيرها ونحو ذلك‏.‏ فاختاروا الخاء لرخاوتها للرطب والقاف لصلابتها لليابس حذواً لمسموع الأصوات على محسوس الأحداث‏.‏

ومن ذلك قولهم‏:‏ النضح للماء ونحوه والنضخ أقوى من النضح. قال الله سبحانه‏:‏ فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ‏‏ فجعلوا الحاء لرقتها للماء الضعيف والخاء لغلظها لما هو أقوى منه‏.‏

(جـ) محاكاة الحركة: قال سيبويه في المصادر التي جاءت على الفعلان‏:‏ إنها تأتي للاضطراب والحركة نحو النقزان والغلبان والغثيان‏. فقابلوا بتوالي حركات المثال توالي حركات الأفعال‏.‏ ووجدت أنا من هذا الحديث أشياء كثيرة على سمت ما حداه ومنهاج ما مثلاه‏.‏ وذلك أنك تجد المصادر الرباعية المضعفة تأتي للتكرير نحو الزعزعة والقلقلة والصلصلة والقعقعة والصعصعة والجرجرة والقرقرة‏.‏ ووجدت أيضاً الفَعَلى في المصادر والصفات إنما تأتى للسرعة نحو البَشَكي والجَمَزي والوَلَقي.

(د) محاكاة قوة الأحداث أو كثرتها: ومن ذلك أنهم جعلوا تكرير العين في المثال دليلاً على تكرير الفعل فقالوا‏:‏ كسّر وقطّع وفتّح وغلّق‏.‏ وذلك أنهم لما جعلوا الألفاظ دليلة المعاني فأقوى اللفظ ينبغي أن يقابل به قوة الفعل والعين أقوى من الفاء واللام وذلك لأنها واسطة لهما.

(هـ) محاكاة ترتيب الحدث: وذلك أنهم قد يضيفون إلى اختيار الحروف وتشبيه أصواتها بالأحداث المعبر عنها بها ترتيبها وتقديم ما يضاهي أول الحدث وتأخير ما يضاهي آخره وتوسيط ما يضاهي أوسطه سوقاً للحروف على سمت المعنى المقصود والغرض المطلوب‏.‏ وذلك قولهم‏:‏ (بحث‏).‏ فالباء لغلظها تشبه بصوتها خفقة الكف على الأرض والحاء لصحلها تشبه مخالب الأسد وبراثن الذئب ونحوهما إذا غارت في الأرض والثاء للنفث والبث للتراب‏. ومن ذلك قولهم‏:‏ شد الحبل ونحوه‏.‏ فالشين بما فيها من التفشي تشبه بالصوت أول انجذاب الحبل قبل استحكام العقد ثم يليه إحكام الشد والجذب وتأريب العقد فيعبر عنه بالدال التي هي أقوى من الشين ولاسيما وهي مدغمة فهو أقوى لصنعتها وأدل على المعنى الذي أريد بها‏.

– تصاقب الألفاظ لتصاقب المعاني
وهو أن تتقارب الحروف لتقارب المعاني‏.‏ وهذا باب واسع‏.‏

من ذلك قول الله سبحانه‏:‏ {‏‏أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا} أي تزعجهم وتقلقهم‏.‏ فهذا في معنى تهزهم هزا والهمزة أخت الهاء فتقارب اللفظان لتقارب المعنيين‏.‏ وكأنهم خصوا هذا المعنى بالهمزة لأنها أقوى من الهاء وهذا المعنى أعظم في النفوس من الهز‏.‏

ومنه العسف والأسف والعين أخت الهمزة كما أن الأسف يعسف النفس وينال منها والهمزة أقوى من العين كما أن أسف النفس أغلظ من التردد بالعسف‏.‏ فقد ترى تصاقب اللفظين لتصاقب المعنيين‏.‏

ومنه الجرفة وهي من ‏"‏ ج ر ف ‏"‏ وهي أخت جلفت القلم إذا أخذت جُلْفته وهذا من ‏"‏ ج ل ف ‏"‏ وقريب منه الجنف وهو الميل وإذا جَلَفت الشيء أو جرفته فقد أملته عما كان عليه وهذا من ‏"‏ ج ن ف ‏"‏‏.‏

ومن ذلك تركيب ‏"‏ ح م س ‏"‏ و ‏"‏ ح ب س ‏"‏ قالوا‏:‏ حبست الشيء وحمس الشر إذا اشتد‏.‏ والتقاؤهما أن الشيئين إذا حبس أحدهما صاحبه تمانعا وتعازا فكان ذلك كالشر يقع بينهما‏.‏
ومنه العَلْب‏:‏ الأثر والعَلْم‏:‏ الشقّ في الشفة العليا‏.‏ فذاك من ‏"‏ ع ل ب ‏"‏ وهذا من ‏"‏ ع ل م ‏"‏ والباء أخت الميم
ومن ذلك العلز‏:‏ خفة وطيش وقلق يعرض للإنسان وقالوا العلوص لوجع في الجوف يلتوي له.
ومنه الغَرب‏:‏ الدلو العظيمة وذلك لأنها يغرف من الماء بها فذاك من ‏"‏ غ ر ب ‏"‏ وهذا من ‏"‏ غ ر ف ‏".‏
واستعملوا تركيب ‏"‏ ج ب ل ‏"‏ و ‏"‏ ج ب ن ‏"‏ و ‏"‏ ج ب ر ‏"‏ لتقاربها في موضع واحد وهو الالتئام والتماسك‏.‏ منه الجبل لشدته وقوته، وجبن إذا استمسك وتجمع، ومنه جبرت العظم ونحوه أي قويته‏.‏

وقد تقع المضارعة في الأصل الواحد بالحرفين نحو قولهم‏:‏ السحيل والصهيل قال‏:‏
وذاك من ‏"‏ س ح ل ‏"‏ وهذا من ‏"‏ ص هـ ل ‏"‏ والصاد أخت السين كما أن الهاء أخت الحاء‏.‏
ومنه قولهم سحل في الصوت وزحر، والسين أخت الزاي كما أن اللام أخت الراء‏.‏

ومن من مضارعة الأصلين: جلف وجرم فهذا للقشر وهذا للقطع وهما متقاربان معنى متقاربان لفظاً لأن ذاك من ‏"‏ ج ل ف ‏"‏ وهذا من ‏"‏ ج ر م ‏"‏‏.‏

ومن مضارعة الأصول الثلاثة: ا‏:‏ صال يصول كما قالوا‏:‏ سار يسور‏.‏
وقالوا‏:‏ زأر كما قالوا‏:‏ سعل لتقارب اللفظ والمعنى‏.‏
وقالوا‏:‏ صهل كما قالوا‏:‏ صهل كما قالوا‏:‏ زأر‏.‏
ومنه غدر و ختل (وتدلان على الخفاء).

المزهر في علوم اللغة للسيوطي
المزهر وفقة اللغة : لم يذكر السيوطي صراحة أن هذا الكتاب في فقه اللغة، إذن ما هي مسوغات اعتباره من كتب فقة اللغة . هناك اعتباران وراء هذا:

1- مما يدل على أنه أحد كتب فقه اللغة هو أنه ضمن في مقدمته جزءاً من مقدمة ابن فارس في كتاب الصاحبي في فقه اللغة، يقول: "وقبل الشروع في الكتاب نصدر بمقالة ذكرها أبو الحسين أحمد بن فارس في أول كتابه فقه اللغة قال: اعلم أن لعلم العرب أصلا وفرعا . . إلخ."

2- عند النظر في موضوعات هذا الكتاب نجد أبواباً كثيرة من موضوعات فقه اللغة التى عرفناها في كتاب الصاحبي أو في الخصائص فمثلاً هناك موضوع بداية اللغة، والاشتقاق، الترادف، والاشتراك اللفظي، والقياس. إذن لاشك أن السيوطي وضع هذا الكتاب وفي ذهنه أنه يضع كتاباً في فقه اللغة .

ترتيب المزهر:
– لقد اتبع السيوطي ترتيبا لطيفا "هذا علم شريف ابتكرت ترتيبه واخترعت تنويعه وتبويبه وذلك في علوم اللغة وأنواعها وشروط أدائها وسماعها حاكيت به علوم الحديث في التقاسيم والأنواع وأتيت فيه بعجائب وغرائب حسنة الإبداع وقد كان كثير ممن تقدم يلم بأشياء من ذلك ويعتني في بيانها بتمهيد المسالك غير أن هذا المجموع لم يسبقني إليه سابق ولا طرق سبيله قبلي طارق وقد سميته بالمزهر في علوم اللغة."

موضوعات المزهر:
إن المزهر يتميز بتقسيم منهجي واضح بعكس الكتب السابقة. وهذا التقسيم متأثر بمنهج علماء الحديث. وهناك خمسة أقسام رئيسة:

(ا) اللغة من حيث الإسناد: في هذا القسم والذي يليه يظهر تأثير علم الحديث واضحا في المنهج والمصطلحات. يعدد السيوطي في مقدمته ثمانية أنواع من الموضوعات عائدة إلى إسناد اللغة، هي: (1) معرفة الصحيح الثابت، (2) معرفة ما روي من اللغة ولم يصح ولم يثبت (3) معرفة المتواتر والآحاد (4) معرفة المرسل والمنقطع (5) معرفة الأفراد (6) معرفة من تقبل روايته ومن ترد (7) معرفة طرق الأخذ والتحمل (8) معرفة المصنوع وهو الموضوع ويذكر فيه المدرج والمسروق.

(ب) اللغة من حيث الألفاظ: يشتمل على ثلاثة عشر نوعا: معرفة الفصيح، معرفة الضعيف والمنكر والمتروك، معرفة الرديء المذموم، معرفة المطرد والشاذ، معرفة الحوشي والغرائب والشوارد والنوادر، معرفة المهمل والمستعمل، معرفة المفاريد، معرفة مختلف اللغة، معرفة تداخل اللغات، معرفة توافق اللغات، معرفة المعرب، معرفة الألفاظ الإسلامية، معرفة المولد.

(جـ) اللغة من حيث المعنى: يتضمن ثلاثة عشر نوعا من الموضوعات: خصائص اللغة، معرفة الاشتقاق، معرفة الحقيقة والمجاز، معرفة المشترك، معرفة الأضداد، معرفة المترادف، معرفة الإتباع، معرفة الخاص والعام، معرفة المطلق والمقيد، معرفة المشجر، معرفة الإبدال، معرفة القلب، النحت.

(د) طرائف اللغة وملحها: يدخل تحته موضوعات مثل: معرفة الأمثال، معرفة الآباء والأمهات والأبناء والبنات والإخوة والأخوات والأذواء والذوات، معرفة الملاحن والألغاز.

(هـ) حفظ اللغة وضبط مفاريدها: ومنه معرفة الأشباه والنظائر.

(ز) رجال اللغة ورواتها: وأنواعه تتعلق بموضوعات مثل: معرفة آداب اللغوي، معرفة كتاب اللغة، معرفة التصحيف والتحريف، معرفة الطبقات والحفاظ والثقات والضعفاء، معرفة الأسماء والكنى والألقاب والأنساب.

أهمية كتاب المزهر: كتاب المزهر من أهم كتب اللغة بوجه عام ومن أهم كتب فقه اللغة بوجه خاص لأمور منها :

(1) اشتماله على أبحاث وافية تتعلق بعدد من موضوعات فقه اللغة, مثل: أصل اللغة، وظيفة اللغة، الاشتقاق، الاشتراك اللفظي، الأضداد، الترادف، القلب، الإبدال، النحت، وغيرها.

(2) اعتمد ترتيباً وتبويباً علمياً لطيفاً بناه منهج أهل الحديث، الأمر الذي جعل هذا الكتاب سهل المأخذ، واضح المنهج.

(3) اشتمل على آراء أخذت من مصادر متعددة من كتب اللغة والأصول والبلاغة والكلام. فمثلاً المجاز موضوع شائك لم يكتف فيه السيوطي بإيراد آراء اللغويين وإنما استقصى فيه الآراء المختلفة التي أدلى بها اللغويون والبلاغيون وأهل الكلام والأصوليون وغيرهم .

(4) حفظ المزهر بين دفتيه كثيرا من المواد والآراء التي كانت جزءا من كتب قيمة فقدت في عصرنا الحاضر.

فقه اللغة وسر العربية للثعالبي
ذكرنا من قبل أن مفهوم الثعالبي لفقه اللغة يختلف عنه عند ابن فارس، فالثعالبي يراه فقها وفهما دقيقا متعلقا بالمفردات والفروق الدقيقة بين استعمالاتها.

فقه اللغة وسر العربية ينقسم على قسمين رئيسين:
الأول: هو فقه اللغة، والثاني: سر العربية.

القسم الأول يشتمل على ثلاثين باباً وكل باب يحتوي على عدد من الفصول. والناظر في القسم الأول يجد أنه يشبه معجماً مؤلفاً حسب ترتيب المعاني لا ترتيب الألفاظ حسب أوائلها أو أواخرها.

أمثلة من القسم الأول (فقه اللغة)

في تَقْسِيم اللِّينِ

ثَوْبٌ لين
رِيح رُخَاء
رًمْح لَدْن
لَحْمٌ رَخْص
بَنَان طَفْل
شَعْر سُخام
غُصْن أُمْلُود
فِرَاشٌ وثِير
أرْضٌ دَمِثَة
بَدَن نَاعِمٌ
فَرَس خَوَّارُ العِنَانِ إذا كان ليِّنَ المَعْطَفِ.‏

في خِيَارِ الأشْيَاءِ
سَرَوَاتُ النَّاسِ
حُمْرُ النَّعَمِ
جِيَادُ الخَيْلِ
عِتَاقُ الطَّيْرِ
لَهَامِيمُ الرَجَال
حَمَائِمُ الإبِلِ ، واحِدُها: حَميمَة ، عَن ابْن السِّكِّيتِ
أحْرَارُ البُقُولِ
عَقِيلَةُ المَالِ

حُرُّ المتَاعِ والضِّيَاعِ.‏
فِيمَا لا خيْرَ فِيهِ مِنَ الأَشْيَاءِ الرَّدِيئَةِ والفُضَالات والأثْفَالِ
خُشَارَةُ النَّاسِ
خَشَاشُ الطَّيْرِ
نُفُايَةُ الدَّرَاهِمِ
قشَامَةُ الطَّعَام
حُثَالَةُ المائِدَةِ
حُسَافَةُ التَّمْرِ
قِشْدَةُ السَّمْنِ
عَكَرُ الزَيْتِ
رُذَالَةُ المَتَاعِ
غُسَالَةُ الثَيَابِ
قُمَامَةُ البيْتِ
قُلامَةُ الظُّفْرِ
خَبَثُ الحَدِيدِ.‏
في الخُلُوِّ مِنَ اللِّبَاسِ والسِّلاح
رَجُلٌ حَافِ مِنَ النَّعْلِِ والخُفِّ
عُرْيَان مِنَ الثِّيَابِ
حَاسِر مِنَ العِمَامَةِ
أَعْزَلُ مِنَ السِّلاحِ
أَكْشَفُ مِنَ التُّرْسِ
أَمْيَلُ مِنَ السَّيْفِ
أَجَمُّ مِنَ الرُّمْحِ
أَنْكَبُ مِنَ ا لقَوْسَ.‏
في خَلاءِ الأعْضَاءِ مِن شعُورِهَا
رَأْسٌ أَصْلَعُ
حَاجِب أَمْرَطُ وَأََطْرَطُ
جَفْن أَمْعَطُ
خَد أَمْرَدُ
عارِض أثَطُّ
جَنَاح أحَصُّ
ذَنَبٌ أجْرَدُ
بَدَن أمْلَطُ ،
قَالَ اللَيْثُ:
الأمْلَطُ الَّذِي لاَ شَعْرَ على جَسَدِهِ كُلِّهِ إلا الرأسَ واللِّحْيةَ، وكانَ الأحْنَفُ بنُ قَيْس أَمْلَطَ.‏

في الإشْبَاعِ والتَّأكِيد
أَسْوَدُ حَالِك
أبْيَض يَقِقٌ
أَصْفَرُ فَاقِعٌ
أخضَرُ نَاضِر
أَحْمَرُ قَانِئ.‏
فصل في الأولاَدِ
وَلَدُ الفِيلِ دَغْفَل
وَلَدُ النَّاقَةِ حوَارٌ
وَلَدُ الفَرَسِ مُهْر
وَلَد الحِمَارِ جَحْشٌ
وَلَدُ البَقَرَةِ عِجْل
وَلَدُ البَقَرَةِ الوَحْشِيَّةِ بَحْزَجٌ وَبَرْغَز
وَلَدُ الشّاةِ حَمَل
وَلَدُ العَنْزِ جَدْي
وَلَدُ الأسَدِ شِبْل
وَلَد الظَبيِ خَشْفٌ
وَلَدُ الأرْويَّةِ وَعْل وَغًفْر
وَلَدُ الضَّبُع فُرْعُلٌ
وَلَدُ الدُّبِّ دَيْسَمٌ
وَلَدُ الخِنْزِيرِ خِنَّوْص
وَلَدُ الثَّعْلَب هِجْرِسٌ
وَلَدُ الكَلْبِ جَرْو
وَلَدُ الفَأْرَةِ دِرْصٌ
وَلَدُ الضَّبِّ حِسْل
وَلَدُ القِرْدِ قِشَّةَ
وَلَدُ الأرْنَبِ خِرْنِق
وَلَدُ اليَبْرِ خِنْصِيصٌ ، عن الخارَزَنجي عَنْ أبي الزَّحْفِ التَّمِيميّ
وَلَدُ الحيّةِ حِرْبِشٌ
وَلَدُ الدَّجَاجِ فَرُّوجٌ
وَلَدُ النَّعامِ رَأْلٌ.‏

في تَقْسِيم الشفَاهِ

شَفَةُ الإنْسانِ
مِشْفَر البَعِيرِ
جَحْفَلَةُ الفَرَسِ
خَطْمُ السَّبُعِ
مِقَمَّةُ الثَّوْرِ
مَرَمَة الشَاةِ
فِنْطِيسَةُ الخِنْزِيرِ
في تَقْسِيمِ الثَّدْي
ثًنْدُؤَةُ الرَّجُلِ
ثَدْيُ المرْأةِ
خِلْفُ النَّاقَةِ
ضَرْعُ الشَّاةِ والبَقَرَةِ
طُبْيُ الكَلْبَةِ.‏

في ضربِ الأعْضَاءِ

الضَّرْبُ بالرَاحَةِ عَلَى مُقَدَّم الرّأْسِ صَقْع
وَعَلَى القَفَا صَفْع
وَعَلَى الوَجهِ صَكّ (وبِهِ نَطَقَ القُرْآنُ)
وَعَلَىَ الخَدِّ بِبَسْطِ الكَفِّ لَطمٌ
وَبِقَبْضِ الكَفَ لَكْمٌ
وَبِكِلْتَا اليَدَيْنِ لَدْم
وَعَلَى الذَّقَنِ والحَنَكِ وَهْز ولَهْزٌ
وَعَلَى الصَدْرِ والجَنْبِ بِالكَفِّ وَكْز وَلَكْز
وَعَلَى الجَنْبِ بالإصْبَعِ وَخْزٌ
وَعَلَى الصَّدْرِ والبَطْنِ بالرُّكْبَةِ زَبْن
وبالرِّجْل رَكْلٌ ورَفْسٌ
وَعَلَى العَجُزِ بالكَفِّ نَخْسٌ
وَعَلَى الضَرْعِ كَسْع
وَعَلى الاسْتِ بِظَهْرِ القَدَمِ ضَفْن.‏

في تَقْسِيمِ الرَّمْي بأشْيَاءَ مُخْتَلِفَةٍ

خَذَفَه بالحَصَى
حَذَفَهُ بالعَصَا
قَذَفَهُ بالحَجَرِ
رَجَمَهُ بالحجَارَةِ
رَشَقَهُ بالنَّبْلِ
نَشَبَهُ بالنُّشَّابِ
زَرَقَهُ بالمِزْرَاقِ
حَثَاهُ بالتُّرابِ
نَضَحَهُ بالمَاءِ
لَقَعَهُ بالبَعْرَةِ .

قَالَ أبُو زَيْدٍ: وَلا يَكُونُ اللَّقْعُ في غَيْرِ البَعْرَةِ مِمّا يُرْمَى بِهِ ، إِلا أنَهُ يُقَالُ: لَقَعَه بِعَيْنِهِ إِذَا عَانَهُ أيْ: أصَابَهُ بِالْعَيْنِ.

في تَفْصِيلِ جَمَاعَاتٍ شَتّى
جِيلٌ مِنَ النَّاسِ
كَوْكَبَةٌ مِنَ الفُرْسَانِ
حِزْقَة مِنَ الغِلْمَانِ
حَاصِب مِنَ الرِّجَالِ
كَبْكَبَةٌ مِنَ الرَّجَّالَةِ
لُمَّة مِنَ النِّسَاءِ
رَعِيل مِنَ الخَيْلِ
صِرْمَةٌ مِنَ الإِبِل
قَطِيعٌ مِنَ الغَنَمِ
عَرْجَلَة مِنَ السِّبَاعِ
سِرْب مِنَ الظِّبَاءِ
عِصَابَةٌ مِنَ الطَّيْرِ
رِجْلٌ مِنَ الجَرَادِ
خَشْرَمٌ مِنَ النَّحْلِ.‏

وأما القسم الثاني من كتاب الثعالبي وهو سر العربية فيشبه كتاب الصاحبي في موضوعاته، بل إنه نقل فصولا كاملة منه نحو: (فصل في النحت)، (فصل في الإشباع والتوكيد) (فصل نظم للعرب لا يقوله غيرهم ).

كتب على شاكلة فقه اللغة للثعالبي

المخصص لابن سيده
هناك من حذا حذوا الثعالبي، منهم من تابعه في المفهوم فقط ولم يؤلف كتاباً مثل ابن خلدون الذي لم يؤلف كتاباً في فقه اللغة ولكنه شرح مفهوم فقه اللغة قائلا: "ثم لما كانت العرب تضع الشيء لمعنى على العموم ثم تستعمل في الأمور الخاصة ألفاظاً أخرى خاصة‏‏ بها فرق ذلك عندنا بين الوضع والاستعمال واحتاج الناس إلى فقه في اللغة عزيز المأخذ كما وضع الأبيض بالوضع العام لكل ما فيه بياض ثم اختص ما فيه بياض من الخيل بالأشهب ومن الإنسان بالأزهر ومن الغنم بالأملح حتى صار استعمال الأبيض في هذه كلها لحناً وخروجاً عن لسان العرب‏.‏ واختص بالتأليف في هذا المنحى الثعالبي."

وهناك من ألف كتاباً على طريقة الثعالبي ولكنه لم يسمه فقه اللغة وهو ابن سيده في كتاب المخصص، وهو أضخم قاموس موضوعي في العربية مؤلف من خمسة أجزاء ضخمة وقسم كل جزء إلى أسفار ذاكرا في كل سفر المفردات المتعلقة بموضوعاته الجزئية. ذكر في مقدمته هدفه من هذا المصنف: "تأملت ما ألفه القدماء في هذه اللسان المعربة الفصيحة وصنفوه لتقييد هذه اللغة المتشعبة الفسيحة فوجدتهم قد أورثونا بذلك فيها علوماً نفيسة جمة وافتقروا لنا منها قلباً خسيفةً غير ذمة إلا أني وجدت ذلك نشراً غير ملتئم ونثراً ليس بمنتظم إذ كان لا كتاب نعلمه إلا وفيه من الفائدة ما ليس في صاحبه ثم إني لم أر لهم فيها كتاباً مشتملاً على جلها فضلاً عن كلها"

ترتيب المخصص: ثم ذكر السبب الذي دعاه إلى ترتيبه حسب الموضوعات قائلا: " و[أنا] مُبَيّنٌ قبل ذلك لمَ وضعته على غير التجنيس بأني لما وضعت كتابي الموسوم بالمُحكَم مُجَنَّسا لأدُلَّ الباحث على مظنة الكلمة المطلوبة أردت أن أعدل به كتاباً أضعه مُبَوَّباً حين رأيت ذلك أجدى على الفصيح المدره والبليغ المُفَوَّه والخَطيب المصقع والشاعر المجيد المدقع فإنه إذا كانت للمسمى أسماء كثيرة وللموصوف أوصاف عديدة تنقى الخطيب والشاعر منها ما شاءا واتسعا فيما يحتاجان إليه من سجع أو قافية على مثال ما نجده نحن في الجواهر المحسوسة كالبساتين تجمع أنواع الرياحين فإذا دخلها الإنسان أهوت يده إلى ما استحسنته حاستا نظره وشمه."

ثم بيّن ابن سيده مميزات منهج كتابه هذا فقال: "فأما فضائل هذا الكتاب من قبل كيفية وضعه فمنها تقديم الأعم فالأعم على الأخص فالأخص، والإتيان بالكليات قبل الجزئيات، والابتداء بالجواهر والتقفية بالأعراض على ما يستحقه من التقديم والتأخير وتقديمنا كم على كيف وشدة المحافظة على التقييد والتحليل، مثال ذلك ما وصفته في صدر هذا لكتاب حين شرعت في القول على خلق الإنسان فبدأت بتنقله وتكونه شيئاً فشيئاً ثم أردفت بكلية جوهره ثم بطوائفه وهي الجواهر التي تأتلف منها كليته ثم ما يلحقه من العظم والصغر ثم الكيفيات كالألوان إلى ما يتبعها من الأعراض والخصال الحميدة والذميمة."

موضوع معجم المخصص: وفي نهاية مقدمته بين ابن سيده موضوع هذا المعجم الفريد: "وأما ما يشتمل عليه هذا الكتاب، فعلم اللسان… [وهو] في الجملة ضربان أحدهما: حفظ الألفاظ الدالة في كل لسان … وذلك كقولنا طويل وقصير وعامل وعالم وجاهل والثاني: في علم قوانين تلك الألفاظ …، وتلك القوانين كالمقاييس التي يعلم بها المؤنث من المذكر والجمع من الواحد والممدود من المقصور والمقاييس التي تطرد عليها المصادر والأفعال ويبين بها المتعدي من غير المتعدي واللازم من غير اللازم وما يصل بحرف وغير حرف وما يقضي عليه بأنه أصل أو زائد أو مبدل وكالاستدلالات التي يعرف بها المقلوب والمحول والاتباع."

نسيم السحر لأبي منصور الثعالبي

هو كتيب في اللغة للثعالبي نفسه مرتب بحسب المعاني. وإليك نماذج من أقسامه:

تقسيم الجودة، تقسيم الطول، تقسيم اللين ، تقسيم الشدة، تقسيم الكثرة، تقسيم القلة، تقسيم السعة، تقسيم الأصوات، تقسيم الكسر.

وعن اختلاف المأوى باختلاف صاحبه يذكر: "وطن الإنسان، عطن الإبل، إصطبل الدواب، زرب الغنم، عرين الأسد، وِجار الذئب والضبع، كناس الظبي، قرية النمل، نافقاء اليربوع، كور الزنابير، خلية النحل، جحر الضب والحية، عش الطائر، أُدحيّ النعامة، أُفحوص القطاة.

كفاية المتحفظ ونهاية المتلفظ لإبراهيم الطرابلسي بن الأجدابي

قال المؤلف في مقدمته: "هذا كتاب مختصر في اللغة وما يحتاج إليه من غريب الكلام ، أودعناه كثيرا من الأسماء والصفات وجنبناه حوشي الألفاظ واللغات وأعريناه من الشواهد ليسهل حفظه، ويقرب تناوله."
وقد رتبه على أربعين بابا. منها:
باب ألقاب الإنسان في أطوار حياته.
با في ألوان الخيل وشياتها.
باب في المحالّ والأبنية.
باب النبات .
باب في الأطعمة.

وقد شرحه أبو عبدالله الصميلي الفاسي، والمرتضي الزبيدي، ونظمه شعرا الخويي، وجمال الدين الطبري، وشمس الدين الهواري وغيرهم. وطبع النهاية عدة طبعات في مصر ولبنان وسوريا .

الإفصاح في فقه اللغة
الإفصاح معجم موضوعي (أي مرتب حسب موضوعاته) وضعه في عصرنا عبد الفتاح الصعيدي وحسين يوسف موسى. وقد أسس مؤلفاه مادته على مادة المخصص لابن سيده. ولأن واضعيه أرادا منه معجما موضوعيا بحتا فقد قاما بحذف القسم الثاني من أقسام المخصص وهو المتعلق بالأمور الصرفية وهذا يعني حذف آخر الجزء الرابع وحذف الجزء الخامس من المخصص،. إضافة إلى ذلك اختصرا كثيرا من استطرادات ابن سيده، وأضافا في مواضع كثيرة مواد جديدة دخلت في معجم العربية الحديث. وظهر في مجلد واحد مما يقرب تناوله ويسهل استعماله.




مشكورة اختي الكريمة على الموضوع المميز
والاروع
اعانك الله نحن في انتظار جديدك المتميز




بسم الله الرحمن الرحيم

شكرا على المرور الكريم وعلى الإهتمام والمعايشة

دمت وفيا للمطالعة ….تحياتي




مشكووووووووورة غاية الهدى على هذا الموضوع الثري
تقبلي مروري




:)شكرا " رنين " على حرصك الدائم على قراءة مشاركاتي ومرورك عليها

دمتِ وفية للمطالعة …..

تحياتــــــــــــــــــــ ــــــــــتي …….:(:(:(:(:(




التصنيفات
العلوم الانسانية والاجتماعية

دراسة حول العنف الأسري

العنف الأسري
الأستاذ الدكتور عبدالله عبدالعزيز اليوسف
أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإمام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني ويشرفني بان أقدم لكم وبشكل عرضاً موجزاً لأول دراسة من نوعها حول العنف الأسري في المجتمع السعودي والتي أجراها أحد ابرز أعلام علم الاجتماع على المستوى العربي الأستاذ الدكتور عبدالله بن عبد العزيز اليوسف أستاذ علم الاجتماع في جامعة الامام بالرياض ، وقد اخترت عرض هذه الدراسة لوصولها إلى نتائج متميزة تحتاج منّا – كأرباب اسر قبل أن نكون باحثين – الوقوف عليها كثيراً ومحاولة الاستفادة منها فيما يتعلق بتعاملنا مع زوجاتنا وأبنائنا والعاملات في بيوتنا
إليكم مع التحية والتقدير والدعاء لأستاذنا الدكتور أبو نواف بدوام الصحة والعافية وأن يجعل كل جهوده في ميزان حسناته إنه جواد كريم ،،،،

في دراسة هي الأولى من نوعها حول العنف الأسري في المجتمع السعودي أجراها الأستاذ الدكتور عبدالله عبد العزيز اليوسف على أربع شرائح من الممارسين وقد هدفت للوصول إلى مجموعة من الأهداف هي :
1- معرفة أكثر أنماط العنف العائلي انتشاراً في مجتمع الدراسة من وجهة نظر الممارسين.
2- معرفة خصائص الأسر التي يتعرض أفرادها للعنف الأسري من وجهة نظر الممارسين.
3- معرفة كيفية وصول حالات العنف الأسري للجهات الرسمية من وجهة نظر الممارسين.
4- إلقاء الضوء على بعض المعوقات التي تحول دون التعامل مع حالات العنف الأسري من وجهة نظر الممارسين.
5- إيضاح أبرز الحلول المناسبة التي يمكن طرحها لمواجهة مشكلات العنف العائلي في مجتمع الدراسة من خلال ما يتم التوصل إليه من توصيات الممارسين.
وقد انطلقت الدراسة من التساؤلات التالية :
– ما أكثر أنماط العنف العائلي انتشاراً في مجتمع الدراسة؟
– ما خصائص الأسر التي يتعرض أفرادها للعنف الأسري؟
– كيف تصل حالات العنف الأسري إلى الجهات الرسمية؟
– ما أهم مؤشرات العنف الأسري في المجتمع السعودي؟
– ما المعوقات التي تحول دون وصول حالات العنف الأسري إلى المستشفيات؟
– ما أبرز الحلول التي يمكن طرحها لمواجهة مشكلات العنف العائلي في مجتمع الدراسة؟
وقد اشتملت الدراسة علي مجموعة من المفاهيم أبرزها :
1/ مفهوم العنف والذي عرفة الباحث بأنة : "أي اعتداء بدني أو نفسي أو ***ي يقع على أحد أفراد الأسرة من فرد آخر من نفس الأسرة".
2/ يعرف العنف الأسري في هذه الدراسة بأنه : "أي اعتداء أو إساءة حسية أو معنوية أو ***ية أو بدنية أو نفسية من أحد أفراد الأسرة أو الأقارب أو العاملين في نطاقها تجاه فرد آخر (الزوجة والأطفال والمسنين والخدم على وجه الخصوص) يكون فيه تهديد لحياته وصحته (البدنية والعقلية والنفسية والاجتماعية) وماله (ممتلكاته) وعرضه .
والبحث الحالي يركز على دراسة جميع أشكال العنف الواقع بين أفراد الأسرة الواحدة سواء كان هذا العنف بدنيا أو نفسيا أو ***يا، لفظيا أو فعليا، مع التركيز على العنف الواقع على أربعة فئات على وجه الخصوص الزوجات، والأطفال، والمسنين .
ينقسم مجتمع الدراسة إلى عدة شرائح وهي على النحو التالي:
أ- الشريحة الأولى: الأطباء والطبيبات والممارسين المهنيين الاجتماعيين والنفسيين العاملين في المستشفيات الحكومية.
ب- الشريحة الثانية: الأخصائيون الاجتماعيون العاملون في مؤسسات دور الرعاية الاجتماعية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية. وتشمل كذلك الأخصائيين العاملين في دور الملاحظة ودور التوجيه والأخصائيين العاملين في دور المسنين بالإضافة إلى الأخصائيات العاملات في دور رعاية الفتيات.
ج- الشريحة الثالثة: الأخصائيات الاجتماعيات العاملات في إصلاحيات سجون النساء.
د- الشريحة الرابعة: الأخصائيين العاملين في شؤون الخادمات ومكاتب مكافحة التسول، الذين يستقبلون في الغالب الخادمات الهاربات أو المتعرضات للإيذاء.
منـــاقشة نتائج الدراسة :
هدفت الدراسة إلى معرفة العنف الأسري من حيث الأنماط وخصائص الأسر المعرضة للعنف. وقد اشتملت الدراسة على أربع عينات مختلفة مثّلت العينة الأولى الأخصائيين العاملين في كل من دور الملاحظة ودور التوجيه المتعاملين مع حالات العنف الأسري سواء الاجتماعيين أو النفسيين. وبلغ مجموع أفرادها 62 مبحوثاً.
وكشفت نتائج تحليل الاستبانة مجموعة من النتائج، أهمها:
1.أن الغالبية العظمى من الأحداث الذين يتعرضون للعنف الأسري يدخلون دور الملاحظة أو دور التوجيه بسبب اختلاطهم بأصدقاء السوء، ولعل هذا يجعل والديهم يضربونهم خوفاً عليهم مما يجعلهم عرضة للعنف والقسوة المبالغ فيها.
2.أن العنف غالباً ما يقع في الأسر المفككة بسبب الطلاق أو وفاة أحد الوالدين.
3.أن الإهمال هو أكثر أنواع الإيذاء التي تعامل معها الأخصائيون الاجتماعيون والنفسيون في دور الملاحظة ودور التوجيه كما يرى الأخصائيون .
4.أن أبرز الصعوبات التي تحول دون التعامل الأمثل مع حالات الإيذاء هو عدم تعاون أسرة الضحية.
5.أن تزويد وحدة الحماية الاجتماعية بكوادر متخصصة للتعامل مع حالات العنف الأسري تعتبر من أهم آليات الحد من العنف الأسري في مجتمع الدراسة .
6.أن حالات العنف الأسري تصل إلى الدور الاجتماعية " الملاحظة ، التوجيه " عن طريق الشرطة مما يؤكد على أن حالات العنف لاتصل إلى الدور الاجتماعية إلا عندما تكون في مرحلة متقدمة تستدعي تدخل الشرطة .
7.أن أغلب الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين يرون بأن حالات العنف الأسري في ازدياد عن ذي قبل .

أما العينة الثانية : فقد أخذت من سجون النساء ، وبلغ عدد الاستمارات 25 استمارة .
وقد كشفت نتائج الدراسة أن أهم أسباب وصول حالات العنف إلى السجون هو هروب الحالة من المنزل بسبب القسوة. كما كان الإهمال بالدرجة الأولى أبرز أنواع الإيذاء التي تعاملت معها الأخصائيات العاملات في سجون النساء وكشفت نتائج التحليل أيضاً أن عدم اعتراف الضحية بالإيذاء هو السبب الأول في إعاقة مساعدة الضحية.
أما عن أهم الآليات التي تراها الأخصائيات العاملات في سجون النساء للتعامل مع حالات العنف الموجهة ضد النساء فقد كانت من خلال تزويد وحدة الحماية الاجتماعية بكوادر متخصصة للتعامل مع حالات الإيذاء. كما أن غالبية الحالات تصل عن طريق الشرطة. أما عن ازدياد حالات العنف ضد النساء فالغالبية العظمى من الأخصائيات يرين أن حالات العنف العائلي الموجهة ضد النساء في ازدياد.
العينة الثالثة : كانت الأخصائيات الاجتماعيات والنفسيات العاملات في شؤون الخادمات ومكاتب مكافحة التسول وقد بلغ عدد الاستمارات لهذه العينة 35 استمارة.
وقد كشفت نتائج التحليل أن عدم صرف رواتب الخادمات بشكل منتظم يمثل أحد أهم أسباب وصول الخادمة إلى دور رعاية الخادمات أما عن أنواع الإيذاء التي تعاملت معها الأخصائيات العاملات في شؤون الخادمات فقد كان الإيذاء البدني. أما عن خصائص الأسر التي تتعرض فيها الخادمة للإيذاء فقد كانت الأسر التي يوجد بها مظاهر للإيذاء والعنف داخل المنزل. أما عن أبرز الآليات التي ترى الأخصائيات العاملات في شؤون الخادمات ومكاتب مكافحة التسول ضرورة تفعيلها فقد كانت توثيق التنسيق والتعاون بين جميع الجهات ذات العلاقة بحالات العنف الأسري كما أوضحت نتائج الدراسة أن غالبية الحالات تصل عن طريق الشرطة.
كما ترى غالبية الأخصائيات العاملات في شؤون الخادمات ومكاتب مكافحة التسول أن العنف الموجه ضد الخادمات في ازدياد.
العينة الرابعة : كانت للأطباء والأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين العاملين في المستشفيات الحكومية واشتملت العينة على 396 استمارة .
وقد كشفت نتائج تحليل الاستمارات أن حالات العنف المنزلي في ازدياد، كما أن حالات العنف ضد النساء هي الأعلى. أما عن خصائص الأسر المعرض أحد أفرادها للعنف فقد تمحورت حول إدمان أحد الأفراد على الكحول أو المخدرات. كما كشفت نتائج الدراسة أن وصول حالات العنف الأسري يكون عن طريق أحد الوالدين أو أحد أفراد الأسرة .
أما عن ردود أفعال الضحايا المتعرضين للإيذاء فقد كان أبرزها البكاء. كما أن الإهمال يشكل أبرز أنواع الإيذاء التي يتعرض لها الأطفال، ولدى النساء فإن الإيذاء النفسي يبرز كأهم الأنواع. وفي المقابل فإن المسنين يتعرضون مثل الأطفال للإهمال كأبرز أنواع الإيذاء. أما عن العمالة المنـزلية فقد كان الإيذاء البدني هو أبرز أنواع الإيذاء التي تتعرض لها الخادمات . كما كشفت نتائج الدراسة أن الضحية تسلم غالباً إلى الوالدين . أما عن المعوقات التي تحول دون التعامل الأمثل مع حالات الإيذاء فقد برز متغير عدم اعتراف الضحية بالإيذاء كأهم المتغيرات، وأخيراً كشفت نتائج الدراسة ضرورة التنسيق والتعاون بين الأطباء والأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين للتعامل مع حالات الإيذاء .

وقد احتوت الدراسة المواضيع التالية :
شكر وتقدير
مستخلص الدراسة
تقديم ‌
المحتويات ‌
فهرس الجداول
الفصل الأول: مدخل إلى مشكلة الدراسة
تمهيد:
مشكلة الدراسة:
أهمية الدراسة:
أهداف الدراسة:
تساؤلات الدراسة:
أهم مفاهيم الدراسة:
1- العنف:
2- العنف الأسري:
الفصل الثاني: الإطار النظري للدراسة
أولاً: النظريات المفسرة للعنف الأسري
ثانياً: أنواع العنف الأسري
1- العنف ضد الزوجات:
2- العنف ضد الأطفال:
3- العنف ضد المسنين:
4- العنف ضد الخدم:
ثالثاً: موقف الإسلام من الأسرة
1- الزواج في الإسلام:
2- نظرة الإسلام إلى الزوجة:
3- نظرة الإسلام إلى الطفل:
4- نظرة الإسلام إلى المسن:
5- نظرة الإسلام إلى الخادم:
رابعاً: الأسرة السعودية المعاصرة
1- الحياة الزوجية المعاصرة:
2- الطفولة في المجتمع السعودي:
3- المسنون في المجتمع السعودي:
4- الخدم في المجتمع السعودي:
5- الإدارة العامة للحماية الاجتماعية:
الفصل الثالث: الدراسات السابقة
مقدمة:
أولاً: الدراسات الأجنبية
ثانياً: الدراسات العربية
ثالثاً: الدراسات المحلية
رابعاً: مناقشة الدراسات السابقة
خامساً: اتجاهات وأنماط العنف الأسري حسب الإحصاءات الرسمية
1- حالات العنف الأسري المستقبلة من قبل وحدة الإرشاد الاجتماعي بوزارة الشؤون الاجتماعية للأعوام 1443 – 1443هـ
2- حالات العنف الأسري المستقبلة من قبل الشرط في مناطق المملكة العربية السعودية المختلفة للأعوام 1420 – 1443هـ
الفصل الرابع: الإجراءات المنهجية للدراسة
أولاً: منهج الدراسة
ثانياً: مجتمع الدراسة
ثالثاً: وحدة الدراسة
رابعاً: مفاهيم الدراسة
1- الإيذاء:
2- الأطباء العاملون في المستشفيات:
3- الأخصائيون الاجتماعيون:
4- الأخصائيون النفسيون:
خامساً: عينة الدراسة
أ- عينة دور الملاحظة والتوجيه:
ب- عينة سجون النساء:
ج- عينة مكاتب شؤون الخادمات ومراكز مكافحة التسول:
د- عينة المستشفيات الحكومية:
سادساً: أداة جمع المعلومات
صدق الأداة وثباتها:
أ- صدق المحتوى وثبات الأداة :
ب- الصدق الفهمي للمقياس:
ج- الصدق الذاتي:
التحليل الإحصائي للبيانات:
الفصل الخامس: تحليل النتائج والتوصيات
مقدمة:
أولاً: نتائج تحليل عينة الأخصائيين العاملين في دور الملاحظة والتوجيه الاجتماعي:
ثانياً: نتائج تحليل عينة الأخصائيات العاملات في سجون النساء:
ثالثاً: نتائج تحليل عينة الأخصائيين العاملين في مراكز رعاية شؤون الخادمات ومكاتب مكافحة التسول:
رابعاً: نتائج تحليل عينة الأطباء والأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين العاملين في المستشفيات:
مناقشة النتائج والتوصيات
أولاً: مناقشة النتائج
ثانياً: التوصيات
المراجع
أولاً: المراجع العربية
ثانياً: المراجع الأجنبية
ملاحق الدراسة




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




مشكور جزاك الله خيرا




السلام عليكم و رحمة الله و بركآته
بارك الله فيكم و نفع بكم على ما تطرحونه من مواضيع قيمة




التصنيفات
العلوم الانسانية والاجتماعية

افلاطون في سطور

فيلسوف ومعلميوناني قديم يُعَدُّ واحدًا من أهم المفكرين في تاريخ الثقافة الغربية.
حياته

وُلد أفلاطون في واحدة من أعرق العائلات في أثينا، وتنحدر أمه من نسل المشرعالأثيني الكبير سولون. وكلمة أفلاطون كنية تعنيذا الكتفين العريضتين، أمااسمه الحقيقي فهو أرستوكليس.
كان أفلاطون يرغب في شبابه أن يكون رجل سياسة. وفي عام 404 ق.م، نصَّب مجموعة منالأثرياء أنفسهم حكامًا مستبدين على أثينا، ودعوه للانضمام إليهم إلا أنه رفضلاشمئزازه من ممارساتهم القاسية اللاأخلاقية. وعندما أطاح الأثينيون بالحكامالمستبدين في عام 403ق.م. وأقاموا حكومة ديمقراطية أعاد أفلاطون النظر في الدخولإلى ميدان السياسة، لكنه تراجع عن ذلك بعد الحكم بإعدام صديقه سقراط في عام 399ق.م. وبعدها غادر أثينا في أسفار امتدت عدة سنين.
عاد أفلاطون إلى أثينا عام 387ق.م حيث أسس مدرسة للفلسفة والعلوم عُرِفَت باسمالأكاديمية، وكان الفيلسوف الشهير أرسطو أبرز تلاميذه.

أشهر مؤلفاته

المحاورات. المحاورة محادثة بين شخصين أو أكثر. وقد اهتمتمحاورات أفلاطون باستعراض ونقد الآراء الفلسفية، حيث كانت شخصيات محاوراته تتناولالمسائل الفلسفية وتتجادل حول الجوانب المتعارضة لموضوع ما. وقد تميزت المحاوراتبقيمة أدبية عالية إلى الحد الذي جعل الكثيرينمن العلماء يعدون أفلاطون أعظم منكتب بالنثر في اللغة اليونانية وواحدًا من أعظمهم في أي لغة أخرى.
المحاورات المبكرة. هيمنت شخصية سقراط على المحاوراتالمبكرة، حيث يظهر فيها كشخصية رئيسية. وفي هذه المحاورات يسأل سقراط الناس عنأشياء يدَّعون معرفتها ويدَّعي هو الجهل بها. ومن خلال الحوار يوضح سقراط أن هؤلاءالناس حقًا لا يعلمون ما يدَّعون معرفته. لا يعطي سقراط إجابات عن الأسئلة، لكنهيكشف أن الإجابات التي تقدمها الشخصيات الأخرى ليست كافية.
المحاورات المتأخرة. تضم هذه المحاوراتالجمهورية؛السوفسطائي؛ثياتيتوس (نظرية المعرفة). ويستخدم أفلاطون في هذهالمحاورات شخصية سقراط كمجرد متحدث باسمه هو ذاته، حيث تنتقد شخصية سقراط آراءالآخرين وتقدم نظريات فلسفية معقدة. وهذه النظريات ترجع في حقيقتها إلى أفلاطونوليس إلى سقراط.

فلسفة أفلاطون

نظرية المُثُل. كان أفلاطون شديد الاهتمام بكيفيةاستخدامنا لكلمة أو فكرة واحدة تغطي وتشمل عدة أشياء مختلفة . فمثلا كيف يمكناستخدام كلمة مائدة لكل الأشياء المفردة التي هي موائد؟ وقد أجاب على هذا السؤالبأن الأشياء العديدة يمكن تسميتها بنفس الاسم لأنها تتضمن شيئًا مشتركًا أُطلق عليهاسمالمثالأوالفكرة.
وتبعًا لرأي أفلاطون فإن الصفة الحقيقية لأي شيء مفرد تعتمد على الصورة التييشارك بها ذلك الشيء. فمثلاً يكون الشيء مثلثًا لأنه يشارك في المثال الخاصبالمثلثية، وتكون مائدة (ما) مائدة لأنها تشارك في المثال الخاص بالمائدية.
وقد شدد أفلاطون بقوله: إن المُثل تختلف اختلافاً كبيرًا عن الأشياء العاديةالتي نراها من حولنا، إذ أن الأشياء العادية تتغير لكن مُثلها لا تتغير. إضافة إلىذلك فإن الأشياء المفردة تقارب مُثلها بشكل غير كامل، وتظل هذه المُثل نماذج للكماللا يمكن الوصول إليها. والأشياء الدائرية أو الجميلة ليست كاملة الاستدارة أو كاملةالجمال أبدًا. والشيء الوحيد الكامل الاستدارة هو المثال الخاص بالاستدارية ذاتهاوالشيء الوحيد الكامل الجمال هو المثال الخاص بالجمال.
وقد خلص أفلاطون إلى القول بأن هذه المُثل الكاملة التي لا تتغير لا يمكن أنتكون جزءًا من العالم المألوف الذي هو متغير وناقص. فالمُثُل لا توجد في المكان أوالزمان، ويمكن معرفتها بالذهن فقط لا بالحواس. ونظرًا لثباتها وكمالها فإن للمُثُلحقيقة أعظم من الأشياء العادية التي ندركها بالحواس. وهكذا فإن المعرفة الحقة هيمعرفة المُثل… وتسمى آراء أفلاطون الأساسية هذهبنظرية المُثُلأونظرية الأفكار.
الأخلاق. أسس أفلاطون نظريته الأخلاقية على الفرض القائلبأن كل البشر يرغبون في السعادة. وقد رأى أن السعادة هي النتيجة الطبيعية لحالةالروح المتمتعة بالصحة. وبما أن اكتساب الفضائل الأخلاقية ينتج عنها صحة الروح فإنعلى كل الناس أن يرغبوا أن يكونوا فاضلين. وقد قال أفلاطون: إن الناس أحيانًا لايبحثون عن الفضيلة، لأنهم لا يعرفون أن الفضيلة تُحدث السعادة.
ومن ثم ـ تبعًا لرأي أفلاطون ـ فإن المشكلة الرئيسية للأخلاق مشكلة معرفة.
علم النفس والسياسة. ألح أفلاطون على القول بأن النفستنقسم إلى ثلاث أجزاء: 1 ـ الذهن 2 ـ الإرادة 3 ـ الشهوة. كما أنه شبه الدولة أوالمجتمع المثالي بالنفس وقال: إنه أيضًا ينقسم إلى ثلاث طبـقــات: 1 – الملوكالفلاسفة 2 – الحراس أو الجنود 3 – المواطنون العاديون مثل المزارعين والحرفيينوالتجار، بحيث يمثل الملوك الفلاسفة الذهن، ويمثل الحراس الإرادة، ويمثل المواطنونالعاديون الشهوة. ومثل هذا المجتمع هو المجتمع المثالي الذي يشبه النفس السوية إذيسيطر الملوك الفلاسفة على المواطنين العاديين بمعونة الحراس.
خلود الروح. كان أفلاطون يعتقد بخلود الروح أو النفس،وكان يتصور أن الجسد يموت ويتحلل إلا أن الروح تذهب بعد موت الجسد إلى عالمالمُثُل، وتبقى هناك فترة من الزمن ثم تعود للعالم مرة أخرى في جسد آخر. وفيمحاورة مينويستخلص أفلاطون أن المعرفة تتكون من تذّكر الخبرات التي تعلمتهاالروح أثناء تأملها في عالم المُثُل.
الفن. كانت لأفلاطون مآخذ على الفن والفنانين، وقد شدَّدعلى ضرورة الرقابة على الفنون نظرًا لأثرها في تشكيل أخلاق الناس، وكان يعتقد أنإبداع الفنانين يرجع إلى وقوعهم تحت إلهام غير عاقل.
مكانة أفلاطون في الفكر الغربي. لم ينحصر تأثير فلسفةأفلاطون في الحدود الأكاديمية، إذ كان لفلسفته أثر عميق على الفيلسوف الرومانيأفلوطين خلال القرن الثالث الميلادي الذي أنشأ ما يعرف باسمالأفلاطونيةالمحدثةالتي كان لها أعظم الأثر على المسيحية في القرون الوسطى، من خلالمؤلفات بعض الفلاسفة مثل: بويثيس وسانت أوغسطين. وقد عاد الاهتمام بفلسفة أفلاطونفي عصر النهضة، حيث أسست أسرة ميديتشي الشهيرة أكاديمية أفلاطونية في فلورنسابإيطاليا. وفي منتصف القرن السابع عشر ظهرت مجموعة من الفلاسفة في جامعة كمبردجبإنجلترا عُرفت باسمأفلاطونيِّي كمبردجحيث استعانوا بفلسفة أفلاطون فيمحاولة لإيجاد الانسجام بين العقل والدين.
.
اعانكم الله




التصنيفات
العلوم الانسانية والاجتماعية

بلييييييييييييييييييييييي يييز ارجو المساعدة

بحث حول الصلح الذي استحدثه المشرع الجزائري في القانون 08-09 كوسيلة لفض النزاع ؟؟

اريده في اقرب وقت ممكن تحتاجه اختي
ارجو المساعدة من فضلكم




اتمنى ان يفيدك هذا اختي
القانون رقم 08/09 المؤرخ في 25/02/2008 المتضمن قانون الإجراءات المدنية والإدارية
الجريدة الرسمية عدد 21 الصادرة في 23/04/2008
رابط التحميل
[/center]

http://www.joradp.dz/DWN/2008/A2008021.zip




قانون الإجراءات المدنية و الإدارية الجزائري الجديد, قانون رقم 08-09

http://www.ziddu.com/download/4483503/A2008021.zip.html

اتمنى ان يفيدك




Tiffany H Charm bracelet [tiffany1481] – €58.86 : tiffany, Tiffay Outlet,Tiffany On Sale,Tiffany Co Outlet,Tiffany And Co Outlet