![]() |
![]() |
|
بتفسير هذه الآية (إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً ….) بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين 2. قال الشيخ السعدي: 3.قال الشيخ ابن عثيمين: 2"تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان"(1/711)ط/مؤسسة الرسالة
|
||
![]() |
![]() |
القران الكريم
![]() |
![]() |
|
بتفسير هذه الآية (إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً ….) بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين 2. قال الشيخ السعدي: 3.قال الشيخ ابن عثيمين: 2"تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان"(1/711)ط/مؤسسة الرسالة
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
[مقال] تسع مسائل نافعة حول القرآن الكريم للشيخ علي بن يحيى الحدادي تسع مسائل نافعة حول القرآن
الحمد لله الذي نزل القرآن على عبده ليكون للعالمين نذيراً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خلق كل شيء فقدره تقديراً، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله كان خلقه القرآن وجاهد به في سبيل ربه جهاداً كبيراً، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليماً كثيراً أما بعد: 1– القرآن عند أهل السنة والجماعة: هو (كلام الله) حقاً تكلم به على كيفية لا يعلمها إلا هو سبحانه، فليس هو بمخلوق وليس هو عبارة عن كلام الله ولا هو حكاية عن كلام الله بل هو كلام الله تعالى كما قال سبحانه (وإن استجارك أحد من المشركين فأجره حتى يسمع كلام الله) (المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل حيث) كان جبريل يسمعه من ربه ويبلغه لنبيه صلى الله عليه وسلم، (المتعبد بتلاوته) فافترض الله قراءة سورة الفاتحة في كل صلاة، وشرع قراءة ما تيسر منه بعدها، وندب عباده إلى تلاوته، ورتب لهم الأجر الجزيل على تلاوة كل حرف منه، (المعجز) الذي تحدى الله به الثقلين أن يأتوا بمثله أو بعشر سور منه أو بسورة منه فلم يفعلوا ولن يفعلوا، (المجموع بين اللوحين المفتتح بالفاتحة والمختتم بالناس) فلم يضع منه شيء ولم يزد فيه ما ليس منه والحمد لله تصديقاً لقوله تعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون). (منه بدا) أي تكلم به سبحانه (وإليه يعود) في آخر الزمان فيقبضه من الصدور، ويمحوه من الصحف وذلك حين يهجره الناس فلا يؤمنون به ولا يعملون بما فيه، ولا حول ولا قوة إلا بالله. 2– وجوب الاعتصام بالقرآن الكريم: لقد أنزل الله عز وجل هذا الكتاب هدى ورحمة وبشرى وضياء ونوراً وشفاء لكن لا ينتفع به إلا من آمن به وقرأه وعمل بما فيه على الوجه الصحيح، ومن تركه وأعرض عنه كان من الهالكين الخاسرين الأشقياء. قال تعالى { فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى} (123-126) سورة طـه
3– كيف نفهم القرآن الكريم؟ أولاً: يفسر القرآن بالقرآن الكريم، فكثير من الآيات جاء تفسيرها في مواضع أخرى من القرآن نفسه، وهذا أولى ما فسر به القرآن لأنه لا أحد أعلم بالقرآن من الله الذي أنزله. 4- فضل تلاوة القرآن الكريم: قال تعالى (إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية يرجون تجارة لن تبور، ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور). 5– تدبر القرآن: إن المقصود بتلاوة القرآن ليس الوقوف فقط عند قراءة حروفه، وإتقان تجويدها ومخارجها، وإنما المقصود تدبر القرآن وتفهمه والعمل بما فيه، قال تعالى (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) وقال تعالى (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب). وطريقة السلف لم تكن في الحفظ فقط أو التلاوة فقط بل كانوا يجمعون بين التلاوة والحفظ والتفقه في معانيه وأخذ النفس بالعمل به فجمعوا بين العلم والعمل والإيمان قال ابن مسعود: كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن" وقال أبو عبد الرحمن السلمي عبد الله بن حبيب: أخذنا القرآن عن قوم أخبرونا أنهم كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يجاوزوهن إلى العشر الأخرى حتى يعلموا ما فيهن فكنا نتعلم القرآن والعمل به، وسيرث القرآن قوم يشربونه شرب الماء لا يجاوز تراقيهم" السير (4/269). 6- من آداب التلاوة: لتلاوة القرآن آداب كثيرة، ومنها : 1- الوضوء: وهو مستحب لذكر الله عموماً، ولو قرأه محدثاً صحت قراءته، لكن لا يمسه محدثاً لقوله صلى الله عليه وسلم "لا يمس القرآن إلا طاهر". رواه النسائي ، ولا يقرأه جنباً لحديث علي رضي الله عنه كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرئنا القرآن ما لم يكن جنباً" رواه أحمد والخمسة. 7-من آداب أهل القرآن: 1- إخلاص النية لله تعالى في تلاوة القرآن وتعلمه والعمل به. 8-من أقوال السلف فيما ينبغي أن يكون عليه أهل القرآن: 1- قال ابن مسعود: ينبغي لقارئ القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون وبنهاره إذا الناس مفطرون وببكائه إذا الناس يضحكون وبورعه إذا الناس يخلطون وبصمته إذا الناس يخوضون وبخشوعه إذا الناس يختالون. 9 التحذير من بعض البدع أو المخالفات المتعلقة بالقرآن الكريم أحدث الناس بدعاً كثيرة في تعاملهم مع القرآن ما أنزل الله بها من سلطان ومنها على سبيل المثال: 1- قراءة القرآن على الموتى لا سيما سورة (يس) مع أن الله عز وجل يقول فيها (إن هو إلا ذكر وقرآن مبين لينذر من كان حيا). 10-التداوي بالقرآن الكريم: لا ريب أن الله عز وجل جعل القرآن شفاء ورحمة للمؤمنين، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة الإخلاص والمعوذتين ويجمع يديه فينفث فيهما ثم يمسح بهما وجهه وما استطاع من جسده، ورقى بعض أصحابه، وأقر بعضهم على الرقية بسورة الفاتحة، فالرقية بالآيات القرآنية والأدعية النبوية حق، ولكن أدخل كثير من الناس في الرقية اليوم ما لا أصل له كتخصيص دور للرقية كما تقدم، وكاختراع ما يسمى بالقراءة المركزة، والنفث في خزانات المياه، والرقية عن طريق الهاتف، وأمر المريض بالتخيل حين القرآة يتخيل أشخاصاً من أقاربه أو أصدقائه فيقول له هذا الذي فعل بك وفعل فكم يحصل بسبب هذا من الخصومات وقطيعة الرحم، ومنها استعمال الكهرباء والضرب المبرح، ونحو ذلك مما عظم به الشر والفساد، وآخرون مشعوذون دجالون يستخدمون الشياطين ويلبسون على الجهال بقراءة شيء من الآيات حتى يظن أنهم إنما يعالجون بالقرآن فليحذر المسلم وليعلم أن الرقية أمر ميسور فهي قراءة آيات وذكر أدعية مباركات مأثورات مع النفث ومع تعلق القلب بالله وحده، وعظم الرجاء في كرمه وفضله ورحمته. علي بن يحيى الحدادي
إمام وخطيب جامع عائشة رضي الله عنها بالرياض 21/7/1425هـ
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
[مقال] وقفات مع قصة أصحاب الكهف للشيخ علي بن يحيى الحدادي حفظه الله بسم الله الرحمن الرحيم
إن أحسن القصص هي قصص القرآن لما فيها من العظات والعبر التي تنفع من تدبرها وتأملها عقيدة وعبادة وسلوكاً .
والله عز وجل ما ذكر القصص في القرآن تسلية وإضاعة للأوقات وإنما أنزلها لأخذ العبرة منها قال الله تعالى ( لقد كان فى قصصهم عبرة )
ومن قصص القرآن قصة أصحاب الكهف التي ذكرها الله فى سورة الكهف وهي السورة التى رغب النبي صلى الله علية وسلم في قراءتها وحفظ بعض آياتها ففي صحيح مسلم عن أبى الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من حفظ عشر آيات من سورة الكهف عصم من الدجال ). وعن أبى سعيد الخدري انه قال ( من قرأ سورة الكهف فى يوم الجمعة أضاء له النور ما بينه وبين البيت العتيق ) رواه البيهقي وله حكم الرفع.. وملخص قصة أصحاب الكهف أنهم فتية آمنوا بربهم ووحدوه في العبادة وكان قومهم مشركين فاعتزلوهم إلى كهف فضرب الله عليهم النوم فناموا ثلاثمائة سنة وتسع سنوات.ثم بعثهم الله من نومهم فحفظ الله لهم دينهم ووقاهم الفتن وعصمهم منها ونالهم شئ كبير من العز والشرف بعد أن تبدلت أحوال الناس جزاء صبرهم وثباتهم وإيمانهم .. ويستفاد من قصتهم فوائد كثيرة ومنها.. أولاً: أن قصتهم مع عجيب شأنها فإنها ليست بأعجب آيات الله، بل أعجب منها خلق الأرض وما خلق فيها من أنواع الزينة ومن كل شئ ثم يفنى ذلك بقدرة الله ثم يبعث الله الخلائق ليجازيهم على أعمالهم . فليتفكر المسلم فى خلق السموات والأرض وليتذكر أنه خلق لعبادة الله وحده وليتذكر معاده وليستعد له بأحسن العمل قال الله تعالى( إنا جعلنا مع على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا أم حسبت أن اصحب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا) أى وإن كانت قصتهم عجيبة إلا أن ما تقدم ذكره أعجب وأعظم. ثانياً: أن هؤلاء الفتية نشؤوا في بيئة كافرة مشركة تعبد من دون الله آلهة أخرى ولكن الله عزوجل تداركهم بلطفه ورحمته فهداهم إلى الإيمان والتوحيد. فآمنوا بالله وحده وعلى العاقل أن يكون رائده الحق لا التعصب لما عليه الآباء والأسلاف فحيث تبين له لحق فليلتزم به ولا يمنعنه من قبول الحق هوى أو حظ من حظوظ النفس الأمارة بالسوء فالحق أحق أن يتبع. ثالثا: لما عرف أولئك الفتية الحق جهروا به كما قال تعالى ( إذ قاموا فقالوا ربنا رب السموات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا هولاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا يأتون عليهم بسلطان بين فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا) وأكثر المفسرين أنهم قالوا هذا الكلام العظيم أمام ملك زمانهم. وما كانت دعوتهم إلا دعوة الرسل ألا وهى إفراد الله بالعبادة والبراءة من عبادة ما سواه. ما طالبوا بحكم ولا نافسوا على ملك ولكن دعوا إلى إفراد الله بالعبادة وهكذا على كل من عرف الحق وعلمه عليه أن يدعوا إليه على بصيرة وحكمة وأن يسلك في دعوته مسلك النبيين وأتباعهم من العناية بالتوحيد والدعوة إليه و التحذير مما يضاده ومع ما هدى الله أولئك الفتية إليه من الدعوة إلى الحق فقد منّ عليهم بأن ربط على قلوبهم وثبتهم فى ذلك المقام الحرج والله لا يخذل من صدق معه وتسلح بسلاح الصبر واليقين رابعا: حين خشي أولئك الفتية من أذى قومهم رأوا أن يفروا بدينهم وبأنفسهم في مكان يعبدون ربهم فيه آمنين مطمئنين و العزلة مطلوبة حين لا يكون لمخالطة الناس ودعوتهم جدوى ولا أثر أو كان المرء يخاف على نفسه من أهل الباطل أن يتعرض لبلاء لا طاقة له به بأن يفتنوه عن دينه ببطشهم أو أن يرتد على عقبيه فيضعف إيمانه لمخالطتهم فيشاركهم في معصية الله تعالى. فلجؤوا إلى الكهف وابتهلوا إلى الله قائلين (ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا) فكانت قلوبهم معلقة بالله وحدة فآواهم الله وسلمهم وحفظهم وجعل لهم لسان صدق إلى يوم القيامة. وإذا كانت عزلة أولئك الفتية بحق فإننا نجد اليوم من الشباب من يعتزل أسرته ومجتمعه بباطل تأثراً ببعض المناهج التي تصور لهم أنهم يعيشون في مجتمع جاهلي ولا سبيل لهم إلى الخلاص من شروره إلا بالعزلة الشعورية بينهم وبينه ثم بالانضمام إلى مجموعات تحمل نفس الفكر ولهذا نجد كثيراً من الآباء لا يعلم عن أبنائه شيئا ثم لايسمع بهم إلا في بلاد الفتن والفوضى، أو ضحايا أعمال تخريبية كانوا هم وقودها وحطبها. ومما يلفت الانتباه ما كان عليه أولئك الفتية من الحلم والتؤدة والأناة وهذا من توفيق الله لهم . فإنهم مع كونهم واجهوا مجتمعا مشركا شركا أكبر إلا أنهم أدركوا ضعف قوتهم وقلة عددهم فاعتزلوهم وكفوا أيديهم عنهم. وأكثر مصائب العالم الإسلامي اليوم ناتجة عن التهور والطيش حيث يتحرش الضعفاء بالأقوياء فتعود العاقبة وخيمة على الإسلام وأهله ودياره. خامسا: أن من صدق مع الله صدق معه وأحاطه بلطفه وهيأ له من الأسباب ما لا يخطر له على بال فقد ألقى الله عليهم النوم مئات السنين وأكرمهم بأن صرف عنهم ضياء الشمس فلا يؤذيهم مع كونهم في مقابلها على ما حققه بعض المفسرين لأنه جعل ذلك من آياته فدل على أن ما حصل لهم أمر خارق للعادة. وكان سبحانه يقلبهم ذات اليمين وذات الشمال حتى يحسبهم الناظر أيقاظا وحتى لا تأكلهم الأرض. وألقي على من يطلع عليهم الرعب فلا يدخل إليهم أحد. فحفظهم الله أيقاظاً وحفظهم نائمين وحفظهم في قلوبهم وفى أبدانهم وفى أموالهم. ومن حفظ الله حفظه الله . سادسا: فضل الصحبة الصالحة فإن الكلب لما صحب أولئك الصالحين ناله من بركاتهم فألقي عليه النوم معهم وبقى ذكره معهم. وفى الحديث (أن الرجل يمر بحلقة ذكر فيجلس فيها فيغفر الله له معهم) فعلى المسلم ولا سيما الشاب في مقتبل عمره أن يحسن اختيار الصحبة وليحرص على أصحاب العقيدة السليمة المجافين للبدع وأهلها المحافظين على خصال الخير في العبادة والتعامل وليحذر كذلك من صحبة الأشرار من أصحاب العقائد الفاسدة أو التفريط في العبادة أو الأخلاق السيئة فإن صحبتهم داء عضال يضر في الحال والمآل. وفى الحديث ( أنت مع من أحببت ) وفى الحديث الآخر ( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل). سابعا: فضل التباحث في العلوم النافعة فإن أولئك الفتية حين بعثهم الله من نومهم أخذوا يتساءلون في المدة التي استغرقوها في نومهم وانقسموا فريقين منهم من قدرها مدة قصيرة فجعلها يوماً أو بعض يوم، ومنهم من شعر أنها مدة طويلة ولكن دون تحقيق فوكلوا العلم إلى الله . ووجه كونه بحثا في علم نافع أن الله إنما بعثهم لمصالح ومنها أن يتساءلوا عن هذه المدة فإذا عرفوها عرفوا بذلك لطف الله بهم وحسن عنايته ورعايته لهم. وينبغي أن تعمر المجالس بذكر الله وبالتباحث في العلوم النافعة التي بها حياة القلوب وصلاح الأخلاق. وليحذر المسلم من مجالس الغفلة فإنه (ما من قوم يجلسون مجلساً ثم يقومون ولم يذكروا الله فيه إلا قاموا عن مثل جيفة حمار وكان ذلك المجلس حسرة عليهم يوم القيامة). وإذا ما بُحثتْ قضية في الدين فليتكلم المسلم بعلم أو ليسكت وليكل العلم إلى الله وليحذر أن يقول على الله بغير علم فيهلك قال تعالى (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً). ثامنا: يستفاد من قصتهم الحرص على أكل الطيب المباح فإنهم أرسلوا أحدهم وأمروه أن يعتني بأزكى الطعام . ويدخل في زكائه إباحته وحله دخولاً أولياً . ولا بأس باختيار أطايب الطعام ولكن على المسلم أن يعنى أولاً بألا يأكل إلا طيبا زكياً وليحذر من المكاسب الحرمة فالجسد إذا نبت على غذاء حرام كان إلى النار وفى الحديث (أيما جسد نبت من سحت فالنار أولى به ) ونحن في زمن كثرت فيه المعاملات التجارية المحرمة والمشتبهة وصار كثير من الناس لايهمه إلا تحقيق الأرباح وتحصيل المكاسب دون أن يبالي أمن حلال ربح أم من حرام والعياذ بالله تاسعاً: في هذه القصة دليل ظاهر باهر على البعث والنشور يوم القيامة فالذي أيقظ أولئك الفتية بعد ثلاث مائة سنه قادر على إعادة الأجساد بعد موتها، ولذلك قال تعالى (وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها) عاشرا: نوه الله بشأن أولئك الفتية في آخر أمرهم حيث أعثر عليهم، ورفع ذكرهم وأجَلّ قدرهم حتى إن الناس اختصموا فيهم بعد الخوف والذلة والعزلة مصداق قوله تعالى (فاصبر إن العاقبة للمتقين) ومصداق قوله تعالى (إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين) وهنا يجدر التنبيه إلى أن بناء المساجد على قبور الأنبياء أو الصالحين منكر عظيم ومن فعله فهو ملعون، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم عند موته من ذلك تحذيراً بالغاً فقال: (لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) يحذر ما صنعوا. لأن بناء المساجد على القبور يصيرها أوثانا تعبد من دون الله بدعائها والذبح عندها والنذر لها. والله عز وجل لم يذكر مسألة بناء المسجد على أولئك الفتية ترغيباً فيه ولا حثاً عليه ولكنها حكاية حال وقد قام النبي صلى الله عليه وسلم ببيان حكم هذا المنكر العظيم فلا حجة لمن يستدل بالقصة على بناء المساجد على القبور أو دفن الموتى في المساجد.
أسأل الله أن يفقهنا في دينه وأن يعلمنا تأويل كتابه وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه. علي بن يحيى الحدادي
الرياض
www.haddady.com
|
||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
[مقال] مَقَالٌ بِعُنْوَانِ كَلِمَةُ فَضْلٍ لِذَوِي فَضْلٍ الحمدُ للهِ على نعمةِ القرآنِ الكريمِ ، فأنعِمْ بقراءتهِ وتلاوتهِ وتدبرهِ وإتقانهِ إنعامًا فنعمَ هُو .
وأصلِّ وأسلمُ على معلمِ الأمةَ القرآنِ وآلهِ وصحبهِ أجمعين . وبعدُ : فإنَّ من الخيرِ الإحسانَ إلى الشيخِ بالدعاءِ له والتأدبَ معه وذِكْرَ فضائلِهِ على تلاميذِهِ فلا ريبَ في ذلك لِمَنْ شَكَرَ . وحتى يكونَ المقامُ هنا وفقط للحديثِ عن أهلِ الفضلِ فإنني أذكِّرُ أولًا بصاحبِ هذا الفضلِ علينا ، وهو شيخُنَا وأستاذُنَا عَبْدُ التَّوَّابِ بْنِ عَبْدِ الدَّايم – حَفِظَهُ اللهُ – المقيم بحي دارالسلام البساتين الذي مَا رأت عَينَيَّ مثلَه في الخيرِ مع القرآنِ وكفى بذلك أنْ يكونَ الخيُر مع القرآنِ. وجديٌر أنْ نعلمَ بأنه تلميذٌ لشيخٍ عَرَفْنَا عنه العلمَ كلَّ العلمِ والأدبَ ما بعده أدبٌ والإتقانَ ما أجملَه فَأحْسِن إليه إنه لحكيمُ الأداءِ والتلاوةِ لطيفُ العبارةِ . شيخُنَا العلامةُ المتقنُ المدققُ – أطالَ اللهُ عمرَه وحسَّنَ عملَه – عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنِ عَبْدِ اللَّطِيفِ – رَضِيَ اللهُ عَنْه – فإنَّ مِن بركةِ العلمِ عَزْوِ المقالِ لقائِلِهِ فالذي نُورِدُهُ مَا هو سِوَى مَا سَمِعْنَاهُ مِن شيخِنَا عَبْدِالتَّوَّابِ – حَفِظَهُ اللهُ – وَرُبَّمَا مِنَ الإِذَاعَةِ ، فيحكي لنَا أستاذُنَا وهو عضوٌ في مقرأةِ الشيخِ عَبْدِ الْحَكِيمِ – وقدتجاوزَا الستينَ – فوائدَ نفيسةٍ ودقائقَ عزيزةٍ فمنهَا مَا يكونُ ملاحظاتٍ على الآياتِ الكريمةِ من تعليقٍ وتدقيقٍ وغيرِه . كَتَبَهُ تِلْمِيذُكُمُ الصَّغِيرُ أبوهَمَّام أَحْمَدُ بِنُ عَليٍّ الملفات المرفقة |
||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
[صوتية] تلاوة طيبة للشيخ ابي عبدالحق عبداللطيف بن احمد (حفظه الله) |
||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
[شرح] { ما كذب الفؤاد ما رأى } بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته {ما كذب الفؤاد ما رأى } الفؤاد القلب، والمعنى أن ما رآه النبي صلى الله عليه وسلم بعينه فإنه رآه بقلبه وتيقنه وعلمه، وذلك أن العين قد ترى شيئاً فيكذبها القلب، وقد يرى القلب شيئاً فتكذبه العين، فمثلاً قد يرى الإنسان شبحاً بعينه فيظنه فلاناً ابن فلان، ولكن القلب يأبى هذا، لأنه يعلم أن فلاناً ابن فلان لم يكن في هذا المكان، فهنا العين رأت، والقلب كذَّب، أو بالعكس، قد يتخيل الإنسان الشيء بقلبه ولكن العين تكذبه، أما ما رآه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ليلة المعراج فإنه رآه حقًّا ببصره وبصيرته، ولهذا قال: {ما كذب الفؤاد ما رأى } بل تطابق القلب مع رؤية العين، فلم يكن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كاذباً فما رآه من الآيات العظيمة في تلك الليلة بل هو صادق شرح الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى لسورة النجم. |
||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
هل يُعتمد على كتاب "تفسير الجلالين "و هل من أقوال لأهل العلم عنه ؟ |
||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
[نصيحة] طريقة ممتازة لتدبر كلام الله عز وجل . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
باسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم و على آله ومن ولاه . وبعد -مختصرا على عجالة معذورا- : فلا يخفى على ذوي العقول السليمة والفطر الصحيحة منزلة كلام الله عز وجل في حياة العبد المسلم لربه ، ويكفي إشارة في هذا المقام الضيق الذي تكلم فيه كبار العلماء وجهابذة الفقهاء والسالكون في طريق العبودية يكفي في ذلك آية واحدة . وهي قول الله عز وجل : { لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } (21) سورة الحشر ولا يخفي عليكم أهمية التدبر في كلام الله عز وجل إذ هو الوسيلة للعقل عن الله عز وجل ومعرفة مراده وبذا تكون تحقيق الغاية وهي العمل بما جاء فيه قال تعالى مبينا الحكمة التي أنزل الله بشأنها كتابه : {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} (29) سورة ص لهذا المطلب العظيم والمرمى الأسمى رأيت أنصح إخوتي بطريقة جربتها ووجدتها مفيدة في هذا الباب [ولا أرى أنها مخالفة لقواعد الشريعة العامة ولا مبتدعة بل هي تطبيق عملي لمحاولة التدبر] : وهي من بعد اختيار الوقت المناسب من راحة البال والطمئنينة والمكان بعيد عن الضجيج والفوضى . تحاول أنك تستخرج فائدة من كل آية تقرأها ومن كل ورد ، مهما كانت الفائدة ، لغوية ، فقهية ، حديثية ، منهجية .. المهم فائدة تستحضرها ثم لما يحاول أحدنا المرور على نفس السورة أو الأيات يستخرج فوائد غير التي ذكرها سابقا طبعا الاستخراج للفوائد واستحضارها والتأمل فيها يكون ذهنينا وأما من أراد أن يدونها وحللها أكثر في ورقة فليفعل فهذا أحسن . وبهذا سيبدو لك جليا إعجاز القرآن في كل المجالات وسعت احتوائه على الفوائد. كما لا أنسى أن أنبه على ضرورة تقيد الاشكالات و التعارضات المتوهمة وطرحها على أهل العلم والاختصاص للبيان . هذا و الله أعلى و أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم . |
||
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
[سؤال] ماهي الطريقة الصحيحة لتعليم الأطفال القرأن الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماهي الطريقة الصحيحة لتعليم الأطفال القرأن الكريم من قبل المعلم هل يقرأ هوا وهم يرددون وراءه أم ماذا ؟ من له دراية بالأمر فليتحفنا بالإجابة عن هذا السؤال جزاه الله خيرا |
||
![]() |
![]() |
بارك الله فيك في ميزان حسناتك ان شاء الله
|||ردد معي|||~~~|||~~~|||الله||| ~~~|||أكبر|||
|||~~~|||~~~|||~~~اللهم ارزقنا الجــــــــــــــنه امين
|||ردد معي|||سبحان|||~~~|||الله| ||~~~|||وبحمده||
في حكم تشغيل القرآن بالقراءة في المقاهي
السؤال: ما حكم تشغيل القرآن في مقهى إلكتروني، حيث إنَّ الزبائن يتضجرون، ويقولون بأنَّ ذلك لا يتوافق مع طبيعة المقهى ؟ أفيدونا أطال الله في عمركم في طاعته.
الجواب: الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أما بعد:
فمن بين الآداب التي ينبغي لقارئ القرآن أو المستمع إليه أن يتأدَّب بها: أن يجلس في موضع طاهر ونظيف متخشِّعًا بسكينة ووقار في أيِّ هيئة يقدر عليها قائمًا أو قاعدًا أو مضطجعًا أو في فراشه وما إلى ذلك لقوله تعالى:﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الأَلْبَابِ الذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فِقِنَا عَذَابَ النَّار ِ﴾ [ آل عمران: 190-191] والأكمل أن يجلس مستقبلا القبلة مطرقا رأسه كالجلوس بين يدي معلمه، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم:( إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ سَيِّدًا، وَإِنَّ سَيِّدَ المَجَالِسِ قِبَالَةُ القِبْلَةِ )، وأن يختار المكان الهادئ يستحضر في نفسه لأن يُناجي ربه ويُفرغ قلبه له، فيقرأ أو يستمع كأنه يرى الله تعالى فإن لم يكن يراه فإنَّ الله تعالى يراه لقوله تعالى: ﴿ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾[الأعراف: 204]، وهذه الآية وغيرها -وإن كانت واردة في الصلاة- فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، والأماكن التي يكثر فيها الصَّخَبُ وهيشاتُ الأسواق ليست محلاً للقراءة أو للاستماع، لأنَّ من آدابها أن تكون بتدبُّر وتفكُّر وتفهم وخشوع، بحيث يُشغِل قلبه بالتفكير في المعنى الذي يتلفظ به أو ينصت إليه ويتأمَّل في الأوامر والنواهي ويعتقد قبول ذلك، لذلك يبتغي أن يختار المناسب من المجالس احترامًا لكلام الله وصيانته عن الابتذال ودفع شهوة الرياء والسمعة وحب الشهرة والظهور.
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلّم تسليما.
۱– أخرجه الطبراني في الأوسط (2354)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وحسنه الهيثمي في مجمع الزوائد (8/114)، والسخاوي في المقاصد الحسنة (102). والألباني في صحيح الترغيب والترهيب (3085)، وانظر السلسلة الصحيحة (2645).
و حفظ الله الشيخ و نفعنا بعلمه