الكاتب : الشيخ / عبد الرزاق البدر
جزاك الله خيرا
اللهم امين
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
اسلاميات عامة
الكاتب : الشيخ / عبد الرزاق البدر
سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
أما بعد:
فقد ذكر شيخ الإسلام في كتاب "العبودية" أن كمال المخلوق في تحقيق العبودية.
وساق آيات فيها كمال عبودية الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-.
ثم قال في (ص52-56):
"فصل
إذا تبين ذلك، فمعلوم أن الناس يتفاضلون في هذا الباب تفاضلاً عظيماً، وهو تفاضلهم في حقيقة الإيمان، وهم ينقسمون فيه إلى عام وخاص، ولهذا كانت إلهية الرب لهم فيها عموم وخصوص، ولهذا كان الشرك في هذه الأمة " أخفى من دبيب النمل".
وفي " الصحيح " عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال : " تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار، تعس عبد القطيفة، تعس عبد الخميصة، تعس وانتُكِس، وإذا شيك فلا انْتُقِش، إن أعطي رضي، وإن منع سخط" (1)
فسماه النبي -صلى الله عليه وسلم-: عبد الدرهم، وعبد الدينار، وعبد القطيفة، وعبد الخميصة، وذكر ما فيه دعاءً وخبرًا، وهو قوله : "تعس وانتكس، وإذا شيك فلا انتقش".
والنقش: إخراج الشوكة من الرجل. والمنقاش: ما يخرج به الشوكة .
وهذه حال من إذا أصابه شر لم يخرج منه ولم يفلح لكونه تعس وانتكس، فلا نال المطلوب، ولا خلص من المكروه، وهذه حال من عبد المال.
وقد وصف ذلك بأنه إذا أعطي رضي، وإذا منع سخط، كما قال تعالى: ( ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون )، [سورة التوبة: 58 ]، فرضاهم لغير الله وسخطهم لغير الله 2)).
وهكذا حال من كان متعلقاً برئاسة أو بصورة، ونحو ذلك من أهواء نفسه، إن حصل له رضي، وإن لم يحصل له سخط، فهذا عبد ما يهواه من ذلك، وهو رقيق له، إذ الرق والعبودية في الحقيقة: هو رق القلب وعبوديته، فما استرق القلب واستعبده فالقلب عبده، ولهذا يقال:
وقال القائل :
ويقال : الطمع غل في العنق وقيد في الرجل، فإذا زال الغل من العنق زال القيد من الرجل.
ويروى عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه قال: "الطمع فقر، واليأس غنى، وإن أحدكم إذا يئس من شيء استغنى عنه" .
وهذا أمر يجده الإنسان من نفسه فإن الأمر الذي ييأس منه لا يطلبه، ولا يطمع فيه، ولا يبقى قلبه فقيرا إليه، ولا إلى من يفعله. وأما إذا طمع في أمر من الأمور ورجاه، فإن قلبه يتعلق به، فيصير فقيراً إلى حصوله، وإلى من يظن أنه سبب في حصوله، وهذا في المال والجاه والصور وغير ذلك.
قال الخليل -صلى الله عليه وسلم-: ( فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون ) [سورة العنكبوت: 17 ] .
فالعبد لا بد له من رزق، وهو محتاج إلى ذلك، فإذا طلب رزقه من الله صار عبداً لله، فقيراً إليه، وإذا طلبه من مخلوق صار عبداً لذلك المخلوق فقيراً إليه، ولهذا كانت مسألة المخلوق محرمة في الأصل، وإنما أبيحت للضرورة (3). وفي النهى عنها أحاديث كثيرة في " الصحاح " و " السنن " و " المسانيد " كقوله -صلى الله عليه وسلم- : " لا تزال المسألة بأحدكم حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعه لحم"، وقوله : " من سأل الناس وله ما يغنيه جاءت مسألته يوم القيامة خدوشا أو خموشا أو كدوشا في وجهه". وقوله : " لا تحل المسألة إلا لذي غُرْم مُفْظِع، أو دم مُوجع أو فقر مُدْقِع (4) " وهذا المعنى في " الصحيح ".
وفيه أيضا : " لأن يأخذ أحدكم حبله فيذهب فيحتطب خير له من أن يسأل الناس، أعطوه أو منعوه ".
وقال : " ما أتاك من هذا المال وأنت غير سائل ولا مستشرف فخذه وما لا فلا تتبعه نفسك "، فكره أخذه من سؤال اللسان واستشراف القلب.
وقال في الحديث: " من يستغن يغنه الله، ومن يستعفف يُعِفَّه الله، ومن يتصبَّر يصبّره الله، وما أعطي أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر " (5).
وأوصى خواص أصحابه "أن لا يسألوا الناس شيئا".
وفي " المسند " أن أبا بكر كان يسقط السوط من يده، فلا يقول لأحد : ناولني إياه، ويقول : "إن خليلي أمرني ألا أسأل الناس شيئاً ".
وفي " صحيح مسلم " وغيره عن عوف بن مالك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- "بايعه في طائفة، وأسر إليهم كلمة خفية : " أن لا يسألوا الناس شيئاً "، فكان بعض أولئك النفر يسقط السوط من يد أحدهم ولا يقول لأحد : ناولني إياه (6).
وقد دلت النصوص على الأمر بمسألة الخالق والنهي عن مسألة المخلوق في غير موضع، كقوله تعالى: (فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب)، [ سورة الشرح 7 ].
وقول النبي -صلى الله عليه وسلم- لابن عباس : " إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله ".
ومنه قول الخليل: (فابتغوا عند الله الرزق)، [ سورة العنكبوت17 ] ، ولم يقل : فابتغوا الرزق عند الله؛ لأن تقديم الظرف يشعر بالاختصاص والحصر، كأنه قال : لا تبتغوا الرزق إلا عند الله، وقد قال تعالى: ( واسألوا الله من فضله) [ سورة النساء32 ] " اهـ .
أقول: رحم الله شيخ الإسلام وسلفه الشرفاء الكرام ومن سار على نهجهم العظيم في كل الميادين من ثبات على الحق وزهد في الدنيا والمال ومن صدق في الأقوال والأفعال.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
(1)– أخرجه البخاري في "الجهاد والسير" حديث (2887)، وابن ماجه في "الزهد" حديث (4136).
(2)– نعوذ بالله من أحوال هذا النوع الدنيء.
(3)– فأين عباد المال والجاه من هذه التربية العالية، وأين هم من فقه الإسلام والشرف، وما هي الضرورة التي دعتهم لفتح جيوبهم وأفواههم وبطونهم لأموال السحت ولهفها من سادتهم ومستعبديهم من أهل الأهواء.
(4)– أين هؤلاء الحثالات الأكالون للسحت من هذه التربية النبوية العالية التي وعاها الصحابة الكرام ومن تبعهم بإحسان.
(5)– هذه التوجيهات النبوية لا يعيها إلا كبار النفوس الشرفاء، لا الأراذل التافهون.
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد :
إخوتي وأحبتي في الله قبل أن نبدأ هذا اللقاء أود أن أعزي نفسي وإياكم بشيخنا الشيخ أحمد النجمي رحمه الله تعالى رحمة واسعة ، ذلكم الشيخ الفاضل الذي قضى عمره في النصح والتعليم والتوجيه وفق منهج السلف الصالح وهو أحد خاصة تلاميذ الشيخ القرعاوي والشيخ حافظ الحكمي رحمهم الله تعالى ، فقد انتقل اليوم إلى جوار ربه ، نسأل الله تبارك وتعالى أن يحسن عزاءنا وإياكم فيه وأن يُعظم أجر الجميع وأن يجزيه عما قدم للإسلام والمسلمين خير ما يجزي به عالماً عن طلبته وعن الإسلام والمسلمين ، وأن يخلفنا فيه خيراً . وكما تعلمون لسنا ممن يُفْرط في مسألة التأبين كما يقولون ولكن فقْد مثل هذا العالم لا شك أنه أحدث ثلماً عظيماً في الأمة ، وكما يقول – النبي صلى الله عليه وسلم – :
(( إن الله لا ينتزع العلم انتزاعاً وإنما يقبضه بقبض العلماء حتى إذا لم يبقَ عالم ، اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلّوا وأضلوا )).
والشيخ رحمة الله عليه كان في جهاد مرير في مقاومة الأفكار الوافدة والتيارات الوافدة إضافة إلى التأصيل والتقعيد لمنهج السلف الصالح ، فقد أبلى في ذلك بلاءً حسناً وأجاد وأفاد ، رحمة الله عليه رحمة واسعة وسيُصلّى عليه غداً في بلده قرب صامطة أو لا أدري لعله يُصلى عليه في جيزان ، المهم أنه سيُنقل إلى المنطقة الجنوبية من منطقة جيزان وهناك يصلى عليه، يبدو إما الفجر وإما ظهر الغد إن شاء الله تعالى فلا تنسوا شيخنا من صالح دعائكم في ظهر الغيب ونسأل الله أن يخلفنا فيه خيراً وأن يجزيه على ما قدم خيراً وها هي مؤلفاته وتسجيلاته وأشرطته تنطق بالحق ، تصدع بالحق ، وتدافع عن الحق وترد على أهل الباطل ، وهي كتب ومؤلفات قد طبقت الآفاق وانتشرت في كل زمان ولله الحمد والمنة ، وأرجو أن يكون ممن ينطبق عليه حديث : ((إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية أو ولد صالح يدعو له أو علم ينتفع به )) لعل الله أن يحقق بقية الخصال ، أما الخصلة الثالثة فهي موجودة ولله الحمد والمنة وهي العلم الذي يُنتفع به ، جعله الله في موازين حسناته ورفع درجاته في عليين وأخلفنا وإياكم والمسلمين فيه خيراً ، رحمة الله عليه رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وجمعنا الله وإياكم وإياه في دار الكرامة في جنات النعيم إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
وأما لقائي الختامي مع إخوتي في هذه الدورة فأوصيهم ونفسي بتقوى الله عز وجل في السر والعلن ، والمَنْشَط والمَكْرَب ،أوصي الجميع بمواصلة العلم والتعلم ، والتفقه في دين الله – سبحانه وتعالى – لأن هذا هو الذي يبقى مع المسلم ، إلاّ هو مأمور بذلك إلى أن يلقى ربه كما قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : (( من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهَّل الله له به طريقاً إلى الجنة )) ، وقال – عليه الصلاة والسلام – : (( منهومان لا يشبعان، طالب علم وطالب مال )). وأوصيكم ونفسي بالجد والاجتهاد في طلب العلم الشرعي إلى أن نلقى الله – تبارك وتعالى – كما أوصيكم بالتركيز على التأصيل وفهم عقيدة السلف الصالح المستمدة من القرآن والسنة ، والإخلاص لله وحده ، والجد والاجتهاد بأن يكون عملنا خالصاً لوجه الله – سبحانه وتعالى – فإن العلم جهاد وعبادة يجب الإخلاص فيها وقد سمّاه النبي – صلى الله عليه وسلم – جهاداً ، فلنجتهد في تحقيق هذه المعاني العظيمة ، كما أوصيكم ونفسي بالجد والاجتهاد في تحرّي الصدق والصواب ، وتحرّي الإصابة في القول والعمل وذلك بالرجوع إلى هدي الكتاب والسنة فيما نقول وفيما نَصدر وفيما نُفتي وفيما نقول وفيما نُسمع الناس ، نجتهد أن نربط كل أعمالنا وأقوالنا بهدي القرآن الكريم و السنة النبوية المطهرة وَفق منهج سلفنا الصالح ذلكم المنهج القويم الذي لا اعوجاج فيه والذي لا يتغير بالمؤثرات ولا يتزعزع بالحوادث ولا يتغير أهله وفق المصالح الشخصية ، ولا يتلوَّنون حتى وإن وُجدت عليهم أثرة ، بل يلزمون هذا الطريق الذي لزمه أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – والتابعون وأتباعهم من بعدهم . فعلينا أن نلزم طريقهم وأن نسير على نهجهم ، وأن نرجع فيما أشكل علينا إلى العلماء الربانيين الذين أفنوا أعمارهم وحياتهم في تحقيق مسائل العلم والذين لا همَّ لهم إلا الجد والاجتهاد في إصلاح المسلمين وتفقيههم في دينهم وبيان الحق لهم بدليله ، والاستقامة على المنهج الحق على صراط الله المستقيم ، صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصدّيقين والشهداء والصالحين .
كما أوصي طلبة العلم بالتخلق بالأخلاق الفاضلة فيما بينهم ومع الآخرين فإن ذلك من أفضل ما تُنشر به الدعوة إلى الله – سبحانه وتعالى – التخلق بأخلاق الإسلام ، التخلق بأخلاق المصطفى – صلى الله عليه وسلم – والسير على هديه قولاً وعملاً واعتقاداً .
كما أوصي إخوتي بتبليغ ما تفقّهوا فيه وما علموه من العلم بعد أن يتثبّتوا من سماع ما يقولون وبعد أن يراجعوا المسألة المرة تلو المرة حتى يشعروا أنهم قد أتقنوها وأنهم قد درسوها حق الدراسة .
كما أوصي إخوتي بالجد والاجتهاد في التركيز على العقيدة والتوحيد ولو تخلف عنها المتخلفون ، وأن نبدأ بها في جميع أمور دعوتنا وأن تكون هي منطلقنا حتى نلقى الله – سبحانه وتعالى -.
كما أوصي نفسي وإخوتي بمواصلة طلب العلم دون هوادة ودون تردد .
كما أوصي نفسي وإياكم بالتواضع والحلم والأناة والرفق ، فإن الرفق ما كان في شيء إلا زانه وما كان العنف في شيء إلا شانه .
كما أوصي نفسي وإخواني بالتثبت في نقل الأخبار وعدم التسرع في نقل الشائعات أو تتبُّعها أو بناء أحكام عليها فإن ذلك في غاية الخطورة .
كما أوصي نفسي وإخواني بالجد والاجتهاد في العبادة واللجوء إلى الله – سبحانه وتعالى – والتضرع إليه والانكسار بين يديه ، فإن أكثر ما يصيبنا إنما هو بسبب تقصيرنا في جنب الله – سبحانه وتعالى – (( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ))
هذه بعض الوصايا المهمة التي أرجو من إخوتي أن يجدّوا ويجتهدوا في تطبيقها والعمل بها والله نسأل أن يوفقني وإياكم لما فيه رضاه وأن يرزقنا وإياكم الاستقامة على طاعته والعمل بما يرضيه كما نسأله تعالى لنا ولكم العلم النافع والعمل الصالح وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.
" فمن الناس من يغتاب موافقة لجلسائه وأصحابه وعشائره مع علمه أن المغتاب بريء مما يقولون أو فيه بعض ما يقولون لكن يرى أنه لو أنكر عليهم قطع المجلس واستثقله أهل المجلس ونفروا عنه فيرى موافقتهم من حسن المعاشرة وطيب المصاحبة وقد يغضبون فيغضب لغضبهم فيخوض معهم
ومنهم من يخرج الغيبة فى قوالب شتى تارة فى قالب ديانة وصلاح فيقول ليس لى عادة أن أذكر أحدا الا بخير ولا أحب الغيبة ولا الكذب وإنما أخبركم بأحواله ويقول والله إنه مسكين أو رجل جيد ولكن فيه كيت وكيت وربما يقول دعونا منه الله يغفر لنا وله وإنما قصده استنقاصه وهضما لجنابه ويخرجون الغيبة فى قوالب صلاح وديانة يخادعون الله بذلك كما يخادعون مخلوقا وقد رأينا منهم ألوانا كثيرة من هذا وأشباهه .
ومنهم من يرفع غيره رياء فيرفع نفسه فيقول لو دعوت البارحة في صلاتي لفلان لما بلغنى عنه كيت وكيت ليرفع نفسه ويضعه عند من يعتقده او يقول فلان بليد الذهن قليل الفهم وقصده مدح نفسه واثبات معرفته وانه أفضل منه .
ومنهم من يحمله الحسد على الغيبة فيجمع بين أمرين قبيحين الغيبة والحسد واذا اثنى على شخص ازال ذلك عنه بما استطاع من تنقصه فى قالب دين وصلاح أو فى قالب حسد وفجور وقدح ليسقط ذلك عنه .
ومنهم من يخرج الغيبة فى قالب تمسخر ولعب ليضحك غيره باستهزائه ومحاكاته واستصغار المستهزأ به .
ومنهم من يخرج الغيبة فى قالب التعجب فيقول تعجبت من فلان كيف لا يفعل كيت وكيت ومن فلان كيف وقع منه كيت وكيت وكيف فعل كيت وكيت فيخرج اسمه فى معرض تعجبه .
ومنهم من يخرج الاغتمام فيقول مسكين فلان غمنى ما جرى له وما تم له فيظن من يسمعه أنه يغتم له ويتأسف وقلبه منطو على التشفى به ولو قدر لزاد على ما به وربما يذكره عند اعدائه ليشتفوا به وهذا وغيره من أعظم أمراض القلوب والمخادعات لله ولخلقه .
ومنهم من يظهر الغيبة فى قالب غضب وإنكار منكر فيظهر فى هذا الباب اشياء من زخارف القول وقصده غير ما أظهر والله المستعان "
المصدر:
http://www.ferkous.com/rep/M1.php
وفقكم الله
وكان يقول : ما رأيت مثل النار نام هاربها ، ولا مثل الجنة نام طالبها .
وكان يقول : تفـقـَّـد الحلاوة في ثلاثة أشياء : في الصلاة والقرآن
والذكر ، فإن وجدت ذلك فأمضي وأبشر ، وإلا فاعلم أن بابك مغلق فعالج فتحه
وكان يقول : ابن آدم ! إنما أنت ضيف ، والضيف مرتحل ، ومستعار ، والعارية
مؤدَّاة ومردودة ، فما عسى ضيف ومقام عارية . لله در أقوام نظروا بعين
الحقيقة ، وقدموا إلى دار المستقر.
وكان يقول : ما أطال عبد الأمل إلا أساء العمل .
وكان يقول : إنما أنت أيها الإنسان عدد ، فإذا مضى لك يوم ، فقد مضى بعضك .
وكان يقول : رحم الله امرءاً نظر ففكر ، وفكر فاعتبر فأبصر ، وأبصر فصبر
. لقد أبصر أقوام ثم لم يصبروا فذهب الجزع بقلوبهم ، فلم يدركوا ما طلبوا
، ولا رجعوا إلى ما فارقوا ، فخسروا الدنيا والآخرة ، وذلك هو الخسران
المبين .
إنك ناظر إلى عملك غدا
يوزن خيره وشره
فلا تحقرن من الخير شيئا و إن صغر
فإنك إذا رأيته سرك مكانه.
ولا تحقرن من الشر شيئا
فإنك إذا رأيته ساءك مكانه.
فإياك و محقرات الذنوب.
إن لأهل التقوى علامات يعرفون بها :
صدق الحديث
ووفاء بالعهد
و صلة الرحم
و رحمة الضعفاء
وقلة المباهاة للناس
و حسن الخلق
وسعة الخلق فيما يقرب إلى الله
• يا ابن آدم
بع دنياك بآخرتك ..
تربحهما جميعا
و لا تبيعن آخرتك بدنياك ..
فتخسرهما جميعا.
• لقد أدركت أقواما ..
ما كانوا يفرحون بشئ من الدنيا أقبل
و لا يتأسفون على شئ منها أدبر
لهي كانت أهون في أعينهم من التراب
فأين نحن منها الآن ؟!
• إن المؤمن لا تراه إلا يلوم نفسه
يقول : ما أردت بكلمتي ؟
يقول : ما أردت بأكلتي ؟
يقول : ما أردت بحديث نفسي ؟
فلا تراه إلا يعاتبها
• أما الفاجر :
نعوذ بالله من حال الفاجر.
فإنه يمضي قدما
و لا يعاتب نفسه ..
حتى يقع في حفرته
وعندها يقول :
يا ويلتى
يا ليتني ..
يا ليتني ..
و لات حين مندم !!!
• لقد رأيت أقواما..
كانت الدنيا أهون عليهم من التراب
و رأيت أقواما ..
يمسي أحدهم و ما يجد إلا قوتا
فيقول :
لا أجعل هذا كله في بطني !
لأجعلن بعضه لله عز وجل !
فيتصدق ببعضه
وهو أحوج ممن يتصدق به عليه !
• إن المؤمن قوّام على نفسه
يحاسب نفسه لله عزّ و جلّ
و إنما خفّ الحساب يوم الحساب ..
على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا
و إنما شق الحساب ..
على قوم أخذوها من غير محاسبة .
• يا قوم
تصبروا و تشددوا
فإنما هي ليالٍ تعد
و إنما أنتم ركب وقوف
يوشك أن يدعى أحدكم فيجيب
فيذهب به و لا يلتفت
فانقلبوا بصالح الأعمال .
• و يحك يا ابن آدم
هل لك بمحاربة الله طاقة ؟!
إنه من عصى ربه فقد حاربه !
• يا هذا
رطّب لسانك بذكر الله
وندّ جفونك بالدموع ..
من خشية الله
فوالله ما هو إلا حلول القرار :
في الجنة أو النار
ليس هناك منزل ثالث
من أخطأته الرحمة
صار و الله إلى العذاب .
• الموت .. الموت
{ كل نفس ذائقة الموت } ( آل عمران : 185 ) ( الأنبياء : 35 ) ( العنكبوت : 57 )
يحق لمن يعلم :
أن الموت مورده
و أن الساعة موعده
و القيام بين يدي الله تعالى مشهده
يحق له أن يطول حزنه .
• و احذر الدنيا
فإنه قلّ من نجا منها
وليس العجب لمن هلك ..
كيف هلك ؟
و لكن العجب لمن نجا ..
كيف نجا ؟!
فإن تنج منها
تنج من ذي عظيمة
و إلا فإني لا أخالك ناجيا .
ورغم هذا
فالدنيا كلها :
أولها و آخرها
ما هي إلا كرجل نام نومة
فرأى في منامه بعض ما يحب
ثم انتبه !!!
مـَا أَحْلَمَ اللهَ عَني حَيْثُ
أَمْهَلَني
وقَدْ تَمـادَيْتُ في ذَنْبي ويَسْتُرُنِي
حبذا لو عزوت هذه الأقول لمصادرها ، للتوثيق و ذلك أفضل .
يرجى مراعاة شرط ذكر المصادر في المرة القادمة إن شاء الله
الشيخ: الكذب لا يجوز مازحاً ولا جاداً لأنه من الأخلاق الذميمة التي لا يتصف بها إلا أهل النفاق ومن المؤسف أننا نسمع كثيراً من بعض الناس أنهم يقسمون الكذب إلى قسمين كذبٍ أبيض وكذبٍ أسود فإذا ترتب على الكذب ضررٌ بأكل مالٍ أو اعتداءٍ أو ما أشبه ذلك فهو عندهم كذبٌ أسود وإذا لم يتضمن ذلك فهو عندهم كذبٌ أبيض وهذا تقسيمٌ باطل فالكذب كله أسود ولكن يزداد سواداً كلما ترتب عليه ضرراً أعظم وبهذه المناسبة أحذر أخواني المسلمين مما يصنعه بعض السفهاء من كذبة إبريل وأظن أنه قريبٌ هذه الكذبة التي تلقوها عن اليهود والنصارى والمجوس وأصحاب الكفر ثم إن هي مع كونها كذبٌ والكذب محرم شرعاً وكونها تشبهاً بغير المسلمين والتشبه بغير المسلمين محرم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من تشبه بقومٍ فهو منهم قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إسناده جيد وأقل أحواله التحريم وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم هي مع تضمنها لهذين المحظورين هي أيضاً إذلالٌ للمسلم أمام عدوه لأن من المعلوم بطبيعة البشر أن المقلد يفخر على من قلده ويرى أنه أقدم منه يرى أنه أقدم منه ولذلك ضعف مقلده حتى قلده فهي فيها إذلالٌ للمؤمن بكونه ذليلاً وتبعاً للكفار المحظور الرابع أن غالبها أي غالب هذه الكذبة الخبيثة تتضمن أكلاً للمال بالباطل أو ترويعاً للمسلم فإنه ربما يكذب فيكلم أهل البيت ويقول إن فلاناً يقول ترى عندنا جماعة اليوم فيطبخوا غداءً كثيراً ولحماً وما أشبه ذلك أو ربما يخبرهم بأمرٍ يروعهم كأن يقول قيمكم دعسته سيارة وما أشبه ذلك من الأمور التي لا تجوز بدون أن تكون بهذه الحال فعلى المسلم أن يتقي الله سبحانه وتعالى وأن يكون عزيزاً بدينه فخوراً به معجباً به لأجل أن يهابه أعداء المسلمين ويحترموه وأنا ضامن لكل من اعتز بدين الله أن يكون عزيزاً أمام الناس ولكل من ذل أمام أعدائه أن يكون أذل وأذل عند الله وعند أعدائه فلا تظن أيها المسلم أن متابعتك للكفار وأخذك أخلاقهم لا تظن أن ذلك يعزك في نفوسهم بل إنه يذلك غاية الذل وأنت تعلم ذلك أنت الآن لو أن أحداً اقتدى بك في أفعالك لرأيت لنفسك فخراً عليه ورأيت أنه ذل أمامك حيث كان مقلداً لك وهذا أمرٌ معلوم معروف بطبيعة البشر وكلما رأى أعداؤنا أننا أقوياء وأعزاء بديننا وأننا لا نبالي بهم ولا نعاملهم إلا بما يقتضيه شريعة الله التي هي شريعة كل العالم بعد بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً) وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال والذي نفسي بيده لا يسمع بي يهوديٌ ولا نصرانيٌ ثم لا يؤمن بما جئت به إلا كان من أهل النار فإذا كان هذا في أهل الكتاب وهم أهل كتاب فما بالك بغيرهم من الكفار كل من سمع بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم ولم يتبعه فإنه من أهل النار فإذا كان كذلك فما بالنا نحن المسلمين نذل أنفسنا ونتبع غيرنا وكلنا يعلم ما جرى في محاورة هرقل عظيم الروم مع أبي سفيان وهو كافر حينما تحرز أبو سفيان أن يكذب في حق النبي صلى الله عليه وسلم خوفاً من أن تؤخذ عليه هذه الكذبة مع أنه يود أن يكذب في ضد صالح الرسول صلى الله عليه وسلم فإذا كان هذا كافراً فما بالك أيها المؤمن تكذب والله الموفق.
من فتاوى نور على الدرب: الشيخ محمد صالح العثيمين
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
الكذب حرام مهما كان اليوم او الساعة او الموقف
سئل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله :
عمن يتحدث بين الناس بكلام وحكايات مفتعلة كلها كذب هل يجوز ذلك
فأجاب أما المتحدث بأحاديث مفتعلة ليضحك الناس أو لغرض آخر فإنه عاص لله ورسوله وقد روى بهز بن حكيم عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن الذي يحدث فيكذب ليضحك القوم ويل له ويل له ثم ويل له )وقد قال ابن مسعود إن الكذب لا يصلح في جد ولا هزل ولا يعد أحدكم صبيه شيئا ثم لا ينجزه وأما إن كان في ذلك ما فيه عدوان على مسلم وضرر في الدين فهو أشد تحريما من ذلك وبكل حال ففاعل ذلك مستحق العقوبة الشرعية التي تردعه عن ذلك والله أعلم
مجموع الفتاوى 32/ 256
فتوى العلامة بن باز رحمه الله :
(الجزء رقم : 6، الصفحة رقم: 392)
فتوى العلامة العثيمين رحمه الله :
بيان ضابط الطرائف وحكمها
السؤال
فضيلة الشيخ ما ضابط ما يسمى بالنكت أو الطرائف ومتى تكون كذباً، هل يحدث الإنسان بقصة لم تقع يريد بها أن يضحك من حوله؟
الجواب
الإنسان إذا ضرب مثلاً بقصة، مثل أن يقول: أضرب لكم مثلاً برجل قال كذا أو فعل كذا وحصلت ونتيجته كذا وكذا، فهذه لا بأس بها، حتى إن بعض أهل العلم قال في قول الله تعالى: { وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ } [الكهف:32] قال: هذه ليست حقيقة واقعة، وفي القرآن: { ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ } [الزمر:29] فإذا ذكر الإنسان قصة لم ينسبها إلى شخص معين، لكن كأن شيئاً وقع وكانت العاقبة كذا وكذا فهذا لا بأس به.
أما إذا نسبه إلى شخص وهي كذب فهذا حرام تكون كذبة، وكذلك إذا كان المقصود بها إضحاك القوم، فإنه قد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: ( ويل لمن حدث فكذب ليضحك به القوم ويل له ثم ويل له ).لقاء الباب المفتوح رقم 77
فتوى الشيخ الفوزان عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية حفظه الله :
فأجاب :النبي صلى الله عليه وسلم :كان يمزح ولا يقول إلا حقا فلا يكذب الانسان من اجل ان يضحك الناس إذا ذكر لهم نكتة أو طرفة تضحكهم وهي صحيحة فهذا لا بأس به إذا كانت الطرفة أو النكتة صحيحة واقعة فيذكرها ليروح عن الناس فهذا لا بأس به فقد كان كان النبي صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقا يعني
شيء واقع شيء صدق.اهـ.
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده وبعد:
فهذا إعلان عن حضور الشيخ الدكتور عبد الله البخاري ـ حفظه الله ـ الى الجزائر ابتداءا من (الجمعة 22 رجب 1443هـ الموافق لـ 24 جوان 2022 ) باذن الله و تسيره، و لهذا يشرفني أن أحيلكم على جدول دروسه المبرمجة والمعلن عليها عبر منتديات التصفية و التربية السلفية باشراف الشيخ الفاضل لزهر سنيقرة،
و هذا عبر الرابط الأتي:
المصدر من هنا
ترجمة الشيخ عبد الله البخاري من موقعه
من هنا
باركـ الله فيكـ أبو جمانة
على حسب الجدول لاتوجدله محاضرات في الجزائر العاصمة
جزآك الله الفردوس
تحياتي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
إلى إخواني جميعاً احذروا حبائل شياطين الإنس والجن
وحذّروا نساءكم من هذه الكاميرات في الأسواق والمشاغل
وذلك لحراسة للفضيلة وغيرة على الأعراض
كاميرا مراقبة على شكل فيش كهرباء فى غرف خلع الملابس
وللأسف ضعاف النفوس يركبونها في حمامات وغرف تغيير الملابس بالأسواق
والمشاغل النسائية ومحلات التجميل وتصفيف الشعر وقصور الأفراح.
و من مميزاتها :
2- توجد بها ميموري كرت 4 جيجا مثل ميموري الهاتف النقال ( الظفر )
3- سهلة التركيب والاستعمال بوضعها مباشرة على الحائط
4- تشكيلها على الكمبيوتر لشحنها ورؤية كل ما تم تسجيله بسهولة ومرفق معها كيبل USB
5- مدة التسجيل ساعتين متتاليتين أو التصوير عند وجود حركة أمامها فتصور مدة أكبر
فيا ليت النساء ينتبهن لها ولا يخلعن ملابسهن إلا في بيوتهنحذرا من الوعيد الذي جاء في الحديث الشريف
الذي حذر من خلع الملابس في غير بيت الزوج
وكم من عفيفة غافلة صارت ألعوبة في يد هؤلاء المجرمين
دَخَلَ نِسْوَةٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
فَقَالَتْ مِمَّنْ أَنْتُنَّ قُلْنَ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ
قَالَتْ لَعَلَّكُنَّ مِنْ الْكُورَةِ الَّتِي تَدْخُلُ نِسَاؤُهَا الْحَمَّامَاتِ
قُلْنَ نَعَمْ قَالَتْ أَمَا إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ مَا مِنْ امْرَأَةٍ تَخْلَعُ ثِيَابَهَا فِي غَيْرِ بَيْتِهَا إِلَّا هَتَكَتْ مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ تَعَالَى –
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
حسبي الله ونعم الوكيل
حسبي الله ونعم الوكيل
حسبي الله ونعم الوكيل
على كل من طغى وتجبر
انظر للصور
( بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على أقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم )
منقول
يقول الشيخ محمد البشير الإبراهيمي عن مصطلح التصوف:
(لو كان للمسلمين يوم اتسعت الفتوحات ديوان تفتيش لكانت هذه الكلمة من المواد الأولية المحرمة الدخول)
ويقول: (ثم ما هذا التصوف الذي لا عهد للإسلام الفطري النقي به؟ إننا لا نقره مظهراً من مظاهر الدين أو مرتبة
عليا من مراتبه، ولا نعترف من أسماء هذه المراتب إلا بما في القاموس الديني: النبوة والصديقية والصحبة
والاتباع، ثم التقوى التي يتفاضل بها المؤمنون، ثم الولاية التي هي أثر التقوى …هل ضاقت بنا الألفاظ الدينية
ذات المفهوم الواضح والدقة العجيبة في تحديد المعاني حتى نستعير من جرامقة اليونان أو جرامقة الفرس هذه
اللفظة المبهمة الغامضة التي يتسع معناها لكل خير وشر؟).
ثم يقول –رحمه الله- معلقاً على المفهوم من معنى التصوف عند الناس: (إن هذه القلعة لهي المعقل الأسمى
والملاذ الأحمى فكل راقص صوفي، وكل ضارب للطبل صوفي، وكل عابث بأحكام الله صوفي، وكل ماجن خليع
صوفي، وكل مسلوب العقل صوفي، وكل آكل للدنيا بالدين صوفي، وكل ملحد في آيات الله صوفي، وهلم
سحباً، أفيجمل بجنود الإصلاح أن يدعوا هذه القلعة تحمي الضلال وتؤويه، أم يجب عليهم أن يحملوا عليه حملة
صادقة شعارهم: (لا صوفية في الإسلام) حتى يدكوها دكاً وينسفوها نسفاً ويذروها خاوية على عروشها؟ إن
احترام الصوامع والأديرة – لأن فيها قوماً فحصوا أرؤسهم وحبسوا نفوسهم – مشروط بما إذا لم تكن مأوى
للمقاتلة، وإلا زال احترامها).
ويقول –رحمه الله –: (والحقيقة أن الطرقيين أرادوا أن يصبغوا طرقهم بالقدسية الدينية، فانتحلوا لها هذه
الأباطيل وأعطوها خصائص الدين كلها، ألم تر أنهم يعدون الخروج من طريقة ولو إلى طريقة أخرى كالارتداد
عن الدين يموت فاعله على سوء الخاتمة قبحهم الله؟).
ويقول –رحمه الله- عن الصوفية الذين عاصرهم: (ولعل أسخف طور مر على الطرقية في تاريخها هو هذا
الطور الأخير. فقد أصبح من أحكامها أن شيخ الطريقة لا يلد إلا شيخ طريقة).
وكان يرى – رحمه الله – أن للصوفية أثراً في فشو الإلحاد،
يقول: (وإنك لا تبعد إذا قلت: أن لفشو الخرافات وأضاليل الطرق بين الأمة أثراً كبيراً في فشو الإلحاد
بين أبنائها المتعلمين تعلماً… وتعلما أو ربياً، الجاهلين بحقائق دينهم؛ لأنهم يحملون من الصغر فكرة أن هذه
الأضاليل الطرقية هي الدين، وأن أهلها هم حملة الدين، فإذا تقدم بهم العلم والعقل لم يستسغها منهم علم ولا عقل
، فأنكروها حقاً وعدلاً، وأنكروا معها الدين ظلماً وجهلاً، وهذه إحدى جنايات الطرقية على الدين، أرأيت أن
القضاء على الطرقية قضاء على الإلحاد في بعض معانيه، وحسم لبعض أسبابه).
ثم يقول –رحمه الله- محللاً مبدأ أمر التصوف: (وأما المذاهب الصوفية فهي أبعد أثراً في تشويه حقائق الدين،
وفي تفريق كلمة المسلمين؛ لأنها ترجع في أصلها إلى نزعة غامضة مبهمة، تسترت في أول أمرها بالانقطاع
للعبادة والتجرد من الأسباب والعزوف عن اللذات الجسدية والتظاهر بالخصوصية، وكانت تأخذ منتحليها بشيء
من مظاهر المسيحية، وهو التسليم المطلق، وشيء من مظاهر البرهمية، وهو تعذيب الجسد وإرهاقه؛ توصلاً إلى
كمال الروح زعموا.
فراب أئمة الدين حراس الشريعة فوقفوا لها بالمرصاد، فلاذ منتحلوها بفروق مبتدعة يريدون أن يثبتوا بها
خصوصيتهم كالظاهر والباطن، والحقيقة والشريعة، إلى ألفاظ أخرى من هذا القبيل لا تخرج في فحواها عن جعل
الدين الواحد دينين).
ثم يقول –رحمه الله –: ثم أمِرَ أمر هذه الصوفية وتقوّت على الزمن، والتقت مع الباطنية وغيرها من
الجمعيات التي تبني أمرها على التستر، على طبيعة دساسة وعرق نزاع ومزاج محتد، واختلطت تعاليم هذه
بتعاليم تلك، وتشابهت الاصطلاحات، وابتلي المسلمون من هذه النحل بالداء العضال،وقد اتسع صدرها بعد أن
تعددت مذاهبها، واختلفت مشاربها في القرون الوسطى والأخيرة من تاريخ الإسلام، فانضوى تحت لوائها كل ذي
دخلة سيئة وعقيدة رديئة،حتى أصبح التصوف حيلة كل محتال، وحيلة كل دجال، وأن هذه الطرق المنتشرة بين
المسلمين والتي تربو على المذاهب الفقهية عداً،كلها على ما بينها من تباين الأوضاع، واختلاف الطباع، وتنافر
الأتباع، تنتسب إلى هذا التصوف، ولكنه انتساب صوري اسمي، وشتان ما بين الفرع وأصله).
ثم يعدد –رحمه الله – بعض المخالفات التي وقع فيها المتصوفة، فيقول مخاطباً لهم: (أليس فيكم من يبيع الأولاد
للعقيم ويبيع الراحة للسقيم؟
أليس فيكم من يهدَد بخراب البيت وموت الأولاد وهلاك الحرث والماشية إذا هو قطع عادة أو قصر في شيء من
رسوم الخدمة؟
أليس فيكم من كتب على قبر أبيه:
هذا مــقام ابراهيـــم ومن دخله كان آمناً
لا يخشى من الجحيم ومــن النـار حـامياً
فأضاف تلك الشنعاء شنعاء أخرى وهي تحريف آية من كتاب الله؟
أليس فيكم من يقول في صراحة: إنه يتصرف في الوجود ويعطي من يشاء ويمنع من يشاء، ثم ينحل هذا التصرف
غيره لتكون له أسوة؟
إن وجوداً يكله الله لتصرفكم لأهون وجود، وهل بلغ هذا الكون البديع من الهوان على الله أن يكله إلى تدبيركم أيها
الحمقى ونحن نراكم أعجز عن تدبير(خبزة) فلا تبلغونها إلا بدفع دينكم ثمناً لها؟
وهل في التعطيل لأركان الدين أشنع من هذا؟ لكم الويل أكُلُّ هذا في سبيل إشباع بطونكم؟
بلى، كل هذا فيكم وفيكم غيره مما نعد منه ولا نعدده، وإننا لنعلم أن منكم من ينكر هذا في نفسه ويبرأ منه، ولكن
لماذا لا يمد يده إلينا ويرفع صوته معنا بالإنكار لهذه الشناعات التي صارت سمة ونعتاً، وعرفتم بها وعرفت بكم؟
لماذا لا ينضم إلينا فيكون لنا من بعضكم الصالح عون على بعضكم الطالح؟
لولا أنكم تتقارضون سكوتاً بسكوت لأن ضلالكم(مصلحي) والمصلحة أنواع.)
النقول مجموعة من كتاب: آثار البشير الإبراهيمي. مواضع متفرقة منه
بارك الله فيك في ميزان حسناتك ان شاء الله
|||ردد معي|||~~~|||~~~|||الله||| ~~~|||أكبر|||
|||~~~|||~~~|||~~~اللهم ارزقنا الجــــــــــــــنه امين
|||ردد معي|||سبحان|||~~~|||الله| ||~~~|||وبحمده||