التصنيفات
العقيدة الاسلامية

وجوب عبادة الله وحده وبيان أسباب النصر على أعداء الله||||

تعليمية تعليمية
وجوب عبادة الله وحده وبيان أسباب النصر على أعداء الله

وجوب عبادة الله وحده وبيان أسباب النصر على أعداء الله
إن أهم واجب على المكلف وأعظم فريضة عليه أن يعبد ربه سبحانه ربّ السماوات والأرض ورب العرش العظيم القائل في كتابه الكريم : إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ وأخبر سبحانه في موضع آخر من كتابه أنه خلق الثقلين لعبادته فقال عز وجل : وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ وهذه العبادة التي خلق اللّه الثقلين من أجلها هي توحيده بأنواع العبادة من الصلاة والصوم والزكاة والحج والركوع والسجود والطواف والذبح والنذر والخوف والرجاء والاستغاثة والاستعانة والاستعاذة ، وسائر أنواع الدعاء ويدخل في ذلك طاعته سبحانه في جميع أوامره وترك نواهيه على ما دل عليه كتابه الكريم وسنّة رسوله الأمين عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم ، وقد أمر الله سبحانه جميع الثقلين بهذه العبادة التي خلقوا لها وأرسل الرسل جميعا وأنزل الكتب لبيان هذه العبادة وتفصيلها والدعوة إليها والأمر بإخلاصها لله وحده كما قال تعالى : يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ وقال عز وجل : وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ومعنى قضى في هذه الآية أمر وأوصى . وقال تعالى : وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ والآيات في هذا المعنى في كتاب اللّه كثيرة وقال عز وجل : وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وقال سبحانه : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا وقال عز وجل : مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ الآية .

وقال سبحانه : وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ الآية ، وقال سبحانه : وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ وقال تعالى : الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ

فهذه الآيات المحكمات وما جاء في معناها من كتاب الله كلها تدل على وجوب إخلاص العبادة لله وحده وأن ذلك هو أصل الدين وأساس الملة ، كما تدل على أن ذلك هو الحكمة في خلق الجن والإنس وإرسال الرسل وإنزال الكتب ؛ فالواجب على جميع المكلفين العناية بهذا الأمر والتفقه فيه والحذر مما وقع فيه الكثيرون من المنتسبين إلى الإسلام من الغلو في الأنبياء والصالحين والبناء على قبورهم واتخاذ المساجد والقباب عليها وسؤالهم والاستغاثة بهم واللجوء إليهم وسؤالهم قضاء الحاجات وتفريج الكروب وشفاء المرضى والنصر على الأعداء إلى غير ذلك من أنواع الشرك الأكبر ، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يوافق ما دل عليه كتاب الله عز وجل ، ففي الصحيحين عن معاذ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : أتدري ما حق الله على العباد وحق العباد على الله ؟ فقال معاذ : قلت الله ورسوله أعلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا الحديث .

وفي صحيح البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من مات وهو يدعو لله ندا دخل النار وأخرج مسلم في صحيحه عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار والأحاديث في هذا المعنى كثيرة وهذه المسألة هي من أهم المسائل وأعظمها وقد بعث الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى التوحيد والنهي عن الشرك فقام بتبليغ ما بعثه الله به- عليه الصلاة والسلام- أكمل قيام ، وأوذي في الله أشد الأذى فصبر على ذلك ، وصبر معه أصحابه رضي الله عنهم على تبليغ الدعوة حتى أزال الله من الجزيرة العربية جميع الأصنام والأوثان ، ودخل الناس في دين الله أفواجًا وكسرت الأصنام التي حول الكعبة وفي داخلها وهدمت اللات والعزى ومناة وكسرت جميع الأصنام التي في قبائل العرب ، وهدمت الأوثان التي لديهم وعلت كلمة الله وظهر الإسلام قي الجزيرة العربية ، ثم توجه المسلمون بالدعوة والجهاد إلى خارج الجزيرة ، وهدى الله بهم من سبقت له السعادة من العباد ونشر الله بهم الحق والعدل في غالب أرجاء المعمورة ، وصاروا بذلك أئمة الهدى وقادة الحق ، ودعاة العدل والإصلاح ، وسار على سبيلهم من التابعين وأتباعهم بإحسان أئمة الهدى ودعاة الحق ينشرون دين الله ، ويدعون الناس إلى توحيد الله ويجاهدون في سبيل الله بأنفسهم وأموالهم لا يخافون في الله لومة لائم ، فأيدهم الله ونصرهم وأظهرهم على من ناوأهم وَوَفّى لهم بما وعدهم به في قوله سبحانه : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ وقوله عز وجل : وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ثم غير الناس بعد ذلك وتفرقوا وتساهلوا بأمر الجهاد وآثروا الراحة واتباع الشهوات ، وظهرت فيهم المنكرات إلا من عصم الله سبحانه ؛ فغير الله عليهم وسلط عليهم عدوهم جزاء بما كسبوا وما ربك بظلام للعبيد قال تعالى : ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ فالواجب على جميع المسلمين حكومات وشعوبا الرجوع إلى الله سبحانه وإخلاص العبادة له وحده والتوبة إليه مما سلف من تقصيرهم وذنوبهم والبدار بأداء ما أوجب الله عليهم من الفرائض والابتعاد عما حرم عليهم ، والتواصي فيما بينهم بذلك والتعاون عليه .

ومن أهم ذلك إقامة الحدود الشرعية وتحكيم الشريعة بين الناس في كل شيء ، والتحاكم إليها وتعطيل القوانين الوضعية المخالفة لشرع الله ، وعدم التحاكم إليها وإلزام جميع الشعوب بحكم الشرع ، كما يجب على العلماء تفقيه الناس في دينهم ونشر التوعية الإسلامية بينهم والتواصي بالحق والصبر عليه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وتشجيع الحكام على ذلك ، كما يجب محاربة المبادئ الهدامة من اشتراكية وبعثية وتعصب للقوميات وغيرها من المبادئ والمذاهب المخالفة للشريعة ، وبذلك يصلح الله للمسلمين ما كان فاسدا ويرد لهم ما كان شاردا ويعيد لهم مجدهم السالف وينصرهم على أعدائهم ، ويمكن لهم في الأرض كما قال تعالى وهو أصدق القائلين : وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ وقال تعالى : وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ وقال سبحانه : إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ .

والله المسؤول سبحانه أن يصلح قادة المسلمين وعامتهم وأن يمنحهم الفقه في الدين ويجمع كلمتهم على التقوى ويهديهم جميعا صراطه المستقيم وينصر بهم الحق ويخذل بهم الباطل وأن يوفقهم جميعا للتعاون على البر والتقوى والتواصي بالحق والصبر عليه إنه ولي ذلك والقادر عليه ، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله وخيرته من خلقه نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه- والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

للشيخ صالح ال الشيخ

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




شكرا لك الأخت أم ليلى
جزاك الله خيرا




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[خطبة جمعة] ـ النهي عن مشابهة المشركين ـ لفضيلة الشيخ عزالدّين رمضاني حفظه الله- عقيد

تعليمية تعليمية
[خطبة جمعة] ـ النهي عن مشابهة المشركين ـ لفضيلة الشيخ عزالدّين رمضاني حفظه الله


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ـ النهي عن مشابهة المشركين ـ

http://www.archive.org/details/Cheikh3azdine_59

التاريخ : 28 محرم 1443 ه

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




بارك الله فيكِ أختي الفاضلة




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[تفريغ] جدد عهدك بـ "لا إله إلا الله"

تعليمية تعليمية
[تفريغ] جدد عهدك بـ "لا إله إلا الله"


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الشيخ سالم الطويل حفظه الله

الملفات المرفقة (افحص الملف ببرامج الحماية وقم بالتبليغ عنه إذا وجدته مخالفا) تعليمية jadid.PDF‏ (491.6 كيلوبايت)

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
اسلاميات عامة

الدعوة::::الى الله::::

تعليمية تعليمية

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله
في هذة الصفحة أجمع كلام العلماء في الدعوة الى الله وأبدى بأذن الله من كلام حبر هذة الأمة وشيخها ابن باز رحمه الله تعالى

اولاً — السبيل الأمثل في الدعوة إلى الله

رسالتان عن السبيل الأمثل للدعوة لله عز وجل، وعن السبيل الأمثل للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . . الرسالتان يذكر أصحابهما : أنهم يلاحظون أخطاء كثيرة من المسلمين ويتألمون لما يرون ويتمنون أن لو كان في أيديهم شيء لتغيير المنكر ويرجون التوجيه.

الله عز وجل قد بين طريق الدعوة، وماذا ينبغي للداعي، فقال سبحانه وتعالى : قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي[1]، فالداعي إلى الله يجب أن يكون على علم وبصيرة بما يدعو إليه، وفيما ينهى عنه، حتى لا يقول على الله بغير علم، ويجب الإخلاص لله في ذلك، لا إلى مذهب، ولا إلى رأي فلان أو فلان . ولكنه يدعو إلى الله يريد ثوابه ومغفرته، ويريد صلاح الناس، فلا بد أن يكون على إخلاص وعلى علم، وقال عز وجل: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ[2]، فهذا بيان كيفية الدعوة، وأنها تكون بالحكمة أي بالعلم (قال الله، وقال الرسول) سمي العلم بالحكمة؛ لأنه يردع عن الباطل، ويعين على اتباع الحق . ويكون مع العلم موعظة حسنة، وجدال بالتي هي أحسن، عند الحاجة إلى ذلك؛ لأن بعض الناس قد يكفيه بيان الحق بأدلته، لكونه يطلب الحق فمتى ظهر له قبله، فلا يكون في حاجة إلى الموعظة، وبعض الناس يكون عنده بعض التوقف وبعض الجفاء، فيحتاج إلى الموعظة الحسنة . فالداعي إلى الله يعظ ويذكر بالله متى احتاج إلى ذلك مع الجهال والغافلين، ومع المتساهلين حتى يقتنعوا ويلتزموا بالحق، وقد يكون المدعو عنده بعض الشبهات، فيجادل في ذلك، ويريد كشف الشبهة، فالداعي إلى الله يوضح الحق بأدلته، ويجادله بالتي هي أحسن؛ لإزاحة الشبهة بالأدلة الشرعية، لكن بكلام طيب، وأسلوب حسن، ورفق، لا بعنف وشدة، حتى لا ينفر المدعو من الحق، ويصر على الباطل، قال الله عز وجل: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ[3]، وقال الله لما بعث موسى وهارون إلى فرعون: فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى[4]، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: ((إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه)) ويقول صلى الله عليه وسلم : ((من يحرم الرفق يحرم الخير كله)).
فالداعي إلى الله عز وجل عليه أن يتحرى الحق، ويرفق بالمدعو، ويجتهد في الإخلاص لله، وعلاج الأمور بالطريقة التي رسمها الله وهي الدعوة إليه بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، وأن يكون في هذا كله على علم وبصيرة حتى يقنع الطالب للحق، وحتى يزيح الشبهة لمن عنده شبهة، وحتى يلين القلوب لمن عنده جفاء وإعراض وقسوة، فإن القلوب تلين بالدعوة إلى الله، والموعظة الحسنة وبيان ما عند الله من الخير لمن قبل الحق، وما عليه من الخطر، إذا رد الدعوة التي جاءت بالحق، إلى غير هذا من وجوه الموعظة .

وأما أصحاب الحسبة وهم الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر فعليهم أن يلتزموا بالآداب الشرعية، ويخلصوا لله في عملهم، ويتخلقوا بما يتخلق به الدعاة إلى الله من حيث الرفق وعدم العنف، إلا إذا دعت الحاجة إلى غير ذلك من الظلمة والمكابرين والمعاندين فحينئذ تستعمل معهم القوة الرادعة لقول الله سبحانه : وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ[5]، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)) خرجه مسلم في صحيحه.
أما غيرهم فيعامل في إنكار المنكر والدعوة إلى المعروف بمثل ما يفعل الداعي: ينكر المنكر بالرفق والحكمة، ويقيم الحجة على ذلك حتى يلتزم صاحب المنكر بالحق، وينتهي عما هو عليه من الباطل، وذلك على حسب الاستطاعة، كما قال الله سبحانه: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ[6]، وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق : ((من رأى منكم منكرا الحديث)).
ومن الآيات الجامعة في ذلك قول الله عز وجل: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ
[7]، وقوله تعالى: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ [8]، وقد توعد الله سبحانه من ترك ذلك، ولعنهم على لسان داود وعيسى بن مريم، حيث قال في كتابه الكريم في سورة المائدة: لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ[9]
.
فالأمر عظيم والمسئولية كبيرة، فيجب على أهل الإيمان وأهل القدرة من الولاة والعلماء وغيرهم من أعيان المسلمين الذين عندهم قدرة وعلم أن ينكروا المنكر ويأمروا بالمعروف، وليس هذا لطائفة معينة، وإن كانت الطائفة المعينة عليها واجبها الخاص، والعبء الأكبر، لكن لا يلزم من ذلك سقوطه عن غيرها، بل يجب على غيرها مساعدتها، وأن يكونوا معها في إنكار المنكر، والأمر بالمعروف حتى يكثر الخير ويقل الشر، ولا سيما إذا كانت الطائفة المعينة لم تقم بالمطلوب ولم يحصل بها المقصود، بل الأمر أوسع، والشر أكثر، فإن مساعدتها من القادرين واجبة بكل حال.
أما لو قامت بالمطلوب وحصل بها الكفاية فإنه يسقط بها الوجوب عن غيرها في ذلك المكان المعين أو البلد المعين؛ لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض كفاية، فإذا حصل بالمعينين أو المتطوعين المطلوب من إزالة المنكر والأمر بالمعروف صار في حق الباقين سنة، أما المنكر الذي لا يستطيع أن يزيله غيرك لأنك الموجود في القرية أو القبيلة أو الحي وليس فيها من يأمر بالمعروف فإنه يتعين عليك إنكار المنكر والأمر بالمعروف ما دمت أنت الذي علمته، وأنت الذي تستطيع إنكاره، فإنه يلزمك، ومتى وجد معك غيرك صار فرض كفاية، من قام به منكما حصل به المقصود، فإن تركتماه جميعا أثمتما جميعا.

فالحاصل أنه فرض على الجميع فرض كفاية، فمتى قام به من المجتمع أو القبيلة من يحصل به المقصود سقط عن الباقين . وهكذا الدعوة إلى الله متى تركها الجميع أثموا، ومتى قام بها من يكفي دعوة وتوجيها وإنكارا للمنكر صارت في حق الباقين سنة عظيمة؛ لأنه اشتراك في الخير وتعاون على البر والتقوى.

المصدر من هنا

http://www.binbaz.org.sa/mat/68
__________________

منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[مقال] نبذة مختصرة عن عقيدة [ الأشاعرة ] لفضيلة الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله- عقي

تعليمية تعليمية
[مقال] نبذة مختصرة عن عقيدة [ الأشاعرة ] لفضيلة الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله

فضيلة العلامة د. محمد آمان بن علي الجامي : الأشاعرة : فرقة من أهل الكلام ، الأشاعرة : نسبة إلى أبي الحسن الأشعري – أبو الحسن الأشعري – ينتسب إلى أبي موسى الأشعري – الصحابي – ، أبو الحسن الأشعري نشأ نشأته الأولى على طريقة تسمى طريقة المعتزلة ، لأن شيخه كان زوج أمه ، أخذ أمه وهو طفل صغير تربى عند أبي علي الجبَّائي – زوج أمه – ، فتتلمذ عليه وأبو علي الجبَّائي من كبار المعتزلة ، والكلام يجر بعضه بعضًا ، من سائل أن يقول ماهي المعتزلة نفسها !؟
المعتزلة : فرقة من أهل الكلام ينفون صفات الله – تعالى – لا يثبتون لله أي صفة ، في زعمه تنزيه الله تعالى معناه : نفي الصفات ، لا قدرة له ، ولا إرادة ، ولا سمع ، ولا بصر ، ولا كلام إلى آخره ، هذه يقال لها : طريقة المعتزلة لأنهم كانوا في مجلس أبي الحسن ، مجلس الحسن البصري ، واصل ابن عطاء – رئيسهم – اعتزل خرج من مجلس الحسن فاعتزله ، فأتى بأفكار جديدة واعتزل المسلمين في عقيدتهم ، لم يسموا معتزلة لكونه اعتزلوا مجلس الحسن فقط ، اعتزلوا مجلس الحسن ثم اعتزلوا المسلمين في كثير من عقائدهم ، أطلق عليهم : معتزلة ، وهي طائفة كبيرة معروفة .
وإذا سألت هل لها وجود الأن !؟ نعم . كل شيعي فهو معتزلي خذوا هذه قاعدة : كل شيعي بدءً من أقرب الشيعة إلى السنة ، وهم : الزيدية ، ونهايةً إلى أبعدهم الإمامية الجعفرية كلهم على عقيدة الإعتزال في العقيدة . هذه قاعدة ، هذه المعتزلة عاش فيها أبو الحسن الأشعري نحو أربعين عامًا حتى أصبح إمامًا بعد عمِّه ، ولكن أراد الله ، اختلف مع عمِّه في بعض المسائل منها : هل يجب على الله أن يفعل لعباده الأصلح فالأصلح !؟
على عقيدة المعتزلة ، أبو الحسن أنكر بفطرته كون العبد يقول : يجب على الله أن يفعل كذا وكذا ففارقه ، فجعل يبحث عن الحق ، يشبه موقفه موقف سلمان الفارسي الذي فارق المجوسية ليبحث عن الحق وعكف عند الرهبان حتى هداه الله ، ولحق برسول الله – عليه الصلاة والسلام – بالمدينة ، تمامًا يشبه هذا ، أبو الحسن خرج من الإعتزال فيبحث عن الحق وعكف عند … من كلاب فأخذ العقيدة الكلابية ، ولكن لكونه كان إمامًا ومشهورًا ، ولكونه عالي النسب مشهور النسب نسي صاحب العقيدة الكلابي فنُسي ؛ فنسبة إليه العقيدة الأشعرية وهي التفريق بين الصفات ، بدلاً أن تنفى جميع الصفات على طريقة المعتزلة ، يفرق بين الصفات ، ما كان من الصفات العقلية يثبت لله ، وما كان من الصفات الخبرية يؤوَّل ، هذه طريقة الأشعرية ، عاش على هذا فترةً من الزمن وأخيرًا كما لحق سلمان الفارسي برسول الله – عليه الصلاة والسلام – وهداه الله إلى الحق ، لحق أبو الحسن بمنهج السلف الصالح ، وألَّف كتابًا سماه " الإبانة " ، وذكر في مقدمته – الكتاب مطبوع موجود – أنه على طريقة إمام أهل السنة والجماعة يعني : الإمام أحمد ابن حنبل ، وأثنى عليه ثناءً عاطرًا يليق به في مقدمة الكتاب فأعلن أنه رجع إلى منهج السلف الصالح .
والأشعرية الموجودة الأن التي تدرس في كثير من الجامعات خارج هذا البلد ؛ إنما هي على العقيدة الكلابية التي كان أبو الحسن عليها بعد رجوعه من الإعتزال ، لايزالون يكذبون ما في " الإبانة " يقولون : ما هو صحيح رجوع أبي الحسن إلى منهج السلف ، وهذا الكتاب ليس له ، وإنما من يدعون السلفية هم الذين ألَّفوا على لسانه وكذبوا عليه ، ولكن أراد الله ، أن كبار أتباع أبي الحسن رجعوا منهم : الإمام الغزالي ندم ندمًا بكى فيه ، وألَّف كتابًا سماه : " إلجام العوام عن علم الكلام " ، وإمام الحرمين ، ووالد إمام الحرمين ، والرازي ، والشهرستاني – هؤلاء فطاحلة علماء الأشاعرة – كلهم ندموا ، وذموا علم الكلام بما فيه الأشعرية ، أما والد إمام الحرمين فرجع رجوعًا صريحًا وألَّف رسالةً بين فيها عقيدته ، وكيف كان وكيف رجع ، ورسالته موجودة ضمن مجموعة " المتون المنيرية " لكم أن ترجعوا إليها لتعرفوا ، الأشعرية إذن عقيدةٌ كان عليها أبو الحسن الأشعري قبل رجوعه إلى منهج السلف ثم رجع عنها ، وهي المدروسة الأن في كثير من الجامعات التي تسمى الجامعات الإسلامية خارج هذا البلد كـ " الأزهر " ، وفروع " الأزهر " كل ما يدرس في كلية الدعوة وأصول الدين في " الأزهر الشريف " وأتباع " الأزهر الشريف " كلها عقيدة كلابية أشعرية تاب عنها أبو الحسن الأشعري . هذه هي الأشعرية .
رابط المقال http://www.eljame.com/mktba/play.php?catsmktba=80

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
اسلاميات عامة

الدعوة::::الى الله::::

تعليمية تعليمية

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله
في هذة الصفحة أجمع كلام العلماء في الدعوة الى الله وأبدى بأذن الله من كلام حبر هذة الأمة وشيخها ابن باز رحمه الله تعالى

اولاً — السبيل الأمثل في الدعوة إلى الله

رسالتان عن السبيل الأمثل للدعوة لله عز وجل، وعن السبيل الأمثل للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . . الرسالتان يذكر أصحابهما : أنهم يلاحظون أخطاء كثيرة من المسلمين ويتألمون لما يرون ويتمنون أن لو كان في أيديهم شيء لتغيير المنكر ويرجون التوجيه.

الله عز وجل قد بين طريق الدعوة، وماذا ينبغي للداعي، فقال سبحانه وتعالى : قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي[1]، فالداعي إلى الله يجب أن يكون على علم وبصيرة بما يدعو إليه، وفيما ينهى عنه، حتى لا يقول على الله بغير علم، ويجب الإخلاص لله في ذلك، لا إلى مذهب، ولا إلى رأي فلان أو فلان . ولكنه يدعو إلى الله يريد ثوابه ومغفرته، ويريد صلاح الناس، فلا بد أن يكون على إخلاص وعلى علم، وقال عز وجل: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ[2]، فهذا بيان كيفية الدعوة، وأنها تكون بالحكمة أي بالعلم (قال الله، وقال الرسول) سمي العلم بالحكمة؛ لأنه يردع عن الباطل، ويعين على اتباع الحق . ويكون مع العلم موعظة حسنة، وجدال بالتي هي أحسن، عند الحاجة إلى ذلك؛ لأن بعض الناس قد يكفيه بيان الحق بأدلته، لكونه يطلب الحق فمتى ظهر له قبله، فلا يكون في حاجة إلى الموعظة، وبعض الناس يكون عنده بعض التوقف وبعض الجفاء، فيحتاج إلى الموعظة الحسنة . فالداعي إلى الله يعظ ويذكر بالله متى احتاج إلى ذلك مع الجهال والغافلين، ومع المتساهلين حتى يقتنعوا ويلتزموا بالحق، وقد يكون المدعو عنده بعض الشبهات، فيجادل في ذلك، ويريد كشف الشبهة، فالداعي إلى الله يوضح الحق بأدلته، ويجادله بالتي هي أحسن؛ لإزاحة الشبهة بالأدلة الشرعية، لكن بكلام طيب، وأسلوب حسن، ورفق، لا بعنف وشدة، حتى لا ينفر المدعو من الحق، ويصر على الباطل، قال الله عز وجل: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ[3]، وقال الله لما بعث موسى وهارون إلى فرعون: فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى[4]، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: ((إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه)) ويقول صلى الله عليه وسلم : ((من يحرم الرفق يحرم الخير كله)).
فالداعي إلى الله عز وجل عليه أن يتحرى الحق، ويرفق بالمدعو، ويجتهد في الإخلاص لله، وعلاج الأمور بالطريقة التي رسمها الله وهي الدعوة إليه بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن، وأن يكون في هذا كله على علم وبصيرة حتى يقنع الطالب للحق، وحتى يزيح الشبهة لمن عنده شبهة، وحتى يلين القلوب لمن عنده جفاء وإعراض وقسوة، فإن القلوب تلين بالدعوة إلى الله، والموعظة الحسنة وبيان ما عند الله من الخير لمن قبل الحق، وما عليه من الخطر، إذا رد الدعوة التي جاءت بالحق، إلى غير هذا من وجوه الموعظة .
وأما أصحاب الحسبة وهم الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر فعليهم أن يلتزموا بالآداب الشرعية، ويخلصوا لله في عملهم، ويتخلقوا بما يتخلق به الدعاة إلى الله من حيث الرفق وعدم العنف، إلا إذا دعت الحاجة إلى غير ذلك من الظلمة والمكابرين والمعاندين فحينئذ تستعمل معهم القوة الرادعة لقول الله سبحانه : وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ
[5]، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)) خرجه مسلم في صحيحه.
أما غيرهم فيعامل في إنكار المنكر والدعوة إلى المعروف بمثل ما يفعل الداعي: ينكر المنكر بالرفق والحكمة، ويقيم الحجة على ذلك حتى يلتزم صاحب المنكر بالحق، وينتهي عما هو عليه من الباطل، وذلك على حسب الاستطاعة، كما قال الله سبحانه: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ[6]، وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق : ((من رأى منكم منكرا الحديث)).
ومن الآيات الجامعة في ذلك قول الله عز وجل: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ
[7]، وقوله تعالى: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ [8]، وقد توعد الله سبحانه من ترك ذلك، ولعنهم على لسان داود وعيسى بن مريم، حيث قال في كتابه الكريم في سورة المائدة: لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ[9]
.
فالأمر عظيم والمسئولية كبيرة، فيجب على أهل الإيمان وأهل القدرة من الولاة والعلماء وغيرهم من أعيان المسلمين الذين عندهم قدرة وعلم أن ينكروا المنكر ويأمروا بالمعروف، وليس هذا لطائفة معينة، وإن كانت الطائفة المعينة عليها واجبها الخاص، والعبء الأكبر، لكن لا يلزم من ذلك سقوطه عن غيرها، بل يجب على غيرها مساعدتها، وأن يكونوا معها في إنكار المنكر، والأمر بالمعروف حتى يكثر الخير ويقل الشر، ولا سيما إذا كانت الطائفة المعينة لم تقم بالمطلوب ولم يحصل بها المقصود، بل الأمر أوسع، والشر أكثر، فإن مساعدتها من القادرين واجبة بكل حال.
أما لو قامت بالمطلوب وحصل بها الكفاية فإنه يسقط بها الوجوب عن غيرها في ذلك المكان المعين أو البلد المعين؛ لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض كفاية، فإذا حصل بالمعينين أو المتطوعين المطلوب من إزالة المنكر والأمر بالمعروف صار في حق الباقين سنة، أما المنكر الذي لا يستطيع أن يزيله غيرك لأنك الموجود في القرية أو القبيلة أو الحي وليس فيها من يأمر بالمعروف فإنه يتعين عليك إنكار المنكر والأمر بالمعروف ما دمت أنت الذي علمته، وأنت الذي تستطيع إنكاره، فإنه يلزمك، ومتى وجد معك غيرك صار فرض كفاية، من قام به منكما حصل به المقصود، فإن تركتماه جميعا أثمتما جميعا.

فالحاصل أنه فرض على الجميع فرض كفاية، فمتى قام به من المجتمع أو القبيلة من يحصل به المقصود سقط عن الباقين . وهكذا الدعوة إلى الله متى تركها الجميع أثموا، ومتى قام بها من يكفي دعوة وتوجيها وإنكارا للمنكر صارت في حق الباقين سنة عظيمة؛ لأنه اشتراك في الخير وتعاون على البر والتقوى.

المصدر من هنا

http://www.binbaz.org.sa/mat/68
__________________

منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[مقتطف] سب أحد من الصحابةرحمه الله-

تعليمية تعليمية
[مقتطف] سب أحد من الصحابة-للإمام الحافظ شمس الدين الذهبي -رحمه الله-


ثبت في الصحيحين أن رسول الله -صلى الله عليه و سلم- قال : يقول الله تعالى :" من عادى لي وليًا فقد آذنته بالحرب " ، و قال -صلى الله عليه و سلم- :" لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبًا ما بلغ مد أحدهم و لا نصفيه " (مخرج في الصحيحين) .
و قال -صلى الله عليه و سلم- :" الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضًا بعدي ، فمن أحبهم فبحبي أحبهم و من أبغضهم فببغضي أبغضهم ، و من آذاهم فقد آذاني و من آذاني فقد آذى الله ، و من آذى الله فقد أوشك أن يأخذه " أخرجه الترمذي .
ففي الحديث و أمثاله بيان حالة من جعلهم غرضًا بعد رسول الله -صلى الله عليه و سلم- و سبهم و افترى عليهم و كفرهم و اجترأ عليهم .

و قوله -صلى الله عليه و سلم- : " الله الله" كلمة تحذير و إنذار كما يقول المحذر النار النار أي : احذروا النار ، و قوله : " لا تتخذوهم غرضًا بعدي" أي لا تتخذوهم غرضًا للسب و الطعن ، كما يقال : اتخذ فلانًا غرضًا لسبه أي هدفًا للسب ، و قوله : " فمن أحبهم فبحبي أحبهم و من أبغضهم فببضغي أبغضهم " ، فهذا من أجل الفضائل و المناقب لأن محبة الصحابة لكونهم صحبوا رسول الله -صلى الله عليه و سلم- و نصروه و آمنوا به و عزروه و واسوه بالأنفس و الأموال ، فمن أحبهم فإنما أحب النبي -صلى الله عليه و سلم- .
فحب أصحاب النبي -صلى الله عليه و سلم- عنوان محبته و بغضهم عنوان بغضه ، كما جاء في الحديث الصحيح :" حب الأنصار من الإيمان و بغضهم من النفاق" ، و ما ذاك إلا لسابقتهم و مجاهدتهم أعداء الله بين يدي رسول الله -صلى الله عليه و سلم- و كذلك حب علي -رضي الله عنه- من الإيمان و بغضه من النفاق ، و إنما يعرف فضائل الصحابة -رضي الله عنهم- من تدبر أحوالهم و سيرهم و آثارهم في حياة رسول الله -صلى الله عليه و سلم- و بعد موته من المسابقة إلى الإيمان و المجاهدة للكفار و نشر الدين و إظهار شعائر الإسلام ، و إعلاء كلمة الله و رسوله و تعليم فرائضه و سننه ، و لولاهم ما وصل إلينا من الدين أصل و لا فرع ، و لا علمنا من الفرائض و السنن سنة و لا فرضًا و لا علمنا من الأحاديث و الأخبار شيئًا .
فمن طعن فيهم أو سبهم فقد خرج من الدين و مرق من ملة المسلمين ، لأن الطعن لا يكون إلا عن اعتقاد مساويهم و إضمار الحقد فيهم و إنكار ما ذكره الله تعالى في كتابه من ثنائه عليهم ، و ما لرسول الله -صلى الله عليه و سلم- من ثنائه عليهم و فضائلهم و مناقبهم و حبهم ، و لأنهم أرضى الوسائل من المأثور و الوسائط من المنقول ، و الطعن في الوسائط طعن في الأصل ، و الازدراء بالناقل ازدراء بالمنقول ، هذا ظاهر لمن تدبره و سلم من النفاق و من الزندقة و الإلحاد في عقيدته ، و حسبك ما جاء في الأخبار و الآثار من ذلك كقول النبي -صلى الله عليه و سلم- :" إن الله اختارني و اختار لي أصحابًا ، فجعل لي منهم وزراء و أنصارًا و أصهارًا فمن سبهم فعليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين ، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفًا و لا عدلاً ".
و عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال : قال أناس من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه و سلم- :" إنا نُسَبْ ، فقال رسول الله -صلى الله عليه و سلم- :" من سب أصحابي فعليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين ".
و عنه قال : قال رسول الله -صلى الله عليه و سلم- :" إن الله اختارني و اختار لي أصحابي و جعل لي أصحابًا و إخوانًا و أصهارًا ، و سيجيء قوم بعدهم يعيبونهم و ينقصونهم فلا تواكلوهم و لا تشاربوهم و لا تناكحوهم و لا تصلوا عليهم و لا تصلوا معهم ".
و عن ابن مسعود -رصي الله عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه و سلم- :" إذا ذكر أصحابي فأمسكوا ، و إذا ذكر النجوم فأمسكوا ، و إذا ذكر القدر فأمسكوا " .
قال العلماء : معناه من فحص عن سر القدر في الخلق ، و هو : أي الإمساك علامة الإيمان و التسليم لأمر الله ، و كذلك النجوم و من اعتقد أنها فعالة أو لها تأثير من غير إرادة الله عز و جل فهو مشرك ، و كذلك من ذم أصحاب رسول الله -صلى الله عليه و سلم- بشيء و تتبع عثراتهم و ذكر عيبًا و أضافه إليهم كان منافقًا .
بل الواجب على المسلم حب الله و حب رسوله ، و حب ما جاء به ، و حب من يقوم بأمره ، و حب من يأخذ بهديه ، و يعمل بسنته ، و حب آله و أصحابه و أزواجه و أولاده و غلمانه و خدامه ، و حب من يحبهم و بغض من يبغضهم ، لأن أوثق عرى الإيمان الحب في الله و البغض في الله .
قال أيوب السختياني -رضي الله عنه- :" من أحب أبا بكر فقد أقام منار الدين و من أحب عمر فقد أوضح السبيل و من أحب عثمان فقد استنار بنور الله و من أحب عليًا فقد استمسك بالعروة الوثقى ، و من قال الخير في أصحاب رسول الله -صلى الله عليه و سلم- برئ من النفاق ".
و أما مناقب الصحابة و فضائلهم فأكثر من أن تذكر ، و أجمعت علماء السنة العشرة المشهود لهم ، و أفضل العشرة : أبو بكر ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان ثم علي بن أبي طالب -رضي الله عنهم أجمعين- ، و لا يشك في ذلك إلا مبتدع منافق خبيث .
و قد نص النبي -صلى الله عليه و سلم- في حديث العرباض بن سارية قال : " عليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، عضوا عليه بالنواجذ ، و إياكم و محدثات الأمور " الحديث .
و الخلفاء الراشدون هم : أبو بكر و عمر و عثمان و علي -رضي الله عنهم أجمعين- ، و أنزل الله في فضائل أبي بكر -رضي الله عنه- آيات من القرآن ،
قال تعالى : " و لا يَأْتَلْ أُولُوا الفَضْلِ منْكُم و السَّعَة أن يُؤْتُوا أُولِي القُرْبَى و المساكِين". الآية
لا خلاف في ذلك فيه ، فنعَته بالفضل -رضوان الله عليه- و قال تعالى :" ثاني اثنين إذْ هُمَا في الْغَارِ" الآية ، لا خلاف أيضًا أن ذلك في أبي بكر -رضي الله عنه- شهدت له الربوبية بالصحبة ، و بشّره بالسكينة ، و حلاه بثاني اثنين كما قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- :" من يكون أفضل من ثاني اثنين الله ثالثهما ؟"
و قال تعالى :" و الّذي جاءَ بالصِّدْقِ و صَدّقَ به أُولئِكَ هم المُتّقُونَ " .
قال جعفر الصادق : لا خلاف أن الذي جاء بالصدق رسول الله -صلى الله عليه و سلم- و الذي صدّق به أبو بكر -رضي الله عنه- و أي منقبة أبلغ من ذلك فيهم ؟ رضي الله عنهم أجمعين . أهـ

كتاب الكبائر

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية