التصنيفات
الماجستير

موت المولود بعد استهلاله وأثره في الفقه الإسلامي

المملكة العربية السعودية

وزارة التعليم العالي

جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

المعهد العالي للقضاء

قسم الفقه المقارن

تعليمية</SPAN>

بحث تكميلي لنيل درجة الماجستير

إعداد/ صالح بن عبد اللطيف بن صالح العامر .

مشرف البحث / د. سعد بن عمر الخراشي

عام 1443 – 1443هـ

<H6 style="DIRECTION: ltr; unicode-bidi: embed; TEXT-ALIGN: center" align=center>مقدمة</H6>

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا .
) يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ((1)
يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا ((2)
) يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ((3)
أما بعــد (4):

(1) سورة آل عمران :102

(2) سورة النساء : 1

(3) سورة الأحزاب : 70- 71

(4)هذه خطبة الحاجة التي كان رسول الله r يعلم أصحابه أن يجعلوها بين يدي كلامهم ؛ في أمور دينهم ، سواء كان خطبة نكاح أو جمعة أو غير ذلك ، أخرجها :
أحمد في المسند برقم (3720، 3721، 4116)و أبو داود في السنن برقم (2118) والترمذي في الجامع برقم (1105) والنسائي في المجتبى برقم (1404) وابن ماجة في السنن برقم (1892) والدارمي في سننه برقم (2248) كلهم من طرق عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود به ومن طريق أبي الأحوص عن ابن مسعود به .

"فإن الله سبحانه وتعالى نوع أحكامه على الإنسان من حين خروجه إلى هذه الدار إلى حين يستقر في هذا القرار، وقبل ذلك وهو في الظلمات الثلاث كانت أحكامه القدرية جارية عليه ومنتهية إليه فلما انفصل عن أمه تعلقت به أحكامه الأمرية وكان المخاطب بها الأبوين أومن يقوم مقامهما في تربيته والقيام عليه فلله سبحانه أحكام قيمة أمر بها ما دام تحت كفالته(5) ، فهو المطالب بها دونه حتى إذا بلغ حد التكليف تعلقت به الأحكام وجرت عليه الأقلام ، وحكم له بأحكام أهل الكفر وأهل الإسلام ، وأخذ في التأهب لمنازل السعداء أو دار الأشقياء ، فتطوى به مراحل الأيام والليالي إلى الدار التي كتب من أهلها ويسر في مراحله تلك لأسبابها واستعمل بعملها ، فإذا انتهى به السير إلى آخر مرحله أشرف منها على المسكن الذي عمر له قبل إيجاده ، إما منزل شقوته وإما منزل سعادته ، فهناك يضع عصا السفر عن عاتقه ويستقر نواه ، وتصير دار العدل مأواه أو دار السعادة مثواه ".[1] ومن ضمن هذه المراحل التي جعلها الله عز وجل في حياة الإنسان مرحلة الولادة وما يتعلق بها من أحكام فإن المولود إذا ولد وحيا حياة مستقرة تعلقت به الأحكام وفي هذا البحث أستعرض تلك الأحكام التي ترتبط بموت المولود بعد استهلاله وذلك بعد أن أبين أمارات الحياة التي بها يحكم بحياة المولود أو عدمها .
ومن أبرز الأسباب لاختيار هذا الموضوع الآتي :
1- كون هذا الموضوع يجمع مسائل مهمة ، لم تجمع في بحث واحد فجمعها ييسر للباحثين والمطلعين الرجوع إليها .
2- أهمية هذا الموضوع حيث يشتمل على مسائل مهمة في العبادات وغيرها قد يجهلها كثير من الناس .
3- كونه يسد فراغا في المكتبة الإسلامية أسعى إلى سده بتوفيق الله تعالى.

(5) الضمير هنا يعود على من يقوم بكفالة الطفل سواء كان من الأبوين أو من يقوم مقامهما .

[1] تحفة الودود بأحكام المولود لابن قيم الجوزية (12)

الدراسات السابقة في الموضوع :
لم أجد من جمع هذا الموضوع في بحث واحد سواء كان بحث رسالة أو غيره وإنما هي مسائل متفرقة في بطون الكتب ،
وقد حرصت على البحث عن مواضيع سابقة في الموضوع فلم اهتد لذلك سبيلا وذلك بعد جهد جهيد رجعت من خلاله إلى مكتبة الملك فهد الوطنية ، ومركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية ،
وكذا رجعت إلى مكتبة المعهد وتفحصت دليل رسائل الماجستير والدكتوراه فلم أجد هذا البحث قد سبقت إليه، وأيضا رجعت إلى دليل رسائل كلية الشريعة ولم أجد أثراً لهذا البحث وبسؤال بعض المهتمين بهذا وجدت أن هذا الموضوع بهذه الصيغة لم يتطرق إليه أحد من قبل. اللهم إني اطلعت على رسالة ماجستير بعنوان أحكام المولود مقدمة إلى كلية الشريعة فتصفحت فهرسها فلم أجد فيها بيانا لأحكام الاستهلال التي ذكرتها ،غير أنها تطرقت لموضوع الصلاة على المولود ودفنه إذا مات وقد ذكرت هاتين المسألتين في خطتي وبينهما فرق كما هو ظاهر إذ حكم الصلاة على المولود إذا حيا حياة مستقرة يختلف عن حكمه إذا استهل ثم مات وذلك للخلاف في علامات الاستهلال فبعض العلامات محل خلاف في كونها دليلا على الحياة .
وفي الجملة فبحث أحكام موت المولود بعد استهلاله أخص من بحث أحكام المولود .
فاستعنت بالله لأكتب هذه الخطة لهذا البحث وأسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق والسداد .

وبعد قبول خطة هذا البحث من مجلس القسم ثم من مجلس المعهد العالي للقضاء بدأت مستعيناً بالله وحده في إنجاز هذا البحث مستضيئاً بتوجيهات الدكتور سعد بن عمر

الخراشي المشرف علي في هذا البحث والذي كان صدره واسعاً للملاحظات التي أبديها ، ولم يأل جهداً في تذليل الصعاب وتسهيل المهمة علي فبارك الله فيه وجزاه خيراً .
كما لا أنسى فضل والدي علي حيث هيئا لي المناخ الملائم ، وأعاناني بما يستطيعان في سبيل إنجاز هذا البحث فأجزل الله لهم المثوبة ، وأعظم الله لهما الأجر .وكذا لا أنسى فضل إخوتي وفقهم الله وبارك فيهم .
ولا أنسى أيضاً زوجتي الفاضلة التي وقفت بجانبي ،وشجعتني على المضي قدماً لإتمام هذا البحث مع ما مر بي في بعض الفترات من ظروف حالت بيني وبين تسليم البحث مبكراً فبارك الله فيها ووفقها لكل خير .
ولا يفوتني أيضاً أن أشكر جامعة الإمام ممثلة في كلية الشريعة والمعهد العالي للقضاء والتي كانت لي بمثابة المربي والمعلم وقد فتحت أمامنا أبواب التعلم والمعرفة فالحمد لله على توفيقه.
وأما منهجي في البحث فهو كالآتي :
تصور المسألة المراد بحثها تصوراً دقيقاً قبل بيان حكمها ، ليتضح المقصود من دراستها.
1- إذا كانت المسألة من مواضع الاتفاق أذكر حكمها بدليلها مع توثيق الاتفاق من مظانه المعتبرة .
2- إذا كانت المسألة من مسائل الخلاف ، فأتبع ما يلي :
Ý- تحرير محل الخلاف إذا كانت بعض صور المسألة محل خلاف ، وبعضها محل اتفاق .
ȝ- ذكر الأقوال في المسألة وبيان من قال بها من أهل العلم ، ويكون عرض الخلاف حسب الاتجاهات الفقهية .
ج- الاقتصار على المذاهب الفقهية المعتبرة ، مع العناية بذكر ما تيسر الوقوف عليه من أقوال السلف الصالح ، وإذا لم أقف على المسألة في مذهب ما فأسلك بها مسلك التخريج .
د- توثيق الأقوال من كتب أهل المذهب نفسه .
هـ- استقصاء أدلة الأقوال مع بيان وجه الدلالة ، وذكر ما يرد عليها من مناقشات وما يجاب به عنها إن كانت.
و- الترجيح مع بيان سببه ، وذكر ثمرة الخلاف إن وجدت .
4- الاعتماد على أمهات المصادر والمراجع الأصيلة في التحرير والتوثيق والتخريج والجمع .
5- التركيز على موضوع البحث وتجنب ا لاستطراد .
6- العناية بضرب الأمثلة خاصة الواقعية .
7- تجنب الأقوال الشاذة .
8- العناية بدراسة ما جد من القضايا مما له صلة واضحة بالبحث .
9- ترقيم الآيات وبيان سورها.
10 -تخريج الأحاديث،وبيان ما ذكره أهل الشأن في درجتها- إن لم تكن في الصحيحين
أو أحدهما -، فإن كانت كذلك فيكتفى حينئذ بتخريجها .
11-تخريج الآثار من مصادرها الأصلية ،والحكم عليها.
12-التعريف بالمصطلحات وشرح الغريب.
13-العناية بقواعد اللغة العربية والإملاء ،وعلامات الترقيم .
14- تكون الخاتمة عبارة عن ملخص للرسالة يعطي فكرة واضحة عما تضمنه الرسالة ،
مع إبراز أهم النتائج.
15 -ترجمة للأعلام غير المشهورين.
16- اتباع الرسالة بالفهارس الفنية المتعارف عليها ، وهي : ـ
– فهرس الآيات القرآنية .
– فهرس الأحاديث والآثار .
– فهرس الأعلام.
– فهرس المراجع والمصادر
– فهرس الموضوعات .

<H6 style="DIRECTION: ltr; unicode-bidi: embed; TEXT-ALIGN: center" align=center>وأما خطة البحث فهي مكونة من مقدمة وتمهيد وثلاثة فصول وخاتمة وهي كالآتي:</H6><H6 style="DIRECTION: ltr; unicode-bidi: embed; TEXT-ALIGN: center" align=center>المقدمة وتشتمل على الآتي:</H6><H6 style="DIRECTION: ltr; unicode-bidi: embed; TEXT-ALIGN: center" align=center>أ) أهمية الموضوع .</H6><H6 style="DIRECTION: ltr; unicode-bidi: embed; TEXT-ALIGN: center" align=center>ب) أسباب اختيار الموضوع .</H6><H6 style="DIRECTION: ltr; unicode-bidi: embed; TEXT-ALIGN: center" align=center>ج) الدراسات السابقة في الموضوع.</H6><H6 style="DIRECTION: ltr; unicode-bidi: embed; TEXT-ALIGN: center" align=center>د) منهجي في البحث.</H6><H6 style="DIRECTION: ltr; unicode-bidi: embed; TEXT-ALIGN: center" align=center>هـ)خطة البحث .</H6>

التمهيد: في تعريف
مفردات العنوان وفيه مبحثان :
المبحث الأول : تعريف الاستهلال
المبحث الثاني : المقصود بالأثر

الفصل الأول : في أمارات الحياة وفيه مبحثان :
المبحث الأول : أمارة متفق عليها( الصياح)
المبحث الثاني : أمارات مختلف فيها وفيه مطالب :
المطلب الأول :العطاس
المطلب الثاني : الارتضاع .
المطلب الثالث : التنفس .
المطلب الرابع : الحركة وفيه مسألتان :
المسألة الأولى : الحركة اليسيرة .
المسألة الثانية : الحركة الطويلة .
المطلب الخامس: الاختلاج.

الفصل الثاني : أثر الاستهلال في العبادات وفيه أربعة مباحث:

المبحث الأول : غسل المستهل إذا مات .
المبحث الثاني: الصلاة على المستهل إذا مات ودفنه .
المبحث الثالث: زكاة الفطر عن المستهل .
المبحث الرابع :تسمية المستهل والعقيقة عنه .

الفصل الثالث : أثر الاستهلال في غير العبادات وفيه خمسة مباحث:
المبحث الأول: أثر الاستهلال في الإرث .
المبحث الثاني:أثر الاستهلال في استحقاق الوصية .
المبحث الثالث: الجناية على الجنين إذا مات بعد استهلاله وفيه مطلبان :
المطلب الأول : الجناية على الجنين قبل الانفصال .
المطلب الثاني : الجناية على الجنين بعد الانفصال .
المبحث الرابع: الشهادة على الاستهلال وفي مطلبان :
المطلب الأول : شهادة الرجال على الاستهلال
المطلب الثاني: شهادة النساء على الاستهلال
المبحث الخامس : إذا علق طلاقها على ولادتها فهل تطلق بالاستهلال ؟

<H6 style="DIRECTION: ltr; unicode-bidi: embed; TEXT-ALIGN: center" align=center> </H6><H6 style="DIRECTION: ltr; unicode-bidi: embed; TEXT-ALIGN: center" align=center>الخاتمة وفيها أبرز نتائج البحث .</H6><H6 style="DIRECTION: ltr; unicode-bidi: embed; TEXT-ALIGN: center" align=center>الفهارس العامة .</H6><H6 style="DIRECTION: ltr; unicode-bidi: embed; TEXT-ALIGN: center" align=center>فهرس الآيات .</H6><H6 style="DIRECTION: ltr; unicode-bidi: embed; TEXT-ALIGN: center" align=center>فهرس الأحاديث .</H6><H6 style="DIRECTION: ltr; unicode-bidi: embed; TEXT-ALIGN: center" align=center>فهرس الآثار .</H6>

فهرس الأعلام المترجم لهم .

<H6 style="DIRECTION: ltr; unicode-bidi: embed; TEXT-ALIGN: center" align=center>فهرس المصادر والمراجع .</H6><H6 style="DIRECTION: ltr; unicode-bidi: embed; TEXT-ALIGN: center" align=center>فهرس الموضوعات .</H6>

أحمد الله سبحانه على ما يسر لي من إتمام هذا البحث ، وإخراجه بهذه الصورة على ما فيه من قصور ، فما كان فيه من صواب فهو من الله وحده ، وما كان فيه من خطأ فهو من نفسي والشيطان وأستغفر الله منه .
وقد بذلت في هذا البحث جهداً حثيثاً من حيث الرجوع إلى المصادر الأصيلة واستخراج المعلومات منها على أن مباحث هذا البحث متفرقة مشتتة في كتب الفقهاء .
وقد توصلت إلى نتائج كثيرة من هذا البحث من أبرزها:
– أن الاستهلال هو كل صوت يوجد من المولود يعلم به حياته من صياحٍ أو عطاسٍ أوبكاء.
– أن الصياح بعد خروج الطفل كاملاً أمارة يقينية من أمارات الحياة باتفاق أهل العلم.
– أن العطاس والارتضاع أمارتان من أمارات الحياة عند جمهور العلماء.
– أن التنفس إذا كان طويلا يعد من أمارات الحياة .
– أجمع العلماء على أن الطفل إذا مات بعد استهلاله فإنه يغسل .
– أن الطفل إذا سقط بعد أربعة أشهر بعد نفخ الروح فيه فإنه يغسل وإن لم يستهل صارخاً .
– أجمع الفقهاء على أن الطفل إذا عرفت حياته واستهل صلي عليه .
– إذا خرج الطفل ميتاً وقد نفخ فيه الروح فإنه يصلى عليه على الصحيح من أقوال أهل العلم.
– أن زكاة الفطر تجب على الصغير في أصح قولي الفقهاء
– أنه يشرع تسمية المولود قبل السابع عند أكثر أهل العلم .
– أن العقيقة لا تشرع عن المولود قبل سابعه .
– اتفق أهل العلم على أن الطفل إذا استهل صارخاً فإنه يرث ويورث

-أن الجنين إذا خرج من بطن أمه بسبب جناية على أمه ومات فإنه لا يرث كما هو قول جمهور العلماء .
– لو ضرب الجاني بطن الأم فألقت جنيناً حياً فاستهل ثم مات بسبب ضرب الجاني ففيه دية كاملة بإجماع أهل العلم والكفارة على القاتل إذا كان الاعتداء خطئاً.
– إذا انفصل المولود من بطن أمه فجني عليه فمات كان حكم قتله حكم قتل الكبير وهذا قول العلماء كافة .
– اتفق الفقهاء على قبول شهادة رجلين أو رجل وامرأتين على الاستهلال .
– وتقبل شهادة الرجل الواحد على الاستهلال في الصحيح من أقوال أهل العلم .
– تقبل شهادة النساء منفردات على الاستهلال وهو قول أكثر الفقهاء .
– أن العدد المشترط في شهادة المرأة على الاستهلال هو امرأة واحدة في الصحيح من أقوال هل العلم .
– أنه إذا علق طلاق المرأة على ولادتها فإنها تطلق بوضعه حياً أو ميتاً كما هو قول جمهور العلماء.
هذه أبرز النتائج العلمية التي خرجت بها من هذا البحث ، أما النتائج الأخرى التي خرجت بها منه فهي كثيرة لو لم يكن منها إلا الإطلاع والغوص في بطون الكتب ، والبحث في الأحاديث والآثار لكفى بها فائدة .
وبعد فإني أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم ، وأن ينفع به باحثه، وكاتبه ، وقارئه .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

فهرس الموضوعات
الموضــــــــــوع رقم الصفحة
_ المقدمة ……………………. ……………………. ….. 2
_ التمهيد ……………………. ……………………. …. 11
_ المبحث الأول : التعريف بمفردات عنوان البحث ……………. 12
_ المطلب الأول : تعريف التشريح ……………………. …… 12
_ المطلب الثاني : تعريف الجثة ……………………. ………. 18
_ المطلب الثالث : الألفاظ ذات الصلة بمفردات عنوان البحث …. 19
_ المبحث الثاني : نشأة علم التشريح ……………………. … 23
_ المبحث الثالث : أقسام التشريح ……………………. ….. 30
_ المطلب الأول : التشريح المرضي ……………………. …. 31
_ المطلب الثاني : التشريح التعليمي ……………………. …. 34
_ المطلب الثالث : التشريح الجنائي ……………………. …. 36
_ الفصل الأول : الأحكام المتعلقة بعملية التشريح ………. 39
_ المبحث الأول : بيان حرمة المسلم ووجوب تكريمه حيا وميتا .. 40
_ المبحث الثاني : شراء الجثة للتشريح ……………………. . 47
_ المبحث الثالث : عملية التشريح التعليمي ……………….. 51
_ المبحث الرابع : عملية التشريح المرضي ………………….. 67
_ المبحث الخامس : عملية التشريح الجنائي ………………… 72

_ الفصل الثاني : الأحكام المتعلقة بالشخص القائم
بعملية التشريح ( الطبيب ) ……………………. ………. 78
_ المبحث الأول : التعريف بالشخص القائم بعملية التشريح …. 79
_ المبحث الثاني : شروط المشرح ……………………. …. 82
_ المطلب الأول : شروط المشرح في التشريح المرضي ……….. 83
_ المطلب الثاني : شروط المشرح في التشريح التعليمي ………….. 87
_ المطلب الثالث : شروط المشرح في التشريح الجنائي ………….. 88
_ المبحث الثالث : نقض التشريح للطهارة …………………… 92
_ المطلب الأول : نقض التشريح للطهارة الصغرى ……………. 93
_ المطلب الثاني : نقض التشريح للطهارة الكبرى …………….. 98
_ المبحث الرابع : النظر إلى عورة الميت أثناء عملية التشريح ……. 107
_ المبحث الخامس : مس جثة الميت أثناء عملية التشريح ………. 113
_ الفصل الثالث : أثر تقرير التشريح في سير القضايا الجنائية ..116
_ المبحث الأول : مفهوم تقرير التشريح …………………… 117
_ المبحث الثاني : تقرير التشريح في المحاكم الشرعية …………. 124
_ الفصل الرابع : تطبيقات قضائية من المحاكم الشرعية …… 127
_ التطبيق الأول ……………………. ………………… 128
_ التطبيق الثاني ……………………. ………………… 133
_ التطبيق الثالث ……………………. ……………….. 137





التصنيفات
الفقه واصوله

01- التعريف بأصول الفقه /سلسلة أصول الفقه

تعليمية تعليمية
تعليمية

تعليمية

تعليمية

-::: 01 – التعريـــف بأصـــول الفقـــه :::-



1- لغة : الأصول جمع أصل وهو ما يبتني عليه غيره سواء كان البناء حسيا كبناء السقف على الجدران أو معنويا

كبناءالحكم على دليله والمعلول على علته

2-اصطلاحا : في الاصطلاح أطلق على العديد من المعاني أبرزها :

2-1 / الدليل : يقال الأصل في تحريم القتل قوله تعالى : " ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق " بمعنى

الدليل الدال على تحريم القتل هو هذه الآية

2-2 / القاعدة : يقال الأصل أن العام يعمل بعمومه حتى يرد ما يخصصه ، والمطلق يعمل بإطلاقه حتى يرد ما يقيده ،

-ولهذا لما أضيف إلى الفقه تعين أن يكون المراد به الدليل أو القاعدة فتكون أصول الفقه هي أدلة الفقه أو

قواعده التي يتوقف عليها.

التعريف بالفقه :

1- لغة : الفقه في اللغة هو الفهم ، كما قال الزمخشري في أساس البلاغة والرازي في مختار الصحاح ، أو هو

معرفة باطن الشئ والوصول إلى أعماقه كما يقول الراغب الأصفهاني في مفرداته ، فهي أخص من مطلق

الفهم ، وقيل هو العلم كما جاء عند الآمدي في الأحكام .

2- اصطلاحا : هو العلم بالأحكام الشرعية العملية المكتسب من أدلتها التفصيلية .

شرح وتوضيح التعريف الإصطلاحي :

المراد بالعلم مطلق الإدراك الشامل للظن واليقين ، وليس المراد به التصديق اليقيني ، لأن أكثر المسائل الفقهية ظنية .

– والأحكام : جمع حكم وهو إثبات أمر لآخر أو نفيه عنه ، وهو خطاب الله المتعلق بأفعال المكلفين اقتصاء أو

تخييرا ، ولا الحكم باصطلاح الفقهاء . وهو أثر خطاب الله المتعلق بافعال المكلفين، لأنه لو أريد به

واحد منهما تكون كلمة الشرعية في التعريف لغوا لا فائدة فيها .

– الشرعية : المنسوبة إلى الشرع إما مباشرة أو بواسطة الإجتهاد ، لأن الشرع مصدرها كقول : الزنى حرام

الحج واجب فتخرج الأحكام الحسية كقول : النار محرقة ، والشمس طالعة، والأحكام العقلية كقول:
الواحد نصف الإثنين ، والضدان لا يجتمعان وقد يرتفعان ، والنقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان ، واللغوية

كقول : الفاعل مرفوع ، والمفعول به منصوب .

– العملية : وهي المتعلفة بما يصدر من الناس من أعمال كا لصلاة والبيع ، والربا….فتخرج الأحكام الشرعية

الأخرى المتعلقة بالإعتقاد كوجوب الايمان بالله ، ووحدانيته ، والتصديق بوجود الملائكة ، والايمان بالرسل

والكتب المنزلة واليوم الآخر..والمتعلقة بتهذيب النفوس من وجوب الوفاء بالوعد ، وحرمة الخلف فيه

وحرمة البخل والكبر ووجوب الرضا بقضاء الله وقدره ،فإن لكل منهما علما خاصا وهو علم التوحيد أوالكلام

للأولى وعلم التصوف أو الأخلاق للثانية.

-المكتسب : هو تقييد العلم بالمكتسب ليخرج العلم بالأحكام غير المكتسب كعلم الله سبحانه بهذه الأحكام

فإن علمه أزلي غير مكتسب وعلم جبريل حصل له بأعلام من الله له ولا كسب له فيه .

وعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو وحي أنزل من رب العالمين ولا كسب له فيه ، فإن شيئا من

ذلك لا يسمى فقها في الاصطلاح ، وأما ما حصل له باجتهاده فإنه علم مكتسب يوصف بأنه فقه.

– الأدلة التفصيلية : وهي الأدلة الجزئية التي تتعلق بالمسائل الجزئية فيدل كل واحد منها على حكم جزئي

لأن بحث الفقيه في الجزئياتغرضه الوصول إلى الأحكام الجزئية كجواز فعل معين أو حرمته .

والأحكام الجزئية تؤخذ من الأدلة التفصيلية ويُحترز من الأدلة الإجمالية.

وهكذا وبعد أن أصبح الفقه علما مدونا مستقلا صار يطلق على العلم بالأحكام الشرعية ،و لما بعد الزمن وفترت

الهمم عن الإجتهاد وانتشر التقليد اتسعت دائرة الفقه فأصبح يطلق على جميع الأحكام العملية سواء في ذلك

التي نزل بها الوحي صراحة أو التي استنبطها المجتهدون أو أتباع الأئمة بناء على قواعدهم .

تعليمية

المصدر : كتاب اصول الفقه
الصفحة : ؟؟؟؟؟
المالف : الاستاذ محمد مصطفى شلبي

تعليمية الرجوع الى فهرس السلسلة تعليمية

تعليمية

تعليمية تعليمية




بارك الله فيك على هذا الموضوع القيم والمفيد

حقا انها سلسلة في غاية الروعة

جعل الله ما تقدمين في ميزان حسناتك ان شاء الله




😉

بارك الله فيك أختي




مجـــهود جبــــار اخيتي الكـــريمة ..ماشــاء الله
بارك الله فيك

تعليمية




التصنيفات
الفقه واصوله

ادخل الى الفقه واصوله

تعليمية تعليمية
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

😉
اليكم مجموعة من الكتب الالكترونية القيمة

اقبلوا ….اسرعوا …..حملوها

ستجدونها على الرابط التلي

تعليمية

http://www.al-eman.com/booksD/default.asp?CategoryID=7

ردودكم دعم ومساندة لنا

تعليمية تعليمية




السلام عليكم اخي الكريم سلمت و سلمت اناملك
موضوع في غاية الاهمية
زادك الله علما و معرفة و اسكنك فسيح جنانه
تقبل مروري




بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
شكرا لمرورك اختي الفاضلة على موضوعي
وهذا شرف لي ووسام على صدري

املنا الافادة والاستفادة




التصنيفات
الفقه واصوله

هل يجب على من تعلم العلوم الشرعية، البدء بمذهب معين في الفقه ذاته

تعليمية تعليمية

طريقة تعلم العلم / هل يجب على من تعلم العلوم الشرعية، البدء بمذهب معين في الفقه ذاته من أصوله؟

طريقة تعلم العلم
السؤال الثالث والرابع من الفتوى رقم (4264)
س3: ما هي الطريقة المثلى لتعلم العلوم الشرعية؟ هل هي القراءة فقط، أم كتابة كل ما يقرؤه الإنسان، أم حفظ كل ما يقرءه، أم هو حسب أحوال الشخص واتساع ذهنه؟

ج3: نوصيك بتقوى الله، وأن تتعلم من العلم الشرعي ما تقيم به أمور دينك ودنياك، وأن تسأل أهل العلم عما أشكل عليك، وأن تسجل من العلوم ما تحتاج إلى تسجيله، وتحرص على حفظ القرآن الكريم، وحفظ ما تيسر من السنة، كعمدة الحديث للشيخ عبد الغني المقدسي، وبلوغ المرام للحافظ ابن حجر .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو // عضو // الرئيس //

عبد الله بن قعود // عبد الله بن غديان // عبد العزيز بن عبد الله بن باز //

س4: هل يجب على من تعلم العلوم الشرعية، البدء بمذهب معين في الفقه ذاته من أصوله؟

ج4: الذي ينبغي أن يتعلم الشخص من العلوم ما يحتاج إليه، كما سبق في جواب السؤال الثالث، ولا يلزمه أن يبدأ بشيء من كتب الفقه وأصول الفقه لمذهب معين، بل يختار من ذلك ما هو الأسهل والأصلح بمشاورة أهل العلم، ليستعين بذلك على فهم الكتاب والسنة.

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو // عضو // الرئيس //

عبد الله بن قعود // عبد الله بن غديان // عبد العزيز بن عبد الله بن باز //

الكتاب : فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ( 10 )(14/165)
الناشر : رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء – الإدارة العامة للطبع – الرياض
تاريخ النشر : 1417هـ – 1996م


منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




بارك الله فيك وجعل ما تقدمون في ميزان حسناتك

لا تبخلوا علينا بمثل هذه المشاركات

اختكم المعلمة هناء




التصنيفات
الفقه واصوله

مكتبة كتب الفقه و اصوله

تعليمية تعليمية
تعليمية
تعليميةتعليميةتعليميةالمكتبة الاسلامية في الفقه و أصوله تعليميةتعليميةتعليمية

هذه مجموعة كتب قيمة في الفقه واصوله ارجو ان تستفيدو منها وانرجو ان تعم الفائدة من خلالها

ملاحظة
للبحث في المكتبة بشكل الي اضغط على
Ctrl + F
من لوحة المفاتيح تظهر لك نافذة البحث الخاصة بالمتصفح اكتب ما تشاء وتبحث عنه

على بركة الله
تعليمية


الأصول العامة والقواعد الجامعة للفتاوى الشرعية حسين بن عبد العزيز آل الشيخ

تحميل

تعليمية

الفوائد الجلية في المباحث الفرضية عبد العزيز بن باز

تحميل

تعليمية

روضة الناظر وجنة المناظر ابن قدامة المقدسي

تحميل

تعليمية

إعلام الموقعين عن رب العالمين ابن قيم الجوزية

تحميل

تعليمية

الكافي في فقه الإمام أحمدابن قدامة المقدسي

تحميل

تعليمية

منظومة مفردات الإمام أحمدمحمد بن علي المقدسي

تحميل

تعليمية

الضروري في أصول الفقه ابن رشد

تحميل

تعليمية

رسالة في الفرائض محمد بن صالح العثيمين

تحميل

تعليمية

كتاب الأم الامام الشافعي

تحميل

تعليمية

المغنى ابن قدامة المقدسي

تحميل

تعليمية

شرح على رسالة أصول التفسير للسيوطي عبدالكريم الخضير

تحميل

تعليمية

منهج السالكين وتوضيح الفقه فى الدين عبدالرحمن السعدي

تحميل

تعليمية

مذكرة أصول الفقهمحمد الأمين الشنقيطي

تحميل

تعليمية

القول المفيد في حكم التقليد محمد بن علي الشوكاني

تحميل
تعليمية

الدرر البهية في المسائل الفقهيةمحمد بن علي الشوكاني

تحميل

تعليمية
فقه السنة السيد سابق

تحميلتعليمية

المحلى ابن حزم

تحميل

تعليمية

كتاب الإجماع الإمام ابن المنذر
تحميل

تعليمية

خلاصة الأصول عبد الله بن صالح الفوزان

تحميل

تعليمية

شرح الورقات عبد الله بن صالح الفوزان

تحميل

تعليمية
جمع المحصول في شرح رسالة ابن سعدي في الأصول عبد الله بن صالح الفوزان

تحميل

تعليمية

تحريم آلات الطرب محمد ناصر الدين الألباني

تحميل

تعليمية
القواعد الفقهية ابن رجب الحنبلي

تحميل

تعليمية

بداية المجتهد ونهاية المقتصد ابن رشد

تحميل

تعليمية

الموافقات في أصول الشريعة الشاطبي

تحميل

تعليمية

إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول محمد بن علي الشوكاني

تحميل

تعليمية

التقليد والإفتاء والاستفتاء عبدالعزيز الراجحي

تحميل

تعليمية

الأطعمة وأحكام الصيد والذبائح صالح بن فوزان الفوزان

تحميل

تعليمية

السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية شيخ الإسلام ابن تيمية

تحميل

تعليمية

تمام النصح في أحكام المسح محمد ناصر الدين الألباني

تحميل

تعليمية
الاستذكار ابن عبدالبر

تحميل

تعليمية

كتاب الأشربة الإمام أحمد بن حنبل

تحميل

تعليمية

تحقيق الإحكام في أصول الأحكام عبد الرزاق عفيفي

تحميل

تعليمية

كتاب البورصة : بورصة الاوراق والتعاملات المالية عبدالرزاق عفيفي

تحميل

تعليمية
كيفية دراسة الفقه صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ

تحميل

تعليمية

آداب الزفاف محمد ناصر الدين الألباني

تحميل

تعليمية

مجموعة الرسائل مقبل بن هادي الوادعي

تحميل

تعليمية
الملخص الفقه يصالح بن فوزان الفوزان

تحميل

تعليمية

مسائل في المداينة محمد بن صالح العثيمين

تحميل

تعليمية

بحوث وفتاوى في المسح على الخفين محمد الصالح العثيمين

تحميل

تعليمية

فتاوى العلامة الشيخ عبد الرزاق عفيفي

تحميل

تعليمية

مجموع فتاوى ومقالات ابن باز (16-18) كتاب الحج والعمرةعبد العزيز بن باز

تحميل

تعليمية

أسئلة وأجوبة مختارة من فتاوى الحج للشيخ ابن بازعبد العزيز بن باز

تحميل

تعليمية

دروس وفتاوى سؤال من حاج محمد الصالح العثيمين

تحميل

تعليمية

فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ

تحميلتعليمية

فتاوى إمام المفتين ورسول رب العالمين ابن قيم الجوزية

تحميل

تعليمية

فتاوى السبكي الإمام السبكي

تحميل

تعليمية

مجموع فتاوى ورسائل الشيخ العثيمين

تحميل

تعليمية

48 سؤالاً في الصيام محمد الصالح العثيمين

تحميل

تعليمية

مجموع فتاوى ابن تيمية شيخ الإسلام ابن تيمية

تحميل

تعليمية
مجموع فتاوى ومقالات الشيخ عبد العزيز بن باز (1-6)

تحميل

مجموع فتاوى ومقالات الشيخ عبد العزيز بن باز (7-13)

تحميل

تعليمية

أجوبة مفيدة عن أسئلة عديدة عبدالعزيز الراجحي

تحميل

تعليمية

أسئلة الأسرة المسلمة محمد الصالح العثيمين

تحميل

تعليمية

الأجوبة النافعة عن أسئلة لجنة مسجد الجامعة محمد ناصر الدين الألباني

تحميل

تعليمية

فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء المجلد الأول « العقيدة» اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

تحميل
تعليمية

فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء المجلد السادس

« الصـلاة 1» تحميل

تعليمية

فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء المجلد السابع

« الصـلاة 2» تحميل

تعليمية

فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء المجلد الثامن

«الصلاة – الجنائز»

تحميل

تعليمية

فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء المجلد التاسع

« الجنائز – الزكاة»

تحميلتعليمية

فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء المجلد العاشر

« الزكاة – الصيام»

تحميل

تعليمية

فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء المجلد الحادي عشر

«الحج والعمرة»

تحميل

تعليمية

أسئلة وأجوبة في مسائل الإيمان والكفر صالح بن فوزان الفوزان

تحميل

تعليمية

أسئلة وأجوبة في الإيمان والكفرعبدالعزيز الراجحي

تحميل

تعليمية

الفتاوى المعاصرة في الرافضة مجموعة من العلماء

تحميل

تعليمية

أصل صفة الصلاة محمد ناصر الدين الألباني

تحميل

تعليمية

المنهاج في أحكام الزواج محمد بن صالح العثيمين

تحميل

تعليمية

شرح كتاب آداب المشي إلى الصلاة محمد بن إبراهيم آل الشيخ

تحميل

تعليمية

الروضة الندية شرح الدرر البهية صديق حسن خان

تحميل

تعليمية

الدراري المضيئة شرح الدرر البهية محمد بن علي الشوكاني

تحميل

تعليمية

شرح كتاب الصيام من بلوغ المرام للشيخ الألباني محمد ناصر الدين الألباني

تحميل

تعليمية
نبذة في أحكام الجنائز سالم العجمي
تحميل
تعليمية
الصيام سؤال وجواب سالم العجمي
تحميل

تعليمية

إتْحَافُ المُجْتَهِدِ بِأَنَ الصِّوْمَ يَكُونُ تَتَابُعاً كَفَّارَةً لِمَنْ لَمْ يَجِد لقمان بن أبي القاسم أبو عبد الله الآجري

تحميل

تعليمية
القَوْلُ المُبِينُ فِي كَيْفِيَّةِ الإِطْعَامِ عِنْدَ كَفَّارَةِ اليَمِينِلقمان بن أبي القاسم أبو عبد الله الآجري

تحميل

تعليمية

العيد في الإسلام معناه وحقيقته محمد أمان بن علي الجامي

تحميل

تعليمية

إرشاد أولى البصائر والألباب لـنيل الفقه بأقرب الطرق وأيسر الأسباب (العبادات) عبدالرحمن بن ناصر السعدي

تحميل

تعليمية

ميراث النساء محمد بن عبد الله الإمام

تحميل

تعليمية

فتح الغفور في وضع الأيدي على الصدور محمد حياة السندي

تحميل

تعليمية

حكم الهَجَر في الإسلام محمد بن عبد الله الإمام

تحميل

تعليمية

الشمس في نصف الليل حكم من لا تغيب عنهم الشمس محمد تقي الدين الهلالي

تحميل

تعليمية

ضوابط الجهاد في السنة محمد عمر بازمول

تحميل

تعليمية

كتاب شرح العمدة في الفقه ابن تيمية الحراني

تحميل

تعليمية

شرح شروط الصلاة وأركانها وواجباتها محمد أمان بن علي الجامي

تحميل

تعليمية

متن شروط الصلاة وأركانها وواجباتها محمد بن عبدالوهاب

تحميل

تعليمية

شرح كتاب مختصر منسك شيخ الإسلام ابن تيمية حسين آل الشيخ

تحميل

تعليمية

صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم محمد ناصر الدين الألباني

تحميل

تعليمية

حجة النبي صلى الله عليه وسلم كما رواها عنه جابر رضي الله عنه محمد ناصر الدين الألباني

تحميل

تعليمية

تلخيص صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم محمد ناصر الدين الألباني

تحميل

تعليمية

تلخيص أحكام الجنائز صالح بن فوزان الفوزان

تحميل

تعليمية

شرح كتاب الحج من بلوغ المرام عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

تحميل

تعليمية

الحج عبادة وميدان دعوة صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ

تحميل

تعليمية

أحكام الأضاحي والهدي صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ

تحميل

تعليمية

الشرح الممتع على زاد المستقنع
(الجزء الأول)تحميل
(الجزء الثاني) تحميل
(الجزء الثالث) تحميل
(الجزء الرابع) تحميل
(الجزء الخامس) تحميل
(الجزء السادس) تحميل
(الجزء السابع) تحميل
الشيخ
محمد بن صالح العثيمين

تعليمية

مختصر أحكام الجنائز صالح بن فوزان الفوزان

تحميل

تعليمية

الإعلام بنقد كتاب الحلال والحرام صالح بن فوزان الفوزان

تحميل

تعليمية

عمدة الفقه أبو محمد بن قدامة المقدسي

تحميل

تعليمية

المسائل التي حلف عليها الإمام أحمد بن حنبلابن أبي يعلى

تحميل

تعليمية

الفقهاء ومتطلبات العصر صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ

تحميل

تعليمية

الجلوس للتعزية صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ

تحميل

تعليمية

أحكام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ

تحميل

تعليمية

تحفة الأماجد بسرد أدلة فضل الجلوس لانتظار الصلاة بالمساجد إبراهيم بن أحمد الأثري

تحميل
تعليمية

القمار وصوره المحرمة صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ

تحميل

تعليمية

كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

تحميل

تعليمية

التنبيهات على رسالة الألباني في الصلاة حمود بن عبدالله التويجري

تحميل

تعليمية

سبل السلام في شرح بلوغ المرام محمد بن إسماعيل الصنعاني

تحميل

تعليمية

رسالة في وجوب زكاة الحلي محمد بن صالح العثيمين

تحميل

تعليمية

فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم إسماعيل بن إسحاق الجهضمي القاضي المالكي

تحميل
تعليمية

مشروعية القبض في القيام الذي قبل الركوع دون الذي بعده محمد ناصر الدين الألباني

تحميل

تعليمية

هكذا حج الرسول صلى الله عليه وسلم عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

تحميل

تعليمية

المسح على الجوربين ويليه تمام النصح في أحكام المسح محمد جمال الدين القاسمي ومحمد ناصر الدين الألباني

تحميل

تعليمية

رسالة في سجود السهو محمد بن صالح العثيمين

تحميل

تعليمية

رسالة قيام رمضان محمد ناصر الدين الألباني

تحميل

تعليمية

حكم تارك الصلاة محمد ناصر الدين الألباني

تحميل

تعليمية

صلاة العيدين في المصلى هي السنة محمد ناصر الدين الألباني

تحميل

تعليمية

مجموعة رسائل علمية مقبل بن هادي الوادعي

تحميل

تعليمية

مناسك الحج والعمرة في الكتاب والسنة وآثار السلف وسرد ما ألحق الناس بها من البدع محمد ناصر الدين الألباني

تحميل

تعليمية

رسالة في الزكاة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

تحميل

تعليمية

مختصر كتاب تحفة المودود بأحكام المولود ابن القيم الجوزية

تحميل

تعليمية

مذكرة أصول الفقه محمد الأمين الشنقيطي

تحميل

تعليمية

شرح منظومة القواعد الفقهية عبيد بن عبدالله الجابري

تحميل

تعليمية

الورقات في أصول الفقهالجويني

تحميل

تعليمية

الأصول من علم الأصول محمد بن صالح العثيمين

تحميل

تعليمية

جماع العلم محمد بن إدريس الشافعي

تحميل

تعليمية

رسالة لطيفة في أصول الفقه عبدالرحمن بن ناصر السعدي

تحميل

تعليمية

قواعد القواعد صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ

تحميل

تعليمية

أربعة قواعد تدور عليها الأحكام محمد بن عبدالوهاب

تحميل

تعليمية

صحة أصول مذهب أهل المدينة أحمد بن تيمية الحراني

تحميل

تعليمية

منظومة في القواعد الفقهية محمد بن صالح العثيمين

تحميل

تعليمية

الرسالة محمد بن إدريس الشافعي

تحميل

تعليمية

أكثر من 1000 جواب للمرأة اللجنة الدائمة والإمامين بن باز وبن العثيمين

تحميل

تعليمية

المكتبة قابلة لتحديث واضافة كتب كونو على اطلاع مستمر

ننتظر دعوتكم

تعليمية تعليمية




تعليمية




تعليمية




التصنيفات
الفقه واصوله

ماهي الطريقة المثلى لدراسة الفقه الإسلامي بدءا واستمرارا ؟ فضيلة الشيخ زيد بن هادي ال

تعليمية تعليمية

ماهي الطريقة المثلى لدراسة الفقه الإسلامي بدءا واستمرارا ؟ فضيلة الشيخ زيد بن هادي المدخلي حفظه الله

ماهي الطريقة المثلى لدراسة الفقه الإسلامي بدءا واستمرارا ؟ فضيلة الشيخ زيد بن هادي المدخلي حفظه الله
بسم الله الرحمن الرحيم

السؤال : ماهي الطريقة المثلى لدراسة الفقه الإسلامي بدءا واستمرارا ؟

فضيلة الشيخ زيد بن محمد بن هادي المدخلي حفظه الله

الجواب : الطريقة الصحيحة حسب علمي تكاد تنحصر في شيئين اثنين :
الشيء الأول : اختيار المعلم .
حقا ؛ إن اختيار المعلم أمر مهم وإن شئت أن تزداد معرفة على معرفتك إلى أهميته فتأمل ـ رعاك الله ـ في اختيار الله ـ جل وعلا ـ للرسل الكرام والأنبياء العظام ، الذين اختارهم الله فبعثهم إلى أمم الأرض مبشرين ومنذرين وأمناء ناصحين ومعلمين مخلصين يدلون قومهم إلى الفضائل والخيرات ، ويحذرونهم من الرذائل والشرور والمآثم الموبقات ، ويحببون إليهم دار التحف والكرامات جنات النعيم نزلهم من الرب الرحيم ، كما يحببون إليهم موجبات الرضا من رب العالمين أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين ، ويبغضون إليهم طرائق أصحاب الجحيم لأنها تفضي بهم إلى السخط والمقت من الله العزيز الحكيم قال الله عز وجل : (( الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس إن الله سميع بصير )) [ الحج : 75 ] .
وحيث إن العلماء ورثة الأنبياء فعلى طالب العلم الناصح لنفسه والمشفق عليها أن يختار منهم للتفقه على يديه خير آخذ بهذا الميراث، فيأخذ عنه أصول دينه وفروعه وكبار مسائله وصغارها أقوالها وأفعالها ظاهرها وباطنها ، ألا وإن خير آخذ لميراث النبوة هو من منّ الله عليه بـ :
(أ) ـ صحة الإعتقاد على نهج الطائفة الناجية المنصورة أهل السنة والجماعة الأسلاف الصالحين ـ رضي الله عنهم ورحمهم أجمعين ـ وذلك فيما يتعلق بذات الله العلي العظيم وأسمائه الحسنى إنه هو البر الرحيم ، وصفاته العلى ذات الكمال اللائق بجلال العليم الحليم ، بل وفي كل ما يتعلق بما جاءت به رسل الله ونزلت به كتبه جملة وتفصيلا على مراد الله ـ عز شأنه ـ ومراد رسله الذين بلغوا رسالاته ونصحوا لكافة بريته ، بأفضاله عليهم ونصره لهم ولأتباعهم من خليقته .
(ب) ـ وغزارة العلم الشرعي الشريف الذي لا يحرزه ويتمكن من التوسع فيه إلا من بذل نفسه في تحصيله ابتغاء وجه الله والدار الآخرة ، واستفرغ جهده وضحى في سبيل ذلك بجل وقته وتطلعت نفسه الكبيرة وهمته العالية إلى احراز النصيب الوافر تأسيا بفحول العلماء ، الذين حرصوا على التأسي بصفوة الخلق الرسل والأنبياء الذين علمهم الله من لدنه علما وبعثهم للخلق معلمين وإليه داعين ، فالسعيد من تأسى بهم ودعا بدعوتهم وإنه لحري أن يحشر في زمرتهم فيسعد بأنسهم ومقيلهم .
(ت) ـ وخشية الله التي تتجلى بعمارة الباطن والظاهر بطاعة الله ـ جل وعز ـ وترك معاصيه والسعي الحثيث وفق مراده سبحانه ومراضيه .
قال الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ : " أصل العلم خشية الله " .
قلت : وكأنه قد تأول قول الحق عز شأنه : (( إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور )) [ فاطر : من الآية 28 ] .
وإذا كان الأمركذلك فإن سعادة الدارين لتكمن في بذل الجهد في طلب العلم على أشياخه المرضيين مع ملازمة خشية الله في السر والعلن ، فإن خير الخليقة على وجه الأرض بعد الرسل والأنبياء هو العالم الرباني الذي تفقه في الدين وعمل به ونشره صابرا على ما يناله من أذى في الأحوال كلها .
نعم أعود فأقول : إن اختيار المعلم الموصوف بما تقدم ذكره هو رأس الحكمة في الطلب ، والإتيان بأسباب الهداية والسلامة من أسباب الزيغ والغواية بل ومن أسباب النبوغ في علوم الشريعة الغراء ووسائلها ، وعلى العموم فإن ذلك الإختيار للعالم الرباني لأخذ العلم على يديه من أسباب سعادة الدنيا ونعيم الآخرة . بخلاف ما إذا تتلمذ الإنسان من ذكر وأنثى على أساتيذ من ذوي الإنحراف والبدع في الإعتقاد أو الشعائر التعبدية أو المنهج الدعوي أو غير ذلك من أبواب العلم والعمل فإنه سيتلقى حتما ما تنضح به أوعيتهم من الشر والفساد ، وهو خال الذهن غالبا فيضل بما تلقى عن سواء السبيل وهو في ذلك كله يحسب أنه على شيء تحمد عقباه ، ألا وإن التتلمذ على أصحاب البدع والإنحرافات يسبب انتشارها ويهيء حملة لها ، فتظل باقية متزايدة يرثها اللاحق عن السابق بهذا السبب والدليل على ذلك هو بقاء بدعة القدر والتجهم والإعتزال والجبر والإرجاء والرفض والخوارج والصوفية والتمشعر ونحوها من بقية النحل المخالفة لعقيدة أهل السنة والجماعة في دنيا البشر ، كما بقيت المذاهب الهدامة من بهائية وقاديانية وعلمانية ورأسمالية وباطنية وقرامطة ونصيرية ودرزية ونحوها بذلك السبب المذكور ، وقانا الله شر البدع وزيغ المبتدعين والحمد لله فإنه ما من بدعة تظهر ويعلنها أصحابها إلا ويهيء الله لها من علماء الكتاب والسنة من يردها ويفند شبه من أحدثها وجد في نشرها .
وقد اتخذ علماء السلف وأتباعهم في دحض البدع منهجين :
الأول : منهج الرد : وذلك بعرض شبهات المبتدعين الخادعة وبيان الحق حيالها مدعما بالأدلة النقلية من الكتاب العزيز والسنة المطهرة وأقوال الصحابة وأقوال التابعين وغيرهم من أئمة العلم والدين في كل زمان ومكان .
الثاني : منهج العرض : وهو عرض العقيدة الصحيحة من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين لهم بإحسان .
ويمثل هذين المنهجين اللذين يعتبر كل واحد منهما حسنا في موضعه ، كتب مؤلفه للعلماء القدامى والمعاصرين ليس هذا موضع سردها لكثرتها وقد أوردت نموذجا منها في رسائل مستقلة منها المطبوع ومنها المخطوط .
أقول : حقا أن المعلم الذي ذكرت بعض صفاته آنفا هو الذي يستطيع أن يرسم لطالب العلم الطريقة الصحيحة المثلى لكيفية الأخذ من كل فن بطرف ، وتوجيهه إلى الأهم فالمهم من ذلك ويعلمه صغار العلم قبل كبارها ، ورحم الله القائل : " إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم " . ثم ورحم الله من قال : " من أتاه رجل فشاوره فدله على مبتدع فقد غش الإسلام " وقال :" لا تجلس إلى صاحب بدعة فإني أخاف أن تنزل عليك اللعنة " وعدلا ما قال أيوب ـ رحمه الله ـ :" إن من سعادة الحدث والأعجمي أن يوفقهما الله لعالم من أهل السنة " .
الشيء الثاني : اختيار الكتب العلمية :
لا شك أن اختيار الكتب العلمية في شتى الفنون والتدرج في قراءتها أمر مهم ، وذلك بمشورة العالم بالله وبأمره سواء كان ذلك في علم التفسير أو في الحديث أو علم التوحيد أو علم الفرائض أو علم الفقه وأصوله أو علم التأريخ والسير أو علوم اللغة العربية أو غير ذلك من فنون علوم الشريعة ، فإن الطالب يبدأ في كل فن من الفنون المذكورة بقراءة متونه ومختصراته ثم ينتقل إلى المطولات متدرجا وآخذا بمشورة أهل العلم بتلك الفنون .
فمثلا علم التفسير : يبدأ بقراءة مختصر ابن كثير للشيخ محمد نسيب الرفاعي ، وكتاب التفسير للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي ، وبعد أن يتمكن فإنه ينتقل إلى تفسير ابن جرير وتفسير البغوي وغيرهما بحسب الحاجة .
وفي فن التوحيد : يكون البدأ بالأصول الثلاثة وأدلتها والقواعد الأربع ، ثم كشف الشبهات ومسائل الجاهلية فكتاب التوحيد وجميعها لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ ثم ينتقل إلى العقيدة الواسطية وشروحها السلفية فالحموية ثم التدمرية ثلاثتها لشيخ الإسلام الإمام بن تيمية ـ رحمه الله ـ ثم ينتقل إلى الطحاوية وشرحها لابن أبي العز ثم النونية لابن القيم مع شرحها القيم لمحمد خليل هراس ـ رحمهما الله ـ ثم بعد ذلك يواصل القراءة في كتب السنة كشرح السنة للبربهاري ، وشرح السنة للإمام أحمد ، وشرح السنة لابنه عبد الله ، وشرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للحافظ اللالكائي ، والسنة للخلال ، والسنة لابن أبي عاصم ، وكتاب الشريعة للآجري ، وكتاب التوحيد لابن خزيمة وغيرها من كتب العقائد التي ستجر إلى معرفتها هذه الكتب المدونة .
وفي الفرائض : يبدأ الطالب بمتن الرحبية وبعض شروحها المختصرة ، ثم الفوائد الجليلة لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ـ حفظه الله ـ ثم النور الفائض لفضيلة الشيخ الحافظ الحكمي ـ رحمه الله ـ ثم التحقيقات الفرضية للشيخ صالح الفوزان ـ حفظه الله ـ ونحوها من كتب العلم الذي روي في الأثر أنه نصف العلم .
وفي كتب الحديث : يبدأ الطالب بحفظ الأربعين النووية وبعض شروحها المختصرة ، ثم عمدة الأحكام فبلوغ المرام ورياض الصالحين ، وهذه الكتب تفتح له الباب للوصول إلى قراءة متون الصحاح والسنن والمسانيد بحسب القدرة والإستطاعة .
ولا يستغني عن أصول علم الحديث رواية ودراية من كتبها المشهورة المعتبرة كنخبة الفكر مع شرحها نزهة النظر وقصب السكر وغيرها من الكتب المعاصرة .

وفي كتب التاريخ والسير : يبدأ بقراءة مختصر السيرة النبوية للشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ ثم بأصلها لابن هشام وهكذا يقرأ ما كتبه شيخ الإسلام بن القيم في هذا الفن في زاد المعاد ، ثم ينتقل إلى المطولات من كتب التاريخ والسير وأشملها مما هو بين أيدينا البداية والنهاية لابن كثير والكامل لابن الأثير ـ رحمهما الله ـ .
وفي فن الفقه : يحسن البدأ بآداب المشي إلى الصلاة إن وجدت وهي للشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ ثم كتاب العدة شرح العمدة في فقه إمام السنة أحمد بن حنبل ـ رحمه الله ـ تأليف بهاء الدين عبد الرحمن بن ابراهيم المقدسي ـ رحمه الله ـ ثم الإحكام شرح أصول الأحكام لعبد الرحمن بن محمد قاسم النجدي ، ثم الروض مع حاشية المذكور ، ثم يتدرج في كتب شروح هذا الفن كالخرقي وشرحه المغني ، ونحو ذلك مما يحتاج إليه من كتب المذاهب الأربعة لا سيما إذا كان أهلا للبحث والنظر .
وفي كتب أصول التفسير يكتفي بكتاب الإتقان للحافظ السيوطي وكتاب البرهان للعلامة الزركشي والمقدمة لشيخ الإسلام بن تيمية وهناك كتب معاصرة يلتمسها الطالب للإستفادة منها .
وفي أصول الفقه يبدأ بقراءة نظم الورقات للجويني ، فروضة الناظر وشرح مختصرالروضة ، وإرشاد الفحول ، وغيرها من كتب هذا الفن .
وفي كتب النحو والصرف يكون البدأ بالآجرومية، ثم ملحة الإعراب للحريري ، فقطر الندى لابن هشام ، ثم ألفية ابن مالك مع شرحها لابن عقيل ، وهكذا ينتقل إلى المطولات بحسب القدرة والحاجة .
وقبل هذا ومعه العناية بكتاب الله تلاوة وحفظا حتى يحقق طالب العلم معنى قول الله عز وجل : (( الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حقّ تلاوته )) [ البقرة : من الآية 121 ] . وقوله ـ تبارك وتعالى ـ : (( إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا ممّا رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور )) [ فاطر : 29 ] .
وفي كل ذلك فإنه يجمل بالسالك في طريق الطلب أن تكون علاقته بأشياخه قائمة واستشارته إياهم دائمة ، وليحذر أن يكون كتابه هو شيخه فتلك طريق الخطأ والزلل ومظنة فحش الغلط والخطأ ، وقديما قيل من دخل في العلم وحده خرج وحده ، والمعنى أن من دخل في طلب العلم بلا شيخ خرج منه بلا علم ، وما ذلك إلا لأن الأصل في طلب العلم هو تلقيه من أفواه ذويه ، إذ العلم بمنزلة الصنعة وحملته بمنزلة الصناع ولابد للجاهل بصنعة ما من عالم بها يعلمه إياها .
ولا يفوتني أن أنبه هنا عن شرف الرحلة في طلب العلم عند الحاجة إلى ذلك ، حقا إن الرحلة في طلب العلم الشرعي الشريف ووسائله طريق مألوف لسلفنا الصالحين وكل من تأسى بهم في محبة العلم وإجلال العلماء ، وهي في نفس الوقت عمل جليل كثر فيه تنافس العلماء الأولين طمعا منهم في الوعد الصادر ممن لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم حيث قال :" من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة " رواه البخاري وغيره من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه ، وفي رواية :" ما سلك عبد طريقا يقتبس منه علما إلا سلك الله به طريقا إلى الجنة ، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا عنه ، وإنه ليستغفر للعالم من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في البحر " . وجاء في حديث صفوان بن عسال الذي قال فيه : " أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : يا رسول الله ، إني جئت أطلب العلم ، فقال : مرحبا يا طالب العلم ، إن طالب العلم لتحفه الملائكة وتظله بأجنحتها ثم يركب بعضهم بعضا حتى يلمسوا سماء الدنيا من حبهم لما يطلب " .
وكم لهذين الحديثين من نظائر تدل على هذا المعنى بمنطوقها ، أعني : الترغيب العظيم في الرحلة في طلب العلم والتشويق الكريم الباعث على الصبر على تجشم المصاعب في سبيل نيل أغلى المطالب ، ألا وهو العلم الشرعي الشريف الذي تحيا به القلوب وتطمئن به النفوس ، ومن ثم تعرف إلهها العظيم وفاطرها السميع العليم رب السموات والأرض ورب العرش الكريم ، فتقدره حق قدره وتفرده بالعبادة وحده دون سواه مخلصة له الدين ترجو ثوابه وتخشى عقابه : (( ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين )) [ الأنعام : من الآية 62 ] . ولقدعرف أسلافنا الأوائل وأتباعهم من أولياء الله الصالحين قدر الرحلة في طلب العلم فرحلوا رجالا وركبانا وبرا وبحرا في طلبه غير مبالين ببعد المكان ومشقة السفر ، وذلك دليل على مدى فهمهم لعظم شأن العلم وجلالة قدره ، وأن أمم الأرض لا يطيب عيشها ولا تصفو حياتها ولا تبصر طريق مرضاة خالقها ومولاها إلا بالعلم الشرعي الشريف ، وبدونه لا طيب للعيش ولا صفاء للحياة ولا معرفة لطريق الحق الموصلة إلى الله . فهذ جابر بن عبد الله رحل من المدينة إلى الشام ليسمع حديثا واحدا من أخيه عبد الله بن أنيس حيث قال جابر :" بلغني حديث عن رجل سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتريت بعيرا ثم شددت عليه رحلي فسرت إليه شهرا حتى قدمت عليه الشام ، فإذا عبد الله بن أنيس فقلت للبواب قل له جابر على الباب فقال : ابن عبد الله ؟ قلت : نعم ، فخرج يطأ ثوبه فاعتنقني واعتنقته فقلت : حديث بلغني عنك أنك سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم في القصاص فخشيت أن تموت أو أموت قبل أن أسمعه ، فقال ابن أنيس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " يحشر الناس يوم القيامة أو قال العباد عراة غرلا بهما . قال : قلنا : وما بهما ؟ قال : ليس معهم شيء ثم يناديهم بصوت يسمعه من قرب : أنا الملك ، أنا الديان ، ولا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وله عند أحد من أهل الجنة حق اقصه منه ، ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عنده حق حتى أقصه منه حتى اللطمة قال : قلنا : كيف وإنا إنما نأتي الله عز وجل عراة غرلا بهما ؟ قال : بالحسنات والسيئات "
هذا يا أخي الكريم وكم للعلماء الأجلاء قديما وحديثا من رحلات في الأقطار من أجل طلب العلم والتوسع في فنونه والتدوين لكتبه والبحث عن أوعيته في مشارق الأرض ومغاربها كما تحدثت عن ذلك كتب التأريخ والتراجم بما لا مزيد عليه ،فراجعها إن شئت والله يحفظك ويعينك ويتولاك إنه خير حافظا وهو أرحم الراحمين وهو مع المؤمنين ويتولى الصالحين .
ويطيب لي أن أختم جواب هذا السؤال بأبيات لها علاقة متينة به وصلة قوية ببعض معانيه فأقول :

يا سائلا عن طريق العلم ملتمسا ـ ـ ـ تبيانه راغبا في فضله العمــــم
وباحثا جـــاهدا للخيــر مقــتبسا ـ ـ ـ يؤويك ربي عظيم الشأن والنعم
قدم وجوبا علوم الشرع إن بها ـ ـ ـ بين نهج العلى من موجب النـقم
وبـالأهم المـــهم ابدأ لتـــحرزه ـ ـ ـ والنص قدم كذا الإجماع فاحتـرم
وأخر الرأي كل الـرأي تتــركه ـ ـ ـ إن جاء نص من الوحيين فالتزم
ما العــلم إلا كتاب الله أو أثـــر ـ ـ ـ يضيء دوما لأهل الأرض كلــهم
ما ثم علم سوى هذا ولا قصص ـ ـ ـ يبدد الجـهل والأسواء بالحـــكم
وما استمد من الوحيين نعرضه ـ ـ ـ عليــها حــكما فافـــهم ولا تـهم
ومنهج (1) الخير لا تبغي به بدلا ـ ـ ـ إن المناهج (2) قد صالت بلا ندم
وحــامل الـعلم إن تحسن سريرته ـ ـ ـ يظفــر بذخر ألا طـــوبى لمقتسم
والرب صلى وأهل الأرض قاطبة ـ ـ ـ ورقعة الأرض من فيها من الأمم
على الـذي ينشر العلم القويم فقد ـ ـ ـ رقى على الكل في دين وفي قيــم
يــكفيه فــضلا بــأن الله يـــرفعه ـ ـ ـ بفـــضله الجـم في الجنــات والنعم
والحمد لله في سر وفي علن ـ ـ ـ وعز ربي إله اللوح والقلم
ثم الصلاة على الهادي مباركة ـ ـ ـ ما رفرف البرق بالأضواء في الظلم
معها سلام كعد الودق أبعثه ـ ـ ـ مع الكرام إلى المختار ذي القيم
واآل والصحب نهديهم تحيتنا ـ ـ ـ نعم الهداة دعاة الحق والشيم

(1) : أعني به المنهج السلفي
(2) : أعني بها المناهج التي تخالف المنهج السلفي في قليل أو كثير

كتب الجواب : الفقير إلى عفو ربه التواب
زيد بن محمد بن هادي المدخلي
1419/8/10هـ

المصدر :
الأجوبة السديدة على الأسئلة الرشيدة تأليف فضيلة الشيخ زيد بن محمد بن هادي المدخلي حفظه الله [ ج 6 ص 477 ] .

تعليمية

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




جزاك الله خيــرا على هذا الإ نجــــاز المتميز , وشكرا جزيلا لك.




طبت و طاب منقولك

بارك الله فيك و جزاك خيرا

بانتظار المزيد




التصنيفات
الفقه واصوله

توجيهات لطالب قواعد الفقه لفضيلة الشيخ العلامة الأصولي عبد الله الغُدَيَّان ||- الفقه

تعليمية تعليمية

توجيهات لطالب قواعد الفقه لفضيلة الشيخ العلامة الأصولي عبد الله الغُدَيَّان

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد ولد آدم أجمعين نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين، أما بعد ..
فأضع بين أيديكم تفريغي لشريط
( توجيهات لطالب قواعد الفقه )
لفضيلة الشيخ العلامة الأصولي:
عبد الله بن عبد الرحمن الغُدَيَّان
-حفظه الله تعالى وأطال عمره في طاعته-

الملف مفرّغ ومراجع ومنسق

التحميل من موقع الرفع ** هنــا **
رابط مباشر
** هنــا **
رابط المادة الصوتية من سحاب ** هنــا **

نفعنا الله بها.

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




تعليمية تعليمية
بارك الله فيكِ و نفع بكِ
تعليمية تعليمية




التصنيفات
الفقه واصوله

ضابط الصور التي تمنع من دخول الملائكة البيت للعلامة فركوس ||- الفقه واص

تعليمية تعليمية

ضابط الصور التي تمنع من دخول الملائكة البيت للعلامة فركوس – حفظه الله –

ضابط الصور التي تمنع من دخول الملائكة البيت

السؤال:
يقول الله تعالى: ﴿سوآءٌ منكم من أسرَّ القَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِه، وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْل وَسِارِبٌ بِالنَّهَار لَهُ مُعقِّبَاتٌ مِِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِه يَحفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ﴾ [ الرعد: 10، 11]، وقال: ﴿عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَ يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ [التحريم: 6] .
عن أبي طلحة رضي الله عنه قال:
«قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا تصاوير»(۱) وفي رواية للبخاري عن عائشة رضي الله عنها قال عليه الصلاة والسلام: «إنَّ أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة، يقال لهم أحيوا ما خلقتم، وإنّ الملائكة لا تدخل بيتا فيه الصورة»(۲).
قال علماؤنا: تصوير صورة الحيوان حرام شديد التحريم وهو من الكبائر لأنّه متوعد عليه بهذا الوعيد الشديد المذكور آنفا في الحديث، وسواء صنعه بما يمتهن أو بغيره فصنعته حرام بكل حال لأنّ فيه مضاهاة لخلق الله تعالى.
وقالوا: إن سبب ما يمنع دخول الملائكة إلى البيوت فيها تصاوير أو كلب كونه معصية وفاحشة فعوقب متخذها بحرمانه دخول الملائكة بيته واستغفارها له وتبريكها عليه وفي بيته ودفعها أذى الشياطين.
والملائكة هنا -وإن كان عموما- فالمراد به الخصوص وهم ملائكة الرّحمة أما الحفظة فهي ملازمة للإنسان لا تفارقه في كل حال لأنهم مأمورون بإحصاء أعماله وكتابتها.
كما أنهم لم يفرقوا في تحريم التصوير بين أن تكون الصورة لها ظل أولا، ولا بين أن تكون مدهونة أو منقوشة أو منقورة أو منسوجة إلا ما استثناه الدليل كلعب البنات [أو الصورة المهانة]، والمراد "بالبيت" في الأحاديث كما ذكر الشراح: المكان الذي يستقر فيه الشخص سواء كان بناء أو خيمة أم غير ذلك. فعلى حِد هذا التفسير المطلق للبيت، هل تدخل المساجد ضمنه باعتبارها بيوتا؟
وعليه فهل تمتنع الملائكة من الدخول إلى بيوت الله تعالى لإطلاق هذه الأحاديث إذ اصطحبت مثل هذه التصاوير مع أشخاص يرتدون ملابس وغيرها إلى المساجد على أشكال مطرّزة على الثوب أو على أكياس أو حقائب وغيرها؟
المساجد محل السّكينة والطمأنينة بنيت للذكر والصّلاة وقراءة القرآن فكانت أحب البلاد إلى الله تعالى، قال علي رضي الله عنه:"المساجد مجالس الأنبياء" وقال الخولاني :"المساجد مجالس الكرام".
فإذا كان الجواب بالمنع، فما وجه التوفيق بينه وبين النصوص التي جاء فيها شهود الملائكة مجالس العلم وحلق الذكر وحفهم أهلها بأجنحتها، وتسجيلهم الذين يحضرون الجمعة، وتعاقبهم فينا، واجتماعهم مع المصلين في صلاة العصر وصلاة الفجر، وتنزلهم عندما يقرأ المؤمن القرآن وهي كلها أعمال لا تخلو منها مساجدنا؟
فهذه مسائل تعلق بها الغموض والإشكال، وعليه فإننا نطرحها على أستاذنا الفاضل أبي عبد المعز محمد علي فركوس ليزيل عنها الإلباس بالبسط والجواب.
وختام القول: عن أبي أمامة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إنّ الله وملائكته، حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت في البحر، ليصلون على معلم الناس الخير"(۳) وجزاكم الله خيرا.

الجواب:
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أما بعد:
فقد وقع سؤالكم أنّ العموم في امتناع دخول الملائكة بيتا فيه تصاوير وغيرها ممّا ورد فيه الحديث خاص بالسياحين من الملائكة الذين يطوفون بالرحمة والتبريك والاستغفار، ولا يشمل هذا النص العام الملائكة الكرام الكاتبين الحفظة لاختصاصهم بإحصاء أعمال الآدمي وكتابتها، فهذا الصنف من الملائكة لا يفارقون الجنب ولا غيره، وقد ذكر بعضهم أنّ لزومهم الآدمي مخصوص أيضا بالمفارقة عند الجماع والخلاء، وأضيف أنّه يخرج من النص العام ملك الموت وأعوانه، فهؤلاء لا تمنعهم التصاوير ولا غيرها ممّا ورد فيه الحديث عن قبض الأرواح إذا جاء أجلها المقدر لها، فهذا العموم -إذا- من العام الذي أريد به الخصوص.
هذا من جهة الملائكة، أمّا من جهة الصور فإنّ العموم فيه غير مراد -أيضا-لوجود جملة من القرائن تؤكد ذلك منها: إقراره صلى الله عليه وسلم في بيته بلعب عائشة رضي الله عنها (٤) وهي عبارة عن تماثيل لها ظل يلعب بها الأطفال كالفرس الذي له جناحان، وما رواه مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: "كان لنا ستر فيه تمثال طائر، وكان الداخل إذا دخل استقبله فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:"حولي هذا، فإنّي كلّما دخلت فرأيته ذكرت الدنيا"(٥) وفي رواية البخاري من حديث أنس رضي الله عنه قال:"كان قرام لعائشة سترت به جانب بيتها، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أميطيه عني فإنه لا تزال تصاويره تعرض لي في صلاتي"، ومن ذلك إشارة جبريل عليه السلام –بعد امتناعه من الدخول- بقطع رأس الصورة أو جعلها وسادتين توطئان، وكذلك في هتكه صلى الله عليه وسلم للستر الذي على باب عائشة رضي الله عنها وأعدت منه وسادة فكان يتكئ عليها وفيها صورة.
وإذا عرف ذلك تبين أن عموم الامتناع قاصر على الصورة المحظورة شرعا من استعمالها وهي تلك الباقية على هيئتها معظمة غير ممتهنة ويقوي ذلك حديثان، الأول: قوله صلى الله عليه وسلم: "لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة إلا رقما في ثوب"(٦) والثاني ما رواه البخاري من حديث بسر عن زيد عن أبي طلحة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إنّ الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة"، قال بسر: ثم اشتكى زيد فعدناه، فإذا على بابه ستر فيه صورة فقلت لعبيد الله الخولاني: ألم يخبرنا زيد عن الصور يوم الأول؟ قال عبيد الله: ألم تسمعه حين قال: "إلا رقما في ثوب"(٧) قال النووي في شرح مسلم:"قال الخطابي: إنّما لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب أو صورة مما يحرم اقتناؤه من الكلب والصور، فأما ما ليس بحرام من كلب الصيد والزرع والماشية، والصورة التي تمتهن في البساط والوسادة وغيرهما فلا يمتنع دخول الملائكة بسببه"(۸) وقال ابن حجر في تعليقه على حديث جبريل: "وفي هذا الحديث ترجيح قول من ذهب إلى أنّ الصورة التي تمتنع الملائكة من دخول المكان التي تكون فيه باقية على هيئتها مرتفعة غير ممتهنة، فأما لو كانت ممتهنة، أو قطعت من نصفها أو رأسها فلا امتناع"(۹).
والعلم عند الله تعالى؛ وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلّم تسليما.

الجزائر في 16 شعبان 1421

الرابط

١- أخرجه البخاري في اللباس: (5949) ومسلم في اللباس والزينة: (5636).

٢- أخرجه البخاري في البيوع: (2105).

٣- أخرجه الترمذي في العلم: (2685)، وصححه الألباني في المشكاة: (213) التحقيق الثاني.

٤- أخرجه أبو داود في الأدب: (4932)، من حديث عائشة رضي الله عنها. وصححه الألباني في آداب الزفاف: (170).

٥- خرجه مسلم في اللباس والزينة: (5643)، والنسائي في الزينة: (5353)، وأحمد: (24950)، من حديث عائشة رضي الله عنها.
٦-أخرجه البخاري في «اللباس»، باب من كره القعود على الصور: (5613)، ومسلم في «اللباس والزينة»، باب تحريم تصوير صورة الحيوان: (5640)، وأبو داود في «اللباس»، باب في الصور: (4155)، والترمذي في «اللباس»، باب ما جاء في الصورة: (1750)، والنسائي في «الزينة»، باب التصاوير: (5350)، من حديث أبي طلحة رضي الله عنه.

٧- أخرجه البخاري في اللباس: (5958)، ومسلم في اللباس والزينة: (5639)، وأبو داود في اللباس: (4155)، والبيهقي في السنن: (14977)

٧- شرح مسلم للنووي: (14/84 ).

٩- فتح الباري لابن حجر: (1/392).

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




تحريم الصور والتماثيل
إن الله سبحانه وتعالى أمرنا بتوحيده وإفراده بالعبادة والتعظيم، وحرم علينا كل طريقة تفضي إلى الإشراك به أو تعظيم غيره، ومن ذلك أن حرم علينا إقتناء الصور والتماثيل. وفي هذه المادة تحدث الشيخ رحمه الله عن تحريم التصاوير والتماثيل سارداً في ذلك الأدلة من السنة النبوية، ثم أتبعها ببعض المسائل والأحكام المتعلقة بها.

أدلة تحريم التصور
الحمد لله، نحمده ونستعينه ونسغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله،: تعليميةيَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ تعليمية[آل عمران:102] .. تعليميةيَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً تعليمية[النساء:1] .. تعليميةيَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً تعليمية[الأحزاب:70-71] . أما بعد: فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله تعالى عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. لدينا الآن فصل جديد، وهو من الفصول التي تعالج أمراً طالما خالطه الناس اليوم وابتلوا به، وازداد البلاء حينما اضطر الكثير من العلماء أن يتأولوا بعض هذه الأحاديث الآتية؛ ليفسّحوا للناس فيما تسامحوا فيه من مُواقعةِ التصوير المحرم. فيقول المصنف رحمه الله: الترهيب من تصوير الحيوانات والطيور في البيوت وغيرها. ……

الدليل الأول: حديث عمر: (إن الذين يصنعون هذه الصور…)

أولاً: عن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة، يقال لهم: أحيوا ما خلقتم) رواه البخاري و مسلم . فهذا الحديث يحرم التصوير، ويبين أنه من كبار المعاصي؛ لأن الرسول عليه السلام يصرح بأن هؤلاء الذين يصنعون ويصورون هذه الصور يُعذبون يوم القيامة تعذيباً -أقول من باب التوضيح- يكاد يكون أبدياً، لأنهم يعذبون حين يقال لهم: أحيوا ما خلقتم، فإن استطاعوا إحياء ما خلقوا انتهى العذاب، ولن يستطيعوا إلى ذلك سبيلاً، كما سيأتي في بعض الأحاديث الآتية. ويجب أن نلاحظ هنا أن في الحديث اسم إشارة: (إن الذين يصنعون هذه الصور) فما هي الصور التي أشار الرسول عليه الصلاة والسلام إليها باسم الإشارة (هذه) في قوله: (إن الذين يصنعون هذه الصور)؟ إن الوقوف عند هذا الاسم ومحاولة فهمه فهماً صحيحاً، يزيل إشكالاً واضطراباً كثيراً عند بعض الناس من الراغبين في معرفة الحقائق الفقهية، فإنهم حينما يسمعون بعض المؤلفين -اليوم- والكتاب يحملون كل الأحاديث المُحرِّمة لِلتصوير على تصوير المجسم، أي: على نحت الأصنام. هكذا يتأولون الأحاديث المُحرِمِّة للتصوير. فقول الرسول عليه الصلاة والسلام: (إن الذين يصنعون هذه الصور) ماذا يقصد بهذه الصور؟ أهي كما قال هؤلاء: الأصنام؟ أنا أقول: هذا أبعد ما يكون عن مقصود الرسول عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث، وبخصوص اسم الإشارة (هذه)، لماذا؟ لأن الرسول عليه السلام قال هذه الأحاديث في المدينة حيث لم يبق للتماثيل وللأصنام بقية تذكر مطلقاً، بعد أن نصر الله عز وجل نبيه بفتح مكة، وحطم الأصنام التي كانت موضوعة على ظهر الكعبة، فانطمس الشرك وآثاره بالكلية، ولكن بقيت بقايا من الصور التي قد تكون يوماً ما سبباً لعودة الشرك إلى قوَّتِه التي كان عليها قبل بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام، فأنا أستبعد جداً أن يعني الرسول عليه السلام باسم الإشارة (هذه) الأصنام التي قَضَى عليها وحطمها. فالأقرب أنه يعني صوراً كانت لا تزال منبثة، ولا يزال المسلمون يقتنونها في بيوتهم وخيامهم، وغيرها من الأماكن، فهو عليه الصلاة والسلام حين قال: (إن الذين يصنعون هذه الصور) يشير إلى صور قائمة ومنبثة بين الناس، ويؤكد هذا المعنى أن حديث عائشة رضي الله عنها -الآتي- في بعض رواياته وألفاظه: أن الرسول عليه السلام حينما دخل عليها ورأى القرام -الستارة- وعليها الصور، قال: (إن أشد الناس عذاباً هؤلاء المصورون)، فهو يشير إلى هؤلاء الذين يُصورِون الصور على الستائر، ولا يعني الأصنام؛ لأن الأصنام لم تكن في بيت السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها. إذاً: قوله: (إن الذين يصنعون هذه الصور) لا يعني بها الصور المجسمة مباشرة، وإنما يعني الصور غير المجسمة، ويسميها الفقهاء: التي لا ظل لها، فإذا حرم الرسول عليه الصلاة والسلام هذه الصور غير المجسمة أو التي لا ظل؛ لها فمن باب أولى حينئذ أن يُحرِّم الأصنام والتماثيل. ومن باب التحذير من تعاطي هذه الصور صنعاً واقتناءً، يبين الرسول عليه السلام في هذا الحديث ما هي عقوبة الذين يُصورِون هذه الصور، فيقول: (يعذبون يوم القيامة، يقال لهم: أحيوا ما خلقتم) ولا يستطيعون إحياءهم، فهو كناية عن استمرارهم في العذاب إلى ما شاء الله، واستمرارهم في العذاب يختلف باختلاف واقع الإيمان في قلوبهم، فمن مات منهم مؤمناً فسينجيه إيمانه يوماً ما من أن يستمر تعذيبه في النار، ومن مات مُستحِلاً لِمَا حرَّم اللهُ فقد عرفتم من البيان السابق أنه كافر، وأنه يُخلد في النار إلى أبد الآبدين. هذا هو الحديث الأول، وهو من حديث عمر مما رواه البخاري و مسلم .

الدليل الثاني: حديث عائشة بتعدد رواياته
الحديث الثاني: عن عائشة رضي الله عنها قالت: (قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفر وقد سترت سهوة لي بقرام -السهوة: الطاقة في الحائط، والقرام: الستارة- فيه تماثيل) أي: فيه صور. وهنا فائدة لغوية بالنسبة لبعدنا اليوم عن اللغة العربية، أو لسيطرة بعض الاصطلاحات، فنحن اليوم نفهم من لفظة (تمثال) أو (تماثيل): أنها الأصنام، فهذا تمثال المالكي -مثلاً-: نحن لا نقول: هذه صورة، وهي صورة بلا شك، كما أن الصور التي نقتنيها على الورق هي أيضاً في لغة العرب تسمى تماثيل، والشاهد على ذلك هو هذا الحديث، فالرسول عليه الصلاة والسلام حينما دخل على السيدة عائشة، كما في هذه القصة، فرآها وقد علقت قِراماً -أي: ستارة- عليه تماثيل، والتماثيل توضع على الجدار ولا توضع على الأستار، لكن اللغة واسعة، فإن قلت: صورة، فيمكن أن تكون الصورة بمعنى الصنم، أو صورة ليس لها ظل. وكذلك إن قلت: تمثال، فهو بمعنى صورة، فقد يكون مجسماً، وقد يكون غير مجسم، فجاء هذا الاستعمال في هذا الحديث بالمعنى الذي لا ينتبه له كثيرٌ من الناس. إذاً: الرسول عليه الصلاة والسلام رأى تماثيل على الستارة، -أي: صوراً- وهذه الصور سواءً كانت ملونة بدهان، أو مطرزة تطريزاً فليست أصناماً.. تقول: عائشة رضي الله عنها : (قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفر وقد سترت سهوة لي بقرام فيه تماثيل، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم تلون وجهه -أي: تغير غضباً واحمر- وقال: يا عائشة! أشد الناس عذاباً عند الله يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله)، أي: الذين يعملون أعمالاً من التصوير؛ سواءً كان التصوير مجسماً أو غير مجسم، فهم يتشبهون بخلق الله عز وجل لخلقه: (يضاهون بخلق الله) أي: بما يخلق الله، فالله يخلق هذه الأجسام وهذه الحيوانات وهم أيضاً يضاهون، والمضاهاة ليس من الضروري -كما هو معلوم- أن تكون من جميع الوجوه، فالذي ينحت في التمثال، أو يصور الصورة على الورق، يضاهي رب العالمين من حيث الهيكل و الصورة، ولكن أهم شيء في ذلك هو نفخ الروح، ولذلك لمّا كان عاجزاً عنه يُعذب يوم القيامة بأن يُؤمر بنفخ الروح فيها، فلا يستطيع وليس بنافخ. إذاً: المضاهاة المقصود بها هنا، والتي جعلها الرسول عليه السلام في هذا الحديث عِلة تحريم التصوير، هي: المضاهاة الشكلية الظاهرة، فقال عليه الصلاة والسلام: (يا عائشة ! أشد الناس عذاباً عند الله يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله، قالت: فقطّعناه، فجعلنا منه وسادة أو وسادتين). وفي رواية قالت: (دخلَ عليَّ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وفي البيت قرام فيه صورٌ -هنا استعمل الراوي لفظة (صور) مقابل (تماثيل)، فالمعنى واحد- فتلون وجهه، ثم تناول الستر فهتكه -أي: مزقه- وقال: إن من أشد الناس عذاباً يوم القيامة الذين يصورون هذه الصور)، جاء الشاهد الذي أشرت إليه فيما علقته على حديث عمر الأول: (إن الذين يصنعون هذه الصور) قلنا: إن اسم الإشارة (هذه) هنا يشير إلى الصور غير المجسمة، وهذا هو الدليل؛ لأن قصة السيدة عائشة لها هذه المناسبة وهذا السبب، وهو دخول الرسول عليها وقد علقت الستارة وعليها التماثيل والصور، فقال عليه الصلاة والسلام مشيراً إلى هذه الصور التي على الستارة: (إن من أشد الناس عذاباً يوم القيامة الذين يصورون هذه الصور). ولذلك فإن قرأتم أو سمعتم هذه الأحاديث التي فيها هذا الترهيب الشديد من التصوير، إنما يُراد بها الذين كانوا يصنعون الأصنام التي تعبد من دون الله، وحمل الحديث على هذه التماثيل باطل؛ لأن الرسول عليه السلام إنما يشير إلى الصور التي كانت في قِرام السيدة عائشة، ونحن نعلم بالضرورة أن هذه الصور: أولاً: ليست أصناماً مجسمة. ثانياً: لم تأت السيدة عائشة بهذا القرام -بهذه الستارة- التي فيها الصور لتعظمها أو تعبدها من دون الله عز وجل، حاشاها من ذلك! إذاً: فتأويل هذه الأحاديث وحملها على الأصنام التي كانت تعبد من دون الله، ونتيجة ذلك أن التصوير المحرم انقضى زمنه كما ينعق -أقولها صراحة- بعضهم بهذا الكلام؛ وإنما كان هذا النهي كسياج للقضاء على الشرك والوثنية، وقد انتهى أمر الشرك والوثنية؛ ولذلك فتعاطي الصور -لا سيما إذا كانت غير مجسمة- لا بأس بها عند هؤلاء الذين يتأولون الأحاديث على المعاني التي تدل الأحاديث على خلافها، كما سمعتم في قصة السيدة عائشة رضي الله عنها. وفي رواية أخرى عن السيدة عائشة رضي الله عنها، ويبدو أنها قصة أخرى؛ لأن هذه الرواية تقول: إنها اشترت نمرقة -وهي المخدة- والقصة الأولى بروايتيها تدور حول الستارة، فالرسول عليه السلام في تلك القصة أنكر التصاوير وهي على الستارة، وتأكيداً لتحريم استعمالها مزق الستارة كما سمعتم، وعندنا الآن قصة أخرى: تقول السيدة عائشة : أنها اشترت نمرقة -وهي المخدة- وتلاحظون شيئاً في هذه القصة: أننا نستطيع أن نفسر بها طرفاً من القصة السابقة، ففي القصة السابقة سمعتم بأن الرسول عليه السلام بعد أن هتك الستارة، ماذا صنعت السيدة عائشة بهذا الستارة؟ قطّعتها واتخذت منها وسادتين -أي: نمرقتين- فهنا يقول البعض: بأن الصور كانت ظاهرة على الوسادتين اللتين اتخذتهما السيدة عائشة من الستارة التي هتكها الرسول عليه السلام، فإن سُلِّمَ بهذا التفسير -أي: كانت الصور ظاهرة على الوسادتين- نقول: هذا يمكن أن يكون قبل القصة الآتية، التي فيها إنكار الرسول عليه السلام على السيدة عائشة شراءها النمرقة أو الوسادة وفيها صور؛ فكيف يُمكن أن نجمع بين إقرار الرسول عليه السلام للوسادتين وعليهما الصور بهذا التأويل، وبين إنكار الرسول عليه السلام على السيدة عائشة حين اشترت النمرقة وعليها الصور كما سترون؟ فإن سُلِّمَ بأن الصور كانت ظاهرة في الوسادتين -وهذا خلاف ما يبدو لنا؛ لأن الستار مقطع- فنقول: هذا كان كمرحلة من مراحل التدرج في التشريع، فحينما هتك الستارة أنكر تعليق الصور، فلما اتخذت من الستارة وسادتين وعليها الصور -جدلاً- أقر ذلك مبدئياً، ثم في مرحلة أخرى أنكر -أيضاً- حتى الصور التي على الوسادة. وينتج من هذا أنه لا يجوز أن يكون في البيت صورة؛ سواءً كانت معلقة -أي: محترمة- أو كانت موطوءة -أي: مُهانة- ولا فرق حين ذاك بينهما، فكما تمنع تلك المعلقة تمنع هذه الموطوءة بالأقدام، بدليل قصة عائشة الآتية، وهي: (أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قام على الباب فلم يدخل، قالت: فعرفتُ في وجهه الكراهية، فقلت: يا رسول الله! أتوب إلى الله وإلى رسوله مما أذنبت! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما بال هذه النمرقة؟ فقلت: اشتريتها لك لتقعد عليها وتتوسدها، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن أصحاب هذه الصور -أيضاً هنا اسم إشارة ينطبق على الصور غير المجسمة- يُعذبون يوم القيامة، فيقال لهم: أحيوا ما خلقتم، وقال: إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة) رواه البخاري و مسلم . فقصة النمرقة هذه تلتقي في الإفادة مع قصة الستارة، وهي أن الرسول عليه السلام حرَّم في القصتين تحريماً باتّاً التصوير غير المجسم -أي: غير الأصنام- والقصتان متفقتان على هذا، ولكن القصة الأولى -قصة الستارة- ليس فيها التصريح بأن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة موطوءة، فلا يوجد فيها هذا البيان؛ بل فيها الاحتمال الذي يتمسك به بعض الناس اليوم، أنه لما اتخذت السيدة عائشة الستارة وسادتين وعليهما الصور كانت هذه الصور واضحة وظاهرة. إذاً: لا نغتر ببعض كلمات نسمعها بعدما سمعنا هذا الحديث، فلا نغتر بمن يقول: لا بأس إذا كانت الصورة على وسادة، أو إذا كانت الصورة على سجادة؛ لأنها ممتهنة غير محترمة، لا، فهذا حديث يصرح أن هذه الصورة التي هي على النمرقة، ويمكن الاتكاء عليها -ويا ليتها بهذا الاتكاء- هي من جملة الصور التي تمنع دخول الملائكة. فالبيت المسلم لا يجوز أن يكون فيه صور ظاهرة -هذا أقل ما يُقال- مهما كانت هذه الصور، فيجب أن نحرص كل الحرص أن نُجنب إظهار الصور في بيوتنا؛ لأن هذا الظهور يمنعُ دخول الملائكة، ومعنى هذا خطير جداً؛ لأن العامة يقولون: (إذا حضرت الملائكة هربت الشياطين) فهذا شيء كأنه مستنبط من هذا الحديث، إذا كانت الملائكة لا تدخل البيت فمن يدخله إذن؟ إذا خلا الجو لهؤلاء الشياطين سارعوا إلى هذه البيوت، فالقضية متعاكسة تماماً، فإذا اتخذت الوسائل الشرعية لاستجلاب ملائكة الله عز وجل إلى دارك؛ فقد اتخذت سبباً قوياً جداً في إبعاد الشياطين عن بيتك، والعكس بالعكس تماماً؛ إذا تساهلت فخالفت الشرع واتخذت الأسباب لعدم دخول الملائكة إلى بيتك؛ فقد أفسحت المجال لدخول الشياطين إليه. هذه حقائق شرعية لا يمكن للإنسان أبداً أن يعرفها بمجرد عقله، ومن هنا نعرف أهمية الشريعة، وخاصة منها السنة التي تشرح لنا أموراً دقيقة تخفى حتى على المسلمين، إلا الذين يستنيرون بنور النبوة والرسالة.


الدليل الثالث: حديث ابن عباس: (من صور صورة فإن الله معذبه…)
الحديث الثالث يقول: وعن سعيد بن أبي الحسن قال: جاء رجل إلى ابن عباس رضي الله عنهما فقال: (إني رجل أصور هذه الصور فأفتني فيها. فقال له: ادن مني. فدنا، ثم قال له: ادن مني. فدنا، حتى وضع يده على رأسه، وقال: أنبئك بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: كل مصور في النار، يجعل له بكل صورة صورها نفساً فيعذبه في جهنم. قال ابن عباس : فإن كنت لا بد فاعلاً فاصنع الشجر وما لا نفس له) رواه البخاري و مسلم، وفي رواية للبخاري قال: كنت عند ابن عباس إذ جاءه رجل فقال: (يا ابن عباس ! إني رجل إنما معيشتي من صنعة يدي، وإني أصنع هذه التصاوير. فقال ابن عباس : لا أحدثك إلا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، سمعته يقول: من صور صورة فإن الله معذبه حتى ينفخ فيها الروح وليس بنافخ فيها أبداً. فربا الرجل ربوة شديدة، فقال: ويحك! إن أبيت إلا أن تصنع فعليك بهذا الشجر وكل شيء ليس فيه روح). يقول المصنف: ربا الإنسان: إذا انتفخ غيظاً أو كبراً، أي: إن ذاك الرجل لما سمع ما رواه ابن عباس من الوعيد الشديد بالنسبة لمن يصور تلك الصور، غضب غضباً شديداً، واغتاظ غيظاً كبيراً بسبب ما سمعه من الوعيد الشديد، فأوجد له ابن عباس مخرجاً ومتنفساً؛ لأنه كما سمعتم قال: إن معيشته من صنعه تلك التصاوير والتماثيل، فحينما بين له تحريم ذلك ربا تلك الربوة واغتاظ غيظاً شديداً، فقال له: إن كنت ولا بد صانعاً -أي: مصوراً- فصور الشجر وكل شيء لا روح ولا نفس فيه. ومن هذا الحديث أخذ العلماء التفريق بين تصوير الحيوانات وبين تصوير الجمادات، فحرموا القسم الأول وأباحوا القسم الآخر.

الدليل الرابع: حديث ابن مسعود: (إن أشد الناس عذاباً …)
الحديث الرابع: وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون) رواه البخاري و مسلم .


الدليل الخامس: حديث أبي هريرة: (قال الله تعالى: ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي…)

الخامس: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (قال الله تعالى: ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي، فليخلقوا ذرة، وليخلقوا حبة، وليخلقوا شعيرة) رواه البخاري ومسلم.

الدليل السادس: حديث علي: (ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله؟…)
وعن حيان بن حصين قال: قال لي علي رضي الله عنه: (ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ ألا تدع صورة إلا طمستها، ولا قبراً مشرفاً إلى سويته) رواه مسلم، وأبو داود، والترمذي .

الدليل السابع: حديث أبي طلحة: (لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب ولا صورة…)
الحديث السابع: عن أبي طلحة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب ولا صورة) رواه البخاري، و مسلم، و الترمذي، و النسائي، و ابن ماجة . وفي رواية لمسلم : (لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب ولا تماثيل) والفرق بين رواية مسلم ورواية الشيخين هو في لفظ: (صورة وتماثيل) وقد ذكرنا -كما مر- ما نستطيع أن نفهم به أن الخلاف بين الروايتين؛ بين رواية (صورة) ورواية (تماثيل) إنما هو خلاف لفظي؛ لأن كل صورة لغة هي تمثال، وكل تمثال هو صورة، بخلاف ما هو شائع اليوم في العرف الحاضر من أن التمثال خاص بالصور المجسمة، فهكذا جرى العرف في تخصيص التمثال في الصورة المجسمة، أما في اللغة فلا فرق بين التمثال وبين الصورة، فسواء كانت الصورة مجسمة أو غير مجسمة فهي صورة وهي تمثال، ولا فرق بين اللفظين مطلقاً، فرواية الشيخين : (لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب أو صورة) لا تختلف عن رواية مسلم التي فيها: (كلب أو تماثيل).


الدليل الثامن: حديث ابن عمر: (واعد رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل …)
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (واعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جبريل عليه الصلاة والسلام أن يأتيه، فراث عليه -أي: تأخر عنه- حتى اشتد على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فخرج فلقيه جبريل فشكا إليه فقال: إنّا لا ندخل بيتاً فيه كلب ولا صورة) رواه البخاري . (راث): بالتاء المثلثة غير مهموز -أي: ليس رأث، وإنما راث- أي: أبطأ. وفي هذا الحديث فائدة مهمة، وهي سبب قول الرسول عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث: (لا تدخل الملائكة بيتاً فيه صورة أو كلب) قال ذلك تلقياً عن جبريل، بمناسبة أنه كان على موعد مع الرسول عليه الصلاة والسلام، فراث عنه -أي: تأخر وأبطأ عنه- وفي بعض الروايات: أن الرسول عليه السلام ظهر على وجهه الكرب والحزن والاضطراب، فسأله بعض نسائه فقال: (إن جبريل واعدني) أي: تأخر عنه، ثم سرعان ما ظهر جبريل خارج البيت -خارج الحجرة- فسارع الرسول عليه الصلاة والسلام إليه، فقال له جبريل عليه الصلاة والسلام: (إنا معشر الملائكة لا ندخل بيتاً فيه كلب أو صورة) . والصورة التي كانت في البيت لم تكن صنماً، وبالمعنى الاصطلاحي اليوم تمثالاً، وإنما كانت صورة على ستارة كما سيأتي في بعض الروايات، ففي ذلك دليل واضح على دلالة حديث عائشة السابق، أن التحذير من تصوير الصور، وبيان -كما في هذا الحديث- أن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة، إنما يعني في هذا الحديث وفي ذاك الصورة التي لا ظل لها، أي الصورة مصورة على الثياب والورق، فلا يقصد بها كما يتوهم بعض العصريين تبعاً لبعض المتقدمين، ممن لم يحيطوا بالأحاديث الواردة في الباب -أي السابقين- أما المعاصرين اليوم فهم يعلمون مثل هذه الأحاديث، ولكنهم يدورون حولها ويحتالون عليها بشتى الحيل والتآويل، كما سيأتي ذكر بعض ذلك. فإذاً: هذه الصورة التي تمنع دخول الملائكة هي صورة ليس لها ظل وليست مجسمة، وإنما هي مصورة على الستارة، وكذلك في حديث عائشة السابق: (إن الذين يصورون هذه الصور يعذبون يوم القيامة، ويقال لهم: أحيوا ما خلقتم) أو كما قال عليه الصلاة والسلام، وأشار إلى الصورة التي كانت على الستارة. ولم يأت معنا في كل هذه الأحاديث حديث ولو واحد، فيه التصريح بأن هذا الوعيد الذي أوعد به الرسول عليه السلام المصورين، والذين يقتنون هذه الصور، إنما هي الصور المجسمة، وإنما هناك حديث علي رضي الله عنه حيث قال: (ألا تدع صورة إلا طمستها) ومع ذلك فهذا كسوابقه من الأحاديث ليس صريحاً؛ لأن هذه الصور هي مجسمة، بل لعل لفظة: (طمستها) فيها إشارة إلى أن الصورة ليست مجسمة؛ لأن الطمس في الصور التي كتبت أو صورت بالدهان أو بالتطريز -مثلاً- إذا طمست بشيء من الألوان أو الخيوط -مثلاً- أقرب من تفسير الصنم إذا كان مجسماً، ففي هذا كله عبرة في انحراف الذين يحملون هذه الصور التي جاءت هذه الأحاديث بالنهي عنها على الصور المجسمة، ولم يأت ذكر التجسيم أو معناه في شيء من هذه الأحاديث. الحديث التاسع حديث ضعيف.

الدليل التاسع: حديث أبي هريرة: (أتاني جبريل …)
والحديث الذي بعده وهو العاشر حديث صحيح، وفيه تفصيل للحديث السابق -حديث جبريل- وهو من رواية أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أتاني جبريل عليه السلام فقال لي: أتيتك البارحة فلم يمنعني أن أكون دخلت إلا أنه كان على الباب تماثيل، وكان في البيت قرام ستر فيه تماثيل) لاحظوا التعبير، قال جبريل: (فلم يمنعني أن أكون دخلت إلا أنه كان على الباب تماثيل) فيتبادر إلى أذهان الناس اليوم من لفظة (تماثيل) أنه يعني الأصنام، وليس كذلك؛ بدليل قوله فيما بعد: (وكان في البيت قرام ستر فيه تماثيل) فالستر الذي فيه تماثيل لا يعني بها الأصنام، وإنما المقصود هو قوائم تلك الصور التي على الباب، أو الصور التي على الستارة. (وكان في البيت كلب) هذا من تمام كلام جبريل، يقوله للرسول عليه الصلاة والسلام مبيناً سبب تأخره عن المجيء في الوعد الذي كان قد ضربه للرسول عليه الصلاة والسلام، فيقول جبريل صلوات الله وسلامه عليه: (وكان في البيت كلب، فمر برأس التمثال الذي في البيت فليقطع فيصير كهيئة الشجرة، ومر بالستر فليقطع فيجعل منه وسادتين منبوذتين يوطآن، ومر بالكلب فليخرج) رواه أبو داود، والترمذي و النسائي و ابن حبان في صحيحه، وقال الترمذي : حديث حسن صحيح. وتأتي أحاديث من هذا النوع في اقتناء الكلب إن شاء الله تعالى، أي: في باب أو فصل الترغيب من اقتناء الكلب، تأتي أحاديث فيها -أيضاً- النهي عن التصوير.

الدليل العاشر: حديث أبي هريرة: (يخرج عنق من النار …)
الحديث الحادي عشر وهو الأخير في هذا الفصل: عن أبي هريرة -أيضاً- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يخرج عنق من النار يوم القيامة، له عينان يبصر بهما، وأذنان يسمعان، ولسان ينطق به، يقول: إني وكلت بثلاثة: بمن جعل مع الله إلهاً آخر، وبكل جبار عنيد، وبالمصورين) هذا العنق عبارة عن لهب من النار يخرج من النار -جانب منها- فيه عينان يبصر بهما، وأذنان يسمع بهما، ولسان ينطق به، يقول: إني وكلت بثلاثة -أي: بتعذيبهم وحرقهم-: بمن جعل مع الله إلهاً آخر، وبكل جبار عنيد، وبالمصورين، رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح غريب ويفسر غريب الحديث فيقول: (عنق) بضم العين والنون، أي: طائفة وجانب من النار. هذا الحديث الأخير فيه غرابة من حيث ما تضمن من خبر من أخبار الغيب التي يجب الإيمان بها، وهو أن الله عز وجل بقدرته يخرج من نار جهنم طرفاً منها يتمثل في صورة رأس له عينان، وأذنان، ولسان ينطق به، فيتكلم ويقول بأنه وكل بتعذيب ثلاثة: بمن اتخذ مع الله إلهاً آخر، وبكل متكبر جبار عنيد، وبالمصورين. هذا الحديث هو الحديث الحادي عشر من أحاديث الباب، وقد قرأتها عليكم كلها إلا الحديث التاسع ففي سنده ضعف، وتلك الأحاديث التي قرأناها تغني في الباب عن الحديث الضعيف.



خلاصة حكم التصوير
إن لفظ التصوير والمصورين لفظة مطلقة، فهي من حيث إطلاقها تشمل الصور المجسمة وغير المجسمة، ومن حيث النظر إلى سبب ورود بعضها يدل على أن الرسول عليه السلام إنما قالها بمناسبة الصور غير المجسمة؛ ولذلك فالذي يحمل هذه الأحاديث على الصور المجسمة والتي لها ظل، ولا يُدخل فيها الصور المصورة على الثياب والستائر والجدران والورق اليوم، فإنما هو أحد رجلين: الأول: إما أنه لم يطلع على هذه الأحاديث، وما فيها من بيان أن الرسول عليه السلام قصد بها مباشرة الصور التي لا ظل لها، وهذا النوع إنما يتصور بالنسبة لبعض العلماء المتقدمين الذين لم يكونوا في زمن قد جمعت فيه السنة. الثاني: هم الذين اطلعوا على هذه الأحاديث بعد تذليلها وتيسير الاطلاع عليها، وهم المعاصرون اليوم، فإنما هم يتأولون هذه الأحاديث بتآويل باطلة، يدل على بطلان هذه التآويل أمران اثنان معاً: الأمر الأول: عموم وإطلاق الأحاديث، كما سمعتم في بعضها: (كل مصور في النار) فالذي يقول: ليس كل مصور في النار، وإنما المقصود بالمصورين هنا الذين ينحتون الأصنام، فنقول له: ما هو دليل التخصيص؟ مع أننا ذكرنا الأحاديث السابقة كلها، وبينا أن جميعها تدل على تحريم الصور التي ليس لها ظل، فكيف تخصص هذا اللفظ العام مع عدم وجود المُخَصِص؟ الأمر الثاني: وهو واضح كما ذكرنا؛ فقد كررنا أن الرسول عليه السلام ذكر هذه الأحاديث التي سمعتموها في الباب بالنسبة للصور التي صورت على الستائر ولم تنحت نحتاً من الحجارة، كما كان عليه الكفار في زمن الجاهلية. فتأويل هذه الأحاديث على أن المقصود بها إنما هي الصور المجسمة رد لها الأحاديث، فنخشى أن يَدخل من يتأولها بهذا التأويل الباطل بعد أن يتبين له هذا البطلان في عموم قول الله تبارك وتعالى في القرآن: تعليميةوَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً تعليمية[النساء:115] فإذا كان الرسول يقول: (كل مصور في النار) .. (من صور صورة كلف أن ينفخ فيها الروح يوم القيامة وليس بنافخ) ونحوه، بمناسبة الصور التي لا ظل لها، فكيف يقول المسلم الذي يؤمن بالله ورسوله أن الصور المحرمة في هذه الأحاديث إنما هي التي لها ظل، أي: الصور المجسمة؟ إذاً: نقطع بأن الصور المحرمة هي على العموم والشمول، وهي تشمل ما لها ظل وما لا ظل لها، وتشمل المجسمة وغير المجسمة…….
الاحتيال على أحكام الله وشريعته
ومن الانحرافات: الاحتيال على أحكام الله عز وجل في شريعته..فبعد الرد بمثل هذه النصوص التي تدل على أن الصور المحرمة هي -أيضاً- الصور غير المجسمة، مع ذلك فقد احتال بعض الكُتّاب في العصر الحاضر حيلة أظن أنه سبق بها اليهود، أقولها صريحة وستقولونها معي حينما تسمعون ماذا صنع وماذا فعل. جاء في حديث أبي هريرة الذي فصل لنا امتناع جبريل عليه السلام من الدخول إلى بيت الرسول، مع أنه كان على وعد معه، فذكر له أن هناك تماثيل -أي: صوراً- على الباب وعلى الستارة، فأمر بتغيير الصور التي على الستارة حتى تصير كهيئة الشجرة، ومعنى ذلك: أن هذه الستارة كانت مطرزة وفيها تماثيل -أي: صور- الخيل ذوات الأجنحة -كما في بعض الروايات- فحينما أمر جبريل عليه الصلاة والسلام بتغيير هذه الصورة حتى تصير كهيئة الشجرة، معنى ذلك إضافة خيوط جديدة على هذه الصورة، حتى يقضى على معالم الصورة السابقة وتظهر أنها تمثل صورة شجرة، فأخذ العلماء من هذا الحديث: أن الصورة إذا غيرت خرجت عن التحريم وصارت مباحة، ولكن -مع الأسف الشديد- لم يقفوا عند هذا التغيير الذي حدده جبريل للرسول عليهما الصلاة والسلام، أي: لم يقفوا عند هذا التغيير الكلي الذي به تنطمس معالم الصورة السابقة، وتظهر بعد ذلك صورة أخرى كهيئة الشجرة المباحة، لم يقفوا عند هذا التغيير الشامل، فقالوا مثلاً: لو أردت تغيير الصورة -صورة على الورق مثلاً- فخط خطاً على العنق، زعموا بأن هذه الصورة تغيرت هيئتها، لماذا؟ وزعموا أن الرأس أصبح منفصلاً عن الجسد، ولا يعيش الإنسان بهذه الصورة.. إذاً: هذه الصورة تغيرت فصارت مباحة! وتسلسل تغيير التغيير -إذا صح هذا التعبير- تغيير المطلق الشامل الذي ذكره الرسول عليه السلام عن جبريل، فضيقوا دائرته فقالوا -كما سمعتم في التغيير الأول-: أنه إذا خُط خط على العنق وبقيت الصورة كما هي فهي صورة جائزة؛ لأنها تغيرت، فهذا تغيير رقم (1) للتغيير الكلي الذي أمر به جبريل عليه السلام في الحديث السابق. ثم هذا التغيير لم يقنعوا به، فانتقلوا إلى مرحلة أخرى، فقالوا: إذا كانت الصورة نصفية -وهذا بلاء عم وطم- فهذه الصورة جائزة؛ لأن الإنسان لا يعيش بنصفه؛ فلابد أن يكون معه الأرجل والبطن وبقية أجزاء الجسد، فهذه الصورة مغيرة، ونحن نعلم جميعاً أن العبرة في كل شيء وبخاصة في الإنسان إنما هو رأسه، فإذا بقي الرأس وذهبت الرجلان -مثلاً- فلن يقضى على الصورة وعلى أثرها في المجتمع الذي يخشاه الشارع الحكيم ولو في المستقبل البعيد، ومن أجل ذلك فسبب من أسباب حكمة تحريم الصور: حتى لا تُعبد من دون الله عز وجل ولو في المستقبل البعيد. هذا التغيير رقم (2). جاء الكاتب المشار إليه -وهو من علماء الأزهر- فجاء بتغيير فيه العجب العجاب؛ وهو الذي عنيته بقولي: سبق في هذا الاحتيال اليهود؛ فكتب مقالاً منذ القديم حينما كانت تظهر مجلة الأزهر تحت عنوان نور الإسلام، فكتب فيها مقالاً ذكر المذاهب حول الصورة المحرمة، وهما مذهبان: المذهب الأول: مذهب تحريم الصور عامة، بدلالة الأحاديث السابقة. المذهب الثاني: ويروى عن الإمام مالك، أن الصور المحرمة إنما هي المجسمة. فهذا الرجل الكاتب المشار إليه دون أن يلتفت إلى هذه الأحاديث وأن يتفقه فيها، تبنى منهج الإمام مالك، وهو مخالف بلا شك لهذه الأحاديث، فهذا المذهب الذي يقول: الصور المجسمة هي فقط المحرمة، تبنى هذا المذهب ذلك الكاتب لغاية في نفسه، ثم توصل من بعد هذه الخطوة الأولى التي انحرف فيها عن الأحاديث السابقة، إلى خطوة أخرى قصيرة جداً قضى بها على كل المذاهب حتى على مذهب الإمام مالك ؛ لقد لفق من مذهب الإمام مالك الذي يُحرم -أيضاً- الصور المجسمة مع جماهير العلماء، ومن قال من العلماء: بأن الصورة إذا تغيرت هيئتها كانت حلالاً، لفق من مجموع القولين المسألة الآتية فقال: بناءً على ذلك؛ إذا نحت الفنان -هكذا يقول- صنماً؛ فلِكي يتخلص من التحريم حفر حفيرة في أم رأسه حتى يصل إلى الدماغ، وهو في هذه الحالة -أي: هذا الصنم- يمثل إنساناً لا يعيش؛ لأنه لا يمكن أن يعيش الإنسان وفيه حفرة تصل إلى دماغه، قال: لكن هذا عيب في الصنم -في التمثال- من الناحية الفنية- فهو يعلم الفنانين ما شاء الله! فيقول: يضع شعراً مستعاراً على رأس الصنم، فيظهر الصنم من الناحية الفنية في أتم صورة وأجمل هيئة، وبذلك يتخلص هذا الممثل النحات من أن يخالف أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام. فهل علمتم في اليهود من احتال على حرمات الله كمثل هذا الرجل الأزهري؟! هذا مصداق قول الرسول عليه الصلاة والسلام: (لتتبعن سنن من قبلكم شبراً بشبر، وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه) هذا احتيال مما أصيب به بعض العلماء في العصر الحاضر، ولا شك أن الذين يقرءون مقال ذلك الكاتب، وهم من جماهير الناس ممن لا يعلمون هذه الأحاديث وليسوا بفقهاء؛ يتورطون ببيانه، وينطلقون في النحت والتصوير، ويحتالون على ذلك بمثل تلك الحيلة التي تعلمها تلميذ بل شيخ إبليس، هذا تحريفه…….

التفريق بين الصور اليدوية الفوتوغرافية حيلة على شرع الله ومن هذا النوع، وهو بلاء أكبر، وإن كان دون السابق في الاحتيال التفريق بين الصور اليدوية والصور الفوتوغرافية، أو التفريق بين الصور التي تصور بالقلم أو الريشة، وبين الصور التي تصور بالآلة المصورة.. هذا التفريق قلَّ ما ينجو منه عالم في العصر الحاضر؛ وذلك لعموم ابتلاء الناس بهذه الآلة وصورها؛ فيقول: هؤلاء الذين يفرقون بين الآلة المصورة فيجيزون التصوير بها، وبين التصوير بالقلم أو بالريشة، يقولون -وعجيب ما يقولون!-: إن هذه الآلة -أولاً- لم تكن في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، فمتعاطيها والمصور بها لا يدخل في عموم الأحاديث السابقة، ومنها: قوله عليه الصلاة والسلام: (كل مصور في النار) إذاً: هذا المصور بالآلة لا يدخل في عموم الحديث، لماذا؟ قالوا: -زعموا- لأن الآلة ولأن المصور بها لم يكن في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام. ولا يكاد ينقضي عجبي من مثل هذا الكلام وهو يصدر من علماء، المفروض أنهم يتذكرون دائماً وأبداً أن ما يقوله الرسول عليه الصلاة والسلام من الأحاديث ليست من عنده اجتهاداً برأيه، وإنما هو كما قال ربنا تبارك وتعالى: تعليميةوَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى تعليمية[النجم:3-4] فحينما قال الرسول عليه السلام: (كل مصور في النار) يجب أن يستحضر المسلمون عامة فضلاً عن العلماء خاصة، يجب أن يستحضروا أن هذا الكلام ليس من عنده: (كل مصور في النار) وإنما تلقاه من وحي السماء من ربه تبارك وتعالى ثم صاغه بلفظه، أما المعنى فهو من عند الله عز وجل، فكأن الله هو الذي يقول: (كل مصور في النار)، لأن الرسول لا يشرع للناس من عند نفسه.

مخاضرة مفرغة للشيح الالباني رحمه الله
وهاته المادة الصوتية للمحاضرة




التصنيفات
الفقه واصوله

متن في الفقه المالكي ||||

تعليمية تعليمية

متن في الفقه المالكي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أرجوا أن تدلوني على شروح مسموعة لكتب الفقه المالكية. وبارك الله فيكم.

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




التصنيفات
الفقه واصوله

ضع يدك على فخذك قبل أن تسلم في الصلاة ولا تشير بمسبحتك بعد التشاهد . ||- الفقه واصوله

تعليمية تعليمية

ضع يدك على فخذك قبل أن تسلم في الصلاة ولا تشير بمسبحتك بعد التشاهد .

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين
أما بعد:لا يخفى على إخواننا أهل السنة أن الأصل في العبادات أنها توقيفية ولا يجوز لنا أن نأتي فيها بحركات وأذكار لم تثبت في كتاب ربنا ولا سنة نبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم ،وإنه مما لفت انتباهي في صلاة كثير من إخواننا أهل السنة ،الإشارة بالمُسبحة بعد التسليم من الصلاة وبعضهم يبقيها منصوبة إلى التسليمة الثانية ،وإني تعمدت أن أسأل كثيراً منهم عن فعلهم هذا وما دليله عليه من الكتاب أو من السنة فما كان منهم إلا أنهم يقولون الله أعلم، فأحببت أن أنقل هذه الفائدة من شرح العلامة المحدث عبد المحسن العباد على الحديث التالي المخرج عند أبي داود:

قال الإمام أبو داود -رحمه الله – حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا يحيى بن زكريا ووكيع عن مسعر عن عبيد الله بن القبطية عن جابر بن سمرة رضي الله عنهما أنه قال: (كنا إذا صلينا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم أحدنا أشار بيده من عن يمينه ومن عن يساره، فلما صلى قال: ما بال أحدكم يرمي بيده كأنها أذناب خيل شمس، إنما يكفي أحدكم، أو ألا يكفي أحدكم أن يقول هكذا، وأشار بإصبعه، يسلم على أخيه من عن يمينه ومن عن شماله) ].

قال العلامة المحدث عبد المحسن العباد -حفظه الله -أورد أبو داود حديث جابر بن سمرة رضي الله عنهما الذي فيه أنهم كانوا يشيرون بأيديهم إلى جهة اليمين والشمال تكون الأيدي على الفخدين وإذا سلم السلام عليكم ورحمة الله،السلام عليكم ورحمة الله يعني يشير بيده من جهة اليمين ومن جهة الشمال ، فالنبي صلى الله عليه وسلم: [ قال (ما بال أحدكم يرمي بيده كأنها أذناب خيل شمس؟!) ] والمقصود الخيل التي فيها نفار، فإنك تجد ذيلها يضطرب مثل تحريك اليد عندما كانوا يسلمون. قوله: [ (إنما يكفي أحدكم، أو ألا يكفي أحدكم أن يقول هكذا وأشار بإصبعه، يسلم على أخيه من عن يمينه ومن عن شماله) ]. هذه إشارة إلى الهيئة التي تكون في التشهد، وأن الإنسان يضع يديه على فخذيه، وأنه يشير عند الدعاء ثم يسلم بدون إشارة، وذكر الإصبع هنا ليس المقصود أنه يشير بالاصبع؛ لأن الإشارة بالإصبع مثل الإشارة باليد، وإنما المقصود هنا الإشارة في التشهد. ثم قال: يسلم عن يمينه وعن شماله،يعني: بعدما ينتهي من الذكر والدعاء الذي يكون في التشهد يسلم على أخيه عن يمينه وعن شماله، وليس المقصود أنه يشير بإصبعه أو يسلم بإصبعه؛ لأن الإشارة بالإصبع مثل الإشارة باليد منهي عنها ولا إشارة في السلام يعني بالنسبة عندما يريد أن يخرج من الصلاة، وإنما تبقى اليد على ما هي عليه والانسان يسلم عن يمينه وعن شماله ولهذا الرواية الأخرى التي بعدها توضحها ، وأن المقصود أنه يضع يديه على فخذيه ولا يحركهما بالسلام ،وإنما عندما ينتهي من الصلاة يسلم عن يمينه وعن شماله

قوله: [ (يسلم على أخيه) ]. معناه: أن الإنسان يسلم على من عن يمينه ومن عن شماله، فإذا قال: السلام عليكم ورحمة الله، عن يمينه وعن شماله فإنه يدعو لمن كان على يمنيه ومن كان على شماله. وبالنسبة للنافلة قد لا يكون أحد عن يمينه وعن شماله، لكن ذكروا أن الملائكة تكون عن يمينه وشماله.1

1-شرحه على سنن أبي داود رحمه الله شريط رقم/(82).

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية