التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

إستقبال شهر رمضان و فضائله وفضائل الصوم

إستقبال شهر رمضان و فضائله وفضائل الصوم .

لا شك أن من نعمة الله على عباده أن منَّ عليهم بهذا الشهر العظيم، الذي جعله موسماً للخيرات، ومغتنماً لاكتساب الأعمال الصالحات، وفيه يضعف الثواب وتفتح أبواب الخير فيه لكل راغب، شهر الخيرات والبركات، شهر المنح والهبات، شهر الصيام والقيام .
ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشـِّر أصحابه بمقدوم هذا الشهر المبارك ويحثهم على الاجتهاد بالأعمال الصالحة ، والاكثار من الطاعات وإغتنام أوقاتِ نهاره بالذكر والتسبيح وتلاوة القرأن ، ولياليه بالقيام نوافل من صلواتٍ وصدقات ، وبذل معروفٍ وإحسان ، وصبرٍ على طاعة الله ، وعمارة نهاره بالصيام وليله بالقيام ، وشَغْلِ أوقاته المباركة بالذكر والشكر والتسبيح والتهليل وتلاوة القرآن .

روى النسائي في سننه عن ابي هريرة رضي الله عنه أن رس ل الله صلى الله عليه وسلم قال: (
أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه تفتح فيه أبواب السماء وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم). (1) راه النسائي في كتاب الصيام باب فضل شهر رمضان صحيح الجامع رقم 55
ومن هذا الحديث يتبين لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينبه أصحابه بقدوم هذا الشهر وأنه شهر مبارك تفتح فيه أبواب السماء وتغلق أبواب الجحيم وغل فيه المردة من الشياطين كما بين لهم صلواة الله عليه أن فيه ليلة هي خير من ألف شهر من حرم خيرها حرم خيرا كثيرا وذلك لغفلته وبعده عن طاعة الله عز وجل وإتباعه لشهواته وملذات الدنيا

لذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي أصحابه بالضفر في هذا الشهر المبارك وأن يستقبلوه وهم عازمون على تجديد توبتهم بالتقرب إلى الله عز وجل بمختلف الطاعات التي بها ينالون الخير الذي عنده سبحانه وتعالى

ولعضمة هذا الشهر
فإن الله سبحانه وتعالى اختص شهر رمضان من بين الشهور بفضائل عديدة، وميزه بميزات كثيرة .
إنزال القرآن الكريم :

قال تعالى: {
شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر} [البقرة 185].
ففي هذه الآية الكريمة ذكر الله لشهر رمضان ميزة عضيمة وهي : إنزال القرآن فيه، لأجل هداية الناس من الظلمات إلى النور وتبصيرهم بالحق من الباطل بهذا الكتاب العظيم، المتضمن لما فيه صلاح البشرية وفلاحها، وسعادتها في الدنيا والآخرة.

تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار:

ومن فضائل هذا الشهر ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة كما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (
إذا جاء رمضان فُتحت أبواب الجنة وغُلّقت أبواب النار وصُفدت الشياطين) [أخرجه البخاري 1898، 1899، ومسلم 1079].
فدل هذا الحديث على مزايا عظيمة لهذا الشهر المبارك:

الأولى
: أنه تفتح فيه أبواب الجنة، وذلك لكثرة الأعمال الصالحة التي تشرع فيه، والتي تسبب دخول الجنة، كما قال تعالى: (ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون) [النحل 32].
الثانية
: إغلاق أبواب النار في هذا الشهر، وذلك لقلة المعاصي التي تسبب دخولها، كما قال تعالى: ( فأما من طغى * وآثر الحياة الدنيا * فإن الجحيم هي المأوى) [النازعات 37 ـ 39 ] وقال تعالى: (ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا) [الجن: 23].
الثالثة
: أنه تصفد فيه الشياطين، أي تغل وتوثق، فلا تستطيع إغواء المسلمين وإغراءهم بالمعاصي، وصرفهم عن العمل الصالح، كما كانت تفعل في غير هذا الشهر، ومنعها في هذا الشهر المبارك من مزاولة هذا العمل الخبيث إنما هو رحمة بالمسلمين لتتاح لهم الفرصة لفعل الخيرات وتكفير السيئات.
العتق من النار:

روى ابن ماجة في سننه قال: حدثنا أبو كريب ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (
إن لله عند كل فطر عتقاء وذلك في كل ليلة ) أي عند فطر الصائمون

فضائل الصيام

مضاعفة أجر الصائم:
وعنه كذلك
رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه ) متفق عليه .
وفي رواية لمسلم: (كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال الله تعالى: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع شهوته وطعامه من أجلي للصائم فرحتان فرحة عند فطره فرحة عند لقاء ربه ولخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك) .

ومن هذا الحديث أن كل الاعمال الى العبد إلا الصيام فإنه لله عز وجل وهو يجزي عليه وكما جاء في الحديث ان الحسنة بعشرة أمثالها غلى سبعمائة ضعف إلا الصوم فلا يعلم أجره إلا الله وكما قال تعالى : (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ ) [الزمر : 10]

وكذلك خلوف فم الصائم أطيب من ريح المسك عند الله ، تلك الرائحة والغازات التي تنبعث من المعدة بعد خلوها من الطعام ، هي أطيب من ريح المسك عند الله تعالى لأنها في طاعة الله

ومن هذا الحديث كذلك أن للصائم فرحتين الفرحة الأولى عند فطره إذا أفطر فرح بفطره ، فرح بفطره من وجهين :

الوجه الأول:
أنه أدى فريضة من فرائض الله وأنعم الله بها عليه وكم من إنسان في المقابر يتمنى أن يصوم يوما واحدا فلا يكون له وهذا قد من الله عليه بالصوم فصام فهذه نعمة فكم من إنسان شرع في الصوم ولم يتمه فإذا أفطر فرح لأنه أدى فريضة من فرائض الله
الوجه الثاني:
ويفرح أيضا فرحا آخر وهو أن الله أحل له ما يوافق طبيعته من المآكل والمشارب والمناكح بعد أن كان ممنوعا منها .
وفرحة عند لقاء وهي كما قال الامام الملا علي القاري في شرح مشكاة المصابيح ربه أي بنيل الجزاء أو حصول الثناء أو الفوز باللقاء

تكفير الذنوب:
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه . ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه . ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) .(متفق عليه)

قال ابن حجر في فتح الباري (والمراد بالإيمان الاعتقاد بحق فرضية صومه، وبالاحتساب طلب الثواب من الله تعالى. وقال الخطابي: احتسابا أي عزيمة، وهو أن يصومه على معنى الرغبة في ثوابه طيبة نفسه بذلك غير مستثقل لصيامه ولا مستطيل لأيامه
) أه .فمن صام هذا الشهر وهوموقن بفرضيته غير مستثقل له كان سببا في تكفير ذنوبه.
وقاية من النار:

وروي عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( الصيام جنة وحصن حصين من النار ) رواه أحمد بإسناد حسن والبيهقي وحسنه الالباني رحمه الله

حصن حصين أي مانع قوي يقي الصائم من النار ويبعده عنها

قبول الدعاء :
روى الترمذي في جامعه عن ابي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( ثلاثة لا ترد دعوتهم الأمام العادل والصائم حين يفطر ودعوة المظلوم يرفعها فوق الغمام وتفتح لها أبواب السماء )

الصيام شفعاعة للعبد يوم القيامة:

عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( الصيام والقرآن يشفعان للعبد يقول الصيام أي رب إني منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان) . رواه البيهقي في شعب الإيمان وصححه الالباني رحمه الله .




جزاكم الله خير

للرفع بمناسبة قدوم شهر رمضان 2022

اعاده الله علينا بالاجر والثواب




التصنيفات
الفقه واصوله

جمع النيات في الصوم


السؤال: تقول هل يجوز لمن عليها قضاء أيام من رمضان أن تصوم تطوعاً قبل أن تقضي وهل يجوز الجمع بين نيتي القضاء والتطوع مثل أن تصوم يوم عرفة قضاء عن يوم من رمضان وتطوعاً لفضله؟

الجواب:
الشيخ: صيام التطوع قبل قضاء رمضان إن كان بشيء تابع لرمضان كصيام ستة أيام من شوال فإن ذلك لا يجزئها وقد كثر السؤال في أيام شوال عن تقديم صوم ستة أيام من شوال من أجل إدراك الشهر قبل القضاء ومعلوم أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال (من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال كأنما صام الدهر) فقال من صام رمضان ثم أتبعه ومن عليه قضاء من رمضان لم يكن قد صام رمضان وعلى هذا فصيام ستة أيام من شوال قبل قضاء رمضان لا يتبع الصيام ست من شوال لأنه لابد أن تكون هذه الأيام تابعة للشهر وبعد تمامه أما إذا كان التطوع بغير الأيام الستة أي بعدد صيام الأيام الستة من شوال فإن للعلماء كذلك قولين فمنهم من يرى أنه لا يجوز أن يتطوع من عليه قضاء رمضان بصوم نظراً لأن الواجب أهم فيبدأ به ومنهم من قال أنه يجوز عن التطوع لأن قضاء الصوم موسع إلى أن يبقى من شعبان بقدر ما عليه وإذا كان الواجب موسعاً فإن النفل قبله أي قبل فعله جائز كما لو تطوع بنفل قبل صلاة الفريضة مع سعت وقتها وعلى كل حال يعني حتى مع هذا الخلاف فإن البداية بالواجب هي الحكمة ولأن الواجب أهم ولأن الإنسان قد يموت قبل قضاء الواجب فحينئذٍ يكون مشغول به بهذا الواجب الذي أخره وأما إذا أراد أن يصوم هذا الواجب حين يشرع صومه من الأيام كصيام عشرة ذي الحجة وصيام عرفة وصوم عاشوراء أداء للواجب فإننا نرجو أن يثبت له أجر الواجب والنفل لعموم قول الرسول عليه الصلاة والسلام لما سئل عن صوم يوم عرفة قال (احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده) فأرجو أن يحقق الله له الأجرين أجر الواجب وأجر التطوع وإن كان الأفضل أن يجعل للواجب يوماً وللتطوع يوم آخر.

فتاوى نور على الدرب لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

هل يجوز صيام عشر ذي الحجة بنية القضاء
حدث أن صمت في العشرة الأيام الأولى من شهر ذي الحجة تطوعاً، وأنا علي دينٌ من أيام رمضان، فهل يجوز قضاء أيام شهر رمضان في الأيام الأولى من شهر ذي الحجة؟

نعم الواجب من عليه دين أن يبدأ به قبل التطوع في شهر ذي الحجة وفي غيره وهكذا ست من شوال لا يصومها مع القضاء، يقدم القضاء.

فتاوى نور على الدرب لفضيلة الشيخ ابن باز رحمه الله

السؤال الثاني من الفتوى رقم (11663)
س2: صيام ستة أيام من شوال يعتبر تطوعاً فإذا صامت المرأة ستة أيام من شوال فهل يكفي هذا أو يجزء عن صيام ما أفطرته في رمضان، أم عليها أن تصوم 12 يوماً منه قضاء ومنه تطوعاً وجزاكم الله خيراً؟
ج2: لا يكفي من عليه قضاء من شهر رمضان أن يصوم ستاً من شهر شوال عن القضاء تطوعاً بل يجب أن يصوم ما عليه من القضاء ثم يصوم ستة أيام من شوال إذا رغب في ذلك قبل انسلاخ الشهر.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبدالله بن غديان، عبدالرزاق عفيفي،، عبدالعزيز بن عبدالله بن باز




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




بارك الله فيك على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

العبرة في شهر الصوم

العبرة في شهر الصوم

بقلم الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد حفظه الله
محاضرة ألقيت في مدرسة طيبة الثانوية ليلة الاثنين الموافق 16 شوال عام 1390 هـ

الدنيا دار ابتلاء وامتحان:

خلق الله عباده ليعبدوه وحده لا شريك له، وقال في كتابه العزيز: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ}، وأرسل رسله الكرام ليرسموا لهم طريق العبادة، وقال: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}.. وجعل حياتهم الدنيوية موطناً لابتلائهم وامتحانهم أيهم أحسن عملاً، وقال: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً}, ثم قال: {وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} مبيناً أن هؤلاء الممتحنين منهم من يحسن في عمله فيجازى بما يقتضيه اسمه الغفور ومنهم من يسيء فيكون مستحقاً للعقوبة بما يقتضيه اسمه العزيز, وذلك كقوله تعالى: {نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ, وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمُ}.

موسم من مواسم الآخرة:

وكما فضل الله بعض البشر على بعض وبعض الأماكن على بعض فضل بعض الزمان على بعض، ومن ذلك تفضيل شهر رمضان المبارك وتمييزه على غيره واختياره ليكون محلاً لإيجاب الصوم على الناس {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ}.. فلقد فضل الله هذا الشهر وجعله موسماً من مواسم الآخرة يتنافس فيه عباده المتنافسون ويتسابق فيه لتحصيل الفوز والزلفى عند الله المتسابقون، يتقربون فيه إلى ربهم بصيام النهار وقيام الليل وتلاوة كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل منبين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، ويتقربون إلى الله بهذا وغيره من الطاعة مع الحذر والبعد عن المعصية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور.

زيادة في الخير:

ولما فرض الله على العباد صيام شهر رمضان رغبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد انتهائه بصيام ست من شوال ليعظم لهم الأجر وليكونوا كمن صام الدهر، فعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر). قال الحافظ المنذري: "رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة والطبراني وزاد وقال: "قلت: بكل يوم عشرة، قال: نعم"، ورواته رواة الصحيح". انتهى.
وذلك أن السنة أقصى حد لها ثلاثمائة وستون يوماً فإذا أضيف إلى شهر رمضان ستة أيام من شوال وصيام كل يوم بعشرة أيام لأن الحسنة بعشر أمثالها يكون المسلم كأنه صام السنة كلها، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: (كان كصيام الدهر) وذلك فضل عظيم من الله فله الحمد والشكر على نعمه التي لا تحصى ولا تعد.

من خير إلى خير:

ومن فضل الله وإحسانه إلى عباده أن يسر لهم الأسباب التي ترفع في درجاتهم وتجعلهم على صلة وثيقة دائماً بعبادة ربهم فإذا مرت بهم أيام وليالي شهر رمضان التي يكفر الله فيها السيئات ويرفع الدرجات ويقيل العثرات تقربوا فيها إلى ربهم فإذا ما تصرمت أيامه وانتهت تلتها مباشرة أشهر الحج إلى بيت الله الحرام فإن يوم عيد الفطر الذي هو أول يوم من شهر شوال هو أول يوم في أشهر الحج التي قال الله تعالى فيها: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَاب} نعم إذا انتهت أيام شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن الشهر المبارك الذي تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار وتصفد الشياطينأيام الصيام التي قال الله تعالى عنها في الحديث القدسي: (كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به)، إذا انتهت هذه الأيام جاءت أيام الحج الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم: (من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه) رواه البخاري ومسلم وغيرهما. وقال عنه صلى الله عليه وسلم: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) رواه البخاري ومسلم وغيرهما ، فلا يكاد المسلم يودع موسماً من مواسم الآخرة إلا استقبل موسماً آخر ليكون على صلة مستمرة بعبادة خالقه وبارئه الذي أوجده من العدم وأسبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنة.

العبرة من شهر الصوم:

وهذا الموسم المبارك من مواسم الآخرة قد ودعته الأمة الإسلامية منذ أيام فطوبى لمن وفقه الله فيه للأعمال الصالحة وتفضل عليه بقبولها ويا خسارة من مرت به أيامه دون أن يقدم فيها لنفسه صالحاً يلقاه إذا غادر هذه الدار وما أعظم مصيبته إن كان قد شغل أيامه بما يرضي الشيطان ويتفق مع ما تهواه النفس الأمارة بالسوء، والعياذ بالله.
وهذا الموسم العظيم الذي مرت بنا أيامه يشتمل على فوائد جمة وعلى عبر وعظات تبعث في النفس محبة الخير ودوام التعلق بطاعة الله كما تكسب النفس بغض المعصية والبعد من الوقوع فيما يسخط الله عز وجل.

وسأحاول فذ هذه الكلمات تسجيل بعض تلك العبر والعظات التي يخرج بها المسلم معه من شهر الصيام والتي هي الحصيلة الطيبة له في تلك الأيام المباركة فأقول مستمداً من الله التوفيق والتسديد:
العقوبة على السيئة السيئَة بعدها وذلك أن المسلم الناصح لنفسه إذا وفق لبلوغ هذا الشهر المبارك وشغله في طاعة ربه الذي خلقه لعبادته وأسبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنة فارتاحت نفسه للأعمال الصالحة وتحرك قلبه للآخرة التي هي المستقر والمنتهى والتي لا ينفع الإنسان فيها إلا ما قدمت يداه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، نعم إذا ألفت النفس الطاعة في تلك الأيام المباركة رغبة فيما عند الله وكفت عن المعصية خوفاً من عقاب الله فلفائدة التي يكسبها المسلم من ذلك والعبرة التي يجب أن تكون معه بعد ذلك أن يلازم فعل الطاعات واجتناب المنهيات؛ لأن الله تعبد عباده حتى الممات.. {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} فلا يليق بالمسلم وقد ذاق طعم الطاعة في شهر الصيام أن يحل محل تلك الحلاوة مرارة المعصية، ولا يسوغ له إذا أرغم عدوه في شهر الصيام أن يدخل عليه السرور في شهر شوال وما بعده من الشهور، وليس من صفات المسلم الناصح لنفسه أن يودع فعل الخيرات مع توديع شهر الصيام فيستبدل الزمن الذي هو أدنى بالذي هو خير فالمعبود في رمضان وغير رمضان حي لا يموت قيوم لا ينام يرفع إليه عمل النهار قبل عمل الليل وعمل الليل قبل عمل النهار لا يظلم مثقال ذرة { وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً }.
ثانياً:
الصيام سر بين العبد وبين ربه لا يطلع على حقيقته إلا هو سبحانه وتعالى ولهذا جاء في الحديث الصحيح يقول الله تعالى: (كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلا الصوم فإنه لي وأنا اجزي به يدع شهوته وطعامه وشرابه من أجلي) . وذلك أن بإمكان العبد أن يختفي عن الناس ويغلق على نفسه الأبواب ويأكل ويشرب ثم يخرج إلى الناس ويقول أنا صائم ولا يعلم ذلك إلا الله تبارك وتعالى ولكن يمنعه من ذلك اطلاع الله عليه ومراقبته له وهذا شيء يحمد عليه الإنسان والعبرة من ذلك أن يدرك أيضاً أن الذي يخشى إذا أخل الإنسان بصيامه هو الذي يخشى إذا أخل الإنسان بصلاته وزكاتهوحجه وغير ذلك مما أوجبه الله فالذي فرض الصيام هو الذي فرض الصلاة والصلاة هي أعظم أركان الإسلام بعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ولعظم شأنها وكونها هي الصلة المستمرة ليلا ونهاراً بين العبد وبين ربه افترضها الله على نبيه ليلة عرج به إلى السماء فإذا وجد المسلم أن إخلاله بالصيام كبير وعظيم فيجب أن يجد ويدرك أن حصول ذلك منه في الصلاة أكبر وأعظم وتلك من أجل الفوائد وأعظم العبر التي يستفيدها المسلم من شهر الصيام.
ثالثاً:
إن مما يشرح الصدر ويدخل السرور على النفوس الطيبة أن تكون المساجد عامرة بالمصلين في شهر رمضان ويكون انشراحها أعظم والسرور أكبر في المداومة على ذلك فالفائدة التي يليق بالمسلم بعد الذي شاهده في تلك الأيام من اكتظاظ المساجد بالمصلين أن يعقد العزم ويصمم على أن يكون ممن يداوم على هذا الخير ليكون من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله فإن من بينهم الرجل الذي يكون قلبه معلقا بالمساجد كما ثبت ذلك في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رابعاً:
وجوب الصيام عن الطعام والشراب وسائر المفطرات محله شهر رمضان أما الصيام عن الحرام فمحله طيلة عمر الإنسان فالمسلم يصوم في أيام شهر رمضان عن الحلال والحرام ويصوم طيلة حياته عن الحرام فالصيام عن الحلال والحرام معاً قد مرت أيامه أما الصيام عن الحرام فهو مستمر دائم وذلك أن الصوم في اللغة الإمساك عن الشيء، والصوم الشرعي هو الإمساك عن الأكل والشرب وسائر المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس والمعنى الشرعي جزء من جزئيات المعنى اللغوي فكما يطلق المعنى اللغوي على المعنى الشرعي فهو يشمله ويشمل غيره ومن ذلك الامتناع عن الحرام فامتناع العين واللسان والأذن واليد والرجل والفرج عما منعت منه هو صيام من حيث اللغة وذلك أن الله تفضل على العباد بهذه النعم التي لا غنى لهم عنها ولكن الله كما امتن عليهم بهاأوجب عليهم استعمالها فيما يرضيه وحرم عليهم استعمالها فيما يسخطه ومن أعظم شكر الله على هذه النعم أن يكون المسلم مستعملاً لها حيث أمر أن يستعملها فيه ممتنعاً عن استعمالها في معصية من تفضل عليه بها وبكل نعمة ظاهرة وباطنة سبحانه وتعالى.

فالعين شرع استعمالها في النظر إلى ما أحل الله ومنع من استعمالها في النظر إلى الحرام وامتناعها عن ذلك صيامها وحكمه مستمر دائم.

والأذن شرع استعمالها في استماع ما أبيح لها وحرم على العبد استعمالها في سماع ما لا يجوز سماعه وامتناعها عن ذلك صيامه وحكمه مستمر دائم.

واللسان شرع استعماله في كل معروف ومنع استعماله في كل ما هو منكر وامتناعه من ذلك صيامه وحكمه مستمر دائم.

واليد شرع استعمالها في تعاطي ما هو مباح ومنع من استعمالها في كل حرام وامتناعها من ذلك صيامها وحكمه مستمر دائم.

والرجل شرع استعمالها في المشي إلى كل خير ومنع من المشي فيها إلى الحرام وامتناعها عن ذلك صيامها وحكمه مستمر دائم.

والفرج أبيح استعماله في الحلال ومنع من استعماله في الحرام وامتناعه من ذلك صيامه وحكمه مستمر دائم .

وقد وعد الله من شكر هذه النعم واستعملها حيث أمر الله أن تستعمل وعده بالثواب الجزيل وتوعد من لم يحافظ عليها ولم يراع ما أريد استعمالها فيه بل طلقها فيما يسخط الله ولا يرضيه بل يرضي الشيطان الذي هو عدو الله وعدو المخلصين من عباد الله توعده بعقابه وأخبر أن هذه الجوارح مسؤولة يوم القيامة عنه وهو مسؤول عنها فقال تعالى: {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً}, {وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}, وقال تعالى: {وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ, حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ, وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}.
وقال صلى الله عليه وسلم لمعاذ بنجبل رضي الله عنه بعد أن أمره بحفظ اللسان، وقال له معاذ: يا نبي الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال عليه الصلاة والسلام: (ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو قال: على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم) رواه الترمذي. وقال صلى الله عليه وسلم: (من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة). رواه البخاري في صحيحه من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه, ورواه الترمذي وحسنه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ولفظه: (من وقاه الله شر ما بين لحييه وشر ما بين رجليه دخل الجنة).
وقال صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت) . رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه وأخرجا من حديث أبي موسى رضي الله عنه مرفوعاً: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) . وقال صلى الله عليه وسلم: (المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار) رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: (حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات) أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

والحاصل أن الله أوجب على العبد أن يصون لسانه وفرجه وسمعه وبصره ويده ورجله عن الحرام وهو صيام من حيث اللغة وهذا الصيام لا يختص بوقت دون آخر بل يجب الاستمرار عليه حتى الممات طاعة لله تعالى ليفوز برضا الله ويسلم من سخطه وعقوبته، فإذا أدرك المسلم أنه في شهر الصيام امتنع عما أحل الله له؛ لأن الله حرم عليه تعاطي ذلك في أيام شهر رمضان فالعبرة من ذلك أن يدرك أن الله قد حرم عليه الحرام مدة حياته وعليه الكف عن ذلك والامتناع منه دائماً خوفاً من عقاب الله الذي أعده لمن خالف أمره وفعل ما نهى عنه.

وقد أخبر عليه الصلاة والسلام في الحديث القدسي عن ربه أن للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند
لقاء ربه فالصائم يفرح عند فطره لأن النفس عند الفطر تتعاطى ما منعت منه وهو محبوب لها ولأنه قد وفق لإنهاء الصيام الذي جزاؤه عظيم عند الله ويفرح الفرحة الكبرى عند لقاء ربه حيث يجازيه على صيامه الجزاء الأوفى.

ومن حفظ لسانه عن الفحش وقول الزور وفرجه عما حرم الله عليه ويده من تعاطي ما لا يحل تعاطيه وسمعه من سماع ما يحرم سماعه وبصره عما حرم الله النظر إليه واستعمل هذه الجوارح فيما أحل الله من حفظها وحافظ عليها حتى توفاه الله فإنه يفطر بعد صيامه هذا على ما أعده الله لمن أطاعه من النعيم وأول ما يلاقيه من ذلك ما بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يجري للمؤمن عند الانتقال من هذه الدار إلى الدار الآخرة حيث يأتيه في آخر لحظات في الدنيا ملائكة كأن على وجوههم الشمس معهم كفن من الجنة وحنوط من الجنة يتقدمهم ملك الموت فيقول: يا أيتها النفس الطيبة أخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء إلى آخر ما بينه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم مما يجري بعد ذلك وهذه هي البوادر الطيبة التي يجدها أمامه من حرص على سعادة نفسه وسعى في خلاصها مما يفضي بها إلى الهلاك والدمار، ولهذا أرشد طبيب القلوب صلوات الله وسلامه عليه الرجل الذي سأله عن قيام الساعة إلى ما هو أهم من قيامها وهو الاستعداد لها بالأعمال الصالحة فإنه صلى الله عليه وسلم قال لمن سأله عن قيامها: (وماذا أعددت لها؟) مبيناً أن الإنسان في حياته الدنيوية عليه الاستعداد لحياته الأخروية، وقد قال الله تعالى: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الأَلْبَابِ} وذلك أن كل سفر لا بد فيه من زاد يناسبه والسفر إلى الآخرة زاده تقوى الله والعمل بطاعته والسير على النهج القويم الذي جاء به رسوله الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

كلمة ختامية:

واختتم هذه المحاضرة بكلمة تخصنا معشر الذين امتن الله عليهم بسكنى طيبة الطيبة دار الهجرة والعاصمة الأولى للمسلمين فأقول:

إن شهر رمضان المبارك شهر شرفه الله وخصه بخصائص لا توجد في غيره وقد ودعناه نحن وسائر الأمة الإسلامية منذ أيام ونرجو أن نكون جميعاً ممن فاز فيه برضا الرب جل جلاله والذي أحب أن أذكره هنا هو أنه إذا كان هذا الوقت المفضل والزمن المقدس قد مضى وذهب عنا وعن سائر المسلمين في كل مكان فإن لدينا ولله الحمد والمنة المكان المقدس ، فقد جمع الله لنا في شهر رمضان بين شرف الزمان وشرف المكان وإذا ذهب شرف الزمان فإن شرف المكان باق موجود فها هي بين أيدينا سوق من أسواق الآخرة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فقد صح عن الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم أنه قال: (صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام)، إنه الفضل العظيم من الله صلاة في هذا المسجد المبارك مسجد الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام تفوق ألف صلاة في سائر المساجد سوى المسجد الحرام، إن المشتغلين في التجارة الدنيوية يتحرون المواسم التي تنفق فيها السلع وتروج فيها التجارة فيتجشمون الأخطار ويقطعون الفيافي وينتقلون بتجارتهم من مكان إلى آخر إذا علموا أن السلعة التي تساوي ريالاً واحداً قد تباع بريالين اثنين، هذا أمر لا مرية فيه ولا شك ونحن في هذا البلد الطيب الصلاة الواحدة في مسجد سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام لا تساوي صلاتين أو ثلاثاً أو عشراً أو مائة فحسب بل تفوق ألف صلاة في غيره سوى المسجد الحرام، سبحان الله ما أعظم فضله وأوسع جوده وإحسانه فله الحمد والشكر على نعمه.
ولا يفوتني أن أقول: كما أن النعمة من الله علينا في سكنى طيبة الطيبة عظيمة والمنة جسيمة فإن علينا أن لا ننسى أنه على قدر النعمة تكون المسؤولية فكما أن الإحسان في هذا المكان المقدس أجره عظيم عند الله فإن الإساءة فيه ليست كالإساءة في الأمكنة الأخرى التي لا تفضيل فيها فمن يعصي الله بعيداً عن الحرم ليس كمن يعصيه في الحرم، وليس من يرتكب الحرام وهو في المشرق والمغرب كمن يقترف الذنوب في مكة المكرمة أو المدينة المنورة فإن البون شاسع بين هذا وذاك، فالمدينة المنورة أعز مكان
وأقدس بقعة على وجه الأرض بعد مكة المكرمة فهي تلي مكة في الفضل ويليها المسجد الأقصى وهذه المدينة المباركة هي منطلق الرسالة ومنها شع النور إلى سائر أنحاء الأرض وهي المركز الرئيسي والعاصمة الأولى للمسلمين في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم منذ هاجر إليها وفي زمن أبي بكر وعمر وعثمان وبعض من عهد علي رضي الله عن الجميع، وفيها قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان وكثير من الصحابة رضوان الله عليهم، وعلى هذه الأرض نزل جبريل عليه السلام بالوحي من السماء إلى محمد عليه الصلاة والسلام وهي الأرض المشتملة على أول جامعة إسلامية أبرز خريجيها أبو بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان ذو النورين وعلي أبو الحسنين ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وصهره ورابع الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم وعن سائر الصحابة أجمعين وهي الأرض التي مستها أقدام صفوة الصفوة وخلاصة الخلاصة من البشر بعد الأنبياء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم أجمعين، فجدير بنا وقد أكرمنا الله بالبقاء فيها أن نتزود فيها من الأعمال الصالحة التي تنفعنا بعد الموت وأن نكون على حذر من الوقوع فيها بما يسخط الله عز وجل.

وأسال الله تعالى أن يجعلنا جميعاً ممن تقبل الله صيامه وقيامه وأن يرزقنا في هذا البلد الطيب طيب الإقامة وحسن الأدب وأن يحسن لنا الختام، كما أرجوه سبحانه أن يمن على المسلمين في سائر أنحاء الأرض بالرجوع إلى كتاب ربهم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ليفوزوا بسعادة الدنيا والآخرة إنه سميع مجيب وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله وخليله وخيرته من خلقه محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن سلك سبيله واهتدى بهديه إلى يوم الدين




جزاكم الله خير

للرفع بمناسبة قدوم شهر رمضان 2022

اعاده الله علينا بالاجر والثواب




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

العبرة في شهر الصوم*** الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد

تعليمية تعليمية

عنوان المقال: العبرة في شهر الصوم
فضيلة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد


محاضرة ألقيت في مدرسة طيبة الثانوية بالمدينة المنورة ونشرت في العدد الثاني من السنة الثالثة لمجلة الجامعة الإسلامية الصادر في شهر شوال عام 1390هـ. وطبعت أيضا ضمن مجموع: كتب ورسائل عبد المحسن بن حمد العباد البدر في ثمانية مجلدات، دار التوحيد للنشر والتوزيع الرياض

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد، فهذه المحاضرة: العبرة في شهر الصوم، فأقول:

الدنيا دار ابتلاء وامتحان

خلق الله عباده ليعبدوه وحده لا شريك له وقال في كتابه العزيز: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُون﴾ [الذاريات:56]، وأرسل رسله الكرام ليرسموا لهم طريق العبادة، وقال: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ﴾ [النحل:36]، وجعل حياتهم الدنيوية موطنا لابتلائهم وامتحانهم أيهم أحسن عملاً، وقال: ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا﴾ [الملك:2]، ثم قال: ﴿وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُور﴾ مبيناً أن هؤلاء الممتحنين منهم من يحسن في عمله فيجازي بما يقتضيه اسمه الغفور ومنهم من يسيء فيكون مستحقاً للعقوبة بما يقتضيه اسمه العزيز وذلك كقوله تعالى: ﴿نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيم وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيم﴾ [الحجر:49-50].

موسم من مواسم الآخرة

وكما فضل الله بعض البشر على بعض وبعض الأماكن على بعض، فضّل بعض الزمان على بعض، ومن ذلك تفضيل شهر رمضان المبارك وتمييزه على غيره واختياره ليكون محلاً لإيجاب الصوم على الناس ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ﴾ [القصص:68]. فلقد فضل الله هذا الشهر وجعله موسماً من مواسم الآخرة يتنافس فيه بعبادة الله المتنافسون ويتسابق فيه لتحصيل الفوز والزلفى عند الله المتسابقون، يتقربون فيه إلى ربهم بصيام النهار وقيام الليل وتلاوة كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، ويتقربون إلى الله بهذا وغيره من الطاعة مع الحذر والبعد عن المعصية يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور.

زيادة في الخير

ولما فرض الله على العباد صيام شهر رمضان رغبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد إنهائه بصيام ست من شوال ليعظم لهم الأجر وليكونوا كمن صام الدهر، فعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر». قال الحافظ المنذري: رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه والطبراني. وزاد وقال: قلت: بكل يوم عشرة. قال: «نعم». ورواته رواة الصحيح. انتهى.

وذلك أن السنة أقصى حد لها ثلاثمائة وستون يوماً، فإذا أضيف إلى شهر رمضان ستة أيام من شوال وصيام كل يوم بعشرة أيام لأن الحسنة بعشر أمثالها يكون المسلم كأنه صام السنة كلها، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «كان كصيام الدهر» وذلك فضل عظيم من الله فله الحمد والشكر على نعمه التي لا تحصى ولا تعد.

من خير إلى خير

ومن فضل الله وإحسانه إلى عباده أن يسر لهم الأسباب التي ترفع في درجاتهم وتجعلهم على صلة وثيقة دائمة بعبادة ربهم فإذا مرت بهم أيام وليالي شهر رمضان التي يكفر الله فيها السيئات ويرفع الدرجات ويقيل العثرات تقربوا فيها إلى ربهم فإذا ما تصرمت أيامه وانتهت تلتها مباشرة أشهر الحج إلى بيت الله الحرام فإن يوم عيد الفطر الذي هو أول يوم من شهر شوال هو أول يوم في أشهر الحج التي قال الله تعالى فيها: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَاب﴾ [البقرة:197]. نعم إذا انتهت أيام شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن المبارك الذي تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار وتصفد الشياطين، أيام الصيام التي قال الله تعالى عنها في الحديث القدسي: «كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها إلاَّ الصوم فإنه لي وأنا أجزي به»، إذا انتهت هذه الأيام جاءت بعدها أيام الحج الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه». رواه البخاري ومسلم وغيرهما، وقال عنه صلى الله عليه وسلم: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلاَّ الجنة». رواه البخاري ومسلم وغيرهما، فلا يكاد المسلم يودع موسما من مواسم الآخرة إلاَّ ويستقبل موسماً آخر ليكون على صلة مستمرة بعبادة خالقه وبارئه الذي أوجده من العدم وأسبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنة.

العبرة من شهر الصوم

وهذا الموسم المبارك من مواسم الآخرة قد ودعته الأمة الإسلامية منذ أيام فطوبى لمن وفقه الله فيه للأعمال الصالحة وتفضل عليه بقبولها ويا خسارة من مرت به أيامه دون أن يقدم فيها لنفسه صالحاً يلقاه إذا غادر هذه الدار وما أعظم مصيبته إن كان قد شغل أيامه بما يرضي الشيطان ويتفق مع ما تهواه النفس الأمارة بالسوء والعياذ بالله.

وهذا الموسم العظيم الذي مرت بنا أيامه يشتمل على فوائد جمّة وعلى عبر وعظات تبعث في النفس محبة الخير ودوام التعلق بطاعة الله كما تكسب النفس بغض المعصية والبعد من الوقوع فيما يسخط الله عز وجل.

وسأحاول في هذه الكلمات تسجيل بعض تلك العبر والعظات التي يخرج بها المسلم معه من شهر الصيام والتي هي الحصيلة الطيبة له في تلك الأيام المباركة فأقول مستمداً من الله التوفيق والتسديد:

أوّلاً: إن أيام شهر رمضان إذا مرت بالمسلم فهي فرصة من فرص العمر قد تسنح له هذه الفرصة مرة أخرى أو أكثر وقد يوافيه الأجل المحتوم قبل بلوغ ذلك، والمهم في الأمر أن تكون هذه الفرصة قد انتهزت بشغلها في الطاعة والبعد من المعصية وأهم من ذلك أن تحصل المداومة على ذلك، فإن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها كما أن من العقوبة على السيئة السيئة بعدها وذلك أن المسلم الناصح لنفسه إذا وفق لبلوغ هذا الشهر المبارك شغله في طاعة ربه الذي خلقه لعبادته وأسبغ عليه نعمه ظاهرة وباطنة فارتاحت نفسه للأعمال الصالحة وتحرك قلبه للآخرة التي هي المستقر والمنتهى والتي لا ينفع الإنسان فيها إلاَّ ما قدمت يداه يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاَّ من أتى الله بقلب سليم، نعم إذا ألفت النفس الطاعة في تلك الأيام المباركة رغبة فيما عند الله وكفت عن المعصية خوفاً من عقاب الله فالفائدة التي يكتسبها المسلم من ذلك والعبرة التي يجب أن تكون معه بعد ذلك أن يلازم فعل الطاعات واجتناب المنهيات لأن الله تعبد عباده حتى الممات ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِين﴾ [الحجر:99]، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون﴾ [آل عمران:102]، فلا يليق بالمسلم وقد ذاق طعم الطاعة في شهر الصيام أن يحل محل تلك الحلاوة مرارة المعصية، ولا يسوغ له إذ أرغم عدوه في شهر الصيام أن يدخل عليه السرور في شهر شوال وما بعده من الشهور وليس من صفات المسلم الناصح لنفسه أن يودع فعل الخيرات مع توديع شهر الصيام فيستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير فالمعبود في رمضان وغير رمضان حي لا يموت قيوم لا ينام، يرفع إليه عمل النهار قبل عمل الليل وعمل الليل قبل عمل النهار، لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجراً عظيما.

ثانياً: الصيام سر بين العبد وبين ربه لا يطلع على حقيقته إلاَّ هو سبحانه وتعالى ولهذا جاء في الحديث الصحيح يقول الله تعالى: «كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها إلاَّ الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه وشرابه من أجلي»، وذلك أن بإمكان العبد أن يختفي عن الناس ويغلق على نفسه الأبواب ويأكل ويشرب ثم يخرج إلى الناس ويقول إنه صائم ولا يعلم ذلك إلاَّ الله تبارك وتعالى، ولكن يمنعه من ذلك اطلاع الله عليه ومراقبته له وهذا شيء يحمد عليه الإنسان والعبرة من ذلك أن يدرك أيضاً أن الذي يخشى إذا أخل الإنسان بصيامه هو الذي يخشى إذا أخل الإنسان بصلاته وزكاته وحجه وغير ذلك مما أوجبه الله، فالذي فرض الصيام هو الذي فرض الصلاة، والصلاة هي أعظم أركان الإسلام بعد شهادة أن لا إله إلاَّ الله وأن محمداً رسول الله، ولعظم شأنها وكونها هي الصلة المستمرة ليلا ونهارا بين العبد وبين ربه افترضها الله على نبيه ليلة عرج به إلى السماء فإذا وجد المسلم أن إخلاله بالصيام كبير وعظيم، فيجب أن يجد ويدرك أن حصول ذلك منه في الصلاة أكبر وأعظم وتلك من أجل الفوائد وأعظم العبر التي يستفيدها المسلم من شهر الصيام.

ثالثاً: إنَّ مما يشرح الصدر ويدخل السرور على النفوس الطيبة أن تكون المساجد عامرة بالمصلين في شهر رمضان ويكون انشراحها أعظم والسرور أكبر في المداومة على ذلك، فالفائدة التي يليق بالمسلم بعد الذي شاهده في تلك الأيام من اكتظاظ المساجد بالمصلين أن يعقد العزم ويصمم على أن يكون ممن يداوم على هذا الخير ليكون من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلاَّ ظله، فإن من بينهم الرجل الذي يكون قلبه معلقاً بالمساجد، كما ثبت ذلك في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

رابعاً: وجوب الصيام عن الطعام والشراب وسائر المفطرات محله شهر رمضان، أما الصيام عن الحرام فمحله طيلة عمر الإنسان فالمسلم يصوم في أيام شهر رمضان عن الحلال والحرام ويصوم طيلة حياته عن الحرام، فالصيام عن الحلال والحرام معا قد مرت أيامه أما الصيام عن الحرام فهو مستمر دائم، وذلك أن الصوم في اللغة: الإمساك عن الشيء، والصوم الشرعي: هو الإمساك عن الأكل والشرب وسائر المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، والمعنى الشرعي جزء من جزئيات المعنى اللغوي فكما يطلق المعنى اللغوي على المعنى الشرعي فهو يشمله ويشمل غيره ومن ذلك الامتناع عن الحرام، فامتناع العين واللسان والأذن واليد والرجل والفرج عما منعت منه هو صيام من حيث اللغة وذلك أن الله تفضل على العباد بهذه النعم التي لا غنى لهم عنها ولكن الله كما امتن عليهم بها أوجب عليهم استعمالها فيما يرضيه وحرم عليهم استعمالها فيما يسخطه، ومن أعظم شكر الله على هذه النعم أن يكون المسلم مستعملاً لها حيث أمر أن يستعملها فيه ممتنعا عن استعمالها في معصية من تفضل بها وبكل نعمة ظاهرة وباطنة سبحانه وتعالى.

فالعين شرع استعمالها في النظر إلى ما أحل الله ومنع من استعمالها في النظر إلى الحرام وامتناعها عن ذلك صيامها وحكمه مستمر دائم.

والأذن شرع استعمالها في استماع ما أبيح لها وحرم على العبد استعمالها في سماع ما لا يجوز سماعه، وامتناعها عن ذلك صيامها وحكمه مستمر دائم.

واليد شرع استعمالها في تعاطي ما هو مباح ومنع من استعمالها في كل حرام وامتناعها من ذلك صيامها وحكمه مستمر دائم.

والرجل شرع استعمالها في المشي إلى كل خير ومنع من المشي فيها إلى الحرام وامتناعها عن ذلك صيامها وحكمه مستمر دائم.

والفرج أبيح استعماله في الحلال ومنع من استعماله في الحرام وامتناعه من ذلك صيامه وحكمه مستمر دائم.

وقد وعد الله من شكر هذه النعم واستعملها حيث أمر الله أن تستعمل وعده بالثواب الجزيل وتوعد من لم يحافظ عليها ولم يراع ما أريد استعمالها فيه بل أطلقها فيما يسخط الله ولا يرضيه بل يرضي الشيطان الذي هو عدو الله وعدو المخلصين من عباد الله، توعده بعقابه وأخبر أن هذه الجوارح مسؤولة يوم القيامة عنه وهو مسؤول عنها فقال تعالى: ﴿وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولا﴾ [الإسراء:36]، وقال تعالى: ﴿الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون﴾ [يس:65]، وقال تعالى: ﴿وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاء اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُون حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُون وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُون﴾ [فصلت:19-21].

وقال صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه بعد أن أمره بحفظ اللسان. وقال له معاذ: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال عليه الصلاة والسلام: «ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلاَّ حصائد ألسنتهم؟». رواه الترمذي. وقال صلى الله عليه وسلم: «من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة». رواه البخاري في صحيحه من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه، ورواه الترمذي وحسنه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ولفظه: «من وقاه الله شر ما بين لحييه وما بين رجليه دخل الجنة».

وقال صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت». رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه وأخرجا من حديث أبي موسى رضي الله عنه مرفوعاً: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده». وقال صلى الله عليه وسلم: «إنَّ المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار». رواه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: «حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات». أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

والحاصل أنَّ الله أوجب على العبد أن يصون لسانه وفرجه وسمعه وبصره ويده ورجليه عن الحرام وهو صيام من حيث اللغة، وهذا الصيام لا يختص بوقت دون آخر بل يجب الاستمرار عليه حتى الممات طاعة لله تعالى ليفوز برضى الله ويسلم من سخطه وعقوبته، فإذا أدرك المسلم أنه في شهر الصيام امتنع عما أحل الله له، لأن الله حرم عليه تعاطي ذلك في أيام شهر رمضان فالعبرة من ذلك أن يدرك أن الله قد حرم عليه الحرام مدة حياته وعليه الكف عن ذلك والامتناع منه دائما خوفا من عقاب الله الذي أعده لمن خالف أمره وفعل ما نهى عنه.

وقد أخبر عليه الصلاة والسلام في الحديث القدسي عن ربه أن للصائم فرحتين، فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه، فالصائم يفرح عند فطره؛ لأنه قد وفق لإنهاء الصيام الذي جزاؤه عظيم عند الله ويفرح الفرحة الكبرى عند لقاء ربه حيث يجازيه على صيامه الجزاء الأوفى.

ومن حفظ لسانه عن الفحش وقول الزور وفرجه عما حرم الله عليه ويده من تعاطي ما لا يحل تعاطيه وسمعه من سماع ما يحرم سماعه وبصره عما حرم الله النظر إليه واستعمل هذه الجوارح فيما أحل الله من حفظها وحافظ عليها حتى توفاه الله، فإنه يفطر بعد صيامه هذا على ما أعده الله لمن أطاعه من النعيم وأول ما يلاقيه من ذلك ما بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يجري للمؤمنين عند الانتقال من هذه الدار إلى الدار الآخرة حيث يأتيه في آخر لحظاته في الدنيا ملائكة كأن على وجوههم الشمس معهم كفن من الجنة وحنوط من الجنة يتقدمهم ملك الموت فيقول: «يا أيتها النفس الطيبة أخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان»، فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء إلى آخر ما بينه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم مما يجري بعد ذلك، وهذه هي البوادر الطيبة التي يجدها أمامه من حرص على سعادة نفسه وسعى في خلاصها مما يفضي بها إلى الهلاك والدمار، ولهذا أرشد النبيُّ صلوات الله وسلامه عليه الرجل الذي سأله عن قيام الساعة إلى ما هو أهم من قيامها وهو الاستعداد لها بالأعمال الصالحة فإنه صلى الله عليه وسلم قال لمن سأله عن قيامها: «وماذا أعددت لها»، مبينا أن الإنسان في حياته الدنيوية عليه الاستعداد لحياته الأخروية وقد قال الله تعالى: ﴿وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَاب﴾ [البقرة:197]، وذلك أن كل سفر لابد فيه من زاد يناسبه والسفر إلى الآخرة زاده تقوى الله والعمل بطاعته والسير على النهج القويم الذي جاء به رسوله الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.

كلمة ختامية

وأختم هذه المحاضرة بكلمة تخصنا معشر الذين امتن الله عليهم بسكنى طيبة الطيبة دار الهجرة والعاصمة الأولى للمسلمين فأقول: إن شهر رمضان المبارك شهر شرفه الله وخصه بخصائص لا توجد في غيره وقد ودعناه نحن وسائر الأمة الإسلامية منذ أيام، ونرجو أن نكون جميعاً ممن فاز برضى الرب جلّ جلاله والذي أحب أن أذكره هنا هو أنه إذا كان هذا الوقت المفضل والزمن المقدس قد مضى وذهب عنا وعن سائر المسلمين في كل مكان فإن لدينا ولله الحمد والمنة المكان المقدس، فقد جمع الله لنا في شهر رمضان بين شرف الزمان وشرف المكان وإذ ذهب شرف الزمان فإن شرف المكان باق موجود، فها هي بين أيدينا سوق من أسواق الآخرة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فقد قال صلى الله عليه وسلم: « صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلاَّ المسجد الحرام »، إنه لفضل عظيم من الله، صلاة في هذا المسجد المبارك مسجد الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام تفوق ألف صلاة في سائر المساجد سوى المسجد الحرام، إن المشتغلين في التجارة الدنيوية يتحرون المواسم التي تنفق فيها السلع وتروج فيها التجارة فيتجشمون الأخطار ويقطعون الفيافي وينتقلون بتجارتهم من مكان إلى آخر إذا علموا أن السلعة التي تساوي ريالاً واحداً قد تباع بريالين اثنين، هذا أمر لا مرية فيه ولا شك، ونحن في هذا البلد الطيب الصلاة الواحدة في مسجد سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام لا تساوي صلاتين أو ثلاثا أو عشراً أو مائة فحسب بل تفوق ألف صلاة في غيره سوى المسجد الحرام. سبحان الله ما أعظم فضله وأوسع جوده وإحسانه فله الحمد والشكر على نعمه.

ولا يفوتني أن أقول: كما أن النعمة من الله علينا في سكنى طيبة الطيبة عظيمة والمنة جسيمة، فإن علينا أن لا ننسى أنه على قدر النعمة تكون المسؤولية فكما أن الإحسان في هذا المكان المقدس أجره عظيم عند الله فإن الإساءة فيه ليست كالإساءة في الأمكنة الأخرى التي لا تفضيل فيها، فمن يعصي الله بعيدا عن الحرم ليس كمن يعصيه في الحرم وليس من يرتكب الحرام وهو في المشرق والمغرب كمن يقترف الذنوب في مكة المكرمة أو المدينة المنورة فإن البون شاسع بين هذا وذاك، فالمدينة المنورة أعز مكان وأقدس بقعة على وجه الأرض بعد مكة المكرمة فهي تلي مكة في الفضل ويليها المسجد الأقصى وهذه المدينة المباركة هي منطلق الرسالة ومنها شع النور إلى سائر أنحاء الأرض وهي المركز الرئيسي والعاصمة الأولى للمسلمين في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم منذ هاجر إليها وفي زمن أبي بكر وعمر وعثمان وبعض من عهد عليّ رضي الله عن الجميع، وفيها قُبِر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وكثير من الصحابة رضوان الله عليهم، وعلى هذه الأرض نزل جبريل عليه السلام بالوحي من الله إلى محمد عليه الصلاة والسلام وهي الأرض المشتملة على أول جامعة إسلامية أبرز خريجيها أبو بكر الصديق وعمر الفاروق وعثمان ذو النورين وعليّ أبو الحسنين رضي الله عنهم وعن سائر الصحابة أجمعين، وهي الأرض التي مستها أقدام صفوة الصفوة وخلاصة الخلاصة من البشر بعد الأنبياء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم أجمعين، فجدير بنا وقد أكرمنا الله بالبقاء فيها أن نتزود فيها من الأعمال الصالحة التي تنفعنا بعد الموت وأن نكون على حذر من الوقوع فيها بما يسخط الله عز وجل.

وأسأل الله تعالى أن يجعلنا جميعاً ممن تقبل الله صيامه وقيامه وأن يرزقنا في هذا البلد الطيب طيب الإقامة وحسن الأدب وأن يحسن لنا الختام، كما أرجوه سبحانه أن يمن على المسلمين في سائر أنحاء الأرض بالرجوع إلى كتاب ربهم وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم ليفوزوا بسعادة الدنيا والآخرة إنه سميع مجيب وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله وخليله وخيرته من خلقه محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن سلك سبيله واهتدى بهديه إلى يوم الدين.

منقول من موقع راية الإصلاح
http://www.rayatalislah.com/Ramadhan…ticle.php?id=4

منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




مشكوووووورة والله يعطيك الف عافيه




التصنيفات
ادارة الابتدائيات والمعلميين والأولياء

فوائد الصوم بلسان الأوروبيين

تابعوا هدا البرنامج اخوتي بعد انتهاء مقدمة البرنامج تجد مركز في اوربا يعالج الناس بالصيام والمدهش قول الطبيب ان الصيام يزيد القوة ويطيل العمر بل وينصح مرضاه ان يصوموا يومين في الاسبوع لاحظوا وصلوا على النبي وادعو لي دعوة خير




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

أثر الصوم على الجسم

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا الموضوع بمناسبة شهر رمضان المبارك

تأثير الصيام على اجزاء الجسم بالصور

..تأثير الصيام على الدماغ..

تعليمية
تأثير الصيام على الجلد ..

تعليمية

.. تأثير الصيام على القلب ..

تعليمية

تأثير الصيام على الدم ..

تعليمية

تأثير الصيام على الجهاز الهضمي ..

تعليمية

تأثير الصيام على البنكرياس ..

تعليمية

تأثير الصيام على الكبد

تعليمية

تأثير الصيام على الكلى ..

تعليمية
ولا نملك الا ان نحمده سبحانه وتعالى على كل نعمه انعم بها علينا ..
وسبحانه إنه على كل شي قدير.

منقول للأمانة [/size]




بارك الله فيك على المعلومات القيمية

دوما سباقة لفعل الخير ونشر العلم ان شاء الله لا تبخلي علينا بمثل هذه المعلومات القيمية




التصنيفات
السنة الثانية متوسط

الصوم و أحكامه السنة الثانية متوسط

تعليمية تعليمية
السنة الثانية متوسط
الدورة الأولى : قوة الإرادة وضبط النفس
المجال: العبادات
الموضوع: 1ـالصوم وأحكامه
أحكامه , السنة الثانية متوسط , الصوم , الصوم واحكامه , درس التربية الاسلامية , درس الصوم
الكفاءة القاعدية: القدرة : ـ على أداء الصوم أداء صحيحا بمراعاة أحكامه . ـوعلى تعريف الصوم وتعداد شروطه وأركانه . مؤشر الكفاءة:ـ يعرف التلميذ الصوم لغة وشرعا ويذكرأهميته و فضل شهر رمضان. ـ ويصوم رمضان مع مراعاة أحكامه وآدابه.
ـ ويحفظ النص المعتمد حفظا جيدا.
الوسائل: الكتاب ص 12, السبورة, المصحف, مراجع أخرى….
النص المعتمد : الحديث:" عليك بالصوم….

أولا ـ وضعية الانطلاق:
1 ـ تمهيد: ما هي الصفات التي يجب أن يتصف بها المسلم؟ كيف يكتسبها ؟
2 ـ تقديم الدرس: ما هي أركان الإسلام ؟ ما هي العبادة التي تعتبر سرا بين المسلم وربه ؟
الهدف الوسيطي : يدرك التلميذ أن الصوم من العبادات العظيمة .
ثانياـ بناء التعلم :
1ـ يستمع التلميذ إلى قراءة الأستاذ للنص المعتمد .
2 ـ يقرأ بعض التلاميذ النص المعتمد مع مراعاة حسن الأداء .
3 ـ الفهم العام :
أ ـ شرح المفردات : عليك بالصوم : صم , شهد: حضر .
ب ـ الأسئلة: علام يحث رسول الله (ص) ؟ من يصوم ؟
4 ـ تعميق الفهم:
أ ـ استقبال شهر رمضان: كيف يستقبل المسلمون شهر رمضان ؟
نستعد لاستقبال رمضان استعدادا روحيا: الفرح, التوبة النصوح, دعاء الله أن يبلغنا رمضان, الاستعداد لاستغلاله في الصلاة وفعل الخيروترك الشر.
ب ـ فضل شهر رمضان: بم يتميز شهر رمضان عن غيره ؟
1ـ هو شهر الصيام أوله رحمة ووسطه مغفرة وآخره عتق من النار.
2 ـفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.
3ـ هو شهر تلاوة القرآن ومواساة الفقراء .
4ـ فيه يستجاب الدعاء وتضاعف الحسنات, وتفتح الجنان وتغلق النيران .
ج ـ تعريف الصوم : ما معنى الصوم لغة ؟ وشرعا ؟
الصوم لغة هو الامتناع عن شيء معين: الصوم, الكلام…., وشرعا هو الإمساك(الامتناع) عن جميع المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية التقرب من الله , وهو نوعان: صوم فرض وصوم تطوع .
دـ ثبوت شهر رمضان : بم يثبت دخول شهر رمضان ؟
يثبت دخول شهر رمضان :1 ـ برؤية مسلمين عدلين للهلال وإخبارهما للسلطات المختصة .
2 ـ أو إكمال شعبان ثلاثين يوما في حالة تعذر الرؤية قال رسول الله(ص):"صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما."
د ـ حكم صوم رمضان ودليله: ما حكم صيام رمضان ؟ هاتوا الدليل على فرضيته ؟
1 ـ صيام شهر رمضان فرض ثابت بالكتاب والسنة على كل من توفرت فيه شروطه, وتمت فرضيته في شعبان سنة 2 ه.
2 ـ قال تعالى:" فمن شهد منكم الشهر فليصمه." البقرة:185 , وقال رسول الله:" بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله, وإقام الصلاة, وإيتاء الزكاة, وصوم رمضان, وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا."
ه ـأهمية الصوم في الإسلام: أين تظهر أهمية الصوم؟
الصوم هو جنة للصائم من الوقوع في المعاصي.
و ـ شروط الصوم:من يجب عليه الصوم ؟
1 ـ الإسلام, 2 ـ البلوغ, 3 ـ العقل, 4 ـ القدرة على الصوم, 5 ـ طهارة المرأة من دم الحيض والنفاس, 6 ـ الإقامة,7 ـ دخول الشهر .
تنبيه: ـ الصبي والمسافر لا يجب عليهما الصوم وإذا صاما يصح صومهما .
ـالمجنون والحائض والنفساء لايجب عليهم الصوم ولا يصح منهم .
ز ـ أركان الصوم: ما هي أركان الصوم؟
1 ـ النية,2 ـ الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى مغرب الشمس.
ح ـ سنن الصوم: ما هي سنن الصوم ؟
1 ـ تأخير السحور,2 ـ تعجيل الإفطارويكون بالتمر أو الماء أو شيء حلو, الدعاء عند الإفطار .
ط ـ مستحبات الصوم: ماذا يستحب في الصيام؟
1 ـ الإكثار من الصدقات,2 ـ الاجتهاد في العبادة (تلاوة القرآن, الصلاة, الدعاء) وخاصة في العشر الأواخر….
ي ـ ما يباح للصائم: ماالذي لايفسد الصوم؟
1 ـ الحقنة,2 ـ المضمضة,3 ـ البخاخة للمريض,4 ـ التعطر,5 ـ الاكتحال والادهان إذا لم يصلا إلى الحلق.
ك ـ مبيحات الفطر: من يباح لهم الإفطار في نهار رمضان؟
1 ـ السفر, 2 ـ الحمل, 3 ـ شدة الجوع, 4 ـ الإرضاع, الهرم,6 ـ المرض الشديد,7 ـ شدة الجوع والعطش.
ل ـ الآثار التربوية للصوم:ماذا يغرس فينا الصوم؟
الصوم يربينا على التسلح بالصبر ويغرس فينا أخلاقا حميدة:1 ـ الرحمة, الميل إلى فعل الخير,2 ـ ويفيد الصحة,3 ـ ويذكرنا بنعم الله علينا.
تقويم بنائي:ما هو الصوم شرعا؟ هل يوجد صوم آخر؟ ما هو؟ على من يجب ؟ متى يصح؟ماذا نجني من الصوم؟ من يستفيد من
الصوم؟
6- الهدف الوسيطي: يدرك التلميذ فضل الصوم وفائدته للفرد والمجتمع.
ثالثا ـ المرحلة الختامية:
1- قراءات متعددة للنص المعتمد ونصوص أخرى في الكتاب.
2- تقويم ختامي: لماذا فرض الله الصوم؟ هل هو عبادة مختصة بالإسلام؟ ما واجبكم؟
3- الهدف الوسيطي: يحب التلميذ عبادة الصوم ويحرص على أدائها على الوجه الأمثل.
4- المطلوب: حفظ النص المعتمد .
أحكامه , السنة الثانية متوسط , الصوم , الصوم واحكامه , درس التربية الاسلامية , درس الصوم


تعليمية تعليمية




جزاك الله عن هذا الموضوع خير الجزاء

ان شاء الله يستفيد منه الجميع




شكرا علي درس الصوم و احكامه للسنة الثانية متوسط




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

القرآن الكريم و شهر الصوم.

لحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين أما بعد :
أيها الإخوة الكرام إن شهرنا هذا هو شهر القرآن الكريم ، يقول الله تعالى في محكم التنزيل :
{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ }.
{ هدى للناس } : أي : فيه العلم النافع و العمل الصالح .
قال العلامة العثيمين في تفسير سورة البقرة:({هدًى} من الهداية؛ وهي الدلالة؛ فالقرآن دلالة للناس يستدلون به على ما ينفعهم في دينهم، ودنياهم….فقوله تعالى:{هدًى للناس} أي كل الناس يهتدون به – المؤمن، والكافر – الهداية العلمية؛ أما الهداية العملية فإنه هدًى للمتقين، كما في أول السورة؛ فهو للمتقين هداية علمية، وعملية؛ وللناس عموماً فهو هداية علمية.)اهـ.وقد قال في أول السورة:(فإن قيل: ما الجمع بين قوله تعالى: {هدًى للمتقين}، وقوله تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدًى للناس وبينات من الهدى والفرقان}[البقرة:185]؟فالجواب: أن الهدى نوعان: عام، وخاص؛ أما العام فهو الشامل لجميع الناس وهو هداية العلم، والإرشاد؛ ومثاله قوله تعالى عن القرآن: {هدًى للناس وبيّنات من الهدى والفرقان}[البقرة:185]، وقوله تعالى عن ثمود: {وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى}[فصلت:17] ؛ وأما الخاص فهو هداية التوفيق : أي أن يوفق الله المرء للعمل بما علم؛ مثاله: قوله تعالى {هدًى للمتقين}، وقوله تعالى: {قل هو للذين آمنوا هدًى وشفاء}[فصلت:44] )اهـ.فهذه الآية فيها إشارة من الله تعالى إلى الحكمة في تخصيص رمضان دون سائر الشهور بالصوم ، ألا وهي أنه أنزل فيه القرآن ، ووجه الاستدلال أن الله تعالى بعد أن قال : { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن.. } ، قال : { فمن شهد منكم الشهر فليصمه } ، وهذه الفاء تفيد التعليل ، أي لأن رمضان أنزلنا فيه القرآن فمن شهده فليصمه.
قال البيضاوي في تفسيره:
(والفاء لوصف المبتدأ بما تضمن معنى الشرط ؛ وفيه إشعار بأن الإنزال فيه سبب اختصاصه بوجوب الصوم )اهـ.
فالرب -سبحانه في علاه- شرّف هذا الشهر بأن أنزل فيه القرآن ، القرآن الذي فيه العصمة من الزلل ، و فيه الوقاية من الخَطَل ، فهو طريق الهداية الذي من استمسك به لا يضل ولا يشقى ، قال تعالى :
{وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}.
و قال النبي –صلى الله عليه وسلم – :
((تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما : كتاب الله وسنة رسوله)).رواه مالك مرسلا ، و رواه الحاكم .
و صححه العلامة الألباني و أشار لتصحيحه عند الصحيحة(1761).
و إذا كان الطعام والشراب هو غذاء البدن وحياته ، فإن هذا القرآن هو حياة الروح وغذاؤها ؛ قال تعالى :
{ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}.(الشورى).
و فضائل تلاوة القرآن كثيرة و كثيرة :
منها : أنّ القرآن يأتي شفيعا لقارئه يوم القيامة ، ففي صحيح مسلم عن أبي أمامة –رضي الله عنه- أن الني –صلى الله عليه وسلم – قال :
((اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ)).
يقول الله تعالى :
{ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَـئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ } (البقرة)121.
و حق تلاوته بعض الناس يظن أنه فقط التلفظ به ! و هذا فهم خاطئ ، فحق تلاوته : التلفظ به ، و تدبره و فهم معناه ، و تصديق خبره ، و فعل أوامره ، و اجتناب نواهيه ، و الإيمان بمتشابهه ، و العمل بمحكمه ، و أن تعلم أنه كلام الله تعالى تكلم به سبحانه و تعالى حقيقة كيف يشاء سبحانه ، تكلم به بحرف ، و تكلم به بصوت يليق به سبحانه .
و من فضائل تلاوة القرآن :
اطمئنان القلب و سكينته و لينه ، قال تعالى :
{ ألا بذكر الله تطمئن القلوب }.
و لهذا متى تلا التالي كتاب الله تعالى و تدبره نزلت عليه السكينة وغشيته الرحمة ، و ذكره الله تعالى فيمن عنده .
قال تعالى :
{ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}(الزمر)23.
و في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- أن النبي –صلى الله عليه و سلم- قال :
((مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلاَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ)).
و من فضائل تلاوة القرآن:
أن كل حرف يقرأه القارئ من القرآن فهو بحسنة ، و الحسنة بعشر أمثالها ، أخرج الترمذي في جامعه من حديث عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- أن النبي –صلى الله عليه وسلم – قال :
((مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا ؛ لَا أَقُولُ : ألم حَرْفٌ ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ)).
قال المباركفوري في (تحفة الأحوذي) :
(وَالْحَرْفُ يُطْلَقُ عَلَى حَرْفِ الْهِجَاءِ وَالْمَعَانِي وَالْجُمْلَةِ الْمُفِيدَةِ وَالْكَلِمَةِ الْمُخْتَلَفِ فِي قِرَاءَتِهَا ، وَعَلَى مُطْلَقِ الْكَلِمَةِ . وَلِذَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( لَا أَقُولُ ألم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ ).
وَفِي رِوَايَةِ اِبْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَالطَّبَرَانِيِّ : ( مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ الْقُرْآنِ كُتِبَ لَهُ بِهِ حَسَنَةٌ ، لَا أَقُولُ { ألم ذَلِكَ الْكِتَابُ } ، وَلَكِنْ الْأَلِفُ وَاللَّامُ وَالْمِيمُ وَالذَّالُ وَاللَّامُ وَالْكَافُ ، وَفِي رِوَايَةٍ لِلْبَيْهَقِيِّ : " لَا أَقُولُ بِسْمِ اللَّهِ وَلَكِنْ بَاءٌ وَسِينٌ وَمِيمٌ وَلَا أَقُولُ ألم ، وَلَكِنْ الْأَلِفُ وَاللَّامُ وَالْمِيمُ " ).و الذي يقرأ هذا القرآن ، وهو ماهر فيه فهو مع السفرة الكرام البررة ، والذي تشق عليه قراءته ، ومع ذي المشقة فإنه يقرأه ، فله أجران ، ففي الصحيحين و اللفظ لمسلم من حديث أم المؤمنين عائشة –رضي الله عنها- أن النبي –صلى الله عليه وسلم – قال :
((الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ ، وَالَّذِى يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ)).
وفي رواية للبخاري:
((مَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ حَافِظٌ لَهُ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ ، وَمَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ وَهُوَ يَتَعَاهَدُهُ وَهُوَ عَلَيْهِ شَدِيدٌ فَلَهُ أَجْرَانِ)).
قال الحافظ في (الفتح) :
(الْمَاهِر بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَة الْكِرَام الْبَرَرَة " قَالَ الْقُرْطُبِيّ الْمَاهِر : الْحَاذِق وَأَصْله الْحِذْق بِالسِّبَاحَةِ ، قَالَهُ الْهَرَوِيُّ .
وَالْمُرَاد بِالْمَهَارَةِ بِالْقُرْآنِ :جَوْدَة الْحِفْظ ، وَجَوْدَة التِّلَاوَة مِنْ غَيْر تَرَدُّد فِيهِ ، لِكَوْنِهِ يَسَّرَهُ اللَّه تَعَالَى عَلَيْهِ كَمَا يَسَّرَهُ عَلَى الْمَلَائِكَة فَكَانَ مِثْلهَا فِي الْحِفْظ وَالدَّرَجَة )اهـ.
و (السفرة الكرام) :

قال الحافظ في (الفتح) :
(وَالْمُرَاد بِالسَّفَرَةِ : الْكَتَبَة ، جَمْع سَافِر ، مِثْل كَاتِب وَزْنه وَمَعْنَاهُ ، وَهُمْ هُنَا الَّذِينَ يَنْقُلُونَ مِنْ اللَّوْح الْمَحْفُوظ ، فَوُصِفُوا بِالْكِرَامِ أَيْ : الْمُكَرَّمِينَ عِنْد اللَّه تَعَالَى ، وَالْبَرَرَة أَيْ : الْمُطِيعِينَ الْمُطَهَّرِينَ مِنْ الذُّنُوب)اهـ.
قوله: (و يتتعتع فيه) :
قال المُناوي في (فيض القدير) :
((والذي يقرؤه ويتتعتع) أي: يتوقف في تلاوته ؛ والتعتعة في الكلام : التردد فيه ، لحصر ، أو عِيٍّ ، أو ضعف حفظ.
(وهو عليه) أي: والحال أن القرآن على ذلك القارئ (شاق)
( له أجران) أي: أجر بقراءته وأجر بمشقته ، ولا يلزم من ذلك أفضلية المتتعتع على الماهر، لأن كون الماهر مع السفرة أفضل من حصول أجرين، الأجر الواحد قد يفضل أجورا كثيرة)اهـ.
وكتاب الله تعالى يرفع الله به أقواما ويضع آخرين ، ففي صحيح البخاري عن عمر –رضي الله عنه – مرفوعا : ( إن الله تعالى يرفع بهذا الكتاب أقواما و يضع به آخرين ).
و لهذه الفضائل و غيرها كان خير الناس من تعلّم القرآن وعلّمه ففي صحيح البخاري من حديث عثمان – رضي الله عنه – أن النبي –صلى الله عليه وسلم – قال :
(خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ).و في رواية: (إِنَّ أَفْضَلَكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ).
أيها الإخوة الكرام :
اجتهدوا في قراءة كتاب الله تعالى ، و لا سيما في مثل هذا الشهر العظيم فإن جبريل -كما في الصحيح –البخاري- عن فاطمة – كان يعارض القرآن النبيَّ –صلى الله عليه وسلم – في رمضان في كل سنة مرة ، فلما كان العام الذي توفي فيه عارضه مرتين تأكيدا وتثبيتا.
قال الحافظ في الفتح:(وَالْمُعَارَضَة مُفَاعَلَة مِنْ الْجَانِبَيْنِ ، كَأَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا كَانَ تَارَة يَقْرَأ وَالْآخَر يَسْتَمِع )اهـ.
و قد خرّج البخاري في صحيحه عن ابْنَ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ ؛ وَكَانَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام يَلْقَاهُ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي رَمَضَانَ حَتَّى يَنْسَلِخَ ، يَعْرِضُ عَلَيْهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْقُرْآنَ فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ -عَلَيْهِ السَّلَام- كَانَ أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ.
قال الحافظ في الفتح:
(فِيهَا أَنَّ جِبْرِيل كَانَ يَعْرِض عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَفِي هَذَا أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَعْرِض عَلَى جِبْرِيل ، وَتَقَدَّمَ فِي بَدْء الْوَحْي بِلَفْظِ " وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلّ لَيْلَة مِنْ رَمَضَان فَيُدَارِسهُ الْقُرْآن " فَيُحْمَل عَلَى أَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا كَانَ يَعْرِض عَلَى الْآخَر)اهـ.
و كان السلف الصالح – رضي الله عنهم – يكثرون من تلاوة القرآن في رمضان في الصلاة وغيرها :
كان الزهري – رحمه الله تعالى – إذا دخل رمضان قال : "إنما هي تلاوة القرآن و إطعام الطعام" ؛ و كان مالك –رحمه الله تعالى- إذا دخل رمضان ترك قراءة الحديث ومجالس العلم ، وأقبل على قراءة القرآن من المصحف.
و كان قتادة-رحمه الله تعالى- يختم القرآن في كل سبع ليال دائما ! ، وفي رمضان في كل ثلاث ، و في العشرة منه في كل ليلة !.
و كان إبراهيم النخعي –رحمه الله –يختم في رمضان في كل ثلاث ليال ، و في العشر الأواخر في كل ليلتين.
أيها الإخوة الكرام:
النبي –صلى الله عليه وسلم – يقول :
لقرآن شافع مشفع ، و ماحل مصدق ، من جعله أمامه قاده إلى الجنة و من جعله خلفه ساقه إلى النار) .
رواه ابن حبان عن جابر ، و الطبراني عن ابن مسعود .
و صححه الألباني في صحيح الجامع و في الصحيحة 2022.
ماحل مصدق : ماحل من : (مَحَلَ فلانٌ بفُلان إذا كادَه بسِعايةٍ إلى السلطان ؛ وقوله تعالى: " شديد المِحال " أي: الكيد.
وفي الحديث: القرآن ماحِلٌ مُصدَّق: يَمْحَل بصاحبه إذا ضَيَّعَه) قاله في كتاب(العين).
و قال الأزهري في (تهذيب اللغة) :
(وقال ابن الأنباري : سمعت أحمد بن يحيى يقول :
المِحَالُ مأخوذُ من قولِ العَرَبِ : مَحَلَ فلان بِفلانٍ أي : سَعَى به إلى السُّلْطَانِ وعَرَّضَه لأمْرٍ يُهلكُه)اهـ.

فاستمسكوا بهذا القرآن تهتدوا ، واتلوه حق تلاوته تفلحوا ، و اصبروا على تلاوته تنالوا الخير العميم ، و الدرجات العلا.
و الحمد لله رب العالمين.

منقول من شبكة سحاب السلفية





التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

كلام نفيس للشيخ أحمد بن عبد الرحمان بن قدامة المقدسي عن الصوم و أسراره.

تعليمية تعليمية

قال الشيخ الإمام أحمد بن عبد الرحمان بن قدامة المقدسي ـ رحمه الله ـ في كتابه النفيس ( مختصر منهاج القاصدين) ص (43):
((إعلم أن في الصوم خصيصة ليست في غيره,و هي إضافته إلى الله عز و جل حيث يقول سبحانه(1):((الصوم لي و أنا أجزي به )),و كفى بهذه الإضافة شرفا,كما شرف البيت بإضافته إليه في قوله تعالى :{و طهٌرِِِ بيتي}[الحج:الآية26]. و إنما فضل الصوم لمعنيين :
أحدهما :أنه سر وعمل باطن ,لا يراه الخلق و لا يدخله رياء.
الثاني : أنه قهر لعدو الله ,لإن و سيلة العدو الشهوات ,و إنما تقوى الشهوات بالأكل و الشرب , و مادامت أرض الشهوات مخصبة ,فالشياطين يترددون إلى ذلك المرعى, و بترك الشهوات تضيق عليهم المسالك.و في الصوم أخبار كثيرة تدل على فضله و هي مشهورة.
))
——————————————————-
(1) أي في الحديث القدسي.

منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

مع جديد الطب بشأن الصوم

تعليمية
أظهرت دراسة طبية نفسية حديثة أجراها استشاري ‏ ‏نفسي عن

بيولوجيا الجهاز العصبيوالسلوك أثناء الصوم أن التحكم في ‏ ‏الشهوات وكبح الإحساس بالجوع أثناءالصيام له فوائد جمة على الإنسان، منها محاربة ‏ ‏الشعور بالاكتئاب وتحقيقالتوازن النفسي، وتعديل الحوار الذاتي،وذكر صاحب الدراسة رئيس وحدةالتأهيل بمستشفى الطب النفسي بالكويت الدكتور ‏ ‏رامز طه أن دراسته التيتحمل ‏ ‏عنوان "الإعجاز العلمي والنفسي في الصوم" تجيب على الكثير منالتساؤلات التي تدور ‏ في أذهان البعض حول الفائدة من الصيام والحكمة منحرمان النفس من غرائز وشهوات ‏ ‏ورغبات حللها الله لها طوال العام.‏ ‏وقال حكمة الصوم وفوائده تأكدت لي من خلال دراسة أكثر من عينة عشوائية من‏ ‏المتطوعين وأصحاب المشكلات النفسية، وأظهرت جوانب الإعجاز العلميوالنفسي في الصوم، ‏وفعاليته في تعديل التفكير والسلوك والتخلص من العاداتغير المرغوبة وتنمية ‏ ‏القدرة على الضبط الذاتي، وأضاف أن فوائد الصيامالتي توصل إليها من ناحية التنمية النفسية هي الضبط ‏ ‏الذاتي الذي يلتزمبه الصائم بيولوجيا ونفسيا وسلوكيا، حيث ثبت أن الصيام يمنح ‏ الإنسانتدريبا عاليا وقدرة جيدة على التحكم في المدخلات والمثيرات العصبية مع ‏‏القدرة على خفض المؤثرات الحسية ومنعها من إثارة مراكز الانفعال بالمخ.‏‏وأوضح أن هذه الحالة هي درجة من الحرمان الحسي وقد ثبت أن تقليل المؤثرات‏ ‏الحسية له تأثيرات إيجابية على النشاط الذهني والقدرة على التفكيرالمترابط ‏ ‏العميق والتأمل والإيحاء كما أنه يمنح الإنسان قدرات عاليةعلى الصفاء والحكمة ‏ ‏والتوازن النفسي‏ وأكد الدكتور طه أن تحمل ألم الجوع والصبر عليه يحسن من مستوى مادة ‏‏السيروتونين وكذلك ما يسمى "بمخدرات الألم الطبيعية" التي يقوم المخبإفرازها وهي ‏ ‏مجموعتان تعرفان بمجموعة الأندورفين ومجموعة الإنكفالين،وقال إن المجموعة الأولى تتركب من 31 حمضا أمينيا مستخلصا من الغدةالنخامية، ‏ ‏ولهذه المواد خواص في التهدئة وتسكين الألم أقوى عشراتالمرات من العقاقير ‏ ‏المخدرة والمهدئة الصناعية، أما المجموعة الثانيةفتتركب من خمسة أحماض أمينية ‏ ‏وتوجد في نهايات الأعصاب.‏ ‏وأضاف أنه لكي يستمر إفراز هذه المواد المهدئة والمسكنة والمزيلة لمشاعرالألم ‏ ‏والاكتئاب، لابد أن يمر الإنسان بخبرات حرمان ونوع من ألمالتحمل، وأن يمتنع عن ‏ ‏تناول المواد والعقاقير التي تثير البهجة وتخدرالألم خاصة (الأفيون) ومشتقاته ‏ ‏وبعض العقاقير المخدرة الحديثة، وبين أنالصوم يمثل تدريبا يوميا منظما يساعد الإنسان على تغيير أفكاره ‏‏واتجاهاته وسلوكه بصورة عملية تطبيقية تشمل ضبط وتنظيم المراكز العصبيةالمسؤولة ‏ ‏عن تنظيم الاحتياجات البيولوجية والغرائز من طعام وجنس وأيضاالدوائر العصبية ‏ ‏والشبكات الترابطية الأحدث التي تشمل التخيل والتفكيروتوجيه السلوك.‏ ‏وأوضح أن الصوم يساعد على حدوث تفكك نوعي في الحيل النفسية، وهي حيلوأساليب ‏ ‏لا شعورية يلجأ إليها الفرد لتشويه ومسخ الحقيقة التي لا يريدأن يقبلها أو ‏ ‏يواجهها بصدق، وذلك حتى يتخلص من المسؤولية ومن التوتروالقلق الناتج عن رؤية ‏ ‏الواقع الذي يهدد أمنه النفسي واحترامه لذاته.‏‏وأوضح الباحث أنه وجد أن أغلب هذه الحيل المعوقة للنمو الإنساني تضعف خلالالصوم ‏ ‏وأثناء جلسات العلاج النفسي، مبينا أن هذا الانهيار للحيلالدفاعية يحدث مع الصائم ‏ ‏العادي كلما ازداد خشوعه وصدقه‏، ‏‏ ‏وأشارإلى أنه لوحظ ارتباط ذلك باتساع دائرة الترابط بين التفكير ‏ ‏الواعيوالعقل الباطن بما يسمى بعملية إعادة تنسيق المعلومات على مستويات المخ ‏‏المختلفة، وهي تماثل إعادة برمجة العقلوأضاف أن الصوم يساعد أيضا على ممارسة خلوات علاجية وتأمل مما يساعد الفرد‏ ‏على الخروج من دوامة الصراعات اليومية والتوتر وإهدار الطاقات النفسيةوالذهنية ‏ ‏وإصدار أوامر للعقل بالتسامح والعفو، وأكد أنه يحدث أثناءالصيام تعديل مستمر للحوار الذاتي وما يقوله الفرد لنفسه ‏ ‏طوال اليوم منعبارات وجمل تؤثر في أفكاره وانفعالاته، حيث يمثل الصوم فرصة لغرس ‏ ‏معانوعبارات إيجابية، مع الاستعانة بالأذكار والدعاء وممارسة العباداتبانتظام.‏ ‏ وأوضح أن ذلك يحدث في إطار مبادئ علم النفس الحديثة حيث يتمالتعلم من خلال ‏ ‏التكرار واتباع قاعدة التعليم المتدرج والتعلمبالمشاركة الفعالة وأسلوب توزيع ‏ ‏التعلم.‏ ‏وبين أن كل ذلك يأتي في إطار منظومة متكاملة تسمح بإعادة برمجة حقيقيةللجهاز ‏ ‏العصبي والسلوكي وتعديل التفكير وتغيير العادات، حيث يصبح الصومعبادة وتأملاً، وأيضا ‏ ‏تعديلا للنفس البشرية والتخلص من الانفعالاتوالاضطرابات النفسية وإطلاقا لطاقات ‏ ‏العقل.‏ ‏واستعرض الباحث جانبا من دراسة أجراها الدكتور كانمان من جامعة برنستونالأمريكية ‏ أظهرت أن عدم خفض الاختيارات والتحكم في الرغبات قد أدىبالفعل حسب دراسته ‏ ‏الميدانية إلى تزايد الإحساس بالكآبة، بل وظهورمعدلات الاكتئاب بدرجة تتناسب ‏ ‏عكسيا مع وفرة وكثرة الاختيارات.‏ ‏وتطرق إلى دراسة غربية أخرى أجريت العام الحالي وأكدت على ارتفاع معدلاتمرض ‏ ‏الاكتئاب ومشاعر الإحباط والتعاسة نتيجة الإفراط في الاختياراتوعدم القناعة ‏ ‏وهذا اللفظ بدأ يدخل ضمن الاصطلاحات النفسية العلمية كماتوصل إلى أن أغلب أفراد ‏ ‏المجتمع لا يعرفون طريقة لضبط شهواتهم وخفض نهموشره رغباتهم.‏ ‏وأكد الباحث أن كل هذه الدراسات وغيرها تؤكد ضرورة أن يتدرب الإنسان ولولأسابيع ‏ ‏محددة على هذا الأسلوب من الضبط الذاتي للشهوات، وبالتاليللغرائز والانفعالات ‏ ‏والسلوك أي ضرورة أن يتعلم ضبط شهواته بالصوملفترة كافية




بارك الله فيك غاية الهدى …….




وفيك البركة شكرا على المرور

تعليمية




بارك الله فيك اختنا الغالية

جزاك الله خيرا

موضوع مميز

تقبلي تحياتي







شكرا لك امي غاية الهدى
بارك الله فيك
ولا تحرمينا من جديدك




تعليمية