التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

إستقبال شهر رمضان و فضائله وفضائل الصوم

إستقبال شهر رمضان و فضائله وفضائل الصوم .

لا شك أن من نعمة الله على عباده أن منَّ عليهم بهذا الشهر العظيم، الذي جعله موسماً للخيرات، ومغتنماً لاكتساب الأعمال الصالحات، وفيه يضعف الثواب وتفتح أبواب الخير فيه لكل راغب، شهر الخيرات والبركات، شهر المنح والهبات، شهر الصيام والقيام .
ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشـِّر أصحابه بمقدوم هذا الشهر المبارك ويحثهم على الاجتهاد بالأعمال الصالحة ، والاكثار من الطاعات وإغتنام أوقاتِ نهاره بالذكر والتسبيح وتلاوة القرأن ، ولياليه بالقيام نوافل من صلواتٍ وصدقات ، وبذل معروفٍ وإحسان ، وصبرٍ على طاعة الله ، وعمارة نهاره بالصيام وليله بالقيام ، وشَغْلِ أوقاته المباركة بالذكر والشكر والتسبيح والتهليل وتلاوة القرآن .

روى النسائي في سننه عن ابي هريرة رضي الله عنه أن رس ل الله صلى الله عليه وسلم قال: (
أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه تفتح فيه أبواب السماء وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم). (1) راه النسائي في كتاب الصيام باب فضل شهر رمضان صحيح الجامع رقم 55
ومن هذا الحديث يتبين لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينبه أصحابه بقدوم هذا الشهر وأنه شهر مبارك تفتح فيه أبواب السماء وتغلق أبواب الجحيم وغل فيه المردة من الشياطين كما بين لهم صلواة الله عليه أن فيه ليلة هي خير من ألف شهر من حرم خيرها حرم خيرا كثيرا وذلك لغفلته وبعده عن طاعة الله عز وجل وإتباعه لشهواته وملذات الدنيا

لذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي أصحابه بالضفر في هذا الشهر المبارك وأن يستقبلوه وهم عازمون على تجديد توبتهم بالتقرب إلى الله عز وجل بمختلف الطاعات التي بها ينالون الخير الذي عنده سبحانه وتعالى

ولعضمة هذا الشهر
فإن الله سبحانه وتعالى اختص شهر رمضان من بين الشهور بفضائل عديدة، وميزه بميزات كثيرة .
إنزال القرآن الكريم :

قال تعالى: {
شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر} [البقرة 185].
ففي هذه الآية الكريمة ذكر الله لشهر رمضان ميزة عضيمة وهي : إنزال القرآن فيه، لأجل هداية الناس من الظلمات إلى النور وتبصيرهم بالحق من الباطل بهذا الكتاب العظيم، المتضمن لما فيه صلاح البشرية وفلاحها، وسعادتها في الدنيا والآخرة.

تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار:

ومن فضائل هذا الشهر ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة كما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (
إذا جاء رمضان فُتحت أبواب الجنة وغُلّقت أبواب النار وصُفدت الشياطين) [أخرجه البخاري 1898، 1899، ومسلم 1079].
فدل هذا الحديث على مزايا عظيمة لهذا الشهر المبارك:

الأولى
: أنه تفتح فيه أبواب الجنة، وذلك لكثرة الأعمال الصالحة التي تشرع فيه، والتي تسبب دخول الجنة، كما قال تعالى: (ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون) [النحل 32].
الثانية
: إغلاق أبواب النار في هذا الشهر، وذلك لقلة المعاصي التي تسبب دخولها، كما قال تعالى: ( فأما من طغى * وآثر الحياة الدنيا * فإن الجحيم هي المأوى) [النازعات 37 ـ 39 ] وقال تعالى: (ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا) [الجن: 23].
الثالثة
: أنه تصفد فيه الشياطين، أي تغل وتوثق، فلا تستطيع إغواء المسلمين وإغراءهم بالمعاصي، وصرفهم عن العمل الصالح، كما كانت تفعل في غير هذا الشهر، ومنعها في هذا الشهر المبارك من مزاولة هذا العمل الخبيث إنما هو رحمة بالمسلمين لتتاح لهم الفرصة لفعل الخيرات وتكفير السيئات.
العتق من النار:

روى ابن ماجة في سننه قال: حدثنا أبو كريب ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (
إن لله عند كل فطر عتقاء وذلك في كل ليلة ) أي عند فطر الصائمون

فضائل الصيام

مضاعفة أجر الصائم:
وعنه كذلك
رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه ) متفق عليه .
وفي رواية لمسلم: (كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال الله تعالى: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع شهوته وطعامه من أجلي للصائم فرحتان فرحة عند فطره فرحة عند لقاء ربه ولخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك) .

ومن هذا الحديث أن كل الاعمال الى العبد إلا الصيام فإنه لله عز وجل وهو يجزي عليه وكما جاء في الحديث ان الحسنة بعشرة أمثالها غلى سبعمائة ضعف إلا الصوم فلا يعلم أجره إلا الله وكما قال تعالى : (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ ) [الزمر : 10]

وكذلك خلوف فم الصائم أطيب من ريح المسك عند الله ، تلك الرائحة والغازات التي تنبعث من المعدة بعد خلوها من الطعام ، هي أطيب من ريح المسك عند الله تعالى لأنها في طاعة الله

ومن هذا الحديث كذلك أن للصائم فرحتين الفرحة الأولى عند فطره إذا أفطر فرح بفطره ، فرح بفطره من وجهين :

الوجه الأول:
أنه أدى فريضة من فرائض الله وأنعم الله بها عليه وكم من إنسان في المقابر يتمنى أن يصوم يوما واحدا فلا يكون له وهذا قد من الله عليه بالصوم فصام فهذه نعمة فكم من إنسان شرع في الصوم ولم يتمه فإذا أفطر فرح لأنه أدى فريضة من فرائض الله
الوجه الثاني:
ويفرح أيضا فرحا آخر وهو أن الله أحل له ما يوافق طبيعته من المآكل والمشارب والمناكح بعد أن كان ممنوعا منها .
وفرحة عند لقاء وهي كما قال الامام الملا علي القاري في شرح مشكاة المصابيح ربه أي بنيل الجزاء أو حصول الثناء أو الفوز باللقاء

تكفير الذنوب:
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه . ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه . ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) .(متفق عليه)

قال ابن حجر في فتح الباري (والمراد بالإيمان الاعتقاد بحق فرضية صومه، وبالاحتساب طلب الثواب من الله تعالى. وقال الخطابي: احتسابا أي عزيمة، وهو أن يصومه على معنى الرغبة في ثوابه طيبة نفسه بذلك غير مستثقل لصيامه ولا مستطيل لأيامه
) أه .فمن صام هذا الشهر وهوموقن بفرضيته غير مستثقل له كان سببا في تكفير ذنوبه.
وقاية من النار:

وروي عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( الصيام جنة وحصن حصين من النار ) رواه أحمد بإسناد حسن والبيهقي وحسنه الالباني رحمه الله

حصن حصين أي مانع قوي يقي الصائم من النار ويبعده عنها

قبول الدعاء :
روى الترمذي في جامعه عن ابي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( ثلاثة لا ترد دعوتهم الأمام العادل والصائم حين يفطر ودعوة المظلوم يرفعها فوق الغمام وتفتح لها أبواب السماء )

الصيام شفعاعة للعبد يوم القيامة:

عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( الصيام والقرآن يشفعان للعبد يقول الصيام أي رب إني منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان) . رواه البيهقي في شعب الإيمان وصححه الالباني رحمه الله .




جزاكم الله خير

للرفع بمناسبة قدوم شهر رمضان 2022

اعاده الله علينا بالاجر والثواب




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.