التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[خطبة جمعة] حقيقة السياسة الشرعية – خطبة الجمعة 18 رجب 1443 للشيخ أبي عبدالأعلى خالد

تعليمية تعليمية
[خطبة جمعة] حقيقة السياسة الشرعية – خطبة الجمعة 18 رجب 1443 للشيخ أبي عبدالأعلى خالد عثمان المصري

حقيقة السياسة الشرعية
خطبة الجمعة
18 0من شهر رجب 1443
للشيخ
أبي عبدالأعلى خالد عثمان المصري

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
الفقه واصوله

هل يجب على من تعلم العلوم الشرعية، البدء بمذهب معين في الفقه ذاته

تعليمية تعليمية

طريقة تعلم العلم / هل يجب على من تعلم العلوم الشرعية، البدء بمذهب معين في الفقه ذاته من أصوله؟

طريقة تعلم العلم
السؤال الثالث والرابع من الفتوى رقم (4264)
س3: ما هي الطريقة المثلى لتعلم العلوم الشرعية؟ هل هي القراءة فقط، أم كتابة كل ما يقرؤه الإنسان، أم حفظ كل ما يقرءه، أم هو حسب أحوال الشخص واتساع ذهنه؟

ج3: نوصيك بتقوى الله، وأن تتعلم من العلم الشرعي ما تقيم به أمور دينك ودنياك، وأن تسأل أهل العلم عما أشكل عليك، وأن تسجل من العلوم ما تحتاج إلى تسجيله، وتحرص على حفظ القرآن الكريم، وحفظ ما تيسر من السنة، كعمدة الحديث للشيخ عبد الغني المقدسي، وبلوغ المرام للحافظ ابن حجر .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو // عضو // الرئيس //

عبد الله بن قعود // عبد الله بن غديان // عبد العزيز بن عبد الله بن باز //

س4: هل يجب على من تعلم العلوم الشرعية، البدء بمذهب معين في الفقه ذاته من أصوله؟

ج4: الذي ينبغي أن يتعلم الشخص من العلوم ما يحتاج إليه، كما سبق في جواب السؤال الثالث، ولا يلزمه أن يبدأ بشيء من كتب الفقه وأصول الفقه لمذهب معين، بل يختار من ذلك ما هو الأسهل والأصلح بمشاورة أهل العلم، ليستعين بذلك على فهم الكتاب والسنة.

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو // عضو // الرئيس //

عبد الله بن قعود // عبد الله بن غديان // عبد العزيز بن عبد الله بن باز //

الكتاب : فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ( 10 )(14/165)
الناشر : رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء – الإدارة العامة للطبع – الرياض
تاريخ النشر : 1417هـ – 1996م


منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




بارك الله فيك وجعل ما تقدمون في ميزان حسناتك

لا تبخلوا علينا بمثل هذه المشاركات

اختكم المعلمة هناء




التصنيفات
الفقه واصوله

هل يصح تسمية الأحكام الشرعية بالتكليفية؟ وما هو موقف ابن تيمية وابن القيم من ذلك ||-

تعليمية تعليمية

هل يصح تسمية الأحكام الشرعية بالتكليفية؟ وما هو موقف ابن تيمية وابن القيم من ذلك

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على عبد الذي اصطفى، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى.
أما بعد:

فقد شاع عند الأصوليين تسمية الأحكام الشرعية بالتكليفية، وفسروا التكليف بأنه إلزام بما فيه مشقة وكلفة. ووصفوا الأحكام الشرعية بذلك.
وهذا الإطلاق يعد من المزالق الدقيقة في علم أصول الفقه

فإن في هذه التسمية وهذا الإطلاق نظرا من عدة وجوه:

الوجه الأول: أن القول بأن الأحكام الشرعية لابد فيها من الكلفة والمشقة حتى يثاب عليها هو مبني على عقيدة المعتزلة في التحسين والتقبيح العقلي، حيث قالوا: إن العقل يقضي بأن العبد لا يثاب إلا على فيه مشقة وكلفة، وما خلا عن المشقة والكلفة فلا ثواب فيه، فاشترطوا المشقة في التكاليف الشرعية، وزعموا أن العقل يحكم بذلك.
وهذا باطل؛ فالعقل عند أهل السنة والجماعة لا مدخل له في إثبات الثواب والعقاب أو نفيهما، على ما هو مفصل في الكلام على مسألة التحسين والتقبيح العقليين.

الوجه الثاني: أن هذه التسمية مبنية على القول بأن الأحكام الشرعية مشتملة على المشقة والكلفة، وهذا الإطلاق والتعميم ليس بصحيح لأن الأحكام الشرعية منها ما لا مشقة فيه، بل هو لذة، كما قال على الصلاة والسلام: (( وفي بضع أحدكم صدقة )) رواه مسلم من حديث أبي ذر رضي الله عنه.
وبعض الأحكام الشرعية قد يقال أن فيها تكليفا ومشقة بالنظر إلى ذات الفعل وأدائه، ولكن هذه المشقة والكلفة تذهب وتزول وتتلاشى بمقابل ما يكون في قلب المؤمن من لذة وأنس بالعبادة وسرور وفرح بطاعة الله، وهذا طبعا لمن زرقه الله حلاوة الإيمان، فالأحكام والتكاليف الشرعية عند هذا الصنف هي لذة ونعيم لا مشقة وكلفة.

الوجه الثالث: أن المشقة الواقعة في بعض التكاليف ليست مقصودة لذاتها، وإنما هي واقعة تبعا، ولا يجوز للمكلف أن يقصد المشقة في العبادة. والشرع لم يأت بالمشقة على العباد بل بالتخفيف عليهم ونفي الحرج، وفي هذه التسمية إيهاما بعكس ذلك. يوضحه:

الوجه الرابع: أن المشقة والكلفة في الأحكام الشرعية جاء نفيها في النصوص، كما قال تعالى: (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )) فالله عز وجل لم يكلفنا إلا ما هو في وسعنا، والوسع هو ما لا حرج فيه ولا مشقة.

الوجه الخامس: أن الشارع لم يسم الأحكام الشرعية بالتكليفية، وهذه التسمية ليست شرعية ولم ترد في النصوص بل الوارد أن الله تعالى سمى شرعه: روحا، ووحيا، وهدى، ونورا، ونحو ذلك.

وهذا المعنى قد قرره شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم رحمهما الله.
قال شيخ الإسلام رحمه الله في مجموع الفتاوى 1/25:

(( وَاعْلَمْ أَنَّ هَذَا الْوَجْهَ مَبْنِيٌّ عَلَى أَصْلَيْنِ :
أَحَدُهُمَا : عَلَى أَنَّ نَفْسَ الْإِيمَانِ بِاَللَّهِ وَعِبَادَتَهُ وَمَحَبَّتَهُ وَإِجْلَالَهُ هُوَ غِذَاءُ الْإِنْسَانِ وَقُوتُهُ وَصَلَاحُهُ وَقِوَامُهُ كَمَا عَلَيْهِ أَهْلُ الْإِيمَانِ ، وَكَمَا دَلَّ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ ؛ لَا كَمَا يَقُولُ مَنْ يَعْتَقِدُ مِنْ أَهْلِ الْكَلَامِ وَنَحْوِهِمْ : أَنَّ عِبَادَتَهُ تَكْلِيفٌ وَمَشَقَّةٌ . وَخِلَافُ مَقْصُودِ الْقَلْبِ لِمُجَرَّدِ الِامْتِحَانِ وَالِاخْتِبَارِ ؛ أَوْ لِأَجْلِ التَّعْوِيضِ بِالْأُجْرَةِ كَمَا يَقُولُهُ الْمُعْتَزِلَةُ وَغَيْرُهُمْ ؛
فَإِنَّهُ وَإِنْ كَانَ فِي الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ مَا هُوَ عَلَى خِلَافِ هَوَى النَّفْسِ – وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ يَأْجُرُ الْعَبْدَ عَلَى الْأَعْمَالِ الْمَأْمُورِ بِهَا مَعَ الْمَشَقَّةِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ } الْآيَةَ ، وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَائِشَةَ : { أَجْرُكِ عَلَى قَدْرِ نَصَبِكِ } – فَلَيْسَ ذَلِكَ هُوَ الْمَقْصُودَ الْأَوَّلَ بِالْأَمْرِ الشَّرْعِيِّ ، وَإِنَّمَا وَقَعَ ضِمْنًا وَتَبَعًا لِأَسْبَابِ لَيْسَ هَذَا مَوْضِعُهَا ، وَهَذَا يُفَسَّرُ فِي مَوْضِعِهِ.
وَلِهَذَا لَمْ يَجِئْ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَكَلَامِ السَّلَفِ إطْلَاقُ الْقَوْلِ عَلَى الْإِيمَانِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ أَنَّهُ تَكْلِيفٌ كَمَا يُطْلِقُ ذَلِكَ كَثِيرٌ مِنْ الْمُتَكَلِّمَةِ وَالْمُتَفَقِّهَةِ ؛ وَإِنَّمَا جَاءَ ذِكْرُ التَّكْلِيفِ فِي مَوْضِعِ النَّفْيِ ؛ كَقَوْلِهِ : { لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إلَّا وُسْعَهَا } .{ لَا تُكَلَّفُ إلَّا نَفْسَكَ } { لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إلَّا مَا آتَاهَا } أَيْ وَإِنْ وَقَعَ فِي الْأَمْرِ تَكْلِيفٌ ؛ فَلَا يُكَلَّفُ إلَّا قَدْرَ الْوُسْعِ ، لا أَنَّهُ يُسَمِّي جَمِيعَ الشَّرِيعَةِ تَكْلِيفًا ، مَعَ أَنَّ غَالِبَهَا قُرَّةُ الْعُيُونِ وَسُرُورُ الْقُلُوبِ ؛ وَلَذَّاتُ الْأَرْوَاحِ وَكَمَالُ النَّعِيمِ )). انتهى.

وقال ابن القيم رحمه الله في إغاثة اللهفان 1/31-32:

(( … لا كما يقوله من قل نصيبه من التحقيق والعرفان وبخس حظه من الإحسان : إن عبادته وذكره وشكره تكليف ومشقة لمجرد الابتلاء والامتحان أو لأجل مجرد التعويض بالثواب المنفصل كالمعاوضة بالأثمان أو لمجرد رياضة النفس وتهذيبها ليرتفع عن درجة البهيم من الحيوان كما هي مقالات من بخس حظه من معرفة الرحمن وقل نصيبه من ذوق حقائق الإيمان وفرح بما عنده من زبد الأفكار وزبالة الأذهان.
بل عبادته ومعرفته وتوحيده وشكره قرة عين الإنسان وأفضل لذة للروح والقلب والجنان وأطيب نعيم ناله من كان أهلا لهذا الشان والله المستعان وعليه التكلان

وليس المقصود بالعبادات والأوامر المشقة والكلفة بالقصد الأول وإن وقع ذلك ضمنا وتبعا في بعضها لأسباب اقتضته لابد منها هي من لوازم هذه النشأة

فأوامراه سبحانه وحقه الذي أوجبه على عباده وشرائعه التي شرعها لهم هي قرة العيون ولذة القلوب ونعيم الأرواح وسرورها وبها شفاؤها وسعادتها وفلاحها وكمالها في معاشها ومعادها بل لا سرور لها ولا فرح ولا لذة ولا نعيم في الحقيقة إلا بذلك كما قال تعالى : { يأيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون } …

فإن قيل : فقد وقع تسمية ذلك تكليفا في القرآن كقوله : { لا يكلف الله نفسا إلا وسعها} ، وقوله :{ لا نكلف نفسا إلا وسعها} .

قيل : نعم إنما جاء ذلك في جانب النفي ولم يسم سبحانه أوامره ووصاياه وشرائعه تكليفا قط بل سماها روحا ونورا وشفاء وهدى ورحمة وحياة وعهدا ووصية ونحو ذلك )) انتهى

وبالرغم من ظهور هذه الأوجه والانتقادات المذكورة آنفا، إلا أنه يمكن أن تعد هذه التسمية اصطلاحا محضا، فلا مانع من إطلاقها بهذا الاعتبار لكن مع مراعات منـزع هذا الإطلاق، والتنبيه على مأخذه وأصله وأنه ليس على إطلاقه والله أعلم.

ملاحظة: النصوص نقلتها من المكتبة الشاملة، ومن يقف على نصوص أخرى لأهل العلم المتقدمين والمعاصرين فليذكرها ولا يبخل بها، بارك الله فيكم.

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

الوصية باغتنام الأيام العشر بأحسن الأعمال الشرعية و التأدب بأحكام الأضحية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهالحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، وأشهد أن لا الله إلا الله وحده لا شريك له شهادة نرجو بها النجاة يوم نلاقيه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وخليله و أمينه على وحيه، صلى الله عليه وعلى آله أهله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد:
فيا عباد الله، إنكم تستقبلون في هذه الأيام عشر ذي الحجة، التي بينَّ النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – فضل العمل فيها بقوله:(ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر، قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء)، فالعمل الصالح في عشر ذي الحجة أفضل من العمل الصالح في عشر رمضان الأخيرة، بل أفضل من العمل الصالح في أي يوم من أيام السنة، هكذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولكن كثيراً من الناس يجهلون قدر هذه الأيام العشر، فلا تكاد تجد أحداً يميزها عن غيرها بكثرة العمل الصالح ولكني أقول: إن من بلغته سنة النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – فإن الأولى به أن يكون متبعاً لها وجوباً في الواجبات واستحباباً في المندوبات .
إذاً: فأكثروا من العمل الصالح في هذه الأيام العشر، أكثروا من الصلاة، أكثروا من قراءة القرآن، أكثروا من الذكر، أكثروا من الصدقة، صوموها فإن الصيام من أفضل الأعمال الصالحة، قال الله – عزَّ وجل – في الحديث القدسي: «كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشرِ أمثالها إلى سبع مائة ضعف إلى أضعاف كثيرة إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به»(1)، وفي هذه الأيام العشر احترموا أضحيتكم بحرماتها التي جعلها النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – حيث قال:(إذا دخل العشر و أراد أحدكم أن يضحي فلا يأخذن من شعره ولا من ظفره ولا من بشره أي: من جلده شيئاً)، فمن أراد أن يضحي فلا يأخذن من ذلك شيئاً إلى أن يضحي؛ وذلك احتراماً للأضحية التي هي من شعائر الله، ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب، ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه، وفي هذا دليل على أهمية الأضحية، حيث جعل لها النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – حرمات يحترمها الإنسان عند إرادة فعلها ولكن في أي مكان تكون الأضحية ؟ تكون الأضحية في بلد الإنسان، تكون الأضحية في بيته يقيم بذلك شعائر الله في بلاد الله عزَّ وجل وليست الأضحية مجرد صدقة؛ حتى يتوخى الإنسان فيها أحوج بلاد المسلمين ولكنها قربة خاصة يتقرب بها الإنسان إلى ربه، ولو كانت مجرد صدقة لكانت جائزة قبل صلاة العيد لا بعدها، ولكانت جائزة من بهيمة الأنعام وغيرها، ولكانت جائزة فيما بلغ السنة وما لم يبلغه ولكنها عبادة موقتة محددة بكيفيتها ووقتها وحينئذٍ نعرف أنه من الغلط أن يرسل الإنسان دراهمه إلى بلاد أخرى ليضحى بها هناك فإن هذا ليس من سنة الرسول – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – وإنما كان يبعث بالهدي من المدينة إلى مكة؛ من أجل اختصاص المكان لا من أجل حاجة الناس، أما الأضحية فإن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يضحي في المدينة، وإن إرسال الدراهم ليضحى بها في مكان آخر تفوت به مصالح كثيرة؛ يفوت به إظهار الشعيرة في البلاد فإن ذبح الأضاحي من شعائر الله، فإذا أرسل الناس دراهمهم إلى بلاد أخرى يضحى بها بقيت البلاد بلا شعيرة، يفوت بها: أن يذكر الإنسان ربه على هذه البهيمة التي ضحى بها والله تعالى يقول: ﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَام﴾ [الحج: 34]، يفوت بها اتباع سنة النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – حيث كان يضحي بنفسه ويذبح أضحيته ويذكر اسم الله عليها ويسأل الله قبولها، وإذا أرسلت الدراهم إلى هناك فمن الذي يتولى ذلك، أليس هو الذابح ؟ هذا إن أحسنَّا الظن به ووثقنا بمن نرسل الدراهم معه، أما إذا كانت أضحيتك في بيتك فتولَّ ذبحها بنفسك إن كنت تحسنه أو تحضره ويحصل بذلك تعظيم شعائر الله في البيت فإن أرسلها إلى بلاد أخرى يفوت به هذه المصلحة العظيمة، يفوت في إرسالها إلى بلاد أخرى: أن يأكل الإنسان منها والله – تعالى – قد أمر بالأكل منها فقال: ﴿وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ﴾ [الحج:36] ، ومن المعلوم أنه إذا كانت الأضحية في غير بلدك فإنه لا يمكنك أن تمتثل أمر الله بالأكل منها؛ لأنها ليست عندك وحينئذٍ تفوّت أمر الله – عزَّ وجل – فيها، وقد قال بعض أهل العلم: إن الأكل من الأضحية واجب، وأما الإنسان إذا لم يأكل منها فهو آثمٌ عاصٍ لله، ولاشك أنه عاصٍ للأمر، ولكن هل يأثم لهذا العصيان أو لا يأثم ؟ هذا محل الخلاف بين العلماء، وإنك إذا أرسلت الدراهم ليضحى بها في بلد آخر فلا تدري متى تكون الأضحية، هل تكون في اليوم الأول الذي هو أفضل من الأيام الثلاثة بعده، أو تكون قبل الصلاة، أو تكون بعد أيام التشريق ؟ ثم تبقى معلقاً – أيضاً – بالنسبة لأخذ الشعر والظفر والبشرة، وأنت إذا أرسلتها إلى بلد آخر فلا تدري أيقوم المشتري بالاحتياط التام في تمام سِنِّها وخلوها من العيوب المانعة من الإجزاء وخلوها من العيوب التي تكره فيها، كل هذا سيفوتك .
أيها الإخوة، إن من الغلط أن يرسل الإنسان دراهمه إلى بلد آخر ليضحى بها هناك لتفويت هذه المصالح التي سمعتموها، وإذا كان عند الإنسان فضل مال فإني أحثه على أن يرسله إلى البلاد الفقيرة والمحتاجة للجهاد في سبيل الله والله – سبحانه وتعالى – ذو الفضل العظيم، وإن من خلاف السنة ما يفعله بعض الناس اليوم من الإسراف في الأضحية، حيث يضحي الرجل عنه وعن أهل بيته بالأضحية وهذا لا شك أنه إذا اقتصر عليه فهو السنة الموافقة لسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ لأن النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – وهو أكرم الخلق بلا شك وأحب الخلق للخير بلا شك، وهو صلى الله عليه وسلم أسبق الناس إلى فعل الخير بلا شك، وهو صلى الله عليه وسلم المشرِّع لأمته بلا شك لم يضحِ عنه وعن أهل بيته إلا بأضحية واحدة، ومن المعلوم أن نساءه تسع وكل امرأة في بيت لم يضحِ بأكثر من ذلك، ولكن مع الأسف أن بعض الناس عندنا يضحي بعشر ضحايا لا حاجة إليها، تجد الرجل يضحي عنه وعن أهل بيته كما قلت ثم تأتي البنت وتقول أريد أن أضحي عن جدي من قِبَلِ الأب وعن جدَّتي من قِبَلِ الأب و عن جدتي من قِبَلِ الأم و عن جدي من قِبَلِ الأم وهكذا تأتي الأخت وهكذا تأتي الزوجة حتى يصبح في البيت الواحد إلى عشر ضحايا لا حاجة إليها بل هي من الإسراف، وإني أقول: إن النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – توفيت زوجته خديجة وهي من أحب نسائه إليه وهي أم أكثر أولاده وهي التي لم يتزوج عليها حين وجودها ومع ذلك لم يضحِ عنها، وتوفي عمه حمزة بن عبد المطلب واستشهد في أُحد – رضي الله عنه – وهو أسد الله وأسد رسوله ومع ذلك لم يضحِ عنه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، توفيت بناته الثلاث قبل أن يموت إلا أن فاطمة بقيتْ بعده ولم يضحِ عن بناته، فمِنْ أين جاءنا أن يُضحى عن الأموات؟ الوصايا تبقى بحالها ويضحى بها، أما أن نضحي عن أمواتنا فمن كان عنده حرف واحد صحيح عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه ضحى عن أحد من أمواته أو أنه أمر أن يضحي أحد عن أمواته فليسعفنا به فإنا له قابلون وله متبعون إن شاء الله، أما أن نفعل عبادة نتقرب بها إلى الله لمجرد عواطف تكون في قلوبنا وصدورنا فليس لنا ذلك، إنما الشرع من عند الله، ألم تعلموا أن بعض العلماء يقول: الأضحية عن الميت غير صحيحة؛ لأنها لم ترد في السنة، وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:«من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد»(2)، ألم تعلموا أن الذين أجازوا الأضحية عن الميت إنما قاسوها على الصدقة؛ لأن الصدقة وردت بها السنة في حديث سعد بن عبادة حيث تصدق بمخرافة عن أمه بإذن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ومخرافه هو: البستان الذي يخرف، وكذلك الرجل الذي قال: يا رسول الله، إن أمي افتلتت نفسها وأظنها لو تكلمت لتصدقت، أفأتصدق عنها ؟ قال: نعم،ولكن هل قال رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – يوماً من الأيام لأمته: تصدقوا عن أمواتكم ؟ هل قال: ضحوا عن أمواتكم ؟ هل ضحى عن أمواته ؟ هذا هو محل الحكم، وهذا مناط الحكم .
إذاً: ما بالنا نجعل في البيت الواحد عشر ضحايا أو أقل أو أكثر لأموات في سنة لم ترد عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، إذا كان عند هؤلاء فضل مال فنقول: إن أضحية قِيمّ البيت كافية عن الجميع فلا تتجاوزوا سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أنتم خير أم رسول الله، أنتم أكرم أم رسول الله، أنتم أحب في الطاعة من رسول الله، هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين، واللهِ لسنا أكرم من رسول الله، ولا أعلم بما يحب الله، ولا أسبق لما يحب الله بل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أكرم الخلق على الإطلاق وأحب ما يكون للخير: فنقول يضحي الرجل عنه وعن أهل بيته بشاة واحدة ومن عنده فضل مال فليسعف به إخوانه المسلمين في البوسنة والهرسك وغيرها من بلاد المسلمين، هناك أناس فقراء لا يأكلون إلا ورق الشجر إن تهيأ لهم، هناك أناس عراة لا يتقون برداً ولا حراً فما بالنا نحرم هؤلاء مما أعطانا الله ثم نسرف به ﴿والله لا يحب المسرفين﴾، نقول لهؤلاءِ الذين يحرصون على أن ينفعوا أمواتهم: ابذلوا هذه الأموال في غير الأضحية، ابذلوها في الصدقة، تصدقوا على إخوان لكم موتى من الجوع منهم عدد كثير .
أيها الإخوة، أدعوكم ونفسي إلى اتباع السنة لا إلى اتباع العاطفة، أدعوكم ونفسي إلى أن يترسم الخطى إمامنا وقدوتنا وأسوتنا محمد صلى الله عليه وسلم، وألا نتجاوز ما فعل وألا نسرف فيما لا يحب الله الإسراف فيه .
إن بعض الناس يعتمدون على حديث ضعيف أن الأضحية في كل شعرة منها حسنة وهذا لا يصح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أهم شيءٍ في الأضحية أن ينهر الدم ابتغاء وجه الله وتعظيماً لله عزَّ وجل هذا هو المهم، قال تعالى: ﴿لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ﴾ [الحج: 37] ، هذا الذي يناله الله أن نتقي الله – عزَّ وجل – في التقرب إلى الله – تعالى – بذبحها وذكر اسم الله عليها، وأن نتمتع بالأكل منها نحن وأولادنا وجيراننا وإخواننا وفقراءنا، وأعظم من ذلك وأدهى أن من الناس من يرسل الوصايا التي في أوقاف أمواته إلى بلاد أخرى يضحي بها فكيف يسوغ ذلك لنفسه الوصي وكيل، والوكيل لا يجوز أن يتصرف فيوكِّل إلا بإذن موكِّله والإذن هنا مستحيلاً، ثم إن الأموات يظهر من قصدهم – فيما أوصي به من الضحايا – يظهر من قصدهم أنهم أرادوا أن يتمتع من خلفهم بهذه الأضحية، يأكلون ويسمون على الأكل ويحمدون الله على الأكل ويدعون للأموات هذا هو القصد من وصية الموصين، لا أن تذبح من وراء البراري والبحار، فيا عباد الله، لا تَنْسَابوا وراء العاطفات، عندكم العلماء اسألوهم، فإن ما يُبنى على العلم والبرهان هو العبادة الصحيحة، وأما ما يبنى على الظن والوهم والعاطفة التي لا مستند لها لا من كتاب الله ولا من سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا من سنة الخلفاء الراشدين، إنها باطلة لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ).
خلاصة قولي في هذه الخطبة أنني أقول: مَنْ كان عنده ضحايا فلا يرسلها لا إلى البوسنة والهرسك ولا إلى غيرها من البلاد بل يضحي بها في بلده إظهاراً لشعائر الله واتباعاً لسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وحصولاً للمصالح العظيمة التي ذكرنا: أنه إذا أرسلها خارج البلاد فإن هذه المصالح تفوت هذه واحدة.

ثانياً: الإسراف في الأضاحي لا داعي له، فالأضحية الواحدة تكون للرجل عنه وعن أهل بيته كافية، ومن كان عنده فضل مال وأراد أن ينفع أمواته فليتصدق به على من كانوا في بلاد أخرى محتاجين للصدقة أكثر ممن كانوا في بلادنا.
ثالثاً أقول: ذكرنا أن الإنسان إذا أراد أن يضحي فإنه لا يأخذ من شعره ولا ظفره ولا من بشرته شيئاً من حين أن يدخل شهر ذي الحجة إلى أن يضحي، و أما من يضحى عنه فلا حرج، فليأخذوا من ذلك ما شاؤوا، فأهل البيت – مثلاً – إذا كان قيم البيت يريد أن يضحي عنهم لا حرج عليهم أن يأخذوا من شعورهم و أظفارهم؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – إنما قال: وأراد أحدكم أن يضحي ولم يقل: أن يضحي أو يضحى عنه؛ ولأن النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – لم يُنْقل عنه أنه قال لأهله وهو يريد أن يضحي عنهم – لم يُنْقل عنه أنه قال: لا تأخذوا من شعوركم وأظفاركم وأبشاركم شيئاً، والأصل براءة الذمة والأصل الحِل حتى يقوم دليل على التحريم، وعلى هذا فلا يشمل النهي أهل البيت وإنما يختص بقيّم البيت الذي هو يريد أن يضحي .

أيها الإخوة، اعلموا أن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وأسأل الله – تعالى – أن يلزمني وإياكم هدي محمد – صلى الله عليه وسلم – إلى أن نلقاه وهو راضٍ عنا، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة في الدين بدعة، وكل بدعة ضلالة، فعليكم بالجماعة؛ فإن يد الله على الجماعة، ومَنْ شذ شذَّ في النار، واعلموا أن الله – تعالى – أمركم أن تصلوا وتسلموا على نبيكم محمد – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – فقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ [الأحزاب: 56] .
إن صلاتكم وسلامكم على نبيكم محمد – صلى الله عليه وعلى وآله وسلم – إنها امتثال لأمر الله عزَّ وجل، إنها قيامٌ بحق الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، إنها أجرٌ وغنيمة لكم، فقد ثبت عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أن من صلى عليه مرة واحدة صلى الله عليه بها عشراً،فأكثروا – أيها الإخوة – من الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والإكثار من ذلك ليس أمراً شاقاً ولا أمر متعِباً؛ لأنه قول اللسان وأسهل ما يكون حركة هو اللسان، أكثروا من الصلاة والسلام على نبيكم محمد – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – واحتسبوا بذلك الأجر من الله، احتسبوا أنكم إذا صليتم عليه مرة واحدة صلى الله عليكم بها عشراً، اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهراً وباطناً، اللهم توفنا على ملته، اللهم احشرنا في زمرته، اللهم اسقنا من حوضه، اللهم أدخلنا في شفاعته، اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين، والصديقين، والشهداء والصالحين، اللهم أحسن عواقبنا في الأمور كلها، اللهم أحسن خاتمتنا، اللهم اجعل خير أعمارنا آخرها وخير أعمالنا خواتمها وخير أيامنا وأسعدها يوم نلقاك يا رب العالمين، يا ذا الجلال و الإكرام، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل بلدنا هذا آمناً وسائر بلاد المسلمين، اللهم مَنْ أراد بالمسلمين سوءاً فاجعل كيده في نحره، اللهم من أراد بالمسلمين سوءاً فاجعل كيده في نحره وأفسد عليه أمره واجعل تدبيره تدميراً عليه يا رب العالمين، اللهم انصر إخواننا المجاهدين في سبيلك في كل مكان، اللهم انصرهم في البوسنة والهرسك والشيشان، اللهم إنا نسألك أن تنزل بالروس بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، اللهم أنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، اللهم فرِّق جمعوهم واهزم جنودهم وشتِّت كلمتهم يا رب العالمين، اللهم أنزل بهم البلاء وألقِ بينهم العداوة والبغضاء؛ حتى يكون بعضهم يقتل بعضاً ويسبي بعضهم بعضاً يا رب العالمين، إنك على كل شيء قدير، اللهم وافعل مثل ذلك في الصرب المعتدين الخائنين يا أرحم الراحمين، يا ذا الجلال والإكرام، اللهم اجمع كلمة المسلمين على الحق، اللهم اجمع كلمة المسلمين على الحق، اللهم أصلح شبابهم وشيوخهم و ذكورهم وإناثهم يا رب العالمين، اللهم ألِّف بين قلوبهم، اللهم اهدهم سبل السلام، اللهم يسرهم لليسرى وجنبهم العسرى واغفر لهم في الآخرة و الأولى يا رب العالمين، ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾[الحشر:10]، اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبساً علينا فنضل يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

منقول من الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله وغفر له

——————————

(1) أخرجه الإمام أحمد في باقي مسند المكثرين ( 10136) من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، وأخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في كتاب الصيام (1771) ، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في كتاب الصيام ( 1945)، وأخرجه أصحاب السننه في سننهم .
(2) أخرجه مسلم في كتاب الأقضية ( 3243 ) من حديث عائشة رضي الله عنها، وأخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في كتاب الصلح ( 2499) من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها .




جزاكم الله خيرا على النقل الطيب




واياك أخي الفاضل.




بارك الله فيك




التصنيفات
شهادة البكالوريا BAC

الملخص الشامل في العلوم الشرعية شنة ثالثة ثانوي جميع الشعب

تعليمية

تعليمية

تعليمية

تعليمية

تعليمية




بارك الله فيك ان شاء الله يستفيد منه الجميع




وفيـــــــــــــك بارك الله رامي

تعليمية




موضوع قيم ومفيد

جزاك الله خيرا

كراسياس

الغزالة




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الغزالة تعليمية
موضوع قيم ومفيد

جزاك الله خيرا

كراسياس

الغزالة

تعليمية




التصنيفات
تحضير بكالوريا 2015 - الشعب الادبية

الملخص المفيد لدروس العلوم الشرعية بكالوريا 2022

تعليمية تعليمية

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جميعا مشرفين وأعضاء
إليكم النسخة الثانية منقحة ومراجعة لجميع دروس العلوم الشرعية نهائي مختصرة ومفيدة باذن الله تعالى.

وقد أعددتها موافقة للمنهاج المقرر وحدات ووضعيات, فارجو من الله أن يوفق الجميع طبعا لا تنسونا من الدعاء

http://noursoftdz.jeeran.com/Lecon_edit.doc

منقول للاستاذ نور الدين بوكمارة موقع الاستاذ

تعليمية تعليمية




بارك الله فيك اخيتي

نفع بك الله ان شاء الله




شكرا على المرور وشكرا على التعديل اختي نانو

ونفع الله بنا جميع والشكر والدعاد لصاحب الموضوغ والعمل الاستاذ نور الدين




تحية ط
بارك الله فيكم جميعا وخاصة الاخت اسماء على ما تبذلونه في خدمة التعليم ونفع التلاميذ
واصلوا ونحن معكم بالدعاء والمعاونة
اخوكم الاستاذ نورالدين بوكمارة




بسم الله الرحمن الرحيم
مشكوووووورة والله يعطيك الف عافيه




التصنيفات
العلوم الانسانية والاجتماعية

كتاب الشرعية الاجرائية و حقوق الانسان

تعليمية تعليمية

تعليمية

كتاب الشرعية الاجرائية و حقوق الانسان

تعليمية

كتاب الشرعية الاجرائية و حقوق الانسان

التحميل

اضغط هنا


تعليمية

تعليمية تعليمية




Uggs Roxy Tall : Ugg boots, Ugg Boots,Uggs Boot Sale,Ugg Boots Outlet,Ugg Boots Online,Ugg Stores




التصنيفات
اسلاميات عامة

أثر الأذكار الشرعية في طرد الهم والغم للشيخ الدكتور عبد الرزاق العباد حفظه الله

أما بعد
أولا أحي الإخوة الكرام بتحية الإسلام
فسلام الله عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته
أسال الله جلا وعلا بأسمائه الحسنى أن يكتب لنا جميعا في هذا اللقاء النفع والخير والفائدة وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم مطابقا لسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأن يجعل ما نقوله حجة لنا لا علينا وأن يجعلنا من عباده المتقين الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب

أيها الأخوة موضوع هذا اللقاء عن أثر الأذكار الشرعية في طرد الهم والغم وكلكم يعلم أن الإنسان بين الحين والأخر قد يُلم به بعض الملمات وقد تصيبه بعض المصائب وقد يبتلى ببعض الآلام التي تكدره وتؤلم قلبه وتأكل فؤاده وربما جلبت له الكثير من الحزن أوالهم أوالغم وهذا الحزن أو الألم الذي يصيب القلب إما أن يكون متعلقا بأمور ماضية أو يكون متعلقا بأمور مستقبلة أو يكون متعلقا بحاضر الإنسان قد يتذكر الإنسان أمورا مضت وأشياء قد فاتت عليه فيتألم ويحزن لذلك وقد يكون الألم الذي أصاب قلبه يتعلق بأمور مستقبلة يتخوف من أشياء ويتوقع حصول أشياء يدخل قلبه شيئا من المخاوف وفد يكون الألم يتعلق بواقع الإنسان مصيبة حلت به أو نزلت به ولهذا يقول العلماء إذا كان الألم الذي يصيب القلب متعلقا بشيئا ماضي فهو حزن وإن كان متعلقا بشيئا مستقبل فهو هم وإن كان يتعلق بواقع الإنسان وحاضره فهو غم وهذه الثلاث الحزن والهم والغم كلها آلام تصل إلى القلب ثم إنها إذا وصلت إلى قلب الإنسان تتعبه وتؤرقه وتكدر خاطره ولا يكون وضعه مع وجودها سويا طبيعيا وحتى إنك لتقرأ ذلك في بعض الوجوه تقابل أحد زملائك وبدون أن يتحدث إليك تقول له : ما بالي أراك مهموما محزونا أو مغموما دون أن يتحدث لكنها تبدو آلامه على تقاسيم وجهه ولاسيما إذا اشتدت عليه فإنها أمور تصل إلى الإنسان لأسباب ولأحوال متنوعة تمر عليه في هذه الحياة وعند النظر في طريقة علاجها والسعي في إبعادها وإزالتها من القلب نجد أن الناس يتفاوتون في هذا الباب تفاوتا عظيما وينحون في العلاج مناح شتى ولكن لا علاج ولا دواء ولا شفاء ولا سلامة ذلك كله إلا بالعودة الصادقة إلى الله جلا وعلا فبالعودة إلى الله وذكره وتعظيمه وعمارة القلب بتوحيده والإيمان به واللجوء الصادق إلى الله والافتقار إليه والذل بين يديه والامتثال له سبحانه كل هذه تذهب ولا يبقى منها شيء والذكر هو طمأنينة القلوب وروح النفوس وذهاب الهموم والغموم كما قال جلا وعلا " الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ
فطمأنينة القلب وزوال همه وغمه وحزنه إنما يكون بذكر الله وتعظيمه وعمارة القلب بالإيمان به عز وجل وعليه أيها الإخوة فإن الذكر هو الشفاء وهو الدواء وقد جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام أذكار عديدة أرشد صلوات الله وسلامه عليه من أصابه كرب أوحل به هم أو نزل به غم أن يلجأ إليها وأن يحافظ عليها وأن يأتيا بها ليزول عنه ما يجدوليذهب عنه ألمه وهمه وغمه وقد ورد في هذا الباب أحاديث عديدة خرجها أهل العلم في كتب الحديث وسأقف بكم أيها الإخوة الكرام على طائفة العطرة ونخبة مباركة من هذه الدعوات والأذكار العظيمة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم والتي يشرع للمسلم أن يقولها عندما يصيبه الهم أو الكرب أو الحزن أو نحو ذلك

روي البخاري ومسلم في صححيهما عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في الكرب :" لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ"

وروى عن أبو داود في سننه عن عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ قال لها قَالَتْ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَلَا أُعَلِّمُكِ كَلِمَاتٍ تَقُولِينَهُنَّ عِنْدَ الْكَرْبِ " أَللَّهُ أَللَّهُ رَبِّي لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا "

وروى أبو داود في سننه عن أبي بكرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " دَعَوَاتُ الْمَكْرُوبِ اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو فَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ "

وروى الترمذي في سننه عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الْحُوتِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنْ الظَّالِمِينَ فَإِنَّهُ ما دعا بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ "

هذه الأحاديث وهي أربعة أحاديث عظيمة وصحيحة وثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم فيها علاج للكرب الذي يصيب الإنسان ودواء للغم والحزن والهم

و و الله الذي لا اله إلا هو إن أتى بها الإنسان متأملا معناها محققا لمقصودها ومقتضاها والله ما يبقى في قلبه من الهم مقدار ذرة ، فإنها دواء ناجح وعلاج مبارك وشفاء لما ما في الصدور ولكن يحتاج المسلم إذا قال هذه الأذكار المباركة أن يتأمل في معناها وأن يعرف مدلولها وأن يحقق مقصودها يقول العلماء : إن إذا الإتيان بالأذكار المأثورة والدعوات المشروعة بدون علم بالمعنى وتفقه في الدلالة ضعيف التأثير قليل الفائدة ولهذا نحتاج لهذا الشيء في ذكر الله عز وجل ، كثير منا يأتي بالأذكار الشرعية ويواظب عليها لكنه لا يقف متأملا في دلالتها
وعليه أيها الإخوة هذه الأذكار لعلاج الكرب وعلاج الهم والغم والحزن لابد أن نتأمل فيما تدل عليه ولو وقفتم أيها الإخوة الكرام متأملين في هذه الأذكار الأربعة التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها علاج للكرب ، لوجدتم أنها تشترك في شيء واحد هذا الشيء الذي تشترك فيه هذه الأذكار لابد منه لعلاج الكرب والهم والغم ، ولابد منه لسلامة الإنسان ولغنيمته في الدنيا والآخرة وتأمل في الأذكار الأربعة اجتمع تحقيق التوحيد الذي خُلق العبد لأجله ووجد لتحقيقه ، التوحيد الذي هو إخلاص العبادة لله وإخلاص الطاعة له سبحانه وتعالى هو المبدأ للإنسان في كرباته وفي جميع همومه ولزوال الهموم والغموم إلا إذا حقق العبد التوحيد وفزِع إلى الله وأخلص دينه لله تبارك وتعالى وتأملوا معنى الأذكار الأربعة

الأول حديث ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الكرب "لا اله إلا الله العظيم الحليم لا اله إلا الله رب العرش العظيم لا اله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم " لما يقول المكروب هذا الذكر المبارك وهو يتأمل معناه ويقف عند دلالته لا إله إلا الله يتذكر توحيد الله وأنه إنما خلق إلا للتوحيد ووجد لي لا إله إلا الله ليشغل قلبه ووقته وحياته بلا إله إلا الله هو خلق لأجل ذلك ولهذا ينبغي أن تكون لا إله إلا الله هي أكبر هم الإنسان وأهم شغل الإنسان وأعظم اتجاه الإنسان وجل اهتمامه وهو لم يخلق إلا لأجلها ولم يوجد إلا لتحقيقها فهي مقصود الخليقة وأساس إيجاد الناس {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}
ما خلقهم الله إلا لأجل لا إله إلا الله ..لا إله إلا الله تعني إخلاص العبادة لله وإخلاص الدين له لا إله إلا الله : أي لا معبود بحق إلا الله فيها نفي واثبات نفي للعبودية عن كل ما سوى الله وإثبات العبودية بجميع معانيها لله وحده فالذي يقول إلا إله إلا الله لا يسأل إلا الله ولا يستغيث إلا بالله ولا يلتجأ إلا لله ولا يعتمد إلا على الله ولا يتوكل إلا على الله ولا يطلب شفاء غمومه وهمومه وأحزانه إلا من الله
فيقول لا إله إلا الله يتذكر عظمة الله وأن الله عز وجل هو الكبير المتعال وهو العلي العظيم ، فيتذكر عظمة الله وكمال قوته وكمال اقتداره وإحاطته بخلقه سبحانه وتعالى وأنه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء ويتذكر حُلم الله عز وجل ثم يقول لا إله إلا الله رب العرش العظيم فيتذكر خلق الله للعرش ذلك المخلوق الذي هو أكبر المخلوقات وأوسعها ولهذا وصف في هذا الذكر لأنه عظيم {العرش}ووصف بأنه كريم فالعرش عظيم فعرش الرحمن عظيم وعرش الرحمن كريم والكرم هو السعة والعرش هو أوسع المخلوقات وأكبرها فيتذكر عظمة الله بتذكر عظمة مخلوقاته التي أوجدها الرب عز وجل ثم يتذكر خلق السموات وخلق الله للأرض يتذكر هذه المعاني الجليلة وهو يردد فينشغل قلبه بها وينصدع فؤاده بها وتكون هي شغله , فأي باقية تبقى للهم أو الغم أو الحزن مادام القلب منشغلا بذلك ؟ ولهذا نستفيد من هذا الدعاء وغيره أن علاج الهم والغم توحيد الله , ذكر الله تعظيم الله , تنزيه الله , الالتجاء إلى الله هدا هو العلاج
ففي حديت أسماء بنت عمير قال ألا أعلمك كلمات تقوليهن عند الكرب وهذا منه عليه الصلاة والسلام تشويق وترغيب لها ألا أعلمك كلمات فهذا فيه تشويق لما أشتاق قلبها رضي الله عنها إلى ذلك علما قال تقولين "الله الله ربي لا أشرك به شيئا" هذا علاج للهم
الله الأولى مبتدأ والثانية تأكيد لفظي للمبتدأ لعظم الأمر وكبر المقام وهو توحيد الله وإخلاص الدين له الله الله تكرر هذه الكلمة مرتين حتى تملأ القلب وهو يتأمل فيها الله ربي ومعنى الله أي ذو الألوهية ذو العبودية على خلقه أجمعين الذي تصرف له جميع أنواع الطاعات
من هو الله ؟ من هو المعبود بحق ؟ قال ربي الله ربي
ومعنى قوله الله ربي أي معنى معبودي بحق الذي لا معبود لي سواه هو ربي الذي خلقني ومعنى ربي الرب هو: الخالق الرازق النعم المدبر المتصرف بشؤون خلقه كلها فمعبودي الذي أصرف له العبادة بجميع أنواعها ربي وهذا هو معنى قول الله عز وجل {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ}
هنا يقول الله رب يعني عبادتي وتوجهي وقصدي والتجائي واعتمادي كله على ربي الذي خلقني فالرب هو الخالق الرازق المنعم المتصرف المدبر بشؤون الخلائق الذي بيده أزمة الأمور تبارك وتعالى
لا أشرك به شيئا وهذا فيه البراءة من الشرك فعلاج الهم إخلاص التوحيد والبراءة من الشرك بأن يعتمد العبد على ربه سبحانه وتعالى في كل ملماته في جميع أموره ومهماته
وقوله لا أشرك هذا فيه البراءة من الشرك والشرك هو تسوية غير الله به بأي شيء من خصائص الرب عز وجل سواء في الربوبية أو الإلوهية أو الأسماء أو الصفات لا أشرك به شيئا وشيئا هنا نكرة في سياق النفي فتعم أي لا أشرك به شيئا أي شيء كان لا صغير ولا كبير لا دقيق ولا جليل وهذا فيه براءة من الشرك كله , فإذا قال المسلم هذه الكلمة العظيمة ذهب عنه الكرب لأن قلبه انشغل بماذا ؟ انشغل بأعظم الأمور وأوجب الواجبات وأجل المقاصد وأعظم الغايات وهو توحيد الله فما بقي للغم فيه مكان لأنه منشغل بالتوحيد بالأيمان وبالإخلاص للرب العظيم سبحانه وتعالى
الله الله ربي لا أشرك به شيئا

وفي الحديث الثالث حديت أبي بكر رضي الله عنه قال عليه الصلاة والسلام دعوات المكروب يعني دعوات من أصابه كرب أن يقول {اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا اله إلا أنت }
ما أعظمها من دعوات
"اللهم رحمتك أرجو" : هذا فيه إخلاص وفيه التوحيد
رحمتك أرجو : أصل الجملة أرجو رحمتك تقدم المعمول على العامل ليفيد الحصر قولك اللهم رحمتك أرجو أي رحمتك وحدك أنت , لا أرجو رحمة أحد سواك وإنما أرجو رحمتك أنت وحدك اللهم رحمتك أرجو وهذه صفة المؤمنين
قال الله تعالى {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا}
فبدأ دعوته لطرد الكرب الذي أصابه بهذا التوحيد اللهم رحمتك أرجوا يعني أرجو الرحمة منك وأطلبها منك ولا أطلبها من أحد سواك

فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين : وهذا افتقار فيه العبد الكامل لله عز وجل في كل لحظة من لحظاتك وفي كل سكون من سكناته ، فأنت فقير إلى الله حتى في طرفة العين حتى في أقل من ذلك مفتقر إلى الله عز وجل في كل شؤونك لاغنى لك عن ربك وأن الله هو غني عنك بكل وجه وأنت فقير إليه من كل وجه ولهذا تقول لا تكلني إلى نفسي طرفة عين ، إن وكلك الله إلى نفسك ولو لحظة واحدة تضيع وتضل من وكل إلى نفسه ضاع ومن وكل إلى غير الله ضاع ولهذا من نعمة الله على عبده المؤمن أن لا يكله إلا إليه ، من نعمة الله عليك أن لا يكلك إلا إليه لأنه إذا وكلك إلى نفسه سبحانه وكلك إلى قوة وعزة وقهر وسلطان " أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ " ، "وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ " ، "قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ"
فأنت إذا كنت متوكلا على الله لن تخف من شيء وخافك كل شيء وإذا لم تكن متوكلا على الله أخافك الله من كل شيء حتى ما تتوكل عليه من المخلوقات توكل إليك وتكون سببا لضياعك وهلاكك كما جاء في الحديث أن النبي عليه الصلاة والسلام قال"مَنْ تَعَلَّقَ تَمِيمَةً فَلَا أَتَمَّ اللَّهُ لَهُ وَمَنْ تَعَلَّقَ وَدَعَةً فَلَا وَدَعَ اللَّهُ لَهُ "
لأن الذي تعلق التميمة وتعلق الودعة علق قلبه بها فيضيع ، بينما المسلم لا يعلق قلبه إلا بالله سبحانه وتعالى ولا يلتجأ إلا إلى الله ولا يعتمد إلا على الله "فلا تكلني لنفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله وهذا فيه افتقارك إلى الله في إصلاح شأنك كله فشأنك في دينك وشأنك في دنياك وشأنك في أخرتك لا يصلح إلا إذا أصلحه الله لك ولهذا كان عليه الصلاة والسلام يقول في دعائه " اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي وَاجْعَلْ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ وَاجْعَلْ الْمَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ"

وأصلح لي شأني كله لا اله إلا أنت : ثم ذكر كلمة التوحيد لا إله إلا الله أما معبود بحق سواك لا يلتجأ إلا إليك ولا يعتمد إلا عليك ولا يتوكل إلا عليك ولا تفوض الأمور إلا لك لا إله إلا أنت ، فهذا من الأمور التي يعالج بها الكرب

والأمر الرابع أو الحديث الرابع حديت سعد بن أبي وقاص أن النبي عليه الصلاة والسلام قال دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الْحُوتِ انظر هذا الكرب الذي أصاب يونس عليه السلام التقمه الحوت ودخل به في أعماق البحر ، انظر هذا الكرب العظيم في بطن الحوت وفي أعماق البحر مصيبة عظيمة فما كان منه عليه السلام إلا أن أخد يردد هذه الكلمات لا اله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين وهو في الظلمات ينادي في ظلمات بطن الحوت وظلمات البحر وظلمات الليل وهو في أعماق البحر هو يردد هده الكلمات لا اله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين هذه دعوة ذي النون إذ دعا بها في بطن الحوت فكان يكررها فأذن الله عز وجل للحوت وأمرها أن تلقيه وأنبت عنده شجرة من يقطين وأعاد عليه صحته وقوته بعد أن كان في أعماق البحر ولئن نظرت بنظرتك المجردة الضعيفة إنسان ابتلعه الحوت كيف يخرج ؟ انتهى الأمر لكن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فيها تفريج الهموم وكشف الغموم وإزالة الكربات وإزالة الشدائد مع الإخلاص لله لا اله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين يونس كان يقولوها وهو يثني في الله ويعتمد على الله ويلتجأ إلى الله ويعلم أن فرج همه بيد الله عز وجل وهذه الكلمة تضمنت أمورا أربعة :
الأمر الأول : التوحيد لا إله إلا أنت توحيد الله والأمر الثاني تنزيه الله سبحانه وتنزيه سبحانك يعني أنزهك بكل مالا يليق بك أنزهك عن النقائص والعيوب،أنزهك عما يصفك به الواصفون من أعداء الرسل { سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ }

الأمر الثاني تنزيه الله

الأمر الثالث : الاعتراف بالظلم والتقصير إني كنت من الظالمين

والأمر الرابع العبودية لله سبحانه وتعالى واعترافك بأنك عبد لله عز وجل ولا غنى لك عن الله طرفة عين ، فهذا فيه علاج عظيم وشفاء مبارك ، انظر مرة ثانية للمصيبة التي نزلت بنبي الله يونس عليه السلام انظر الفرج من رب السموات ورب الأرض ورب العرش العظيم ورب المخلوقات كلها ولهذا يرجع الإنسان في كل ملماته وفي جميع أهواله وشداته إلى الله لا يلجأ إلا إلى الله في أي مصيبة تصيبك وأي نازلة تنزل بك لا تلجأ إلا إلى الله المخلوقات كلها والناس جميعهم والله ما يملكون لك شيء ، إن أرادك الله بضر ما يملكون دفعه وإذا أرادك برحمة ما يملكون إمساكه " مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ " ، " قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ " ، " قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا "
الضر الذي أراد الله نزوله لا يملكون كشفه ، الضر الذي أنزله الله بكم لا يملكون رفعه ، فالخافض الرافع فالقابض الباسط المعطي المانع المعز المذل الذي بيده أزمة الأمور هو الله سبحانه وتعالى فلا يلجأ إلا إليك ولا يعتمد إلا عليه سبحانه وتعالى

فهذه أيها الإخوة دعوات أو أذكار أربعة تبثث في السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم في علاج الكرب
وجاء في حديث أخر عظيم رواه الإمام أحمد في مسنده وغيره عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلَا حَزَنٌ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي وَجِلَاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي إِلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَحَا وفي رواية وأبدله فرجا قَالَ الصحابة يا رسول الله أَولَا َتَعَلَّمُهَا فَقَالَ بَلَى لِمَنْ سَمِعَهُنَّ أَنْ يَتَعَلَّمَهُنَّ

نحن ربما أننا سمعناه مرات ذكرت لنا في بعض الخطب في بعض الدروس قرأناها في بعض الكتب لكن ربما بعضنا ما نشط لتعلمها لا من جهة الحفظ ولا من جهة المعنى جهة فهم المعنى ولا من جهة قولها عندما يصيبنا الهم فهذه ثلاث أنواع من التفريط إما أن يفرط الإنسان في حفظها أصلا وقراءتها ومذاكرتها أو أنه يحفظها ولكنه يفرط في فهم معناها والوقوف عند دلالتها أو أنه يفرط الإتيان بها ، يصيبه الهم والغم فينشغل بأمور كثيرة ولكنه لا يخطر بباله هذا الدعاء المبارك ، هذه مشكلة عندنا ينبغي أن نحاسب أنفسنا عليها وأن نجاهد أنفسنا على معالجتها فهذا دعاء مبارك أخبر صلواته وسلامه عليه أنه ما من عبد يصيبه هم أو غم فيقولوه إلا ويذهب الله غمه وهمه ويبدله مكانه فرحا وفي رواية فرجا بدل الغم الذي يغطي القلب ويؤلمه يتحول فرحا بعد الدعاء يتحول ومن بعد ذلك يأتي فرج من الله سبحانه وتعالى للأمر الذي ألم بالإنسان والذي دلنا على ذلك وأخبرنا به وأرشدنا إليه هو الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى صلوات الله وسلامه عليه ، ووالله إن هذا الكلام لحق وإن فيه لتفريج للهموم وشفاء للغموم وحصول للفرج وتحقيق للفرح كما أخبر بذلك رسولنا عليه الصلاة والسلام ونحن في هذا الدعاء نحتاج إلى أمورا ثلاثة أشرث إليها :

الأمر الأول أن تحفظه

والأمر الثاني أن تفهم معناه

والأمر الثالث أن تحافظ عليه عندما يصيب أحدنا هما أو غما ، وعندما تتأمل أخي الكريم المبارك هذا الدعاء تجد أنه يشتمل على أصول أربعة لابد منها لعلاج الهموم والغموم ولابد أن تتأملها وأن تحرص على فهمها وأنت تأتي بهذا الدعاء :

الأمر الأول أو الأصل الأول تحقيق العبودية لله إذا أردت لهمومك الذهاب فحقق العبودية لله وانظر تحقيق العبودية لله ونظر تحقيق العبودية في هذا الدعاء أول ما تبدأ تحقق العبودية تقول اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك فأنا عبد لك أنا عبد لك قد تكون أنا عبد لك أي بمعنى أنا عابد لك أعبدك أدعوك أرجوك أسألك أعتمد عليك التجأ إليك وتحتمل أنا عبد لك أي أنا معبد لك مذلل لك أنت خلقتني أنت أوجدتني أنت الذي تدبر أموري فأنا عبدك وابن عبدك وابن أمتك ، والدي ووالده إلى أدم كلهم عبيدك لك أنت الذي خلقتهم وأمي هي حواء كلهن إيماء لك أنت الذي أوجدتهن فأنا مخلوق لك أوجدتني من العدم وخلقتني بعد ما لم أكن فأنا عبدك وأنا عبد لك ألتجأ إليك وأدعوك وأعتمد عليك وأفوض أموري إليك فهذا الأصل الأول تحقيق العبودية لله .

الأصل الثاني : الإيمان بقضاء الله وقدره وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ ما لم يكن ولهذا قال ناصيتي بيدك ماض فيا حكمك عدل فيا قضاؤك هذا إيمان بالقضاء والقدر وأن الأمور كلها بقضاء الله وقدره ، ناصيتي بيدك الناصية مقدمة الرأس وناصية كل إنسان بيد الله يدبرها كيف يشاء ويحكم فيها بما يريد { مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }
فنواصي العباد في يد الله يدبرهم كيف يشاء ويقضي بهم بما يريد يحي هذا ويميت هذا ويغني هذا ويفقر هذا ويعز هذا ويذل ذاك ويمرض هذا ويشفي هذا{ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } فالأمر لله سبحانه وتعالى من قبل ومن بعد وكل أمر إنما يقع بقضاء الله فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ولهذا من أعظم ما يكون في علاج الهم والغم الإيمان بالقضاء والقدر ولهذا قال الله تعالى { مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ }
قال بعض السلف هو العبد المؤمن تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم ولهذا الإيمان بالقدر له أثر مبارك على العبد في راحة قلبه وطمأنينة نفسه ولهذا قال عليه الصلاة والسلام " عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ "
المؤمن في السراء يعلم أنها نعمة من الله فيحمد الله عليها وفي الضراء يعلم أن المصيبة بقضاء الله سبحانه وتعالى وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن فيصبر عليها فهو في النعمة ينال ثواب الشاكرين وفي المصيبة ينال ثواب الصابرين وهذا لا يكون إلا المؤمن

الأمر الثالث أي الأصل الثالث الإيمان بأسماء الله وصفاته والتوسل إليه سبحانه وتعالى بها ولهذا قال عليه الصلاة والسلام {أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحد من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك }فمعرفة أسماء الله ومعرفة صفاته الواردة في الكتاب والسنة والتوسل إلى الله بها من أعظم الأمور التي تكشف بها الهموم وتزال بها الغموم ولهذا قال الله تعالى{ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا }وقال تعالى{ قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى }وقال " هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } فالتوسل إلى الله بأسمائه وصفاته أعظم الوسائل وهو من معاني قوله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ } يعني ابتغوا القربة إليه بما يرضيه ومما يرضي الله وطلب من عباده أن يتوسلوا إلى الله به أسمائه سبحانه وتعالى ولهذا كان عليه الصلاة والسلام يتوسل إلى الله بأسمائه كان يقول في دعائه"اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق"توسل إلى الله بقدرته "اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحييني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني ما كانت الوفاة خيرا لي"وفي القرآن {وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين} توسل إلى الله برحمته سبحانه وتعالى وفي دعاء الاستخارة "اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك" توسل إلى الله بالعلم وبالقدرة ولهذا يتوسل المسلم إلى الله بأسمائه وصفاته سبحانه وتعالى وهنا توسل عام شامل بأسماء الله كلها ما علمناه منها وما لم نعلم وهذا الحديث يدلنا على أن هناك أسماء وصفات لله أسثأثرث الله بها في علم الغيب عنده لم ينزلها في كتابه ولم يعلّمها أحد من خلقه وقد جاء في حديث الشفاعة العظيم عندما يشفع النبي عليه الصلاة والسلام للخلائق بأن يأذن الله بحسابهم ويبدأ قال"فأسجد لله سجدة وأحمده بمحامد يعلمني إياها في ذلك الوقت لا أعلمها الآن النبي عليه الصلاة والسلام يقول يعلمني محامد أحمده بها يعلمني يعني في ذلك الوقت فهناك أسماء لله أستأثر بها سبحانه وتعالى في علم الغيب عنده وهذا الدعاء فيه توسل إلى الله بكل اسم هو له سمى به نفسه أنزله في كتابه علمه أحد من خلقه أستأثر به في علم الغيب عنده وفي هذا أيضا دلالة على أن معرفة الله ومعرفة أسمائه ومعرفة صفاته من أعظم الأمور أو أعظم الأمور التي تتحقق بها السعادة في الدنيا والآخرة ولهذا قال الله تعالى { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ } كل ما ازداد الإنسان معرفة بالله وأسمائه وصفاته ازداد تعظيما له وإقبالا عليه وبعدا عن معاصيه كما قال بعض السلف : من كان بالله أعرف كأن منه أخوف ولعبادته أطلب وعن معاصيه أبعد ، فكلما زادت معرفتك بالله زاد الخير فيك إذا هذا الأصل الثالث في هذا الدعاء

الأصل الرابع العناية بالقرآن الكريم قراءة وتدبرا وتطبيقا ونحن ما تكاثرت علينا الهموم ولا انتشرت فينا الغموم والهموم إلا لبعدنا عن القرآن وإلا كنا متمسكين بالقرآن قريبين منه نتلوه حق تلاوته لكنا أسعد الناس والله عز وجل يقول { إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ }ويقول{وشفاء لما في الصدور}
فالقرآن شفاء ودواء وهداية وموعظة وذكرى للذاكرين وتجد الإنسان عندما يتألم من بعض الأمور فيمسك بكتاب الله ويقرأ متدبرا ما هي إلا لحظات ويجد الصدر منشرح والطمأنينة تكسو القلب والأنس يعمره حتى أنه يظن أن ما عنده أي مشكلة مع أنه عنده مشاكل كثيرة لكنه مع طمأنينة التي تغشى صاحب القرآن السكينة التي تنزل عليه ولا سيما إذا كان يتدبر القرآن يقول عليه الصلاة والسلام" مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ تَعَالَى يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ "
فالقرآن شفاء والاستشفاء بالقرآن ليس بأن يشتري الواحد منا مصحفا ويعلقه في الرف أو يضعه في مقدمة السيارة وفي الوقت نفسه يتخذ كتاب الله مهجورا لا يقرأه ولا يتدبره ولا يجاهد نفسه على تطبيقه ليس هذا هو الاستشفاء بالقرآن ،
الاستشفاء بالقرآن بأمور ثلاثة :

قراءة القرآن
وتدبر القرآن
والعمل بالقرآن

{ الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ }معنى يتلونه حق تلاوته أي يقرءونه ويفهمون معناه ويعملون بمقتضاه ومن التلاوة العمل به وتلاوة القرآن لا تكون مجرد قراءة بل لابد فيها من العمل به ولهذا يقولون تلا فلان فلان أي تبعه فلا بد من العمل بالقرآن ولهذا العناية بالقرآن قراءة وتدبرا وتطبيقا هو أساس السعادة والفلاح وزوال الهموم والغموم ولهذا ختم هدا الدعاء بقوله"أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي" إذا كان القرآن هذا شأنه في قلبك وهذا شأنه في صدرك ، نور صدرك وربيع قلبك وجلاء حزنك وذهاب همك وغمك ، هل الغموم والهموم تجد طريق إلى قلبك ؟ هل لها مدخل إلى صدرك وفؤادك ؟ لا والله لأنه معمور والقلوب أوعية فالقلب وعاء إذا ملأته بالذكر والقرآن واستحضار عظمة الله ما بقي لهذه الأمور أي مكان لكنه إذا ضعف فيه الإيمان وضعف فيه الذكر وضعفت فيه الصلة بالله سبحانه وتعالى وجدت هذه الأمور إليه طريقا وسبيلا قال "أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري" لما ذكر القلب ذكر الربيع ولما ذكر الصدر ذكر النور لأن النور ينعكس على ما في داخله والربيع هو الماء الذي يصل إلى النبات فيغذيها ثم يشع فيها الخير فأنت إذا القرآن سرى إلى قلبك أصبح مثل الربيع ينبت أنواع الزهور وأنواع الحدائق وأنواع الثمار التي لا أطيب منها ولا أجمل ولا أحسن وإذا شع صدرك بالنور أصبحت حياتك كلها نورا وضياء ، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني أي أن يجلو حزني ويذهب ولا يبقى منه شيء إلا القرآن بالاستشفاء بالقرآن ، إلا أبدل الله همه وغمه إلا أذهب الله غمه وهمه وأبدله فرحا .
فهذه أيها الأخوة تذكرة لي ولكم حول هده الدعوات العظيمة وأوصي نفسي وإياكم بتقوى الله عز وجل وأن نتعاهد أذكار النبي عليه الصلاة والسلام ودعواته المأثورة عنه بتعلمها ومدارستها ومذاكرتها وتطبيقها وأسأل الله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يفرج همومنا وهمومكم وأن ينفس كرباتنا وكرباتكم وأسأله سبحانه وتعالى أن يصلح لنا جميعا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأن يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وأن يصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا وأن يجعل الحياة لنا زيادة في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم إنا عبيدك بنو عبيدك بنو إيمائك نواصينا بيدك ماض فينا حكمك عدل فينا قضاؤك نسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحد من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وذهاب همومنا وغمومنا ونسأل الله جلا وعلا أن يصلح لنا ولكم شأننا كله وأن لا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين وأن يهدينا وإياكم سواء السبيل والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمدا وآله وأصحابه أجمعين

انتهى كلامه حفظه الله

جزى الله من قام بالتفريغ خيرا




بارك الله فيك وجزاك الله حير الجزاء على الموضوع
كذلك هناك كتاب للشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر حفضهما الله واطال عمرهما في طاعته
بعنوان فقه الادعية والاذكار وهو كتاب قيم انصح به كل الاخوة الاعضاء ليقتنوا منه وذلك لما فيه من فوائد عضيمة
وشروحات للادعية وذكر أوقاتها المستاجبة والماثورة منها
واليكم هاته الابيات التي اوردها الشيخ في مقدمة الكاتب

فذِكر إلَهِ العرشِ سرًّا ومعلناً … يُزِيلُ الشَّقَا والهَمَّ عنك ويَطردُ
ويجلبُ للخيراتِ دنيا وآجلاً … وإنْ يأتِك الوَسواسُ يوماً يشَرَّدُ
فقد أخبَر المختارُ يوماً لصحبِه … بأنَّ كثيرَ الذِّكرِ في السَّبق مُفرِدُ
ووَصَّى معاذاً يَستَعين إلهه … على ذكرِه والشكر بالحسن يعبدُ
وأوصى لشخصٍ قد أتى لنصيحةٍ … وقد كان في حمْل الشرائِعِ يَجْهَدُ
بأنْ لا يزالَ رطباً لسانُك هذه … تُعينُ على كلِّ الأمورِ وتُسعِدُ
وأخبَرَ أنَّ الذِكرَ غَرسٌ لأهلِه … بجنَّاتِ عَدن والمساكنُ تُمْهَدُ
وأخبَر أنَّ الله يذكرُ عبدَهُ … ومَعْهُ عى كلِّ الأمرِ يُسَدِّدُ
وأخبَر أنَّ الذِّكرَ يبقى بجنّة … ويَنقطعُ التَّكليفُ حين يُخلَّدُوا
ولو لَم يكنْ في ذِكره غيرَ أنَّه … طريقٌ إلى حبِّ الإلَه ومُرشِدُ
ويَنهَى الفتَى عن غِيبةٍ ونَميمةٍ … وعن كلِّ قولٍ للدِّيانَةِ مُفسِدُ
لكان لنَا حَظٌّ عظيمٌ ورغبةٌ … بكثرةِ ذكرِ الله نعمَ المُوَحَّدُ
ولكنَّنَا من جَهلِنا قلَّ ذِكرُنا … كما قلَّ منَّا للإلَه التَّعبُّدُ
ولهذا فإنَّ الأذكارَ الشرعية والأدعية النبويّة لها منزلةٌ عاليةٌ في

الابيات للشيخ السعدى رحمه الله




و فيكم بارك الرحمن
و بارك الله فيك على الاضافة الطيبة




التصنيفات
القران الكريم

[طلب] احكام الرقية الشرعية ||||

تعليمية تعليمية

[طلب] احكام الرقية الشرعية

سلام عليكم ورحمة الله وبركته
ارجو من الاخوة الافاضل ان يزودونني بطريقة الصحيحة لرقية الشرعية
اريد رقية صديق لي والاعراض ظاهرة فيه
كيف ارقيه من بداية حتى نهاية
وبارك الله فيكم
وسلام عليكم ورحمة الله وبركته

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

بيان خصائص يوم الجمعة الكونية والشرعية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله الذي جعل يوم الجمعة أفضل أيام الأسبوع وجعله عيداً لأيامه فاختصه بخصائص جليلة ليعرف المؤمنون قدره فيقوموا به على الوجه المشروع وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له منه المبتدى واليه الرجوع وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أهدى داع وأجل متبوع صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان في الهدى والتقى والخضوع وسلم تسليم كثيراً …
أما بعد:
فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى واعلموا أن لله الأمر كله وبيده الخير كله يخلق ما يشاء ويختار والله ذو الفضل العظيم واشكروا أيها المؤمنون نعمة الله عليكم بما خصكم به من الفضائل التي لم تكن لأحد من الأمم سواكم خصكم بهذه الملة الحنيفة السمحة هي أكمل الملل وأتمها وأقومها بمصالح العباد إلى يوم القيامة أسأل الله تعالى أن يرزقني وإياكم التمسك بها والثبات عليها إلى يوم نلقاه إنه على كل شيء قدير ومما خصكم الله به من الفضائل هذا اليوم يوم الجمعة الذي ضل عنه اليهود والنصارى وهداكم الله له فكان الناس تبعاً لكم مع سبقهم في الزمن فكان لليهود يوم السبت وللنصارى يوم الأحد أما نحن ولله الحمد فيومنا يوم الجمعة الذي جعله الله لنا واختصنا به وصار الناس لنا تبعاً فلله الحمد والمنة قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " مَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ وَلاَ غَرَبَتْ عَلَى يَوْمٍ خَيْرٍ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ هَدَانَا اللَّهُ لَهُ وَأَضَلَّ النَّاسَ عَنْهُ فَالنَّاسُ لَنَا فِيهِ تَبَعٌ هَوَ لَنَا وَلِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ وَلِلنَّصَارَى يَوْمُ الأَحَدِ" (1) وقد خصَّ الله تعالى هذا اليوم بخصائص كونية وخصائص شرعية فمن خصائصه الكونية ما ثبت في الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال عن يوم الجمعة: "فِيهِ خُلِقَ آدَمُ وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا وَلاَ تَقُومُ السَّاعَةُ إِلاَّ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ "(2) وفي هذا اليوم ما ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "وفيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائمٌ يُصلي فيسأل الله خيراً إلا أعطاه إياه" (3) وأرجى الساعات لإجابة الدعوات ساعتكم هذه وهي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تُقضى الصلاة كما في صحيح مسلم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "هي ما بين أن يجلس الإمام -يعني على المنبر- إلى أن تقضى الصلاة" (4) ووجه المناسبة أن الناس في هذه الساعة يجتمعون على إمام واحد في موعظة واحدة في صلاة واحدة أكبر جمع في البلد لذلك كانت هذه الساعة أرجى ساعات يوم الجمعة في الإجابة وكذلك "ما بعد صلاة العصر إلى الغروب" (5) ومن خصائص هذا اليوم الشرعية أن فيه صلاة الجمعة التي دل الكتاب والسنة على فرضيتها وأجمع المسلمون على ذلك قال الله عز وجل: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" [الجمعة: 9-10] وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "لينتهين أقوام عن تركهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنْ الْغَافِلِينَ" (6) وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "من ترك ثلاث جمع تهاوناً طبع الله على قلبه" (7) وقد خص الله تعالى هذه الصلاة أعني صلاة الجمعة بخصائص تدل على أهميتها والعناية بها فمن ذلك الغسل لها قال النبي صلى الله عليه وسلم: "غُسْلُ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ "(8) أي: على كل بالغ وقال: "إذَا أَتَى أَحَدُكُمْ الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ "(9) ودخل عثمان بن عفان ذات جمعة وأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يخطب الناس فعرض عمر به وقال ما بال رجال يتأخرون بعد النداء فقال عثمان يا أمير المؤمنين ما زدت حين سمعت النداء أن توضأت ثم أقبلت فقال عمر والوضوء أيضاً ألم تسمعوا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: " إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ "(10) ومن خصائص صلاة الجمعة أنه يُشرع التطيب لها ولبس أحسن الثياب ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وعلى آله سلم أنه قال: " مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَمَسَّ مِنْ طِيبٍ – إِنْ كَانَ عِنْدَهُ – وَلَبِسَ مِنْ أَحْسَنِ ثِيَابِهِ ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى يَأْتِي الْمَسْجِدَ فَيَرْكَعَ إِنْ بَدَا لَهُ وَلَمْ يُؤْذِ أَحَداً ثُمَّ أَنْصَتَ إِذَا خَرَجَ إِمَامُهُ حَتَّى يُصَلِّىَ كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الأُخْرَى"(11) ومن خصائص هذه الصلاة الثواب الخاص في التبكير إليها ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله سلم قال: "مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ-يعني مثل غسل الجنابة- ثُمَّ رَاحَ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً ، فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ حَضَرَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ"(12) وفي رواية: " إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ كَانَ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ الْمَلاَئِكَةُ ، يَكْتُبُونَ الأَوَّلَ فَالأَوَّلَ ، فَإِذَا جَلَسَ الإِمَامُ طَوَوُا الصُّحُفَ وَجَاءُوا يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ"(13) ومن خصائص هذه الصلاة وجوب الحضور إليها على من تلزمه من الرجال البالغين العقلاء عند سماع الأذان لها لقول الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ" [الجمعة: 9] فلا يجوز التشاغل بعد الأذان الثاني ببيع ولا شراء ولا غيرهما ولا يصح شيء من العقود الواقعة ممن يلزمه الحضور ولو كان في طريقه إلى المسجد يعني لو كان رجلان قد أقبلا إلى مسجد جامع يريدان أن يُصليا فيه بعد الأذان الثاني وتبايعا شيئاً فإن البيع حرام باطل لا يثبت به الملك للمشتري في المبيع ولا البائع في الثمن وعليهما أن يترادا هذا البيع ويبتاعان من جديد بعد الصلاة ومن خصائص هذه الصلاة وجوب تقدم خطبتين يتضمنان موعظة الناس بما تقتضيه الحال ووجوب استماع هاتين الخطبتين على كل من يلزمه الحضور لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ أَنْصِتْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالإِمَامُ يَخْطُبُ فَقَدْ لَغَوْتَ "(14) وروي عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: " مَنْ تَكَلَّمَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، وَالإِمَامُ يَخْطُبُ فَهُوَ كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا وَاَلَّذِي يَقُولُ لَهُ أَنْصِتْ لَيْسَتْ لَهُ جُمُعَةٌ "(15) أي: أنه يحرم من ثواب الجمعة ولكن لا تلزمه الإعادة لأنه مجزئه.
أيها الأخ المسلم لا تُكلم أحداً والإمام يخطب لا بسلام ولا برد سلام ولا بتشميت عاطس ولا غير ذلك إلا مع الخطيب إذا كلمه الخطيب أو كلم هو الخطيب لحاجة أو مصلحة، ومن خصائص صلاة الجمعة أنها لا تصلى في السفر أي أن المسافرين إذا كانوا ماشين في البر فإنهم لا يصلون صلاة الجمعة أما إذا كانوا في بلد تقيم الجمعة فإنهم يلزمهم حضورها وصلاتها مع الناس لأن الله تعالى قال:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ" [الجمعة: 9] والمسافر الذي في البلد هو من المؤمنين الذين خُوطبوا بهذا الخطاب. ومن خصائص صلاة الجمعة أنها لا تُجمع مع العصر ولا يُجمع العصر معها لأنها صلاة مستقلة منفردة بأحكام خاصة والجمع الذي جاءت به السُّنة إنما هو بين الظهر والعصر ولا يصح قياس الجمعة على الظهر لأن ذلك مخالف لظاهر السُّنة ولا قياس مع السُّنة ووجه مخالفته أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لم يجمع العصر إليها في المطر لا عند نزوله ولا بعد وجود الوحل ولا يصح القياس من وجه آخر أيضا لتباين أحكام الصلاتين الظهر والجمعة والقياس إنما يكون بين شيئين متماثلين ومن خصائص صلاة الجمعة أنها لا تُقام في أكثر من موضع من البلد إلا لحاجة بخلاف غيرها من الصلوات فتقام جماعتها في كل حي وذلك لأن تعدد الجمع لم يكن معروفاً في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا في عهد الخلفاء الراشدين بل كان الناس يأتون من العوالي ونحوها لصلاة الجمعة قيل للإمام أحمد أيُجمع جمعتان في مصر قال لا أعلم أحداً فعله وقال ابن المنذر رحمه الله: لم يختلف الناس أن الجمعة لم تكن تُصلى في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وفي عهد الخلفاء الراشدين إلا في مسجد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال رحمه الله وفي تعطيل الناس مساجدهم يوم الجمعة واجتماعهم في مسجد واحد أبين البيان بأن الجمعة خلاف سائر الصلوات وأنها لا تُصلى إلا في مكان واحد وقد ذكر الخطيب في تاريخ بغداد أن أول جمعة أُحدثت في الإسلام في بلد واحد مع قيام الجمعة القديمة كان في أيام المعتضد سنة ثمانين ومائتين أي في آخر القرن الثالث الهجري وذلك لأن تعدد الجمع تفوت به مصلحة المسلمين باجتماعهم على هذه الصلاة في مكان واحد على إمام واحد ويصدرون عن موعظة واحدة ويكون في ذلك عز واعتزاز برؤية بعضهم بعضاً بهذه الكثرة أما تمزيق المسلمين بكثرة الجمع فهذا خلاف ما يهدف إليه الشرع المطهر وقد بلغني أن في بعض البلاد يُقِيمون الجمعة في كل مسجد حي ولا شك أن هذا خطأ مخالف للسُّنة ومخالف لعمل المسلمين في خلال ثلاثة قرون ولكن لو سألنا سائل إذا تعددت الجمع في غير حاجة فماذا نصنع؟ الجواب: اذهب إلى الجمعة الأولى التي أُقيمت أولاً لأن ما بعدها حابس عليه فهو مثل مسجد الضرار لا يُصلى فيه ولكن إذا لم يمكن هذا فصلِّ في أي مسجد شئت والذنب على من أذن في تعدد الجمع أما عامة الناس فليس في أيديهم حيلة وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أنه إذا تعددت الجمع في غير موضع فإنهم إذا صلوا الجمعة يصلون ظهراً لأن الجمعات لا تصح ولا يلغي أيها السابق لتكبيرة الإحرام وحينئذٍ تكون كل صلاة جمعة غير مؤدية ولا مبرئه للذمة فيقيمون بعدها ظهراً كما نسمع ذلك في بعض البلاد الإسلامية إلى اليوم ولكن هذا لا شك أنه بدعة لأنه غلط لأن الجمعة تصح ولو مع تعددها ولكن الإثم على من أذن في ذلك وفي صلاة الجمعة تُقرأُ بعد الفاتحة سورة الجمعة كاملة في الركعة الأولى وسورة المنافقين كاملة في الركعة الثانية أو سورة سبح في الركعة الأولى وسورة الغاشية في الركعة الثانية صح ذلك كله عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أما ما يفعله بعض الأئمة الذين يستحسنون ما لم يكن حسناً فيقرؤون في صلاة الجمعة ما يناسب الخطبة فهذا بدعة لا أصل له لأنه لو كان خيراً لكان أول ما يفعله رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ومن الخصائص الشرعية ليوم الجمعة أنه تُسن القراءة في فجرها بسورة الم تنزيل السجدة كاملة في الركعة الأولى وسورة هل أتى على الإنسان في الركعة الثانية ومن الخصائص لهذا اليوم أنه لا يخصص نهاره بصيام ولا ليلته بقيام لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نهى عن ذلك وثبت في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: "لا يَصُومَنَّ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، إلا أَنْ يَصُومَ يَوْمًا قَبْلَهُ ، أَوْ يَوْمًا بَعْدَهُ "(16) ودخل على جويرية بنت الحارث يوم الجمعة وهي صائمة فقال لها: « أَصُمْتِ أَمْسِ » . قَالَتْ لاَ . قَالَ « تُرِيدِينَ أَنْ تَصُومِى غَدًا »-يعني يوم السبت- . قَالَتْ لاَ . قَالَ « فَأَفْطِرِى "(17) ولكن إن صامه من غير تخصيص كالذي يصوم يوماً ويفطر يوماً فيصادف صومه يوم الجمعة أو أن تكون الجمعة يوم عرفة أو يوم عاشوراء فإن هذا لا بأس به لقول النبي صلى الله عليه وسلم حين نهى عن صومه: "إِلاَّ أَنْ يَكُونَ فِي صَوْمٍ يَصُومُهُ أَحَدُكُمْ "(18) ومن الخصائص الشرعية لهذا اليوم أنه تسن فيه قراءة سورة الكهف سواء كان ذلك قبل صلاة الجمعة أم بعدها لورود أحاديث تدل على فضل ذلك(19). ومن الخصائص الشرعية لهذا اليوم أنه ينبغي فيه كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وعلى اله سلم لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "أكثروا عليَّ من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة عليّ" (20) اللهم صلِّ على محمد اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، عباد الله إن يومكم هذا يومٌ عظيم فعظموه كثير الخيرات فاغتنموه فضلكم الله به على غيركم فاشكروه اللهم وفقنا للفقه في دينك والعمل بطاعتك وأحسن عاقبتنا في الأمور كلها اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

خطبة جمة للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

————————–

(1) أخرجه الإمام أحمد رحمه الله تعالى في مسنده، في باقي مسند المكثرين من الصحابة رضي الله تعالى عنهم أجمعين، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه (10305)، والترمذي، في كتاب الجمعة (450)، والنسائي في كتاب الجمعة (1356)، ومسلم في كتاب الجمعة (1410)، واللفظ للإمام أحمد رحمه الله تعالى. ت ط ع.
(2) أخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى، في كتاب الجمعة، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه (1411) ت ط ع.
(3) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى، في كتاب الجمعة (883)، وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى، في كتاب صلاة المسافرين وقصرها (1260)، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، واللفظ له ت ط ع.
(4) أخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى، في كتاب الجمعة (1409)، وأبو داود رحمه الله تعالى، في كتاب الصلاة، واللفظ له (885) ت ط ع.
(5) أخرجه الترمذي رحمه الله تعالى، في كتاب الجمعة، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه (453)، وما ثبت عند الترمذي رحمه الله تعالى، من حديث عبد الله بن سلام حينما سأله أبو هريرة رضي الله تعالى عنهما عن وقتها فأخبره وقال هي (453).
(6) أخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه، في كتاب الجمعة، من حديث عبد الله بن عمر وأبي هريرة رضي الله تعالى عنهم (1432).
(7) أخرجه الإمام أحمد رحمه الله تعالى في مسنده، في مسند الكوفيين، من حديث أبي الجعد رضي الله تعالى عنه (14951)، وأخرجه أبو داود في كتاب الصلاة (888)، والنسائي في كتاب الجمعة (1352)، والترمذي في كتاب الجمعة (460)، وابن ماجه في كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها (1115)، والدارمي في كتاب الصلاة (1525) رحمهم الله أجمعين.
(8) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى، في كتاب الجمعة (846)، وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى، في كتاب الجمعة (1357)، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه.
(9) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى، في كتاب الجمعة، من حديث عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما (838).
(10) نفس الحديث السابق.
(11) أخرجه الإمام أحمد رحمه الله تعالى في مسنده، في باقي مسند الأنصار، من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله تعالى عنه (22468) واللفظ له.
(12) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى، في كتاب الجمعة (832)، وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى، في كتاب الجمعة (1403)، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه.
(13) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى، في كتاب بدء الخلق (2972)، وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى، في كتاب الجمعة (1416)، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه.
(14) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى، في كتاب الجمعة (882)، وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى، في كتاب الجمعة (1404)، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه.
(15) أخرجه الإمام أحمد رحمه الله تعالى في مسنده، في مسند بني هاشم، من حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما (1929)، وأخرجه البزار، من حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما (644)، وانظر إلى الترغيب والترهيب للمنذري (1/292)، وانظر إليه في مجمع الزوائد للهيثمي (2/84).
(16) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى، في كتاب الصوم (1849)، وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله، في كتاب الصوم (1929)، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، ت ط ع.
(17) أخرجه الإمام أحمد رحمه الله تعالى في مسنده، في باقي مسند الأنصار (2553)، وأخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى، في كتاب الصوم (1850)، وأبو داود في سننه، في كتاب الصوم (2069)، من حديث جويرية بنت الحارث رضي الله تعالى عنها ت ط ع.
(18) أخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى، في كتاب الصوم، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه (1930) ت ط ع.
(19) أخرجه الإمام الدارمي في سننه، في كتاب فضائل القرآن الكريم، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه موقوفاً عليه (3273) ت ط ع
(20) أخرجه الإمام أحمد رحمه الله تعالى، في مسند المدنيين (55575)، والنسائي في كتاب الجمعة (1357)، وأبو داود في كتاب الصلاة (883)، وابن ماجه في كتاب ما جاء في الجنائز (1626)، والدارمي في الصلاة (1526)، من حديث أوس بن أوس رضي الله تعالى عنه.




جزاك الله كل خير ع الموضوع القيم




بارك الله فيكم وسدد خطاكم وجعلكم من اهل الجنة ومن الطيبن يارب العالمين

ننتظر ان ينزف قلمك اكثر وننتظر منك كل ماهو جديد ومفيد

تقبلوا مروري المتواضع

المعلمة هنــاء




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه