التصنيفات
اسلاميات عامة

أثر الأذكار الشرعية في طرد الهم والغم للشيخ الدكتور عبد الرزاق العباد حفظه الله

أما بعد
أولا أحي الإخوة الكرام بتحية الإسلام
فسلام الله عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته
أسال الله جلا وعلا بأسمائه الحسنى أن يكتب لنا جميعا في هذا اللقاء النفع والخير والفائدة وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم مطابقا لسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأن يجعل ما نقوله حجة لنا لا علينا وأن يجعلنا من عباده المتقين الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب

أيها الأخوة موضوع هذا اللقاء عن أثر الأذكار الشرعية في طرد الهم والغم وكلكم يعلم أن الإنسان بين الحين والأخر قد يُلم به بعض الملمات وقد تصيبه بعض المصائب وقد يبتلى ببعض الآلام التي تكدره وتؤلم قلبه وتأكل فؤاده وربما جلبت له الكثير من الحزن أوالهم أوالغم وهذا الحزن أو الألم الذي يصيب القلب إما أن يكون متعلقا بأمور ماضية أو يكون متعلقا بأمور مستقبلة أو يكون متعلقا بحاضر الإنسان قد يتذكر الإنسان أمورا مضت وأشياء قد فاتت عليه فيتألم ويحزن لذلك وقد يكون الألم الذي أصاب قلبه يتعلق بأمور مستقبلة يتخوف من أشياء ويتوقع حصول أشياء يدخل قلبه شيئا من المخاوف وفد يكون الألم يتعلق بواقع الإنسان مصيبة حلت به أو نزلت به ولهذا يقول العلماء إذا كان الألم الذي يصيب القلب متعلقا بشيئا ماضي فهو حزن وإن كان متعلقا بشيئا مستقبل فهو هم وإن كان يتعلق بواقع الإنسان وحاضره فهو غم وهذه الثلاث الحزن والهم والغم كلها آلام تصل إلى القلب ثم إنها إذا وصلت إلى قلب الإنسان تتعبه وتؤرقه وتكدر خاطره ولا يكون وضعه مع وجودها سويا طبيعيا وحتى إنك لتقرأ ذلك في بعض الوجوه تقابل أحد زملائك وبدون أن يتحدث إليك تقول له : ما بالي أراك مهموما محزونا أو مغموما دون أن يتحدث لكنها تبدو آلامه على تقاسيم وجهه ولاسيما إذا اشتدت عليه فإنها أمور تصل إلى الإنسان لأسباب ولأحوال متنوعة تمر عليه في هذه الحياة وعند النظر في طريقة علاجها والسعي في إبعادها وإزالتها من القلب نجد أن الناس يتفاوتون في هذا الباب تفاوتا عظيما وينحون في العلاج مناح شتى ولكن لا علاج ولا دواء ولا شفاء ولا سلامة ذلك كله إلا بالعودة الصادقة إلى الله جلا وعلا فبالعودة إلى الله وذكره وتعظيمه وعمارة القلب بتوحيده والإيمان به واللجوء الصادق إلى الله والافتقار إليه والذل بين يديه والامتثال له سبحانه كل هذه تذهب ولا يبقى منها شيء والذكر هو طمأنينة القلوب وروح النفوس وذهاب الهموم والغموم كما قال جلا وعلا " الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ
فطمأنينة القلب وزوال همه وغمه وحزنه إنما يكون بذكر الله وتعظيمه وعمارة القلب بالإيمان به عز وجل وعليه أيها الإخوة فإن الذكر هو الشفاء وهو الدواء وقد جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام أذكار عديدة أرشد صلوات الله وسلامه عليه من أصابه كرب أوحل به هم أو نزل به غم أن يلجأ إليها وأن يحافظ عليها وأن يأتيا بها ليزول عنه ما يجدوليذهب عنه ألمه وهمه وغمه وقد ورد في هذا الباب أحاديث عديدة خرجها أهل العلم في كتب الحديث وسأقف بكم أيها الإخوة الكرام على طائفة العطرة ونخبة مباركة من هذه الدعوات والأذكار العظيمة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم والتي يشرع للمسلم أن يقولها عندما يصيبه الهم أو الكرب أو الحزن أو نحو ذلك

روي البخاري ومسلم في صححيهما عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في الكرب :" لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ"

وروى عن أبو داود في سننه عن عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ قال لها قَالَتْ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَلَا أُعَلِّمُكِ كَلِمَاتٍ تَقُولِينَهُنَّ عِنْدَ الْكَرْبِ " أَللَّهُ أَللَّهُ رَبِّي لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا "

وروى أبو داود في سننه عن أبي بكرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " دَعَوَاتُ الْمَكْرُوبِ اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو فَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ "

وروى الترمذي في سننه عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الْحُوتِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنْ الظَّالِمِينَ فَإِنَّهُ ما دعا بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ "

هذه الأحاديث وهي أربعة أحاديث عظيمة وصحيحة وثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم فيها علاج للكرب الذي يصيب الإنسان ودواء للغم والحزن والهم

و و الله الذي لا اله إلا هو إن أتى بها الإنسان متأملا معناها محققا لمقصودها ومقتضاها والله ما يبقى في قلبه من الهم مقدار ذرة ، فإنها دواء ناجح وعلاج مبارك وشفاء لما ما في الصدور ولكن يحتاج المسلم إذا قال هذه الأذكار المباركة أن يتأمل في معناها وأن يعرف مدلولها وأن يحقق مقصودها يقول العلماء : إن إذا الإتيان بالأذكار المأثورة والدعوات المشروعة بدون علم بالمعنى وتفقه في الدلالة ضعيف التأثير قليل الفائدة ولهذا نحتاج لهذا الشيء في ذكر الله عز وجل ، كثير منا يأتي بالأذكار الشرعية ويواظب عليها لكنه لا يقف متأملا في دلالتها
وعليه أيها الإخوة هذه الأذكار لعلاج الكرب وعلاج الهم والغم والحزن لابد أن نتأمل فيما تدل عليه ولو وقفتم أيها الإخوة الكرام متأملين في هذه الأذكار الأربعة التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها علاج للكرب ، لوجدتم أنها تشترك في شيء واحد هذا الشيء الذي تشترك فيه هذه الأذكار لابد منه لعلاج الكرب والهم والغم ، ولابد منه لسلامة الإنسان ولغنيمته في الدنيا والآخرة وتأمل في الأذكار الأربعة اجتمع تحقيق التوحيد الذي خُلق العبد لأجله ووجد لتحقيقه ، التوحيد الذي هو إخلاص العبادة لله وإخلاص الطاعة له سبحانه وتعالى هو المبدأ للإنسان في كرباته وفي جميع همومه ولزوال الهموم والغموم إلا إذا حقق العبد التوحيد وفزِع إلى الله وأخلص دينه لله تبارك وتعالى وتأملوا معنى الأذكار الأربعة

الأول حديث ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الكرب "لا اله إلا الله العظيم الحليم لا اله إلا الله رب العرش العظيم لا اله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم " لما يقول المكروب هذا الذكر المبارك وهو يتأمل معناه ويقف عند دلالته لا إله إلا الله يتذكر توحيد الله وأنه إنما خلق إلا للتوحيد ووجد لي لا إله إلا الله ليشغل قلبه ووقته وحياته بلا إله إلا الله هو خلق لأجل ذلك ولهذا ينبغي أن تكون لا إله إلا الله هي أكبر هم الإنسان وأهم شغل الإنسان وأعظم اتجاه الإنسان وجل اهتمامه وهو لم يخلق إلا لأجلها ولم يوجد إلا لتحقيقها فهي مقصود الخليقة وأساس إيجاد الناس {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}
ما خلقهم الله إلا لأجل لا إله إلا الله ..لا إله إلا الله تعني إخلاص العبادة لله وإخلاص الدين له لا إله إلا الله : أي لا معبود بحق إلا الله فيها نفي واثبات نفي للعبودية عن كل ما سوى الله وإثبات العبودية بجميع معانيها لله وحده فالذي يقول إلا إله إلا الله لا يسأل إلا الله ولا يستغيث إلا بالله ولا يلتجأ إلا لله ولا يعتمد إلا على الله ولا يتوكل إلا على الله ولا يطلب شفاء غمومه وهمومه وأحزانه إلا من الله
فيقول لا إله إلا الله يتذكر عظمة الله وأن الله عز وجل هو الكبير المتعال وهو العلي العظيم ، فيتذكر عظمة الله وكمال قوته وكمال اقتداره وإحاطته بخلقه سبحانه وتعالى وأنه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء ويتذكر حُلم الله عز وجل ثم يقول لا إله إلا الله رب العرش العظيم فيتذكر خلق الله للعرش ذلك المخلوق الذي هو أكبر المخلوقات وأوسعها ولهذا وصف في هذا الذكر لأنه عظيم {العرش}ووصف بأنه كريم فالعرش عظيم فعرش الرحمن عظيم وعرش الرحمن كريم والكرم هو السعة والعرش هو أوسع المخلوقات وأكبرها فيتذكر عظمة الله بتذكر عظمة مخلوقاته التي أوجدها الرب عز وجل ثم يتذكر خلق السموات وخلق الله للأرض يتذكر هذه المعاني الجليلة وهو يردد فينشغل قلبه بها وينصدع فؤاده بها وتكون هي شغله , فأي باقية تبقى للهم أو الغم أو الحزن مادام القلب منشغلا بذلك ؟ ولهذا نستفيد من هذا الدعاء وغيره أن علاج الهم والغم توحيد الله , ذكر الله تعظيم الله , تنزيه الله , الالتجاء إلى الله هدا هو العلاج
ففي حديت أسماء بنت عمير قال ألا أعلمك كلمات تقوليهن عند الكرب وهذا منه عليه الصلاة والسلام تشويق وترغيب لها ألا أعلمك كلمات فهذا فيه تشويق لما أشتاق قلبها رضي الله عنها إلى ذلك علما قال تقولين "الله الله ربي لا أشرك به شيئا" هذا علاج للهم
الله الأولى مبتدأ والثانية تأكيد لفظي للمبتدأ لعظم الأمر وكبر المقام وهو توحيد الله وإخلاص الدين له الله الله تكرر هذه الكلمة مرتين حتى تملأ القلب وهو يتأمل فيها الله ربي ومعنى الله أي ذو الألوهية ذو العبودية على خلقه أجمعين الذي تصرف له جميع أنواع الطاعات
من هو الله ؟ من هو المعبود بحق ؟ قال ربي الله ربي
ومعنى قوله الله ربي أي معنى معبودي بحق الذي لا معبود لي سواه هو ربي الذي خلقني ومعنى ربي الرب هو: الخالق الرازق النعم المدبر المتصرف بشؤون خلقه كلها فمعبودي الذي أصرف له العبادة بجميع أنواعها ربي وهذا هو معنى قول الله عز وجل {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ}
هنا يقول الله رب يعني عبادتي وتوجهي وقصدي والتجائي واعتمادي كله على ربي الذي خلقني فالرب هو الخالق الرازق المنعم المتصرف المدبر بشؤون الخلائق الذي بيده أزمة الأمور تبارك وتعالى
لا أشرك به شيئا وهذا فيه البراءة من الشرك فعلاج الهم إخلاص التوحيد والبراءة من الشرك بأن يعتمد العبد على ربه سبحانه وتعالى في كل ملماته في جميع أموره ومهماته
وقوله لا أشرك هذا فيه البراءة من الشرك والشرك هو تسوية غير الله به بأي شيء من خصائص الرب عز وجل سواء في الربوبية أو الإلوهية أو الأسماء أو الصفات لا أشرك به شيئا وشيئا هنا نكرة في سياق النفي فتعم أي لا أشرك به شيئا أي شيء كان لا صغير ولا كبير لا دقيق ولا جليل وهذا فيه براءة من الشرك كله , فإذا قال المسلم هذه الكلمة العظيمة ذهب عنه الكرب لأن قلبه انشغل بماذا ؟ انشغل بأعظم الأمور وأوجب الواجبات وأجل المقاصد وأعظم الغايات وهو توحيد الله فما بقي للغم فيه مكان لأنه منشغل بالتوحيد بالأيمان وبالإخلاص للرب العظيم سبحانه وتعالى
الله الله ربي لا أشرك به شيئا

وفي الحديث الثالث حديت أبي بكر رضي الله عنه قال عليه الصلاة والسلام دعوات المكروب يعني دعوات من أصابه كرب أن يقول {اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا اله إلا أنت }
ما أعظمها من دعوات
"اللهم رحمتك أرجو" : هذا فيه إخلاص وفيه التوحيد
رحمتك أرجو : أصل الجملة أرجو رحمتك تقدم المعمول على العامل ليفيد الحصر قولك اللهم رحمتك أرجو أي رحمتك وحدك أنت , لا أرجو رحمة أحد سواك وإنما أرجو رحمتك أنت وحدك اللهم رحمتك أرجو وهذه صفة المؤمنين
قال الله تعالى {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا}
فبدأ دعوته لطرد الكرب الذي أصابه بهذا التوحيد اللهم رحمتك أرجوا يعني أرجو الرحمة منك وأطلبها منك ولا أطلبها من أحد سواك

فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين : وهذا افتقار فيه العبد الكامل لله عز وجل في كل لحظة من لحظاتك وفي كل سكون من سكناته ، فأنت فقير إلى الله حتى في طرفة العين حتى في أقل من ذلك مفتقر إلى الله عز وجل في كل شؤونك لاغنى لك عن ربك وأن الله هو غني عنك بكل وجه وأنت فقير إليه من كل وجه ولهذا تقول لا تكلني إلى نفسي طرفة عين ، إن وكلك الله إلى نفسك ولو لحظة واحدة تضيع وتضل من وكل إلى نفسه ضاع ومن وكل إلى غير الله ضاع ولهذا من نعمة الله على عبده المؤمن أن لا يكله إلا إليه ، من نعمة الله عليك أن لا يكلك إلا إليه لأنه إذا وكلك إلى نفسه سبحانه وكلك إلى قوة وعزة وقهر وسلطان " أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ " ، "وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ " ، "قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ"
فأنت إذا كنت متوكلا على الله لن تخف من شيء وخافك كل شيء وإذا لم تكن متوكلا على الله أخافك الله من كل شيء حتى ما تتوكل عليه من المخلوقات توكل إليك وتكون سببا لضياعك وهلاكك كما جاء في الحديث أن النبي عليه الصلاة والسلام قال"مَنْ تَعَلَّقَ تَمِيمَةً فَلَا أَتَمَّ اللَّهُ لَهُ وَمَنْ تَعَلَّقَ وَدَعَةً فَلَا وَدَعَ اللَّهُ لَهُ "
لأن الذي تعلق التميمة وتعلق الودعة علق قلبه بها فيضيع ، بينما المسلم لا يعلق قلبه إلا بالله سبحانه وتعالى ولا يلتجأ إلا إلى الله ولا يعتمد إلا على الله "فلا تكلني لنفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله وهذا فيه افتقارك إلى الله في إصلاح شأنك كله فشأنك في دينك وشأنك في دنياك وشأنك في أخرتك لا يصلح إلا إذا أصلحه الله لك ولهذا كان عليه الصلاة والسلام يقول في دعائه " اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي فِيهَا مَعَادِي وَاجْعَلْ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ وَاجْعَلْ الْمَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ"

وأصلح لي شأني كله لا اله إلا أنت : ثم ذكر كلمة التوحيد لا إله إلا الله أما معبود بحق سواك لا يلتجأ إلا إليك ولا يعتمد إلا عليك ولا يتوكل إلا عليك ولا تفوض الأمور إلا لك لا إله إلا أنت ، فهذا من الأمور التي يعالج بها الكرب

والأمر الرابع أو الحديث الرابع حديت سعد بن أبي وقاص أن النبي عليه الصلاة والسلام قال دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الْحُوتِ انظر هذا الكرب الذي أصاب يونس عليه السلام التقمه الحوت ودخل به في أعماق البحر ، انظر هذا الكرب العظيم في بطن الحوت وفي أعماق البحر مصيبة عظيمة فما كان منه عليه السلام إلا أن أخد يردد هذه الكلمات لا اله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين وهو في الظلمات ينادي في ظلمات بطن الحوت وظلمات البحر وظلمات الليل وهو في أعماق البحر هو يردد هده الكلمات لا اله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين هذه دعوة ذي النون إذ دعا بها في بطن الحوت فكان يكررها فأذن الله عز وجل للحوت وأمرها أن تلقيه وأنبت عنده شجرة من يقطين وأعاد عليه صحته وقوته بعد أن كان في أعماق البحر ولئن نظرت بنظرتك المجردة الضعيفة إنسان ابتلعه الحوت كيف يخرج ؟ انتهى الأمر لكن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فيها تفريج الهموم وكشف الغموم وإزالة الكربات وإزالة الشدائد مع الإخلاص لله لا اله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين يونس كان يقولوها وهو يثني في الله ويعتمد على الله ويلتجأ إلى الله ويعلم أن فرج همه بيد الله عز وجل وهذه الكلمة تضمنت أمورا أربعة :
الأمر الأول : التوحيد لا إله إلا أنت توحيد الله والأمر الثاني تنزيه الله سبحانه وتنزيه سبحانك يعني أنزهك بكل مالا يليق بك أنزهك عن النقائص والعيوب،أنزهك عما يصفك به الواصفون من أعداء الرسل { سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ }

الأمر الثاني تنزيه الله

الأمر الثالث : الاعتراف بالظلم والتقصير إني كنت من الظالمين

والأمر الرابع العبودية لله سبحانه وتعالى واعترافك بأنك عبد لله عز وجل ولا غنى لك عن الله طرفة عين ، فهذا فيه علاج عظيم وشفاء مبارك ، انظر مرة ثانية للمصيبة التي نزلت بنبي الله يونس عليه السلام انظر الفرج من رب السموات ورب الأرض ورب العرش العظيم ورب المخلوقات كلها ولهذا يرجع الإنسان في كل ملماته وفي جميع أهواله وشداته إلى الله لا يلجأ إلا إلى الله في أي مصيبة تصيبك وأي نازلة تنزل بك لا تلجأ إلا إلى الله المخلوقات كلها والناس جميعهم والله ما يملكون لك شيء ، إن أرادك الله بضر ما يملكون دفعه وإذا أرادك برحمة ما يملكون إمساكه " مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ " ، " قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ " ، " قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا "
الضر الذي أراد الله نزوله لا يملكون كشفه ، الضر الذي أنزله الله بكم لا يملكون رفعه ، فالخافض الرافع فالقابض الباسط المعطي المانع المعز المذل الذي بيده أزمة الأمور هو الله سبحانه وتعالى فلا يلجأ إلا إليك ولا يعتمد إلا عليه سبحانه وتعالى

فهذه أيها الإخوة دعوات أو أذكار أربعة تبثث في السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم في علاج الكرب
وجاء في حديث أخر عظيم رواه الإمام أحمد في مسنده وغيره عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلَا حَزَنٌ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي وَجِلَاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي إِلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَحَا وفي رواية وأبدله فرجا قَالَ الصحابة يا رسول الله أَولَا َتَعَلَّمُهَا فَقَالَ بَلَى لِمَنْ سَمِعَهُنَّ أَنْ يَتَعَلَّمَهُنَّ

نحن ربما أننا سمعناه مرات ذكرت لنا في بعض الخطب في بعض الدروس قرأناها في بعض الكتب لكن ربما بعضنا ما نشط لتعلمها لا من جهة الحفظ ولا من جهة المعنى جهة فهم المعنى ولا من جهة قولها عندما يصيبنا الهم فهذه ثلاث أنواع من التفريط إما أن يفرط الإنسان في حفظها أصلا وقراءتها ومذاكرتها أو أنه يحفظها ولكنه يفرط في فهم معناها والوقوف عند دلالتها أو أنه يفرط الإتيان بها ، يصيبه الهم والغم فينشغل بأمور كثيرة ولكنه لا يخطر بباله هذا الدعاء المبارك ، هذه مشكلة عندنا ينبغي أن نحاسب أنفسنا عليها وأن نجاهد أنفسنا على معالجتها فهذا دعاء مبارك أخبر صلواته وسلامه عليه أنه ما من عبد يصيبه هم أو غم فيقولوه إلا ويذهب الله غمه وهمه ويبدله مكانه فرحا وفي رواية فرجا بدل الغم الذي يغطي القلب ويؤلمه يتحول فرحا بعد الدعاء يتحول ومن بعد ذلك يأتي فرج من الله سبحانه وتعالى للأمر الذي ألم بالإنسان والذي دلنا على ذلك وأخبرنا به وأرشدنا إليه هو الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى صلوات الله وسلامه عليه ، ووالله إن هذا الكلام لحق وإن فيه لتفريج للهموم وشفاء للغموم وحصول للفرج وتحقيق للفرح كما أخبر بذلك رسولنا عليه الصلاة والسلام ونحن في هذا الدعاء نحتاج إلى أمورا ثلاثة أشرث إليها :

الأمر الأول أن تحفظه

والأمر الثاني أن تفهم معناه

والأمر الثالث أن تحافظ عليه عندما يصيب أحدنا هما أو غما ، وعندما تتأمل أخي الكريم المبارك هذا الدعاء تجد أنه يشتمل على أصول أربعة لابد منها لعلاج الهموم والغموم ولابد أن تتأملها وأن تحرص على فهمها وأنت تأتي بهذا الدعاء :

الأمر الأول أو الأصل الأول تحقيق العبودية لله إذا أردت لهمومك الذهاب فحقق العبودية لله وانظر تحقيق العبودية لله ونظر تحقيق العبودية في هذا الدعاء أول ما تبدأ تحقق العبودية تقول اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك فأنا عبد لك أنا عبد لك قد تكون أنا عبد لك أي بمعنى أنا عابد لك أعبدك أدعوك أرجوك أسألك أعتمد عليك التجأ إليك وتحتمل أنا عبد لك أي أنا معبد لك مذلل لك أنت خلقتني أنت أوجدتني أنت الذي تدبر أموري فأنا عبدك وابن عبدك وابن أمتك ، والدي ووالده إلى أدم كلهم عبيدك لك أنت الذي خلقتهم وأمي هي حواء كلهن إيماء لك أنت الذي أوجدتهن فأنا مخلوق لك أوجدتني من العدم وخلقتني بعد ما لم أكن فأنا عبدك وأنا عبد لك ألتجأ إليك وأدعوك وأعتمد عليك وأفوض أموري إليك فهذا الأصل الأول تحقيق العبودية لله .

الأصل الثاني : الإيمان بقضاء الله وقدره وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ ما لم يكن ولهذا قال ناصيتي بيدك ماض فيا حكمك عدل فيا قضاؤك هذا إيمان بالقضاء والقدر وأن الأمور كلها بقضاء الله وقدره ، ناصيتي بيدك الناصية مقدمة الرأس وناصية كل إنسان بيد الله يدبرها كيف يشاء ويحكم فيها بما يريد { مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }
فنواصي العباد في يد الله يدبرهم كيف يشاء ويقضي بهم بما يريد يحي هذا ويميت هذا ويغني هذا ويفقر هذا ويعز هذا ويذل ذاك ويمرض هذا ويشفي هذا{ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } فالأمر لله سبحانه وتعالى من قبل ومن بعد وكل أمر إنما يقع بقضاء الله فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ولهذا من أعظم ما يكون في علاج الهم والغم الإيمان بالقضاء والقدر ولهذا قال الله تعالى { مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ }
قال بعض السلف هو العبد المؤمن تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم ولهذا الإيمان بالقدر له أثر مبارك على العبد في راحة قلبه وطمأنينة نفسه ولهذا قال عليه الصلاة والسلام " عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ "
المؤمن في السراء يعلم أنها نعمة من الله فيحمد الله عليها وفي الضراء يعلم أن المصيبة بقضاء الله سبحانه وتعالى وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن فيصبر عليها فهو في النعمة ينال ثواب الشاكرين وفي المصيبة ينال ثواب الصابرين وهذا لا يكون إلا المؤمن

الأمر الثالث أي الأصل الثالث الإيمان بأسماء الله وصفاته والتوسل إليه سبحانه وتعالى بها ولهذا قال عليه الصلاة والسلام {أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحد من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك }فمعرفة أسماء الله ومعرفة صفاته الواردة في الكتاب والسنة والتوسل إلى الله بها من أعظم الأمور التي تكشف بها الهموم وتزال بها الغموم ولهذا قال الله تعالى{ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا }وقال تعالى{ قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى }وقال " هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } فالتوسل إلى الله بأسمائه وصفاته أعظم الوسائل وهو من معاني قوله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ } يعني ابتغوا القربة إليه بما يرضيه ومما يرضي الله وطلب من عباده أن يتوسلوا إلى الله به أسمائه سبحانه وتعالى ولهذا كان عليه الصلاة والسلام يتوسل إلى الله بأسمائه كان يقول في دعائه"اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق"توسل إلى الله بقدرته "اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحييني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني ما كانت الوفاة خيرا لي"وفي القرآن {وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين} توسل إلى الله برحمته سبحانه وتعالى وفي دعاء الاستخارة "اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك" توسل إلى الله بالعلم وبالقدرة ولهذا يتوسل المسلم إلى الله بأسمائه وصفاته سبحانه وتعالى وهنا توسل عام شامل بأسماء الله كلها ما علمناه منها وما لم نعلم وهذا الحديث يدلنا على أن هناك أسماء وصفات لله أسثأثرث الله بها في علم الغيب عنده لم ينزلها في كتابه ولم يعلّمها أحد من خلقه وقد جاء في حديث الشفاعة العظيم عندما يشفع النبي عليه الصلاة والسلام للخلائق بأن يأذن الله بحسابهم ويبدأ قال"فأسجد لله سجدة وأحمده بمحامد يعلمني إياها في ذلك الوقت لا أعلمها الآن النبي عليه الصلاة والسلام يقول يعلمني محامد أحمده بها يعلمني يعني في ذلك الوقت فهناك أسماء لله أستأثر بها سبحانه وتعالى في علم الغيب عنده وهذا الدعاء فيه توسل إلى الله بكل اسم هو له سمى به نفسه أنزله في كتابه علمه أحد من خلقه أستأثر به في علم الغيب عنده وفي هذا أيضا دلالة على أن معرفة الله ومعرفة أسمائه ومعرفة صفاته من أعظم الأمور أو أعظم الأمور التي تتحقق بها السعادة في الدنيا والآخرة ولهذا قال الله تعالى { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ } كل ما ازداد الإنسان معرفة بالله وأسمائه وصفاته ازداد تعظيما له وإقبالا عليه وبعدا عن معاصيه كما قال بعض السلف : من كان بالله أعرف كأن منه أخوف ولعبادته أطلب وعن معاصيه أبعد ، فكلما زادت معرفتك بالله زاد الخير فيك إذا هذا الأصل الثالث في هذا الدعاء

الأصل الرابع العناية بالقرآن الكريم قراءة وتدبرا وتطبيقا ونحن ما تكاثرت علينا الهموم ولا انتشرت فينا الغموم والهموم إلا لبعدنا عن القرآن وإلا كنا متمسكين بالقرآن قريبين منه نتلوه حق تلاوته لكنا أسعد الناس والله عز وجل يقول { إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ }ويقول{وشفاء لما في الصدور}
فالقرآن شفاء ودواء وهداية وموعظة وذكرى للذاكرين وتجد الإنسان عندما يتألم من بعض الأمور فيمسك بكتاب الله ويقرأ متدبرا ما هي إلا لحظات ويجد الصدر منشرح والطمأنينة تكسو القلب والأنس يعمره حتى أنه يظن أن ما عنده أي مشكلة مع أنه عنده مشاكل كثيرة لكنه مع طمأنينة التي تغشى صاحب القرآن السكينة التي تنزل عليه ولا سيما إذا كان يتدبر القرآن يقول عليه الصلاة والسلام" مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ تَعَالَى يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلَّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ "
فالقرآن شفاء والاستشفاء بالقرآن ليس بأن يشتري الواحد منا مصحفا ويعلقه في الرف أو يضعه في مقدمة السيارة وفي الوقت نفسه يتخذ كتاب الله مهجورا لا يقرأه ولا يتدبره ولا يجاهد نفسه على تطبيقه ليس هذا هو الاستشفاء بالقرآن ،
الاستشفاء بالقرآن بأمور ثلاثة :

قراءة القرآن
وتدبر القرآن
والعمل بالقرآن

{ الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ }معنى يتلونه حق تلاوته أي يقرءونه ويفهمون معناه ويعملون بمقتضاه ومن التلاوة العمل به وتلاوة القرآن لا تكون مجرد قراءة بل لابد فيها من العمل به ولهذا يقولون تلا فلان فلان أي تبعه فلا بد من العمل بالقرآن ولهذا العناية بالقرآن قراءة وتدبرا وتطبيقا هو أساس السعادة والفلاح وزوال الهموم والغموم ولهذا ختم هدا الدعاء بقوله"أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي" إذا كان القرآن هذا شأنه في قلبك وهذا شأنه في صدرك ، نور صدرك وربيع قلبك وجلاء حزنك وذهاب همك وغمك ، هل الغموم والهموم تجد طريق إلى قلبك ؟ هل لها مدخل إلى صدرك وفؤادك ؟ لا والله لأنه معمور والقلوب أوعية فالقلب وعاء إذا ملأته بالذكر والقرآن واستحضار عظمة الله ما بقي لهذه الأمور أي مكان لكنه إذا ضعف فيه الإيمان وضعف فيه الذكر وضعفت فيه الصلة بالله سبحانه وتعالى وجدت هذه الأمور إليه طريقا وسبيلا قال "أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري" لما ذكر القلب ذكر الربيع ولما ذكر الصدر ذكر النور لأن النور ينعكس على ما في داخله والربيع هو الماء الذي يصل إلى النبات فيغذيها ثم يشع فيها الخير فأنت إذا القرآن سرى إلى قلبك أصبح مثل الربيع ينبت أنواع الزهور وأنواع الحدائق وأنواع الثمار التي لا أطيب منها ولا أجمل ولا أحسن وإذا شع صدرك بالنور أصبحت حياتك كلها نورا وضياء ، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني أي أن يجلو حزني ويذهب ولا يبقى منه شيء إلا القرآن بالاستشفاء بالقرآن ، إلا أبدل الله همه وغمه إلا أذهب الله غمه وهمه وأبدله فرحا .
فهذه أيها الأخوة تذكرة لي ولكم حول هده الدعوات العظيمة وأوصي نفسي وإياكم بتقوى الله عز وجل وأن نتعاهد أذكار النبي عليه الصلاة والسلام ودعواته المأثورة عنه بتعلمها ومدارستها ومذاكرتها وتطبيقها وأسأل الله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يفرج همومنا وهمومكم وأن ينفس كرباتنا وكرباتكم وأسأله سبحانه وتعالى أن يصلح لنا جميعا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأن يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وأن يصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا وأن يجعل الحياة لنا زيادة في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم إنا عبيدك بنو عبيدك بنو إيمائك نواصينا بيدك ماض فينا حكمك عدل فينا قضاؤك نسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحد من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وذهاب همومنا وغمومنا ونسأل الله جلا وعلا أن يصلح لنا ولكم شأننا كله وأن لا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين وأن يهدينا وإياكم سواء السبيل والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمدا وآله وأصحابه أجمعين

انتهى كلامه حفظه الله

جزى الله من قام بالتفريغ خيرا




بارك الله فيك وجزاك الله حير الجزاء على الموضوع
كذلك هناك كتاب للشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر حفضهما الله واطال عمرهما في طاعته
بعنوان فقه الادعية والاذكار وهو كتاب قيم انصح به كل الاخوة الاعضاء ليقتنوا منه وذلك لما فيه من فوائد عضيمة
وشروحات للادعية وذكر أوقاتها المستاجبة والماثورة منها
واليكم هاته الابيات التي اوردها الشيخ في مقدمة الكاتب

فذِكر إلَهِ العرشِ سرًّا ومعلناً … يُزِيلُ الشَّقَا والهَمَّ عنك ويَطردُ
ويجلبُ للخيراتِ دنيا وآجلاً … وإنْ يأتِك الوَسواسُ يوماً يشَرَّدُ
فقد أخبَر المختارُ يوماً لصحبِه … بأنَّ كثيرَ الذِّكرِ في السَّبق مُفرِدُ
ووَصَّى معاذاً يَستَعين إلهه … على ذكرِه والشكر بالحسن يعبدُ
وأوصى لشخصٍ قد أتى لنصيحةٍ … وقد كان في حمْل الشرائِعِ يَجْهَدُ
بأنْ لا يزالَ رطباً لسانُك هذه … تُعينُ على كلِّ الأمورِ وتُسعِدُ
وأخبَرَ أنَّ الذِكرَ غَرسٌ لأهلِه … بجنَّاتِ عَدن والمساكنُ تُمْهَدُ
وأخبَر أنَّ الله يذكرُ عبدَهُ … ومَعْهُ عى كلِّ الأمرِ يُسَدِّدُ
وأخبَر أنَّ الذِّكرَ يبقى بجنّة … ويَنقطعُ التَّكليفُ حين يُخلَّدُوا
ولو لَم يكنْ في ذِكره غيرَ أنَّه … طريقٌ إلى حبِّ الإلَه ومُرشِدُ
ويَنهَى الفتَى عن غِيبةٍ ونَميمةٍ … وعن كلِّ قولٍ للدِّيانَةِ مُفسِدُ
لكان لنَا حَظٌّ عظيمٌ ورغبةٌ … بكثرةِ ذكرِ الله نعمَ المُوَحَّدُ
ولكنَّنَا من جَهلِنا قلَّ ذِكرُنا … كما قلَّ منَّا للإلَه التَّعبُّدُ
ولهذا فإنَّ الأذكارَ الشرعية والأدعية النبويّة لها منزلةٌ عاليةٌ في

الابيات للشيخ السعدى رحمه الله




و فيكم بارك الرحمن
و بارك الله فيك على الاضافة الطيبة




التصنيفات
اسلاميات عامة

فضائـــــــــــل بعض السور والأذكار

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فضائل بعض سور وآيات القرآن الكريم:

[1] سورة الفاتحة :
روى القرطبي في تفسيره قال : عن أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
[ ما أنزل الله في التوراة ولا في الإنجيل مثل أم القرآن وهي السبع المثاني وهي مقسومة بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل ] ( حسن ) .
عن أبي سعيد بن المعلى قال : [ كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجبه ، فقلت : يا رسول الله إني كنت أصلي ، فقال : (( ألم يقل الله { استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم } ( الأنفال24 ) ، ثم قال : إني لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد )) ثم أخذ بيدي ، فلما أراد أن يخرج قلت له : ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن ؟ قال : "الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته ] ( البخاري ) .
وروى بن كثير في تفسيره قال : عن بن عباس قال : [ بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده جبريل إذ سمع نقيضاً فوقه فرفع جبريل بصره إلى السماء فقال : هذا باب قد فتح من السماء ما فتح قط ، قال : فنزل منه ملك فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أبشر بنورين قد أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك ، فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لم تقرأ حرفاً منه إلا أوتيته ] ( مسلم والنسائي ) .

[2] سورة البقرة :
روى القرطبي في جامعه قال : عن أبي أمامة الباهلي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : [ اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة ، وتركها حسرة ، ولا يستطيعها البطلة ] ( مسلم ) . والبطلة أي السحرة .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول اله صلى الله عليه وسلم قال : [ لا تجعلوا بيوتكم مقابر لأن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة ] ( مسلم والترمذي والنسائي ) .
عن أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ (( يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم ))؟ قال : قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : (( يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم )) ؟ قال قلت : { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } فضرب في صدري وقال : (( ليهنك العلم يا أبا المنذر )) ] (مسلم ) .
عن أبي هريرة قال : وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان ، وذكر قصة وفيها : فقلت يا رسول الله ، زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله ، قال : (( ما هي )) ؟ قلت قال لي : إذا آويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } . وقال لي : لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح ، وكانوا أحرص شيء على الخير . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( أما إنه قد صدقك وهو كذوب تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة )) ؟ قال : لا ، قال : ذاك شيطان ] ( البخاري ) .
وعن أبي مسعود رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ من قرأ هاتين الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه ] ( مسلم ) . وتبدأ الآية بقوله تعالى : { آمن الرسول بما انزل إليه من ربه . . . } إلى آخر السورة .

ومعنى كفتاه : أي حفظتاه من كل سوء ، أو أغنتاه في الأجر عن قراءة غيرهما ، وقيل كفتاه من قيام الليل .
وعن أسماء بنت يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [ اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين : { وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم } ( البقرة 163 ) ، { الم * الله لا إله إلا هو الحي القيوم } ( آل عمران 1 ) ( الترمذي وأبو داود وابن ماجة وهو حسن ) .

[3] سورة آل عمران :
عن النواس بن سمعان الكلابي قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : [ يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران ـ وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد ، قال: كأنهما غمامتان أو ظلتان سوداوان بينهما شرق أو كأنهما حزقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما ] ( مسلم ) .
وعن أبي أمامة الباهلي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : [ اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه ، اقرؤوا الزهراوين البقرة وآل عمران ] ( مسلم ) .

[4] سورة الكهف :
عن أبي الدرداء رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عُصم من الدجال ] وفي رواية : [ من أخر الكهف ] ( مسلم) .

[5] سورة تبارك :
وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [ من القرآن سورة ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له ، وهي : { تـبـارك الـذي بـيـده الـمـلـك } ]
( أبو داود والترمذي وقال حديث حسن ) .

[6] سورتا الزلزلة و الكافرون :
عن بن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ { إذا زلزلت } تعدل نصف القرآن ، و { قل هو الله أحد } تعدل ثلث القرآن ، و { قل يا أيها الكافرون } تعدل ربع القرآن ] ( رواه الترمذي وقال الألباني صحيح دون فضل ( زلزلت ) ) .

[7] سورة الإخلاص :
عن أبي الدرداء رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن ، قالوا : وكيف يقرأ ثلث القرآن ؟ قال : { قل هو الله أحد } تعدل ثلث القرآن ] ( مسلم ) .
وعن عائشة رضي الله عنها ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً على سرية ، وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بـ { قل هو الله أحد } فلما رجعوا ذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : [ سلوه لأي شيء يصنع ذلك ] فسألوه ، فقال : لأنها صفة الرحمن ، فأنا أحب أن أقرأ بها . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ أخبروه أن الله يحبه ] ( مسلم ) .
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، أن رجلاً سمع رجلاً يقرأ : { قل هو الله أحد } يُرددها ، فلما أصبح جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له ، وكان الرجل يتقالها ( يعتقد أنها قليلة ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن ] ( البخاري).

[8] سورتا المعوذتين :
عن عائشة رضي الله عنها ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما : { قل هو الله أحد } و { قل أعوذ برب الفلق } و { قل أعوذ برب الناس } ، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده ، يبدأ بهما على رأسه ووجهه ، وما أقبل من جسده ، يفعل ذلك ثلاث مرات .
وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ ألم تر آيات أنزلت اليوم لم يُرَ مثلهن قط : { قل أعوذ برب الفلق } و { قل أعوذ برب الناس } ( مسلم ) .
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : [ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان ، وعين الإنسان ، حتى نزلت المعوذتان ، فلما نزلتا ، أخذ بهما وترك ما سواهما ] ( الترمذي وقال حديث حسن ) .

ثانياً / فضائل بعض الأقوال :

1- فضل التهليل :
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [ من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب ، وكتب له مائة حسنة ، ومحيت عنه مائة سيئة ، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به ، إلا رجل عمل أكثر منه ] ( البخاري ومسلم ) .

2- فضل التسبيح :
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [ من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة ، حُطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر ] ( البخاري ومسلم ) . وعنه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان ، حبيبتان إلى الرحمن عزوجل " سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم " ] ( مسلم ) . وعنه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ لأن أقول سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله اكبر ، أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ] ( مسلم ) .
وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة ؟ فسأله سائل من جلسائه : كيف يكسب أحدنا ألف حسنة ؟ قال : [ يسبح مائة تسبيحة ، فيكتب له ألف حسنة ، ويحط عنه ألف خطيئة ] ( مسلم ) .
وقال صلى الله عليه وسلم : [ أحب الكلام إلى الله تعالى أربع ، لا يضرك بأيهن بدأت : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ] ( صحيح الكلم الطيب ) .

3- فضل الذكر :
سبق بيان ذلك في بداية الكتاب . ونزيد في ذلك قليلاً لمزيد الفائدة .
قال تعالى : { ولذكر الله أكبر } ( العنكبوت 45 ) ، وقال تعالى : { واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون } ( الجمعة 10 ) ، وقال تعالى : { والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً } ( الأحزاب 35 ) ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : [ يقول الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإذا ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ] ( متفق عليه ) . وعنه رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ سبق المفردون ، قالوا : وما المفردون يا رسول الله ؟ قال : الذاكرين الله كثيراً والذاكرات ] ( مسلم ) . وعن عبد الله بن بشر رضي الله عنه ، أن رجلاً قال : يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي ، فأخبرني بشيء أتشبث به قال : [ لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله ] ( الترمذي وهو حسن انظر رياض الصالحين ص405 بتحقيق الألباني رحمه الله ) .

4- فضل الاجتماع على تلاوة كتاب الله تعالى :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ . . . وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله ، يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم ، إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ، ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه ] ( مسلم ) .

5- فضل لا حول ولا قوة إلا بالله :
قال النبي صلى الله عليه وسلم : [ ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ؟ فقلت : بلى يا رسول الله ، قال : " قل لا حول ولا قوة إلا بالله " ] ( صحيح الكلم الطيب ) .

6- فضل الاستغفار :
عن بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ من قال أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ( ثلاثاً ) غفرت له ذنوبه وإن كان فاراً من الزحف ]
( رواه الحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين ) .
وعن عبيد الله بن بشر قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : [ طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً ] ( صحيح بن ماجة 3093 )

منقول من صيد الفوائد




جزاك الله خيرا.

  • تعليمية




بارك الله فيك




بارك الله فيك




التصنيفات
الفقه واصوله

[صوتية وتفريغها] الأذكار بعد الصلوات المكتوبة

[صوتية وتفريغها] الأذكار بعد الصلوات المكتوبة

الأذكار بعد الصــلاة المفروضـة .
من مـوقــع/
سماحـة الشيخ:
عبد العزيز بن عبدالله بن باز -رحمه الله تعالى-.
————————————–


إن الإنسان بعد فراغه من الفريضة يقول أذكاراً، فما هي هذه الأذكار، وما حكم من نسي شيئاً منها، وما حكم من زاد عليها متعمداً؟


ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في الأحاديث الصحيحة أنه كان يقول إذا سلم من الفريضة من الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر يقول: (أستغفر الله –ثلاثاً- أستغفر الله, أستغفر الله, أستغفر الله، اللهم أنت السلام ومنك السلام تبارك يا ذا الجلال والإكرام). ثبت هذا عنه في حديث ثوبان وثبت بعض ذلك من حديث عائشة -رضي الله عنها- فالسنة لجميع المصلين إماماً أو مأموماً أو منفرداً إذا سلم من الفريضة أن يقول: (أستغفر الله أستغفر الله أستغفر الله، اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام). ثم ينصرف إلى الناس إن كان إماماً، ينصرف إليهم ويعطيهم وجهه. وثبت عنه أنه كان يقول بعد هذا يقول -صلى الله عليه وسلم- بعد هذا: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله, لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن, لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون, اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد) بعد الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، كل هذا سنة ما هو بواجب سنة، فلو قام ولم يأتِ بها صلاته صحيحة، لكن هذا هو السنة، ثم يقول: سبحان الله, والحمد لله, والله أكبر -ثلاثاً وثلاثين مرة- بعد كل واحدة من الصلوات الخمس، سبحان الله, والحمد لله, والله أكبر- ثلاثاً وثلاثين مرة- الجميع تسعاً وتسعون، ويكمل المائة بقوله: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير). هذا هو المشروع للرجال والنساء، في السفر والحضر، بعد الصلوات الخمس. والسنة رفع الصوت بذلك، كان الرسول يرفع صوته بهذا يسمعه من حوله، يسمعه من حول المسجد يسمع الناس إذا سلموا من الصلاة يسمعون أذكارهم، من كان خارج المسجد يسمعون أذكارهم، يقول ابن عباس: "كان رفع الصوت في الذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-. قال ابن عباس: "كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعته". هذا هو السنة رفع الصوت بذلك رفعاً متوسطاً، يعلم الناس الذين حول المسجد أنهم سلموا من الصلاة، ويتعلم بعضهم من بعض ويتذكر بعضهم من بعض إذا رفع الصوت، يتعلم الجاهل ويتذكر الناسي، ويستحب في المغرب والفجر أن يزيد تهليلات عشر في الفجر والمغرب خاصة. كان النبي يزيد عشر تهليلات وهي: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير) عشر مرات، بعد السلام من الفجر والمغرب، وبعد قوله: (أستغفر الله, أستغفر الله, أستغفر الله, اللهم أنت السلام ومنك السلام تبارك يا ذا الجلال والإكرام) يأتي بهذه العشر مع قوله: (لا حول ولا قوة إلا بالله) ومع قوله: (اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد) ومع قوله: (لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن, لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون)، مع هذا كله يأتي بعشر، وهي (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد, يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير) -عشر مرات- بعد المغرب وبعد الفجر، في السفر والحضر على الذكر والمرأة جميعاً، ويستحب -أيضاً- أن يقرأ آية الكرسي بعد كل صلاة، اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (255) سورة البقرة . إلى آخرها، ويستحب أن يقرأ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ سورة الإخلاص. والمعوذتين بعد كل صلاة (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) و(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) و(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) الرجل والمرأة جميعاً؛ لأن الرسول حث على هذا -عليه الصلاة والسلام- لكن في المغرب والفجر يكرر السور الثلاث, ثلاث مرات، في الفجر والمغرب يكررها ثلاث مرات (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) ثلاث مرات (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) ثلاث مرات (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) ثلاث مرات، هذا هو الأفضل كله نافلة من تركها فلا شيء عليه، كل هذه الأذكار مستحبة من تركها فلا شيء عليه، ولو أتى بأذكار كثيرة بعد ذلك ما يضر، وذكر الله كثيراً فالحمد لله وآلاف المرات، ومئات المرات الحمد لله، لكن السنة أن يلزم هذه فإذا زاد عليها بعدما يأتي بها زاد عليها في مكانه أو الطريق أو في بيته أو في أي مكان كله خير، الذكر كله خير طيب، لكن هذه يخصها، فإذا أحب أن يزيد بعد ذلك أذكاراً أخرى: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، أو يقول: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، أو يقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، كل هذا طيب وليس له حد، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أحب الكلام إلى الله أربع، سبحان الله, والحمد لله, ولا إله إلا الله, والله أكبر) ويقول -عليه الصلاة والسلام-: (الباقيات الصالحات سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) ويقول -عليه الصلاة والسلام-: (كلمتان خفيفتان على اللسان, ثقيلتان في الميزان, حبيبتان إلى الرحمن, سبحان الله وبحمده, سبحان الله العظيم). جزاكم الله خيراً.

========================= =====

منقــول
من موقع سماحة الشيخ:
ابن باز -رحمه الله تعالى-
المصــدر

========================= ================

ومقال آخـــر..
بعنوان: الأذكار التي تُقال بعد الفراغ من الصلاة
من هنا
للإمام ابن باز -رحمه الله-

الملفات المرفقة تعليمية الأذكار بعد الصلوات المكتوبة.mp3‏ (792.9 كيلوبايت)

منقول لتعم للفائدة والاجر




بارك الله فيك على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق