قصة الأبرص والأقرع والأعمى فما هي قصتهم وهل لها علاقة بالتوحيد والفقه؟ -العلامة بن العثيمين رحمه الله يجيب
منقول من موقع الشيخ للامانة الموضوع منقول |
||
قصة الأبرص والأقرع والأعمى فما هي قصتهم وهل لها علاقة بالتوحيد والفقه؟ -العلامة بن العثيمين رحمه الله يجيب
منقول من موقع الشيخ للامانة الموضوع منقول |
||
[منهجية] لأول مرة على الشبكة/ شريط التوحيد أولاً/ لشيخنا الإمام العلامة ربيع بن هادي عمير المدخلي.
بسم الله الرحمن الرحيم
هدية العيد لمن سأل عن الجديد هذا الشريط العظيم أقدمه لإخوة لي أحببتهم ولمّا ألقاهم علّه يكون هدية في يوم عيد الفطر وأنا على يقين أن هذا الشريط سيعجبكم وتقبلونه إن شاء الله إلّا عصابة نسأل الله لهم التوبة والرجوع.
* كيف لا وهو يتكلم عن حق الله تعالى على العباد. * كيف لا وهو لإمام من أئمة المسلمين بقية السلف الصالحين شيخ المجاهدين ربيع السلفيين نحسبه كذلك ولا نزكيه على الله. * كيف لا وقد رأيت الشيخ ربيع يومها احمرت عيناه وعلا صوته وقام من كرسيه وسقط رداؤه، كل ذلك غضباً لتوحيد رب العالمين وله في ذلك أسوة في رسول الله صلى الله عليه وسلم. ( عن جابر قال: كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا خطب احمرت عيناه ، وعلا صوته ، واشتد غضبه ، حتى كأنه منذر جيش يقول: صبحكم ومساكم ويقول بعثت أنا والساعة كهاتين، ويقرن بين إصبعيه السبابة والوسطى). رواه مسلم * كيف لا وهذا الشريط لم ينزل على الشبكة فيما أعلم إلا انه كان عندي منذ عشر سنين إلا أياماً وها هو يرفع لأول مرة إن شاء الله وذلك بعد نقله من الكاسيت إلى الجهاز وتحويله وتهيئته فكونوا شاكرين ولله حامدين. التوحيد أولاً
لفضيلة الشيخ العلامة:
ربيع بن هادي عمير المدخلي
حفظه الله تعالى
وفقكم الله
للامانة العلمية الموضوع منقول |
||
درر من كلام العلامة محمد الأمين الشنقيطي-رحمه الله-على تقسيم التوحيد.
بسم الله الرحمن الرحيم
وحسبي الله ونعم الوكيل
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين المعتدين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلَّم وعلى آله وأصحابه أجمعين. وصلى الله على من بعته الله رحمة للعالمين وآله وصحبه الطيبين الطاهرين وسلم تسليما كثيراً
للامانة الموضوع منقول |
||
فضائل التوحيد
للإمام ابن قيّم الجوزية رحمه الله
تحميل المطوية (حجم صغير)
لتحميل المطوية (حجم كبير)
===========
لمتابعة باقي المطويات الدعوية
http://archive.org/details/matwiyatda3awiya
والحمد لله رب العالمين
فضائل التوحيد.pdf‏ (5.94 ميجابايت)
فضائل التوحيد – مصغرة.pdf‏ (3.83 ميجابايت)
للامانة العلمية الموضوع منقول
شكرا على المطوية وان شاء الله يستفيد منها الجميع
الحمد لله ربِّ العالمين، الذي أكمل لنا الدين، والصلاة و السلام على من أرسله الله رحمة للعالمين نبيّ الهدى والرحمة، المبعوث بالكتاب والحكمة وعلى آله وصحبه وأتباعه أجمعين.
أمّا بعد، فإنّ الأخوّة الإيمانيّة قد عقدها الله وربطها أتمَّ ربط بعقيدة التوحيد الذي هو الغاية في إيجاد الخلق وإرسال الرسل، وإنزال الكتب، وهو دعوة المجدّدين في كلّ عصر وزمان، إذ لا تخلو الأرض من قائمٍ لله بالحجّة فلا تنقطع دعوة الحقّ عن هذه الأمّة من العهد النبويّ إلى قيام الساعة (وَ لَن تَزَالُ طَائِفَةٌ مِن أُمَتِي ظَاهِرينَ عَلى الحَقّ لاَ يَضُرُهُم مَن خَذَلَهُم ولاَ مَن خَـالَفَهُم حَتىّ يَأتِيَ أَمرُ اللهِ وهُم عَلى ذَلِك) [متّفق عليه]، ومزية أهلها معروفة بمواقفها في كلّ جيل ببيان التوحيد والتحذير من الشرك بمختلف مظاهره، وبيان السنّة من البدعة، ونصرة أهل الحقّ والعلم والإكثار منهم، ونبذ أهل الشرك والبدع وإذلالهم، لا يمنعهم تفرّق الناس عليهم أن يؤتمر بهم فيما يأمرون به من طاعة الله تعالى، وما يدعون إليه من دين ويفعلونه ممّا يحبّه الله تعالى، إذ الحكمة ضالّة المؤمن فحيث وجدها فهو أحقّ بها، ولا ينتصرون لشخص انتصاراً مطلقاً سوى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا لطائفة إلاّ للصحابة رضوان الله عليهم مع ترك الخوض فيهم بمنكر من القول والتنَزّه عن الكلام في واحد من الصحابة بسوء؛ فأهل هذا الموقف متّفقون على أنّ كلّ واحد يؤخذ من قوله ويترك إلاّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يقع منهم بحمد الله اتّفاق على ضلالة، فهذه من سمات أهل الحقّ وملامح الفِرقة الناجية خصّ الله بها أهل السنّة يدعـون إلى إصلاح غير مبتكر من عند أنفسهم كما هو شأن منهج أهل الزيغ والضلال، ذلك لأنّ منهج الإصلاح واحد لا يقبل التعدّد، يتبلور حسنه بإحيـاء الدين وتجديده من العوالق والعوائق التي ليست منه من غير أن يعتريه تبديل ولا تغيير، فالدين محفوظ، والحجّة قـائمة، وما رسمه النبيّ صلى الله عليه وسلم هو عين المنهج الإصلاحيّ، ولا يتمّ لنا إصلاح إلا به، وقد سلكه أهل القرون المفضّلة، وآثارهم محفوظة عند العلماء ولن يصلُح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أوّلها.
هذا، واجتماع الأمّة على الضلال مُحال، وظهور سبيل الحقّ هداية وإصلاحاً وتقويماً مقـطوع به، ودوام ثباته آكد ومحقّق لا محالة (وَعدَ الصِّدقِ الذِّي كَانُوا يُوعَدُون) [الأحقاف ١٦]، لا يضرّه ما يعلق به من براثن حاقدة ومخالب حانقة تتجاهل عزّه ومفاخره ولا تريد سوى أن تصدّه وتعوق مسيرتـه، وتحدّ انتشاره، وصمودُهُ بَاقٍ يتحدّى المكابرين والحاقـدين والجاهلين، والله الهادي إلى سواء السبيل.
ومردّ السبيل إلى طاعة الله وطاعة رسوله الباعثة إلى فعل الخيرات والنفرة من الشرور والمفــاسد والمنكرات، تلك الطاعة المزكّية للنفس والمكمّلة لها، الجالبة لسعادته في الدنيا والآخرة (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّهَا وَ قَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) [الشمس ٩، ١٠]، (وَ مَنْ يُطِعِ اللهَ و الرَّسُولَ فـَأُوْلَئِكَ مَعَ الذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُهَدَاءِ وَ الصَالِحِينَ وَ حَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً ذَلِكَ الفَضْلُ مِنَ اللهِ وكَفَى باللهِ عَلِيماً) [النّساء ٦٩، ۷۰] .
وأهل الإيمان في وحدة عقيدتهم ونظمهم أمة متميّزة لا نظير لهم بين الأمم، وشريعتهم لا يقتصر نفعها على أمّة الإسلام، وإنّما هي عامّة للبشرية جمعاء، صالحة لكلّ زمان ومكان، شاملة لكلّ قضايا الحياة، فلا تخلو معضلة عن استنباطِ حلّ لها من أدلّة التشريع والقواعد العامّة غير مفتقرة إلى غيرها، بل مستغنية عن النظم والتقنينات الأخرى، ذلك لأنّها أُسِّست على قواعد محكمة، وبنيت أحكــامها على العدالة والاعتدال من غير إفراط ولا تفريط، مراعية في ذلك مصالح الدين والدنيا، فهي تسمو باستقلالها عن غيرها من نظم البشر في أصولها وفروعها، تلك هي النعمة التي أتمّها اللهُ تعالى على هذه الأمّة بإكمالهـا (اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلاَمَ دِيناً) [المائدة ١٣] فكمال هذا الدين وتمامه قاض بالاستغناء التامّ عن زيادات المبتدعين واستدراكات المستدركين.
هذا، وفي خضم المعترك الدعويّ، فإنّ أعزّ ما يقدّمه الداعي لأمّته أن يسلك بها السبيل الأسلم الذي يحقّق به مـعنى التغيير (إِنَ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَومِ حَتى يُغَيِّروا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) [الرعد ۱۱] دون عجلة مورطة في الفساد والإفساد.
ونسأل الله العون والسداد وأن يوفّقنا إلى التخلق بأخلاق الدعاة الصادقين وأن يلهمنا الاقتداء بسيد الأولين والآخرين، والعاقبة للمتّقين، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين .
مقالة للشيخ ابي عبد المعز علي فركوس حفظه الله الصـادرة في العـدد الثالث من مـجلة منابر الهدى
في محرم / صفر ١٤٢٢ هـ .
[لقاء] تسجيلات محاضرات الدورة العلمية الثانية بعنوان " التوحيد أولًا " بمسجد الفاروق بمونتريال كندا – ربيع الأول 1443
يسرني أن أنقل لإخواني ولأخواتي في الله تسجيلات الدورة العلمية الثانية التي أقيمت بمسجد الفاروق ، مسجد أهل السنة في مونتريال بمقاطعة كيبيك بكندا ، والتي كانت بعنوان "" التوحيد أولا "" والتي نظمها االأخوة القائمون على المسجد وهما الأخ المفضال محمد أبو أمامة المغربي إمام المسجد ، والأخ الكريم عبد الحكيم المغربي مدير المسجد. ولمزيد من التفاصيل ، إليك وصلة الدورة على موقع المسجد الرسمي: http://masjid-alfarouq-montreal.ca/spip.php?article359# حاضر في الدورة العلمية الشيخ الكريم أبو محمد المغربي -حفظه الله – والذي جاء خصيصًا من بوستن بأمريكا للمشاركة بالدورة – بارك الله فيه وفي مجهوداته الدعوية. كما حاضرنا أيضًا بالهاتف من المدينة – حرسها الله – الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد الرحيم البخاري – حفظه الله – الذي يعمل حالياً أستاذاً مشاركاً في قسم فقه السنة ومصادرها في كلية الحديث الشريف والدراسات الإسلامية بالجامعة الإسلامية بالمدينة. وترجمة الشيخ من هنا: http://www.elbukhari.com/index.php?p…=view&pagei d=1 والآن أترككم للمحاضرات المرفقة أدناه. ملفات الصوت بصيغة ال MP3 والمحاضرة الرابعة تعذر رفعها ، ويمكنكم متابعتها من موقع المسجد أعلاه. نسأل الله أن ينفع بها.
والسلام عليكم ورحمة الله
للامانة العلمية الموضوع منقول |
||
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
ففي هذه الساعة الطيبة المباركة نجتمع لنتذاكر ونتدارس موضوع هو أهم الموضوعات على الإطلاق، هو رأس المال الحقيقي، توحيد الله -جل وعلا- وإفراده في أفعاله المعبر عنه بتوحيد الربوبية، وأفعال الخلق التي من أجلها خلق الإنس والجن، وهو توحيد العبادة، وما وصف به نفسه -جل وعلا-، وما وصفه به رسوله -عليه الصلاة والسلام-، لا اقصد بذلك تفصيل هذه المواضيع، التي أفاض فيها أئمة الإسلام وعلماء الأمة من الصدر الأول إلى يومنا هذا في بيانها وتجليتها، وإعطائها ما تستحق من العناية، وجاء فيها من نصوص الكتاب والسنة ما لا يحاط به؛ لأهميتها، وموضوع المحاضرة فيما بلغني وإن لم أكن رأيت إعلاناً لكن قالوا: إنه نعمة التوحيد هكذا؟ هذا العنوان؟
طالب:…….
نعمة التوحيد، العنوان مركب من مضاف ومضاف إليه، والحديث عن الشيء كما يقول أهل العلم: فرع عن تصوره، وتصور هذا العنوان بمعرفة جزئي المركب، فما النعمة؟ وما التوحيد؟
قد يقول قائل: إن النعمة لا يختلف أحد في معرفتها، ولو سألت أي شخص مهما كانت ثقافته وجدته يعرف النعمة، وإذا سألته عن التوحيد عرف لك التوحيد على حسب ما تلقاه عن شيوخه ومن يقتدي بهم، ولذا يختلفون في تعريف التوحيد، يختلفون اختلافاً متبايناً، أهل السنة يتفقون على تعريف هو ما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة، وأهل البدع كل له تعريفه الذي يختص به، وتجد المبتدع يزعم أنه موحد ويقول: لا إله إلا الله وهو يطوف على القبر، ويزعم أنه محقق للتوحيد، بينما من هذه حاله كما قرر أئمة الدعوة أن أبا جهل أعرف منه بالتوحيد، وأعرف منه بلا إله إلا الله.
لأهمية هذا الموضوع كتب عنه كثيراً وألفت فيه الكتب المفردة بهذا العنوان: (التوحيد)، ولسلف هذه الأمة نصيب وافر من التأليف، وأيضاً لأصحاب الجوامع من كتب السنة أيضاً عناية فائقة بهذا الباب.
قد يقول قائل: لماذا جعل الإمام البخاري كتاب التوحيد آخر كتاب في صحيحه؟ هل هذا لعدم أهميته؟ نقول: إن الإمام البخاري افتتح كتابه بكتاب الإيمان وختمه بكتاب التوحيد؛ ليكون المعتني بصحيح البخاري بين هذين الكتابين بحيث لا ينساهما إذا طال به العهد، ومر على أبواب الدين كلها قد ينسى ما كتبه في أول الكتاب فيذكره بما سطره الإمام في آخره من أبواب التوحيد التي جلها في توحيد الأسماء والصفات، الذي شاع في عصره -رحمه الله تعالى- إنكاره من قبل المبتدعة.
النعمة جمع أو كما في لسان العرب يقول: النعيم والنُعماء والنَعماء والنعمة، النعيم والنُعماء والنَعماء والنعمة كله الخفض والدعة، الخفض والدعة والمال، فالمال نعمة ((نعم المال الصالح للرجل الصالح)) يعني إذا استغل فيما وجه إليه الإنسان في صرفه، وقبل ذلك كسبه من وجوه الحل وإلا فهو نقمة، وكثير من النعم التي يتمتع بها الناس إما أن تكون نعمة، وإما أن تكون نقمة، السمع والبصر والفؤاد وغيرها كلها من أعظم نعم الله على المخلوقين، ومع ذلكم قد تكون من أعظم النقم عليهم إذا لم تستغل فيما يرضي الله -جل وعلا-، قال: والمال وهو ضد البأساء والبؤساء، ضد البأساء والبؤساء، وقوله -عز وجل-: {وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللّهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُ} [(211) سورة البقرة] يقول: يعني في هذا الموضع حجج الله الدالة على أمر النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقال -جل وعلا-: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} [(8) سورة التكاثر] أي تسألون يوم القيامة عن كل ما استمتعتم به في الدنيا، تسألون يوم القيامة عن كل ما استمتعتم به في الدنيا، وجمع النعمة نعم وأنعم، كشدة وأشد، حكاه سيبويه، قال النابغة:
والنُعم بالضم خلاف البؤس، يقال: يوم نُعم، ويوم بُؤس، والجمع أنعم وأبؤس، ثم قال بعد ذلك بعد كلام طويل: والنعمة اليد البيضاء الصالحة والصنيعة والمنة، وما أنعم به عليك،، ونعمة الله بكسر النون منُّه، وما أعطاه الله العبد مما لا يمكن غيره أن يعطيه إياه كالسمع والبصر، نعمة الله يقول: بكسر النون منه، وما أعطاه الله العبد مما لا يمكن غيره أن يعطيه إياه كالسمع والبصر، مفهوم هذا أنه إذا كان مما يمكن أن يناله الإنسان من غيره فإنه لا يسمى نعمة الله، إنما قصر نعمة الله على ما يعطاه الإنسان مما لا يمكن غيره أن يعطيه إياه، قد يقول قائل: إن البشر يستطيعون أن ينفعوا غيرهم، وينعمون عليهم بما زاد في أيديهم عن حاجتهم، لكن المعطي في الحقيقة هو الله -جل وعلا-، وإن كانت على يد أحد من البشر، والنبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: ((إنما أنا قاسم، والله المعطي)) لأن الإنسان يتصور أن هذا الإنسان هو الذي أنعم عليه، هذا الإنسان هو الذي أنعم عليه، قد تنسب النعمة إلى الإنسان باعتبار أنه هو المباشر لها، وقد يقال: فلان أعطى فلاناً، والله في الحقيقة هو المعطي، لكن باعتبار أنه هو المباشر لهذه النعمة من نعم الله، {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ} [(37) سورة الأحزاب] يعني أنت باشرت المنة عليه بالعتق وإلا فالمعتق هو الله -جل وعلا-، والمعطي هو الله -جل وعلا-، إذا كان النبي -عليه الصلاة والسلام- يقوله بالنسبة للعلم والتعليم، يقول: ((الله هو المعطي وإنما أنا قاسم، فمن يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)) النبي -عليه الصلاة والسلام- يقسم ويعدل في القسم، ويلقي ما عنده من علم على الصحابة على حد سواء، يقسم بينهم ويعدل بينهم، لكن الله -جل وعلا- هو المعطي، وهو الذي يمنح هذا ويمنع هذا.
يقول -جل وعلا-: {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} [(20) سورة لقمان] {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} وقال تعالى: {شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ} [(121) سورة النحل] قال ابن عباس: النعمة الظاهرة الإسلام، والباطنة ستر الذنوب، النعمة الظاهر الإسلام، يعني الأمور العملية التي تشاهد، والباطنة ستر الذنوب وهذا مثال، تفسير بالمثال وإلا فكم لله -جل وعلا- من نعم ظاهرة، وكم له أيضاً من نعم باطنة، لكن السلف منهم من يفسر بالمثال ولا يقصد بذلك الحصر.
هذا بالنسبة للمضاف وهو نعمة..، والمضاف إليه وهو التوحيد، الذي هو الجزء الثاني من جزئي المركب، مصدر وحد، يقول ابن منظور: التوحيد: الإيمان بالله وحده لا شريك له، والله الواحد الأحد، والله الواحد الأحد ذو الوحدانية والتوحيد، أو ذو الوحدانية والتوحد، الوحدانية والتوحد.
يقول ابن سيدة: والله الأوحد والمتوحد وذو الوحدانية، ومن صفاته الواحد الأحد، يقول أبو منصور وغيره، أبو منصور الأزهري صاحب التهذيب: الفرق بينهما -بين الواحد والأحد- أن الأحد بني لنفي ما يذكر معه من العدد، بني لنفي ما يذكر معه من العدد تقول: ما جاءني أحد، والواحد اسم بني لمفتتح العدد، تقول: ما جاءني واحد من الناس ولا تقول: جاءني أحد، فالواحد منفرد بالذات في عدم المثل والنظير، الواحد منفرد بالذات في عدم المثل والنظير، والأحد منفرد بالمعنى، فلكل واحد منهما ما يخصه.
الأحد جاء في قوله -جل وعلا- في سورة الإخلاص: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [(1) سورة الإخلاص] ثعلب وهو من أئمة اللغة الثقات يقول: الآحاد جمع واحد وحاشا أن يكون للأحد جمع، وحاشا أن يكون للأحد جمع، يعني نظر إلى اللفظة باعتبارها من أسماء الله، والله -جل وعلا- متوحد متفرد لا ند له ولا نظير، وإذا كان الأمر كذلك فلا يجمع هذا اللفظ فهل كلامه صحيح؟ يعني العلماء حينما قالوا: آحاد، خبر الآحاد، أو خبر الواحد ملاحظ أنهم يجمعون الواحد على آحاد، لما قال: الآحاد جمع واحد وحاشا أن يكون للأحد جمع، هو نظر إليه باعتباره اسم من أسماء الله -جل وعلا-، لكن هل هو من الأسماء التي يختص بها الله -جل وعلا- أو من الأسماء المشتركة؟ مثل: الكريم، الرحيم، الرءوف هذه مشتركة، ومما يختص به الله -جل وعلا- من الأسماء: الله، والرحمن هل هو من الصنف الأول بمعنى أنه مشترك وحينئذٍ لا يجوز جمعه؟ لا يجوز جمعه، يجمع راحم ((الراحمون يرحمهم الرحمن)) لكن ما يجوز جمع الرحمن، ولا يجوز جمع الله لأنه لا يوجد له سمي، لكن ما يشترك بين الخالق والمخلوق فيه كالكريم يجمع، والرحيم يجمع، فهل الأحد كما قال ثعلب: لا يجوز جمعه حاشا أن يكون للأحد جمع؟ هو مشترك كما يطلق على الله -جل وعلا- يطلق على اليوم الذي يلي السبت، غداً السبت والذي بعده الأحد، وكم في الشهر من أحد؟ أربعة آحاد، وما الذي يمنع من الجمع لأن الاسم مشترك، يعني نبهت على هذا لأن ثعلب أكد على هذه المسألة وأصر على أنه لا يمكن جمعه، وإن كان في الاستعمال -استعمال أهل العلم- حينما قالوا: خبر الواحد وخبر الآحاد مفاد كلامهم أنهم يريدون به جمع الواحد، والأحد منفرد بالمعنى، ولا يجمع هذين الوصفين إلا الله -عز وجل-.
قال الأزهري: والواحد من صفات الله تعالى معناه أنه لا ثاني له، ويجوز أن ينعت الشيء بأنه واحد، يجوز أن ينعت الشيء بأنه واحد، يعني إذا قيل: كم عندك من بيت؟ تقول: واحد، ما في ما يمنع، ويجوز أن ينعت الشيء بأنه واحد، فأما أحد فلا ينعت به غير الله تعالى لخلوص هذا الاسم الشريف له -جل ثناؤه- وتقول: أحدت الله تعالى ووحدته وهو الواحد الأحد، هذا يؤيد كلام هذا المذهب يؤيد كلام ثعلب أنه لا ينعت به غير الله، لكن ماذا عن يوم الأحد؟ وجاءت به النصوص، جاءت به النصوص، نصوص صحيحة، جاءت بلفظ الأحد والمراد به اليوم الذي يلي السبت، فهل يرد عليهم مثل هذا؟ فأما أحد فلا ينعت به غير الله تعالى لخلوص هذا الاسم الشريف له -جل ثناؤه- وتقول: أحدت الله تعالى ووحدته وهو الواحد الأحد.
جاء عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال لرجل..، أنه قال لرجل ذكر الله وأومأ بأصبعيه، يعني كأنه في التشهد لما قال: أشهد أن لا إله إلا الله أشار بأصبعيه كلتيهما، فقال له النبي -عليه الصلاة والسلام-: ((أحد أحد)) يعني أشر بالسبابة اليمنى فقط، لتشير بذلك إلى أن المعبود والمذكور واحد، وهو الله -جل علا-، أي أشر بأصبع واحدة، وهذا الحديث أخرجه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وصححه الترمذي وغيره.
ابن حجر في شرح كتاب التوحيد في فتح الباري في آخر الكتاب نقل عن أبي القاسم التميمي في كتاب الحجة قوله: "التوحيد مصدر وحد يوحد، ومعنى وحدت الله اعتقدته منفرداً بذاته وصفاته لا نظير له ولا شبيه، وقيل: معنى وحدته علمته واحداً، وقيل: سلبت عنه الكيفية والكمية فهو واحد في ذاته لا انقسام له، وواحد في صفاته لا شبيه له، وفي إلهيته وملكه وتدبيره لا شريك له، ولا رب سواه، ولا خالق غيره".
إذا علم هذا فالتوحيد إفراد الله تعالى بما يختص به من ربوبية وألوهية والأسماء والصفات.
وقد اجتمعت الثلاثة في قوله تعالى: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا} {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} هذا توحدي الربوبية {فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ} هذا توحيد الإلوهية {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [(65) سورة مريم] هذا توحيد الأسماء والصفات، إشارة بهذه الآية إلى أنواع التوحيد الثلاثة التي حصر أهل العلم التوحيد فيها بطريق الاستقراء؛ لأن ممن يشوش الآن ويقول: ما الدليل على هذا الحصر؟ ويضيف بعضهم توحيد المتابعة، لا بد أن تكون متابعته لواحد، لكن هل هذا مما يتعلق بالله -جل وعلا-؟ نعم نحن نوحد متابعتنا للنبي -عليه الصلاة والسلام-، فلا قدوة لنا ولا أسوة غيره، لكن توحيده وطاعته تابعة لتوحيد الله -جل وعلا- وطاعته، التوحيد هو الغاية من خلق الجن والإنس، كما قال -جل وعلا-: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [(56) سورة الذاريات] فالجن والإنس خلقوا لغاية، خلقوا لهدف، لا بد من تحقيق هذا الهدف، وهو تحقيق العبودية لله -جل وعلا-، فينبغي أن يكون هذا الهدف هو الهاجس، هو نصب عيني المسلم، وأنه خلق من أجل هذا، وأن ما يسعى وراءه غير تحقيق هذا الهدف أو ما يعين على تحقيق هذا الهدف هذا كله هباء، ولذلك عرف سلف هذه الأمة هذه الغاية وعملوا من أجلها، ولم يلتفوا إلى غيرها إلا بقدر ما يتحقق به هذا الهدف، ولذا يقول الله -جل وعلا- {وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} [(77) سورة القصص] {وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} من أجل أن تعيش لتحقق هذا الهدف، وإلا فالدنيا ليست غاية وليست بمقر، وإنما هي ممر ومزرعة للدار الآخرة، ومع الأسف إذا نظرنا إلى حال المسلمين اليوم في كثير من الأقطار وجدنا العكس، يعني سواءً قال ذلك بلسان المقال أو بلسان الحال، تجد حال كثير من الناس هدفه وغايته الدنيا، ثم بعد ذلك إن بقي شيء من وقته التفت إلى عبادات ألفها ويأتي بها على وجه الله أعلم به، ولا أدل على ذلك من حال المسلمين بعد أن فتح لهم من أنواع التجارة التي لا تكلفهم شيء، وانصرف إليها جل الناس من صغير وكبير، من رجال ونساء، من غني حتى الفقراء دخلوا فيها، اللي هي تجارة الأسهم، كل بحسبه، انصرفوا إليها انصرافاً كلياً وأثر ذلك على حلقات التعليم، وأثر ذلك على أعمال الناس التي استأجروا عليها واستأمنوا عليها، فتجد الموظف وهو في مكتبه عنده الجهاز يبيع ويشري ويحسب، والمصلي أيضاً تجده لا يعقل من صلاته إلا القليل النادر، وهذا حكم يعني الغالب وإلا يوجد من تعامل بهذه المعاملة ولا أثرت فيه تأثير مثل غيره، يعني إذا سمع من يقول: آمين وهو ساجد يرفع صوته بها، هذا يعقل من صلاته شيء؟ نعم، والمساهمون في الصالات في البنوك مجرد ما يسلم الإمام التسليمة الأولى تجدهم مثل ما يحصل من سلام الإمام في المسجد الحرام، تجد كثير من الناس لا يسلم الثانية ليذهب ليقبل الحجر وحصل من كثير من الناس في صالات البنوك قريب من هذا، فنسوا كل شيء، عطلوا أعمالهم، وأهملوا أسرهم، وضيقوا على أنفسهم، والله -جل وعلا- يقول: {وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} [(77) سورة القصص] لأن هذه الغاية العظمى التي هي العبادة يمكن للإنسان أنه إذا جاهد في أول الأمر من أجل تحقيقها ثم صار يتلذذ بها احتمال أن ينسى الدنيا، لكننا بحاجة الآن أن نذكر المسلم أن لا ينسى نصيبه من الآخرة، هذه هي الغاية، التوحيد هو الغاية أيضاً من إنزال الكتب ومنها القرآن كما قال -جل وعلا-: {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ * أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ} [(1- 2) سورة هود] التوحيد إذا حقق يمنع الخلود في النار، إذا كان في القلب منه أدنى مثقال حبة خردل، يعني فرق بين من يدخل النار ليهذب وينقى ثم يخرج منها إلى النعيم المقيم، وإذا علمنا حال آخر من يخرج من النار ويدخل الجنة يقال له: تمن، فتنقطع به الأماني، ما يدري ماذا يقول؟ يعني آخر واحد ويش بيقول؟ فيقال له: تمن، فتنقطع به الأماني، فيقال له: أترضى أن يكون لك مثل ملك أعظم ملك في الدنيا؟ قال: إي وربي، أرضى، ما توقع هذا ثم يقال: لك هذا ومثله، ومثله، ومثله ومثله، إلى عشرة أمثاله، تصور أعظم ملك في الدنيا عشرة أمثاله، هذا إذا خرج، إذا كان في قلبه مثقال حبة من خردل، مثقال حبة خردل من إيمان، لكن الذي ليست توجد لديه..، أو لديه هذا المثقال -نسأل الله السلامة والعافية- في النار، في العذاب الأبدي السرمدي {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا} [(56) سورة النساء] {مَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ} [(48) سورة الحجر] فهذا فيه دلالة على عظم شأن هذا التوحيد الذي الفرق بين هذا وهذا مثقال حبة خردل، لكن ماذا عن الذي يحقق التوحيد ويمتلئ قلبه من التوحيد؟ هذا يمنعه دخول النار بالكلية، إذا تحقق وأخلص كما جاء ذلك في حديث عتبان في الصحيحين وغيرهما قال: ((فإن الله حرم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله)).
تحقيق التوحيد يحصل به الأمن التام في الدنيا والآخرة:
تحقيق التوحيد يحصل به الأمن التام في الدنيا والآخرة، {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} [(82) سورة الأنعام] مفهومه أن الذين لبسوا إيمانهم بظلم لا يحصل لهم الأمن، وليسوا بمهتدين، أقول: هذه الآية أول ما نزلت خاف منها الصحابة -رضوان الله عليهم- وأينا لم يظلم؟ يظلم نفسه الظلم حاصل، الله -جل وعلا- حرمه على نفسه، وجعله بين الناس محرماً، لكن المقصود به في هذه الآية الشرك ((ألم تسمعوا إلى قول العبد الصالح)) {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [(13) سورة لقمان]؟.
يقول -جل وعلا- في سورة النور: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ} آمنوا وعملوا الصالحات {لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ} [(55) سورة النــور] ما الدين الذي ارتضي؟ {وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} [(3) سورة المائدة] {وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} ومعنى العبادة هنا التوحيد، يعبدونني بدليل المقابل {يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} [(55) سورة النــور] وعلى هذا فالمشرك لا تحصل له هذه الخصال، ونحن نسعى جادين إلى تحصيل الأمن وتحقيقه بعد أن وجد ما يزعزعه من بعض التصرفات، ونغفل عن مثل هذه التوجيهات الإلهية، لماذا لا نعتني بالتوحيد ونحارب الشرك بجميع مظاهره ليتحقق لنا هذا الوعد الذي هو الأمن؟ {وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} [(55) سورة النــور] ونحن نبحث جادين عن وسائل تحقيق الأمن ونغفل عن مثل هذا، فلا أمن إلا بتحقيق التوحيد، ولا أمن إلا بنبذ الشرك، وهذه هي النعمة العظمى التي يتقلب بها من منَّ الله عليه بتحقيق التوحيد وتخليصه وتنقيته من شوائب الشرك والبدع.
فقد التوحيد إذا كان..، إذا كان الربح العظيم في الدنيا والآخرة بتحقيق التوحيد، ففقد التوحيد هو الخسارة الحقيقية، خسارة الدنيا والآخرة، الإنسان يشتري سيارة بمائة ألف ويبيع بتسعين بثمانين بسبعين ألف خسارة، لكنها ليست بالخسارة لأن الدنيا كلها غير مأسوف عليها، عند من يعرف حقيقة الدنيا والآخرة، الذي يعرف حقيقة الدنيا وأنها لا تزن عند الله جناح بعوضة يعرف أن الخسارة الحقيقية هي خسارة النفس والمال يوم القيامة، كما قال -جل وعلا-: {وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ} الخاسرين خسارة حقيقية، خسارة لا ربح معها تبيع سيارة بخسارة عشرة آلاف، تبيع سلعة بمكسب، لكن الخسارة التي لا ربح معها {وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} هذه هي الخسارة التي لا تعوض، أما اليوم تشتري السيارة تبيعها بخسارة عشرة آلاف، تشتري بيت تبيعه بمكسب مائة ألف، ما في خسارة، ما في خسارة {أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُّقِيمٍ} [(45) سورة الشورى] بعض العلماء وهو معروف عن مالك أنه لا غبن ولا شيء اسمه: خيار الغبن، يعني إذا بعت سلعة وفيها نقص من قيمتها الثلث فأكثر جمع من أهل العلم يرون أن لك خيار الغبن، مالك يقول: ما في شيء اسمه: غبن، في الدنيا ما في غبن، الغبن وين؟ {ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ} [(9) سورة التغابن] يوم القيامة، الدنيا كلها ما تسوي شيء، سعيد بن المسيب -رحمه الله- لما جاءه الواسطة يكتب ابنته لابن الخليفة قال له: يا سعيد جاءتك الدنيا بحذافيرها، جاءتك الدنيا بحذافيرها، نعم اتصور ابن الخليفة ابن الملك جاء يخطب بنتك، كثير من الناس خطر على عقله كيف ابن خليفة يجي يخطب ابنتي؟ لأن الدنيا صارت هدف، صارت غاية، قال سعيد: إذا كانت الدنيا لا تزن عند الله جناح بعوضة فماذا ترى أن يقص لي من هذا الجناح؟ يعني لو قيل: هذا مفتاح بيت المال كله لك، فماذا ترى أن يقص من هذا الجناح لي؟ والدنيا كلها من أولها إلى آخرها لا تزن عند الله جناح بعوضة ((وركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها)) فمثل هذه الأمور على المسلم أن ينظر إليها بعناية، وأن يعيد النظر فيها، يعني يحصل في مجالس بعض الناس أن الإنسان إذا حج جاء من باب الفضول قال له بعض الناس -وهذا حصل-: تبيع حجتك بمائة ألف؟ بعض المساكين يقول: نعم نحج حجة ما تكلف ولا ألف بدلها، لكن ما الذي يقوم أمام هذه العبادة العظيمة التي إن كان حجه مبرور رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه ((والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة)) والله المستعان.
فهذه الخسارة والكارثة حقيقة هي خسارة الدين.
الدين ما يجبره شيء، لكن أي كسر في الدنيا أو حتى في الجسد ينجبر، ولو قدر أن إنساناً حصل له ما حصل، والتفت إلى ربه وذكره، ذكره الله في نفسه، يعني ذكره خالياً بمفرده ((من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسه، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه)) هذا في الصحيح في البخاري وغيره، يعني ماذا يحصل للإنسان وإن كان طالب علم، وإن كان كبيراً في نفسه في قومه إذا قيل له: ذكرك الملك فلان أو الأمير فلان البارحة وأثنى عليك خير، والله أعلم يجلس أسبوع ما نام، وماذا يقدم له؟ وماذا يؤخر هذا المخلوق وهو مثله؟ والله ما يستطيع أن يقدم له شيء، لو يحصل له صداع ما استطاع أن يقدم له شيء، إلا أنه تسبب يدخله مستشفى وإلا يجيب له طبيب وإلا..، لكن ((من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه)) ونحن نغفل عن هذه الحقائق، وإذا جلسنا في مجالسنا عمرناها بالقيل والقال، ونسهر الساعات الطويلة قال فلان، ذكر فلان، الصحيفة الفلانية ذكرت كذا، والقناة الفلانية قالت كذا، هذا إذا سلم من المحرمات، فإذا سلم من المحرمات وانشغل بالقيل والقال وعمر وقته بها فإذا أراد أن يتعبد ثقلت عليه العبادة، عنده استعداد يسهر إلى الساعة ثلاث، قيل وقال مع أحبابه وأصدقائه، ثم إذا دخل شخص عرف بصلاحه توقعوا أنه يحد من متعتهم في الحديث استثقلوه، فإذا لم يبق من الليل إلا الشيء اليسير عالج نفسه للوتر ولو بركعة، تجده لا يعان على ذلك، لكن لو كان وقته معموراً بذكر الله صارت العبادة هي جنته، والله المستعان.
جميع الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة قبولها متوقف على تحقيق التوحيد:
جميع الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة قبولها متوقف على تحقيق التوحيد {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا} [(23) سورة الفرقان] {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} [(65) سورة الزمر] وهذا يقال لمن؟ للرسول -عليه الصلاة والسلام- فكيف بغيره؟ {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} فلا بد من تحقيق التوحيد، وهو الذي به تحفظ الأعمال، وبه تضاعف هذه الأعمال، وكل ما قوي التوحيد والإخلاص لله -جل وعلا- كملت جميع الأعمال الصالحة وتمت، والمخلص في إيمانه وفي توحيده تخف عليه الطاعات، يعني نسمع من سلف هذه الأمة من يصلي في اليوم والليلة مئات الركعات، والنبي -عليه الصلاة والسلام- يقول لمن سأله مرافقته في الجنة: ((أعني على نفسك بكثرة السجود)) الإمام أحمد حفظ عنه ثلاثمائة ركعة في يوم وليلة، كيف خفت عليه هذه العبادة؟ الرسول القدوة الأعظم -عليه الصلاة والسلام- قام حتى تفطرت قدماه، كيف خف عليه هذا القيام؟ لقوة إيمانه وإخلاصه وتوحيد قصده إلى الله -جل وعلا-، وقف بين يدي ربه -جل وعلا- فقرأ الفاتحة ثم قرأ البقرة ثم قرأ النساء ثم آل عمران ثم ركع، يرتل -عليه الصلاة والسلام- يقرأ القرآن على الوجه المأمور به، ويردد ويسأل ويستعيذ ويتأمل ويتدبر فخمس أكثر من خمسة أجزاء تحتاج إلى كم من الوقت؟ وهل نقول إنه ما صلى إلا ركعة واحدة؟ صلى -عليه الصلاة والسلام- نعم لم يحفظ عنه أنه قام ليلة كاملة إلا ما ذكر في العشر الأواخر من رمضان أنه إذا دخلت العشر شد المئزر واعتزل أهله، وأحيا ليله، وأما ما عدا ذلك فهو يخلطه بقيام ونوم، لكن قراءة خمسة أجزاء على الوجه المأمور به لا تقل عن ساعتين، ثم ركع ركوعاً طويلاً نحواً من قيامه، ثم سجد سجوداً طويلاً نحواً من ركوعه وهكذا، يعني الصلاة على هذا الوجه، وعلى هذه الطريقة من يطيقها؟ من يطيقها؟ لا نقرن هذا بالبدن وقوة البدن أبداً، لا علاقة بين هذا الفعل وبين قوة البدن وضعفه، تجد الشاب في الثلاثين من عمره عنده استعداد أن يحمل مائتي كيلو ويجري بها، يعني بعض الناس عنده قدرة، وعنده قوة، لكن إذا صف خلف الإمام تجده يراوح بين قدميه، تتعب هذه ثم يرفعها ثم..، والإمام ماذا يقرأ؟ إذا قرأ عشر آيات قالوا: طول، فلا ارتباط للبدن مع تحمل هذه العبادات الطويلة، إنما العلاقة بين في هذه العبادات إنما هي للقلب فقط، القلب السليم هو الذي يحمل البدن، هو الذي يحمل البدن، والشيخ الكبير الذي جاوز المائة يصلي التهجد خلف إمام قراءته متوسطة؛ لأن بعض الأئمة يتشجع المأموم إذا صلى خلفه لحسن صوته، هذا قراءته متوسطة، والشيخ معتمد على عصاه جاز المائة، والإمام يقرأ في كل تسليمة جزء من القرآن، في كل تسليمة يقرأ جزء، وهؤلاء أدركناهم اللي يقرؤون في الجزء بالتسليمة، لكن الآن كثير من الأئمة ورقة واحدة، في التهجد ورقة، وأما بالنسبة للتراويح فأقل، بعضهم نصف وجه، ربع ورقة، سئلنا سؤال حقيقي ما هو بافتراضي، إمام يسأل عن آية الدين هل يجوز قسمها بين الركعتين؟ آية الدين، والله المستعان، هذا الشيخ الذي جاوز المائة يعتمد على عصاه ويصلي خلف إمام قائماً يقرأ في التسليمة جزء من القرآن وصوته لا يشجع لما خفف الإمام في التسليمة الأخيرة لأنه سمع مؤذناً؛ لأنه إذا سمع المؤذن معناه أن المسجد انتهى من صلاة التهجد هذا الأذان الأول، خفف، لما سلم استلمه هذا الشيخ الكبير يوبخه ويؤنبه، ويقول: لما جاء وقت اللزوم يعني بتعبيره فهو عامي أو شبه عامي، لما جاء وقت اللزوم يعني هذا أهم الأوقات خففت؟! والآن تجد المساجد التي عرف أئمتها بالتخفيف تمتلئ من الناس، نعم الناس كثير منهم بحاجة إلى ما يعنيهم، لكن ليس إلى هذا الحد، يتلاعب الناس بالقرآن، يسأل عن آية الدين هل تقسم وإلا ما تقسم؟ والإمام مطلوب بالتخفيف، مطلوب بمراعاة المأمومين، لكن مثل التهجد في العشر الأواخر من رمضان ظرف لا يعوض، والله المستعان.
شخص بالمقابل شخص كبير زاد على الثمانين يقولون: له أكثر من عشر سنوات أو قالوا: عشرين شككت، ما صلى قائماً، يصلي وهو جالس، لما جاء يوم العيد وجاءت العرضة أظن أكثر من ساعة وهو يعرض قائماً بيده السيف، قالوا: يا فلان أما تتقي الله تصلي جالس وهذا..؟ قال: والله ما أدري ما الذي حملني؟ {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى} [(4) سورة الليل] يعني هذه صورة وهذه صورة وكلها موجودة في المجتمع، فما الذي تختاره لنفسك؟ المخلص في إيمانه وتوحيده تخف عليه الطاعات لما يرجوه من الثواب، ويهون عليه ترك المعاصي لما يخشى من سخط الله وعقابه ومع ذلك يعينه الله -جل وعلا- على تحقيق ما يريد من أمور الدين والدنيا.
التوحيد يخفف على العبد المصائب:
تحقيق التوحيد يخفف على العبد المكاره، ويهون عليه المصائب، فبحسب تكميل العبد للتوحيد والإيمان يتلقى هذه المصائب وهذه المكاره وهذه الآلام بقلب منشرح ونفس مطمئنة لماذا؟ لأنها كلما عظمت المصيبة وعظم الألم زاد الأجر، فإذا كان يرجو ثواب الله وثواب الله نصب عينيه، كما يفعل في تجارة الدنيا، تجده يتعب الليل والنهار من أجل أن يكثر الكسب، ويتحمل هذه المشاكل، وذكر أن بعض كبار التجار يسهرون في بعض البنوك أمام الشاشات الليل كله، ويلاحظون إذا طلعت وإذا نزلت، وهذه حبة سكر، وهذه حبة ضغط، وهذه ما أدري إيش؟ يناظر الشاشات إذا ارتفع كذا وإذا نزل انخفض كذا، يعني بالله هل هذا أسهل أو صلاة ركعتين في جوف الليل؟ لكن من الذي يلقى مثل هذه الأعمال؟ {إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [(35) سورة فصلت].
لو ننظر بمقاييسنا أن صاحب العقد العظيم الذي جمع هذه الأموال ثم ماذا؟ يروح ويتركها ويقتسمها الورثة، وقد يحصل بينهم أدنى مشكلة فيدعون عليه الذي هو السبب في هذه المشكلة، وعليه الآثام، ولهم الغنم، الغنيمة الباردة للوارثة، وعليه إثمها وحسابها إن كان قد ارتكب شيئاً من المخالفات.
فتجد هذا يتلقى هذه المصائب بقلب منشرح ونفس مطمئنة، وتسليم ورضا بأقدار الله المؤلمة، وذلكم لأن الإيمان بالقضاء حلوه ومره خيره وشره ركن من أركان الإيمان، الذي لا يصح إلا به، والموحد حر من رق العباد، حر من رق العباد والتعلق بهم وخوفهم ورجائهم والعمل لأجلهم، وهذا هو العز الحقيقي والشرف الغالي، تجد بعض الناس حينما يكون رجاؤه معلق بشخص تجد حياته دائماً في خوف وفي وجل من هذا الشخص؛ لئلا يطلع على شيء منه لا يرضاه، وإذا تعلق بآخر كذلك، وهكذا تجد حاله دائماً مضطربة، لا يبلغه كلمة، ولا يرى فعلاً يبغضه، فالموحد حر من رق العباد ومن التعلق بهم وخوفهم ورجائهم والعمل لأجلهم وهذا هو العز الحقيقي والشرف الغالي، فيكون بذلك متألهاً متعبداً لله، فلا يرجو سواه، ولا يخشى غيره، ولا ينيب إلا إليه، ولا يتوكل إلا عليه، وبذلك يتم فلاحه ونجاحه في الدنيا والآخرة، وما أروع المثل الذي ضربه الله -جل وعلا- للموحد والمشرك، وأمثال القرآن من أولى ما يعنى به طالب العلم؛ لأنه بالمثال يتضح المقال، والله -جل وعلا- قال عنها: {وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} [(43) سورة العنكبوت] يعني تمر على المثل ولا تفهمه وأنت تدعي العلم هذا منفي في القرآن، فعلينا أن نعنى ونهتم لهذه الأمثال أمثال القرآن.
ما أروع المثل الذي ضربه الله -جل وعلا- للموحد والمشرك قال -جل وعلا-: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [(29) سورة الزمر].
ضرب الله مثلاً أي للمشرك والموحد رجلين مملوكين، هذا مملوك وهذا مملوك، لكن هذا مملوك لشخص واحد، وهذا مملوك لأشخاص، رجل فيه شركاء متشاكسون أي سيئو الأخلاق، يتجاذبونه ويتعاورونه في مهماتهم المختلفة، إذا أرسله أحدهما إلى المحل الفلاني قال: لا، روح إلى المحل الفلاني، إذا فعل قال الثاني: لا، لا تفعل هذا افعل كذا، إذا لبس قال: لا، لا تلبس هذا الثوب البس الثوب وهكذا، واحد يأمره وواحد ينهاه، شركاء متشاكسون أي سيئو الأخلاق، يتجاذبونه ويتعاورونه في مهماتهم المختلفة فلا يزال متحيراً متوجع القلب لا يدري أيهم يرضي بخدمته؟ وعلى أيهم يعتمد في حاجته؟ ورجلاً سلماً لرجل أي: خلص ملكه له لا يتجه إلا إلى جهته، ولا يسير إلا لخدمته، فهمه واحد وقلبه مجتمع، همه واحد وقلبه مجتمع، هل يستويان؟ أي صفة وحالاً، أي في حسن الحال وراحة البال، كلا، وهكذا حال من يثبت آلهة شتى لا يزال متحيراً خائفاً لا يدري أيهم يعبد؟ وعلى ربوبيته أيهم يعتمد؟ وحال من يعبد إلا إلهاً واحداً فهمه واحد، ومقصده واحد، ناعم البال، خافض العيش والحال.
والمقصود أن توحيد المعبود فيه توحيد الوجهة، ودرء الفرقة، كما قال -جل وعلا- عن يوسف -عليه السلام- أنه قال: {أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} [(39) سورة يوسف] الحمد لله يعني ننتبه لهذه الجملة {الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [(29) سورة الزمر] لماذا عقب المثل بقوله: {الْحَمْدُ لِلَّهِ} [(29) سورة الزمر] وهذا هو المناسب لدرسنا، الحمد لله، يقول أبو السعود في تفسيره: هذا تقرير لما قبله من نفي الاستواء بطريق الاعتراض، وتنبيه للموحدين على أن ما لهم من المزية بتوفيق الله تعالى، وأن هذه نعمة جليلة موجبة عليهم أن يداوموا على حمده وعبادته أو على أن بيانه تعالى بضرب المثل أن لهم المثل الأعلى وللمشركين مثل السوء، صنع جميل، ولطف تام منه -عز وجل-، مستوجب لحمده وعبادته.
أنت إذا تصورت وتأملت هذا المثل، وكنت ممن من الله عليك بالتوحيد، يعني لم تملك نفسك حتى تقول: الحمد لله، وإذا كنت في مصائب الدنيا يندب أن تقول: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاه به، فكيف بالمصيبة والكارثة العظمى التي هي الشرك؟
وقوله -جل وعلا-: {بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [(29) سورة الزمر] إضراب وانتقال من بيان عدم الاستواء على الوجه المذكور إلى بيان أن أكثر الناس وهم المشركون لا يعلمون ذلك مع كمال ظهوره لا يعلمون ذلك، يعني المشرك في صراع نفسي دائم، والموحد في توحيده للوجهة إلى الله -جل وعلا- مطمئن، مطمئن مرتاح البال، وذاك فيه نزاع، وفيه اضطراب شديد، المشرك لا يعلم هذه الحقيقة وهو يعيشها، والموحد يعرف هذه الراحة التامة من نفسه، وإن وجد شيء من الخلل عنده هذه الراحة وهذه النعمة تتزعزع عنده بقدر هذا الخلل، ولذا نسمع في بعض أوساط المسلمين من ينتحر للتخلص من الحياة لماذا؟ لأن في توحيده خلل، هذه الراحة التي يعيشها المسلم تزعزعت عند هذا فصار عنده شيء من الخلل الذي دعاه إلى مثل هذا العمل ليتخلص من هذا الشقاء الذي يعيشه، وإلا لو كانت المسألة خلل في أمور دنيا، مع حضور امتثال هذا المثل، وتصور هذا المثل فإن الدنيا يعني بحذافيرها لا تعدل شيئاً، فيتجاوز هذه المحن، ولو مكث في السجن ما مكث من أجل ديون ركبته تجده مرتاح البال ناعم البال؛ لأنه يضع الدنيا في كفة، والجنة في كفة، والآخرة في كفة، لا نسبة بينهما، العمر كم؟ كم العمر؟ وكم نسبة الحياة الدنيا بالنسبة للآخرة؟ لا شيء، يعني إذا عاش الإنسان مائة سنة، افترض أن إنسان عُمِّر مائة سنة ثم ماذا؟ يموت وتنتهي الدنيا، يبقى الآخرة التي لا نهاية لها أبد الآباد، إما في نعيم دائم، وإلا في شقاء لا نهاية له.
وقوله تعالى: {بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} [(29) سورة الزمر] إضراب وانتقال من بيان عدم الاستواء على الوجه المذكور إلى بيان أن أكثر الناس وهم المشركون لا يعلمون، لا يعلمون ذلك مع كمال ظهوره، فيبقون في ورطة الشرك والضلال.
الله -جل وعلا- نفى العلم عن الكفار، وأثبت لهم العلم فيما يتعلق بظاهر الحياة الدنيا، فهل يعلمون باطن وحقيقة الحياة الدنيا؟ {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [(7) سورة الروم] يعني علمهم واكتشافاتهم واختراعاتهم وما وصلوا إليه مما يبهر ومما يحير هل هذا متعلق بظاهر الدنيا أو في حقيقتها وباطنها؟ الله -جل وعلا- يقول: {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} أما حقيقة الحياة الدنيا لو علموه وأسلموا وآمنوا، لو علموا حقيقة الدنيا لأسلموا، لقادهم هذا العلم إلى الإسلام، ولذا بعضهم إذا تعدى وتجاوز الظاهر إلى الباطن تجده لا يتمالك أن ينطق بالشهادتين.
إذا علمنا أن نعمة التوحيد هي أعظم النعم التي أعطانا الله -جل وعلا- وأسدانا من غير حول منا ولا قوة، فعلينا أن نشكر هذه النعمة، وأن نشكر سائر النعم الظاهرة والباطنة التي حرمها كثير من الناس، وعلينا أن تظهر علينا آثار هذه النعمة، وأن نتحدث بها؛ لأن كثيراً من الناس في غفلة عنها؛ لأنهم ينظرون إلى أن النعمة بما يتعلق بأمور الدنيا، لكن إذا نبه المسلم إلى أن أعظم ما يملك ورأس ماله هو دينه انتبه والتفت إلى المحافظة على رأس المال، وأن نحدث بذلك وندعو إليه، وأن ندعو إلى هذا التوحيد؛ لأن ((من دل على هدى كان له مثل أجر فاعله)) ((لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم)) فادعوا إلى هذا التوحيد وتبينه للناس، كما قال -جل وعلا-: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [(11) سورة الضحى] وعليك أيضاً: أن تكثر من قول: {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ} [(19) سورة النمل] هل هذا خاص بمن بلغ الأربعين؟ نعم؟ يعني في القرآن {حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي} [(15) سورة الأحقاف] ولذلك تجد بعض الشباب يتحاشى أن يقول مثل هذه الكلمة لأنه ما بلغ أشده، يعني مثل شخص سمع واحد في السجود يقول: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني، يكررها، لما سلم قال: تتوقع أنها ليلة القدر؟ لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- وجه عائشة إلى قولها إذا وافقت ليلة القدر، فمثل هذه الأمور يعني وإن ارتبطت بسبب لكن لا تقصر على هذا السبب، فيقول الصغير والكبير ومن بلغ الأربعين ومن قصر دونها ومن تعداها يقول: رب أوزعني، يعني: ألهمني وألزمني {أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [(15) سورة الأحقاف] فالشكر لله تعالى هو الطريق الوحيد، بل السبيل الأوحد لدوام هذه النعم، وزيادتها كما قال -جل وعلا-: {لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [(7) سورة إبراهيم] وهذه النعم لا تغير إلا إذا غير الإنسان، إلا إذا غير الإنسان نعمة الله كفراً، وانظروا إلى مآلهم ومصيرهم الذين غيروا نعم الله كفراً {أَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ} [(28) سورة إبراهيم] -نسأل الله العافية- في الدنيا قبل الآخرة، ولا نغير ولا نبدل نعمة الله كفراً فنستحق العذاب العاجل والآجل {ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ} [(53) سورة الأنفال] فالسبب هو الإنسان نفسه، فإذا غير غُير عليه، إذا ثبت ثبتت له النعمة، وبالشكر تزداد النعم، والله أعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
هل يجوز للمعتدة من وفاة زوجها أن تحضر المحاضرات في المساجد والمعاهد العلمية؟
لا، عليها أن تلزم البيت.
كيف نوجه الآثار الواردة عن السلف في الزيادة في العبادة بغير ما ثبت عن النبي -عليه الصلاة والسلام- كصلاة الإمام أحمد في اليوم ثلاثمائة ركعة؟
هناك من السنن ما هي أفعال للنبي -عليه الصلاة والسلام-، ومنها ما هي أقوال، والأفعال يقرر أهل العلم أنها لا عموم لها، والأقوال هي التي تتناول الأمة، وقد يحث النبي -عليه الصلاة والسلام- على شيء: ((أعني على نفسك بكثرة السجود)) ولا يفعله خشية أن يفرض على الأمة، وقد يعوق عنه يعوقه عنه وينشغل عنه بما هو أهم منه من النفع المتعدي، يعني لو قدر أن إنسان من أهل العلم ارتبطت حاجات الناس به، وتعلق نفعهم به، والإنسان إذا كثرت نعم الله عليه ازدادت حاجة الناس إليه كما هو معلوم، فإذا ترتب على ذلك أنه لو انشغل بعبادة خاصة يعني بدلاً من أن يصلي في اليوم والليلة أربعين ركعة الرواتب ثنتا عشرة ركعة، والفرائض سبعة عشرة والوتر إحدى عشرة، يعني لو زاد على ذلك تأثر نفعه للناس، ولو قلنا له: صم صيام داود، قال: أنا لا أستطيع أن أجمع بين التصدر لتعليم الناس وإفتائهم مع صيام داود، نقول: لا تصم صيام داود، علم الناس، ووجه الناس، وانفع الناس، وأفتي الناس، وخلِ صيام داود لإنسان ليست عنده هذه القدرة، فإذا كان يؤثر على الإنسان على عمله العام لا سيما وأن العمل العام أفضل، يعني العلم وتعليم العلم أفضل بكثير من كثرة الصيام والصلاة، فهل نقول للشيخ الذي لا يستطيع أن يوفق بين هذه العبادات الخاصة وبين النفع العام نقول: لا، اتجه إلى هذه العبادات لأنها ثبتت عن السلف؟ النبي -عليه الصلاة والسلام- ارتبطت به حاجة الأمة كلها، فهو يقوم -عليه الصلاة والسلام- بالتبليغ، ويعلم الناس، ويوجههم، وأيضاً لو فعل هذه الأمور إضافة إلى الحث عليها بقوله لتعطل كثير من المصالح، وبعض الأمور قد يتقاتل عليها الناس.
النبي -عليه الصلاة والسلام- حث على العمرة في رمضان، وقال: ((إنها تعدل حجة)) وفي رواية: ((حجة معي)) فماذا يكون الأمر لو اعتمر النبي -عليه الصلاة والسلام- في رمضان؟ كان يتقاتل الناس على العمرة في رمضان، ونجد المشقة العظيمة وأضعاف أضعاف من يعتمر في هذه الأوقات؛ لأن بعض الناس يتذرع ويقول: النبي -عليه الصلاة والسلام- ما اعتمر في رمضان، ويجلس في بلده، وهو بهذا يخف الأمر على المسلمين، وكل ميسر لما خلق له، فلو تظافر القول والفعل لاجتهد الناس في التحصيل، ولضاقت بهم المسالك، النبي -عليه الصلاة والسلام- دخل الكعبة ثم بعد ذلك ندم، وقال: إنه لو استقبل من أمره ما دخل، لماذا؟ لئلا يلزم على ذلك مشقة، وهو الرءوف الرحيم بأمته -عليه الصلاة والسلام-، فقوله: ((أعني على نفسك بكثرة السجود)) يناسب هذا الشخص ما عنده شغل، ليست لديه أهلية للتعليم ولا دعوة ولا شيء، حفظ حديث أو حديثين وبلغهم وانتهى، يتجه إلى العبادة وخلاص.
يقول: أنا صاحب مطبعة ورق، حاولت الاتفاق مع أحد مكاتب الدعاية والإعلان على أن يرسلوا لي عملاء وأن يكون لهم نسبة من البيع، لكن صاحب المكتب لم يبدو منه أي تجاوب ولم يبلغ ولم يقم بإبلاغ أي من موظفيه، وصار أحد الموظفين لديه يرسل لي عمل على أن تكون العمولة لجيبه الخاص فهل يجوز ذلك؟
هذه العمولة التي تدفع لهذا الشخص الذي يرسل لك زبائن هذه أجرته، فإن كان عمله واتفاقه مع الناس يخل بعمله الذي تعاقد معه مع صاحبه هو أجير، فإن كان هذا يخل بعمله، ويعوقه عن إتقانه وإحسانه، فإن هذا لا يجوز، وإن كان لا يعوقه عن شيء يتفق مع الناس خارج وقت الدوام، ويوجههم، فهذه أجرته وسمسرته.
يقول: ما حد سترة المأموم؟ هل هو متر أو ذراع؟ نرجو التوضيح مع بيان الراجح؟
أولاً: المأموم سترة الإمام سترة لمن خلفه، ليس عليه سترة، المأموم ولو مر بين يديه من مر لا يضره، المطالب بالسترة هو الإمام والمنفرد، الإمام والمنفرد، أما ارتفاع السترة فيكفي مقدار ثلثي ذراع كمؤخرة الرحل، وأما بالنسبة لسمكها فالسهم يكفي، يستتر ولو بسهم.
يقول: ما حكم التصوير حيث أننا نجد الكثير ممن توسع في ذلك؟
التصوير جاءت النصوص الصحيحة بتحريمه والتشديد في أمره، هذا من حيث الإجمال، ولا أحد يشكك لا الذي يصور الآن ولا قبل الآن، التصوير حرام، لكن الخلاف في كون التصوير الموجود الآن تصوير تتناوله النصوص أو هو مجرد حفظ ليس بتصوير، فالذين تساهلوا فيه لا سيما من أهل العلم الموثوقين؛ لأنه وجد الآن من علمائنا أهل العلم والعمل من يصور، يعني يُصوَّر، لا يصور بنفسه، يصور، ولا ينكر على صوره، ويخرج في القنوات، وهو معروف بعلمه وعمله وإخلاصه لا يشك فيه، لكنه ينازع في كون التصوير بهذه الآلات داخل في النصوص، وبعضهم يصرح يقول: مستحيل أن يرتب هذا العذاب الشديد ((أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون)) أن يكون بضغطة زر يكون هذا العذاب الأليم، نقول: لا يا رجال كلمة يهوي بها في النار سبعين خريفاً، وضغطة زر من المسدس تقتل مؤمن خالد مخلد في النار وهي ضغطة زر، وإذا قال: أنا ما صورت الآلة هي التي صورت، قلنا أيضاً: ما قتل المسدس هو الذي قتل، فالمسألة في النزاع في هذا التصوير، وعهدنا من الناس لا سيما في المسجد الحرام والمشاعر الكاميرات تكسر، يعني بعلم من المسئولين وبنظر، بل قد يتبناها بعضهم والآن يعتقدها بعض الناس عبادة، يصف النساء أمام الكعبة ثم يأخذ لهن الصور في المطاف، والله المستعان.
بعض الكلام مفهوم وبعضه غير…
ما هي أفضل الكتب اللازمة لطالب العلم في التحصيل؟ عجزت أقرأ الباقي.
على كل حال بالنسبة للكتب في جميع الفنون، ولجميع طبقات المتعلمين هذه مدونة عند أهل العلم، كل طبقة من طبقات المتعلمين كتب تناسبهم في الفنون المختلفة، وهناك أشرطة سميت: كيف يبني طالب العلم مكتبته؟ يمكن أن يستفيد منها السائل وغيره.
ما حكم أن ينوي الشخص بعبادته أجر الآخرة وصلاح أبنائه ودنياه؟
أما ما نص عليه ما جاء النص عليه في نصوص الكتاب والسنة فملاحظته لا تؤثر في العمل، ملاحظته لا تؤثر في العمل، ((من سره أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره -أو في أجله- فليصل رحمه)) هو يصل الرحم امتثالاً لأمر الله -جل وعلا- ورجاء ما عنده خوف من عقابه ومع ذلك يلحظ ما ذكر في الحديث، يريد أن يبسط له في رزقه، ويؤجل في مدة إقامته في هذه الدنيا هذا لا يؤثر، ولا يضر من قصده، ومن قرأ الآيتين من سورة البقرة كفتاها -من آخرها-، وآية الكرسي وكذا رتب عليها ثواب عاجل، وعليها الثواب الآجل، ملاحظة الثواب العاجل لا تضر؛ لأنها لو كانت ضارة أو مؤثرة لما نص عليها في الأخبار الصحيحة.
يقول: هل تصح هذه المقولة: الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه؟
أما من حيث المعنى فهي صحيحة؛ لأن المكروه قد يكون مكروهاً في أمر الدنيا ويرتب عليه ثواب عظيم في أمر الآخرة، فيحمد الله -جل وعلا- على كون هذه العاقبة له في أخراه، وأما من صدر منه أي عمل مكروه فإنه لا يحمد عليه، وأما الله -جل وعلا- إذا حصل في تقديره بالنسبة لك شيء تكرهه فهو محمود باعتبار العاقبة، فأنت تحمده من هذه الحيثية، وليس في أفعاله -جل وعلا- شر محض.
هل خوارم المروءة ثابتة في كل زمان أم أنها تختلف باختلاف الزمان؟
تختلف، يعني ما عده الناس خارماً في زمان أو في بلد من البلدان يتقى، وما لم يعدوه خارماً ولو كان خارماً في بلد آخر أو في زمان متقدم فإن هذا إذا لم يكن فيه نص يدل على منعه فلا يتقى حينئذٍ.
يقول: هناك شبهة يطرحها بعض الناس حيث يقولون: إننا وإن دخلنا النار فإن منتهانا إلى الجنة؛ لأننا من أهل التوحيد فكيف الرد؟
نقول: صحيح لكن هل تطيق البقاء في النار لحظة؟ وقد فضلت على نارنا بتسعة وستين جزءاً، جزء من سبعين جزء، يعني لو كانت مثل نارنا، وهي واحدة على سبعين من نار جهنم، {نَارًا تَلَظَّى} [(14) سورة الليل] {وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [(24) سورة البقرة] ويل: وادٍ في جهنم لو سيرت فيه جبال الدنيا لذابت، هل تستطيع أن تلمس الإنارة هذه؟ فضلاً عن كونك تضع يدك على النار الحقيقية سواءً كانت من حطب أو من غاز أو ما أشبه ذلك، فكيف بالنار التي فضلت عليها بتسعة وستين جزءاً؟ يعني الذي يقول هذا الكلام عنده تحمل؟ يستطيع؟ وما يدريه أنه يمكث أحقاب بقدر أعماله وبقدر مخالفاته؟ وقد يعاقب على مثل هذا الكلام بعدم العفو عنه وإلا فالذنوب كلها تحت المشيئة، الإنسان قد يرتكب كبائر ثم يغفر الله له، لكن إذا قال مثل هذا الكلام هو يعرض نفسه، يعني مثل هذا الكلام قد يكون فيه محادة لأوامر الله -جل وعلا-، وإلا كلامه مآله إلى الجنة إذا كان من أهل التوحيد، هذا ما يشك فيه أحد، وقد يعاقب بارتكاب هذه المحرمات مع هذا التأويل الذي يحتج به أن يستدرج ويصل به الأمر إلى أن يخلع التوحيد من قلبه بالكلية -نسأل الله السلامة والعافية-، والكلام من حيث التنظير ما فيه إشكال، لكن الكلام على التطبيق، هل يستطيع أن يصبر على النار؟ هل يستطيع أن يصبر على حر الرمضاء؟ جرب يوم واحد من أيام الصيف، اخرج إلى المسجد بدون حذاء لصلاة المغرب، لا أقول: لصلاة الظهر أو العصر، لصلاة المغرب بعد أن تغيب الشمس، شوف أنت تتحمل وإلا ما تتحمل؟ وأبو طالب عليه نعلان من نار يغلي منهما دماغه، وأنت جرب، جرب حر الرمضاء تشوف.
يقول: ما الرد على من يستشهد بحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- لمعاذ: ((إن حق العباد على الله ألا يعذب من لا يشرك به شيئاً)) يستشهد به على أنه لا يدخل النار أبداً حتى ولو تمادى في العصيان؟
يعني هذا النص المجمل يقضى به على جميع النصوص المحكمة؟ النصوص المحكمة الوعيد الذي رتب على شارب الخمر مثلاً على شرب الخمر أو على الزنا أو على غيره من الجرائم، نقول: لا يعذب من لا يشرك به شيئاً؟! يعني نص مجمل يرد إلى النصوص الأخرى المبينة المفسرة المفصلة.
ما المقصود بركعتي الفجر؟ هل هي الفريضة أم النافلة؟
المقصود النافلة.
يقول: ذكرت أن الغاية الوحيدة هي التوحيد وعبادة الله فماذا عن عمارة الأرض وتحسين الحياة فيها وتعمرها، أليس ذلك من غاية المؤمن أيضاً الرجاء التوضيح؟
الغاية والهدف تحقيق العبودية، وعمارة الأرض والاستخلاف فيها إنما هو من أجل إقامة هذا الهدف.
يقول: رجل ذهب إلى كاهن وكان يتعامل معه وكان على جهل ثم بعد ذلك تاب إلى الله وصدق في توبته هل عليه شيء؟
لا شيء عليه، كمن كان مشركاً ثم أسلم
أحياناً يأتيه الشيطان ويقول له: بأنه لا توبة لك أو…..
على كل حال إذا تحققت شروط التوبة، وصارت توبته نصوحاً، وأقلع وندم، وعزم على ألا يعود، مخلصاً في ذلك لله -جل وعلا- فهذا…، التوبة تهدم ما كان قبلها، والله أعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
منقول للفائدة
[بيان] آية الكرسي وما تضمنته من بيان التوحيد
([1]) أخرجه مسلم، كتاب: صلاة المسافرين، باب: فضل سورة الكهف وآية الكرسي (1921) عن أبي بن كعب -رضي الله عنه-. ([2]) متفق عليه: أخرجه البخاري، واللفظ له، كتاب: النكاح، باب: الترغيب في النكاح ([3]) متفق عليه: أخرجه البخاري، كتاب: التفسير باب: سورة الإسراء (4435)، ومسلم، كتاب: الإيمان، باب: أدنى أهل الجنَّة منزلة فيها (501) عن أبي هريرة -رضي الله عنه-. ([4]) أخرجه البخاري، كتاب: أحاديث الأنبياء، باب: أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم ([5]) هذه اللفظة في حديث أنس -رضي الله عنه- أخرجها البخاري، كتاب: التوحيد، باب: كلام الرب -تبارك وتعالى- يوم القيامة مع الأنبياء وغيرهم (7072)، ومسلم، كتاب: الإيمان، باب: أدنى أهل الجنَّة منزلة فيها (500). ([6]) متفق عليه: أخرجه البخاري، كتاب: بدء الخلق، باب: ((إذا قال أحدكم: آمين والملائكة في السماء فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه)) (3059)، ومسلم، كتاب: الجهاد والسير، باب: ما لقي النَّبيُّ – -صلى الله عليه وسلم من أذى المشركين والمنافقين (4754) عن عائشة -رضي الله عنها-.
للامانة العلمية الموضوع منقول |
||
الرد علي من أنكر تقسيم التوحيد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقد إنتشرت شبهة بثها بعض أهل الزيغ بين المسلمين وهي إنكار تقسيم التوحيد الي توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات وهاتين رسالتين للشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله تعالي أرجوا من الله أن ينفعكم بها الملفات المرفقة القول السديد في الرد على من أنكر تقسيم التوحيد-عبد الرزاق البدر.PDF‏ (991.3 كيلوبايت) المختصر المفيد في بيان دلائل اقسام التوحيد-عبد الرزاق البدر.pdf‏ (1.21 ميجابايت) منقول
|
||
[صوتية] الى الذين يتحاشون الدعوة الى التوحيد
الى الذين يتحاشون الدعوة الى التوحيد للامانة العلمية الموضوع منقول |
||
جزاك الله خيرا
شكرا على المرور