التصنيفات
اسلاميات عامة

الابتلاء بالمرض لسماحة المفتي عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله

تعليمية

خطبة الجمعة: 25-01-1432هـ
لسماحة المفتي عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله


الابتلاء بالمرض


الحمد لله، إنَّ الحمدَ لله، نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونتوبُ إليه، ونعوذُ به من شرورِ أنفسِنا؛ ومن سيِّئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ؛ فلا مُضِلَّ له، ومن يضلل؛ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه صلَّى اللهُ عليه، وعلى آلهِ، وصحبِهِ وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدين.

أمَّا بعدُ:
فيا أيُّها الناسُ، اتَّقوا اللهَ تعالى حَقَّ التقوى.

عباد الله، إن العافية في البدن من نعم الله على العبد التي يلزم عليه شكر الله عليها وسؤاله تمامها ودوامها وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى ذلك فقال صلى الله عليه وسلم: "إن الدعاء لا يرد بين الآذان والإقامة"، قالوا ماذا نقول يا رسول الله قال: "سلوا الله العافية في الدنيا والآخرة"، وقال له رجل يا رسول الله علمني دعاء أدعوا الله به قال: "سل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة"، ثم سأله من الغد فقال: "سل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة"، فإنك إذا أعطيت العافية في الدنيا والآخرة كنت من أهل الفلاح.
أيها المسلم، وسأله العباس بن عبدالمطلب يا رسول الله علمني شيء أسأله الله قال: "سل الله العافية"، فجاءه بعد أيام فقال له علمني شيئًا أسأل الله به قال: "يا عباس يا عم رسول الله سل الله العافية في الدنيا والآخرة"، والعافية نعمة من أجل نعم الله على العبد بعد الإيمان والاستقامة على الهدى يقول صلى الله عليه وسلم: "من أصبح آمنًا في سربه معافًا في جسده عنده قوت يومه وليلته فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها"، ولكن هذه الدنيا دار ابتلاء وامتحان واختبار للعبد لا بد فيها من منغصات ومكدرات ومن تلك المنغصات المرض فالمرض من أعظم البلاء لا سيما إن استعصى علاجه وطال أمده فلا شك أنه بلاء ولكن للمسلم في هذا البلاء مع الصبر والاحتساب مصالح تعود عليه بالخير في عاجل أمره وآجله فمن تلكم المصالح أن هذا المرض سبب لتكفير الذنوب والسيئات يقول الله جل وعلا: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ)، وفي الحديث يقول صلى الله عليه وسلم: "ما يصب المؤمن من نصب ولا وصب ولا حزن ولا هم ولا غم ولا أذى إلا كفر الله بها من خطاياه"، ويقول صلى الله عليه وسلم: "لا يزال البلاء بالمسلم في نفسه وماله وولده حتى يلقى الله وليس عليه خطيئة"، وحم النبي صلى الله عليه وسلم فقال له الصحابة إن حماك عن رجلين كما يحمى رجلين قال: "نعم"، قال لأن لك الأجر مرتين قال: "أجل"، ودخل النبي صلى الله عليه وسلم على امرأة وهي تشكوا الحمى فسبت الحمى فقال: "لا تدعي على الحمى فإن الحمى يذهب بها الأذى عن العبد كما يذهب الكير خبث الحديد"، ومن مصالح العبد له في ذلك أيضا علو منزلته قال الله تعالى: (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِي الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ* فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ)، وجاء في الحديث أن العبد ليكون له عند الله منزلة في الجنة لا يبلغها بعمله فيبتليه الله حتى يبلغ تلك المنزلة ومن مصالحها على العبد قربه من الله قال جل وعلا: (الذين أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ* أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ)، وفي الحديث يقول الله لابن آدم: (مرضت فلم تعدني)، قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين قال: (مرض عبدي فلم تعده فلو عدته لو جدتني عنده)، ومن مصالح المرض للعبد أيضا السعادة والهناء بقضاء الله وقدره قال جل وعلا مبينًا ذلك: (فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً)، وجاء في الحديث أن أهل العافية إذا رأوا ما أعطي أهل البلاء تمنوا أن جلودهم قد قرضت بالمقاريض وجاء في الحديث إذا قبض الملك ابن المسلم قال الله: (قبضت ابن عبدي وثمرة فؤاده)، قالوا: نعم قال: (ماذا قال؟)، قالوا: حمدك واسترجع قال: (ابنوا له بيتًا في الجنة وسموه بيت الحمد)، ومن آثار ذلك المرض أنه يذهب عن العبد الكبرياء والعلو والطغيان في نفسه فإن العافية الدائمة والنعمة الدائمة قد تطغي العبد وتؤثر عليه (كَلاَّ إِنَّ الإِنسَانَ لَيَطْغَى* أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى)، فيذكره المرض ضعفه وعجزه وأنه لا يستطيع أن يحقق النفع والعافية (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)، يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم ومن مصالح ذلك المرض أيضا توفر الأعمال الصالحة استمرار ثواب العمل الصالح وانتظار الفرج من الله فإن العبد إذا أصيب بمصيبة فإن كان ذا عمل صالح أبقى الله له ثواب أعماله جاء للنبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له ما كان يعمله صحيحا مقيما"، وجاءه أنه إذا أصيب في بدنه قال الله للملك اكتبوا لعبدي ما كان يعمله من صالح الأعمال فيستمر ثواب عمله إذا كان صابرًا محتسبا وانتظار الفرج بعد الشدة وانتظار العافية بعد البلاء كل ذلك من قوة اليقين والرضا عن الله جل وعلا.
أيها المسلم، وللمريض آداب ينبغي أن يلتزم بها فمنها صبره على قضاء الله وقدره فإن عواقب الصبر عظيمة قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)، وقال جل وعلا: (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ* أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ)، وقال: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)، وفي الحديث يقول صلى الله عليه وسلم: "إن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط"، وقال صلى الله عليه وسلم: "إن عظم البلاء مع عظم الجزاء وإن الله إذا أحب قومُا ابتلاهم"، فمن رضي فله الرضاء ومن سخط فعليه السخط ومن آداب المريض أيضا أن يكون محسن الظن بربه وأن الله أرحم به من أمه الشفيقة عليه يرحمه فلا يعذبه ويعفو عنه فلا يعاقبه فيحسن الظن بربه ويرضى بقضاء الله ويطمأن بذلك وكلما أحس في نفسه شدة استغفر الله وأكثر من ذكره وقال ربي: (أَنِّي مَسَّنِي الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)، ويكثر من ذكر الله والثناء عليه فإن الله جل وعلا يرحم ضعفه ويرحم عجزه ويضاعف حسناته ويحط من سيئاته، ومن آداب ذلك أيضا أن يكون في مرضه جامعًا بين خوف الله وبين رجاء الله فيكون في قلبه تعظيمًا لله ورجاءًا لله وخوف من ذنوبه ومعاصيه دخل النبي على مريض فقال: "كيف تجدك؟"، قال: أرجو الله وأخاف ذنبي قال: "ما اجتمع في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما تمنى وصرف عنه ما يكره"، ومن آداب ذلك أيضا أن يكثر من دعاء الله ويكثر من التداوي فإن الدواء نعمة يقول صلى الله عليه وسلم: "ما أنزل الله من داء إلا وأنزل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله"، ولكن لا بد أن يكون الدواء مباحا فإن الله لم يجعل شفاءنا فيما حرم علينا ومنها دعاء الله جل وعلا ورجاءه فإن النبي صلى الله عليه وسلم علم مريضًا فقال: "ضع يدك على البلاء وقل بسم الله ثلاث مرات أعوذ بعزة الله وقدرته من كل ما أجد وأحاذر سبع مرات"، وقال صلى الله عليه وسلم: "إذا مرض العبد ودعا له بقوله أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك سبع مرات"، فإن الله يشفيه إذا كان أجله متأخر وكان صلى الله عليه وسلم يرقي المريض بقوله: "أذهب البأس رب الناس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما"، مرض صلى الله عليه وسلم فرقيه جبريل بقوله: (بسم الله أرقيك من كل داء يؤذيك من كل نفس وعين حاسدة الله يشفيك بسم الله أرقيك).
أيها المسلم، فهذا آداب المرض فأشكر الله على العافية لا شك أن العبد لا يتمنى الأمراض والأسقام بل يسأل الله العافية دائما لأنه لا يعلم من نفسه هل يصبر أم لا ، يقول صلى الله عليه وسلم: "لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية فإذا لقيتموه فاصبروا"، فالمسلم يسأل الله العافية دائما ولكن إذا ابتلي صبر واحتسب ورضي عن الله واطمأن قلبه بقضاء الله ورجاء من الله المثوبة عما أصابه من البلاء أسأل الله أن يعافيني وإياكم في الدين والدنيا والأهل والمال اللهم إنا نسألك العفو في ديننا وأبداننا وأهلينا وأموالنا اللهم استر عوراتنا وأمن روعاتنا واحفظنا من بين أيدينا وعن يميننا وعن شمائلنا نعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.





الخطبة الثانية:

الحمدُ لله، حمدًا كثيرًا، طيِّبًا مباركًا فيه، كما يُحِبُّ ربُّنا ويَرضى، وأشهدُ ألا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمَّدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى اللهُ عليه، وعلى آله وصحبِه، وسلّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدينِ، أما بعدُ:
فيا أيُّها الناسُ، اتَّقوا اللهَ تعالى حقَّ التقوى.
عباد الله، إن المؤمن في صحته ومرضه محافظ على طاعة الله ملتزم بالواجبات بعيد عن المحرمات.
أيها المسلم، إن من آداب المريض أن يحافظ على الصلوات الخمس بطهارتها وكمال أركانها وواجباتها إذا كان قادرًا على ذلك فإن الطهارة شرط لصحة الصلاة أن يكون ثوبه طاهر وفراشه طاهر وبدنه طاهر هذا واجب مع القدرة والإمكان ولكن إذا تعذر على المريض ذلك بأن شق عليه طهارة بدنه أو طهارة فراشه أو طهارة ثوبه وليس عنده من يعينه على ذلك فإنه يؤدي الصلوات الخمس على أي حال استطاع إن قدر على الوضوء فذلك الواجب وإن عجز عن الماء عدل إلى التيمم فإن التيمم يقوم مقام الماء لمن عدم الماء أو عجز عن استعماله أو كان استعمال الماء يضر ببدنه إن كان على جرح إصابة جبيرة فإنه يمسح عليها حتى يزول ذلك المرض وليست مقدرة بيوم معلوم بل يمسح على ما غطي به العضو من الأعضاء في يد أو رجل أو نحو ذلك فيمسح على تلك الجبيرة الملفوف به العضو فيمسح عليها إلى أن ينتهي دون أن يقدر مدة معينة يصلي المريض مستقبل القبلة كما هو معروف وأن استقبال القبلة شرط لصحة الصلاة ولكن لو عجز عن ذلك أو كان موضع مكانه غير مستقبل القبلة فإنه يصلي على حاله على قدر استطاعته يؤدي كل صلاة في وقتها لكن لو عجز عن ذلك وقدر على بعض دون بعض فله أن يجمع بين الظهر والعصر بأن يصلي الظهر أربع والعصر أربع في وقت واحد والمغرب ثلاث والعشاء أربع وفي وقت واحد كل ذلك تيسير من الله عليه حتى لا يكون هناك مشقة فإن الله يقول: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ)، كن مكثرًا من ذكر الله ملتجئ إلى الله تعلق قلبك بالله حبًا وخوفًا ورجاء ليقوى يقينك بالله وثقتك بالله ووعد الله لك إذا صبرت واحتسبت أن يثيبك الثواب العظيم (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)، ليكن همك لقاء الله فتحسن الظن بربك وأن الله عند ظن عبده به فظن بالله خير وأمل في الله خير فإن رحمته وسعت كل شيء تب إليه في تلك الحالة وأكثر من التوبة والالتجاء والتضرع بين يديه لعله أن يرحم ضعفك ويقيل عثرتك ويمحو زلتك ويحسن خاتمتك فإن من أحسن الله خاتمته وأخرجه من هذه الدنيا على أحسن حال فتلك من أجل نعم الله وأعظمها نسأل الله أن يجعل خير أعمالنا أواخرها وخير أعمالها خواتيمها وخير أيامنا يوم نلقى الله فيه نسأله العفو والعافية في الدنيا والآخرة إنه على كل شيء قدير وصلوا على محمد صلى الله عليه وسلم امتثال لأمر ربكم قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).
اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم، وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائِه الراشدين الأئمةِ المَهدِيِّين، أبي بكر، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعَن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين، وعن التابِعين، وتابِعيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين، وعنَّا معهم بعفوِك، وكرمِك، وجودِك، وإحسانِكَ، يا أرحمَ الراحمين.
اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذِلَّ الشركَ والمُشرِكين، ودمِّرْ أعداءَ الدين، وانصُرْ عبادَك المُوَحِّدين، واجعلِ اللَّهُمَّ هذا البلدَ آمنًا مُطمئِنًا، وسائرَ بلاد المسلمين، يا ربَّ العالمين، اللَّهمَّ آمِنَّا في أوطانِنا، وأصلحْ أئمتََََّنا ووُلاةَ أمرِنا، ووفِّقْهُم لما فيه صلاح الإسلامِ والمُسلمين، اللَّهمّ وفِّقْ إمامَنا إمامَ المسلمينَ عبدَ الله بنَ عبدِ العزيزِ لكلِّ خير، اللهم وفقه لكل ما تحبه وترضاه، اللهم بارك له في عمره وعمله وامنحه الصحة والسلامة والعافية، اللهم وفق ولي عهده سلطان بن عبدالعزيز لكل خير وسدده في أقواله وأعماله ووفق النائب الثاني واجعلهم جميعًا هداة مهتدين وقادة مصلحين إنك على كل شيء قدير (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)، ربَّنا آتِنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخرة حسنةً، وقِنا عذابَ النار، (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)، اللهم أنت اللهُ لا إله إلا أنت، أنت الغنيُّ ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيثَ، واجعل ما أنزلتَه قوةً لنا على طاعتك وبلاغا إلى حين، اللهم أنت اللهُ لا إله إلا أنت، أنت الغنيُّ ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيثَ، واجعل ما أنزلتَه قوةً لنا على طاعتك وبلاغا إلى حين، اللَّهمَّ أغثنا، اللّهمَّ أغثنا، اللهمَّ أغثتنا، اللهم سقيا رحمةٍ، لا سقيا بلاءٍ، ولا هدمٍ، ولا غرقٍ ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
عباد الله، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل:90]؛ فاذكروا اللهَ العظيمَ الجليلَ يذكرْكم واشكروه على عموم نعمه يزدْكم، ولذكرُ الله أكبرُ، والله يعلم ما تصنعون.

تفريغ مؤسسة الدعوة الخيريةحفـظ




تسلمي على النقل

تحياتي يا غالية




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الواجهة الزجاجية تعليمية
تسلمي على النقل

تحياتي يا غالية

الله يسلمك أختي ، بورك فيكِ




التصنيفات
أخبار و ثقافة طبية

انفلونزا الخنازير أعراض المرض وكيفية الوقاية منه

هو أحد أمراض الجهاز التنفسي التي يسببها فيروسات إنفلونزا تنتمي إلى أسرة أورثوميكسوفيريداي Orthomyxoviridae التي تؤثر غالباً على الخنازير. هذا النوع من الفيروسات يتسبب بتفشي الانفلونزا في الخنازير بصورة دورية في عدد من الدول منها الولايات المتحدة و المكسيك و كندا و أمريكا الجنوبية و أوروبا و شرق آسيا [1] [2]. فيروسات انفلونزا الخنازير تؤدي إلى إصابات و مستويات مرتفعة من المرض ، لكنها تتميز بانخفاض معدلات الوفاة الناتجة عن المرض ضمن الخنازير[3]. تبقى فيروسات الانفلونزا منتشرة ضمن الخنازير على مدار العام ، إلا أن معظم حالات الانتشار الوبائية ضمن الخنازير تحدث في أواخر الخريف والشتاء كما هو الحال لدى البشر.[4].

تعليمية

انتقال فيروس إنفلونزا الخنازير للإنسان نادر نسبياً و خاصة أن طبخ لحم الخنزير قبل استهلاكه يؤدي إلى تعطيل الفيروس. كما أن الفيروس لا يسبب أعراض الإنفلونزا للإنسان في معظم الأحيان و يتم معرفة إصابة الشخص بالمرض فقط بتحليل تركيز الضد في الدم. و عادة ما تصيب العدوى الأشخاص العاملين في مجال تربية الخنازير فقط حيث يكون هناك اتصال مستمر مما يزيد من احتمالية انتقال الفيروس. منذ منتصف القرن العشرين تم تسجيل خمسين حالة بشرية مصابة بفيروس إنفلونزا الخنازير، و عادة تكون أعراض العدوى مشابهة لأعراض الإنفلونزا الشائعة كاحتقان البلعوم و ارتفاع حرارة الجسم و إرهاق و آلام في العضلات و سعال و صداع.

أعراض المرض

وتبدو أعراض إنفلونزا الخنزير في البشر مماثلة لأعراض الأنفلونزا الموسمية من ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة وسعال وألم في العضلات، وإجهاد شديد ويبدو أن هذه السلالة الجديدة تسبب مزيدا من الإسهال والقيء أكثر من الإنفلونزا العادية.
وتوجد لقاحات متوفرة تعطى للخنازير لتمنع أنفلونزا الخنزير، لكنه لا يوجد لقاح يحمى البشر منها.

كيف تحمي نفسك من المرض؟

* غسل الأيدي بالماء والصابون عدة مرات في اليوم خاصة بعد التعامل مع الحيوانات.

* تجنب الاقتراب من الشخص المصاب بالمرض.
* ضرورة تغطية الأنف والفم بمناديل ورق عند السعال.
* أهمية استخدام كمامات على الأنف والفم لمنع انتشار الفيروس.

* تجنب لمس العين أو الأنف في حالة تلوث اليدين منعا لانتشار الجراثيم.
* إذا كنت تعانى أنت أو أحد أفراد أسرتك من أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا أبلغ الطبيب المعالج بأنك مخالط لخنازير، فقد تكون مريضة بالأنفلونزا.
* يجب تشخيص الإصابة سريعاً بأخذ عينة من الأنف أو الحلق لتحديد ما إذا كنت مصاباً بفيروس أنفلونزا الخنازير.

حالة ذعر في بعض دول العالم

ترجع أحداث انتشار أزمة مرض أنفلونزا الخنازير إلى بداية شهر أبريل الجاري، وأعلنت حكومة المكسيك عن وفاة عدد من الأشخاص بأنفلونزا الخنازير وصل عددهم اليوم إلى 149شخص، ونحو 1600 مصاب بالفيروس، وقد توقفت جميع أشكال الحياة في مكسيكو سيتي وهي واحدة من أكبر مدن العالم، كما أغلقت المطاعم ودور السينما والكنائس أبوابها وبقي ملايين الأشخاص داخل منازلهم.
في الوقت الذي أعلنت فيه الولايات المتحدة حالة طوارئ صحية لمكافحة المرض بعد التأكد من إصابة 40 شخصا في عدة ولايات.
وفي كندا أعلنت سلطات صحية إقليمية ظهور ست حالات إصابة بالمرض في البلاد لطلاب سافروا للمكسيك في الآونة الأخيرة، وفي نيوزلندا يخضع عشرة طلاب من مجموعة مدرسية عادت لتوها من المكسيك للفحص الطبي بعد ظهور أعراض مثل الأنفلونزا.

أما إسبانيا فقد بلغت الإصابات فيها 3 حالات عادوا من زيارة للمكسيك وظهرت عليهم أعراض المرض.
كما أعلنت البرازيل أنها عزلت مشتبها في إصابته بأنفلونزا الخنازير بعد عودته من المكسيك.
وأكدت مصادر طبية أنها تجري فحوصا كإجراء وقائي، كما وضع تسعة أشخاص تحت المراقبة في كولومبيا بعد وصولهم من المكسيك الأسبوع الماضي.
وفي إسرائيل أعلنت وزارة الصحة الأحد أن إسرائيليا يتلقى العلاج الطبي بمستشفى لانيادو في مدينة نتانيا حيث يعتقد أنه مصاب بأنفلونزا الخنازير، مشيرة إلى أنه عاد مؤخراً من المكسيك وأنه عزل خشية انتقال المرض لآخرين.
وفيما يتعلق بالدول العربية فقد أعلنت وزارة الصحة المصرية في بيان لها أنه لم تسجل في البلاد أي إصابات بالمرض، كما علق الأردن استيراد منتجات الخنازير من الدول التي سجلت إصابات بالأنفلونزا كإجراء احترازي.

أنفلونزا الخنازير في الماضي

وقد شهد العالم وفاة أعداد كبيرة من البشر بسبب فيروس أنفلونزا الخنازير، ففي عام 1968، تفشى فيروس "أنفلونزا الخنازير" في هونج كونج"، وقد أدى إلى وفاة مليون شخص في مختلف أنحاء العالم، وفي عام 1918، تفشى فيروس "الأنفلونزا الإسبانية" وأدى إلى وفاة 100 مليون إنسان.
وفي عام 1976، تم الإعلان عن إصابة 200 شخص، وأعلن عن حالة وفاة واحدة.
في عام 1988، أصيب سيدة أمريكية حامل بالفيروس، وتلقت العلاج، لكنها توفيت بعد أسبوع.
وقد وقعت إصابات بالمرض عام 2022، حيث أصيب 12 شخصاً بالفيروس في الولايات المتحدة، غير أنه لم تقع أي حالة وفاة بالمرض.
وفي عام 2022، وردت أنباء عن إصابات بالفيروس في كل من الولايات المتحدة وإسبانيا.




شكرا اخي جنرال




التصنيفات
أخبار و ثقافة طبية

المرض ابتلاء للمؤمن وليس بلاءا عليه

حكم المرض وفوائده :

1 . استخراج عبودية الضراّء وهي الصبر :
– إذا كان المرء مؤمناً حقاً فإن كل أمره خير ، كما قال عليه الصلاة والسلام : " عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراّء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراّء صبر فكان خيراً له " [1]

2 . تكفير الذنوب والسيئات :
– مرضك أيها المريض سبب في تكفير خطاياك التي اقترفتها بقلبك وسمعك وبصرك ولسانك ، وسائر جوارحك .

– فإن المرض قد يكون عقوبة على ذنب وقع من العبد ، كما قال تعالى { وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير }

– يقول المعصوم – صلى الله عليه وسلم – : " ما يصيب المؤمن من وَصب ، ولا نصب ، ولا سقَم ، ولا حزن حتى الهمّ يهمه ، إلا كفر الله به من سيئاته " [2] .

3 . كتابة الحسنات ورفع الدرجات :
– قد يكون للعبد منزلة عظيمة عند الله سبحانه وتعالى ، لكن العبد لم يكن له من العمل ما يبلغه إياها ، فيبتليه الله بالمرض وبما يكره ، حتى يكون أهلاً لتلك المـنزلة ويصل إليها .

– قال عليه الصلاة والسلام : " إن العبد إذا سبقت له من الله منـزلة لم يبلغها بعمله ، ابتلاه الله في جسده أو في ماله أو في ولده ، ثم صبّره على ذلك ، حتى يبلغه المنـزلة التي سبقت له من الله تعالى " [3]

4 . سبب في دخول الجنة :
– قال – صلى الله عليه وسلم – : " يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب ، لو أن جلودهم كانت قرِّضت بالمقاريض " صحيح الترمذي للألباني 2/287 .

5 . النجاة من النار :
– عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – عاد مريضاً ومعه أبو هريرة ، فقال له رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : " أبشر فإن الله عز وجل يقول : هي ناري أسلطها على عبدي المؤمن في الدنيا لتكون حظه من النار في الآخرة " السلسلة الصحيحة للألباني 557 .

6 . ردّ العبد إلى ربه وتذكيره بمعصيته وإيقاظه من غفلته :
– من فوائد المرض أنه يرد العبد الشارد عن ربه إليه ، ويذكره بمولاه بعد أن كان غافلاً عنه ، ويكفه عن معصيته بعد أن كان منهمكاً فيها .

7 . البلاء يشتد بالمؤمنين بحسب إيمانهم :
– قال عليه الصلاة والسلام : " إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ، ومن سخط فله السخط " حسنه الألباني في صحيح الترمذي 2/286 .

– * بشرى للمريض :
– ما كان يعمله المريض من الطاعات ومنعه المرض من فعله فهو مكتوب له ، ويجري له أجره طالما أن المرض يمنعه منه .

– قال – صلى الله عليه وسلم – : " إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيماً صحيحاً " رواه البخاري 2996 .

– * الواجب على المريض :
– الواجب على المريض تجاه ما أصابه من مرض هو أن يصبر على هذا البلاء ، فإن ذلك عبودية الضراء .

– والصبر يتحقق بثلاثة أمور :
1 . حبس النفس عن الجزع والسخط
2. وحبس اللسان عن الشكوى للخلق .
3 . وحبس الجوارح عن فعل ما ينافي الصبر .[4]

– * أسباب الصبر على المرض :
– 1 . العلم بأن المرض مقدر لك من عند الله ، لم يجر عليك من غير قبل الله .
– قال تعالى { قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون } ، وقال تعالى { ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها }

– قال عليه الصلاة والسلام : " كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة " مسلم 2653.

– 2 . أن تتيقن أن الله أرحم بك من نفسك ومن الناس أجمعين :
– عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – قال : قدم على النبي – صلى الله عليه وسلم – سبيٌ ، فإذا امرأة من السبي وجدت صبياً فأخذته ، فألصقته ببطنها وأرضعته ، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم – : " أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار ؟ قلنا : لا وهي تقدر أن لا تطرحه ، فقال : لله أرحم بعباده من هذه بولدها " البخاري 5999 .

– 3 . أن تعلم أن الله اختار لك المرض ، ورضيه لك والله أعلم بمصحتك من نفسك :
– إن الله هو الحكيم يضع الأشياء في مواضعها اللائقة بها ، فما أصابك هو عين الحكمة كما أنه عين الرحمة .

– 4 . أن تعلم أن الله أراد بك خيراً في هذا المرض :
– قال عليه الصلاة والسلام : " من يرد الله به خيراً يصب منه "[5] أي يبتليه بالمصائب ليثيبه عليها .

– 5 . تذكر بأن الابتلاء بالمرض وغيره علامة على محبة الله للعبد :
– قال – صلى الله عليه وسلم – : " إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم " صحيح الترمذي للألباني 2/286 .

– 6 . أن يعلم المريض بأن هذه الدار فانية ، وأن هناك داراً أعظم منها وأجل قدراً :
– فالجنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .
– قال – صلى الله عليه وسلم – : " يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة ، فيصبغ في النار صبغة ، ثم يقال : يا ابن آدم : هل رأيت خيراً قط ؟ هل مرّ بك نعيم قط ؟ فيقول : لا والله يا رب . ويؤتى بأشد الناس بؤساً في الدنيا من أهل الجنة ، فيصبغ في الجنة صبغة ، فيقال له : يا ابن آدم هل رأيت بؤساً قط ؟ هل مرّ بك شدة قط ؟ فيقول : لا والله يا رب ما مرّ بي بؤس قط ولا رأيت شدة قط "[6] – الصبغة أي يغمس غمسة .

– 7 . التسلي والتأسي بالنظر إلى من هو أشد منك بلاء وأعظم منك مرضاً :
– قال عليه الصلاة والسلام : " انظروا إلى من هو أسفل منكم ، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم ، فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم " [7]

وأسأله سبحانه أن يشفي مرضانا ومرضى المسلمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

——————————————-
[1] رواه مسلم (2999 ) .
[2] البخاري 5641 .
[3] صحيح أبي داود للألباني 2/597 .
[4] عدة الصابرين لابن القيم ص 13 .
[5] البخاري 5645
[6] مسلم 2807 .
[7] مسلم 2963 .

الابتلاء بالمرض سنة ماضية




تعليمية
تعليمية




شكرا لك جزاك الله خيرا




شكرا لك جزاك الله خيرا




التصنيفات
إدارة الثانويات والأساتذة والأولياء

المرض ابتلاء للمؤمن وليس بلاءا عليه

حكم المرض وفوائده :

1 . استخراج عبودية الضراّء وهي الصبر :
– إذا كان المرء مؤمناً حقاً فإن كل أمره خير ، كما قال عليه الصلاة والسلام : " عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ، إن أصابته سراّء شكر فكان خيراً له ، وإن أصابته ضراّء صبر فكان خيراً له " [1]

2 . تكفير الذنوب والسيئات :
– مرضك أيها المريض سبب في تكفير خطاياك التي اقترفتها بقلبك وسمعك وبصرك ولسانك ، وسائر جوارحك .

– فإن المرض قد يكون عقوبة على ذنب وقع من العبد ، كما قال تعالى { وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير }

– يقول المعصوم – صلى الله عليه وسلم – : " ما يصيب المؤمن من وَصب ، ولا نصب ، ولا سقَم ، ولا حزن حتى الهمّ يهمه ، إلا كفر الله به من سيئاته " [2] .

3 . كتابة الحسنات ورفع الدرجات :
– قد يكون للعبد منزلة عظيمة عند الله سبحانه وتعالى ، لكن العبد لم يكن له من العمل ما يبلغه إياها ، فيبتليه الله بالمرض وبما يكره ، حتى يكون أهلاً لتلك المـنزلة ويصل إليها .

– قال عليه الصلاة والسلام : " إن العبد إذا سبقت له من الله منـزلة لم يبلغها بعمله ، ابتلاه الله في جسده أو في ماله أو في ولده ، ثم صبّره على ذلك ، حتى يبلغه المنـزلة التي سبقت له من الله تعالى " [3]

4 . سبب في دخول الجنة :
– قال – صلى الله عليه وسلم – : " يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب ، لو أن جلودهم كانت قرِّضت بالمقاريض " صحيح الترمذي للألباني 2/287 .

5 . النجاة من النار :
– عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – عاد مريضاً ومعه أبو هريرة ، فقال له رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : " أبشر فإن الله عز وجل يقول : هي ناري أسلطها على عبدي المؤمن في الدنيا لتكون حظه من النار في الآخرة " السلسلة الصحيحة للألباني 557 .

6 . ردّ العبد إلى ربه وتذكيره بمعصيته وإيقاظه من غفلته :
– من فوائد المرض أنه يرد العبد الشارد عن ربه إليه ، ويذكره بمولاه بعد أن كان غافلاً عنه ، ويكفه عن معصيته بعد أن كان منهمكاً فيها .

7 . البلاء يشتد بالمؤمنين بحسب إيمانهم :
– قال عليه الصلاة والسلام : " إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ، ومن سخط فله السخط " حسنه الألباني في صحيح الترمذي 2/286 .

– * بشرى للمريض :
– ما كان يعمله المريض من الطاعات ومنعه المرض من فعله فهو مكتوب له ، ويجري له أجره طالما أن المرض يمنعه منه .

– قال – صلى الله عليه وسلم – : " إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيماً صحيحاً " رواه البخاري 2996 .

– * الواجب على المريض :
– الواجب على المريض تجاه ما أصابه من مرض هو أن يصبر على هذا البلاء ، فإن ذلك عبودية الضراء .

– والصبر يتحقق بثلاثة أمور :
1 . حبس النفس عن الجزع والسخط
2. وحبس اللسان عن الشكوى للخلق .
3 . وحبس الجوارح عن فعل ما ينافي الصبر .[4]

– * أسباب الصبر على المرض :

– 1 . العلم بأن المرض مقدر لك من عند الله ، لم يجر عليك من غير قبل الله .
– قال تعالى { قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون } ، وقال تعالى { ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها }

– قال عليه الصلاة والسلام : " كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة " مسلم 2653.

– 2 . أن تتيقن أن الله أرحم بك من نفسك ومن الناس أجمعين :
– عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – قال : قدم على النبي – صلى الله عليه وسلم – سبيٌ ، فإذا امرأة من السبي وجدت صبياً فأخذته ، فألصقته ببطنها وأرضعته ، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم – : " أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار ؟ قلنا : لا وهي تقدر أن لا تطرحه ، فقال : لله أرحم بعباده من هذه بولدها " البخاري 5999 .

– 3 . أن تعلم أن الله اختار لك المرض ، ورضيه لك والله أعلم بمصحتك من نفسك :
– إن الله هو الحكيم يضع الأشياء في مواضعها اللائقة بها ، فما أصابك هو عين الحكمة كما أنه عين الرحمة .

– 4 . أن تعلم أن الله أراد بك خيراً في هذا المرض :
– قال عليه الصلاة والسلام : " من يرد الله به خيراً يصب منه "[5] أي يبتليه بالمصائب ليثيبه عليها .

– 5 . تذكر بأن الابتلاء بالمرض وغيره علامة على محبة الله للعبد :
– قال – صلى الله عليه وسلم – : " إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم " صحيح الترمذي للألباني 2/286 .

– 6 . أن يعلم المريض بأن هذه الدار فانية ، وأن هناك داراً أعظم منها وأجل قدراً :
– فالجنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .
– قال – صلى الله عليه وسلم – : " يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة ، فيصبغ في النار صبغة ، ثم يقال : يا ابن آدم : هل رأيت خيراً قط ؟ هل مرّ بك نعيم قط ؟ فيقول : لا والله يا رب . ويؤتى بأشد الناس بؤساً في الدنيا من أهل الجنة ، فيصبغ في الجنة صبغة ، فيقال له : يا ابن آدم هل رأيت بؤساً قط ؟ هل مرّ بك شدة قط ؟ فيقول : لا والله يا رب ما مرّ بي بؤس قط ولا رأيت شدة قط "[6] – الصبغة أي يغمس غمسة .

– 7 . التسلي والتأسي بالنظر إلى من هو أشد منك بلاء وأعظم منك مرضاً :
– قال عليه الصلاة والسلام : " انظروا إلى من هو أسفل منكم ، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم ، فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم " [7]

وأسأله سبحانه أن يشفي مرضانا ومرضى المسلمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

——————————————-
[1] رواه مسلم (2999 ) .
[2] البخاري 5641 .
[3] صحيح أبي داود للألباني 2/597 .
[4] عدة الصابرين لابن القيم ص 13 .
[5] البخاري 5645
[6] مسلم 2807 .
[7] مسلم 2963 .

الابتلاء بالمرض سنة ماضية




تعليمية
تعليمية




شكرا لك جزاك الله خيرا




شكرا لك جزاك الله خيرا