المصدرُ :
ما دلَّ على الحَدَث ِ مجرداً من الزمان . وتجرِدُّهُ عن الزمان ِ يميزهُ من الفعل ِ الذي يدلُّ على الحَدَثِ مرتبطاً بالزمان ِ . فإذا قلنا : نَصَرَ اللهُ العراقيين َ على أعدائِهِم نَصْراً ,كانت كلمة ُ " نَصَرَ " فِعلاً لأنها دَلَّت على الحَدَثِ المقتَرِن ِ بلازمن الماضي ,وكانت كلمة " نصراً " مصدراً لأنها دَلَّتْ على فِعْلِ النَّصرِ من غير ِ اقتران ٍ بزمن ٍ .
والمصادر ُ في اللغةِ العربيةِ على أنواعٍ مختلفةٍ بحسبِ أنواعِ أفعالِها , فمنها مصادرُ الفعل الثلاثي ّ ومنها مصادرُ الفعل الرباعيِّ ومنها مصادر الفعل الخماسيّ ومنها مصادر الفعل السداسيّ .و الملاحظ ُ في اللغةِ العربيةِ أن مصادرَ الأفعالِ الرباعيةَ والخماسيةَ والسداسيةَ مصادرُ قياسيةٌ . والمقصود بالقياسية هنا أنّ لهذه المصادرِ ضوابط َ محدددةً لو عرفناها لعرفنا صياغَةَ مصادِرِها من غير رُجُوعٍ إلى المعجمات وكتب اللغة العربية .
أما مصادرُ الأفعالِ الثلاثية فهي مصادر سماعيةٌ في الغالبِ , والمقصودُ بذلك أن هذه المصادر لا تُعرفُ إلا بالرجوع ِ إلى المعجماتِ وكتبِ اللغةِ لضبطها كما استَخدَمها العربُ الفُصحاءُ . فقد يكونُ للفعلِ مصدرانِ أو أكثرُ . فالفعل ( جرى ) مثلاً نقولُ في مصدرهِ " جَرْياً " و" جَرَياناً " .
ونقولُ في مصدرِ الفعلِ " سالَ " : " سَيْلاً " و" سَيَلاناً " ونقولُ في مصدرِ الفعلِ " سَلِمَ " : " سَلْماً " : و" سِلْماً " و" سلاماً " و"سلامة" . ومع ذلك وَضَعَ الصرفيونَ ضوابطَ غالبةً لمعرفةِ مصادرَ الأفعال ِ الثلاثية ِ لو عرفناها لاستطعنا معرفةَ مصادرَ كثير من هذهِ الأفعالِ من غير رجوعٍ إلى كتبِ اللغةِ.