التصنيفات
القران الكريم

[مقال] القول المنصف بحكم تبليل الأصابع من أجل قلب أوراق المصحف ||||

تعليمية تعليمية

[مقال] القول المنصف بحكم تبليل الأصابع من أجل قلب أوراق المصحف

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعية .
أما بعد : فهذه مسألة تكلم فيها بعض العلماء أحببت أن أنقلها لأخواني وما فيها من فوائد وهي : تبليل الأصابع من أجل قلب أوراق المصحف :
وهذه المسألة قد لا ينتبه لها كثير من القراء ولا يسألون عنها ولكن أهل العلم طرقوها وبينوا حكمها ولم يهملوها وهي : تبليل السبابة والإبهام من أجل تقليب صفحة المصحف التي يريد الانتقال إليها فماذا قالوا فيها؟ .
قال الحافظ ابن العربي المالكي –رحمه الله -:(1) ".. وقد اعتاد كثير من الناس إذا أرادوا أن يقرءوا في مصحف أو كتاب علم يطرقون البزاق عليهم ويلطخون صفحات الأوراق ليسهل قلبها ، وهذه قذارة كريهة ، وإهانة قبيحة ينبغي للمسلم أن يتركها ديانة ، ولقد رأيت بعض من يعتني بعد ورقات المصحف فيأخذ مع كل تحويلة بزقة ويدهن بها صفحة الورق ليسهل قلبها فإنا لله على غلبة الجهل المؤدي إلى الكفر والحمد لله على كل حال " أ.هـ .
قلت : لعل هذا فيه مبالغة منه -رحمه الله – وإلا فريق المؤمن طاهر ، وهو جزء منه كما يمسه بيده ؛فكذلك تبليل أصبعه تبليلا خفيفا بريقه ليس فيه نجاسة ولا أذى وخاصة وهو يقوم بذلك على طرف الصفحة ، ولا يقصد به محو كلام الله ، فلست أدري ما وجه استنكاره الشديد المؤدي إلى الكفر على حد قوله ؟
وقد سئل الشيخ حامد الحامد عن حكم هذا الفعل فأجاب : (2) الذي يليق مع كتاب الله تعالى أن لا يفعل هذا ، وإن كان الريق طاهرا فقد اتبع صاحب الدر المختار قوله السابق (3)
بقوله : وعنه صلى الله عليه وسلم :> (4).
وكتب عليه الشيخ ابن عابدين في رد المختار فقال : >أهـ وعليه فالأدب يقتضي التصون عن تقليب أوراق المصحف الشريف بالأصابع المبلولة بالريق من حيث أن غير المكتوب منه تبع للمكتوب.
قلت : ومحو اسم الله ثبت في الصحيح : أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ لِعَلِىٍّ « اكْتُبِ الشَّرْطَ بَيْنَنَا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ ». فَقَالَ لَهُ الْمُشْرِكُونَ لَوْ نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ تَابَعْنَاكَ وَلَكِنِ اكْتُبْ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ. فَأَمَرَ عَلِيًّا أَنْ يَمْحهَا فَقَالَ عَلِىٌّ لاَ وَاللَّهِ لاَ أَمْحَاهَا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « أَرِنِي مَكَانَهَا ». فَأَرَاهُ مَكَانَهَا فَمَحَاهَا.(5).
وفي العلل ومعرفة الرجال قال عبد الله بن الإمام أحمد حدثني أبي قال حدثنا وكيع قال حدثنا الأعمش عن إبراهيم قال: قال مسروق لعلقمة أكتب لي النظائر قال أما علمت أن الكتاب يكره قال إنما أتعلمه ثم أمحاه قال لا بأس.(6).
وعلى هذا ، يقال لا حرج في تبليل الأصابع لتقليب أوراق المصحف إذا لم ياتي ذليل يمنع من ذلك ، وما قال ابن العربي محض اجتهاد ، وخاصة إذا كان يقصد النهي عن محو ذكر الله فقد علمت ان النبي صلى الله عليه وسلم محاه بيده والحمد لله رب العالمين .
الهوامش :
1– في كتــابـه عـارضة الأحـوذي : ( 10/240).
2– الأحكام المفيدة للمـسـائل الجديدة لمحمد الحامد (ص54 -56 ).

67

3– وقوله السـابـق هو :"وقد ورد النهي في محو اسم الله بالبزاق ". الدر المختار (1/178-) قلت : وهذا النهي ورد في حديث طويل أخرجه أبو نعيم في الحلية (2/160 ) من حديث الحسن عن عمران وجابر وأبي هريرة :> قال أبو نعيم عقبه – : غريب من حديث الحسن عن عمران وجابر وأبي هريرة ، لم نكتبه إلا من حديث عباد بن كثير .
وهو صحيح من حديث عبد الله ابن عباس دون قوله :" وأن يمحى اسم الله بالبصاق" رواه أبو داود وابن ماجه (3215 ) وابن حبان في صحيحه،انظر الإرواء(2490) . راجع الإرواء ..وصحيح الترغيب والترهيب (2990).
4– الحديث ضعيف.أخرجه محمد بن سعيد الدارمي في الرد على الجهمية (ص102) من طريق عبيد الله بن أبي جعفر عن رجل من شيوخ أهل مصر أنه حدثه عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله أنه قال : فذكره، والحديث ضعيف كما قلت ، لجهالة هذا الشيخ المصري.وعزاه في كنز العمال (1/ 528 ) لابن القيم عن ابن عمرو وذكر القرطبي في التفسير نحوه (1/ 26)ولكن من حديث أنس .
5– صحيح مسلم (5/174)(4731) مصنف ابن أبي شيبة ، (14/435) والنسائي(8576).
6– (ج1/216)( رقم 242)، وهذا إسناد صحيح .
وكتب أبو بكر يوسف لعويسي

المصدر


منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




بارك الله فيك على هذا الموضوع

مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




اسال الله ان يجعل هذا العمل في ميزان حسناتك . بورك فيك




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




التصنيفات
القران الكريم

القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتّىَ لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ ا

تعليمية تعليمية

الآية : 39 من سورة الأنفال

القول فـي تأويـل قوله تعالـى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتّىَ لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدّينُ كُلّهُ لله فَإِنِ انْتَهَوْاْ فَإِنّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }..

يقول تعالـى ذكره للـمؤمنـين به وبرسوله: وإن يعد هؤلاء لـحربك, فقد رأيتـم سنتـي فـيـمن قاتلكم منهم يوم بدر, وأنا عائد بـمثلها فـيـمن حاربكم منهم, فقاتلوهم حتـى لا يكون شرك ولا يُعبد إلاّ الله وحده لا شريك له, فـيرتفع البلاء عن عبـاد الله من الأرض وهو الفتنة, ويكُونَ الدّينُ كُلّهُ لله يقول: حتـى تكون الطاعة والعبـادة كلها لله خالصة دون غيره.

وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:

12545ـ حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا أبو صالـح, قال: ثنـي معاوية, عن علـيّ, عن ابن عبـاس, قوله: وَقاتِلُوهُمْ حتـى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ يعنـي: حتـى لا يكون شرك.

12546ـ حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا عمرو بن عون, قال: أخبرنا هشيـم, عن يونس, عن الـحسن, فـي قوله: وَقاتِلُوهُمْ حتـى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ قال: الفتنة: الشرك.

12547ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: وَقاتِلُوهُمْ حتـى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ: يقول: قاتلوهم حتـى لا يكون شرك, و وَيَكُونَ الدّينُ كُلّهُ لِلّهِ حتـى يقال: لا إله إلاّ الله, علـيها قاتل النبـيّ صلى الله عليه وسلم, وإلـيها دعا.

12548ـ حدثنـي مـحمد بن الـحسين, قال: حدثنا أحمد بن الـمفضل, قال: حدثنا أسبـاط, عن السديّ: وَقاتِلُوهُمْ حتـى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ قال: ختـى لا يكون شرك.

12549ـ حدثنـي الـحرث, قال: حدثنا عبد العزيز, قال: حدثنا مبـارك بن فضالة, عن الـحسن, فـي قوله: وَقاتُلوهُم حتـى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ قال: حتـى لا يكون بلاء.

12550ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, قال: قال ابن جريج: وَقاتِلُوهُمْ حتـى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدّينُ كُلّهُ لِلّهِ: أي لا يفتُر مؤمن عن دينه, ويكون التوحيد لله خالصا لـيس فـيه شرك, ويخـلع ما دونه من الأنداد.

12551ـ حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد, فـي قوله: وَقاتِلُوهُمْ حتـى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ قال: حتـى لا يكون كفر, وَيَكُونَ الدّينُ كُلّهُ لِلّهِ لا يكون مع دينكم كفر.

12552ـ حدثنـي عبد الوارث بن عبد الصمد, قال: حدثنا أبـي, قال: حدثنا أبـان العطار, قال: حدثنا هشام بن عروة, عن أبـيه, أن عبد الـملك بن مروان كتب إلـيه يسأله عن أشياء, فكتب إلـيه عروة: سلامْ علـيك فإنـي أحمد الله إلـيك الذي لا إله إلاّ هو أما بعد: فإنك كتبت إلـيّ تسألنـي عن مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة, وسأخبرك به, ولا حول ولا قوّة إلاّ بـالله:

كان من شأن خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة, أن الله أعطاه النبوّة, فنعم النبـي ونعم السيد, ونعم العشيرة فجزاه الله خيرا وعرّفنا وجهه فـي الـجنة, وأحيانا علـى ملته, وأماتنا علـيها, وبعثنا علـيها. وإنه لـما دعا قومه لـما بعثه الله له من الهدى والنور الذي أنزل علـيه, لـم ينفروا منه أوّل ما دعاهم إلـيه, وكانوا يسمعون له حتـى ذكر طواغيَتهم. وقدم ناس من الطائف من قريش لهم أموال, أنكر ذلك علـيه ناس, واشتدّوا علـيه, وكرهوا ما قال, وأغروا به من أطاعهم, فـانعطف عنه عامة الناس, فتركوه, إلاّ من حفظه الله منهم وهم قلـيـل. فمكث بذلك ما قدّر الله أن يـمكث, ثم ائتـمرت رءوسهم بأن يفتنوا من اتبعه عن دين الله من أبنائهم وإخوانهم وقبـائلهم, فكانت فتنة شديدة الزلزال, فـافتتن من افتتن, وعصم الله من شاء منهم. فلـما فعل ذلك بـالـمسلـمين أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخرجوا إلـى أرض الـحبشة, وكان بـالـحبشة ملك صالـح يقال له النـجاشي لا يُظلـم أحد بأرضه, وكان يُثْنَى علـيه مع ذلك. وكانت أرض الـحبشة متـجرا لقريش يتـجرون فـيها, ومساكن لتـجارتهم يجدون فـيها رتاعا من الرزق وأمنا ومتـجرا حسنا. فأمرهم بها النبـيّ صلى الله عليه وسلم فذهب إلـيها عامتهم لـما قهروا بـمكة, وخافوا علـيهم الفتن, ومكث هو فلـم يبرح, فمكث ذلك سنوات يشتدّون علـى من أسلـم منهم. ثم إنه فشا الإسلام فـيها, ودخـل فـيه رجال من أشرافهم ومنعتهم فلـما رأوا ذلك استرخوا استرخاءة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه, وكانت الفتنة الأولـى هي أخرجت من خرج من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قِبَل أرض الـحبشة مخافتها وفرارا مـما كانوا فـيه من الفتن والزلزال. فلـما استرخى عنهم ودخـل فـي الإسلام من دخـل منهم, تـحدث بهذا الاسترخاء عنهم, فبلغ ذلك من كان بأرض الـحبشة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قد استرخى عمن كان منهم بـمكة وأنهم لا يفتنون, فرجعوا إلـى مكة وكادوا يأمنون بها, وجعلوا يزدادون ويكثرون. وإنه أسلـم من الأنصار بـالـمدينة ناس كثـير, وفشا بـالـمدينة الإسلام, وطفق أهل الـمدينة يأتون رسول الله صلى الله عليه وسلم بـمكة فلـما رأت قريش ذلك, توامرت علـى أن يفتنوهم, ويشدّوا علـيهم, فأخذوهم وحرصوا علـى أن يفتنوهم, فأصابهم جهد شديد, وكانت الفتنة الاَخرة, فكانت ثنتـين: فتنة أخرجت من خرج منهم إلـى أرض الـحبشة حين أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بها وأذن لهم فـي الـخروج إلـيها, وفتنة لـما رجعوا ورأوا من يأتـيهم من أهل الـمدينة. ثم إنه جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم من الـمدينة سبعون نفسا رءؤس الذين أسلـموا, فوافوه بـالـحجّ, فبـايعوه بـالعقبة, وأعطوه علـى: أنا منك وأنت منا, وعلـى: أن من جاء من أصحابك أو جئتنا فإنا نـمنعك مـما نـمنع منه أنفسنا. فـاشتدت علـيهم قريش عند ذلك, فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يخرجوا إلـى الـمدينة, وهي الفتنة الاَخرة التـي أخرج فـيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه وخرج هو, وهي التـي أنزل الله فـيها: وَقاتِلُوهُمْ حتـى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدّينُ كُلّهُ لِلّهِ.

حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: أخبرنـي عبد الرحمن بن أبـي الزناد, عن أبـيه, عن عروة بن الزبـير, أنه كتب إلـى الولـيد: أما بعد, فإنك كتبت إلـيّ تسألنـي عن مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة, وعندي بحمد الله من ذلك علـم بكلّ ما كتبت تسألنـي عنه, وسأخبرك إن شاء الله, ولا حول ولا قوّة إلاّ بـالله, ثم ذكر نـحوه.

12553ـ حدثنا أحمد بن إسحاق, قال: حدثنا أحمد, قال: حدثنا قـيس, عن الأعمش, عن مـجاهد: وَقاتِلُوهُمْ حتـى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ قال: يَسَاف ونائلة صنـمان كانا يُعبدان.

وأما قوله: فإن انْتَهَوْا فإن معناه: فإن انتهوا عن الفتنة, وهي الشرك بـالله, وصاروا إلـى الدين الـحقّ معكم. فإنّ اللّهَ بِـمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ يقول: فإن الله لا يخفـى علـيه ما يعملون من ترك الكفر والدخول فـي دين الإسلام لأنه يبصركم ويبصر أعمالكم والأشياء كلها متـجلـية له لا تغيب عنه ولا يعزب عنه مثقال ذرّة فـي السموات ولا فـي الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلاّ فـي كتاب مبـين.

وقد قال بعضهم: معنى ذلك: فإن انتهوا عن القتال.

والذي قلنا فـي ذلك أولـى بـالصواب, لأن الـمشركين وإن انتهوا عن القتال, فإنه كان فرضا علـى الـمؤمنـين قتالهم حتـى يسلـموا.

تفسير الطبري

تعليمية تعليمية




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




التصنيفات
القران الكريم

[بحث] القول المعقول في أسباب النزول ||||

تعليمية تعليمية

[بحث] القول المعقول في أسباب النزول

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على نبينا و قدوتنا محمد و على آله و أصحابه و التابعين .
أما بعد،

سأفتح هذه الصفحة – بإذن الله تعالى- لجمع أسباب نزول بعض السور و الآيات القرآنية – نقلت جلها من تفسير الجلالين لذلك من رأى في ما أكتب من خطأ او وجد تحقيقا في ذلك فلينبهنا مشكورا مأجورا- أسأل الله أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم و أن ينفعنا و إياكم به آمين

بسم الله الرحمن الرحيم

سبب نزول سورتي الناس و الفلق :

نزلت هذه السورتان لما سحر لبيد اليهودي النيّ صلى الله عليه و سلم في وَتَر به إحدى عشرة عقدة، فأعلمه الله بذلك و بمحله، فأُحضر بين يديه صلى الله عليه و سلم ، و أمر بالتعوذ بالسورتين، فكان كلما قرأ آية منهما انحلت عقدة ووجد خفة، حتى انحلت العقد كلها، و قام كانما نشط من عقال.

عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : (( سَحَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ يُقَالُ لَهُ لَبِيدُ بْنُ الأَعْصَمِ ، حَتَّى كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ كَانَ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَمَا فَعَلَهُ ، حَتَّى إِذَا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَوْ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَهُوَ عِنْدِي لَكِنَّهُ دَعَا وَدَعَا ثُمَّ قَالَ : يَا عَائِشَةُ أَشَعَرْتِ أَنَّ اللَّهَ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ ، أَتَانِي رَجُلانِ فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي وَالآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ : مَا وَجَعُ الرَّجُلِ ؟ ، فَقَالَ : مَطْبُوبٌ ، قَالَ : مَنْ طَبَّهُ ؟ قَالَ : لَبِيدُ بْنُ الأَعْصَمِ ، قَالَ : فِي أَيِّ شَيْءٍ ؟ قَالَ : فِي مُشْطٍ وَمُشَاطَةٍ وَجُفِّ طَلْعِ نَخْلَةٍ ذَكَرٍ ، قَالَ : وَأَيْنَ هُوَ ؟ قَالَ : فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ ، فَأَتَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَجَاءَ فَقَالَ : يَا عَائِشَةُ كَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الْحِنَّاءِ ، أَوْ كَأَنَّ رُءُوسَ نَخْلِهَا رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلا اسْتَخْرَجْتَهُ ، قَالَ : قَدْ عَافَانِي اللَّهُ ، فَكَرِهْتُ أَنْ أُثَوِّرَ عَلَى النَّاسِ فِيهِ شَرًّا ، فَأَمَرَ بِهَا فَدُفِنَتْ )) ، وَقَالَ اللَّيْثُ وَابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ هِشَامٍ فِي مُشْطٍ وَمُشَاقَةٍ : يُقَالُ الْمُشَاطَةُ مَا يَخْرُجُ مِنْ الشَّعَرِ إِذَا مُشِطَ وَالْمُشَاقَةُ مِنْ مُشَاقَةِ الْكَتَّانِ .
رواه البخاري في كتاب الطب باب السحر (5763) .

مطبوب : أي مسحور
من طبه : من سحره

يتبع بإذن الله..

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العربية والعرب,صرف,نحو,إملاء...إلخ

قصة :إذا قالت حذاام فصدقُوها *** فإن القول ماقالت حذام !!!

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إذا قالت حذام فصدقوها *** فإن القول ما قالت حذام

قائل هذا البيت لجيم بن مصعب ( صعب ) بن علي بن بكر بن وائل، والد حنيفة وعجل ابني سحيم، وحذامِ امرأته، سميت حَذام لأن ضرتها حذمت يدها بشفرة، فصبت عليها حذام جمرا فبرشت، فسميت البرشاء ( في لونها نُقط مختلفة ) وهي حذام بنت الريان بن خسر بن تميم.

وسببه : أن عاطس بن الجلاح الحميري صار إلى قومها في جموع فاقتتلوا، ثم رجع الحميري إلى معسكره وهرب قومُها، فساروا ليلتهم ويومهم إلى الغد، ونزلوا الليلة الثانية، فلما أصبح الحميري ورأى جلاءهم اتبعهم، فانتبه القطا من وقع دوابهم، فمرت على قوم حذامِ قِطَعا قِطعا، فخرجت حذامِ إلى قومها فقالت:

ألا يا قومنا ارتحلوا وسيروا فلو ترك القطا ليلا لناما

فقال زوجها:

إذا قالت حذام فصدقوها فإن القول ما قالت حذامِ

فارتحلوا حتى اعتصموا بالجبل، ويئس منهم أصحاب عاطس فرجعوا.

ذكر ذلك السيوطي – رحمه الله – في شرحه لشواهد المغني 2/596 597.

واستشهد بالبيت غير واحد من النحاة على بناء الأعلام المؤنثة التي جاءت على وزان " فَعَالِ " على الكسر دوما، فتقول: جاءت حذامِ، ورأيت حذامِ، ومررت بحذامِ، وذلك في لغة الحجازيين، وخالفهم بنو تميم فأعرب بعضهم هذه الأعلام بالضم رفعا، وبالفتح نصبا وجرًا، وفصّل بعضهم بما تراه عند العلامة ابن هشام في أول القطر … واستشهد بهذا البيت قديما المبرد في كامله 2/71.

ثم أصبح اسم حَذامِ مضرب المثل في صدق القول، وصحة النقل …فمن الأمثال التي أوردها أبو عبيد القاسم بن سلام في كتابه: القول ما قالت حذام … كما أورده غير واحد ممن جمع أمثال العرب.

ويقال لمن اعتمد قولُه في نقل الآراء العلمية: حذام المذهب …وقال صاحب المثل السائر عن أبي تمام: وكان قوله في البلاغة ما قالت حذامِ ..

وتمثل بهذا المعنى كثير من الشعراء … فقال أحدهم:

كنتم حذام القول احقابا له *** والى وجوه الخير ارشد مدسع

وقال المعري:

إِذا ما جاءَني رَجُلٌ حُذامٌ *** فَإِنَّ القَولَ ما قالَت حَذامِ

وقال آخر:

أندى يداً في الجودِ من حاتمٍ *** أصدق في أقوالهِ من حَذامْ

وقيل عن حذام :

****************
وحذام هي امرأة رجل يسمى(لجيم بن صعب) وكانت صادقة شديدة الذكاء ترى الرأي فلا تخطىء وتظن فيأتي الأمر كما توقعت فكان زوجها يثق في صدقها وقوة أدراكها ويقول فيها
اذا قالت حذام فصدقوها
فان القول ما قالت حذام

م .. ن .. ق.. ووو..ل




معلومات جميلة

شكرا لكم




تعليمية




التصنيفات
السنة الخامسة ابتدائي

القول الشامل العميم في علامات الترقيم

تعليمية تعليمية
القول الشامل العميم في علامات الترقيم !!!!!!!

تعريفها : هي رموز توضع أثناء الكتابة لتساعد القارئ على فهم ما يقرأ .

1- الفاصلة :

وتسمى أيضاً ( الفَصْلة أو الشولة ) وعلامتها ( ، ) . وهي علامة على انتهاء الجمل القصيرة وعلى أن الكلام مستمر بعدها ، حيث يسكت القارئ عندها سكتة خفيفة ، لتمييز بعض أجزاء الكلام عن بعض .

مواضعها :

1 ـ توضع بين جملتين بينهما حرف عطف ، مثل : اقرأ الدرس ، ثم أجب عن الأسئلة .

2 ـ بين المعطوف والمعطوف عليه ، مثل : فصول السنة أربعة : الربيع ، والصيف , والخريف ، والشتاء .

3 ـ بين البدل والمبدل عنه ، مثل : عمر بن الخطاب ، الخليفة العادل .

4 ـ قبل الجمل الحالية مثل : قصدت حلب ، وأنا مسرور بهذه الزيارة .

5 ـ قبل الجمل الوصفية مثل : رأيت طالباً ، علامات النجاح بادية على وجهه .

6 ـ بعد حرف الجواب نًعًمْ مثل : نعم ، أنا صديقك .

7 ـ بعد المنادى مثل : يا علي ، انتبه للدرس .

8 ـ بين القسم وجوابه مثل : والله ، لأساعدن المحتاج .

9 ـ بين جملة الشرط والجواب إذا طالت الأولى مثل : من سأل الناس المال ، يستكثر به ، فقد قلت مروءته .

10 ـ بعد كلمات التعجب مثل : عجبا ، مالك ، تأخرت . وأيضا مثل : آه ، ما أصعب الفراق .

11 ـ بين أقسام الشيء وأنواعه مثل : أقسام الكلمة ثلاثة : اسم ، وفعل ، وحرف .

12ـ بين الأعلام بدلاً من حرف العطف مثل : دمشق ، حلب مدينتان قديمتان .

2- الفاصلة المنقوطة وعلامتها ( ؛ ) :

مواضعها :

والغرض منها أن يسكت القارئ عندها سكتة متوسطة أطول من سكتة الفاصلة بقليل .

وتوضع بين الجمل الطويلة المتصلة المعنى . وتوضع أيضاً بين جملتين تكون أحدهما سبباً في الثانية أو تكون الثانية شرحا وتفسيراً للأولى ، ومن أمثلتها :

ـ طرد الطالب ؛ لأنه يسيء إلى زملائه .

ـ المعلم عظيم ؛ لأنه يهذب الأخلاق .

ـ محمد مجدٌ في دروسه ؛ فلا عجب أن يتفوق .

ـ اعتمد على نفسك ؛ فإن الاعتماد على الآخرين منقصة .

ـ سهرت الليل كله ؛ لكتابة وظائفي .

ــ بين الجمل الطويلة التي يتركب من مجموعها كلام مفيد ، وذلك لإمكان التنفس بين الجمل عند قراءتها ، ومنع خلط بعضها ببعض بسبب تباعدها، مثل : إن الطلاب لا ينظرون إلى السنة التي أمضوها في الدراسة ؛ وإنما ينظرون إلى مقدار درجتهم التي حصلوا عليها .

3- النقطة . وعلامتها ( . ) :

توضع في نهاية الجمل التامة المعنى المستوفية كل مكملاتها ، وتوضع في نهاية الفقرة أو المقطع وكما توضع في نهاية البحث أو الموضوع المكتوب . مثل :

ـ في التأني السلامة ، وفي العجلة الندامة .

ـ خير الكلام ما قل ودل .

ـ الصديق عند الضيق .

4- النقطتان القائمتان . وعلامتهما ( : ) :

وهي علامة وقف متوسط ، تستعمل لتوضيح مابعدهما ، وتمييزه عما قبلهما .

1 ـ توضع بعد الشيء وأقسامه . مثل : حواس الإنسان خمس : البصر ، والسمع ، والشم ، والذوق ، واللمس .

2 ـ بين العدد والمعدود ، مثل : ( أخاف عليكم اثنتين : اتباع الهوى وطول الأمل )

3 ـ قبل تعريف اصطلاح ما مثل : ( الصدى : هو ارتداد الصوت )

4 ـ بعد كلمة قال أو مافي معناها ( نادى ، صرخ ، صاح ، روى ، حكى ) مثل : قال أحمد : أنا أحب الرياضة .

5 ـ بعد كلمة ( مثل ) لتوضيح قاعدة ، مثل : ( إن وأخواتها تنصب المبتدأ وترفع الخبر مثل : إن الرجل َ كريمٌ ) .

5- علامة الحذف ( … ) :

وهي ثلاث نقاط متتابعة ( … ) توضع مكان الكلام المحذوف إما للاستغناء عنه ، أو للاختصار ، أو لقبح ذكره ، أو أن النص لم يكتمل .

إلخ … : وهي اختصار لكلمة " إلى أخره " وتستعمل عوضاً عن كلام محذوف على نسق كلام متقدم وفي معناه .

6- الخط أو الشَرْطة أو الوصلة ( ـ ) :

توضع بين ركني الجملة إذا طالَ الركن الأول فيها ،لأجل تسهيل فهمها ، مثل : إن الطالب الذي يدأب على المذاكرة ، ولا يضيع وقته سدى – ينجح ويتفوق .

إنَّ التاجر الصغير الذي يُراعي الصدق والأمانة مع جميع من يعامله من كل الطبقات – يصبح بعد سنوات قليلة تاجراً كبيراً .

كذلك وتوضع بعد الأرقام في أول السطر في حالة التعداد الرقمي ، أي بين العدد والمعدود إذا وقع عنوانا في أول السطر .

يمر الإنسان بمراحل عمرية عديدة :

1 ـ الطفولة ، أو كتابة ، أولاً ـ الطفولة .

2 ـ المراهقة ، أو كتابة ، ثانياً ـ المراهقة .

كذلك يستخدم الخط أو الشرطة للمحاورة بين اثنين بدلا من قال وأجاب . مثل :

قال عبد الله لجاسم :

ـ متى وصلت ؟

ـ قبل ساعة .

ـ وكيف تسير الأمور ؟

ـ بخير والحمد لله .

7- الاعتراض ، (وتسمى أيضا : المعترضة ، أو الشرطة)

وعلامته ( ـ ـ ) :

وهو خطان صغيران توضع بينهما الجملة التي تفصل بين شيئين متلازمين كالفعل والفاعل ، والمبتدأ والخبر . مثل : جاء ـ والله ـ محمد .

الوطن ـ رعاك الله ـ عزيز .

8- الاقتباس أو التنصيص وعلامته (( )) :

وهو قوسان مزدوجان يوضع بينهما نص الكلام المنقول حرفياً لغير الكاتب ، كأن ننقل قولا مأثورا ً أو حديثاً شريفاً ، أو آية قرآنية . مثل : قوله تعالى : (( إذا جاء نصر الله والفتح … )) .

9- القوسان وعلامتهما ( ) :

ويستعملان لشرح كلمة أو عبارة ما . مثل : الدجى ( الظلام ) أو لتوضيح ضبط الكلمة مثل : هرع ( بضم الهاء وكسر الراء )

10- الاستفهام وعلامته ( ؟ ) :

وتوضع في نهاية الجمل الاستفهامية سواء أذكرت أداة الاستفهام أم لم تذكر . مثل :

هل شربت ؟

تذهب إلى المدينة ولا تشتري لي شيئاً ؟ والتقدير : أتذهب ولا تشتري ؟

11- التعجب أو التأثر أو الانفعال وعلامته ( ! ) :

وتوضع بعد كل جملة تعبر عن عاطفة قوية كالتعجب ( ما أجمل السماء ! ) ، والفرح ( وا فرحتاه ! ) ، وبعد الحزن ( وا أسفاه ! ) ، وبعد الدعاء ( رعاك الله ! ) ، وبعد الدهشة والاستنكار ( أشكو إليك ظالماً فتظلمني ! ) ، وبعد الاستغاثة ( وا معتصماه ) ، وبعد النداء ( يا عادل ! ) ، وبعد الترجي ( لعل الله يرحمنا! ) ، وبعد التمني ( ليته يعود ! ) ، وبعد الانذار والتحذير ( ويل للظالمين ! ) ، وبعد الإغراء ( الاجتهادَ الاجتهادَ ! ) ، وبعد الجمل المبدوءة بمدح أو ذم ( نعم ، بئس ، حبذا ) ( نعم الطالب أحمد ! ) ، وأخيرا بعد التحبيذ : مرحى لك ! .

12- الاستفهام التعجبي والإنكاري وعلامته ( ؟! ) :

وتوضع بعد كلام جمع فيه بين الاستفهام والتعجب والإنكار . مثل : تطعم الكلاب والناس جياع ؟!

13- القوسان المركنان ، وصورتهما ( [ ] ):

وتوضع بينهما زيادة ، قد يدخلها الكاتب على النص المقتبس

أو يثبت بينهما عبارة من عنده يراها ساقطة من النص الذي يحققه

ويكتمل بوجودها هذا النص .

ومما يقتضيه السياق الآتي :

14- الرمز :

يختصر العلماء بعض الكلمات ، وقد اخترت من ذلك ما يلي :

ش : الشرح .

ص : المصِّنف .

ض : ضعيف .

إلخ : إلى آخره .

ا هـ : انتهى .

ثنا : حدثنا .

ثني : حدثني .

أنا : أنبأنا .

نا : خبّرنا .

صلعم : صلى الله عليه وسلم ،

ولا يجوز أن يكتب مختصرا على هذه الحالة ،

بل تكتب الجملة تامة .

وعليك يا أخي أن تكتبها تامة ، ليكون لك فيها الأجر الكامل

وما هذه إلا من أعمال المخربين ، والشعوبيين ، والنصارى ، واليهود .

فاحذر احذر ذلك .

رض : رضي الله عنه .

منقول للإفادة

تعليمية تعليمية




التصنيفات
مادة الفلسفة 3 ثانوي : باشراف الاساتذة أم يحيى

صحة القول التالي اللغة خاصية انسانية فلسفة سنة ثالثة ثانوي

في تحليل المقالات.,,
أثبت صحة القول التالي(اللغة خاصية انسانية-)
_ قارن بين اللغة لدى الانسان وأداة تواصل بين الحيوانات.
_فند صحة القول
للحيوان لغة
–قارن بين الاحساس ولادراك.
–اثبت صحة القول التالي
لا ادراك الا بالموضوع ولا موضوع الا بالقصد
–هل الادراك يتوقف على العوامل الذاتية فقط

ارجو المساعدة من فضلكم




–هل الادراك يتوقف على العوامل الذاتية فقط

إذا كان علم النفس التقليدي قد نظر إلى الشروط الذاتية النفسية والعقلية و البيولوجية على أنها مجموعة العناصر الأولية والضرورية في حدوث عملية الإدراك . وإذا كان علم النفس الحديث يعتبر ذلك خطأ وراح يصحح هذه النظرة منطلقا من أن العوامل الموضوعية هي الضرورية في عملية الإدراك , فإلى أي منهما تعود الأفضلية في حصول عملية الإدراك إلى الذات أم إلى الموضوع ؟
الأفضلية في الإدراك تعود إلى عوامل ذاتية :
يذهب بعض العلماء وخاصة علماء النفس التقليدي إلى أن العوامل الذاتية مثل الاستعدادات العقلية هي التي تمكن من الإدراك , فالإنسان عندما يكون مرتاحا تكون لديه قدرة على الانتباه والتركيز أفضل مما يكون في حالة قلق , كما يدرك الفرد بسهولة الأشياء التي تتفق مع ميوله ورغباته …
وهذا الموقف نجده عند الذهنيين أمثال " ديكارت " : " الإدراك حكم عقلي " وعند التجريبيين أمثال " جورج بركلي " : " إدراك المسافات حكم يستند إلى التجربة " . كما يقف " بيرلو " من خلال تجاربه على أطفال عرب ( إدراك الأشياء من اليمين إلى اليسار) وغير العرب ( إدراك الأشياء من اليسار إلى اليمين ) أن الإدراك راجع إلى دور العادة .
لكن العوامل الذاتية وحدها غير كافية , وإلا تمكن الجميع من الإدراك لأن قدرة العقل مشتركة كما أن القدرات العقلية أحيانا لا يمكنها تجاوز العوائق الخارجية .
الأهمية في الإدراك تعود إلى العوامل الموضوعية :
يذهب البعض الآخر من العلماء وخاصة علماء النفس الحديث إلى أن الإدراك يعود إلى الموضوع الخارجي , لا إلى الاستعدادات العقلية فالشكل الخارجي للموضوع وبناؤه العام هو الذي يحدد درجة الإدراك وهذا الرأي نجده عند علماء الجشطالط كوهلر , بوهلر و فرتيمر الذين ركزوا على الصفة الكلية للموضوع واعتبروها أساس الإدراك فالجزء لا يكتسب معناه إلا داخل الكل الذي ينتظم وفق قوانين يسميها الجشطالط قوانين الانتظام و هي تتحكم في العلاقة بين الصورة والخلفية , فعندما تكون هذه العلاقة منتظمة تبرز الصورة الفضلى أي الصيغة البارزة . أما إرادة الإنسان فلا تتدخل إلا في حالة وجود صورتين فضليين مثلا في الشكل : وجهان متقابلان أو مزهرية .
لكن العوامل الموضوعية وحدها غير كافية هي الأخرى و إلا تساوى الإدراك عن جميع المدركين لأن الموضوع واحد , كما أن لكل إنسان اهتمامه فلا يعود للصورة الفضلى الأفضلية في الإدراك عند الجميع .
الإدراك يكون بتظافر العوامل الذاتية مع العوامل الموضوعية :
إن العلاقة بين العوامل الذاتية والعوامل الموضوعية يبدو على أنها علاقة تنافر باعتبار أن الأولى داخلية وتتعلق بخصائص شخصية الفرد و أحواله الذاتية . والثانية خارجية وتتعلق بالمحيط الذي يوجد فيه الشخص , والواقع أن هذه العلاقة هي علاقة تجاور لأننا من الناحية العملية لا نستطيع أن نفصل بين ما هو داخلي وما هو خارجي فالفرد يدرك بالاعتماد عليهما معا .
إن حصول عملية الإدراك عند الإنسان لا يمكن ردها إلى العوامل الذاتية وحدها فقط وإنما الإدراك عملية تتم عن طريق التكامل والتعاون بين العوامل الذاتية والعوامل الموضوعية

من عند عمار سعيدي من قسم ثالثة الاداب وفلسفة




اخي لنتواصل عبر سكايب لنساعد بعض سكايبي saidi.ammar901




مشكور الله يبارك فيك




اختي تدرسين ثالثة الاداب وفلسفة




نعم والله منيش لاقيا روحي صعيبة




اختي أي مواد فيهم صعوبة لكي نتواصل




التصنيفات
القران الكريم

القول الحسن ﴿وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ للشيخ عبد الحميد بن

تعليمية تعليمية

القول الحسن ﴿وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ للشيخ عبد الحميد بن باديس

القول الحسن
﴿وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [الإسراء : 53]
اللسان أداة البيان ، وترجمان القلب والوجدان ، والكلام به يتعارف الناس ويتقاربون ، وبه يتحاجون ويتفاوضون ، ولولاه لما ظهرت ثمرات العقول والمدارك ، ولما تلاقحت الأفكار والمشاعر ، ولما تزايدت العلوم والمعارف ، ولما ترقى الإنسان في درجات أنواع الكمالات ، ولما امتاز على بقية الحيوانات.
فهو رابطة أفراد النوع الإنساني وعشائره وأممه ، وبريد عقله وواسطة تفاهمه . فإذا حسن قويت روابط الألفة ، وتمكّنت أسباب المحبة ، وامتد رواق السلام بين الأفراد والعشائر والأمم ، وتقاربت العقول والقلوب بالتفاهم ، وتشابكت الأيدي على التعاون والتوازر، و جنى العَالَمُ من وراء ذلك تقرر الأمن واطرد العمران . وإذا قبح كان الحال على ضدّ ذلك .
فالكلام السيئ قاطع لأواصر الأخوة ، باعث على البغضاء والنفرة، يبعد بين العقول فتحرم الاسترشاد والاستمداد و التعاون، وبين القلوب فتفقد عواطف المحبة وحنان الرحمة ، وهما أشرف ما تتحلى به القلوب، وإذا بطلت الرحمة والمحبة بطلت الألفة والتعاون ، وحلت القساوة والعداوة، وتبعهما التخاصم والتقاتل ، وفي ذلك كلّ الشرّ لأبناء البشر.
فالمحصل للناس سعادتهم وسلامتهم ، والمبعد لهم عن شقاوتهم وهلاكهم هو القول الحسن ، ولهذا أمر الله تعالى نبيه – صلى الله عليه وسلم – أن يرشد العباد إلى قول التي أحسن فقال تعالى : ﴿ وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾
والعباد المأمورون هنا هم المؤمنون ، لوجهين : الأول أنهم أضيفوا إليه ، وهذه إضافة شرف لا تكون إلا للمؤمنين به . الثاني : أن الذين يخاطبون بهذا الإرشاد ، ويكون منهم الامتثال إنما هم من حصلوا على أصل الإيمان.
والتي هي أحسن : هي الكلمة الطيبة ، والمقالة التي هي أحسن من غيرها ، فيعم ذلك ما يكون من الكلام في التخاطب العادي بين الناس حتى ينادي بعضهم بعضا بأحبّ الأسماء إليه ، وما يكون من البيان العلمي فيختار أسهل العبارات وأقربها للفهم ، حتى لا يحدث الناس بما لا يفهمون فيكون عليهم حديثه فتنة وبلاء ، وما يكون من الكلام في مقام التنازع والخصام فيقتصر على ما يوصله إلى حقه في حدود الموضع المتنازع فيه ، دون إذاية لخصمه ، ولا تعرض لشأن من شؤونه الخاصة به ، وما يكون من باب إقامة الحجة وعرض الأدلّة فيسوقها بأجلى عبارة وأوقعها في النفس ، خالية من السّبّ والقدح ، ومن الغمز والتعريض ، ومن أدنى تلميح إلى شيء قبيح.

وهذا يطالب به المؤمنون سواء كان ذلك فيما بينهم أو بينهم وبين غيرهم ، وقد جاء في الصحيح أنّ رهطا من اليهود دخلوا على النبي – صلى الله عليه وآله سلّم – فقالوا : السام عليكم ، ففهمتها عائشة -رضي الله عنها -، فقالت : وعليكم السام واللعنة . فقال لها رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – : مهلا يا عائشة ! إن الله يحب الرفق في الأمر كلّه . فقالت : ألم تسمع ما قالوا ؟ فقال: قد قلت : وعليكم . فكان الرد عليهم بمثل قولهم بأسلوب العطف على كلامهم ، وهو قوله : وعليكم أحسن من الرد عليهم باللعنة . فقال – صلى الله عليه وسلم – القولة التي هي أحسن ، وهذا هو أدب الإسلام للمسلمين مع جميع الناس.
وأفاد قوله تعالى : (أحسن) بصيغة اسم التفضيل أن علينا أن نتخير في العبارات الحسنة ، فننتقي أحسنها في جميع ما تقدم من أنواع مواقع الكلام. فحاصل هذا التأديب الرباني هو اجتناب الكلام السيئ جملة ، والاقتصار على الحسن ، وانتقاء واختيار الأحسن من بين ذلك الحسن.
وهذا يستلزم استعمال العقل والروية عند كلّ كلمة تقال ولو كلمة واحدة ، فربّ كلمة واحدة أوقدت حربا ، وأهلكت شعبا ، أو شعوبا ، و ربّ كلمة واحدة أنزلت أمنا ، وأنقذت أمة أو أمما.
وقد بين لنا النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – مكانة الكلمة الواحدة من الأثر في قوله : الكلمة الطيبة صدقة ، واتقوا النار ولو بكلمة طيّبة.
و هذا الأدب الإسلامي – وهو التروي عند القول ، واجتناب السيئ ، واختيار الأحسن- ضروري لسعادة العباد و هنائهم . وما كثرت الخلافات ، وتشعبت الخصومات ، وتنافرت المشارب ، وتباعدت المذاهب ، حتى صار المسلم عدوّ المسلم ، والنبي – صلى الله عليه وآله وسلم – يقول : المسلم أخو المسلم ، إلا بتركهم هذا الأدب ، وتركهم للتروّي عند القول ، والتعمّد للسيئ بل للأسوإ في بعض الأحيان .
التحذير من كيد العدو الفتان
﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً ﴾
نزغ الشيطان : وسوسته ليهيج الشر والفساد . وعداوته باعتقاده البغض ، وسعيه في جلب الشر والضر . وإبانته لعداوته بإعلانه لها كما علمنا القرآن.
وهو يلقي للإنسان كلمة الشر والسوء ، ويهيج غضبه ليقوله ، ويهيج السامع ليقول مثلها ، وهكذا حتى يشتدّ المراء ، ويقع الشر والفساد . ولون آخر من نزغه ، وهو أنه يحسن للمرء قول الكلمة التي يكون فيها احتمال سوء ، ويلح عليه في قولها ، ويبالغ في تحسين الوجه السالم منه ، وفي تهوين أمر وجهها القبيح – حتى يقولها ، فإذا قالها أعاد لسامعه بالنزغ يطمس عنه الوجه السالم منها ، ويكبر له الوجه القبيح ، ولا يزال به يثير نخوته ، ويهيج غضبه ، حتى يثور ، فيقع الشر والفساد بينه وبين صاحبه.
فحذر الله تعالى عباده من كيده حتى يحترسوا منه إذا تكلموا وإذا سمعوا ، فيتباعدون عما فيه احتمال السوء فضلا عن صريحه ، ويحملون الكلام على وجهه الحسن عند احتماله له ، ويتجاوزون عن سيئه الصريح ما أمكن التجاوز .
المحاسنة على الحال والظاهر والتفويض إلى الله في العواقب والسرائر
رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً [الإسراء : 54]
أقوى الأحوال مظنة لكلمة السوء هي حال المناظرة والمجادلة ، وأقرب ما تكون إلى ذلك إذا كان الجدال في أمر الدين والعقيدة . فما أكثر ما يضلل بعضٌ بعضا أو يفسقه أو يكفره فيكون ذلك سببا لزيادة شقة الخلاف اتساعا ، وتمسك كلٍّ برأيه ونفوره من قول خصمه ، دع ما يكون عن ذلك من البغض و الشر . فذكّر الله تعالى عباده بأنه هو العالم ببواطن خلقه وسرائرهم وعواقب أمرهم ، فيرحم من يشاء بحكمته وعدله ، فلا يقطع لأحد أنه من أهل النار لجهل العاقبة ، سواء كان من أهل الكفر ، أو من أهل الفسق ، أو من أهل الابتداع ، كما لا يقطع لأحد بالجنة كذلك ، إلا من جاء نصّ بهم .
فلا يقال للكافر عند دعوته أو مجادلته أنك من أهل النار ، ولكن تذكر الأدلة على بطلان الكفر وسوء عاقبته. ولا يقال للمبتدع : يا ضال ، وإنما تبين البدعة وقبحها . ولا يقال لمرتكب الكبيرة : يا فاسق ، ولكن يبين قبح تلك الكبيرة وضررها وعظم إثمها . فتقبح الرذائل في نفسها ، وتجتنب أشخاص مرتكبيها ، إذْ رُبَّ شخص هو اليوم من أهل الكفر والضلال تكون عاقبته إلى الخير والكمال ، وربّ شخص هو اليوم من أهل الإيمان ينقلب- والعياذ بالله- على عقبه في هاوية الوبال .
وخاطب الله تعالى نبيه – صلى الله عليه وسلم – أنه لم يرسله وكيلا على الخلق ، حفيظا عليهم ، كفيلا بأعمالهم . فما عليه إلا تبليغ الدعوة ونصرة الحق بالحق ، والهداية والدلالة إلى دين الله وصراطه المستقيم . خاطبه بهذا ليؤكد لخلقه ما أمرهم به من قول التي هي أحسن للموافق والمخالف فلا يحملنهم بغض الكفر والمعصية على السوء في القول لأهلهما ، فإنما عليهم تبليغ الحق كما بلغه نبيهم – صلى الله عليه وآله وسلم – ولن يكون أحد أحرص منه على تبليغه ، فحسبهم أن يكونوا على سنته وهديه . أحيانا الله عليهما ، وأماتنا عليهما ، وحشرنا في زمرة أهلهما ، آمين .

مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير للشيخ عبد الحميد بن باديس ص/ 150-155 . ط1 . وزارة الشؤون الدينية بالجزائر . 1402هـ

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




جزاك الله كل خير على المجهود
تحياتي الخالصة




التصنيفات
اسلاميات عامة

القول الحسن في اقتناص جواهر التنبيه الحسن في موقف المسلم من الفتن

تعليمية تعليمية

القول الحسن
في
اقتناص جواهر
التنبيه الحسن في موقف المسلم من الفتن

أم أيمن الجزائرية

(فوائد من "التنبيه الحسن في موقف المسلم من الفتن " للشيخ محمد الإمام حفظه الله )

• أقسام القلوب عند التعرض للفتن
جاء عند الإمام مسلم من حديث حذيفة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
( تعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً عوداً فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض والآخر أسود مرباداً كالكوز مجخياً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما أشرب من هواه) .

• التعوذ من الفتن مطلب شرعي
جاء عند مسلم من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه قال بينما النبي صلى الله عليه والسلم في حائط لبني النجار على بغلة له ونحن معه إذ حادت به فكادت تلقيه وإذا أقبر ستة أو خمسة أو أربعة . فقال : من يعرف أصحاب هذه الأقبر ؟ فقال رجل أنا. قال فمتى مات هولاء ؟ قال : ماتوا في الإشراك . فقال : إن هذه الأمة تبتلى في قبورها فلولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن يسمعكم من عذاب القبر الذي أسمع منه . ثم أقبل علينا بوجهة فقال : تعوذوا بالله من عذاب النار . قالوا : نعوذ بالله من عذاب النار . فقال : تعوذوا بالله من عذاب القبر . قالوا نعوذ بالله من عذاب القبر . قال : تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن . قالوا : قالوا نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن . قال : تعوذوا بالله من فتنة الدجال قالوا نعوذ بالله من فتنة الدجال . والشاهد من الحديث قوله صلى الله عليه وسلم : تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن .

• الإقبال على عبادة الله كفيل بالنجاة من الفتن

قال صلى الله عليه وسلم :
( العبادة في الهرج كهجرة إليّ) والهرج : القتل والقتال ، وماله من مقدمات من عصبية وحزبية ، وغير ذلك ،
وقال صلى الله عليه وسلم:
(بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا ) رواه مسلم.

• الفضل لله وحده في النجاة من جميع الفتن
قال تعالى مخاطبا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد حادثة الإفك :{ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء}.

• الفرار من الفتن ولزوم كل امرئ عمله

روى البخاري عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن).

• العزلة والخُلطة
قال صلى الله عليه وسلم:
(المسلم الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المسلم الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم)
وأما العزلة التي دعت الشريعة إلى فعلها فلها صورتان إحداهما:
1. عامة ومستمرة: وهي اعتزال الشر وأهله, فهذه العزلة يطلب من كل مسلم الاستمرارية عليها
2. الثانية: خاصة بوقت الفتن فمتى جاءت فتنة فقد دعي المسلم إلى الابتعاد عنها واجتنابها وفي هذا يقول صلى الله عليه وسلم: (يوشك أن يكون خير مال المرء المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر خوفا على نفسه من الفتن).

• الفتن تنسف المتطلعين لها
قال تعالى :{واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة} وقال الله :{فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}.
قال صلى الله عليه وسلم: (ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي من تشرف لها تستشرفه) متفق عليه.

• تحريم تتبع عورات الناس عامة والعلماء خاصة

قال صلى الله عليه وسلم: (يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان إلى قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته).

• عدم الإخلاص من أسباب السقوط في الطريق
قال ابن الجوزي رحمه الله :
(إنما يتعثر في الطريق من لم يخلص عمله لله )
قال صلى الله عليه وسلم:
(إن العبد ليعمل عمل أهل النار وهو من أهل الجنة ويعمل عمل أهل الجنة وإنه من أهل النار وإنما الأعمال بالخواتيم)) رواه البخاري.

• التفقه في الدين
قال صلى الله عليه وسلم: (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) متفق عليه من حديث معاوية.
فلما مات الرسول صلى الله عليه وسلم اختلف الصحابة في تجريده من الثياب فسمعوا قائلا يقول: لا تجردوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فتركوا تجريده واختلفوا فيمن يكون الخليفة بعده فقال أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (قريش ولاة هذا الأمر) فسلم الصحابة الإمامة لأبي بكر لأنه قرشي ، فانظر كيف حُسِم الاختلاف بسبب التفقه في الدين والتسليم للدليل.

• الاعتصام بحبل الله
قال تعالى :{فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى}.
والاعتصام بكتاب الله كما أراد الله يكون بثلاثة أمور:
1. قبول آيات القرآن وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم الصحيحة قبولا صادقا ظاهرا وباطنا لا تردد فيه ولا بد أن يكون قائما على الاعتقاد الجازم أن القرآن والسنة محفوظان بحفظ علام الغيوب.
2. فهم القرآن والسنة على فهم الصحابة ومن تبعهم إذ لا عصمة من الانحراف في فهم القرآن والسنة إلا بهذا.
3. العمل بالقرآن والسنة ظاهرا وباطنا على ما كان عليه الصحابة ومن تبعهم.

• جمع كلمة أهل السنة أصل من أصول الإسلام
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في "مجموع الفتاوى" (22/254): (إن الاعتصام بالجماعة والائتلاف من أصول الدين ، والفرع المتنازع فيه من الفروع الخفية فكيف يقدح في الأصل بحفظ الفرع).
وقال أيضا في كتاب "الاستقامة" (1/42): (البدعة مقرونة بالفرقة كما أن السنة مقرونة بالجماعة ، فيقال: أهل السنة والجماعة كما يقال: أهل البدعة والفرقة)

• أهمية الرجوع إلى علماء الأمة عند الفتن
هم أعظم من يقف ضد الفتن قديما وحديثا ، وكم من فتن ظهرت في عصرنا فتصدى لها العلماء وكشفوا عوارها وأوضحوا أضرارها.
فهم الذين وقفوا ضد الدعوات البدعية والأفكار المنحرفة بالمرصاد ينافحون في الليل والنهار عن الحق الذي جاء في القرآن والسنة وسار عليه السلف الصالح.
قال الحسن البصري ـ رحمه الله ـ :
(العالم يرى الفتنة وهي مقبلة والناس لا يرونها إلا وهي مدبرة) .

• طلبة العلم واسطة بين العلماء والمجتمع
طلاب العلم يتلقون عن العلماء العلم وينطلقون إلى قومهم دعاة فمن شهد له أهل العلم أنه على خير وأنه يُتلقى عنه ، فالمطلوب المناصرة له وحسن الظن به.
فلهذا على طلبة العلم أن يكون ارتباطهم بأهل العلم قوياً خصوصا عند الفتن المستجدة فثباتهم على الحق من ثبات أهل العلم فليس من صالح العلماء أن يفرطوا في هؤلاء وليس من صالح طلبة العلم أن يشذوا عن أهل العلم.

• التمحيص للأخبار الشائعة خصوصا عند الفتن
يجب أن يتثبت من الأخبار الشائعة وأن لا يحدِّث بكل ما سمع وأن يردها إلى أهل العلم ، قال تعالى :{ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم}.

• التحلي بالصبر
جاء عند مسلم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم:
(لا أحد أصبر على أذى سمعه من الله إنه يشرك به ويجعل له الولد ثم هو يعافيهم ويرزقهم).
والصبر من أعظم الأسباب التي يدفع بها حسد الحاسدين كما ذكر ذلك ابن القيم في كتابه "بدائع الفوائد" ، ولله در من قال :

اصبر على كيد الحسود فإن صـبرك قاتله
فالنار تأكــل بعضها إن لم تجد ما تأكله

• الحلم
إن الحلم محمود في الأوقات كلها وهو أكثر محمدة عند الفتن خصوصا إذا كان حلما مقرونا بالعلم الشرعي
قال ابن القيم رحمه الله في "الفوائد" (ص405) :
(والحلم لقاح العلم فإذا اجتمعا حصلت سيادة الدنيا والآخرة وحصل الانتفاع بعلم العالم وإن انفرد أحدهما عن صاحبه فات النفع والانتفاع).

• التأني في إصدار الأحكام عند نزول الفتن
قال تعالى :{خلق الإنسان من عجل}.
هناك فرق بين المبادرة والعجلة:
فالمبادرة: انتهاز الفرصة في وقتها ولا يتركها حتى إذا فاتت طلبها فهو لا يطلب الأمور في إدبارها ولا قبل.
والعجلة: طلب الشيء قبل وقته فهي خفة وهي من وضع الشيء في غير موضعه وتعقبها الندامة.

• العدل في التعامل والأحكام
قال تعالى :{يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا}
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه "منهاج السنة النبوية" 5/126:
(ومعلوم أنا إذا تكلمنا فيمن هو دون الصحابة مثل الملوك المختلفين على الملك والعلماء والمشائخ المختلفين في العلم والدين وجب أن يكون الكلام بعلم وعدل لا بجهل وظلم، فإن العدل واجب لكل أحد على كل أحد في كل حال والظلم محرم مطلقا لا يباح قط بحال).

• التعرف على من يذكي الفتن
الساعين من وراء الفتنة هم:
1. من شياطين الجن.
2. من شياطين الإنس.
3. السماعون لشياطين الإنس.
فهذا الصنف لا تقدر على معرفته إلا عند الفتن وكون العلماء لا يعرفون كل الأعداء ليس مذمة لهم.

• شياطين الجن وما لهم من سعي في إفساد أهل الإيمان
قال صلى الله عليه وسلم: (إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن بالتحريش بينهم).

• الانتقام للنفس
ذكر غير واحد من المؤرخين (أن رجلا من الخوارج قيل له كم طعنت عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه؟ ـ قال : تسع ،ثلاث لله وست لما في نفسي).
قلت: ولو حوقق هذا الفاعل لوجد أن الكل لما في نفسه.
قال تعالى :{ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل}.

• حب الظهور قاصم للظهور
من الناس من يريد أن يظهر فيستغل وجود فتنة فيثيرها ويخوض فيها من أجل أن يصل إلى مراده قال تعالى :{تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين}
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ : (احذروا الشهوة الخفية فقيل له وما الشهوة الخفية؟ قال : حب الرياسة).

• إصلاح ذات البين
قال تعالى :{فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين}.
قال صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم بأفضل من الصلاة والصيام ؟ قالوا بلى قال : إصلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة).

• سلامة الصدر وصدق اللسان من أفضل الأعمال
قال بعض السلف :
(أفضل الأعمال سلامة الصدر وسخاوة النفوس والنصيحة لله).
وقال تعالى :{والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا}.

• النظر إلى عواقب الأمور
قال تعالى :{وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون} [البقرة].
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في "الفوائد" (ص170) : (فعامة مصالح النفوس في مكروهاتها كما أن عامة مضارها وأسباب هلكتها في محبوباتها).

• الرفق في الأمور كلها
عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال صلى الله عليه وسلم: (مهلا يا عائشة إن الله يحب الرفق في الأمر كله).

• الشجاعة في الاعتراف بالخطأ والرجوع إلى الحق
قال ابن رجب في رسالته "الفرق بين النصيحة والتعبير" ص (10): (كان أئمة السلف المجمع على علمهم وفضلهم يقبلون الحق ممن أورده عليهم وإن كان صغيرا ويوصون أصحابهم وأتباعهم بقبول الحق إذا ظهر في غير قولهم).

• حب المسلم
قال صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم).

• رحمة المسلم
قال تعالى :{محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم}.

• بغض المسلم
قال صلى الله عليه وسلم : (أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله )) رواه ابن أبي شيبة (7/229) من حديث ابن مسعود.

• الغضب على المسلم
قالت عائشة رضي الله عنها : (كان صلى الله عليه وسلم لا ينتقم لنفسه فإذا انتهكت حرمات الله انتقم) متفق عليه.
فلا غضب إلا من أجل الله .

• النصرة للمسلم والدفاع عنه
قال صلى الله عليه وسلم: (انصر أخاك ظالما أو مظلوما قال يا رسول الله أنصره مظلوما فكيف أنصره ظالما؟ قال: تحجزه عن ظلمه)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ كما في كتاب "الجماعة والفرقة" (ص74) : (فالمظلوم المحق الذي لا يقصِّر في علمه يُؤمر بالصبر فإذا لم يصبر فقد ترك المأمور)
وقال كما في (ص76) : (وذلك أن المظلوم وإن كان مأذونا له في دفع الظلم عنه بقوله تعالى :{ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل} [الشورى] فذلك مشروط بشرطين:
أحدهما : القدرة على ذلك.
والثاني : ألا يعتدي ) اهـ .

• الثناء على المسلم
وهذا الثناء لا بد له من ضوابط شرعية:
o أن يكون المثني قائلا ذلك تدينا لا تزلفا.
o أن يكون الثناء للرجل بما فيه فإنْ مَدَحه بما ليس فهو كذب.
o أن يكون عند الحاجة لا بالاستمرار.
o أن يكون مراعيا لمصلحة المُثْنَى عليه ، فلو كان يتوقع من المُثْنَى عليه الوقوع في العجب والغرور فلا يمدحه بحضوره.

• التعصب ضد المسلم
قال صلى الله عليه وسلم: (أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم دعوها فإنها منتنة) رواه البخاري.
فالنداء بالعصبية للأشخاص ولو كان بالكلمات الطيبة أمر مرفوض في شرع الله.

• سوء الظن بالمسلم
قال صلى الله عليه وسلم: ( إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث)
وسوء الظن بالمسلم هو امتلاء القلب بالظنون السيئة حتى يطفح على لسانه وجوارحه بالغمز واللمز والطعن ضد أخيه مع أن المشروع هو إحسان الظن مادام الظاهر منه الخير والصلاح ، ومجرد الكلام فيه لا يقبل إلا بعد التروي.

• تخوف الإمام العلامة الوادعي رحمه الله على الدعوة
لقد سمعت شيخنا المحدث العلامة أبا عبد الرحمن الوادعي ـ رحمه الله ـ أكثر من مرة يقول : والله لا نخاف على دعوتنا إلا من أنفسنا.

• خطر الجواسيس على الدعوة قطع الله دابرهم
قال تعالى :{ولا تجسسوا}.
كان الشيخ مقبل رحمه الله يخبرنا ما بين الحين والآخر قائلا :
أخاف على دعوتنا من الجواسيس.

• الجرح والتعديل
قيض الله علماء الحديث الذين أرسوا قواعد هذا الفن ، فهم أهل هذا الميدان وفرسانه ، فلا تكاد تجد جرحا وتعديلا سديدا من قبل غيرهم ، ولا يزال في كل عصر علماء حديث عندهم أهلية للجرح والتعديل.

• التفريق بين العلماء والمتشبهين بهم
قال ابن حزم ـ رحمه الله ـ في كتابه "السير والأخلاق" (ص91) : (لا آفة أضر على العلوم وأهلها من الدخلاء فيها وهم من غير أهلها فإنهم يجهلون ويظنون أنهم يعلمون ، ويفسدون ويقَدِّرون أنهم يصلحون).
وقال بعض العلماء : (العلم ثلاثة أشبار، من دخل في الشبر الأول تكبر ، ومن دخل في الشبر الثاني تواضع ، ومن دخل في الشبر الثالث علم أنه ما يعلم ).
صدق من قال:
تصدر للتدريس كل مهوس بليد تسمى بالفقيه المدرِّسِ
فحُق لأهل العلم أن يتمثلوا ببيت قديم شاع في كل مجلسِ
لقد هزلت حتى بدا من هزالها كُلاها وحتى سامها كل مفلسِ
والله المستعان.

• الفرق بين ما يقال لخواص الناس
وبين ما يقال لعامتهم
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يكذب الله ورسوله).
فالجماهير من الناس ليس من الحكمة إطلاعهم على المسائل والقضايا التي تخص طلاب العلم والدعاة إلى الله .

• الفرق بين الجدال المشروع والجدال الممنوع
قال تعالى :{وجادلهم بالتي هي أحسن}.

• ضوابط الجدال بالتي هي أحسن كالآتي:
o أن يكون مراد المجادِل ـ بكسر الدال ـ نصرة الحق ، وهداية المجادَل ـ بفتح الدال ـ.
o أن يكون المجادل على علم بالحق وفهم له.
o أن يلتزم المجادل بالآداب الشرعية من حسن خلق وصبر وتلطف وغير ذلك.

• أنواع الخلاف المشهور ثلاثة:
• اختلاف تضاد وهو مصادمة النصوص.
• اختلاف تنوع وهذا من الشرع.
• اختلاف أفهام وهذا جائز بضوابطه الشرعية ، ومنها:
o أن يكون المخالف سائراً على طريقة أهل السنة والجماعة علما وتعليما وعملا.
o لا تكثر المخالفة منه لما عليه أهل السنة .
o الرجوع إلى الحق عند ظهور أخطائه.
o أن يكون من أهل الاجتهاد.
وتكون هذه الضوابط تحت نظر علماء أهل السنة والجماعة.

• المنهج النبوي يدعو إلى القضاء
على الخلاف عند بدء ظهوره
قال صلى الله عليه وسلم وهو في اشتداد وجعه الذي توفي فيه : (ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده) فتنازع الصحابة فقال : (قوموا عني لا ينبغي عند نبي تنازع).
وروى البخاري عن جندب أنه صلى الله عليه وسلم قال : (اقرءوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فقوموا عنه)).
ومتى تُرِك الخلاف بدون معالجة استفحل شره وعظم ضرره ودخل في الخلاف من لا يحسن ، ومن لا يصلح بل يفسد.

• الفرق بين النصيحة والتأنيب
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في كتابه "الروح" (ص257) :
(النصيحة إحسان إلى من تنصحه بصورة الرحمة له والشفقة عليه والغيرة له وعليه ، فهو إحسان محض …ومراد الناصح بها وجه الله ورضاه ، والإحسان إلى خلقه فيتلطف في بذلها غاية التلطف ، ويحتمل أذى المنصوح ولآمته …
وأما المؤنب : فهو رجل قَصْدُه التعيير والإهانة وذم من أنبه وشتمه في صورة النصح فهو يقول له: يا فاعل كذا وكذا … إلى أن قال: ومن الفروق بين الناصح والمؤنب أن الناصح لا يعاديك إذا لم تقبل نصيحته …ويدعو لك بظهر الغيب ولا يذكر عيوبك ولا يبينها للناس ، والمؤنب بعكس ذلك).

الفرق بين المنافسة والحسد
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في كتابه "الروح" (ص251) : (المنافسة المبادرة إلى الكمال الذي تشاهد من غيرك فتنافسه فيه حتى تلحقه أو تجاوزه فهي من شرف النفس وعلو الهمة وكبر القدر ، قال تعالى :{وفي ذلك فليتنافس المتنافسون} وأصلها من الشيء النفيس الذي تتعلق به النفوس طلبا ورغبة…إلى أن قال : والحسد خلق نفس ذميمة وضيعة ساقطة ليس فيها
حرص على الخير فلعجزها ومهانتها تحسد من يكسب الخير والمحامد ويفوز بها دونها) اهـ .

• الفرق بين شرف النفس وتيهها
قال ابن القيم رحمه الله ـ في كتاب "الروح" (ص233) :
(وأما شرف النفس فهو صيانتها عن الدنايا والرذائل والمطامع التي تقطع أعناق الرجال ، فيربأ بنفسه عن أن يلقيها في ذلك ، بخلاف التيه فإنه خلق متولد بين أمرين إعجابه بنفسه وازدرائه بغيره ، فيتولد من بين هذين التيه ، والأول يتولد من بين خلقين كريمين إعزاز النفس وإكرامها وتعظيم مالكها وسيدها.
أن يكون عبده دنيا وضيعا خسيسا ، وأصل هذا كله استعداد النفس وتهيؤها وإمداد وليها ومولاها لها فإذا فقد الاستعداد والإمداد فقد الخير كله).

• لقاحات الخير
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في كتابه "الفوائد" (405) :
(الطلب لقاح الإيمان فإذا اجتمع الإيمان والطلب أثمرا العمل الصالح ، وحسن الظن بالله لقاح الافتقار والإضطرار إليه فإذا اجتمعا أثمرا إجابة الدعاء ، والخشية لقاح المحبة فإذا اجتمعا أورثا الإمامة في الدين ، قال تعالى :{وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون} [السجدة].
وصحة الاقتداء بالرسول e لقاح الإخلاص فإذا اجتمعا أثمرا قبول العمل والاعتداد به ، والعمل لقاح العلم فإذا اجتمعا كان الفلاح والسعادة ، وإن انفرد أحدهما عن الآخر لم يفد شيئاً ، والحلم لقاح العلم فإذا اجتمعا حصل سيادة الدنيا والآخرة ، وحصل الانتفاع بعلم العالم ، وإن انفرد أحدهما عن صاحبه فات النفع والانتفاع ، والعزيمة لقاح البصيرة فإذا اجتمعا نال صاحبهما خير الدنيا والآخرة وبلغت به همته من العليا كل مكان ، فتخلف الكمالات إما من عدم البصيرة وإما من عدم العزيمة ، وحسن القصد لقاح لصحة الذهن فإذا فقد ، فقد الخير كله ، وإذا اجتمعا كان النصر والظفر ، وإن فقدا فالخذلان والخيبة ، وإن وجد الرأي بلا شجاعة فالجبن والعجز ، وإن حصلت الشجاعة بلا رأي فالتهور والعطب ، والصبر لقاح البصيرة ، فإذا اجتمعا فالخير في اجتماعهما ) اهـ .

تعليمية تعليمية




جزاك الله خيرا.