السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذه فائدة استقيتها من كتاب الصفات الإلهية في الكتاب و السنة النبوية لفضيلة الشيخ العلامة محمد أمان بن علي الجامي رحمه الله و أسكنه فسيح جنانه.
….. و يفهم من كلام بعض أهل العلم أن النسبة التي بين اليد و القدرة
كالتي بين الإرادة و المحبة; إذ يقول الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ : " و الذي يلوح في معنى هذه الصفة "اليد" أنها قريبة من معنى القدرة, إلا أنها أخص منها معنًى, و القدرة أعم, ثم قال ـ رحمه الله ـ : كالمحبة مع الإرادة و المشيئة, و كل شيء أحبه فقد أراده و ليس كل شيء أراده أحبه, و كذلك كل شيء حادث فهو واقع بالقدرة و ليس كل شيء واقع بالقدرة واقعًا باليد, فاليد أخص من معنى القدرة و لذلك كان فيها تشريف آدم" ابن القيم : بدائع الفوائد (ص 6)
قلت : و كذلك كتابة التوراة و غرس جنة الفردوس كما تقدم.
و عند التحقيق : أن النسبة بين الإرادة و المحبة من باب عموم و خصوص من وجه يجتمعان في إيمان أبي بكر مثلا فهو مراد و محبوب, و تنفرد الإرادة في كفر أبي جهل مثلا; لأنه مراد غير محبوب, و تنفرد المحبة في إيمان إبليس; لأنه غير مراد و هو محبوب لو وجد بإرادة الله و مشيئته.
و أما النسبة بين القدرة و اليد فمن باب العموم و الخصوص المطلق يجتمعان في خلق آدم و ما ذكر معه; لأنه خلقه بقدرته و صنعه بيده سبحانه كما كتب التوراة بيده و غرس جنة الفردوس بيده أيضا, و تنفرد القدرة في سائر مخلوقاته التي لم يباشر خلقها بيده و لكن قال لها : كوني فكانت, و الله أعلم.