تثبيت الصوام بذكر أسماء من نص من العلماء أو أشار إلى ثبوت حديث صيام ست من شوال
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد الأمين، وعلى آله وأصحابه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد، أيها الفضلاء – سدكم الله وزادكم فقهاً في دينه – :
فهذا جزء حديثي صغير فيه ذكر من نصَّ من العلماء أو أشار إلى ثبوت أو تقوية حديث: ((مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّاً مِنْ شَوَّالٍ فَذَاكَ صِيَامُ الدَّهْرِ)).
وقد استللته من شرح لي على كتاب (المنتقى في الأحكام الشرعية من كلام خير البرية صلى الله عليه وسلم) لمجد الدين أبي البركات عبد السلام بن تيمية الحراني – رحمه الله – .
ثم زدت فيه ما تيسر، وأخرجته بين أيديكم لتنظروه فتزدادوا به طمأنينة، وتشاركوا في ترقيته بذكر المزيد ممن وقفتم على ثبيته له وتصحيحه، وأسأل الله تعالى أن ينفع به الكاتب والقارئ والناشر، إنه جواد كريم.
ثم أقول مستعيناً بالله العظيم:
هذا الحديث قد جاء عن جمع من الصحابة – رضي الله عنهم – ومنهم:
أبو أيوب الأنصاري، وثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجابر بن عبد الله، وشداد بن أوس، وأبو هريرة.
وقال الشيخ عبد الرحمن بن قاسم العاصمي النجدي – رحمه الله – في "حاشية الروض المربع" (5/409) :
ورواه أحمد وأبو داود والترمذي من ثلاثة أوجه، حتى قيل: إنه متواتر. اهـ
ودونكم أسماء من وقفت عليهم مع ذكر مواضعه ومخْرَجه:
1-الإمام مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري – رحمه الله – .
فقد أخرجه في "صحيحه" (1164) من حديث أبي أيوب الأنصاري – رضي الله عنه – .
وقال العلائي – رحمه الله – في كتابه "رفع الإشكال عن حديث صيام ستة من شوال" ( (1/ 320) مجموع رسائل الحافظ العلائي أو الرسالة المفردة ص:55-56) :
تصحيح مسلم – رحمه الله – للحديث مقدم على كل ما فيه مما يقتضي ضعفه، لاتفاق الأمة على صحته.اهـ
2-الإمام محمد بن عيسى الترمذي – رحمه الله – .
إذ قال في "سننه" (759) :
حديث أبي أيوب حديث حسن صحيح. اهـ
وقال المباركفوري – رحمه الله – في "تحفة الأحوذي" (3/390) :
فإن قلت: كيف صحح الترمذي حديث سعد بن سعيد المذكور مع تصريحه، فإنه قد تكلم فيه بعض أهل الحديث من قبل حفظه؟.
قلت: الظاهر أن تصحيحه لتعدد الطرق، وقد تقدم في المقدمة أنه قد يصحح الحديث لتعدد طرقه، على أنه لم يتفرد به سعد بن سعيد، بل تابعه صفوان بن سليم كما تقدم. اهـ
3- الإمام محمد بن إدريس بن مهران أبو حاتم الرازي – رحمه الله – .
إذ قال ابنه عبد الرحمن – رحمه الله – في كتابه "العلل" (754) :
وسئل أبي عن حديث رواه مروان الطّاطرِي عن يحيى بن حمزة عن يحيى بن الحارث عن أبي الأشعث الصنعاني عن شداد بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من صام رمضان وأتبعه بست مِن شوال)).
فسمعت أبي يقول: الناس يروون عن يحيى بن الحارث عن أبي أسماء عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قلت لأبي: أيهما الصحيح؟ قال: جميعاً صحيحين. اهـ
وقال العلائي – رحمه الله – في كتابه "رفع الإشكال عن حديث صيام ستة من شوال" (1/327 مجموع رسائل العلائي) :
فهذا أبو حاتم الرازي أحد الأئمة الكبار من أصحاب الجرح والتعديل والمطلعين على صحيح الأخبار وسقيمها قد صحح الحديثين حديث ثوبان وحديث شداد بن أوس. اهـ
وقال أيضاً (1/324) :
وكلهم خلا يحيى بن الحارث احتج بهم في الصحيح، ولا مطعن في الحديث، وقد صححه أبو حاتم الرازي كما سيأتي، وأخرجه ابن حبان في "صحيحه".اهـ
وقال ابن رجب الحنبلي ـ رحمه الله ـ في كتابه "لطائف المعارف" (ص310) :
وصححه أبو حاتم الرازي. اهـ
4- الإمام عبيد الله بن عبد الكريم أبو زرعة الرازي – رحمه الله – .
إذ قال عبد الرحمن بن أبي حاتم – رحمه الله – في كتابه "العلل" (775) :
وسُئل أبو زرعة عن حديث: اختُلِف فِي الرواية على بكر بن مُضر: فرواه قتيبة بن سعيد عن بكر بن مُضر عن عمرو بن جابر عن جابر بن عبد الله موقوفاً، قال: ((من صام رمضان ثم أتبعه بستة أيام من شوال فذلك صيام الدهر)) رواه موقوفاً.
ورواه يحيى بن عبد الله بن بُكير ويزيد بن مُوهب عن بكر بن مُضر عن عمرو بن جابر عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعاً.
قال أبو زرعة: المرفوع صحيح.
قلت: رواه سعيد بن أبي أيوب وابن لهيعة عن عمرو بن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم. اهـ
5- الإمام محمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري – رحمه الله – .
فقد أخرجه في "صحيحه" (2114، 2115) من حديث أبي أيوب الأنصاري، ومن حديث ثوبان – رضي الله عنهما – .
وقال الألباني – رحمه الله – في كتابه "صحيح أبي داود"(2102 الأم) عن حديث أبي أيوب الأنصاري:
وصححه الترمذي وابن خزيمة وابن القيم. اهـ
6- يعقوب بن إسحاق الإسفرائني المشهور بأبي عوانة – رحمه الله – .
فقد أخرجه في "مستخرجه على صحيح مسلم" ( 2699، 2700، 2701، 2702) من حديث أبي أيوب الأنصاري، ومن حديث أبي هريرة – رضي الله عنهما – .
7-محمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم البستي – رحمه الله – .
فقد أخرجه في "صحيحه" (3634، 3635) من حديث أبي أيوب الأنصاري، ومن حديث ثوبان – رضي الله عنهما – .
وقال زيد بن هادي المدخلي – سلمه الله – في كتابه "الأفنان الندية شرح منظومة السبل السوية لفقه السنن المروية" (3/ 202-203) عن حديث ثوبان:
وصححه ابن حبان. اهـ
8-عبد الوهابابن منده – رحمه الله – .
إذ قال في "السابع من فوائده" (ق: 260/ب -261/أ) نقلاً عن حاشية كتاب"رفع الإشكال عن صيام ستة أيام من شوال" (ص 19بتحقيق: صلاح الشَّلاحي) :
صحيح من حديث سعد بن سعيد. اهـ
9-أحمد بن الحسين بن علي بن موسى أبو بكر البيهقي – رحمه الله – .
إذ قال في كتاب "معرفة السنن والآثار" (7/305 رقم: 2744) :
رواه مسلم في الصحيح عن أبي بكر بن أبي شيبة عن ابن المبارك، وهذا حديث ثابت صحيح من حديث أبي أيوب الأنصاري، ورويناه من حديث جابر وثوبان، ومذهب الشافعي رحمه الله متابعة السنة إذا ثبتت، وقد ثبتت هذه السنة. اهـ
10- الحسين بن مسعود البغوي – رحمه الله – .
إذ قال في كتابه "شرح السنة" (6/ 313) :
هذا حديث صحيح، أخرجه مسلم عن يحيى بن أيوب عن إسماعيل بن جعفر عن سعد بن سعيد بن قيس. اهـ
11-أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي المعروف بابن عساكر – رحمه الله – .
إذ قال في "معجمه" (178) :
صحيح، أخرجه مسلم، وأخرجه النسائي عن خلاد. اهـ
12-أبو البركات إسماعيل بن أبي سعد النيسابوري – رحمه الله – .
إذ قال في "جزء فيه أربعون حديثاً من الصحاح العوالي" (22) :
صحيح، انفرد بإخراجه مسلم، فرواه عن يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر عن إسماعيل بن جعفر عن سعد بن سعيد، فكأن شيخنا يرويه عن صاحب مسلم. اهـ
13- أبو محمد عبد الحق الإشبيلي – رحمه الله – .
إذ أورده في كتابه "الأحكام الشرعية الصغرى" (1/339) من حديث أبي أيوب الأنصاري – رضي الله عنه – منسوباً إلى مسلم.
وقد قال في المقدمة (1/71) عن أحاديث كتابه هذا:
وتخيرتها صحيحة الإسناد، معروفة عند النقاد، قد نقلها الأثبات، وتداولها الثقات، أخرجتها من كتب الأئمة، وهداة الأمة … اهـ
وقال ابن القطان الفاسي – رحمه الله – في كتابه "بيان الوهم والإيهام" (5/378 رقم: 2547) :
وقد صحح أبو محمد من روايته حديث: ((من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال))أورده من طريق مسلم. اهـ
14-عبد العظيم بن عبد القوي المنذري – رحمه الله – .
إذ قال في كتابه "الترغيب والترهيب" (1512) :
رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه والطبراني وزاد: ((قال: قلت: بكل يوم عشرة؟
قال: نعم)) ورواته رواة الصحيح.
ثم أخرجه من طريق آخر (1514)، وقال:
رواه البزار وأحد طرقه عنده صحيح. اهـ