التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

ست نقاط مهمة في شهر شعبان – الشيخ محمد بن صالح العثيمين

ست نقاط مهمة في شهر شعبان – الشيخ محمد بن صالح العثيمين

التفريغ:

أما بعدُ أيُّها المسلمون فإننا في شهر شعبان وسنتكلمُ حوله في نقاطٍ ست؛ لنُبيِّنَ فيها ما يجب علينا بيانه، ونسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم علمًا نافعًا وعملاً صالحًا.
الأول؛ بل النقطة الأولى:

صيام شعبان:

فهل يتميز شعبان بصيامٍ عن غيره من الشهور؟

الجواب: نعم؛ فلقد كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يُكثر من الصيام فيه حتى كان يصومه إلا قليلاً؛ وعلى هذا فمن السُنَّة أن يُكثر الإنسان الصيام في شهر شعبان إقتداءً برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

النقطة الثانية:

صيام نصفه؛ أي: صيام يوم النصف بخصوصه؛

فهذا قد وردت فيه أحاديث ضعيفه لا تصح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا يُعمل بها؛ لأن كل شيء لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإنه لا يجوز للإنسان أن يتعبد به لله؛ وعلى هذا فلا يُصام يوم النصف من شعبان بخصوصه؛ لأن ذلك لم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ ومالم يرد فإنه بدعة.

النقطة الثالثة:

فضل ليلة النصف منه.

وهذا أيضًا فيه أحاديث ضعيفة لا تصح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وعلى هذا فليلة النصف من شعبان كليلة النصف من رجب أو من ربيع أو من جمادى أو من غيرهن من الشهور لا تمتاز هذه الليلة – أعني ليلة النصف من شعبان- بشيء؛ بل هي كغيرها من الليالي؛ لأن الأحاديث الواردة في هذا ضعيفة.

النقطة الرابعة:

تخصيصها بقيام؛ وهذا أيضًا بدعة؛ أنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه كان يخصص تلك الليلة بقيام؛ بل هي كغيرها من الليالي إن كان الإنسان قد اعتاد أن يقوم الليل؛ فليقم تلك الليلة أسوةً بغيرها من الليالي، وإن كان ليس من عادته أنه يقوم الليل؛ فإنه لا يخصص ليلة النصف من شعبان بقيام؛ لأن ذلك لم يرد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

وأبعد من ذلك أن بعض الناس يخصصها بقيام ركعات معدودة لم ترد عن عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ إذًا لا نخصص ليليتها بقيام.

النقطة الخامسة:

هل يكون تقدير القضاء في هذه الليلة؛ بمعنى: هل يُقدّر في تلك الليلة بما يكون في تلك السنة؟

والجواب: لا؛ ليست ليلة القدر؛ ليلة القدر في رمضان؛ قال الله تعالى: [إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ]؛

أي: القرآن، [ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) ] القدر: [1- 3]

وقال الله تعالى: [شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ] [البقرة: 185]

وعلى هذا فتكون ليلة القدر في رمضان؛ لأنها الليلة التي أنزل الله فيها القرآن، والقرآن نزل في شهر رمضان؛ فيتيعين أن تكون ليلة القدر في رمضان لا في غيره من الشهور، ومن ذلك: ليلة النصف من شعبان؛ فإنها ليست ليلة القدر، ولا يقدر فيها شيءٌ مما يكون في تلك السنة؛ بل هي كغيرها من الليالي.

النقطة السادسة:

صنع الطعام يوم النصف؛ فإن بعض الناس يصنع طعامًا في يوم النصف من شعبان؛ ليوزعه على الفقراء ويقول: هذا عشا الأم، هذا عشا الأب، أو هذا عشا الوالدين؛ وهذا أيضًا بدعة؛ لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا عن الصحابة رضي الله عنهم.

فهذه ست نقاط أحصيتها؛ ولعل هناك أشياء أخرى لا أدري عنها، ووجب عليّ أن أُبيِّنَها لكم، وأسأل الله تعالى أن يجعلنا وإياكم ممن ينشرون السنة وينذرون عن البدعة، وأن يجعلنا وإياكم هداةً مهتدين، وأن يحعلنا وإياكم ممن يقتدون ويهتدون بهدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

** ** ** ** ** **

نقلا من موقع فتاوى العلماء




جزاكــــــ ـم الله خيـرا




وجزاكم الله بالمثل




التصنيفات
منتدى التسيير والاقتصاد للتعليم الثانوي : باشراف الاستاذ بن الشيخ

طلب غياب اخوكم بن الشيخ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نظرا لظروف خاصة أنا مضطر للغياب عن المنتدى.
أتمنى أن تواصلو بنفس الجد والتعاون
أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله.

تعليميةسبحانك اللهم وبحمدك اشهد أن لا اله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليكتعليمية




مع اننا سوف نحس بغيابك والماكد انه سوف يعود بالسلب على المنتدى

الا اننا ندعوا الله ان ييسر لك وان تعود لنا سالما غانما باذن الله

موفق ان شاء الله




فعلا اننا سنفتقدك ونفتقد مهاراتك العلمية فلا تطول علينا اننا فعلا بامس الحاجة اليك فان شاء الله خيرا وستعود الينا سالما غانما يارب آمييييييييييييييييييييييي ييييييييييييييييييييين




مع اننا سوف نحس بغيابك والمؤكد انه سوف يعود بالسلب على المنتدى

الا اننا ندعوا الله ان ييسر لك وان تعود لنا سالما غانما باذن الله

موفق ان شاء الله……. فعلا لقدتفاجات بهذا الخبر .




ندعو الله لك بالتوفيق و العودة بإذن الله الى تلاميذك و اخوتك في المنتدى




ربي يسهل الامور لكن من فضلك أستاذ أرجعلنا في اسرع أسرع وقت لأننا في حاجة إليك




نترقب عودتك بفارغ الصبر وان تعود سالما غانما باذن الله

وان شاء الله وكلنا ثقة ان بعض الزملاء والاخوة سوف يقومون بتغطيت غيابك ان شاء الله

لهذا ادعوا الجميع بتكثيف جهودهم ونشاطهم على الاقل لرد جميل الاستاذ بن الشيخ

اختكم وزميلتكم هناء




التصنيفات
السنة الثالثة ثانوي تسيير واقتصاد

حل تمرين خاص بالإهتلاكات تسيير مالي سنة 3 ثانوي للاستاذ بن الشيخ

من جدول الإهتلاك المتناقص لالة صناعية مدة إستعمالها 5 سنوات إستخرجنا المعلومات التالية:

_تاريخ إكتساب الألة 2022/7/1
_القيمة المحاسبية الصافية في 2022/12/31 تقدر ب 691200دج

_بتاريخ 2022/7/1 تمبيع هذه الالة بشيك بنكي ب 42ooooدج

المطلوب :
_أنجز مختلف العمليات الحسابية للحصول على جدول الإهتلاك المتناقص
_تسجيل قيود الإهتلاك والتنازل عن الالة في 2022/7/1


الملفات المرفقة
نوع الملف: doc حل التطبيق رقم واحد.doc‏ (84.0 كيلوبايت, المشاهدات 168)


شكرا لك اخي الكريم . ولكن هذا التمرين قام الاستاذ بن الشيخ بفتحه وهو موجود في المنتدى شكرا لك


الملفات المرفقة
نوع الملف: doc حل التطبيق رقم واحد.doc‏ (84.0 كيلوبايت, المشاهدات 168)


في أي عنوان يظهر هذا التمرين لأني أريد الحل وشكرا أستاذة


الملفات المرفقة
نوع الملف: doc حل التطبيق رقم واحد.doc‏ (84.0 كيلوبايت, المشاهدات 168)


سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
الحل قي المرفقات


الملفات المرفقة
نوع الملف: doc حل التطبيق رقم واحد.doc‏ (84.0 كيلوبايت, المشاهدات 168)


بارك الله فيك يا استاذ


الملفات المرفقة
نوع الملف: doc حل التطبيق رقم واحد.doc‏ (84.0 كيلوبايت, المشاهدات 168)


بسم الله الرحمن الرحيم

بتاريخ 2022/12/31 عرف التثبيت a خسارة في القيمة قدرت ب 30000دج علما أنه تمت الحيازة عليه بتاريخ2003/1/7 ب750000دج معدل الإهتلاك الخطي 20%. تم التنازل عن التثبيت a على الحساب ب 250000دج بتاريخ 2022/10/10

المطلوب :
_حدد مبلغ الإهتلاك للتثبيت a بتاريخ 2022/12/31.
_سجل محاسبيا إهتلاك و خسارة قيمة التثبيت a بتاريخ 2022/12/31.
_إعداد مخطط الإهتلاك المعدل.
_سجل عملية التنازل بتاريخ 2022/10/10.


الملفات المرفقة
نوع الملف: doc حل التطبيق رقم واحد.doc‏ (84.0 كيلوبايت, المشاهدات 168)


شكرا أستاذ جزاك الله خيرا


الملفات المرفقة
نوع الملف: doc حل التطبيق رقم واحد.doc‏ (84.0 كيلوبايت, المشاهدات 168)


التصنيفات
السنة الثالثة ثانوي تسيير واقتصاد

اختبار الثلاثي الأول مع الحل في التسيير المحاسبي سنة ثالثة ثانوي 2022/2022 بن الشيخ

سوف تجدون إن شاء الله اختبار الثلاثي الأول في مادة التسيير المالي والمحاسبي.
التصحيح يدرج لحقا. أي ملاحظات أو استفسارات نتقبلها بصدر رحب.
لقد تم إدراج الحل النمودجي


الملفات المرفقة
نوع الملف: pdf اختبار الثلاثي الأول النعامة.pdf‏ (729.6 كيلوبايت, المشاهدات 4334)
نوع الملف: pdf تصحيح اختبار ت م.pdf‏ (651.1 كيلوبايت, المشاهدات 2988)


تعليمية


الملفات المرفقة
نوع الملف: pdf اختبار الثلاثي الأول النعامة.pdf‏ (729.6 كيلوبايت, المشاهدات 4334)
نوع الملف: pdf تصحيح اختبار ت م.pdf‏ (651.1 كيلوبايت, المشاهدات 2988)


بارك الله فيك


الملفات المرفقة
نوع الملف: pdf اختبار الثلاثي الأول النعامة.pdf‏ (729.6 كيلوبايت, المشاهدات 4334)
نوع الملف: pdf تصحيح اختبار ت م.pdf‏ (651.1 كيلوبايت, المشاهدات 2988)


ما شاء الله . اختبار مميز لأستاذ جد مميز . جزاك الله كل خير


الملفات المرفقة
نوع الملف: pdf اختبار الثلاثي الأول النعامة.pdf‏ (729.6 كيلوبايت, المشاهدات 4334)
نوع الملف: pdf تصحيح اختبار ت م.pdf‏ (651.1 كيلوبايت, المشاهدات 2988)


شكر ا لك اختبار متميز نرجو من أستاذنا إن أمكن وضعه في صيغة word من فضلك


الملفات المرفقة
نوع الملف: pdf اختبار الثلاثي الأول النعامة.pdf‏ (729.6 كيلوبايت, المشاهدات 4334)
نوع الملف: pdf تصحيح اختبار ت م.pdf‏ (651.1 كيلوبايت, المشاهدات 2988)


مشكووووووووور


الملفات المرفقة
نوع الملف: pdf اختبار الثلاثي الأول النعامة.pdf‏ (729.6 كيلوبايت, المشاهدات 4334)
نوع الملف: pdf تصحيح اختبار ت م.pdf‏ (651.1 كيلوبايت, المشاهدات 2988)


شكرا لك أستاذ وبارك الله فيك


الملفات المرفقة
نوع الملف: pdf اختبار الثلاثي الأول النعامة.pdf‏ (729.6 كيلوبايت, المشاهدات 4334)
نوع الملف: pdf تصحيح اختبار ت م.pdf‏ (651.1 كيلوبايت, المشاهدات 2988)


التصنيفات
اسلاميات عامة

نصيحة الشيخ فركوس إلى مغرور

لحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:

فإنَّ الواجب على المسلم أن لا يظهر في غيرِ مظهرِه، ولا خلافَ ما يُبطِن، ولا خلافَ حاله، ولا يحكم على نفسه بعُلُوِّ مرتبته وسُموِّها، ولا يتكلَّف ما ليس له، فإنَّ هذا الخُلُقَ من صدق الحال، وقد قال صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «الْمُتَشَبِّعْ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلاَبِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ»(١- أخرجه البخاري: (9/317) في «النكاح»، باب المتشبِّع بما لم ينل، وما ينهى من افتخار الضَّرَّة، ومسلم: (14/110) في اللِّباس: باب النهي عن التزوير في اللِّباس، وأبو داود: (5/269) في الأدب: باب في المتشبِّع بما لم يعط، من حديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما. ومعنى الحديث عند العلماء: «المكثر بما ليس عنده بأن يظهر أنَّ عنده ما ليس عنده يتكثَّر بذلك عند الناس ويتزيَّن بالباطل فهو مذموم كما يذمّ من لبس ثوبي زور» [«شرح مسلم للنووي»: (14/110)]. قال ابن حجر في «الفتح»: (9/318): «وأمَّا حكم التثنية في قوله (ثوبي زور) فللإشارة إلى أنَّ كذب المتحلّى مثنى، لأنّه كذب على نفسه بما لم يأخذ وعلى غيره بما لم يعط، وكذلك شاهد الزور يظلم نفسه ويظلم المشهود عليه» )، وقد جاء من أقوالهم:

وَمَن يَدَّعِي بِمَا لَيْسَ فِيهِ فَضَحَتْهُ شَوَاهِدُ الامْتِحَانِ

لذلك لا يجوز أن يَدَّعي العلمَ فيما لا يَعلم، والإتقانَ فيما لا يُتقِن، ولا أن يتصدَّر قبل التأهُّل، فإنَّ ذلك آفةُ العلم والعمل، لذلك جاء في أقوالهم: «من تصدَّر قبل أوانه؛ فقد تصدَّى لهوانه»، وقد جاء –أيضًا- عن بعض الأندلسيِّين قولهم:

نَعُـوذُ بِاللهِ مِنْ أُنَاسٍ تَشَيَّخُوا قَبْلَ أَنْ يَشِيخُوا

ثمَّ ينبغي أن يُعلَم أنَّ من كان سائرًا على مثل هذا الخُلُق من الصِّدق، أنَّ الصدقَ من مُتمِّمات الإيمان، ومُكمِّلات الإسلام، وقد أمر اللهُ به، وأثنى على المتَّصفين به في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ [التوبة: 119]، وقال عزّ وجلّ: ﴿وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾ [الزمر: 33]، وقال سبحانه وتعالى -أيضًا- في الثناء على أهله: ﴿رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ﴾ [الأحزاب: 23]، ويكفي أن يكون الصدق يهدي إلى البِرِّ، وأنَّ البِرَّ يهدي إلى الجَنَّة، كما في الحديث المتَّفق عليه: «عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا زَالَ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا»(٢- أخرجه البخاري: (10/507) في «الأدب»، باب قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ وما ينهى عن الكذب، ومسلم: (16/160) في البرِّ والصلة: باب قبح الكذب وحسن الصدق وفعله، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه)، ولا يخفى أنَّ الجنَّة هي أسمى غاياتِ المسلم، وأقصى أمانيه، والصدق في اللَّهجة عنوان الوقار، وشرف النفس، وصنعة العلم، لا يرتفع فيها إلاَّ صادق، فالصدق أَوْلَى تخلُّقًا من تحصيل العلم، وعلى المسلم أن يبدأ بتربية نفسه على الصدق قبل تحصيل العلم، كما جاء في بعض آثار السلف.

ثمَّ ينبغي –أيضًا- توقيرُ العلماء، وأنَّ توقيرَهم وتقديرَهم واحترامَهم من السُّنَّة، وأنَّهم بَشَرٌ يخطئون، لكنَّ الواجب على المؤمن أن يظنَّ بأهل الإيمان والدِّين والصلاحِ الخيرَ، وعلى الطالب أن يترك الاعتراض على أهل العلم والأمانة والعدل، ويتَّهم رأيه عندهم، ولا يسعى بالاعتراض والمبادرة إليهم في موضع الاحتمال والاجتهاد قبل التوثُّق، ودون تثبُّتٍ وتبيُّنٍ؛ ذلك لأنَّ اتِّهامهم به غيرُ صحيحٍ، وإن ورد من غير عالِمٍ فهو لا يعرف خطأ نفسه، فأنَّى له أن يحكم عليه بالخطإ، فضلاً عن انتقاصهم، والاستدراكِ عليهم، بل الواجب أن يضع الطالبُ أو المسلم ثقتَه في أهلِ العلم، ويصونَ لسانه عن تجريحهم أو ذمِّهم، فإنَّ ذلك يُفقدهم الهَيبةَ، ويجعلهم محلَّ تُهمَةٍ، كما عليه أن يتحلَّى برعاية حُرمتهم، وتركِ التطاولِ والمماراة والمداخلات، وخاصَّة مع ملإٍ من الناس، فإنَّ ذلك يوجب العُجْبَ، ويورث الغرورَ.. نعم، إن وقع خطأٌ منهم أو وَهْمٌ، نَبَّهَ عليه من غيرِ انتقاصٍ منهم، ولا يثير البلبلةَ والهرج عليهم، ويفرحُ بالحطِّ فيهم، وما يفعل ذلك إلاَّ متعالِمٌ، «يريد أن يكحِّل عَيْنَه فيعميها»! أو «يريد أن يُطِبَّ زكامًا فيحدث جذامًا»!

هذا، وأريدُ أن أَصِلَ كلامي بالكلام السابق، وهو أنَّ العبد ينبغي عليه أن يعلم أنَّ مصدر كلِّ فضلٍ، وواجبَ كلِّ خيرٍ إنَّما هو الله سبحانه وتعالى، وأنَّ الله سبحانه وتعالى إذا أعطى اليومَ المالَ والعلمَ والقُوَّةَ والعزَّة والشرف، قد يسلبه غدًا إن شاء، فهو سبحانه المانع الضارُّ، المعطي النافعُ، يعطي ويأخذُ، ومن شكر نعمَه وأحسن الشكر زاده: ﴿لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ﴾ [إبراهيم: 7]، ومن جَحَدها ظاهرًا وباطنًا وسلوكًا، واتصف بغير ما أمر به سبحانه وتعالى، وعمل ما نهى عنه، وجحد نعمَه، فإنَّ النعمةَ تنقلب عليه نِقمةً، ومن أعظم المهالك -في الحال والمآل- هو ذلك العُجْبُ بالنفس والعمل، والزهو والغرور، وما يترتَّب عليه في باب العلم من ترك الاستفادة، ويحمله العجب والغرور إلى التعالم، واحتقار الناس، واستصغار من سواه، فهذه العوالق والعوائق من أكبر المثبِّطات، ومن أكبر الحواجز التي تمنع كمال المسلم، أو كمال طالب العلم، فهي تصيِّر العزَّ ذلاًّ، وتحوِّل القوَّة ضعفًا، وتنقلب بها النعمة نقمةً، لذلك جاء في الكتاب والسنَّة ما ينفِّر ويحذِّر من العجب والغرور في كونها آفةً تحبط العمل، فالإخلاص آفتُه العجب، فمَن أُعجب بعمله حبطَ عملُه، وكذلك من استكبر حبط عملُه، وإذا كان الرياء يدخل في باب الإشراك بالخَلق، فإنَّ العجب يدخل في باب الإشراك بالنفس، على ما نصَّ عليه شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيِّم(٣- «التفسير القيّم»فيما جمع لابن القيِّم: (48))، فالعجب أخو الرياء، فالمرائي لا يحقِّق: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾[الفتحة: 5]، والمعجَب بنفسه، المغرور بذاته وعمله لا يحقِّق: ﴿إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ [الفتحة: 5]، وقد جاء القرآن الكريم محذِّرًا من هذه الآفة في قوله تعالى: ﴿وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللهِ، وَغَرَّكُم بِاللهِ الغَرُورُ﴾ [الحديد: 14]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا﴾[التوبة: 25]، وقال سبحانه وتعالى –أيضًا-: ﴿يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الكَرِيمِ﴾[الانفطار: 6]، وفي الحديث: «ثَلاَثٌ مُهْلِكُاتٌ: شُحٌّ مُطَاعٌ، وَهَوًى مُتَّبَعٌ، وَإِعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ»(٤- أخرجه ابن عبد البرّ في «جامع بيان العلم وفضله»: (1/143) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، والحديث له طرق حسَّنه الألباني بمجموع طرقه، وبه جزم المنذري. [انظر: «سلسلة الأحاديث الصحيحة» للألباني: (4/412 -416)]).

وعلى المسلم أن يتعامل مع الناس بالحُسْنَى، ويعترف بحقوقهم، ويكفَّ الأذى عنهم بعدم ارتكاب ما يضرُّهم، أو فعل ما يؤذيهم خاصَّةً إذا كانوا أكبر منه سِنًّا وعِلمًا وشرفًا، أو كانوا سببًا في توجيهه، أو لحقه منهم شيءٌ من فضلهم، فلهم الفضل عليه فهم بمثابة والديه، والواجب نحوهما البرّ وإيصال الخير لهما، وكفُّ الأذى عنهما، والدعاء، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما، فإنَّ ذلك كلّه من الإحسان، والإحسان -كما لا يخفى- جزءٌ من عقيدة المسلم، وشَقْصٌ كبيرٌ من إسلامه، ذلك لأنَّ مبنى الدِّين على ثلاثة أصول، وهي الإيمان، والإسلام، والإحسان، كما جاء في حديث جبريل عليه السلام المتَّفق عليه، حيث قال رسول الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم فيه عقب انصراف جبريل عليه السلام، قال: «هَذَا جِبْرِيلُ، أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ أَمْرَ دِينِكُمْ»(٥- أخرجه مسلم: (1/150) في «الإيمان»، باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان، وأبو داود: (5/69) في السنّة: باب في القدر، والترمذي: (5/5) في الإيمان، باب ما جاء في وصف جبريل للنبيّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم الإيمان والإسلام وابن ماجه: (1/24) في «المقدّمة»، باب في الإيمان. من حديث عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه)، فجعل الإحسانَ من الدِّين، أمَّا العبارات التي يأتي بها غالبًا هؤلاء الطلبة في غاية القبح، من السبِّ، والفزاعة، والفحش، وغيرها من الكلمات، واللَّمز، والطعن، ومختلف آفات اللِّسان؛ فليست من الإحسان في شيء، وقد قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا﴾[البقرة: 83]، وقال الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ﴾[النحل: 90]، وأهل الصلاح والدِّين يتحاشون مثل هذه الكلمات، وقد قال صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ، وَلاَ اللَّعَّانِ، وَلاَ الفَاحِشِ، وَلاَ البَذِيءِ»(٦- أخرجه الترمذي: (4/350) في «البرّ والصلة»، باب ما جاء في اللعنة؛ وصحَّحه الحاكم: (1/12)؛ والألباني في الصحيحة (320) وفي «صحيح الترمذي»: (2/370)؛ وقوى إسناده الأرناؤوط في «شرح السنة»: (13/134))، بل إنَّ الإسلام نوَّه بالخُلُق الحسن، ودعا إلى تربيته في المسلمين، وتنميته في نفوسهم، وأثنى الله سبحانه وتعالى على نبيِّه صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم بحسن الخلق، وقد قال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم: 4]، وأمره بمحاسن الأخلاق، فقال: ﴿اِدْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ [فصّلت: 34]، ورسالة الإسلام كُلُّها حُصِرت في هذا المضمون من التزكية والتطهير، فقد قال صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم في الحديث: «إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُِتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ»(٧- أخرجه أحمد: (2/318). والبخاري في: «الأدب المفرد» رقم (273) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، والحديث صحَّحه الألباني في «السلسلة الصحيحة» رقم: (45))، ومنه نعلم أنَّ النبيَّ صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم قد أتمَّ هذه التزكية منهجًا وعملاً؛ لأنّ الله سبحانه وتعالى أتمَّ دينَه ونعمتَه على رسوله وعلى المؤمنين، فالتزكية التي هي غاية الرسالات وثَمرتُها تُعَدُّ من أصول الدعوة السلفية، وإحدى أركانها الأساسية.

والذي يمكن أن أنصحه –أخيرًا- هو أنَّ الإسلام ليس عقيدةً وعبادةً فَحَسْب، بل هو أخلاقٌ ومُعامَلة، فالأخلاقُ المذمومة في الإسلام جريمةٌ مَمقوتةٌ، والممقوتُ لا يكون خُلقًا للمسلم، ولا وصفًا له بحالٍ من الأحوال؛ ذلك لأنَّ الطهارةَ الباطنية مكتسبةٌ من الإيمان والعمل الصالح، وهي لا تتجانس مع الصفات الممقوتةِ، ولا تتفاعل مع الأخلاق الذميمة، التي هي شرٌّ محضٌ، لا خيرَ فيها، فعلينا أن نجتنب الشرَّ، ونقترب من الخير، وعلينا أن نتحلَّى بالصلاح والتقوى، فهو مقياس التفاضل، وميزانُ الرجال.

اللهمَّ إنَّا نعوذ بك من كلِّ خُلُقٍ لا يُرضي، وكلِّ عمل لا يَنفع، واللهُ من وراء القصد، وهو يهدي السبيل، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على محمَّد وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.

الجزائر في: 29 ربيع الثاني 1443ﻫ
الموافق ﻟ: 04 ماي 2022م

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ

١– أخرجه البخاري: (9/317) في «النكاح»، باب المتشبِّع بما لم ينل، وما ينهى من افتخار الضَّرَّة، ومسلم: (14/110) في اللِّباس: باب النهي عن التزوير في اللِّباس، وأبو داود: (5/269) في الأدب: باب في المتشبِّع بما لم يعط، من حديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما. ومعنى الحديث عند العلماء: «المكثر بما ليس عنده بأن يظهر أنَّ عنده ما ليس عنده يتكثَّر بذلك عند الناس ويتزيَّن بالباطل فهو مذموم كما يذمّ من لبس ثوبي زور» [«شرح مسلم للنووي»: (14/110)].

قال ابن حجر في «الفتح»: (9/318): «وأمَّا حكم التثنية في قوله (ثوبي زور) فللإشارة إلى أنَّ كذب المتحلّى مثنى، لأنّه كذب على نفسه بما لم يأخذ وعلى غيره بما لم يعط، وكذلك شاهد الزور يظلم نفسه ويظلم المشهود عليه».

٢- أخرجه البخاري: (10/507) في «الأدب»، باب قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ وما ينهى عن الكذب، ومسلم: (16/160) في البرِّ والصلة: باب قبح الكذب وحسن الصدق وفعله، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

٣- «التفسير القيّم»فيما جمع لابن القيِّم: (48).

٤- أخرجه ابن عبد البرّ في «جامع بيان العلم وفضله»: (1/143) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، والحديث له طرق حسَّنه الألباني بمجموع طرقه، وبه جزم المنذري. [انظر: «سلسلة الأحاديث الصحيحة» للألباني: (4/412 -416)].

٥- أخرجه مسلم: (1/150) في «الإيمان»، باب بيان الإيمان والإسلام والإحسان، وأبو داود: (5/69) في السنّة: باب في القدر، والترمذي: (5/5) في الإيمان، باب ما جاء في وصف جبريل للنبيّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم الإيمان والإسلام وابن ماجه: (1/24) في «المقدّمة»، باب في الإيمان. من حديث عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه.

٦- أخرجه الترمذي: (4/350) في «البرّ والصلة»، باب ما جاء في اللعنة؛ وصحَّحه الحاكم: (1/12)؛ والألباني في الصحيحة (320) وفي «صحيح الترمذي»: (2/370)؛ وقوى إسناده الأرناؤوط في «شرح السنة»: (13/134).

٧- أخرجه أحمد: (2/318). والبخاري في: «الأدب المفرد» رقم (273) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، والحديث صحَّحه الألباني في «السلسلة الصحيحة» رقم: (45).




التصنيفات
اسلاميات عامة

[تحميل] تسجيل صوتي لكلمة الشيخ الملك عبدالعزيز رحمه الله تعالى عام 1938 أمام وفدٍ مصر

تعليمية تعليمية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن ولاه، أما بعد:

فهذا تسجيل صوتي لكلمة تشلج الصدور لـ

الشيخ الملك عبدالعزيز رحمه الله تعالى

عام 1938م
أمام وفد مصري رفيع

مع الانتباه لدعوته في الكلمة إلى التوحيد ونبذ الشرك، وجمع الكلمة على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم

نسأل الله أن يتغمد الملك عبد العزيز بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جنانه.. اللهم آمين

الملفات المرفقة تعليمية كلمة الشيخ الملك عبدالعزيز رحمه الله تعالى عام 1938 . عندما أتى وفد من مصر.mp3‏ (909.6 كيلوبايت)

منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




التصنيفات
اسلاميات عامة

رسالة الشيخ بن عثيمين رحمه الله

هذه رسالةً كتبها الشيخ لتلميذه النجيب
كلمات سطرتها أنامل عالـم فـذ .. كلـمات تكتب بماء الذهـب .. هـي وصايا من الشيخ لتلـميذه .. ولـكل طالب علم وطالبة علم

إليكم رسالة الشيخ
يقول شيخنا رحمه الله:
بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد الصالح العثيمين إلى الابن (…. ) حفظه الله تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد فقد سألتني بارك الله فيك أن أضع لك منهجا تسير عليه في حياتك…
وإني لأسال الله تعالى أن يوفقنا جميعا لما فيه الهدى والرشاد والصواب والسداد وأن يجعلنا هداة مهتدين صالحين مصلحين فأقول:

أولا : مع الله عز وجل
1- احرص على أن تكون دائما مع الله عز وجل مستحضرا عظمته متفكرا في آياته الكونية مثل خلق السموات والأرض وما أودع فيهما من بالغ حكمته وباهر قدرته وعظيم رحمته ومنته .
وآياته الشرعية التي بعث بها رسله ولا سيما خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم.
2- أن يكون قلبك مملوءا بمحبة الله تعالى لما يغذوك به من النعم ويدفع عنك من النقم ولا سيما نعمة الإسلام والاستقامة عليه حتى يكون أحب شيء إليك.
3- أن يكون قلبك مملوءا بتعظيم الله عز وجل حتى يكون في نفسك أعظم شيء..
وباجتماع محبة الله تعالى وتعظيمه في قلبك تستقيم على طاعته قائما بما أمر به لمحبتك إياه تاركا لما نهى عنه لتعظيمك له.
4- أن تكون مخلصا له جل وعلا في عباداتك متوكلا عليه في جميع أحوالك لتحقق بذلك مقام (إياك نعبد وإياك نستعين).
وتستحضر بقلبك أنك إنما تقوم بما أمر امتثالا لأمره وتترك ما نهى عنه امتثالا لنهيه فإنك بذلك تجد للعبادة طعما لا تدركه مع الغفلة وتجد في الأمور عونا منه لا يحصل لك مع الاعتماد على نفسك.

ثانيا : مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
1- أن تقدم محبته على محبة كل مخلوق وهديه وسنته على كل هدي وسنة .
2- أن تتخذه إماما لك في عباداتك وأخلاقك بحيث تستحضر عند فعل العبادة أنك متبع له وكأنه أمامك تترسم خطاه وتنهج نهجه.
وكذلك في مخالقة الناس أنك متخلق بأخلاقه التي قال الله عنها(وإنك لعلى خلق عظيم).
ومتى التزمت بهذا فستكون حريصا غاية الحرص على العلم بشريعته وأخلاقه.
3- أن تكون داعيا لسنته ناصرا لها مدافعا عنها فإن الله تعالى سينصرك بقدر نصرك لشريعته.

ثالثا : عملك اليومي غير المفروضات
1- إذا قمت من الليل فاذكر الله تعالى وادع الله بما شئت فإن الدعاء في هذا الموطن حري بالإجابة واقرأ قول الله تعالى( إن في خلق السموات والأرض ) حتى تختم سورة آل عمران وهي عشر آيات.
2- صل ما كتب لك في آخر الليل واختم صلاتك بالوتر.
3- حافظ على ما تيسر لك من أذكار الصباح . قل مئة مرة : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
4- صل ركعتي الضحى.
5- حافظ على أذكار المساء ما تيسر لك منها.

رابعا: طريقة طلب العلم.
1- احرص على حفظ كتاب الله تعالى واجعل لك كل يوم شيئ معينا تحافظ على قراءته ولتكن قراءتك بتدبر وتفهم .
وإذا عنت لك فائدة أثناء القراءة فقيدها.
2- احرص على حفظ ما تيسر من صحيح سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ومن ذلك حفظ عمدة الأحكام.
3-احرص على التركيز والثبات بحيث لا تأخذ العلم نتفا من هذا شيء ومن هذا شيء لأن هذا يضيع وقتك ويشتت ذهنك.
4- أبدا بصغار الكتب وتأملها جيدا ثم انتقل إلى ما فوقها حتى تحصل على العلم شيئا فشيئا على وجه يرسخ في قلبك وتطمئن إليه نفسك.
5- احرص على معرفة أصول المسائل وقواعدها وقيد كل شيء يمر بك من هذا القبيل فقد قيل: من حرم الأصول حرم الوصول.
5- ناقش المسائل مع شيخك أو من تثق به علما ودينا من أقرانك ولو بأن تقدر في ذهنك أن أحدا يناقشك فيها إذا لم تمكن المناقشة مع من سمينا.
هذا وأسال الله تعالى أن يعلمك ما ينفعك وينفعك بما علمك ويزيدك علما ويجعلك من عباده الصالحين وحزبه المفلحين .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رحم الله شيخنا و نفعنا بعلمه




بارك الله فيـــــــكِ ،، أخ ـــــــــيتي

و فضلا يرجى ذكر المصدر الذي نقلتِ منـــــه

وفقكِ الله




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرا لاخت الكريمه على الموضوع

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا




التصنيفات
اسلاميات عامة

كلمة الإصلاح لذوي الإصـلاح الشيخ عبد المالك رمضاني

كلمة الإصلاح لذوي الإصـلاح
الشيخ عبد المالك رمضاني

الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
كم هي عظيمة مصيبة المسلمين اليوم وهم يلاقون ما يلاقون من الحاقدين عليهم المبغضين لديـنهم؛ في كل يوم تسقط لهم راية، وتنحسر خريطتهم قرية بعد قرية، وتتداعى عليهم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فتستنزف ثرواتهم، وتهدر كرامتهم، ويعتدى على دينهم جهارا نهارا، وهذه بلية سـوداء، وداهية دهياء، لا ينجي منها إلا الاعتصام بالله الذي لا يغلبه شيء، والاعتصام به هو الرجوع إلى وحيه.
وانطلاقا من هذا الواقع المرير، أتقدم بالنصح الصادق لمن أكرمهم الله فجعلهم دعاة إلى سبيله بأن يجعلوا نصوص الكتاب والسنة نصب أعينهم وهدي سادة المصلحين عليهم الصلاة والسلام أول مثال لدعوتهم، وأن يكرّسوا جهودهم للعمل بمقاصد هذا الدين حتى تزكو ثمرات أعمالهم، فترتكز عليها دعوتهم، فيحيوا في الناس مقصد «الإخلاص والاتباع» حتى يكونوا من أهل التوحيد والسنة حقيقة، فلا يكن همكم أن تكثر لكم الأتباع، وتشنف لكم الأسماع، وتشرئب لكم الأعنـاق، وتضرب إليكم آباط النياق، ولكن وطنوا أنفسكم على إرضاء ربكم، وهذا هو الإخلاص، ولن ترضو ربكم إلا باقتفاء أثر الرسول صلى الله عليه وسلم في طريقة الإصلاح، وهذا هو الاتباع، وأن تحيوا فيهم مقصد «إصلاح الباطن والظاهر»؛ فتستوي بواطنهم بظواهرهم حتى يكونوا من أهل الصدق، وتحيوا فيهم مقصد «الذكر والشكر» حتى يكـونوا من أوليـاء الله الصالحين، وجماع ذلك «تقوى الله» التي ينبغي أن تشغلوا السـاحة الدعوية بالحديث عنها، بدءا بحق الله الأعظم الذي هو التوحيد وتركيزا عليه وعلى ما يتبعه؛ فإن من نصر حق الله نصره الله، وأن رائد ذلك كله العلم، ولذلك قال ابن تيمية في «مجموع الفتاوى» (20/131): «القرآن من أوله إلى آخره يأمر بالتقوى ويحض عليها، حتى لم يذكر في القرآن شيء أكثر منها(1)، وهي وصيـة الله إلى الأوّليـن والآخرين، وهي شعار الأولياء، وأول دعوة الأنبياء، وأهل أصحاب العاقبة، وأهل المقعد الصدق، إلى غير ذلك من صفاتها».
وقد ذكر الكلبي في «التسهيل لعلوم التنزيل» (1/36) خمسة عشر فضلا من فضائل التقوى في القرآن، فليرجع إليه من شاء.
ومن كلمات السلف في التقوى ما نقله عنهم ابن القيم في كتابه «الفوائد» (ص71)، قال رحمه الله: «ودَّع ابن عون رجلا فقال: عليك بتقوى الله؛ فإن المتقي ليست عليه وحشة، وقال زيد بن أسلم: كان يقال: من اتقى الله أحبه الناس وإن كرهوا، وقال الثوري لابن أبي ذئب: إن اتقيت الله كفاك الناس، وإن اتقيت الناس لن يغنوا عنك من الله شيئا، وقال سليمان بن داود: أوتينا مما أوتي الناس ومما لم يؤتوا، وعلمنا مما علم الناس ومما لم يعلموا، فلم نجد شيئا أفضل من تقوى الله في السر والعلانية، والعدل في الغضب والرضا، والقصد في الفقر والغنى».
ثم أعـود فأقـول للدعاة: وإن كنتم تأتـون السلاطين فتحدِّثونهم عن الحكم بالشريعة فجزاكم الله خيرا وسدد ألسنتكم في ذلك إلى محاسن الآداب، ورزقكم الحكمة وفصل الخطـاب، لكن يـجب أن تكونوا أول المتحاكمين إلى شريعة الله فيما تأتون وتذرون.
وكونوا مقتصدين في مثالب الحكام ولا تكونو فيها من المسرفين فيسلِّطهم الله عليكم بأشد مما تحذرون، وقبل أن تجتهدوا في توعية الناس بمصابهم في حكامهم، اجتهدوا في توعيتهم بمصـابهم في أنفسهم؛ فإنكم لم تؤتوا من قبلهم بقدر ما أوتيتم من قبل أنفسكم؛ قال الله ـ عز وجل ـ لخير الخلق صلى الله عليه وسلم: ﴿مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ﴾[النساء:79]، وقال لخير الأتباع رضي الله عنهم: ﴿قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ﴾[آل عمران:165]، فشرور الأنفس وسيئات الأعمال هي أصل كل بلية لو كان الدعاة يعقلون، فلذلك كان سيد المصلحين لا يزيد في افتتاح خطبه على التعوذ منها، فيقول: «…ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا» رواه أصحاب السنن وصححه الألباني في تحقيقه لها.
ولا تحرِّضوا الناس على مجاهدة عدوهم قبل تحريضهم على مجاهدة أنفسهم؛ فمن عجز عن نفسه التي بين جنبيه كيف يقدر على غيرها؟!
ولابن كثير ـ رحمه الله ـ كلام متين في «تفسيره» عند قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِين﴾[التوبة:123]، قال فيه: «وقوله: ﴿وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِين﴾ أي: قاتلوا الكفار وتوكّلوا على الله واعلموا أن الله معكم إن اتقيتموه وأطعتموه، وهكذ الأمر لما كانت القرون الثلاثة الذين هم خير هذه الأمة في غاية الاستقامة والقيام بطاعة الله تعالى، لم يزالوا ظاهرين على عدوهم، ولم تزل الفتوحات كثيرة، ولم تزل الأعداء في سفال وخسار، ثم لـما وقعت الفتن والأهواء والاختلاف بين الملوك، طمع الأعداء في أطراف البلاد وتقدموا إليها، فلم يمانعوا لشغل الملوك بعضهم ببعض، ثم تقدموا إلى حوزة الإسلام، فأخذوا من الأطراف بلدانا كثيرة، ثم لم يزالوا حتى استحـوذوا على كثير من بلاد الإسلام، ولله سبحانه الأمر من قبل ومن بعد، فكلما قام ملك من ملوك الإسلام وأطاع أوامر الله وتوكل عليه فتح الله عليه من البلاد واسترجع من الأعداء بحسبه، وبقدر ما فيه من ولاية الله، والله المسئول الـمؤمول أن يمكن المسلمين من تـواصي أعدائه الكافرين، وأن يعلي كلمتهم في سائر الأقاليم، إنه جواد كريم».
وللقرطبي الـمفسر ـ رحمه الله ـ كلام عظيـم في «الجامع لأحكام القرآن» عند قوله تعالى من سورة البقرة (249): ﴿كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ﴾، قال فيه (3/255): «وفي قولهم رضي الله عنهم ﴿كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ﴾ الآية، تحريض على القتال واستشعار للصبر واقتداء بمن صدق ربه، قلت: هكذا يجب علينا نحن أن نفعل؛ لكن الأعمال القبيحة والنيـات الفـاسدة منعت من ذلك حتى ينكسر العدد الكبير منا قدام اليسير من العدو كما شاهدناه غير مرة، وذلك بما كسبت أيدينا؛ وفي «البخاري»، قال أبو الدرداء: «إنما تقاتلون بأعمالكم»، وفيه مسند أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «هل ترزقون وتنصرون إلا بضعفائكم؟!»، فالأعمال فاسدة، والضعفاء مهملون، والصبر قليل، والاعتماد ضعيف، والتقوى زائلة، قال الله تعالى: ﴿اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ﴾[آل عمران:200]، وقال: ﴿وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ﴾[المائدة:23]، وقال: ﴿إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُون﴾[النحل:128]، وقـال: ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ﴾[الحج:40]، وقـال: ﴿إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُون﴾[الأنفال:45].
فهذه أسباب النصر وشروطه، وهي معدومة عندنا غير موجودة فينا، فإنا لله وإنا إليه راجعون على ما أصابنا وحلَّ بنا، بل لم يبق من الإسلام إلا ذكره، ولا من الدين إلا رسمه؛ لظهور الفساد ولكثرة الطغيان وقلة الرشـاد، حتى استولى العدو شرقا وغربا، برا وبحرا، وعمت الفتن وعظمت المحن، ولا عاصم إلا من رحم».
فانظروا إلى دقة هذا الكلام؛ ما أصدقه على الواقع، وما أسعد صاحبه بالنص! واعرفوا به أهل زمانكم، تدركوا من خلاله سبب تخلف النصر، ويتيسر لكم فهم ما يذكره العلماء الراسخون عن حكم الجهاد في ديار مسلمة قد استولت الشبهات والشهوات على أهلها إلا فئة قليلة من الغرباء، نسأل الله أن يؤنس غربتها، ويفرج كربتها.
وكونوا وقّافين عند النصوص، فبين أيديكم آيات من الكتاب بالـحق ناطق، وبيان من السنة صادق، واستنباط عالم، وشهادة عوالم، فالزموه ول تأخذكم به في الله لومة لائم، قال ابن القيم في «إعلام الموقعين» (2/159): «ونكتة المسألة أن تجريد التوحيدين في أمر الله لا يقوم له شيء البتة، وصاحبه مؤيّد منصور ولو توالت عليه زمر الأعداء».
وكونوا مشفقين على أرواح إخوانكم المسلمين وأعراضهم وأموالهم، فلا تعرضوها للتلف بفتوى دموية يرتجلها اللسان في ساعة فورة غضبية عمياء؛ فإن المسلم الغيور بقدر ما يحزنه أن يرى هذا الواقع الـمر يـحزنه أن يرى اليد الآثمة تتلقف إخـوانه لتذبّحهم بسبب عجلة من لا ينظر في المآل كما ينظر إلى سوء الحال؛ فإن النظر في المآلات والعواقب يعصم من كثير من الطيش والمعاطب، بل هو ميزان صحة الأعمال؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالخَوَاتِيمِ» متفق عليه.
فافهم هذا أيها المصلح؛ كي لا تكون أداة في يد العدو يستعملك له وأنت لا تشعر، ويستميلك إليه باستدراجك إلى حرب غير متكافئة لتُهدي له أرواح إخوانك بلا ثمن ولا نكاية فيه، يلتهمهم ثم يستفزّك ناظرا منك أن تقدّم له مجموعة أخرى ممن ربّيت على بعض الاستقامة، فينتقم منها ويورثك حسرة وندامة، وهكذا دواليك، حتى لا يبقي لك فرصة للإعداد إلا بعثر لك ما حواليك، قال الشيخ صالح الفوزان في «الـجهاد: أنواعه وأحكامه» (ص92): «كم يقتل من المسلمين بسبب مغامرة جاهل أغضب الكفار ـ وهم أقوى منه ـ فانقضوا على المسلمين تقتيلا وتشريدا وخرابا، ولا حول ولا قوة إلا بالله! ويسمون هذه المغامرة بالجهاد!! وهذا ليس هو الجهاد؛ لأنه لم تتوفر شروطه، ولم تتحقق أركانه، فهو ليس جهادا، وإنما هو عدوان لا يأمر الله ـ عز وجل ـ به».
واعلموا أنه كما يعد الإقدام في المعركة شجاعة ونصرا، فإن الإحجام ـ عند غلبة مفسدة الإقدام ـ يعد شجـاعة ونصرا؛ فقد خلص الله موسى وهارون ـ عليهما الصلاة والسلام ـ من فرعون من غير أن يقاتلاه، بل أهلكه الله وهما هاربان منه، فسمى الله خلاصهما انتصارا مع أنهما لم يواجهاه، ولا واجهه أحد من رعيتهما، فهذا الذي يعتبره الـمتهورون ذلا ومهانة سمـاه الله انتصارا، فقال: ﴿وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُون، وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيم، وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِين﴾[الصافات:114 ـ 116]
فتأملـوا كيف سماه نجاة ونصرا على الرغم من حرصهما على ترك المواجهة! بل أكد ذلك فوصفهم بالغلبة، فلماذا لا تجنبون ـ أيها الدعاة! ـ المسلمين اليوم عدوهم وقد عرفتم ـ بفقهكم للواقع!! ـ شراسته كما عرفتم ضعف إخوانكم؟! قـال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله في «تفسير سورة الصافات» (ص267): «والتخلص من العدو يسمى نصرا وفتحا وغلبة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة مؤتة حين كانت الراية مع زيد بن حارثة، ثم كانت مع جعفر بن أبي طالب، ثم كانت مع عبد الله بن رواحة، وكلهم قتلوا رضي الله عنهم، قال: «ثم أخذها خالد ففتح الله على يديه»، وخالد رضي الله عنه لم ينتصر على الروم ولم يغلبهم ولكن نجا منهم، فسمى النبي صلى الله عليه وسلم هذه النجاة فتحا، كما سمى الله تعالى هنا نجاة موسى وهارون وقومه من فرعون أنها نصر وغلبة».
وذكر ابن النحاس في «مشارع الأشواق إلى مصارع العشاق» (2/891) رواية فيها أن خالدا رضي الله عنه انحاز بالجيش عن القتال في مؤتة، ورجح أن ذلك عد نصرة للمسلمين؛ واعتبره من جهة حفظ من بقي من المسلمين.
هذا، وقد صد النبي صلى الله عليه وسلم عام الحديبية عن البيت الحرام، وسماه الله فتحا على الرغم من أن النبي صلى الله عليه وسلم جنب المؤمنين القتال، فقال: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا﴾[الفتح:1]، وجعله سببا للنصر، فقـال: ﴿وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا﴾[الفتح:3]، ولذلك كان البراء يقول: «تعدون أنتم الفتح فتح مكة، وقد كان فتح مكة فتحا، ونحن نَعُدُّ الفتحَ بيعةَ الرضوان يوم الحديبية…» رواه البخاري (4150)، وكان الزهري يقول: «لم يكن في الإسلام فتح قبل فتح الحديبية أعظم منه»، انظر «الفتح» (7/441)، قالوا هذا مع أن ما كان في الصلح هو ظلم صريح للمسلمين؛ إذ لم يكتف المشركون بطردهم عن أوطانهم، حتى صدوهم عن مجرد زيارة خفيفة له بأداء العمرة، مع ما فيه من منع مستضعفي مكة من الالتحاق بالرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة، وإجبار المسلمين على تسليم الفارين إليهم لمشركي مكة، والله المستعان.
وما كان من نصر في مثل هذه الحالات العصيبة إنما يحصـل بسبب صبر المؤمنـين وحرصهم على الطاعة ولو كانت النفس تنزع إلى الانتقام، فإن الصبر عند العجز من أقوى جند الله ـ عز وجل ـ، قال ابن القيم في «شفاء العليل» (ص64): «وزاد عناد القوم وطغيانهم، وذلك من أكبر العون على نفوسهم، وزاد صبر المؤمنين واحتمالهم والتزامهم لحكم الله وطاعة رسوله، وذلك من أعظم أسباب نصرهم، إلى غير ذلك من الأمور التي علمها الله ولم يعلمها الصحابة، ولهذا سماه فتحا».
فهذا من استنباط هذين العظيمين: البراء رضي الله عنه والزهري رحمه الله، وذاك الذي مضى في سورة الصافات من استنباط عظيم من علماء هذه الأمة: ابن عثيمين رحمه الله، لو كان المهمومون بالجهاد يهتمون بفقه الجهاد ويعرفون للعلماء قدرهم!

(1) عددتها فوجدتها ذكرت خمسا وثلاثين مرة ومائتي مرة، عدا المحتمل منها أو المشتق منها لغير معناها.




جزاكم الله خيرًا




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




بارك الله فيك




جزاكم الله كل خير




جزى الله خيرا كل من مر من هنا و دعا لنا.
بارك الله فيكم.




|||ردد معي|||~~~|||~~~|||الله||| ~~~|||أكبر|||
|||~~~|||~~~|||~~~اللهم ارزقنا الجــــــــــــــنه امين
|||ردد معي|||سبحان|||~~~|||الله| ||~~~|||وبحمده||

بارك الله فيك في ميزان حسناتك ان شاء الله

|||ردد معي|||~~~|||~~~|||الله||| ~~~|||أكبر|||
|||~~~|||~~~|||~~~اللهم ارزقنا الجــــــــــــــنه امين
|||ردد معي|||سبحان|||~~~|||الله| ||~~~|||وبحمده||




التصنيفات
القران الكريم

آداب الأمة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لالشيخ عطية سالم رحمه الله ||-القران وعلوم

تعليمية تعليمية

آداب الأمة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لالشيخ عطية سالم رحمه الله

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } [الحجرات:1]، أي: لما تقولون ولما تتقدمون به، عليم بما تفعلون وعليم بما تقدمتم به، والله تعالى أعلم.

تأتي الآية الكريمة بعدها بأدب آخر في حق النبي صلى الله عليه وسلم، وقد نبهنا سابقاً على أن السورة في مجملها سورة الآداب آداب مع الله آداب مع رسول الله آداب مع نبي الله آداب في حضرته آداب في غيبته آداب معه كربِّ أسرة في حجراته ثم بعد ذلك آداب مع الجماعة الإسلامية، وطوائف المسلمين، ثم آداب الأفراد في حد ذاتهم على ما سيأتي بيانه إن شاء الله؛ فالآية الأولى في بيان الآداب مع الله ورسوله من حيث التشريع والاتباع.
النداء الثاني في الآية الثانية { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ } [الحجرات:2].
في الآية الأولى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ } [الحجرات:1]، فوصفه صلى الله عليه وسلم بالرسالة، وفي الآية الثانية وصفه بالنبوة: { لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ } [الحجرات:2].
والحكمة أنه في الموقف الأول عُطِف الرسول على الله سبحانه وتعالى في مجال التشريع وهو منهل واحد، لأنه لا ينطق عن الهوى وإنما يأخذ عن الله، وهذا بجانب الرسالة؛ لأنه يأتي برسالة للأمة، أما الموقف الثاني فهو النبوة، وهو تكريم لشخصه صلى الله عليه وسلم بصفته نبياً بأدبين كريمين: الأول: النهي عن رفع الصوت فوق صوت النبي حتى ولو كان بقراءة القرآن في مجلسه، أو بندائه ودعائه، بل يغض الصوت فلا يرفع صوته على صوت النبي، فلو كان يتحدث بينهم لا يكون صوت أحدهم أرفع من صوت رسول الله، وهذا غاية في الأدب؛ لأن من يرفع صوته عند غيره لا يكون مؤدياً كل واجبات الأدب بل يكون مخلاً بالأدب والاحترام، ونحن نعلم أو نرى المجالس ذات المستويات العالية فلا نجد إنساناً مهما كانت مكانته يرفع صوته على كبير المجلس، وهكذا يأمر الله سبحانه وتعالى الأمة أن تتأدب مع رسول الله في نوعية المحادثة وكيفيتها.

نوع الحديث الذي يطرق مع الرسول صلى الله عليه وسلم :

ثم يأتي الأدب الثاني: { وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ } [الحجرات:2]، يظن بعض الناس أنهما شيءٌ واحد، ولكن الحقيقة أنهما أمران مختلفان، فالأول: في رفع الصوت من حيث هو، ولو كان بتلاوة القرآن، والثاني: نوعية الحديث ما هي؟ حديث أدبي، ديني، اقتصادي، عائلي، ما هو الموضوع؟ { وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ } ، أي: لا تجعلوا أحاديثكم مع رسول الله في الأمور التي تجعلونها بين أنفسكم في خلواتكم؛ لأن الإنسان مع صديقه وزميله قد يتحدث في أمور يستحي أن يجهر بها ويعلنها عند من هم أكبر منه سناً، أو منزلة.
فمثلاً: الأولاد فيما بينهم يتحدثون في أمور بيتهم أو شخصياتهم، فإذا دخل أبوهم غيروا مجرى الحديث، لأنهم لا يريدون أن يسمع الأب ذلك الحديث.
لو كان إنسان في دور الخطوبة والزواج، وجلس مع زملائه الذين سبقوه بالزواج يتحدثون عن آداب الزواج وكيفية المعاشرة وشيء من ذلك، فإذا دخل عليهم رجل كبير ولو لم يكن أب واحد منهم غيروا مجرى الحديث؛ لأن هذا الحديث ينبغي أن يكون سراً وليس جهراً.
إذاً فالمعنى: اجعلوا حديثكم مع رسول الله على مستوى عال من مكارم أخلاق، والتعلم في الدين، والاسترشاد في أمور الدنيا، وليس مما تنزلون بمستواه إلى ما لا تحبون أن يسمعه من هو أعلى منكم سناً أو مرتبة.
ويذكر علماء التفسير أن أبا بكر رضي الله تعالى عنه كان قادماً إلى بيت رسول الله، فسمع وهو على الباب قبل أن يستأذن امرأة تشتكي من زوجها فيما يكون من شأن الفراش بين الزوجين، فنادى خالد بن سعيد أبا بكر من عند الباب: يا أبا بكر ! ألا تنهى هذه عما تجهر به عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لأن الجهر بمثل ذلك لا يليق بالمستوى، مع أنه صلى الله عليه وسلم هو المشرع وهو المرجع في كل صغيرة وكبيرة، ولكن لكل مقام مقال.
أيضاً: المرأة التي سألت رسول الله: يا رسول الله! هل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت؟ فغطت أم سلمة وجهها وقالت: فضحت النساء عند رسول الله؛ سلي بعض زوجاته تسأل لك رسول الله، أي: كيف تجاهرين بهذا مباشرة مع رسول الله؛ لأن الحديث سيأتي بصورة ذهنية عما ذكرته المرأة، فيتصور الإنسان بمخيلته امرأة في فراشها ترى ما يرى الرجل، وهذه الصورة يتأبّى عنها كل أديب وكل ذي خلق كريم، لكنها أدخلتها على ذهنه إجباراً عليه، ومن هنا قالت أم سلمة : فضحت النساء.
هل نهرها صلى الله عليه وسلم؟ لا، لأن عليه البيان، فقال: ( نعم، إن هي رأت الماء ).
هذا أمر تشريعي، أم سلمة استحت منه، ولكن لضرورة التشريع لابد منه، لكن إذا لم يكن الأمر مما يستدعي ذلك، وأرادوا الحديث فلا ينبغي هذا.
ومما جاء أيضاً: أن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: كان صلى الله عليه وسلم في حجرتي، وكان مضطجعاً وفخذه باد، فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو على حالته، ثم استأذن عمر فأذن له وهو على حالته، ثم استأذن عثمان فاعتدل وغطى فخذه وأذن له.
تقول عائشة رضي الله تعالى عنه: فلما خرجوا قلت: يا رسول الله استأذن عليك أبي فأذنت له وأنت على حالك، واستأذنك عمر فأذنت له وأنت على حالك، واستأذنك عثمان فنهضت وسترت فخذك، فلماذا؟ فقال: ( ألا أستحي ممن تستحي منه الملائكة )، هذه ناحية، الجواب الثاني وهو عملي، قال: ( إن عثمان رجل حيي وإني خشيت أن أذنت له على تلك الحال أن لا يبلغ إلي في حاجته ).
انظروا إلى هذا الحال.
الرسول مع أبي بكر و عمر لكن لما علم من عثمان شدة حيائه خشي أن يرى عثمان ذلك فلا يطلب ولا يسأل حاجته، وربما ينصرف، فقابله بما يمكن أن يكون وسيلة أو طريقة لما يصل بها عثمان إلى حاجته.
إذاً: الأقوال أو المجالس أو الأحاديث تتفاوت، ولكل مقام مقال.

لا يجوز التقدم على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم :

فالآية الثانية أدب الأمة مع رسول الله كنبي صلوات الله وسلامه عليه في شخصيته وذاته بعدم رفع الصوت، وبعدم الجهر له بالقول، وإذا كان الأمر كذلك في حياته صلوات الله وسلامه عليه؛ فإننا نأتي إلى التطبيق العملي، من إجماع المسلمين من أن الآيتين يجب تطبيقهما بعد مماته كما طبقتا في حياته صلى الله عليه وسلم.
فالآية الأولى: { لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ } [الحجرات:1]، فلا يجوز التقدم عليه بشيء، والرسول صلى الله عليه وسلم قد قال: ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما )، كذلك لا ينبغي لأحد أن يتقدم على سنة رسول الله التي هي مسطَّرة بأيدي العلماء، وموجودة في سجل السنة المشهورة عند الجميع، فلكأنه صلى الله عليه وسلم حيٌ بين أظهرنا بوجود الكتاب والسنة.
وهنا أيضاً: { لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ } [الحجرات:2]، نهى عمر رضي الله تعالى عنه عن رفع الصوت في مسجد رسول الله حتى لا يقع من يرفع صوته في نطاق الآية الكريمة، وسَمِع رجلين يتحدثان في المسجد النبوي بصوت مرتفع، فقال: عليّ بهذين، فأُتي بهما ترعد فرائصهما، فنظر إليهما فقال: أغريبان أنتما، قالا: بلى، من أهل الطائف.
قال: لو كنتما من أهل هذه البلدة لأوجعتكما ضرباً، أترفعان أصواتكما عند رسول الله؟ وهذا بعد موته صلى الله عليه وسلم.
وكان التحديث سابقاً إذا كثر الطلاب وكان الصوت محدوداً أن يُوقف رجال على منتهى الصوت فيسمعون من المحدث ما يقول ويجهرون به ويسمعون من خلفهم، وهكذا ويتم نقل الحديث عن طريق المبلغين كما كان الحال في المبلِّغة المؤذن يرفع صوته بتكبيرات الإمام لكي يُسمع من في مؤخرة المسجد، فقيل لـ مالك : اتخذ مبلغين فإن الحلقة قد زادت، ومن في آخر الحلقة لا يسمع منك؟ فقال: أخشى أن أدخل في قوله سبحانه: { لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ } [الحجرات:2]، مع أن ابن عبد البر بوب في كتابه جامع بيان العلم وفضله: جواز رفع الصوت بالعلم، وذكر قضية إسباغ الوضوء، ونداؤه صلى الله عليه وسلم بأعلى صوته، وبعض الأدلة الأخرى.
الذي يهمنا أن هاتين الآيتين محكمتين إلى اليوم، ويجب تطبيقهما عملياً، سواء من جانب الرسالة أو من جانب النبوة.
ولهذا اتفق العلماء على أن من أراد أن يسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتي إلى الحجرة الشريفة ويستقبل الوجه الكريم، وأن يسلم بصوت ليس فيه ارتفاع وليس همساً بحيث يسمع نفسه، أو يسمع من بجواره، ولا يرفع صوته على صوت رسول الله، ويقول مالك رحمه الله: من ظن أن وفاة رسول الله تنقص منه قدر شعرة فقد كفر بما أنزل على محمد لأن الله سبحانه يخبر عن الشهداء بأنهم أحياء عند ربهم يرزقون، وما الشهداء جميعاً في مشارق الأرض ومغاربها إلا حسنة من حسنات رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخبر صلى الله عليه وسلم أن الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء، وأن الأنبياء أحياء في قبورهم، ولكنهم في حياة برزخية لا يرتقي العقل إلى كيفيتها، ولا إلى إدراك كنهها، كما قال تعالى: { عِنْدَ رَبِّهِمْ } [آل عمران:169]، والذي عند ربنا ليس عندنا، ولا نستطيع أن نتصور أي شيء من ذلك.
وعليه فالآيتان محكمتان مطبقتان، ويجب الالتزام بهما إلى اليوم وإلى ما شاء الله، وبالله تعالى التوفيق.

حبوط الأعمال برفع الصوت عند النبي صلى الله عليه وسلم :

قال الله تعالى: { أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ } [الحجرات:2]، العمل لا يحبطه إلا الردة عياذاً بالله، فمن ارتد عن الإسلام حبط عمله، كما قال الله: { لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ } [الزمر:65]، وحاشاه أن يشرك، ولكن هذا خطاب للأمة في شخصيته.
فيقول العلماء: مجرد رفع الصوت عند رسول الله لا يحبط العمل، وقد كان ثابت بن قيس وهو خطيب رسول الله ثقيل السمع فكان يرفع صوته عند رسول الله، وله قصة وذلك أنه لما نزلت الآية دخل بيته وقال لزوجته: سمري علي الباب لقد كنت أرفع صوتي عند رسول الله، فقد حبط عملي وأنا من أهل النار، فافتقده رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد يومين، فسأل عنه، فقال جار له: أنا آتيك بخبره، فدخل عليه: يا ثابت أين أنت؟ قد افتقدك رسول الله، لماذا غبت عنه؟ قال: ألم تعلم ما أنزل الله في رفع الصوت عند رسول الله، وأنا رجل جهوري الصوت قد حبط عملي وأنا من أهل النار.
فعاد الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بالجواب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( بل هو من أهل الجنة ).
فلما أخبره قال: اكسر الباب، وخرج وأتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم واستشهد وكان من أهل الجنة.
فيقول العلماء: إحباط العمل بأن يرفع صوته وهو يرى أن لنفسه حقاً، أو يرى لنفسه ما يستوجب ذلك، ولربما خطر بباله شيءٌ في شخصية رسول الله بأن يرفع صوته عنده بلا مبالاة، فيكون عندها إحباط العمل.
(وأنتم لا تشعرون): بذلك لأنه أمرٌ خفي ودقيق جداً، ولهذا يقول سبحانه: { لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ } [الحجرات:2]، بما عساه أن يخطر ببال الواحد منكم في حق رسول الله.
وقد سأل رجلٌ مالكاً رحمه الله وقال: أريد أن أحرم من هذا المسجد -والرسول صلى الله عليه وسلم أحرم من ذي الحليفة- فقال له مالك : لا تفعل.
قال: لماذا؟ قال: أخشى عليك الفتنة.
قال: وأي فتنة، إنما هي خطوات أزيدها على ميقات رسول الله.
قال: أخشى أن يخطر في بالك أنك زدت خطوات لم يخطها رسول الله في إحرامه، فتظن أن إحرامك خير من إحرام رسول الله فتفتن في دينك.
وهكذا دقة الملاحظة أيها الإخوة، وبالله تعالى التوفيق.

الكتاب : تفسير سورة الحجرات
المؤلف : عطية بن محمد سالم (المتوفى : 1420
المصدر : المكتبة الشاملة
__________________

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

معنى قول في دعاء الاستفتاح- للعلامة الشيخ : عبد العزيز بن باز – رحمه ا

معنى قول ( وتعالى جدك ) في دعاء الاستفتاح

ما معنى قولنا في دعاء الاستفتاح للصلاة: (وتعالى جدك)؟

معنى ذلك: تعالى كبرياؤك وعظمتك كما قال سبحانه في سورة الجن، عن الجن أنهم قالوا: وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلا وَلَدًا[1] وفق الله الجميع.

[1] سورة الجن الآية 3.

سؤال موجه من ع . س . من الرياض في مجلس سماحته – مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الحادي عشر

منقول من هنا
http://www.ibnbaz.org.sa/mat/876


منقول للفائدة