التصنيفات
القران الكريم

كيف يجب أن نفسر القرآن للمحدث العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله

تعليمية تعليمية

كيف يجب أن نفسر القرآن للمحدث العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله

كيف يجب أن نفسر القرآن

للمحدثالعلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله-

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحد لا شريك له، وأشهد آن محمدا عبده ورسوله.
{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }
{ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا }

{ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا(70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}
أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
وبعد:
فإنه بمناسبة بعض المؤلفات التي ظهرت لا تقيم وزنا للسنة، على أنها مبينة للقرآن، أردت أن أقدم إليكم ما عندي من علم قليل حول هذه المسألة الهامة، من باب: {وتعاونوا على البر والتقوىٍ}.
كلنا يعلم ما هو معلوم من الدين بالضرورة: أن الإسلام دستوره القرآن الذي أنزله الله تبارك وتعالى على قلب محمد عليه الصلاة والسلام، وأن هذا القرآن كثير من الناس قد استقلوا في فهمه بناء على معرفتهم بشيء من اللغة العربية، بعد تحكيمهم عقولهم، إن لم نقل:
بعد تحكيمهم أهواءهم في تفسير كتاب الله تبارك وتعالى في كثير من آياته الكريمة؟ لذلك كان لزاما على كل من كان عنده شئ من العلم يبطل هذا النهج الذي ظهر، أو أظهر قرنه في هذا العصر الحاضر، بعد أن سمعنا منذ نحو نصف قرن من الزمان عن جماعة ينتسبون إلى القرآن، ويسمون أنفسهم بالقرآنيين حيث أنهم أكتفوا بادعاء أن الإسلام إنما هو القرآن فقط.
والآن فقد ظهرت دعوة جديدة تتشابه مع تلك الدعوة السابقة، وإن كانت لا تتظاهر بالاقتصار على القرآن وحده كما كانت تلك الفئة تصارح الناس بذلك، وتدعى أن الإسلام لاشيء منه سوى القرآن الكريم، ولسنا بحاجة إلى أن نثبت بطلان دعوى هؤلاء الذين يصرحون بأن الإسلام إنما هو

فقط القرآن الكريم، ولكننا نريد أن نبين أن بعض الناس ممن يتظاهرون بأنهم يدعون إلى الإسلام- كتابا وسنة- قد انحرفت بهم أهواؤهم أو عقولهم عن السنة، ووقعوا في نحو ما وقع فيه أولئك الناس من الاعتماد على القرآن فقط.
لذلك أريد أن أبين لكم خطر هذا المنهج الذي سلكه أصحاب هذه الدعوة فنحن نعلم جميعا قول ربنا تبارك وتعالى مخاطبا نبينا صلوات الله وسلامه عليه بقوله { وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم } والآيات الكثيرة التي يلهج دائما بها خطباء السنة في الأمر بالرجوع إلى الكتاب والسنة، هي أشهر من أن تذكر فلا أطيل الآن بذكرها، وإنما أدندن حول هذه الآية الكريمة التي فيها كما سمعتم قوله تبارك وتعالى { وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم }.
ففي هذه الآية الكريمة نصر صريح أن النبي صلى الله عليه وسلم انزل عليه القرآن وكلف بوظيفة البيان لهذا القرآن، هذا البيان المذكور في هذه الآية الكريمة: هو السنة المطهرة.
فمعنى هذا أن الله عز وجل لم يكل أمر فهم القرآن إلى الناس، حتى ولو كانوا عربا أقحاحا ، فكيف بهم إذا صاروا عربا أعاجم؟ فكيف بهم إذا كانوا أعاجم تعربوا؟
فهم لاشك بحاجة- لا يستغنون عنها- إلى بيان النبي صلى الله عليه وسلم لأن هذا البيان هو الوحي الثاني الذي أنزله الله تبارك وتعالى على قلب النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن حكمة الله تبارك وتعالى اقتضت أن يكون هناك وحي متلو متعبد بتلاوته ألا وهو: ا لقرآن الكريم. ووحي ليس متلوا كالقرآن، ولكنه يجب حفظه، لأنه لا سبيل إلى فهم المبين ألا وهو القرآن إلا بالمبين، أو البيان الذي كلف به عليه الصلاة والسلام.
وقد يستغرب البعض حين نقول: إنه لا يستطيع أحد أن ينفرد أو أن يستقل بفهم القرآن، ولو كان أعرب العرب، وأفهمهم، وألسنهم، وأكثرهم بيانا، ومن يكون أعرب وأفهم للغة العربية من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، الذين انزل القرآن بلغتهم؟
ومع ذلك فقد أشكلت عليهم بعض الآيات فتوجهوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسألونه عنها.
من ذلك ما أخرجه الإمام البخاري في " صحيحه " والإمام أحمد في " مسنده " عن عبدا لله بن مسعود رضي الله عنه؟ أن النبي صلى الله عليه وسلم لما تلا على أصحابه قوله تبارك وتعالى { والذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وأولئك هم المهتدون } شقت هذه الآية على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله! وآينا لم يظلم؟
وآينا لم يظلم: يعنون بذلك، أنهم فهموا الظلم في هذه الآية الكريمة أنها تعني أي ظلم كان سواء كان ظلم العبد لنفسه، أوكأن ظلم العبد
لصاحبه، أو لأهله أو نحو ذلك، فبين لهم صلى الله عليه وسلم أن الأمر ليس كما تبادر لأذهانهم، وأن

الظلم هنا: إنما هو الظلم الأكبر، وهو الإشراك بالله عز وجل. وذكرهم بقول العبد الصالح لقمان (إذ قال لابنه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ).
فهؤلاء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهم العرب الأقحاح أشكل عليهم هذا اللفظ من هذه الآية الكريمة، ولم يزل الإشكال عنهم إلا ببيان النبي صلى الله عليه وسلم .

وهذا هو الذي أشار إليه الله عز وجل في الآية السابقة (وأنزلنا إليك الذكر لتبتن للناس ما نزل إليهم ) ولذلك فيجب أن يستقر في أذهاننا، وأن نعتقد في عقائدنا أنه لا مجال لأحد أن يستقل بفهم القرآن دون الاستعانة بحديث الرسول عليه الصلاة والسلام.
فلا جرم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( تركت فيكم أمرين أو شيئين، لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما: كتاب الله، وسنتي " وفي رواية " وعترتي، ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض )[سلسلة الأحاديث الصحيحة (4/ 330)] تركت فيكم أمرين ليس أمرا واحدا، وحيين ليس وحيا واحدا، لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وسنتي.
ومفهوم هذا الحديث: أن كل طائفة تمسكوا بأحد الأمرين، فإنما هم ضالون، خارجون عن الكتاب والسنة معا، فالذي يتمسك بالقرآن فقط دون السنة شأنه شأن من يتمسك بالسنة فقط دون القرآن، كلاهما على ضلال مبين، والهدى والنور أن يتمسك بالنورين، بكتاب الله تبارك وتعالى، وبسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد بشرنا عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث الصحيح، أننا لن نضل أبدأ ما تمسكنا بكتاب ربنا، وبسنة نبينا صلى الله عليه وسلم .
ولذلك كان من أصول التفسير وقواعد علم التفسير، أنه يجب تفسير القرآن بالقرآن والسنة، وأكرر مؤكدا: يجب تفسير القرآن بالقرآن والسنة، ولا أقول كما قد تقرءون في بعض الكتب يجب تفسير القرآن بالقرآن أولاً ثم بالسنة ثانياً.
هذا خطأ شائع مع الأسف الشديد لأن السنة كما عرفتم تبين القرآن تفصل مجمله وتخصص عامه وتقيد مطلقه إلى غير ذلك من البيانات التي لا مجال للمسلم أن يستغني عن شئ منها إطلاقأ، ولذلك فلا يجوز تفسير القرآن بالقرآن فقط وإنما يجب تفسير القرآن بالقرآن والسنة معاً. فلا جرم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث السابق: ( ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ).
لذلك يجب على كل مفسر يريد أن يفسر آية من القرآن، وبخاصة إذا كانت هذه الآية تتعلق بالعقيدة، أو بالأحكام، أو بالأخلاق والسلوك ، فلا بد له من أن يجمع بين القرآن والسنة.
لماذا؟ لأنه قد تكون أية في القرآن بحاجة إلى بيان من رسول الله عليه الصلاة والسلام.
وإتماماً لهذا الموضوع لابد من التذكير بحديث معروف عند طلاب العلم ، وبخاصة الذين درس عليهم علم أصول الفقه، حيث يذكر هناك في مناسبة التحدث عن القياس وعن الاجتهاد- يذكر هناك-

حديث مروي في بعض " السنن " عن معاذ ابن جبل رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له لما أرسله إلى اليمن ( بم تحكم؟ قال بكتاب الله، قال: فإن لم تجد؟ قال : فبسنة رسول الله، قال: فإن لم تجد؟ قال أجتهد رأيي ولا آلو. قال – في الحديث-: الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يحب رسول الله صلى الله عليه و سلم.
فيجب أن نعلم أن هذا الحديث لا يصح من حيث إسناده عند علماء الحديث تنصيصا وتفريعا، وأعني بالتنصيص: أن كثيرا من علماء الحديث قد نصوا على ضعف إسناد هذا الحديث، كالإمام البخاري إمام المحدثين وغيره، وقد جاوز عددهم العشرة من أئمة الحديث قديما وحديثا، من أقدمهم الإمام البخاري فيما أذكر، ومن آخرهم الإمام ابن حجر العسقلاني، وما بينهما أئمة آخرون، كنت ذكرت أقوالهم في كتابي " سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السئ في الأمة " فمن أراد البسط والتفصيل رجع إليه ، الشاهد أن هذا الحديث لا يصح بتنصيص الأئمة على ذلك، وأيضا كما تدل على ذلك قواعدهم، حيث أن هذا الحديث مداره على رجل معروف بالجهالة، أي: ليس معروفا بالرواية، فضلا عن أن يكون معروفا بالصدق، فضلا عن أن يكون معروفا بالحفظ، كل ذلك مجهول عنه، فكان مجهول العين، كما نص على جهالته الإمام النقاد الحافظ الذهبي الدمشقي في كتابه العظيم المعروف " بميزان الاعتدال في نقد الرجال "
فهذا الحديث إذا عرفتم أنه ضعيف عند علماء الحديث تنصيصاً وتفريعاً كما ذكرنا، فيجب بهذه المناسبة أن نذكر لكم أنه منكر أيضاً من حيث متنه، وذلك يفهم من بياني السابق، لكن الأمر أوضح في هذا الحديث بطلاناً مما سبق بيانه، من وجوب الرجوع إلى السنة مع القرآن الكريم معاً.
ذلك لأنه صنف السنة بعد القرآن، وبعد السنة الرأي، فنزل منزلة السنة إلى القرآن، ومنزلة الرأي إلى السنة.
فمتى يرجع الباحث أو الفقيه إلى الرأي؟
إذا لم يجد السنة.
ومتى يرجع إلى السنة؟
إذا لم يجد القرآن.
هذا لا يستقيم إسلامياُ أبداً، ولا أحد من أئمة الحديث والفقه يجري على هذا التصنيف الذي تضمنه هذا الحديث. "بم تحكم؟ قال: بكتاب الله فان لم تجد؟ قال: فبسنة رسول الله.
وينبغي أن نقرب نكارة متن هذا الحديث ببعض الأمثلة ولو كان مثالاً واحداً حتى لا نطيل.
كلنا يعلم قول الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم (حرمت عليكم الميتة والدم ) الآية لو أن سائلاً سأل فقيهاً يمشي على التصنيف المذكور في حديث معاذ عن ميتة البحر، نظر في القرآن فوجد الجواب في

هذه الآية الصريحة(حرمت عليكم الميتة والدم ) فسيكون جوابه إذا ما اعتمد على هذه الآية: أنه يحرم أكل ميتة السمك، كذلك إذا سئل عن الكبد والطحال؟ سيقول أيضاً: حرام " لأنه معطوف على الميتة ( حرمت عليكم الميتة والدم) فالكبد والطحال دم، فإذاً سيكون حكمه بناء على اعتماده على هذه الآية الكريمة وحدها غير إسلامي؟ ذلك لأن الإسلام كما ذكرت آنفاً ليس هو القرآن فقط بل القرآن والبيان، القرآن والسنة. فماذا كان بيان الرسول عليه السلام فيما يتعلق بهذه الآية الكريمة؟
لقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد فيه كلام، ولكنه صح عن ابن عمر موقوفاً ، وكما يقول علماء الحديث: هو في حكم المرفوع؟ لأن لفظه ( اُحلت لنا ميتتان ودمان: الحوت والجراد، والكبد والطحال ) [سلسلة الأحاديث الصحيحة (1118)] كذلك بالإضافة إلى هذا الحديث ، وفيه التصريح بإباحة بعض الميتة وبعض الدم ، يوجد هناك حديث آخر صحيح رواه الإمام مسلم في " صحيحه " "أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل سرية، وأمر عليها أبا عبيدة بن الجراح، وساروا مع ساحل البحر، وكان قوتهم التمر حتى كاد أن ينفد، ولما قل التمر، كان يوزع على كل فرد تمرة تمرة، ثم بدا له من بعيد شئ عظيم على ساحل البحر، فذهبوا إليه، فإذا هو حوت ضخم عظيم جداً، فأخذوا يأكلون منه، ويتزودون منه، وكان من ضخامته أنهم نصبوا قوساً من أقواس ظهره على الأرض فمر الراكبُ من تحته وهو على جمله؟ من عظمة هذا الحوت، ألقاه البحر بقدرة الله عز وجل، وبتسييره للبحر لإطعام أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، ولما عادوا إلى النبي، سألهم هل معكم شئ منه تطعموني إياه؟
فهذا الحديث يدل على بعض ما دل عليه حديث ابن عمر الأول: أن ميتة البحر حلال.
فما موقف القرآني الذي لا يعتمد علي السنة، أو من تأثر بشبهات القرآنيين إذا ما سئل عن ميتة البحر، عن هذا الحوت وأمثاله؟ إذا اعتمد على القرآن، فسيقول: قال الله عز وجل: (حرمت عليكم الميتة ) وهذه ميتة، لكنه إذا ما رجع إلى ما في القرآن الكريم من الآيات التي تثبت أن طاعة الرسول عليه الصلاة والسلام كطاعة الله تبارك وتعالى، حينئذ يجد لزاماً عليه أن يعود أيضاً إلى السنة وأن يضمها إلى القرآن الكريم، وأن لا يفرق المسألة المتعلقة بهذه الآية الكريمة (حرمت عليكم الميتة) إلا ميتة البحر والدم، إلا الكبد والطحال، من أين أخذنا هذا الاستثناء؟ من بيان الرسول عليه الصلاة والسلام فهذا أمر مهم جداً، فالشريعة كلها قامت على ضم السنة إلى القرآن، ولذلك جاء عن الإمام الشافعي رحمه الله أنه قال:
" السنة كلها هو مما أفهمه الله تبارك وتعالى نبيه عليه الصلاة والسلام ". يعني الإمام الشافعي أن السنة الصحيحة ينطوي القرآن عليها، وأن الله عز وجل ألهم نبيه عليه الصلاة والسلام ببيان ما كان المسلمون بحاجة إلى بيانه، من الآيات الكريمة. وهذا مثال واحد وفيه كفاية إن شاء الله. فالقاعدة في

تفسير القرآن إنما هي بالرجوع إلى القرآن والسنة، ولا ينبغي أن نقول: بالرجوع إلى القرآن ثم السنة؟ لأن هذا فيه تصريح بأنها في المرتبة الثانية.
نعم. السنة من حيث ورودها هي بالمنزلة الثانية بالنسبة للقرآن الذي جاءنا متواتراً، ولكن من حيث العمل السنة كالقرآن، لا يجوز أن نفرق
بين كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ، والتفريق الذي يلاحظه بعض العلماء المتخصصين في علم الحديث هذا تفريق يتعلق بعلم الرواية، أما ما يتعلق بعلم الدراية والفقه والفهم للكتاب، فلا فرق بين كتاب الله وبين حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وهذا يجرنا إلى بحث آخر طالما تطرق له بعض المشككين في سنة النبي صلى الله عليه وسلم لجهلهم بها، وبأصولها، وتراجم رواتها، ألا وهو ما يسمى بحديث الآحاد وحديث التواتر، حديث الآحاد لا يستفيد منه إلا الأفراد والآحاد من علماء الأمة ألا وهم المتخصصون في علم الحديث والسنة، أما عامة المسلمين فلا يتسفيدون من هذا التفصيل شيئاً يذكر، بل يكون ذلك مدعاة وسبباً لتشكيكهم فيما جاءهم عن نبتهم صلى الله عليه وسلم من الأحاديث التي قد لا تتسع عقول بعض الشكاكين والربيين للإيمان بها.
الحديث: هو ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم بأي طريق يعرفه علماء الحديث، أما التفصيل فليس عامة المسلمين بحاجة إليه.
تقسيم الحديث إلى: حسن. وصحيح. حسن لذاته. حسن لغيره. صحيح لذاته. صحيح لغيره. صحيح غريب. صحيح مستفيض. صحيح مشهور. صحيح متواتر، هذا كله لأهل العلم، أما لعامة المسلمين، فحسبهم أن يعلموا من أهل العلم أن الحديث صحيح، فوجب الإيمان والتصديق به.
أما الذين يتشبثون بهذه التفاصيل التي هي تليق بأهل العلم، وليس بعامة المسلمين، فهم يتشبثون بها لحمل جماهير المسلمين على عدم الإيمان بكثير من الأحاديث الصحيحة، لماذا؟ لأنها أحاديث آحاد، ومعنى أحاديث آحاد باختصار: أنها لم تبلغ درجة التواتر.
ويعنون بالتواتر على ذلك، أن الحديث الآحاد غير متواتر لا يجوز الأخذ به فيما يتعلق بالغيبيات، وهم يعبرون عنها بالعقائد، فكل حديث يتعلق بغير الأحكام، وإنما يتعلق بالغيب إذا لم يكن متواتراً فلا يؤخذ به، هكذا زعم الذين تشبثوا بالتفصيل المذكور آنفاً، وهو تفصيل يصادف الواقع، لكن من الذي يكتشفه؟
لا يكتشفه إلا أفراد قليلون جداً في كل عصر من علماء الحديث المتخصصين.
لنضرب مثلاً من المتفق عليه عند علماء الحديث جميعاً.
إن أوضح مثال للحديث المتواتر قوله عليه الصلاة والسلام "من كذب علي متعمداً، فليبتوا مقعده من

النار" هذا حديث متواتر فعلاً، لماذا؟ لأنه وجد له من الرواة من الصحابة أكثر من مائة وهكذا دواليك [كلمة تستعمل تعيراً عن المواصلة والاستمرار] وأنت نازل، لكن من منكم الآن حصل هذه الطرق حتى يصبح الحديث عنده متواتراً؟ إذا أنا قلت لكم هذا الحديث متواتر، فقد انقطع التواتر عنكم من عندي، فيجب عليكم أن تتبعوا الأحاديث كما فعلت، وفعل غيري من قبلي، حتى يصبح الحديث عندكم متواتراً، ماذا يهمكم مثل هذا التفصيل الذي هو أشبه بالفلسفة التي لا تنفع عامة المسلمين إطلاقاً؟ فاشتراط التواتر في الحديث، هو تعطيل للحديث النبوي، ولذلك وجدنا كثيراً من الناس اليوم بعضهم متحزبون، وبعضهم قد يكونوا غير متحزبين، يردون أحاديث صحيحة بحجة أن هذا ليس في الأحكام، وإنما هو في أمور الغيب أو في العقائد، فهي أحاديث آحاد، فينبذونه نبذ النواة.
لنرجع الآن إلى العهد الأول عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، لنرى كيف كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ينقلون أحاديث الرسول إلى من بعدهم، سواء كانوا من المعاصرين للنبي صلى الله عليه وسلم ولكنهم لم يتشرفوا بصحبة النبي صلى الله عليه وسلم كاليمانيين الذين كانوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في اليمن ولم يتيسر لهم أن يفدوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأرسل إليهم معاذاً، وأرسل إليهم علياً، وأرسل إليهم أبا موسى الأشعري بفترات متفاوتة.
ماذا قال لمعاذ ابن جبل رضي الله عنه حينما أرسله داعية إلى الإسلام قال كما جاء في "الصحيحين " قال له عليه الصلاة والسلام: ( ليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله ، فإذا هم أجابوك فمرهم بالصلاة،…. إلى آخر الحديث.
الشاهد الصلاة حكم من الأحكام، ومع ذلك فقد جاء قبل ذلك أمره عليه السلام لمعاذ بأن يدعوهم إلى التوحيد، التوحيد هو أس الإسلام وهو أصل كل عقيدة في الإسلام، ترى معاذ بن جبل إذا بلغهم هذا الأمر عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا الخبر خبر متواتر أم خبر آحاد؟
لا يشك كل ذي لب وعقل أنه خبر آحاد، خبر فرد، ترى أقامت حجة الله، ثم حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم على اليمانيين الذين أرسل إليهم معاذ بدعوة التوحيد أم لم تقم؟
الذين أدخلوا فلسفة حديث الآحاد لا تثبت به عقيدة معنى كلامهم: لا تقوم حجة الله ورسوله بإرسال الرسول لصاحبه معاذ بن جبل وحده، بل كان عليه أن يرسل عدد التواتر، ولذلك فأنا قلت لبعضهم مرة- ممن يدعي أن خبر الآحاد لا تؤخذ به عقيدة- قد يذهب أحدكم- أخاطب من لا يحتج بحديث الآحاد- قد يذهب أحدكم إلى بلاد من بلاد الكفر يدعوهم إلى الإسلام، ومما لاشك فيه أنه سيدعوهم أول ما يدعوهم إلى العقيدة، وأول عقيدة في الإسلام: هي شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله. لكن هذا الحزب الذي أشير إليه قد وضع له رئيسه فصلاً في كتاب له يسمى هذا الفصل " بطريق الإيمان " وهذا الطريق هو الذي يسلكونه في الدعوة، دعوة المسلمين في بلاد

الإسلام، ودعوة الكفار في بلاد الكفر والطغيان.
قلت: فإذا ذهب أحدكم يقرر عليهم طريق الإيمان، وفي هذا الطريق يأتي في آخره: حديث الآحاد لا تثبت به عقيدة، وكان الناس مجتمعين يسمعون المحاضرة تلو المحاضرة، إلى أن انتهى من بيان طريق الإيمان،
ومنه: أن حديث الآحاد لا تثبت به عقيدة، فقام أحد الذين تتبعوا محاضرات الرجل.
فقال له: يا أستاذ. يا فضيلة الشيخ. أنت الآن تعلمنا عقيدة الإسلام، وتذكر فيما ذكرت أن العقيدة لا تثبت بخبر الآحاد، فأنت واحد من هؤلاء المسلمين الذين جئت من عندهم، لتعرفنا بعقيدة الإسلام، هذا على منهجك الذي علمتنا إياه، لا تقوم حجة الله علينا لأنك فرد واحد ، فعليك أن تعود إلى بلادك، وأن تجلب عدد التواتر ليشهدوا معك علي أن هذا هو الإسلام، فهل هذا هو الإسلام؟
وأين أنتم من حديث الرسول عليه السلام الذي ذكرناه آنفاً حينما أرسل معاذاً، وأرسل علياً، وأرسل أبا موسى، أفراداً يعلمون الناس الإسلام ، فمن هنا تعلمون أن هذه العقيدة دخيلة في الإسلام، لا يعرفها السلف الصالح؟ تقسيم الحديث إلى متواتر وآحاد.
حسبكم أن يصلكم الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم صحيحاً بشهادة أهل التصحيح، وليس بشهادة العقول المأفونة، العقول التي لم تتطهر بفقه الكتاب والسنة معاً.
إذاً يجب تفسير القرآن بسنة الرسول عليه الصلاة والسلام، ولو كانت ليست متواترة، وإنما هي آحاد هذا هو الطريق الذي يجب علينا أن نسلكه دائماً في تفسيرنا لكتاب الله تبارك وتعالى، إيماناً بقوله عز وجل (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً) هذا هو المنهج الذي يجب أن نسلكه في تفسير القرآن.
ولكن من الملاحظ أن هناك بعض الآيات لا نجد فيها حديثاً يفسر لنا القرآن الكريم، فما هو الطريق المكمل للمنهج الأول؟
الجواب: كما هو معروف عند أهل العلم، أنه يجب إذا لم نجد في السنة ما يفسر القرآن، نعود بعد ذلك إلى تفسير سلفنا الصالح، وعلى رأسهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وفي مقدمتهم: عبدا لله بن مسعود رضي الله عنه، لقدم صحبته للنبي صلى الله عليه وسلم من جهة، ولعنايته بسؤاله عن القرآن، وفهمه وتفسيره من جهة أخرى، ثم: عبدا لله بن عباس رضي الله عنه، فقد قال ابن مسعود فيه " إنه ترجمان القرآن " وهذه شهادة من ابن مسعود لابن عباس، بأنه: ترجمان القرآن.
على هذا إذا لم نجد بياناً في السنة للكتاب، نزلنا درجة إلى الأصحاب، وأولهم ابن مسعود، وثانيهم ابن عباس، ثم من بعدهم أي صحابي ثبت عنه تفسير آية، ولم يكن هناك خلاف بين الصحابة، نتلقى

حين ذلك التفسير بالرضى والتسليم والقبول، وإن لم يوجد وجب علينا أن نأخذ عن التابعين الذين عنوا بتلقي التفسير من أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام، كسعيد بن جبير، وطاووس، ونحوهم ممن اشتهروا بتلقي تفسير القرآن عن بعض أصحاب الرسول عليه السلام، وبخاصة ابن عباس كما ذكرنا.
هناك بعض الآيات تفسر بالرأي، ولم يأت في ذلك بيان عن النبي صلى الله عليه وسلم مباشرة، فيستقل بعض المتأخرين في تفسيرها تطبيقاً للآية على المذهب ، وهذه مسألة خطيرة جداً، حيث تفسر الآيات تأييداً للمذهب وعلماء التفسير فسروها على غير ما فسرها أهل ذلك، المذهب يمكن أن نستحضر على ذلك مثالاً:
قوله تبارك وتعالى في سورة المزمل (فاقرءوا ما تيسر من القرآن ) فسرته بعض المذاهب بالتلاوة نفسها: أي الواجب من القرآن في كل الصلوات ، إنما هو آية طويلة أو ثلاث آيات قصيرة، قالوا هذا مع ورود الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب " وفي الحديث الآخر "من لم يقرأ بفاتحة الكتاب، فصلاته خداج، فصلاته خداج، فصلاته خداج، غير تمام " ردت دلالة هذين الحديثين بالتفسير للآية، السابقة بدعوى أنها أطلقت القراءة، فقالت الآية (فاقرءوا ما تيسر من القرآن ) فقال بعض المتأخرين من المذهبيين لا يجوز تفسير القرآن إلا بالسنة المتواترة، أي لا يجوز تفسير المتواتر إلا بالمتواتر، فردوا الحديثين السابقين اعتمادا منهم على فهمهم للآية على ما يبدو للقارئ لها أول وهلة ( فاقرءوا ما تيسر من القرآن ) لكن العلماء بينوا- كل علماء التفسير لا فرق بين من تقدم منهم ومن تأخر- أن المقصود بالآية الكريمة (فاقرءوا أي: فصلوا ما تيسر لكم من صلاة الليل؟ لأن الله عز وجل ذكر هذه الآية بمناسبة قوله تبارك وتعالى في سورة المزمل ( إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك و الله يقدر الليل والنهار) إلى أن قال (فاقرءوا ما تيسر من القرآن ) أي: فصلوا ما تيسر لكم من صلاة الليل، فليست الآية متعلقة بما يجب أن يقرأ الإنسان في صلاة الليل بخاصة، وإنما يسر الله عز وجل للمسلمين أن يصلوا ما تيسر لهم من صلاة الليل، فلا يجب عليهم أن يصلوا ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي كما تعلمون إحدى عشرة ركعة.
هذا هو معنى الآية، وهذا في الأسلوب العربي من إطلاق الجزء وإرادة الكل، فاقرءوا: أي فصلوا، الصلاة: هي الكل، والقراءة: هو الجزء.
ويقول أهل العلم باللغة العربية: إن هذا الأسلوب العربي إذا أطلق الجزء وأراد الكل، فهذا من باب بيان أهمية هذا الجزء في ذلك الكل، وذلك كقوله تبارك وتعالى في الآية الأخرى (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر) وقرآن الفجر أقم أيضاً، قرآن الفجر: أي صلاة الفجر، فأطلق

أيضاً هنا الجزء وأراد الكل، هذا أسلوب في اللغة العربية معروف، ولذلك فهذه الآية بعد أن ظهر تفسيرها من علماء التفسير دون خلاف بين سلفهم وخلفهم، لم يجز رد الحديث الأول والثاني بدعوى أنه حديث آحاد، لا يجوز تفسير القرآن بحديث الآحاد
؟ لأن الآية المذكورة فسرت بأقوال العلماء العارفين بلغة القرآن أولاً. ولأن حديث النبي صلى الله عليه وسلم لا يخالف القرآن، بل يفسره ويوضحه كما ذكرنا في مطلع هذه الكلمة، فكيف والآية ليس لها علاقة بموضوع ما يجب أن يقرأه المسلم في الصلاة، سواء كانت فريضة أو نافلة؟
أما الحديثان المذكوران آنفاً فموضوعهما صريح بأن صلاة المصلي لا تصح إلا بقراءة الفاتحة "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب " "من لم يقرأ بفاتحة الكتاب فصلاته خداج، فصلاته خداج، فصلاته خداج، غير تمام " أي هي ناقصة، ومن انصرف من صلاته وهي ناقصة فما صلى، وتكون صلاته حينئذ باطلة كما هو ظاهر الحديث الأول " لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ".
إذا تبينت لنا هذه الحقيقة حينئذ نطمئن إلى الأحاديث التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم مروية في كتب السنة أولاً، ثم بالأسانيد الصحيحة ثانياً، ولا نشك ولا نرتاب فيها بفلسفة الأحاديث التي نسمعها في هذا العصر الحاضر، وهي التي تقول: لا نعبأ بأحاديث الآحاد مادامت لم ترد في الأحكام، وإنما هي في العقائد، والعقائد لا تقوم على أحاديث الآحاد. هكذا زعموا، فقد عرفتم أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل معاذاً يدعوهم إلى عقيدة أولى ألا وهي التوحيد، وهو شخص واحد.
وبهذا القدر كفاية في هذه الكلمة التي أردت بيانها، وهي تتعلق بكيف يجب علينا أن نفسر القرآن الكريم؟.

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




بارك الله فيك




جزيت خيرا وبارك الله فيك




جزاك الله كل خير ع الطرح الموضوع القيم




التصنيفات
اسلاميات عامة

الشيخ العبيكان . في بيان حول الأحداث الأخيرة

تعليمية تعليمية

بيان حول محاولة اغتيال الأمير محمد بن نايف

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.. أما بعد :
فقد آلمنا كثيراً كما آلم كل مسلم غيور على دينه وعقيدته ومنهجه ما حصل من حادث أليم تعرض له صاحب السمو الملكي الأمير : محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية من محاولة اغتيال , حيث قام أحد الإرهابيين الغلاة بتفجير نفسه أمام سموه قاصداً بذلك قتل سموه مع نفسه , وهذا الفعل الآثم وفي الشهر الكريم من الجرائم الكبيرة والذنوب العظيمة , حيث تضمنت هذه العملية الإجرامية عدة محرمات :
أولها: محاولة قتل مسلم معصوم الدم ؛بل ومن ولاة الأمر الذين يجب احترامهم وطاعتهم امتثال لأمر الله ورسول صلى الله عليه وسلم , قال تعالى : (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) النساء:93 .
ثانيها : عدم احترام الزمان الفاضل , وهو شهر رمضان الكريم ؛فقد قرر جمع من أهل التحقيق ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – أن الحسنات والسيئات تضاعف في الزمان والمكان الفاضلين .
ثالثها : قيام المجرم بقتل نفسه في عملية انتحارية وهو محرم بنص الكتاب والسنة وفتاوى علماء الإسلام المعتبرين , وقد بينت الأدلة وأقوال العلماء في رسالتي المطبوعة والمنشورة في موقعي الموسومة بتأملات في قوله عز وجل : ( ولا تقتلوا أنفسكم ).
رابعها : الغدر والخيانة لمن استأمنه وأدخله منزله , وهو مما عظم أمره الشارع الحكيم , وتأباه نفوس أهل الشهامة والمروءة ؛ فقد حذر صلى الله عليه وسلم من الغدر حتى في الجهاد , وقال صلى الله عليه وسلم : « لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يُنْصَبُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُعْرَفُ بِهِ » رواه البخاري ومسلم .
ولا يستغرب هذا العمل المشين من فئة ضالة استهدفت هذه البلاد المباركة , وحكامها الذين يرفعون لواء التوحيد , ويطبقون الشريعة ,ويقيمون الحدود , ويخدمون الحرمين الشريفين ؛ فأكثر من عانى من شرور هذه الفئة هم أهل التوحيد والدعاة إلى المنهج الصحيح . والله أسأل أن يحفظ بلادنا , وجميع بلدان المسلمين من كل مفسد وضال , وأن يحفظ ولاة أمرنا , وأن يوفقهم إلى كل خير..

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه..
أملاه الفقير إلى ربه المنان
عبدالمحسن بن ناصر العبيكان
المصدر:
www.al-obeikan.com

منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




بارك الله فيك على الموضوع

ونصر الله بلاد الحرمين المملكة العربية السعودية بلاد التوحيد والموحدين




التصنيفات
اسلاميات عامة

نصيحة الشيخ ربيع ابن هادي للامة الجزائرية

نصيحة إلى الأمة الجزائرية شعباً وحكومة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه

.
أما بعد – فهذه نصيحة أقدمها لإخواننا في الجزائر أرجو أن تحظى من الكل بالحفاوة والقبول سواء الحكومة والشعب لأنه لاغرض من ورائها إلا مرضاة الله وإلا مصلحة هذا الشعب الذي تربطنا به أقوى رابطة وهي الإسلام .
أولا – أوصيهم بتقوى الله عز وجل وهي وصية الله إلى الأولين والآخرين وهي وصية جميع الأنبياء والمرسلين والمصلحين فلا خير في فرد ولا في أمة فقدت هذه الصفة العظيمة ولاسعادة في الدنيا والآخرة ولا كرامة لمن حرمها ولا ترابط ولا تآخي ولا تكاتف ولا تعاون صادق ولا سعادة ولا راحة نفسية لأمة تجردت منها .
بل لا ترى إلا العداوة والبغضاء وسيطرة الأحقاد والأهواء والتعطش إلى هتك الأعراض وسفك الدماء .
ثانيا- أوصي نفسي وإياهم بالاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والتمسك بهما والعض عليهما بالنواجذ وجعلهما المرجع الأول والأخير في كل الشئون الدينية والدنيوية والعقائدية والتشريعية والسياسية والأخلاقية.
وإقامة الدراسة الشاملة عليهما في كل المدارس من المراحل الابتدائية إلى نهاية الدراسات الجامعية في العقائد والفقه والسياسة وفي الشئون العسكرية يتعاون على ذلك الحكومة والشعب بصدق وإخلاص لله وانطلاقا من الرضى بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا .

وأن يكون مرجع الكل كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في حال الوفاق والخلاف ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا ) .
ثالثا- إنني وكل مسلم صادق يريد للإسلام والمسلمين خيرا نناشد إخواننا المقاتلين أن يضعوا السلاح وأن يبادروا إلى إطفاء نار الفتن والحرب التي لم تفد هذا الشعب ولا الإسلام ولا المسلمين وإنما أنزلت بهم أشد الأضرار .
بل شوهت الإسلام والمسلمين وأفسدت النفوس والأخلاق .
وأرجو من الأطراف كلها حكومة وشعبا وعلماء ومفكرين أن يشمروا عن ساعد الجد في إطفائها .
وإحلال العقيدة الصحيحة والأخلاق العالية ومنها التآخي في الله والتعاطف والتراحم بدل الأهواء والأغراض والأحقاد الظاهرة والدفينة .
وإظهار الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم في أجلى وأحلى صوره وواقعه : عقيدة وأخلاقا ومنهجا .
وأكرر رجائي أنا وعلماء الإسلام وكل المسلمين إلى إخواننا في الجزائر حكومة وشعبا أن يحققوا هذه المطالب الغالية التي ترفع رأس الإسلام والمسلمين .
ومنها إطفاء نيران الحرب التي أنهكت هذا الشعب الأبي دينا ودنيا في الأعراض والأموال .
وأرجو من الأطراف كلها الاستفادة من مشروع الصلح الذي بذلته الحكومة الجزائرية والحذر من تضييع الفرصة التي تحقن الدماء وتصون الأعراض وتطفئ نار الفتنة .
وأكرر مناشدتي والمسلمين لإخواننا المقاتلين إننا نناشدهم بالله أن يبادروا بوضع السلاح وبإطفاء نار الحرب والفتنة .
وأن يسهموا في بناء الجزائر دينيا ودنيويا على أساس الوحي الذي جاء به خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم .
وعلى أساس الحكمة والتزكية التي جاء بهما محمد صلى الله عليه وسلم .
ولقد بلغني ممن أثق به أن في أعضاء الحكومة الكثيرين ممن يريدون تطبيق شرائع الإسلام ، فساعدوهم في تذليل العقبات وفي تهيئة الجو الذي يساعدهم على تحقيق ما يريدونه من تطبيق هذه الشريعة الغراء تعليما وتربية وحكما.
وأناشد الحكومة والشعب الجزائري الأبي القيام بهذا الإنجاز العظيم المفروض عليهم وعلى جميع المسلمين .
حقق الله الآمال ووفق الجميع لتصديق الأقوال بالفعال إن ربنا لسميع الدعاء وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

كتبهربيع بن هادي عمير المدخلي
14/1/1422




بـــــــــــــــــارك الله فيـــــــــــك




وفيكم بارك الله شكرا على المرور




شكرا وبارك الله فيك على الموضوع القيم
جزاك الله كل خير
تحياتي الخالصة

أخوك يحيى




التصنيفات
اسلاميات عامة

نصيحة غالية من الشيخ ربيع حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم

ونحن نعيش من سنوات مع أناس يلبسون لباس السلفية وهم أكذب وأفجر من أهل البدع والعياذ بالله! للشيخ ربيع حفظه الله

((والذين إذا ذكرّوا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا )) [ الفرقان : 73 ] .

الكافر والمغرق في البدع والهوى يسمع آيات الله تتلى عليه فيصر مستكبرا كأن لم يسمعها الكافر كافر إلا من أراد الله له الهداية ، والمبتدع قد يقع في هذا البلاء فتتلو عليه الآيات والأحاديث وكلام العلماء الراسخين فيعاند ويكابر ، أصم أبكم كأنه لم يسمع وكأنه لم يبصر سلبت منه هذه الحواس ؛ حواس الإدراك ، فلا يفقه ، ولا يقبل النصيحة والموعظة بخلاف عباد الرحمن الذين وصفهم الله في آيات كثيرة ومنها قوله تبارك وتعالى : (( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم )) [ الأنفال : 2 ـ 4 ] .
فهذه أيضا من صفات عباد الرحمن ؛ المؤمنون الكاملوا الإيمان إذا تليت عليهم آيات الله زادتهم إيمانا ، لا يخرّون عليها صما وعميانا كما يفعله الكفار الأجلاف وأهل البدع الأجلاف أيضا ؛ كثير من أهل البدع تقرأ عليهم الآيات في أبواب التوحيد وأبواب الأحكام والحلال والحرام التي يقعون في مخالفتها ، وآيات الوعيد فلا يرفعون بذلك رأسا ولا يستفيدون ، ولو كان أهل البدع ممن إذا ذكّر بآيات الله يتذكر ويتّعظ ويزداد إيمانا لما بقيت هذه البدع ولما بقي عليها أهلها قرونا متطاولة .
فالمعتزلي مستمر على اعتزاله ، والرافضي مستمر على رفضه ، والخارجي مستمر على خارجيته ، والصوفي الغالي مستمر في غلوه ، وقد يشتركون في كثير من الضلالات ، والمرجىء على إرجائه وكل قبوري على قبوريته .
تقرأ عليهم الآيات وتتلى عليهم الأحاديث وتبين لهم أقوال العلماء فيستمرون على بدعهم ، ما السر ؟! إنهم يمرون عليها صما وعميانا ، ليسوا من نوعية عباد الرحمن الذين إذا ذكّروا يتذكرون ، وإذا وعظوا يتّعظون ، وإذا تليت عليهم آيات الله زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون ، ويعملون سائر الأعمال الصالحة التي ذكرت في هذه الآيات من سورة الأنفال ، والتي ذكرت في كثير من آيات القرآن الكريم ومنها هذه الآيات التي نتحدث عنها الآن من سورة الفرقان .
فاحرصوا على أن تستسلموا وتنقادوا وتتصفوا بصفات المؤمنين ، وصفات عباد الرحمن فإذا كنت على خطأ فارجع ، وإذا كنت على صواب فازدد إيمانا (( وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا )) وإياك ثم وإياك أن تتشبه بالكافرين الجاحدين ، أو بالمبتدعين الضالين المعاندين ، اتصف بصفات المؤمنين .
والله إن بعض السلفيين أو المتسلفين ينحرف في جزئية أو كلية ثم تتلى عليه الآيات والأحاديث وأقوال العلماء فلا يرجع ، فيصبح أسوأ من أهل البدع ، يصبح أسوأ وأفجر وأخبث من أهل البدع ؛ لأن فيه شبها بالمرتدين ، المرتد عرف الإسلام وعرف الحق ثم انحرف عن الإسلام وارتد عنه ، فهو أقبح وأخبث من الكافرالأصلي ، وهذا الذي كان سلفيا ثم انحرف يكون أقبح من المبتدع الأصيل ، وأشد عنادا ويدخل في الكذب والبهتان في محاربة الحق وأهله! !
ونحن نعيش من سنوات مع أناس يلبسون لباس السلفية وهم أكذب وأفجر من أهل البدع والعياذ بالله ! ويقعون في كذب يخجل منه اليهود والنصارى ؛ فيهم شبه بالمرتدين الذين عرفوا الحق ونابذوه وحاربوا أهله ، وأخشى أن بعضهم يقع في الردة والعياذ بالله ، لأنه عرف الحق وحاربه وأبغضه ـ والعياذ بالله ـ وأبغض أهله وحاربهم ، فهذا الآن يجري في أناس يرفعون عقيرتهم بأنهم من السلف وهم أسوأ من الخلف ، وأحطّ أخلاقا ، فاحذروا هذه الأصناف وحذّروا منها . تنصحه بالرجوع إلى الحق وتأتي له بأقوال العلماء وأحكامهم المعضّدة بالأدلة والبراهين ، فيطعنون فيهم ويسقطونهم ، يسقط الحق وأهله ، ويسقط الأدلة والبراهين ويتشبث بأباطيله . فاحذروا من هؤلاء أشد مما تحذرون من أهل البدع ، وحذّروا منهم فإنهم قد سلكوا أنفسهم في شرّ أنواع أهل البدع ـ والعياذ بالله ـ .
ونحن نسأل ونطلب من المخدوعين بهذه الأصناف الرديئة أن يتقوا الله في أنفسهم ويتحلوا بأخلاق المؤمنين وأخلاق عباد الرحمن ؛ فلا يصيرون عن الحق صما وعميانا : (( صم بكم عمي فهم لا يعقلون )) [ البقرة : 171 ] .
فهؤلاء المخدوعون مقلّدون تقليدا أعمى ، تقليدا مذموما قبيحا جدا ، لا يعذّرون فيه ؛ لأنهم يسمعون الحق وأدلته وبراهينه ، فيستمرون في هذا التقليد الباطل الذي يشبه تقليد الكفار ، هؤلاء يقولون يوم القيامة : (( ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلّونا السبيلا ربنا ءاتهم ضعفين من العذاب وألعنهم لعنا كبيرا )) [ الأحزاب : 67 ـ 68 ] وآيات كثيرة وأحاديث في ذمّ هذا التقليد الخبيث .
هناك تقليد يعذر فيه الجاهل ؛ يريد الحق فلا يعرفه فيقلد عالما تقيا صالحا مستقيما ؛ لا يقلّد الفجار ، تقليد الفجار لا عذر فيه ، وإنما تبحث عن العالم التقي النزيه وأنت جاهل فتسأله امتثالا لقول الله تبارك وتعالى : (( فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) [ النحل : 43 ] . فهو حريص على الحق ويتحرّى المسؤولين ؛ من يسأل ؟ لا يسأل رافضيا ، ولا خارجيا ، ولا فاجرا ، ولا ، ولا ، يذهب إلى العالم بالذكر بكتاب الله وسنة رسول الله فيسأله ؛ لأنه يريد الحق فيجيبه العالم آخذا العالم آخذا حجته من كتاب الله ومن سنة الرسول عليه الصلاة والسلام ، أو يجتهد في المسألة حسب طاقته هذا يعذر .
أما الذي يتبع هواه ويقلّد من يوافق هواه فهذا ليس بمعذور .
فهذا من صفات عباد الرحمن أنهم إذا ذكّروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا بل يتقبلونها ويبكون عندها وتقشعّر جلودهم عند ذكرها ، وتطمئن قلوبهم بذكرها : (( ألا بذكر الله تطمئن القلوب )) [ الرعد : 28 ] .
تنشرح الصدور ، وتطمئن القلوب وتقشعر الجلود (( ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله )) [ الزمر : 23 ] . فكونوا من هذه الأنماط الكريمة الرفيعة ؛ لأن الله أكرمك بالإسلام ، فكن كريما وفي أخلاقك مع الناس كريما ، وفي أخلاقك مع رب العالمين أكرم وأكرم ، وأطوع لله سبحانه وتعالى ، وأكثر إنقيادا له سبحانه وتعالى .
فمن صفات الكافرين وأهل البدع المعاندين الذين يسمعون الآيات والأحاديث والمواعظ والزواجر فيخرّون عليها صمّا وعميانا ـ والعياذ بالله ـ .

المصدر :
مجالس تذكيرية في تفسيرآيات قرآنية لفضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله ( ص 76 ) .

-منقول من مدونة التصفية والتربية-




التصنيفات
اسلاميات عامة

دليل الزوجة الصالحة في بيتها / لفضيلة الشيخ صالح الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم

دليل الزوجة الصالحة في بيتها / لفضيلة الشيخ صالح الفوزان -حفظه الله-

من كتاب : (( دور المرأة في تربية الأسرة ))

أولاً : عبادة الله

لأن ذلك هو الغاية من وجود الإنسان ككل وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ .

لذا نجد التوجيه الإلهي لأمهات المؤمنين لما أمرن بالقرار في البيوت ، قال الله تعالى : وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ .

ومفهوم العبادة وإن كان أوسع من أداء الشعائر التعبدية ، لكنها جزء كبير من العبادة ، وأداء العبادة هو أكبر معين للمرأة على أداء دورها بإتقان في المرأة فالمرأة الصالحة هي التي تؤدي دورها على الوجه المطلوب ، كما أن ذلك هو أساس التربية الصالحة بالقدوة ، حيث إن قيام المرأة بأداء العبادة بخشوع وطمأنينة له أكبر الأثر على من في البيت من الأطفال وغيرهم ، فحينما تحسن المرأة الوضوء ، ثم تقف أمام ربها خاشعة خاضعة ستربى في الأطفال هذه المعاني بالقدوة إضافة للبيان والتوجيه بالكلام .

وهذا الجانب وإن كان معلومًا لكن لا بد أن تتضح أهدافه وغاياته وأثره ويُفهم بعيدًا عن الروتين القاتل للمعاني السامية .

ثانيًا :المرأة في البيت سكن واستقرار للزوج والبيت

قال تعالى :وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ . [الروم:21]
التعبير بـ " سكن " وما يحمله من معنى . إن كلمة " سكن " تحمل معنى عظيمًا للاستقرار والراحة والطمأنينة في البيت ، ولو حاولنا أن نوجد لفظًا يعبر عما تحمله ما استطعنا ولن نستطيع ، ذلك كلام رب العالمين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه . فالمرأة سكن للزوج ، سكن للبيت . ثم وصف العلاقة بأنها " مودة ورحمة " .

وقال : هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا [الأعراف:189]، أي يأنس بها ويأوي إليها ، ولنفهم سر التعبير " إليها " في الآيتين حيث أعاد السكن إلى المرأة فهي مكانه وموطنه ، فالزوج يسكن إليها ، والبيت بمن فيه يسكن إليها لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا ولا تكون المرأة سكنًا لزوجها حتى تفهم حقه ومكانته ، ثم تقوم بحقوقه عليها طائعة لربها فرحة راضية .

لذا يحرص الإسلام على تقرير مكانة الزوج لأنها الأساس ، يقول الرسول – صلى الله عليه وسلم – :لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها[ أخرجه الترمذي في أبواب الرضاع ، باب في حق الزوج على المرأة ، وابن ماجه في كتابه النكاح ، باب حق الزوج على المرأة ، والحديث صحيح انظر صحيح الترمذي حديث رقم 926 ] .

بل الإشعار بمكانته حتى بعد وفاته لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم والآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث إلا على زوج فإنها تحد عليه أربعة أشهر وعشرًا … [ أخرجه البخاري في كتاب الجنائز ، باب حد المرأة على غير زوجها ، ومسلم في كتاب الطلاق ، باب وجوب الإحداد في عدة الوفاة ] .

وليفهم أن الإحداد أمر زائد على العدة ، ففيه إشعار بحق الزوج على الزوجة ، وقد شرع في الإسلام أحكام تكفل أداء حقوق الزوج ، ومن ثم يكون البيت سكنًا ويصبح بيئة صالحة .

على أن هذه الأحكام والتشريعات ليست خاصة بالمرأة بل هي على الزوجين ، لكن دور المرأة فيها أكبر لأنها العمود كما ذكرنا ، وحيث مجال حديثنا عن المرأة وعن دورها في تربية الأسرة ، لا بد من الإشارة لبعض المسئوليات والوسائل اللازمة لها التي تجعل البيت سكنًا كما أراد الله ، ومنها :

1 – الطاعة التامة للزوج فيما لا معصية فيه لله :

هذه الطاعة هي أساس الاستقرار ، لأن القوامة للرجل الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ فلا نتصور قوامة بدون طاعة … والبيت مدرسة أو إدارة ، فلو أن مديرًا في مؤسسة أو مدرسة لديه موظفون لا يطيعونه ، هل يمكن أن يسير العمل ، فالبيت كذلك ، إن طاعة الزوج واجب شرعي تثاب المرأة على فعله ، بل نجد طاعة الزوج مقدمة على عبادة النفل ، قال – صلى الله عليه وسلم – : لا تصوم المرأة وبعلها شاهد إلا بإذنه متفق عليه[ البخاري في كتاب النكاح ، باب صوم المرأة بإذن زوجها تطوعًا ، ومسلم في كتاب الزكاة ، باب ما أنفق العبد من مال مولاه ] . وفيه إشارة إلى أهمية طاعة الزوج حتى قدمت على عبادة صيام النفل .

2 – القيام بأعمال البيت التي هي قوام حياة الأسرة من طبخ ونظافة وغسيل وغير ذلك :

وحتى يؤدي هذا العمل ثمرته لابد أن يكون بإتقان جيد ، وبراحة نفس ورضى وشعور بأن ذلك عبادة .

وإليك أيها الأخت نماذج من السيرة ومن سلف هذه الأمة: أخرج الإمام أحمد بسنده عن ابن أعبد قال : قال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه :ألا أخبرك عني وعن فاطمة رضي الله عنها كانت ابنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وكانت من أكرم أهله عليه ، وكانت زوجتي ، فجرَّت بالرحى حتى أثَّر الرحى بيدها ، وأسقت بالقربة حتى أثرت القربة بنحرها وقمَّت البيت حتى اغبرت ثيابها ، وأوقدت تحت القدر حتى دنست ثيابها ، فأصابها من ذلك ضرر ، فقدم على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بسبي أو خدم ، قال : فقلت لها : انطلقي إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فاسأليه خادمًا يقيك حر ما أنت فيه ، فانطلقت إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فوجدت عنده خدمًا أو خدامًا فرجعت ولم تسأله فذكر الحديث فقال : ألا أدلكِ على ما هو خير لكِ من خادم ؟ إذا أويتِ إلى فراشكِ سبحي ثلاثًا وثلاثين واحمدي ثلاثًا وثلاثين وكبري أربعًا وثلاثين فأخرجت رأسها فقالت : رضيت عن الله ورسوله مرتين . . [ مسند الإمام أحمد 1 / 153 ، وهو في البخاري أخصر من هذا في كتاب فرض الخمس ، باب الدليل على أن الخمس لنوائب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – والمساكين . وفي مسلم كتاب الذكر والدعاء ، باب التسبيح أول النهار وعند النوم ، وأبو داود في أبواب النوم باب في التسبيح عند النوم ، والترمذي في أبواب الدعوات باب في التسبيح والتكبير والتحميد عند المنام ] . فلم ينكر قيامها بهذا المجهود ، ومن هي في فضلها وشرفها ، بل أقرها وأرشدها إلى عبادة تستعين بها على ذلك ، وأن ذلك خير لها من خادم .

روى ابن إسحاق بسنده عن أسماء بنت عميس قالت : لما أصيب جعفر وأصحابه دخل عليَّ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقد دبغت أربعين منا ، وعجنت عجيني وغسلت بنيّ ودهنتهم ونظفتهم . قالت : فقال لي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ( ائتيني ببني جعفر ) قالت : فأتيته بهم ، فتشممهم وذرفت عيناه ، فقلت : يا رسول الله بأبي أنت وأمي ، ما يبكيك ؟ أبلغك عن جعفر وأصحابه شيء ؟ قال : ( نعم ، أصيبوا هذا اليوم ) …الحديث [ سيرة ابن هشام 3 / 380 ] .

3 – استجابتها لزوجها فيما أحل الله له :

قال – صلى الله عليه وسلم – :إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح [ البخاري ، كتاب بدء الخلق ، باب إذا قال أحدكم " آمين " . ومسلم ، كتاب النكاح ، باب تحريم امتناعها من فراش زوجها ] . بل الأولى في حقها أن تتقرب إليه دون الطلب ، وأن تتهيأ لذلك وتتجمل . وإنه لمن المؤسف أن بعض النساء تتجمل لخروجها – وقد نُهيت عن ذلك – أكثر مما تتجمل لزوجها – وقد أُمرت به – وكل ذلك يدل على جهل بالمسؤولية ، أو عدم اتباع لشرع الله .

إن لقيام المرأة بهذا الأمر ، وحسن الأخذ به أثرًا كبيرًا على استقرار البيت ، حيث عفة الزوج ورضاه بما عنده وعدم شعوره بالإحباط والحرمان ، ومن ثم الاستقرار النفسي .

ما أكثر الرجال الذين يعيشون حياة غير مستقرة بسبب شعورهم بالحرمان ، لأن المرأة لم تعر هذا الجانب اهتمامًا ، أو لم تعرف كيف تقوم به حق القيام ، فلتدرك المرأة دورها في ذلك ، ثم لتفكر وتبحث كيف تؤديه .

4- حفظ سره وعرضه :

فلا تتعرض للفتنة ولا للتبرج ، ولا تتساهل في التعرض للرجال في باب المنزل أو النافذة أو خارج البيت ، ولتكن محتشمة عند خروجها .

قال – صلى الله عليه وسلم – : فأما حقكم على نسائكم فلا يوطين فرشكم من تكرهون ولا يأذنَّ في بيوتكم لمن تكرهون [ بهذا اللفظ أخرجه الترمذي في أبواب الرضاع ، باب ما جاء في حق المرأة على زوجها . وهو حديث حسن ، انظر صحيح سنن الترمذي 1 / 341 ، أخرجه مسلم من حديث جابر في صفة حج النبي – صلى الله عليه وسلم – في كتاب الحج ، باب حجة النبي – صلى الله عليه وسلم – ، دون – قوله : ( ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون ) ] .

إن هذا يعطي صيانة أخلاقية للبيت ، وثقة للزوج ، وتربية للأبناء على العفة ، وأن البيت الذي يحصل فيه شيء من التساهل في أي أمر من هذه الأمور لن يكون سكنًا مريحًا ، ولا مكان استقرار .

5 – حفظ المال :

يقول – صلى الله عليه وسلم – : والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها [ أخرجه البخاري في كتاب الجمعة ، باب الجمعة في القرى والمدن ، ومسلم في كتاب الإمارة ، باب فضيلة الإمام العادل ] . وقال – صلى الله عليه وسلم – :خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش ؛ أحناه على ولد في صغره ، وأرعاه على زوج في ذات يده[ البخاري في كتاب النكاح ، باب إلى من ينكح ، وأي النساء خير ، ومسلم في كتاب فضائل الصحابة ، باب فضائل نساء قريش ] .

وقضية المال قضية هامة يتعلق بها أمور منها :

1 – الإصلاح في البيوت بحفظ ما فيه .
2 – عدم التبذير والإسراف .
3 – عدم تحميل الزوج ما لا يطيق من النفقات .
والأمور المالية اليوم أصبح لها نظام وحساب فكم من الوسائل والطرق توفر للأسرة عيشًا هنيئًا مع عدم التكلفة المالية ، وقد أصبحت فنًّا يدرس ، فهل تعي الزوجة دورها في ذلك .

6 – المعاملة الحسنة :

فالزوج له القوامة فلابد من أن تكون المعاملة تنطلق من هذا ومن صور حسن المعاملة :
تحمل خطئه إذا أخطأ .
استرضاؤه إذا غضب .
إشعاره بالحب والتقدير .

الكلمة الطيبة والبسمة الصادقة ، قال – صلى الله عليه وسلم – : تبسمك في وجه أخيك صدقة[ أخرجه الترمذي في أبواب البر والصلة ، باب ما جاء في صنائع المعروف ، والحديث صحيح انظر صحيح سنن الترمذي 2 / 186 ] .
فكيف إذا كانت من زوجة لزوجها .

الانتباه لأموره الخاصة من طعام وشراب ولباس من ناحية النوع والوقت ، ولتعلم المرأة أنها حين تقوم بهذه الأمور ليس فيه اعتداء على شخصيتها أو حطّ من مكانتها بل هذا هو طريق السعادة ، ولن تكون السعادة إلا في ظل زوج تحسن معاملته وذلك تقدير العزيز العليم الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ يقول – صلى الله عليه وسلم – :لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها [ أخرجه أبو داود في كتاب النكاح باب في حق المرأة على زوجها ، والترمذي في أبواب الرضاع ، باب في حق الزوج على المرأة ، والحديث صحيح انظر صحيح سنن أبي داود 2 / 402 ] .

فلتفهمي مقاصد الشرع ولا تغتري بالدعاية الكاذبة وليكن شعارك سمعنا وأطعنا .

فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى [طه : 123 ]

7- تنظيم الوقت :

احرصي على تنظيم وقتك حتى يكون عملك متعة ، واجعلي البيت دائمًا كالروضة نظافة وترتيبًا ، فالبيت دليل على صاحبته ، وبالنظافة والترتيب يكون البيت بأجمل صورة ، ولو كان الأثاث متواضعًا والعكس بالعكس .

إن الزوج والأولاد حينما يعودون من أعمالهم ودراستهم متعبين فيجدون بيتًا منظمًا نظيفًا يخف عنهم العناء والإرهاق ، والعكس بالعكس ؛ فنظافة السكن ونظامه من أهم الأسباب لكونه سكنًا وراحة .

8 – قفي مع زوجك :

في الأحداث والأزمات وما أكثرها في هذه الدنيا أمدِّيه بالصبر والرأي ، اجعليه عند الأزمات يهرب لبيته ، لزوجته ، لسكنه ، لا يهرب عنها ، فذلك من أكبر الأسباب للوئام ، وبهذا يكون البيت سكنًا .

9 – الصدق معه :

كوني صادقة معه

10 – كيف تتصرفين عند حصول الخلاف ؟

وأخيرًا اعلمي أننا بشر ، فلا بد من الضعف ، ولابد من وقوع اختلاف حول بعض الأمور ، لكن المهم كيف تعالج الخلافات فإذا كان من الطبيعي حصول بعض الخلاف ، فليس من الجائز أن يتحول كل خلاف إلى مشكلة قد تقوض كيان البيت ، وإليك بعض التوصيات التي ينبغي الانتباه لها عند حصول خلاف .

1 – تجنبي الاستمرار في النقاش حالة الغضب والانسحاب حتى تهدأ الأعصاب .
2 – استعملي أسلوب البحث لا الجدال والتعرف على المشكلة وأسبابها .
3 – البعد عن المقاطعة والاستماع الجيد .
4 – لابد من إعطاء المشاعر الطيبة ، وبيان أن كل طرف يحب الآخر ، ولكن يريد حل المشكلة .
5 – لابد من الاستعداد للتنازل ، فإن إصرار كل طرف على ما هو عليه يؤدي إلى تأزم الموقف ، وقد ينتهي إلى الطلاق .

هذا بعض ما ينبغي للمرأة أن تسلكه في بيتها حتى تكون قد شاركت في إيجاد السكن الحقيقي ، البيت الذي يعيش فيه الزوج هادئًا آمنًا مستقرًا فينتج لأمته ، وفيه يتربى الأولاد التربية السليمة فتصلح الأمة بصلاح الأجيال ، والزوجان هما أساس الأسرة فإذا كانت العلاقة بينهما سيئة فلا استقرار للبيت .




شكرااااااا بارك الله فيك




و فيك بارك الله فيك.




جزاك الله خيرا




و اياك بارك الله فيك.




بارك الله فيك




و فيك بارك الله.




التصنيفات
القران الكريم

[طلب] القرأن الكريم كاملا بصوت الشيخ محمود الحصري ||||

[طلب] القرأن الكريم كاملا بصوت الشيخ محمود الحصري

إخواني الأفاضل

أرجوا إعطائي رابط تحميل القرأن الكريم بصوت الشيخ الحصري بصيغة mp3 إن كان رابط واحد حبذا جدا




بالاك الله فيكم




السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

لتحميل المصحف الكامل برابط واحد اضغط هنا




فيكم بارك الله شكرا لمروركم

وشكرا للاخ على الرابط




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

الشيخ ربيع المدخلي يجيب على شبهة أن قبر الرسول صلى الله عليه وسلم بني عليه المسجد

تعليمية تعليمية
الشيخ ربيع المدخلي يجيب على شبهة أن قبر الرسول صلى الله عليه وسلم بني عليه المسجد


السلام عليكم ورحمة الله نرجوا من الإخوة التفريغ نظرا لضيق الوقت

الملفات المرفقة تعليمية 1.mp3‏ (3.04 ميجابايت)

للامانة الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




جزاكِ الله خيرا أختي أم ليلى..




شكرا وبارك الله فيك
جزاك الله كل خير

وجعله في ميزان حسناتك




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

هل الكفار يمرون علي الصراط؟ الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله

تعليمية تعليمية
هل الكفار يمرون علي الصراط؟ الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله يجيب

الســؤال

هل الكفار يمرون علي الصراط؟

الجـــواب

الله عزوجل يقول:"يومَ يُسحَبونَ في النَّارِ عَلَيَ وُجُوهِهِم ذُقُوا مسَّ سَقَرَ"
الكافر يؤتى به إلي النار يسحب علي وجهه..يسحب علي وجهه إلي أن يطرح في النار علي هذه الصفة.
وجاء في الحديث أن أحد الصحابة رضي الله عنهم سأل النبي عليه الصلاة والسلام،قال:"أويمشي الكافر علي وجهه !!؟
لأنه يؤتى به إلي النار يمشي علي وجهه يعني رجلاه إلي اعلي ورأسه إلي أسفل,ويمشي إلي أن يسقط في النار علي هذه الصفة..يمشي علي وجهه..يسحبون في النار علي وجوههم، أي يمشي علي وجهه رجلاه إلي أعلي ورأسه إلي أسفل إلي أن يلقى ويطرح في النار علي هذه الهيئة.
فأحد الصحابة قال يارسول الله :
أويمشي الكافر علي وجهه يوم القيامة
فقال النبي عليه الصلاة والسلام:
"أوليس الذي أمشاه علي قدميه في الدنيا قادر علي أن يمشيه علي وجهه يوم القيامة.

قال رواة الحديث:"بلى وعزة ربنا"

<font color="blue">أي أن الله سبحانه وتعالى قادر ..الذي أمشاه علي قدميه في الدنيا قادر علي أن يمشيه علي وجهه يوم ….
المقطع الصوتي في المرفقات

الملفات المرفقة تعليمية هل يمشي الكافر علي الصراط-البدر.mp3&rlm; (474.3 كيلوبايت)

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[سلسلة] أسطوانة (الديمقراطيّة) سلسلة صوتية لفضيلة الشيخ محمد سعيد رسلان حفظه الله

تعليمية تعليمية
[سلسلة] أسطوانة((الديمقراطيّة)) سلسلة صوتية لفضيلة الشيخ محمد سعيد رسلان حفظه الله تعالى

الديمقراطيّة

سلسلة صوتية لفضيلة الشيخ : محمد سعيد رسلان

تعليمية

نبذة عن السلسلة : فقد انتشرت في بلاد المسلمين مقالات ومذاهب ضالة ومنحرفة في مجال العقائد وغيرها, ولقد كانت الديمقراطية أحد هذه المذاهب التي بدأت تتسرب إلى بلاد المسلمين تحت جنح ظلام الجهل بحقيقة دين الإسلام, حتى اكتسب لفظ (الديمقراطية) – وما يحمله من دلالات معنوية – أنصارًا من المسلمين, ودعاةً به يقولون, وإليه يدعون, وعنه ينافحون, وفي سبيله يكافحون؛ فماذا تكون هذه الديمقراطية؟ وماذا يكون موقف الإسلام منها؟

حجم الاسطوانة

76MO

تعليمية

تعليمية
التحميل

هنا

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




بارك الله فيك

اسطوانة رائعة




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[شرح] شرح ثلاثة الأصول الشيخ عز الدين رمضاني

تعليمية تعليمية
[شرح] شرح ثلاثة الأصول الشيخ عز الدين رمضاني


أصول الثلاثه (قال المؤلف 01:(المقدمة)

أصول الثلاثه (قال المؤلف 02:(المسألة الاولى العلم)

أصول الثلاثه (قال المؤلف 03:(إعلم ….)

أصول الثلاثه 04(قال المؤلف :(ولم يتركهم هملا..)

أصول الثلاثه05 (قال المؤلف :(أن من أطاع الرسول …)

أصول الثلاثه (قال المؤلف 06:(تتم…

أصول الثلاثه 07(قال المؤلف :(فإذ…

أصول الثلاثه 08(قال المؤلف :(معرفة العبد ربه)

أصول الثلاثه (قال المؤلف 09:(الرب هو المعبود تتمه)

أصول الثلاثه10 (قال المؤلف :لدعاءا)

صول الثلاثه11 (قال المؤلف :(الخوف)

أصول الثلاثه 12(قال المؤلف :االاستعانه)

أصول الثلاثه 13(قال المؤلف :(الاستعاذه)

أصول الثلاثه 14(قال المؤلف :الاستغاثه…)

أصول الثلاثه 15(قال المؤلف :(مفهوم العبادات )

أصول الثلاثه 16(قال المؤلف :(أنواع العبادات)

أصول الثلاثه17 (قال المؤلف :(تتمه مع معرفة دين الاسلام)

أصول الثلاثه 18(قال المؤلف :(وال…

أصول الثلاثه 19(قال المؤلف :(شرح أركان الاسلام)

أصول الثلاثه 20(قال المؤلف :(ودل…

أصول الثلاثه 21(قال المؤلف :الم�… http://azeddin.ramdhani.com/index.php?option=com_mtre e&task=listcats&cat_id= 81 &Itemid=79

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية