الجملة الواقعة نعتا :
وهي الجملة الموصوف بها ، وحكمها أن تكون زائدة ، ولا يختل المعنى بدونها ، ويشترط في موصوفها : أن يكون نكرة ، وتعرب بحسب موقع موصوفها من الإعراب . فإذا كان موصوفها مرفوعا جاءت في محل رفع .
نحو : خطب فينا رجل لسانه فصيح .
خطب : فعل ماض . فينا : جار ومجرور متعلقان بالفعل . رجل : فاعل مرفوع .
لسانه : مبتدأ ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة . وفصيح : خبر مرفوع .
والجملة الاسمية في محل رفع صفة لرجل لأنه نكرة . والرابط الضمير في " لسانه ".
208 ـ ومنه قوله تعالى : { من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة }1 .
وقوله تعالى : { يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم }2 .
وقوله تعالى : { وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى }3 .
فالجمل : لا بيع فيه ولا شراء ، وتنبئهم بما في قلوبهم ، ويسعى . كل منها جاء في محل رفع صفة لموصوف نكرة مرفوع ، وهو : يوم ، وسورة ، ورجل .
وإذا كان الموصوف منصوبا ، جاءت جملة الصفة في محا نصب .
نحو : شاهدت لوحة رسومها معبرة .
شاهدت لوحة : فعل وفاعل ومفعول به .
رسومها معبرة : رسوم مبتدأ ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إلية ، ومعبرة خبر .
وجملة : رسومها معبرة في محل نصب صفة للوحة النكرة المنصوبة .
ومنه قوله تعالى : { واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله }4 .
209 ـ وقوله تعالى : { ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم }5 .
فالجملتان : ترجعون فيه إلى الله ، ونكثوا أيمانهم . كل منهما جاء في محل نصب صفة لموصوف نكرة منصوب ، وهو : يوما ، وقوما .
وإذا كان الموصوف مجرورا ، جاءت جملة الصفة في محل جر .
نحو : نعيش في قرية تكثر فيها البساتين .
نعيش : نعيش فعل مضارع ، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره : نحن .
في قرية : جار ومجرور متعلقان بنعيش .
تكثر فيها البساتين : تكثر فعل مضارع مرفوع ، فيها جار ومجرور متعلقان بتكثر ،
ـــــــــــــــــــــ
1 ـ 254 . 2 ـ 64 التوبة .
3 ـ 20 القصص . 4 ـ 281 .
5 ـ 13 التوبة .
والبساتين فاعل مرفوع بالضمة .
وجملة : تكثر وما في حيزها في محل جر صفة لقرية .
ومنه قوله تعالى : { ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه }1 .
وقوله تعالى : { ولا تصل على أحد منهم مات أبدا }2 .
96 ـ ومنه قول الشاعر :
لا أذود الطير عن شجر قد بلوت المر من ثمره
فالجمل : لا ريب فيه ، ومات أبدا ، وقد بلوت المر . كل منها جاء في محل جر صفة لأوصاف مجرورة هي : ليوم ، وعلى أحد ، وعن شجر .
* أما المانع من مجيء الجملة صفة ، أن تكون جملة إنشائية .
نحو : جاء مسكين فلا تحرجه .
فجملة : فلا تحرجه ، إنشائية لأنها طلبية نهي ، فلا يصح إعرابها صفة ، ولكن نعربها جملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب .
ونحو : هذا متاع احفظه لي .
فجملة : احفظه لي . جملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب لأنها جملة إنشائية طلبية أمر .
ونحو : محمد مريض فهل تزره ؟
فجملة : فهل تزره . مستأنفة لا محل لها من الإعراب لأنها إنشائية طلبية استفهامية .
وقس على ذلك بقية أنواع الجمل الإنشائية الطلبية .
ومن موانع وقوع الجملة صفة ولو سبقها نكرة محضة ، أن تكون الجملة محصورة بإلا . نحو : ما زارني رجل إلا قال خيرا .
وفي هذه الحالة تعرب الجملة الواقعة بعد " إلا " حالا ، ولا تعرب صفة ، لأن " إلا " لا تفصل بين الصفة وموصوفها .
ـــــــــــــــــ
6 ـ 9 آل عمران .
1 ـ 84 التوبة .