الموافق ﻟ: 15 فبراير 2022م
من كلمات الشيخ فركوس الشهرية.
المصدر على الرابط.
تحياتي
تحياتي
بسم الله الرحمان الرحيم إن وجود الأسرة هو امتداد للحياة البشرية، وسر البقاء الإنساني، فكل إنسان يميل بفطرته إلى أن يَظْفَرَ ببيتٍ وزوجةٍ وذريةٍ..، ولما كانت الأسرة اللبنة الأولى في بناء المجتمع لكونها رابطة رفيعة المستوى محددة الغاية، فقد رعتها الأديان عموما؛ وإن كان الإسلام تميز بالرعاية الكبرى، قال تعالى:(إنَّا عرضنا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ والجِبَالِ) جاء ضمن معاني الأمانة؛ أمانة الأهل والأولاد، فيلزم الولي أن يأمر أهله وأولاده بالصلاة، ويحفظهم من المحارم واللهو واللعب،لأنه مؤتمن ومسؤول عما استرعاه الله ومسألة الاهتمام بالأسرة من القضايا العالمية التي زاد الحديث حولها؛ لا سيما في العصر الحاضر، وذلك على مستوى الدول والهيئات والمنظمات الدولية،حيث تحاول كل منها إيجاد صبغة من عند أنفسها، من ذلك رفعها لشعارات الحريـة والمسـاواة ؛ ودعواها إلى نبذ الأسرة التقليدية وتطوير بنائها، أو دعوى تحرير الأسرة المعاصرة من القيود وتعويضها بعلاقات شاذة محرمة . وبالمقابل قام جمع من الكتاب في بيان المنهج الإسلامي في التربية وإِنَّ التأكيد على أهمية دور الأسرة في رعاية الأولاد، لمن أَجَلِّ الأمور،التي يجب أن تتضافر جهود الآباء والأمهات، وأهل العلم، والدعاة، والتربويين، والإعلاميين.. للمحافظة على بناء الأسرة الصالحة في المجتمع، فهي أمانة أمام الله-تعالى- نحن مسؤولون عنها، فالمرء يُجزى على تأدية الحقوق المتعلقة بأسرته، إِنْ خيرا فخير وإلا غير ذلك، قال تعالى (يأَيُّهَـا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالحِجَارَة). وانطلاقا من هذه الأهمية نتناول الحديث عن تعريف الأسرة، ومسؤولية الوالدين في تربية الأولاد، وبناء القيم والسلوك، وأهمية المعاملة الحسنة، ومخاطر تواجه الأسرة، وبعض التوجيهات للأسرة . أولا – تعريف الأسرة : ثانيا: مسؤولية الوالدين في تربية الأولاد: وينشأُ ناشئُ الفتيانِ مِنا إهمالُ تربية البنين جريمةٌ
عادت على الآباء بالنكبات وأذكر قصة في جانب الإهمال، سرق رجل مالاً كثيرًا، وقُدّم للحد فطلب أمه، ولما جاءت دعاها ليقبلها، ثم عضها عضة شديدة، وقيل له ما حملك على ما صنعت؟ قال: سرقت بيضة وأنا صغير، فشجعتني وأقرتني على الجريمة حتى أفضت بي إلى ما أنا عليه الآن . ثالثا- الأسرة وبناء القيم والسلوك : رابعا- المعاملة الحسنة في توجيه الأولاد : وتتباين معاملة الأسر لأولادهم في ثلاثة أنواع : النوع الثاني : المعاملة اللينة : يُلَبَّى فيها كل ما يطلبه الأولاد، ويُطلق عليها "التربية المدللة" والإفراط في الدلال يؤدي إلى خلق شخصية فوضوية. النوع الثالث : المعاملة المعتدلة : تعتمد على المزج بين العقل والعواطف، وتوجيه النصح والإرشاد، وبهذا تتكون شخصية سليمة وصحيحة، وإذا لم يستجب الأولاد بالإرشاد والتوجيه يلجأ الأبوان إلى توبيخهم ثم هجرهم ثم حرمانهم من بعض الأشياء والأمور المحببة إليهم أحيانًا، وأخيرًا إلى ضربهم-إذا لزم الأمر- لإعادتهم إلى الطريق الصحيح، وهذا النوع من المعاملة هي المعاملة الصحيحة التي ينبغي أن تسير عليها الأسرة، يقول الدكتور أكرم ضياء العمري: "إن حب الطفل لا يعني بالطبع عدم تأديبه وتعليمه آداب السلوك الاجتماعي منذ الصغر، مثل تعويده على التعامل الحسن مع أصدقائه، وتعويده على احترام من هو أكبر سنا منه، وتعميق الرقابة الذاتية لديه، أي قدرته على تحديد الضوابط لسلوكه تجاه الآخرين ؛ فإذاً لا بُدَّ من التوازن بين التأديب للطفل والتعاطف معه، فكما أنه لا يصلح الخضوع الدائم لطلبات الطفل، إنه لا يصلح استمرار الضغط عليه وكَبْتِهِ، فالتدليل الزائد لا يُعَوِّدُهُ على مواجهة صعوبات الحياة، والضغط الزائد يجعله منطويا على نفسه مكبوتا يعاني من الحرمان" . خامسا- مخاطر تواجه الأسرة : أ-التناقض في أقوال الوالدين وسلوكياتهم :
ب-الانفصام بين المدرسة والأسرة: ج-وجود المربيات والخادمات الأجنبيات : د-وسائل الإعلام : هـ- الفراغ وعدم الإفادة من الوقت : وأخيرًا؛ أذكر مجموعة من التوجيهات التربوية الموجزة : |
||
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
مشكووووووره والله يعطيك الف عافيه
بسم الله الرحمان الرحيم
أسرة الشخص من أقوى العوامل الخارجية التي تؤثر في تكوين شخصيته وتتحكم في سلوكه ففيها يمارس تجاربه الأولى ومنها يستمد خبراته وعنها يقتبس العادات والتقاليد ويعرف معنى الخطأ والصواب ودور الأسرة في هذا المجال يفوق ماعداه لسببين :
شكرا لمرورك يا " سارة " لكنه ليس نقلا للأستاذ عمرو خالد اخترت الصورة فقط
جزاك الله خيرا يا " مؤمنة على المرور الكريم والكلمة الطيبة
دمت وفية للقراءة……
الأسرة وصناع المستقبل
الأسرة هي البيئة الأولى التي يولد فيها الفرد .. وينمو .. ويشب .. ويترعرع ..
وهى الوسيط الأول للتنشئة الاجتماعية .
وهي عماد المجتمع حقاً .. فهي اللبنة الأولى في المجتمع ..
والتنشئة الأسرية الجيدة : هي التي تشجع على إبراز التفكير الابداعى عند الأبناء ..
ولهذا لنا أن نقول : أنه ليست كل الأسر بيئة صالحة لتنشئة وإخراج المبدعين ..ولهذا فللأسرة التي تسعى لأن يكون ولدها من صناع المستقبل سمات نذكرها :
• أن تتخلص من عقدة " الألفة " .. والتفكير على نحو غير مألوف .. وغير شائع .
• لابد من تعليم ولده بأن …. " هناك وجهاً آخر للحقيقة " .
• أن تتقبل كل مخرجات التفكير الابداعى .. والابتكارى لولدها .. حتى لو أثر على مجال آخر داخل الأسرة .. وداخل المجتمع .. فلا نمو ولا تطور إلا بالتفكير الابتكارى .
• أن تعلم أن كل طفل مبدع في مجال ما .. ولكن السؤال : ما دورنا في إخراج هذا الإبداع ؟! ، ما دورنا في رعايته وتنميته ؟! .
• أن الأم تؤثر وبشدة في تنمية إبداع ولدها .. فالأم ذات الطابع المستقر تُولد لدى ولدها شعوراً بالأمن والطمأنينة .. والاستقرار .. مما يجعله منطلقاً مستقراً .. وأما خلاف ذلك فلا ..
• أن يتمتع الوالدان بالابتكارية أو على الأقل بالتفكير الابتكارى .. حتى يستطيعوا أن يخرجوا إبداعات ولدهم .. ويشاركوه فيها .
• أن تعلم أن خلق الفرص المناسبة للعب .. والتخيل .. وحرية التعبير .. وإشاعة الثقة بالنفس .. والتقدير من الأشياء الهامة جداً لأولادنا صناع المستقبل .
• أن تدرك جيداً أن أكثر المبدعين قد وصفوا آباءهم : بأنهم أقل ميلاً إلى التسلط والقهر .. كما وصفوا أمهاتهم بأنهن أقل في التباعد العدائى والقهر.
• أن تدرك الأسرة أن البدايات كثيراً ما تكون صعبةً .. وخصوصاً عندما يكون موضوع الابتكار أصيلاً وفريداً .
• أن تعلم الأسرة أن الطفل الذي يداوم على الاستفسار والسؤال .. " لماذا " ….. أو " كيف " أو …. " أين " أو ما شابه ذلك .. لكل ما يحيط به من أشياء يصل حتماً للابتكار عندما يكبر .. لكن بشرط أن نتعامل معها بصورة جيدة .
• أن نجتهد في غرس الثقة في طفلك .. والتعامل معه على أن له شخصية قادرة على المشاركة .. وتحقيق النجاح من خلال النقاش مع أطفالنا من خلال ما نثيره من موضوعات مختلفة .
• أن نجتهد في إتباع أساليب التربية التي تأخذ صورة التوجيه وليس الضغط .. والترشيد وليس السيطرة والقهر .
• من عدم الاستحسان المطلق للتقليد والمجاراة ، فالطفل وهو يفصح عن إبداعاته يختلف بالضرورة عن أهله وأقرانه ومن حوله فى أسلوب تفكيرهم .
جلسة أسرية إبداعية
وهي جلسة أسرية يُحدد فيها فكرة ما يراد تحديدها .. أو مشكلة معينة يراد حلها .. أو صياغة معينة يراد الوصول إليها .. تجتمع الأسرة فيها لتعصف ذهنها لفترة زمنية محددة .. لتصل لما تريده .. وتعتبر مثل هذه الجلسات مقدمة للابتكار والإبداع .. وتسمى جلسة عصف ذهن ..
مدتها : من عشرة دقائق إلى خمس عشرة دقيقة .
أفرادها : يدعى إليها جميع أفراد الأسرة .
ضوابطها : وتكون وفقاً لما يأتي :
• لا يسمح لأي نقد للفكرة المطروحة .. لضمان عدم تشتيت الأذهان .
• يشجع الحضور على اقتراح الحلول .. مهما بدت بعيدة .
• يدفع الجميع إلى الاستفادة من الأفكار المقترحة .. ودمجها .. بل وتطويرها .
• اختيار الوقت المناسب للحضور .. بحيث يكون الجميع في حالة صفاء ذهني .
• إعطاء الوقت الكافىء للجميع لعرض أفكارهم .. ونتاج عقولهم .
• يهتم بتسجيل كل الأفكار المعروضة .. مهما بدت بعيدة .
• يذكر في نهاية الجلسة النتائج التي وُصل إليها .. مع الاتفاق على الواجبات العملية .
فوائدها :
• التقارب بين أفراد الأسرة .
• غرس قيمة الشورى في أولادنا .
• تعويد أولادنا على التفكير والإبداع .
• تنشيط عقول أولادنا.
بارك الله فيك اخي
بانتظار جديدك
شكرا لمروركم سررت كثيرا بذلك تشجيعكم بعث في نفسي روح البحث والعطاء
لكم مني أجمل تحية من على الكرة الأرضية دمتم ذخرا للعلم والمعرفة
وبارك الله فيكم أخني رنين وشهد العسل أتمنى أن تكون كل أيامكم عسل
ا( الكلمــــــة الطيبـــــــة صدقــــــــة )ا
للرجل طبيعته الخاصة في التعبير عن مشاعره بخلاف المرأة وطبيعتها ،
لأن المرأة إذا أرادت أن تعبر عن مشاعرها فإنها تتكلم وتقول أنا أحبك أو
إني اشتقت إليك.. وأنا بحاجة إليك وإني أفتقدك ، وهذه الكلمات كثيرًا ما
ترددها الزوجة على زوجها
…
ولكن الرجل من طبيعته أنها إذا أراد أن يعبر عن مشاعره فانه يعبر بالعمل
والإنتاج وقليلا ما يعبر بالكلام ، فإذا أراد الرجل أن يخبر زوجته أنه
يحبها فانه يشتري لها ما تريد مثلا
أو أن يجلب بعض المأكولات أو المشروبات للمنزل أو بعض قطع الأثاث.. فهذا العمل بالنسبة للرجل تعبير عن الحب
ا( ده اللي بيجيب .. لأن في ناس لا بتتكلم ولا بتجيب !! )ا
وهذه بالتأكيد طبيعة سلبية في الرجل تجاوزها الرسول الكريم عليه صلوات ربي
فكون النبي صلى الله عليه وسلم يصف حبه وعاطفته لعائشة رضي الله عنها
فمعنى هذا أنه يلاطفها ويدللها ويعطي الزوجة ما تتمنى سماعه من زوجها
وحبيبها وهذا مقام عال في التعامل بين الزوجين
ولهذا روى ابن
عساكر عن السيدة عائشة رضي الله عنها: أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال
لها: (( أما ترضين أن تكوني زوجتي في الدنيا والآخرة ؟ )) قلت: بلى .
قال: (( فأنت زوجتي في الدنيا و الآخرة )) / صححه الألباني
كيف ستكون نفسية عائشة رضي الله عنها ومشاعرها عندما تسمع هذه الكلمات التي تعطيها الأمن والأمان بالحب والمودة في الدنيا والآخرة ؟
فـ استوصوا بالنساء خيرا ^__^
إذا أحسنت الزوجة معاملة زوجها وفهمته وعرفت ما يغضبه وما يفرحه
ستكون هناك ملاطفة وحب لأن الزوج بطبيعته لا يحب المرأة النكدية
والعصبية والمرأة المسترجلة
كل إمرأة تحب كسب زوجها يجب أن تبادر هي بالحب
كما يقول المثل من يجني حبا يقطف غراما وعشقا
ومن لم تنجح في زواجها يجب أن تعلم بأنها مقصرة من
ناحية الحب ولا لوم على زوجها أبدا
لأن الرّجل بطبيعته طفل صغير يبحث دائما عن الحنان
لأنه إنتقل من حنان الأم ليلقى حب زوجته
وإذا إفتقد هذا الحب فلا يستطيع تحمل
العيش بهناء أبدا
لذا أنصح بناتي أن تتعلّمن كيفية التعامل مع زوجهن من كل الجوانب
كي لا تتعثر في أخطاء الزوجات السابقات
إعذروني إذا أكثرت الكلام
بسم الله الرحمان الرحيم
الأسرة في ظل الاسلام
لكون الدين الإسلامي هو الدين الخاتم لكل الأديان، والذي جاءت أحكامه متناسبة مع ما وصل إليه العقل البشري من الكمال والرقي، كانت عناية هذا الدين بالأسرة أكثر من غيره من الأديان.
إن هذا الأمر لم يكن ليخل بالأديان الأخرى أو ينال منها. ولكن الذي يجب إن يدرك. هو أن تلك الأديان لم يكن نطاق ساحتها ليشمل العالم كافة بل جاءت لمرحلة زمنية مؤقتة، كما أنها لم تسلم من يد التحريف في حين كانت ساحة الإسلام أوسع فهو الدين الذي جاء للبشرية كافة، والذي تكفلت اليد الإلهية بالمحافظة عليه من أن تمتد له يد التحريف.
إن عناية الإسلام بالأسرة لم تقتصر على تلك المرحلة الزمنية التي تكون الأسرة فيها واقعاً قائماً، إنما "تنبت الشريعة الاهتمام بمقدمات بنائها قبل قيامها. فهناك مقدمات مهمة لاختيار الزوج لشريكه حتى يكون البناء الأسري سالماً ودائماً، هذا إضافة إلى الاهتمام البالغ بالأسرة بعد قيامها ودوام ذلك إلى ما بعد قيامها وخصوصاً حول تحديد العلاقات بين الزوجين، وبين ثمار العائلة وهم الأطفال"1.
لقد عنيت الأحكام الإسلامية بتثقيف المسلم بالثقافة الأسرية الصالحة التي تقوم على مبادئ الفضيلة وتركيزها في نفسه، وهذا هو دأب الإسلام إذ يهتم بزرع مبادئه في النفوس. فكان من أثر هذه السياسة أن أورد لنا التاريخ على صفحاته من قصص الحياة الأسرية مما يعده الجاهل بالإسلام ضرباً من ضروب الخيال.
إن هذه القصص تعكس لنا بوضوح مدى ترسيخ التعاليم الإسلامية في نفوس أصحابها الذين يسحقون أنفسهم وفاء للحياة الزوجية تقرباً إلى الله تعالى.
قال الأصمعي الذي كان وزيراً للمأمون:
"كنت أرافق المأمون في قافلة صيد ترفيهية، وفي أثناء المسير أضعت القافلة لأرى نفسي وحيداً في صحراء قاحلة، وبعد مسيرة تحملية شاهدت من بعيد خيمة تلوح في الأفق فتحركت صوبها لأجد فيها امرأة شابة جميلة فسلمت عليها، وجلست في ظل خيمتها وقلت لها:
هل لي شربة ماء؟
فتغير لونها وقالت:
لم أكتسب إذناً من زوجي في مثل هذا الأمر، وإن كان لك أن تشرب شيئاً فهذا غذائي أقدمه لك وهو ضياح من لبن.
يقول الأصمعي: شربت اللبن، وجلست في ظل الخيمة ساعة، وبعدها شاهدت فارساً على جمل، فقامت المرأة من جلستها، وحملت بيدها قليلاً من الماء وكأني بها تنتظر ذلك الفارس.
وصل الفارس إلى الخيمة وكان زوجها، فقدمت له الماء ليشرب ثم نزل عن جمله وإذا به رجل عجوز، أسود الشكل قبيح، لا يطاق منظره، سيء الخلق والأخلاق، فهمَّت المرأة نفسها وجاءته بطبق وإبريق لتغسل به يديه ورجليه ووجهه.
بدأ زوجها بالتحجج، وإثارة ما لا يثيره العاقل الفطن، حيث كان يسيء مخاطبتها، وتتلطف له بالرد، ولسوء خلق لم أتحمل الجلوس في ظل خيمته بل فصلت الجلوس في الشمس المحرقة بعيداً، على أن أجلس إلى خيمته وأستمع إلى سوء أدبه.
وما أن تحركت حتى قامت امرأته لتوديعي، حيث لم يكن هو مهتماً لهذا الموضوع بالمرة، وعندها دنت المرأة مني قلت لها:
أيتها المرأة، إنك شابة جميلة، فلِمَ ارتباطك بهذا الشيخ العجوز الذي لا يمتلك من حطام الدنيا إلاّ أخلاقاً سيئة وجملاً هزيلاً، بالإضافة إلى شكله القبيح؟
فأجابت بعد أن بان عليها الامتعاض:
أيها الرجل أتريد الإيقاع بيني وبينه، ألا تعلم بأن الدنيا زائلة، والآخرة دائمة، وأنني بعملي هذا أروم رضا الله تعالى، ألم تسمع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الإيمان نصفان: نصف في الصبر، ونصف في الشكر"؟
وإن تحملي لسوء خلقه يصل بي إلى درجات الصبر الساميات، وعليه يجب أن أشكر الباري تعالى على هذه النعمة، فنعمة الصبر تحتاج إلى شكر، لذا سأديم خدمتي لزوجي حتى يكتمل إيماني"2.
إن موقفاً نبيلاً مثل هذا إنما هو نتاج التربية التي ربى عليها الإسلام أبناءه.
لقد دافع الإسلام عن الأسرة وتجسد دفاعه عنها خلال مرحلتين: (1) المرحلة الاحترازية: وتتمثل بالأسس التي جاء بها الإسلام كمنهاج يسير على ضوئه من يروم تأسيس الأسرة.
(2) المرحلة العقابية: وتتمثل بالعقوبات الصارمة التي وضعها الإسلام لمن يحاول النيل من الأسرة ككيان قائم والإخلال بها.
فالإسلام وضع أقسى العقوبات لمن يريد العبث بقدسية الأسرة، فالرجم بالحجارة مع قساوته في الظاهر إلاّ أنه يمثل الرحمة بالإنسانية ـ في باطنه ـ في مواجهة من يسعون في دمار الأسرة، وجعل ثمراتها بلا مستقبل.
لم تكن هذه العقوبات مما تفرد به الإسلام، إنما هي "مما جاءت به كل الشرائع السماوية، وهي عقوبة ردع أكثر منها عقوبة انتقام، لأن الإنسان الواعي يفكر بعقله ويدرك خطورة هذه الآثام، أما غير الواعين فإنهم لا يقدرون خطورة العمل إلاّ بمعرفة طرق العقوبة"3.
لقد كان من نتيجة الاهتمام الذي أبداه الإسلام بالأسرة أن حافظت هذه المؤسسة ـ ولم تزل كذلك ـ على مكانتها، ودورها الهام كمؤسسة تربوية، رغم تقلص دور هذه المؤسسة الاجتماعية وفقدانها لأغلب وظائفها في ظل الكثير من النظريات التي سادت العالم على مر العصور.
إن هذه الحقيقة التي تقول بها وتشهدها مجتمعاتنا الإسلامية أدركها الكثير من علماء الغرب ومسؤوليه، بل وأدركته حتى الشعوب الغربية ذاتها.
اعتراف مسؤولي الأمم المتحدة بأهمية الأسرة في الإسلام:
لقد "أقر مسؤولوا الأمم المتحدة عن الأسرة، بأن مفهوم هذه الكلمة (الأسرة) لم يعد له معنى في العالم كله إلاّ في البلدان الإسلامية"4.
الزواج في الإسلام:
لم يكن الإسلام ينظر إلى الزواج تلك النظرة التي تنظر إليه من خلالها النظريات المادية، من أنه وسيلة لإشباع الرغبة ال***ية الملحة والتي تكمن في النفس الإنسانية حسب، أو على أنه ـ الزواج ـ التنظيم الاجتماعي للغريزة ال***ية فقط. إنما ينظر الإسلام للزواج هذه الرابطة المقدسة نظرة أعلى وأكبر من هذه.
فالإسلام يرى في الزواج "فوائد كثيرة، وكثيرة جداً، وإن إرضاء الغريزة ال***ية مقابل تلك الفوائد لا يعد شيئاً"5.
إن الإسلام ينظر للزواج على أنه "إيجاد علاقة زوجية بين الرجل والمرأة لبناء أسرة جديدة وإيجاد جيل جديد، لا إشباعاً للغريزة ال***ية فقط، ولا إطفاءً للشهوة الحيوانية فحسب، ولا لاستخدام الزوجة واتخاذها خادمة لزوجها وأولاده. بل هي سيدة ومربية أولادها"6.
إن بعض النظريات جعل الدافع الذي يتحرك الإنسان على ضوئه باتجاه الزواج وتكوين الأسرة هو الدافع الغريزي، نحو الشهوة ال***ية فقط، تلك الشهوة والغريزة التي بالغت بعض النظريات في تقديسها بحيث جعلت تحركات الإنسان كلها محكومة بدوافع هذه الغريزة.
ونحن حين نقول بأن الإسلام لا يجعل الدافع نحو الزواج هو الغريزة ال***ية لا نعني بذلك أن الإسلام ينفي أثرها ـ الغريزة ال***ية ـ تماماً في هذا المضمار، إنما نعني بذلك أن الغريزة ال***ية لا يجب أن تكون هي الدافع الوحيد الذي يدفع الإنسان نحو الزواج وتكوين الأسرة. بحيث تنتفي حاجة الإنسان إلى تكوين الأسرة وتحمل مسؤولياتها فيما لو انتفت تلك الغريزة أو أشبعت بطريقة ما.
إن الإسلام لا يريد من الغريزة أن تكون سبباً تاماً في الاندفاع نحو الزواج، بل يريد الإسلام لهذه الغريزة أن تكون جزء سبب في الاندفاع بحيث تشكل مع غيرها من الأسباب ـ من قبيل السعي نحو حفظ النسل، وإشباع الغريزة الأبوية من جانب الأب وغريزة الأمومة من جانب الأم وغيرها من الأسباب ـ سبباً تاماً.
الهوامش 1 الرجل والمرأة ص 41. 2 الأخلاق البيتية ص 195-196. 3 الرجل والمرأة ص 52-53. 4 نفس المصدر ص40. 5 الأخلاق البيتية ص 123. 6 الإسلام والتعاليم التربوية ص 48.
Tags في ( الأسرة في ظل الإسلام…….دالمحامي حيدر البصري ):
-منقول للإفادة –
إذا كانت الأسرة هي الخلية الأساسية للمجتمع و ثمرة لنظام الزواج ، فما هو الدور الأساسي الذي يجب إن تلعبه في الحياة الاجتماعية ؟ و إذا كانت الحياة الزوجية معرضة لعوائق و مشاكل فكيف السبيل إلى مواجهتهـــا ؟ما هي الأسـرة ؟ الأسرة هي كل جماعة من الناس يعيشون معا في إطار مؤسسة الزواج ، و القرابــة
طرح المشكلة :هل الأسرة مؤسسة قابلة للتلاشي ؟
ا- الموقف الأول / .إن الأسرة مؤسسة قابلة للانحلال وذلك بتلاشي وظائفها ، إذ بإمكان الفرد أن يستغني عنها وتلبية مطالبه الأساسية لوحده ، فالشباب في المجتمعات الغربية بمجرد بلوغهم سن الرشد يغادرون عائلاتهم ويتحملون مسؤوليتهم في بناء مستقبلهم لوحدهم ، وأكثر من ذلك أصبحوا ينظرون إلى الروابط الأسرية كقيود تقضي على حريتهم وعلى كيانهم الفردي المستقل. إن الشعور بالأنا يقتضي التحرر من سلطة الوالدين حسب رأي البعض . هذا من جهة ،ومن جهة ثانية اعتبر الفيلسوف الألماني هيجل Heggelأن نهاية الأسرة هو الانحلال ليتحول أعضاؤها أفرادا في المجتمع يخضعون لسلطة خارجية ، تربطهم قوانين موضوعية لا روابط عاطفية و ذاتية كحال الأسرة ، و الأسرة في نظر الشيوعيين مؤسسة تكرس الانقسام و تعمق الفوارق بين الناس وتهدف إلى إنشاء مجتمع الطبقات الذي لا يخدم المجتمع الشيوعي القائم على المساواة و العدالة الاجتماعية ، لقد كانت الأسرة سببا في نشوء السلطات الملكية التي استولت على حرية الشعوب وممتلكاتهم ، كما كانت سببا في بقاء الأنظمة الطبقية الاستبدادية ،غير أن ظهور الاشتراكية قضى على الأسرة وجعل أفرادها جزء من الدولة تستمد منهم قوتها ويستمدون منها متطلبات حياتهم ، إذ أصبحت الدولة هي التي تتكفل بتربية الأطفال وتعليمهم و رعايتهم وتوظيفهم وتسخيرهم للصالح العام ولم يبقى للأسرة أي وظيفة
النقد/ مهما شعر الفرد بالضيق تجاه أسرته إلا أن ذلك ليس سببه وجود الأسرة بل سببه سوء المعاملة بين أفرادها ،و مهما بدت الدولة أكثر قوة من الأسرة غير أنه بدون أسرة ما كان هناك فرد أو مجتمع على الإطلاق.
ب- الموقف الثاني / الأسرة مؤسسة ضرورية وغير قابلة للانحلال والتلاشي وتتمثل أهميتها في الوظائف التالية:
*الوظيفة البيولوجية / تتمثل في التكاثر الذي يحفظ به النوع البشري . و تنظيم العلاقات الجنسية ، فالزواج يضمن طريقة شرعية و صفة اجتماعية للأطفال ،ويحارب الإنجاب غير الشرعي الذي لا يخدم المجتمع . كذلك المعاشرة الزوجية تبنى على إشباع الرغبات الجنسية باعتبارها سنة الحياة الطبيعية القائمة على الفطرة .اعتبر البيولوجيون هذه الوظيفة من المقومات الأساسية للأسرة .بدونها تنتهي الأسرة بالانحلال و الزوال من الوجود . إذن لا يمكن للمجتمع أن يستمر في الوجود إلا من خلال إنجاب الأطفال ورعايتهم و حمايتهم. .
*الوظيفة الاقتصادية /تتمثل في الإنفاق . فالأسرة مؤسسة اقتصادية صغيرة تنتج و تستهلك و تدخر الفائض من أجل توفير الغذاء و الملبس و المأوى و كل ضروريات الحياة لأفرادها ، و هذا بفضل الأجرة التي يقتنيها رب البيت من وظيفته الخارجية ، لذلك أصبح العمل من الشروط الأساسية للزواج والضامن لبناء الأسرة واستمرارها . ويؤكد الواقع أن اغلب المشاكل التي تتخبط فيها بعض الأسر تعود بالدرجة الأولى إلى عدم تحقيق اكتفائها الذاتي في سد حاجياتها .
*الوظيفة النفسية / للأسرة روابط نفسية تتجلى في صور الحب و الحنان و التآلف ، و الاهتمام المتبادل ، و هذه الوظيفة تعد بمثابة الحبل القوي الذي يشد أفراد الأسرة بعضهم إلى بعض . و من خلال العلاقة الأولية المبكرة بين الأم و الطفل ، يحصل الطفل على حاجته في الرعاية و الأمن ، فتتحول فيه المرأة من أم بيولوجية إلى أم سيكولوجية ، إن إشاعة الود والعطف بين الأبناء له أثره البالغ في تكوينهم تكوينا سليما ، فإذا لم يرع الآباء ذلك فان أطفالهم يصابون بعقد نفسية تسبب كثيرا من المشاكل في حياتهم ولا تثمر وسائل النصح و الإرشاد التي يسدونها لأبنائهم ما لم تكن هناك مودة صادقة بين أفراد الأسرة . و قد ثبت في علم النفس أن أشد العقد خطورة و أكثرها تمهيدا لاضطرابات الشخصية هي التي تكون في مرحلة الطفولة الباكرة خاصة من صلة الطفل بأبويه ،كما أن تفاهم الأسرة وشيوع المودة فيما بينهما يساعد على نموه الفكري وازدهار شخصيته .
*الوظيفة الاجتماعية / تتمثل في التنشئة الاجتماعية ، فالأسرة هي الخلية الأولى في بناء المجتمع إذا صلحت صلح المجتمع ، و إذا فسدت فسد المجتمع . و هنا تكمن مهامها الاجتماعية في تربية النشء على المبادئ الاجتماعية و القيم الأخلاقية و الحضارية، فالسنوات القليلة الأولى في حياة الطفل تنقضي معظمها في نطاق الأسرة حيث تقام دعائم الشخصية قبل دخول مؤثرات أخرى كالمدرسة وغيرها .. والأسرة تساعد الفرد على الاندماج في المجتمع والامتثال للعادات والتقاليد و القوانين .هكذا تعمل من اجل أن يبقى الفرد وفيا للمجتمع الذي ينتمي إليه ، و ينمو داخله نمو سويا .
النقد: لكن الأسرة إذا لم تع دورها المنوط بها و إذا كانت تبالغ في مراقبة أفرادها، قد تمثل قيدا أمام نمو قدراتهم، وتقضي على حريتهم و استقلالية شخصيتهم و كيانهم الفردي المستقل.
التركيب ما هي تحديات الأسرة ؟ تواجه الأسرة مشاكل قد تؤدي إلى تفككها ، و يعود السبب إلى انحراف أفرادها وتخليهم عن واجباتهم في الرعاية والحماية و توفير ضروريات الحياة ، و هذا ما يفسح المجال إلى نشوب الأزمات وتراكمها ، و ينتهي الأمر بالطلاق أو الهجر . فللطلاق أو الهجر أذن أسباب اقتصادية و اجتماعية و نفسية و أخلاقية ، غير أن هذه العوائق يمكن تجاوزها بتوثيق العلاقة بين الزوجين على أساس المحبة والإخلاص و المودة ، و حل الخلافات و المشاكل بالتفاهم و الحوار المتبادل وتقديم المصلحة العامة للأسرة على المصلحة الشخصية الضيقة ، فالأسرة كيان موحد ،و منظومة ثقافية ، ورابطة خلقية و علاقة روحية تقوم على قيم سامية قبل أن تكون مجرد علاقة جنسية ضيقة .و من اجل تغطية العجز الاقتصادي خرجت المرأة إلى العمل لتساعد الرجل على تحقيق الاكتفاء الذاتـي ، بهذه الكيفية تحافظ الأسرة على كيانها ووحدتها وتساهم في بناء المجتمع و الحضــــــــارة.
الخاتمة حل المشكلة: مما سبق نخلص إلى أن الأسرة تبقى مؤسسة اجتماعية ضرورية لا يمكن لأي مؤسسة أخرى أن تعوضها داخل المجتمع. و عليه فالأسرة – رغم التطور الذي حصل و يحصل في المجتمع- تبقى غير قابلة لانحلال والتلاشي.
ان شاء الله يستفيد منها الجميع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قضيه الأسره هي قضيه كل مجتمع فلا يمكننا ان نتصور مجتمع بلا اسره ومادام في الدنيا اسر..ففي الدنيا احترام كبير للقيم والمبادئ والذين لا يعرفون القيم والمبادئ هم غارقون في الأوهام والأوحال
لتحميل البحث [hide] من المرفقات [/hide] لاتنســـــــــــــوا الدعـــــــــــــــــــــ ــاء |
||
بحث الأسرة علوم شرعية سنة ثانية ثانوي.rar (11.0 كيلوبايت, المشاهدات 136) |
بحث الأسرة علوم شرعية سنة ثانية ثانوي.rar (11.0 كيلوبايت, المشاهدات 136) |
بحث الأسرة علوم شرعية سنة ثانية ثانوي.rar (11.0 كيلوبايت, المشاهدات 136) |
بحث الأسرة علوم شرعية سنة ثانية ثانوي.rar (11.0 كيلوبايت, المشاهدات 136) |
بحث الأسرة علوم شرعية سنة ثانية ثانوي.rar (11.0 كيلوبايت, المشاهدات 136) |
بحث الأسرة علوم شرعية سنة ثانية ثانوي.rar (11.0 كيلوبايت, المشاهدات 136) |
بحث الأسرة علوم شرعية سنة ثانية ثانوي.rar (11.0 كيلوبايت, المشاهدات 136) |