التصنيفات
اسلاميات عامة

خدمة المرأة زوجها وأبعادها في تماسك الأسرة

في خدمة المرأة زوجها وأبعادها في تماسك الأسرة
الحمد لله رب العالمين، والصّلاة والسّلام على من أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدّين، أمّا بعد:
فقد أثبت الله تعالى لكلّ من الزّوجين حقوقًا على صاحبه، وحق كلّ واحد منهما يقابله واجب الآخر، قال صلّى الله عليه وآله وسلم: «أَلاَ إِنَّ لَكُمْ عَلَى نِسَائِكُمْ حَقًّا وَلِنِسَائِكُمْ عَلَيْكُمْ حَقًّا»(١)، غير أن الرجل -لاعتبارات مميّزة- خصّه الله تعالى بمزيد درجة لقوله تعالى: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ﴾ [النّساء: 228].
وحقوق الزّوجيّة ثلاثة: بعضها مشترك بين كلٍّ من الزوجين، وبعضها خاصّ بكل منهما على حدة، وهما: حقّ الزوجة على زوجها، وحقّ الزّوج على زوجته.
لكنّ إشكالا يفرض نفسه يَرِد على تكييف مسألة خدمة المرأة زوجها: هل يُعدّ حقًّا للزوج وتكون المرأة -حالتئذٍ- مسؤولةً عن ضياع حقّه أو التقصير فيه، أم أنّه ليس بواجب عليها خدمتُه لأن المعقود عليه من جهتها الاستمتاع فلا يلزمها غيره؟ والمسألة محلّ نزاع بين اجتهادات الفقهاء، غير أنّه لا يخفى أنّ من الوظائف الطّبيعيّة للمرأة قيامَها بحقّ زوجها وخدمة أولاده وتدبير شؤون بيتها، فهذا العمل الطّبيعيّ تقتضيه الحياة المشتركة بين الزّوجين، ويُعدّ من المهمّات الأساسيّة في تماسك الأسرة وسعادتها، وفي إعداد جيلٍ طيّب الأعراق، قال صلّى الله عليه وآله وسلّم: «لَوْ تَعْلَمُ الْمَرْأَةُ حَقَّ الزَّوْجِ مَا قَعَدَتْ مَا حَضَرَ غَدَاؤهُ وَعَشَاؤهُ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهُ»(٢)، وقد وعى نساء الصّحابة رضي الله عنهم هذه المهمّاتِ الجليلةَ فهمًا وعملاً، ومن النّماذج الواقعيّة لهذا الجيل المفضّل أنّ فاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم كانت تخدم زوجها حتّى اشتكت إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ما تلقى في يدها من الرّحى(٣)، وكذلك ما رواه مسلمٌ عن أسماءَ بنتِ أبي بكر الصّدّيق رضي الله عنهما قالت: «كُنْتُ أَخْدُمُ الزُّبَيْرَ خِدْمَةَ الْبَيْتِ وَكَانَ لَهُ فَرَسٌ وَكُنْتُ أَسُوسُهُ، فَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْخِدْمَةِ شَيْءٌ أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْ سِيَاسَةِ الْفَرَسِ: كُنْتُ أَحْتَشُّ لَهُ وَأَقُومُ عَلَيْهِ وَأَسُوسُهُ…»(٤)، وما رواه الشّيخان عنها قالت: «تَزَوَّجَنِي الزُّبَيْرُ وَمَا لَهُ فِي الأَرْضِ مِنْ مَالٍ وَلاَ مَمْلُوكٍ وَلاَ شَيْءٍ غَيْرَ فَرَسِهِ، قَالَتْ: فَكُنْتُ أَعْلِفُ فَرَسَهُ وَأَكْفِيهِ مَئُونَتَهُ وَأَسُوسُهُ وَأَدُقُّ النَّوَى لِنَاضِحِهِ وَأَعْلِفُهُ وَأَسْتَقِي الْمَاءَ وَأَخْرِزُ غَرْبَهُ وَأَعْجِنُ وَلَمْ أَكُنْ أُحْسِنُ أَخْبِزُ وَكَانَ يَخْبِزُ لِي جَارَاتٌ مِنَ الأَنْصَارِ وَكُنَّ نِسْوَةَ صِدْقٍ، قَالَتْ: وَكُنْتُ أَنْقُلُ النَّوَى مِنْ أَرْضِ الزُّبَيْرِ الَّتِي أَقْطَعَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَأْسِي وَهِيَ عَلَى ثُلُثَيْ فَرْسَخٍ»(٥)، ومن أخلاق السلف نصيحة المرأة إذا زُفّت إلى زوجها بخدمة الزّوج ورعاية حقّه وتربية أولاده(٦).
هذا، وإن كان العلماء يختلفون في حكم خدمة المرأة لزوجها(٧) إلاّ أنّ الرّأي الأقرب إلى الصّحّة والمعروف الذي يتوافق مع وظيفتها الطّبيعيّة هو وجوب خدمتها لزوجها الخدمة المعروفة من مثلها لمثله وقيامها بحقّه، بحسَب حالها وظروفها، ولا تكليفَ عليها فيما لا قدرةَ لها عليه ولا إرهاقَ، وضمن هذا السّياق وتقريرًا لهذا المعنى فقد حقّق ابن القيّم رحمه الله هذه المسألة بقوله: «فاختلف الفقهاء في ذلك، فأوجب طائفةٌ من السّلف والخلف خدمتها له في مصالح البيت، وقال أبو ثور: عليها أن تخدم زوجها في كلّ شيءٍ، ومنعت طائفةٌ وجوب خدمته عليها في شيءٍ، وممّن ذهب إلى ذلك مالكٌ والشّافعيّ وأبو حنيفة وأهل الظّاهر، قالوا: لأنّ عقد النّكاح إنّما اقتضى الاستمتاع لا الاستخدام وبذل المنافع، قالوا: والأحاديث المذكورة إنّما تدلّ على التّطوّع ومكارم الأخلاق فأين الوجوب منها؟ واحتجّ من أوجب الخدمة بأنّ هذا هو المعروف عند من خاطبهم الله سبحانه بكلامه، وأمّا ترفيه المرأة وخدمة الزّوج وكنسه وطحنه وعجنه وغسيله وفرشه وقيامه بخدمة البيت فمِن المنكر، والله تعالى يقول: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [البقرة: 228]، وقال: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ﴾ [النّساء: 34]، وإذا لم تخدمه المرأة، بل يكون هو الخادم لها، فهي القوّامة عليه، وأيضًا: فإنّ المهر في مقابلة البُضع، وكلٌّ من الزّوجين يقضي وطره من صاحبه، فإنّما أوجب الله سبحانه نفقتها وكسوتها ومسكنها في مقابلة استمتاعه بها وخدمتها، وما جرت به عادة الأزواج، وأيضًا فإنّ العقود المطلقة إنّما تَنْزل على العرف، والعرف خدمة المرأة وقيامها بمصالح البيت الدّاخلة، وقولهم: إنّ خدمة فاطمة وأسماء كانت تبرّعًا وإحسانًا يردّه أنّ فاطمة كانت تشتكي ما تلقى من الخدمة، فلم يقل لعليٍّ: لا خدمةَ عليها، وإنّما هي عليك، وهو صلّى الله عليه وسلّم لا يحابي في الحكم أحدًا، ولمّا رأى أسماءَ والعلفُ على رأسها، والزبير معه لم يقل له: لا خدمةَ عليها، وأنّ هذا ظلمٌ لها، بل أقرّه على استخدامها، وأقرّ سائر أصحابه على استخدام أزواجهم مع علمه بأنّ منهن الكارهة والرّاضية، هذا أمر لا ريب فيه.
ولا يصحّ التّفريق بين شريفةٍ ودنيئةٍ وفقيرةٍ وغنيّةٍ، فهذه أشرف نساء العالمين، كانت تخدم زوجها وجاءته صلّى الله عليه وسلّم تشكو إليه الخدمة، فلم يُشْكِها، وقد سمّى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في الحديث الصّحيح المرأة عانية، فقال: «اتَّقُوا اللهَ فِي النِّسَاءِ فَإِنَّهُنَّ عَوَانٍ عِنْدَكُمْ»(٨)، والعاني: الأسير، ومرتبة الأسير خدمة من هو تحت يده ولا ريب أنّ النّكاح نوعٌ من الرّقّ، كما قال بعض السّلف: «النِّكَاحُ رِقٌّ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ عِنْدَ مَنْ يُرِقُّ كَرِيمَتَهُ»(٩)، ولا يخفى على المنصف الرّاجحُ من المذهبين والأقوى من الدّليلين»(١٠).
وقد سبقه إلى هذا التّقرير شيخه ابن تيميّة -رحمه الله- حيث قال: «وتنازع العلماء: هل عليها أن تخدمه في مثل فراش المنزل ومناولة الطّعام والشّراب والخبز والطّحن والطّعام لمماليكه وبهائمه مثل علف دابّته ونحو ذلك؟ فمنهم من قال: لا تجب الخدمة، وهذا القول ضعيفٌ كضعف قول من قال: لا تجب عليه العشرة والوطء؛ فإنّ هذا ليس معاشرةً له بالمعروف؛ بل الصّاحب في السّفر الذي هو نظير الإنسان وصاحبه في المسكن إن لم يعاونه على مصلحةٍ لم يكن قد عاشره بالمعروف، وقيل -وهو الصّواب- وجوب الخدمة؛ فإنّ الزّوج سيّدها في كتاب الله(١١- وذلك في قوله تعالى: ﴿وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ﴾ [يوسف: 25]، وعنى بالسّيّد الزّوج [«فتح القدير» للشّوكانيّ (3/ 18)].)؛ وهي عانيةٌ عنده بسنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم(١٢)، وعلى العاني والعبد الخدمة؛ ولأنّ ذلك هو المعروف، ثمّ من هؤلاء من قال: تجب الخدمة اليسيرة، ومنهم من قال: تجب الخدمة بالمعروف وهذا هو الصّواب، فعليها أن تخدمه الخدمة المعروفة من مثلها لمثله ويتنوّع ذلك بتنوّع الأحوال: فخدمة البدويّة ليست كخدمة القرويّة وخدمة القويّة ليست كخدمة الضّعيفة»(١٣).
ولا شكّ أنّ قيام الزّوجة بهذه المهمّة النّبيلة يحفظ للأسرة استقرارها وسعادتها، ويعمّق رابطة التّآلف والمودّة في ظلّ التّعاون على البرّ والتّقوى، وعلى الزّوج -من جهةٍ أخرى- أن يقدّر حالها ولا يحمّلها ما لا طاقةَ لها به، وله أن يعينها في بعض شؤونها ومهمّاتها للتّكامل والتّآزر، لا سيّما في حال مرضها أو عجزها أو زحمة الأعمال عليها اقتداءً بالنّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم الذي لم يأنف من مساعدة أزواجه، فعن الأسود قال سألتُ عائشة رضي الله عنها: مَا كَانَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتْ: كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ -تَعْنِي خِدْمَةَ أَهْلِهِ- فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ خَرَجَ إِلَى الصَّلاَةِ(١٤)، أي أنّه عليه الصّلاة والسّلام كان يخدم في مهنة أهله ويقمّ بيته ويخيط ثوبه و«يَرْقَعُ دَلْوَهُ»(١٥) ويخصف نعله ويحلب شاته ويخدم نفسه ويعمل ما يعمل الرّجال في بيوتهم، فإذا حضرت الصلاة قام إليها(١٦).
ويدلّ على مسئوليّة الزّوجة في القيام بحقّ الأولاد تربيةً ورعايةً قوله تعالى: ﴿وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ﴾ [البقرة: 233]، وقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا»(١٧).
هذا، وأخيرًا فالزوجة التي تؤدي حقّ ربّها وتطيع زوجها في المعروف، وتحافظ على نفسها في غيبته وتصون ماله وترعى أولاده وتخدمه الخدمة المعروفة من مثلها لمثله، بحسب حالها وظروفها، وتحرص على ما يسرّه ويرضيه وتبتعد عن كلّ ما يبغضه ويؤذيه ونحو ذلك لهي الزوجة الصالحة ومربية الأجيال وصانعة الرجال، ولقد صدق الشاعر حين قال:
الأُمُّ مَدْرَسَةٌ إِذَا أَعْدَدْتَهَا * أَعْدَدْتَ شَعْبًا طَيِّبَ الأَعْرَاقِ
الأُمُّ رَوْضٌ إِنْ تَعَهَّدَهُ الحَيَا * بِالرِّيِّ أَوْرَقَ أَيَّمَا إِيرَاقِ
الأُمُّ أُسْتَاذُ الأَسَاتِذَةِ الأُلَى * شَغَلَتْ مَآثِرهُمْ مَدَى الآفَاقِ(١٨)
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلّم تسليما.
الجزائر في: 12 ربيع الأول 1443ﻫ
الموافق ﻟ: 15 فبراير 2022م
١- أخرجه التّرمذيّ في «الرضاع» باب ما جاء في حق المرأة على زوجها (1163)، من حديث عمرو بن الأحوص رضي الله عنه. وحسّنه الألباني في «الإرواء» (7/ 96).
٢- أخرجه الطّبرانيّ في «المعجم الكبير» (20/ 160)، من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه، وصحّحه الألبانيّ في «صحيح الجامع» (5259).
٣- أخرجه البخاريّ في «النّفقات» باب عمل المرأة في بيت زوجها (5361)، ومسلم في «الذّكر والدّعاء» (2/ 1252) رقم (2727)، من حديث عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.
٤- أخرجه مسلم في «السّلام» (2/ 1042) رقم (2182)، من حديث أسماء بنت أبي بكر الصّدّيق رضي الله عنهما.
٥- أخرجه البخاريّ في «النّكاح» باب الغيرة (5224)، ومسلم في «السّلام» (2/ 1041) رقم (2182)، من حديث أسماء بنت أبي بكر الصّدّيق رضي الله عنهما.
٦- انظر «فقه السنة» لسيد سابق (2/ 233)، «موسوعة الخطب المنبرية» (1/ 1443).
٧- انظر الخلاف في «المغني» لابن قدامة (7/ 21)، «المجموع» [التّكملة الثّانية] (18/ 256).
٨- أخرجه الترمذي في «الرضاع» باب ما جاء في حق المرأة على زوجها (1163) بلفظ: «أَلاَ وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، فَإِنَّمَا هُنَّ عَوَانٍ عِنْدَكُمْ»، من حديث عمرو بن الأحوص رضي الله عنه. وأخرجه مسلم في «الحج» (1218) بلفظ: «فَاتَّقُوا اللهَ فِي النِّسَاءِ فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللهِ وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللهِ» [وعوانٍ: جمع عانية، وهي الأسيرة، انظر: «النهاية في غريب الحديث والأثر» (3/ 598)].
٩- أخرجه سعيد بن منصور في «سننه» (591) عن عروة بن الزبير قال: قالت لنا أسماء بنت أبي بكر: «يَا بَنِيَّ وَيَا بَنِي بَنِيَّ، إِنَّ هَذَا النِّكَاحَ رِقٌّ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ عِنْدَ مَنْ يُرِقُّ كَرِيمَتَهُ»، وقال الحافظ العراقي في تخريج أحاديث الإحياء (479): «رواه أبو عمر التوقاني في «معاشرة الأهلين» موقوفا على عائشة وأسماء ابنتي أبي بكر، قال البيهقي: وروي ذلك مرفوعا والموقوف أصحّ»، اﻫ.
١٠- «زاد المعاد» لابن القيم (5/ 187-189).
١١- وذلك في قوله تعالى: ﴿وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ﴾ [يوسف: 25]، وعنى بالسّيّد الزّوج [«فتح القدير» للشّوكانيّ (3/ 18)].
١٢- سبق تخريجه (انظر الهامش 8).
١٣- «مجموع الفتاوى» لابن تيمية (34/ 90).
١٤- أخرجه البخاري «الجماعة والإمامة» باب من كان في حاجة أهله فأقيمت الصلاة فخرج (676)، من حديث عائشة رضي الله عنها.
١٥- أخرجه ابن حبّان (5676) من حديث عائشة أم المؤمنين ولفظه بتمامه: «مَا يَفْعَلُ أَحَدُكُمْ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ: يَخْصِفُ نَعْلَهُ، وَيَخِيطُ ثَوْبَهُ، وَيَرْقَعُ دَلْوَهُ»
١٦- انظر: «فتح الباري» لابن حجر (2/ 163).
١٧- أخرجه البخاري في «الجمعة» باب الجمعة في القرى والمدن (893)، ومسلم في «الإمارة» (2/ 886) رقم (1829)، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
١٨- قصيدة «تربية البنات» لشاعر النيل: محمد حافظ إبراهيم -رحمه الله-.
من كلمات الشيخ فركوس الشهرية.
المصدر على الرابط.

http://www.ferkous.com/rep/M60.php




شكرا اخي على الطرح

تحياتي




اللهم اهدهم واهدينا شكرا لك ننتضر جديدك




التصنيفات
طفلي الصغير

الأسرة ودورها في تربية الأبناء

تعليمية تعليمية
بسم الله الرحمان الرحيم
إن وجود الأسرة هو امتداد للحياة البشرية، وسر البقاء الإنساني، فكل إنسان يميل بفطرته إلى أن يَظْفَرَ ببيتٍ وزوجةٍ وذريةٍ..، ولما كانت الأسرة اللبنة الأولى في بناء المجتمع لكونها رابطة رفيعة المستوى محددة الغاية، فقد رعتها الأديان عموما؛ وإن كان الإسلام تميز بالرعاية الكبرى، قال تعالى:(إنَّا عرضنا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ والجِبَالِ) جاء ضمن معاني الأمانة؛ أمانة الأهل والأولاد، فيلزم الولي أن يأمر أهله وأولاده بالصلاة، ويحفظهم من المحارم واللهو واللعب،لأنه مؤتمن ومسؤول عما استرعاه الله
ومسألة الاهتمام بالأسرة من القضايا العالمية التي زاد الحديث حولها؛ لا سيما في العصر الحاضر، وذلك على مستوى الدول والهيئات والمنظمات الدولية،حيث تحاول كل منها إيجاد صبغة من عند أنفسها، من ذلك رفعها لشعارات الحريـة والمسـاواة ؛ ودعواها إلى نبذ الأسرة التقليدية وتطوير بنائها، أو دعوى تحرير الأسرة المعاصرة من القيود وتعويضها بعلاقات شاذة محرمة .
وبالمقابل قام جمع من الكتاب في بيان المنهج الإسلامي في التربية
وإِنَّ التأكيد على أهمية دور الأسرة في رعاية الأولاد، لمن أَجَلِّ الأمور،التي يجب أن تتضافر جهود الآباء والأمهات، وأهل العلم، والدعاة، والتربويين، والإعلاميين.. للمحافظة على بناء الأسرة الصالحة في المجتمع، فهي أمانة أمام الله-تعالى- نحن مسؤولون عنها، فالمرء يُجزى على تأدية الحقوق المتعلقة بأسرته، إِنْ خيرا فخير وإلا غير ذلك، قال تعالى (يأَيُّهَـا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالحِجَارَة).
وانطلاقا من هذه الأهمية نتناول الحديث عن تعريف الأسرة، ومسؤولية الوالدين في تربية الأولاد، وبناء القيم والسلوك، وأهمية المعاملة الحسنة، ومخاطر تواجه الأسرة، وبعض التوجيهات للأسرة .

أولا – تعريف الأسرة :
قال ابن منظور: "أُسرةُ الرجل: عشيرتُه ورهطُهُ الأدْنَوْنَ لأنه يتقوى بهم، والأُسرةُ عشيرةُ الرجل وأهلُ بيته" وقد جاء في كتاب الله-عز وجل- ذِكْرُ الأزواج والبنين والحفدة، بمعنى الأسرة، قوله تعالى: (والله جَعَلَ لَكُم من أَنفُسِكُم أَزوَاجاً وَجَعَلَ لَكُم مِن أَزَوَاجِكُم بَنِين َ وَحَفَدَة وَرَزَقَكُم مِن الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللَّهِ هُم يَكْفُرُون)، يقول الشيخ عبد الرحمن بن سعدي -رحمه الله-: "يُخبر تعالى عن منَّتِه العظيمة على عباده،حيث جعل لهم أزواجا، ليسكنوا إليها، وجعل لهم من أزواجهم، أولاداً تَقَرُّ بهم أعينُهم ويخدمُونهُم، ويقضُون حوائِجَهم، وينتفعون بهم من وجوه كثيرة، ورزقهم من الطيبات من المآكل، والمشارب، والنعم الظاهرة، التي لا يقدر العباد أن يحصوها".

ثانيا: مسؤولية الوالدين في تربية الأولاد:
فطر الله -عز وجل- الناس على حب أولادهم قال تعالى : (المالُ والبَنُونَ زِينَةُ الحَيَاةِ الدنيا)، ويبذل الأبوان الغالي والنفيس من أجل تربية أبنائهم وتنشئتهم وتعليمهم، ومسؤولية الوالدين في ذلك كبيرة، فالأبناء أمانة في عنق والديهم، والتركيز على تربية المنزل أولاً، وتربية الأم بالذات في السنوات الأُوَل، فقلوبهم الطاهرة جواهر نفيسة خالية من كل نقش وصورة، وهم قابلون لكل ما ينقش عليها، فإن عُوِّدُوا الخير والمعروف نشأوا عليه، وسُعِدوا في الدنيا والآخرة، وشاركوا في ثواب والديهم، وإن عُوِّدُوا الشر والباطل، شقُوا وهلكُوا، وكان الوِزْرُ في رقبة والديهم، والوالي لهم
ويمكن القول بأن للأسرة دورًا كبيرًا في رعاية الأولاد – منذ ولادتهم – وفي تشكيل أخلاقهم وسلوكهم، وما أجمل مقولة عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- "الصلاح من الله والأدب من الآباء" . ومن يُحَلِّل شخصية صلاح الدين الأيوبي -رحمه الله-، فإنه سيجد أن سر نجاحه وتميزه سببه التربية التي تلقاها في البيت وما أجمل عبارة : " إن وراء كل رجل عظيم أبوين مربيين"، وكما يقول بعض أساتذة علم النفس : "أعطونا السنوات السبع الأولى للأبناء نعطيكم التشكيل الذي سيكون عليه الأبناء". وكما قيل : "الرجال لا يولدون بل يُصنعون".
وكما عبر الشاعر :

وينشأُ ناشئُ الفتيانِ مِنا
على ما كان عَوَّدَهُ أبُوهُ
وإهمال تربية الأبناء جريمة يترتب عليها أَوْخَم العواقب على حد قول الشاعر:

إهمالُ تربية البنين جريمةٌ
عادت على الآباء بالنكبات

وأذكر قصة في جانب الإهمال، سرق رجل مالاً كثيرًا، وقُدّم للحد فطلب أمه، ولما جاءت دعاها ليقبلها، ثم عضها عضة شديدة، وقيل له ما حملك على ما صنعت؟ قال: سرقت بيضة وأنا صغير، فشجعتني وأقرتني على الجريمة حتى أفضت بي إلى ما أنا عليه الآن .

ثالثا- الأسرة وبناء القيم والسلوك :
للوالِدَيْنِ في إطارِ الأسرة أساليبُ خاصة من القيم والسلوكِ تجَاهَ أبنائهم في المناسباتِ المختلفةِ، ولهذا فإن انحرافاتِ الأسرةِ من أخطرِ الأمورِ التِي تُوَلِّدُ انحرافَ الأبناءِ .
فالتوجيهُ القيمي يبدأُ في نطاقِ الأسرةِ أولاً، ثم المسجد والمدرسة والمجتمع . فالأسرةُ هي التي تُكْسِبُ الطفلَ قِيَمَهُ فَيَعْرِفُ الَحقَ والبَاطلَ، والخيرَ والشرَ، وَهو يَتلَّقَى هذه القيمِ دونَ مناقشةٍ في سِنيهِ الأولى، حيث تتحددُ عناصرُ شخصيتِهِ، وتتميزُ ملامحُ هويتِهِ على سلوكه وأخلاقه؛ لذلك فإن مسؤولية عائلَ الأسرةِ في تعليمِ أهلِهِ وأولاده القيم الرفيعة، والأخلاق الحسنة، وليس التركيز فقط على السعيِ من أجل الرزق والطعام والشراب واللباس..، قال : "ألا كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام الذي على الناس راع، وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته، وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية على أهل بيت زوجها وولده، وهي مسؤولة عنهم" ، وكان يقول صلى الله عليه وسلم لأصحابه -رضوان الله عليهم-:" ارجعوا إلى أهلِيكُم فأقيمُوا فيهم وَعَلِّمُوهم"
يقول ابن القيم -رحمه الله-: "فمن أهملَ تعليمَ ولدِهِ ما ينفعه، وَتَرَكَهَ سُدى، فقد أَساءَ إليه غايةَ الإساءة، وأكثرُ الأولادِ إِنما جاء فسادُهُم من قِبَلِ الآباءِ وإهمالِهِم لهم، وتركِ تعليمِهِم فرائضَ الدينِ وَسُنَنَه، فأضاعوها صغارًا، فلم ينتفعوا بأنفسِهِم ولم ينفعوا آباءَهُم كِبَارا).
وقصة الرجل مع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، الذي جاء يشتكي عقوق ابنه إلى أمير المؤمنين، فطلب عمر: أن يلقى ابنه، فسأل الابن عن عقوقه لوالده، فقال: إن أبي سماني جُعُلاً، ولم يعلمني آية واحدة..؛ فقال عمر للرجل: لقد عققت ابنك قبل أن يعقك.
ولذلك ينبغي تعويد الأولاد منذ صغرهم على بعض الأمور الأساسية، من ذلك:
أ-الأمر باعتناق العقيدة الصحيحة : تعريف الأبناء بأهمية التوحيد، وعرضه عليهم بأسلوب مبسط يناسب عقولهم .
ب-بعث روح المراقبة لله والخوف منه : بيان توحيد الأسماء والصفات، كالسميع والبصير والرحمن، وأثرها في سلوكهم .
ج-الحث على إقامة الصلاة لقوله صلى الله عليه وسلم: "مروا صبيانكم للصلاة إذا بلغوا سبعا، واضربوهم عليها إذا بلغوا عشرا، وفرقوا بينهم في المضاجع"
د- التحلي بمكارم الأخلاق والآداب العامة .

رابعا- المعاملة الحسنة في توجيه الأولاد :
أمر الإسلام بالمساواة في المعاملة بين الأولاد في العطاء المعنوي والمادي، وأوصى بمعاملة الإناث كالذكور معاملة متماثلة دون تمييز للأبناء على البنات.
لقد دعا الإسلام إلى إيجاد وسط مستقر ينشأ فيه الأبناء بعيدًا عن العقد النفسية والضغوط الاجتماعية، قال صلى الله عليه وسلم: "خيرُكُم خيرُكُم لأهلِهِ، وأنا خيرُكُم لأهلِي)) وكان عليه الصلاة والسلام يمازح الغلمان "يا أبا عُمير، ما فعل النغير"؟

وتتباين معاملة الأسر لأولادهم في ثلاثة أنواع :
النوع الأول : المعاملة القاسية : تتسم بالشدة في التعامل كالزجر أو التهديد أو الضرب بدون ضوابط أو حدود مشروعة، أو الإهمال للأبناء بحجة ظروف العمل، وكثرة الأسفار، فيحرم الأولاد من البر بهم والتعامل معهم .

النوع الثاني : المعاملة اللينة : يُلَبَّى فيها كل ما يطلبه الأولاد، ويُطلق عليها "التربية المدللة" والإفراط في الدلال يؤدي إلى خلق شخصية فوضوية.

النوع الثالث : المعاملة المعتدلة : تعتمد على المزج بين العقل والعواطف، وتوجيه النصح والإرشاد، وبهذا تتكون شخصية سليمة وصحيحة، وإذا لم يستجب الأولاد بالإرشاد والتوجيه يلجأ الأبوان إلى توبيخهم ثم هجرهم ثم حرمانهم من بعض الأشياء والأمور المحببة إليهم أحيانًا، وأخيرًا إلى ضربهم-إذا لزم الأمر- لإعادتهم إلى الطريق الصحيح، وهذا النوع من المعاملة هي المعاملة الصحيحة التي ينبغي أن تسير عليها الأسرة، يقول الدكتور أكرم ضياء العمري: "إن حب الطفل لا يعني بالطبع عدم تأديبه وتعليمه آداب السلوك الاجتماعي منذ الصغر، مثل تعويده على التعامل الحسن مع أصدقائه، وتعويده على احترام من هو أكبر سنا منه، وتعميق الرقابة الذاتية لديه، أي قدرته على تحديد الضوابط لسلوكه تجاه الآخرين ؛ فإذاً لا بُدَّ من التوازن بين التأديب للطفل والتعاطف معه، فكما أنه لا يصلح الخضوع الدائم لطلبات الطفل، إنه لا يصلح استمرار الضغط عليه وكَبْتِهِ، فالتدليل الزائد لا يُعَوِّدُهُ على مواجهة صعوبات الحياة، والضغط الزائد يجعله منطويا على نفسه مكبوتا يعاني من الحرمان".

خامسا- مخاطر تواجه الأسرة :
هناك مخاطر عديدة تواجهها الأسرة، ولا يمكن الإسهاب في تناولها، فنتناول أبرزها بإيجاز:

أ-التناقض في أقوال الوالدين وسلوكياتهم :
بعض الآباء والأمهات يناقضون أنفسهم بأنفسهم، فتجدهم يأمرون الأولاد بأمور وهم يخالفونها، وهذه الأمور تسبب تناقضا لدى الأولاد، فالأب الذي يكذب؛ يعلم أبناءه الكذب، وكذلك الأم التي تخدع جارتها بمسمع من بنتها تعلم ابنتها مساوئ الأخلاق.

ب-الانفصام بين المدرسة والأسرة:
الانفصام بين دور الأسرة في الرعاية والتوجيه، ودور المدرسة في التربية والتعليم؛ له آثار سلبية عديدة، ولذا ينبغي مد جسور التعاون بين الأسرة والمدرسة، وإيجاد جَوٍ من الثقة والتعاون في سبيل الرقي بالأولاد قدما نحو البناء والعطاء .

ج-وجود المربيات والخادمات الأجنبيات :
أصبح وجود المربيات والخادمات ظاهرة بارزة في المجتمع الخليجي، ولا شك أن وجود هؤلاء له آثار خطيرة في التنشئة الاجتماعية للأسرة، لاسيما هؤلاء الكافرات وذوات السلوكيات المنحرفة، لا بد أن تعي كل أسرة خطورة وأبعاد وجود الخادمات والمربيات الأجنبيات وتحذر من شرورهن.

د-وسائل الإعلام :
تؤكد نتائج الأبحاث والدراسات بما لا يدع مجالا للشك أن الطفل العربي المسلم يتعرض لمؤثرات خطيرة، وأن شخصيته وهي في مراحل تكوينها تخضع لضغوط سلبية متنوعة .. يقول شمعون بيريز-رئيس وزراء إسرائيل السابق-: "لسنا نحن الذين سنغير العالم العربي، ولكنه ذلك الطبق الصغير الذي يرفعونه على أسطح منازلهم".

هـ- الفراغ وعدم الإفادة من الوقت :
ينبغي أن يشغل الأبناء في أوقاتهم بالنفع والفائدة، يقول النبي ‘: (نعمتانِ مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس، الصِّحة والفراغ ). فهناك الأعمال التي يسهمون فيها بمساعدة والديهم والبِرِّ بهم، ويمكن تعويدهم حضور مجالس الذكر وحلق العلم، وتلاوة القرآن الكريم، وقراءة قصص الصحابة والصالحين، أو الاستماع إلى الأشرطة النافعة وغير ذلك.

وأخيرًا؛ أذكر مجموعة من التوجيهات التربوية الموجزة :
1-محاولة تخصيص وقت كاف للجلوس مع الأبناء، وتبادل الأحادبث المتنوعة: الأخبار الاجتماعية والدراسية والثقافية وغيرها .
2-التركيز على التربية الأخلاقية والمُثُل الطيبة، وأن يكون الوالدان قدوة حسنة لأبنائهما .
3-احترام الأبناء عن طريق الاحترام المتبادل، وتنمية الوعي، والصراحة، والوضوح.
4- فهم نفسية الأولاد، وإعطاؤهم الثقة في أنفسهم .
5-إشراك الأولاد في القيام بأدوار اجتماعية وأعمال نافعة .
6-قبول التنوع في اختيارات الأبناء الشخصية، كاختيار اللباس وبعض الهوايات..، طالما ليس فيها محاذير شرعية.
7-التشجيع الدائم للأولاد والاستحسان والمدح؛ بل وتقديم الهدايا والمكافآت التشجيعية، كلما قَدَّموا أعمالاً نبيلة ونجاحًا في حياتهم.
8-عدم السخرية والتهديد بالعقاب الدائم للأبناء، متى ما أخفقوا في دراستهم أو وقعوا في أخطاء من غير قصد منهم؛ بل يتم تلمس المشكلة بهدوء، ومحاولة التغلب على الخطأ بالحكمة، والترغيب والترهيب.
9-عدم إظهار المخالفات والنزاعات التي تحدث بين الوالدين أمام سمع أبنائهم .
10-الصبر الجميل في تربية الأبناء، وتحمل ما يحدث منهم من عناد أو عصيان، والدعاء بصلاحهم وتوفيقهم .
ومن هنا أود التأكيد مرة أخرى، على أن دور الأسرة في رعاية الأولاد ؛ هو أقوى دعائم المجتمعِ تأثيرًا في تكوينِ شخصيةِ الأبناء، وتوجيهِ سلوكِهمِ، وإعدادهم للمستقبل .

تعليمية تعليمية




شكرا لك أختي على الموضوع




بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

مشكووووووره والله يعطيك الف عافيه




التصنيفات
طفلي الصغير

دور الأسرة في تكوين شخصية الطفل الناجح

بسم الله الرحمان الرحيم
تعليمية
أسرة الشخص من أقوى العوامل الخارجية التي تؤثر في تكوين شخصيته وتتحكم في سلوكه ففيها يمارس تجاربه الأولى ومنها يستمد خبراته وعنها يقتبس العادات والتقاليد ويعرف معنى الخطأ والصواب ودور الأسرة في هذا المجال يفوق ماعداه لسببين :

أولهما : إن اتصال الفرد بأسرته خلال طفولته الأولى هو اتصال مطلق لا يعتريه انقطاع ولا تتخلله علاقات أخرى تعارض في تأثيرها فأثير الأسرة أو تحد منه .‏
ثانيهما : أن الطفل تتفتح عيناه أو ل ما تتفتحان على مجتمع أسرته فهو يهل عليها بشخصية غضه مهيأة للطفل والتشكيل ,ولذلك فإن ما تتركه الأسرة في نفس الفرد وعلى الأخص في طفولته الأولى وفي سن الحداثة يرسب في الأغوار ويستقر في الأعماق ويلازمه طيلة حياته ويؤثر إلى حدكبير في سلوكه سواء كان الفرد واعياً لذلك أو غير واع .‏
والأسرة قد تكون سوية وقد لا تكون واستواء الشخصية في غالب الأحوال مرهون باستواء الأسرة وخللها في الغالب مرتبط باختلالها ,غير أن هذا الحكم مبناه الغلبة لا التعميم والرجحان لا اليقين فليس من المحتم أن يقضي استواء الأسرة في كل حال إلى استواء الشخصية ولا أن يؤدي الخلل في الأولى إلى اختلال الثانية ولو عممنا الحكم وأطلقناه لأهدرنا بذلك سائر العوامل التي تؤثر في تكوين الشخصية وتتحكم في سلوك الفرد وتعتبر الأسرة سوية إذاتوفرت لها مقومات معينة أبرزها التكامل والصلابة واستقامة الأبوين والتزامهما بأصول التربية السليمة واعتدال حجم الأسرة واستواء وضعها الاقتصادي فإن أصاب الخلل واحداً أو أكثر من هذه العناصر اهتزت الأسرة وتخلخل كيانها وانعكس ذلك على شخصية أبنائها وعلى سلوكهم وبات من المحتمل أن ينحرفوا ويسقطوا في حمأة الرذيلة .‏
ويقصد بالتكامل اجتماع الأبوين معاً على رأس الأسرة وقد ينقطع هذا التكامل بفقد أحد الوالدين أو كليهما نتيجة وفاة أو طلاق أو هجر أو انفصال وقد يرزأ الأبناء فضلاً عن ذلك بزوج أم أو بزوجة أب فيكون حالهم أسوأ مالاً ويأخذ حكم الفقر في هذا الشأن عجز أحد الأبوين أو كليهما عن رعاية الأبناء لمرض عقلي أو عضوي ألم به وطال أمده أو عاهة أصابته كعمى أو بكم أو صمم أو لكهولة أنهكته وأوهنت قواه .‏
كما يأخذ حكم الفقر أيضاً انصراف كلا الأبوين أو أحدهما عن البيت جل وقته وانقطاعه عن الأبناء معظم يومه حتى ولو كان ذلك في سبيل كسب الرزق أو توفير أسباب الرفاهية للأبناء وتأمين مستقبلهم ,فالتكامل المعتبر في استواء حياة الأسرة لا يقتصر أمره على مجرد وجود الأبوين معاً على رأسها ,ذلك وضع مادي خالص قد لا يختلف أثره كثيراً عن اختفاء كلا الأبوين أوأحدهما تماماً إذ يكون الأبناء في الحالين عرضة للحرمان والضياع وإنما يقصد بالتكامل المثمر وجود الأبوين قريباً من نفوس الأبناء وعقولهم يحيطونهم بالحب والرعاية في الحنان ,ويعلمانهم من أمور الحياة والناس ما لا يعملون .‏
أما تماسك الأسرة أو صلابتها فأساسه ما يربط الأبوين من محبة ومودة ويملأ حياتهما من وئام ووفاق ,وما يشعر به كل منهما تجاه صاحبه من تقدير واحترام فإن تخلف هذا العنصر وحل محله الشقاق بين الزوجين فكثرت بينهما المشاحنات وافتقر كل منهما حب الآخر وتقديره وعجزاعن كتمان خلافهما فخرجا به أمام الأبناء أو على الملأ مما يفقد البيت هدوءه وبهجته وغدا كئيباً مقبضاً ,وقد تهتز شخصية الأبناء لهذا الخلاف اهتزازاً شديد اً وعلى الأخص إذا استحكم الخلاف واستطال وقد تصبح شخصيتهم أدنى إلى الالتواء منها إلى الاستواء .‏
وأما استقامة الأبوين فأثرها واضح لا يحتاج إلى برهان فالإنسان في طفولته وحداثته يتطلع دائماً إلى أبويه على أنهما مثل أعلى يعتز به وقدوة ينهج نهجها ويترسم خطاها ومن قبل قال الأوائل كل فتاة بابيها معجبة وقد يكون الأبوان كلاهما أو أحدهما مثلا قبيحاً وقدوة سيئة كأ ن يكون من العاكفين على المواد المسكرة أو المخدرة أو يكون ممن يزدرون الدين والخلف بوجه عام فلا يأبه بهما ولا يقيم لأحكامهما وزناً وقد تتحقق للأسرة عناصر التكامل ومع ذلك تضطرب شخصية الأبناء ويعوج سلوكهم لجهل الأبوين بأحوال التربية الصحيحة فمثلاً قد يعاني الأبناء من الشعور بالمرارة والخذلان لما يلقونه داخل الأسرة من ازدراء وتحقير وقد يعانون شعور بالخوف والتوجس لما ينالهم من الأبوين من قسوة بالغة وأذى متصل بالحق والباطل أو شعور الأبناء بالحقد والغيره بسبب تفرقة الأبوين لغير علة بين أبنائهما .‏
وقد يعاني بعض الأبناء من شعور بالنقص والقصور لحرمانهم الدائم مما يشتهون مع القدرة ظناً منهم أن الرضوخ لمطالب الأبناء ضعف وإفساد أو العكس أ ي رضوخ الأبوين لنزوات أبنائهم وتلبية كل رغباتهم سواء كانت معقولة أو حمقاء , هذا إضافة إلى الوضع الاقتصادي وتأثيره الكبير على الأسرة وانعكاسه على الأبناء فلابد من الوعي المعرفي القائم على الأساس العلمية وعلى القيم والمبادى ء الراسخة المستمدة من ديننا العظيم‏

تعليمية




جزاك الله كل خير أختي




شكرا سيدة غاية الهدى على هذا النقل المميز للاستاذ عمرو خالد




شكرا وبارك الله فيك أختي وسيدتي الكريمه غايه الهدى واصلى التألق فى سما هذا المنتدى الذي لا يتمنى الاستغناء عنك
تقبلى مروري




السلام عليكم

شكرا لمرورك يا " سارة " لكنه ليس نقلا للأستاذ عمرو خالد اخترت الصورة فقط

جزاك الله خيرا يا " مؤمنة على المرور الكريم والكلمة الطيبة

تعليمية




تعليمية




شكرا لك شهودة على المرور والمعايشة

دمت وفية للقراءة……




التصنيفات
طفلي الصغير

الأسرة وصناع المستقبل

تعليمية

الأسرة وصناع المستقبل

الأسرة هي البيئة الأولى التي يولد فيها الفرد .. وينمو .. ويشب .. ويترعرع ..
وهى الوسيط الأول للتنشئة الاجتماعية .
وهي عماد المجتمع حقاً .. فهي اللبنة الأولى في المجتمع ..
والتنشئة الأسرية الجيدة : هي التي تشجع على إبراز التفكير الابداعى عند الأبناء ..
ولهذا لنا أن نقول : أنه ليست كل الأسر بيئة صالحة لتنشئة وإخراج المبدعين ..ولهذا فللأسرة التي تسعى لأن يكون ولدها من صناع المستقبل سمات نذكرها :

• أن تتخلص من عقدة " الألفة " .. والتفكير على نحو غير مألوف .. وغير شائع .
• لابد من تعليم ولده بأن …. " هناك وجهاً آخر للحقيقة " .
• أن تتقبل كل مخرجات التفكير الابداعى .. والابتكارى لولدها .. حتى لو أثر على مجال آخر داخل الأسرة .. وداخل المجتمع .. فلا نمو ولا تطور إلا بالتفكير الابتكارى .
• أن تعلم أن كل طفل مبدع في مجال ما .. ولكن السؤال : ما دورنا في إخراج هذا الإبداع ؟! ، ما دورنا في رعايته وتنميته ؟! .
• أن الأم تؤثر وبشدة في تنمية إبداع ولدها .. فالأم ذات الطابع المستقر تُولد لدى ولدها شعوراً بالأمن والطمأنينة .. والاستقرار .. مما يجعله منطلقاً مستقراً .. وأما خلاف ذلك فلا ..
• أن يتمتع الوالدان بالابتكارية أو على الأقل بالتفكير الابتكارى .. حتى يستطيعوا أن يخرجوا إبداعات ولدهم .. ويشاركوه فيها .
• أن تعلم أن خلق الفرص المناسبة للعب .. والتخيل .. وحرية التعبير .. وإشاعة الثقة بالنفس .. والتقدير من الأشياء الهامة جداً لأولادنا صناع المستقبل .
• أن تدرك جيداً أن أكثر المبدعين قد وصفوا آباءهم : بأنهم أقل ميلاً إلى التسلط والقهر .. كما وصفوا أمهاتهم بأنهن أقل في التباعد العدائى والقهر.
• أن تدرك الأسرة أن البدايات كثيراً ما تكون صعبةً .. وخصوصاً عندما يكون موضوع الابتكار أصيلاً وفريداً .
• أن تعلم الأسرة أن الطفل الذي يداوم على الاستفسار والسؤال .. " لماذا " ….. أو " كيف " أو …. " أين " أو ما شابه ذلك .. لكل ما يحيط به من أشياء يصل حتماً للابتكار عندما يكبر .. لكن بشرط أن نتعامل معها بصورة جيدة .
• أن نجتهد في غرس الثقة في طفلك .. والتعامل معه على أن له شخصية قادرة على المشاركة .. وتحقيق النجاح من خلال النقاش مع أطفالنا من خلال ما نثيره من موضوعات مختلفة .
• أن نجتهد في إتباع أساليب التربية التي تأخذ صورة التوجيه وليس الضغط .. والترشيد وليس السيطرة والقهر .
• من عدم الاستحسان المطلق للتقليد والمجاراة ، فالطفل وهو يفصح عن إبداعاته يختلف بالضرورة عن أهله وأقرانه ومن حوله فى أسلوب تفكيرهم .

جلسة أسرية إبداعية
وهي جلسة أسرية يُحدد فيها فكرة ما يراد تحديدها .. أو مشكلة معينة يراد حلها .. أو صياغة معينة يراد الوصول إليها .. تجتمع الأسرة فيها لتعصف ذهنها لفترة زمنية محددة .. لتصل لما تريده .. وتعتبر مثل هذه الجلسات مقدمة للابتكار والإبداع .. وتسمى جلسة عصف ذهن ..

مدتها : من عشرة دقائق إلى خمس عشرة دقيقة .

أفرادها : يدعى إليها جميع أفراد الأسرة .

ضوابطها : وتكون وفقاً لما يأتي :
• لا يسمح لأي نقد للفكرة المطروحة .. لضمان عدم تشتيت الأذهان .
• يشجع الحضور على اقتراح الحلول .. مهما بدت بعيدة .
• يدفع الجميع إلى الاستفادة من الأفكار المقترحة .. ودمجها .. بل وتطويرها .
• اختيار الوقت المناسب للحضور .. بحيث يكون الجميع في حالة صفاء ذهني .

• إعطاء الوقت الكافىء للجميع لعرض أفكارهم .. ونتاج عقولهم .
• يهتم بتسجيل كل الأفكار المعروضة .. مهما بدت بعيدة .
• يذكر في نهاية الجلسة النتائج التي وُصل إليها .. مع الاتفاق على الواجبات العملية .

فوائدها :
• التقارب بين أفراد الأسرة .
• غرس قيمة الشورى في أولادنا .
• تعويد أولادنا على التفكير والإبداع .
• تنشيط عقول أولادنا.

تعليمية




راق لي ما جلبت اخي
جزاك الله خيرا على الجلب الطيب للموضوع
تحيااتي مع مزيد من التقدم و النجاح
دمت و دام نزف قلمك معطاء لهذا المنتدى .




موضوع هام و قيم

بارك الله فيك اخي

بانتظار جديدك




تعليمية

شكرا لمروركم سررت كثيرا بذلك تشجيعكم بعث في نفسي روح البحث والعطاء
لكم مني أجمل تحية من على الكرة الأرضية دمتم ذخرا للعلم والمعرفة
وبارك الله فيكم أخني رنين وشهد العسل أتمنى أن تكون كل أيامكم عسل
تعليمية





جزاك الله كل خير
وننتظر مزيد من ابداعاتك القيمه




التصنيفات
الحياة الزوجية

الكلمة الطيبة لها تأثيرها في الأسرة

ا( الكلمــــــة الطيبـــــــة صدقــــــــة )ا

للرجل طبيعته الخاصة في التعبير عن مشاعره بخلاف المرأة وطبيعتها ،
لأن المرأة إذا أرادت أن تعبر عن مشاعرها فإنها تتكلم وتقول أنا أحبك أو
إني اشتقت إليك.. وأنا بحاجة إليك وإني أفتقدك ، وهذه الكلمات كثيرًا ما
ترددها الزوجة على زوجها


ولكن الرجل من طبيعته أنها إذا أراد أن يعبر عن مشاعره فانه يعبر بالعمل
والإنتاج وقليلا ما يعبر بالكلام ، فإذا أراد الرجل أن يخبر زوجته أنه
يحبها فانه يشتري لها ما تريد مثلا
أو أن يجلب بعض المأكولات أو المشروبات للمنزل أو بعض قطع الأثاث.. فهذا العمل بالنسبة للرجل تعبير عن الحب

ا( ده اللي بيجيب .. لأن في ناس لا بتتكلم ولا بتجيب !! )ا

وهذه بالتأكيد طبيعة سلبية في الرجل تجاوزها الرسول الكريم عليه صلوات ربي

فكون النبي صلى الله عليه وسلم يصف حبه وعاطفته لعائشة رضي الله عنها
فمعنى هذا أنه يلاطفها ويدللها ويعطي الزوجة ما تتمنى سماعه من زوجها
وحبيبها وهذا مقام عال في التعامل بين الزوجين

ولهذا روى ابن
عساكر عن السيدة عائشة رضي الله عنها: أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال
لها: (( أما ترضين أن تكوني زوجتي في الدنيا والآخرة ؟ )) قلت: بلى .
قال: (( فأنت زوجتي في الدنيا و الآخرة )) / صححه الألباني

كيف ستكون نفسية عائشة رضي الله عنها ومشاعرها عندما تسمع هذه الكلمات التي تعطيها الأمن والأمان بالحب والمودة في الدنيا والآخرة ؟

فـ استوصوا بالنساء خيرا ^__^




إالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إذا أحسنت الزوجة معاملة زوجها وفهمته وعرفت ما يغضبه وما يفرحه
ستكون هناك ملاطفة وحب لأن الزوج بطبيعته لا يحب المرأة النكدية
والعصبية والمرأة المسترجلة
كل إمرأة تحب كسب زوجها يجب أن تبادر هي بالحب
كما يقول المثل من يجني حبا يقطف غراما وعشقا
ومن لم تنجح في زواجها يجب أن تعلم بأنها مقصرة من
ناحية الحب ولا لوم على زوجها أبدا
لأن الرّجل بطبيعته طفل صغير يبحث دائما عن الحنان
لأنه إنتقل من حنان الأم ليلقى حب زوجته
وإذا إفتقد هذا الحب فلا يستطيع تحمل
العيش بهناء أبدا
لذا أنصح بناتي أن تتعلّمن كيفية التعامل مع زوجهن من كل الجوانب
كي لا تتعثر في أخطاء الزوجات السابقات
إعذروني إذا أكثرت الكلام




شكرا عطرة الصفحة بمرورك




بارك الله فيك أختي الفاضلة على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق




التصنيفات
الحياة الزوجية

الأسرة في ظل الاسلام

بسم الله الرحمان الرحيم
الأسرة في ظل الاسلام

دالمحامي حيدر البصري

لكون الدين الإسلامي هو الدين الخاتم لكل الأديان، والذي جاءت أحكامه متناسبة مع ما وصل إليه العقل البشري من الكمال والرقي، كانت عناية هذا الدين بالأسرة أكثر من غيره من الأديان.

إن هذا الأمر لم يكن ليخل بالأديان الأخرى أو ينال منها. ولكن الذي يجب إن يدرك. هو أن تلك الأديان لم يكن نطاق ساحتها ليشمل العالم كافة بل جاءت لمرحلة زمنية مؤقتة، كما أنها لم تسلم من يد التحريف في حين كانت ساحة الإسلام أوسع فهو الدين الذي جاء للبشرية كافة، والذي تكفلت اليد الإلهية بالمحافظة عليه من أن تمتد له يد التحريف.
إن عناية الإسلام بالأسرة لم تقتصر على تلك المرحلة الزمنية التي تكون الأسرة فيها واقعاً قائماً، إنما "تنبت الشريعة الاهتمام بمقدمات بنائها قبل قيامها. فهناك مقدمات مهمة لاختيار الزوج لشريكه حتى يكون البناء الأسري سالماً ودائماً، هذا إضافة إلى الاهتمام البالغ بالأسرة بعد قيامها ودوام ذلك إلى ما بعد قيامها وخصوصاً حول تحديد العلاقات بين الزوجين، وبين ثمار العائلة وهم الأطفال"1.

لقد عنيت الأحكام الإسلامية بتثقيف المسلم بالثقافة الأسرية الصالحة التي تقوم على مبادئ الفضيلة وتركيزها في نفسه، وهذا هو دأب الإسلام إذ يهتم بزرع مبادئه في النفوس. فكان من أثر هذه السياسة أن أورد لنا التاريخ على صفحاته من قصص الحياة الأسرية مما يعده الجاهل بالإسلام ضرباً من ضروب الخيال.
إن هذه القصص تعكس لنا بوضوح مدى ترسيخ التعاليم الإسلامية في نفوس أصحابها الذين يسحقون أنفسهم وفاء للحياة الزوجية تقرباً إلى الله تعالى.

قال الأصمعي الذي كان وزيراً للمأمون:
"كنت أرافق المأمون في قافلة صيد ترفيهية، وفي أثناء المسير أضعت القافلة لأرى نفسي وحيداً في صحراء قاحلة، وبعد مسيرة تحملية شاهدت من بعيد خيمة تلوح في الأفق فتحركت صوبها لأجد فيها امرأة شابة جميلة فسلمت عليها، وجلست في ظل خيمتها وقلت لها:
هل لي شربة ماء؟
فتغير لونها وقالت:
لم أكتسب إذناً من زوجي في مثل هذا الأمر، وإن كان لك أن تشرب شيئاً فهذا غذائي أقدمه لك وهو ضياح من لبن.

يقول الأصمعي: شربت اللبن، وجلست في ظل الخيمة ساعة، وبعدها شاهدت فارساً على جمل، فقامت المرأة من جلستها، وحملت بيدها قليلاً من الماء وكأني بها تنتظر ذلك الفارس.

وصل الفارس إلى الخيمة وكان زوجها، فقدمت له الماء ليشرب ثم نزل عن جمله وإذا به رجل عجوز، أسود الشكل قبيح، لا يطاق منظره، سيء الخلق والأخلاق، فهمَّت المرأة نفسها وجاءته بطبق وإبريق لتغسل به يديه ورجليه ووجهه.

بدأ زوجها بالتحجج، وإثارة ما لا يثيره العاقل الفطن، حيث كان يسيء مخاطبتها، وتتلطف له بالرد، ولسوء خلق لم أتحمل الجلوس في ظل خيمته بل فصلت الجلوس في الشمس المحرقة بعيداً، على أن أجلس إلى خيمته وأستمع إلى سوء أدبه.

وما أن تحركت حتى قامت امرأته لتوديعي، حيث لم يكن هو مهتماً لهذا الموضوع بالمرة، وعندها دنت المرأة مني قلت لها:
أيتها المرأة، إنك شابة جميلة، فلِمَ ارتباطك بهذا الشيخ العجوز الذي لا يمتلك من حطام الدنيا إلاّ أخلاقاً سيئة وجملاً هزيلاً، بالإضافة إلى شكله القبيح؟
فأجابت بعد أن بان عليها الامتعاض:
أيها الرجل أتريد الإيقاع بيني وبينه، ألا تعلم بأن الدنيا زائلة، والآخرة دائمة، وأنني بعملي هذا أروم رضا الله تعالى، ألم تسمع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الإيمان نصفان: نصف في الصبر، ونصف في الشكر"؟
وإن تحملي لسوء خلقه يصل بي إلى درجات الصبر الساميات، وعليه يجب أن أشكر الباري تعالى على هذه النعمة، فنعمة الصبر تحتاج إلى شكر، لذا سأديم خدمتي لزوجي حتى يكتمل إيماني"2.

إن موقفاً نبيلاً مثل هذا إنما هو نتاج التربية التي ربى عليها الإسلام أبناءه.

لقد دافع الإسلام عن الأسرة وتجسد دفاعه عنها خلال مرحلتين: (1) المرحلة الاحترازية: وتتمثل بالأسس التي جاء بها الإسلام كمنهاج يسير على ضوئه من يروم تأسيس الأسرة.

(2) المرحلة العقابية: وتتمثل بالعقوبات الصارمة التي وضعها الإسلام لمن يحاول النيل من الأسرة ككيان قائم والإخلال بها.

فالإسلام وضع أقسى العقوبات لمن يريد العبث بقدسية الأسرة، فالرجم بالحجارة مع قساوته في الظاهر إلاّ أنه يمثل الرحمة بالإنسانية ـ في باطنه ـ في مواجهة من يسعون في دمار الأسرة، وجعل ثمراتها بلا مستقبل.

لم تكن هذه العقوبات مما تفرد به الإسلام، إنما هي "مما جاءت به كل الشرائع السماوية، وهي عقوبة ردع أكثر منها عقوبة انتقام، لأن الإنسان الواعي يفكر بعقله ويدرك خطورة هذه الآثام، أما غير الواعين فإنهم لا يقدرون خطورة العمل إلاّ بمعرفة طرق العقوبة"3.
لقد كان من نتيجة الاهتمام الذي أبداه الإسلام بالأسرة أن حافظت هذه المؤسسة ـ ولم تزل كذلك ـ على مكانتها، ودورها الهام كمؤسسة تربوية، رغم تقلص دور هذه المؤسسة الاجتماعية وفقدانها لأغلب وظائفها في ظل الكثير من النظريات التي سادت العالم على مر العصور.

إن هذه الحقيقة التي تقول بها وتشهدها مجتمعاتنا الإسلامية أدركها الكثير من علماء الغرب ومسؤوليه، بل وأدركته حتى الشعوب الغربية ذاتها.

اعتراف مسؤولي الأمم المتحدة بأهمية الأسرة في الإسلام:
لقد "أقر مسؤولوا الأمم المتحدة عن الأسرة، بأن مفهوم هذه الكلمة (الأسرة) لم يعد له معنى في العالم كله إلاّ في البلدان الإسلامية"4.

الزواج في الإسلام:
لم يكن الإسلام ينظر إلى الزواج تلك النظرة التي تنظر إليه من خلالها النظريات المادية، من أنه وسيلة لإشباع الرغبة ال***ية الملحة والتي تكمن في النفس الإنسانية حسب، أو على أنه ـ الزواج ـ التنظيم الاجتماعي للغريزة ال***ية فقط. إنما ينظر الإسلام للزواج هذه الرابطة المقدسة نظرة أعلى وأكبر من هذه.

فالإسلام يرى في الزواج "فوائد كثيرة، وكثيرة جداً، وإن إرضاء الغريزة ال***ية مقابل تلك الفوائد لا يعد شيئاً"5.

إن الإسلام ينظر للزواج على أنه "إيجاد علاقة زوجية بين الرجل والمرأة لبناء أسرة جديدة وإيجاد جيل جديد، لا إشباعاً للغريزة ال***ية فقط، ولا إطفاءً للشهوة الحيوانية فحسب، ولا لاستخدام الزوجة واتخاذها خادمة لزوجها وأولاده. بل هي سيدة ومربية أولادها"6.

إن بعض النظريات جعل الدافع الذي يتحرك الإنسان على ضوئه باتجاه الزواج وتكوين الأسرة هو الدافع الغريزي، نحو الشهوة ال***ية فقط، تلك الشهوة والغريزة التي بالغت بعض النظريات في تقديسها بحيث جعلت تحركات الإنسان كلها محكومة بدوافع هذه الغريزة.

ونحن حين نقول بأن الإسلام لا يجعل الدافع نحو الزواج هو الغريزة ال***ية لا نعني بذلك أن الإسلام ينفي أثرها ـ الغريزة ال***ية ـ تماماً في هذا المضمار، إنما نعني بذلك أن الغريزة ال***ية لا يجب أن تكون هي الدافع الوحيد الذي يدفع الإنسان نحو الزواج وتكوين الأسرة. بحيث تنتفي حاجة الإنسان إلى تكوين الأسرة وتحمل مسؤولياتها فيما لو انتفت تلك الغريزة أو أشبعت بطريقة ما.

إن الإسلام لا يريد من الغريزة أن تكون سبباً تاماً في الاندفاع نحو الزواج، بل يريد الإسلام لهذه الغريزة أن تكون جزء سبب في الاندفاع بحيث تشكل مع غيرها من الأسباب ـ من قبيل السعي نحو حفظ النسل، وإشباع الغريزة الأبوية من جانب الأب وغريزة الأمومة من جانب الأم وغيرها من الأسباب ـ سبباً تاماً.

—————-

الهوامش 1 الرجل والمرأة ص 41. 2 الأخلاق البيتية ص 195-196. 3 الرجل والمرأة ص 52-53. 4 نفس المصدر ص40. 5 الأخلاق البيتية ص 123. 6 الإسلام والتعاليم التربوية ص 48.
Tags في ( الأسرة في ظل الإسلام…….دالمحامي حيدر البصري ):

-منقول للإفادة –
تعليمية




شكرا سيدة غاية الهدى على الموضوع القيم




بارك الله فيك و جزاك خيرا




شكرا شكرا شكرا




بارك الله فيك ع الجلب المتميز




بارك الله فيك أختي الفاضلة على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق




التصنيفات
مادة الفلسفة 3 ثانوي : باشراف الاساتذة أم يحيى

مقالة حول الأسرة

– هل الأسرة مؤسسة قابلة للانحلال و التلاشي ؟

إذا كانت الأسرة هي الخلية الأساسية للمجتمع و ثمرة لنظام الزواج ، فما هو الدور الأساسي الذي يجب إن تلعبه في الحياة الاجتماعية ؟ و إذا كانت الحياة الزوجية معرضة لعوائق و مشاكل فكيف السبيل إلى مواجهتهـــا ؟ما هي الأسـرة ؟ الأسرة هي كل جماعة من الناس يعيشون معا في إطار مؤسسة الزواج ، و القرابــة
طرح المشكلة :هل الأسرة مؤسسة قابلة للتلاشي ؟
ا- الموقف الأول / .إن الأسرة مؤسسة قابلة للانحلال وذلك بتلاشي وظائفها ، إذ بإمكان الفرد أن يستغني عنها وتلبية مطالبه الأساسية لوحده ، فالشباب في المجتمعات الغربية بمجرد بلوغهم سن الرشد يغادرون عائلاتهم ويتحملون مسؤوليتهم في بناء مستقبلهم لوحدهم ، وأكثر من ذلك أصبحوا ينظرون إلى الروابط الأسرية كقيود تقضي على حريتهم وعلى كيانهم الفردي المستقل. إن الشعور بالأنا يقتضي التحرر من سلطة الوالدين حسب رأي البعض . هذا من جهة ،ومن جهة ثانية اعتبر الفيلسوف الألماني هيجل Heggelأن نهاية الأسرة هو الانحلال ليتحول أعضاؤها أفرادا في المجتمع يخضعون لسلطة خارجية ، تربطهم قوانين موضوعية لا روابط عاطفية و ذاتية كحال الأسرة ، و الأسرة في نظر الشيوعيين مؤسسة تكرس الانقسام و تعمق الفوارق بين الناس وتهدف إلى إنشاء مجتمع الطبقات الذي لا يخدم المجتمع الشيوعي القائم على المساواة و العدالة الاجتماعية ، لقد كانت الأسرة سببا في نشوء السلطات الملكية التي استولت على حرية الشعوب وممتلكاتهم ، كما كانت سببا في بقاء الأنظمة الطبقية الاستبدادية ،غير أن ظهور الاشتراكية قضى على الأسرة وجعل أفرادها جزء من الدولة تستمد منهم قوتها ويستمدون منها متطلبات حياتهم ، إذ أصبحت الدولة هي التي تتكفل بتربية الأطفال وتعليمهم و رعايتهم وتوظيفهم وتسخيرهم للصالح العام ولم يبقى للأسرة أي وظيفة
النقد/ مهما شعر الفرد بالضيق تجاه أسرته إلا أن ذلك ليس سببه وجود الأسرة بل سببه سوء المعاملة بين أفرادها ،و مهما بدت الدولة أكثر قوة من الأسرة غير أنه بدون أسرة ما كان هناك فرد أو مجتمع على الإطلاق.
ب- الموقف الثاني / الأسرة مؤسسة ضرورية وغير قابلة للانحلال والتلاشي وتتمثل أهميتها في الوظائف التالية:
*الوظيفة البيولوجية / تتمثل في التكاثر الذي يحفظ به النوع البشري . و تنظيم العلاقات الجنسية ، فالزواج يضمن طريقة شرعية و صفة اجتماعية للأطفال ،ويحارب الإنجاب غير الشرعي الذي لا يخدم المجتمع . كذلك المعاشرة الزوجية تبنى على إشباع الرغبات الجنسية باعتبارها سنة الحياة الطبيعية القائمة على الفطرة .اعتبر البيولوجيون هذه الوظيفة من المقومات الأساسية للأسرة .بدونها تنتهي الأسرة بالانحلال و الزوال من الوجود . إذن لا يمكن للمجتمع أن يستمر في الوجود إلا من خلال إنجاب الأطفال ورعايتهم و حمايتهم. .
*الوظيفة الاقتصادية /تتمثل في الإنفاق . فالأسرة مؤسسة اقتصادية صغيرة تنتج و تستهلك و تدخر الفائض من أجل توفير الغذاء و الملبس و المأوى و كل ضروريات الحياة لأفرادها ، و هذا بفضل الأجرة التي يقتنيها رب البيت من وظيفته الخارجية ، لذلك أصبح العمل من الشروط الأساسية للزواج والضامن لبناء الأسرة واستمرارها . ويؤكد الواقع أن اغلب المشاكل التي تتخبط فيها بعض الأسر تعود بالدرجة الأولى إلى عدم تحقيق اكتفائها الذاتي في سد حاجياتها .
*الوظيفة النفسية / للأسرة روابط نفسية تتجلى في صور الحب و الحنان و التآلف ، و الاهتمام المتبادل ، و هذه الوظيفة تعد بمثابة الحبل القوي الذي يشد أفراد الأسرة بعضهم إلى بعض . و من خلال العلاقة الأولية المبكرة بين الأم و الطفل ، يحصل الطفل على حاجته في الرعاية و الأمن ، فتتحول فيه المرأة من أم بيولوجية إلى أم سيكولوجية ، إن إشاعة الود والعطف بين الأبناء له أثره البالغ في تكوينهم تكوينا سليما ، فإذا لم يرع الآباء ذلك فان أطفالهم يصابون بعقد نفسية تسبب كثيرا من المشاكل في حياتهم ولا تثمر وسائل النصح و الإرشاد التي يسدونها لأبنائهم ما لم تكن هناك مودة صادقة بين أفراد الأسرة . و قد ثبت في علم النفس أن أشد العقد خطورة و أكثرها تمهيدا لاضطرابات الشخصية هي التي تكون في مرحلة الطفولة الباكرة خاصة من صلة الطفل بأبويه ،كما أن تفاهم الأسرة وشيوع المودة فيما بينهما يساعد على نموه الفكري وازدهار شخصيته .
*الوظيفة الاجتماعية / تتمثل في التنشئة الاجتماعية ، فالأسرة هي الخلية الأولى في بناء المجتمع إذا صلحت صلح المجتمع ، و إذا فسدت فسد المجتمع . و هنا تكمن مهامها الاجتماعية في تربية النشء على المبادئ الاجتماعية و القيم الأخلاقية و الحضارية، فالسنوات القليلة الأولى في حياة الطفل تنقضي معظمها في نطاق الأسرة حيث تقام دعائم الشخصية قبل دخول مؤثرات أخرى كالمدرسة وغيرها .. والأسرة تساعد الفرد على الاندماج في المجتمع والامتثال للعادات والتقاليد و القوانين .هكذا تعمل من اجل أن يبقى الفرد وفيا للمجتمع الذي ينتمي إليه ، و ينمو داخله نمو سويا .
النقد: لكن الأسرة إذا لم تع دورها المنوط بها و إذا كانت تبالغ في مراقبة أفرادها، قد تمثل قيدا أمام نمو قدراتهم، وتقضي على حريتهم و استقلالية شخصيتهم و كيانهم الفردي المستقل.
التركيب ما هي تحديات الأسرة ؟ تواجه الأسرة مشاكل قد تؤدي إلى تفككها ، و يعود السبب إلى انحراف أفرادها وتخليهم عن واجباتهم في الرعاية والحماية و توفير ضروريات الحياة ، و هذا ما يفسح المجال إلى نشوب الأزمات وتراكمها ، و ينتهي الأمر بالطلاق أو الهجر . فللطلاق أو الهجر أذن أسباب اقتصادية و اجتماعية و نفسية و أخلاقية ، غير أن هذه العوائق يمكن تجاوزها بتوثيق العلاقة بين الزوجين على أساس المحبة والإخلاص و المودة ، و حل الخلافات و المشاكل بالتفاهم و الحوار المتبادل وتقديم المصلحة العامة للأسرة على المصلحة الشخصية الضيقة ، فالأسرة كيان موحد ،و منظومة ثقافية ، ورابطة خلقية و علاقة روحية تقوم على قيم سامية قبل أن تكون مجرد علاقة جنسية ضيقة .و من اجل تغطية العجز الاقتصادي خرجت المرأة إلى العمل لتساعد الرجل على تحقيق الاكتفاء الذاتـي ، بهذه الكيفية تحافظ الأسرة على كيانها ووحدتها وتساهم في بناء المجتمع و الحضــــــــارة.
الخاتمة حل المشكلة: مما سبق نخلص إلى أن الأسرة تبقى مؤسسة اجتماعية ضرورية لا يمكن لأي مؤسسة أخرى أن تعوضها داخل المجتمع. و عليه فالأسرة – رغم التطور الذي حصل و يحصل في المجتمع- تبقى غير قابلة لانحلال والتلاشي.




جزاك الله خيرا يا استاذ

ان شاء الله يستفيد منها الجميع




التصنيفات
منتدى الطلبات والبحوث المدرسية للتعليم الثانوي AS

بحث حول الأسرة علوم شرعية سنة ثانية ثانوي

تعليمية تعليمية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قضيه الأسره هي قضيه كل مجتمع
فلا يمكننا ان نتصور مجتمع بلا اسره
ومادام في الدنيا اسر..ففي الدنيا احترام كبير للقيم والمبادئ
والذين لا يعرفون القيم والمبادئ هم غارقون في الأوهام والأوحال

لتحميل البحث

[hide] من المرفقات

[/hide]

لاتنســـــــــــــوا الدعـــــــــــــــــــــ ــاء

تعليمية تعليمية


الملفات المرفقة
نوع الملف: rar بحث الأسرة علوم شرعية سنة ثانية ثانوي.rar‏ (11.0 كيلوبايت, المشاهدات 136)


شكرا لكم على العمل الجبار الذي تقومون به .


الملفات المرفقة
نوع الملف: rar بحث الأسرة علوم شرعية سنة ثانية ثانوي.rar‏ (11.0 كيلوبايت, المشاهدات 136)


بارك الله فيك


الملفات المرفقة
نوع الملف: rar بحث الأسرة علوم شرعية سنة ثانية ثانوي.rar‏ (11.0 كيلوبايت, المشاهدات 136)


شكرا جزيلا لجهودك القيمة و المعتبرة
جزاك الله خيراا


الملفات المرفقة
نوع الملف: rar بحث الأسرة علوم شرعية سنة ثانية ثانوي.rar‏ (11.0 كيلوبايت, المشاهدات 136)


شكرا جزيلا لجهودك القيمة و المعتبرة
جزاك الله خيراا


الملفات المرفقة
نوع الملف: rar بحث الأسرة علوم شرعية سنة ثانية ثانوي.rar‏ (11.0 كيلوبايت, المشاهدات 136)


مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه


الملفات المرفقة
نوع الملف: rar بحث الأسرة علوم شرعية سنة ثانية ثانوي.rar‏ (11.0 كيلوبايت, المشاهدات 136)


أتمنى لكم التوفيق في أعمالكم وشكرا


الملفات المرفقة
نوع الملف: rar بحث الأسرة علوم شرعية سنة ثانية ثانوي.rar‏ (11.0 كيلوبايت, المشاهدات 136)


التصنيفات
العلوم الانسانية والاجتماعية

بحث حول الجرائم الواقعة على الأسرة

تعليمية تعليمية

تعليمية

بحث حول الجرائم الواقعة على الأسرة

لتحميل البحث :

إضغط هنـــــــــــــــــــا

تعليمية

تعليمية تعليمية




بارك الله فيك




بارك الله فيك أختي رنين على الموضوع القيم
نترقب المزيد
بالتوفيق




و فيكم بارك الله
أسعدني تواجدكم




جزاك الله الف خير




جزاك الله الف خير