التصنيفات
طفلي الصغير

دور الأسرة في تكوين شخصية الطفل الناجح

بسم الله الرحمان الرحيم

تعليمية

أسرة الشخص من أقوى العوامل الخارجية التي تؤثر في تكوين شخصيته وتتحكم في سلوكه ففيها يمارس تجاربه الأولى ومنها يستمد خبراته وعنها يقتبس العادات والتقاليد ويعرف معنى الخطأ والصواب ودور الأسرة في هذا المجال يفوق ماعداه لسببين :

أولهما : إن اتصال الفرد بأسرته خلال طفولته الأولى هو اتصال مطلق لا يعتريه انقطاع ولا تتخلله علاقات أخرى تعارض في تأثيرها فأثير الأسرة أو تحد منه .‏
ثانيهما : أن الطفل تتفتح عيناه أو ل ما تتفتحان على مجتمع أسرته فهو يهل عليها بشخصية غضه مهيأة للطفل والتشكيل ,ولذلك فإن ما تتركه الأسرة في نفس الفرد وعلى الأخص في طفولته الأولى وفي سن الحداثة يرسب في الأغوار ويستقر في الأعماق ويلازمه طيلة حياته ويؤثر إلى حدكبير في سلوكه سواء كان الفرد واعياً لذلك أو غير واع .‏
والأسرة قد تكون سوية وقد لا تكون واستواء الشخصية في غالب الأحوال مرهون باستواء الأسرة وخللها في الغالب مرتبط باختلالها ,غير أن هذا الحكم مبناه الغلبة لا التعميم والرجحان لا اليقين فليس من المحتم أن يقضي استواء الأسرة في كل حال إلى استواء الشخصية ولا أن يؤدي الخلل في الأولى إلى اختلال الثانية ولو عممنا الحكم وأطلقناه لأهدرنا بذلك سائر العوامل التي تؤثر في تكوين الشخصية وتتحكم في سلوك الفرد وتعتبر الأسرة سوية إذاتوفرت لها مقومات معينة أبرزها التكامل والصلابة واستقامة الأبوين والتزامهما بأصول التربية السليمة واعتدال حجم الأسرة واستواء وضعها الاقتصادي فإن أصاب الخلل واحداً أو أكثر من هذه العناصر اهتزت الأسرة وتخلخل كيانها وانعكس ذلك على شخصية أبنائها وعلى سلوكهم وبات من المحتمل أن ينحرفوا ويسقطوا في حمأة الرذيلة .‏
ويقصد بالتكامل اجتماع الأبوين معاً على رأس الأسرة وقد ينقطع هذا التكامل بفقد أحد الوالدين أو كليهما نتيجة وفاة أو طلاق أو هجر أو انفصال وقد يرزأ الأبناء فضلاً عن ذلك بزوج أم أو بزوجة أب فيكون حالهم أسوأ مالاً ويأخذ حكم الفقر في هذا الشأن عجز أحد الأبوين أو كليهما عن رعاية الأبناء لمرض عقلي أو عضوي ألم به وطال أمده أو عاهة أصابته كعمى أو بكم أو صمم أو لكهولة أنهكته وأوهنت قواه .‏
كما يأخذ حكم الفقر أيضاً انصراف كلا الأبوين أو أحدهما عن البيت جل وقته وانقطاعه عن الأبناء معظم يومه حتى ولو كان ذلك في سبيل كسب الرزق أو توفير أسباب الرفاهية للأبناء وتأمين مستقبلهم ,فالتكامل المعتبر في استواء حياة الأسرة لا يقتصر أمره على مجرد وجود الأبوين معاً على رأسها ,ذلك وضع مادي خالص قد لا يختلف أثره كثيراً عن اختفاء كلا الأبوين أوأحدهما تماماً إذ يكون الأبناء في الحالين عرضة للحرمان والضياع وإنما يقصد بالتكامل المثمر وجود الأبوين قريباً من نفوس الأبناء وعقولهم يحيطونهم بالحب والرعاية في الحنان ,ويعلمانهم من أمور الحياة والناس ما لا يعملون .‏
أما تماسك الأسرة أو صلابتها فأساسه ما يربط الأبوين من محبة ومودة ويملأ حياتهما من وئام ووفاق ,وما يشعر به كل منهما تجاه صاحبه من تقدير واحترام فإن تخلف هذا العنصر وحل محله الشقاق بين الزوجين فكثرت بينهما المشاحنات وافتقر كل منهما حب الآخر وتقديره وعجزاعن كتمان خلافهما فخرجا به أمام الأبناء أو على الملأ مما يفقد البيت هدوءه وبهجته وغدا كئيباً مقبضاً ,وقد تهتز شخصية الأبناء لهذا الخلاف اهتزازاً شديد اً وعلى الأخص إذا استحكم الخلاف واستطال وقد تصبح شخصيتهم أدنى إلى الالتواء منها إلى الاستواء .‏
وأما استقامة الأبوين فأثرها واضح لا يحتاج إلى برهان فالإنسان في طفولته وحداثته يتطلع دائماً إلى أبويه على أنهما مثل أعلى يعتز به وقدوة ينهج نهجها ويترسم خطاها ومن قبل قال الأوائل كل فتاة بابيها معجبة وقد يكون الأبوان كلاهما أو أحدهما مثلا قبيحاً وقدوة سيئة كأ ن يكون من العاكفين على المواد المسكرة أو المخدرة أو يكون ممن يزدرون الدين والخلف بوجه عام فلا يأبه بهما ولا يقيم لأحكامهما وزناً وقد تتحقق للأسرة عناصر التكامل ومع ذلك تضطرب شخصية الأبناء ويعوج سلوكهم لجهل الأبوين بأحوال التربية الصحيحة فمثلاً قد يعاني الأبناء من الشعور بالمرارة والخذلان لما يلقونه داخل الأسرة من ازدراء وتحقير وقد يعانون شعور بالخوف والتوجس لما ينالهم من الأبوين من قسوة بالغة وأذى متصل بالحق والباطل أو شعور الأبناء بالحقد والغيره بسبب تفرقة الأبوين لغير علة بين أبنائهما .‏
وقد يعاني بعض الأبناء من شعور بالنقص والقصور لحرمانهم الدائم مما يشتهون مع القدرة ظناً منهم أن الرضوخ لمطالب الأبناء ضعف وإفساد أو العكس أ ي رضوخ الأبوين لنزوات أبنائهم وتلبية كل رغباتهم سواء كانت معقولة أو حمقاء , هذا إضافة إلى الوضع الاقتصادي وتأثيره الكبير على الأسرة وانعكاسه على الأبناء فلابد من الوعي المعرفي القائم على الأساس العلمية وعلى القيم والمبادى ء الراسخة المستمدة من ديننا العظيم‏

تعليمية




جزاك الله كل خير أختي




شكرا سيدة غاية الهدى على هذا النقل المميز للاستاذ عمرو خالد




شكرا وبارك الله فيك أختي وسيدتي الكريمه غايه الهدى واصلى التألق فى سما هذا المنتدى الذي لا يتمنى الاستغناء عنك
تقبلى مروري




السلام عليكم

شكرا لمرورك يا " سارة " لكنه ليس نقلا للأستاذ عمرو خالد اخترت الصورة فقط

جزاك الله خيرا يا " مؤمنة على المرور الكريم والكلمة الطيبة

تعليمية




تعليمية




شكرا لك شهودة على المرور والمعايشة

دمت وفية للقراءة……




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.