إذا زرت شخصاً وأردت أن تغادر فسلّم عند المغادرة . وإذا دخل المؤمن بيته فليسلّم على أهله: ) فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة( [النور:61].
وإفشاؤك التسليم يوجب محبةً من الناس مجهولاً ومعروفاً إقصدِ
ولذلك يخطئ كثير من الناس اليوم ،فإذا سار لايسلم إلاعلى من يعرف ، ويجب إفشاء السلام على من عرفت ومن لم تعرف . وذلك لأن إفشاءك التسليم يوجب محبة من الناس مجهولاً ومعروفاً، و اقصد: أي سلّم على من عرفت ومن لم تعرف ، والسلام على الذين تعرفهم فقط من أشراط الساعة ، وهو أمرٌ مذموم .
وتعريفهُ لفظ السلام مجوّز وتنكيرهُ أيضاً على نص أحمدِ
يعني لو قلت: سلامٌ عليكم، أوالسلام عليكم ، تنكيراً أو تعريفاً.. فكل ذلك صحيح .
و سنة إستئذانه لدخوله على غيره من أقربين و بٌعَّدِ
يشير هنا إلى وجوب الإستئذان قبل الدخول على الأقربين والأباعد، فلو أردت دخول غرفة أمك -التي هي أمك- وهي فيها ، فلا تدخل حتى تستأذنها.. فهل تحب أن تراها على عري ؟! وكذلك الأبعدين-من باب أولى- فلا تدخل عليهم حتى تستأذنهم .
ثلاثاً و مكروه دخول لهاجمٍ و لاسيما من سفرة ٍ وتبعُّدِ
يعني الإستئذان ثلاثاً ، "لهاجم " يهجم أي يدخل من غير إستئذان ، حتى ولو كان الزوج ، لا يهجم على البيت وإنما يستأذن وخصوصاً إذا أتي من سفر حتى لا يقع على مايكرهه من زوجته ، وإنما يمهل حتى تستحد المغيبة، يعني تأخذ من شعرها الذي يسبب الرائحة الكريهة، وتمتشط الشعث ، وتتهيأ بالتزيُّن لزوجها ، حتى لايراها في حال ربما تشمأز نفسه منها .
ووقفته تلقاء با بٍ و كوّةٍ فإن لم يُجَب يمضي وإن يخف يزددِ
يشير هنا إلى النهي عن الوقوف تلقاء الباب مباشرةً ، فإذا فُتَحَ رأى من بالبيت ، والواجب أن يقف على جنب بحيث لو فُـتَحَ الباب فإنه لايرى ما لا يحل له رؤيته من بيت أخيه المسلم.
"وكوةٍ ": أيضاً النافذة أو الثقب .
" فإن لم يُجَب " : أي إذا استأذن ثلاثاً ولم يُستجب له ، فالواجب أن يمضي، يعني ضربت الجرس ثلاث مرات أو قلت السلام عليكم ثلاث مرات فإن لم يؤذن لك فامض في طريقك.
"وإن يخف يزددِ": أي إذا ظن أنهم لمّا يسمعوا إستئذانه فيجوز لك أن تزيد على الثلاث .
وتحريك نعليه وإظهار حسه لدخلته حتى لمنزله اشهدِ
كماجاء عن ابن مسعود أنه كان إذا جاء عند باب بيته تنحنح حتى يَعلم أهل البيت أنه داخل.
وصافح لمن تلقاه من كل مسلم تناثر حطاياكم كما في المُسَنّدِ
المصافحة سنّة وبها تتناثر خطايا المسلمين .
و ليس لغير الله حل سجودنا و يُكره تقبيل الثرى بتشدّدِ
أما السجود فلا يجوز لغير الله . "وتقبيل الثرى بتشدد": إذا قبّل الأرض وسجد يصير الحرام أكثر وأشد، كان سجود التحيه في من قبلنا من الأمم كما سجد إخوة يوسف ليوسف أو أهل يوسف ليوسف، ولكن ذلك في شرعنا حرام ، ولمّا رجع معاذ من الشام وسجد للنبي صلى الله عليه وسلم ، سأله النبي عليه الصلاة والسلام : ما هذا؟ قال رأيتهم يسجدون لعظمائهم وأنت أعظم من هؤلاء العظماء – أي أنت أولى بالسجود – فنهاه عليه الصلاة والسلام عن السجود ، وقال لو كنت آمر أحداً أن يسجد لأحدٍ لأمرتُ المرأة أن تسجد لزوجها ، من عظم حقه عليها .
وُيكرهُ منك الإنحناءُ مسلِّماً وتقبيلُ رأس المرءِ حلٌّ وفي اليدِ
الإنحناء عند السلام منهيٌ عنه ، ولفظة " ُيكره" تأتي بمعنى يحرم ولكن يستخدمها كما استخدمها الإمام أحمد -رحمه الله – ورعاً ، مثل ما يحدث من الإنحناء في بعض الألعاب الرياضية ، كالكراتيه وغيرها ، حيث ينحني بعضهم قبل بداية اللعبة ، و هذا حرام لا يجوز. "وتقبيل رأس المرء ": ويجوز تقبيل رأس العالم والوالد و كبير السن وكذلك تقبيل اليد .
ونزع يدٍ ممن يصافح عاجلاً وأن يتناجى الجمع من دون مفردِ
يعني يُكروه إذا صافحت أخاك أن تستعجل فتسحب يدك قبله ، وأيضاً يُنهي عن تناجي جماعة من دون أحدهم.
وأن يجلس الانسان عند محدَّثٍ بسرٍّ وقيل أحضر وإن يأذن أقعدِ
أي لا تجلس بين إثنين يتناجيان ..وإن استأذنت جاز أن تجلس إذا أُذن لك.. وقيل لاتاتِ أصلاً .
وكن واصل الأرحام حتى لكاشحٍ توخّر في عمرٍ و رزق و تسعدِ
"كاشحٍ" : يعني صاحب عداوة، "توخّرفي عمر" : أي يطول عمرك ، وتزداد رزقاً.
ويحسن تحسين لخلق و صحبة و لا سيما للوالدِ المتأكَّدِ
هذا حثٌ على حُسن الصحبة و مع الوالدين أولى وأوكد.
ولوكان ذا كفر، وأوجب طوعه سوى في حرام أو لأمرٍ مؤكّدِ
"ذا كفر" : الوالد حتى لو كان كافرا وجب طاعته والإحسان إليه إلاّ إذا أمرك بمعصية.
كتطلاب علم لا يضرهما به و تطليق زوجاتٍ برأي مجردِ
يعني لا تطيعه اذا أمرك بشي’ٍ مؤكد شرعاً كطلب العلم الذي تحتاج إليه و لايضرهما . ولو قال لك طلق زوجتك برأي مجرد عن الأسباب الشرعيّة، حيث لم تفعل الزوجة شراً ولا أساءت خُلقاً .. فلا يلزمك طاعة والديك في هذه الحالة.
وأحسن إلى أصحابه بعد موته فهذا بقايا برّه المتعوّدِ
المراد الإحسان إلى أصحاب أبيك وأمك .." هل بقي من بر أبوي شيء أفعله بعد موتهما ". فأخبره عليه الصلاة والسلام :" أن تصل صديقهما من بعدهما" .
ويشرعُ إيكاء السقا وغطا الإنا وإيجاف أبواب و طف’ لموقد
تغطية الإناء بعد الشرب ، و" إيجاف أبواب" إغلاق الباب بعد ما تدخل البيت ، "طف’ لموقد": إطفاء السرج.
وتقليم أظفار و نتف لإبطه و حلقاً و للتنوير للعانة أقصدِ
"التنوير" : وضع النورة لإزالة الشعر ، والمقصود الإزالة سواءً كان بالحلق أو القص أو أي شيء من المزيلات أوالنورة.
وها قد بذلت النصُّح جهدي وإنني مقرّ بتقصيري وبالله أهتدي
تقضِّت بحمد الله ليست ذميمةً و لكنها كالدرّ في عُقد خردِ
"تقضَّت": يعني أنقضت القصيدة واكتملت أبياتها.
يحارُ لها قلب اللبيب وعارف كريمان إن جالا بفكر ٍ منضّدِ
فخذها بحرصٍ ليس بالنوم تد رِكن أهل النهى والفضل في كل مشهدِ
و قد كمُلت و الحمد لله وحده على كل حالٍ دائماً لم يُصددِ
.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله
وصحبه وسلم .