أيها الإخوة الكرام إن شهرنا هذا هو شهر القرآن الكريم ، يقول الله تعالى في محكم التنزيل :
{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ }.
{ هدى للناس } : أي : فيه العلم النافع و العمل الصالح .
قال العلامة العثيمين في تفسير سورة البقرة:({هدًى} من الهداية؛ وهي الدلالة؛ فالقرآن دلالة للناس يستدلون به على ما ينفعهم في دينهم، ودنياهم….فقوله تعالى:{هدًى للناس} أي كل الناس يهتدون به – المؤمن، والكافر – الهداية العلمية؛ أما الهداية العملية فإنه هدًى للمتقين، كما في أول السورة؛ فهو للمتقين هداية علمية، وعملية؛ وللناس عموماً فهو هداية علمية.)اهـ.وقد قال في أول السورة:(فإن قيل: ما الجمع بين قوله تعالى: {هدًى للمتقين}، وقوله تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدًى للناس وبينات من الهدى والفرقان}[البقرة:185]؟فالجواب: أن الهدى نوعان: عام، وخاص؛ أما العام فهو الشامل لجميع الناس وهو هداية العلم، والإرشاد؛ ومثاله قوله تعالى عن القرآن: {هدًى للناس وبيّنات من الهدى والفرقان}[البقرة:185]، وقوله تعالى عن ثمود: {وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى}[فصلت:17] ؛ وأما الخاص فهو هداية التوفيق : أي أن يوفق الله المرء للعمل بما علم؛ مثاله: قوله تعالى {هدًى للمتقين}، وقوله تعالى: {قل هو للذين آمنوا هدًى وشفاء}[فصلت:44] )اهـ.فهذه الآية فيها إشارة من الله تعالى إلى الحكمة في تخصيص رمضان دون سائر الشهور بالصوم ، ألا وهي أنه أنزل فيه القرآن ، ووجه الاستدلال أن الله تعالى بعد أن قال : { شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن.. } ، قال : { فمن شهد منكم الشهر فليصمه } ، وهذه الفاء تفيد التعليل ، أي لأن رمضان أنزلنا فيه القرآن فمن شهده فليصمه.
قال البيضاوي في تفسيره:
(والفاء لوصف المبتدأ بما تضمن معنى الشرط ؛ وفيه إشعار بأن الإنزال فيه سبب اختصاصه بوجوب الصوم )اهـ.
فالرب -سبحانه في علاه- شرّف هذا الشهر بأن أنزل فيه القرآن ، القرآن الذي فيه العصمة من الزلل ، و فيه الوقاية من الخَطَل ، فهو طريق الهداية الذي من استمسك به لا يضل ولا يشقى ، قال تعالى :
{وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}.
و قال النبي –صلى الله عليه وسلم – :
((تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما : كتاب الله وسنة رسوله)).رواه مالك مرسلا ، و رواه الحاكم .
و صححه العلامة الألباني و أشار لتصحيحه عند الصحيحة(1761).
و إذا كان الطعام والشراب هو غذاء البدن وحياته ، فإن هذا القرآن هو حياة الروح وغذاؤها ؛ قال تعالى :
{ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}.(الشورى).
و فضائل تلاوة القرآن كثيرة و كثيرة :
منها : أنّ القرآن يأتي شفيعا لقارئه يوم القيامة ، ففي صحيح مسلم عن أبي أمامة –رضي الله عنه- أن الني –صلى الله عليه وسلم – قال :
((اقْرَءُوا الْقُرْآنَ فَإِنَّهُ يَأْتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لأَصْحَابِهِ)).
يقول الله تعالى :
{ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَـئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ } (البقرة)121.
و حق تلاوته بعض الناس يظن أنه فقط التلفظ به ! و هذا فهم خاطئ ، فحق تلاوته : التلفظ به ، و تدبره و فهم معناه ، و تصديق خبره ، و فعل أوامره ، و اجتناب نواهيه ، و الإيمان بمتشابهه ، و العمل بمحكمه ، و أن تعلم أنه كلام الله تعالى تكلم به سبحانه و تعالى حقيقة كيف يشاء سبحانه ، تكلم به بحرف ، و تكلم به بصوت يليق به سبحانه .
و من فضائل تلاوة القرآن :
اطمئنان القلب و سكينته و لينه ، قال تعالى :
{ ألا بذكر الله تطمئن القلوب }.
و لهذا متى تلا التالي كتاب الله تعالى و تدبره نزلت عليه السكينة وغشيته الرحمة ، و ذكره الله تعالى فيمن عنده .
قال تعالى :
{ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}(الزمر)23.
و في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- أن النبي –صلى الله عليه و سلم- قال :
((مَا اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إِلاَّ نَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ)).
و من فضائل تلاوة القرآن:
أن كل حرف يقرأه القارئ من القرآن فهو بحسنة ، و الحسنة بعشر أمثالها ، أخرج الترمذي في جامعه من حديث عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- أن النبي –صلى الله عليه وسلم – قال :
((مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا ؛ لَا أَقُولُ : ألم حَرْفٌ ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ)).
قال المباركفوري في (تحفة الأحوذي) :
(وَالْحَرْفُ يُطْلَقُ عَلَى حَرْفِ الْهِجَاءِ وَالْمَعَانِي وَالْجُمْلَةِ الْمُفِيدَةِ وَالْكَلِمَةِ الْمُخْتَلَفِ فِي قِرَاءَتِهَا ، وَعَلَى مُطْلَقِ الْكَلِمَةِ . وَلِذَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( لَا أَقُولُ ألم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ ).
وَفِي رِوَايَةِ اِبْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَالطَّبَرَانِيِّ : ( مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ الْقُرْآنِ كُتِبَ لَهُ بِهِ حَسَنَةٌ ، لَا أَقُولُ { ألم ذَلِكَ الْكِتَابُ } ، وَلَكِنْ الْأَلِفُ وَاللَّامُ وَالْمِيمُ وَالذَّالُ وَاللَّامُ وَالْكَافُ ، وَفِي رِوَايَةٍ لِلْبَيْهَقِيِّ : " لَا أَقُولُ بِسْمِ اللَّهِ وَلَكِنْ بَاءٌ وَسِينٌ وَمِيمٌ وَلَا أَقُولُ ألم ، وَلَكِنْ الْأَلِفُ وَاللَّامُ وَالْمِيمُ " ).و الذي يقرأ هذا القرآن ، وهو ماهر فيه فهو مع السفرة الكرام البررة ، والذي تشق عليه قراءته ، ومع ذي المشقة فإنه يقرأه ، فله أجران ، ففي الصحيحين و اللفظ لمسلم من حديث أم المؤمنين عائشة –رضي الله عنها- أن النبي –صلى الله عليه وسلم – قال :
((الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ ، وَالَّذِى يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ)).
وفي رواية للبخاري:
((مَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ حَافِظٌ لَهُ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ ، وَمَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ وَهُوَ يَتَعَاهَدُهُ وَهُوَ عَلَيْهِ شَدِيدٌ فَلَهُ أَجْرَانِ)).
قال الحافظ في (الفتح) :
(الْمَاهِر بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَة الْكِرَام الْبَرَرَة " قَالَ الْقُرْطُبِيّ الْمَاهِر : الْحَاذِق وَأَصْله الْحِذْق بِالسِّبَاحَةِ ، قَالَهُ الْهَرَوِيُّ .
وَالْمُرَاد بِالْمَهَارَةِ بِالْقُرْآنِ :جَوْدَة الْحِفْظ ، وَجَوْدَة التِّلَاوَة مِنْ غَيْر تَرَدُّد فِيهِ ، لِكَوْنِهِ يَسَّرَهُ اللَّه تَعَالَى عَلَيْهِ كَمَا يَسَّرَهُ عَلَى الْمَلَائِكَة فَكَانَ مِثْلهَا فِي الْحِفْظ وَالدَّرَجَة )اهـ.
و (السفرة الكرام) :
قال الحافظ في (الفتح) :
(وَالْمُرَاد بِالسَّفَرَةِ : الْكَتَبَة ، جَمْع سَافِر ، مِثْل كَاتِب وَزْنه وَمَعْنَاهُ ، وَهُمْ هُنَا الَّذِينَ يَنْقُلُونَ مِنْ اللَّوْح الْمَحْفُوظ ، فَوُصِفُوا بِالْكِرَامِ أَيْ : الْمُكَرَّمِينَ عِنْد اللَّه تَعَالَى ، وَالْبَرَرَة أَيْ : الْمُطِيعِينَ الْمُطَهَّرِينَ مِنْ الذُّنُوب)اهـ.
قوله: (و يتتعتع فيه) :
قال المُناوي في (فيض القدير) :
((والذي يقرؤه ويتتعتع) أي: يتوقف في تلاوته ؛ والتعتعة في الكلام : التردد فيه ، لحصر ، أو عِيٍّ ، أو ضعف حفظ.
(وهو عليه) أي: والحال أن القرآن على ذلك القارئ (شاق)
( له أجران) أي: أجر بقراءته وأجر بمشقته ، ولا يلزم من ذلك أفضلية المتتعتع على الماهر، لأن كون الماهر مع السفرة أفضل من حصول أجرين، الأجر الواحد قد يفضل أجورا كثيرة)اهـ.
وكتاب الله تعالى يرفع الله به أقواما ويضع آخرين ، ففي صحيح البخاري عن عمر –رضي الله عنه – مرفوعا : ( إن الله تعالى يرفع بهذا الكتاب أقواما و يضع به آخرين ).
و لهذه الفضائل و غيرها كان خير الناس من تعلّم القرآن وعلّمه ففي صحيح البخاري من حديث عثمان – رضي الله عنه – أن النبي –صلى الله عليه وسلم – قال :
(خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ).و في رواية: (إِنَّ أَفْضَلَكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ).
أيها الإخوة الكرام :
اجتهدوا في قراءة كتاب الله تعالى ، و لا سيما في مثل هذا الشهر العظيم فإن جبريل -كما في الصحيح –البخاري- عن فاطمة – كان يعارض القرآن النبيَّ –صلى الله عليه وسلم – في رمضان في كل سنة مرة ، فلما كان العام الذي توفي فيه عارضه مرتين تأكيدا وتثبيتا.
قال الحافظ في الفتح:(وَالْمُعَارَضَة مُفَاعَلَة مِنْ الْجَانِبَيْنِ ، كَأَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا كَانَ تَارَة يَقْرَأ وَالْآخَر يَسْتَمِع )اهـ.
و قد خرّج البخاري في صحيحه عن ابْنَ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ ؛ وَكَانَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام يَلْقَاهُ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي رَمَضَانَ حَتَّى يَنْسَلِخَ ، يَعْرِضُ عَلَيْهِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْقُرْآنَ فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ -عَلَيْهِ السَّلَام- كَانَ أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنْ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ.
قال الحافظ في الفتح:
(فِيهَا أَنَّ جِبْرِيل كَانَ يَعْرِض عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَفِي هَذَا أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَعْرِض عَلَى جِبْرِيل ، وَتَقَدَّمَ فِي بَدْء الْوَحْي بِلَفْظِ " وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلّ لَيْلَة مِنْ رَمَضَان فَيُدَارِسهُ الْقُرْآن " فَيُحْمَل عَلَى أَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا كَانَ يَعْرِض عَلَى الْآخَر)اهـ.
و كان السلف الصالح – رضي الله عنهم – يكثرون من تلاوة القرآن في رمضان في الصلاة وغيرها :
كان الزهري – رحمه الله تعالى – إذا دخل رمضان قال : "إنما هي تلاوة القرآن و إطعام الطعام" ؛ و كان مالك –رحمه الله تعالى- إذا دخل رمضان ترك قراءة الحديث ومجالس العلم ، وأقبل على قراءة القرآن من المصحف.
و كان قتادة-رحمه الله تعالى- يختم القرآن في كل سبع ليال دائما ! ، وفي رمضان في كل ثلاث ، و في العشرة منه في كل ليلة !.
و كان إبراهيم النخعي –رحمه الله –يختم في رمضان في كل ثلاث ليال ، و في العشر الأواخر في كل ليلتين.
أيها الإخوة الكرام:
النبي –صلى الله عليه وسلم – يقول :
(القرآن شافع مشفع ، و ماحل مصدق ، من جعله أمامه قاده إلى الجنة و من جعله خلفه ساقه إلى النار) .
رواه ابن حبان عن جابر ، و الطبراني عن ابن مسعود .
و صححه الألباني في صحيح الجامع و في الصحيحة 2022.
ماحل مصدق : ماحل من : (مَحَلَ فلانٌ بفُلان إذا كادَه بسِعايةٍ إلى السلطان ؛ وقوله تعالى: " شديد المِحال " أي: الكيد.
وفي الحديث: القرآن ماحِلٌ مُصدَّق: يَمْحَل بصاحبه إذا ضَيَّعَه) قاله في كتاب(العين).
و قال الأزهري في (تهذيب اللغة) :
(وقال ابن الأنباري : سمعت أحمد بن يحيى يقول :
المِحَالُ مأخوذُ من قولِ العَرَبِ : مَحَلَ فلان بِفلانٍ أي : سَعَى به إلى السُّلْطَانِ وعَرَّضَه لأمْرٍ يُهلكُه)اهـ. فاستمسكوا بهذا القرآن تهتدوا ، واتلوه حق تلاوته تفلحوا ، و اصبروا على تلاوته تنالوا الخير العميم ، و الدرجات العلا.
و الحمد لله رب العالمين.
منقول من شبكة سحاب السلفية