التصنيفات
اسلاميات عامة

نصيحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى لمن يستمع الأغاني

نصيحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى لمن يستمع الأغاني

السؤال : إن النساء عندنا يستمعن إلى الأغاني ، فنرجو من سماحة الشيخ النصيحة؟

الحمد لله

نصيحتي لجميع الرجال والنساء عدم استماع الأغاني ، فالأغاني خطرها عظيم وقد بلي الناس بها في الإذاعات والتلفاز وفي أشياء كثيرة كالأشرطة وهذا من البلاء ، فالواجب على أهل الإسلام من الرجال والنساء أن يحذروا شرها ، وأن يعتاضوا عنها بسماع ما ينفعهم من كلام الله عز وجل ، ومن كلام رسوله عليه الصلاة والسلام ، ومن كلام أهل العلم الموفقين في أحاديثهم الدينية وندواتهم ومقالاتهم ، كل ذلك ينفعهم في الدنيا والآخرة .

أما الأغاني فشرها عظيم وربما سببت للمؤمن انحرافا عن دينه والمؤمنة كذلك ، وربما أنبتت النفاق في القلب ، ومن ذلك كراهة الخير وحب الشر ؛ لأن النفاق كراهة الخير وحب الشر ، وإظهار الإسلام وإبطان سواه ، فالنفاق خطره عظيم فالأغاني في تدعو إليه ، فإن من اعتادها ربما كره سماع القرآن وسماع النصائح والأحاديث النافعة وأحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام ، وربما جرته إلى حب الفحش والفساد وارتياد الفواحش والرغبة فيها ، والتحدث مع أهلها والميل إليهم ، فالواجب على أهل الإيمان من الرجال والنساء الحذر من شرها ،

يقول الله عز وجل في كتابه العظيم : {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}
يقول علماء التفسير : إن لهو الحديث هو الغناء ويلحق بها كل صوت منكر كالمزامير وآلات الملاهي ، هكذا قال أكثر علماء التفسير رحمة الله عليهم .
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : ( هو والله الغناء ) وكان يقسم على ذلك ويقول : ( إن الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل ) يعني الزرع ، ومعنى ذلك : أنه يسبب للإنسان كراهة الخير وحب الشر ، وكراهة سماع الذكر والقرآن ونحو ذلك ، وحب الأغاني والملاهي وأشباه ذلك ، وهذا نوع من النفاق .

لأن المنافق يتظاهر بالإسلام وكراهة الباطل ، يتظاهر أنه مؤمن وهو في الباطن ليس كذلك ، يتظاهر بحب القرآن وهو في الباطن ليس كذلك ، فالأغاني تدعو إلى ذلك ، تدعو إلى كراهة سماع القرآن والاستماع له ، وتدعو إلى كراهة سماع الذكر والدعوة إلى الله وتدعو أهلها إلى خلاف ذلك ، وإلى حب المجون وحب الباطل وحب الكلام السيئ وحب الكلام بالفحش والفسوق ونحو ذلك ، مما يسببه الغناء ، ومما يجر إلى انحراف القلوب ومحبتها لما حرم الله وكراهتها لما شرع الله سبحانه وتعالى ، وهذا واضح لكل من جرب ذلك ، فإن من جرب ذلك وعرف ذلك يعلم هذا وهكذا الذين عرفوا أصحاب الغناء ، وعرفوا أحوالهم وما يظهر عليهم من الانحراف والفساد بسبب حبهم للغناء وما فيه من شر عظيم وفساد كبير لمن اعتاد ذلك ، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز




التصنيفات
اسلاميات عامة

كلمة في منهج الدعوة إلى الله الشيخ عبد الغني عوسات

كلمة في منهج الدعوة إلى الله
الشيخ عبد الغني عوسات

إنَّه لا يخفى على أحدٍ واقعُ المسلمين، وما وَصَلُوا إليه من الذُّلِّ والصَّغَارِ، وفسادِ الأحوال المؤْذِنِ بالخرابِ والدَّمارِ، ممَّا لا يجدي عدّ صور هذا الواقع دون معالجة جادَّة لهذا الوضع المرِيرِ.
وَلَعَلَّ المرْءَ عندم يَنْظُرُ إلى النَّتِيجَةِ يقوده نظرُه إلى المقدِّمة التي هي مخاضُها ومناطُها فالحكم على الشَّيْءِ فَرْعٌ عن تصوُّرِه ـ فيجد السَّبب الرَّئيس الذي آلَ بالمسلمين إلى هذه الحالة المزْرِيَةِ، هو ابتعادُهم عن كتاب الله تعالى، وعدمُ تمسُّكِهم بسنَّةِ المصطفى ـ عليه الصَّلاة والسَّلام ـ وزهدُهم في اتِّباع منهج سَلفهم الصَّالح، وهو ما أشار إليه نبيُّ هذه الأمّة ـ عليه الصَّلاة والسَّلام في هذا البيان المعبَّر عنه بأصدق لسانٍ، حين قال: «إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالعِينَةِ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ البَقَرِ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ، وَتَرَكْتُمُ الجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللِه، سَلَّطَ اللهُ عَلَيْكُمْ ذُلاًّ، ل يَنْزعُهُ عَنْكُمْ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ».(1)
وقال أيضًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «وَضُرِبَ(2) الذُّلُّ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي»، فَبَلَغَ بذلك الذُّلُّ والهوانُ استغلالَ أهل الشِّرك والكفر لخيراتِ المسلمين وسفْكَ دمائهم، وتدنيسَ أعراضهم، وانتهاكَ مقدَّساتِهم، حين تَنَادَوْ عليهم مُؤْتَمِرِينَ وتداعوْا عليهم مُتَحَالِفِينَ، فلم تُغْنِ عنهم كَثْرَتُهم شيئًا وذاقوا وبالَ أمرِهم وانقلبوا خاسِرينَ، وهو ما أخبر عنه الصَّادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ـ في قوله: «يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الأُمَمُ كَمَ تَدَاعَى الأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا»، فقال قائل: «أوَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذ؟» قال: «بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، وَلَيَنْزِعَنَّ اللهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ المَهَابَةَ مِنْكُمْ، وَلَيَقْذِفَنَّ فِي قُلُوبِكُمُ الوَهن»، قالوا: يا رسول الله! وما الوهنُ؟ قال: «حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ المَوْتِ».(3)
وبهذا يُدركُ العاقلُ الأَرِيبُ أنَّ ذلك راجع إلى المسلمين أنفسِهم، وأنَّ كلَّ ما أصابَ النَّاسَ من مصيبة فبِما كسبت أيديهم، قال تعالى: ﴿فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُو بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ﴾[الأعراف : 165]، وقال تعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ﴾[الشورى : 30].
وقال ـ عليه الصَّلاة والسَّلام ـ: «مَا اخْتلج عِرْقٌ وَلاَ عَيْنٌ إِلاَّ بِذَنْبٍ، وَمَا يَدْفَعُ اللهُ عَنْهُ أَكْثَرُ».(4)
وإنَّ ذوي النُّفوس الأبِيَّة مهما حلَّت بهم رَزِيَّةٌ أو ألمَّتْ بهم رَدِيَّةٌ فإنَّهم يَسْعَوْنَ إلى إزالتِها بإرادةٍ قويَّةٍ وآمالٍ سَنِيَّة وأعمال سُنِّيَّةٍ، وسُرعان ما يُمْعِنُونَ النَّظرَ ويُنْعِمُونَ الفِكْرَ ويُحكِمُون السَّبْرَ لواقعهم، فيحاسبون أنفسَهم فَيُدْرِكُونَ مواقع العِلَلِ ويهتدون إلى مواطنِ الزَّلَلِ، ويتنبهون إلى سببِ الخَلل، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ﴾[الرعد : 11].
وعن الرَّسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنَّه قال: «إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ»، قالوا: فكيفَ لنَا يا رسُولَ الله؟ وكيفَ نصنعُ؟ قال: «تَرْجِعُونَ إِلَى أَمْرِكُمُ الأَوَّل»(5)، وبذلك يعلمون أنْ لا مَنَاصَ مِنَ الواقع المزْرِي ولا خلاص مِنَ الوضع المتَرَدِّي إلاَّ بإصلاح ما أُفسِد، وجَبْرِ ما انْكَسَر، وتَقويةِ ما ضَعُف، وحُسنِ الرُّجوع إلى الحقِّ المبين، وصدقِ العودة إلى المنبَع المَعين، وذلك هو سبيل القوَّة والتَّمكين، والخروجِ من هذا الوضعِ المهِين، وذلك لا يتعلَّق ولا يتحقَّقُ إلاَّ بالإصلاح الصَّحيح القائمِ على أسُسِهِ المتِينَةِ والمُنبَثق من مظانِّه المُبِينة.
قال العلاَّمةُ عبدُ الرَّحمنِ بنُ يَحْيَى المُعَلِّمِي اليَمَانِي: «قد أَكْثَرَ العارفُون بالإسلام المخلصون له ـ من تَقْرِير أنَّ كلَّ ما وقع فيه المسلمون من الضَّعف والخَوَر والتَّخاذل ـ وغيرِ ذلك من وجوه الانْحِطَاطِ ـ إنَّما كان لبُعدهم عن حقيقة الإسلام.
وأرى أنَّ ذلك يرجعُ إلى أمُور:
الأول: الْتِبَاسُ ما ليس من الدِّين بما هو منه.
الثاني: ضَعْفُ اليَقِينِ بما هو من الدِّين.
الثالث: عدمُ العمل بأحكام الدِّين.
وأرى أنَّ معرفةَ الآدابِ النَّبويَّة الصَّحيحةِ، في العبادات والمعاملات، والإقامةِ والسَّفر، والمُعَاشَرَةِ والوَحْدَةِ، والحركةِ والسُّكونِ، واليقظةِ والنَّومِ، والأكلِ والشُّرْبِ، والكلامِ والصَّمْتِ، وغيرِ ذلك ممَّا يَعْرِضُ للإنسان في حياته، مع تَحَرِّي العملِ بما يَتَيَسَّرُ، هو الدَّوَاءُ الوحيدُ لِتِلْكَ الأمراضِ، فإنَّ كثيرًا من تلك الآداب سَهل على النَّفس، فإذا عمل الإنسانُ بما يسهُل عليه منه تاركًا لما يخالفُها لم يَلْبَثْ ـ إنْ شاء الله تعالى ـ أن يَرْغَبَ في الازْدِيادِ، فعسى أن لا تمضيَ عليه مدَّةٌ إلاَّ وقد أصبح قدوَةً لغيره في ذلك؛ وبالاهتداء بذلك الهَدْيِ القَويم، والتَّخَلُّقِ بذلك الخُلُقِ العظيم ـ ولو إلى حدٍّ مَا ـ يَسْتَنِيرُ القلبُ، ويَنْشَرِحُ الصَّدْرُ، وتطمئِنُّ النَّفْسُ، فيَرْسَخُ اليقينُ ويَصْلُحُ العملُ.
وإذا كَثُرَ السَّالِكُونَ في هذا السَّبيل لم تَلْبَثْ تلك الأمراضُ أنْ تزولَ إن شاء الله».(6)
ولمَّا كان الإصلاحُ بهذه المنزلة الرَّفيعة والمَهمَّة العظيمةِ، كان لِزَامًا على من يُريد الإصلاحَ أن يكون على بصيرة من أمرهِ ومُتَحَلِّيًا في ذلك بصفاته الجديرةِ، قال تعالى: ﴿قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [يوسف : 108]، ومُتَّسما في دعوتِه بما أمره به ربُّه حيث قال تعالى: ﴿ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾[النحل : 125].
قال العلاَّمةُ ابن باديس ـ رحمه الله ـ: «شرع اللهُ لعباده ـ بما أنزلَ في كتابه، وما كان من بَيان رسولِه ما فيه استنارةُ عقُولهم، وزكاءُ نفوسِهم واستقامةُ أعمالهم، وسمَّاه سبيلا؛ ليلتزمُوه في جميع مراحلِ سيرِهم في هذه الحيَاة؛ ليُفضِيَ بهم إلى الغايةِ المقصودةِ، وهيَ السَّعادة الأبديَّةُ في الحياةِ الأُخرى؛ وأضافَه إلى نفسِه ليَعلَمُوا أنَّه هو وَضعَهُ وأنَّه لا شيءَ يُوصِلُ إلى رضْوانِه سِوَاه»(7).
وإنَّ على الدَّاعيةِ إلى الإصلاحِ على عِلمٍ وبَصيرةٍ أن يجعلَ نصبَ عَيْنَيْهِ جهودَ الأوَّلين فإنَّه كانت غيرَ قَصِيرَةٍ، وكانت آثَارُها غَزِيرَةً، وعلى رأسِهم الأنبياءُ الَّذين في نهجِهم الحكمةُ والعقلُ، والعصمةُ من الزَّلَلِ، وكان شعارُهم في ذلك ﴿إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾[هود : 88]، وتبَعًا لهم الصَّحابةُ ـ رضوان الله عليهم أجمعين ـ فقد كانوا على الإصلاح حَرِيصِينَ وعلى الصَّلاح ثَابِتِينَ، ويليهم من اتَّبَعَهُمْ فيه بإحسان إلى يوم الدِّين من الَّذين يَصْلُحُون إذا فَسَد النَّاسُ، والذين يُصْلِحُون ما أفسَدَ النَّاسُ.

فلابدَّ إذًا من منهج سديدٍ وطريق رشيدٍ يَتَّبِعُهُ كلُّ مَنْ يريدُ الإصلاحَ لا يَزِيغُ عنه ولا يَحِيدُ، وهو ما كان مُنْضَبِطًا في ذاته وضَابِطًا لغيره، ولقد قال الإمام مالك بنُ أنسٍ ـ إمامُ دارِ الهجرة وإمامُ عِلْمٍ وهُدَى ـ كلمةً ذهبيَّةً مُذَكِّرً المُصلِحين بأنْ لا سبيل للصَّلاح والإصْلاح إلاَّ إذا كان على سبيل الصُُّلاَّح، فقال ـ رحمه الله ـ: «وَمَا لَمْ يَكُنْ يَوْمَئِذٍ دِينًا لاَ يَكُونُ اليَوْم دِينًا، وَلَنْ يصلح آخر هذه الأمَّةِ إلاَّ بما صلح به أوَّلها».(8)
وعَقيبَ هذه الكلمةِ القويَّة قال الإمامُ محمَّد البشير الإبراهيمي متعلِّقا بمَبناها ومُعلِّقا على معناها: «جملةٌ إن لم تكن من كلامِ النُّبوَّة فإنَّ عليها مَسحةً من النُّبوَّة، ولمحَةً من روحها، ووَمضَةً من إشراقها؛ والأمَّةُ المشارُ إليها في هذه الجملةِ أمة محمَّدٍ ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وصلاحُ هذه الأمة شيءٌ ضُربت به الأمثال، وقُدِّمت عليه البراهين، وقام غائبُه مقامَ العَيان، وخَلَّدته بطونُ التَّواريخ، واعترفَ به الموافقُ والمخالفُ، ولهج به الرَّاضي والسَّاخط، وسجَّلته الأرض والسَّماء، فلو نطقت الأرض لأخبَرت أنَّها لم تَشهد ـ منذ دَحْدَحها الله ـ أمَّةً أقومَ على الحقِّ وأهدى به من أوَّلِ هذه الأمَّة، ولم تشهد منذ دَحدحها الله مجموعةً من بني آدم اتَّحدت سَرائرُها وظواهرُها على الخير مثلَ أوَّل هذه الأمَّة، ولم تشهد منذُ دَحدحها الله قومًا بدأوا في إقامة قانُون العدلِ بأنفسهم، وفي إقامة شِرْعَة الإحسان بغيرِهم مثلَ أوَّل هذه الأمَّة، ولم تشهد منذُ أنزل الله إليه آدمَ وعَمَرَها بذريَّتِه مثالا صحيحًا للإنسانيَّة الكاملةِ حتَّى شهدته في أوَّلِ هذه الأمَّة، ولم تشهد أمَّةٌ وحَّدَتِ اللهَ فاتَّحدَت قُوَاها على الخير قبلَ هذه الطَّبقة الأولى من هذه الأمَّة».(9)
فهو منهجٌ إذًا تَمتَدُّ أُصُولُه إلى الصَّدر الأوَّل وتَنْبعُ جذورُه مما قَرَّرَهُ العلماء الرَّبَّانِيُّونَ على مدار القُرُونِ، لا يَتَغَيَّرُ بتغيُّر الزَّمان والمكان، مهما تباعدتِ الأمْصَارُ وتقادمتِ الأعصارُ، فكانت قاعدةً جامعةً ومقالةً نافعةً: «نقتَدِي ولا نبتَدِي، نَتَّبِعُ ولا نَبْتَدِعُ»، فإنَّ منهج السَّلف حجَّةٌ على الخلَفِ، قال عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ: «من كان مُتَأَسِّيً فَلْيَتَأَسَّ بأصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإنَّهم كانوا أبرَّ هذه الأمَّة قلوبًا، وأعمقَها علمًا، وأقلَّها تكلُّفًا، وأقومَها هَدْيًا، وأحسنَها حالاً؛ قومٌ اختارَهُم الله لصُحبَةِ نَبِيِّهِ، وإقامةِ دينهِ، فاعرفوا لهم فضلهم، واتَّبعوهم في آثارهم، فإنَّهم كانوا على الهدى المستقيم»(10)، ولتأكيد ذلك في أذهان النَّاس وتقريره، قال الإمام الأوزاعي ـ رحمه الله ـ مقولةً مشهورةً في تعبيره: «اصبرْ نَفْسَك على السُّنَّةِ، وَقِفْ حيث وَقَفَ القومُ، وقُلْ بما قالوا، وكفَّ عما كفُّوا، واسلكْ سبيلَ سلفِك الصَّالحِ، فإنَّه يَسَعُك ما وَسِعَهم».(11)
ولعل القارئَ إذا أنعم النَّظرَ في دعوة الرُّسُل عليهم صلوات الله أجمعين، يجدُها ثابتةً غير متغيِّرة على اختلاف الزَّمان والمكان وحالِ الأقوام الذين أُرْسِلُوا إليهم وطولِ الفترة بين الرُّسل، فلم يتغيَّر أساسُ الرِّسالةِ ونقطةُ البدايةِ في الدّعوة والإصلاح ولو مرَّةً واحدة، وإنَّما قامت جميع الرِّسالات بالدَّعوة إلى إفراده سبحانه بالعبادة، قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ﴾[النحل : 36]، وقال لنبيِّه ـ صلى الله عليه وسلم ـ مخبرًا إيَّاه بما أُرسِل من سبقه في الميدان والبَيَان: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾[الأنبياء : 25]، فإنَّ الله تعالى العليم الحكيم اللَّطيف الخبير، العليم بأحوال عباده والخبير بما يليق ويصلح لهم في كلِّ حال قد اختار هذا لجميع الأوَّلين بدايةً بالمرسلين وكذلك المُرْسَلِ إليهم، فأَمَرَهُم أن يكونوا لهم من المتَّبِعين.
فليس لأحدٍ من البَشَرِ أن يغيِّرَه باختياره لنفسِه أو لغيرِه طريقًا وصراطًا ومنهجًا للإصلاح غير هذ الطَّريق بدَعْوى «تغيِّر الظُّروف» أو «اختِلافِ المَطالبِ» وغيرِ ذلك من المسوِّغات الوَهْمِيَّة والمبرِّرَات غيرِ الشَّرْعِيَّة، قال تعالى: ﴿وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً﴾[النساء : 115]. ويا دُعاة الإصلاح! اتَّبعوا ولا تبتدعوا فقد كُفِيتُمْ.
أمَّا مجالات الإصلاح التي ينبغي للمصلح أن يعتنيَ بها في دعوته ورسالته فإنَّها كثيرةٌ متعدِّدَةٌ تَعَدُّدَ ما دَخَلَ على أصولِ الدِّين وفروعِه من محدثات وتحريفات في مختلف المجالات بدءًا بالعقيدة والسُّنَّة والفقه والدَّعوة والسُّلوك وغيرها، والله المستعان وعليه التكلان.

(1)رواه أبو داود والبيهقي وأحمد وغيرهم من رواية ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ، راجع: «السلسلة الصحيحة»(11).
(2) وفي رواية: «وجعل الذل…»، رواه أحمد (2/50، 92) عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ، انظر: «إرواء الغليل» (1269).
(3) رواه أبو داود وأحمد وغيرهما عن ثوبان ـ رضي الله عنه .
(4) «صحيح الجامع .(5521) «
(5) رواه الطبراني في «الكبير» و«الأوسط»، عن أبي واقد الليثي؛ وهو حديث حسن؛ «الصحيحة» (3165).
(6) في مقدمته على «فضل الله الصمد» (1/17).
(7) «الدُّررُ الغاليةُ في آداب الدَّعوة والدَّاعية» (25 ـ 26) للإمام ابن باديس رحمه الله .(8)رواه عنه ابن الماجشون، كما ذكرها الشاطبي في «الاعتصام».
(9) هذه الكلمات طليعة حديث كان ألقاه الشيخ البشير الإبراهيمي بدار الإذاعة في بغداد واختص به مجلة «الأخوة الإسلامية»، (العدد 1/22 نوفمبر 1952)، ثم نقلته «البصائر»، (العدد 5/20 فيفري 1953) ويمكننا قراءة الحديث كاملا في «آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي» (4/93-95).
(10) رواه ابن عبد البر في «جامع بيان العلم وفضله» (1810).
(11) الآجري في «الشريعة» (1/58)




|||ردد معي|||~~~|||~~~|||الله||| ~~~|||أكبر|||
|||~~~|||~~~|||~~~اللهم ارزقنا الجــــــــــــــنه امين
|||ردد معي|||سبحان|||~~~|||الله| ||~~~|||وبحمده||

بارك الله فيك في ميزان حسناتك ان شاء الله

|||ردد معي|||~~~|||~~~|||الله||| ~~~|||أكبر|||
|||~~~|||~~~|||~~~اللهم ارزقنا الجــــــــــــــنه امين
|||ردد معي|||سبحان|||~~~|||الله| ||~~~|||وبحمده||




التصنيفات
القران الكريم

[مقال] الشيخ صالح الفوزان: تجب حماية المصحف من تدخلات بعض الناشرين |||

تعليمية تعليمية

[مقال] الشيخ صالح الفوزان: تجب حماية المصحف من تدخلات بعض الناشرين

بسم الله الرحمن الرحيم

تجب حماية المصحف من تدخلات بعض الناشرين

كان السلف الصالح يجردون المصحف الشريف من أي كتابة غير القرآن الكريم اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم حيث نهى عن كتابة أحاديثه الشريفه في وقته خشية أن تختلط بالقرآن الكريم، وقد درج على هذا السلف الصالح فكانوا يجردون المصاحف مما سوى القرآن حماية لها من الزيادة والنقصان ومن اختلاط كلام البشر بكلام الله عز وجل ولهذا كانت تقوم لجان علمية موثوقة على طباعة المصحف وإخراجه على أحسن وضع وأتقنه مصداقاً لقول الله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحجر: 9] إلا أنه في الآونة الأخيرة حصلت بعض الاجتهادات والتدخلات في طباعة بعض المصاحف وقد تحمل تراخيص من جهات غير دقيقة وتنتشر هذه المصاحف التي تحمل عمل هؤلاء في بعض المكتبات التجارية ومن ذلك:

1- تغيير مداد بعض الحروف فبعضها أسود وبعضها أحمر إشارة إلى أحكام التجويد بزعمهم مع أن التجويد له كتب خاصة تطبع وحدها ولا تدخل في طباعة المصحف.

2- بعضهم يجعل ألواناً خاصة في بعض الصفحات فآيات الوعيد توضع في لون خاص وآيات الوعد توضع في لون خاص. والآيات التي فيها ذكر الجنة توضع في لون خاص والآيات التي فيها ذكر النار توضع في لون خاص من الصفحات وأسماء الله وصفاته توضع في لون وهكذا تلون صفحات المصحف بحسب مضمون الآيات خصوصاً في بعض الطبعات السورية للمصحف وهذا عمل مبتدع.

3- يوضع في آخر بعض المصاحف سرد لأسماء الله.

4- يوضع في آخر بعض المصاحف ما يسمى دعاء ختم القرآن حتى يتوهم الجاهل أن سورة من القرآن وأنه لا بد من قراءته وقد تكون في سياقات مبتدعة مثل اللهم ارزقنا بالألف كذا وكذا وبالباء كذا وكذا وارزقنا بكل حرف من القرآن كذا وكذا.

5- توضع في هوامش بعض المصاحف تفاسير مختصرة لبعض ألفاظ القرآن الكريم وقد يكون في بعضها تأويل غير صحيح باطل لأسماء الله وصفاته مع أن التفسير له كتب خاصة يرجح إليها.

6- كما يوجد في بعض المصاحف عند أول سورة الفاتحة: (يا الله) وفي أول سورة البقرة: (يا محمد) وهذا قد يكون دعاء لغير الله.

7- كما يوجد في بعض المصاحف تفسير للآيات بين السطور خصوصاً في بعض الطبعات الهندية وكل هذه التدخلات يجب منعها وعدم التساهل في إقرارها كما يجب منع تداول أي مصحف يشتمل على شيء منها حماية لكتاب الله من الدخيل ومن أطماع بعض الناشرين ولئلا يتطور الأمر إلى ما هو أشد من ذلك من تدخلات الجهال وذوي الأطماع التجارية، مع العلم أنه لا مانع أن يعمل الإنسان شيئا من ذلك في مصحفه الخاص الذي يحتفظ به لنفسه إذا كان من العلماء ليستفيد منه ولكن لا يجوز هذا في المصاحف التي تتداول بين الناس.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

كتبه

صالح بن فوزان الفوزان

عضو هيئة كبار العلماء

8/8/1432هـ

http://www.alfawzan.ws/node/13401

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




بارك الله فيك




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

فتاوى الشيخ الالباني رحمه الله في التعامل مع الحكام المسلمين

تعليمية تعليمية

السلام عليكم ورحمة الله
أما بعد فهذه بعض فتاوى العلامة الالباني رحمه الله في التعامل مع الحكام المسلمين الذين لا يحكمون بما أنزل الله

1) تكلم الشيخ رحمه الله على الناس الذين يسبون الحكام ؟
2) الحكام الذين لا يحكمون بما أنزل الله ولا يرفعون راية الجهاد في سبيل الله ؟
3) الإضراب عن الطعام من أجل التأثير على قرارات الحكام ؟
4) ما ذا نفعل إذا رأينا كفراً بواحاً من هؤلاء الحكام ؟
5) ما هي أنواع الكفر ؟ ومتى يكون الحاكم بغير ما أنزل الله كافراً ؟
6) هل يجوز مبايعة الحاكم الذي لا يحكم بما أنزل الله ؟

http://www.salafishare.com/fr/329CO48911PK/18DRJE1.rar

منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




بارك الله فيك اختي نانو على هدا الموضوع الرائع و المفيد كثيرا
و الكثير لا يعرف فتوى العلماء في التعامل مع الحكام و الكثير يجري وراء السب و الشتم و يظن انه حق عليه
على العموم بارك الله و جزاك الله كل خير و سترك اختي و سدد خطاك الى كل ما خير .




بارك الله فيك على الموضوع المهم والقيم

اللهم وفق حكامنا لما فيه الخير وان يحفظ وطننا




لهم ما حملو ولكم ماحملتم …
شكرا على الموضوع المهم وبارك الله
فيك نانو……..جيد جدا




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

درس الشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي حفظه الله : شرح كتابه ( نساء أهل الجنة حور عين و

تعليمية تعليمية
درس الشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي حفظه الله : شرح كتابه ( نساء أهل الجنة حور عين وآدميات ) وقراءة من تفسير ابن كثير [ لمن لم يحضره ]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إليكم الدرس الذي ألقاه الشيخ
محمد بن عبد الوهاب الوصابي يوم الجمعة 12 ربيع الأول 1443 هجرية
26/02/2010

بعد صلاة الفجر حفظ الله شيخنا وبارك الله في عمره
شرح لكتابه ( نساء أهل الجنة حور عين وآدميات ) وقراءة من تفسير ابن كثير

يليه الإجابة على الأسئلة

للامانة الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




جزاك الله كل خير على المجهود
تحياتي الخالصة




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[صوتية وتفريغها] حقيقة حزب الله الشيعي اللبناني لفضيلة الشيخ جمال الحارثي

تعليمية تعليمية
[صوتية وتفريغها] حقيقة حزب الله الشيعي اللبناني لفضيلة الشيخ جمال الحارثي

والتفريغ في المرفقات
وهو من تفريغ الأخت أم أفنان السلفية جزاها الله خيرا

الملفات المرفقة تعليمية حقيقة حزب الله الشيعي للشيخ أبو فريحان.doc‏ (146.5 كيلوبايت)

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[سؤال] هل كان الصحابة يأتون قبر النبي صلى الله عليه وسلم؟ يجيبك الشيخ ربيع بن هادي- ع

تعليمية تعليمية
[سؤال] هل كان الصحابة يأتون قبر النبي صلى الله عليه وسلم؟ يجيبك الشيخ ربيع بن هادي

هل كان الصحابة يأتون قبر النبي صلى الله عليه وسلم؟

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ((قال: وفي الموطأ من رواية يحيى بن يحيى الليثي أنه كان – يعني ابن عمر – يقف على قبر النبي , فيصلي على النبي , وعلى أبي بكر وعمر)).

علق الشيخ ربيع:
((الشفاء (2/86). وهو في الموطأ (1/166)، 9 – كتاب قصر الصلاة في السفر، برقم (68)، مالك عن عبد الله بن دينار، "رأيت ابن عمر يقف على قبر النبي ، فيصلي على النبي , وعلى أبي بكر وعمر – رضي الله عنهما -".
وفي المصنف لعبد الرزاق (3/576)، باب السلام على قبر النبي حديث (6724): "عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن نافع، قال: كان ابن عمر إذا قدم من سفر أتى قبر النبي ، فقال: السلام عليك يارسول الله! السلام عليك يا أبا بكر! السلام عليك يا أبتاه!".
وأخبرناه عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر. قال معمر: فذكرت ذلك لعبيد الله بن عمر، فقال: "لا نعلم أحداً من أصحاب النبي فعل ذلك" إلا ابن عمر.
أقول: يستفاد من قول عبيد الله بن عمر، الإمام المدني، الثقة الثبت، أن الصحابة الكرام – وفيهم الخلفاء الراشدون – ما كانوا يأتون قبر النبي إلا ما كان من عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – إذا قدم من سفر، مع حبهم الشديد لرسول الله وإكرامهم إياه وطاعتهم وانقيادهم له. فهل آن للأمة الإسلامية أن تثوب إلى رشدها، فتتبع هؤلاء العظماء والفقهاء النبلاء. وإننا على ثقة أنهم ما وقفوا جميعاً هذا الموقف إلا على أساس متين، وصراط مستقيم من العلم النبوي الصحيح، وعلى إدراك واع لمقاصد الشريعة وأهدافها، إنه ماكان ذلك منهم – مع حبهم الشديد الصادق لرسول الله إلا تنفيذاً لتوجيهاته الكريمة؛ مثل قوله : "لاتتخذوا قبري عيدًا". ومثل قوله : "اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد". ومثل قوله – وبأبي وأمي هو -: "لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد".
تنفيذاً لهذه التوجيهات العظيمة الهادفة إلى حماية التوحيد، وصيانة العقيدة الإسلامية من شوائب الغلو والضلال الذي وقع فيه أهل الكتاب، كان ذلك الموقف الواعي الرشيد من الصحابة الكرام، وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون والفقهاء المبرزون مثل زيد بن ثابت وابن مسعود وابن عباس وأبي بن كعب وغيرهم من علماء الصحابة وعظمائها وساداتها، فما هم إلا جند الله ثم جند محمد ، جند له في حياته يفدونه ورسالته بمهجهم وأموالهم وأرواحهم، وجند له أوفياء بعد وفاته وانتقاله إلى الرفيق الأعلى، فلله درهم ما أفقههم وأنبلهم وأوفاهم!.
فهل للأمة الإسلامية أن تتأسى بهؤلاء العظماء الأوفياء في تنفيذ هذه التوجيهات وغيرها مما جاء به خاتم الأنبياء – صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين؟ ولله در إمام دار الهجرة – رحمه الله – إذ قال حين خالف بعض الناس بعض هذه التوجيهات وبدأوا يترددون على القبر: لا أعرف هذا عمن مضى، ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها. وسيأتي كلامه فنشير إلى مصدره في موضعه)).

[ط­ط§ط´ظٹط© ظ‚ط§ط¹ط¯ط© ط¬ظ„ظٹظ„ط© ظپظٹ ط§ظ„طھظˆط³ظ„ ظˆط§ظ„ظˆط³ظٹظ„ط©]
ط§ظ„ط±ط§ط¨ط· ظ…ظ† ظ…ظˆظ‚ط¹ ط§ظ„ط´ظٹط® http://rabee.net/show_book.aspx?id=909&pid =6&bid=169

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[صوتية] قولون وا معتصماه !! وهذا هو الشرك الأكبر الشيخ السحيمي حفظه الله

تعليمية تعليمية
[صوتية] قولون وا معتصماه !! وهذا هو الشرك الأكبر الشيخ السحيمي حفظه الله


مقطع ماتع للشيخ الدكتور صالح بن سعد السحيمي حفظه الله ورعاه

حمل من هنا

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[خطبة جمعة] خطبة بعنوان لا أمن ولا أمان إلا بتوحيد الرحمن / الشيخ مجدي حفالة -وفقه ال

تعليمية تعليمية
[خطبة جمعة] خطبة بعنوان لا أمن ولا أمان إلا بتوحيد الرحمن / الشيخ مجدي حفالة -وفقه الله تعالى-

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه إلى يوم الدين
أما بعد

فهذه خطبة بعنوان ( لا أمن ولا أمان إلا بتوحيد الرحمن )
لفضيلة الشيخ أبي مصعب مجدي حفالة -وفقه الله تعالى وغفر له-
ليوم 26 ربيع الأول 1443ه

للتحميل من هنا

الملفات المرفقة

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
الفقه واصوله

فتوى الشيخ فركوس حفظه الله في حكم زيت الحية

فتوى الشيخ فركوس حفظه الله في " حكم زيت الحية "
السـؤال:

تباع في السوق زيتٌ، تُسمَّى بزيت الحية، وتستعمل للتداوي من الصلع أو سقوط الشعر، فما حكم هذه المادة؟ وبارك الله فيكم.

الجـواب:

الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:

فإذا كانت الزيت مستخرجةً من الحية حقيقة، فإنَّ الحية كالفأرة والحشرات معدودةٌ من الحيوانات المستخبثة المستقذرة يحرم أكلها بالإجماع، وكذا التداوي بها، لقوله تعالى:(وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ) [الأعراف: 157]، جريًا على قاعدة: «التَّحْرِيمُ يَتْبَعُ الخُبْثَ وَالضَّرَرَ»،

قال ابن تيمية -رحمه الله-: «أكل الخبائث وأكل الحيات والعقارب حرام بإجماع المسلمين، فمن أكلها مستحلاًّ لذلك فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل، ومن اعتقد التحريم وأكلها فإنه فاسق عاص لله ورسوله»(?- «مجموع الفتاوى» لابن تيمية: (11/609).).

هذا، وإذا ما حُرِّم ملابسته كالنجاسات حُرِّم أكله والانتفاع به بالدُّهن والتداوي، و«إِذَا حَرَّمَ اللهُ الانْتِفَاعَ بِشَيْءٍ حَرَّمَ الاعْتِيَاضَ عَنْ تِلْكَ المَنْفَعَةِ»(?- «الفتاوى الكبرى» لابن تيمية: (3/125)، «إعلام الموقعين» لابن القيم: (3/146).)، لقوله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «لَعَنَ اللهُ اليَهُودَ، إِنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَيْهِمُ الشُّحُومَ جَمَلُوهُ ثُمَّ بَاعُوهُ فَأَكَلُوا ثَمَنَهُ، إِنَّ اللهَ إِذَا حَرَّمَ شَيْئًا حَرَّمَ ثَمَنَهُ»(?- أخرجه بهذا اللفظ: أبو داود في «سننه» كتاب الإجارة، باب في ثمن الخمر والميتة: (3488)، وأحمد في «مسنده»: (2673)، وابن حبان في «صحيحه» (4938)، والدارقطني في «سننه»: (2852)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما. والحديث صححه أحمد شاكر في «تحقيقه لمسند الإمام أحمد»: (4/347)، والألباني في «غاية المرام»: (318).).

أمَّا إذا أضيفت الزيت إلى الحية من باب التسمية لا الحقيقة بأن تكون مستخرجةً من عموم الطيِّبات كالزيوت النباتية أو الحيوانية الطاهرة التي لا مضرَّة فيها فيجوز الانتفاع بها في التغذية والتداوي والادهان والبيع، لقوله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ) [المائدة: 4]،

ويجوز الاستعانة بها على الطاعة دون المعصية، لقوله تعالى: (لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ) [المائدة: 93]،

مع الشكر عليها لقوله تعالى:(ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) [التكاثر: 8]، أي: عن الشكر عليه.

والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.




السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

اللهم إنا نعوذ بك ونستغفرك ونستعين بك في كل مصيبة وخبيثة

اختي ابدعتي في نقلك تلك الفتوى … وأفدتي لما فكرتي بذلك .. فمنها نستفيد من شيء ونتيقن لبعض الامور
وأخيرا ..
لك مني شكري الخالص

ولك مني أسمى وارقى تحية

وبارك الله فيك .. وجزاك الله الف خير




و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
و فيكم بارك الرحمن و جزاكم بالمثل