التصنيفات
العربية والعرب,صرف,نحو,إملاء...إلخ

إن من البيان لحكمة

حكي أن هرقل ملك الروم كتب إلى معاوية بن ابي سفيان رضي الله عنه يسأله :
عن الشيء ولا شيء .. وعن دين لا يقبل الله غيره… وعن مفتاح الصلاة… وعن غرس الجنة… وعن صلاة كل شيء
وعن أربعة فيهم الروح ولم يركضوا في أصلاب الرجال وأرحام النساء .. وعن رجل ولا أب له .. وعن رجل لا أم له.. وعن قبر جرى بصاحبه … وعن قوس قزح ما هو … وعن بقعة طلعت عليها الشمس مرة واحدة ولم تطلع عليها قبلها ولا بعدها .. وعن ظاعن ظعن مرة واحدة ولم يظعن قبلها ولا بعدها … وعن شجرة نبتت من غير ماء… وعن شيء تنفس ولا روح له … وعن اليوم وأمس وغد وبعد غد … وعن البرق والرعد وصوته … وعن المحو الذي في القمر
فقيل لمعاوية لست هناك ومتى أخطأت في شيء من ذلك سقطت من عينه فاكتب إلى ابن عباس يخبرك عن هذه المسائل فكتب إليه فأجابه
أما الشيء فالماء قال الله تعالى ( وجعلنا من الماء كل شيء حي )
وأما لا شيء فانها الدنيا تبيد وتفنى
وأما دين لا يقبل الله غيره فلا إله إلا الله
وأما مفتاح الصلاة فالله أكبر
وأما غرس الجنة فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
واما صلاة كل شيء فسبحان الله وبحمده
واما الأربعة الذين فيهم الروح ولم يركضوا في أصلاب الرجال وأرحام النساء فآدم وحواء وناقة صالح وكبش إسماعيل
وأما الرجل الذي لا أب له فالمسيح
وأما الرجل الذي لا ام له فآدم عليه السلام
وأما القبر الذي جرى بصاحبه فحوت يونس عليه السلام سار به في البحر
وأما قوس قزح فأمان من الله لعباده من الغرق
وأما البقعة التي طلعت عليها الشمس مرة واحدة فبطن البحر حين انفلق لبني إسرائيل
وأما الظاعن الذي ظعن مرة ولم يظعن قبلها ولا بعدها فجبل طور سيناء كان بينه وبين الأرض المقدسة أربع ليال فلما عصت بنو إسرائيل أطاره الله تعالى بجناحين فنادى مناد إن قبلتم التوراة كشفته عنكم ولا ألقيته عليكم فأخذوا التوراة معذرين فرده الله تعالى إلى موضعه فذلك قوله تعالى ( وإذا نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة ظنوا أنه واقع بهم ) الآية
وأما الشجرة التي تنبت من غير ماء فشجرة اليقطين التي أنبتها الله تعالى على يونس عليه السلام وأما الشيء الذي يتنفس بلا روح فالصبح قال الله تعالى ( والصبح إذا تنفس )
وأما اليوم فعمل وأمس فمثل وغد فأجل وبعد غد فأمل
وأما البرق فمخاريق بأيدي الملائكة تضرب بها السحاب
وأما الرعد فاسم الملك الذي يسوق السحاب وصوته زجره
وأما المحو الذي في القمر فقول الله تعالى ( وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة ) ولولا ذلك المحو لم يعرف الليل من النهار ولا النهار من الليل ودعا بعض البلغاء لصديق له فقال تمم الله عليك ما أنت فيه وحقق ظنك فيما ترجوه وتفضل عليك بما لم تحتسبه
********

عرضت على المتوكل جارية شاعرة فقال أبو العيناء يستجيزها أحمد الله كثيرا

فقالت :
حيت أنشأك ضريرا
فقال يا امير المؤمنين:
قد أحسنت في إساءتها فاشترها

***

ما رأيت أبلغ من عائشة رضي الله تعالى عنها ما أغلقت بابا فأرادت فتحه إلا فتحته ولا فتحت بابا فأرادت إغلاقه إلا أغلقته
****

ومن غريب الكنايات الواردة على سبيل الرمز وهو من الذكاء والفصاحة ما حكي أن رجلا كان أسيرا في بني بكر بن وائل وعزموه على غزو قومه فسألهم في رسول يرسله إلى قومه فقالوا لا ترسله إلا بحضرتنا لئلا تنذرهم وتحذرهم
فجاؤا بعبد أسود ، فقال له: أتعقل ما أقوله لك
قال: نعم إني لعاقل فأشار بيده إلى الليل
فقال: ما هذا
قال: الليل
قال: ما أراك إلا عاقلا ثم ملأ كفيه من الرمل
وقال: كم هذا
قال: لا أدري وإنه لكثير

فقال: أيما أكثر النجوم أم النيران
قال: كل كثير
فقال: أبلغ قومي التحية وقل لهم يكرموا فلانا يعني أسيرا كان في أيديهم من بكر بن وائل فإن قومه لي مكرمون وقل لهم إن العرفج قد دنا وشكت النساء وأمرهم أن يعروا ناقتي الحمراء فقد أطالوا ركوبها وان يركبوا جملي الأصهب بأمارة ما اكلت معكم حيسا واسألوا عن خبري أخي الحرث فلما أدى العبد الرسالة إليهم
قالوا: لقد جن الأعور والله ما نعرف له ناقة حمراء ولا جملا أصهب ثم دعوا بأخيه الحرث فقصوا عليه القصة
فقال: قد أنذركم أما قوله قد دنا العرفج يريد أن الرجال قد استلأموا ولبسوا السلاح وأما قوله شكت النساء أي أخذت الشكاء للسفر واما قوله أعروا ناقتي الحمراء أي ارتحلوا عن الدهناء واركبوا الجمل الأصهب أي الجبل وأما قوله أكلت معكم حيسا أي أن أخلاطا من الناس قد عزموا على غزوكم لأن الحيس يجمع التمر والسمن والأقط فامتثلوا أمره وعرفوا لحن الكلام وعملوا به فنجوا
*****

وأسرت طيء غلاما من العرب فقدم أبوه ليفديه فاشتطوا عليه فقال أبوه والذي جعل الفرقدين يمسيان ويصبحان على جبل طيء ما عندي غير ما بذلته ثم انصرف وقال لقد أعطيته كلاما إن كان فيه خير فهمه فكأنه قال له الزم الفرقدين يعني في هروبك على جبل طيء ففهم الإبن ما أراده أبوه وفعل ذلك فنجى
****

ومن ذلك قولهم تركت فلانا يأمر وينهي وهو على شرف الموت أي يأمر بالوصية وينهي عن النوح ويقال ما رأيت فلانا أي ما ضربته في رئته ولا كلمته أي ما جرحته فإن الكلوم الجراح

****

وقال معاوية لعقيل بن أبي طالب : إن عليا قد قطعك وأنا وصلتك ولا يرضيني منك إلا أن تلعنه على المنبر
قال أفعل: فصعد المنبر ثم
قال: بعد أن حمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه أيها الناس إن معاوية بن ابي سفيان قد امرني أن ألعن علي بن أبي طالب فالعنوه فعليه لعنة الله ثم نزل
فقال له معاوية: إنك لم تبين من لعنت منهما بينه
فقال: والله لا زدت حرفا ولا نقصت حرفا والكلام إلى نية المتكلم
*****

ودخلت امرأة على هرون الرشيد وعنده جماعة من وجوه أصحابه
فقالت: يا أمير المؤمنين أقر الله عينك وفرحك بما آتاك واتم سعدك لقد حكمت فقسطت
فقال لها: من تكونين أيتها المرأة
فقالت: من آل برمك ممن قتلت رجالهم وأخذت أموالهم وسلبت نوالهم
فقال: أما الرجال فقد مضى فيهم أمر الله ونفذ فيهم قدره وأما المال فمردود إليك ثم التفت إلى الحاضرين من أصحابه فقال أتدرون ما قالت هذه المرأة
فقالوا: ما نراها قالت إلا خيرا
قال: ما أظنكم فهمتم ذلك
أما قولها أقر الله عينك أي أسكنها عن الحركة وإذا سكنت العين عن الحركة عميت
وأما قولها وفرحك بما آتاك فأخذته من قوله تعالى
( حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة )
وأما قولها وأتم الله سعدك فأخذته من قول الشاعر
( إذا تم أمر بدا نقصه … ترقب زوالا إذا قيل تم )
وأما قولها لقد حكمت فقسطت فأخذته من قوله تعالى
( وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا ) فتعجبوا من ذلك

*****

وحكي أن بعضهم دخل على عدوه من النصارى
فقال له: أطال الله بقاءك وأقر عينك وجعل يومي قبل يومك والله إنه ليسرني ما يسرك فأحسن إليه وأجازه على دعائه وامر له بصلة
وكان ذلك دعاء عليه لأن معنى قوله أطال الله بقاءك حصول منفعة المسلمين به في اداء الجزية
واما قوله وأقر عينك فمعناه سكن الله حركتها أي أعماها
وأما قوله وجعل يومي قبل يومك أي جعل الله يومي الذي أدخل فيه الجنة قبل يومك الذي تدخل فيه النار وأما قوله إنه ليسرني ما يسرك فإن العافية تسره كما تسر الآخر
فانظر إلى الاشتراك وفائدته ولولا الاشتراك ما تهيأ لمتستر مراد ولا سلم له في التخلص قياد
****

وحكي أن المأمون ولي عاملا على بلاد وكان يعرف منه الجور في حكمه فأرسل إليه رجلا من أرباب دولته ليمتحنه فلما قدم عليه أظهر له أنه قدم في تجارة لنفسه ولم يعلمه أن أمير المؤمنين عنده علم منه فأكرم نزله وأحسن إليه وسأله أن يكتب كتابا إلى أمير المؤمنين المأمون
يشكر سيرته عنده ليزداد فيه أمير المؤمنين رغبة
فكتب كتابا فيه بعد الثناء على أمير المؤمنين
أما بعد فقد قدمنا على فلان فوجدناه : آخذا بالعزم عاملا بالحزم : قد عدل بين رعيته وساوى في أقضيته: أغنى القاصد وأرضى الوارد وأنزلهم منه منازل الأولاد: وأذهب ما بينهم من الضغائن والأحقاد : وعمر منهم المساجد الداثرة: وأفرغهم من عمل الدنيا وشغلهم بعمل الآخرة: وهم مع ذلك داعون لأمير المؤمنين يريدون النظر إلى وجهه والسلام .
فكان معنى قوله: آخذا بالعزم أي إذا عزم على ظلم أو جور فعله في الحال : وقوله قد عدل بين رعيته وساوى في أقضيته أي أخذ كل ما معهم حتى ساوى بين الغني والفقير: وقوله عمر منهم المساجد الداثرة وأفرغهم من عمل الدنيا وشغلهم بعمل الآخرة يعني أن الكل صاروا فقراء لا يملكون شيئا من الدنيا : ومعنى قوله يريدون النظر إلى وجه أمير المؤمنين أي ليشكوا حالهم وما نزل بهم فلما جاء الكتاب إلى المأمون عزله عنهم لوقته وولى عليهم غيره

****

وكما حكي عن الإمام الشافعي رضي الله عنه أنه لما سأله بعض المعتزلة بحضرة الرشيد ما تقول في القرآن
فقال الشافعي أياي تعني
قال نعم
قال مخلوق فرضى خصمه منه بذلك ولم يرد الشافعي إلا نفسه
*******

وكما حكي عن ابن الجوزي رحمه الله تعالى أنه سئل وهو على المنبر وتحته جماعة من مماليك الخليفة وخاصته وهم فريقان قوم سنية وقوم شيعة
فقيل له من أفضل الخلق بعد رسول الله أبو بكر أم علي رضي الله عنهما
فقال أفضلها بعده من كانت ابنته تحته فأرضى الفريقين ولم يرد إلا أبا بكر رضي الله عنه لأن الضمير في ابنته يعود إلى أبي بكر رضي الله عنه وهي عائشة رضي الله عنها وكانت تحت رسول الله والشيعة ظنوا أن الضمير في ابنته يعود إلى رسول الله وهي فاطمة رضي الله عنها وكانت تحت علي رضي الله عنه فهذه منه جيدة حسنة وكلمة باتت جفون الفريقين منها وسنة

*****

ولما أفضت الخلافة إلى عمر بن عبد العزيز أتته الوفود فإذا فيهم وفد الحجاز فنظر إلى صبي صغير السن وقد أراد أن يتكلم
فقال ليتكلم من هو أسن منك فإنه أحق بالكلام منك
فقال الصبي يا امير المؤمنين لو كان القول كما تقول لكان في مجلسك هذا من هو أحق به منك
قال صدقت فتكلم
فقال يا أمير المؤمنين إنا قدمنا عليك من بلد تحمد الله الذي من علينا بك ما قدمنا عليك رغبة منا ولا رهبة منك أما عدم الرغبة فقد امنا بك في منازلنا وأما عدم الرهبة فقد أمنا جورك بعدلك فنحن وفد الشكر والسلام
فقال له عمر رضي الله عنه عظني يا غلام
فقال يا أمير المؤمنين إن أناسا غرهم حلم الله وثناء الناس عليهم فلا تكن ممن يغره حلم الله وثناء الناس عليه فتزل قدمك وتكون من الذين قال الله فيهم ( ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون )
فنظر عمر في سن الغلام فإذا له اثنتا عشرة سنة فأنشدهم عمر رضي الله تعالى عنه
( تعلم فليس المرء يولد عالما … وليس أخو علم كمن هو جاهل )
( فإن كبير القوم لا علم عنده … صغير إذا التفت عليه المحافل




( تعلم فليس المرء يولد عالما … وليس أخو علم كمن هو جاهل )
( فإن كبير القوم لا علم عنده … صغير إذا التفت عليه المحافل

مشكورة استاذتنا و الله يعطيك العافية




مشكورة سيدتي الكريمة على هذا الكنز
دمت لنا و للمنتدى




بورك فيكما " رنين وكمال "

أدامكما للعطاء واقتناء المعرفة

تحياتــــــــــــــــــــ ي…

تعليمية




جزاك الله كل خير ع التميز الدائم




التصنيفات
منتدى القدس عاصمة فلسطين

البيان الأخوي الحميم على حدث غزة الأليم/ موقع الشيخ فركوس

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على مَن أرْسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فإنّ المآسي المحزنةَ والأحداثَ الداميةَ المؤْلمةَ التي يُعايِشهَا قِطاع «غَزَّةَ» والأراضِي الفلسطينية -حاليًا- ما هي إلاّ حلقَةٌ متواصلةٌ من سلسلةِ المؤامراتِ الصهيونيةِ ومخططاتها المدمِّرةِ لإشاعةِ الفوضَى، وإثارةِ الفتنِ، والوقيعةِ بين الشعبِ الفلسطيني ودولتِه وشعوبِ المنطقةِ، بل مع عامةِ المسلمينَ مصحوبًا بالإرهابِ الفكريِّ والعسكريِّ بتأييدِ الدولِ القويةِ، وتعزيزهَا في تنفيذِ مخططاتها الهادِفَةِ إلى إضعافِ شوكةِ المسلمينَ، وتشتِيتِ صفِّ الفلسطينيينَ، وكسرِ إرادةِ شعبهمْ وتمييعِ قضيتهِمْ.
هَذَا، وإِنَّ إدارةَ موقعِ الشيخِ محمدِ علي فركوس -حفظه الله- تتتبع -بكلِّ ألمٍ وأسَى- ما حصلَ ويحصلُ لإخواننَا المسلمينَ في الأراضِي الفلسطينيةِ وفي قطاعِ «غَزَّةَ» منْ غمَّةٍ ونكبةٍ، وتقتيلٍ وتشريدٍ، وتفجيرٍ وتدميرٍ، وغيرِ ذلكَ من تنفيذٍ للتدبيراتِ العدوانيةِ والمخططاتِ الإرهابيةِ اليهوديةِ، وما يمدهَا به إخوانها في الغيِّ من طاقةٍ ماديةٍ وبشريةٍ ومعنويةٍ، فإنها تعكسُ الحقدَ الدفينَ الذي يُكنّهُ عمومُ الكفَّارِ للمسلمينَ.
وانطلاقًا منْ واجبِ الأخوَّةِ الإيمانيةِ، فإنَّ الموقفَ الشرعيَّ يُوجبُ على المسلمينَ الوقُوفَ معَ إخوانهمْ الفِلسطينيينَ في البأساءِ والضراءِ، وحينَ البأسِ، عملاً بقولهِ تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ [الحجرات: 10] وأنْ يُحبَّ لهم ما يُحبُّ لنفسهِ، ويَكرهَ لهم ما يَكرهُ لنفسهِ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ» (1- أخرجه البخاري كتاب الإيمان، باب من الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه: (13)، ومسلم كتاب الإيمان: (170)، من حديث أنس رضي الله عنه) ولقولهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ، مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَىٰ مِنْهُ عُضْوٌ، تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى» (2- أخرجه البخاري كتاب الأدب، باب رحمة الناس والبهائم: (5665)، ومسلم كتاب البر والصلة: (6586)، من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه) وقولهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «المؤمنُ للمؤمنِ كالبُنيانِ يشُدُّ بعضُهُ بعضاً» (3- أخرجه البخاري كتاب المظالم، باب نصر المظلوم: (2314)، ومسلم كتاب البر والصلة: (6585)، من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه)
كما يدعُو الموقفُ الشرعيُّ التعاونَ على نصرتهمْ -بصدقٍ وإخلاصٍ- لإزالةِ العدوانِ ورفعِ الظلمِ والأذَى والطغيانِ، كُلٌّ بحسبِ قدْرتهِ، وحجْمِ استطاعتِهِ، سواء بالتعاونِ المادِّي لقوامِ أبدانهمْ بالتغذيةِ والتداوِي، وتقويةِ شوكتهمْ، أوْ بالتعاونِ المعنويِّ، والتآزرِ معهمْ بنصرةِ قضيتهِمْ على نِطاقٍ خاصٍّ أو عامٍّ، سواء في المؤتمراتِ والمحافلِ الدوليةِ، أو القاريةِ، أو الإقليميةِ، أو الشعبيةِ، ومنَ الدّعم المعنويِّ: التوجهُ إلى الله تعالى بالدعاءِ لهمْ بكشفِ غمّةِ آلامهمْ، ومحنتهمْ، ومأساتهمْ، ورفعِ بليتهمْ وشدتهمْ، وإصلاحِ أحوالهمْ وتحقيقِ آمالهمْ، ولمّ شملهمْ، وترشيدِ أقوالهم، وتسديدِ أعمالهمْ لما يحبُّه الله ويرضى، فإنّ الرجوعَ إلى الله تعالى بإخلاصٍ وصدقٍ وتقوى، والاستعانةَ بالصبرِ والصلاةِ، مع إعدادِ العُدَّةِ الماديةِ، ومشاورةِ أهلِ العلمِ والرشادِ، لهو منْ أعظمِ أسبابِ النصرِ، ونزولِ الرحمةِ، وكشفِ الغُمّةِ، والتوفيقِ والسدادِ.
هَذَا، وأخيرًا نُوصِي إخوانَنَا المسلمينَ في فِلسطينَ أنْ يجمعُوا كلمتهمْ على الحقِ، ويلمُّوا شملهمْ وشعثهمْ، وأنْ يوحِّدُوا جهودهمْ، ويفرزُوا صفوفهمْ، ليميزُوا بين الصديقِ والعدوِ، والخبيثِ والطيّبِ، ليكونُوا صفًّا منيعًا ضدَّ تحدِّي عدوهمْ الذي يتربصُّ بهم الدوائرَ، ليفوِّتُوا عليهِ مخططَهُ الإجرامِيَّ، ومشاريعَهُ العدوانيةَ.
نسألُ الله تعَالى العَليَّ القديرَ أنْ يُصلحَ أحوالَ المسلمينَ في فلسطينَ والعراقِ، وسائرَ بلادِ المسلمينَ، وأنْ يجمعَ كلمتهُمْ على التوحيدِ والتقوَى والدِّينِ، وأنْ يَكشفَ محنتهُمْ ويُسدِّدَ خُطاهمْ، وينصرهُم على أعداءِ الإسلامِ والمسلمينَ، اللّهمَّ اجعَل كيدَ أعدائِكَ في نحورهِمْ، ونعوذُ بكَ اللَّهمَّ منْ شرورِهِمْ.
وآخر دعوانَا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمينَ، وصلَّى الله عَلَى محمَّدٍ وعلَى آلهِ وصحبهِ وإخوانِهِ إلى يومِ الدِّينِ.

الجزائر في: 06 المحرم 1443ه
الموافق ل: 03 جانفي 2022م


1- أخرجه البخاري كتاب الإيمان، باب من الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه: (13)، ومسلم كتاب الإيمان: (170)، من حديث أنس رضي الله عنه.

2- أخرجه البخاري كتاب الأدب، باب رحمة الناس والبهائم: (5665)، ومسلم كتاب البر والصلة: (6586)، من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه.

3- أخرجه البخاري كتاب المظالم، باب نصر المظلوم: (2314)، ومسلم كتاب البر والصلة: (6585)، من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.




بارك الله فيكِ أخيتي

ضعي المصدر عند النقل




التصنيفات
ادارة الابتدائيات والمعلميين والأولياء

البيان 11

استكمالا لأشغال الدورة الـ 26 للمجلس الوطني المفتوحة، اجتمع المجلس الوطني للاتحاد الوطني لعمال والتكوين unpef يوم:06/03/2010 بالجزائر العاصمة قصد دراسة المستجدات، والتقييم الموضوعي للحركة الاحتجاجية ، سجل ما يلي :

1 – يحيي موظفي وعمال التربية على هبتهم القوية ووعيهم النقابي المتنامي، وتحليهم بروح المسؤولية العالية والتزامهم بقرارات الاتحاد، كما يشيد بموقف الاتحاد الوطني لجمعيات أولياء التلاميذ وكذا الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان.
2 – يستنكر التشهير برواتب الموظفين التي تعد أمرا شخصيا، مع التهديد والوعيد للمضربين ومخالفة قوانين الجمهورية وتشريع العمل خاصة القانون 90/02 المتعلق بالوقاية من نزاعات العمل وتسويتها وممارسة حق الإضراب.
3 – يؤكد تمسكه بالمطالب المشروعة التالية :
· استدراك حقنا في المنح الجديدة المرفوعة للجنة الحكومية المختصة التي أسقطت من المرسوم التنفيذي رقم 10/78 المؤرخ في : 24/02/2010 المؤسس للنظام التعويضي للموظفين المنتسبين لأسلاك التربية، مع استدراك موظفي المصالح الاقتصادية والمخبريين بمنحة خاصة تعوضهم عن الإجحاف الذي مسهم .
· الإفراج عن القرار الوزاري الجديد المتعلق بتسيير أموال الخدمات الاجتماعية لإبعادها عن كل هيمنة نقابية.
· التجسيد الفعلي لطب العمل و فق قوانين الجمهورية .
· التعجيل في إصدار ملف النظام التعويضي للأسلاك المشتركة والعمال المهنيين .
4-يدعو السلطات العمومية تحمل مسؤولياتها بوضع ميكانيزمات جديدة لحوار مسؤول يفضي لنتائج ملموسة وفاء بالتزاماتها المتفق عليها-إثر إضراب نوفمبر 2022- والمعلنة أمام الرأي العام وفي مختلف وسائل الإعلام.
وبعدعرض محاضر المجالس الولائية ومداولات المجلس الوطني تقرر :
وقف الإضراب والعودة للعمل يوم الأحد: 07/03/2010 تنفيذا لقرار العدالة الصادر عن مجلس قضاء الجزائر والقاضي بوقف الإضراب، مع الاحتفاظ بحقنا في المعارضة و الطعن أمام مجلس الدولة.
ختاما / يدعو المجلس الوطني جميع موظفي وعمال التربية المنضوين تحت لواء الاتحاد التحلي بروح المسؤولية والامتثال لقرار المجلس الوطني حفاظا على وحدة الصف ضمانا لتحقيق مطالبنا، والبقاء على أهبة الاستعداد لاتخاذ أي موقف يخوله القانون في حال عدم تحقيق المطالب المرفوعة.

من أجل أسرة تربوية واعية وفاعلة

رئيس الاتحاد / الصادق دزيري




شكرا جزيلا أخي على البيان
و لمن أراد التحميل فليتفضل مشكورا:




شكرا وبارك الله فيك
على الموضوع القيم
جزاك الله كل خير




بارك الله فيكم

موضوع مفيد جداااا وقيم

تقبل مروري المتواضع

المعلمة هناء




التصنيفات
القران الكريم

[سؤال] هل هناك من اطلع على كتاب تفسير أساس البيان ||||

تعليمية تعليمية

[سؤال] هل هناك من اطلع على كتاب تفسير أساس البيان ( دار الخير )

السلام عليكم ، هل هناك من اطلع على كتاب تفسير أساس البيان كلمات ومعاني القرءان مع ملحق كتاب المنتخب من أسباب النزول ، أريد أن اعرف هل يُعتمد عليه.

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




اسفة لكنني لم اطلع عليه




التصنيفات
القران الكريم

[بحث] الإيضاح والبيان لصحة رجوع الضمير في قوله تعالى (فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا ط

تعليمية تعليمية

[بحث] الإيضاح والبيان لصحة رجوع الضمير في قوله تعالى (فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا) إلى الله عز وجل

بسم الله الرحمن الرحيم

فمن المعلوم لدى الكافة من الثقلين الإنس والجن لزوم تنزيه المعبود من كل نقص وعيب لا يختلفون بينهم في ذلك، لكن منهم من وقف -مع هذا العلم الفطري- مع ظواهر النصوص الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة الصحيحة، ومنهم من دفعته خيالاته إلى إنكار الأسماء والصفات التي أثبتها الله لنفسه في الوحيين وهم في ذلك متفاوتون بين مقل ومستكثر.
ولا أريد الإطالة فإنما هي فائدة مختصرة متعلقة بقوله سبحانه وتعالى في سورة الكهف ((وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80)) ، فهل الخشية هنا منسوبة لله أم للخضر؟ وإن كانت لله فما هو تفسيرها؟ وهل هي مما ينبغي تنزيه الله عنه أم هي سالمة من النقص ؟

الجواب:

اختلف المفسرون في قوله تعالى ((فَخَشِينَا)) هل هو حكاية لكلام الخضر عن نفسه بضمير الجمع أم أراد الخضر -عليه الصلاة والسلام- نسبة الخشية لله -عز وجل- ولنفسه!

1- فاختار كون ضمير الجمع عائد إلى الخضر فقط:
الزجاج في "معاني القرآن" ،وابن جزي في "التسهيل"، وابن عطية في "المحرر الوجيز" (1) ، والثعالبي في تفسيره، والرازي في "مفاتحه" وقدمه البيضاوي، وهو ظاهر كلام القرطبي في "الجامع" ، واختاره النسفي، وقدمه أبو حيان في "البحر المحيط"، وانتصر له الشوكاني في "فتح القدير"، واستظهره أيضًا الآلوسي في "روح المعاني"(1) ، والطاهر بن عاشور في "التحرير" ، وهو ظاهر كلام العلامة العثيمين في تفسيره لسورة الكهف حيث قال:
( فَخَشِينَا ) أي خفنا، والخشية في الأصل خوف مع علم، وأتي بضمير الجمع للتعظيم. ا.هــ
قلت: في التسجيل الصوتي قال:
(خشينا) بالجمع وهو بالنسبة للخضر واقع، وبالنسبة لموسى متوقع..ا.ه الخ [تفسير سورة الكهف ش4 وجه ب]

ورجح أصحاب هذا القول مذهبهم بأمرين:
أ- سياق الآيات حي هي تتحدث عن محاجة الخضر لموسى وبيانه لحجته -عليهما الصلاة والسلام-، قال القرطبي:
وهو الذي يشهد له سياق الكلام ، وهو قول كثير من المفسرين ا.هــ
وقال الشوكاني:
قيل ويجوز أن يكون فخشينا من كلام الله ويكون المعنى كرهنا كراهة من خشي سوء عاقبة أمره فغيره وهذا ضعيف جدا فالكلام كلام الخضر ا.هـ
ب- ما تلا هذه الآية في قوله ((فَأَرَدْنا أَنْ يُبْدِلَهُما رَبُّهُما)) فاحتجوا بأنّ قوله ((ربهما)) تُشعر بأن المريد هو الخضر فقط.
قال الزجاج:
وقالوا دليلنا على أن فخشينا من كلام الخضِر قوله (فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا) ا.هـ

2- والقول الثاني : قول مَن قال الضمير في قوله تعالى "فَخَشِينا أَنْ يُرْهِقَهُما طُغْياناً وَكُفْراً " عائدٌ على الله -سبحانه وتعالى- وعلى الخضر -عليه الصلاة والسلام-، وممن اختار هذا:
ابن قتيبة فهو ظاهر سياق كلامه في "تأويل المشكل"، واختيار إمام المفسرين ابن جرير الطبري في تفسيره ، ، واختاره الفراء في "معاني القرآن" ، والأخفش! (المعتزلي) في "معاني القرآن" واحتج هؤلاء بـ:
أ- مصحف عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-.
قال ابن جرير:
وقوله: (فخشينا) وهي في مصحف عبد الله:( فخاف ربك أن يرهقهما طغيانا وكفرا) ا.هــ
ب- وقراءة أبي بن كعب -رضي الله عنه-:
وقال ابن قتيبة:
وفي قراءة أبيّ: فخاف ربك. ا.هـ [تأويل مشكل القرآن ص121]

فهاتان القراءتان صريحتان في إضافة (الخوف = الخشية) لله عز وجل، وهذا القول هو الأقرب للصواب فيما يظهر والله أعلم من وجوه:
1- يُعد هذا التأويل من تفسير القرآن بعضه ببعض وهذا أعلى أوجه التفسير وأرجحها.
2- ظاهر الآية من جهة ضمير الجمع فالأصل فيه التعدد ، ومن جهة تنويع الخضر-عليه الصلاة والسلام- استخدامه للضمائر في هذه الآيات كما سيأتي ، فلو جعلنا الضمير في الإفراد والجمع عائد عليه فقط لم تظهر البلاغة المقصودة من هذا التنويع.
3- أني لم أجد من مفسري أهل السنة المتقدمين من قال بالقول الأول، فأقدم من وقفت عليه الزجاج ولا يخفى أنّه يقع في بعض التأويلات لبعض الصفات التي ليس في ظاهرها أي نقض ألبتة عند العقلاء، فكيف بإضافة ما قد يُتوهم معه النقص على المعنى الأظهر في اللغة(2)، ومع هذا فقد ذكر الزجاج كما سيأتي احتمال رجوع الضمير إلى الله عز وجل.

وأما احتجاج أصحاب القول الأول بالسياق، فنقول السياق لا يدل على ماذكرتم، بل على العكس تمامًا ، فالخضر -عليه الصلاة والسلام- غاير بين الضمائر في خطابه مع موسى -عليه الصلاة والسلام- فمرة بالإفراد العائد إلى المتكلم فقال:
((فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا)).
ومرة بالإفراد العائد إلى الله:
((فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا ))
والمرة الثالثة قال:
(( فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ))
فلو كان المقصود بها (خشيت) لما ظهرت المناسبة البلاغية، حيث إنّ هذه الخشية لولا أنّها مبنية على العلم اليقيني المُوحى إليه من ربه لما كانت مسوغة لقتل النفس المعصومة ، فلذا استخدم ضمير الجميع ليبين أنّه لم تكن هذه الخشية منه فقط بل هي علم يقيني مما علمه الله، ولذا قال في آخر خطابه:
((وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي))

وأما احتجاجهم بما أورده الزجاج:
وقالوا دليلنا على أن فخشينا من كلام الخضِر قوله (فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا) ا.هـ

فهذا وإن كان ممكنًا لكنه ليس بملزم، فكم من الآيات يتكلم فيها الله سبحانه عن نفسه بصيغة الغائب ، وهذه من أساليب العرب، فكيف بقول الخضر-عليه الصلاة والسلام-! فليس بممتنع ألبتة، ولذا لم يُسلم به الزجاج فقال بعد الكلام السابق:
وهذا جائز أن يكونَ عن اللَّه عزَّ وجلَّ ا.هــ

لكن إنّا متى رجحنا قول ابن جرير -رحمه الله- فلابد من بيان معنى (الخشية) هنا ، فما هو معناه هنا:
أ- فالذي اختاره ابن جرير والفراء والعسكري وجزم به البغوي، واختاره جماعة أنّ المراد بالخشية هنا العلم، قال ابن جرير:
والخشية والخوف توجههما العرب إلى معنى الظن، وتوجه هذه الحروف إلى معنى (العلم بالشيء) الذي يدرك من غير جهة الحس والعيان. ا.هـ
قال العسكري:
وكذلك الخشية بمعنى العلم، قال الله: (فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا) ا.ه [الوجوه والنظائر ص204]

ب- والقول الثاني اختاره بعض أهل البصرة واعتمده الأخفش، وهو أنّ المراد بـ (الخشية) الكراهة:
قال الأخفش:
وأما {فَخَشِينَآ} فمعناه: كَرِهنا، لأنَّ اللهَ لا يَخْشى. وهو في بعض القراءات {فَخَافَ رَبُّكَ} وهو مثل "خِفْتُ الرَّجُلَيْنِ أَنْ يَقُولا" وهو لا يخاف من ذلك اكثر من انه يكرهه لهما. ا.هـ
قال ابن جرير:
وكان بعض أهل العربية من أهل البصرة يقول: معنى قوله (خشينا) في هذا الموضع: كرهنا، لأن الله لا يخشى. وقال في بعض القراءات: فخاف ربك، قال: وهو مثل خفت الرجلين أن يعولا وهو لا يخاف من ذلك أكثر من أنه يكرهه لهما. ا.ه كلامه
وقال الزجاج:
لأن الخشية من اللَّه عزَّ وجلَّ معناه الكَرَاهَةُ، ومعناها من الآدميين الخَوْفُ. ا.هـ

وترجح قول من قال بأن (الخشية) بمعنى (العلم واليقين) بما أورده الطبري بسنده فقال:
حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة:( وأما الغلام فكان كافرا ) في حرف أُبي.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة( وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين ) وكان كافرا في بعض القراءة.
حدثنا عمرو بن علي، قال: ثنا أبو قتيبة، قال: ثنا عبد الجبار بن عباس الهمداني، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " الغلام الذي قتله الخضر طبع يوم طبع كافرا" ا.هـــ كلام الطبري

فهذه الآثار تدل بأنّ الخضر كان يعلم كفره لا أنه يخاف شيئا لا يجزم بوقوعه، بل هو عالم بكفره، لأنه وُلد يوم ولد كافرًا مطبوع عليه..هكذا قالوا ، وهذا التأويل كما سيأتي يصح حتى على قول من قال ، المراد بـ (فخشينا) الخضر-عليه الصلاة والسلام- فقط.

وعمومًا متى ما جعلنا الضمير راجعا إلى الله عز وجل وإلى الخضر -عليه الصلاة والسلام- فيكون المراد بالخشية أحد أمرين إما: العلم أو الكراهة، ومتى ما جعلنا الضمير راجعًا إلى الخضر وحده، أو الخضر والصالحين ممن كانوا معه فيحتمل -بالإضافة إليهما- : الخوف المبني على غلبة الظن.
وقد أطال الكلام عن هذه القضية بعض المتفقهة وبعض المفسرين، وسبب ذلك ما بناه بعضهم على هذه الآية من جواز قتل النفس بغلبة الظن، وهكذا قتل الصبي بالكفر..الخ تلك المباحث، وهذا خارج عن مقصدنا فمرادنا هنا بيان قول أئمة التفسير في عود الضمير في قوله تعالى (فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا )، والذي يظهر لي في آخر هذا الجمع المختصر صحة رجوع الضمير إلى الله -عز وجل- ، وإلى الخضر -عليه الصلاة والسلام- ورجحان هذا القول إنما كان لما روي من قراءة ابن مسعود وأُبي بن كعب -رضي الله عنهما- ولا يخفى على القارئ ما للقراءات المختلفة من فوائد بيانية وتفسيرية توضح مقصود الله – عز وجل – من كلامه .
وأخيرًا فما كان من صواب فيما ذكرته فمن الله وما كان من خطأ فمني ومن الشيطان والحمد لله رب العالمين.

فائدة: لو قلنا برجوع الضمير إلى الخضر -عليه الصلاة والسلام- فلا يلزم من ذلك إرادته تعظيم نفسه، قال الطاهر بن عاشور-رحمه الله-:
وضميرا الجماعة في قوله (فَخَشِيَنَا) وقوله (فَأَرَدْنَا) عائدان إلى المتكلم الواحد بإظهار أنه مشارك لغيره في الفعل . وهذا الاستعمال يكون من التواضع لا من التعاظم لأن المقام مقام الإعلام بأنّ الله أطلعه على ذلك وأمره فناسبه التواضع ا.هــــ
وهذه فائدة نفسية كنت وقفت على مضمونها قديما ثم نسيت مصدرها ، فكان كلام الطاهور هنا مجزئًا عن ذاك إن شاء الله، وعلى هذا يوجه كلام كثير من أهل العلم وبعض مشايخ السنة بل بعض الطلبة ، حيث ربما عبروا بضمير الجمع تواضعا لكونهم داخلين في الجماعة لا أن لهم رأيا فردا ، هذا والحمد لله على منه وفضله.

الهامش:
(1) وإن كان ابن عطية، و أبو حيان قد وجها ضمير الجمع في ((خشينا)) بعوده على الخضر والصالحين الذين كانوا معه فقال الأول:
والضمير عندي للخضر وأصحابه الصالحين الذين أهمهم الأمر وتكلموا فيه ا.هـــ
(2) وإن كنا نقول : الخشية في هذا التركيب ظاهرة في اليقين أو الكراهة فليس هذا من باب التأويل على اصطلاح الأصوليين، بل السياق واضح في هذا المعنى دون معنى الخوف.

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




التصنيفات
القران الكريم

[مقال] البيان في أخطاء الاستشهاد بآي القرآن بقلم: الشيخ عز الدين رمضاني [الحلقة الأو

تعليمية تعليمية

[مقال] البيان في أخطاء الاستشهاد بآي القرآن بقلم: الشيخ عز الدين رمضاني [الحلقة الأولى: قوله تعالى: ﴿ما فرّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شيْءٍ -الأنعام:38)

البيان في أخطاء الاستشهاد بآي القرآن[1]

بقلم: الشيخ عز الدين رمضاني

تعليمية

من الأخطاء الشائعة التي درج عليها كلام بعض العامة، ولهجت بها ألسن الوعاظ، وسطرتها بعض أقلام الكتاب، الاستدلال أو الاستشهاد ببعض آيات القرآن أو جزء منها في غير ما نزلت فيه[2]، أو وضعت له حكماً أو معنى، أو هما معا، معتقدين -جهلا أو تجاهلا- أنها نص في المسألة التي يريدون الاحتجاج لها ودليلٌ عليها، أو أن تلك الآية لا تحتمل إلا معنى واحدا –وقد يكون مرجوحا-، أو يجوز أن تحمل على عدة معانٍ دون ترجيح معنى على آخر مع وجود ما يقتضي الترجيح.
وقد جرهم إلى مثل هذا الخطأ وقوفهم على ظاهر الألفاظ دون مراعاة المعاني، أو تجريدهم السياق من سوابقه ولواحقه، أو إهمالهم لما يجب علمه ممَّا يكون سبباُ وسندا في فهم الآية، كعلم أسباب النزول وعلم المكيِّ والمدني وهلم المناسبات بين السُّور والآيات، واختيارهم المعنى بمجرد ما يتبادر للذهن من معان قد تكون صحيحة، من غير إلى المتكلم بها، وهو الله -عز وجل-، ولا نظر إلى المنزَّل عليه ولا المخاطب به.

وهذا من التَّساهل الَّذي أدَّى إلى الوقوع في أخطاء جسام ومخالفات عظام لا تليق بمقام أشرف الكلام، كاتخاذ بعض آياته أو جزء منها مضربا لمثل هازل، أو اقتباس خاطئ أو قياس باطل، وصونا لكتاب الله المنزَّل، ورفعا لشأنه وقَدرِه، وتصحيحا للمفاهيم والاطلاقات الخاطئة ارتَئَيتُ تبصير القرَّاء على صفحات مجلَّتنا ببعض هذه الاستشهادات التي سيقت في غير محلِّها، أو قيلت من غير ضبط لمبناها وفهم معناها، ومن الله أستمد العون والتوفيق والصواب والسداد.

v الآية الأولى: قوله تعالى: ﴿ما فرّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شيْءٍ ﴾[ الأنعام:38]

وجه الخطأ: قصر المعنى على تفسير مرجوح.

ذهب بعض المفسِّرين وتبعهم على ذلك كثير من الوعَّاظ والكتَّاب إلى أن في هذه الآية: ((القرآن))، دون إشارة أو إيماء إلى مرادِ آخر يكون مشتركا معه في المعنى، أو أقوى منه وأظهر، كتفسير الكتاب باللَّوح المحفوظ الذي هو المعنى الرَّاجح.
وقد اقتصر على اختيار القول بأنَّ المراد من الكتاب في هذه الآية هو القرآن جماعة من المفسرين كالسَّمعاني في ((تفسيره)) (2/101) وأبي الحسن على بن أحمد الواحدي أستاذ عصره في التفسير في كتابه ((الوجيز في تفسيره الكتاب العزيز)) (1/352) واكتفى الماوردي في تفسيره ((النكت والعيون)) (1/113) بذكر تأويلين لمعنى الكتاب، أحدهما: إيجاب الأجل، والثاني: القرآن ونسبه إلى الجمهور، ولم يشر إطلاقاً إلى أنَّه اللَّوح المحفوظ.
وممن رجَّح القول بأنه القرآن مع ذكره للقول الآخر ابن عطيَّة في ((المحرَّر الوجيز)) (2/290) وعبارته: ((والكتاب: القرآن وهو الذي يقتضيه نظام المعنى في هذه الآيات)) وهي نفس العبارة التي قالها الثعالبي صاحب ((الجواهر الحسان)) (1/620) وعنه أخذها، وتبع ابن عطية في ذلك أبو حيَّان في تفسيره ((البحر المحيط)) (4/126) ، فقال بعد أن ذكر المعنى الأوَّل للكتاب –وهو اللَّوح المحفوظ- : ((أو القرآن، وهو الذي يقتضيه سياق الآية)).
ومن المتأخرين الذين قالوا بترجيح قول من قال بأنه القرآن: الآلوسي في ((روح المعاني)) (7/144) وقد جزم به مستدلا له، هذا ولم يرجح القرطبي في ((الجامع لأحكام القرآن)) (3/420) عند ذكره للمعنيين (القرآن واللوح المحفوظ) أحد القولين/ ومثله الشّوكاني في ((فتح القدير)) (2/114)، وصديق حسن خان في ((فتح البيان)) (4/136).

ترجيح القول في أنَّ المراد بالكتاب اللوح المحفوظ:

أولاً: ثبوته عن ترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: فقد خرج ابن جرير في ((تفسيره)) بتحقيق التركي (3/234) بسند حسن[3] عن علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس: ﴿ما فرّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شيْءٍ ﴾[ الأنعام:38] ما تركنا شيئاً إلا قد بيناه في أم الكتاب.
وأخرجه ابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4/1286) من طريق أبي صالح به، وعزاه السيوطي في ((الدر المنثور)) – تحقيق التركي(2/45) إلى ابن المنذر.

ثانيا: هو قول بعض التابعين ممن اشتهر بالتفسير، ومنهم ابن زيد كما في ((تفسير الطبري)) – تحقيق التركي (9/234)، وابن أبي حاتم (4/1286)، وقتادة كما في ((زاد الميسر)) لابن الجوزي (3/35)، و((الدر المنثور)) للسيوطي- تحقيق التركي (6/45) ونسبه عبد الرزاق وأبي الشيخ.

ثالثا: اقتصار بعض مشاهير المفسرين على القول به دون غيره[4].
1- مقاتل ابن سلمان في ((تفسيره)) (1/345).
2- ابن جرير الطبري في ((تفسيره)) (9/232).
3- ابن أبي حاتم في ((تفسيره)) (4/1286).
4- ابن أبي زمنين في ((تفسير القرآن العزيز)) (1/67).
5- الثعلبي في ((الكشف والبيان في تفسير القرآن)) (2/532).
6- البغوي في ((معالم التنزيل)) (2/95).
7- الزمخشري في ((الكشاف)) (2/342).
8- ابن كثير في ((تفسير القرآن العظيم)) (3/20).
9- القاسمي في ((محاسن التأويل)) (3/305).

رابعا: ترجيح بعض المحققين لهذا القول على الآخر، ونذكر منهم:
1- ابن القيم في كتابه ((شفاء العليل)) (طبعة العبيكان) (1/164) فبعد إقراره للخلاف الوارد في معنى الكتاب، هل هو القرآن أو اللوح المحفوظ، رجح الثاني، وقال بأنه الأظهر في الآية، والسياق يدلُّ عليه.
2- السعدي في ((تفسيره)) (2/20) يفهم ذلك من بسطه القول في أن المراد به اللوح المحفوظ، وأشار إلى المعنى الثاني بقوله: (ويحتمل أن المراد بالكتاب هنا القرآن).
3- القاسمي في ((محاسن التأويل)) (3/307) قال تحت عنوان (تنبيهات): (السَّادس: ما بيناه في معنى (الكتاب) من أنه اللوح المحفوظ في العرش، وعالم السموات المشتمل على جميع أحوال المخلوقات على التفضيل التام-هو الأظهر، لملاقاته للآية التي ذكرناها تأييدا للنظائر القرآنية).
4- الأمين الشنقيطي في ((العذب المنير)) (1/271) قال: (أكثر المحققين على أنه اللوح المحفوظ).

خامسا: حجة من نصر القول على أنه اللوح المحفوظ. وقد عرض لبعض هذه الحجج العلامة ابن القيم في كتابه المذكور آنفا، وستسوقها بشيِء من التصرف والتقديم والتأخير.
1- دلالة السياق عليه في الآية نفسها: فإنه تعالى قال: ﴿وما مِنْ دابّةٍ فِي الْأرْضِ ولا طائِرٍ يطِير بِجناحيْهِ إِلّا أممٌ أمْثالكمْ ۚ﴾[ الأنعام:38]
قال ابن القيم (1/164): (( وهذا يتضمن أنها أمم أمثالنا في الخلق والرزق والأجل والتقدير الأوَّل، وأنها لم تخلق سدىً، بل هي معبَّدة مذللَّة، قد قدر خلقها وأجلها ورزقها وما تصير إليه، ثم ذكر عاقبتها ومصيرها بعد فنائها، فقال: ﴿ ثمّ إِلىٰ ربِّهِمْ يحْشرون﴾[ الأنعام:38] فذكر مبدئها ونهايتها وأدخل بين هاتين الحالتين قوله: ﴿ما فرّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شيْءٍ ﴾[ الأنعام:38] ،أي كلها قد كتبت وقدرت وأحصيت قبل أن توجد، فلا يناسب هذا ذكر كتاب الأمر والنهي، وإنما يناسب ذكر الكتاب الأول)).
أقول: ومن القواعد في التفسير التي تشهد لهذا المعنى الذي ذهب إليه ابن القيم أنه ((إذا كان للاسم الواحد معانٍ عدَّة حمل في كل موضع على ما يقتضيه السياق))[5] ولا يخفى أن من معاني الكتاب القرآن كما في مواضع كثيرة من القرآن، بل هو من أخص أسمائه، وأما هنا في آية الأنعام فإن السياق لا يدل عليه فلا يتعين الجزم به، وعليه فإنَّ ما ادَّعاه الفخر الرَّازي في ((تفسيره)) (12/215) من أن المراد بالكتاب في الآية هو القرآن وأنه الأظهر، بحجة أن الألف واللام إذا دخلا على الاسم المفرد انصرف إلى المعهود السَّابق، والمعهود السابق من الكتاب عند المسلمين هو القرآن، فليس بمسلَّم، وأبعد من قول الرَّازي قول ابن عطية وأبي حيَّان إذ ادّعيا أنَّ سياق الآية يدُّل عليه ويقتضيه، وقد مر.
وممن استبعد أن يكون لفذ الكتاب هنا القرآن الطاهر بن عاشور في ((التحرير والتنوير)) (7/217) مع أنه لم يشر إشارة صريحة إلى أن المعنى الرَّاجح الذي هو اللوح المحفوظ، واختار القول بأنَّ الكتاب هنا بمعنى المكتوب وهو المكنى عنه بالقلم، فقال في تفسيره: ((وقيل: الكتاب القرآن، وهذا بعيد إذ لا مناسبة بالغرض على هذا التفسير)).

2- دلالة السياق على المعنى في الآية التي قبلها وهي قوله تعالى: ﴿وقالوا لوْلا نزِّل عليْهِ آيةٌ مِنْ ربِّهِ ۚ قلْ إِنّ اللّه قادِرٌ علىٰ أنْ ينزِّل آيةً ولٰكِنّ أكْثرهمْ لا يعْلمون﴾[ الأنعام:37] والمراد بقوله: ﴿وقالوا لوْلا نزِّل عليْهِ آيةٌ مِنْ ربِّهِ﴾ كما قال ابن كثير في ((تفسيره)): (3/60) أي ((خارق على مقتضى ما كانوا يريدون ومما يتعنتون))، وهذا ينفي قول من قال إن المراد بالآية المنزَّلة هو القرآن، ويرجح القول بأنه اللوح المحفوظ، ووجه الترجيح كما قال ابن القيم أنهم ((لما سألوا الآية أخبرهم سبحانه بأنه لم يترك إنزالها لعدم قدرته على ذلك، فإنه قادر على ذلك، وإنما لم ينزلها لحكمته ورحمته بهم وإحسانه إليهم، إذ لو أنزلها على وقف اقتراحهم لعوجلوا بالعقوبة إن لم يؤمنوا، ثم ذكر ما يدل على كمال قدرته بخلق الأمم العظيمة التي لا يحصي عددها إلا هو، فمن قدر على خلق هذه الأمم مع اختلاف أجناسها وأنواعها وصفاتها وهيئاتها كيف يعجز عن إنزال آية! ثمَّ أخبر عن كمال قدرته وعلمه بأن هؤلاء الأمم قد أحصاهم، وكتبهم وقدَّر أرزاقهم وآجالهم وأحوالهم في كتاب لم يفرط فيه من شيء، ثم يميتهم ثم يحشرهم إليه ﴿والّذِين كذّبوا بِآياتِنا صمٌّ وبكْمٌ فِي الظّلماتِ﴾[ الأنعام:39] عن النظر والاعتبار الذي يؤذيهم إلى معرفة ربوبيته ووحدانية وصدق رسله، ثم أخبر أن الآيات لا تستقل بالهدى ولو أنزلها على وفق اقتراح البشر، بل الأمر كله له ﴿منْ يشإِ اللّه يضْلِلْه ومنْ يشأْ يجْعلْه علىٰ صِراطٍ مسْتقِيمٍ﴾[ الأنعام:39] فهو أظهر القولين والله أعلم[6].
وسقت كلام ابن القيم برمته ليظهر تهافت ما ذكره الخفاجي في توهين قول من قال[7] : حمله (أي الكتاب في آية الأنعام) على القرآن لا يلائم ما قبله وما بعده))، حيث فنَّد هذا المعنى وهو صحيح كما ترى- فقال[8] : ((ويدفع بأنَّ المعنى لم نترك شيئا من الحجج وغيرها إلا ذكرناه، فكيف يحتاج إلى آية أخرى ممَّا اقترحوه ويكذب بآياتنا)).
وخلاصة القول في خاتمة هذا المقال هو بيان ترجيح قول من فسَّر الكتاب في الآية المذكورة آنفا باللوح المحفوظ، وهو مدلول الآية المطابق كما عند المحققين، لذا ينبغي التنبيه عليه والقول به عند الاستدلال بهذه الآية، وأنه المعتمد والمقدم على غيره، وعليه فلا يصح أن تقصر الآية على القول الآخر (وهو القرآن)، ومع ذلك فإنه لا بأس بالاستشهاد بها على صحة هذا المعنى المرجوح لتضمن القرآن الوصف المذكور ((ما فرَّطنا)) على ما ذكرنا في هامش البحث من جواز الاستشهاد بالآيات في غير ما نزلت فيه، وخاصَّة إذا انضاف إلي ذلك قول بعض أهل العلم به، واقتصار بعضهم الآخر عليه فقط كما سبق بيانه، والعلم عند الله تعالى.

تم إعادة طبع المقال على الوورد word تحت إشراف شبكة الإمام الآجري

باقي تفريغات حلقات هذه السلسلة المباركة [من هنا]

[1]– مجلة الإصلاح الجزائرية: (العدد الثالث/ص6)
[2]– الاستشهاد بالآيات في غير ما نزلت فيه وتنزيل آيات الكفار على المؤمنين، جائز في الجملة إذا روعيت بعض الشروط والضوابط التي لابدَّ منها، انظر بحثا نفيسا في (مقالات في علوم القرآن وأصول التفسير) للدكتور مساعد بن سليمان الطيار من (ص269 إلى 276).
[3]– ((التفسير الصحيح)) للدكتور حكمت بشير ياسين (2/237).
[4]– لم أقصد الاستقصاء والحصر.
[5]– ((محاسن التأويل)) للقاسمي (1/262) و((قواعد التفسير)) لعثمان السبت (1/422).
[6]– ((شفاء العليل)) (ط/العبيكان) (1/165و166).
[7]– ((محاسن التأويل)) للقاسمي (3/307).
[8]– المرجع السابق.

المصغرات المرفقة تعليمية
الملفات المرفقة

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




تعليمية
تعليمية




بارك الله فيك