بسم الله الرحمن الرحيم
وقد رغَّب الشرع العظيم بالإصلاح بين الناس لهذه المعاني كلها، فقد ورد في القرآن الكريم الأمر بالإصلاح والترغيب فيه، وجعل الصلح خيراً من اللجوء إلى الشدة والعنف، قال الله تعالى: ﴿ لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ﴾ [ النساء 4/114].
وقال سبحانه: ﴿وَالصُّلْحُ خَيْرٌ﴾ [ النساء 4/128].
ومن هذه الوصاية الشريفة: التسمية عند بدء الطعام أو الشراب، والأكل باليمين، والأكل من جانب القَصْعَة لا من رأسها، عن أبي حفص عُمر بن أبي سَلَمة ربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كنت غلاماً في حِجْر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت يدي تطيش في الصَّحْفة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا غلامسمِّ الله تعالى، وكُلْ مما يليك، فما زالت تلك طُعْمتي بعد».
ويبدأ الأمر بالصلاة من سن السابعة، روى أبو داود بإسناد حسن عن عمرو ابن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عَشْر، وفرِّقوا بينهم في المضاجع».
وفي رواية عند أبي داود والترمذي، وقال: حديث حسن: «علِّموا الصبي الصلاة لسبع سنين، واضربوه عليها ابن عَشْرِ سنين».
والمسؤولية في مجال الأمر بالواجبات والامتناع عن المحرَّمات متفاوتة ومشتركة، فالآمر يذكّر، وتبقى أمانة التنفيذ والالتزام على المأمور، والتذكير متكرر لا منقطع مرة واحدة أو مرات. والاشتراك في المسؤولية موزعة بين الأبوين حسبما يدخل في اختصاص كلٍّ منهما وما يتفق مع عنصر الرقابة والاطلاعِ على الواقعة، فينصح كل منهما من تحت رعايته، وقد يزجره ويوبخه إن قصَّر أو أهمل في القيام بالواجب، ورد في الحديث المتفق عليه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راعومسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها و مسؤولة عن رعيتها، والخادم راعٍ في مال سيده و مسؤول عن رعيته، فكلكم راعٍ و مسؤول عن رعيته».
- أهم المصادر والمراجع:
-خلق المسلم: د. وهبة الزحيلي.
-التفسير المنير: د. وهبة الزحيلي.
-الجامع لأحكام القرآن: الإمام القرطبي.
-الآداب الإسلامية : محمد خير فاطمة.
-الآداب الشرعية: الإمام محمد بن مفلح.