التصنيفات
اسلاميات عامة

[ نصيحة بليغة ] آخر ما قاله ابن باز !

تعليمية


[ نصيحة بليغة ] آخر ما قاله ابن باز – رحمه الله – !

سماحة الإمام الوالد عبد العزيز بن عبد الله بن باز :

الحمد لله ، وصلى الله وسلم على رسول الله ، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه ، أما بعد : فيقول الله – جل وعلا – : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ، وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ، لا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ ) . [ الخشر : 20 ] .

ربنا – عز وجل – يأمر المؤمنين في هذه الآية بأن يتقوا ، – وفي آيات كثيرات – يأمر عباده المؤمنين بالتقوى لأنها إجماع الخير ، من اتقى الله تمت له السعادة ، كما أمر الناس جميعاً بذلك . قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ) . [ النساء : 1 ] . ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ) . [ الحج : 1 ] .

فالواجب على كل مؤمن : أن يتقي الله ، وأن يراقب الله أينما كان – في البر والبحر في البيت والسوق في كل مكان – يراقب ربه بأعماله وأقواله ، فيأتي منها ما أباح الله ، ويؤدي ما أوجب الله وينتهي عن ما حرم الله .

هذا هو الواجب على كل مؤمن : أن يحاسب نفسه وأن يجاهدها وأن ينظر ماذا قدم للآخرة قبل أن يحل به الأجل ، قبل هذا قال – جل وعلا – : ( وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ) . [ الحشر : 20 ] .

إذ ينظروا ماذا قدمتم للأخرة فإن كانت أعمالاً طيبة فـاثبتوا عليها واحمدوا الله عليها واسألوه الثبات . أما إن كانت أعمالاً سيئة فالواجب الإبدار بالتوبة منها والحذر منها ، والندم على ما حصل منها .

هذا هو الواجب على الجميع التوبة من سائر الذنوب ، وإذا كانت تتعلق بالمخلوقين فلا بد من تحللهم منها أو اعطائهم حقوقهم – المؤمن لابد يحاسب نفسه ، لابد يجاهدها دائمًا – . وينظر ماذا قدم !؟ لا يغفل ، ثم يقول – جل وعلا – : ( وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ ) . [ الحشر : 19 ] .

لا تتشبهوا بأعداء الله من الذين أعرضوا عن الله ونسوا حقه ، فأنساهم الله أنفسهم ، عاملهم بمثل ما فعلوا ، ومن أنساه الله نفسه عمل في خرابه وهلاك ، نسأل الله العافية .

فالواجب الحذر ، والواجب على كل مؤمن : أن يتقي الله وأن يراقب الله وأن يقدم لنفسه قبل أن يحل به الأجل ، ولا سيما طلبة العلم فإن الواجب عليهم أعظم من تبليغ الدعوة والعمل بما علموا .

هذا هو الواجب على طلبة العلم : أن يعملوا بما علموا ، وأن يبلغوا الدعوة ، وأن يحذروا أن تكون أقوالهم وأعمالهم خلاف ما علموا .

نسأل الله أن يجعلنا وأياكم من الهداة المهتدين ، ونسأل الله أن يعينا وأياكم من مضلات الفتن ، ومن نزغات الشيطان .

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان .




اقتباس:
نسأل الله أن يجعلنا وأياكم من الهداة المهتدين ، ونسأل الله أن يعينا وأياكم من مضلات الفتن ، ومن نزغات الشيطان

اللهم امين

بارك الله فيك اختي على الموضوع القيم
ورحمة الله على الشيخ ابن باز




باركـ الله فيكـ اختي و جزاكـ خيرا

تقبلي مروري




التصنيفات
اسلاميات عامة

هل أعبد الله حباً به؟! أم خوفاً منه؟! أم رجاءً فيه؟!!

هل أعبد الله حباً به؟! أم خوفاً منه؟! أم رجاءً فيه؟!!

قال العلامة صالح الفوزان:

"فالعبادة المأمور بها تتضمن معنى الذل ومعنى الحب، وهي تتضمن ثلاثة أركان هي‏:‏

المحبة والرجاء والخوف ..

ولا بد من اجتماعها؛ فمن تعلق بواحد منها فقط؛ لم يكن عابدا لله تمام العبادة.

فعبادة الله بالحب فقط هي طريقة الصوفية ..

وعبادته بالرجاء وحده طريقة المرجئة ..

وعبادته بالخوف فقط طريقة الخوارج‏ .‏.

والمحبة المنفردة عن الخضوع لا تكون عبادة؛ فمن أحب شيئا ولم يخضع له؛ لم يكن عابدا؛ كما يحب الإنسان ولده وصديقه، كما أن الخضوع المنفرد عن المحبة لا يكون عبادة؛ كمن يخضع لسلطان أو ظالم اتقاء لشره‏.‏ ولهذا لا يكفي أحدهما عن الآخر في عبادة الله تعالى، بل يجب أن يكون الله أحب إلى العبد من كل شيء، وأن يكون الله عنده أعظم من كل شيء‏.‏"

"هذا ويجب أن نعلم أن الخوف من الله سبحانه يجب أن يكون مقرونا بالرجاء والمحبة؛ بحيث لا يكون خوفا باعثا على القنوط من رحمة الله؛ فالمؤمن يسير إلى الله بين الخوف والرجاء، بحيث لا يذهب مع الخوف فقط حتى يقنط من رحمة الله، ولا يذهب مع الرجاء فقط حتى يأمن من مكر الله؛ لأن القنوط من رحمة الله والأمن من مكره ينافيان التوحيد‏:‏

قال تعالى‏:‏ ‏{‏أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ‏}‏

وقال تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ‏}‏

وقال‏:‏ ‏{‏وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ‏}‏

قال إسماعيل بن رافع‏:‏ ‏‏"‏من الأمن من مكر الله إقامة العبد على الذنب يتمنى على الله المغفرة‏"‏‏.‏

وقال العلماء‏:‏ القنوط‏:‏ استبعاد الفرج واليأس منه، وهو يقابل الأمن من مكر الله، وكلاهما ذنب عظيم‏.‏

فلا يجوز للمؤمن أن يعتمد على الخوف فقط حتى يقنط من رحمة الله، ولا على الرجاء فقط حتى يأمن من عذاب الله، بل يكون خائفا راجيا؛ يخاف ذنوبه، ويعمل بطاعة الله، ويرجو رحمته؛ كما قال تعالى عن أنبيائه‏:‏

{‏إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ‏}‏ .

وقال‏:‏ ‏{‏أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا‏}‏

والخوف والرجاء إذا اجتمعا؛ دفعا العبد إلى العمل وفعل الأسباب النافعة؛ فإنه مع الرجاء يعمل الطاعات رجاء ثوابها، ومع الخوف يترك المعاصي خوف عقابها‏.‏ أما إذا يئس من رحمة الله؛ فإنه يتوقف عن العمل الصالح، وإذا أمن من عذاب الله وعقوبته؛ فإنه يندفع إلى فعل المعاصي‏.‏

قال بعض العلماء‏:‏

من عبد الله بالحب وحده؛ فهو صوفي ..

ومن عبده بالخوف وحده؛ فهو حروري ..

ومن عبده بالرجاء وحده؛ فهو مرجئ ..

ومن عبده بالحب والخوف والرجاء؛ فهو مؤمن ..

كما وصف الله بذلك خيرة خلقه حيث يقول سبحانه‏:‏ ‏

{‏أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ‏}‏ .

انتهى


منقول للفائدة




جـزاك الله خـ ـيـ ـراً ..

وجـ ع ـله فـي مـيزانـ.. ح ــسناتـكـ..

يـوم تـ ع ـرضـ
.. الاع ـمالـ..

سـلـ م ـت أنـاملكـ
..

~ أم عـبيد الله الأثـريـة
~

تــ ح ــياتي..




بارك الله فيك
اخيتي ع الجلب المميز
وجعله الله في موازين اعمالك
دمتي بود.




و فيكم بارك الله

وفقنا الله و إياكم لما يحب و يرضى




التصنيفات
اسلاميات عامة

وما تعلمون إلا قليلا

تعليمية تعليمية
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

تحية ط

اكتشف العلماء وجود نجوم أسموها الثقوب السوداء أكبر من الشمس بعشرين مرة
تتـميـز بثـلاث خصائـص:

1- لا تُرى( خــنــس )

2- تجـري بسـرعات كبيرة( جـــوار )
3- تجذب كل شيء وكأنها تكنس صفحة السماء ( كـنــس )
حتى إن العلماء وجدوا أنها تعمل كمكنسة كونية عملاقة تستطيع أن تبتلع الكواكب بما فيها الأرض
هذه الصفات الثلاثة هي التي حدثنا عنها القرآن بثلاث كلمات

بقوله تعالى:

( ( فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ * الْجَوَارِ الْكُنَّسِ ) )

(التكوير: 15-16)

الخـنَّــس أي التي لا تُرى
الجــوارِ أي التي تجـري

الكُنَّـــس أي التي تكنـس

وتجذب إليها كل شيء بفعل الجاذبية الهائلة لها، وهذه الآية تمثل سبقاً للقرآن بالحديث عن الثقوب السوداء قبل أن يكتشـفـها علمـاء الغـرب.

مما تصفحت

تعليمية تعليمية




حقا اعجاز علمي كبير

بارك الله فيك

وونتظر تعليق الاخ زينو




مشكورة رنين على التوضيح والمعلومات القيمة




مشكورين سارة و عبدو على المرور نورتو موضوعي




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جلب متميز




مشكووووووووووووورة رنين

الله يجعلها في ميزان حسناتك

دمتي متميزة




تعليمية




التصنيفات
اسلاميات عامة

ضوا بط مهمة يحتاجها المسلم عند الفتن للشيخ سليمان بن سليم الله الرحيلي حفظه الله

تعليمية تعليمية

هذه ضوابط ذكرها الشيخ في شريط له بعنوان

ضوابط مهمة يحتاجها المسلم عند الفتن للشيخ سليمان بن سليم الله الرحيلي حفظه الله

الضابط الأول : لا تتبع العاطفة وقيدها بالشرع

الضابط الثاني: التثبت في النقل وعدم التعجل

الضبط الثالث : إياك والجهل واحرص على العلم و التعلم

الضابط الرابع : عند الاختلاف إياك والصغار وألزم الكبار

الضابط الخامس : إياك والأمور الحادثة و ألزم السنة

الضابط السادس : إياك أن تقترب من الفتنة وابتعد عنها

الضابط السابع : منع الفتنة أسهل من رفعها

الضابط الثامن : احذر الهوى عندما تأخذ بالفتوى وخذ بما اضائه الدليل

الضابط التاسع :إن كنت عامياً لا تأخذ الفتوى بالتشهي وقلد الأعلم

الضابط العاشر : إياك والتقلب واثبت على الدين بنور القران والسنة

الضابط الحادي عشر : لا تنازع النصوص بما تريد واجعل ما تريد على وفق النصوص

الضابط الثاني عشر : احذر الفرقة وألزم الجماعة

الضابط الثالث عشر : إياك والظلمة والشر والعذاب وألزم العدل وأهله والخير وأهله

الضابط الرابع عشر : لا تتطلب الفتن واستعذ بالله من شرها

الضابط الخامس عشر : لا تغتر بزخرفة الفتن وانظر إلى حقيقتها ببصيرة المؤمن

الضابط السادس عشر : احذر الغلو و ألزم الاعتدال

الضابط السابع عشر : احذر العقوق وأدي الحقوق

الضابط الثامن عشر : احذر قصر النظر واعرف الحق بأصله وأثره

منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




شكرا وبارك الله فيك
تحياتي الخالصة




التصنيفات
اسلاميات عامة

آية المنافق ! للشيخ السحيمي حفظه الله

تعليمية تعليمية

فضيلة العلامة د. صالح بن سعد السحيمي :

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد : يقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ( آية المنافق ثلاث : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا اؤتمن خان ) .

إن ما حصل لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف حدث مشين جند صاحبه من قبل أعداء الإسلام سواء شعر أو لم يشعر ، وقد تلقى فتاواه الضالة من زعماء الخوارج ؛ القابعين في كهوف الجبال والبعيدين كل البعد عن حقيقة الدين الحنيف وعن المنهج الإسلامي الرباني الوسط الذي قامت عليه بلادنا العزيزة .

إن هؤلاء الخوارج معروفون بطباعهم اللئيمة منذ فجر الإسلام ؛ فلم يسلم منهم أحد حتى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ، حيث اعترضوا على قسمة النبي – صلى الله عليه وسلم – الفيء يوم حنين ، وقتلوا الخليفتين الراشدين عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب – رضي الله عنهما – ، وكفروا أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وجميع المسلمين بشبه ودعاوى باطلة ، وهذا أمر قد بينه النبي – صلى الله عليه وسلم – ، حيث وصفهم بأوصاف كثيرة منها : أنهم يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان ، ويقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم ، يقولون من قول خير البرية ويمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية لا يعودون إليه حتى يعود السهم إلى فوقه .

وقد وصفهم بأنهم كلاب النار ، وأنهم شر قتلى تحت أديم السماء ، وأنهم شر الخلق والخليقة ، وأن خير قتيل من قتلوه . وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ( لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد ) .

وأخبر أنهم يظهرون في كل زمان ؛ كلما ظهر منهم قرن قطع حتى يظهر في عراضهم الدجال .

ولذا فإنه لا غرو أن يستهدفوا الخيرين الطيبين الساهرين على أمن هذا البلد المبارك من أمثال سمو الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية – وفقه الله – .

والحمد لله أن الدائرة دارت على منفذها وحده ( وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ ) .

والمتأمل لهذا الحدث يجد أن صاحبه ومن أفتاه ومن أقره أو برر لعمله يمكن أن تنطبق عليه الأحكام الآتية :

– أولاً : علامات المنافقين فإنه حدث فكذب بدعواه أنه جاء ليسلم نفسه ويتوب إلى الله تعالى ، ووعد فأخلف حيث وعد بالرجوع عن فكر الخوارج الضالة فأخلف الوعد ، وأنه اؤتمن فخان وعاهد فغدر ، وهذه كلها من علامات المنافقين .

– ثانيًا : أنه قاتل لنفسه ، وقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ( من قتل نفسه فهو في النار ) .

– ثالثًا : أنه حاول قتل نفس بريئة مسلمة ، وقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ( لا يزال المرء في فسحة من دينه ما لم يصب دمًا حرامًا ) . والله تعالى يقول : ( مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا ) . وحرمة النفس المؤمنة أعظم من حرمة الكعبة .

– رابعًا : أنه انتهك حرمة شهر رمضان المبارك ، حيث فعل فعلته في أقدس الأيام وأفضلها عند الله تعالى .

– خامسًا : أنه أساء إلى من أحسن إليه وإلى غيره بفتح بابه له واستضافته ؛ فقابل ذلك كله بهذه الفعلة الشنيعة التي كان وحده ضحيتها ، وهذا عمل لا يفعله إلا أراذل الناس الذين لا يحفظون المعروف ولا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة ، فإن سمو الأمير محمد له يد بيضاء في احتواء أصحاب هذا الفكر ومناصحتهم وتوجيههم والصفح عن من جاء تائبًا منهم – فجزاه الله خيرا على هذه الأعمال المباركة – .

ونحن إذ نستنكر هذا العمل المشين ونقف صفًا واحدًا خلف ولاة أمورنا في كل ما من شأنه أن يسهم في تحقيق الأمن والأمان للوطن ومقدسات الإسلام ؛ نحمد الله تبارك وتعالى على ما من به من كرم ونجاح في القضاء على هذه الشرذمة البغيضة ، ونحمده تبارك وتعالى على سلامة الأمير محمد ، ونود أن نقترح ما يلي :

– أولاً : قيام كل واحد منا بواجبه في حماية أبنائنا من هذا الفكر الخارجي الضال كل في ما يخصه ، لاسيما الأئمة والخطباء ، ورجال العلم والتعليم ، والعلماء وأساتذة الجامعات ، وأرباب الأقلام النافعة ؛ فهذا واجب ديني متعين على كل فرد في هذا البلد بما يستطيع .

– ثانيًا : وضع النقاط على الحروف بتسمية أصحاب هذا الفكر بالأسماء اللائقة بهم فإنهم خوارج ، بل إنهم شر من الخوارج القدامى فإنهم ضموا إلى خارجيتهم وفكرهم المنحرف تطبيق نظرية " ميكا فيلي " ، وهي : أن الغاية تبرر الوسيلة ؛ فلا يكفي أن يحرم الخطباء والكتاب حول الحمى أو أن يكتفوا بالإشارات أو الاستنكار المجرد ، بل لا بد من فضح أرباب هذا الفكر وبيان حكم الشرع فيهم توضيحًا للحقائق وتحذيرًا للأمة عامة والشباب خاصة من الاغترار بهذا الفكر ؛ الذي يستقيه أصحابه من زيارات الإنترنت أو من فتاوى السفهاء القابعين في كهوف الجبال ، والذين ربما شجعوا وغذوا من قبل الماسونية أو الروتاري أو غير ذلك من المنظمات الصهيونية أو ما شاكلها .

– ثالثًا : تجفيف منابع هذا الفكر بسحب جميع الكتب التي تغذيه مثل : كتب سيد قطب ، وكتب محمد أحمد الراشد ، واسمه الحقيقي : إبراهيم العزي ، وكتب المقدسي ، واسمه الحقيقي : عصام البرقاوي ، وغيرها من كتب الفكر التكفيري .

وكل ما ينشره من يسمون بـ " الإخوان المسلمين " ، ومن تفرع عنهم من كلمات تكفيرية وكذا الأشرطة المرئية والمسموعة التي توجد في بعض تسجيلاتنا وتنتشر سمومها باسم الحث على الجهاد ، وهو في الحقيقة إفساد ، وقد ملئت بما يسمى بـ " الأناشيد الإسلامية " الحماسية التي يبث من خلالها هذا الفكر التكفيري الضال .

– رابعًا : قيام الآباء والأمهات بمراقبة أبنائهم وبناتهم في جميع تحركاتهم ومع من يمشون ومن يصاحبون ، وعن من يتلقون وماذا يقرأون أو يسمعون أو يرون ، وهم أمانة في أعناقنا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته . والله تعالى يقول : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا ) .

– خامسًا : تثقيف رجال أمننا بالعلم النافع وذلك ببيان لزوم السنة والجماعة ودراسة مذهب الخوارج من منطلق ديني حتى يتبين لهم أن ما يقومون به من عمل جليل جزء لا يتجزأ من دينهم يؤجرون عليه عند الله تعالى ، وأن تكون دراستهم دراسة جادة يتولاها أساتذة أجلاء متخصصون يبينون لهم خطورة أهل الشهوات والشبهات على البلاد والعباد ، وتتضمن هذه الدراسة بشارتهم بما وعدهم الله به على لسان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ، مثل قوله – صلى الله عليه وسلم – : ( خير قتيل من قتلوه ) .

وأن في قتلهم أجرًا عظيمًا عند الله تعالى إذا لم يرجعوا إلى الجادة ويسلكوا الصراط المستقيم .

هذه مقترحات أرجو أن تنال شيئًا من الاهتمام والعناية ، وأسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين من كل مكروه ، وأن يوفق ولاة أمرنا ويجزيهم خيرًا على ما يقومون به من جهود من أجل أمن الوطن والمواطن والمقدسات ، وأن يرد كيد الأعداء في نحورهم . إنه ولي ذلك والقادر عليه .

منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




شكرا وبارك الله فيك
تحياتي الخالصة




التصنيفات
اسلاميات عامة

20 فائدة في تصميم واحد [ صور واحدة تتجدد الفوائد فيها كل 30 ثانية ]

تعليمية تعليمية

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

اليوم أقدم لكم التصميم مسمئ بـ 20 فائدة في تصميم واحد

الفوائد تتغير بعد 33 ثانية فوائد مختصرة لعلماء الأهل السنه

وان شاءالله سيتم اضافة الفوائد إن أمكن

هذا هو التصميم انتظر 33 ثانية لنقلك الى فائدة الثانية
تعليمية

و اسأل الله أن يثبت إخواني السلفيين و يثبتهم

منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




شكرا وبارك الله فيك
تحياتي الخالصة




التصنيفات
اسلاميات عامة

فضل حسن الخلق

بسم الله الرحمن الرحيم

إن القيم والأخلاق في الشريعة الإسلامية يمكن فهمها من خلال حقيقة أن هناك الكثير من النصوص الأخلاقية في القرآن والسنة التي إذا أردنا جمعها ، فإنه سيتم إنشاء العديد من الكتب والمجلدات الضخمة. الإسلام هو الدين الذي جاء ليوجه ويرشد ويدل الجنس البشري إلى أعلى مستوى من الأخلاق .

وقد حث النبي صلى اللّه عليه وسلم على حسن الخلق، والتمسك به، وجمع بين التقوى وحسن الخلق، فقال عليه الصلاة والسلام: { أكثر ما يدخل الناس الجنة، تقوى اللّه وحسن الخلق } [رواه الترمذي والحاكم].

وحُسن الخُلق: طلاقة الوجه، وبذل المعروف، وكف الأذى عن الناس، هذا مع ما يلازم المسلم من كلام حسن، ومدارة للغضب، واحتمال الأذى.

وأوصى النبي صلى اللّه عليه وسلم أبا هريرة بوصية عظيمة فقال: { يا أبا هريرة! عليك بحسن الخلق }. قال أبو هريرة رضي اللّه عنه: وما حسن الخلق يا رسول اللّه؟قال: { تصل مَنْ قطعك، وتعفو عمن ظلمك، وتُعطي من حرمك} [رواه البيهقي].

وتأمل – أخي الكريم – الأثر العظيم والثواب الجزيل لهذه المنقبة المحمودة والخصلة الطيبة، فقد قال صلى الله عليه وسلم : { إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم } [رواه أحمد].

وعدَّ النبي صلى اللّه عليه وسلم حسن الخلق من كمال الإيمان، فقال عليه الصلاة والسلام:{ أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً } [رواه أحمد وأبو داود].

وعليك بقول رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: { أحب الناس إلى اللّه أنفعهم، وأحب الأعمال إلى اللّه عز وجل، سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولئن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليَّ من أن أعتكف في المسجد شهراً } [رواه الطبراني].

والمسلم مأمور بالكلمة الهيِّنة الليِّنة لتكون في ميزان حسناته، قال عليه الصلاة والسلام: { والكلمة الطيبة صدقة } [متفق عليه].

بل وحتى التبسم الذي لا يكلف المسلم شيئاً، له بذلك أجر: { وتبسمك في وجه أخيك صدقة } [رواه الترمذي ].
والتوجيهات النبوية في الحث على حسن الخلق واحتمال الأذى كثيرة معروفة، وسيرته صلى اللّه عليه وسلم نموذج يُحتذى به في الخلق مع نفسه، ومع زوجاته، ومع جيرانه، ومع ضعفاء المسلمين، ومع جهلتهم، بل وحتى مع الكافر، قال تعالى: وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى [المائدة:8].

وليس معنى انتشار الفساد والخصال الرديئة في كثير من المسلمين اليوم للأسف أن نقلدهم .. فقد نهانا الرسول عن أن نكون إمعة ، روى هذا الحديث الترمذي في سننه عن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تكونوا إمعة، تقولون إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا وإن أساؤوا أسأنا ولكن وطنوا أنفسكم، إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا فلا تظلموا. وفي التنزيل : "يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون" . وفي الحديث" إذا رأيت هوي متبعاً وشحا مطاعاً وإعجاب كل ذي رأي برأيه، فليسعك بيتك ولتبك علي خطيئتك " و «إذا رأيت هوى متبعًا وشُحًا مطاعًا ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذى رأى برأيه، فعليك بنفسك ودَعْ عنك أمر العامة». وكذلك لا معنى للقول من غير العمل وتناقض القول مع العمل : (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون).

وقد جُمعت علامات حسن الخلق في صفات عدة، وهي إجمالاً: أن يكون الإنسان كثير الحياء، قليل الأذى، كثير الصلاح، صدوق اللسان، قليل الكلام، كثير العمل، قليل الزلل، قليل الفضول، براً وصولاً، وقوراً، صبوراً، شكوراً، راضياً، حليماً، رفيقاً، عفيفاً، شفيقاً، لا لعاناً ولا سباباً، ولا نماماً ولا مغتاباً، ولا عجولاً ولا حقوداً ولا بخيلاً، ولا حسوداً، بشاشاً هشاشاً، يحب في اللّه، ويرضى في اللّه، ويغضب في اللّه.

أصل الأخلاق المذمومة كلها: الكبر والمهانة والدناءة، وأصل الأخلاق المحمودة كلها الخشوع وعلو الهمة والتواضع والصبر وكظم الغيظ والعفو عن الناس والزهد . فالفخر والبطر والأشَر والعجب والحسد والبغي والخيلاء، والظلم والقسوة والتجبر، والإعراض وإباء قبول النصيحة والاستئثار، وطلب العلو وحب الجاه والرئاسة، وأن يُحمد بما لم يفعل وأمثال ذلك، كلها ناشئة من الكبر.

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إن الله أوحى إلي : أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد و لا يبغي أحد على أحد" . " إن الله تعالى أوحى إلى : أن تواضعوا و لا يبغي بعضكم على بعض" . " ما من آدمي إلا في رأسه حكمة بيد ملك فإذا تواضع قيل للملك ارفع حكمته و إذا تكبر قيل للملك : دع حكمته" . " ما نقصت صدقة من مال و ما زاد الله عبدا بعفٍو إلا عزا و ما تواضع أحدُ لله إلا رفعه الله" . " من تواضع لله رفعه الله ". " من ترك اللباس تواضعا لله و هو يقدر عليه دعاه الله يوم القيامة على رءوس الخلائق حتى يخيره من أي حلل الإيمان شاء يَلبسُها" . ويقول أيضا :"رحم الله امرأ عرف قدر نفسه"

وأما الكذب والخسة والخيانة والرياء والمكر والخديعة والطمع والفزع والجبن والبخل والعجز والكسل والذل لغير اللّه واستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير ونحو ذلك، فإنها من المهانة والدناءة وصغر النفس.

وإذا بحثتَ عن التقي وجدتَهُ *** رجلاً يُصدِّق قولَهُ بفعالِ

وإذا اتقى اللّه امرؤٌ وأطاعه *** فيداه بين مكارمٍ ومعالِ

وعلى التقي إذا ترسَّخ في التقى *** تاجان: تاجُ سكينةٍ وجلالِ

وإذا تناسبتِ الرجالُ فما أرى *** نسبًا يكون كصالحِ الأعمالِ

أخي المسلم:

إنها مناسبة كريمة أن تحتسب أجر التحلي بالصفات الحسنة، وتقود نفسك إلى الأخذ بها وتجاهد في ذلك، واحذر أن تدعها على الحقد والكراهة، وبذاءة اللسان، وعدم العدل والغيبة والنميمة والشح وقطع الأرحام. وعجبت لمن يغسل وجهه خمس مرات في اليوم مجيباً داعي اللّه، ولا يغسل قلبه مرة في السنة ليزيل ما علق به من أدران الدنيا، وسواد القلب، ومنكر الأخلاق!

واحرص على تعويد النفس كتم الغضب، وليهنأ من حولك مِن: والدين، وزوجة وأبناء، وأصدقاء، ومعارف، بطيب معشرك، وحلو حديثك، وبشاشة وجهك، واحتسب الأجر في كل ذلك.

وعليك – أخي المسلم – بوصية النبي صلى اللّه عليه وسلم الجامعة، فقد قال عليه الصلاة والسلام: { اتق اللّه حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحُها، وخالق الناس بخُلق حسن } [رواه الترمذي].

جعلنا اللّه وإياكم ممن قال فيهم الرسول صلى اللّه عليه وسلم: { إن أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً } [رواه أحمد والترمذي وابن حبان].

اللهم إنا نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة، اللهم حسِّن أخلاقنا وجَمِّل أفعالنا، اللهم كما حسَّنت خلقنا فحسن بمنِّك أخلاقنا، ربنا اغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين، وصلى اللّه على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تعليمية




بوركت أختي على الجلب الطيب
جزاك الله خيرا




شكرا لك واحسن الله اليك

اللهم ارزقنا حسن الاخلاق




بورك فيكم وأحسن الله إليكم




التصنيفات
اسلاميات عامة

أدب الصحبة

تعليمية تعليمية

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

محاضــــــــــرة رائعة لفضيلة الشيخ / إبراهيم الرحيلــــي – وفقه الله تعالى – ,,,

سمـــــــــــــــــــاعا موفقـــــــــــــــــــــ ا :

تعليمية

تعليمية

تعليمية تعليمية




مشكور اخ عبدو على هذه الخطبة الرائعة بارك الله فيك دوما مميز




العفو اختي سارة

ان شاء الله تكوني قد استفدتي ولو الشيئ اليسير منها




شكرا وبارك الله فيك




التصنيفات
اسلاميات عامة

61 أدبا في الصحبة والأخوة

تعليمية تعليمية

61 أدبا في الصحبة والأخوة

هذه فوائد وآداب ودرر في آداب الصحبة والأخوة انتقتها زوجتي بارك الله فيها من أحد البحوث سائلين الله تعالى الإخلاص في القول والعمل.

أبو جهاد الجزائري

(المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل).

عَنِ المَرءِ لا تَسَل وَسَل عَن قَرينِهِ … فَكُلُّ قَرينٍ بِالمُقارِنِ يَقتَدي
ومن كلام علي بن أبي طالب، رضي عنه:
وَلا تَصحَب أَخا الجَهلِ … وَإياكَ وَإِيَّاهُ
فَكَم مِن جاهِلٍ أَردى … حَليماً حينَ يَلقاهُ
يَقاسُ المَرءُ بِالمَرءِ … إِذا ما هُوَ ماشاهُ
وَلِلشَّيءِ عَلى الشَيءِ … مَقاييسُ وَأَشباهُ
وَلِلقَلبِ عَلى القَلبِ … دَليلٌ حينَ يَلقاهُ

آداب العشرة
1. حسن الخلق مع الإخوان والأقران .

2. تحسين ما يعانيه من عيوب أصحابه قال حمدون القصار: (إذا زل أخ من إخوانك، فاطلب له تسعين عذراً، فإن لم يقبل ذلك فأنت المعيب).

3. معاشرة الموثوق بدينه قال الله تعالى: (لا تَجِدُ قَوماً يُؤمِنونَ بِاللَهِ وَاليَومِ الأَخِرِ يُوادّونَ مَن حادَّ اللَهَ وَرَسولَهُ).

4. أوجه المعاشرة
• للمشايخ والأكابر: بالحرمة والخدمة.
• للأقران والأوساط: بالنصيحة وبذل الموجود.
• للأصاغر: بالإرشاد والتأدب والحمل على ما يوجبه العلم وآداب السنة.

5. الصفح عن عثرات الإخوان، وترك تأنيبهم عليها قال الفضيل بن عياض: (الفتوة الصفح عن عثرات الإخوان).

6. قلة الخلاف للإخوان ولزوم موافقتهم فيما تبيحه الشريعة قال أبو عثمان: (موافقة الإخوان خير من الشفقة عليهم).

7. أن يحمدهم على حسن ثنائهم، وإن لم يساعدهم باليد قال علي: (من لم يحمل أخاه على حسن النية، لم يحمده على حسن الصنعة).

8. ألا يحسدهم على ما يرى عليهم من آثار نعمة الله بل يفرح بذلك، ويحمد الله على ذلك كما يحمده إذا كانت عليه قال عليه السلام: (لا تحاسدوا).

9. ألا يواجههم بما يكرهون.

10. ملازمة الحياء في كل حال، لقوله عليه السلام: (الإيمان بضعة وسبعون – أو وستون – باباً، أفضلها شهادة أن لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبةٌ من الإيمان).

11. من المعاشرة صدق المروءة وصفاء المحبة، فإنها لا تتم إلا بهما.

12. إظهار الفرح والبشاشة.

13. ألا يصحب إلا عالماً أو عاقلاً قال ذو النون رحمة الله عليه: (ما خلع الله على عبدٍ من عبيده خلعةً أحسن من العقل، ولا قلده قلادةً أجمل من العلم، ولا زينه بزينةٍ أفضل من الحلم، وكمال ذلك التقوى).

14. سلامة قلبه للإخوان والنصيحة لهم، وقبولها منهم، لقوله تعالى: (إِلّا مَن أَتى اللَهَ بِقَلبٍ سَليمٍ).

15. ألا يعدهم ويخالفهم، فإنه نفاق. قال عليه الصلاة والسلام: (علامة المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان). وأنشدوا:
يا واعِداً أَخلفَ في وَعدِهِ … ما الخُلفُ مِن سيرَةِ أَهلِ الوَفا
ما كانَ ما أَظهَرتَ مِن وُدِّنا … إِلّا سِراجاً لاحَ ثُمَ اِنطَفا

16. صحبة من يستحيا منه ليزجره ذلك عن المخالفات قال أحمد بن حنبل رحمه الله: (ما أوقعني في بلية إلا صحبة من لا أحتشمه).

17. أن يراعي في صحبة أخوانه صلاحهم لا مرادهم، قال أبو صالح المزي، رحمه الله: (المؤمن من يعاشرك بالمعروف، ويدلك على صلاح دينك ودنياك، والمنافق من يعاشرك بالمماذعة، ويدلك على ما تشتهيه، والمعصوم من فرق بين الحالين).

18. ألا تؤذي مؤمناً، ولا تجاهل جاهلاً وقال الربيع ابن خيثم رحمه الله: (الناس رجلان، مؤمن فلا تؤذه، وجاهلٌ فلا تجاهله).

19. مطالبة الإخوان بحسن العشرة حسب ما يعاشرهم به؛ لقوله عليه السلام: (لا يؤمن عبد حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).

20. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (ثلاث يصفين لك ود أخيك: أن تسلم عليه إذا لقيته، وتوسع له في المجلس، وتدعوه بأحب أسمائه إليه).

21. حمل كلام الإخوان على أحسن الوجوه ما وجدت ذلك. قال سعيد بن المسيب رضي الله عنه: (كتب إلي بعض إخواني من الصحابة أن ضع أمر أخيك على الأحسن ما لم تغلب).

22. مجانبة الحقد، ولزوم الصفح عن الإخوان. قال هلال بن العلاء: (جعلت على نفسي ألا أكافئ أحداً بشرٍ ولا عقوقٍ اقتداءً بهذه الأبيات:
لمّا عَفَوتُ وَلَم أَحقِد عَلى أَحَدٍ … أَرَحتُ نَفسِيَ مِن غَمّ العَداواتِ
إِنّي أُحيّي عَدَوِّي حينَ رُؤيَتِهِ … لِأَدفَعَ الشَرَّ عَنّي بِالتَحيّاتِ
وأَظهِرُ البِشرَ لِلإِنسانِ أَبغِضُهُ … كَأَنَّهُ قَد حُشيَ قَلبي مَسَرّاتِ
وأنشد أحمد بن عبيد عن المدائني:
وَمَن لَم يُغمّض عَينَهُ عَن صَديقِهِ … وَعَن بَعضِ ما فيهِ يَمُت وَهُوَ عاتِبُ
وَمَن يَتَتَبَّع جاهِداً كُلَّ عَثرَةٍ … يَجِدها وَلا يَسلَم لَهُ الدَهرَ صاحِبُ

23. ملازمة الأخوة، والمداومة عليها، وترك الملل قال محمد بن واسع: (وليس لملولٍ صديقٌ ولا لحاسدٍ غناءٌ).

24. الإغضاء عن الصديق في بعض المكاره،
أنشد ثعلب:
أُغمِّضُ عَيني عَن صَديقي تَجَسُّماً … كَأَنّي بِما يَأتي مِن الأَمرِ جاهِلُ
وَما بِيَ جَهلٌ غَيرَ أَنَّ خَليقَتي … تُطيقُ اِحتمالُ الكُرهِ فيما تُحاوِلُ

25. ترك الاستخفاف بأحد من الخلق، قال ابن المبارك: (من استخف بالعلماء ذهبت آخرته، ومن استخف بالأمراء ذهبت دنياه، ومن استخف بالإخوان ذهبت مروءته).

26. ألا تقطع صديقاً بعد مصادقته، ولا ترده بعد قبول:
لا تَمدَحَنَّ اِمرأً حَتّى تُجرِّبَهُ … وَلا تَذُمَّنَّهُ مِن غَيرِ تَجريبِ
فَإِنَّ حَمدَكَ مَن لَم تَبلُهُ سَرَفٌ … وَإِنَّ ذَمَّكَ بَعدَ الحَمدِ تَكذيبُ

27. ألا يضيع صداقة صديق بعد ود، فإنها عزيزة والناس ثلاثة: معرفة، وأصدقاء، وإخوان؛ فالمعرفة بين الناس كثيرة، والأصدقاء عزيزة، والأخ قلما يوجد.

28. التواضع للإخوان قال المبرد: (النعمة التي لا يحسد صاحبها عليها التواضع، والبلاء الذي لا يرحم صاحبه العجب).

29. حفظ المودة القديمة والأخوة الثابتة ولبعض الحكماء من السلف: (عاشروا الناس، فإن عشتم حنوا إليكم، وإن متم بكوا عليكم).

30. صحبة السلامة منها قول أبي عثمان الحيري، وقد سئل عن صحبة السلامة: (أن يوسع الأخ على أخيه من ماله، ولا يطمع فيما له، وينصفه، ولا يطلب الإنصاف منه، ويستكثر قليل بره، ويستصغر من منا به عليه).

31. إيثار الإخوان بالكرامة على نفسه. قال أبو عثمان: (من عاشر الناس، ولم يكرمهم، وتكبر عليهم، فذلك لقلة رأيه وعقله؛ فإنه يعادي صديقه، ويكرم عدوه، فإن إخوانه في الله أصدقاؤه، ونفسه عدوه).

32. معرفة حقوق الفقراء، والقيام بحوائجهم وأسبابهم.

33. حفظ أسرار الإخوان، وقال بعض الحكماء: (قلوب الأحرار قبور الأسرار).
ولبعضهم:
لَيسَ الكَريمُ الَّذي إِن زَلَّ صاحِبُهُ … بَثَّ الَّذي كانَ مِن أَسرارِهِ عَلِما
إِنَّ الكَريمَ الَّذي تَبَقى مَودَّتُهُ … وَيَحفَظُ السِرَّ إِن صافى وَإِن صَرَما

34. المشورة مع الإخوان وقبولها منهم. قال الله عز وجل: (وَشاوِرهُم في الأَمرِ).

35. إيثار الأرفاق على الإخوان. قال الله تعالى: (وَيُؤثِرونَ عَلى أَنفُسِهم وَلَو كانَ بِهِم خَصاصَةٌ).

36. ترك المداهنة في الدين مع من يعاشره. قال سهل بن عبد الله التستري: (لا يشم رائحة الصدق من داهن نفسه أو غيره).

37. القيام بأعذارهم، والذب عنهم، والانتصاب له.

38. احتمال الأذى، وقلة الغضب، والشفقة، والرحمة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تغضب)
39. الانبساط لإخوانه في النفس والمال، وألا يرى بينه وبينهم فرقاً.

40. مجانبة التباغض والتدابر والتحاسد، لقوله عليه السلام: (لا تباغضوا، ولا تحاسدوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً).

41. التآلف مع الإخوان على بغض الدنيا، فإنه لا يقع بينهم المخالفة إلا بسببها.

42. أدب العشرة مع النسوان والأهل، لأن الله خلقهن ناقصات عقل ودين، فيعاشرهن بالمعروف على حسب ما جبلهن الله عليه.

43. العفو عن هفوة الإخوان في النفس والمال دون أمور الدين والسنة، لقوله تعالى: (وَليَعفوا وَليَصفَحوا).

44. حسن الجوار.

45. طلاقة الوجه والاسترسال.

46. القيام بحرمة من هو دونه من الإخوان، فكيف بمن هو فوقه أو مثله.

47. أن يشارك إخوانه في المكروه والمحبوب، لا يتلون عليهم في الحالين جميعاً.

48. ألا يمن على من يحسن إليه.

49. ألا يقبل على إخوانه قول واش نمام، لقول الخليل بن أحمد: (من نم لك نم عليك، ومن أخبرك خبر غيرك أخبره بخبرك).

50. الاجتهاد في ستر عورات الإخوان وقبائحهم، وإظهار مناقبهم،
ولسعيد بن حمدان:
لَم أُؤاخِذكَ إِذ جَنَيتَ لِأَنّي … واثِقٌ مِنكَ بِالإِخاءِ الصَحيحِ
فَجَميلُ العَدوِّ غَيرُ جَميلٍ … وَقيبَحُ الصَديقِ غَيرُ قَبيحِ

51. ترك الوقيعة فيهم.

52. قبول العذر من فاعله، صدق أو كذب؛ ولبعضهم: أَقبَل مَعاذيرَ مَن يَأتيكَ مُعتَذِراً … إِن يَروِ عِندَكَ فيما قالَ أَو فَجَرا
فَقَد أَطاعَكَ مَن أَرضاكَ ظَاهِرُهُ … وَقَد أَجَلَّكَ مَن يَعصيكَ مُستَتِرا
وقال عبد الله بن المبارك: (المؤمن طالب عذر إخوانه، والمنافق طالب عثراتهم).

53. المبادرة في الجواب عن كتاب الأخ، وترك التقصير فيه. قال ابن عباس، رضي الله عنه: (إني أرى لرد الجواب حقاً، كما أرى لرد جواب السلام).
وأنشد لأبي هفان:
إِذا الإِخوانُ قاتَهُمُ التَلاقي … فَما شَيءٌ أَسَرُّ مِنَ الكِتابِ
وَإِن كَتَبَ الصَديقُ إِلى صَديقٍ … فَحَقُّ كِتابِهِ رَدُّ الجَوابِ

54. الرغبة في زيارة الإخوان والسؤال عن أحوالهم كان عبد الله بن مسعود يقول: (كنا إذا افتقدنا الأخ أتيناه، فإن كان مريضاً كانت عيادةً، وإن كان مشغولاً كانت عوناً، وإن كان غير ذلك كانت زيارةً).

55. أن تصاحب كلاً من الإخوان على قدر طريقته. قال شبيب بن شيبة: (لا تجالس أحداً بغير طريقةٍ، فإنك إذا أردت لقاء الجاهل بالعلم، واللاهي بالفقه، والغبي بالبيان، آذيت جليسك).

56. الصبر على جفاء الإخوان، وإسقاط التهمة عنهم بعد صحة الأخوة.

57. تعظيم حرمة المشايخ، والرحمة والشفقة على الإخوان.

58. ألا يتغير عن إخوانه إذا حدث له غنىً. أنشد المبرد:
لَئِن كانَت الدُنيا أَنالتكَ ثَروةً … وَأَصبَحتَ مِنها بَعدَ عُسرٍ أَخا يُسرِ
لَقَد كَشَفَ الإِثراءُ عَنكَ خَلائِقاً … مِن اللؤمِ كانَت تَحتَ سِترٍ مِن الفَقرِ

59. ألا يغرق في الخصومة، ويترك للصلح موضعاً قيل لأبي سفيان بن حرب: (بم نلت هذا الشرف؟ قال: ما خاصمت رجلاً إلا جعلت للصلح بينناً موضعاً).

60. ألا يعاشر من يخالفه في اعتقاده. قال يحيى بن معاذ: (من خالف عقدك عقده خالف قلبك قلبه).

61. قال السلمي: والصحبة على أوجه، لكل آدابٌ ومواجب ولوازم.
صحبة الله
باتباع أوامره، وترك نواهيه.
صحبة النبي صلى الله عليه وسلم
باتباع سنته، وترك مخالفته فيما دق وجل.
صحبة الصحابة وآل البيت
بالترحم عليهم، وتقديم من قدم، وحسن القول فيهم، وقبول أقوالهم في الأحكام والسنن.
صحبة السلطان بالطاعة في غير معصية الله.
صحبة الأهل والولد
بالمداراة وسعة الخلق والنفس وتمام الشفقة وتعليم الأدب والسنة، وحملهم على الطاعة.
صحبة الإخوان
بدوام البشر، وبذل المعروف، ونشر المحاسين، وستر القبائح، واستكبار برهم إياك، واستقلال إياهم، وإن كثر.
صحبة العلماء
بملازمة حرماتهم، وقبول أقوالهم، والرجوع إليهم في المهمات.
صحبة الوالدين
ببرهما بالخدمة بالنفس والمال في حياتهما، وإنجاز وعدهما بعد وفاتهما، والدعاء لهما في كل الأوقات.
صحبة الضيف
بالبشر، وطلاقة الوجه، وطيب الحديث، ورؤية فضله ومنته بإكرامك وتحريه لطعامك.
ولمعرس بن كرام:
مَن دَعانا فَأَبَينا … فَلَهُ الفَضلُ عَلَينا
فَإِذا نَحنُ أَتَينا … رَجَعَ الفَضلُ إِلَينا


منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




شكرا وبارك الله فيك




التصنيفات
اسلاميات عامة

إيضاح المقال في أسباب الزلزال والرد على الملاحدة الضلال للشيخ مقبل الوادعي

تعليمية تعليمية

بسم الله الرحمن الرحيم
تعليمية تعليمية

تعليمية تعليمية

يضاح المقال في أسباب الزلزال والرد على الملاحدة الضلال

المقدمة
الحمد لله المعز لأوليائه، والمنتقم من أعدائه، وصلى الله وسلّم على نبينا محمد وآله وصحبه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله.
أما بعد: فقد جرت سنة الله في خلقه أن جعل بعض خلقه لبعض فتنة فجعل منهم المؤمن والكافر، والغني والفقير، والعاقل والسفيه، فكان ذلك من أعظم الأسباب لاختلافهم، كما قال ربنا عز وجل في كتابه الكريم: {ولا يزالون مختلفين إلاّ من رحم ربّك ولذلك خلقهم} 1.
وقد اختلفوا في الأفهام وفي العلم، وكان مما اختلف فيه أهل العلم وذوي الجهل والزيغ مسألة الزلزال، فأهل العلم قالوا عند أن حدث الزلزال بذمار: ماقررناه في الكتاب، وذوو الجهل والزيغ قالوا: إنه أمر طبيعي. من أجل ذلك ألقيت بعض الخطب ثم رأيت أن أخرجها في رسالة ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حيّ عن بينة.
إنّ القائلين بأنه أمر طبيعي يبطلون انتقام الله لأوليائه، قال سبحانه وتعالى في قوم صالح في سورة الأعراف: {فعقروا النّاقة وعتوا عن أمر ربّهم وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين * فأخذتْهم الرّجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين * فتولّى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبّون النّاصحين} 2.
وقال في قوم شعيب في سورة الأعراف: {وقال الملأ الّذين كفروا من قومه لئن اتّبعتم شعيبًا إنّكم إذاً لخاسرون * فأخذتْهم الرّجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين * الّذين كذبوا شعيبًا كأن لم يغنوا فيها الّذين كذبوا شعيبًا كانوا هم الخاسرين * فتولّى عنهم وقال ياقوم لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم فكيف آسى على قوم كافرين} 3.
وقال في سورة العنكبوت في قوم شعيب: {فكذبوه فأخذتْهم الرّجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين4}.
وقال تعالى في قوم موسى في سورة الأعراف: {واختار موسى قومه سبعين رجلاً لميقاتنا فلمّا أخذتْهم الرّجفة قال رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإيّاي أتهلكنا بما فعل السّفهاء منّا إن هي إلا فتنتك تضلّ بها من تشاء وتهدي من تشاء أنت وليّنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الغافرين5}.
وقال سبحانه وتعالى في يوم القيامة: {يوم ترجف الأرض والجبال وكانت الجبال كثيبًا مهيلاً6}.
وقال سبحانه تعالى: {يوم ترجف الرّاجفة7}.
وقال سبحانه وتعالى: {إذا زلزلت الأرض زلزالها * وأخرجت الأرض أثقالها*? وقال الإنسان ما لها * يومئذ تحدّث أخبارها * بأنّ ربّك أوحى لها * يومئذ يصدر النّاس أشتاتًا ليروا أعمالهم * فمن يعمل مثقال ذرّة خيرًا يره * ومن يعمل مثقال ذرّة شرًّا يره}.
وقال سبحانه وتعالى في أول سورة الحج: {ياأيّها النّاس اتّقوا ربّكم إنّ زلزلة السّاعة شيء عظيم * يوم ترونها تذهل كلّ مرضعة عمّا أرضعت وتضع كلّ ذات حمل حملها وترى النّاس سكارى وما هم بسكارى ولكنّ عذاب الله شديد}.
أبعد هذه الأدلة يجوز للمسلم أن يصغي إلى قول أولئك الملاحدة الذين يعترضون على قدرة الله وحكمته وعدله، آمنا بالله وكفرنا بقول الملاحدة وأذنابهم، وحسبنا الله ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير، والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.

، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه وسلّم تسليمًا كثيرًا. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله.
أما بعد: فيقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضّرّاء لعلّهم يتضرّعون * فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرّعوا ولكن قست قلوبهم وزيّن لهم الشّيطان ما كانوا يعملون * فلمّا نسوا ما ذكّروا به فتحنا عليهم أبواب كلّ شيء حتّى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتةً فإذا هم مبلسون * فقطع دابر القوم الّذين ظلموا والحمد لله ربّ العالمين93}.
إننا نخشى معشر المسلمين أن يكون ما فتحه الله سبحانه وتعالى على كثير من البلاد استدراجًا من الله سبحانه وتعالى، هل نشكر نعمته أم نكفرها؟إن المسلمين الآن أصبحوا يهرولون بعد أعداء الإسلام، ويظنون أن أعداء الإسلام تقدّموا بسبب الكفر والإلحاد، وبسبب المعاصي، والواقع أن أعداء الإسلام تقدّموا بسبب جدّهم واجتهادهم.
والمسلمون وخصوصا في الشعب اليمني، الثلثان من الوقت يضيّعونهما، لأن الطيّب منهم يشتغل إلى الظهر، ومن بعد الظهر على الشجرة الأثيمة (القات) إلى الساعة الرابعة من بعد العشاء وقد وجدت بعينيّ من يصلي المغرب والعشاء الساعة الرابعة بعد ما انتهى من مجلس القات ألستم مسئولين عن هذه الأوقات؟!
إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: ((لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتّى يسْأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه، وعن جسده فيم أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم وضعه، وعن علمه ماذا عمل فيه)).
ويقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((احْرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزْ)).
فينبغي أن تحرص على ما ينفعك في أمر دينك ودنياك، وألاّ تكون كسولاً، وقد استعاذ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالله من العجز والكسل.
شباب في خيرة أعمارهم يضيّعون أوقاتهم في هذه الشجرة الأثيمة. علينا أن نتقي الله، وأن نحرص على تعلّم العلم النافع، ونحرص على صلة الرحم، ونحرص على الإحسان إلى الجار، وقبل هذا كله على تعلم العقيدة الصحيحة.
إذا أردتم أن يرفعكم الله فلا تكونوا إمّعة، فإن الذي يكون إمّعة لا يزال منهزمًا.
انظروا إلى الذين صفّقوا (لصدام) أصبحوا منهزمين نفسيًا.
إن تلك الشجرة الأثيمة أخذت عقول كثير من اليمنيين، وأنتم تعرفون، فبعضهم يذْهب به إلى (تعز) قد اختلّ عقله، وبعضهم يصبح مجنونًا، ينتظر متى يقتل شخصًا أو يقتل نفسه.
شجرة خاطئة ابتلى الله اليمنيين بها، وابتلى الله الحبشة بها.
فعلينا أن نصرف أوقاتنا فيما ينفعنا في طلب العلم حتى نعبد الله على بصيرة، وحتى نقول: نعم ولا، على بصيرة، فإذا قلت: نعم، تكون على بصيرة، وإذا قلت: لا، تكون على بصيرة. لا تكن إمّعة إن أحسن الناس أحسنّا وإن أساءوا أسأنا.
فالشأن كل الشأن هو الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى، حتى إذا حدثت حادثة أو آية من الآيات يصير الشخص إن نجا نجا، وإن لم ينج فإنه يبعث على نيّته، وقد كنت نقلت شيئًا من هذا في "المخرج من الفتنة" فيما ابتلى الله سبحانه وتعالى به أمة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم من بعد نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى عصر ابن الجوزي، وهذا شيء قليل ذكره ابن الجوزي في "المدهش" ولم يستوعب، وبقي من زمن ابن الجوزي إلى زمننا هذا لو أن شخصًا تتبّعه لكان أكثر وأكثر، ومما ينبغي أن يعلم أن الزّلزال لم يحدث على عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا على عهد أبي بكر، وحدث على عهد عمر. قلنا: وقد سرد الحافظ ابن الجوزي رحمه الله تعالى في كتابه "المدهش" بعض الحوادث التي مرّت على أمة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم من جوع وزلزال فرأيت إثباته لما فيه من العبرة قال رحمه الله:

فصل في الجدوب وعموم الموتأجدبت الأرض في سنة ثماني عشرة، فكانت الريح تسفي ترابًا كالرّماد، فسمّي عام الرمادة، وجعلت الوحوش تأوي إلى الإنس، فآلى عمر ألاّ يذوق سمنًا ولا لحمًا حتى يحيا الناس، واستسقى بالعباس فسقوا. وفيها كان طاعون عمواس، مات فيه أبوعبيدة، ومعاذ، وأنس.
وفي سنة أربع وستين وقع طاعون بالبصرة، وماتت أم أميرهم فما وجدوا من يحملها.
وفي سنة ست وتسعين كان طاعون الجارف، هلك في ثلاثة أيام سبعون ألفًا، ومات فيه لأنس ثمانون ولدًا، وكان يموت أهل الدار فيطيّن الباب عليهم-أي يصير البيت قبرًا لهم لأنه لا يوجد من يخرجهم إلى المقبرة ويحفر لهم قبرًا-.
وفي سنة إحدى وثلاثين ومائة مات أول يوم في الطاعون سبعون ألفًا، وفي اليوم الثاني نيّف وسبعون ألفًا، وفي اليوم الثالث خمد الناس.
وفي السنة التاسعة عشرة وثلاثمائة كثر الموت، وكان يدفن في القبر الواحد جماعة.
وفي سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة ذبح الأطفال، وأكلت الجيف، وبيع العقار برغفان، واشْتري لمعز الدولة كرّ دقيق بعشرين ألف درهم.
وفي سنة أربع وأربعين وثلاثمائة عمّت الأمراض البلاد فكان يموت أهل الدار كلهم.
وفي سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة أصاب أهل البصرة حرّ فكانوا يتساقطون موتى في الطرقات.
وفي سنة ثمان وأربعين وأربعمائة عم القحط فأكلت الميتة وبلغ المكوك -كتنور: مكيال- من برز البقلة سبعة دنانير والسفرجلة والرمانة دينارًا والخيارة واللينوفرة دينارًا، وورد الخبر من (مصر) بأن ثلاثةً من اللصوص نقبوا دارًا فوجدوا عند الصباح موتى أحدهم على باب النقب والثاني على رأس الدرجة والثالث على الثياب المكورة. وفي السنة التي تليها وقع وباء فكانت تحفر زبية -بالضم: الرابية، وحفيرة الأسد- لعشرين وثلاثين فيلقون فيها، وتاب الناس كلهم وأراقوا الخمور ولزموا المساجد.
وفي سنة ست وخمسين وأربعمائة وقع الوباء وبلغ الرطل من التمر الهندي أربعة دنانير.
وفي سنة اثنتين وستين وأربعمائة اشتدّ الجوع والوباء بـ(مصر) حتى أكل الناس بعضهم بعضًا، وبيع اللوز والسكر بوزن الدراهم، والبيضة بعشرة قراريط، وخرج وزير صاحب (مصر) إليه فنزل عن بغلته فأخذها ثلاثة فأكلوها فصلبوا، فأصبح الناس لا يرون إلا عظامهم تحت خشبهم وقد أكلوا.
وفي سنة أربع وستين وأربعمائة وقع الموت في الدواب، حتى إن راعيًا قام إلى الغنم وقت الصباح ليسوقها فوجدها كلها موتى.
فصل في الزلازل والآياتزلزلت الأرض على عهد عمر في سنة عشرين.
ودامت الزلازل في سنة أربع وتسعين، أربعين يومًا، ووقعت الأبنية الشاهقة، وتهدّمت (أنطاكية).
وفي سنة أربع وعشرين ومائتين زلزلت (فرغانة) فمات فيها خمسة عشر ألفًا.
وفي السنة التي تليها رجفت (الأهواز) وتصدّعت الجبال، وهرب أهل البلد إلى البحر والسفن، ودامت ستة عشر يومًا.
وفي السنة التي تليها مطر أهل (تيما) مطرًا وبردًا كالبيض، فقتل بها ثلاثمائة وسبعين إنسانًا، وسمع في ذلك صوت يقول: ارحم عبادك اعف عن عبادك، ونظروا إلى أثر قدم طولها ذراع، بلا أصابع، وعرضها شبر، ومن الخطوة إلى الخطوة خمسة أذرع أو ست، فاتبعوا الصوت فجعلوا يسمعون صوتًا ولا يرون شخصًا.
وفي سنة ثلاث وثلاثين ومائتين رجفت (دمشق) رجفةً حتى انقضّت منها البيوت وسقطت على من فيها، فمات خلق كثير وانكفأت قرية في (الغوطة) على أهلها فلم ينج منهم إلا رجل واحد، وزلزلت (أنطاكية) فمات منها عشرون ألفًا.
وفي السنة التي تليها هبّت ريح شديدة لم يعهد مثلها فاتّصلت نيفًا وخمسين يومًا، وشملت (بغداد) و(البصرة) و(الكوفة) و(واسط) و(عبّادان) و(الأهواز)، ثم ذهبت إلى (همذان) فأحرقت الزرع، ثم ذهبت إلى (الموصل) فمنعت الناس من السعي فتعطلت الأسواق، وزلزلت (هراة) فوقعت الدور.
وفي سنة ثمان وثلاثين وجّه طاهر بن عبد الله إلى المتوكل حجرًا سقط بناحية (طبرستان) وزنه ثمانمائة وأربعون درهمًا أبيض فيه صدع، وذكروا أنه سمع لسقوطه هدة أربعة فراسخ في مثلها وأنه ساخ في الأرض خمسة أذرع.
وفي سنة أربعين ومائتين خرجت ريح من بلاد الترك فمرت بـ(مرو) فقتلت خلقًا كثيًرا بالزكام، ثم صارت إلى (نيسابور) وإلى (الرّي) ثم إلى (همذان) و(حلوان) ثم إلى (العراق)، فأصاب أهل (بغداد) و(سرمن رأى) حمّى وسعال وزكام، وجاءت كتب من المغرب أن ثلاث عشرة قرية من قرى (القيروان) خسف بها فلم ينج من أهلها إلا اثنان وأربعون رجلاً سود الوجوه، فأتوا القيروان فأخرجهم أهلها، وقالوا: أنتم مسخوط عليكم. فبنى لهم العامل حظيرةً خارج المدينة فنزلوها.
وفي سنة احدى وأربعين ماجت النجوم في السماء وجعلت تتطاير شرقًا وغربًا كالجراد من قبل غروب الشمس إلى الفجر، ولم يكن مثل هذا إلا عند ظهور رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وفي السنة التي تليها رجمت قرية يقال لها: (السويدا) ناحية (مصر) بخمسة أحجار، فوقع حجر منها على خيمة أعرابي فاحترقت، ووزن منها حجر فكان فيه عشرة أرطال، وزلزلت (الرّي) و(جرجان) و(طبرستان) و(نيسابور) و(أصفهان) و(قم) و(قاشان) كلها في وقت واحد، وزلزلت (الدامغان) فهلك من أهلها خمسة وعشرون ألفًا، وتقطّعت جبال، ودنا بعضها من بعض، وسمع للسماء والأرض أصوات عالية فهلك من أهلها.
وسار جبل باليمن عليه مزارع حتى أتى مزارع قوم آخرين، ووقع طائر أبيض دون الرّخمة وفوق الغراب على دلبة -شجرة – بـ(حلب) لسبع مضين من رمضان، فصاح: يا معشر الناس اتقوا الله الله الله حتى صاح أربعين صوتًا ثم طار، وجاء من الغد فصاح أربعين صوتًا ثم طار، فكتب صاحب البريد بذلك، وأشهد خمسمائة إنسان سمعوه، ومات رجل في بعض (كور الأهواز) فسقط طائر أبيض على جنازته فصاح بالفارسية والخورية: إن الله قد غفر لهذا الميّت ولمن شهده.
وفي سنة خمس وأربعين ومائتين زلزلت (أنطاكية) فسقط منها ألف وخمسمائة دار، ووقع من سورها نيّف وتسعون برجًا، وسمع أهلها أصواتًا هائلة من كوى المنازل، وسمع أهل (تنّيس) صيحةً هائلةً دامت فمات منها خلق كثير، وذهبت (جبلة) بأهلها.
وفي سنة خمس وثلاثين ومائتين مطرت قرية حجارة بيضاء وسوداء.
وفي سنة ثمان وثمانين زلزلت (دنبل) في الليل فأصبحوا ولم يبق من المدينة إلا اليسير، فأخرج من تحت الهدم خمسون ومائة ألف ميّت.
وفي سنة تسع عشرة وثلاثمائة عدل حجاج عن الجادة خوفًا من العرب، فرأوا في البرية صور الناس من الحجارة، ورأوا امرأةً قائمة على تنور وهي من حجارة، والخبز الذي في التنور من حجارة.
وفي سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة هبّت ريح بـ(فم الصلح) شبهت بالتّنين، خرقت (دجلة)، حتى ذكر أنّها بانت أرضها وأهلكت خلقًا كثيرًا واحتملت زورقًا منحدرًا وفيه دواب فطرحته في أرض (جوخى) – قرية من عمل بغداد-.
وفى سنة عشرين وأربعمائة جاء برد هائل، ووقعت بردة حزرت بمائة وخمسين رطلاً فكانت كالثور النائم.
وفي سنة أربع وثلاثين زلزلت (تبريز) فهدم سورها وقلعتها، وهلك تحت الهدم خمسون ألفًا.
وفي سنة أربع وأربعين وأربعمائة كانت بـ(أذربيجان) زلازل انقطعت منها الحيطان، فحكى من يعتمد على قوله أنه كان قاعدًا في إيوان فانفرج حتى رأى السماء من وسطه ثم عاد.
وفي سنة ستين وأربعمائة كانت زلزلة بـ(فلسطين) هلك فيها خمسة عشر ألفًا، وانشقت صخرة بيت المقدس، ثم عادت فالتأمت، وغاب البحر مسيرة يوم فساخ في الأرض فدخل الناس يلتقطون فرجع عليهم فأهلك خلقًا كثيرًا منهم.
وفي سنة اثنتين وستين خسف بـ(أيلة) -بلد بين (ينبع) و(مصر)-. وفي سنة ست وخمسمائة سمع ببغداد صوت هدة عظيمة في أقطار بغداد في الجانبين، قال شيخنا أبوبكر بن عبدالباقي: أنا سمعتها، فظننت حائطًا قد وقع، ولم يعلم ما ذاك، ولم يكن في السماء غيم فيقال: رعد!
وفي سنة سبع وقعت زلزلة بناحية الشام، ووقع من سور (الرهاء) -بلد بنواحي الشام- ثلاثة عشر برجًا، وخسف بـ(سميساط) -بلد على الفرات- وقلب بنصف القلعة.
وفي سنة إحدى عشرة زلزلت الأرض ببغداد يوم عرفة فكانت الحيطان تمر وتجئ.
وفي سنة خمس عشرة وقع الثلج ببغداد فامتلأت منه الشوارع والدروب ولم يسمع قبله بمثله.
وفي سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة كانت زلزلة بـ(جنزة) -بلدة عظيمة بإيران- أتت على مائتي ألف وثلاثين ألفًا فأهلكتهم، وكانت في مقدار عشرة فراسخ في مثلها.
وفي السنة التي تليها خسف بـ(جنزة) وصار مكان البلد ماءً أسود، وقدم التجار من أهلها فلزموا المقابر يبكون على أهليهم. وزلزلت (حلوان) فتقطّع الجبل وهلك خلق كثير.
وفي سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة كانت زلازل بالشام في ثلاث عشر بلد من بلاد الإسلام، فمنها ما هلك كله ومنها ما هلك بعضه.اهـ ما ذكره رحمه الله.
وقد ذكر الحافظ ابن كثير رحمه الله في كتاب "البداية" جلّ هذا مفرقًا على حوادث السنين وزاد عليه ما حدث بعد الحافظ ابن الجوزي رحمه الله.
وفي هذا عبرة وذكرى فعسى الله أن يوفق المسلمين إلى الرجوع إلى الله، والتوبة الصادقة، ونبذ التقاليد الأجنبية المخالفة للكتاب والسنة. آمين.
فائدة:
كثرة الزلازل بضوران بذمار زمن الملك الظالم إسماعيل بن القاسمقال عبدالله بن علي الوزير في كتابه "طبق الحلوى" ص (311):
وقبل ذلك اتفق بضوران خاصةً قريب من ثلاثين رجفة، قال بعض أقارب الإمام، وكان قد تضاعف على أهل اليمن الأسفل مطالب غير الزكاة والفطرة، والكفارة مثل مطلب الصلاة على المصلي وغيره، ومطلب التنباق، ومطلب الرباح، ومطلب الرصاص والبارود، ومطلب سفرة الوالي، ومطلب العيد، فقال: وللإمام مندوحات94 بما كان يأخذه، وقد كان حازمًا عالماً متيقّظًا فيحمل على السلامة، ولعل ذلك بسبب التظالم والمعاصي وقد ذكر السيوطي في كتاب "الصلصلة في الزلزلة" مايقضي بذلك، وقد وقع في القرآن العظيم ذكر الرجفة في قوم شعيب، وبعض أصحاب موسى وغيرهم لأسباب مختلفة يشملها سلوك ما لايرضاه الله حسبما تقضي به التفاسير.
قال أبوعبدالرحمن: وهذا يدل على شؤم ذلك الملك الظالم كما قال ربنا عزوجل: {وكذلك أخْذ ربّك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إنّ أخذه أليم شديد95}.

الخاتمةتحصل مما تقدم أن الزّلزال قد يكون ابتلاءً من الله، وقد يكون بسبب الذنوب، ويكون مع هذا كله مقدرًا من الله، وقد تقدمت الأدلة على ذلك، والقائلون: إنّها براكين، إن أرادوا أنّها بقدر الله وبسبب الذنوب أو الابتلاء فلا تنافي بين هذا وما تقدم، وإن أرادوا أنّها حوادث طبيعية فهذا هو الذي يخالف الكتاب والسنة ويخالف أيضًا السنن الكونيّة في انتقامه سبحانه من أعدائه، وقد تقدم تفنيد ذلك وأنه إلحاد في آيات الله، وفي "الصحيحين" عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((إذا رأيتم الّذين يتّبعون ما تشابه منه، فأولئك الّذين سمّى الله فاحذروهم)).
آمنا بالله وبكتابه وقدره، وكفرنا بما يقول الملحدون، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

الشيخ مقبل الوادعي
تعليمية تعليمية





بارك الله فيك على الموضوع الرائع




تعليمية