التصنيفات
العربية والعرب,صرف,نحو,إملاء...إلخ

ماذا قال الفلاسفة عن الرجل؟

مما جاء من اقوال الفلاسفة عن الرجل .. اقوال شيقة ومنها ممتعة بالنسبة للجميع..

* لا يليق بالرجل المهذب ان يسأل امرأة عن سنها.

* ابتسم لزوجتك تجدها رهن اشارة.

* ابغض الرجال عند النساء : البخيل والجبان. ( حلوة دي الظاهر الي كتباها وحده ست جوزها موريها البخل على أصوله هههه)

*احسن الرجال حظا مع النساء: هو الرجل القادر عن الاستغناء عنهن.

* اذا شكا لك شاب من قحلوة إمرأة فأعلم ان قلبه بين يديها.

* اذا كان جمال الرجل يجذب بعض النساء، فإن معظمهن يبحثن في الرجل عن رجولته لا عن جماله.

* اذا ميز الرجل المرأة بين جميع النساء فذلك هو الحب، واذا اصبحن النساء جميعا لا يغنين الرجل ما تغنيه امرأة واحدة فذلك هو الحب.

* اذا ابتسمت المرأة للرجل في الطريق جرى خلفها، واذ ابتسم الرجل للمراة تمنت ان يجري خلفها.

* اذا اخفق الرجل بالحب تمنى ان يعيش اعكلا طوال حياته، واذا اخفقت المراة بالحب اسرعت وتزوجت اول رجل تلقاه.

* اذا اخطأ الرجل فانه يندم ، واذا اخطات المرأة فانها تقول اسفة.

* اذا رأيت رجلا يفتح باب السيارة لزوجته ، فاعلم ان احدهما جديدا السيارة او الزوجة

* اذا خسر الرجل صديقه لأجل امرأة ،فانه يخسر المرأة والصديق معا.

* اذا كذب الرجل فإن الف امرأة سوف تصدقه واذا كذبت المرأة فلن تجد من يصدقها.

* ان اردت ان تكون محظوظا عند النساء فمازح المرأة كالطفلة والطفلة كالمرأة.

* اذا احب الرجل امرأة سقاها من كأس حنانه، واذا أحبت امراة رجلا اظمأته دائما الى شفتيها.

* اذا فقد الرجل المرأة التي يهواها فانه يصعب عليه ان يجد غيرها بسهولة.

* اذا أحب الرجل أظهر حبه دون إبطاء، اما المرأة فبعكسه تماما.

* اذا احب الرجل اصبحت له عشر عيون، واذا احبت المراة اصبح لها الف لسان.

* اذا تكلم الرجل حاول ان يكون منطقيا، اما المراة فتحاول ان تكون جذابة.

* اذا فهمت الرجال فأدرس النساء.

* اسوأ انواع الرجال من لا يثق بإمراته ، انه يحقر نفسه من حيث لا يدري.

* اسعد رجل في العالم هو ذاك الذي يكون الاول بقلب المرأة.

* اعتقد ان الرجال اقل كذبا من النساء ،باستثناء ساعة يغازلونهن فيها.

* اغبى انواع الرجل الذي يحب امرأة لا تحبه.

* اغلب الرجال ينقصهم الخيال، لذا يقومون مصمموا الازياء بسد ذلك الفراغ.

* اكبر عيوب الرجل،انه لا يضع نفسه مكان المراة التي تحكم عليه.

* اكثر ما تخشاه المراة من الرجل هو صمته، واكثر ما يخشاه الرجل من المرأة كلامها.

* التملك بالنسبة للرجل نهاية، لكنه للمراة بداية.

* الحب خريف الرجل وربيع المرأة.

* الحب يستأذن المرأة لدخول قلبها، اما الرجل فانه يدخله مسرعا.

* الرجال يحبون قليلا وغالبا، والنساء يحببن كثيرا ونادرا.

* الرجال يقولون العلم قوة، والنساء يقلن الجمال سلطان.

* الرجال تفهمهم النساء ، ولكن النساء لا يفهمهم الا النساء.

*الرجال هم السبب في عدم حب النساء للرجال.

* الرجل في حبه يحب ان يعلم ما تفعله المرأة،في حين تحب ان تنسى المرأة كل ما تفعله.

*الرجل الذي لا يغفر للمرأة هفواتها، لايتمتع بفضائلها.

* الرجل المثقف جدا هو الذي وجد شيئا اكثر اثارة للاهتمام من النساء.

* الرجل رجل في بعض الاوقات والانثى انثى في كل الاوقات.

* الرجل الذي لا يعرف نواحي القوة فيه، هدف سهل للمرأة التي لا تعرف نواحي الضعف فيه.

* الرجل له مصباح هو الضمير ، والمرأة لها نجم هو الامل ، فالمصباح يهدي والامل ينجي.

* الرجل الذي يهابه الرجال تحبه النساء.

* الرجل جذع الشجرة وساقها وأوراقها، اما المرأة فهي ثمارها.

* الرجل هو الذي يتصدى للفهد، ويخاف من المرأة.

* الرجل لا يولع الا بالمرأة التي تحترم نفسها، وتميز بين الطبع والتصنع.

* الرجل عبارات نثرية، والمرأة قصائد واشعار خلابة ، والفتاة رؤوس اقلامهم.

* الرجل يفكر ثم يقرر، والمرأة تقرر ثم تفكر.

* الرجل يخفي خيانته وراء ابتسامته، والمراة تخفيها وراء دموعها.

* الرجل ارجوحة بين ابتسامة المراة ودموعها.

* الرجل القوي هو الذي يخضع المرأة لارادته دون ان يأمرها بذلك.

* الرجل يظل جاهلا بالصفات التي يكرهها في المرأة حتى يتزوج.

* الرجل الذي لا يغفر عيوب المرأة، هيهات ان ينعم بحبها.

* الرجال يصنعون عظائم الامور هذه حقيقة ،لكن النساء يصنعن الرجال هذه حقيقة ننساها دائما.




شكرا على هذه الاقوال




العفو و شكرا على الرد




تعليمية




التصنيفات
العربية والعرب,صرف,نحو,إملاء...إلخ

من اللهجات العربية .


1-الكسكسة:بكسر الكاف .

واختلف اللغويون في وصفها:
فمنهم من يرى أنها,,ابدال الكاف سينا , كما في,, أبوس ,أمس كمافي أبوك ,وأمك.
ومنهم من يرى,, الحاق السين بالكاف , كما في,,عليكس كما في عليك.
واختلفوا في هذة الكاف, فمنهم يرى انها لخطاب الؤنث, وراى بعضهم انها لخطاب المذكر.
ويرأى د/ رمضان عبدالتواب :أن هذة الظاهرة مرت بمرحلتين:
الاولى:الازدواجية كما في (تس) ولم يستطيعوا كتابتها بالضبط.
الثانية:تحلل الصوت المزدوج (تس)الى(س).
ورأى ان ذلك خاضع لقانون صوتي,وهو ان الاصوات المزدوجة تميل في تطورها الى ان تخل الى احد الصوتين المكونين لها.
وهناك اختلاف كثير بين اللغويين بهذه الظاهرة, وذلك لصعوبة دراستها لغير الناطقين بها.
وقد عزيت الكسكسة الى بكرابن هوزان وهم فرع من ربيعة وكما انها عزيت لمضر تميم.

2-الكشكشة:

يقول سيبويه(فأما ناس كثير من تميم وناس من أسد فانهم يجعلون مكان الكاف للمؤنث الشين
, وذلك أنهم أرادو البيان في الوقف, لأنها ساكنة في الوقف, فأرادوا أن يفصلوا بين المذكر والمؤنث, وارادوا التحقيق والتوكيد في الفصل, لانهم اا فصلوا بينهما بحرف كان اقوى من ان يفصلوا بحركة, فارادوا ان يفصلوا بين المذكر والمؤنث بهذا الحرف وجعلوا مكانها اقرب مايشبهها من الحروف اليها, لانها مهموسة كما ان الكاف مهموسة. كما في,,,
(انش ذاهبة ,ومالش ذاهبة ….يريدون بها انك, ومالك)
ومن شواهدها الشعرية/
فعيناش عيناها وجيدش جيدها
سوى ان عظم الساق منش دقيق
وعزيت هذه الظاهرة الى تميم, وربيعة, واسد, ومضر, وعزاها السيرافي الى بكر بن وائل.

3-الشنشنة:

وتعني ابدال الكاف شينا مطلقا دون ان تتقيد بقاعدة معينة سواء اكانت هذه الكاف للمذكر او للمؤنث واو كانت اصلية او زائدة ومعنى ذلك ان هذه الظاهرة تلغي صوت الكاف من بين الاصوات العربية.
ومن شواهدها قولهم (لبيش اللهم لبيش) ويعنون لبيك اللهم لبيك.
وقد عزيت الى اهل البداوة من اهل اليمن.

4-العنعنة:

وتعني قلب الهمزة عينا.
ومما وقف عليه من قلب اهمزة عينا,,قولهم:كعص اي كأص بمعنى أكل, يقال كعصنا عند فلان.
ويرى بعض الباحثين ان العنعنة تكون في(أن) لكثرة استعمالها.
ويرى بعضهم كالفراء, وابن فارس يخصوها بالهمزة المفتوحة في (أن) المشددة النون.

5-الفحفحة:

وتعني قلب الحاء عينا في حتى.
مستدلين على ذلك بقراءة ابن مسعود :{فتربصوا به عتى حين} على ان الملحوظ في القراءة انه لم يبدل الحاء في {حين} بل ابقاها مما يشعر بخصوصية مواضع الابدال لا عموميتها.
وذهب بعض الباحثين الى انها قلب الحاء عينا مطلقا, سواء كانت حاء حتى او غيرها.
ومن الاقوال قولهم:اللعم الاعمر اعسن من اللعم الابيض.ويريدون بها :اللحم الاحمر احسن من اللحم الابيض.
ونجد ان بعض الباحثين نفى وجود هذه الظاهرة. ولكن هذا النفي في غير الصواب.
وعزيت هذه الظاهرة الى هذيل.

6-العجعجة:

اختلف العلماء في وصفها فمن قائل: ان المتكلم يجعل الياء المشددة جيما,فيقول في تميمي:تميمج.
ويذهب ابن منظور الى ان العجعجة هي تحويل الياء مع العين جيما اذ يقال (هذا راعج خرج معج) اي هذا الراعي خرج معي.
وستشهد لذلك بقول الراجز:
خالي لقيط وابو علج المطعمان اللحم بالعشج
وبالغداة كسر البرنج يقلع بالود وبالصيصج
واراد: علي, والعشي, والبرني, والصيصي.

7-الوتم:

ويعنى بها ابدال السين تاء.
ومما جاء في هذه الظاهرة قولهم الناس: النات في قولة تعالى {قل اعوذ برب الناس}
وقد عزيت هذه الظاهرة لقبائل اليمن وعزيت لجرم, وجهينة من قبائل قضاعة.

مستجمع




بارك الله فيك موضوع ومعلومات قيمة

جزاك الله خير الجزاء

تقبلي مروري

اختك هناء




وفيك بارك الرحمن

ممنونة لردك الطيب هناء




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




بسم الله الرحمن الرحيم بارك الله فيك




تعليمية




بارك الله فيك جزاك الله خير الجزاء

تعليمية




التصنيفات
العربية والعرب,صرف,نحو,إملاء...إلخ

سر اهتمام المسلمين بالنحو

:):)تعليمية ************************* ***************:):)تعليمية

تعليمية
:_here:

تعليمية تعليمية
بسم الله الرحمان الرحيم

اكتسب المسلمون معارف غزيرة من الوحي الكريم، وكان من ثمار ذلك توجُّههم نحو طلبِ العلم والسعي في مدارسته، ومن هنا جاء الحرص على خدمة القرآن الكريم، بحسب ما توفَّر لديهم من وسائل وقدرات علمية.

وإذا كان جَمْعُ القرآن يمثل الخطوة الأولى في سبيل العناية بالقرآن الكريم، فإنَّ وَضْعَ علم النحو يمثل الخطوة الثانية في سبل المحافظة على سلامة أداء النص القرآني، بعد أن أخذ اللحن يشيع على ألسنة الناس ولم يكن نزول الوحي الكريم قلبًا للجوانب العَقَدية في حياة الناس فحسب، بل كان أيضًا قلبًا للعادات اللغوية التي نشؤوا عليها، إذ واجه العرب في قراءة القرآن ظواهر لم يكونوا في سلائقهم التي فُطِروا عليها متفقين، وكان منها تعدُّد اللهجات، واختلافها في القرب مِنْ لغة القرآن أو البعد عنها، ولهذه اللغة من قواعد النطق ما لايسهل إتقانُه على جميع المتلقِّين يومئذ، ولابد لهم من المران حتى يألفوا النص الجديد

وقد أجمع الذين تصدَّوا لنشأة علوم العربية على أنَّ القرآن الكريم كان الدافع الرئيس لعلماء السلف لوَضْع علم النحو والإعراب؛ وذلك لأنَّ ظهور اللحن وتَفَشِّيه في الكلام، وزحفه إلى لسان مَنْ يتلو القرآن، هو الباعث على تدوين اللغة، واستنباط قواعد النحو منها، وعلم العربية شأنه شأن كلِّ العلوم تتطلبه الحوادث والحاجات ، وليس ثمة من علم يظهر فجأة من غير سابقةِ تفكير وتأمُّل فيما يتعلق به، وهذا قد يستدعي غموض نشأة بعض العلوم ومعرفة واضعها التي ابتدأها.

ويعود التفكير في علم النحو إلى ظاهرة شيوع اللحن والخشية على القرآن منها؛ وذلك لأنَّ رغبة العرب المسلمين في نشر دينهم إلى الأقوام المختلفة أنشأ أحوالاً جديدة في واقع اللغة، ما كان العربُ يعهدونها من قبل، إذ كانت الفطرة اللغوية قبل الإسلام سليمةً صافية. واستمر الحال على هذا في عصر نزول القرآن، بَيْدَ أن الرواة يذكرون أنَّ بوادر اللحن قد بدأت في الظهور في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-.

ومن تلك الروايات أنَّه سمع رجلاً يلحن في كلامه فقال: (أَرْشِدوا أخاكم) . ويورد الدارسون بعض الروايات على تَسَرُّب اللحن إلى ألسنة الناس في عهد الخلفاء الراشدين، وذلك أثر من آثار اختلاط العرب الفصحاء بغيرهم من الشعوب غير العربية، ممَّا أضعف السليقةَ اللغوية لديهم.

ويروي القرطبي عن أبي مُلَيكة أنَّ أعرابيًا قدم في زمان عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- فقال: مَنْ يُقرئني ممَّا أنزل على محمد -صلى الله عليه وسلم- ؟ قال: فأقرأه رجلٌ سورة براءة، فقرأ ﴿.. أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهٌُ﴾ [التوبة:3] بجرِّ « رسوله ».

فقال الأعرابي: أوقد بَرِئ الله من رسوله؟ فإن يكن الله بَرئ من رسوله فأنا أبرأُ منه.

فبلغ عمر مقالة الأعرابي فدعاه فقال: يا أعرابيُّ، أتبرأ من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: يا أمير المؤمنين إني قدمْتُ المدينة، ولاعلمَ لي بالقرآن فسألت: مَنْ يقرئني؟ فأقرأني هذا سورة براءة فقال: «أنَّ الله بريء من المشركين ورسولِه». فقلت: أوقد بَرِئ الله من رسوله؟ إن يكن الله برئ من رسوله فأنا أبرأ منه.

فقال عمر: ليس هكذا يا أعرابي. قال: فكيف هي يا أمير المؤمنين؟ قال: ﴿وَرَسُولُهٌُ﴾. فقال الأعرابي: وأنا أبرأ ممَّن برئ الله ورسولُه منه، فأمر عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ألاَّ يُقرئَ الناسَ إلا عالمٌ باللغة، وأمر أبا الأسود فوضع النحو.

ومع مرور الأيام تفشو ظاهرة اللحن في القرآن الكريم، إلى أن أصبحت بلاءً عامًا لايخلو منه لسان كثير من الفصحاء، حتى الذين تربَّوا في البادية، فقد روى يونس بن حبيب أنَّ الحجَّاج قال ليحيى بن يعمر: أتسمعني ألحن على المنبر؟ قال يحيى: الأمير أفصح من ذلك، فألحَّ عليه فقال: حرفًا. قال الحجَّاج: أيًا؟ قال: في القرآن. قال الحجَّاج: ذلك أشنع له، فما هو؟ قال: تقول: ﴿قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ ..ٌ﴾ إلى قوله: ﴿أَحَبٌَّ﴾ [التوبة:24]، فتقرؤها « أحبُّ » بالرفع، والوجه أن تُقرأ بالنصب على خبر كان

ويذكر أنَّ الحجَّاج قرأ "إنا من المجرمون منتقمون" وكان كثير من أبناء العرب وُلِدوا لأمهات غير عربيات، فنشأ جيل من هؤلاء الأبناء لديه استعداد لكي يلحن في القرآن وغيره، ممَّا جعل الحاجَة تمسُّ للبدء في وضع ضوابط يُعْرف بها الصواب من الخط .

ويمكن أن نضيف إلى هذه العوامل ما شاع في الوسط الاجتماعي الذي تعيش فيه الأمة الإسلامية، إذ كان فيه مجموعة من اللغات المتداولة إلى جانب العربية، منها الفارسية والسريانية، وهذا الوسط الاجتماعي سوف يشهد تزاوجًا طبيعيًا بين عناصره من اللغات المختلفة، ممَّا أدى إلى اتساع الفوارق بين اللغة الفصيحة واللغة المحكيَّة ومثل هذه الفوارق تُقلق أصحاب الغَيْرة على لغة القرآن، وبذلك ترتبط نشأة النحو بجذور الحياة الإسلامية في ذلك الزمن.

وتختلف الروايات وتتضارب في تحديد أول مَنْ شرع يُسَجِّل بعض الظواهر النحوية، أو يبني شيئًا من الضوابط الأولية في فهم العلاقات بين عناصر التركيب اللغوي.

يقول الزبيدي : «فكان أولَ مَنْ أصَّل ذلك، وأعمل فكره فيه أبو الأسود ظالم بن عمرو الدؤلي ونصر بن عاصم وعبد الرحمن بن هُرْمز، فوضعوا للنحو أبوابًا وأصَّلوا له أصولًا، فذكروا عوامل الرفع والنصب والخفض والجزم، ووضعوا باب الفاعل والمفعول والتعجب والمضاف، وكان لأبي الأسود في ذلك فضل السبق وشرف التقدم، ثم وصل ما أصَّلوه من ذلك التالون لهم والآخذون عنهم، فكان لكل واحد منهم مِن الفضل بحسبِ ما بَسَط من القول ومَدَّ من القياس وفَتَقَ من المعاني وأوضح من الدلائل، وبيَّن من العلل».

ومرَّ بنا قبل قليل رواية تُرجع الأمر إلى الخليفة عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- إذ أمر أبا الأسود بوضع النحو، كما روي عنه أنَّه كتب إلى أبي موسى الأشعري، ليوجِّه مَنْ يختاره لتعليم العربية؛ فإنها تدلُّ على صواب الكلام .

وذكر صاحب "مراتب النحويين" أنَّ أبا الأسود أخذ النحو عن علي –رضي الله عنه- لأنَّه سمع لحنًا، فقال لأبي الأسود: اجعل للناس حروفًا، وأشار إلى الرفع والنصب والجر.

وذكر صاحب "نزهة الألباء" أنَّ عليًّا سمع أعرابيًا يقرأ "لايأكله إلا الخاطئين" فوضع النحو.

ويقول الدكتور محمد خير الحلواني: «ترجع قيمة أبي الأسود الدؤلي في تاريخ النحو إلى أنَّه هو أولُ مَنْ اتجه بالدراسة اللغوية إلى الاستقراء والاستنباط، وكانت قبله تقوم على محاكاة الأعراب والاختلاط بهم، وحِفْظ الشعر والأنساب، فتحوَّل بها إلى وضع الضوابط الدقيقة، ورَصْد الظواهر المتبدِّلة في تراكيب العربية».

ارتبطت المعالم النحوية التي تركها أبو الأسود بواقع الحياة اللغوية البسيطة في عصره، وقد عُني في معالمه هذه بدَفع اللحن عن قراءة القرآن، حيث استخرج ضوابط الإعراب بحسب ما توفرَّ لديه من قدرات ووسائل .

وينفي الدكتور شوقي ضيف أن يكون لعصر أبي الأسود علاقة بالشروع في بناء الظواهر النحوية. ولسنا في مقام تحقيق هذه النسبة، بيد أنَّه يهمنا أن نشير إلى إجماع المؤرخين قديمًا وحديثًا إلى أنَّ الدافع الرئيس لهذه النشأة إنما هو قراءة القرآن على نحوٍ صحيح، وتَفَشِّي اللحن لدى عامة المسلمين وخاصَّتهم.

وقد تحدث ابن خلدون في "مقدمته" عن فساد السليقة العربية ممَّا أدَّى إلى وقوع اللحن في القرآن، وشروع العلماء في حِفْظ اللسان، ولكنه لم يُحَدِّد مَن الذي بدأ هذه الجهود، يقول: «لمَّا فسدت مَلكة اللسان العربي في الحركات المسمَّاة عند أهل النحو بالإعراب، واستُنْبطت القوانين لحفظها… فاسْتُعْمل كثير من كلام العرب في غير موضوعه عندهم، مَيْلاً مع هِجْنة المستعربين في اصطلاحاتهم المخالفة لصريح العربية، فاحتيج إلى حِفْظ الموضوعات اللغوية بالكتاب والتدوين خشية الدروس، وما ينشأ عن الجهل بالقرآن والحديث، فَشَمَّر كثير من أئمة اللغة واللسان لذلك وأَمْلَوا فيه الدواوين».

فابن خلدون يُنَوِّه بهمَّة علماء اللغة في تدوين ما توصَّلوا إليه من نظرات؛ بُغْيَةَ تيسير تلاوة القرآن وفَهْمه.

وفي موضع آخر من "مقدمته" ينصُّ على الدافع الرئيس من وراء هذه الحركة العلمية، فيقول : «وخشي أهل العلوم منهم أن تَفْسُدَ تلك المَلَكة رأسًا ويطول العهد بها، فينغلق القرآن والحديث على المفهوم، فاستنبطوا مِنْ مجاري كلامهم قوانين لتلك الملكة مطَّردة شبهَ الكليات والقواعد، يقيسون عليها سائر أنواع الكلام وبذلك تكون الخطوة الأولى في صَرْح تأسسيس علم النحو بمنزلة ردٍّ مباشر لتسرب اللحن إلى اللسان العربي بعامة، وإلى القرآن بخاصة، ولابدَّ أن يكون قد صاحَبَ ذلك جهود تمثَّلَتْ في تأمُّل اللغة والنظر في مفرداتها وتراكيبها وشواهدها، فنجم عن تلك الجهود النواة الأولى لعلم النحو والإعراب، وكان الشروع في ضوابط العربية مِنْ قِبَل أصحاب النظر في اللغة. وازدهرت لإنجاز هذه المهمة حركة علمية واسعة، وهذا يدلُّ على شعور بالحاجة اللغوية وبروز التناقض بين المثال المتجسِّد في لغة القرآن والواقع الذي صارت إليه اللغة على ألسنة الناس .

والحقيقة أنَّ كلَّ الروايات التي يسردها المؤرخون مفادُها تعثُّر قَرَأة كتاب الله مِن عامة الناس وخاصتهم، وهي تفسيرٌ لمشاعر الخوف الذي لابس المسلمين مِنْ جرَّاء شيوع اللحن.

ويضاف إلى العوامل السابقة في نشأة النحو الحاجة إلى فهم مناحي التركيب اللغوي ليصار إلى التعامل مع القرآن والاستنباط من أحكامه، وقد عدَّ العلماء الإحاطة بعلوم اللغة والنحو والتصريف من العلوم الرئيسة التي يحتاج إليها المفسِّر لكتاب الله ، ومن هنا نشأ لدى السلف كراهية شديدة تجاه ظاهرة اللحن، وحَضٌّ على اكتساب العربية والتفقه في مواردها، فالخليفة الراشد عمر يقول: «تَفَقَّهوا في العربية؛ فإنها تُشَبِّب العقل وتزيد في المروءة» . وقال أُبَيُّ بن كعب: «تعلموا العربية كما تتعلَّمون حِفْظ القرآن».

وهذا قتادة يقول: «لاأسأل عن عقل رجل لم يدلَّه عقله على أن يتعلَّم من العربية ما يُصْلح به لسانه» ، أمَّا الأصمعيُّ فيخاف على طالب العلم إذا لم يعرف النحو أن يدخل في جملة قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ كذب عليَّ متعمِّدًا فليتبوَّأ مقعدَه من النار) لأنَّه لم يكن يلحن، فمهما رَوَيْتَ عنه ولَحَنْتَ فقد كَذَبْتَ عليه».

وهكذا جَدَّ علماء العربية من السلف، واجتهدوا إلى أن أقاموا صرح علمٍ من العلوم الإسلامية التي لا يَسْتغني عنها أحد من طلبة العلم، وأصبحت العربية من الدين نفسه، وأصبح تعلمها لفهم مقاصد الكتاب والسنة قربة إلى الله، وعدَّ كثير من العلماء تعلُّمها واجبًا على المرء.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : «واعلم أنَّ اعتياد اللغة يؤثر في العقل والخلق والدين تأثيرًا قويًا بَيِّنًا، ويؤثِّر أيضًا في مشابهة صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين، ومشابهتهم تزيد العقل والدين والخلق. وأيضًا فإن نفس اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرضٌ واجب؛ فإنَّ فَهْمَ الكتاب والسنة فرض، ولايُفْهم إلا بفهم اللغة العربية، وما لايتمُّ الواجب إلا به فهو واجب». وكان أبو عمرو بن العلاء يَعُدُّ العربية من الدين لاتنفصل عنه ولا ينفصل عنها، فبلغ ذلك عبد الله بن المبارك فقال: صدق

وبذلك تتضح لنا الصورة بجلاء، فعلوم النحو والصرف والإعراب مرتبطة من حيث نشأتها ونشاط أعلامها، بالحرص على لغة القرآن لكيلا يعروَها لحن، والحرص على فهم معاني كتاب الله وتدبُّر آياته

تعليمية تعليمية




بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
مشكوووووورة والله يعطيك الف عافيه




بارك الله فيك أختي على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق




التصنيفات
العربية والعرب,صرف,نحو,إملاء...إلخ

اخطاء لغوية شائعة

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

هذه بعض الاخطاء الشائعة و التي نقع فيها دائما:

ألفاظ فيها اشتباه

أمس / الأمس

اذا قلت امس / قصدت به اليوم السابق ليومك مباشرة .
أما اذا قلت الأمس فيراد به أي يوم من الأيام الماضية .
وهذا معنى قول النحويين / أن الأمس اذا نكرت عرفت ..واذا عرفت نكرت .
أي عندما تستخدم مع ( الـ التعريف ) كان مدلولها محددا" والعكس.

استلم / تسلم

استلم : لمس , ومنه استلم الحاج الحجر الأسود في طوافه .
تسلم : أخذ , ومنه تسلم محمدا" نقودا" من الكلية لتفوقه .
خطــــــــــــــــأ :
من الخطأ القول / استلمت أوراق الامتحانات ..أو استلمت تعهداتي .الصــــــــــواب :
تسلمت أوراق الامتحانات …أو تسلمت تعهداتي ..

حل في منزلنا / حل بمنزلنا / حل منزلنا

ماذا نختار ..أو أي الجمل ربما تكون صحيحة ..
بقولكم :
حل أحمد في منزلنا ..( خطأ لفظي )
اما الصواب فيكون الجملتين الاخريين :
حل أحمد بمنزلنا ..أو حل أحمد منزلنا .
يحل , حلا" , حلولا" , وقد قال ابن السيد " حل بالقوم وحلهم .واحتل بهم ,واحتلهم , كلها سواء " أي نزل .

ياأبي / ياأبتِ

يقولون " ياأبتي "

الصواب : / ياأبي ..يا أبتِ /
لأننا عندما حذفنا الياء من " ياأبي " عوضنا عنها بالتاء , ولايجمع بين العوض والمعوض عنه .

الكفاءة / الكفاية

يخلط الكتاب بينهما فيستعملون اللفظة الأولى بمعنى الثانية .
يقال : " أثبت فلان كفاءة في عمله " ويعنون بذلك التفوق والتميز على غيره .
أولا" الكفاءة تعني المساواة .
ثانيا" الكفاية تعني التفوق .
لذا التعبير وضح الآن …
العلماء اشترطوا في الزواج الكفاءة ولم يشتطروا الكفاية .( تميز أحدهم على الآخر ) .
وصف الكفاءة / كفء
أما وصف الكفاية / كافٍ أو ذو كفاية .

وفقكم الله و السلام عليكم




تعليمية


معلومات قيمة

تعليمية




جزاك الله خيرا اخي عبد الكريم ورزق الله الفردوس الاعلى




بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله ، أراك وضعت بصماتك علىاللغة
لكي تنبه المتحدث إلى أنٌ ليس كل ما نتكلم به سليم
في لغتنا ، بل " اللغة العربية " ثرية اللفظ
ثرية الدلالة فيها : الإشتقاق ، والتضاد
والترادف ، والايحاء ،و الايجاز
والمجاز ، والمتحدث بها لابد
أن يفقه ذلك حتى يحافظ على
وجودها فلا تندثر وتصبح
تراثا في أرشيف
الألسنة
-بوركت أخي وزادك الله من علمه………تحياتي.




شكرا لكم زنبقة هناء غاية على مروركم على صفحتي




بارك الله فيك أخي على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق




التصنيفات
العربية والعرب,صرف,نحو,إملاء...إلخ

خبر إن وأخواتها " الأحرف الناسخة "

تعليمية تعليمية
خبر إن وأخواتها " الأحرف الناسخة "

تعريفه : هو كل خبر لمبتدأ تدخل عليه " إن " أو إحدى أخواتها ، وتعمل فيه الرفع نحو : إن العمل واجب ، ونحو قوله تعالى : { إن الساعة آتية }1 .

إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل .

الساعة : اسم إن منصوب بالفتحة .

آتية : خبر إن مرفوع بالضمة .

علة تسمية " إن " وأخواتها حروفا مشبهة بالفعل .

تشبه " إن " وأخواتها الفعل شبها لفظيا ، ومعنويا ، وتتمثل أوجه الشبه في الآتي : ـ

1 ـ أن جميع هذه الحروف على وزن الفعل .

2 ـ هذه الحروف مبنية على الفتح كما هو الحال في الفعل الماضي .

3 ـ يوجد فيها معنى الفعل ، فمعنى " إنَّ " و " أنَّ " حققتُ ، ومعنى " كأن " شبهتُ ، ومعنى

" لكن " استدركتُ ، ومعنى " ليت " تمنيتُ ، ومعنى " لعل " ترجيتُ .

4 ـ تتصل الضمائر بهذه الحروف كما تتصل بالفعل . فنقول : إنه ، كما نقول : ضربه ، وإنني كما نقول : صافحني .

بالإضافة إلى أن هذه الحروف لا تتصرف ، وبعض الأفعال لا يتصرف أيضا .

كـ " ليس ، وعسى ، ونعم ، وبئس " .

5 ـ هذه الحروف تختص بالأسماء ، وكذلك الأفعال مختصة بها أيضا .

فتعمل هذه الحروف في الجملة الاسمية من نصب للاسم ورفع للخبر ، كما يفعل الفعل من رفعه للفاعل ، ونصبه للمفعول به .

ــــــــ

1 ـ 15 طه .

6 ـ تتصل بها نون الوقاية ، كما أنها تتصل بالفعل .

نحو : إنني ، وليتني ، وكأنني . ونقول في الفعل : أكرمني ، وكافأني ، وأعطاني .

عدد الأحرف المشبهة بالفعل .

الأحرف المشبهة بالفعل ستة أحرف على الوجه الصحيح ، وقد جعلها بعض النحاة خمسة باعتبار أن " إنَّ " ، و " أنَّ " حرف واحد ، والصحيح أن كلا منهما حرف .

ولكل حرف من هذه الأحرف معنى خاص به .

أولا ـ إنَّ وأنَّ : يفيدان التوكيد . 85 ـ نحو قوله تعالى : { وإنَّ ربك لذو مغفرة للناس }1 .

وقوله تعالى : { اعلموا أنَّ الله شديد العقاب }2 .

50 ـ ومنه قول الفرزدق :

إن الذي سمك السماء بنى لنا بيتا دعائمه أغز وأطول

ثانيا ـ كأن : تفيد التشبيه . نحو : كأن عليا أسد .

ونحو قوله تعالى : { كأن في أذنيه وقرا }3 .

86 ـ وقوله تعالى : { طلعها كأنه رؤوس الشياطين }4 .

51 ـ ومنه قول لبيد :

حُفِزت وزايلها السراب كأنها أجزاع بيشة أثلها ورضامها

ثالثا ـ لكنَّ : تفيد الاستدراك والتوكيد . نحو : أخوك عالم لكنه بخيل .

وقوله تعالى : { إنَّ الله لذو فضل على الناس ولكنَّ أكثر الناس لا يشكرون }5 .

87 ـ وقوله تعالى : { ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكنَّ الله يفعل ما يريد }6 .

ومنه قول عمرو بن كلثوم :

نسمى ظالمينا وما ظلمنا ولكنَّا سنبدأ ظالمينا

ــــــــــــــــ

1 ـ 6 الرعد . 2 ـ 98 المائدة .

3 ـ 7 لقمان . 4 ـ 65 الصافات .

5 ـ 243 البقرة . 6 ـ 253 البقرة .

ومثال مجيئها للتوكيد قولنا : لو اجتهدت لفزت ولكنَّك لم تجتهد فلم تفز .

ونحو : لو زارني محمد لأكرمته ولكنَّه لم يزرني .

رابعا ـ ليت : تفيد التمني ، وهو طلب ما لا طمع فيه . نحو : ليت الجو دافئ .

88 ـ ونحو قوله تعالى : { ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا }1 .

وقوله تعالى : { يا ليت قومي يعلمون }2 .

ومنه قول الفرزدق :

ألا ليت الشباب يعود يوما فأخبره بما فعل المشيب

خامسا ـ لعل : تفيد الترجي ، وهو توقع الأمر المحبوب . نحو : لعل الله يرحمنا .

ومنه قوله تعالى : { فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى }3 .

وقد ذكر النحاة أنها تفيد التعليل أيضا ، فتكون بمعنى " كي " .

89 ـ نحو قوله تعالى : { إنَّا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون }4 .

وقوله تعالى : { لعلكم ترحمون }5 .

والمعنى في الآيتين : لكي تعلموا معانيه ، وكي ترحموا .

وتفيد الإشفاق نحو : لعل المريض مشرف على نهايته .

ونه قوله تعالى : { لعلنا نتبع السحرة }6 ، وقوله تعالى : { لعل الساعة قريب }7 .

عمل الحروف الناسخة .

تعمل الحروف المشبه بالفعل " الناسخة " النصب في الاسم ويسمى اسمها ، والرفع في الخبر ، ويسمى خبرها ، ولكن بشروط هي : ـ

1 ـ ألا يكون اسمها مما له الصدارة في الكلام .

2 ـ ألا تتصل بـ " ما " الكافة .

ـــــــــــــــ

1 ـ 40 النبأ . 2 ـ 26 يسن .

3 ـ 44 طه . 4 ـ 2 يوسف .

5 ـ 155 الأنعام . 6 ـ 40 الشعراء

7 ـ 17 الشورى .

أولا ـ ألا يكون اسم تلك الحروف من الأسماء التي لها الصدارة في الكلام ، كأسماء الاستفهام ، والشرط : من ، ما ، مهما ، كيف ، كيفما ، أين ، أينما ، متى … إلخ .

ثانيا ــ اتصال " ما " الكافة بـ " إن " وأخواتها .

من شروط عمل " إن " وأخواتها ألا تتصل بها " ما " الحرفية الزائدة ، فإذا اتصلت بها كفتها عن العمل ، وزال اختصاصها في الدخول على الجمل الاسمية ، وتصبح صالحة للدخول على الجمل بنوعيها اسمية كانت أم فعلية ، ما عدا " ليت " فإنه يجوز فيها إذا اتصلت بها " ما " أن تعمل في الجملة الاسمية ، أو لا تعمل .

نحو قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " إنما الأعمال بالنيات " .

ومنه قوله تعالى : { إنما هو إله واحد }1 .

وقوله تعالى : { إنما نحن مصلحون } 2 .

وقوله تعالى : { إنما يأكلون في بطونهم نارا }3 .

وقوله تعالى : { وأعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة }4 .

وقوله تعالى : { فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم }5 .

وقوله تعالى : { كأنما يساقون إلى الموت }6 .

52 ـ ومنه قول الشاعر :

وكأنما نظرت بعيني شادنٍ رشأ من الغزلان ليس بتوأم

ونحو : لعلما المريضُ يشفى ، ولعلما ينظر في الأمر .

ونحو : الجو دافئ لكنما الأمطارُ غزيرةٌ .

أما " ليت " فيجوز في " ما " أن تكفها عن العمل ، أو لا تكفها كما ذكرنا آنفا .

53 ـ نحو قول الشاعر :

قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا إلى حمامتنا أو نصفه فقد

ـــــــــــــ

1 ـ 19 الأنعام . 2 ـ 11 البقرة .

3 ـ 10 النساء . 4 ـ 28 الأنفال .

5 ـ 49 المائدة . 6 ـ 6 الأنفال .

فيجوز في قولها " هذا الحمام " أن يكون اسم الإشارة في محل نصب اسم ليت ، والحمام خبر ليت مرفوع ، ويجوز أن يكون " هذا " في محل رفع مبتدأ ، والحمام خبره .

أنواع خبر الأحرف المشبهة بالفعل " الأحرف الناسخة " .

يأتي خبر الأحرف الناسخة مثل خبر المبتدأ ، وهو على ثلاثة أنواع : ـ

1 ـ خبر مفرد : وهو ما ليس جملة ولا شبه جملة .

نحو : محمد مجتهد ، والطالبان فائزان ، والمعلمون قادمون .

90 ـ ومنه قوله تعالى : { إن الله غفور رحيم }1 . وقوله تعالى : { إنكم متبعون }2 .

وقوله تعالى : { إن المنافقين كاذبون }3 .

وقوله تعالى : { ولكن الله ذو فضل على العالمين }4 .

وقوله تعالى : { كأنها كوكب دري }5 .

فالخبر في الأمثلة السابقة جاء مفردا سواء أكان بلفظ الواحد ، أم المثنى ، أم الجمع .

2 ـ جملة بنوعيها :

أ ـ جملة اسمية . نحو : إن الحديقة أشجارها باسقة ، ولعل العمال عملهم مثمر .

91 ـ ونحو قوله تعالى : { إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة من الله }6 .

وقوله تعالى : { ألم يعلم أن الله له ملك السموات والأرض }7 .

ب ـ جملة فعلية : نحو قوله تعالى : { إن الأبرار يشربون من كاس مزاجها كافورا }8 . وقوله تعالى : { لعلكم تفلحون }9 .

ــــــــــــــــــــ

1 ـ 173 البقرة . 2 ـ 52 الشعراء .

3 ـ 1 المنافقون . 4 ـ 251 البقرة .

5 ـ 35 النور . 6 ـ 218 البقرة .

7 ـ 40 المائدة . 8 ـ 5 الإنسان

9 ـ 77 الحج .

92 ـ وقوله تعالى : { ولكن الله يسلط رسله على من يشاء }1 .

وقوله تعالى : { ياليتني قدمت لحياتي }2 .

وقوله تعالى : { كأنهم إلى نصب يوفضون }3 .

3 ـ شبه جملة بنوعيها :

أ ـ جار ومجرور . نحو : إن الكتاب في الحقيبة .

93 ـ ومنه قوله تعالى : { وإن للمتقين لحسن وآب }4 .

وقوله تعالى : { إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء }5 .

ب ـ ظرف مكان . نحو : ليتك عندي فأكرمك .

94 ـ ومنه قوله تعالى : { إن الله مع الصابرين }6 .

وقوله تعالى : { فإن مع العسر يسرا }7 .

ج ـ طرف زمان . 95 ـ نحو : لعل السفر يوم الخميس .

وفي الخبر شبه الجملة نقدر محذوفا سوار أكان مفردا ككائن ، أو مستقر ، أو موجود ، أم كان جملة ككان ، أو استقر ، أو وجد ، أو يكون .

حكم خبر تلك الحروف ومعموله من حيث التقدم ، والتأخر عنها .

لا يجوز تقدم خبر الحروف الناسخة عليها ، ولا على اسمها ، ولا يجوز تقدم الاسم عليها . إذ لا يصح أن نقول : مسافر إن محمد ، ولا : إن مسافر محمدا .

ولا : محمدا إن مسافر .

ولكن إذا كان الخبر شبه جملة لزم تقديمه على اسمها وجوبا إذا كان في الاسم ضمير يعود

ــــــــــــــــ

1 ـ 6 الحشر . 2 ـ 24 الفجر .

3 ـ 42 المعارج . 4 ـ 49 ص .

5 ـ 73 آل عمران . 6 ـ 153 البقرة .

7 ـ 5 الشرح .

على بعض الخبر . 96 ـ نحو : لعل في المصنع أصحابه .

فإذا لم يتصل الاسم بضمير جاز التقديم والتأخير . نحو : لعل محمد في انتظارك ، ولعل في انتظارك محمد .

وإن خالد عندنا ، وإن عندنا خالد .

97 ـ ومنه قوله تعالى : { إن فيها قوما جبارين }1 .

وقوله تعالى : { إن في ذلك لآية للمؤمنين }2 .

وقوله تعالى : { إن لدينا أنكالا وجحيما }3 .

وأما معمول الخبر فلا يجوز تقديمه على الاسم . فلا يصح أن نقول :

إن كتابك محمدا آخذ .

غير أن بعض النحاة أجاز تقديم معمول الخبر على الاسم إذا كان المعمل شبه جملة . نحو : إن في المدرسة عليا موجود .

54 ـ ومنه قول جميل بن معمر :

فلا تلحني فيها فإن بحبها أخاك مصاب القلب جمُّ بلابله

الشاهد في البيت قوله : فإن بحبها أخاك مصاب ، فقدم معمول الخبر " بحبها " على اسمها

" أخاك " .

أما تقدم المعمول على الخبر فكثير . نحو قوله تعالى : { إن الله بما تعملون بصير }4 .

98 ـ وقوله تعالى : { إن الله على كل شيء قدير }5 .

حكم حذف الحرف الناسخ ، وحذف أحد معموليه ، أو حذف الحرف ومعموليه .

1 ـ لا يصح حذف الحرف الناسخ وبقاء معموليه . إذ لا يصح أن نقول :

محمدا مجتهد . بنصب محمد على اعتبار أنه اسم " إن " المحذوفة ، ومجتهد خبرها

ــــــــــــــــ

1 ـ 22 المائدة . 2 ـ 77 الحجر .

3 ـ 12 المزمل . 4 ـ 110 البقرة .

5 ـ 20 البقرة .

مرفوع ، لعدم وجود القرينة على حذفه .

غير أنه جاز حذفه مع معموليه لدلالة القرينة عليه .

99 ـ كما في قوله تعلى : { أين شركائي الذين كنتم تزعمون }1 .

والتقدير : تزعمون أنهم شركائي .

2 ـ يجب حذف خبرها في موضعين :

أ ـ بعد قولهم ليت شعري . نحو : ليت شعري هل يعود الغائب .

والتقدير : ليتني أشعر بعودته .

ونلاحظ أنه لا بد أن يلي تعبير " ليت شعري " استفهام اسما أو حرفا .

55 ـ ومنه قول جميل :

ياليت شعري هل أبيتن ليلة بوادي القرى إني إذن لسعيد

الشاهد قوله : ليت شعري هل أبيتن ليلة . فقد حذف خبر ليت وجوبا ، والتقدير : ليتني أشعر بمبيتي ليلة .

وجملة الاستفهام في محل نصب مفعول به لشعري باعتباره مصدرا .

ومنه قول امرئ القيس :

ألا ليت شعري كيف حادتُ وصلها وكيف تراني وُصلة المتغيبِ

2 ـ أن يكون في الكلام شبه جملة ظرف ، أو جار ومجرور . وعندئذ يكون شبه الجملة متعلقا بمحذوف خبر واجب الحذف تقديره : كائن ، أو موجود .

نحو : إن الأمر في يدك ، ولعل محمدا عندنا .

فالتقدير : كائن في يدك ، وموجود عندنا .

ويجوز حذف الخبر إذا دل عليه دليل .

كما في قوله تعالى : { إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم }2 .

ـــــــــــــ

1 ـ 62 القصص . 2 ـ 25 الحج .

الشاهد في الآية قوله تعالى : { إن الذين كفروا ويصدون } . حيث حذف خبر " إن " جوازا لدلالة جواب الشرط عليه ، وهو قوله تعالى : { نذقه من عذاب أليم } .

والتقدير : إن الذين كفروا نذقهم من عذاب أليم .

100 ـ وقوله تعالى : { إن الذين كفروا بالذكر لمّا جاءهم وإنه لكتاب عزيز }1 .

الشاهد قوله : إن الذين كفروا بالذكر ، ثم حذف الخبر ، وتقديره : معاندون ، أو معذبون .

تعدد خبر " إن " وأخواتها .

يجوز تعدد خبر إن ، أو إحدى أخواتها كما هو الحال في تعدد خبر المبتدأ .

فنقول : إن الطالب مجتهد مؤدب .

101 ـ ومنه قوله تعالى : { إن الله عليم خبير }2 ، وقوله تعالى : { إن الله عليم حكيم }3.

اقتران اللام في خبرها ، واسمها المؤخر .

يقترن خبر " إن " دون أخواتها باللام لتوكيد مضمون الجملة ، لهذا زحلقوها في باب " إن " عن صدر الجملة كراهة ابتداء الكلام بمؤكدين ، وهي لتخليص المضارع للحال أيضا {4} .

نحو قوله تعالى : { والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون }5 .

وقوله تعالى : { وإن ربك ليحكم بينهم }6 .

102 ـ وقوله تعالى : { إني ليحزنني أن تذهبوا به }7 .

ــــــــــــــــ

1 ـ 41 فصلت . 2 ـ 34 لقمان .

3 ـ 28 التوبة .

4 ـ انظر اللامات للزجاجي ص64 ، والحروف العاملة في القرآن الكريم ص139 .

5 ـ 1 المنافقون . 6 ـ 124 النحل .

7 ـ 13 يوسف .

ويشترط في اقتران اللام بخبر " إن " الآتي : ـ

1 ـ ألا يكون الخبر منفيا ؛ لأن اللام لتأكيد الإثبات وهو ضد النفي .

2 ـ ألا يكون الخبر ماضيا متصرفا غير مقرون بقد . فلا نقول : إن محمدا لقام .

أما إذا كان الخبر فعلا ماضيا متصرفا مقرونا بقد جاز اقترانه باللام .

نحو : إن عليا لقد كان مجتهدا .

ويجوز اقتران اللام بالفعل الماضي إذا كان جامدا ، كنعم وبئس .

نحو : إن أخاك لنعم الرجل .

وإذا كان الخبر اسما ، أو فعلا مضارعا فلا شروط لاقترانه باللام .

ويجوز دخول اللام على خبر إن بالشروط السابقة .

نخو : إن الطالب لَكتابَك آخذ . وإن المعلم لأخاك مكافئ .

ولم يرد منه شيء في القرآن الكريم .

وقد دخلت اللام على ضمير الفصل .

نحو قوله تعالى : { وإن الله لهو العزيز الحكيم }1 .

وقوله تعالى : { إن هذا لهو الفضل المبين }2 .

وتقترن لام الابتداء باسم " إن " شريطة تأخيره عن الخبر كراهة ابتداء الكلام بمؤكدين كما هو الحال في الخبر .

نحو : إن في الصدق لمنجاة ، وإن في الصدق لخيرا .

ومنه قوله تعالى : { إن في ذلك لآية لكم }3 .

وقوله تعالى : { وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب }4 .

ـــــــــــــ

1 ـ 62 آل عمران .

2 ـ 16 النمل .

3 ـ 248 البقرة .

4 ـ 78 آل عمران .

كسر همزة " إن " وفتحها .

تكسر همزة إن وجوبا في كل موضع يمتنع فيه تأويلها مع اسمها ، وخبرها بمصدر ، ذلك في المواضع التالية : ـ

1 ـ في ابتداء الكلام حقيقة ، أو حكما " أي الواقعة بعد ألا الاستفتاحية .

مثال الأول قوله تعالى : { إ نّا أعطيناك الكوثر }1 .

وقوله تعالى : { إنك أنت العليم الحكيم }2 .

ومثال الثاني قوله تعالى : { ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم }3 .

وقوله تعالى : { كلا إن الإنسان ليطغى }4 .

وفي ابتداء جملة " إن " الواقعة بعد النداء .

كقوله تعالى : { قالوا يا أيها العزيز إن له أبا } 5 .

2 ـ في صدر جملة الصلة . نحو : انتصر الذي إنه مخلص ، وجاء الذي إنه عاقل، ومنه قوله تعالى : { وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة }6 .

3 ـ بعد القول . نحو قوله تعالى : { وقال إني معكم }7 .

وقوله تعالى : { قال إني عبد الله }8 .

ويشترط في القول أن يراد به معنى الحكاية . أما إذا أريد به معنى الظن فتحت همزة " إن " .

4 ـ أن تقع في صدر الجملة المستأنفة . نحو : يحسبون أني مقصر في عملي إنهم

لمخطئون ، وزعم أحمد أنه متفوق إنه لكاذب .

ـــــــــــــ

1 ـ 1 الكوثر . 2 ـ 32 البقرة .

3 ـ 62 يونس . 4 ـ 6 العلق .

5 ـ 78 يوسف . 6 ـ 76 القصص .

7 ـ 12 المائدة . 8 ـ 30 مريم

5 ـ في جواب القسم ، ويكثر في ذلك اقتران خبرها باللام . نحو : والله إنك لصادق . ومنه قوله تعالى : { ويحلفون بالله إنهم لمعكم }1 .

وقوله تعالى : { فلا أقسم برب المشارق والمغارب إنا لقادرون }2 .

وقوله تعالى : { والعصر إن الإنسان لفي خسر }3 .

6 ـ إذا اتصل خبرها بلام الابتداء ، ولو سبقها فعل من أخوات ظن .

أي " جاءت بعد فعل قلبي علق باللام " نحو : علمت إن أخاك لمحسن .

ومنه قوله تعالى : { ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون }4 .

وقوله تعالى : { قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون }5 .

وقوله تعالى : { والله يعلم إنهم لكاذبون }6 .

ومنه قول الشاعر :

ألم تر إني وابن أسود ليلة لنسري إلى نارين يعلو سناها

وقد كسرت الهمزة في الشواهد السابقة ونظائرها ؛ لأن اللام إذا وليت الظن والعلم علقت الفعل عن العمل {7} . فالفعل علم في الآيات السابقة لم يعمل في إن ومعموليها لاتصال خبرها بلام الابتداء ، لذا كسرت همزتها ، فإن ومعموليها في هذا الموضع لم تؤول بمصدر كما هو الحال عند فتح همزتها .

والشاهد في البيت قوله : ألم تر إني … لنسري . حيث كسرة همزة " إن " بع الفعل القلبي " تر " الذي علق عن العمل لاتصال خبر إن بلام الابتداء المزحلقة .

7 ـ أن تقع في صدر جملة الحال مقرونة بالواو ، أو غير مقرونة .

مثال الأول : زرته وإني لذو أمل في شفائه .

ـــــــــــــــــ

1 ـ 56 التوبة . 2 ـ 40 المعارج .

3 ـ 2 العصر . 4 ـ 158 الصافات .

5 ـ 33 الأنعام . 6 ـ 42 التوبة .

7 ـ الأصول في النحو لبن السراج ج1 ص263 .

ومنه قوله تعالى : { كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون }1 .

ومثال النوع الثاني قوله تعالى : { إلا إنهم ليأكلون الطعام }2 .

8 ـ أن تقع مع معموليها في موقع الخبر عن اسم ذات . نحو : الرجل إنه قادم .

ومنه قوله تعالى : { إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم }3 .

9 ـ أن تقع مع معموليها في موقع الصفة لما قبلها . نحو : جاء طالب إنه مهذب .

وهذا قول إنه حق .

10 ـ أن تقع في محل نصب خبر لكان . نحو : كان الرجل إنه مسافر .

11 ـ أن تقع بعد كلاّ . نحو قوله تعالى : { كلا إن الإنسان ليطغى }4 .

وقوله تعالى : { كلا إنها كلمة هو قائلها }5 .

12 ـ أن تقع بعد إذ . نحو : وصلت إذ إن أباك يستقل العربة .

13 ـ أن تقع بعد حتى الابتدائية . نحو : غادر الطلاب المدرسة حتى إن المدرسين غادروها .

14 ـ أن تقع بعد حيث . نحو : جلست حيث إنك جالس .

والبعض أجاز فتحها .

ـــــــــــــــ

1 ـ 5 الأنفال . 2 ـ 20 الفرقان .

3 ـ 17 الحج . 4 ـ 6 العلق .

5 ـ 100 المؤمنون .

فتح همزة " أن " .

يجب فتح همزة " أن " في كل موضع يصح تأويلها مع معموليها بالمصدر المؤول بالصريح . وتؤول أن مع اسمها وخبرها في المواضع التالية : ــ

1 ـ إذا جاءت مع معموليها في موضع الفاعل . نحو : أعجبني أنك مجتهد .

والتقدير : أعجبني اجتهادك .

ومنه قوله تعالى : { أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب }1 .

وقوله تعالى : { فلما تبين له أنه عدو الله تبرأ منه }2 .

2 ـ في موضع نائب الفاعل . نحو : يخيل لي أن السماء صحو .

ومنه قوله تعالى : { قل أوحي إليّ أنه استمع نفر من الجن }3 .

3 ـ في موضع المفعول به . نحو : ألا تعلم أن البعوض ناقل للعدوى .

ومنه قوله تعالى : { وظن أهلها أنهم قادرون عليها }4 .

وقوله تعالى : { شهد الله أنه لا إله إلا هو }5 .

وقوله تعالى : { فعلموا أن الحق لله }6 .

ويشترط في خبرها عدم اقترانه بلام التوكيد كما أوضحنا سابقا ، وإلا كسرت همزتها .

4 ــ في موضع المبتدأ . نحو : في اعتقادي أنك مسافر .

ومنه قوله تعالى : { ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة }7 .

5 ــ في موضع الخبر عن اسم معنى . نحو : حسبك أنك مجتهد .

اعتقادي أن التجارة رابحة .

ــــــــــــــــــ

1 ـ 51 العنكبوت . 2 ـ 114 التوبة .

3 ـ 1 الجن . 4 ـ 24 يونس .

5 ـ 18 آل عمران . 6 ـ 75 القصص .

7 ـ 39 فصلت .

6 ـ أو في موضع الخبر لـ " إن " التي جاء اسمها اسم معنى . إن رأيي أنك متواضع .

7 ـ أن تقع بعد القول المتضمن معنى الظن . نحو : أتقول أنك مسافر ؟

8 ـ في موضع المجرور بحر الجر . نحو : كافأتك لأنك مجتهد .

ومنه قوله تعالى : { ذلك بأن الله هو الحق }1 .

9 ـ إذا وقعت أن ومعموليها بعد لو ، ولولا . نحو : احترمك ولو أنك أصغر مني .

ومنه قوله تعالى : { ولو أنهم صبروا }2 .

وقوله تعالى : { فلولا أنه كان من المسبحين }3 .

10 ـ أن يكون المصدر تابعا لواحدة مما سبق .

فمثال العطف قوله تعالى : { وأنك لا تضمأ فيها ولا تضحى }4 .

وقوله تعالى : { اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم }5 .

ومثال البدل قوله تعالى : { فلينظر الإنسان إلى طعامه أنا صببنا الماء صبا }6 .

فالمصر المؤول بدل اشتمال من طعامه ، والتقدير : إلى أنعامنا في طعامه .

ومنه قوله تعالى : { وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم }7 .

جواز الفتح والكسر .

يجوز فتح همزة " أن " وكسرها في المواضع التي يجوز فيها تأويل " إن " ومعموليها بمصدر مؤول ، أو عدم تأويلها ، ذلك في المواضع التالية : ـ

1 ـ بعد فاء الجزاء . نحو : من يأتني فإنه مكرم . ومنه قوله تعالى { من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فإنه غفور رحيم }8 .

ــــــــــــــــ

1 ـ 30 لقمان . 2 ـ 5 الحجرات .

3 ـ 143 الصافات . 4 ـ 119 طه .

5 ـ 24 ، 25 عبس . 6 ـ 7 الأنفال .

7 ـ 7 الأنفال . 8 ـ 54 الأنعام .

فقد قرئت الآية : { فإنه غفور رحيم } بالوجهين ، أي بكسر همزة " إن " وفتحها .

فاحتمال الكسر على جعل ما بعد فاء الجزاء جملة تامة ، والتقدير : فهو غفور .

واحتمال الفتح على تقدير " أن " ومعموليها مصدرا مؤولا في موضع المبتدأ ، والخبر محذوف ، أو خبر والمبتدأ محذوف {1} .

والتقدير : فغفرانه حاصل ، أو فجزاؤه حاصل .

2 ـ بعد إذا الفجائية . نحو : خرجت فإذا إن المطر منهمر .

جواز الكسر على عدم التأويل ، والتقدير : فإذا المطر منهمر .

والفتح على جعل " أن " ومعموليها في موضع الرفع على الابتداء ، وإذا في محل رفع خبره إذا اعتبرناها ظرفا ، أو الخبر محذوف على اعتبار إذا الفجائية حرفا ، والتقدير : انهمار المطر

حاصل .

ومنه قول الشاعر :

وكنت أرى زيدا كما قيل سيدا إذا أنه عبد القفا واللهازم

الشاهد قوله : إذا أنه . فرواية الكسر على معنى فإذا هو عبد القفا ، وهذا الوجه أحسن ؛ لأنه لا يحتاج إلى تقدير . أما رواية الفتح فعلى اعتبار " أن " ومعموليها في تأويل مصدر في محل رفع مبتدأ ، وخبره محذوف .

3 ـ بعد لا جرم ، وفتح الهمزة أشهر . نحو قوله تعالى : { لا جرم أن لهم النار}2 .

فأن مع معموليها في تأويل مصر مؤول في محل رفع فاعل إذا اعتبرنا جرم فعل ماض بمعنى

" حق " ، والتقدير : حق حصول النار لهم ، أو بمعنى " لابُدَّ " فتكون لا نافية للجنس ، وأن ومعموليها فى تأويل مصدر مجرور بمن ، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر

لا ، والتقدير : لابد من حصول النار لهم . أو على المفعولية إذا اعتبرنا جرم بمعنى كسب ، وفاعلها ضمير مستتر ،

ــــــــــــــــ

1 ـ انظر الجنى الداني للمرادي ص .

2 ـ 62 النحل . 3 ـ 23 النحل .

والتقدير : كسب لهم كفرهم . وفي حالة الكسر تكون " لا جرم " قسما ، وكسرت الهمزة لوقوعها في جواب القسم .

ومنه قوله تعالى : { لا جرم أن الله يعلم ما يسرون }1 .

4 ـ إذا وقعت بعد الواو التالية " هذا " ، أو " ذا " .

نحو قوله تعالى : { ذلكم وأن الله موهن كيد الكافرين }2 .

فذلكم خبر لمبتدأ محذوف ، والتقدير : الأمر ذلك ، والأمر أن الله موهن … إلخ .

وهذا وجه الفتح في همزة " أن " .

أما توجيه الكسر فعلى عطف " إن " مع معموليها على الجملة المتقدمة المحذوف أحد جزئيها .

5 ـ جواز الأمرين في مقام التعليل ، والكسر أبلغ . نحو : اطلب العلم إنه سبيل النجاح .

ومنه قوله تعالى : { ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين }3 .

وقوله تعالى : { ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شيء قدير }4 .

فالفتح على كون " أن " ومعموليها في محل مصدر مؤول مجرور بلام التعليل ، والتقير : لأنه سبيل النجاح . والكسر على أن التعليل حاصل بجملة " إن " ومعموليها . أي أنها جملة استئنافية .

6 ـ بعد حتى الجارة ، أو العاطفة . نحو : بذلت جهدك حتى أنك لم تنِ .

ووقفت معه حتى أنك لم تقصر . وعرفت مزاياك حتى أنك فاضل .

فالفتح على اعتبار " حتى " جارة ، أو عاطفة . والكسر على اعتبارها ابتدائية .

7 ـ جواز الأمرين بعد القسم إذا لم يتصل خبر " إن " باللام ، وذكر فعل القسم

قبلها . نحو : أقسمت إن محمدا مسافر ، وأقسمت أن محمدا مسافر .

ـــــــــــــــــ

1 ـ 23 النحل . 2 ـ 18 الأنفال .

3 ـ 168 البقرة . 4 ـ 20 البقرة .

أما إذا ذكر فعل القسم ، أم لم يذكر ، واتصل الخبر باللام وجب كسر الهمزة .

نحو : أقسمت إنك لمخلص ، والله إنك لمخلص .

وكذلك يجب الكسر إذا خذف فعل القسم ، ولم يتصل الخبر باللام .

نحو قوله تعالى : { حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة }1 .

ومنه قول الشاعر :

أو تحلفي بربك العلي أني أبو ذيالك الصبي

الشاهد قوله : أني ، فهمزة " إن " في هذا البيت تروى بالكسر على جعلها جوابا للقسم ، كما أنها تروى بالفتح على اعتبارها مفعولا به بعد حذف حرف الجر .

والتقدير : على أني أبو ذيالك الصبي .

8 ـ أن تقع بعد واو مسبوقة بمفرد صالح للعطف عليه .

نحو قوله تعالى : { إن لك لا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تضمأ فيها ولا تضحى }2 .

فجواز الكسر يكون على الاستئناف ، أو العطف على جملة " إن " الأولى .

وأما جواز الفتح فيكون بالعطف على " أن لا يجوع " . والله أعلم .

ــــــــــــ

1 ـ 1 ، 2 الزخرف .

2 ـ 118 ـ 119 طه .

تخفيف نون " إنَّ " وأخواتها .

1 ـ تخفيف نون " إنَّ " :

إذا خففت نون " إنَّ " المشددة ، القياس فيها ألا تعمل إنْ تلاها فعل .

103 ـ نحو قوله تعالى : { وإنْ وجدنا أكثرهم لفاسقين }1 .

وقوله تعالى : { وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم }2 .

وقوله تعالى : { وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله }3 .

والذي يليها من الأفعال لا يكون إلا ناسخا كما هو واضح من الشواهد السابقة .

غير أنه إذا تلاها اسم جاز فيها الإعمال ، والإهمال ، والإهمال أحسن .

فمثال الإعمال : إنْ محمدا لمسافر ، ولم يسمع في كلام العرب من غير الشعر .

ومنه قوله تعالى في قراءة من قرأ " إن ولما "

104 ـ مخففتين : { وإن كلا لما يوفينهم ربك أعمالهم }4 .

وحجة من يراها عاملة يقول : أن الحرف بمنزلة الفعل إذا حذف من شيء لم يغير عمله .

ومثال إهمالها قوله تعالى : { وإن كل لما جميع لدينا محضرون }5 .

ووجب عند تخفيفها ، وإهمالها اقتران خبرها باللام المفتوحة المعروفة باللام الفارقة للتفريق بينها وبن " إنْ " النافية العاملة عمل ليس .

كما في الآية السابقة ، ومنه قوله تعالى : { وإن كل نفس لما عليها حافظ }6 .

وقد يستغنى عن اللام الفارقة ، إذا تضمن الكلام قرينة ، إما لفظية :

كقول الشاعر* :

إن الحق لا يخفى على ذي بصيرة وإن هو لم يعدم خلاف معاند

ـــــــــــــــــــــ

* الشاهد بلا نسبة . 1 ـ 102 الأعراف . 2 ـ 51 القلم .

3 ـ 143 البقرة . 4 ـ 111 هود .

5 ـ 32 يس . 6 ـ 4 الطارق .

الشاهد قوله : لا يخفى ، ولم يعدم ، حيث وقع الفعل المنفي في محل رفع خبر غير مقترن باللام ؛ لأن اللام تفيد التوكيد ، ولا يصح دخول التأكيد على الخبر المنفي .

ومثال القرينة المعنوية : قول الطرماح بن حكيم :

أنا ابن أباة الضيم من آل مالك وإن مالك كانت كرام المعادن

فإن المخففة في قوله : وإن مالك ، لا يعقل أن تكون نافية ، إذ إن غرض الشاعر أن يتمدح بقومه ويذكر مآترهم ، فالمعنى قرينة دالة على أن " إن " مخففة من الثقيلة ، وليست " إن " النافية ، ذلك لا يلزم اقتران خبرها باللام الفارقة ، ولو قرنه بها لكان التقدير : وإن مالك لكانت .

2 ـ أنَّ : إذا خففت نون " أن " المفتوحة الهمزة ، وجب إبقاء عملها كما لو كانت ثقيلة ، ولكن يشترط في اسمها أن يكون ضمير الشأن المحذوف ، أما خبرها فيجب أن يكون جملة بنوعيها .

لإذا كانت الجملة اسمية مسبوقة بجزء أساسي ، وجب أن يكون المصدر المؤول من أن ومعموليها مكملا للجزء السابق .

105 ـ نحو قوله تعالى : { وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين }1 .

فـ " أن " مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن المحذوف تقديره : أنه ، والجملة الاسمية بعدها مكونة من مبتدأ وخبر في محل رفع خبر " أنْ " ، ولا فاصل بين الجملة ، وان ، كما أن " أن ْ " مع اسمها المحذوف وخبرها الجملة مكملة لما قبلها في المعنى .

أما إذا كانت الجملة التالية لـ " إنْ " جملة فعلية وجب أن يكون فعلها دالا على اليقين والقطع الجازم . 106 ـ كقوله تعالى : { علم أن سيكون منكم مرضى }2 .

وكذلك إذا خففت ، وتلاها فعل متصرف لا يفيد الدعاء وجب اقتران الفعل بفاصل ليفصل بين

" أن " ، وخبرها . ويكون الفاصل واحدا مما يأتي : ـ

ـــــــــــــــ

1 ـ 10 يونس . 2 ـ 20 المزمل .

1 ـ السين ، أو سوف . نحو قوله تعالى : { علم أن سيكون منكم مرضى }1 .

ونحو : حسب أن سوف تحضر مبكرا .

2 ـ قد . نحو قوله تعالى : { ونعلم أن قد صدقتنا }2 .

وقوله تعالى : { ليعلم أن قد أبلغوا }3 .

3 ـ لا أو لن أو لم . نحو قوله تعالى : { أفلا يرون أن لا يرجع إليهم قولا }4 .

وقوله تعالى : { أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه }5 .

وقوله تعالى : { أيحسب أن لم يره أحد }6 .

4 ـ لو : نحو قوله تعالى : { وأن لو استقاموا على الطريقة }7 .

5 ـ ربَّ . 56 ـ كقول الشاعر* :

تيقنت أنْ رُبَّ امرئ خيل خائنا أمين ، وخوان يخال أمينا

وقد أتي بالفاصل في الشواهد السابقة للتأكيد على أنَّ " أنْ " المفتوحة الهمزة الساكنة النون هي المخففة من الثقيلة ، وليست " أنْ " المصدرية الناصبة للفعل المضارع .

فإن كان الخبر جملة اسمية تفيد الدعاء ، أو فعلية فعلها جامد فلا يحتاج إلى فاصل بينه وبين

" أن " .

نحو قوله تعالى { وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين }8 .

نحو قوله تعالى : { فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين }9 .

في قراءة الرفع وتخفيف " أنَّ " .

57 ـ ومنه قول الأعشى :

في فتية كسيوف الهند قد علموا أن هالك كل من يحفى وينتعل

ــــــــــــــــــــــ

1 ـ 20 المزمل . 2 ـ 113 المائدة . 3 ـ 28 الجن .

4 ـ 89 طه . 5 ـ 3 القيامة . 6 ـ 7 البلد .

7 ـ 16 الجن . * الشاهد بلا نسبة .

8 ـ 10 يونس . 9 ـ 44 الأعراف .

ومثال الخبر الواقع فعلا جامدا قوله تعالى : { وأن ليس للإنسان إلا ما سعى }1 .

وقوله تعالى : { وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم }2 .

3 ـ كأنَّ . حكمها في التخفيف كحكم " أنَّ " يجب إعمالها ، ووجب أن يكون اسمها ضمير الشأن المحذوف . غير أن كثيرا من النحاة لم يشترط أن يكون اسمها ضميرا ، وأنه يذكر في الكلام أكثر من ذكر اسم " أن " ، واستدلوا على ذلك ، 58 ـ بقول الشاعر* :

ويوما توافينا بوجه مقسَّم كأن ظبية تعطوا إلى وارق السلم

فـ " كأنْ " مخففة من الثقيلة ، وظبية في رواية النصب اسمها ، وخبرها محذوف .

وأما على رواية الرفع تكون ظبية خبر كأن ، واسمها ضمير الشأن المحذوف ، والتقدير : كأنه

ظبية . وهذا هو الوجه الأحسن فيما دل عليه الكلام من أن حكمها في العمل كحكم أنْ ، و " أنْ " تعمل مخففة واسمها ضمير الشأن المحذوف دائما .

ومنه قول الشاعر* :

وصدر مشرق النحر كأن تدييه حقان

ويروى " تدييه " و " تدياه " بروايتى النصب والرفع كما في البيت السابق .

وعندما تخفف " كأنَّ " يصح دخولها على الجمل بنوعيها اسمية كانت ، أم فعلية .

فمثال الأول : كأن أسد أقبل نحونا . ومنه الشواهد السابقة ، وهي لا تحتاج إلى فاصل بينها وبين الجملة الواقعة خبرا .

وإذا دخلت على الجملة الفعلية وجب الفصل بينها وبين الجملة الواقعة خبرا ، ويكون الفصل إما بـ " قد " ، أو بـ " لم " .

ــــــــــــــــ

1 ـ 39 النجم . 2 ـ 185 الأعراف .

* لباغث بن صريم . وللمزيد انظر كتابنا المستقصى في معاني الأدوات النحوية ج2 ص 397 .

* الشاهد بلا نسبة في مصادره .

59 ـ مثال الأول قول النابغة الذبياني :

أفد الترحل غير أن ركابنا لما نزل برحالنا وكأن قدِ

التقدير : وكأن قد زالت ، فحذفت الجملة الواقعة خبرا لـ " كأن " بعد أ، فصل بينها بـ " قد " .

ومنه قول الآخر* :

لا يهولنك اصطلاء لظى الحر ب فمحذورها كأن قد ألما

107 ـ ومثال الثاني قوله تعالى : { كأنْ لم يدعنا إلى ضر مسه }1 .

وقوله تعالى : { كأن لم تغن بالأمس }2 .

وقوله تعالى : { ولى مستكبرا كأن لم يسمعها }3 .

وقد فصل بين " كأنْ " والجملة الواقعة خبرا لها لئلا يلتبس بينها وبين أن المصدرية الداخلة عليها كاف التشبيه .

4 ـ لكنَّ . إذا خففت نون " لكنَّ " وجب إهمالها ، وبطل عملها بالإجماع ، إلا يونس ، والأخفش قالا بإعمالها .

وعند تخفيفها يزول اختصاصها بالجمل الاسمية ، وتكون صالحة للدخول على الجمل بنوعيها اسمية وفعلية .

وهي حينئذ إما عاطفة كـ " بل " ، أو حرف ابتداء .

108 ـ نحو قوله تعالى : { لكنِ الله يشهد بما أنزل إليك }4 .

وقوله تعالى : { لكنِ الظالمون اليوم في ضلال مبين }5 .

ـــــــــــــــــ

* الشاهد بلا نسبة .

1 ـ 12 يونس . 2 ـ 24 يونس .

3 ـ 7 لقمان . 4 ـ 166 النساء .

5 ـ 38 مريم .

ومثال دخولها على الجملة الفعلية قوله تعالى : { ولكنْ كانوا أنفسهم يظلمون }1 .

وعن الكسائي أن المختار عند العرب تشديد النون إذا اقترنت " لكنِّ " بالواو .

نحو قوله تعالى : { ولكنَّ الظالمين بآيات الله يجحدون }2 .

وتخفيفها إذا لم تقترن بها .

نحو قوله تعالى : { لكنِ الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا }3 .

وقوله تعالى : { لكنِ الذين اتقوا ربهم }4 .

وعللوا ذلك بأن المخففة تكون عاطفة كما ذكرنا سابقا ، فلا تحتاج إلى واو معها مثلها مثل " بل " فإذا سبقتها الواو ، وهو قليل انتقل العطف إلى الواو ، وتكون " لكن " ابتدائية مهملة لا عمل لها تفيد الاستدراك ليس غير .

ـــــــــــــــــــ

1 ـ 70 التوبة . 2 ـ 33 الأنعام .

3 ـ 88 التوبة . 4 ـ 198 آل عمران .

تنبيهات وفوائد

1 ـ ذكرنا أن " إنَّ " و " أنَّ " يفيدان التوكيد كما هو عند جمهور النحاة ، غير أن بعضهم جعلها للتأكيد ، والتحقيق ، وبعضهم جعلها للثبات والدوام {1} .

كما تفيد " أنَّ " معنى الترجي فتكون بمعنى " لعل " .

نحو قوله تعالى { وما يشعركم أنها إذا جاءت لايؤمنون }2 .

في قراءة فتح الهمزة ، أي : لعلها إذا جاءت .

وقد نقل لها هذا المعنى سيبويه عن الخليل ، ومنه قولهم : أأت السوق أنك تشتري لنا شيئا . أي لعلك تشتري {3} .

2 ـ أورد النحاة لـ " كأن " معانيَ غير التشبيه ، فمنهم من جعلها للتحقيق واستدل على ذلك

بقول عمر بن أبي ربيعة * :

كأني حين أمي لا تكلمني ذو بغية يشتهي ما ليس موجودا

ومنهم من قال إنها تفيد الشك ، فقالوا إن كان خبرها اسما جامدا كانت للتشبيه ، وإن كان مشتقا كانت للشك بمنزلة " ظن " ، أما إذا كان خبرها فعلا .

نحو : كأنَّ زيدا قام ، أو جملة اسمية . نحو : كأن خالدا أبوه قائم .

أو وصفا مشتقا . نحو : كأن محمدا قائم . فهي للظن والحسبان .

كما ذكروا أنها تكون للتقريب . نحو : كأن الشتاء مقبل .

والمعنى على تقريب إقبال الشتاء ، وهو مذهب الكوفيين {4} .

3 ـ أورد النحاة لـ " لعل " معاني كثيرة غير التي ذكرناها آنفا منها :

ـــــــــــــــــــــــــ ــــ

1 ـ شرح المفصل ج8 ص59 ، وكتاب معاني الحروف للرماني ص110 .

2 ـ 109 الأنعام .

3 ـ الكتاب جا ص462 ، والجنى الداني ص417 .

* وفي اللسان ليزيد بن الحكم ، ويروى عجز البيت : متيم يشتهي ما ليس موجودا .

4 ـ الجنى الداني ص572 وما بعدها .

أ ـ تكون للاستفهام . نحو قولك للرجل : لعلك شتمتني ؟ تريد هل تشتمني ؟ فيقول :

لا أو نعم 1 .

ب ـ وتكون للشك بمنزلة " عسى " . نحو : لعل أخاك في المدرسة .

تريد : عسى أخوك في المدرسة . ومنه قوله تعالى { لعلي أبلغ الأسباب }2 .

وتقدير المعنى : عسى أبلغ الأسباب .

4 ـ إذا كانت " ما " الداخلة على " إنَّ " وأخواتها اسما موصولا ، نحو :

إن ما تفعله مثمر . ومنه قوله تعالى : { إن ما تدعون لآت }3 .

وقوله تعالى : { لا جرم إنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا }4 .

أو " ما " المصدرية ، نحو : إن ما عملت مثمر . أي : إن عملك مثمر .

فإن عملها يبقى قائما ، وتكتب " ما " مفصولة عنهن ، وإن وردت في بعض آيات القرآن متصلة بهن .

5 ـ الغالب عند النحاة ، بل ما هو عليه الجمهور عدم جواز حذف اسم " إن " وأخواتها إلا إذا كانت مخففة ، وكان المحذوف ضمير الشأن .

غير أن قلة منهم أجازوا حذفه في غير حال التخفيف ، ولا يقتصر الحذف عندهم على الشعر ، بل سمع في فصيح الكلام إذا دلت عليه القرينة ، وقلما كان المحذوف غير ضمير الشأن 5 .

وعليه يحمل قول الرسول الكريم : " إن من أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون " . لا على زيادة " من " . خلافا للكسائي .

ومن الذين قالوا بحذفه الخليل ، وأبو حيان ، واستشهدوا بقول الفرزدق :

فلو كنت ضبيَّا عرفت قرابتي ولكنَّ زنجيُّ عظيم المشافر

الشاهد قوله : ولكن زنجي ، برفع زنجي على أنه خبر لكنَّ ، واسمها محذوف .

ـــــــــــــــ

1 ـ الأزهية للهروي ص217 .

2 ـ 36 غافر . 3 ـ 134 الأنعام .

4 ـ 43 غافر . 5 ـ تسهيل الفوائد لابن مالك ص62 .

إلا أن البيت فيه تخريج غير ذلك ، فقدره سيبويه بقوله : ولكن زنجيا عظيم المشافر لا يعرف قرابتي 1.

6 ـ يجوز زيادة الباء في خبر " أنَّ " إذا اشتملت الجملة فيما قبل " أنَّ " على نفي .

نحو قوله تعالى : { أوَ لم يروا أن الله الذي خلق السموات والأرض ولم يعْيَ بخلقهن بقادر على أن يحيى الموتى }2 .

والتقدير كأنه قيل : أو ليس الله بقادر ، فنزلت " أنَّ " منزلة ليس ، وليس إذا سبقا النفي جاز اقتران خبرها بـ " الباء " الزائدة .

7 ـ إذا وقعت " أنْ " المخففة من الثقيلة بعد فعل يفيد العلم ، واليقين ، لا يشك في أنها المخففة العاملة عمل " أنَّ " ، والمضارع بعدها مرفوع .

نحو قوله تعالى : { علم أن سيكون منكم مرضى }3 .

ولا يجوز أن تكون " أنْ " الناصبة للفعل .

أما إذا سبقها فعل يدل على الظن الراجح جاز فيها أن تكون مخففة تعمل عمل " أنَّ " والمضارع بعدها مرفوع ، وجاز أن تكون المصدرية الناصبة والمضارع بعدها منصوب ، ومنه في قراءة النصب قوله تعالى : { وحسبوا أن لا تكون فتنة }4 .

وقرئ برفع " تكون " على اعتبار أن " أنْ " مخففة من الثقيلة .

والعلة في نصب الفعل بعد " أن " إذا سبقها الظن أن " أن " المصدرية الناصبة للفعل المضارع تستعمل في مقام الرجاء ، والطمع فيما بعدها ، فلا يناسبها اليقين {5} .

8 ـ يجوز في الاسم المعطوف على اسم " إنَّ " وأخواتها الرفع ، والنصب ، وهو مذهب أهل البصرة ، والخليل وسيبويه ، ومما ورد فيه الاسم مرفوعا قوله تعالى :

{ إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى }6 .

ـــــــــــــــــــ

1 ـ الكتاب ج1 ص282 . 2 ـ 33 الأحقاف .

3 ـ 20 المزمل . 4 ـ 71 المائدة .

5 ـ جامع الدروس العربية ج2 ص342 .

6 ـ 69 المائدة .

وقوله تعالى : { يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله }1 .

وكان الرفع عند سيبويه حملا على الابتداء في الآية الأولى .

أما في الثانية فرفعت كلمة " رسوله " عطفا على الضمير المستتر في الخبر ، أو على محل اسم " أن " ، أو هو مبتدأ حذف خبره ، والتقدير : ورسوله بريء ، وهو أحسن الوجوه ؛ لأنه في الوجه الأول قد فصل بين المتعاطفين بفاصل وهو الجار والمجرور ، وإن كان قد جرى مجرى التوكيد ، والثاني غير جائز عند المحققين أن نعطف على المحل {2} .

ومثال ما جاء منصوبا قوله تعالى : { ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر }3 .

قرئت " البحرُ " بالرفع والنصب ، فالرفع على الاستئناف بالواو ، أو رده على محل اسم " إن " قبل دخولها عليه .

وحجة من نصبه أنه عطفه على اسم إن .

ومنه قوله تعالى : { إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين }4 .

بنصب الصابئين عطفا على اسم إن .

وقال بعض النحاة إنّ الرفع في الاسم المعطوف على اسم إنّ وأخواتها يكون أجود بعد " إنّ ، وأنّ ، ولكن " واستدلوا على ذلك بمجيء الاسم مرفوعا في قوله تعالى :

{ أن الله بريء من المشركين ورسوله }5 .

وأن النصب بعد اسم وخبر " كأن ، ولعل ، وليت " أجود .

وقد ذكر السيوطي أن العطف على اسم " إن " وأخواتها قبل الخبر لم يجز فيه إلا النصب ، ثم عقب بقوله : وجوزوا الرفع 6 .

ـــــــــــــــــــــــــ ـ

1 ـ 3 التوبة . 2 ـ إملاء ما من به الرحمن للعكبري ج2 ص11 .

3 ـ 27 لقمان . 4 ـ 62 البقرة .

5 ـ 3 التوبة .

6 ـ الحروف العاملة في القرآن الكريم ص143 .

نماذج من الإعراب

85 ـ قال تعالى : { وإن ربك لذو مغفرة للناس }

وإن : الواو حرف استئناف ، إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل .

ربك : رب اسم إن منصوب بالفتحة ، وهو مضاف والكاف ضمير متصل مبني على الفتح

في محل جر مضاف إليه .

لذو مغفرة : اللام هي اللام المزحلقة ، ذو خبر إن مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة ،

وذو مضاف ، ومغفرة مضاف إليه مجرور بالكسرة .

للناس : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل جر صفة من مغفرة .

50 ـ قال الشاعر :

إن الذي سمك السماء بنى لنا بيتا دعائمه أعز وأطول

إن الذي : إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، الذي اسم موصول مبني على السكون في محل نصب اسم إن .

سمك السماء : سمك فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، السماء مفعول به منصوب بالفتحة .

وجملة سمك … إلخ لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .

بنى لنا : بنى فعل ماض مبني على الفتح المقدر منع من ظهوره التعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو . لنا جار ومجرور متعلقان ببنى .

وجملة بنى … إلخ في محل رفع خبر إن .

بيتا : مفعول به منصوب بالفتحة .

دعائمه : مبتدأ مرفوع بالضمة ، ودعائم مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .

أعز وأطول : أغز خبر مرفوع بالضمة ، والواو حرف عطف ، وأطول معطوف على أعز . والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب صفة لبيت .

86 ـ قال تعالى : { طلعها كأنه رؤوس الشياطين }

طلعها : طلع مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .

كأنه : كأن حرف تشبيه ونصب مشبه بالفعل ، والضمير المتصل في محل نصب اسمها .

رؤوس الشياطين : رؤوس خبر كأن مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والشياطين مضاف إليه مجرور بالكسرة .

وجملة كأنه … إلخ في محل رفع خبر المبتدأ طلع .

51 ـ قال الشاعر :

حُفزتْ وزايلها السراب كأنها أجزاع بيشة أثلها ورضامها

حفزت : فعل ماض مبني للمجهول ، مبني على الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة ،

ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي يعود إلى الضعن .

والجملة الفعلية مستأنفة لا محل لها من الإعراب .

وزايلها : الواو حرف عطف ، زايلها فعل ماض مبني على الفتح ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به .

السراب : فاعل مرفوع بالضمة ، والجملة معطوفة على ما قبلها .

كأنها : كأن حرف تشبيه ونصب مشبه بالفعل ، والضمير المتصل في محل نصب اسمها .

أجزاع : خبر كأن مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ،

بيشة : مضاف إليه مجرور بالفتحة لمنعه من الصرف للعلمية والتأنيث .

وجملة كأنها … إلخ في محل نصب حال من الضمير في زايلها .

أثلها : بدل مرفوع من أجزاع بيشة ، وأثل مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .

ورضامها : الواو حرف عطف ، رضام معطوف على أثل ، وهو مضاف ، والضمير المتصل برضام في محل جر مضاف إليه .

87 ـ قال تعالى : { ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد }

ولو شاء : الواو حرف استئناف ، لو حرف شرط غير جازم يفيد الامتناع ، أي امتناع الجواب لامتناع الشرط ، شاء فعل ماض مبني على الفتح ،

الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع ، والمفعول به محذوف تقديره : عدم اقتتالهم .

ما اقتتلوا : ما نافية لا عمل لها ، اقتتلوا فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو في محل رفع فاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب جواب لو . وجملة شاء … إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة .

ولكن : الواو عاطفة ، وقيل استئنافية ، لكن حرف مشبه بالفعل .

الله : لفظ الجلالة اسم لكن منصوب بالفتحة .

يفعل : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على لفظ الجلالة .

ما يريد : ما اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به ، يريد فعل مضارع مرفوع ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو .

وجملة يريد … إلخ لا محل لها صلة الموصول ، والعائد محذوف تقديره : يريده .

وجملة يفعل … إلخ في محل رفع خبر لكن ، وجملة لكن … إلخ معطوفة على ما قبلها لا محل لها من الإعراب ، أو مستأنفة لا محل لها من الإعراب أيضا .

88 ـ قال تعالى : { ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا }

ويقول الكافر : الواو عاطفة ، يقول فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والكافر فاعله .

يا ليتني : يا حرف نداء ،والمنادى محذوف ، ويجوز أن يكون حرف تنبيه لعدم وجود المنادى ، ليتني : ليت حرف تمني ونصب مشبه بالفعل من أخوات إن ، والنون للوقاية ، وياء المتكلم ضمير متصل في محل نصب اسم ليت .

كنت : كان فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بالتاء ، والتاء ضمير متصل في محل رفع اسم كان .

ترابا : خبر كان منصوب بالفتحة .

وجملة كنت … إلخ في محل رفع خبر ليت .

وجملة يا ليتني … إلخ في محل نصب مقول القول .

89 ـ قال تعالى : { إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون }

إنا : إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، والنا ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسم إن .

أنزلناه : أنزل فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا الفاعلين ، ونا الفاعلين ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل ، والهاء ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به .

وجملة أنزلناه … إلخ في محل رفع خبر إن .

قرآنا : حال منصوبة بالفتحة من المفعول به ، وقد جاز مجيء الجامد حالا وهو غير مؤول

بالمشتق ؛ لأنه موصوف . ويجوز أن يكون " قرآنا " بدلا من الضمير الغائب في أنزلناه .

عربيا : صفة لقرآن منصوبة بالفتحة .

لعلكم : لعل حرف ترجي ونصب مشبه بالفعل ، والكاف ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسم لعل ، والميم علامة الجمع .

تعقلون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ؛ لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، وجملة تعقلون في محل رفع خبر لعل .

وجملة إنا أنزلناه … إلخ ابتدائية لا محل لها من الإعراب .

وجملة لعلكم … إلخ مستأنفة لا محل لها من الإعراب .

52 ـ قال الشاعر :

وكأنما نظرت بعيني شادن رشأ من الغزلان ليس بتوءم

وكأنما : الواو حسب ما قبلها ، كأن حرف مشبه بافعل ، وما زائدة كافة .

نظرت : فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي .

بعيني : جار ومجرور ، وعلامة الجر الياء ؛ لأن مثنى ، وحذفت النون للإضافة ، وشبه الجملة متعلق بنظرت ، وعيني مضاف .

شادن : مضاف إليه مجرور بالكسرة .

رشأ : صفة لشادن مجرور بالكسرة .

من الغزلان : جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة ثانية لشادن .

ليس : ليس فعل ماض ناقص ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على شادن .

بتوءم : الباء حرف جر زائد ، توءم اسم مجرور لفظا منصوب محلا خبر ليس ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد . وجملة ليس بتوءم في محل جر صفة ثالثة لشادن .

53 ـ قال الشاعر :

قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا إلى حمامتنا أم نصفه فقدِ

قالت : قال فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء تاء التأنيث الساكنة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي يعود على فتاة الحي .

ألا ليتما : ألا حرف استفتاح مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، ليتما : ليت حرف مشبه بالفعل يفيد التمني ، وما زائدة ، وهو الوجه الأحسن ، ويجوز أن تكون كافة فتبطل عمل ليت .

هذا : اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب اسم ليت على الوجه الأول ، أو مبتدأ في محل رفع على الوجه الثاني .

الحمام : بدل من اسم الإشارة ، فهو إما منصوب ، وهو الأحسن ، أو مرفوع .

لنا : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر ليت ، أو خبر المبتدأ .

إلى حمامتنا : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال ما اسم الإشارة ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .

أو نصفه : أو حرف عطف ، نصفه معطوف على اسم الإشارة ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .

فقد : الفاء فاء الفصيحة العاطفة ، قد اسم بمعنى " كاف " مبني على الكسر في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف ، ويصح أن تكون " قد " اسم فعل مضارع بمعنى يكفي .

والمبتدأ وخبره في محل جزم جواب الشرط المحذوف ، والتقدير : إن حصل ذلك فهو كاف . وجملة ألا ليتما … إلخ في محل نصب مقول القول .

الشاهد قوله : ألا ليتما هذا الهمام . فروي " الحمام " بالنصب لأنه بدل من اسم ليت ، وبالرفع لأنه بدل من المبتدأ .

90 ـ قال تعالى : { إن الله غفور رحيم }

إن الله : إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، الله لفظ الجلالة اسم إن منصوب .

غفور : خبر إن مرفوع بالضمة . نوعه مفرد .

رحيم : خبر ثان مرفوع بالضمة . نوعه مفرد .

قال تعالى : { إنكم متبعون }

إنكم : إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، والضمير المتصل في محل نصب اسمها .

متبعون : خبر إن مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم . نوعه مفرد .

91 ـ قال تعالى : { إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون

رحمة الله } .

إن الذين : حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، الذين اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسمها .

آمنوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعله ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .

والذين : الواو حرف عطف ، الذين اسم موصول مبني على الفتح معطوف على ما قبله في محل نصب .

هاجروا وجاهدوا : هاجروا فعل وفاعل ، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول ، وجاهدوا : الواو حرف عطف ، جاهدوا معطوف على ما قبله .

في سبيل الله : في سبيل جار ومجرور متعلقان بجاهدوا ، وسبيل مضاف ، ولفظ الجلالة مضاف إليه مجرور .

أولئك : اسم إشارة مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ .

يرجون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الستة ، وواو الجماعة ضمير متصل في محل رفع فاعل ، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ أولئك .

رحمة الله : رحمة مفعول به منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، ولفظ الجلالة مضاف إليه مجرور بالكسرة .

والجملة الاسمية من المبتدأ وخبره في محل رفع خبر إن . نوع الخبر جملة اسمية .

92 ـ قال تعالى : { ولكن الله يسلط رسله على من يشاء }

ولكن الله : الواو للاستئناف ، لكن حرف استدراك ونصب مشبه بالفعل ، ولفظ الجلالة اسمه منصوب بالفتحة .

يسلط : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على لفظ الجلالة .

رسله : رسل مفعول به منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .

والجملة الفعلية في محل رفع خبر لكن . نوع الخبر : جملة فعلية .

على من : على حرف جر ، من اسم موصول مبني على السكون في محل جر ، والجار والمجرور متعلقان بيسلط .

يشاء : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو وجملة يشاء … إلخ لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .

وجملة لكن الله … إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة .

93 ـ قال تعالى : { وإن للمتقين لحسن مآب }

وإن للمتقين : الواو للاستئناف ، إن حرف توكيد ونصب ، للمتقين جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر إن مقدم . نوع الخبر : جار ومجرور .

لحسن : اللام لام الابتداء حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، حسن اسم إن مؤخر منصوب بالفتحة ، وهو مضاف .

مآب : مضاف إليه مجرور بالكسرة .

وجملة : إن للمتقين … إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة .

94 ـ قال تعالى : { إن الله مع الصابرين }

إن الله : حرف توكيد ونصب ، ولفظ الجلالة اسمها منصوب بالفتحة .

مع الصابرين : ظرف مكان منصوب على الظرفية ، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ، وهو

مضاف ، الصابرين مضاف ‘ليه مجرور بالياء .

والظرف متعلق بمحذوف في محل رفع خبر إن . نوع الخبر : ظرف مكان .

95 ـ لعل السفر يوم الخميس .

لعل السفر : حرف ترجى ونصب مشبه بالفعل ، السفر اسم لعل منصوب بالفتحة .

يوم الخميس : يوم ظرف زمان منصوب على الظرفية ، وعلامة نصبه الفتحة ، متعلق بمحذوف في محل رفع خبر لعل مقدم ، وهو مضاف ، والخميس مضاف إليه مجرور بالكسرة . نوع الخبر : ظرف زمان .

96 ـ لعل في المصنع أصحابه .

لعل في المصنع : لعل حرف ترجي ونصب ، في المصنع جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لعل مقدم على اسمها .

" وهو واجب التقديم " لاتصال اسمها بضمير يعود على الخبر .

أصحابه : أصحاب اسم لعل مؤخر منصوب بالفتحة ، وعلة التأخير أنه اتصل بضمير يعود على الخبر ، فلو قدمناه لعاد الضمير على متأخر لفظا ورتبة ، والضمير في محل جر مضاف إليه .

97 ـ قال تعالى : { إن فيها قوما جبارين }

إن فيها : حرف توكيد ونصب ، فيها جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر إن مقدم على اسمها ، وجوز التقديم ؛ لأن الخبر شبه جملة ، والمبتدأ نكرة لم يتصل بضمير يعود على

الخبر .

قوما جبارين : اسم إن مؤخر ، وجبارين صفة لقوم .

54 ـ قال الشاعر :

فلا تلحني فيها فإن بحبها أخاك مصاب القلب جم بلابله

فلا تلحني : الفاء حسب ما قبلها ، لا ناهية ، تلحني فعل مضارع مجزوم بلا ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت ، والنون للوقاية حرف مبني لا محل له من الإعراب ، والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به .

فيها : جار ومجرور متعلقان بـ " تلحني " .

فإن : الفاء تعليلية حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل .

بحبها : جار ومجرور متعلقان بـ " مصاب " الآتي ، وحب مضاف والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .

أخاك : أخا اسم إن منصوب بالألف لأنه من الأسماء الستة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .

مصاب القلب : مصاب خبر إن مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والقلب مضاف إليه مجرور

بالكسرة .

جم بلابله : جم خبر ثان لـ " إن " مرفوع بالضمة ، وبلابل فاعل مرفوع بالضمة للمصدر

" جم " ؛ لأن المصدر يعمل عمل فعله ، وبلابل مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .

الشاهد : تقديم معمول خبر إن وهو " بحبها " على اسمها .

98 ـ قال تعالى : { إن الله على كل شيء قدير }

إن الله : إن حرف توكيد ونصب ، ولفظ الجلالة اسمها منصوب بالفتحة .

على كل شيء : جار ومجرور متعلقان بـ " قدير " ، وكل مضاف ، وشيء مضاف إليه مجرور بالكسرة .

قدير : خبر إن مرفوع بالضمة .

الشاهد قوله تعالى : { على كل شيء قدير } ، فقد تقدم معمول الخبر وهو : " على كل شيء " على الخبر . وهو كثير .

99 ـ قال تعالى : { أين شركائي الذين كنتم تزعمون }

أين : اسم استفهام مبني على الفتح في محل رفع خبر مقدم .

شركائي : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء ، وشركاء مضاف ، وياء المتكلم ضمير متصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه .

الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع صفة لـ " شركائي " .

كنتم : كان فعل ماض ناقص مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع اسم كان ، والميم علامة الجمع . والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .

تزعمون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله .

وجملة تزعمون في محل رفع خبر كان .

ومفعولا تزعمون محذوفان ، والتقدير : تزعمونهم شركاء .

وقد قدر بعض المعربين أن المفعولين المحذوفين سد مسدهما إن ومعموليها ، حيث إنها ومعموليها تسد مسد مفعولي " ظن " وأخواتها ، وزعم من الأفعال الناصبة لمفعولين ، وتقدير الكلام : تزعمون أنهم شركائي ، أو زعمكم أنهم شركائي {1} .

وقال الألوسي : إن ابن هشام ذكر أن الأولى أن يقدر هنا " الذين كنتم تزعمون أنهم شركائي " ؛ لأنه لم يقع الزعم في التنزيل على المفعولين الصريحين ، بل على أن وصلتها ،

كقوله تعالى : { الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء }2 .

ثم قال الألوسي : وفيه نظر {3} .

ــــــــــــــــــــــــ

1 ـ الجامع لأحكام القرآن الكريم للقرطبي ج13 ص301 .

1 ـ 94 الأنعام . 2 ـ روح المعاني ج20 ص100 .

55 ـ قال الشاعر :

يا ليت شعري هل أبيتن ليلة بوادي القرى إني إذن لسعيد

يا ليت : يا حرف تنبيه لعدم وجود المنادى ، ويجوز أن يكون حرف نداء ، والمنادى محذوف ،

ليت : حرف تمني ونصب مشبه بالفعل .

شعري : اسم ليت منصوب بالفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الياء ، والياء ضمير متصل في محل جر مضاف إليه ، وخبر ليت محذوف وجوبا تقديره : ليتني أشعر .

هل أبيتن : هل حرف استفهام مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، أبيتن فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد ، والنون حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنا يعود على الشاعر . وجملة هل أبيتن … إلخ في محل نصب مفعول به للمصدر " شعر " .

ليلة : ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بـ " أبيتن " .

بوادي القرى : بوادي جار ومجرور متعلقان بـ " أبيتن " ، ووادي مضاف ، والقرى مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على آخره من ظهورها التعذر .

إني : إن حرف توكيد ونصب ، والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسمها .

إذن لسعيد : إذن حرف جواب وجزاء مهمل ، لسعيد : اللام لام المزحلقة ، وسعيد خبر إن مرفوع بالضمة الظاهرة .

100 ـ قال تعالى : { إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وإنه لكتاب عزيز }

إن الذين : إن حرف توكيد ونصب ، الذين اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب اسم إن .

كفروا : كفر فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل .

بالذكر : جار ومجرور متعلقان بـ " كفروا " .

والجملة الفعلية لا محل لها صلة الموصول .

لما : ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب ، وشبه الجملة متعلق بـ " كفروا " .

جاءهم : جاء فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به ، والميم علامة الجمع .

والجملة الفعلية في محل جر مضاف إليه بإضافة " لما " إليها ، وخبر إن محذوف جوازا لدلالة الدليل عليه تقديره : معذبون ، أو هالكون .

وإنه : الواو واو الحال {1} ، إن حرف توكيد ونصب ، والضمير المتصل في محل نصب اسمها .

لكتاب : اللام لام المزحلقة ، كتاب خبر إن مرفوع بالضمة .

والجملة في محل نصب حال ، والتقدير : وهذه حاله وعزته .

عزيز : صفة لكتاب مرفوعة بالضمة .

101 ـ قال تعالى : { إن الله عليم خبير }

إن الله : إن حرف توكيد ونصب ، ولفظ الجلالة اسمها منصوب بالفتحة .

عليم خبير : خبر إن مرفوع بالضمة ، وخبير : خبر ثان مرفوع بالضمة .

ـــــــــــــــــــــ

1 ـ البحر المحيط لأبي حيان ج7 ص501 .

102 ـ قال تعالى : { إني ليحزنني أن تذهبوا به }

إني : إن حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، وياء المتكلم ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسمها .

ليحزنني : اللام هي المزحلقة حرف مبني لا محل له من الإعراب ، يحزن فعل مضارع مرفوع بالضمة ، والنون للوقاية حرف مبني على الكسر لا محل له من الإعراب ، وياء المتكلم ضمير متصل في محل نصب مفعول به .

أن تذهبوا : أن حرف مصدري ونصب ، تذهبوا فعل مضارع منصوب بـ " أن " ، وعلامة نصبه حذف النون ؛لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة ضمير متصل في محل رفع فاعل ، والمصدر المؤول في محل رفع فاعل لـ "يحزنني " .

وجملة ليحزنني … إلخ في محل رفع خبر إن .

به : جار ومجرور متعلقان بـ " تذهبوا " .

103 ـ قال تعالى: { وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين }

وإن : الواو حرف عطف ، إن مخففة من الثقيلة حرف مبني على السكون لا عمل له ؛ لأنه تلاه جملة فعلية .

وجدنا : وجد فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والضمير المتصل في محل رفع فاعل .

أكثرهم : أكثر مفعول به منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .

لفاسقين : اللام هي الفارقة حرف مبني على الفتح لا محل لها من الإعراب ، ولا عمل لها . فاسقين : مفعول به ثان لـ " وجد " .

وجملة إن وجد … إلخ معطوفة على ما قبلها .

104 ـ قال تعالى : { وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم }

وإن : الواو حرف عطف ، أو استئناف . إن مخففة من الثقيلة عاملة عملها ، مع تخفيف " لما " .

كلا : اسم إن منصوب بالفتحة ، ويجوز في تنوينه أن يكون تنوين عوض عن المضاف إليه ، أو تنوين تمكين . غير أنه لا يمنع من تقدير المضاف إليه .

لما : اللام هي الفارقة الداخلة على خبر إن ، وما موصولة ، أو موصوفة في محل رفع خبر إن ، وقيل " ما " زائدة صلة بين لام التوكيد ولام القسم .

ليوفينهم : اللام واقعة في جواب القسم ، يوفين فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد ، ونون التوكيد حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، وهاء الغيبة ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعول به ، والميم علامة الجمع . والجملة الفعلية : إما صلة " ما " لا محل لها من الإعراب ، أو صفة لها . وإذا اعتبرنا " ما " زائدة جاز أن يكون الفعل في محل رفع خبر إن .

ربك : ربُّ فاعل يوفي مرفوع بالضمة ، وهو مضاف ، والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه . وجملة إن … إلخ عطف على ما قبلها ، أو مستأنفة .

أعمالهم : أعمال مفعول به ثان ليوفي ، والضمير المتصل في محل جر بالإضافة .

وفي قراءة من شدد " إنَّ ، و لمَّا " نعرب " كلا " كالتالي : اسم إن منصوب بالفتحة ، والتنوين كما بينا سابقا ، ولما : في محل رفع خبر إنَّ . وعلى ذلك لا شاهد في الآية . ولن نتعرض لنوع

" لما " وتركيبها لما فيه من خلاف بين النحاة {1} . كما أنه في حالة تشديد " إنَّ " يجوز في خبرها ما جاز في خبر " أن " المخففة ، وهو : إما أن يكون الخبر " لما " باعتبارها صلة ، أو صفة ، أو يكون الفعل " يوفي " باعتبار " ما " زائدة فاصلة بين اللامين {2} .

ـــــــــــــــــــــــــ ــــ

1 ـ راجع كتابنا المستقصى في معاني الأدوات النحوية وإعرابها ج 2 ص 490 .

2 ـ إملاء ما من به الرحمن للعكبري ج2 ص46 .

105 ـ قال تعالى : { وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين }

وآخر : الواو للاستئناف ، آخر مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف .

دعواهم : دعوى مضاف إليه مجرور بالكسرة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر ، ودعوى مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .

أن : مخففة من الثقيلة حرف مشبه بالفعل ، واسمها ضمير الشأن المحذوف ، والتقدير : أنه .

الحمد : مبتدأ مرفوع بالضمة .

لله : اللام حرف جر ، ولفظ الجلالة اسم مجرور باللام وعلامة جره الكسرة ، وشبه الجملة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ .

والجملة الاسمية في محل رفع خبر أن .

والمصدر المؤول من أن ومعموليها في محل رفع خبر المبتدأ " آخر " .

رب : بدل من لفظ الجلالة مجرور بالكسرة ، وهو مضاف .

العالمين : مضاف إليه مجرور بالياء ؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم .

وجملة آخر دعواهم … إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة .

106 ـ قال تعالى : { علم أن سيكون منكم مرضى }

علم : فعل ماض مبني على الفتح ينصب مفعولين .

أن : مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن المحذوف تقديره : أنه .

سيكون : السين حرف تنفيس مبني على الفتح لا محل له من الإعراب جيء به للفصل بين أم وخبرها ، يكون فعل مضارع مرفوع بالضمة .

منكم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر يكون تقدم على اسمه .

مرضى : اسم يكون مرفوع بالضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر .

وجملة سيكون … إلخ في محل رفع خبر أن .

56 ـ قال الشاعر :

تيقنت أن ربَّ امرئ خيل خائنا أمين وخوان يخال أمينا

تيقنت : تيقن فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، والتاء ضمير مبني على الضم في محل رفع فاعل .

أن : مخففة من الثقيلة عاملة عملها ، واسمها ضمير الشأن المحذوف تقديره : أنه .

رب : رب حرف جر شبيه بالزائد مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .

امرئ : مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد " مجرور لفظا مرفوع محلا " .

خيل : فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو .

خائنا : مفعول به ثان لـ " خيل " .

والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ " امرئ " .

والمصدر المؤول من أن ومعموليها سد مسد مفعولي " تيقن "

أمين : خبر لمبتدأ محذوف ، التقدير : وهو أمين .

وخوان : الواو حرف عطف ، خوان مبتدأ مرفوع بالضمة .

والذي أراه مناسبا أن الواو واو رب ، وخوان مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد . إذ لا يصح الابتداء بالنكرة ما لم يكن لها مسوغ . أما " رب " فتدخل على النكرات ، وإن حذفت سدت مسدها الواو ، فتكون هي المسوغ .

يخال : فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بالضمة ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو .

أمينا : مفعول به ثان لـ " يخال " .

وجملة يخال … إلخ في محل رفع خبر المبتدأ خوان .

الشاهد قوله : أن رب امرئ خيل ، فقد فصل بين أن والفعل بربَّ .

57 ـ قال الشاعر :

في فتية كسيوف الهند قد علموا أن هالك كل من يحفى وينتعل

في فتية : جار ومجرور متعلقان بـ " غدوت " في البيت السابق {1} .

وقيل متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من شاوٍ ، أو من الياء في يتبعني {2} .

كسيوف : الكاف حرف جر يفيد التشبيه ، سيوف اسم مجرور ، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف في محل جر صفة لـ " فتية " .

قد علموا : قد حرف تحقيق مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، علموا فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل . والجملة الفعلية في محل جر صفة ثانية لـ " فتية " .

أن هالك : أن مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن المحذوف تقديره : أنه . هالك : خبر مقدم مرفوع بالضمة الظاهرة .

كل : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة ، وهو مضاف .

من : اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه .

وجملة هالك … إلخ في محل رفع خبر أن .

والمصدر المؤول من أن ومعموليها سد مسد مفعولي علم .

يحفى : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة علة الألف منع من ظهورها التعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو .

والجملة الفعلية لا محل لها صلة الموصول .

وينتعل : الواو حرف عطف ، ينتعل فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، وجملة ينتعل معطوفة على جملة يحفى لا محل لها من الإعراب .

ــــــــــــــــــــــ

1 ـ انظر ديوان الأعشى طبعة دار بيروت 1986 .

2 ـ انظر خزانة الأدب للبغدادي ج8 ص392 .

58 ـ قال الشاعر :

ويوما توافينا بوجه مقسم كأن ظبية تعطو إلى وارق السلم

ويوما : الواو حسب ما قبلها ، يوما ظرف زمان منصوب بالفتحة على الظرفية الزمانية متعلق بـ " توافي " .

توافينا : توافى فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي ، ونا المتكلمين ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به .

بوجه : جار ومجرور متعلقان بـ " توافي " .

مقسم : صفة مجرورة بالكسرة .

كأن : حرف تشبيه ونصب مخففة من الثقيلة .

ظبية : " في رواية النصب " اسم كأن منصوب بالفتحة ، وخبرها محذوف تقديره : كأن ظبية عاطية هذه المرأة . وهذا الوجه أبلغ .

" وفي رواية الرفع " تكون ظبية خبر كأن مرفوع بالضمة ، واسمها ضمير الشأن المحذوف ، والتقدير : كأنها ظبية ، وهذا الوجه أحسن ، لأن كأن إذا خففت حذف اسمها ، وكان ضمير الشأن .

تعطو : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره منع من ظهورها الصقل ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي يعود إلى ظبية .

والجملة الفعلية في محل نصب صفة لظبية على رواية النصب ، وفي محل رفع صفة لها على رواية الرفع .

إلى وارق : جار ومجرور متعلقان بـ " تعطو " ، ووارق مضاف .

السلم : مصاف إليه مجرور بالكسرة ، وسكن لأجل الوقف .

تنبيه : هناك رواية ثالثة في كلمة " ظبية " ، وهي رواية الجر على اعتبار زيادة " أن " بين الكاف الجارة ومجرورها {1} .

59 ـ قال الشاعر :

أزف الترحل غير أن ركابنا لمَّا تزل برحالنا وكأن قدِ

أزف : فعل ماض مبني على الفتح .

الترحل : فاعل مرفوع بالضمة .

غير مستثنى منصوب بالفتحة الظاهرة .

أن ركابنا : أن حرف مشبه بالفعل ، ركاب اسم أن منصوب بالفتحة ، وهو مضاف ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .

لما تزل : لما : حرف نفي وجزم ، تزل فعل مضارع تام مجزوم بـ " لما " ، وعلامة جزمه السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي .

برحالنا : برحال جار ومجرور متعلقان بـ " تزل " ، والضمير المتصل في محل جر مضاف إليه .

وكأن : الواو للاستئناف أو للحال ، كأن مخففة من الثقيلة حرف تشبيه ونصب ، واسمها ضمير الشأن المحذوف تقديره : وكأنها .

قد : حرف تحقيق مبني على السكون حذف مدخوله ، والأصل : وكأن قد زالت ، وزالت المحذوفة فعل ماض تام بمعنى " فارقت " ، والتاء تاء التأنيث الساكنة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هي يعود إلى ركابنا .

والجملة الفعلية في محل رفع خبر كأن .

وجملة كأن … إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة . أو في محل نصب حال من ركابنا ، والعائد الواو والضمير المحذوف وتقدير الكلام : وكأنها قد زالت .

ــــــــــــــــــ

1 ـ انظر شذور الذهب لبن هشام ص285 .

107 ـ قال تعالى : { كأن لم يدعنا إلى ضر مسه }

كأن : حرف تشبيه ونصب مخفف من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن المحذوف في محل نصب ، والتقدير : كأنه .

لم يدعنا : لم حرف نفي وجزم وقلب ، يدعُ فعل مضارع مجزوم بلم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، ونا المتكلمين ضمير متصل في محل نصب مفعول به .

والجملة الفعلية في محل رفع خبر كأن ، ، وقد فصل بين الفعل وكأن بحرف النفي

" لم " .

إلى ضر : جار ومجرور متعلقان بـ " يدعنا " .

مسه : مس فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو ، والضمير المتصل في محل نصب مفعول به .

108 ـ قال تعالى : { لكن الله يشهد بما أنزل إليك }

لكن : حرف استدراك مهمل مخفف من الثقيلة مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، ولا عمل له .

الله : لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع بالضمة .

يشهد : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود إلى لفظ الجلالة ، والجملة في محل رفع خبر .

بما : الباء حرف جر ، وما اسم موصول مبني على السكون في محل جر ، وشبه الجملة متعلق بـ " يشهد " .

أنزل : فعل ماض مبني على الفتح ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو يعود على لفظ الجلالة . إليك : جار ومجرور متعلقان بـ " أنزل " .

وجملة أنزل … إلخ لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .

وجملة الله شهد … إلخ لا محل لها من الإعراب مستأنفة .

المصــــــدر


تعليمية تعليمية




بارك الله فيك على الموضوع الرائع والقيم




بارك الله فيك




التصنيفات
العربية والعرب,صرف,نحو,إملاء...إلخ

درس في النحو / منظومة في الشعر

درس في النحو

الفصل يقرقع ذات صباح والصبح كسير
البرد القارس يتلهى فوق الألواح عذراً فوق الأرواح
والقوم جلوس
دخل الأستاذ يحييهم فالكل قيام
أهلاً أستاذي وعليك سلام
الحصة ماذا ؟ إضرابٌ ؟
أم درس سلام؟
أم حصة أفراح ؟ أفراحٌ ماذا أبنائي؟ لا معنى عندي للأفراح
الحصة أسئلة في النحوِ وضربٌ ونواح
قف …. أنت الغارقَ في التفكير وأجب أسئلتي فوراً وبلا تأخير
فالدرس التالي أقوى صعبٌ وعسير
هل تعرف ما اسم الفاعل؟ واسم المفعول؟
وفنون النحو مع الصرف ؟
أعرف أستاذي اسم الفاعل اسم قاهر يتخفى لكن ظاهر
مرفوعٌ بالبترول وبدون ضمير
واسم المفعول هزيل
مبني فوق جدار النصب مع التزوير
يُضرَب ….يُقتَل يُكسَر…… يُقهَر لكن يفعل أحياناً …
مبنياً للمجهول فيصيرالنائب للفاعل أعطيك مثالاً للمفعول؟
قاد الأمريك الأسطول نحو الشرق المكبول
الفعل الماضي ما زال يسير والأمريك بدون ضمير
والمفعول لأجله تقديرٌ محذوف باسم التحرير
والظرف عصيبٌ وعسير ***
أعرف فن الصرف ومعنى التعليل
واسم الموصول اسم الموصول قرارٌ وسلاحٌ وهجوم وبلادي صلة الموصول
ماهذا بالنحو أيا ولدي النحو قواعد وشروط
النحو فصول والصرف مثيل
قاعدةٌ تحكم … والأمر يسير
عفواً أستاذي قاعدةٌ تحكم ؟
النحو إذاً إرهاب والصرف الداعم للإرهاب
حرمناالنحو … نبذنا الإعراب فالنحو خراب
طيب ياولدي اعرب ما تحت الخط
عفواً أستاذي هل تعني خط الفقر؟
أم تعني تحت القصف وتحت القهر؟
فبلادي تحت القصف … وتحت القهر وخط الفقر
اعرب ما قلت أياولدي أسرع هيا في الإعراب
أعرب عن ماذا أستاذي ؟ عن قلقي ؟
عن ( آهٍ ) ترنو في الأفقٍ
فالكل يقول : عن أسفٍ أعرَبَ عن قلقٍ
ذاك المسئول ماذا صنع المسئول؟
عن ماذا أُعرب أستاذي ؟ والغرب يكمم أفواهاً كي يبقى الغرب يقول
يا ولدي ما هذا بالنحوِِ ولا هذا إعراب
النحو دروسٌ نفهما كي نحسن فن التعبير
لكنا لم نفهم أستاذي كي نحسن فن التعبير
كي نتقن بعدُ التغيير
تغيير المنهج تعني ؟
تغيير معاني القرآن ؟
لا …. أستاذي هذا التغيير لأمريكا وعلينا نحن الإذعان
لكن تغيير البنيان أمرٌ يحسنه الإيمان

نظم: كمال الحارثي – منقول للأما نة-




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .




مشكورة أستاذتنا و بارك الله فيــــــــــــك

بانتظار جديدك




بارك الله فيكم

مشكووووووووووووووووووووور …مروركم الطيب




سلمت اناملك لا عدمنا جمال ابداعك




بارك الله فيك.




بارك الله فيك أختي الفاضلة على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق




التصنيفات
العربية والعرب,صرف,نحو,إملاء...إلخ

العلاقة بين الإملاء وبقية فروع اللغة العربية

العلاقة بين الإملاء وبقية فروع اللغة العربية : ـ

اللغة العربية أداة التعبير للناطقين بها من كل لون من ألوان الثقافات والعلوم والمعارف ، وهي وسيلة التحدث والكتابة ، وبها تنقل الأفكار والخواطر ، لذلك ينبغي أن ندرك أنها وحدة واحدة متكاملة ولا يمكن لأي فرع من فروعها القيام منفردًا بدور فاعل في إكساب المتعلم اللغة التي تجمع في معناها كل ما تؤديه هذه الأفرع مجتمعة من معان ، لذلك فإنه من الضرورة بمكان أن تنهض بشتى أفرعها كي تصل إلى المتلقي كما ينبغي ، ومن التصور السابق لابد أن نتخذ من مادة الإملاء وسيلة لألوان متعددة من النشاط اللغوي ، والتدريب على كثير من المهارات ، والعادات الحسنة في الكتابة والتنظيم ، فثمة بعض النواحي التي لا يمكن فصلها عن درس الإملاء منها : ـ

1 ـ تعد قطعة الإملاء ـ إذا أحسن اختيارها ـ مادة صالحة لتدريب التلاميذ على التعبير الجيد بوساطة طرح الأسئلة والتلخيص ، ومناقشة ما تحويه من أفكار ومعلومات .

2 ـ تتطلب بعض أنواع الإملاء القراءة قبل البدء في الكتابة وذلك كالإملاء المنقول والمنظور ، ومن خلال قراءة التلاميذ للقطعة فإنهم يكتسبون كثيرًا من المهارات القرائية ، ناهيك عن تعويدهم القراءة الصحيحة من نطق لمخارج الحروف ، وضبط الكلمات بالشكل .

3 ـ إن قطعة الإملاء الجيدة المنتقاة بعناية ، تكون وسيلة نافعة ومجدية لتزويد التلاميذ بألوان من الثقافات وتجديد المعلومات .

4 ـ يتعود التلاميذ من خلال درس الإملاء على تجويد الخط في أي عمل كتابي ، أضف إلى ذلك إكسابهم جملة من العادات والمهارات الأخرى :

كتعويدهم حسن الإصغاء والانتباه ، والنظافة وتنظيم الكتابة ، واستعمال علامات الترقيم ، وترك الهوامش عند بدء الكتابة ، وتقسيم الكلام إلى فقرات
__________________




بارك الله فيك وأكثر من أمثالك.




بارك الله فيك




التصنيفات
العربية والعرب,صرف,نحو,إملاء...إلخ

كتاب بنية النص السردي

لكل الاحباب و الاصحاب
اقدم اليكم كتاب بنية النص السردي
روابط التحميل :
http://bib-alex.net/files/bneh-alns-…m-ar_PTIFF.pdf




بارك الله فيك




شكرا لك اخي الكريم جزيل الشكر
وبارك الله فيك




التصنيفات
العربية والعرب,صرف,نحو,إملاء...إلخ

:: موسوعة النحو والإعراب ::

تعليمية تعليمية
تعليمية
تحية ط

🙁أقـــدم موقع هـــام ورائع لزوارنا الكرام 🙁

خــاص بالنحــو العربي

تعليمية تعليمية

اللغة العربية

أهلاً وسهلاً بكم في موقعكم المفضل لغة القرآن




بسم الله الرحمان الرحيم

ماشاء الله نعم الاختيار ………….

موضوعات رائعة تدرب الطالب على الإعراب الظاهري والمحلي

وتأخذ بيده إلى كيفية إعراب القرآن واولها أنا

بارك الله فيك…..تحياتي

تعليمية




بسم الله الرحمن الرحيم

مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




تعليمية




بارك الله فيك أخي على الموقع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق




بارك الله فيك على الموضوع الرائع والقيم




بارك الله فيك




التصنيفات
العربية والعرب,صرف,نحو,إملاء...إلخ

كوكبة من علماء اللغة / لا تتوانى في مطالعتها

بسم الله الرحمن الرحيم

علماء اللغة

تعليمية خليل بن أحمد البصري
صاحب كتاب العين في اللغة، أستاذ سيبويه
وهو أول من استخرج العروض وأخرجه إلى الوجود، وحصر الأشعار بها في خمس دوائر، يستخرج منها خمسة عشر بحرا؛ ثم زاد فيه الأخفش بحرا واحد، وسماه الخبب؛ وله معرفة بالإيقاع والنغم، وتلك المعرفة أحدثت له علم العروض، فإنهما متقاربان في المآخذ‏.‏ وكان دعا بمكة أن يرزقه الله تعالى علما لم يسبق إليه ولا يؤخذ إلا عنه، فرجع من حجه وفتح، عليه بالعروض‏.‏
وكان من الزهاد في الدنيا، والمنقطعين إلى العلم‏.‏
قال تلميذه نضر بن شميل‏:‏ أقام الخليل في خُصٍّ بالبصرة لا يقدر على ‏(‏3/ 5‏)‏ فلسين، وتلامذته يكتسبون بعلمه الأموال؛ وكان الناس يقولون‏:‏ لم يكن في العرب بعد الصحابة أذكى منه‏.‏
وكان يحج سنة، ويفرد سنة، وأبوه‏:‏ أول من سُمِّي أحمد بعد النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏
وكان يقول‏:‏ أكمل ما يكون الإنسان عقلا وذهنا إذا بلغ أربعين سنة، وهي السن التي بعث الله فيها محمدا صلى الله عليه وآله وسلم، ثم يتغير وينقص إذا بلغ ثلاثا وستين سنة، وهي السن التي قبض فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وأصفى ما يكون ذهن الإنسان في وقت السحر‏.‏
ومن شعره‏:‏
لو كنت تعلم ما أقول عذرتني ** أو كنت تعلم ما تقول عذلتكا
لكن جهلت مقالتي فعذلتني ** وعلمت أنك جاهل فعذرتكا
وأنشد‏:‏
يقولون لي‏:‏ دار الأحبة قد دنت ** وأنت كئيب إن ذا لعجيب
فقلت‏:‏ وما تغني الديار وقربها ** إذا لم يكن بين القلوب قريب‏؟‏
ذكر له ابن خلكان ترجمة حافلة في وفيات الأعيان‏.‏
توفي الخليل سنة خمس وستين أو سبعين ومائة، وله أربع وسبعون‏.‏
وسبب موته أنه قال‏:‏ أريد أن أعمل نوعا من الحساب، تمضي به الجارية إلى البقال، فلا يمكن أن يظلمها؛ فدخل المسجد وهو يعمل فكره، فصدمته سارية وهو غافل، فانصدع ومات؛ و رُئي في النوم فقيل له‏:‏ ما صنع الله بك‏؟‏ فقال‏:‏ أرأيت ما كنا فيه، لم يكن شيئا، أو ما وجدت أفضل من‏:‏ سبحان الله، والحمد الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر‏.‏
تعليمية علي بن حسن الهناني المعروف بكُراع النمل
بضم الكاف، أبو الحسن النحوي اللغوي، قال ياقوت‏:‏ هو من أهل مصر، أخذ عن البصريين، وكان نحويا كوفيا، كتب المنضد في لغة المجرد سنة سبع وثلاثمائة‏.‏ ‏(‏3/ 6‏)‏
تعليمية أحمد بن فارس بن زكريا
أبو الحسين اللغوي الرازي القزويني، كان نحويا على طريقة الكوفي، سمع أباه، وعليَّ بن إبراهيم بن سلمة، وقرأ عليه الأديب الهمذاني؛ وكان إماما في علوم شتى، خصوصا باللغة، فإنه أتقنها، وألف كتابه المجمل في اللغة، وهو على اختصاره جمع شيئا كثيرا، وله مسائل في اللغة؛ وكان مقيما بهمذان، فحمل منها إلى الري ليقرأ عليه أبو طالب بن فخر الدولة فسكنها؛ وعليه اشتغل بديع الزمان صاحب المقامات، وكان شافعيا فتحول مالكيا وقال‏:‏ أخذتني الحمية لهذا الإمام أن يخلو مثل هذا البلد عن مذهبه، وكان الصاحب بن عباد تلمذ له ويقول‏:‏ شيخنا ممن رزق حسن التصنيف؛ وكان كريما جودا، ربما سئل فيهب ثيابه وفرش بيته‏.‏

قال الذهبي‏:‏ مات سنة 395 وهو أصح ما قيل في وفاته‏.‏
ومن شعره‏:‏
مرت بنا هيفاء مجدولة * تركية تنمي لتركي
ترنو بطرف فاتر فاتن * أضعف من حجة نحوي
تعليمية إسحاق بن إبراهيم الفارابي
أبو إبراهيم، صاحب ديوان الأدب في اللغة، خال أبي نصر الجوهري، ترامى به الاغتراب إلى أرض اليمن، وسكن زبيد، وبها صنف كتاب المجمل، ومات قبل أن يروى عنه قريبا من سنة 350، وقيل‏:‏ في حدود السبعين‏.‏
وقال ياقوت‏:‏ رأيت نسخة من هذا الكتاب بخط الجوهري، وقد ذكر فيها‏:‏ أنه قرأه إلى إبراهيم بقاراب‏.‏
وله رحمه الله تعالى أيضا‏:‏ شرح أدب الكتاب وبيان الأعراب‏.‏
تعليمية أحمد بن أبان بن سيد اللغوي الأندلسي
صاحب المعلم في اللغة، أخذ عن أبي علي القالي وغيره، وكان عالما إماما في اللغة والعربية، حاذقا أديبا سريع الكتابة‏.‏
روى عنه الأفليطي، صنف المعلم مائة مجلد، مرتبا على الأجناس، بدأ فيه بالفلك وختم بالذرة، وشرح كتاب الأخفش وغير ذلك‏.‏
مات سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة‏.‏ ‏(‏3/ 7‏)‏
تعليمية محمد بن أحمد بن الأزهر
طلحة بن نوح الهروي اللغوي الشافعي، أبو منصور الأزهري، ولد سنة 282‏.‏
وأخذ عن ربيع بن سليمان، ونفطويه، وابن السراج، وأدرك ابن دريد، ولم يرو عنه، وورد بغداد، وأسرته القرامطة، فبقي فيهم دهرا طويلا، وكان رأسا في اللغة واشتهر بها‏.‏
أخذ عنه الهروي صاحب الغريبين، وكان قد رحل وطاف في أرض العرب في طلب اللغة، وكان جامعا لشتات اللغة، مطلعا على أسرارها ودقائقها، وصنف في اللغة كتاب التهذيب، وهو من الكتب المختارة يكون أكثر من عشر مجلدات، وله تصنيف في غريب الألفاظ التي استعملها الفقهاء في مجلد واحد، وهو عمدة الفقهاء في تفسير ما يشكل عليهم من اللغة المتعلقة بالفقه، وكان عارفا بالحديث، عالي الإسناد، ثخين الورع‏.‏
ولد في سنة 282، ومات في ربيع الآخر سنة 370، وقيل سنة 371 بمدينة هراة، وله أيضا تفسير ألفاظ مختصر المزني، والتقريب في التفسير وغير ذلك؛ ورأى ببغداد أبا إسحاق الزجاج، وأبا بكر بن الأنباري، ولم ينقل أنه رحمه الله تعالى أخذ عنهما شيئا‏.‏
تعليمية علي بن إسماعيل بن سيِّده
اللغوي النحوي المرسي الأندلسي، أبو الحسن الضرير، صاحب المحكم في اللغة، وله كتاب المخصص في اللغة أيضا، قيل‏:‏ اسم أبيه‏:‏ محمد، وقيل‏:‏ إسماعيل، وكان أبوه ضريرا أيضا، قيّما بعلم اللغة؛ اشتغل ولده، كان حافظا، لم يكن في زمانه أعلم منه بالنحو واللغة والأشعار وأيام العرب وما يتعلق بها، متوفرا على علوم الحكمة‏.‏
روى عن أبيه وأبي العلاء صاعد بن الحسن البغدادي، وله شرح إصلاح المنطق، و شرح الحماسة، وشرح كتاب الأخفش‏.‏
مات سنة 358، عن نحو ستين سنة ‏(‏3/ 8‏)‏ أو نحوها، وكان له في الشعر حظ وتصرف‏.‏
تعليمية إسماعيل بن حماد الإمام أبو نصر الفارابي الجوهري
صاحب الصحاح‏.‏
قال ياقوت‏:‏ كان من أعاجيب الزمان ذكاء وفطنة وعلما، أصله من فاراب الترك، وكان إماما في اللغة والأدب، وخطه يضرب به المثل، وكان يؤثر السفر على الحضر، ويطوف الآفاق لأجل العلم، صنف كتابا في العروض، ومقدمة في النحو، قبل تغير عقله في آخر عمره، فعمل لنفسه جناحين، فصعد مكانا عليا، فأراد أن يطير فوقع ميتا، وبقي الصحاح في المسودة فبيّضه تلميذه إبراهيم بن صلاح الوراق، فغلط فيه في مواضع‏.‏
قال ياقوت‏:‏ وقد رأيت كتاب الصحاح بخطه عند الملك الأعظم، وقد كتبه في سنة 392‏.‏
قال ابن فضل الله في المسالك‏:‏ مات سنة 396‏.‏
تعليمية عبد الله بن بري
ابن عبد الجبار، أبو محمد المقدسي المصري النحوي اللغوي، علق نكتا مفيدة على صحاح الجوهري، وشاع ذكره واشتهر، ولم يكن في الديار المصرية مثله، كان قيما في النحو واللغة والشواهد‏.‏
صنف اللباب للرد على ابن الخشاب، في رده على درة الغواص للحريري‏.‏
قال الصفدي‏:‏ لم يكمل هو حواشي الصحاح، وإنما وصل إلى وقس، وهو ربع الكتاب، فأكملها الشيخ عبد الله بن محمد البطي‏.‏
مات ابن بري سنة 582، وللصحاح تكملة وحواش للصغاني رحمه الله تعالى، وجمع بينها وبين الصحاح مجمع البحرين‏.‏
تعليمية محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم الشيرازي الفيروزآبادي
صاحب المعلم العجاب الجامع بين المحكم والعباب، والقاموس المحيط، والقاموس الوسيط، الجامع لما ذهب من لغة العرب شماطيط، والعباب، وقد بلغ تمامه ستين مجلدة، والقاموس معظم البحر‏.‏ ‏(‏3/ 9‏)‏
والقابوس الرجل الجميل الحسن الوجه، الحسن اللون، يقال‏:‏ رجل وسيط فيهم أي‏:‏ أوسطهم نسبا، وأرفعهم محلا، ويقال‏:‏ قوم شماطيط أي‏:‏ متفرقة، و جاءت الخيل شماطيط أي‏:‏ أرسالا‏.‏
وهو العلامة مجد الدين أبو الطاهر، إمام عصره في اللغة‏.‏
قال الحافظ ابن حجر‏:‏ كان يُرفع نسبه إلى الشيخ أبي إسحاق الشيرازي صاحب التنبيه، ثم ارتقى وادعى بعد أن ولي قضاء اليمن أنه من ذرية أبي بكر الصديق، وكتب بخطه الصديقي، ولد سنة 729 بكازرون، وتفقه ببلاده وسمع بها، من محمد بن يوسف الزرندي المدني، ونظر في اللغة إلى أن مهر وفاق، واشتهر اسمه وهو شاب في الآفاق، وطلب الحديث، وسمع من الشيوخ منهم‏:‏ الحافظ الإمام الواحد المتكلم الحجة ابن القيم، تلميذ شيخ الإسلام أحمد بن تيمية الحراني رحمهم الله تعالى؛ وسمع بالشام من الشيخ تقي الدين أبي الحسن السبكي الكبير، وولده أبي النصر تاج الدين السبكي الصغير، وابن نباتة، وابن جماعة وغيرهم؛ وجال في البلاد الشمالية والشرقية، ولقي جماعة من الفضلاء، وأخذ عنهم وأخذوا عنه، وظهرت فضائله، وكتب الناس تصانيفه، ودخل الهند ثم زبيد، فتلقاه ملكها الأشرف إسماعيل بالقبول، وقرره في قضائها، وبالغ في إكرامه، ولم يدخل بلدة إلا وكرمه متوليها؛ وكان معظما عند الملوك، أعطاه تيمورلنك خمسة آلاف دينار؛ ودخل الروم فأكرمه ملكها ابن عثمان، وحصل له مال جزيل، ومع ذلك فإنه كان قليل المال لسعة نفقاته، وكان يدفعه إلى من يمحقه بالإسراف، ولا يسافر إلا وصحبته عدة أجمال من الكتب، يخرج أكثرها في منزل ينظر إليه، ويعيده إذا رحل، وكان إذا أملق باعها‏!‏ وكان سريع الحفظ‏.‏
يحكى عنه أنه كان يقول‏:‏ ما كنت أنام حتى أحفظ مائتي سطر، ومصنفاته كثيرة، وقد عُدَّ منها بضع وأربعون مصنفا من اللغة والتفسير والحديث‏.‏
توفي بزبيد سنة ست أو سبع عشرة وثمانمائة، وهو متمتع بحواسه، ودفن بتربة الشيخ ‏(‏3/ 10‏)‏ إسماعيل الجبرتي‏.‏
قلت‏:‏ ومن مؤلفاته‏:‏ كتاب سفر السعادة، وهو بالعربية وبالفارسية، وما أجمعه وأصحه، وأوعاه لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، وما أليقه للعمل لمريد السنة‏!‏
تعليمية محمد بن مكرم بن علي
– وقيل‏:‏ رضوان – بن أحمد بن أبي القاسم بن حنفية بن منظور
الأنصاري الأفريقي المصري، جمال الدين أبو الفضل، صاحب كتاب لسان العرب في اللغة، الذي جمع فيه بين التهذيب، والمحكم، والصحاح وحواشيه، والجمهرة، والنهاية‏.‏
ولد في محرم سنة 63، وسمع من أبي المعز وغيره، وجمع وعمر وحدث، واختصر كثيرا من كتب الأدب المطولة كالأغاني، والعقد، والذخيرة، ومفردات ابن البيطان‏.‏
يقال‏:‏ أن مختصراته خمسمائة مجلد، وخدم في ديوان الإنشاء مدة عمره، وولي قضاء طرابلس، وكان صدرا رئيسا فاضلا في الأدب، مليح الإنشاء‏.‏
روى عنه السبكي والذهبي، تفرد بالعوالي، وكان عارفا بالنحو واللغة والتاريخ والكتابة، واختصر تاريخ دمشق في نحو ربعه، وعنده تشيع بلا رفض‏.‏
مات في شعبان سنة إحدى عشر وسبعمائة‏.‏
تعليمية أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم الميداني
النيسابوري، أبو الفضل الأديب النحوي اللغوي، صاحب كتاب السامي في الأسامي‏.‏
قال ياقوت‏:‏ قرأ على الواحدي صاحب التفسير وغيره، وأتقن اللغة والعربية، و صنف كتاب الأمثال، ولم يعلم مثله في بابه، والأنموذج في النحو والمصادر، ونزهة الطرف في علم الصرف، وكان قد سمع الحديث ورواه، وكان ينشد كثيرا وأظنهما له‏:‏
تنفس صبح الشيب في ليل عارضي ** فقلت‏:‏ عساه يكتفي بعذاري
فلما فشا عاتبته فأجابني ** ألا هل ترى صبحا بغير نهار
وقرأ عليه ابنه‏.‏
مات في رمضان سنة 518‏.‏ والميداني‏:‏ نسبة إلى ميدان زياد ‏(‏3/ 11‏)‏ بن عبد الرحمن، وهي محلة بنيسابور؛ قلت‏:‏ وقد طبع كتابه الأمثال بمصر القاهرة لهذا العهد، وابنه أبو سعد سعيد بن أحمد كان أيضا فاضلا دينا، وله كتاب الأسماء في الأسماء، وتوفي رحمه الله سنة تسع وثلاثين وخمسمائة‏.‏
تعليمية ناصر بن عبد السيد بن علي بن المطرزي الحنفي
أبو الفتح النحوي الأديب، من أهل خوارزم، قرأ على الزمخشري والموفق، وبرع في النحو واللغة والشعر وأنواع الأدب والفقه على مذهب الحنفية، ويقال‏:‏ أنه كان خليفة الزمخشري، وكان معتزليا، تام المعرفة بفنه، رأسا في الاعتزال داعيا إليه، ينتحل مذهب الإمام أبي حنيفة في الفروع، فصيحا فاضلا في الفقه، صنف شرح المقامات للحريري، وهو على وجازته مفيد محصل للمقصود، وله كتاب المغرب، تكلم فيه على الألفاظ التي يستعملها الفقهاء من الغريب، وهو للحنفية بمثابة كتاب الأزهري للشافعية، وما قصّر فيه فإنه أتى جامعا للمقاصد، وله مختصر الإقناع في اللغة، والمصباح في النحو، ومختصر الإصلاح لابن السكيت وغير ذلك، وانتفع الناس بكتبه؛ ودخل بغداد حاجا سنة 601، وكان سائرَ الذكر، مشهورَ السمعة، بعيد الصيت، له شعر كثير يستعمل فيه التجانس‏.‏
والمطرزي‏:‏ نسبة إلى من يطرز الثياب ويرقمها، ولا أعلم هل كان يتعاطى ذلك بنفسه، أم كان في آبائه من يتعاطى ذلك فنسب إليه‏؟‏ قاله ابن خلكان‏.‏
ولد في رجب سنة 38 هـ، ومات بخوارزم في يوم الثلاثاء حادي عشر جمادى الأولى سنة 610، ورُثي بأكثر من ثلاثمائة قصيدة‏.‏
تعليمية عمر بن محمد بن أحمد
ابن إسماعيل، أبو حفص نجم الدين، الإمام الزاهد، قال السمعاني‏:‏ كان إماما فاضلا مبرزا متقنا لغويا‏.‏
سمع أبا مجد محمد التنوخي، وأبا الحسين محمد البزدوي وغيرهما‏.‏
وصنف في كل نوع من العلم في التفسير والحديث واللغة والشروط، صنف قريبا من مائة مصنف ‏(‏3/ 12‏)‏‏.‏
ولد بنسف في شهور سنة اثنتين وستين وأربعمائة، وتوفي سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة، وفي هذه السنة توفي أيضا الزمخشري صاحب الكشاف‏.‏
مبارك بن محمد بن محمد، مجد الدين أبو السعادات الجزري الإرملي، المشهور بابن الأثير‏.‏
أشهر العلماء ذكرا، وأكبر النبلاء قدرا، أحد الأفاضل المشار إليهم، وفرد الأماثل المعتمد في الأمور عليهم، كان نائب المملكة، ولد سنة 544 هـ بالجزيرة، وانتقل إلى الموصل، وأخذ النحو عن ابن دهان، ويحيى بن سعدون القرطبي، وسمع الحديث متأخرا، وتنقل في الولايات، وكتب في الإنشاء‏.‏
وله النهاية في غريب الحديث، وجامع الأصول في أحاديث الرسول، والبديع في النحو، وكتاب الإنصاف في الجمع بين الكشف والكشاف في التفسير، وكتاب المصطفى والمختار في الأدعية والأذكار، وكتاب في صفة الكتابة، صنف هذه الكتب وكان عنده جماعة يعينونه عليها في الاختيار والكتابة، وله شعر يسير‏.‏
مات سنة 606 رحمه الله تعالى‏.‏
أبو الفيض محمد مرتضى بن محمد الحسيني، صاحب تاج العروس شرح القاموس
السيد الواسطي البلجرامي، نزيل مصر، شريف النجار، عظيم المقدار، كريم الشمائل، غزير الفواضل والفضائل‏.‏
أخذ العلوم النقلية والعقلية في مدينة زبيد، على جماعة أعلام منهم‏:‏ السيد العلامة أحمد بن محمد مقبول الأهدل، ومَن في طبقته‏:‏ كالشيخ عبد الخالق ابن أبي بكر المزجاجي، والشيخ محمد بن علاء الدين المزجاجي‏.‏
قال في النفس اليماني والروح الريحاني‏:‏ وأخذ عمن أُخذ عنهم‏:‏ كشيخنا الوالد رحمه الله، ثم توجه إلى ‏(‏3/ 13‏)‏ إقليم مصر، واستكمل فيها العلوم النقلية والعقلية، وبرع في جميع العلوم سيما علمي الحديث واللغة، وأدرك شيوخنا من أهل الأسانيد العالية، وألف التآليف النافعة الواسعة، واستجاز لي منه شيخنا الوالد وأجاز، وكذلك استجاز لي منه السيد العلامة عبد الله السعدي مقبول الأهدل، وأجاز واستجاز منه لنفسه ولأولاد شيخنا الوالد القاضي العلامة محمد بن إسماعيل الربعي‏.‏
وأجاز وكتب هذه الإجازة‏:‏
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي أجاز على العمل الصحيح المقبول أحسن إجازة، ووعد بوجادة ذلك يوم مناولة الكتاب باليمين وعدا لا يخلف سبحانه إنجازه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة يسندها عن القلب اللسان، ويرفع إسنادها على متن مسندها راية روايتها التي هي علم الإيمان، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المرفوع قدره على كل نبي مرسل، المطهر نسبه الزكي المسلسل، وعلى آله وصحبه الذين قامت لهم بمتابعته شواهد التفضيل، وأضحى مدرجا في إجمال ما شهد به كل تفصيل‏.‏
وبعد، فلما أشرق سبحانه على من أسعده شمس العناية، وجلى قلبه بنور التوفيق بكمال الرعاية، ووالى عليه طول إمداده عند بزوغ هلاله، ولم يزل يعرج في منازل العز إلى أن بلغ أوج كماله، كان من أصدق ما صدقت عليه هذه العبارة، وأحرى مَن تنصرف إليه هذه الإشارة، السالك بمقتضى التوفيق، أبهج المسالك النبوية، الراقي بهمته ذرى التحقيق، فظفر منه بالغاية المقبولة المرضية، وتحلى بالفضائل ما أوضح شاهده الدليل، حيث صرف أوقاته النفيسة في التحصيل، وأرق فكره في التفريع والتأصيل، إلى أن اكتال من المعارف بالصاع الأوفى، وروي من منهلها الأعذب الأصفى، وتفيأ بظلال رياض العلوم بالمدد، وروى حديث الفضل عالي السند، وجاء مجليا في حلبة الفواضل، محرزا قصب السبق بأطراف الأنامل، ألا وهو النجيب الكامل، صفي الإسلام أبو الإمداد محمد، نجل شيخنا الإمام العلامة قاضي القضاة عماد الإسلام إسماعيل ابن ‏(‏3/ 14‏)‏ الشهاب أحمد بن المرحوم إبراهيم بن عمر بن عبد القادر الربعي الأشعري، وهو زاكي الحسب، عريق في النسب، إذ أُمُّ جده إبراهيم هي‏:‏ آمنة ابنة الفقيه العلامة محمد بن إبراهيم بن إسماعيل العلوي، وقد تولى القضاء من أسلافهم جماعة في مور والمهجم، وبعضهم عند البدر الأهدل مترجم، نفعنا الله ببركات السلف الصالح، وأعز جناب هذا الخلف الفالح، وأدام النفع به، ووصل أسباب الخيرات بسببه، آمين‏.‏
وقد دعاه حسن الظن بي أن كتب إلي كتابا يستدعي فيه الإجازة مني، حرصا على الانتظام في سلك من تحلى بما خُصّت به هذه الأمة من الإسناد، والتمسك بسلسلته الموصلة لأشرف الرسل إلى العباد، ولقد ذكرني – حفظه الله – بشيء كاد أن يكون نسيا منسيا، ورَعْيا له فقد شوقني لما كان أمرا ظاهرا فعاد خفيا، فقد كان فيما عبر من الزمان، يرحل إلى الإسناد العالي إلى شاسع البلدان، وتطلب الإجازة من بعيد تلك الديار، وأطراف تلك الأقطار، أما الآن فقد زال ذلك الانضباط، وطوي ذلك البساط، وتقاعدت الهمم عن طلبه، وركّت عن السعي في تحصيل رتبه، وذهب المسدون الخلة، ومن كانت تزدهي بوجودهم الملة، كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفاء أنيس، ولم يسمر بمكة سامر، ولكن بقي من آثارهم بقايا، في زوايا الزمان ممن تحمل عنهم خبايا، والعبد بحمد الله ممن تردد إلى مشائخ علم الحديث والإسناد قديما، وصبغ بالتحمل عنهم في ساحته أديما، وقد قرت عيني به الآن، وابتهج خاطري بوجود طالب هذا الشان، فلله الحمد على ذلك، والشكر له على سلوك ‏(‏3/ 15‏)‏ هذه المسالك، فإنه الموفق لما هنالك، المعطي المانع الملك المالك، وقد أجبت لسيدنا المشار إليه إلى مطلوبه، وسعفته بتحصيل مرغوبه، وأجزته أن يروي عني جميع ما تجوز لي وعني روايته من مقروء، ومسموع، ومجاز، ومناولة، ووجادة، وكتابة، ووصية، ومراسلة، وفروع، وأصول، ومعقول، ومنقول، ومنثور، منظوم، وتأليف، وتخريج، وكلام، وتصوف، ولغة، ونحو، وتصريف، ومعاني، وبيان، وبديع، وتاريخ، ودواوين، وما ألفته، وخرجته، ونظمته، ونثرته بشرطه الذي عليه عند أرباب هذا الشأن يعتمد، وقرنت ذلك الاقتصار من الطرق التي رويت بها أعلى السند، وكذلك أجزت بكل ما ذكر أولاد شيخنا الإمام العلامة نفيس الإسلام سليمان بن يحيى بن عمر – حفظه الله -، وحاطهم بحسن رعايته، ولطيف كلاءته، ذكورا وإناثا، وأنا أسأل من فضله أن لا ينساني من خالص دعواته، في خلواته وجلواته، وأتوسل إلى الله تعالى بخاتم أنبيائه عليه أفضل الصلاة والسلام، أن يرزقني وإياهم وجميع المسلمين حسن الختام، آمين‏.‏
فأقول‏:‏ أخبرني ما بين قراءة، وسماع، وإجازة خاصة وعامة، مشائخنا الأئمة الأعلام‏:‏ السيد نجم الدين أبو حفص عمر بن أحمد بن عقيل الحسيني؛ والشهابان‏:‏ أحمد بن عبد الفتاح بن يوسف بن عمر المجري الملوي، وأحمد بن حسن بن عبد الكريم بن محمد بن يوسف الخالدي؛ وعبد الله بن محمد الشبراوي؛ والسيد عبد الحي بن الحسن بن زين العابدين البهنسي؛ خمستهم عن‏:‏ مسند الحجاز عطاء بن سالم البصري؛ والشهاب أحمد بن محمد النخلي؛ وشيخنا‏:‏ النجم أبو المكارم محمد بن سالم بن أحمد الحنفي، عن المسند عبد العزيز بن إبراهيم الزيادي؛ وشيخنا المتفنن‏:‏ أحمد بن عبد المنعم بن صيام الدمنهوري، عن الشمس محمد بن منصور الأطفيحي؛ وشيخنا‏:‏ أبو المعالي الحسن بن علي المدابغي، عن عبد الجواد بن القاسم المحلي؛ وشيخنا المعمر‏:‏ السيد محمد بن محمد التليدي ‏(‏3/ 16‏)‏ عن أبي عبد الله محمد بن عبد الباقي الزرقاني؛ وشيخنا‏:‏ الشهاب أحمد بن شعبان بن غرام الرعيلي، الشهير بالسابق، قال‏:‏ هو وهو أعلى بدرجة؛ والزرقاني؛ والمحلي؛ والأطفيحي؛ والزيادي؛ والنخلي؛ والبصري‏.‏
أخبرنا الحافظ شمس الدين محمد بن علاء الدين البابلي، وزاد الزرقاني والأطفيحي والزيادي، فقالوا‏:‏ وأبو الضياء علي بن علي الشَبْرَامَلَّسي‏.‏
وأخبرنا شيخنا عبد الله بن محمد بن أحمد العشماوي، عن أبي العز محمد العجمي، عن أبيه محدث القاهرة الشهاب أحمد بن محمد العجمي قال‏:‏ هو والبابلي، أخبرنا المسند نور الدين علي بن يحيى الزيادي، عن كل من السندين‏:‏ يوسف بن زكريا، ويوسف بن عبد الله الأرميوني، كلاهما، عن الحافظ شمس الدين أبي الخير محمد بن عبد الرحمن السخاوي، وبرواية البابلي والشبراملسي، عن الشهاب أحمد بن خليل السبكي، وبرواية البابلي خاصة، عن خاله سليمان ابن عبد الدائم البابلي، وأبي النجا سالم بن محمد السنهوري، وعبد الرؤوف بن تاج العارفين المناوي، والشهاب أحمد بن محمد بن يونس الحنفي، والمعمر محمد بن محمد بن عبد الله القلقشندي الواعظ، خمستهم‏:‏ عن نجم السنة محمد بن أحمد بن علي الغيطي، عن شيخ الإسلام زكريا بن محمد الأنصاري، وبرواية السنهوري، عن الشهاب أحمد بن محمد بن علي بن حجر المكي، عن شيخ الإسلام، وعن عبد الحق بن محمد السنباطي، وبرواية الواعظ أيضا، عن أحمد بن محمد السبكي، عن الجمال إبراهيم بن أحمد ابن إسماعيل القلقشندي، وبرواية شيخ مشائخنا البصري، عن علي بن عبد القادر الطبري، عن عبد الواحد بن إبراهيم الخطيب، عن الشمس محمد بن إبراهيم العمري، هو والجمال القلقشندي والسنباطي وشيخ الإسلام والسخاوي، عن حافظ الأمة شهاب الدين أبي الفضل أحمد بن علي بن محمد العسقلاني، الشهير بابن حجر – قدس الله سره – بأسانيده المتفرعة إلى أئمة الكتب الستة وغيرهم، مما أوردها في كتاب المعجم ‏(‏3/ 17‏)‏ المفهرس، وهو في جزء حافل، وبرواية عبد الواحد الخطيب أيضا، عن الجلال عبد الرحيم بن عبد الرحمن العباسي، هو والأرميوني وأبو زكريا أيضا، عن الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي بأسانيده المذكورة في معجمه‏.‏
ومن مشائخي‏:‏ الإمامان الفقيهان‏:‏ محمد بن عيسى ابن يوسف الدنجاوي، ومصطفى بن عبد السلام المنزلي، أخذت عنهما بثغر دمياط، وهما يرويان عن الإمام أبي حامد بن محمد البديري، عن الشيخ إبراهيم الكوراني، وقريش بنت عبد القادر الطبري، ومحمد بن عمر الشوبري، ومحمد بن داود العناني، والمقري‏:‏ محمد بن قاسم البقري، وأحمد بن عبد اللطيف البشيشي بأسانيدهم‏.‏
ومن مشائخي‏:‏ سالم بن أحمد النفراوي، وسليمان ابن مصطفى المنصوري، وأبو السعود محمد بن علي الحسني، وعبد الله بن عبد الرزاق الحريري، ومحمد بن الطيب الفاسي، ومحمد بن عبد الله بن أيوب التلمساني، الشهير بالمنور، وعلي بن العربي السقاط، وعمر بن يحيى الطحلاوي وغيرهم‏.‏
وممن كتب بالإجازة إلي جماعة أجلهم‏:‏ الشهاب أحمد بن علي الميني الحنفي من دمشق، وعلي بن محمد السلمي من صالحيتها؛ وأبو المواهب محمد صالح بن رجب القادري، ومحمد بن إبراهيم الطرابلسي النقيب، ومحمد بن طه العقاد، وأحمد بن محمد الحلوي، أربعتهم من حلب؛ والمسند أبو عبد الله محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي من نابلس، وأحمد بن عبد الله السنوسي، ومحمد بن علي بن خليفة الفريابي، كلاهما من تونس‏.‏
و لي غيرهم من الشيوخ ذي الرسوخ، الموصوفين بالصلاح، المنتظمين في سلك ذوي الفلاح، تغمدهم الله بعفوه، وزادهم من سلسبيل الجنة بصفوه، وأسانيدهم مشهورة، وفي صحف السماعات مسطورة، أوزعنا الله وإياهم شكر نعمته، وجمع بيننا وبينهم في مستقر رحمته، على بساط أنسه، وحضرة قدسه‏.‏ ‏(‏3/ 18‏)‏
ومما نسب إليه من التأليف والتخريج‏:‏ فشرح القاموس، المسمى بتاج العروس، في عشرة أسفار كبار، أتممته في أربع عشرة سنة‏.‏
وشرح إحياء علوم الدين، أعانني الله على إكماله، وقد وصلت فيه إلى كتاب الصلاة‏.‏
وتكملة القاموس، مما فاته من اللغة، لم يكمل‏.‏
وشرح حديث أم زرع، أحد عشر مجلسا‏.‏
ورفع الكلل عن العلل‏.‏
وتخريج حديث‏:‏ شيبتني هود‏.‏
وتخريج حديث‏:‏ نعم الإدام الخل‏.‏
والمواهب الجلية فيما يتعلق بحديث الأولية‏.‏
والمرقاة العملية في شرح الحديث المسلسل بالأولية‏.‏
والعروس المجلية في طرق حديث الأولية‏.‏
وشرح الحزب الكبير للشاذلي، المسمى‏:‏ بتنبيه المعارف البصير، على أسرار الحزب الكبير، وإنالة المنى في سر الكنى‏.‏
والقول المبتوت في تحقيق لفظ التابوت‏.‏
وحسن المحاضرة في آداب البحث والمناظرة‏.‏
ورسالة في أصول الحديث‏.‏
ورسالة في أصول المعمى‏.‏
وكشف الغطا عن الصلاة الوسطى‏.‏
والاحتفال بصوم الست من شوال‏.‏
وإيضاح المدارك عن نسب العواتك‏.‏
وإقرار العين بذكر من نسب إلى الحسن والحسين، والابتهاج بذكر أمر الحاج‏.‏ ‏(‏3/ 19‏)‏
والفيوضات العلية بما في سورة الرحمن من أسرار الصيغة الإلهية‏.‏
والتعريف بضروري علم التصريف‏.‏
والعقد الثمين في طرق الإلباس والتلقين‏.‏
وإتحاف الأصفياء بسلاسل الأولياء‏.‏
وإتحاف بني الزمن في حكم قهوة اليمن‏.‏
وإتحاف الإخوان في حكم الدخان‏.‏
والمقاعد العندية في المشاهد النقشبندية، مائة وخمسون بيتا‏.‏
والدرة المضيئة في الوصية المرضية، مائتان وعشرون بيتا‏.‏
وإرشاد الإخوان إلى الأخلاق الحسان، مائة وعشرون بيتا‏.‏
وألفية السند، في ألف وخمسمائة بيت، وشرحها في عشرة كراريس‏.‏
وشرح صيغة ابن مشيش‏.‏
وشرح صيغة السيد البدوي‏.‏
وشرح ثلاث صيغ لأبي الحسن البكري‏.‏
وشرح سبع صيغ، المسمى‏:‏ بدلائل القرب، للسيد مصطفى البري‏.‏
والأزهار المتناثرة في الأحاديث المتواترة‏.‏
وتحفة العيد، في كراس‏.‏
وتفسير سورة يونس على لسان القوم‏.‏
ولقطة العجلان في ليس في الإمكان أبدع مما كان‏.‏
والقول الصحيح في مراتب التعديل والتجريح‏.‏
والتحبير في الحديث المسلسل بالتكبير‏.‏
والأمالي الحنفية، في مجلد‏.‏
والأمالي الشيخونية، في مجلدين‏.‏
وقد بلغت أربعمائة مجلس، إلى وقت تاريخ الكتابة، إلى غير ذلك من رسائل منظومة ومنثورة، مما لست أحصي أسماءها الآن‏.‏ ‏(‏3/ 20‏)‏
وقد أجزت السيد المشار إليه ومن ذكر معه بكل ما ذكر إجمالا وتفصيلا إجازة عامة وخاصة، قاله بفمه، ورقمه بقلمه‏:‏ الفقير لمولاه، الشاكر لما أولاه، أبو الفيض محمد مرتضى بن محمد الحسيني، نزيل مصر، وخادم علم الحديث بها، غفر الله زلَلَه، وأصلح خلله، وتقبل عمله، وبلغه أمله، في مجلس واحد من ليلة خروج المحمل الشريف، وهي ليلة الاثنين تاسع شهر شوال سنة 1195، أحسن الله تمامها، وأسعد عامها، والحمد الله وحده، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم، وحسبنا الله ونعم الوكيل‏.‏
ووصل من السيد المذكور إلى شيخنا الوالد هذا الكتاب المشتمل على شرح بعض أحواله، ومن أدركه من أهل الأسانيد العالية وصورته‏.‏
بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم، أستخدم نسائم الكمائم في إبلاغ تحياتي إلى جناب ذي الفضائل، من مناهل المعارف من ندى مسائله‏.‏
وأستودع لمعان البوارق أمام الغوادي تسليماتي على حمّال أهل الفواضل، الناهض بأعباء علوم الشريعة على كاهله‏.‏
من قد كَوْكَبَ فضله وأشرق‏.‏
وماس غصن شمائله فأورق‏.‏
وتساوى في الثناء عليه يومه والأمس‏.‏
وأضاءت به أفلاك المكارم – ولا بدع – فإنه الشمس‏.‏
مستوطن سنام المجد الباذخ‏.‏
مقتعد صهوة الشرف الشامخ‏.‏
مشكاة العلوم إذا أظلمت سيل الجهالة‏.‏
ضياء العلوم إذا دارت على بدرها المنير هالة‏.‏
السيد الشريف، الجهيد العلامة العفيف، شيخنا وأستاذنا‏:‏ السيد سليمان بن يحيى‏.‏ ‏(‏3/ 21‏)‏
لازالت ربوع المكارم بحسن أنظاره تحيى‏.‏ آمين‏.‏
أما بعد، فقد وصل كتابكم أولا وثانيا، وكانا مع الفرح توأمين، وقرأناهما فقرت بمضمونها العين وزال الغين، وماذا أصف‏؟‏ وحسبي أن أقف، فالطوامير، بالنسبة إلى شكره قصاصات عصفت بها الرياح، والمناشير، ولو كانت طلاع ما بين الثرى والأثير، نبذت في جوانب فيافي البطاح، وأشواقي إلى مشاهدة تلك الربوع الأنيسة، ومشاهدة جماله الباهي فيها، مع الاستئناس بحضرة الأحباب الكرام، في تلك المشاهد الزكية المأهولة، لا قدرة على إبراز مجملها، فضلا عن مفصلها، كيف وقد ترادفت جيوشها، وتلاطمت أمواجها، ولمعت بوارقها، ولكني أسأل الواهب المنان، كثير الجود والإحسان، أن يقدر لي الوصول إلى تلك الديار، لأجدد عهدي و أنسي بأولئك السادة الأبرار، فإن هذا القدر الذي وصلت إليه، إنما هو من بركات ملاحظاتهم، وأسرار مشاهداتهم‏.‏
وقد اتفق أني حررت الجواب الذي ورد علينا سابقا مع الكتاب المرسل إلى حضرة شيخنا المرحوم قطب المكارم السيد الوجيه العيدروس، وأرسلناهما وفيه بيان بعض الأخبار، وإفشاء نبذ من الأسرار، ثم أُخبرت فيما بعد أن جواب مكتوبي لم يصل إلى حضرتكم، قال ذلك بعض طلبة العلم‏:‏ الشيخ علي العديني، فقلت‏:‏ لعله خير، وإنما يمنعني من إرسال المكاتيب كثرة أشغالي، وتضاعيف الهموم والأحزان بالقلب البالي، والتي لا يخلو الإنسان منها ولو كان في أجل النعم، ثم الذي أخبركم مما منَّ الله تعالى به علي‏:‏ أني حين وصولي إلى مصر، افترصت المدة، وانتهزت القعدة، فأكببت على تحصيل العلوم، وتكميل منطوقها والمفهوم، وتشرفت بالسماع والصحيح على مسنديها الموجودين‏.‏
فمن الطبقة الأولى – وهم الذين أدركوا البصري، والنخلي، والبنا، والبقري، والعجيمي، – جماعة وهم‏:‏ الشيخ أحمد بن عبد الفتاح بن يوسف المجري الملوي، ‏(‏3/ 22‏)‏ ورفيقه في الأخذ‏:‏ الشهاب أحمد ابن حسن بن عبد الكريم الخالدي الجوهري، وعبد الله بن محمد بن عامر الشبراوي، والشمس محمد بن أحمد بن حجازي العشماوي، والشهاب بن عبد المنعم صائم الدمنهوري، وسابق بن رمضان بن غرام الرعيلي، الشافعيون، والأخير‏:‏ أدرك الحافظ البابلي وأجازه، لأنه ولد سنة 1068، والبابلي وفاته سنة 1078، وتوفي شيخنا المذكور في سنة 1083، بعد وفاة شيخنا الشبراوي، فهذا الرجل أعلى من وجدته سندا بالديار المصرية، وكان له درس لطيف بالجامع الأزهر، يحضر عليه الإفراد، ولم يتنبه لعلوّ سنده إلا القليل، لاشتغالهم بأحوالهم‏.‏
ثم أدركت الطبقة الثانية، وهي مضاهية للأولى ومشاركة لهم، فمنهم‏:‏ الشيخ سليمان بن مصطفى المنصوري الحنفي، والشيخ حسن بن علي المدابغي الشافعي، والسيد محمد بن محمد التليدي الحسيني المالكي، وعمر بن علي بن يحيى الطحلاوي المالكي، والقطب عبد الوهاب بن عبد السلام المرزوقي العفيفي المالكي، وعبد الحي بن الحسن الحسني البهنسي المالكي، وعلي بن موسى الحسني المقدسي الحنفي، ومحمد بن سالم الحنفي‏.‏
ثم أدركت بعد هؤلاء طبقة أخرى مشاركة لهم، وهم كثيرون، ورحلت إلى بيت المقدس، فحطت بها جماعة مسندين، وفي الرملة، وثغريا، ودمياط، ورسد، والحلة، وسهنود، والمنصورة، وأبو صير، و دمنهور، وعدة من قرى مصر؛ سمعت بها الحديث، كما هو مذكور في المعجم الكبير الذي ذكرت فيه تفصيل ذلك‏.‏
ورحلت إلى أسيوط، وجرجان، وفرشوط، وسمعت في كل منها، وأجازني من مدينة حلب جماعة، ومن مدينة فاس، وتونس، وسولا، وتلمسان جماعة، وأدركت من شيوخ المغاربة جماعة مسندين بمصر وغيرها‏.‏
وممن كتب إليه أستجيز منه لي ولحضرتكم ولأخيكم السيد أبكر ومحبنا ‏(‏3/ 23‏)‏ العلامة عثمان الجبيلي، خاتمةُ المحدثين بمدينة نابلس من الشام‏:‏ الشمس محمد ابن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي، وذلك في سنة تسع وسبعين ومائة وألف، فوصلت منه الإجازة وفيها أساميكم مسطرة على التفصيل، في نحو كراس، أخذها مني الشيخ عبد القادر بن خليل المدني وصل إليكم من مدة ثلاث سنوات، وفي ظني الغالب أنه اجتمع بكم وأراكم هذه الإجازة، ثم إن المذكور ورد علينا من اليمن، وتوجه إلى نابلس وتوفي هناك، وبقيت الإجازة في جملة كتبه، فإن اطلعتم عليها وكتبتم منها نسخة فيها، وإن لم تطلعوا عليها فإن أسانيد الشيخ المشار إليه المجيز لكم محفوظة عندي، فإن سمحت نفسكم بالعمل بهذه الإجازة، وطلبتم شيوخه أرسلت لكم ذلك‏.‏
ومما منَّ الله تعالى علي‏:‏ أني كتبتُ على القاموس شرحا غريبا، في عشر مجلدات كوامل، جُملتها خمسمائة كراس، مكثت مشتغلا به أربعة عشر عاما وشهرين، واشتهر أمره جدا، حتى استكتبه ملك الروم نسخة، وسلطان دافور نسخة، وملك الغرب نسخة، ونسخة منها موجودة في وقف أمير اللوا محمد بيك بمصر، بذل في تحصيله ألف ريال، وإلى الآن الطلب من ملوك الأطراف غير متناه، واتفق أنه جاءني كتاب من السيد العلامة فخر السادة الملوك الأشراف مولانا السيد عبد القادر الكوكباني، صحبة فخر السادة الأشراف السيد علي الفتاوي، يطلب نسخة من الكتاب، فحصلت له الجزء الأخير منه، وهو مشتمل على شرح الواو والياء المسمى‏:‏ بالإعياء، إلى آخر الكتاب، وهذا العام قد توجه به السيد المذكور إلى بلاد اليمن، فإن سمح خاطركم بإرسال مكتوب إلى السيد عبد القادر المشار إليه بتحصيله بالاستكتاب فلا بأس، وإن قدر الله الإرسال إليكم بشيء من أوله فعلت، وسأفعل إن شاء الله تعالى‏.‏ ‏(‏3/ 24‏)‏
ثم أذن لي بالقاهرة في درس الحديث، فشرعت في إقراء صحيح البخاري في مسجد شيخون بالصليبية، مع إملاء حديث عقب الدرس على طريقة الحفاظ بسنده، والكلام عليه بمقتضى الصناعة الحديثة، فحررت تلك الأمالي إلى الآن، فبلغت نحو أربعمائة مجلس، في كل جمعة يومان فقط‏:‏ الاثنين والخميس، وقد جمع ذلك في مجلدات، ونقلها الناس، وأنا إلى الآن مستمر على هذه الطريقة؛ ودرس آخر في الشمائل للترمذي، في مقام القطب شمس الدين أبي محمود الحنفي – قدس الله سره -‏.‏
ولما وصلت إلى حديث أم زرع، أمليت عليه نحو سبعة كراريس وأكثر، في أربعة عشر مجلسا، ونقلته الطلبة واشتهر بينهم، وكتبت إجازة إلى غزة، ودمشق، وحلب، وعين ناب، وأذربيجان، وتونس، وحرار، ونادلا، وديار بكر، وسناد، ودارفور، ومدراس، وغيرها من البلدان، على يد جماعة من أهلها الذين وفدوا علي، وسمعوا مني، واستجازوا لمن هناك من أفاضل العلماء، فأرسلت إليهم مطلوبهم؛ وتلك الأسانيد غالبها ما استفدنا منكم ومن حضرة شيخنا‏:‏ المرحوم عبد الخالق بن أبي بكر المزجاجي، ولقد حصلت الأسانيد شهرة في الديار المصرية والشامية والرومية والمغربية وأطرافها، مما لا أحصي بيانه، والحمد لله الذي وفقني لإحياء مراسم أشياخي، وإنعاش ذكرهم على ممر الزمان؛ ولم أزل في مجالسي أحييها بذكركم، وأشوق الناس إلى زكي محاسنكم، وكتبت في هذه المدة عدة رسائل، ما بين مختصر ومطول‏.‏
فمن ذلك‏:‏
جزء في تخريج حديث‏:‏ شيبتني هود‏.‏
وجزء في تخريج حديث‏:‏ نعم الإدام الخل‏.‏
وجزء في تحقيق الصلاة الوسطى‏.‏
وجزء في تخريج هذا العلم من كل خلف عدوله‏.‏
والأربعين المنتقى من العلل، للدارقطني، والكلام معه بمقتضى الصناعة‏.‏ ‏(‏3/ 25‏)‏
ومعارف الأبرار فيما للكنى والألقاب من الأسرار‏.‏
وجزء في تخريج حديث‏:‏ اسمح يسمح لك‏.‏
والعقد المنظم في أمهات النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏
والعقد الثمين في رجال الخرقة والذكر والتلقين‏.‏
والفوائد الجليلة على مسلسلات ابن عقيلة، عشرة كراريس‏.‏
والمرقاة العلية في شرح المسلسل بالأولية، وضعتها على ترتيب‏:‏ منتهى الآمال في حديث إنما الأعمال، للحافظ السيوطي، وغير ذلك مما لم يحضرني حال تسطير الأحرف، وهي كثيرة‏.‏
ومن أعظم ذلك‏:‏ أني شرعت في شرح كتاب الإحياء للغزالي، وأمليته درسا، فأتممت شرح كتاب العلم وحده في نحو سبعين كراسا، والعام الماضي جاءني كتاب من عالم مكة وصالحها‏:‏ مولانا الشيخ إبراهيم الزمزمي يطلب ما تيسر منه، فنقل له من المسودة نحو عشرين كراسا، وأرسلت إليه هذا العام، ولكن بعد إرسال ذلك إليه حين التبييض زدت فيه من فوائده المغلقة به شيئا كثيرا، حتى إن الكتاب مغائر له؛ وقد عزمت في هذه السنة على إرسال ما بيضته وزدت عليه، ليكون الاعتماد على النسخة الأخيرة، فإذا أرسلتم إلى مكة من يستكتب لكم منه نسخة، فإنه قريب الحصول، ومع ذلك فإني نويت على إرسال شرح كتاب العلم منه إلى حضرتكم السعيدة، مع شيء من شرح القاموس، فإن ساعدت الأقدار بحصول أمنيتي فعلت ذلك، وسأفعله إن شاء الله تعالى؛ وهذا الشرح يا مولانا غريب الشكل والوصف، فإنه قد حضرت لي المواد المتعلقة به مالا أحصيها، لكثرة وغرابة، وهي مذكورة في أوله، ثم إنه شرح ممزوج متكفل لبيان رموزه ونسخه وإشاراته ومآخذه، ونرجو من علو همتكم أن لا تنسوا تلميذكم من صالح الأدعية، وبالتوفيق والرضا والتيسير للعمل الصالح، خصوصا إتمام هذا الشرح على الوتيرة المرضية؛ وساعة تاريخ الجواب كنت أشرح الرسالة القدسية، وهو ثاني كتاب بعد كتاب العلم، وقد بقي منه شيء قليل، وسنشرع في كتاب ‏(‏3/ 26‏)‏ أسرار الطهارة إن شاء الله تعالى، كل ذلك ببركة نفسكم الطاهر، ودعائكم الفاخر، فالبعد الظاهر لا عبرة به عند أرباب القلوب، والله علام الغيوب‏.‏
ونخبر شيخنا – أدام الله فضله علينا -‏:‏ أن في جواب الكتاب السابق الذي لم يصل إليكم، كنت أرسلت أستجيز منكم لي على سبيل التجديد، ثم الجماعة من خواص أحبابي الذي يترددون علي للتلقي، ولهم بنا صحبة ومحبة، واشتياقهم لحضرتكم شديد، وإنما منعهم من الوصول إليكم بعد الديار وكثرة الأخطار، وأرجو من فضلكم إرسال إجازة لي منكم، ولمن يسمى بعد في هذه المحلة، وإذا كتبتم الإجازة في كراريس، فليكتب عليها كذلك من بقي الآن بمدينة زبيد – حرسها الله – من المسندين المعمرين، كل ذلك بهمتكم، ويكون إرسالها على يد من يعتمد عليه من الثقات، لا زلتم أهلا لإنجاح الحاجات‏.‏
وهذه أسامي المجازين بعد كاتبه الفقير‏:‏
معيد دروسنا‏:‏ السيد الفاضل أبو الصلاح الحسين بن عبد الرحمن الحسيني الشيخوني‏.‏
وأبو العدل موسى بن داود بن سليمان الحنفي، خطيب المسجد الذي أنا أقرأ فيه‏.‏
والشيخ الصالح‏:‏ أبو البر أحمد بن يوسف الحسيني الشنواني‏.‏
وأبو الصلاح يوسف بن نور الدين الطحلاوي المالكي، خطيب جامع توضون‏.‏
ورضوان بن عبد الله الدفراوي مولى نعم، ولأولاده‏:‏ أبو البقاء، وعثمان، ومحمد، وأحمد، وسلمان، ونفيسة‏.‏
وأبو العرفان عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الحلواني الحنفي، ولوالده المذكور، وفتايَ‏:‏ بلال الحبشي، وزوجي‏:‏ زبيدة بنت المرحوم ذو العفار الدمياطي‏!‏ وفتياتي‏:‏ سعادة، ورحمة الحبشيتان، كل ذلك بتصريح أساميهم تفصيلا، مع ذكر ما ينبغي ذكره من اللطائف الإسنادية، والغرائب الحديثة، وذكر بعض الكتب من أسانيد والدكم المرحوم، ومشائخكم الذي أخذتم عنهم، والله ‏(‏3/ 27‏)‏ يجزيكم عنا كل خير، ويمد في حياتكم وعمركم، ويجعلكم ملجأ الوافدين‏.‏
ثم المسؤول إبلاغ شريف سلامي وتحياتي، إلى حضرة سلالة المشائخ الكرام‏:‏ العارف بالله سيدنا الوجيه عبد الرحمن المشرع، وقد كنت حررت له جوابا في طي جوابكم، ولم يتفق وصوله، وإلى حضرة أخيكم وصنوكم‏:‏ السيد أبي بكر، ومحبنا الفقيه العلامة عثمان الجبيلي، ثم إلى حضرة شيخنا العلامة عبد الله الجوهري، ثم إلى حضرة سيدنا الإمام العلامة القاضي إسماعيل الربعي، ثم إلى أولاد شيخنا المرحوم عبد الخالق بن أبي بكر، وإلى أولاد شيخنا المرحوم محمد بن علاء الدين، ثم كل من يسأل عنا ويحويه مجلسكم السعيد، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏ انتهى ما في ‏(‏النفس اليماني والروح الريحاني‏)‏‏.‏وأقول‏:‏ أن السيد أصله من السادة الواسطية، من قصبة بلكرام، وهي على خمس فراسخ من بلدتنا قنوج، ما وراء نهر كنك‏.‏
قال السيد العلامة مير غلام علي آزاد البلجرامي – قدس سره السامي – في مآثر الكرام تاريخ بلجرام، تحت ترجمة السيد قادري ما تعريبه‏:‏
ومن نيائره‏:‏ السيد محمد مرتضى بن السيد محمد بن السيد قادري، حصل الكتب العربية، ووفق في حداثة السن لمزيارة الحرمين الشريفين، في سنة أربع وستين ومائة وألف الهجرية، واكتسب علم الحديث الشريف في أماكن متبركة، وهو نزيل زبيد اليمن في هذه الأيام، يستند فن الحديث عند الشيخ عبد الخالق الزبيدي – بارك الله في عمره وأولاده – الترقيات الدينية‏.‏ انتهى‏.‏
قلت‏:‏ وقد أقام رحمه الله بزبيد، حتى قيل له‏:‏ الزبيدي، واشتهر بذلك، واختفى على كثير من الناس، كونه من الهند ومن بلجرامها، وقد ذكر في برنامجه الذي كتبه للسيد باسط علي بن السيد علي بن السيد محمد بن السيد قادري بمصر نحوا من ثلاثمائة شيخ له، الذين أخذ عنهم العلم، وسمّى منهم من علماء الهند ومشائخها‏:‏ الشيخ المحدث العلامة محمد فاخر بن محمد يحيى الإله آبادي، ‏(‏3/ 28‏)‏ المتخلص بالزائر؛ ومسند الوقت‏:‏ الشيخ ولي الله المحدث الدهلوي، صاحب كتاب حجة الله البالغة، قال‏:‏ وحضرت بمنزله في دهلي‏.‏
وقد أجاز له مشائخ المذاهب الأربعة، وعلماء البلاد الشاسعة، ولقي الشيخ أبا الحسن بن محمد صادق السندي المدني، صاحب الشروح على الصحاح الستة، والمولوي خير الدين السورتي بن محمد زاهد، وغيرهما‏.‏
ومؤلفاته المذكورة في البرنامج تزيد على مائة كتاب، وذكر مشائخه وكتبه فيه على ترتيب حروف الأعجام، وقد طبع كتابه‏:‏ تاج العروس شرح القاموس لهذا العهد بمصر القاهرة، لكن خمس مجلدات منه فقط، وهو شاع في الأمصار، وبلغ إلى الأقطار، يُتضح من النظر فيه علو كعبه في علم اللغة، وكونه إماما فيه، وشرحه هذا يغني عن حمل جملة الدفاتر المؤلفة في فن اللغة‏.‏
وقد وقع تأليفه في علم الفقه، والحديث، وأصولهما، والتصوف، والسير، وكلها نافعة مفيدة على اختصار في أكثرها، وعندي منها نحو سبع عشرة رسالة، واستجاز منه الملك الأعظم أبو الفتح نظام الدين عبد الحميد خان سلطان الروم لكتب الحديث، فكتب له الإجازة، وسند الحديث المسلسل المأثور المشهور‏:‏ ‏(‏الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى‏)‏ مع غيره من الإجازات، أولها‏:‏ الحمد الله الذي رفع مقام أهل الحديث مكانا عليا‏.‏‏.‏‏.‏ الخ، وكان ذلك في سنة 1193، وأتحف معها إلى السلطان قصيدة نظمها في مدحه، أولها‏:‏
سقى الله ربعا كان لي فيه مربعا ** ومغنى به غصن الشبيبة أينعا
وحيّا مقاما كان لي فيه جيرة ** بهم كان كأسي بالفضائل مترعا
ألا و رعا دهرا تقضىّ بأنسهم ** ولولا الهوى ما قلت يوما له‏:‏ رعا
خليلي ما لي كلما لاح بارق ** تكاد حصاة القلب أن تتصدعا
وإن نسمت ريح الصبا من ديارهم ** بكت أعيني دمعا يساجل أدمعا
إلى آخر الأبيات‏.‏
وكتب إجازة أخرى أيضا للدستور الأعظم أبي المظفر ‏(‏3/ 29‏)‏ محمد باشا صدر الوزارة ونظام الملك، أولها‏:‏ الحمد لله الذي دل على الخيرات، والبرنامج المشار إليه عليه خطه بقلمه الشريف مؤرخة لسنة 1300، وكان وفاته رحمه الله بعد تلك السنة‏.‏
ولي منه رحمه الله قرابة قريبة من جهة الأخوات، يصل نسبنا إلى سيد الساجدين الإمام زين العابدين علي بن حسين بن علي السبط رضي الله عنه، وينتهي نسبه إلى زيد الشهيد بن الإمام زين العابدين السبط، فهو شبل ذاك الأسد، ونخبة أهل هذا البيت المجد‏.‏
وإنما أطلت الكلام في ترجمته هذه، لجهل أكثر أهل العلم عن حاله ومآله، وقد أفنى – رحمه الله – عمره في اشتغال العلم والتدريس بمصر، والعلم عند الله سبحانه وتعالى‏.‏
أبو عبد الله محمد بن زياد المعروف بابن الأعرابي
الكوفي، صاحب اللغة، وهو من موالي بني هاشم، كان أحد العالمين باللغة، المشهورين بمعرفتها‏.‏
أخذ الأدب عن الكسائي وغيره‏.‏
وأخذ عنه ثعلب وابن السكيت وغيرهما، وناقش العلماء واستدرك عليهم، وخطَّأ كثيرا من نقلة اللغة، وكان رأسا في الكلام الغريب، وكان يزعم أن أبا عبيدة والأصمعي لا يحسنان شيئا، وكان يقول‏:‏ جائز في كلام العرب أن يعاقبوا بين الضاد والظاء، فلا ُيخطَّأ من يجعل هذه في موضع هذه، وينشد‏:‏
إلى الله أشكو من خليل أوده ** ثلاث خلال كلها لي غائض بالضاد
ويقول‏:‏ هكذا سمعته من فصحاء العرب‏.‏
وكان يحضر مجلسه خلق كثير من المستفيدين، ويملي عليهم‏.‏
ولد في الليلة التي مات فيها الإمام أبو حنيفة – رحمه الله – وذلك في رجب سنة 150، وتوفي سنة 231 بسر من رأى‏.‏
والأعرابي‏:‏ نسبة إلى الأعراب، يقال‏:‏ رجل أعرابي إذا كان بدويا، وإن لم يكن ‏(‏3/ 30‏)‏ من العرب‏.‏ ورجل عربي‏:‏ منسوب إلى العرب، وإن لم يكن بدويا، ورجل أعجم، وأعجمي‏:‏ إذا كان في لسانه عجمة، وإن كان من العرب، ورجل عجمي‏:‏ منسوب إلى العجم، وإن كان فصيحا‏.‏
تعليمية أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد
الأزدي اللغوي البصري، إمام عصره في اللغة والأدب والشعر الفائق، أورد أشياء في اللغة، لم توجد في كتب المتقدمين‏.‏
له كتاب الجمهرة، وهو من الكتب المعتبرة في اللغة، وله كتاب الاشتقاق، وكتاب اللغات‏.‏
وكان يقال‏:‏ هو أعلم الشعراء، وأشعر العلماء‏.‏
ولد بالبصرة سنة 223، وتعلم فيها، أخذ عن أبي حاتم السجستاني، والرياشي، والأصمعي، ثم سكن عمان، ثم خرج إلى نواحي فارس، ثم انتقل إلى فارس؛ ذكر له ابن خلكان ترجمة حافلة، توفي رحمه الله سنة 321 ببغداد‏.‏
تعليمية أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد الخوارزمي الزمخشري
صاحب الكشاف، الذي لم يصنف قبله مثله‏.‏
كان إماما في اللغة والنحو وعلم البيان من غير مدافع، تشد إليه الرحال في فنونه‏.‏
له الفائق في غريب الحديث، وأساس البلاغة في اللغة، وربيع الأبرار، وضالة الناشد، والرائض في الفرائض، والمفصل في النحو، وشقائق النعمان في حقائق النعمان، وشافي العي من كلام الشافعي – رحمه الله -، والقسطاس في العروض، ومعجم الحدود، والمنهاج في الأصول، ومقدمة الأدب، وغير ذلك‏.‏
وكان قد سافر إلى مكة – حرسها الله تعالى – وجاور بها زمانا، فصار يقال له‏:‏ جار الله لذلك، وكان هذا الاسم علما عليه‏.‏
قال ابن خلكان‏:‏ وسمعت من بعض المشائخ‏:‏ أن إحدى رجليه كانت ساقطة، وأنه كان يمشي في جارن خشب، ثم ذكر لذلك قصة، وكان معتزلي الاعتقاد، ‏(‏3/ 31‏)‏ متظاهرا به، ولد سنة 467 بزمخشر‏:‏ قرية كبيرة من قرى خوارزم، وتوفي سنة 538 بجرجانية‏:‏ وهي قصبة خوارزم، وهي على شاطئ جيحون – رحمه الله تعالى‏.‏-
تعليمية أبو عبيدة معمر بن المثنى
البصري اللغوي النحوي العلامة، قال الجاحظ‏:‏ لم يكن في الأرض خارجي ولا جماعي أعلم بجميع العلوم منه، وكان يبغض العرب، وألف في مثالبها كتبا، وكان يرى رأي الخوارج، وكان أبو نواس يتعلم منه ويصفه، ويسب الأصمعي ويهجوه، وكان إذا أنشد بيتا لا يقيم وزنه، وإذا تحدث أو قرأ ألحن، ويقول‏:‏ النحو محدود، ولم يزل يصنف حتى مات، وتصانيفه تقارب مائتي مصنف، ذُكر منها عدد وافر في ابن خلكان، وقال‏:‏ ولولا خوف الإطالة لذكرت جميعها‏.‏
وكان الأصمعي إذا أراد الدخول إلى المسجد قال‏:‏ انظروا لا يكون فيه ذاك، يعني أبا عبيدة، خوفا من لسانه، فلما مات لم يحضر جنازته أحد، لأنه لم يكن يسلم من لسانه أحد، لا شريف ولا غيره، وكان وسخا، ألثغ، مدخول النسب، مدخول الدين، وأخباره كثيرة، ذكر جملة صالحة منها في وفيات الأعيان، ولد في سنة 110 في الليلة التي توفي بها الحسن البصري، وتوفي في سنة 209‏.‏
تعليمية أبو يوسف يعقوب بن إسحاق، المعروف بابن السكيت
صاحب كتاب إصلاح المنطق، وغيره، ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق، وكان يؤدب أولاد المتوكل‏.‏
روى عن الأصمعي، وأبي عبيدة، والفراء، وكتبه جيدة صحيحة، ولم يكن له نفاذ في علم النحو، وكان يميل في رأيه واعتقاده إلى مذهب من يرى تقديم علي بن أبي طالب‏.‏
قال ثعلب‏:‏ كان ابن السكيت يتصرف في أنواع العلوم، وكان من أصحاب الكسائي، حسن المعرفة بالعربية، ولم يكن بعد ابن الأعرابي أعلم باللغة منه، وله شعر حسن، وكتب كثيرة، ذكر جملة منها ابن خلكان‏.‏
قال بعض العلماء‏:‏ ما عبر على جسر بغداد كتاب في اللغة مثل إصلاح المنطق، ‏(‏3/ 32‏)‏ ولا شك أنه من الكتب النافعة، الممتعة الجامعة، لكثير من اللغة؛ ولا نعرف في حجمه مثله في بابه‏.‏
قتل بأمر المتوكل في سنة 244، وبلغ عمره ثمانيا وخمسين سنة، لأن المتوكل كان كثير التحامل على علي بن أبي طالب وابنيه، وكان ابن السكيت من المغالين في محبتهم والتوالي لهم، فقال‏:‏ والله إن قنبرا خادم علي رضي الله عنه خير منك ومن ابنيك، فقالالمتوكل : نحوا

رأسه ، فمات رحمه الله .




بارك الله فيك اختي على الكوكبة والموسوعة القيمية لهؤلاء الادباء

موفقة ان شاء الله

ودمتي في خدمة الادب والعلم ان شاء الله




دائــما استاذتنا تفيدنا بوركت على الطرح القيم

لا تحرمينا من جديدك المميز