التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

الصِّيَامُ عَـمَّا حَرَّمَ اللهُ


الصِّيَامُ عَـمَّا حَرَّمَ اللهُ

إن من آكد ما ينبغي على الصوَّام لزومُهُ والعنايةُ به حفظَهم لصيامهم من نواقص قدره ومذهبات أجره .
روى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا ؛ فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ))(1).
فمع قيام هذا العبد بالصلاة والصيام والزكاة إلا أنه قد فقَدَ أجرها وخسِر ثوابها بما اقترفت جوارحه من الظلم والعدوان وبما اكتسب لسانه من الشتم والبهتان فكان من المفلسين .
ولهذا ؛ فإن مما ينبغي أن يفيده المسلم من صيامه ويجنيه من طاعته العظيمة هذه أن يعلم أن وجوب الصيام عن الطعام والشراب وسائر المفطرات محله شهر رمضان من طلوع فجره إلى غروب شمسه ، أما الصيام عن الحرام فمحله طيلة أيام السنة بل طيلة عمر الإنسان ، فالمسلم يصوم في أيام شهر رمضان عما أحلَّ الله له في غيره وعمّا حرَّم ، ويصوم طيلة حياته عن الحرام ، وذلك أن الصوم في اللغة : إمساكٌ وامتناع ، فإمساكُ وامتناع العين واللسان والأذن واليد والرجل والفرج عما مُنِعَت عنه من الحرام هو صيام من حيث اللغة ، وهو واجب على الإنسان مدة حياته وطول عمره .
والله سبحانه لما تفضَّل على عباده بهذه النعم العظيمة – العين واللسان والأذن واليد والرجل والفرج وغيرها – أوجب عليهم استعمالُها فيما يرضيه ، وحرَّم عليهم استعمالها فيما يسخطه ، ومن تمام شكر الله على هذه النعم استعمالها فيما أمر الله أن تُستعمل فيه ، وكفُّها ومنعها عما حرَّم الله ، وإمساكها عن الوقوع في معصيةِ مَنْ تفضَّل بها وهو الله سبحانه .
فالعين – مثلاً – شُرع استعمالها في النظر إلى ما أحلَّ الله ، ومُنع استعمالها في النظر إلى الحرام كالنظر إلى الأجنبيات ، أو النظر إلى ما تبثه كثير من الفضائيات والمرئيات من تمثيليات فاضحة وأفلام ساقطة ومناظر هابطة إلى غير ذلك، وامتناعها عن هذا النظر هو صيامٌ لها ، وحُكْمه مستمرٌّ دائم .
والأذن شُرع استعمالها في استماع ما أمر الله به وما أباح لها ، وحُرِّم استعمالها فيما لا يجوز سماعه من لغوٍ أو لهوٍ أو غناءٍ أو كذبٍ أو غيبة أو غير ذلك مما حرَّم الله ، وامتناعها عن ذلك هو صيامٌ لها ، وحكمه مستمرٌ دائم .
واليد شُرع استعمالها فيما أمر الله به وفي تعاطي ما هو مباح ، ومُنِع استعمالها فيما حرَّم الله ، وامتناعها عن ذلك صيامٌ لها ، وحكمه مستمرٌ دائم.
وكذلك الفرج فقد شُرع الله استعماله في الحلال ، ومُنع من استعماله في الحرام كالزنا واللواط وغيرهما ، وامتناعه عن ذلك صيامٌ له ، وحكمه مستمرٌ دائم .
وقد وَعَدَ الله من شكر هذه النعم واستعملها فيما يرضيه بالثواب الجزيل والأجر العظيم والخير الكثير في الدنيا والآخرة ، وتَوَعَّدَ سبحانه من لم يحافظ عليها ولم يراعِ الحكمة من خلْقها وما أريد استعمالها فيه بل أطلقها فيما يسخط الله ويغضبه بالعذاب والعقاب ، وأخبر سبحانه أن هذه الجوارح مسؤولة يوم القيامة عن صاحبها وهو مسؤول عنها ، قال تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء:36] ، وقال سبحانه: {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [يس: 65] ، وقال عز وجل: {وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (19) حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (20) وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [فصلت:19-21] .
وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى معاذ بن جبل بحفظ لسانه فقال له معاذ : ((يَا نَبِيَّ اللَّهِ ! وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ ؟ فَقَالَ – صلى الله عليه وسلم – ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ))(2) ، وقال صلى الله عليه وسلم : ((مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الْجَنَّةَ))(3)، ورواه الترمذي وحسَّنه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ولفظه : ((مَنْ وَقَاهُ اللَّهُ شَرَّ مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَشَرَّ مَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ))(4)، وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ))(5)، وفي الصحيحين أيضاً من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه : ((قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ)) (6)
فهذه النصوص وما جاء في معناها قد دلّت على أن الواجب على العبد أن يصون لسانه وفرجه وسمعه وبصره ويده ورجله عن الحرام ، وهو صيام من حيث اللغة ، وهذا الصيام لا يختص بوقت دون آخر ، بل يجب الاستمرار عليه حتى الممات طاعةً لله عز وجل ليفوز برضا الله وثوابه ويسْلَم من سخطه وعقابه ؛ فإذا أدرك المسلم أنه في شهر الصيام امتنع عما أحلَّ الله له لأن الله حرَّم عليه ذلك في أيام شهر رمضان فليدرك أيضاً أن الله قد حرَّم عليه الحرام مدّة حياته وطوال عمره ، وعليه الكفُّ عما حرَّم والامتناع عنه دائماً خوفاً من عقاب الله الذي أعدَّه لمن خالف أمره وفَعَلَ ما نهى عنه .
ومن حفظ لسانه عن الفحش وقول الزور ، وفرجه عمّا حرَّم الله عليه ، ويده من تعاطي ما لا يحل تعاطيه ، ورجله عن المشي إلاَّ فيما يرضيه ، وسمعه عن سماع ما يحرُم سماعه ، وبصره عما حرَّم الله النظر إليه ، واستعمل هذه الجوارح في طاعة الله وما أحلَّ له وحفظها وحافظ عليها حتى توفاه الله فإنه يفطر بعد صيامه هذا على ما أعدَّه الله لمن أطاعه من النعيم المقيم والفضل العظيم مما لا يخطر على بال ولا يحيط به مقال ، وأول ما يلاقيه من ذلك : ما بيَّنه رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يجري للمؤمن عند الانتقال من هذه الدار إلى الدار الآخرة حيث يأتيه عند الموت وفي آخر لحظاته من الدنيا ملائكة كأن وجوههم الشمس معهم كفن من الجنة وحنوط من الجنة يتقدمهم ملك الموت فيقول : ((أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ ، فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فِي السِّقَاءِ فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَأْخُذُوهَا فَيَجْعَلُوهَا فِي ذَلِكَ الْكَفَنِ وَفِي ذَلِكَ الْحَنُوطِ وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَطْيَبِ نَفْحَةِ مِسْكٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ ، قَالَ فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلَا يَمُرُّونَ يَعْنِي بِهَا عَلَى مَلَإٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا قَالُوا مَا هَذَا الرُّوحُ الطَّيِّبُ ؟! فَيَقُولُونَ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانُوا يُسَمُّونَهُ بِهَا فِي الدُّنْيَا حَتَّى يَنْتَهُوا بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، فَيَسْتَفْتِحُونَ لَهُ فَيُفْتَحُ لَهُمْ فَيُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ مُقَرَّبُوهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي تَلِيهَا حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اكْتُبُوا كِتَابَ عَبْدِي فِي عِلِّيِّينَ وَأَعِيدُوهُ إِلَى الْأَرْضِ فَإِنِّي مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ وَمِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى ، قَالَ فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ فَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولَانِ لَهُ مَنْ رَبُّكَ ؟ فَيَقُولُ رَبِّيَ اللَّهُ ، فَيَقُولَانِ لَهُ مَا دِينُكَ ؟ فَيَقُولُ دِينِيَ الْإِسْلَامُ ، فَيَقُولَانِ لَهُ مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ ؟ فَيَقُولُ هُوَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَيَقُولَانِ لَهُ وَمَا عِلْمُكَ ؟ فَيَقُولُ قَرَأْتُ كِتَابَ اللَّهِ فَآمَنْتُ بِهِ وَصَدَّقْتُ فَيُنَادِي مُنَادٍ فِي السَّمَاءِ : أَنْ صَدَقَ عَبْدِي فَأَفْرِشُوهُ مِنْ الْجَنَّةِ وَأَلْبِسُوهُ مِنْ الْجَنَّةِ وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ ، قَالَ فَيَأْتِيهِ مِنْ رَوْحِهَا وَطِيبِهَا وَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ ، قَالَ وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ حَسَنُ الثِّيَابِ طَيِّبُ الرِّيحِ فَيَقُولُ : أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّكَ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ ، فَيَقُولُ لَهُ مَنْ أَنْتَ ؟! فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالْخَيْرِ ، فَيَقُولُ أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ ، فَيَقُولُ رَبِّ أَقِمْ السَّاعَةَ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي وَمَالِي))(7).
هذا هو ثواب الصائمين عما حرم الله ، الملازمين لطاعة الله ، المحافظين على أوامره ، المجتنبين لنواهيه . جعلنا الله وإياكم منهم ، وهدانا سلوك سبيلهم .

عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر حفضهما الله

———————
(1) مسلم (2581).
(2) رواه الترمذي (2616) ، وابن ماجه (3973) ، واللفظ للترمذي .
(3) رواه البخاري (6474).
(4) سنن الترمذي (2409).

(5) متفق عليه ؛ البخاري (6135) ، مسلم (47) .
(6) متفق عليه ؛ البخاري (11) ، مسلم (42).
(7) رواه الإمام أحمد في المسند (18534) .




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

أنواع العبادات بعد رمضان – صيام ستة من شوال

بيان أنواع العبادات المشروعة فعلها ولا تنقطع
بعد رمضان – الحث على صيام ستة من شوال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومَن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله الله – تعالى – بالهدى ودين الحق، فبلّغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد:
أيها الناس، قد كنا نرتقب مجيء شهر رمضان فجاء شهر رمضان ثم خلّفناه وراء ظهورنا وهكذا كل مستقبل للمرء يرتقبه ثم يَمُرّ به ويخلفه وراءه حتى يأتيه الموت ينزل الإنسان هذه الدنيا مرحلةً مرحلةً ويسير فيها على عجل؛ لأن سيره فيها إلى الآخرة لا يتقيّد بساعة ولا بشهر ولا بيوم ولكنه في الساعات واللحظات والدقائق والثانيويات وغير ذلك، يسير إلى الآخرة نائمًا ويسير إلى الآخرة يقظان، وما ظنكم أيها الناس، ما ظنكم بمسافر هذه صفة سيره ألم يكن يقطع الشوط قريبًا ؟
أيها المسلمون، لقد حلَّ بنا شهر رمضان ضيفًا كريمًا فأودعناه ما شاء الله من الأعمال ثم فارقنا شاهدًا لنا أو علينا بما أودعناه، فنسأل الله – تعالى – أن يتقبّل منّا صالح الأعمال وأن يتجاوز عنّا سيئ الأعمال .
أيها الناس، لقد فرح قوم بفراق شهر رمضان؛ لأنهم تخلّصوا منه: تخلّصوا من الصيام والعبادات التي كانت ثقيلة عليهم وفرح قوم آخرون بتمامه؛ لأنهم تخلَّصوا به من الذنوب والآثام بما قاموا به فيه من الأعمال الصالحة التي استحقوا به وعد الله بالمغفرة، والفرق بين الفرحين عظيم كما بين السماء والأرض؛ إن علامة الفرح بفراقه أن يعاود الإنسان المعصية بعده فيتهاون بالواجبات ويتجرأ على المحرمات وتظهر آثار ذلك في المجتمع فتَقِلّ الصلوات في المساجد وتنقص نقصًا ملحوظًَا «ومَن ضيّع صلاته فهو لما سواها أضيع»(ث1)؛ لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر كما قال الله عزَّ وجل: +إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ" [العنكبوت: 45] .
أيها الناس، إن المعاصي بعد الطاعات ربما تُحيط بها فلا يكون للعامل سوى التعب، قال بعضهم: «ثواب الحسنة الحسنة بعدها فمَن عمل حسنة ثم أتبعها بحسنة كان ذلك علامة على قبول الحسنة الأولى»«كما أن مَن عمل حسنة ثم أتبعها بسيئة كان ذلك علامة على ردّ الحسنة وعدم قبولها»(م1)هكذا قال بعضهم .
أيها الناس، إن عمل المؤمن لا ينقضي بانقضاء مواسم العمل، إن عمل المؤمن عمل دائب لا ينقضي إلا بالموت كما قال الله عزَّ وجل: +وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ" [الحجر: 99]، وقال تعالى: +يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ" [آل عمران: 102]، فلئن انقضى شهر الصيام وهو موسم عمل فإن زمن العمل لم ينقطع، ولئن انقضى صيام رمضان فإن الصيام لا يزال مشروعًا ولله الحمد، «فمَن صام رمضان وأتبعه بستة أيام من شوال كان كصيام الدهر»(1)، وقد سنّ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – صيام الإثنين والخميس وقال صلى الله عليه وسلم: «إن الأعمال تُعرض فيهما على الله فأُحب أن يُعرض عملي وأنا صائم»(2)، وأوصى أبا هريرة وأبا ذر وأبا الدرداء – رضي الله عنهم – «بصيام ثلاثة أيام من كل شهر»(3) وقال صلى الله عليه وسلم: «صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله»(4)، «وحثّ على العمل الصالح في عشر ذي الحجة ومنه الصيام»(5)، وروي عنه صلى الله عليه وسلم «أنه كان لا يدع صيامها»(6) وقال في صوم يوم عرفة: «يُكفر سنتين ماضية ومستقبلة»(7) يعني: لغير الحاج، أما الحاج فلا يصوم بعرفة، وقال صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم»(8)، وقال في صوم يوم العاشر منه: «يُكفّر سنة ماضية»(9)، وقالت عائشة رضي الله عنها: «ما كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يصوم في شهر تعني: تطوّعًا، ما كان يصوم في شعبان كان يصومه إلا قليلاً بل كان يصومه كله»(10)، فهذه أيام الصيام التي يشرع فيها، «وأفضل الصيام أن يصوم الإنسان يومًا ويفطر يومًا كصيام داوود عليه الصلاة والسلام»(11)، ولئن انقضى قيام رمضان فإن القيام لا يزال مشروعًا كل ليلة من ليالي السنة حثّ عليه النبي – صلى الله عليه وسلم – ورغّب فيه وقال: «أفضل الصلاة بعد المكتوبة الصلاة في جوف الليل»(12)، وصَحّ عنه صلى الله عليه وسلم أن الله – عزَّ وجل – ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: «مَن يدعوني فأستجيب له، مَن يسألني فأعطيه، مَن يستغفرني فأغفر له»(13)، فاتقوا الله – تعالى – وبادروا أعماركم بأعمالكم، وحقِّقوا أقوالكم بأفعالكم؛ فإن حقيقة عمر الإنسان ما أمضاه في طاعة الله، «وإن الكيّس مَن دان نفسه – أي: حاسَبَها – وعمل لِمَا بعد الموت، والعاجز مَن أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني»(14) .
أيها المسلمون، لقد يسَّر الله لكم سبل الخيرات وفتح أبوابها ودعاكم لدخولها وبيّن لكم ثوابها، «فهذه الصلوات الخمس آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين هي خمس في الفعل وخمسون في الميزان»(15)، «مَن أقامها كانت كفّارة له ونجاة يوم القيامة»(16)، شرعها الله لكم وأكملها بالرواتب التابعة لها «وهي اثنتا عشرة ركعة: أربع قبل الظهر بسلامين وركعتان بعدها وركعتان بعد المغرب وركعتان بعد العشاء وركعتان قبل الفجر مَن صلى هذه الاثنتي عشرة بنى الله له بيتًا في الجنة– أعيدها مرّة ثانية – هي: أربع قبل الظهر بسلامين وركعتان بعدها وركعتان بعد المغرب وركعتان بعد العشاء وركعتان قبل الفجر مَن صلى هذه الاثنتي عشرة بنى الله له بيتًا في الجنة»(17)، «ومَن فاتته الراتبة التي قبل الصلاة فلْيصلها بعدها»(18) لإقرار النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك كما جاء في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم، «وهذا الوتر سنّة مؤكدة سنَّه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بقوله وفعله وقال: مَن خاف أن لا يقوم من آخر الليل فلْيوتر أوله ومَن طمع أن يقوم من آخر الليل فلْيوتر آخر الليل؛ فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل»(19)، فالوتر سنَّة مؤكدة لا ينبغي للإنسان أن يدعها حتى قال بعض العلماء: إن الوتر واجب يأثم بتركه، وقال الإمام أحمد: «مَن ترك الوتر فهو رجل سوء لا ينبغي أن تُقبل له شهادة»(م2)، «وأقل الوتر ركعة وأكثره إحدى عشرة ركعة»(20)«ووقته من صلاة العشاء الآخرة إلى طلوع الفجر»(21)، «ومَن فاته في الليل قضاه في النهار شفعًا: فإذا كان عادته أن يوتر بثلاث فنسيه في الليل أو نام عنه صلاه في النهار أربع ركعات لِمَا في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان إذا غلبه نوم أو وجع عن قيام الليل صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة»(22)، واعلموا أن القنوت في الوتر ليس بركن فيه ولا بواجب فيه وإنما هو سنّة إن فعله الإنسان فهو خير وإن ترَكَه فليس عليه شيء بل الأَولى ألا يداوم على القنوت، «وأما الوتر فلْيداوم عليه كل ليلة»(23)، وهذه الأذكار خلف الصلوات المكتوبة كان النبي – صلى الله عليه وسلم – «إذا سلّم من صلاته استغفر ثلاثًا وقال: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام»(24)، «ومَن سبّح الله دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين وحَمِد الله ثلاثًا وثلاثين وكبّر الله ثلاثًا وثلاثين فتلك تسعة وتسعون وقال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير غفَرَ الله له خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر»(25)، وهذا الوضوء «مَن توضأ فأسبغ الوضوء ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين فُتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء»(26)، وهذه النفقات المالية من الزكوات والصدقات والمصروفات على الأهل والأولاد حتى على نفس الإنسان «ما من مؤمن ينفق نفقة يبتغي بها وجه الله إلا أُثيب عليها»(27)«وإن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها»(28)، «والساعي على الأرملة والمساكين كالمجاهد في سبيل الله أو كالصائم الذي لا يفطر والقائم الذي لا يفتر»(29)، والساعي على الأرملة والمساكين هو الذي يسعى بطلب رزقهم ويقوم بحاجتهم والعائلة الصغار والضعفاء الذين لا يستطيعون القيام بأنفسهم هم من المساكين .
أيها المسلمون، هذه طرق الخير وهي كثيرة فأين السالكون ؟ وإن أبوابها لمفتوحة فأين الداخلون ؟ وإن الحق لواضح لا يزيغ عنه إلا الهالكون، فخذوا – عباد الله – من كل طاعة بنصيب فقد قال الله عزَّ وجل: +يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"، واعلموا أنكم مفتقرون لعبادة الله في كل وقت وحين، ليست العبادة في رمضان فقط؛ لأنكم تعبدون الله وهو حي لا يموت، وليست العبادة في وقت محدد من أعماركم؛ لأنكم في حاجة إلى العبادة على الدوام وسيأتي اليوم الذي يتمنى الواحد زيادة ركعة أو تسبيحة في حسناته ويتمنى نقص سيئة أو خطيئة في سيئاته، اذكروا قول الله عزَّ وجل: +حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ" [المؤمنون: 99-100] .
اللهم إنا نسألك يا ربنا يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام، نسألك اللهم أن توفِّقنا لاغتنام الأوقات وعمارتها بالأعمال الصالحات، اللهم ارزقنا اجتناب الخطايا والسيئات وطهِّرنا منها بالتوبة إليك والاستغفار يا رب العالمين، إنك كريم واسع الهبات .
اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
الخطبة الثانية
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيِّبًا مباركًا فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد:
أيها الناس، فإنني أُنَبِّه في صوم أيام الست من شوال على أمرين هامَّين، أحدهما: أن بعض الناس يظنون اليوم الثامن من هذا الشهر يظنون أنه عيد ويسمّونه عيد الأبرار حتى إن بعضهم يسأل هل يجوز صيامه أو لا يجوز وهذا ليس بصحيح، أعني: اعتقاد كونه عيدًا ليس بصحيح، فاليوم الثامن من شوال ليس عيدًا للأبرار ولا للفجار وإنما هو يوم كسائر الأيام، ولا يجوز أن يحدث فيه شيئًا من شعائر العيد أبدًا؛ لأن الأعياد الشرعيّة ثلاثة: عيد الفطر وعيد الأضحى وعيد الجمعة، وليس في الإسلام عيد سواها، أما الأمر الثاني: فإن بعض الناس يظنون أنه يجزئ أن يصوم الأيام الست قبل قضاء ما على الإنسان من رمضان وهذا الظن ليس بصحيح، فصوم أيام الست قبل قضاء من رمضان لا يجزئ عنها؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول: «مَن صام رمضان ثم أتبعه بستةِ أيام من شوال كان كصيام الدهر»(30)، فجعل النبي – صلى الله عليه وسلم – هذه الأيام تابعة لصوم رمضان، ومن المعلوم أن مَن عليه أيامٌ من رمضان فإنه لم يصم شهر رمضان وإنما صام بعضه سواء كانت الأيام التي عليه قليلة أم كثيرة .
إذًا: فمَن صام ستة أيام من شوال قبل القضاء فإنه لا يحصل على الثواب الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم، بل إن بعض أهل العلم يقولون: إن صيامها ليس بصحيح وليس له أجر في هذا الصيام أبدًا، ولقد اشتبه على بعض الناس ما صَحّ به الحديث عن عائشة – رضي الله عنها – من فعلها أنها قالت: «كان يكون على الصوم من رمضان فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان»(31) فقالوا: إن عائشة لا يمكن أن تدع صيام ستة أيام من شوال ومعه ذلك لا تقضي ما عليها من رمضان إلا في شعبان، ومن المعلوم أن هذا الفهم فهم خاطئ جدًّا؛ لأن عائشة – رضي الله عنها – تقول: لا أستطيع أن أقضيها، فمَن لا يستطيع أن يقضي الصوم الواجب لا يستطيع أن يتطوّع بالنفل وهذا أمر ظاهر معلوم، ثانيًا: عائشة – رضي الله عنها – أَفْقه من أن تخالف ظاهر الحديث بل صريحة؛ فإن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «مَن صام رمضان ثم أتبعه ستة أيام من شوال»(32) فجعل هذه الستة تابعة لرمضان وعائشة – رضي الله عنها – من أَفْقه النساء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، ثالثًا: أنه يبعد جدًّا أن تترك عائشة – رضي الله عنها – ما يجب عليها من القضاء ثم تتطوّع بشيء ليس بواجب؛ فإن هذا خلاف المعقول؛ لأن المعقول أن يبدأ الإنسان بالواجب قبل النفل، رابعًا: ما الذي أعلمهم أن عائشة – رضي الله عنها – كانت تصوم ستة أيام من شوال أو غيرها من التطوع ؟ إنهم إذا قالوا: إنها تصوم فقد قالوا ما علم لهم به وقد قال الله عزَّ وجل: +وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً" [الإسراء: 36]، وإنما نبهت على ذلك؛ لأن هذا الأمر اشتبه على بعض طلبة العلم ولكن مَن تأمّل النصوص وجد أن صيام الأيام الستة لا يكون إلا بعد انتهاء رمضان كاملاً ولكن قد يقول الإنسان: إذا كانت امرأة نفساء وقد فات عليها جميع شهر رمضان لم تصمه فصامت شوال فهل يجزئها إذا صامت الأيام الستة بعده في ذي القعدة، أي بعد انتهاء شوال ؟ وجوابنا على ذلك: أنه يجزئها؛ لأنه أخّرت صيامها لعذر ومَن أخّر الصيام الموقت بوقت لعذر فلا بأس أن يقضيه بعد ذلك؛ ولهذا لو قدر أن الإنسان مرض بعد عيد الفطر ولم يتمكن من صيام ستة أيام من شوال إلا بعد خروجه فإنه يحصل على أجرها؛ لأنه تركها لعذر .
أيها الإخوة، لقد شكا إليَّ بعض الناس أنه يجتمع في هذا المسجد جماعة في أوقات الخطبة يتكلمون ويتحدثون فيُشَوِّشون على الناس ويسيؤون إليهم ويسيؤون كذلك إلى أنفسهم فلْيعلموا أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: «الذي يتكلم يوم الجمعة والإمام يخطب كمثل الحمار يحمل أسفارًا»(33)، فشبَّهه النبي – صلى الله عليه وسلم – بالحمار الذي يحمل الكتب، ومن المعلوم أن الحمار لا ينتفع بما يحمله من الكتب وهل ترضى لنفسك – أيها المسلم – أن يشبِّهك النبي – صلى الله عليه وسلم – بالحمار ؟ إنه لا أحد يرضى أن يكون شبيهًا بالحمار لو شبهه واحد من الناس في السوق فكيف إذا شبَّهه به محمد صلى الله عليه وسلم ؟ ولذلك لا يجوز للإنسان أن يتكلم والإمام يخطب يوم الجمعة فإن تكلم فقد فاته أجر يوم الجمعة ولم يحصل على فضيلتها وكان كمثل الحمار يحمل أسفارًا .
فاتقوا الله – أيها المسلمون – واستمعوا للخطبة وأنصتوا لها؛ فإنها من ذكر الله وفيها خير كثير ربما تسمع منها مسألة تنتفع بها في نفسك وتنفع بها إخوانك ويكون لك أجرها ما دام الناس ينتفعون بها بواسطتك؛ فإن مَن دل على الخير فكفاعله كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، و«إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث منها علم ينتفع به»(34)من بعده .
أيها المسلمون، «إن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة في دين الله بدعة، وكل بدعة ضلالة»(35)، «وكل ضلالة في النار»(36)، «فعليكم بالجماعة؛ فإن يد الله على الجماعة، ومَن شَذَّ شَذَّ في النار»(37)، واعلموا أن الله أمركم بأمر بدأه بنفسه فقال جلّ من قائل عليمًا: +إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً" [الأحزاب: 56]، فأكثروا من الصلاة والسلام على نبيكم يعظم الله لكم بها أجرًا؛ «فإن مَن صلى عليه مرّة واحدة صلى الله عليه بها عشرًا»(38).
اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهرًا وباطنًا، اللهم توفّنا على ملته، اللهم احشرنا في زمرته، اللهم أسقنا من حوضه، اللهم أدخلنا في شفاعته، اللهم اجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين، والصديقين، والشهداء والصالحين، اللهم ارضَ عن خلفائه الراشدين وعن زوجاته أمهات المؤمنين وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم ارضَ عنّا معهم وأصلح أحوالنا كما أصلحت أحوالهم يا رب العالمين .
اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان يا رب العالمين، اللهم اهزم أعداءهم، اللهم اجعل كيد أعدائهم في نحورهم يا رب العالمين، اللهم مَن أراد المسلمين بسوء فاجعل كيده في نحره، وشتِّت شمله، وفرِّق جمعه، واهزم جنده، وأنزل به بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين يا رب العالمين .
اللهم أصلح ولاة أمور المسلمين، اللهم أصلح ولاة أمور المسلمين، اللهم أصلح ولاة أمور المسلمين صغيرهم وكبيرهم، اللهم أصلح لهم البطانة وأعنهم على تحمل الأمانة، اللهم وفِّق شعوبهم لما فيه الخير والصلاح في المعاد والمعاش يا رب العالمين، اللهم +اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ" [الحشر: 10] .
اللهم اجعلنا بك متحابين وعلى دينك متآلفين وفيما يرضيك متعاونين يا رب العالمين .
عباد الله، +إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ" [النحل: 90-91]، واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نِعَمِهِ يزدكم، +وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ" [العنكبوت: 45] .
————————
(ث1)أخرجه الإمام مالك -رحمه الله تعالى- في «الموطأ»، من حديث أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، في كتاب: وقوت الصلاة، باب: وقوت الصلاة، حديث رقم (5)، ت ط ع .
(1) أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، من حديث أبي أيوب الأنصاري -رضي الله تعالى عنه- في كتاب: الصوم، باب: استحباب صيام ستة أيام من شوال اتباعًا لرمضان، رقم (1984) ت ط ع .

(2) أخرجه الإمام الترمذي -رحمه الله تعالى- في سننه، من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- في كتاب: الصوم، باب: ما جاء في صوم يوم الإثنين والخميس، رقم (678) ت ط ع، وأخرجه ابن ماجة -رحمه الله تعالى- في سننه، من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- في كتاب: الصيام، باب: صيام يوم الإثنين والخميس، رقم (1730) ت ط ع .
(3) أخرجه الإمام الترمذي -رحمه الله تعالى- في سننه، من حديث أبي ذر -رضي الله تعالى عنه- في كتاب: الصوم، باب: في صوم ثلاثة أيام من شهر، رقم (692) ت ط ع، وأخرجه النسائي -رحمه الله تعالى- في سننه، من حديث أبي ذر -رضي الله تعالى عنه- في كتاب: الصوم، رقم (2381) ت ط ع .
(4) أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله تعالى عنهما- في كتاب: الصوم، باب: حق الجسم في الصوم، رقم (1839) ت ط ع، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله تعالى عنهما- في كتاب: الصيام، باب: النهي عن صيام الدهر لمن تضرر به أو فوت به حقًا أو لم يفطر العيدين والتشريق وبيان تفضيل صيام يوم وإفطار يوم، رقم (1962) ت ط ع .
(5) أخرجه الإمام أحمد -رحمه الله تعالى- في مسنده في مسند المكثرين من الصحابة رضي الله تعالى عنهم، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه، رقم (6272)، ت ط ع .
(6) أخرجه الإمام النسائي -رحمه الله تعالى- في سننه، من حديث هُنيدة بن خالد عن امرأته -رضي الله تعالى عنهما- في كتاب: الصيام، عن بعض زوجات النبي -صلى الله عليه وسلم- أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهن وأرضاهن، رقم (2332) ت ط ع .
(7) أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب: الصيام، باب: استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر وصوم يوم عرفه وعاشوراء والإثنين والخميس، من حديث أبي قتادة الأنصاري رضي الله تعالى عنه، رقم (1977) ت ط ع، وأخرجه الإمام أحمد -رحمه الله تعالى- في مسنده في باقي مسند الأنصار، من حديث أبي قتادة الأنصاري رضي الله تعالى عنه، رقم (21496- 21598) ت ط ع، واللفظ له .
(8) أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- في كتاب: الصيام، باب: فضل صوم المحرم، رقم (1982) ت ط ع .
(9) سبق تخريجه في الصفحة السابقة في حديث رقم (6) .
(10) أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث عائشة أم المؤمنين -رضي الله تعالى عنها- في كتاب: الصوم، باب: صوم شعبان، رقم (1834)، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث عائشة أم المؤمنين -رضي الله تعالى عنها- في كتاب: الصيام، باب: صيام النبي -صلى الله عليه وسلم- في غير رمضان واستحباب ألا يخُلِيَ شهرًا عن صوم، رقم (1957) ت ط ع .
(11)أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب: الصوم، باب: صوم الدهر، رقم (1840)، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب: الصوم، باب: النهي عن صوم الدهر، رقم (1972)، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما، ت ط ع .
(12) أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب: الصيام، باب: فضل صوم المحرم، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، رقم (1983) ت ط ع، وأخرجه أيضًا في كتاب: صلاة المسافرين وقصرها، باب: الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل والإجابة فيه، رقم (1261) ت ط ع .
(13) أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- في كتاب: الجمعة، باب: الدعاء في الصلاة من آخر الليل، قال الله تعالى: +كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ"[الذاريات: 17-18]، ما يهجعون أي ما ينامون، رقم (1077) ت ط ع، أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- في كتاب: صلاة المسافرين وقصرها، باب: الترغيب في الدعاء والذكر في آخر الليل والإجابة فيه، رقم (1261) ت ط ع .
(14) أخرجه الإمام الترمذي -رحمه الله تعالى- في سننه، من حديث شداد بن أوس -رضي الله تعالى عنه- في كتاب: صفة القيامة والرقائق والورَع، باب: ما جاء في صفة أواني الحوض، باب منه، رقم (2383) ت ط ع، وأخرجه ابن ماجة -رحمه الله تعالى- في سننه، من حديث شداد بن أوس -رضي الله تعالى عنه- في كتاب: الزهد، باب: ذكر الموت والاستعداد له، رقم (4250) ت ط ع .
(15) أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه، في كتاب: التوحيد، باب قوله تعالى: +وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا" [النساء: 164]، رقم (6963) ت ط ع، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب: الإيمان، باب: الإسراء برسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى السماوات وفرض الصلوات، من حديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنهما، رقم (234) ت ط ع .
(16) أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث أم المؤمنين حبيبة -رضي الله تعالى عنها- زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- في كتاب: صلاة المسافرين وقصرها، باب: فضل السنن الراتبة قبل الفرائض وبعدهن وبيان عددهن، رقم (1199) ت ط ع، وأخرجه الإمام الترمذي -رحمه الله تعالى- في سننه، من حديث أم حبيبة -رضي الله تعالى عنها- زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- في كتاب: الصلاة، باب: ما جاء فيمن صلى في يوم وليلة ثنتي عشرة ركعة من السنّة وما له فيه من الفضل، رقم (380) ت ط ع .
(17) أخرجه الإمام الحبر أحمد بن حنبل -رحمه الله تعالى- في مسنده في مسند المكثرين من الصحابة، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما، رقم (6288)، وأخرجه الإمام الدارمي -رحمه الله تعالى- في سننه، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله تعالى عنهما- في كتاب: الرقاق، باب: في المحافظة على الصلاة، رقم (2605) ت ط ع .
(18)أخرجه الإمام أحمد -رحمه الله تعالى- في مسنده في باقي مسند الأنصار، رقم (22642)، وأخرجه الترمذي -رحمه الله تعالى- في سننه في كتاب: الصلاة، باب: ما جاء فيمن تفوته الركعتان قبل الفجر يصليهما بعد صلاة الفجر، رقم (387)، من حديث قيس بن عمرو بن سهل رضي الله تعالى عنه، وكذلك عند أبي داوود وابن ماجة في سننهما، ت ط ع .
(19) أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث جابر بن عبد الله -رضي الله تعالى عنهما- في كتاب: صلاة المسافرين وقصرها، باب: مَن خاف ألا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله، رقم (1255) ت ط ع .
(20) أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث عائشة -رضي الله تعالى عنها- في كتاب: صلاة المسافرين وقصرها، باب: صلاة الليل وعدد ركعات النبي -صلى الله عليه وسلم- في الليل وأن الوتر ركعة وأن الركعة صلاة صحيحة من الحديث، رقم (1215 – 1232) ت ط ع .
(21) أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث عائشة -رضي الله تعالى عنها- في كتاب: صلاة المسافرين وقصرها، باب: صلاة الليل وعدد ركعات النبي -صلى الله عليه وسلم- في الليل وأن الوتر ركعة وأن الركعة صلاة صحيحة، رقم (1216) ت ط ع .
(22) أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث أم المؤمنين أم عبد الله الصديقة بنت الصديق -رضي الله تعالى عنهما- زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- في كتاب: صلاة المسافرين وقصرها، باب: جامع صلاة الليل مَن نام عنه أو مرض، رقم (1233) .
(23) أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب: صلاة المسافرين وقصرها، باب: صلاة الليل وعدد ركعات النبي -صلى الله عليه وسلم- في الليل وأن الوتر ركعة صلاة صحيحة، من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها، رقم (1215)، ت ط ع .
(24) أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث ثوبان -رضي الله تعالى عنه- في كتاب: المساجد ومواضع الصلاة، باب: استحباب الذكر بعد الصلاة وبيان صفته، رقم (931) ت ط ع .
(25) أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- في كتاب: المساجد ومواضع الصلاة، باب: استحباب الذكر بعد الصلاة وبيان صفته، رقم (939) ت ط ع .
(26) أخرجه الإمام الترمذي -رحمه الله تعالى- في سننه، من حديث أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنه- في كتاب: الطهارة، باب: فيما يقال بعد الوضوء، رقم (50) ت ط ع، وأخرجه غيره من أصحاب السنن .
(27) أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث سعد بن أبي وقاص -رضي الله تعالى عنه- في كتاب: الإيمان، باب: ما جاء أن الأعمال بالنيَّة – الباب، رقم (54)، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث سعد بن أبي وقاص -رضي الله تعالى عنه- في كتاب: الوصية، باب: الوصية بالثلث، رقم (3076) ت ط ع .
(28) أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث أنس بن مالك -رضي الله تعالى عنهما- في كتاب: الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، رقم (4915) ت ط ع .
(29) أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- في كتاب: الأدب، باب: الساعي على المساكين، رقم (5548) ت ط ع، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه، من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- في كتاب: الزهد والرقائق، باب: الإحسان إلى الأرملة والمساكين واليتيم، رقم (5295) ت ط ع .
(30) سبق تخريجه في حديث رقم (1) .
(31) أخرجه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب: الصوم، باب: متى يقضي قضاء رمضان، من حديث أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها، رقم (1814)، وأخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب: الصيام، باب: قضاء رمضان في شعبان، من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها، رقم (1933)، ت ط ع .
(32)سبق تخريجه في الحديث رقم (1) .
(33) أخرجه الإمام أحمد -رحمه الله تعالى- في مسنده في مسند بني هاشم، من حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، رقم (1929)، ت ط ع .
(34)أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب: الوصية، باب: ما يلحق الإنسان من الثوب بعد وفاته، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، رقم (3084)، ت ط ع .
(35) أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب: الجمعة، باب: تخفيف الصلاة والخطبة، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه، رقم (1435)، ت ط ع .
(36)أخرجه النسائي في كتاب: صلاة العيدين، باب: كيف الخطبة، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه، رقم (1560)، ت ط ع .
(37) أخرجه الترمذي في سننه في كتاب: الفتن، باب: ما جاء في لزوم الجماعة، من حديث عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما، رقم (2093)، ت ط ع .
(38)أخرجه الإمام مسلم -رحمه الله تعالى- في صحيحه في كتاب: الصلاة، باب: استحباب القول مثل قول المؤذن لمن سمعه ثم يصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم يسأل الله له الوسيلة، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنهما، رقم (577)، ت ط ع .
(م1) انظر إلى هذه المقولة التي ذكرها صاحب كتاب: لطائف المعارف، الجزء (1) صفحة (244) .
(م2) انظر إلى هذه المقولة ذكرها صاحب كتابك «المغني» في فقه الإمام أحمد -رحمه الله تعالى- لابن قدامه المقدسي رحمه الله تعالى، الجزء(1) صفحة (827) ت م ش .

من موقع الشيخ العلامة بن العثيمين رحمه الله




بارك الله فيك




للرفع شهر رمضان 2022




يُرفعُ للفائدة ، رفعَ الله قدركِ في الدنيا و الآخرة أخية ،،




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

رؤية الهلال


رؤية الهلال

قال الله تعالى: (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) [البقرة 185] فقد أوجب الله سبحانه في هذه الآية على عباده صوم شهر رمضان لمن شهد الشهر وقد جاء في السنة النبوية نصوصا تفسر هذه الاية ومنها
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا رأيتم الهلال فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا فإن غم عليكم فاقدروا له) ومن هذا الحديث فان دخول شهر رمضان يعرف بأحد امرين
الاول رؤية الهلال : ورؤية الهلال واجبة لدخول الشهر ويجب ان تثبت الرؤيا بالعين المجردة ولا يعتمد في ذلك على الحسابات الفلكية وتكفي الرؤيا ان تكون من رجل عدلٍ يوثق في دينه وقوة نظره كما روي عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: (تراءى الناس الهلال فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم أني رأيته فصامه وأمر الناس بصيامه )
الأمر الثاني:
مما يثبت به دخول شهر رمضان إذا لم يُر الهلال إكمال عدة شعبان ثلاثين يوما، قال عليه الصلاة والسلام: (فإن غم عليكم فاقدروا له) متفق عليه، ومعنى (غم عليكم) أي إذا غطى الهلال شيء حال دون رؤيته ليلة الثلاثين من شعبان ، من غيم أو قتر، فقدروا عدد شهر شعبان تاما بأن تكملوه ثلاثين يوما، كما يدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر: (فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين) متفق عليه.




جزاكم الله خير

للرفع بمناسبة قدوم شهر رمضان 2022

اعاده الله علينا بالاجر والثواب




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

الاستعداد لشهر رمضان

الاستعداد لشهر رمضان
للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيرا.
أما بعد:
أيها الناس، فلقد أظلكم شهر كريم وموسم عظيم، "أعطيت فيه هذه الأمة خمس خصال لم تعطهن أمة من الأمم قبلهم خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك وخلوف فم الصائم هي الرائحة الكريهة التي تخرج من المعدة عند خلوها من الطعام هذه الرائحة أطيب عند الله من ريح المسك وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا ويزين الله كل يوم جنته فيقول يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤنة والأذى ويصيروا إليك وتصفد فيه مردة الشياطين فلا يخلصون إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره ويغفر لهم في آخر ليلة منه"(1)، إنه شهر رمضان "من صامه إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه"(2)، "ومن قامه إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه"(3)، "فيه تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النيران"(4)،

روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: "قال الله عز وجل: (كل عمل بن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) والصوم جنة يعني وقاية من الإثم والنار فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك للصائم فرحتان يفرحهما فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه"(5)،

أما فرحه عند فطره فيفرح بنعمتين؛

أولاهما: نعمة الله عليه بالصيام وقد ضل عنه كثير من الناس،

والثانية: نعمة الله عليه بإباحة الأكل والشرب والنكاح وما كان ممنوعاً منه في الصيام،

وأما فرحه عند لقاء ربه:

فيفرح بما يجده من النعيم المقيم في دار السلام،

وفي صحيح البخاري عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: "إن في الجنة باب يقال له الريان يدخل منه الصائمون لا يدخله غيرهم فإذا دخلوا أغلق ولم يفتح لغيرهم"(6)، اللهم إنا نسألك أن تجعلنا من الداخلين فيه، اللهم اجعلنا من الداخلين فيه، اللهم اجعلنا من الداخلين فيه، وقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: "ثلاثة لا ترد دعوتهم الصائم حتى يفطر والإمام العادل ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام وتفتح لها أبواب السماء ويقول الرب وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين"(7).

عباد الله، اغتنموا شهر رمضان

بكثرة العبادة،

وكثرة الصلاة والقراءة،

والإحسان إلى الخلق بالمال

والبدن

والعفو عنهم، فإن الله يحب المحسنين ويعفو عن العافين،

واستكثروا فيه من
"أربع خصال اثنتان ترضون بهما ربكم واثنتان لا غنى لكم عنهما فأما اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله والاستغفار

وأما اللتان لا غنى لكما عنهما فتسألون الله الجنة وتستعيذون به من النار"(8).
عباد الله،
احفظوا صيامكم عن النواقص والنواقض، احفظوه عن اللغو والرفث وقول الزور كل قول محرم،
وعمل الزور كل عمل محرم،
قال النبي – صلى الله عليه وسلم – في الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري – رحمه الله – من حديث أبي هريرة – رضي الله تعالى عنه -:

"فمن لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه"(9)،
ومن لم يحفظ صيامه عما حرم الله

فيوشك أن لا يكون له من صيامه إلا الجوع والظمأ،

اجتنبوا الكذب والفحش والغش والخيانة،

اجتنبوا الغيبة والنميمة،

اجتنبوا الأغاني المحرمة واللهو المحرم فعلاً وسماعاً،

فإن كل هذه من منقصات الصيام،

قوموا بما أوجب الله عليكم من الصلاة في أوقاتها،
وأداءها مع الجماعة،

قوموا بالنصيحة للمؤمنين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،

فإن الحكمة من الصيام التقوى،
يقول الله – عز وجل -: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة:183]،

اجتهدوا أيها المسلمون في قراءة القرآن

فإنه كلام الله عز وجل، لكم الشرف في تلاوته والأجر،

ولكم بالعمل به الحياة الطيبة وطيب الذكر،

"ولكم بكل حرف منه عشر حسنات"(10)
، وإذا مررتم بآية سجدة فاسجدوا في أية ساعة من ليل أو نهار،

كبروا عند السجود

وقولوا في السجود: سبحان ربي الأعلى وادعوا بما شئتم، إن تيسر لكم معرفة ما ورد في ذلك فادعوا به،

وهو كما ثبت في صحيح مسلم – رحمه الله تعالى – من حديث علي بن أبي طالب – رضي الله تعالى عنه -أنه قال:
كان النبي – صلى الله عليه وسلم – إذا سجد قال: "اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره تبارك الله أحسن الخالقين"(11)،
وإلا فادعوا بأي دعاء مناسب، ثم قوموا من السجود بلا تكبير ولا سلام، إلا إذا سجدتم في الصلاة فلابد من التكبير عند السجود وعند النهوض.

أما بعد:
أيها المسلمون،
فاحرصوا على تلاوة كتاب الله،
واسمعوا إلى قول الله – عز وجل -: ﴿الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1) اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (2) الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ﴾ [إبراهيم:1-3]،
اللهم ارزقنا اغتنام الأوقات بالأعمال الصالحة،

اللهم احفظنا عن الأعمال السيئة،
اللهم وفقنا لما تحبه وترضاه يا رب العالمين،

اللهم حقق لنا ما نرجوه من المصالح في الدنيا والآخرة،
﴿رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾ [آل عمران: 8]،
والحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
—————————
(1) أخرجه الإمام أحمد رحمه الله تعالى في مسنده، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، في باقي مسند المكثرين من الصحابة رضي الله تعالى عنهم (7576) ت ط ع، قال شيخنا رحمه الله تعالى في كتابه مجالس شهر رمضان، رواه البزار والبيهقي في كتاب الثواب وإسناده ضعيف جداً ولكن لبعضه شواهد صحيحة هذا في المجلس الأول.
(2) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، في كتاب الإيمان، باب صوم رمضان احتساباً من الإيمان (37)، وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح (1268) ت ط ع.
(3) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، في كتاب صلاة التراويح، باب فضل من قام رمضان (1869) ت ط ع.
(4) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، في كتاب بدء الخلق، باب صفة إبليس وجنوده (3035) ت ط ع، وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، في كتاب الصيام، باب فضل شهر رمضان (1793) ت ط ع، أخرجه الإمام أحمد رحمه الله تعالى في مسنده، في باقي مسند الأنصار، من حديث رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم (22393) ت ط ع، وأخرجه الإمام النسائي رحمه الله تعالى في سننه، من حديث أبي هريرة وعتبة بن فرقد رضي الله تعالى عنهما، في كتاب الصيام، باب فضل شهر رمضان (2202) ت ط ع.
(5) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، في كتاب الصوم، باب هل يقول إني صائم إذا شتم رقم (1771) ت ط ع، وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، في كتاب الصيام، باب فضل الصيام، رقم (1944) ت ط ع.
(6) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى، من حديث سهل رضي الله تعالى عنه، في كتاب الصوم، باب الريان للصائمين (1763) ت ط ع، وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى، في كتاب الصيام، باب فضل الصيام (1947) ت ط ع.
(7) أخرجه الإمام أحمد رحمه الله تعالى في مسنده، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه (7700)، وأخرجه الإمام الترمذي رحمه الله تعالى في سننه، في كتاب الدعوات، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، باب في العفو والعافية (3522)، وأخرجه ابن ماجه رحمه الله تعالى في سننه، في كتاب الصيام، في باب في الصائم لا ترد دعوته (1742) ت ط ع.
(8) أخرجه ابن خزيمة رحمه الله تعالى في صحيحه، الجزء الثالث ص191، من حديث سلمان الفارسي رضي الله تعالى عنه (1887) ت م ش، وأخرجه البيهقي رحمه الله تعالى، في كتاب شعب الإيمان، الجزء الثالث ص305، وأخرجه الحارث في مسنده – زوائد الهيثمي – الجزء الأول ص412 ت م ش.
(9) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى، من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، في كتاب الأدب، باب قوله تعالى ﴿وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ﴾ (5597) ت ط ع.
(10) أخرجه الترمذي رحمه الله تعالى في سننه، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنهما، في كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء فيمن قرأ حرفاً من القرآن ما له من الأجر (2835) وأخرجه الدارمي رحمه الله تعالى، من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه، في كتاب فضائل القرآن، باب فضل من قرأ القرآن (3181) ت ط ع.
(11) أخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى، من حديث علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، في كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه (1290) ت ط ع، وفي رواية للترمذي رحمه الله تعالى، من حديث ابن عباس وأبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنهم، في كتاب الدعوات، باب ما يقول في سجود القرآن، "عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله رأيتني الليلة وأنا نائم كأني كنت أصلي خلف شجرة فسجدت فسجدت الشجرة لسجودي وسمعتها وهي تقول اللهم اكتب لي بها عندك أجراً وضع عني بها وزراً واجعلها لي عندك فخراً وتقبلها مني كما تقبلتها من عبدك داود"، أخرجه الترمذي رحمه الله تعالى في سننه (3346) ت ط ع، وأخرجه في كتاب الجمعة، باب ما يقول في سجود القرآن (528) ت ط ع.




شكرا لكي اختاه وبارك الله فيك على مواضيعك القيمة
كلنا ننتظر شهر الفضيلة
اللهم بلغنا رمضان
تحياتي




شكرا لكي اختاه وبارك الله فيك




جزاك الله خيرا




شكرا جازاك الله خيرا اختي…..




يُرْفَعُ للفَائِدَة ،،




بارك الله فيكم




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

صيام شهر رمضان

تعليمية تعليمية
تعليمية

صيام شهر رمضان فرصه وقائية و علاجية

لما كانت صحة الجسم مطلب أساسي حتى يستطيع الإنسان القيام بما أمر به ربه في هذه الأرض من عباده المولى عز وجل ، وعمارة الأرض ، وطلب العلم ، ورفع الظلم ، والجهاد في سبيل الله ، جعل الله عز وجل كثير من العبادات والفرائض وقاية وعلاج لكثير من الأمراض و العلل التي قد يصاب بها جسم الإنسان ، فكانت لنا تلك الفرائض عباده ووقاية .

وشهر رمضان الكريم شهر عزيز على كل مسلم ، يلتزم المسلم بصيامه وقيامه كل سنة ، فهل هناك فوائد صحية لهذا الشهر الكريم إضافة إلى فوائدة الروحية والاجتماعية ؟ .

إذا تأملت معي عزيزي القارئ سوف تجد أن شهر رمضان هو نظام غذائي جديد يلتزم به الإنسان المسلم كل سنه ، ويزداد تأملك إذا علمت أن الإنسان ليس وحده هو الذي يصوم بل إن الصوم موجود أيضا في الحيوانات ، فلقد لاحظ العلماء أن كثيرا من الكائنات الحية تمر بفترة صوم اختيارية بالرغم من توافر الغذاء حولها ، فمثلا من الطيور ما يكمن في عشه ويمتنع عن الطعام في مواسم معينه كل عام ، وبعض الأسماك يدفن نفسه في قاع المحيطات أو الأنهار لفترة معينه بدون طعام .
صيام شهر رمضان فرصة وقائية :
أثناء فتره الصيام والتي تمتد من بعد آذان الفجر وحتى آذان المغرب يعتمد الجسم في طاقته وحاجته على لسكر الجلوكوز على وجبه السحور ، إلا أن تلك الوجبة لا تستطيع توفير هذه الطاقة والسكر إلا لساعات معدودة بعدها يجد الجسم نفسه مضطرا للاعتماد على الطاقة وسكر الجلوكوز من المواد السكرية و الدهنية المخزونة في أنسجه الجسم وبهذه الطريقة يتم حرق السكر والدهون المخزونة وتخليص الجسم من السموم المتراكمة وبديهي أن يبدأ الجسم أولا باستهلاك الخلايا المريضة أو التالفة أو الهرمة ، وبعد الصيام ومع تناول الإفطار تتجدد بناء هذه الخلايا بخلايا جديدة تعطى الجسم قوة ونشاط وحيوية .


الصيام يجدد الشباب ويزيد حيوية وعمل الخلايا :
شهر رمضان فرصة حقيقة لتجديد الشباب وزيادة حيوية وعمل الخلايا وذلك لأن الصوم يؤدى إلى تأثيرين مهمين وهما :

  1. أثناء استهلاك الجسم للمواد المتراكمة منه أثناء فتره الصيام فان من بين هذه المواد المتراكمة الدهون المتراكمة والملتصقة بجدران الأوعية الدموية فيؤدى ذلك إلى إذابتها تماما كما يذيب الماء الثلج ، وبالتالي زيادة تدفق الدم خلال هذه الأوعية وزيادة نسبة الأكسجين والغذاء الواصل إلى الخلايا عبر هذا الدم ، وبالتالي تزداد حيوية وعمل الخلايا ، لذلك نرى أن الشخص الذي يحافظ على الصيام تقل إصابته بمرض تصلب الشرايين وتتأخر عنده علامات الشيخوخة
  1. انتهاء وتحلل الخلايا التالفة واستبدالها بخلايا جديدة ونشطة يزيد من عمل وقوة وظائف الجسم المختلفة لذلك يشعر الإنسان بعد انتهاء شهر الصوم بنقاء جسمه وزيادة طاقته وصفاء نفسه .

صيام شهر رمضان فرصة علاجية :
يعتبر الصيام علاجا فعالا أو مساعدا لكثير من الأمراض ومن بين هذه الأمراض الذي يؤثر في شفائها وعلاجها الصوم الأتي :

  1. أمراض الحساسية : بعض أمراض الحساسية تزيد بتناول أنواع معينه من الأطعمة بعضها معروف مثل السمك ، البيض ، الشيكولاته ، الموز ، والبعض الآخر غير معروف .و أثناء الصيام يستريح الجسم من هذه الأطعمة وبالتالي يشعر مرضى الحساسية براحة كبيرة مع الصيام
  2. حب الشباب والبشرة الدهنية والدمامل والبثور والتهاب الثنايا يزداد بالوجبات كثيرة الدهون ، وهذه الأمراض تتحسن كثيرا بالصيام .
  3. يخفف الصيام من أعراض وعلامات فشل القلب وذلك لأن الصيام يقلل من شرب السوائل ويقلل من تناول الأغذية ، إضافة إلى إذابة الدهون من الأوعية الدموية يحسن من عمل القلب وبالتالي يقلل من أعراض مرض القلب عند المصابين به .

السمنة أو زيادة الوزن : يعتبر شهر رمضان طبيب تخسيس مجاني وفرصة عظيمة لذوى الوزن الزائد بشرط أن يتم الالتزام بشروط شهر رمضان الصحية كالاعتدال في الأكل وزيادة الحركة والإقلال من النوم والكسل .
يعالج الصوم كثيرا من مشكلات الجهاز الهضمي مثل زيادة الحموضة والقولون العصبي وعسر الهضم وانتفاخات البطن ذلك لان امتناع الشخص الصائم عن الأكل والشرب طوال فترة الصوم يعطي فرصة لعضلات وأغشية الجهاز الهضمي بأن تتقوى وتزداد عملها وحيويتها. كما يلعب العامل النفسي دور كبيرا في شفاء بعض علل الجهاز الهضمي مثل القولون العصبي وذلك نتيجة لما يسببه شهر رمضان من السعادة والبهجة و طمأنينة النفس و هدوء البال.

هل يجني كل صائم فوائد الصوم الصحية ؟
للأسف الشديد فكما أن بعض الصائمين يحرم من الأجر كما أخبر بذلك المصطفى ( صلى الله عليه وسلم ) : (
( رب صائم ليس له من صومه إلا الجوع والعطش )) وهم الصائمين الذين لا يصومون عن الغيبة والنميمة وإثارة الفتن واللعن وغش الناس وغيرها من حدود الله عز وجل ، فان هناك أيضا من الصائمين من يحرم من فوائد شهر رمضان الصحية وهم الذين يسرفون في الأكل أثناء ليل رمضان أو الذين لا يتحركون أثناء نهار رمضان ويقضى كل نهاره في النوم ، وهؤلاء يحرمون من فوائد الصوم الصحية لأن جسم الإنسان أثناء النوم لا يحتاج إلى طاقة كبيرة وبالتالي ليس بحاجة أن يحرق المواد الغذائية المخزونة فيه ، وبالتالي يخسر هذا الشخص أهم فائدة يعتمد على أساسها الفوائد الأخرى وهى حرق وإذابة المواد السكرية و الدهنية و البروتينية المخزنة في الجسم .

رمضان كريم للجميع
تعليمية

تعليمية تعليمية




جزاك الله خيرا وبارك فيك




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

رمضان والتوبه

تعليمية تعليمية
تعليمية

رمضان والتوبه

من أعظم نعم الله على عباده أن فتح لهم باب التوبة والإنابة ، وجعل لهم فيه ملاذاً أميناً ، وملجأً حصيناً ، يلجه المذنب ، معترفاً بذنبه ، مؤملاً في ربه ، نادماً على فعله ، ليجد في قربه من ربه ما يزيل عنه وحشة الذنب ، وينير له ظلام القلب ، وتتحول حياته من شقاء المعصية وشؤمها ، إلى نور الطاعة وبركتها .

فقد دعا الله عباده إلى التوبة مهما عظمت ذنوبهم وجلَّت سيئاتهم ، وأمرهم بها ورغبهم فيها ، ووعدهم بقبول توبتهم ، وتبديل سيئاتهم حسنات رحمة ولطفاً منه بالعباد .

ومنزلة التوبة هي أول المنازل وأوسطها وآخرها ، لا يفارقها العبد ولا ينفك عنها حتى الممات ، وإن ارتحل إلى منزل آخر ارتحل بها واستصحبها معه ، فهي بداية العبد ونهايته ، ولذا خاطب الله بها أهل الإيمان وخيار خلقه ، وأمرهم أن يتوبوا إليه بعد إيمانهم وصبرهم وجهادهم ، وعلق الفلاح بها ، فقال سبحانه: {وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون } ( النور 31) ، وقسَّم العباد إلى تائب وظالم فليس ثم قسم ثالث ، قال سبحانه:{ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون }(الحجرات : 11) ، وصح عنه – صلى الله عليه وسلم – أنه قال : ( إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها ) رواه مسلم .

وإذا كان نبينا – صلى الله عليه وسلم – الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر يقول : ( يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب إلى الله في اليوم مائة مرة ) رواه مسلم ، فكيف بغيره من المذنبين والمقصرين .

والتوبة الصادقة تمحو الخطايا والسيئات مهما عظمت ، حتى الكفر والشرك ، فإن الله تبارك وتعالى لا يتعاظمه ذنب أن يغفره ، قال سبحانه : {قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت سنة الأولين }( الأنفال 38) ، بل حتى الذين قتلوا الأنبياء ، وقالوا إن الله ثالث ثلاثة ، وقالوا إن الله هو المسيح بن مريم – تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً – دعاهم للتوبة ، وفتح لهم أبواب المغفرة فقال سبحانه : {أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم } (المائدة 74) ، وفي الحديث القدسي يقول الله عز وجل : ( يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعاً ، فاستغفروني أغفر لكم ) رواه مسلم ، وفي حديث آخر : ( يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي ، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة ) رواه الترمذي .

ورمضان من أعظم مواسم التوبة والمغفرة وتكفير السيئات ، ففي الحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الصلوات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة ، ورمضان إلى رمضان ، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر ) كيف وقد جعل الله صيامه وقيامه وقيام ليلة القدر على وجه الخصوص إيماناً واحتساباً مكفراً لما تقدم من الذنوب ؟! والعبد يجد فيه من العون ما لا يجده في غيره ، ففرص الطاعة متوفرة ، والقلوب على ربها مقبلة ، وأبواب الجنة مفتحة ، وأبواب النار مغلقة ، ودواعي الشر مضيقة ، والشياطين مصفدة ، وكل ذلك مما يعين المرء على التوبة والرجوع إلى الله .

فلذلك كان المحروم من ضيع هذه الفرصة ، وأدرك هذا الشهر ولم يغفر له ، فاستحق الذل والإبعاد بدعاء جبريل عليه السلام وتأمين النبي – صلى الله عليه وسلم- ، حين قال جبريل : ( يا محمد ، من أدرك شهر رمضان فمات ولم يغفر له فأُدخل النار فأبعده الله ، قل : آمين ، فقال : آمين ) رواه الطبراني ، وقال – صلى الله عليه وسلم- : ( رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له ) رواه الترمذي .

وإذا كان الله عزوجل قد دعا عباده إلى التوبة الصادقة النصوح في كل زمان ، فإن التوبة في رمضان أولى وآكد ، لأنه شهر تسكب فيه العبرات ، وتقال فيه العثرات ، وتعتق فيه الرقاب من النار ، ومن لم يتب في رمضان فمتى يتوب ؟ !.

وللتوبة شروط ستة لابد من توفرها لكي تكون صحيحة مقبولة :

أولها : أن تكون خالصة لله تعالى .
ثانيها : أن تكون في زمن الإمكان ، أي قبل أن تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت الشمس من مغربها لم تنفع معها التوبة ، قال تعالى : { يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً }( الأنعام 158) ، وقبل أن تبلغ الروح الحلقوم ، فإن الله يقبل توبة العبد مالم يغرغر ، كما أخبر بذلك المصطفى – صلى الله عليه وسلم – .
ثالثها : الإقلاع عن الذنب ، فلا يصح أن يدعي العبدُ التوبة وهو مقيم على المعصية .
رابعها : الندم على ما كان منه ، والندم ركن التوبة الأعظم ، فقد صح عنه – صلى الله عليه وسلم – أنه قال : ( الندم توبة ) أخرجه ابن ماجه .
خامسها : العزم على عدم العودة إلى الذنب في المستقبل .
سادسها : رد الحقوق إلى أصحابها والتحلل منهم ، إن كان الذنب مما يتعلق بحقوق المخلوقين.

تعليمية تعليمية




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

مسابقة القسم الاسلامي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف الحال واروع اعضاء بالعالم
حابة اليوم اطرح عليكم
(( مسابقة دينية))

المسابقه هي كالآتي ..
أقوم أنا بوضع سؤال ومن يجيب على هذا السؤال يقوم هو بطرح سؤال وهكذا ..
ولكن يجب أن تكون الأسئله (جميعها إسلاميه )..

وتكون هذه المشاركه بمثابة موسوعة إسلاميه مليئه بالمعلومات .

أتمنى أن أكون وفقت في شرح طريقة المسابقة.
السؤال الأول :
ــــــــــــ

من هو اول امام لصلاة الجمعة في المدينة قبل قدوم الرسول صلى الله عليه وسلم؟

أرجو التفاعل




شكرا جزيلا عن الفكرة الجيدو لعلها تعيد نمو المنتدي من جديد

أودي ان اضيف قانون إلى قوانين الموضوع

عندما يطرح سؤال من طرف العضو ولم يتم الجواب عليه خلال 24 ساعة من وضعه عليه الاجابة عن سؤاله ووضع سؤال آخر




استفسار بسيط كيف يمكن ان اعرف ان المعلومة صحيحة ام لا او ممكن المعلومات تختلف ؟

مثلا : اعتقد انه الرسول صلى الله عليه وسلم هو اول من خطبة بالمدينة




:)السلام عليكم 🙂

اعتقد والله اعلم الجواب هو

الصحابى مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف البدري، الذي اختاره الرسول صلى الله عليه وسلم سفيره فى المدينه.
لا اعرف ما اذا كان جوابي صحيح حتى يتسنى لي وضع السؤال التالى

شكرا لك اختى على هذه المسابقه الدينيه الفكريه
جعلها الله في ميزان حسناتك

:eek:اللهم بلغنا رمضان:eek:




جواب صحيح مؤمنة يمكنك وضع سؤال

بالنسبة لعبدو جوابك خاطئ الذي يضع السؤال أكيد عنده إجابة وهو الذي يقول ان كانت صحيحة أو خاطئة

بالنسبة لعبد الكريم فكرتك جيدة




السؤال الثاني كالآتي:

هل البسمله آيه من آيات صوره الفاتحه؟

بالتوفيق

اللهم بلغنا رمضان




سؤال وجيه وفي محله

شكرا جزيلا على السؤال

هن اختلف العلماء في موضوع البسملة من هم من قال أنها أية من آياتها ومنهم من قال انها ليست آية من آياتها

نعلم ان الفاتحة سبع آيات

والجواب هو ان البسملة ليست آية من سورة الفاتحة

متفق عليه




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

ومضى ثلث رمضان‎

ومضى ثلث رمضان
ما أسرع أيامك يا رمضان .. تأتي على شوق ولهف .. وتمضي على عجل ..
ها قد مضى الثلث الأول منك يا رمضان ، والثلث كثير
يا شهر الصيام ترفق .. ويا شهر القيام تمهل ..
نفوس العابدين اطمأنت في ساعاتك.. وقلوب الراكعين ساجدين تبتلت في محرابك
سبحان الله..
منذ أيام، كنا ندعو : "اللهم بلغنا رمضان".
و منذأيام قليلة، هنأ بعضُنا بعضاً ببلوغ رمضان
فقد هل الهلال، مع النداء الشهير :
"
ياباغي الخير أقبل، و يا باغي الشر أقصر .."
و اليوم، فاجأتنا هذه الحقيقة : انقضىالثلث الأول من رمضان !!
سبحان الله.. أبهذه السرعةرمضان.. هذاالضيف ؛ خفيف الظل، عظيم الأجر..
مضى ثلثه.. "و الثلثكثير"..

*******
وهنا لا بد ان نقف مع أنفسنا وقفات أيها الأحباب
ماذا أودعنا هذه الأيام العشر ؟
كيف نحن والقرآن ؟
كيف نحن وصيام الجوارح والسمع والبصر ؟
كيف نحن والقيام ؟كيف نحن وتفطير الصائمين ؟
كيف نحن والصدقة والصلة والبر ؟
كيف حالنا مع الخشوع والخضوع والدموع ؟
هل اجتهدنا في طلب العتق، أم رضي البعض أن يكونوا معالخوالف..؟

*******
أخي أختي
هذه أيام وليالي العتق تنقضي يوماً بعد يوم
وسرعان ما سيقال : وداعاً رمضان
فهلا كانت همتنا عالية ، ولسان كل منا يقول : لن يسبقني إلى الرحمن أحد

هلا جاهدنا أنفسنا وأتعبناها بالطاعة ، حتى ترتاح في مستقر رحمة الله في جنة الخلد
فالعبد لن يجد طعم الراحة إلا عند أول قدم يضعها في الجنة
ها نحن في الثلث الثاني من رمضان ..وبعد أيام قلائل ،سنستقبل العشر الأواخر ـ لمن كتب الله له عمراً ـ أفضل ليالي العام ، فيها ليلة من خير شهر ، من حُرِمَ خيرها فقد حُرِم.فيالسعادة من عرف فضل زمانه ، ومحا بدموعه وخضوعه صحائف عصيانه ، وعظم خوفه ورجاؤه ، فأقبل طائعاً تائبا يرجو عتق رقبته وفك رهانه.
أحبتي .. الأيام تمضي متسارعة ، والأعمار تنقضي بانقضاء الأنفاس ، وكل مخلوق سيفنى ، وكل قادم مغادر ، وهذا شهر الرحمة والغفران ، يوشك أن يقول وداعاً ، ولعلك لا تلقاه بعد عامك هذا .
فصم صيام مودع ، وصل صلاة مودع ، وقم قيام مودع ، وتب توبة مودع ، وقم بالأسحار باكياً ، مخبتاً ، منيباً ،
وقل يارب : هذه ناصيتي الكاذبة الخاطئة بين يديك ، إلهي حرم وجهي ولحمي وعظمي وعصبي وبشرتي على النار . إلهي لا أهلك وأنت رجائي . اقبل توبتي ، واغسل حوبتي ، وسل سخيمة قلبي ، وارفع درجتي ، وكفّر سيئتي . وأعتق رقبتي ، ياذا الجلال والإكرام
أخي … أختي
غداً يقال : انقضى رمضان ، وأقبل عيد أهل الإيمان
و لكن شتان.. !!
شتان .. بين من يهل عليه هلال شوال و هومعتق من النيران ، قد كتب من أهل الجنان..
وبين من يهل عليه، وهو أسير الشهوات و المعاصي ، قد حرم من الخيرات ، وباء بالخسران..
اللهم وفقنا للصالحات قبل الممات ، وأخذ العدة للوفاة قبل الموافاة ، وثبت قلوبنا على دينك ، واختم لنا بالصالحات ، واغفر لنا ولوالدينا وأزواجنا وذرياتنا وإخواننا وأحبابنا والمسلمين ، واكتبنا جميعاً من عتقائك من النار.




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

العشر الأواخر

في العشر الآواخر

تعليمية

حَذارِ يا شيطانَ جسمي حَذارْ
فهذه أيامُ شدِّ الإزارْ
يدنو بها المذنبُ مِنْ ربّهِ
في غَمرةٍ مِنْ خشيةٍ وادِّكار

يعتزمُ التوبةَ مِنْ ذنبه
مستغفراً في ذِلَّةٍ وانكِسار

يَذْكُر باللوعةِ آثامَه
مؤمِلاً بالعفوِ، والدمعُ جَارٍ

وتوبةُ القلبِ طَهور الفتى
وفي رِحاب الله للحُرّ دار

تعليمية




تعليمية تعليمية

تعليمية

بارك الله فيك اختي رنين على النصائح والارشادات القيمة المستدلة بأحاديث لأيصال المعلومة
اعتني بنفسك بأنتظار جديدك
اخوك في الله : الطيب

تعليمية تعليمية




مشكوووور اخ طيب على المرور العطر




بارك الله فيك واحسن اليك وجعل هذا العمل في ميزان حسناتك




مشكوووووووووور أخ عبدو على المرور




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

حمل المأموم للمصحف في صلاة التراويح

تعليمية

تعليمية

ما حكم حمل المأموم للمصحف في صلاة التراويح ؟

فأجاب :

” لا أعلم لهذا أصلا ، والأظهر أن يخشع ويطمئن ولا يأخذ مصحفا ، بل يضع يمينه على شماله كما هي السنة ، يضع يده اليمنى على كفه اليسرى الرسغ والساعد ويضعهما على صدره ، هذا هو الأرجح والأفضل ، وأخذ المصحف يشغله عن هذه السنن ، ثم قد يشغل قلبه وبصره في مراجعة الصفحات والآيات وعن سماع الإمام ، فالذي أرى أن ترك ذلك هو السنة ، وأن يستمع وينصت ولا يستعمل المصحف ، فإن كان عنده علم فَتَح على إمامه ، وإلا فتح غيره من الناس ، ثم لو قدر أن الإمام غلط ولم يُفتح عليه ما ضر ذلك في غير الفاتحة إنما يضر في الفاتحة خاصة ؛ لأن الفاتحة ركن لا بد منها أما لو ترك بعض الآيات من غير الفاتحة ما ضره ذلك إذا لم يكن وراءه من ينبهه ، ولو كان واحد يحمل المصحف على الإمام عند الحاجة فلعل هذا لا بأس به ، أما أن كل واحد يأخذ مصحفا فهذا خلاف السنة ” انتهى .

بعض المأمومين يتابعون الإمام في المصحف أثناء قراءته فهل في ذلك حرج ؟

فأجاب :

” الذي يظهر لي أنه لا ينبغي هذا ، والأولى الإقبال على الصلاة والخشوع ، ووضع اليدين على الصدر متدبرين لما يقرأه الإمام ، لقول الله عز وجل : ( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) وقوله سبحانه : ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ . الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ ) ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا وَإِذَا قَرَأَ فَأَنْصِتُوا ) ” انتهى .

الشيخ عبدالعزيز بن باز




بارك الله فيكم

سئل فضيلة الشيخ‏:‏ ما حكم حمل المصاحف من قبل المأمومين في صلاة التراويح في رمضان بحجة متابعة الإمام‏؟‏

فأجاب فضيلته بقوله‏:‏ حمل المصحف لهذا الغرض فيه مخالفة للسنة وذلك من وجوه‏:‏
الوجه الأول‏:‏ أنه يفوت الإنسان وضع اليد اليمنى على اليسرى في حال القيام‏.‏
الوجه الثاني‏:‏ أنه يؤدي إلى حركة كثيرة لا حاجة إليها، وهي فتح المصحف، وإغلاقه، ووضعه في الإبط وفي الجيب ونحوهما‏.‏
الوجه الثالث‏:‏ أنه يشغل المصلي في الحقيقة بحركاته هذه‏.‏
الوجه الرابع‏:‏ أنه يفوت المصلي النظر إلى موضع السجود وأكثر العلماء يرون أن النظر إلى موضع السجود هو السنة والأفضل‏.‏
الوجه الخامس‏:‏ أن فاعل ذلك ربما ينسى أنه في صلاة إذا كان لم يستحضر قلبه أنه في صلاة، بخلاف ما إذا كان خاشعاً واضعاً يده اليمنى على اليسرى، مطأطأ رأسه نحو سجوده، فإنه يكون أقرب إلى استحضار أنه يصلي وأنه خلف إمام‏.
ـــ
للشيخ/ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-.
[فتاوى ابن عثيمين – المجلد الرابع عشر].
ــــــــــــــــــ

وسئل فضيلة الشيخ‏:‏ ما حكم متابعة الإمام من المصحف في الصلاة‏؟‏

فأجاب فضيلته بقوله‏:‏ متابعة الإمام في المصحف معناه أن المأموم يأخذ المصحف ليتابع الإمام في قراءته، وهذا إن احتيج إليه بحيث يكون الإمام ضعيف الحفظ فيقول لأحد المأمومين‏:‏ أمسك المصحف حتى ترد عليّ إن أخطأت فهذا لا بأس به لأنه لحاجة‏.‏
وأما إذا لم يكن على هذا الوجه فإنني لا أرى أن الإنسان يتابع الإمام من المصحف؛ لأنه يفوت مطلوباً ويقع في غير مرغوب فيه، فيفوت النظر إلى موضع سجوده، وكذلك وضع اليدين على الصدر وهو من السنة، ويقع في غير مرغوب فيه وهو الحركة بحمل المصحف، وفتحه، وطيه، ووضعه، وهذه كلها حركات لا حاجة إليها، وقد قال أهل العلم‏:‏ إن الحركة في الصلاة إذا لم يكن لها حاجة مكروهة؛ لأنها تنافي كمال الخشوع‏.‏ بل قال بعض العلماء‏:‏ إن حركة البصر تبطل الصلاة؛ لأن البصر سوف يتابع القراءة من أول السطر إلى آخره ومن أول الثاني إلى آخره وهكذا مع أن فيه حروفاً كثيرة وكلمات كثيرة فيكون حركة كثيرة للبصر، وهذا مبطل للصلاة‏.‏
فنصيحتي لإخواني أن يدعوا هذا الأمر ويعودوا أنفسهم الخشوع بدون أن ينظروا إلى المصحف‏.
ـــ
للشيخ/ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-.
[فتاوى ابن عثيمين – المجلد الرابع عشر].

والحمدُ للهِ ربِّ العالميـن،،