التصنيفات
القران الكريم

[سؤال] هل هناك من اطلع على كتاب تفسير أساس البيان ||||

تعليمية تعليمية

[سؤال] هل هناك من اطلع على كتاب تفسير أساس البيان ( دار الخير )

السلام عليكم ، هل هناك من اطلع على كتاب تفسير أساس البيان كلمات ومعاني القرءان مع ملحق كتاب المنتخب من أسباب النزول ، أريد أن اعرف هل يُعتمد عليه.

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




اسفة لكنني لم اطلع عليه




التصنيفات
القران الكريم

[فوائد مستخلصة] علم الله تعالى وتقدّس للمستحيلات ( العلاّمة العثيمين ) ||

تعليمية تعليمية

[فوائد مستخلصة] علم الله تعالى وتقدّس للمستحيلات ( العلاّمة العثيمين -رحمه الله- )

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال العلاّمة الفقيه محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- : كيف يعلم الله المستحيلات ..!!؟

قال تعالى : (( لو كان فيهمآ ءالهة إلاّ الله لفسدتا )) [الأنبياء : 22 ]

هذا تعليق بشيء مستحيل، يعني : مستحيل أن يكون فيها آلهة إلاّ الله .
أخبر الله أنه لو كان في هذا الكون آلهة إلاّ الله لفسدتا، فأخبر عن شيء لا يمكن وجوده .

[ التعليق على القواعد الحسان المتعلقة بتفسير القرآن ص 22 ]

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




التصنيفات
القران الكريم

[صوتية] تلاوات للقارئ/ عبد الحميد عبد الله الغويل الليبي ||||

تعليمية تعليمية

[صوتية] تلاوات للقارئ/ عبد الحميد عبد الله الغويل الليبي

بسم الله الرحمن الرحيم
هذه تلاوات للقارئ الليبي البارع/ عبد الحميد عبد الله الغويل
من منطقة بوسليم – طرابلس
وهو أحد أفضل قراء ليبيا
وقد حصل الترتيب الأول في العديد من المسابقات المحلية والدولية
أبرزُها: مسابقة دبي الدولية عام 1443 ه

وهذا تسجيل مشاركته في مسابقة دبي

ملاحظة: صوت التسجيل منخفض, ولا أدري من أين هذا الخلل, الشيخ عبد الحميد بعث لي به هكذا

وهذه مشاركته في مسابقة الجامعات بمدينة البيضاء عام 1443 هـ – تقريبًا –

يتبع – إن شاء الله – …

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




التصنيفات
القران الكريم

[صوتية وتفريغها] تمسكوا بالقرآن – موعظة للشيخ محمد سعيد رسلان ||||

تعليمية تعليمية

[صوتية وتفريغها] تمسكوا بالقرآن – موعظة للشيخ محمد سعيد رسلان

بسم الله الرحمن الرحيم
موعظة للشيخ محمد سعيد رسلان

التفريغ:

عبادَ الله، أمةَ محمد – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – القرآنُ حياتكم، القرآن لحمكم، القرآن دمائكم، القرآن عَصَبُكم، القرآن عِرضكم، القرآن دنياكم والقرآن آخرتكم. القرآن العظيم سبب عِزِّكم، القرآن العظيم سبب رِفعتكم.
عباد الله، القرآن العظيم لو جعلتموه خلفكم، كنتم في ذِلة وفي مَسْكَنَة لأنه حَبْلُ اللهِ، واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا. وحبلُ اللهِ دينُه وقرآنُه المجيد، في أطهر أقوال المفسرين.
عارٌ – وأيُّ عار- أن تتقن الإنكليزية على وجهها كأنما قد تعلمتَها على أهلها ومن وُلِدوا راضعين لحروفها وآدابها، عارٌ عليك أن تتقن لغة ولغتين وثلاث لغات من لغات الأعاجم، ولا تستطيع أن تُقِيم لغتك العربية في جملة واحدة يَفْهَمُ منك الفَاهِمُ بياناً ويَسْمَعُ منك الفصيح بلاغةً.
عارٌ عليك أن تَدَعَ سبب عزَّتك وتتمسك بأسباب ذِلَّتك. عارٌ عليك، فهذا لا يدل إلا على [فسولة] الرأي، ولا يدل إلا على طمس البصيرة.
عارٌ عليك أن يكون كتاب الله جلَّ وعلا عندك في بيتك وبين يديك قد علاه الغبارُ.
عارٌ عليك أن لا تُقبلَ على كتاب الله إلا إذا أصابتك المصيبة، وإلا إذا لُوِيَ منك خلف الظَهْرِ الذراعُ.
عارٌ عليك ألا تعود إلى الله إلا إذا مرضْتَ فعجزْتَ.
عارٌ عليك أن لا تلتفت إلى نعمة الله عليك.
عارٌ عليك أن تجعل القرآن خلفك ظِهرياً، ثم لا تنظر فيه مُصبحاً وممسياً.
عارٌ عليك أن لا تكون (…) لسورة قصيرة في كتاب الله جلَّ وعلا.
عارٌ عليك أن لا يقوم لسانك بكلام ربك جلَّ وعلا.
عباد الله، ينبغي علينا أن نفيق وينبغي علينا أن نكون عاقلين. ينبغي علينا أن نكون واعين، لأننا إذا لم نحرص على صالحنا نحن، فلن يحرص على صالحنا أعداؤُنا. وإذا لم نَحْمِ أعراضنا نحن، فإنه لا يُنتظر من أعدائنا أن يصونوا أعراضنا. وإذا لم ندافع عن ديننا نحن، فإن الله جلَّ وعلا لن يُنزل نُصرةً من السماء إلا إذا استَبْدَلَنَا وأذهبنا ظاهراً وباطناً، وإنْ تتولوا يَسْتَبْدِلْ قوماً غيرَكم ثمَّ لا يكونوا أمثالكم.
إلى متى ضياعكم، إلى متى خنوعكم، إلى متى ذُلكم، إلى متى قعودكم، إلى متى رُقودكم، إلى متى هذا السُّباتُ عبادَ الله، والقرآن المجيد يقرع آذان القلوب في الصباح وفي المساء، وما من مجيب. والنبي يشكوكم إلى ربه: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً} [سورة الفرقان:30].
تفقهوا في كتاب الله، ولا تذروا يوماً يَمُرُّ من غير أن تنظروا في القرآن العظيم.

الملفات المرفقة (افحص الملف ببرامج الحماية وقم بالتبليغ عنه إذا وجدته مخالفا) تعليمية تمسكوا بالقرآن – موعظة للشيخ محمد سعيد رسلان.mp3‏ (1.84 ميجابايت)

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




بارك الله فيك…




التصنيفات
القران الكريم

[فتاوى] حكم البسملة وسط السورة ||||

تعليمية تعليمية

[فتاوى] حكم البسملة وسط السورة (فتوى اللجنة الدائمة)

بسم الله الرحمن الرحيم

"السّؤال:
من قرأ من (وسط السورة)؛ هل يُسمّي؟ أو يتعوذ من الشيطان الرجيم؛ فقط؟

الجواب:
من قرأ القرآن الكريم من (وسط السورة)، فإنه يبدأ بـ (الاستعاذة من الشيطان)، ثم يقرأ ولا يُسمّي؛ لقوله تعالى:
{فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [النحل:98].
وأما من قرأ من أول السورة؛ فإنه يسمّي بعد الاستعاذة؛ إلا في أول سورة "التوبة"؛ فلا تشرع فيها تسمية.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء" ا.هـ
،،،
"من فتاوى اللجنة الدّائمة: (3/94)"

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




بارك الله فيك شكرا




انار الله دربك




التصنيفات
القران الكريم

ادخل وحمل المصحف المعلم لتحفيظ القرآآن الكريم

تعليمية

تعليمية

محتويات الاسطوانة:

الاسطوانة عبارة عن موسوعة شاملة للطفل المسلم نجد فيها الأتى:

1-المصحف المعلم للشيخ المنشاوى مع ترديد الأطفال
2-المصحف المرتل للعجمى
3-مسابقات لحفظ القرأن
4-معانى كلمات القرأن
5-تحفيظ للقرأن
6-مجموعة من الدروس العلمية للأطفال شاملة جزء عم
7-مجموعة من القصص الدينية كقصة سيدنا موسى مع فرعون وغيرها الكثير
8-لعبة البازل للأطفال
9-طريقة تعليم الوضوء والصلاة خطوة خطوة
10-أركان الاسلام

تعليمية

التعليم كله صوت وصورة
Screen Shots :
تعليمية
تعليمية
تعليمية
تعليمية
تعليمية
تعليمية

تعليمية
تعليمية

تعليمية

طريقة تسطيب الاسطوانة :

تعليمية

تعليمية

معلومات :

حجم الاسطوانة : 281 ميجا
الامتداد : exe

إنتاج : شركة رؤية للبرمجيات

تعليمية

Download

Demo Ovh مباشر
http://link.arabda3m.com

لا تنسونا من صالح دعائكم
منقووووووووووول




شكرا لكم جزاكم الله خيرا




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة براءة الاحلام تعليمية
شكرا لكم جزاكم الله خيرا

بارك الله فيك




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




بارك الله فيك ورزفك كل الخير في الدنيا والاخرة رائعة انت بطرحك للمواضيع




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آدم23 تعليمية
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

العفو اخسي
نورت




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fatisomer تعليمية
بارك الله فيك ورزفك كل الخير في الدنيا والاخرة رائعة انت بطرحك للمواضيع

العفووووووووو




التصنيفات
القران الكريم

[سؤال] نصيحة ||||

تعليمية تعليمية

[سؤال] نصيحة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليكم هل تنصحونا باقتناء
كتاب ابن سينا-أسباب حدوث الحروف.

وجزاكم الله خيرا

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




تعليمية
تعليمية




بارك الله فيك




التصنيفات
القران الكريم

[مقتطف] حكم مخالفة سبيل المؤمنين في علوم القراءات والتجويد ||||

تعليمية تعليمية

[مقتطف] حكم مخالفة سبيل المؤمنين في علوم القراءات والتجويد

قال الشيخ علي رضا المدني – حفظه الله -:
"اتصل بي [ذات يوم] رجل يقول بأنه يريد متخصصاً في علم القراءات وأنه من مدينة شقرا ويسكن حالياً في الرياض ؛ وقال : القراءات بدعة !!
والشيخ ابن باز وابن عثيمين لا يريان وجوب التجويد !
قلت له : هل تريد العلم أم التقليد ؟
قال : ما الدليل على أن الصحابة قرؤوا بالقراءات وبالتجويد ؟
قلت له : تكفيك آية من كتاب الله تعالى – وأنت الذي تريد – فقط – قال الله قال الرسول – ألا وهي قوله تعالى :
( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً ) .
ألا تخشى أن تندرج تحت عموم هذه الآية ؟
فقال لي : أحمد أنكر الإدغام – يقصد الجاهل قراءة حمزة – !
فقلت له : والله ! إن الحديث مع أمثالك من الجهلة المتعصبين لمضيعة للوقت !
ذلك ؛ لأنه – كما قال الذهبي – : قد انعقد الإجماع بعد أحمد على صحة قراءة حمزة ؛ وعلى الإنكار على من أنكرها !
ولقد صدق ابن الجزري حينما أطال في الرد على أبي شامة وغيره من منكري تواتر أصول القراءات كالمدود والإمالات بما يقطع بأن هذا العلم – القراءات وما يتبعه – قد أصبح علماً نادراً بين كثير من السلفيين الذين تركوه جملة وتفصيلاً ؛ فأصبحوا لا يفقهون فيه شيئاً ؛ بل وينكرون على المشتغلين به ؛ بل ويعدونهم مبتدعة كهذا الجهول من شقرا !
وقال ابن الجزري- معقباً – كلامه الطويل القيم في الرد على أبي شامة : ( وأنا من فرط اعتقادي فيه أكاد أجزم بأنه ليس من كلامه في شيء ؛ ربما يكون بعض الجهلة المتعصبين ألحقه بكتابه أو أنه ألف هذا الكتاب أول أمره كما يقع لكثير من المصنفين ؛ وإلا فهو في غيره من مصنفاته كشرحه على الشاطبية بالغ في الانتصار والتوجيه لقراءة حمزة والأرحام بالخفض والفصل بين المتضايفين ) .

ووالله ! إن القلب ليتفطر حينما يرى هذا العلم قد أصبح عند غير السلفيين من المتصوفة والأشاعرة ؛ وصار نسياً منسياً عند كثير من السلفيين !
اللهم ! ثبتنا على طريقة السلف وعدم مخالفة سبيل المؤمنين أبداً حتى نلقاك" .

المصدر

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




تعليمية
تعليمية




بارك الله فيك




التصنيفات
القران الكريم

[شرح] تفسير " وهَمّ بها " في سورة يوسف ||||

تعليمية تعليمية

[شرح] تفسير " وهَمّ بها " في سورة يوسف

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة و السلام على نبينا الأمين وعلى آله وصحبه و التابعين .

أما بعدُ :

قوله تعالى: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ رَبِّهِ} الآية، ظاهر هذه الآية الكريمة قد يفهم منه أن يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام هم بأن يفعل مع تلك المرأة مثل ما همت هي به منه؛ ولكن القرآن العظيم بين براءته عليه الصلاة والسلام من الوقوع فيما لا ينبغي حيث بين شهادة كل من له تعلق بالمسألة ببراءته، وشهادة الله له بذلك واعتراف إبليس به.
أما الذين لهم تعلق بتلك الواقعة فهم: يوسف، والمرأة، وزوجها، والنسوة، والشهود.
أما حزم يوسف بأنه بريء من تلك المعصية فذكره تعالى في قوله: {هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي} الآية [12/26].وقوله: {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ} [12/33].
وأما اعتراف المرأة بذلك ففي قولها للنسوة: {وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ} [12/32]، وقولها: {الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَا رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ} [12/51].
وأما اعتراف زوج المرأة، ففي قوله: {قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ} [12/28، 29].
وأما اعتراف الشهود بذلك ففي قوله: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ} الآية [12/26].
وأما شهادة الله جل وعلا ببراءته، ففي قوله: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [12/24].
قال الفخر الرازي في "تفسيره": قد شهد الله تعالى في هذه الآية الكريمة على طهارته أربع مرات:
أولها: {لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ} واللام للتأكيد والمبالغة.
والثاني: قوله: {وَالْفَحْشَاءَ}، أي: وكذلك لنصرف عنه الفحشاء.
والثالث: قوله: {إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا}، مع أنه تعالى قال: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً} [25/63].
والرابع: قوله: {الْمُخْلَصِينَ}، وفيه قراءتان: قراءة باسم الفاعل. وأخرى باسم المفعول.
فوروده باسم الفاعل يدل على كونه آتياً بالطاعات والقربات مع صفة الإخلاص.
ووروده باسم المفعول يدل على أن الله تعالى استخلصه لنفسه، واصطفاه لحضرته. وعلى كلا الوجهين فإنه من أدل الألفاظ على كونه منزهاً عما أضافوه إليه. اهـ من تفسير الرازي.
ويؤيد ذلك قوله تعالى: {مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} [12/23].
وأما إقرار إبليس بطهارة يوسف ونزاهته، ففي قوله تعالى: {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمعِينَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} [38/82، 83]، فأقر بأنه لا يمكنه إغواء المخلصين، ولا شك أن يوسف من المخلصين، كما صرح تعالى به في قوله: {إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ}، فظهرت دلالة القرآن من جهات متعددة على براءته مما لا ينبغي.
….
فإن قيل: قد بينتم دلالة القرآن على براءته عليه السلام مما لا ينبغي في الآيات المتقدمة. ولكن ماذا تقولون في قوله تعالى : {وَهَمَّ بِهَا} [12/24] فالجواب من وجهين:
الأول: إن المراد بهم يوسف بها خاطر قلبي صرف عنه وازع التقوى. وقال بعضهم: هو الميل الطبيعي والشهوة الغريزية المزمومة بالتقوى، وهذا لا معصية فيه؛ لأنه أمر جبلي لا يتعلق به التكليف. كما في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم: أنه كان يقسم بين نسائه فيعدل ثم يقول: "اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما لا أملك"، يعني ميل القلب الطبيعي.
ومثال هذا ميل الصائم بطبعه إلى الماء البارد، مع أن تقواه تمنعه من الشرب وهو صائم. وقد قال صلى الله عليه وسلم: "ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبت له حسنة كاملة"؛ لأنه ترك ما تميل إليه نفسه بالطبع خوفاً من الله، وامتثالاً لأمره، كما قال تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [79/40، 41].
وهم بني حارثة وبني سلمة بالفرار يوم أحد، كهم يوسف هذا، بدليل قوله: {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا} [3/122]؛ لأن قوله: {وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا} يدل على أن ذلك الهم ليس معصية، لأن إتباع المعصية بولاية الله لذلك العاصي إغراء على المعصية.
والعرب تطلق الهم وتريد به المحبة والشهوة، فيقول الإنسان فيما لا يحبه ولا يشتهيه: هذا ما يهمني، ويقول فيما يحبه ويشتهيه: هذا أهم الأشياء إلي، بخلاف هم امرأة العزيز، فإنه هم عزم وتصميم، بدليل أنها شقت قميصه من دبر وهو هارب عنها، ولم يمنعها من الوقوع فيما لا ينبغي إلا عجزها عنه.
ومثل هذا التصميم على المعصية: معصية يؤاخذ بها صاحبها، بدليل الحديث الثابت في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم من حديث أبي بكرة: "إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار"، قالوا: يا رسول الله قد عرفنا القاتل فما بال المقتول؟ قال: "إنه كان حريصاً على قتل صاحبه" ، فصرح صلى الله عليه وسلم بأن تصميم عزمه على قتل صاحبه معصية أدخله الله بسببها النار.
وأما تأويلهم هم يوسف بأنه قارب الهم ولم يهم بالفعل، كقول العرب: قتلته لو لم أخف الله، أي قاربت أن أقتله، كما قاله الزمخشري.
وتأويل الهم بأنه هم بضربها، أو هم بدفعها عن نفسه، فكل ذلك غير ظاهر، بل بعيد من الظاهر ولا دليل عليه.
والجواب الثاني: وهو اختيار أبي حيان: أن يوسف لم يقع منه هم أصلاً، بل هو منفي عنه لوجود البرهان.
قال مقيده عفا الله عنه: هذا الوجه الذي اختاره أبو حيان وغيره هو أجرى الأقوال على قواعد اللغة العربية؛ لأن الغالب في القرآن وفي كلام العرب: أن الجواب المحذوف يذكر قبله ما يدل عليه، كقوله: {فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ} [10/84]، أي: إن كنتم مسلمين فتوكلوا عليه، وكقوله: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [27/64]، أي: إن كنتم صادقين فهاتوا برهانكم.
وعلى هذا القول: فمعنى الآية، {وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ رَبِّهِ} [12/24]، أي: لولا أن رآه هم بها. فما قبل {لَوْلا} هو دليل الجواب المحذوف، كما هو الغالب في القرآن واللغة.
ونظير ذلك قوله تعالى: {إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا} [28/10]، فما قبل {لَوْلا} دليل الجواب. أي لولا أن ربطنا على قلبها لكادت تبدي به.

أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآنـ للإمام الشنقيطي رحمه الله
تفسير سورة يوسف / الصفحة : 205-209

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




شكراااااااا لك اختي على التفسير الرائع




جزاك الله خيرا.




بارك الله فيك




التصنيفات
القران الكريم

:: جمع لبعض تفاسير أهل العلم " آية آية من حزب المفصل من القرآن الكريم " ::

تعليمية تعليمية

:: جمع لبعض تفاسير أهل العلم " آية آية من حزب المفصل من القرآن الكريم " ::

أبدأ بسم الله مستعينة بنقل لبعض تفاسيرأهل العلم لآية تلو آية بإذن الله تعالى من تفسيرحزب المفصل من كلام الله عز وجل , راجية المولى عز وجل أن يتم علينا نعمه برحمته ومنه وفضله إنه جواد كريم.
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله فى مقدمة تفسير هذه السورة :

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد.

فإننا نبدأ بتفسير سور المفصل التي تبتدىء من سورة ( ق) عند بعض العلماء، أو من سورة الحجرات عند آخرين.

وسنتكلم على سورة الحجرات لما فيها من الآداب العظيمة النافعة التي ابتدأها الله بقوله تبارك وتعالى: ( يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم ) ا . هـ

قال الإمام أبو عبد الله محمد بن احمد الأنصارى القرطبى رحمه الله :

فيه ثلاث مسائل:

الأولى: قوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله } قال العلماء : كان في العربي جفاء وسوء أدب في خطاب النبي صلى الله عليه وسلم وتلقيب الناس.

فالسورة في الأمر بمكارم الأخلاق ورعاية الآداب. وقرأ الضحاك ويعقوب الحضرمي {لا تَقَدَّموا} بفتح التاء والدال من التقدم. الباقون {تُقدِموا}بضم التاء وكسر الدال من التقديم. ومعناهما ظاهر، أي لا تقدموا قولا ولا فعلا بين يدي الله وقول رسوله وفعله فيما سبيله أن تأخذوه عنه من أمر الدين والدنيا, ومن قدم قوله أو فعله على الرسول صلى الله عليه وسلم فقد قدمه على الله تعالى، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم إنما يأمر عن أمر الله عز وجل.

الثانية: واختلف في سبب نزولها على أقوال ستة :

الأول : ما ذكره الواحدي من حديث ابن جريج قال : حدثني ابن أبي مليكة أن عبدالله بن الزبير أخبره أنه قدم ركب من بني تميم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو بكر : أمر القعقاع بن معبد. وقال عمر : أمر الأقرع بن حابس. فقال أبو بكر : ما أردت إلا خلافي. وقال عمر : ما أردت خلافك. فتماديا حتى ارتفعت أصواتهما، فنزل في ذلك{ يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله – إلى قوله – ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم } . رواه البخاري عن الحسن بن محمد بن الصباح، ذكره المهدوي أيضا.

الثاني : ما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يستخلف على المدينة رجلا إذا مضى إلى خيبر، فأشار عليه عمر برجل آخر، فنزل{ يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله } . ذكره المهدوي أيضا.

الثالث : ما ذكره الماوردي عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن النبي صلى الله عليه وسلم أنفذ أربعة وعشرين رجلا من أصحابه إلى بني عامر فقتلوهم، إلا ثلاثة تأخروا عنهم فسلموا وانكفؤوا إلى المدينة، فلقوا رجلين من بني سليم فسألوهما عن نسبهما فقالا : من بني عامر، لأنهم أعز من بني سليم فقتلوهما، فجاء نفر من بني سليم إلى رسول الله صلى فقالوا : ان بيننا وبينك عهدا، وقد قتل منا رجلان، فوداهما النبي صلى الله عليه وسلم بمائة بعير، ونزلت عليه هذه الآية في قتلهم الرجلين.

وقال قتادة : إن ناسا كانوا يقولون لو أنزل فيّ كذا، لو أنزل فيّ كذا؟ فنزلت هذه الآية.

ابن عباس : نهوا أن يتكلموا بين يدي كلامه.

مجاهد : لا تفتاتوا على الله ورسوله حتى يقضي الله على لسان رسوله، ذكره البخاري أيضا.

الحسن : نزلت في قوم ذبحوا قبل أن يصلي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمرهم أن يعيدوا الذبح.

ابن جريج : لا تقدموا أعمال الطاعات قبل وقتها الذي أمر الله تعالى به ورسوله صلى الله عليه وسلم.

قلت : هذه الأقوال الخمسة المتأخرة ذكرها القاضي أبو بكر بن العربي، وسردها قبله الماوردي.

قال القاضي : وهي كلها صحيحة تدخل تحت العموم، فالله أعلم ما كان السبب المثير للآية منها، ولعلها نزلت دون سبب، والله أعلم.

قال القاضي : إذا قلنا إنها نزلت في تقديم الطاعات على أوقاتها فهو صحيح، لأن كل عبادة مؤقتة بميقات لا يجوز تقديمها عليه كالصلاة والصوم والحج، وذلك بين, إلا أن العلماء اختلفوا في الزكاة، لما كانت عبادة مالية وكانت مطلوبة لمعنى مفهوم، وهو سد خلة الفقير، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم استعجل من العباس صدقة عامين، ولما جاء من جمع صدقة الفطر قبل يوم الفطر حتى تعطى لمستحقيها يوم الوجوب وهو يوم الفطر، فاقتضى ذلك كله جواز تقديمها العام والاثنين, فإن جاء رأس العام والنصاب بحاله وقعت موقعها, وإن جاء رأس العام وقد تغير النصاب تبين أنها صدقة تطوع.

وقال أشهب : لا يجوز تقديمها على الحول لحظة كالصلاة، وكأنه طرد الأصل في العبادات فرأى أنها إحدى دعائم الإسلام فوفاها حقها في النظام وحسن الترتيب.

ورأى سائر علمائنا أن التقديم اليسير فيها جائز، لأنه معفو عنه في الشرع بخلاف الكثير.

وما قاله أشهب أصح، فإن مفارقة اليسير الكثير في أصول الشريعة صحيح، ولكنه لمعان تختص باليسير دون الكثير, فأما في مسألتنا فاليوم فيه كالشهر، والشهر كالسنة.

فإما تقديم كلي كما قال أبو حنيفة والشافعي، وإما حفظ العبادة على ميقاتها كما قال أشهب.

الثالثة: قوله تعالى {لا تقدموا بين يدي الله} أصل في ترك التعرض لأقوال النبي صلى الله عليه وسلم، وإيجاب اتباعه والاقتداء به، وكذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه : (مروا أبا بكر فليصل بالناس), فقالت عائشة لحفصة رضي الله عنهما : قولي له إن أبا بكر رجل أسيف وإنه متى يقم مقامك لا يُسْمع الناس من البكاء، فَمُرْ عمر فليصل بالناس, فقال صلى الله عليه وسلم : (إنكن لأنتن صواحب يوسف, مروا أبا بكر فليصل بالناس). فمعنى قول (صواحب يوسف) الفتنة بالرد عن الجائز إلى غير الجائز. وربما احتج بُغَاةُ القياس بهذه الآية. وهو باطل منهم، فإن ما قامت دلالته فليس في فعله تقديم بين يديه. وقد قامت دلالة الكتاب والسنة على وجوب القول بالقياس في فروع الشرع، فليس إذاً تقدمٌ بين يديه.

{ واتقوا الله } يعني في التقدم المنهي عنه.

{ إن الله سميع } لقولكم { عليم } بفعلكم.

قال الإمام الجليل الحافظ عماد الدين أبى الفداء إسماعيل بن كثير رحمه الله :

هذه آيات أدّب اللّه تعالى بها عباده المؤمنين، فيما يعاملون به الرسول صلى اللّه عليه وسلم من التوقير والاحترام، والتبجيل والإعظام، فقال تبارك وتعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تقدّموا بين يدي اللّه ورسوله} أي لا تسرعوا في الأشياء بين يديه أي قبله، بل كونوا تبعاً له في جميع الأمور.

قال ابن عباس: نهوا أن يتكلموا بين يدي كلامه ""وروى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أن المراد من الآية الكريمة {لا تقدموا بين يدي اللّه ورسوله} لا تقولوا خلاف الكتاب والسنة .

والقول الآخر هو رواية العوفي عنه وهو الأقوى والأرجح""،

وقال مجاهد: لا تفتاتوا على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بشيء حتى يقضي اللّه تعالى على لسانه، وقال الضحّاك: لا تقضوا أمراً دون اللّه ورسوله من شرائع دينكم، وقال الحسن البصري: لا تدعوا قبل الإمام، وقال قتادة: ذكر لنا أن ناساً كانوا يقولون: لو أنزل في كذا وكذا، لو صح كذا، فكره اللّه تعالى ذلك، {واتقوا اللّه} فيما أمركم به {إن اللّه سميع} أي لأقوالكم {عليم} بنياتكم.

قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدى رحمه الله :

هذا متضمن للأدب، مع الله تعالى، ومع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ والتعظيم له ، واحترامه، وإكرامه، فأمر ‏[‏الله‏]‏ عباده المؤمنين، بما يقتضيه الإيمان، بالله وبرسوله، من امتثال أوامر الله، واجتناب نواهيه، وأن يكونوا ماشين، خلف أوامر الله، متبعين لسنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في جميع أمورهم، و ‏[‏أن‏]‏ لا يتقدموا بين يدي الله ورسوله، ولا يقولوا، حتى يقول، ولا يأمروا، حتى يأمر، فإن هذا، حقيقة الأدب الواجب، مع الله ورسوله، وهو عنوان سعادة العبد وفلاحه، وبفواته، تفوته السعادة الأبدية، والنعيم السرمدي، وفي هذا، النهي ‏[‏الشديد‏]‏ عن تقديم قول غير الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ على قوله، فإنه متى استبانت سنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وجب اتباعها، وتقديمها على غيرها، كائنا ما كان ثم أمر الله بتقواه عمومًا، وهي كما قال طلق بن حبيب‏:‏ أن تعمل بطاعة الله، على نور من الله، ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله، على نور من الله، تخشى عقاب الله‏.‏

وقوله ( إن الله سميع ) أى : لجميع الأصوات فى حميع الأوقات , فى خفى المواضع والجهات .

وقوله‏:‏ ‏{‏عَلِيمٌ‏}‏ بالظواهر والبواطن، والسوابق واللواحق، والواجبات والمستحيلات والممكنات وفي ذكر الاسمين الكريمين ـ بعد النهي عن التقدم بين يدي الله ورسوله، والأمر بتقواه ـ حث على امتثال تلك الأوامر الحسنة، والآداب المستحسنة، وترهيب عن عدم الامتثال‏.‏

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :

إعلم أن الله تعالى إذا ابتدأ الخطاب بقوله: { يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم } فإنه كما قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه : إما خير تُؤمر به، وإما شر تنهى عنه، فأرعه سمعك، واستمع إليه لما فيه من الخير، وإذا صدَّر الله الخطاب بـ{يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم } دل ذلك على أن التزام ما خوطب به من مقتضيات الإيمان، وأن مخالفته نقص في الإيمان.

يقول الله عز وجل: {لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم } قيل: معنى {لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم } أي: لا تتقدموا بين يدي الله ورسوله، والمراد: لا تسبقوا الله ورسوله بقولٍ أو بفعل.

وقيل: المعنى لا تقدموا شيئاً بين يدي الله ورسوله. وكلاهما يصبان في مصب واحد، والمعنى: لا تسبقوا الله ورسوله بقولٍ ولا فعلٍ، وقد وقع لذلك أمثلة، فمن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : « لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين » لأن الذي يتقدم رمضان بصوم يوم أو يومين كأنه تقدم بين يدي الله ورسوله، فبدأ بالصوم قبل أن يحين وقته، ولهذا قال عمار بن ياسر رضي الله عنهما : « من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم » .

ومن التقدُّم بين يدي الله ورسوله البدع بجميع أنواعها، فإنها تقدم بين يدي الله ورسوله؛ بل هي أشد التقدم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، وإياكم ومحدثات الأمور ». وأخبر بأن « كل بدعة ضلالة » .

وصدق – عليه الصلاة والسلام – فإن حقيقة حال المبتدع أنه يستدرك على الله ورسوله ما فات، مما يدعي أنه شرع، كأنه يقول: إن الشريعة لم تكمل، وأنه كملها بما أتى به من البدعة، وهذا معارض تماماً لقوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم }.

فيقال لهذا الرجل الذي ابتدع: أهذا الذي فعلته كمال في الدين؟ إن قال: نعم، فإن قوله هذا يتضمن أو يستلزم تكذيب قوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم }،

وإن قال: ليس كمالاً في الدين، قلنا: إذن هو نقص؛ لأن الله يقول: { فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون } فالبدعة كما أنها ضلالة في نفسها فهي في الحقيقة تتضمن الطعن في دين الله، وأنه ناقص، وأن هذا المبتدع كمله بما ادعى أنه من شريعة الله – عز وجل – فالمبتدعون كلهم تقدموا بين يدي الله ورسوله، ولم يبالوا بهذا النهي حتى وإن حسن قصدهم؛ فإن فعلهم ضلالة، وقد يُثاب على حسن قصده، ولكنه يؤزر على سوء فعله، ولهذا يجب على كل مبتدع علم أنه على بدعة أن يتوب منها، ويرجع إلى الله – عز وجل – ويلتزم سنة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده .

والبدعة أنواع كثيرة: بدع في العقيدة، وبدع في الأقوال، وبدع في الأفعال.

أما البدع في العقيدة ، فإنها تدور على شيئين:

إما تمثيل، وإما تعطيل.

فالتمثيل أن يثبت لله تعالى الصفات، لكن على وجه المماثلة، فإن هذا بدعة؛ لأنه لم يكن من طريق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وخلفائه الراشدين، فيكون بدعة، فمثلاً يثبت أن لله وجهاً ويجعله مماثلاً لأوجه المخلوقين، أو أن لله يداً ويجعلها مماثلة لأيدي المخلوقين، وهلم جرا، فهؤلاء مبتدعة بلا شك، وبدعتهم تكذيب لقوله تعالى: { ليس كمثله شيء } ولقوله: { ولم يكن له كفواً أحد }. ولقوله تعالى: { هل تعلم له سمياً } .

أما التعطيل فهو أن ينكر ما وصف الله تعالى به نفسه، فإن كان إنكار جحد وتكذيب، فهو كفر، وإن كان إنكار تأويل فهو تحريف وليس بكفر إذا كان اللفظ يحتمله، فإن كان لا يحتمله فلا فرق بينه وبين إنكار التكذيب، فمثلاً إذا قال إنسان: إن الله سبحانه وتعالى قال: { بل يداه مبسوطتان } والمراد باليدين النعمة نعمة الدين ونعمة الدنيا، أو نعمة الدنيا ونعمة الآخرة، فهذا تحريف؛ لأن النعمة ليست واحدة، ولا ألف ولا ملايين، { وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها } فليست النعمة اثنتين لا بالجنس ولا بالنوع، فيكون هذا تحريفاً وبدعة، لأنه على خلاف ما تلقاه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه، والأئمة الهداة من بعدهم.
أما البدعة في الأقوال : فمثل أولئك الذين يبتدعون تسبيحات أو تهليلات أو تكبيرات، لم ترد بها السنة، أو يبتدعون أدعية لم ترد بها السنة، وليست من الأدعية المباحة.
وأما بدع الأفعال : فمثل الذين يصفقون عند الذكر، أو يهزون رؤوسهم عند التلاوة تعبداً، أو ما أشبه ذلك من أنواع البدع، وكذلك الذين يتمسحون بالكعبة في غير الحجر الأسود والركن اليماني، وكذلك الذين يتمسَّحون بحجرة النبي صلى الله عليه وسلم، حجرة قبره الشريف، وكذلك الذين يتمسَّحون بالمنبر الذي يقال إنه منبر النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد النبوي، وكذلك الذين يتمسحون بجدران مقبرة البقيع أو بغير ذلك.
والبدع كثيرة: العقدية والقولية والفعلية، وكلها من التقدم بين يدي الله ورسوله، وكلها معصية لله ورسوله، فإن الله يقول: { لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم } والنبي – عليه الصلاة والسلام – يقول: «إياكم ومحدثات الأمور» .

ومن البدع ما يُصنع في رجب، كصلاة الرغائب التي تُصلَّى ليلة أول جمعة من شهر رجب، وهي صلاة ألف ركعة يتعبدون لله بذلك، وهذا بدعة لا تزيدهم من الله إلا بعداً؛ لأن كل من تقرَّب إلى الله بما لم يشرعه فإنه مبتدع ظالم، لا يقبل الله منه تعبده، لما ثبت في الصحيحين وغيرهما عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد» . ومن التقدم بين يدي الله تعالى ورسوله أن يقول الإنسان قولاً يُحكم به بين عباد الله أو في عباد الله، وليس من شريعة الله، مثل أن يقول: هذا حرام، أو هذا حلال، أو هذا واجب، أو هذا مستحب بدون دليل، فإن هذا من التقدم بين يدي الله ورسوله، وعلى من قال قولاً وتبين له أنه أخطأ فيه أن يرجع إلى الحق حتى لو شاع القول بين الناس وانتشر وعَمِلَ به مَن عمل من الناس، فالواجب عليه أن يرجع وأن يُعلن رجوعه أيضاً، كما أعلن مخالفته التي قد يكون معذوراً فيها إذا كانت صادرة عن اجتهاد ، فالواجب الرجوع إلى الحق، فإن تمادى الإنسان في مخالفة الحق فقد تقدم بين يدي الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

{ واتقوا الله } هذا تعميم بعد تخصيص؛ لأن التقدم بين يدي الله ورسوله مخالف للتقوى، لكن نص عليه وقدمه لأهميته، ومعنى { واتقوا الله } أي اتخذوا وقاية من عذاب الله – عز وجل – وهذا لا يتحقق إلا إذا قام الإنسان بفعل الأوامر وترك النواهي، بفعل الأوامر تقرُّباً إلى الله تعالى، ومحبة لثوابه، وترك النواهي خوفاً من عذاب الله – عز وجل – ، ومن الناس من إذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم، وتصاعد في نفسه وعز في نفسه، وأوغل في الإثم، وانتفخت أوداجه، وقال: أمثلي يُقال له: اتق الله! وما علم المسكين أن الله خاطب من هو أشرف منه ومن هو أتقى عباد الله لله، فأمره بالتقوى، قال الله تبارك وتعالى: { يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين إن الله كان عليماً حكيماً }.

وقال الله تعالى: {واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه }. ومن الذي لا يستحق أن يُؤمر بتقوى الله؟ فكل واحد منَّا يستحق أن يؤمر بتقوى الله – عز وجل – والواجب أنه إذا قيل له: اتق الله , أن يزداد خوفاً من الله ، وأن يراجع نفسه ، وأن ينظر ماذا أمر به ، إنه لم يؤمر أن يتقي فلاناً وفلاناً، إنما أمر أن يتقي الله عز وجل، وإذا فسرنا التقوى بأنها اتخاذ وقاية من عذاب الله بفعل أوامره، تقرباً إليه ومحبة لثوابه، وترك نواهيه خوفاً من عقابه، فإن أي إنسان يترك واجباً فإنه لم يتق الله، وقد نقص من تقواه بقدر ما حصل منه من المخالفة، فالتقوى مخالفتها تختلف،فقد تكون مخالفتها كفراًًً وقد تكون دون ذلك، فترك الصلاة مثلاً ترتفع به التقوى نهائياً؛ لأن تارك الصلاة كافر، كما دلَّ على ذلك كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأقوال الصحابة رضي الله عنهم، حتى إن بعض العلماء حكى إجماع الصحابة على أن تارك الصلاة كافر كفراً مخرجاً عن الملة، ومنهم التابعي المشهور عبدالله بن شقيق – رحمه الله – حيث قال: ( كان أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة ) .

وكذلك نقل إجماعهم إسحاق بن راهويه، ولم يصح عن أي صحابي أنه قال عن تارك الصلاة: إن تارك الصلاة في الجنة، أو إنه مؤمن، أو ما أشبه ذلك، والزاني لم يتق الله؛ لأنه زنا فخالف أمر الله وعصاه، والسارق لم يتق الله، وشارب الخمر لم يتق الله، والعاق لوالديه لم يتق الله، والقاطع لرحمه لم يتق الله، والأمثلة على هذا كثيرة، فقوله تعالى: { واتقوا الله } كلمة عامة شاملة تشمل كل الشريعة { إن الله سميع عليم } هذه الجملة تحذير لنا أن نقع فيما نهانا عنه من التقدُّم بين يدي الله ورسوله، أو أن نخالف ما أمر به من تقواه { سميع } أي سميع لما تقولون { عليم } أي عليم بما تقولون وما تفعلون؛ لأن العلم أشمل وأعم، إذ إن السمع يتعلق بالمسموعات، والعلم يتعلق بالمعلومات، والله تعالى محيط بكل شيء علماً، لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، يقول العلماء – رحمهم الله -: إن السمع الذي اتصف به ربنا – عز وجل – ينقسم إلى قسمين: سمع إدراك وسمع إجابة، فسمع الإدراك معناه أن الله يسمع كل صوت خفي أو ظهر، حتى إنه – عز وجل – يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم: { قد سمع الله قول التى تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركمآ إن الله سميع بصير }. قالت عائشة – رضي الله عنها -: ( الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات، لقد كنت في الحجرة – أي حجرة النبي صلى الله عليه وسلم – والمرأة تجادله وهو يحاورها وإنه ليخفى عليَّ بعض حديثها ) .

والله – عز وجل – أخبر بأنه سمع كل ما جرى بين هذه المرأة وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا سمع إدراك .

ثم إن سمع الإدراك قد يُراد به :

بيان الإحاطة والشمول، وقد يراد به التهديد، وقد يُراد به التأييد.

فهذه ثلاثة أنواع.

الأول: يراد به بيان الإحاطة والشمول مثل هذه الآية.

الثاني: يُراد به التهديد مثل قوله تعالى: {لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأَنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق }. وانظر كيف قال: { سنكتب ما قالوا} حين وصفوا الله تعالى بالنقص ، قبل أن يقول : { وقتلهم الأَنبياء} مما يدلّ على أن وصف الله بالنقص أعظم من قتل الأنبياء.

الثالث: سمع يُراد به التأييد، ومنه قوله – تبارك وتعالى – لموسى وهارون : { لا تخافآ إننى معكمآ أسمع وأرى }، فالمراد بالسمع هنا التأييد يعني: أسمعك وأؤيدك ، يعني أسمع ما تقولان وما يُقال لكما.

أما سمع الإجابة فمعناه : أن الله يستجيب لمن دعاه، ومنه قول إبراهيم : {إن ربي لسميع الدعاء }. أي مجيب الدعاء، ومنه قول المصلي: ( سمع الله لمن حمده ) يعني استجاب لمن حمده فأثابه، ولا أدري أنحن ندرك معنى ما نقوله في صلاتنا أو أننا نقوله تعبداً ولا ندري ما المعنى؟! عندما نقول: الله أكبر، تكبيرة الإحرام يعني أن الله أكبر من كل شيء – عز وجل – ولا نحيط بذلك ؛ لأنه أعظم من أن تحيط به عقولنا.

وعندما نقول: سمع الله لمن حمده. يعني استجاب الله لمن حمده ، وليس المعنى أنه يسمعه فقط ، لأن الله يسمع من حمده ومن لا يحمده إذا تكلم ، لكن المراد أنه يستجيب لمن حمده بالثواب ، فهذا السمع يقتضي الاستجابة لمن دعاه .

أما قوله تعالى: { عليم } فالمراد أنه ذو علم واسع، قال الله تعالى: { لتعلموا أن الله على كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما }. فعندما تؤمن بأن الله سميع ، وأن الله عليم ، هل يمكن وأنت في عقلك الراشد أن تقول ما لا يرضيه ؟ لا ، لأنه يسمع ، فلا ينبغي لك أن تُسمِع الله ما لا يرضاه منك ، أسمِعْهُ ما يحبه ويرضاه إذا كنت مؤمناً حقًّا بأن الله سميع، وأعتقد لو أن أباك نهاك عن قول من الأقوال فهل تتجرأ أن تسمعه ما لا يرضاه أو أن تسمعه ما نهاك عنه؟

فالله أعظم وأجلّ، فاحذر أن تسمع الله ما لا يرضاه منك، وإذا آمنت بأنه بكل شيء عليم وهذا أعم من السمع؛ لأنه يشمل القول والفعل وحديث النفس حتى ما توسوس به نفسك يعلمه – عز وجل – إذا علمت ذلك هل يمكن أن تفعل شيئاً لا يُرضيه؟

لا، لأنه ليس المقصود من إخبار الله لنا بأنه عليم بكل شيء، أن نعلم هذا وأن نعتقده فقط. بل المقصود هذا، والمقصود شيء آخر، وهو الثمرة والنتيجة التي تترتب على أنه بكل شيء عليم، فإذا علمنا بأنه بكل شيء عليم فهل نقول بما لا يرضى؟

لا، لأنه سوف يعلمه، وإذا علمنا بأنه على كل شيء عليم هل نعتقد ما لا يرضى؟

لا، لأننا نعلم أنه يعلم ما في قلوبنا، قال الله تعالى: { واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه }. وقال تعالى: { واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه}، يحول بينك وبين قلبك ، فيجب علينا إذا مر بنا اسم من أسماء الله تعالى ، أو صفة من صفات الله أن نؤمن بهذا الاسم ، وهذه الصفة، وأن نقوم بما هو الثمرة من الإيمان بهذا الاسم ، أو الصفة .

وما تضمنته الآية الكريمة من أدب عظيم وجه الله تعالى عباده إليه.

وهذا هو الأدب الأول .


إنتهى تفسير أول آية من سورة الحجرات

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




بوركت على الجلب الطيب جزاك الله خيرا




جزاك الله كل خير ع الطرح الموضوع القيم




بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين وعليه التكلان من الخذلان
اللهم صلي على المبعوث رحمة للعالمين
وآله وصحبه أجمعين ومن دعا بعوته إلى يوم الدين




تعليمية




شكرا جزيلا وبارك الله فيك