التصنيفات
اسلاميات عامة

مسائل الصلاة 3

حكم تارك الصلاة
السؤال (87): فضيلة الشيخ ، عرفنا حكم الصلاة وعلى من تجب ، فما حكم ترك الصلاة ؟
الجواب : حكم ترك الصلاة ، أن تارك الصلاة كافر كفراً مخرجاً عن الملة ، وذلك بدلالة الكتاب، والسنة، وأقوال الصحابة ، والنظر الصحيح.
أما الكتاب: ففي قوله تعالى عن المشركين : (فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) (التوبة:11) ، وجه الدلالة من هذه الآية الكريمة ، أن الله اشترط لثبوت الأخوة بين هؤلاء المشركين ، وبين المؤمنين ثلاثة شروط : التوبة من الشرك ، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة فإذا تخلف أحد هذه الثلاثة لم يكونوا إخوة لنا في الدين ، ولا تنتفي الأخوة في الدين إلا بالكفر المخرج عن الملة، فإن المعاصي مهما عظمت إذا لم تصل إلى حد الكفر لا تخرج عن الأخوة في الدين ، ألا ترى إلى قوله تعالى في آية القصاص، فيمن قتل أخاه عمداً ، قال عز وجل : ( فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ )(البقرة: 178)، فجعل الله تعالى القاتل أخاً للمقتول ، مع أن قتل المؤمن عمداً من أعظم الكبائر، ثم ألا ترى إلى قوله تعالى : (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (9) (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ )(الحجرات: 9-10)، فجعل الله الطائفة الثالثة المصلحة اخوة للطائفتين المقتتلتين ، مع أن قتال المؤمن من أعظم الذنوب ، وهذا يدل على أن الأخوة في الدين لا تنتفي بالمعاصي أبداً إلا ما كان كفراً.

وشرح الآية المذكورة : أنهم إن بقوا على الشرك فكفرهم ظاهر ، وإن آمنوا ولم يصلوا فكفرهم أيضاً ظاهر معلوم من الجملة الشرطية( فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ )أي تابوا من الشرك ، وأقاموا الصلاة ، وآتوا الزكاة، إلا أن مسألة الزكاة فيها خلاف بين أهل العلم، هل يكفر الإنسان إذا تركها أو لا يكفر ، وفيه عن أحمد روايتان.
لكن الذي تقتضيه وتدل عليه السنة : أن تارك الزكاة لا يكفر، ويدل لذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها ، إلا إذا كان يوم القيامة ، صفحت له صفائح من نار ، فأحمي عليها في نار جهنم ، فيكوى به جنبه وجبينه وظهره ، كلما بردت أعيدت في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ، حتى يقضى بين العباد، فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار"(77) ، فإن هذا الحديث يدل على أنه لا يكفر بمنع الزكاة إذ لو كفر لم يكن له سبيل إلى الجنة، وعلى هذا فتكون الزكاة خارجة من هذا الحكم بمقتضى دلالة السنة.
أما الدليل من السنة على كفر تارك الصلاة ، فقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم من حديث جابر رضي الله عنه: "بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة"(78)، ووجه الدلالة من الحديث : أنه جعل هناك فاصلاً بين الإيمان والكفر وهو الصلاة ، وهو واضح في أنه لا إيمان لمن لم يصل، لأن هذا هو مقتضى الحد، إذ إن الحد يفصل بين المحدودين. وقوله "بين الرجل وبين الشرك والكفر"ولم يقل بين الرجل وبين كفر منكراً ، والكفر إذا دخلت عليه"أل" كان المراد به الكفر الحقيقي، بخلاف ما إذا كان منكراً ، كما في قوله صلى الله عليه وسلم : "اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب ، والنياحة على الميت"(79)، فإن هذا لا يقتضي الخروج من الإسلام ، لأنه قال : "هما بهم كفر" يعني هاتين الخصلتين.
أما أقوال الصحابة رضي الله عنهم ، فقد قال عبد الله بن شقيق رحمه الله " كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة"(80) ، وقد نقل إجماعهم إسحاق بن راهويه رحمه الله على أن تارك الصلاة كافر.
وأما المعنى فنقول : كل إنسان عرف الصلاة وقدرها وعناية الشريعة بها ، ثم يدعها بدون عذر، وليس له حجة أمام الله عز جل ، فإن ذلك دليل واضح على أنه ليس في قلبه من الإيمان شيء ، إذ لو كان في قلبه من الإيمان شيء ما ترك هذه الصلاة العظيمة ، التي دلت النصوص على العناية بها وأهميتها، والأشياء تعرف بآثارها ، فلو كان في قلبه أدنى مثقال من إيمان لم يحافظ على ترك هذه الصلاة مع أهميتها وعظمها.

وبهذا تكون الأدلة السمعية والنظرية دالة على أن تارك الصلاة كافر كفراً مخرجاً عن الملة ، وتكون مقتضية للحذر من هذا العمل الشنيع ، الذي تهاون به اليوم كثير من الناس . ولكن باب التوبة مفتوح ولله الحمد كما قال تعالى : (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً) (59) (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً) (60)(جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيّاً) (61) (لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً إِلَّا سَلاماً وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً) (مريم:59-62) .
فنسأل الله أن يهدينا وإخواننا المسلمين للقيام بطاعته على الوجه الذي يرضيه عنا.




تعليمية

تعليمية




بارك الله فيك




و فيكما بارك الله.




جزاك الله خير أخي الفاضل

وجعلها شاهد لك لا عليك

ما شاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله موضوع رائع

الف تحية لحضرتك تقديري وفيض ودي




التصنيفات
اسلاميات عامة

فتـاوى الطهارة 4

صفة الوضوء
السؤال (68):
فضيلة الشيخ ، ما هي صفة الوضوء ؟
الجواب :
صفة الوضوء الشرعي على وجهين:
الوجه الأول: صفة واجبة لا يصح الوضوء إلا بها ، وهي المذكورة في قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ )(المائدة: 6)، فهي غسل الوجه مرة واحدة ، ومنه أي غسل الوجه المضمضة والاستنشاق، وغسل اليدين إلى المرافق من أطراف الأصابع إلى المرافق مرة واحدة، ومسح الرأس مرة واحدة ، ومنه أي من الرأس الأذنان وغسل الرجلين إلى الكعبين مرة واحدة ، هذه هي الصفة الواجبة التي لابد منها.
أما الوجه الثاني من صفة الوضوء: فهي الصفة المستحبة ونسوقها الآن بمعونة الله ، فهي أن يسمي الإنسان عند وضوئه ، ويغسل كفيه ثلاث مرات ، ثم يتمضمض ويستنشق ثلاث مرات بثلاث غرفات ، ثم يغسل وجهه ثلاثاً ، ثم يغسل يديه إلى المرفقين ثلاثاً ثلاثاً ، يبدأ باليمنى ثم باليسرى ، ثم يمسح رأسه مرة واحدة ، يبدأ بمقدمه حتى يصل إلى مؤخره ، ثم يرجع حتى يصل إلى مقدمه، ثم يمسح أذنيه، فيدخل سبابته في صماخيهما، ويمسح بإبهامه ظاهرهما ، ثم يغسل رجليه إلى الكعبين ثلاثاً ثلاثاً ، يبدأ باليمنى ثم باليسرى، ثم يقول بعد ذلك أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين ، فإنه إذا فعل ذلك فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء . هكذا صح الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قاله عمر رضي الله عنه(49).
السؤال (69):

فضيلة الشيخ ، لكن بالنسبة للأذنين ، هل يلزم أخذ ماء خاص لهما أم مع الرأس ؟
الجواب : لا يلزم أخذ ماء جديد للأذنين، بل ولا يستحب ، لأن جميع الواصفين لوضوء النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكروا أنه كان يأخذ ماء جديداً لأذنيه ، فالأفضل أن يمسح أذنيه ببقية البلل الذي بقي بعد مسح رأسه.




بارك الله فيكم والله يعطيكم ألف عافيه
ألف شكر على المجهود أخي أبو جمانة…أعانك الله
بالتوفيق إن شاء الله




جزاك الله خيرا.




بارك الله فيك




التصنيفات
اسلاميات عامة

امنا السيدة عائشة

امنا عائشة رضى الله عنها

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركااته

هي عائشة بنت أبي بكر الصديق عبد الله بن عثمان
الصديقة بنت الصديق أم المؤمنين ، وأمها أم رومان بنت عامر بن عويمر الكِنَانية ، ولدت في الإسلام، بعد البعثة النبوية بأربع أو خمس سنوات
تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة ببضعة عشر شهراً وهي بنت ست سنوات ، ودخل بها في شوّال من السنة الثانية للهجرة وهي بنت تسع سنوات ، فعن عائشة رضي الله عنها قالت : ( تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم لست سنين ، وبنى بي وأنا بنت تسع سنين ) متفق عليه . وقد رآها النبي صلى الله عليه وسلم في المنام قبل زواجه بها ، ففي الحديث عنها رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( رأيتُك في المنام ثلاث ليال ، جاء بك الملك في سرقة من حرير ، فيقول : هذه امرأتك فأكشف عن وجهك فإذا أنت فيه ، فأقول : إن يك هذا من عند الله يُمضه ) متفق عليه .

ولم يتزوج صلى الله عليه وسلم من النساء بكراً غيرها ، وكانت تفخر بذلك ، فعنها قالت : ( يا رسول الله أرأيت لو نزلتَ وادياً وفيه شجرةً قد أُكِل منها ووجدتَ شجراً لم يؤكل منها ، في أيها كنت ترتع بعيرك؟ قال : في التي لم يرتع منها ، تعني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكراً غيرها ) رواه البخاري . وهي زوجته صلى الله عليه وسلم في الدنيا و الآخرة كما ثبت في الصحيح .

كان لها رضي الله عنها منزلة خاصة في قلب رسول الله ، وكان يُظهر ذلك الحب ، ولا يخفيه ، حتى إن عمرو بن العاص ، وهو ممن أسلم سنة ثمان من الهجرة ، سأل النبي صلى الله عليه وسلم ، ( أي الناس أحب إليك يا رسول الله ؟ قال : عائشة قال : فمن : الرجال ؟ قال : أبوها) متفق عليه

. وكان يداعبها ، فعنها قالت : ( والله لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم على باب حجرتي ، والحبشة يلعبون بالحراب ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه لأنظر إلى لعبهم من بين أذنه وعاتقه ، ثم يقوم من أجلي حتى أكون أنا التي أنصرف ) رواه الإمام أحمد

– عن عروة: أن عائشة رضي الله عنها أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى نفث على نفسه بالمعوذات، ومسح عنه بيده. فلما اشتكى وجعه الذي توفي فيه، طفقتُ أنفث على نفسه بالمعوذات التي كان ينفث، وأمسح بيد النبي صلى الله عليه وسلم عنه.

– عن ذكوان… أن عائشة كانت تقول: إن من نعم الله عليّ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتي، وفي يومي وبين سَحْري ونحري، وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته، ودخل عليَّ عبدالرحمن (ابن أبي بكر) وبيده السواك، وأنا مسندة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيته ينظر إليه وعرفت أنه يحب السواك، فقلت: آخذه لك؟ فأشار برأسه أن نعم. فتناولته فاشتد عليه، فقلت: أُلِّينه لك؟ فأشار برأسه أن نعم. فليَّنته فَأمرَّه. (وفي رواية ثانية: فقضمته ونفضته وطيبته، ثم دفعته إلى النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستن به، فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استن استناناً قط أحسن منه ) . ( وفي رواية ثالثة : فجمع الله بين ريقي وريقه في آخر يوم من الدنيا وأول يوم من الآخرة). وبين يدي رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم ركوة فيها ماء، فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بها وجهه ويقول: لا إله إلا الله، إن للموت سكرات. ثم نصب يده فجعل يقول: في الرفيق الأعلى، حتى قُبض ومالت يده.




شكرا لك أخي على هذا الموضوع المميز




وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا

نترقب جديدك




بارك الله فيك.




بارك الله فيك




التصنيفات
اسلاميات عامة

ذم السلف للقصاصين

تعليمية تعليمية

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لاشريك له, وأن محمدا" عبده ورسوله, صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما" كثيرا
أما بعد..


فهذه بعض أقوال السلف في ذم القصاصين أحببت طرحها لكثرتهم في هذا الزمان, ولقلة من يهتم في تبيين ذلك للناس حتى انخدع فيهم من انخدع, وأصبح كثير من الشباب لاهم لهم إلا تتبع محاضرات القصاصين وأشرطتهم حتى زهدوا في العلم وأهله, واتبعوا الجهلة القصاصين فكانت العواقب الوخيمة أن أصبحوا كالدمى في أيديهم, وأخذوا في اتباع أوامرهم وتوجيهاتهم حتى خرجوا عن منهج السلف, وخرجوا على ولاة أمورهم(علماء و أمراء). نسأل الله العافية.
مصادر النقل:

1- القصاص والمذكرين/ ابن الجوزي.
2-الباعث على الخلاص من حوادث القصاص/ الحافظ العراقي.
3- تحذير الخواص من أكاذيب القصاص/ الحافظ السيوطي

*روى ابن ماجة بسند حسن عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: لم يكن القصص في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولا زمن أبي بكر ولا زمن عمر.

*عن عاصم بن بهدلة قال: كنا نأتي أباعبدالرحمن السلمي ونحن غلمة أيفاع, فيقول: لا تجالسوا القصاص.

*عن إبراهيم النخعي قال: من جلس ليجلس إليه فلا تجلسوا إليه.

*أخرج الخطيب في (تاريخه) عن جعفر الخلدي قال: سمعت الجنيد يحكي عن الخوَاص أنه قال: سمعت بضعة عشر من مشايخ الصنعة أهل الورع والدين والتمييز وترك الطمع, كلهم مجمعون على أن القصص في الأصل بدعة.

*مر علي بن أبي طالب برجل يقص فقال: أعرفت الناسخ والمنسوخ؟ قال: لا, قال هلكت وأهلكت.

*مر ابن عباس بقاص يقص, فركله برجله وقال: أتدري الناسخ من المنسوخ؟ قال: لا, قال: هلكت وأهلكت.

*يحكي المقريزي عن الليث بن سعد أن القصص قصصان: قصص العامة وقصص الخاصة, فأما قصص العامة فهو الذي يجتمع إليه النفر من الناس للقاص, يعظهم ويذكرهم. قال: (وذلك مكروه لمن فعله ولمن استمعه).

*جاء في (تاريخ الخلفاء) للسيوطي: (وفي أول سنة استخلف فيها المعتضد بالله منع الوراقين من بيع كتب الفلاسفة وما شاكلها, ومنع القصاص والمنجمين من القعود في الطريق).

*عن عبدالله بن عمر أنه كان يخرج من المسجد يقول: ما أخرجني إلا القصاص ولولاهم ماخرجت.

*أخرج ابن أبي شيبة أن ابن عمر رأى قاصًا يقص في المسجد, فوجه لصاحب الشرطة: أن أخرجه من المسجد. فأخرجه.

*روى الطبراني أن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه وقف على عمرو بن زرارة وهو يقصُ. فقال: ياعمرو لقد ابتدعت بدعة ضلالة أو إنك لأهدى من محمد صلى الله عليه وسلم و أصحابه.

*سأل رجل محمد بن سيرين عن القصص. قال: بدعة. إن أول ما أحدث الحرورية القصص.

*مالك بن أنس: روي عنه كراهية القصص. ذكر ذلك ابن الحاج في (المدخل).

*كان مذهب سفيان ألاَ يستقبلوا القصاص بوجوههم, بل عليهم أن يولوا أهل البدع ظهورهم وأصحابها أيضا".

*قال أحمد: أكذب الناس القصاص والسؤَال.

*وأخرج علي رضي الله عنه القصَاص من جامع البصرة.

*الحافظ الذهبي: يدل على رأيه ما جاء في (الميزان) في ترجمة عبدالمنعم بن إدريس إذ قال: (قصاص. ليس يعتمد عليه. تركه غير واحد).

*قال أبو إدريس: لأن أرى في ناحية المسجد نارا" تأجَج أحب إليَ من أن أرى في ناحيته قاصًا يقص.

وختاما" أذكر ما أورده ابن الجوزي من أسباب ذم السلف للقصَاصين, وهي:

1- أنَ القوم كانوا على الإقتداء والإتباع, فكانوا إذا رأوا مالم يكن على عهد النبي صلَى الله عليه وسلَم أنكروه.
2- أن القصص لأخبار المتقدمين يندر صحته, خصوصا" ماينقل عن بني إسرائيل, وما يذكر في قصة داود, ويوسف من المحال الذي ينزَه عنه الأنبياء, بحيث إذا سمعه الجاهل هانت عنده المعاصي.
3- أنَ التشاغل بذلك يشغل عن المهم من فراءة القرآن ورواية الحديث والتفقه في الدين.
4- أنَ في القرآن من القصص, وفي السنة من العظة ما يكفي عن غيره مما لايتيقَن صحته.
5- أنَ أقواما" قصُوا فأدخلوا في قصصهم ما يفسد قلوب العوام.
6- أنَ عموم القصَاص لا يتحرَون الصواب, ولا يحترزون من الخطأ لقلة علمهم وتقواهم.

وصلَى الله وسلَم على رسوله ونبيه محمد عليه السلام

تعليمية تعليمية




جزاك الله خيرا.




التصنيفات
اسلاميات عامة

بعض الرقى المفيدة

تعليمية
الرقية من الحمى
عن انس قال:دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم على عائشة و هي تسب الحمى فقال <لا تسبيها فانها مامورة , و لكن ان شئت علمتك كلمات اذا قلتيهن اذهبها الله عنك .قالت :فعلمني.قال :<قولي: اللهم ارحم جلدي الرقيق و عظمي الدقيق من شدة الحريق يا ام ملدم ان كنت امنت بالله العظيم…فلا تصدعي الراس…و لا تنتني الفم…و لا تشربي الدم…و تحولي عني الى من اتخذ مع الله الها اخر>.فقالتها فذهبت عنها .(رواه البيهقي).
تعليمية
الرقية من لدغة العقرب
يروى انه لما لدغت النبي صلى الله عليه و سلم عقرب دعا باناء فيه ملح و ماء فجعل يضع موضع اللدغة في الماء و الملح و يقرا ((قل هو الله احد))و ((قل اعوذ برب الفلق)) و ((قل اعوذ برب الناس)) حتى سكنت.
***اخرجه الترمذي و الطبراني و البيهقي و ابو نعيم***.

تعليمية
الرقية من الوجع
روى مسلم في صحيحه عن عثمان بن ابي العاص انه شكى الى رسول الله صلى الله عليه و سلم و جعا يجده في جسده منذ اسلم فقال النبي صلى اله عليه و سلم : < ضع يدك على الذي تالم من جسدك و قل :((بسم الله )) ثلاثا و قل سبع مرات ((اعوذ بعزة الله و قدرته من شر ما اجد و احاذر)).
**اخرجه مسلم و ابن ماجه و احمد الطبراني**.




التصنيفات
اسلاميات عامة

75 فضلا من فضائل الإسلام

تعليمية تعليمية

75 فضلا من فضائل الإسلام

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله فهذا نزر يسير من فضائل الإسلام التي لا تعد ولا تحصى انتقيتها على عجل من أحد البحوث راجيا من الله التوفيق والسداد والإخلاص في القول والعمل.

أبو جهاد سمير الجزائري

الإسلام دين الفطرة، ودين السلام والأمانِ، والبشريةُ لن تجد الراحة، ولن تحقق السعادة إلا بالأخذ بالإسلام، وتطبيقه في شتى الشؤون.
ومما يؤكد عظمة دين الإسلام ما يتميز به من خصائص لا توجد في غيره من المذاهب والأديان.
ومن تلك الخصائص التي تثبت تَمَيُّزَ الإسلام، ومدى حاجة الناس إليه مايلي:

1_ أنه جاء من عند الله والله_عز وجل_أعلم بما يصلح عباده، قال_تعالى_: [أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ] (الملك: 14).

2_ أنه يبين بداية الإنسان ونهايته، والغاية التي خُلق من أجلها: قال_تعالى_: [يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً] (النساء: 1)، وقال: [مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى] (طه: 55)، وقال: [وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ] (الذاريات: 56).

3_ أنه دين الفطرة فلا يتنافى معها، قال_تعالى_: [فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا] (الروم: 30).

4_ أنه يعتني بالعقل ويأمر بالتفكر ويذم الجهل، والتقليد الأعمى، والغفلة عن التفكير السليم، قال_تعالى_: [قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ] (الزمر: 9).

5_ الإسلام عقيدة وشريعة فهو كامل في عقيدته وشرائعه؛ فليس ديناً فكرياً فحسب، أو خاطرة تمر بالذهن، بل هو كامل في كل شيء، مشتمل على العقائد الصحيحة، والمعاملات الحكيمة، والأخلاق الجميلة، والسلوك المنضبط؛ فهو دين فرد وجماعة، ودين آخرة وأولى.

6_ أنه يعتني بالعواطف الإنسانية ويوجهها الوجهة الصحيحة التي تجعلها أداء خير وتعمير.
7_ أنه دين العدل سواء مع العدو، أو الصديق، أو القريب، أو البعيد، قال_تعالى_[إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ] (النحل: 90)، وقال: [وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى] (الأنعام: 152)، وقال: [وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى] (المائدة: 8).

8_ الإسلام دين الأُخُوَّة الصادقة فالمسلمون إِخْوةٌ في الدين، لا تفرقهم البلاد، ولا الجنس، ولا اللون، فلا طبقية في الإسلام، ولا عنصرية، ولا عصبية لجنس أو لون أو عِرق، ومعيارُ التفاضل في الإسلام إنما يكون بالتقوى.

9_ الإسلام دين العلم فالعلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، والعلم يرفع صاحبه إلى أعلى الدرجات، قال_تعالى_: [يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ] (المجادلة: 11).

10_ أن الله تكفل لمن أخذ بالإسلام وطبَّقه بالسعادة، والعزة، والنصرة فرداً كان أم جماعة قال_تعالى_: [وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً] (النور: 55)، وقال: [مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُون َ] (النحل: 97).

11_ في الإسلام حل لجميع المشكلات لاشتمال شريعته وأصولها على أحكام ما لا يتناهى من الوقائع.

12_ أن شريعته أحكم ما تساس به الأمم: وأصلح ما يقضى به عند التباس المصالح، أو التنازع في الحقوق.

13_ الإسلام دين صالح لكل زمان ومكان، وأمة وحال، بل لا تصلح الدنيا بغيره ولهذا كلما تقدمت العصور، وترقت الأمم ظهر برهان جديد على صحة الإسلام، ورفعة شأنه.

14_ الإسلام دين المحبة، والاجتماع، والألفة، والرحمة قال النبي صلى الله عليه وسلم :"مَثَلُ المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر".

15_ الإسلام دين الحزم والجد والعمل: قال النبي صلى الله عليه وسلم :"المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، احرص على ما ينفعك ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا وكذا، ولكن قل: قَدَرُ الله وما شاء فعل".

16_ الإسلام أبعد ما يكون عن التناقض قال_تعالى_: [وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً] (النساء: 82).

17_ أنه يحمي معتنقيه من الفوضى والضياع والتخبط ويكفل لهم الراحة النفسية والفكرية.

18_ الإسلام واضح ميسور وسهل الفهم لكل أحد.

19_ الإسلام دين مفتوح لا يغلق في وجه من يريد الدخول فيه.

20_ الإسلام يرتقي بالعقول، والعلوم، والنفوس، والأخلاق فأهله المتمسكون به حق التمسك هم خير الناس، وأعقل الناس، وأزكى الناس.

21_ الإسلام يدعو إلى أحسن الأخلاق والأعمال قال_تعالى_: [خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ] (الأعراف: 199)، وقال: [ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ] (فصلت: 34).

22_ الإسلام يحفظ العقول ولهذا حرَّم الخمر، والمخدرات، وكل ما يؤدي إلى فساد العقل.

23_ الإسلام يحفظ الأموال ولهذا حثَّ على الأمانة، وأثنى على أهلها، ووعدهم بطيب العيش، ودخول الجنة، وحرَّم السرقة، وتوعد فاعلها بالعقوبة، وشرع حد السرقة وهو قطع يد السارق؛ حتى لا يتجرأ أحد على سرقة الأموال؛ فإذا لم يرتدع خوفاً من عقاب الآخرة، ارتدع خوفاً منن قطع اليد؛ ولهذا يعيش أهل البلاد التي تطبق حدود الشرع آمنين على أموالهم، بل إن قطع اليد قليل جداً؛ لقلة من يسرق.

ثم إن قطع يد السارق فيه حكمة الزجر للسارق من معاودة السرقة، وردع أمثاله عن الإقدام عليها، وهكذا تحفظ الأموال في الإسلام.

24_ الإسلام يحفظ الأنفس ولهذا حرَّم قتل النفس بغير الحق، وعاقب قاتل النفس بغير الحق بأن يقتل؛ ولأجل ذلك يقل القتل في بلاد المسلمين، التي تطبق شرع الله؛ فإذا علم الإنسان أنه إذا قَتَل شخصاً سيُقتل به كفَّ عن القتل، وارتاح الناس من شر المقاتلات.

25_ الإسلام يحفظ الصحة قال_تعالى_: [وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ] (الأعراف: 31).
قال العلماء: إن هذه الآية جمعت الطبَّ كلَّه؛ ذلك أن الاعتدال في الأكل والشرب من أعظم أسباب حفظ الصحة.
ومن الإشارات لحفظ الصحة أن :

• الإسلام حرَّم الخمر، ولا يخفى ما في الخمر من أضرار صحية كثيرة، فهي تضعف القلب، وتفري الكلى، وتمزق الكبد إلى غير ذلك من أضرارها المتنوعة.

• الإسلام حرَّم الفواحش من زناً ولواط، ولا يخفى ما فيهما من الأضرار الكثيرة، ومنها الأضرار الصحية التي عُرِفَتْ أكثر ما عُرِفَتْ في هذا العصر من: زهري، وسيلان، وإيدز ونحوها.

• حرَّم لحم الخنزير، الذي عُرِفَ الآن أنه يولِّد في الجسم أدواءً كثيرة، ومن أخصِّها الدودة الوحيدة، والشعرة الحلزونية، وعملهما في الإنسان شديد، وكثيراً ما يكونان السبب في موته.

• ما عُرف من أسرار الوضوء، وأنه يمنع من أمراض الأسنان، والأنف، بل هو من أهم الموانع للسل الرئوي؛ إذ قال بعض الأطباء: إن أهم طريق لهذا المرض الفتاك هو الأنف، وإن أنوفاً تُغسَلُ في اليوم خمس عشرة مرة لجديرة بألا تبقى فيها جراثيم هذا الداء الوبيل، ولذا كان هذا المرض في المسلمين قليلاً وفي الإفرنج كثيراً.

36_ الإسلام يتفق مع الحقائق العلمية ولهذا لا يمكن أن تتعارض الحقائق العلمية الصحيحة مع النصوص الشرعية الصريحة.
وإذا ظهر في الواقع ما ظاهره المعارضة فإما أن يكون الواقع مجرد دعوى لا حقيقة لها، وإما أن يكون النص غير صريح في معارضته؛ ولقد قرر هذه القاعدة كثير من علماء المسلمين، بل لقد قررها كثير من الكُتَّاب الغربيين المنصفين، ومنهم: الكاتب الفرنسي المشهور (موريس بوكاي) في كتابه (التوراة والإنجيل والقرآن)، حيث بيَّن في هذا الكتاب أن التوراة المحرَّفة، والإنجيل المحرَّف الموجودين اليوم يتعارضان مع الحقائق العلمية، في الوقت الذي سجل فيه هذا الكتاب شهادات تفوق للقرآن الكريم سبق بها القرآنُ العلمَ الحديثَ.
وأثبت الكاتب من خلال ذلك أن القرآن لا يتعارض أبداً مع الحقائق العلمية، بل إنه يتفق معها تمام الاتفاق.
ثم إن العلوم الطبيعية تؤيد الإسلام، وتؤكد صحته على غير علم من ذويها.
مثال ذلك: تلقيح الأشجار الذي لم يُكتَشف إلا منذ عهد قريب، وقد نصَّ عليه القرآن الذي أُنزل على النبي الأمي منذ أربعة عشر قرناً في قوله_تعالى_: [وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ] (الحجر: 22)، وكذلك قوله_تعالى_: [وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ] (ق: 7)، وقوله: [وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ] (الذاريات: 49)، وقوله: [سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا] (يس: 36).
فهذا كلام رب العالمين في القرآن قبل أن تبيَّن لنا العلوم الطبيعية أن في كل نبات ذكراً وأنثى.
ولقد اعتنق بعض الأوربيين الإسلام لما وجد وصف القرآن للبحر وصفاً شافياً مع كون النبي"لم يركب البحر طول عمره، وذلك مثل قوله تعالى: [أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا] (النور: 40).

27_ الإسلام يكفل الحريات ويضبطها وقد منح الله الإنسان الحواس من السمع، والبصر، والفؤاد؛ ليفكر، ويعقل، ويصل إلى الحق، وهو مأمور بالتفكير الجاد السليم، ومسؤول عن إهمال حواسه وتعطيلها، كما أنه مسؤول عن استخدامها فيما يضر.

28_ الإسلام يأمرك بما تكون به كبير النفس عن التشبه بما دونك من أنواع الحيوانات، رفيعَ القدر عن أن تكون عبداً لشهواتك وحظوظك، عالي المنزلة عن أن تعظم غير ربك، أو تخضع لغير حكمه.

29_ الإسلام يأمرك بما يشعرك أنك عضو نافع عامل تأنف أن تقلد غيرك، أو تكون عالة على سواك.

30_ الإسلام يأمرك باستعمال عقلك، وجوارحك فيما خُلِقْتَ له، من العمل النافع في أمر دينك ودنياك.

31_ الإسلام يأمرك بالتوحيد الخالص، والعقيدة الصحيحة التي لا يقبل العقل غيرها، ولا تطمئن القلوب إلا بها؛ فالعقيدة التي أمرك الإسلام بها تجعلك عظيماً كبيراً، وتشعر قلبك العزة، وتذيقك حلاوة الإيمان.

32_ الإسلام يأمرك بستر عورات المسلمين، واتقاء مواضع التهم.

33_ الإسلام يأمرك بالسعي لقضاء حاجات المسلمين، وتنفيس كرباتهم.

34_ الإسلام يأمرك بالبدء بالسلام على كل مسلم، وأن تنصر أخاك المسلم في غيبته.

35_ الإسلام يأمرك بعيادة المرضى، وتشييع الجنائز، وزيارة القبور، والدعاء لإخوانك المسلمين.

36_ الإسلام يأمرك بإنصاف الناس من نفسك، وأن تحب لهم ما تحبه لنفسك.

37_ الإسلام يأمرك بالسعي في طلب الرزق، وأن تعز نفسك، وأن ترفعها عن مواطن الذل والهوان.

38_ الإسلام يأمرك بالرحمة بالخَلق، والعطف عليهم، وحُسن رعايتهم ومداراتهم، والسعي في نفعهم، وجلب الخيرات لهم، ودفع المضرات عنهم.

39_ الإسلام يأمرك ببر الوالدين، وصلة الأرحام، وإكرام الجار، والرفق بالحيوان.

40_ الإسلام يأمرك بالوفاء للأصحاب، وحُسن المعاملة للزوج والأبناء.

41_ الإسلام يأمرك بالحياء، والحلم، والسخاء، والكرم، والشجاعة، والغيرة على الحق.

42_ ويأمرك بالمروءة، وحسن السمت، والحزم، والحكمة في الأمور.

43_ ويأمرك بالأمانة، وإنجاز الوعد، وحُسن الظن، والأناة في الأمور، والمبادرة في فعل الخير.

44_ ويأمرك بالعفة، والاستقامة، والشهامة، والنزاهة.
45_ الإسلام يأمرك بشكر الله، ومحبته، وخوفه، ورجائه، والأنس به، والتوكل عليه.

إلى غير ذلك من المعاني الجميلة العظيمة.

كما أن من أعظم محاسن الإسلام ما جاء به من النواهي التي تحذر المسلم من الوقوع في الشر، وتنذره سوء العاقبة التي تترتب على الأفعال القبيحة؛ فمما نهى الإسلام عنه مايلي:

1_ نهى عن الكفر، والفسوق، والعصيان، واتباع الهوى.

2_ ونهى عن الكِبْر، والحقد، والعجب، والحسد، والشماتة بالمبتلين.

3_ ونهى عن سوء الظن، والتشاؤم، واليأس، والبخل، والتقتير، والإسراف، والتبذير.

4_ ونهى عن الكسل، والخور، والجبن، والضعف، والبطالة، والعجلة، والفظاظة، وقلة الحياء، والجزع، والعجز، والغضب، والطيش، والتسخط على ما فات.

5_ ونهى عن العناد، وعن قسوة القلب التي تمنع صاحبها من إغاثة الملهوف والمضطر.

6_ ونهى عن الغيبة وهي ذكرك أخاك بما يكره، وعن النميمة وهي نقل الكلام بين الناس على جهة الإفساد.

7_ ونهى عن كثرة الكلام بلا فائدة، وعن إفشاء السر، والسخرية بالناس، والاستهزاء بالآخرين.

8_ ونهى عن السب، واللعن، والشتم، والتعبير بالعبارات المستقبحة، والتخاطب بالألقاب السيئة.

9_ ونهى عن كثرة الجدال، والخصومة، وعن المزاح البذيء الذي يجر إلى الشر والتطاول.

10_ ونهى عن الكلام فيما لا يعني.

11_ ونهى عن كتمان الشهادة، وعن شهادة الزور، وعن قذف المحصنات، وسب الأموات، وكتم العلم.

12_ ونهى عن السفاهة، والفُحش، وعن المن بالصدقة، وعن ترك الشكر لمن أسدى إليك معروفاً.

13_ ونهى عن الاستطالة في الأعراض، وانتساب المرء إلى غير أبيه، وعن ترك النصيحة، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

14_ ونهى عن الخيانة، والمكر، وإخلاف الوعد، والفتنة التي توقع الناس في اضطراب.

15_ ونهى عن عقوق الوالدين، وقطيعة الرحم، وإهمال الأولاد، وأذية الجار.

16_ ونهى عن التجسس، والتحسس، وتتبع عورات الناس.

17_ ونهى عن تشبه الرجال بالنساء، وعن تشبه النساء بالرجال، وعن إفشاء سر الزوج.

18_ ونهى عن شرب الخمر، وتعاطي المخدرات، وعن المقامرة التي تعرض المال للمخاطرة.

19_ ونهى عن ترويج السلعة بالحلف الكاذب، وعن بخس الكيل والوزن، وعن إنفاق المال بالمحرمات.

20_ ونهى عن السرقة، والغصب، وخطبة الإنسان على خطبة أخيه، وشرائه على شراء أخيه.

21_ ونهى عن خيانة أحد الشريكين لشريكه، وعن استعمال العارية بغير ما أذن بها صاحبها، وعن تأخير أجرة الأجير، أو منعه منها بعد فراغه من عمله.

22_ ونهى عن الإكثار من الطعام بحيث يضر صاحبه.

23_ ونهى عن التهاجر، والتشاحن، والتدابر، وحذَّر أن يهجر المسلم أخاه فوق ثلاث ليال.

24_ ونهى عن الضرب لأحد بغير مسوغ شرعي، وعن ترويع الناس بالسلاح.

25_ ونهى عن الزنا، واللواط، وقتل النفوس التي حرَّم الله قتلها.

26_ ونهى عن قبول القاضي هديةً من أحد لم يكن له عادة بإهدائها له قبل توليه، وعن قبول الضيافة الخاصة.

27_ ونهى عن أخذ الرشوة من محق أو مبطل، وعن دفع الرشوة من محق أو مبطل، إلا من محق مضطر إلى دفعها.

28_ ونهى عن خذلان المظلوم مع القدرة على نصره.

29_ ونهى عن اطِّلاع المرء على دار غيره بغير إذنه ولو من ثقب، وعن التسمع لحديث قوم يكرهون سماعه.

30_ ونهى عن كل ما يضر بالهيئة الاجتماعية، أو النفس، أو العقل، أو الشرف، أو العرض.

هذه نبذة موجزة عن أوامر الإسلام ونواهيه، وبسط ذلك وذكر أدلته يحتاج إلى مجلدات ضخام.

والحمد لله رب العالمين.

منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




بارك الله فيك وجزاك خيرا




التصنيفات
اسلاميات عامة

يا أهل مصر صيحة نذير

تعليمية تعليمية

يا أهل مصر صيحة نذير

الحمد لله وصلاة وسلام على رسول الله محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد،،،،،،

فمصر بلد الأمن والأمان بدأت تحيط بها الأوبئة من كل مكان من الشمال الطاعون، ومن الجنوب شلل الأطفال، ومن الغرب أنفلونزا الخنازير، ومن الشرق أنفلونزا الطيور، ومن جميع الجهات الإيدز لما ذلك أقول:

قال تعالى:{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }[الروم/41].

وقال تعالى:{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [النحل/112].

وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ t قَالَ: أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ e فَقَالَ:« يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ.

لَمْ تَظْهَرِالْفَاحِشَةُ فِى قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا إِلاَّ فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِى أَسْلاَفِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا.

وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلاَّ أُخِذُوا بِالسِّنِينَ، وَشِدَّةِ الْمَؤُنَةِ، وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ.

وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلاَّ مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ وَلَوْلاَ الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا.

وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلاَّ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِى أَيْدِيهِمْ.

وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلاَّ جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ ». ( صحيح ) رواه ابن ماجه (4019) انظر حديث رقم : (7978) في "صحيح الجامع" .

وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e: « مَا نَقَضَ قَوْمٌ الْعَهْدَ قَطُّ إِلاَّ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوَّهُمْ.

وَلاَ فَشَتِ الْفَاحِشَةُ فِى قَوْمٍ إِلاَّ أَخَذَهُمُ اللَّهُ بِالْمَوْتِ.

وَمَا طَفَّفَ قَوْمٌ الْمِيزَانَ إِلاَّ أَخَذَهُمُ اللَّهُ بِالسِّنِينَ.

وَمَا مَنَعَ قَوْمٌ الزَّكَاةَ إِلاَّ مَنَعَهُمُ اللَّهُ الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ.

وَمَا جَارَ قَوْمٌ فِى حُكْمٍ إِلاَّ كَانَ الْبَأْسُ بَيْنَهُمْ أَظُنُّهُ قَالَ وَالْقَتَلُ ». رواه البيهقي (3/346 )(صحيح) انظر "السلسلة الصحيحة" ح (107) (1/169).

لذا يا سادة أقول كل مرض يهون وكل وبائن ملكوم إلا الموت الأسود " الطاعون " نسأل الله العافية.

[ مَا هُوَ سبب الطّاعُونُ ]

عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ e : « الطَّاعُونُ رِجْسٌ، أُرْسِلَ عَلَى طَائِفَةٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، أَوْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلاَ تَقْدَمُوا عَلَيْهِ وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلاَ تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ» (وَفِي رِوَايَةٍ) لاَ يُخْرِجُكُمْ إِلاَّ فِرَارًا مِنْهُ» متفق عليه: أخرجه البخاري في 60 كتاب الأنبياء 54 باب حدثنا أبو اليمان (1/693)، ومسلم باب الطاعون والطيرة والكهانة وغيرها (1/693).

عَنْ عَائِشَةَ – رضي الله عنها – زَوْجِ النَّبِىِّ e قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ e عَنِ الطَّاعُونِ ، فَأَخْبَرَنِى:« أَنَّهُ عَذَابٌ يَبْعَثُهُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ ، وَأَنَّ اللَّهَ جَعَلَهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ » صحيح: البخاري ح (3474).

[ مَا هُوَ الطّاعُونُ ]

عَنْ عَائِشَةَ-رضي الله عنها- أَنّ رَسُولَ اللَّهِ e قَالَ :« لا تَفْنَى أُمَّتِي إِلا بِالطَّعْنِ وَالطَّاعُونِ، قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ عَرَفْنَا الطَّعْنَ، فَمَا الطَّاعُونُ ؟ قَالَ: غُدَّةٌ كَغُدَّةِ الإِبِلِ، الْمُقِيمُ بِهَا كَالشَّهِيدِ، وَالْفَارُّ مِنْهَا كَالْفَارِّ مِنَ الزَّحْفِ» ( صحيح ) انظر حديث رقم : (3948) في "صحيح الجامع" .

وقَالتْ عَائِشَةُ-رضي الله عنها- ذُكِرَ الطَّاعُونُ، فَذَكَرْتُ أَنَّ النَّبِيَّ e، قَالَ:« وَخْزَةٌ تُصِيبُ أُمَّتِي مِنْ أَعْدَائِهِمْ مِنَ الْجِنِّ ، غُدَّةٌ كَغُدَّةِ الإِبِلِ ».( حسن لغيره ) صحيح الترغيب والترهيب – (ج 2 / ص 74).

الطّاعُونُ – مِنْ حَيْثُ اللّغَةِ – نَوْعٌ مِنْ الْوَبَاءِ قَالَهُ صَاحِبُ " الصّحَاحِ " وَهُوَ عِنْدَ أَهْلِ الطّبّ : وَرَمٌ رَدِيءٌ قَتّالٌ يَخْرُجُ مَعَهُ تَلَهّبٌ شَدِيدٌ مُؤْلِمٌ جِدّا يَتَجَاوَزُ الْمِقْدَارَ فِي ذَلِكَ وَيَصِيرُ مَا حَوْلَهُ فِي الْأَكْثَرِ أَسْوَدَ أَوْ أَخْضَرَ أَوْ أَكْمَدَ وَيَئُولُ أَمْرُهُ إلَى التّقَرّحِ سَرِيعًا . وَفِي الْأَكْثَرِ يَحْدُثُ فِي ثَلَاثَةِ مَوَاضِعَ فِي الْإِبْطِ وَخَلْفَ الْأُذُنِ وَالْأَرْنَبَةِ وَفِي اللّحُومِ الرّخْوَةِ .

أما آن لنا من عودة ؟

أما آن لنا من أوبة ؟

أما آن لنا من توبة ؟

قبل فوات الأوان، وشدة الزمان، وهدت الأيام، وروع الأمان، وموت زؤام، اللهم رحماك يا رحمن .

أخوكم

أبو مريم أيمن بن دياب العابديني

غفر الله تعالى له ولوالديه

تعليمية تعليمية




التصنيفات
اسلاميات عامة

الشباب الحائر ومنهج الإقصاء

تعليمية تعليمية


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله من اتبع هداه؛
ثم أما بعد؛ فإنه منذ أن أشعلت الحدادية نارها، واشتد أوارها؛ عمد العلماء –الحكماء- إلى محاولة إخمادها بنزع الشعلة من أربابها -والذين كان منهم محمود الحداد ثم عبد اللطيف باشميل ثم فالح الحربي- وقاموا ببناء سياج حامي يمنع لهيبها من أن ينال أهل الحق والهدى.
ولكن الفتنة الأشد كانت في شأن الشيخ فالح الحربي، حيث كان بالأمس القريب يُظهِر السير في ركب العلماء، ومن ثَمَّ نال منهم التزكية والثناء، ثُمَّ لما حوَّل مساره إلى ركب الحدادية، ما وسع العلماء إلا الإلغاء لهذا الثناء، والتحذير من فتنته العمياء؛ فبات بعض الشباب يدوكون في ظلمات الحيرة والشك، وقالوا: لقد سئمنا من هذا المنهج –منهج الإقصاء-: اليوم تزكيات وثناء، وغدًا لا شيء!!
وقالوا: هذا المنهج –منهج الإقصاء- وَلَج فيه الشيخ ربيع، والشيخ النجمي، والشيخ زيد، والشيخ عبيد، والشيخ محمد بن هادي، والشيخ فالح، ولكن الآن غيَّروا، وبقي فالح فنُسِب إليه كل شيء، وهذا بشهادة علماء آخرين؟
وإذ بهم يقولون بلسان حالهم: {ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا}، وزاغت الأبصار، وصاروا يظنون بالله الظنونَا.
فأقول لهذا الشباب الحائر:
لا شك أن الأمر فتنة، ولكن هذه هي سنة الله في عباده، أن يبتلي بعضهم ببعض ليميز الخبيث من الطيب، وليحيى من حي عن بينة، ويهلك من هلك عن بينة، فإن أردنا دنيا بلا فتنة فقد رُمنا جنة في الحياة الدنيا، وهذا خلاف سنة الله عز وجل؛ فالراحة هناك في دار القرار.
والعباد مستريح ومستراح منه، كما ثبت في الصحيحين عن أبي قتادة بن ربعي الأنصاري أنه كان يحدِّث أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مُرَّ عليه بجنازة فقال: "مستريح ومستراح منه"، قالوا يا رسول الله: ما المستريح والمستراح منه؟ قال: "العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب".
وإني أنصح هؤلاء الشباب أن يصدقوا مع أنفسهم في إجابة هذه الأسئلة حتى نقف على موطن الداء:
أولاً: هل درستم شيئًا من كتب العقيدة السلفية على أيدي العلماء الكبار دراسة المتأني الحريص على الفهم والعلم؟ هل درستم كتب: الأصول الثلاثة، والتوحيد، والواسطية، والطحاوية، والسنة لعبد الله بن أحمد، والسنة للبربهاري، والسنة لابن أبي عاصم، والسنة للخلال، والشريعة للآجري، وغيرها من كتب الاعتقاد؟ هل استمعتم لشروحات ابن باز وابن عثيمين والفوزان والنجمي والعباد وربيع وغيرهم من الأعلام على بعض هذه الكتب؟
ثانيًا: هل درستم شيئًا من الكتب التي أُلِّفت في بيان الأصول السلفية في الرد على المخالف، والتحذير من أهل البدع والأهواء، والتي كان من أعظمها وأجمعها في زماننا ما ألَّفه فضيلة الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله؟
ثالثًا: هل تفقهون لم حذَّر العلماء من الشيخ فالح بعد أن كانوا يثنون عليه بالأمس القريب؟
وإني أستأذنكم أن أجيب عنكم، لأن الإجابة ظاهرة لائحة لكل مستبصر:
أما عن السؤال الأول: فالظاهر أنكم ما نلتم الحظ الوافر من دراسة الكتب المذكورة، ولذا صرتم في هذه الحيرة والشك والريبة، والتي لا يقع فيها إلا ضعيف العلم، الذي لم ترسخ قدمه في فقه العقيدة السلفية.
وكذا إجابة السؤال الثاني: حيث إنكم لو كنتم درستم القواعد السلفية في الرد على المخالف، ما سئمتم من كثرة الردود على المخالفين، ولأدركتم أن هذا أصل عظيم من أصول المنهج الحق، به تحفظ بقية الأصول، وعن طريقه ندرك السني السلفي من المبتدع المحدث.
فهل سئمتم من المنهج السلفي أم ماذا إن كنتم تعقلون؟!!
فإن قلتم: وهل فرض علينا دراسة هذه الكتب؟
قلت: وهل فرض عليكم إصدار الأحكام على العلماء بلا علم؟!!
وإن قلتم: لكن هل هذه الأصول السلفية تبيح هذه الفوضى في إعلاء أُناس في السماء العلياء ثم إسقاطهم في غمضة عين إلى أسفل سافلين؟!!
قلت: هذه مبالغة منكم أوتيتم فيها من جهلكم أولاً: بهذه الأصول، وثانيًا: بحقيقة الأمور التي حدثت، ويأتيكم مزيد من التفصيل في إجابة السؤال الثالث، وهي كالتالي:
إنكم تقيسون الأمور بمقياس عاطفي، ومن ثَمَّ تظنون أن تحذير العلماء من الشيخ فالح الحربي -أو من غيره ممن كان في الأمس القريب على المنهج السلفي- نابعٌ من عوامل نفسية ومصالح شخصية، وتخيلتم بخيالاتكم الفاسدة أن المنهج السلفي هو أرض مملوكة للعلماء يُدخلون في ملكهم من يشاؤون ممن يحبون بأهوائهم، ويخرجون منها من يشاؤون ممن يكرهون هكذا بلا ضابط ولا رابط.
وإني أكاد أجزم أن هؤلاء الحائرين ما قرؤوا شيئًا من ردود العلماء على الشيخ فالح، وما فقهوا شيئًا منها، ولكنهم صيَّروا أذانهم مصائد للشبهات من هنا ومن هناك، وحجبوا أعينهم عن النظر بتدبر فيما سطره العلماء من سطور مضيئة بنور الأدلة.
إخواني –بارك الله فيكم- إن المشايخ: ربيع بن هادي، وأحمد النجمي، وزيد المدخلي، وعبيد الجابري، ومحمد بن هادي ليسوا أصحاب منهج منفصل عن المشايخ: الفوزان، والعباد، والراجحي، وعبد العزيز آل الشيخ، وصالح آل الشيخ، وغيرهم من أعلام الهدى.
لكن قد يكون اشتغال المذكورين -أولاً- بعلم الجرح والتعديل أكثر من المذكورين -ثانيًا- هو السبب الذي جعلهم كما يقال في المواجهة؛ فظن من لا فقه له، أنهم متفردون بهذا المنهج، وقال بجهله: لو كانوا على حق، لشاركهم في طريقتهم المذكورين ثانيًا؟
وفي كل زمان كان يشتغل طائفة من أهل العلم بهذا العلم الجليل: الجرح والتعديل، دون آخرين من أهل العلم، فما عاب هؤلاء على هؤلاء، ولا هؤلاء على هؤلاء.
إخواني، في زمن الإمام أحمد كان يوجد عشرات من أعلام الهدى، لكن ما السبب الذي رفع أحمد فوقهم حتى صار هو إمام السنة؟ السبب: هو ذبه العظيم عن أصل من أصول الاعتقاد، ثم تحذيره من كل من يخالف هذا الأصل ويلج مع أصحابه.
فلم يسلم من حُسام أحمد جماعة من كبار العلماء مِمَّن أجاب في محنة خلق القرآن خوفًا من التعذيب، ومنهم رفيق رحلته وقرينه يحيى بن معين، وعلي بن الجعد، وسعدويه، وعبيد الله بن عمر القواريري، وعلي بن المديني، وأبو خيثمة زهير بن حرب، وأبو نصر التمَّار، وآخرون ذكرهم ابن الجوزي في مناقب أحمد (ص 519).
وذكر ابن الجوزي في المناقب (ص523) أن أبا خيثمة جاء فطرق على أحمد الباب، فلما خرج فرآه أغلق الباب ورجع مغضبًا يتكلم هو ونفسه بكلمات سمعها أبو خيثمة فلم يعد إليه، وعاده يحيى بن معين في مرضه؛ فولاَّه ظهره وأمسك عن كلامه حتى قام عنه وهو يتأفف، ويقول: بعد الصحبة الطويلة لا أُكلَّم.
ولم يعتبر أحمد لهم عذرًا؛ فهل قال منصف: إن أحمد قد أتى بمنهج غريب شديد خالف به علماء عصره؟!!
وهل يقال إن أحمد استخدم منهج الإقصاء مع رفيق رحلته، فبعد أن كان عنده إمامًا مقدَّمًا، يقصيه ويحذِّر منه؟!!
وهل يقال: إن أحمد صاحب غلو في الجرح لأنه لم يلتمس لهؤلاء الأعلام عذرًا، وكما قال ابن الجوزي في المناقب (ص525): "فإن قال قائل: إذا ثبت أن القوم أجابوا مُكرهين فقد استعملوا الجائز؛ فلِمَ هجرهم أحمد؟ فالجواب من ثلاثة أوجه:
أحدها: أن القوم تُوعِّدوا ولم يضربوا فأجابوا، والتواعد ليس بإكراه…
والثاني: أنه هجرهم على وجه التأديب ليعلم العوام تعظيم القول الذي أجابوا عليه؛ فيكون ذلك حفظًا لهم من الزيغ.
والثالث: أن معظم القوم لما أجابوا قبلوا الأموال وترددوا إلى القوم وتقربوا إليهم، ففعلوا ما لا يجوز؛ فلهذا استحقوا الذمَّ والهجر".اهـ
قلت: وثبت مع أحمد في محنته: أحمد بن نصر الخزاعي، ومحمد بن نوح، ونعيم بن حماد، وأبو نعيم الفضل بن دُكَيْن، ويحيى الحِماني، وغيرهم.
فهل يقال: فهل يقال إن أحمد ومَنْ ثبت معه قد غلوا في إحقاق الحق؟؟

فهناك من قَسَّم علماء أهل السنة المعاصرين إلى ثلاثة أقسام: قسم مغالي في إحقاق الحق، وقسم مفرِّط، وقسم وسط، وهو تقسيم باطل مبني على الرأي والهوى.
فالعالم الذي يتكلَّم في مخالف بالدليل والبرهان لا يقال عنه إنه غالى في إحقاق الحق؛ فمن وافق الحق لا يوصف بالغلو!!
ولَمَّا يكون هذا العالم من المشهود لهم بالعلم وصحة المنهج وأنه صاحب قدم ثابتة في علم الجرح والتعديل ثم أخطأ في الحكم على شخص، فلا يجوز أن يتهم بالغلو لمجرد خطئه.
وقال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (7/193): نا مسلم بن الحجاج النيسابوري قال حدثني إسحاق بن راهويه قال نا يحيى بن آدم قال نا بن إدريس قال: كنت عن مالك بن أنس وقال له رجل يا أبا عبد الله إنى كنت بالري عند أبى عبيد الله وثم محمد بن إسحاق فقال محمد بن إسحاق: اعرضوا عليَّ علم مالك فإنى أنا بيطاره؛ فقال مالك: دجال من الدجاجلة يقول اعرضوا عليَّ علمي.
فلم يصف أحد من العلماء مالكًا بأنه من أهل الغلو في الجرح، وإن كان لم يصب الحق في هذه الكلمة الشديدة في ابن إسحاق، اللهم إلا ما قاله الخطيب في تاريخ بغداد (1/223): "قد ذكر بعض العلماء أن مالكًا عابه جماعة من أهل العلم في زمانه بإطلاق لسانه في قوم معروفين بالصلاح والديانة والثقة والأمانة"؛ فرد عليه الذهبي في السير (7/38): " كلا ما عابهم إلا وهم عنده بخلاف ذلك وهو مثاب على ذلك وإن أخطأ اجتهاده رحمة الله علية".
قلت: وذلك لأن مالكًا كان من أهل الاجتهاد ومن أئمة السنة.
وكذا إذا تكلَّم النجمي أو ربيع أو زيد أو غيرهم من أئمة الجرح والتعديل في هذا الزمان في فلان أو علان؛ فإنهم أصابوا أم أخطؤوا، فهم إن شاء الله مثابون على اجتهادهم، ولا يجوز الانتقاص منهم، أو وصفهم بالغلو أو أن يقال: لقد زهدنا في كلامهم لكثرة كلامهم في الرجال.
والعلماء إن تكلَّموا في طالب علم سلفي، لا يكون مرادهم الأول إسقاطه كما تظنون، فما هي الفائدة التي تعود عليهم من إسقاطه؟! إنما قصدهم –كما هو قصد أئمة الجرح والتعديل على مر الأزمان- النصح للأمة، وحفظها من البدع والأهواء.
وهذا ابن تيمية يُرفع على سائر علماء عصره بكثرة ردوده على المخالفين، وتحذيره منهم بأسمائهم، مما جعل الكُلَّ يرميه عن قوس واحدة، حتى كان بعض أتباعه وتلاميذه يتخفون من الناس، ويخفون انتسابهم إلى منهج ابن تيمية حتى لا ينكل بهم.
فهل يقال إن ابن تيمية وابن القيم وابن عبد الهادي قد أتوا بمنهج جديد غريب خالفوا به علماء عصرهم؟!! أو يقال إنهم قد غالوا في إحقاق الحق، وفرَّطوا في رحمة الخلق.
وهذا الأمير الصنعاني يظهر في بيئة من الزيدية المتعصِّبة فيجهر بكلمة السنة، ويحذِّر ممَّن يخالفها، وفي زمانه أيضًا علماء كبار، لكنهم لم يقوموا بما قام به الصنعاني من الصدع بكلمة الحق، والتحذير من مخالفي السنة، وتفنيد شبهاتهم والرد عليها، لذا لم يُحارَب هؤلاء العلماء مثلما حورب الصنعاني.
وأما عن قولكم: إن هذا المنهج –منهج الإقصاء- وَلَج فيه الشيخ ربيع، والشيخ النجمي، والشيخ زيد، والشيخ عبيد، والشيخ محمد بن هادي، والشيخ فالح، ولكن الآن غيَّروا، وبقي فالح فنُسِب إليه كل شيء، وهذا بشهادة علماء آخرين؟
فأقول: هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين؟!!
إن هؤلاء العلماء الأفاضل ما تكلَّموا في أحد إلا ببينة وبرهان؛ فها هي ردودهم على سلمان وسفر وعائض ثم المغراوي ثم أبي الحسن المصري؟ هاتوا لنا دليلاً واضحًا أنهم افتروا عليهم؟ أو أنهم على زعمكم قد قاموا بإقصائهم عن المنهج السلفي هكذا بدون أسباب أو اتباعًا للهوى؟
ثم العلماء الآخرون الذين سكتوا عن أبي الحسن المصري، ثم فالح الحربي، هل سكوتهم في حد ذاته حجة، يتهم بها الآخرون الذين تكلَّموا بأنهم على منهج مغالي في الجرح؟
وقد تقدَّم الاستئناس بمحنة أحمد وانقسام العلماء في عصره على النحو الذي بيناه.
والذي يتهم هؤلاء العلماء بأنهم كانوا موافقين لفالح فيما هو عليه الآن ثم غيَّروا وتركوه وحده، فنُسب إليه كل شيء، يحتاج في تثبيت دعواه إلى بينات واضحات حتى يقبل قوله، والحق أحق أن يتبع.
وأما عن قولكم: إن العلماء متذبذبون، ففي الأمس القريب يقولون عن فالح إنه إمامٌ في السنة، ثم اليوم يقولون: هو من أعدى أعداء السنة؟
فأقول: -بارك الله فيكم- العلماء ليسوا بأنبياء، وليسوا ممن يعلمون الغيب، فهم يثنون على فلان أو يجرحونه على حسب ما يظهر لهم من حاله، فإذا كان في وقت ناصرًا للسنة، وظهرت له جهود واضحة في الذبِّ عن أهلها، فإنهم يثنون عليه، ويرفعونه إلى المرتبة التي يستحقها على حسب اجتهادهم؛ ثم إذا بدل وغيَّر، وصار في الجانب الآخر وأبى قبول النصح؛ فلا يسعهم إلا التحذير منه بعد أن كانوا يثنون عليه.
وكان أحمد، وابن معين، وأبو حاتم وغيرهم من أئمة الجرح والتعديل يتغير قولهم في الشخص الواحد، أو يكون لهم فيه أكثر من رواية على حسب حاله.
وأنتم تعلمون أن ابن باز والألباني وابن عثيمين ومقبلاً، والعبَّاد كانوا يثنون على سفر وسلمان وعائض ثم صارو يحذِّرون منهم.
فهل يقال عن هؤلاء الأعلام أنهم متذبذبون؟!!
إن هذا والله لافتراء عظيم نابعٌ من جهل بعلوم السنة وطرائق علمائها.
فاعلموا –بارك الله فيكم- أن إسقاط علماء فحول أمثال العلامة ربيع بن هادي، والنجمي، والجابري، وزيد المدخلي أمرٌ ليس بالهين، إلا أن يكونوا اقترفوا بالفعل ما يدينهم ويثبت هذا في كتاباتهم أو مجالسهم؟ أما إلقاء الكلام على عواهنه هكذا بدون حجة يثير الفتنة أكثر، ويجعلكم تزدادون حيرة.
وعليكم أن تخرجوا أنفسكم من القيل والقال، وكثرة السؤال فيما لا ينفعكم، وانشغلوا بتربية أنفسكم وذويكم على العقيدة الصحيحة والمنهج السوي.
وإن كنتم لم تفقهوا أسباب تحذير العلماء من فالح أو غيره؛ فالزموا السكوت ولا تخوضوا بأهوائكم وآرائكم الخاصة في أعراض العلماء دون علم ولا بينة؛ فإنكم بهذا تضرون أنفسكم لا تضرون هؤلاء العلماء، واتقوا الله واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه.
نسأل الله أن يريَنا الحقَّ حقًّا وأن يرزقنا اتباعه، وأن يريَنا الباطل باطلاً وأن يرزقنا اجتنابه.
وصلى الله على محمد وآله وأصحابه وسلَّم.

وكتب
أبو عبد الأعلى خالد بن محمد بن عثمان المصري

منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




التصنيفات
اسلاميات عامة

الشيخ الدكتور محيي الدين يذب عن الامامين الالباني و الربيع{ ألقى السؤال الشيخ عبد الح

تعليمية تعليمية

الشيخ الدكتور عبد الرحمن محيي الدين يذب عن الإمامين الألباني و الربيع
ألقى السؤال الشيخ عبد الحميد الجهني حفظه الله تعالى
سؤال : يقول السائل علماء السنة في عصرنا هذا المجتهدون في نشر السنة تعليما و دفاعا وتفهيما و إفتاء هم كثير ، لكن كثر الكلام والطعن لأسباب مختلفة على بعضهم . فيقال : الشيخ الألباني مرجئ ، الشيخ ربيع أشغلنا بالردود و هلم جرا .نرجو التعليق من فضيلتكم .
الشيخ : بسم الله الرحمان الرحيم ، أما هذا الكلام ، القاعدة العامة في كلام أهل العلم بعضهم في بعض لا يسمع . و أما في التفصيل ، فوالله حاشى الشيخ الألباني من الإرجاء ، شيخٌ في السنة عَلَمُ السنة في هذا العصر ، ولقد زكاه شيخنا و إمامنا الشيخ عبد العزيز بن باز حيث قال – و كلمته موجودة ومسجلة -: ( ما علمت تحت قبة السماء أعلم بسنة النبي صلى الله عليه وسلم و أحاديثه من الشيخ الألباني ) .شيخ فاضل ، شيخ عظيم ، نشر السنة . ماذا يريدون هؤلاء ليبلبلوا ؟ يريدون أبو غدة ؟ يريدون من ؟ يريدون شيخ الأزهر ؟ سبحان الله الرجل عمره خدم السنة كلها ، ولقد عاصرناه و تتلمذنا عليه ، رجل تقي رجل فاضل ،رجل حكيم ،رجل رزين ، يتبع الكتاب و السنة . ما عنده إلا (إذا صح الحديث فهو مذهبي ) يمشي على هذا المنهاج ، يمشي على هذا الطريق . ما يكفي أعداء السنة يعادونه ؟ نأتي نحن الآن ونقول هكذا !! و شيخنا ربيع حفظه الله و أمد في عمره ، يقول الشيخ الألباني : ( الشيخ ربيع إمام الجرح و التعديل في هذا العصر ) و أثنى عليه الشيخ ابن باز و الفوزان و الفضائل كلهم . من هؤلاء الزعانف الصغار الذين قاموا يطعنون في الشيخ ربيع ؟ إلا يريدون أن يظهروا رؤوسهم . يقولون 🙁 خالف تعرف ) سبحان الله العظيم . شيخنا كريم ، شيخنا فاضل ، ربيع عرفناه و نحن صغار ؛ أول دفعة تخرجت في الجامعة أول نبتة الجامعة . و الله الذين يريدون أن يطعنوا في هؤلاء المشايخ يريدون أن يطعنوا في الجامعة الإسلامية يريد أن يطعن في السلفية كلها . نعم يرد ، كيف ما يرد ؟ يرد . هؤلاء الإخوان الآن يحرشوا لأنه تكلم على أسلوب سيد قطب ، منهاج سيد قطب و في الإخوان و كذا . قاموا جاؤا من طريق وراء حجاب يردون . الشيخ ربيع من ؟ ووصمونا – عليهم من الله ما يستحقون و لا يجوز التنابز بالألقاب – قالوا : ( أنتم مداخلة ) و ( أنتم جامية ) ، سبحان الله العظيم .الله نهى في القرآن – كبيرة من الكبائر -أن الإنسان يغتاب أخاه المسلم أو ينبزه بلقب . < و لا تنابزوا بالألقاب > . أين التقوى و أين الدين عند هؤلاء الذين قالوا لنا أنتم مداخلة ؟ سبحان الله العظيم .أين العقول ؟ عشان تكلم في سيد قطب و بين لنا في من أخطاء جزاه الله خيرا . وسيد قطب ذهب إلى ربه لكن هذا الكتاب المنتشر الآن و فيه هذه الأخطاء، يسكت ؟ لا . قطب راح و انتهى لكن الآن كتبه هذه التي تطبع دائما دائما و الناس يرونها و الطلاب يرونها و المدرسين يرونها. أسلوب أدبي رائع شيء ، مخالفات شرعية شيء آخر .أسلوبه الأدبي خليه في مكانه له مكانه مرحبا . لكن المخالفات الشرعية التي في هذا الكتاب .هل هو معصوم هذا الكتاب ؟ لا . ما يخطئ ؟ بالعكس . هذا هو الصحيح ، هذا الواقع .وكانوا يقولون رحم الله امرؤا أهدى إلينا عيوبنا ، كانوا يثنوا على الشيخ ربيع و يمدحونه و يباركونه ، أنه بين هذه الأمور ، لكن حقدوا عليه و هؤلاء دائما أصحاب الأهواء من قديم ما هو من الآن ، من واصل بن عطاء و عمرو بن عبيد الذين نبزوا السلف إلى يومنا هذا . أحمد بن حنبل ما نبزهم و لا تكلم فيهم ، و إنما تكلم على خلق القرآن . ما جاء لشخص معين و قال له كيت كيت . نسأل الله أن يحفظنا و يحفظ علينا ألسنتنا و يحفظ قلوبنا ، ربنا { ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم } [الحشر/10] و نسأل الله أن يهدي ضال المسلمين ، و الله لنحب الشيخ ربيع و نحب الشيخ الألباني و نحب الشيخ ابن باز و نحب الشيخ الفوزان ،هؤلاء الذين يمشون على منهج السلف و كل من سار على طريق السلف نحن نقدره ونحبه ، وكل من خالف نسأل الله له الهداية ، نناصحه . نعم هذا هو الطريق الصحيح .و نسأل الله التوفيق . )
مقتطف من شريط بعنوان : " درر علمية و أجوبة سلفية ـــ لقاء بين الشيخين عبد الرحمن محيي الدين و سليمان الرحيلي "
من الدقيقة 55 و الثانية 35 إلى الساعة 1 و الدقيقة
ألقى السؤال الشيخ عبد الحميد الجهني حفظه الله تعالى

المشاركة الأصلية بواسطة الأخ أحمد بن إبراهيم بن علي حفظه الله في شبكة سحاب السلفية
الرابط : http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=353383

منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




التصنيفات
اسلاميات عامة

محاضرة لشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر ()

تعليمية تعليمية

لقد قمت بتفريغ هذه الخطبة للشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر فإن وجد زللا أو نقصا فلعلكم تتعقبونه بالتصحيح وجزآكم الله خيرا.
الخطبة تحت إسم عثرة الخاسر:-إأن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعود بلله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هاديا له وأشهد أن لاإله إلاالله وحده لاشريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله وصفيه
وخليله وأمينه على وحيه ومبلغ الناس شرعه ما ترك خيرا إلا دل الأمة عليه ولا شرا إلآحذرها منه فصلوات
الله وسلامه عليه وعلى أله وصحبه أجمعين أما بعد معاشر المؤمنين عباد الله إتقو الله تعالى وراقبوه مراقبة من يعلم أن ربه يسمعه و يراه ونحنو عباد الله نعيش أيام الخير والبركة أيام شهر رمضان المبارك أيام تحقيق التقوى
فلنتزود بتقوى الله جل وعلى في موسم التقوى بخير زاد وتزودوا فإن خير الزاد التقوى إأتقونى يا أولى ألألباب
عباد الله إن شهر رمضان المبارك موسم عظيم ووقت فاضل كريم لتنافس في طاعة الله والتسابق في عبادة الله
وبدل الجهد والطاقة في التقرب إلى الله عز وجل بما يحبه سبحانه من صالح الأعمال وسديد الأقوال ففي هذا الموسم المبارك يتنافس المتنافسون ويتسابق المتسابقون بجد واجتهاد وصبر ومصابرة وبدل ومرابطة كل يرجو رحمة الله جل وعلا ويخاف عذابه عباد الله وهى فرصة عظيمة لا يفرط فيها المؤمن بل ينتهز ليالي هذا الشهر الغرر وأيامه الدرر ليتقوا فيها ويتزود بالأعمال الصالحات والطاعات الزاكيات وأنواع القربات لله عز وجل وعلا عباد الله وفى هذا الموسم الفاضل تطمئن النفوس وتهدئ القلوب وتسكن لطاعة الله جل وعلا والتقرب إليه ويحصل لها في هذا الشهر الفاضل طمأنينة عظيمة وسكون كبيرة وهذا عباد الله من أثار الطاعة والتقرب إلى الله ولهذا ليس في شهر رمضان مجال لأي نوع من الإيذاء أو الجهل على عباد الله فإن هذا مما يتنافى مع حقيقة الصيام ومقصود هذه الطاعة جاء في صحيح البخاري من حديث أبى هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال(( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)) وما ذالكم عباد الله أل لأن من كانت هذه حاله في صيامه لم يستفد حقيقتا من مدرسة الصيام ولم يحقق مقصود الصيام الأعظم لعلكم تتقون عباد الله وعندما يختل الفكر ويفسد العقل ويتلوث بأفكار سقيمة وتوجهات مشينة خبيثة تتحول حين إذن المواسم الفاضلة والأمكنة الفاضلة إلى وقت الإجرام والعدوان والبغي والآثام وهذه عباد الله داهية الدواهي ومصيبة المصائب في زمن ووقت خلافة على بن أبى طالب رضي الله عنه إجتمع ثلاثة من من ثلوتت أفكارهم وفسدت عقولهم وإجتمعو في مكان فاضل وبقعة فاضلة إلى جوار بيت الله الحرام وأخذوه بزعمهم يتدارسون أحوال المسلمين ويتذكرون بزعمهم إخوانا لهم قوتيلو في الناهرون وأخدو يتآمرون إلى جوار بيت الله بزعمهم يتذاكرون من الأحق بالقتل ومن الأجدر بأن يجهز عليه فذكروا ثلاثة معاوية رضي الله عنه وسفيان رضي الله عنه وعمر إبن العاص رضي الله عنه كلهم من خيار الصحابة وأفاضل عباد الله المؤمنين ولهم أيدن مشهورة وأعمال كثيرة محمودة وهم على رأس المسؤولية في حفظ الأمن ورعاية حقوق العباد ومصالحهم فتواعد هؤلاء الثلاثة عند البيت الله الحرام على قتل هؤلاء الثلاثة وإبتعدو لأداء هذه الجريمة النكراء والفعلة الشنعاء في خير وقت وأفضل موسم فقرروا أن يبادروا بهذه العملية في السابع عشر من رمضان المبارك فتأمل رعاك الله تأمل هذا الإختيار من هؤلاء إختاروا مكانا فاضلا لتداول والتشاور وإختارو وقت فاضلا وزمانا فاضلا لتنفيذ الإجرام وتتميم العدوان الآشاهت العقول ماأسؤها والأفكار ما أقبحها ألا ما أسوء الاختيار و ما أسوء العمل وأقبحه ثم هؤلاء ينفذون هذه الجرائم معتقدين أنهم بذلك يقدمون أعظم قربة لله وأعظم ما يتقرب به إلى الله عز وجل فلما سل أحد هؤلاء الثلاثة سيفه المسموم لقتل على بن أبى طالب رضي الله عنه وضرب فعلا بسيفه هامة على رضي الله عنه وسال الدم من رأسه فتلى هذا الآثم قول الله عز وجل (( ومن الناس من يشرى نفسه إبتغاء مرضاة الله والله رؤف بالعباد )) يعد هذا الإثم فعلت هذه نوع من الشراء مرضاة الله وطلب ثوابه وأجره سبحانه وهذا كله من أثار تلوث العقول وفسادها وإذا تساءل متسائل ما سر اختيار هؤلاء لشهر رمضان المبارك لتنفيذ هذا الإجرام والقيام بهذا العدوان يجد جواب ذلك أنه يتقرب إلى الله ويتلخصو في أمرين عقيدة فاسدة مليئة قلوب هؤلاء ومليئة جوانبهم وصدورهم معتقدين أن ما يمارسونه وأن ما يقومون به نوعا من الجهاد في سبيل الله فهم بزعمهم يريدون الأئتساء بالنبي عليه الصلاة والسلام وصحبه الكرام في تضحيات مباركة وأعمال جليلة مبرورة قاموا بها في شهر رمضان المبارك جهادا في سبيل الله ونصرتا لدين الله وقضاء على أعداء الله فهؤلاء بزعمهم يظنون أنما يمارسون نوعا من الجهاد في سبيل الله فأرادوا زاعمين الإقتداء بالنبي والصحب الكرام وشتانا وفرق بين الجهاد والإفساد الأمر التانى عباد الله في شر اختيار هؤلاء لهذا الشهر الفاضل ما يعرف عن أهل الأيمان وعموم المسلمين في هذا الشهر من طمأنينة في النفوس وسكون في القلوب وهدوء وإقبال على الطاعة وعدم توقع غائلة أو عدوان فيستغلون أمن الناس وطمأنينتهم وإقبالهم على القرآن وإطعام الطعام واشتغالهم بذكر الله وانشغالهم عن مثل هؤلاء في تنفيذ مثل هذا العدوان والأجرام عباد الله وما أشبه الليلة بالبارحة في جريمة عقد العزم على تنفيذها أحد أرباب هذا الفكر الضال وأختار لتنفيذ هذه الجريمة موسم شهر رمضان المبارك وأختار لمن ينفد في حقه الجريمة مسؤلا كبيرا من مسؤل الأمن في هذه البلاد ولكن الله جل وعل جعل تدميره تدبيره وجعل سيفه في نحره وجعل أجرامه على نفسه عياذا بلله فعثرة عثرة الخاسر فقطع فيها أشلاء وتمزق فيها أربا وسلم الله من مكره وكيده فعاد كيد الخاسر على نفسه فقتل نفسه بنفسه وعادت عليه دائرة السوء واستجابة الله عز وجل ودعوة المؤمنين المتكررة اللهم من أراد ببلادنا وولاة أمرنا وأحدا من المسلمين بسوء فأشغله في نفسه وأجعل تدميره تدميرا وأجعل عليه دائرة السوء ياذا الجلال والإكرام أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه لي ولكم أنه هوا الغفور الرحيم.

هنا رابط الخطبة:-
http://www.al-badr.net/web/index.40404040404040.n=lec&lec=339 2

منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




مجهووود رائع متالفة دائما سدد الله خطاك