التصنيفات
اسلاميات عامة

نقولات مختارة للشيخ الالباني رحمه الله

نقولات مختارة للشيخ الالباني رحمه الله

فهذه نقولاتٌ مختارة ، من كتاب الشيخ الفاضل : عبدالعزيز السدحان " الإمام الألباني رحمه الله .. دروسٌ ومواقفٌ وعِبَرٌ " ، و هو الكتاب الذي قدَّم له الشيخ عبدالله بن عقيل .
_______________________
هذا ، و النسخة التي بين يدي من دار التوحيد للنشر .
_______________________
– كلامٌ نفيس من الشيخ على من يدعوا لتطبيق شرع الله ، و هو لا يُطبِّقُه فيه نفسه !!

يقول الشيخ – رحمه الله – : " …. ولكن هناك اختلافا كبيرا بين الجماعات الإسلامية الموجودة على الساحة – ساحة الإصلاح و محاولة إعادة الحياة الإسلامية ، و استئناف الحياة الإسلامية و إقامة الدولة الإسلامية – هذه الجماعات مختلفة مع الأسف الشديد أشدَّ الاختلاف حول نقطة البدء بالإصلاح ؛ فنحن نخالف كل الجماعات الإسلامية في هذه النقطة ، ونرى أنه لابُدَّ من التصفية و التربية معا ، أما أن نبدأ بالأمور السياسية .. و الذين يشتغلون بالسياسة قد تكون عقائدُهم خرابا يبابًا ، و قد يكون سلوكُهم من الناحية الإسلامية بعيدا عن الشريعة ، و الذين يشتغلون بتكتيل الناس و تجميعهم على كلمة ( إسلام ) عامّة ليس لها مفاهيم واضحة في أذهان هؤلاء المتكتِّلين حول أؤلئك الدعاة ، و من ثَمَّ ليس لهذا الإسلام أيُّ أثر في منطلقهم في حياتهم ، و لهذا تجد كثيرًا من هؤلاء و هؤلاء لا يُحقِّقون الإسلام في ذوات أنفسهم فيما يمكنهم أن يطبِّقوه بكل سهولة ، بحيث لا أحدَ – مهما كان متكبرًا جبّارًا – بدخل بينه و بين نفسه .

وفي الوقت نفسه يرفع هؤلاء أصواتم بأنه : لا حكم إلا لله ، و لابد أن يكون الحكم بما أنزل الله .. وهذه كلمة حقٍّ ، ولكن فاقدُ الشيء لا يُعطيه ، فإذا كان أكثر المسلمين اليوم لا يُقيمون حكم الله في أنفسهم و يطالبون غيرهم بأن يُقيموا حكم الله في دولتهم ، فإنهم لن يستطيعوا تحقيق ذلك .. ففاقد الشيء لا يُعطيه ، لأن هؤلاء الحكام هم من هذه الأمة ، و على الحكام و المحكومين أن يعرفوا سبب هذا الضعف الذي يعيشونه ، يجب أن يعرفوا لماذا لا يحكُم حكّام المسلمين اليوم بالإسلام إلا في بعض النواحي ؟ ولماذا لا يطبق هؤلاء الدعاةُ الإسلامَ في أنفسهم قبل أن يُطالبوا غيرَهم بتطبيقه في دولتهم ؟!

تعليمية
واحد ، وهو إمّا أنهم لا يعرفون الإسلام و لا يفهمونه إلا إجمالا ، و إما أنهم لم يُربَّوا على هذا الإسلام في منطلقهم ، و في حياتهم ، و في أخلاقهم ، وفي تعاملهم مع بعضهم و مع غيرهم .. و الغالب – كما نعلمه بالتجربة – أنهم يعيشون في العلة الأولى الكبرى ، و هي : بُعدُهم عن فهم الإسلام فهمًا صحيحا ، كيف لا ؟ وفي الدعاة اليوم من يعتبر السلفيين بأنهم يُضيِّعون عُمرهم في التوحيد !! و يا سبحان الله ! ما أشدّ إغراق من يقول مثل هذا الكلام في الجهل ؛ لأنه يتغافل – إن لم يكن غافلا حقّا – عن أن دعوة الأنبياء و الرسل الكرام كانت أن اعبدوا الله و اجتنبوا الطاغوت . صـ142 .

– فائدة عن وضع الخطِّ تحت الكلام المراد لفتُ النظر إليه .. أم فوقَه ؟

قال الشيخ – رحمه الله – : " إنَّ وضعَ الخطِّ فوقَ الكلمات المراد لفت النظر إليها هو صنيع علمائنا تبعا لطريقة المحدِّثين ، و أمّا وضع الخط تحت الكلمة فهو من صنع الأوربيِّين ، وقد أُمِرنا بمخالفتهم " . صـ149 .

– قصة الشاب حديث العهد بالالتزام ، والذي خاف أن يُقفِل الشيخ الهاتف في وجهه !!

" اتّصل به شابٌّ هاتفيا ، فلما رفع الشيخ سماعةَ الهاتف بادره الشاب بقوله : أنا شاب حديث عهد بالالتزام ، وقد سمعتُ أنّك تُغلق الهاتف بسرعة فإيّاك أن تُغلقَ الهاتف حتى أُنهي كلاميّ ! فضحِكَ الشيخُ و أعطاه ما يُريد " . صـ159 .

– دعوة الشيخ طلبةَ العلم للرفق و الموعظة الحسنة :

وقد تعلمون قول الرسول : إن منكم لمنفرين ( ثلاثا ) .

وختاما : أسأل الله – عز وجل – أن لا يجعل منّا منفرين ، و إنما يجعلُنا حكماء عاملين بالكتاب و السنة . " . صـ164 .

و أول من يستحق أن نستعمل معه هذه الحكمة هو من كان أشدَّ خصومةً لنا في مبدئنا و عقيدتنا ، حتى لا نجمع بين ثِقَلِ دعوة الحقِّ التي امتنَّ الله – عز وجل – بها علينا ، و بين ثِقَلِ أسلوب الدعوة إلى الله – عزّ وجل – . " صـ184 .

– قصَّةُ محمد الخطيب الذي كاد أن يسقط من على السطح .. فبكى الألباني و سجد لله شكرًا :

يقول محمد الخطيب : " كنت مرةً أعمل على سطح بيته و أُصلح بعض الأمور ، فحملت قضيبا طويلا أرفعه من مكان لآخر ، فغلبني القضيب و أنا على السطح فكدت – لولا فضل الله – أن أهوي من أعلى السطح ، فعَلِمَ الشيخُ بالخبر ، فحمد الله على سلامتي ، و سارع ساجدا لله سجدةَ شكرٍ ، و ذرفت عيناه بالبكاء ، و أخرج من جيبه مئةَ دينار أعطاني إيّاها . " صـ167 .

– الألباني ولَّد زوجتَه بنفسه .. و قصة ولادة زوجة محمد الخطيب :

قال محمد الخطيب : " .. وكانت زوجتي على وشك الولادة ، فكان الشيخ دائمَ السؤال عنها ، و قبل يوم الولادة – حينما أردتُّ الانصراف من المكتبة – قال لي الشيخ : خذ سيارة أم الفضل لعلك تحتاجها في منتصف الليل ، وبَقِيَت السيارة عندي يومين ، وفعلا جاءت الولادة في منتصف الليل ، و خرجتُ من بيتي لا أعرف أين أذهب ، وبعد بحث لم أجد قابلة ، فتذكّرتُ أنّ زوجة الشيخ عندها خبرة بالولادة ، فتوجّهتُ نحو بيت الشيخ و أنا متردّد خشية أن أُزعِجَ الشيخ في هذا الوقت المتأخر ، فطرقتُ الباب ، فردَّ عليَّ الشيخ وقدّمتُ اعتذارا شديدا و أعلمتُه حاجتي ، فردَّ عليَّ بلهجة المداعب : لماذا لم تصنع مثل شيخك ؟ فقد قمتُ بتوليد زوجتي بنفسي ، ثم أردف قائلا : لحظات و أوقظ لك أُمَّ الفضل ، و ذهبت معي ، و رُزقنا بولدي عبد الله. " صـ168 .

– الألباني يوقِظُ تلامذته لصلاة الفجر :

قال الشيخ العوايشة : " كان الشيخ يمرُّ على بيوت تلامذته بنفسه يوقظهم لصلاة الفجر " صـ169 .

– غسل الشيخ ملابسَ تلميذه :

قال عصام موسى هادي : " كان يتردَّد على شيخنا طالبٌ عُماني يدرس في الأردن كنيتُه ( أبو عبدالرحمن ) ، فبينما هو ذات يوم في بيت شيخنا ولا يوجد إلا أنا و شيخنا و الأخ العماني قال شيخنا له : من يغسل ملابسك ؟ فقال الأخ العماني : أنا .

فقال شيخنا : أحضر ملابسك إليَّ ونحن نغسلها . فقال الأخ العماني و الحياء قد أخذ بمجامعه : لا أريد أن أغلبك ، أو قال : أتعبك ، فقال شيخنا و هو يبتسم : لا تتعبنا و إنما تتعب الغسَّالة " . صـ173 .

– المال الذي وضعه الشيخ في كتاب تلمييذه :

قال عصام موسى هادي : " عمل عند شيخنا طالب علم كان يدرس في المعهد الشرعي ، وفي وقت فراغه يأتي عند شيخنا فينسخ له ، فحدثني هذا الطالب بأن شيخنا قال له مرَّةً : ارني هذا الكتاب الذي معك – لكتاب كان معه – ، ثم أخذ شيخنا ينظر في الكتاب ، ثم خرج من المكتبة ومعه الكتاب ثم عاد و أعاد الكتاب للطالب ، فلما خرج الطالب من عند شيخنا قال : لاحظتُ أن في الكتاب شيئا ، فلما نظرتُ و إذا بشيخنا قد وضع فيه مالا " صـ173 .
1- يقول الشيخ – رحمه الله – : " … لذلك أُكرّر القول لإخواني طلبة العلم أن يبتعدوا عن كلِّ خُلُقٍ ليس إسلاميا ، ومن ذلك أن لا يغتروا بما أوتوا من علم ، و أن لا يغلبهم العجب ، و أن ينصحوا الناس أخيرًا بالتي هي أحسن ، ويبتعدوا عن الأساليب القاسية و والشديدة في الدعوة ؛ لأننا جميعا نعتقد الله – عزّ و جل – حين قال : ادعُ إلى سبيل ربِّك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن إنما قال ذلك لأن الحق في نفسه ثقيلٌ على الناس ، ثقيلٌ على النفوس البشرية ، و لذلك هي تستكبر قَبولَه إلا من شاء ربُّك ، فإذا انضمَّ إلى ثِقَلِ الحقِّ على النفس البشريَّةِ عضوٌ آخرٌ و ثِقَلٌ آخرٌ و هو القسوة في الدعوة ، كان ذلك تنفيرا للناس عن الدعوة .
2- و يقول – رحمه الله – : " … وعلينا أن نترفقَ في دعوتنا المخالفين إليها ، و أن نكون مع قوله تبارك و تعالى دائمًا و أبدًا : ادْعُ إلى سبيل ربِّك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن .




جزاكم الله خيرا
رحم الله الشيخ الالباني ونفعنا بعلمه




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.