التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

ما يفطر عليه الصائم

قال المصنف رحمه الله تعالى: حدثنا أحمد بن حنبل حدثنا عبد الرزاق حدثنا جعفر بن سليمان حدثنا ثابت البناني أنه سمع أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر على رطبات قبل أن يصلي، فإن لم تكن رطبات فعلى تمرات، فإن لم تكن حسا حسوات من ماء) . أورد أبو داود حديث أنس ،
وفيه بيان ما كان يفطر عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه كان يفطر على رطبات، فإن لم يجد أفطر على تمرات، وإلا حسا حسوات من ماء، وكان ذلك قبل أن يصلي،
يعني: أنه لا يؤخر الإفطار إلى بعد الصلاة؛ لأن هذا فيه موافقة لليهود والنصارى، وإنما عليه أن يبادر بالإفطار بعد تحقق الغروب.
وقوله: (حسا حسوات) يعني: أنه شرب عدة مرات، لكن ليس معنى ذلك أنه يكثر الشرب؛ لأن كلمة (تمرات) وكلمة (رطبات) تشير إلى القلة أو التقليل، والحسوات هي بمعناها، يعني: أنه يمكن أنه كان يشرب ثلاثة أنفاس، يعني: أنه يقسم شربه على ثلاثة أنفاس.
شرح سنن أبي داود لفضيلة الشيخ عبد الحسن العباد حفظه الله ورعاه

تنبيه : ذهب بعض الناس الى الافطار على الحليب واللبن ويضنون ذلك من السنة وهذا مالم يثبت عن الرسول عليه الصلاة والسلام بل السنة كما جاء في الحديث : (يفطر على رطبات قبل أن يصلي، فإن لم تكن رطبات فعلى تمرات، فإن لم تكن حسا حسوات من ماء)
وقد علق الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى في شرحه لكتاب زاد المستقنع على هذا الحديث فقال: (على رطب) أي سن كون الفطور على رطب، والرطب هو التمر اللين الذي لم ييبس، وكان هذا في زمن مضى لا يتسنى إلا في وقت معين من السنة، أما الآن ففي كل وقت يمكن أن تفطر على رطب والحمد لله.
قوله: (فإن عدم فتمر) أي إن عدم الرطب فليفطر على تمر وهو اليابس، أو المجبن، والمجبن هو المكنوز الذي صار كالجبن مرتبطاً بعضه ببعض.
قوله: (فإن عدم فماء) أي: إن عدم التمر فليفطر على ماء؛ لأن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: (إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر، فإن لم يجد فليفطر على ماء فإنه طهور) وثبت عنه صلّى الله عليه وسلّم من حديث أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: (كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يفطر قبل أن يصلي على رطبات فإن لم تكن رطبات فتميرات فإن لم تكن تميرات حسا حسوات من ماء) .




مسألة: إذا كان عند الإنسان عسل وماء، فأيهما يقدم الماء أو العسل؟

فالجواب: يقدم الماء؛ لأن الرسول صلّى الله عليه وسلّم قال: (فإن لم يجد فعلى ماء فإنه طهور) ، فإن لم يجد ماء ولا شراباً آخر ولا طعاماً نوى الفطر بقلبه ويكفي. انته كلامه رحمه الله



اذاً هاذه هي السنة لمن أراد أن يصيبها ولم يتكلم أهل العلم أنه ثبت عليه صلى الله عليه وسلم انه أفطر على غير ذلك
ولا ننسى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)

وهاته دعوى للاخوة للمشاركة في هذا الموضوع والله الموفق




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




بارك الله فيك اخي الكريم على الموضوع
انه حقا لاون لنحي سنة نبينا المختار
جزيت خيرا




اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين




وفيكم بارك الله




بارك اله فيك اخي وسدد خطاك
تحياتي لك





يرفع للفائدة




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

الأعمال لا تنقطع بانقضاء شهر رمضان

الأعمال لا تنقطع بانقضاء شهر رمضان

من خطب بن العثيمين رحمه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وخليله وأمينه على وحيه، أرسله الله – تعالى- بين يدي الساعة بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، فصلاة الله وسلامه عليه وعلى أصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيا عباد الله، لقد كان الناس يرتقبون شهر رمضان، يقولون: بقي عليه شهر أو شهران، فمن الناس من أدركه ومن الناس من مات قبل إدراكه، ومن الناس من أدرك أوله ولم يدرك آخره، ومن الناس من أدركه هذا العام ولا يدركه في الأعوام السابقة، هذا هو الواقع، ولقد جاء شهر رمضان ثم خلفناه وراء ظهورنا وهكذا كل مستقبل يرتقبه المرء ثم يمر به ويخلفه وراءه حتى يأتيه الموت. أيها الناس، لقد حل بنا شهر رمضان ضيفاً كريماً فأودعناه ما شاء الله من الأعمال التي نرجو الله – تعالى – أن يتقبلها منا ثم فارقنا هذا الشهر المبارك شاهداً لنا أو علينا بما أودعناه من الأعمال، ولقد فرح قومٌ بفراقه؛ لأنهم تخلصوا منه؛ تخلصوا من الصيام الذي يشق عليهم والأعمال التي كانت ثقيلة عليهم، وفرح قومٌ آخرون بتمامه على وجه آخر؛ لأنهم تخلصوا به من الذنوب والآثام بما قاموا فيه من عمل صالح استحقوا به وعد الله بالمغفرة: "فمن صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه"(1)، "ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه"(2)، وإن الفرق بين الفرحين لعظيم، إن علامة الفرحين بفراقه أن يعاودوا المعاصي بعده، فيتهاونوا بالواجبات، ويتجرؤوا على المحرمات، وتظهر أثار ذلك في المجتمعات، فَيَقِلُّ المصلون في المساجد، وينقصون نقصاً ملحوظاً، ومن ضيع صلاته فهو لما سواها أضيع؛ لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. أيها الإخوة المسلمون، لا تظنوا أنه إذا انقضى شهر رمضان فقد انقطعت أيام العمل، لا، إن العمل لا ينقضي إلا بالموت؛ لأن الله تعالى يقول: ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾ [الحجر: 99] ويقول جل وعلا: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102] فلئن انقضى شهر الصيام وهو موسم عمل فإن زمن العمل باقٍ لا ينقطع، والأعمال الصالحة باقية ولله الحمد، لا تزال مشروعة على مدار السنة، فالصيام مشروع على وجه التطوع في غير رمضان، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "من صام رمضان ثم أتبعه بستة من شوال كان كصيام الدهر"(3) ولقد سن رسول – الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم – صيام الاثنين والخميس وقال: "إن الأعمال تعرض فيهما على الله فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم"(4) و أوصى صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثلاثة من أصحابه أبا هريرة، وأبا ذر، وأبو الدرداء -رضي الله عنهم- أن يصموا ثلاثة أيام من كل شهر وقال: "صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله"(5) وحث صلى الله عليه وعلى آله وسلم على العمل الصالح في عشر ذي الحجة ومنه الصيام، وروي عنه صلى الله عليه وسلم"أنه كان لا يدع صيامها"(6) وقال صلى الله عليه وسلم في صوم يوم عرفة: "يكفر سنتين ماضية ومستقبلة"(7) يعني: لغير الحاج، أما الحاج فلا يصوم بعرفة وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم"(8) وقال في صوم اليوم العاشر منه: "يكفر سنة ماضية"(9) وقالت عائشة رضي الله عنها:"ما كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يصوم في شهر تعني: تطوعاً ما كان يصوم في شعبان"(10) كان يصوموه إلا قليلاً، بل كان يصومه كله، هكذا جاءت السنة بمشروعية الصيام على مدار السنة، وهذا من فضل الله ورحمته ولولا أن الله شرع الصيام لكان الصيام بدعة، وكل بدعة ضلالة، ولكن الله شرعه لعباده ليزدادوا إيماناً، وأعمالاً صالحةً، وثواباً جزيلاً، أما القيام فإنه لا ينتهي – أيضاً – برمضان فإنه لا يزال مشروعاً وفي كل ليلة من ليالي السنة "فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله شيئاً إلا أعطاه"(11) وحث النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – على قيام الليل ورغب فيه وقال: "أفضل الصلاة بعد المكتوبة الصلاة في جوف الليل"(12) وصح عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "إن الله ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الأخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له"(13) هكذا ينزل الرب -عز وجل- إلى السماء الدنيا بالوجه اللائق به من غير تمثيل ولا تكليف، لأن الله – تعالى- أعلم بنفسه ولم يخبر بشيءٍ عن كيفية صفاته ونهانا أن نضرب له الأمثال يقول جل وعلا إذا نزل في آخر الليل يقول: "من يدعوني فاستجيب له" يعني: أي إنسان يدعوني فأنا أستجيب له "من يسألني فأعطيه" أي:من يسألني أي مسألة كانت فيعطه إلا إن النصوص جاءت باستثناء ما كان فيه الإثم فإن الله – تعالى – لا يقبل دعاء من هو آثم أي:من سأل إثماً، ويقول:"من يستغفرني فأغفر له" أي: من يطلب مني أن أغفر له ذنوبه فإني أغفر له، هكذا يعرض الجواد الكريم فضله وجوده يقول هذا القول، فمن كان منكم حازماً فلينتهز الفرصة. أيها المسلمون، اتقوا الله تعالى، وبادروا الأعمار بالأعمال، وحققوا الأقوال بالأفعال، فإن حقيقة عمر الإنسان ما أمضاه في طاعة الله، والإنسان في عمره يكون على ثلاثة وجوه، الوجه الأول: أن يمضيه في طاعة الله فهذا هو الكاسب لقول الله تعالى: ﴿وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ [العصر: 1-3] الوجه الثاني: أن يمضيه في معصية الله إما بترك الواجبات أو بفعل المحرمات وهذا هو الخاسر الآثم، فعليه أن يقلع عما هو عليه، وأن يتوب إلى الله عز وجل، وأن ينتهز الفرصة قبل فوات الأوان، أما الوجه الثالث: فالذي لا يمضيه في طاعة الله ولا في معصية الله ولكن في اللغو واللهو الذي لا فائدة منه وهذا بلا شك قد خسر لكنه ليس بآثم إلا أن يترتب على ذلك محظور شرعي. أيها الناس، حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسَبوا، واعملوا لآخرتكم قبل أن تنتقلوا، ولقد يسر الله لكم سبل الخيرات، وفتح لكم أبوابها، ودعاكم لدخولها، "فالصلوات الخمس آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين هي خمس في الفعل وخمسون في الميزان"(14) "من أقامها كانت له نوراً ونجاةً يوم القيامة"(15) شرعها الله لكم خمس صلوات في كل يوم وليلة في أوقات متفرقة؛ حتى لا يلحقكم التعب ؛وحتى لا تبتعدوا عن الوقوف بين يدي الله عز وجل، وأكملها الله تعالى بالرواتب التابعة لها؛ لأن الإنسان ربما – بل وهو الكثير يحصل في عمله خلل فكملت بالرواتب – ربما يحصل في عمله خلل فكملها الله تعالى بالرواتب التابعة لها( 16) وآكد هذه الرواتب راتبة الفجر؛ لأن النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – كان يداوم عليها حضراً وسفراً وقال: "ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها"(17) "ويثني تخفيفهما"(18) مع الطمأنينة، وأن يقرأ في الركعة الأولى ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾ [الكافرون: 1] بعد الفاتحة وفي الثانية ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: 1] بعد الفاتحة أو يقرأ قوله تعالى: ﴿قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا﴾ [البقرة: 136] في سورة البقرة في الركعة الأولى وأن يقرأ في الثانية: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ﴾ [آل عمران: 64] في سورة آل عمران يقرأ هذا مرة وهذا مرة؛ ليحافظ على السنة الواردة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وإذا كان غير حافظ للقرآن وداوم على ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾ و ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ فلا حرج؛ لأن الكل سنة ولله الحمد، والوتر سنة مؤكدة سنه الرسول – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – بقوله وفعله وقال: "من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله ومن طمع أن يقوم آخر الليل فليوتر آخر الليل فإن صلاة آخر الليل مشهودة"(19) وذلك أفضل، ووقته من صلاة العشاء ولو مجموعة إلى المغرب جمع تقديم إلى طلوع الفجر وهو سنة مؤكدة لا ينبغي للإنسان تركه حتى قال بعض العلماء: إن الوتر واجب يأثم الإنسان بتركه وقال الإمام أحمد رحمه الله: الوتر من تركه رجل سوء لا ينبغي أن تقبل له شهادة(م1) "وأقل الوتر ركعة وأكثره إحدى عشر ركعة"(20) كل ركعتين بسلام "ووقته من صلاة العشاء الآخرة إلى طلوع الفجر"(21) ومن فاته في الليل قضاه في النهار ولكن يقضيه شفعاً ولا يقضيه وتراً هكذا جاء الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها: "أن النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – كان إذا غلبه نوم أو وجع عن قيام الليل صلى من النهار ثنتي عشر ركعة"(22)، فإذا كان من عادتك أن توتر بثلاث ولكنك لم توتر فإنك تقضيها في النهار أربع، وإذا كان من عادتك أن توتر بخمس فإنك تقضيها ستة، وإذا كان من عادتك أن توتر بسبع فإنك تقضيها ثمانية، وإذا كان من عادتك أن توتر بتسع فإنك تقضيها عشرة، وإذا كان من عادتك أن توتر بإحدى عشر فإنك تقضيها اثنتي عشر كما فعل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. أيها الإخوة المسلمون، إن الإنسان إذا انصرف من صلاته فإن الله – تعالى – أمره أن يذكر الله – تعالى – قائماً وقاعداً وعلى جنب، قال الله تعالى: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ﴾ [النساء: 103] وذلك أن الإنسان في صلاته متصلاً بربه يناجيه ويدعوه ويعظمه بالقول وبالفعل، فإذا انصرف من الصلاة انصرف من هذه الصلة لكن الله أمر بالذكر؛ حتى لا يكون الإنسان بعيداً من ربه وكان النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – إذا سلَّم استغفرَ ثلاثاً وقال: "اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام"(23)، وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "من سبح الله دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين وحمد الله ثلاثاً وثلاثين وكبر الله ثلاثاً وثلاثين فتلك تسعة وتسعون وقال تمام المائة لا الله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شىءٍ قدير غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر"(24) ولقد شرع الله لعباده إذا أرادوا الصلاة أن يتطهروا؛ حتى يطهروا ظاهرهم ويكون ذلك عنواناً على طهارة الباطن، فمن توضأ فأسبغ الوضوء ثم قال:"أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين ومن المتطهرين فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء"(25)، أما النفقات، والزكوات، والصدقات، والمصروفات على الأهل والأولاد حتى على نفس الإنسان "فإنه ما من مؤمن ينفق نفقة يبتغي بها وجه الله إلا أثيب عليها"(26) "إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها"(27)، وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "الساعي على الأرملة والمساكين كالمجاهد في سبيل الله أو كالصائم لا يفطر والقائم لا يفتر"(28) والساعي عليهم: هو الذي يسعى بطلب رزقهم ويقوم بحاجتهم ويربيهم التربية الصحيحة، والعائلة: الصغار، والضعفاء: الذين لا يستطيعون القيام بأنفسهم هم من المساكين فالسعي عليهم كالجهاد في سبيل الله. أيها المسلمون، إن طرق الخير كثيرة فأين السالكون؟ وإن أبوابها لمفتوحة فأين الداخلون؟ وإن الحق لواضح لا يزيغ عنه إلا الهالكون، فخذوا عبادة الله من كل طاعة بنصيب فإن الله يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الحج: 77] اللهم إنا نسألك أن ترزقنا علماً نافعاً، وعملاً صالحاً متقبلاً، ورزقا طيباً واسعاً، وأن ترزقنا اغتنام الأوقات بعمارتها بالأعمال الصالحات، إنك على كل شيءٍ قدير، والحمد الله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

من موقع ابن العثيمين رحمه الله وغفر له وللمسلمين




بارك الله فيكم

نسال الله العفوة والعافية




يُرفعُ للفائدة..
نسأل الله عز و جل الثبات حتى الممات ، بارك الله فيكِ




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

على من يجب الصوم ومن يسقط عنه

على من يجب الصوم ومن يسقط عنه:
الصيام يجب أداءً على كل مسلم، بالغ، عاقل، قادر، مقيم، خال من الموانع ،فمن هذا التعريف يتبين لنا أنه كل من لم تتوقر فيه هاته الاوصاف السته سقط عنه الصيام
فبقولنا كل مسلم فخرج عن ذلك الكافر : لأن الكافر لا يجب عليه الصوم ولا غيره من العبادات، ومعنى قولنا: لا يجب عليه الصوم أنه لا يلزم به حال كفره، ولا يلزمه قضاؤه بعد إسلامه، لأن الكافر لا تقبل منه عبادة حال كفره، لقوله تعالى: {وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَـٰتُهُمْ إِلاّۤ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ ٱلصَّلَوٰةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَىٰ وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَـٰرِهُونَ } [التوبة : 54] ولا يلزمه قضاء العبادة إذا أسلم، لقوله تعالى: {قُل لِلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ إِن يَنتَهُواْ يُغْفَرْ لَهُمْ مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِن يَعُودُواْ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ ٱلأَْوَّلِينِ } [الأنفال :38 ]
وأما بقولنا بالغ يخرج منه الصبي الذي لم يبلغ الحلم : والبلوغ يحصل بواحد من ثلاثة بالنسبة للذكر: إتمام خمس عشرة سنة وإنبات العانة، وإنزال المني بشهوة، وللأنثى بأربعة أشياء هذه الثلاثة السابقة ورابع، وهو الحيض، فإذا حاضت فقد بلغت حتى ولو كانت في سن العاشرة.
فإذا لم يكن الإنسان بالغاً فإن الصوم لا يجب عليه، لقوله صلى الله عليه سلم ( رفع القلم عن ثلاث عن الصبي حتى يبلغ وعن النائم حتى يستيقظ وعن المعتوه حتى يبرأ ) (1)
ولكن ذكر أهل العلم أن ولي الصبي مأمورٌ بأن يأمر موليه الصغير من ذكر أو أنثى بالصوم ليعتاده، حتى يتمرن عليه ويسهل عليه إذا بلغ، وهذا ما كان الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ يفعلونه، فإنهم كانوا يصوِّمون أولادهم الصغار، حتى إن الواحد منهم ليبكي فيعطى لعبة من العهن يتلهى بها حتى تغرب الشمس.
وأما قولنا عاقل فيخرج بذلك غير العاقل: و العقل هو ما يحصل به التمييز بين الأشياء، فإذا لم يكن الإنسان عاقلاً فإنه لا صوم عليه، كما أنه لا يجب عليه شيء من العبادات سوى الزكاة.وينقسم هذا إلى قسمين
1 المجنون : والمجنون لا يجب عليه الصيام، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (رفع القلم عن ثلاثة عن المجنون المغلوب على عقله حتى يفيق وعن النائم حتى يستيقظ وعن الصبي حتى يحتلم ).(2) ، لا يصح منه الصيام لأنه ليس له عقل يعقل به العبادة وينويها، والعبادة لا تصح إلا بنية، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ مانوى) (3). فإن كان يجن أحياناً ويفيق أحياناً لزمه الصيام في حال إفاقته دون حال جنونه، وإن جُنَّ في أثناء النهار لم يبطل صومه كما لو أغمى عليه بمرض أو غيره، لأنه نوى الصوم وهو عاقل بنية صحيحة ولا دليل على البطلان، خصوصاً إذا كان معلوماً أن الجنون ينتابه في ساعات معينة. وعلى هذا فلا يلزم قضاء اليوم الذي حصل فيه الجنون. وإذا أفاق المجنون أثناء نهار رمضان لزمه إمساك بقية يومه، لأنه صار من أهل الوجوب، ولا يلزمه قضاؤه كالصبي إذا بلغ، والكافر إذا أسلم.
2 الهرم الذي بلغ سن الهذيان وسقط تمييزه.
فلا يجب عليه الصيام ولا الإطعام عنه لسقوط التكليف عنه بزوال تمييزه، فأشبه الصبي قبل التمييز، فإن كان يميز أحياناً ويهذي أحياناً وجب عليه الصوم في حال تمييزه دون حال هذيانه، والصلاة كالصوم لا تلزمه حال هذيانه وتلزمه حال تمييزه.
وقولنا قادر يخرج من ذلك غير القادر وهو العاجز: فالعاجز ليس عليه صوم لقول الله تعالى: (وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) [البقرة: 184] .
لكن بالتتبع والاستقراء بين أهل أن العجز ينقسم إلى قسمين: قسم طارئ، وقسم دائم.
فالقسم الطارئ: هو الذي يرجى زواله، وهو المذكور في الآية فينتظر العاجز حتى يزول عجزه ثم يقضي لقوله تعالى: (فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ).
والدائم: هو الذي لا يرجى زواله وهو المذكور في قوله تعالى: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ) [البقرة: 184] حيث فسرها ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ بالشيخ والشيخة إذا كانا لا يطيقان الصوم فيطعمان عن كل يوم مسكيناً (4) ، والحقيقة أنه بالنظر إلى ظاهر الآية ليس فيها دلالة على ما فسره ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ؛ لأن الآية في الذين يطيقون الصوم (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ) [البقرة: 184] وهذا واضح أنهم قادرون على الصوم، وهم مخيرون بين الصوم والفدية، وهذا أول ما نزل وجوب الصوم كان الناس مخيرين إن شاؤوا صاموا، وإن شاؤوا أفطروا وأطعموا، وهذا ما ثبت في الصحيحين عن سلمة بن الأكوع ـ رضي الله عنه ـ قال: «لما نزلت هذه الآية: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ) كان من أراد أن يفطر ويفتدي، حتى نزلت الآية التي بعدها فنسختها» (5) .

لكن غور فقه ابن عباس وعلمه بالتأويل يدل على عمق فقهه ـ رضي الله عنه ـ؛ لأن وجه الدلالة من الآية أن الله تعالى جعل الفدية عديلاً للصوم لمن قدر على الصوم، إن شاء صام وإن شاء أطعم، ثم نسخ التخيير إلى وجوب الصوم عينا، فإذا لم يقدر عليه بقي عديله وهو الفدية، فصار العاجز عجزاً لا يرجى زواله، يجب عليه الإطعام عن كل يوم مسكيناً.
أما كيفية الإطعام، فله كيفيتان:
الأولى: أن يصنع طعاماً فيدعو إليه المساكين بحسب الأيام التي عليه، كما كان أنس بن مالك رضي الله عنه يفعله لما كبر.
الثانية: أن يطعمهم طعاماً غير مطبوخ، قالوا: يطعمهم مد برٍ أو نصف صاع من غيره، أي: من غير البر، ومد البر هو ربع الصاع النبوي، فالصاع النبوي أربعة أمداد، والصاع النبوي أربعة أخماس صاعنا، وعلى هذا يكون صاعنا خمسة أمداد، فيجزئ من البر عن خمسة أيام خمسة مساكين، لكن ينبغي في هذه الحال أن يجعل معه ما يؤدمه من لحم أو نحوه، حتى يتم قوله تعالى: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ).
وأما وقت الإطعام فهو بالخيار إن شاء فدى عن كل يوم بيومه، وإن شاء أخر إلى آخر يوم لفعل أنس رضي الله عنه.(6)

أما قولنا مقيماً يخرج من ذلك المسافر، والمسافر هو الذي فارق وطنه فلا يلزمه الصوم، وعليه القضاء، لقول الله تعالى: (وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ ٱلْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ ٱلْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) لقد رخص الله عز وجل للمسافر الفطر في رمضان وأوجب عليه القضاء مثل المريض .
ولكن اهل العلم إختلفوا هل الصوم أفضل للمسافر ام الفطر؟
فمنهم من قال أنه يجب على المسافر أن يفطر وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم (إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه ) (7) وكذلك للحديث الذي رواه مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك رحمه الله قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في السفر. فمنا الصائم ومنا المفطر. قال: فنزلنا منزلا في يوم حار. أكثرنا ظلا صاحب الكساء ومنا من يتقي الشمس بيده. قال: فسقط الصوام. وقام المفطرون فضربوا الأبنية وسقوا الركاب. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ذهب المفطرون اليوم بالأجر).(8) وكذلك لما رواه أبو داود في سننه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يظلل عليه والزحام عليه فقال:( ليس من البر الصيام في السفر) (9) ولم يستثنوا من ذلك إن سافرة راجلا أو بواسطة مركوب .
ومن هم من قال إنما المسافر مخير بين الفطر والصوم ، فان كان في سفره مشفة وجب عليه الافطار والصيام في حقه مكرره لقوله صلى الله عليه وسلم (ليس من البر الصيام في السفر ) وإن لم يكن في سفره مشقة فصيامه صحيح وأولى له لأن ذلك فعل النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يصوم في سفره ودليل ذلك الحديث الذي رواه ابي داود في سننه قال : حدثنا أحمد بن صالح ووهب بن بيان المعنى قالا ثنا بن وهب حدثني معاوية عن ربيعة بن يزيد أنه حدثه عن قزعة قال : أتيت أبا سعيد الخدري وهو يفتي الناس وهم مكبون عليه فانتظرت خلوته فلما خلا سألته عن صيام رمضان في السفر فقال خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان عام الفتح فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم ونصوم حتى بلغ منزلا من المنازل فقال (إنكم قد دنوتم من عدوكم والفطر أقوى لكم) فأصبحنا منا الصائم ومنا المفطر قال ثم سرنا فنزلنا منزلا فقال (إنكم تصبحون عدوكم والفطر أقوى لكم فأفطروا) فكانت عزيمة من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو سعيد ثم لقد رأيتني أصوم مع النبي صلى الله عليه وسلم قبل ذلك وبعد ذلك ( 10)
أما قولنا أن يكون خالياً من الموانع: أي من موانع الوجوب، وهذا يختص بالمرأة، فيشترط في وجوب الصوم عليها أداءً ألا تكون حائضاً ولا نفساء، فإن كانت حائضاً أو نفساء فإنه لا يلزمها الصوم، وإنما تقضي بدل الأيام التي أفطرت، لقول النبي صلى الله عليه وسلم مقرراً ذلك: (أليست إذا حاضت لم تصل ولم تصم) (11) أي إذا حاضت المرأة فلا صوم عليها، ولكن تقضيه في أيام أخر: كالمريض.

_______________________

1 راوه أبي داود في سننه كتاب الحدود باب في المجنون يسرق أ يصيب حد وصححه الالباني رحمه الله
2 رواه أبي داود في سننه سننه كتاب الحدود باب في المجنون يسرق أ يصيب حد وصححه الالباني رحمه الله
3 متفق عليه من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه
4 أخرجه البخاري في التفسير باب قوله تعالى: (أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ) رقم 4505.
5 أخرجه البخاري في التفسير باب(فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) رقم 4507؛ ومسلم في الصيام باب بيان نسخ قول الله تعالى(وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ) بقوله تعالى (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) رقم 1145.
6 الشرح الممتع لفضيلة الشيخ محمد بن صالع العثيمين رحمه الله في باب الصوم
7 خرجه السيوطي رحمه الله عن عن ابن عمر عن ابن عباس وعن ابن مسعود وصححه الالباني رحمه الله
8 رواه مسلم في صحيحه في كتاب الصيام ، باب أجر المفطر في السفر إذا تولى العمل رقم 1119 ، عن أنس بن مالك
9 رواه أبي داود في سننه ،كتاب الصوم ، باب إختيار الفطر عن جابر بن عبد الله (وصححه الالباني رحمه الله)
10 رواه ابي داود في سننه ، كتاب الصوم ، باب الصوم في السفر وصححه الالباني رحمه الله
11 أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الحيض باب ترك الحائض الصوم برقم 298عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وفي كتاب الصيام باب الحائض تترك الصوم والصلاة برقم 1850 عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه




جزاكم الله خير

للرفع بمناسبة قدوم شهر رمضان 2022

اعاده الله علينا بالاجر والثواب




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

رمضان شهر الاجتهاد في الطاعة، لا موسم النوم والكسل

رمضان
شهر الاجتهاد في الطاعة، لا موسم النوم والكسل

الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على من أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدّين، أما بعد:
فشهرُ رمضانَ موسمُ خيرٍ وبركةٍ، تُرْجَى فيه التّوبةُ والمغفرةُ، وتُزَكَّى فيه النّفسُ بطاعةِ اللهِ فيما أمر، والانتهاءِ عمّا نهى وزجر، وتُدَرَّب على كمالِ العبوديّةِ للهِ تعالى، فالصّيامُ يحفظ للصّائمِ صحّةَ بدنِه، ويُشْعِره بنعمةِ اللهِ عليه، فيُقْبِل على رمضانَ بالصّيامِ، ويجتهد في حُسْنِ عبادتِه استجابةً لنداءِ المنادي: «يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ»(١- أخرجه التّرمذيّ في «الصّوم» باب ما جاء في فضل شهر رمضان (682)، وابن ماجه في «الصّيام» باب ما جاء في فضل شهر رمضان (1642)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وصحّحه الألبانيّ في «صحيح الجامع» (759).)، فيطوِّع نفْسَه الأمّارةَ بالسّوءِ بكسرِ شهواتِها والتّحرُّرِ مِنْ مألوفِها حتّى تصيرَ مطمئنّةً، فيَتدرّج بها في منازلِ الطّاعةِ ويرتقي بها إلى مصافِّ أهلِ التّقوى والدّينِ. قال ابنُ القيّمِ –رحمه الله-: «فالصّومُ يحفظ على القلبِ والجوارحِ صحّتَها، ويُعيد إليها ما استلبتْه منها أيدي الشّهواتِ، فهو مِنْ أكبرِ العونِ على التّقوى كما قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 183]، وقال النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّم: «الصِّيامُ جُنَّةٌ»(٢- أخرجه البخاريّ في «الصّوم» باب فضل الصّوم (1/ 454)، ومسلم في «الصّيام» (1/ 511) رقم (1151)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.)، وأمَرَ مَنِ اشتدَّتْ عليه شهوةُ النّكاحِ ولا قُدرةَ له عليه بالصِّيامِ، وجعله وِجَاءَ هذه الشّهوةِ. والمقصودُ: أنّ مصالِحَ الصّومِ لَمَّا كانت مشهودةً بالعقولِ السّليمةِ والفِطَرِ المستقيمةِ شَرَعَه اللهُ لعبادِه رحمةً بهم، وإحسانًا إليهم، وحِمْيةً لهم وجُنَّةً»(٣- «زاد المعاد» لابن القيّم: (2/29).).
هذا، والنّومُ معدودٌ مِنَ السّننِ الفطريّةِ التي يحتاج إليها البدنُ للرّاحةِ والتّقوِّي على الأعمالِ الدّينيّةِ والطّاعاتِ، وعلى الأعمالِ الدّنيويّةِ مِنَ التّكسُّبِ والاحترافِ والاسترزاقِ، لأنّ للبدنِ حقَّه مِنْ ملاذِّ الحياةِ والرّاحةِ، فله أنْ يأخذَ حقَّه مِنَ النّومِ باللّيلِ ويَقِيلَ بالنّهارِ، لقولِه صلّى الله عليه وآلِه وسلّم: «قِيلُوا فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لاَ تَقِيلُ»(٤- أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (1/ 195)، والطّبرانيّ في «الأوسط» (1/ 13)، من حديث أنس رضي الله عنه، وحسّنه الألبانيّ في «السّلسلة الصّحيحة» (1647).)، غيْرَ أنّ الإسرافَ في النّومِ وسائرِ المباحاتِ والإكثارَ منها مَضَرّةٌ للنّفسِ والبدنِ، والعلماءُ وإنْ أجمعوا على أنّ الصّائمَ إذا استيقظ في النّهارِ ولو لحظةً واحدةً وكان قد نوى الصّيامَ مِنَ اللّيلِ فإنّ صيامَه صحيحٌ، فإنِ استغرقَ جميعَ النّهارِ بالنّومِ فالجمهورُ على أنّ صيامَه صحيحٌ، لأنّ النّومَ لا يُنافي الصّيامَ(٥- انظر: «المجموع» للنّوويّ (6/346)، «المغني» لابن قدامة (3/98).)، إلاّ أنّ ترجيحَ مذهبِ الجمهورِ مِنْ حيثُ الحكمُ لا يعني جوازَ الإسرافِ في النّومِ تجاوُزًا لمقدارِ حاجةِ البدنِ إليه، لِمَا في الإكثارِ مِنَ النّومِ مِنْ تفويتٍ عريضٍ لمطالبِ الدّينِ والحياةِ، وتعويدِ النّفسِ على الخمولِ والكسلِ والرّكونِ إلى الرّاحةِ، الأمرُ الذي يُفْضي إلى استثقالِ العباداتِ، وصعوبةِ أداءِ الطّاعاتِ، والتّخلِّي عنِ المستحبّاتِ، والقصورِ في المهمّاتِ ومصالِحِ الحياةِ.
كما أنّ أخْذَ النّفْسِ بالمشقّةِ وحرمانَها مِنَ النّومِ زهادةً وعبادةً يُعَدّ -مِنْ جهةٍ أخرى- خروجًا عنِ السّنّةِ المطهَّرةِ والفطرةِ السّليمةِ، فقدْ كان مِنْ هديِ النّبيِّ صلّى الله عليه وآلِه وسلّم أنّه ينام ويصلِّي ويصومُ ويُفْطِر، فقدْ ثبت مِنْ حديثِ أنسِ بْنِ مالكٍ رضي اللهُ عنه أنّه قال: «جَاءَ ثَلاَثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا فَقَالُوا: وَأَيْنَ نَحْنُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، قَالَ أَحَدُهُمْ: أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلاَ أُفْطِرُ، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلاَ أَتَزَوَّجُ أَبَدًا، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: «أَنْتُمْ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا؟! أَمَا وَاللهِ إِنِّي لأَخْشَاكُمْ للهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي»(٦- أخرجه البخاريّ في «النّكاح» باب التّرغيب في النّكاح (3/3)، ومسلم في «النّكاح» (1/ 631) رقم (1401).).
والسّببُ الرّئيسُ في استغراقِ ساعاتِ نهارِ رمضانَ في النّومِ يرجع إلى استهلاكِ لياليه بالسّهَرِ والسّمَرِ، وقد يُسْتَتْبَع ذلك باللّهوِ والباطلِ ممّا للإنسانِ فيه ميولٌ وشهوةٌ، أو التّشاغُلِ بما لا يُرضي اللهَ تعالى مِنْ آفاتِ اللّسانِ والجوارحِ والخوضِ مع الخائضين، وغيرِها ممّا فيه مَضَرَّةٌ مجرَّدةٌ عَنِ المنافعِ.
ولا يُساوِرُني شكٌّ في أنّ المبادَرةَ إلى النّومِ بتزويدِ الجسدِ بما يستحقّه منه أفضلُ مِنَ التّشاغُلِ بالسّهَرِ والسّمَرِ والحديثِ فيما لا طائلَ تحْتَه، إلاّ إذا كان السّمَرُ لِمُصَلٍّ أو مسافرٍ أو لإصلاحِ ذاتِ البينِ أو لأمرٍ مِنْ أمورِ المسلمين(٧- «وقد كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَسْمُرُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ فِي الأَمْرِ مِنْ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ» [أخرجه التّرمذيّ (169)، انظر: «فتح الباري» لابن حجر (1/213)، و«الصّحيحة» للألبانيّ (6/ 284)].)، لقولِه صلّى الله عليه وآلِه وسلّم: «لاَ سَمَرَ إِلاَّ لِمُصَلٍّ أَوْ مُسَافِرٍ»(٨- أخرجه أحمد في «مسنده» (1/ 444)، من حديث ابن مسعود رضي الله عنه. وحسّنه الألبانيّ في «السّلسلة الصّحيحة» (5/ 561).)، «فالسّمَرُ في العلمِ يُلْحَقُ بالسّمَرِ في صلاةِ النّافلةِ، وقدْ سَمَرَ عُمَرُ مَعَ أَبِي مُوسَى فِي مُذَاكَرَةِ الْفِقْهِ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: الصَّلاَةَ، فَقَالَ عُمَرُ: أَنَا فِي صَلاَةٍ»(٩- «فتح الباري»: (1/213).).
كما يُلاحَظ –مِنْ زاويةٍ أخرى- أنّ استهلاكَ اللّيلِ بالسّهَرِ يُسْكِبُ السّاهرَ فتورًا يدفعه إلى النّومِ طِوَالَ ساعاتِ النّهارِ، الأمرُ الذي يخالف فيه السّنّةَ المطهَّرةَ –كما تقدّم- وتضيعُ منه مصالِحُ جمّةٌ، ويجانبُ الفطرةَ البشريّةَ، فقدْ جعل اللهُ اللّيلَ سكنًا والنّومَ يغشى النّاسَ لِتَسْكُنَ حركاتُهم الضّارّةُ وتحصلَ راحتُهم النّافعةُ، وجعل النّهارَ للانتشارِ وطلبِ المعاشِ، قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا. وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا. وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا﴾ [النّبأ: 9-11]، وقال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا﴾ [الفرقان: 47]، وقال تعالى: ﴿اللهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا﴾ [غافر: 61].
لذلك كان جديرًا بالصّائمِ بعد أنْ يسّر اللهُ له حظَّه مِنْ قيامِ اللّيلِ أن يتركَ السّهَرَ والسّمَرَ ويُبادِرَ إلى النّومِ التماسًا للسُّحورِ فإنّ فيه بركةً(١٠- وفي الحديث: «تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً» أخرجه البخاريّ (1923) ومسلم (1095) عن أنس بن مالك رضي الله عنه.)، ولشهودِ الخيراتِ، ومِنْ أعظمِها قدْرًا عند اللهِ الصّلواتُ في أوقاتِها ومع الجماعةِ ، فقد سُئِلَ النّبيُّ صلّى الله عليه وآلِه وسلّم: «أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟»، قَالَ: «الصَّلاَةُ فِي أَوَّلِ وَقْتِهَا»(١١- أخرجه أبو داود في «الصّلاة» باب في المحافظة على وقت الصّلوات (426)، من حديث أمّ فروة رضي الله عنها. وصحّحه الألبانيّ في «صحيح الجامع» (1093).)، وتضييعُ الصّلواتِ عنْ وقتِها خطرٌ عظيمٌ ينبغي الحذرُ منه ومِنْ تفويتِها بنومٍ أو بغيرِه مِنَ المنافعِ المباحةِ، بلْهَ إذا كان التّشاغُلُ عنها بشيءٍ مِنَ الذّنوبِ والمعاصي، فإنّ الجريمةَ أكْبَرُ وأعْظَمُ، وقد رتّب اللهُ تعالى الوعيدَ الشّديدَ على إضاعةِ الصّلواتِ والغفلةِ عنها، فقال تعالى: ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاَةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا﴾ [مريم: 59]، وقال تعالى: ﴿فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ. الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ﴾ [الماعون: 4-5]، ولم يرخِّصْ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم للضّريرِ في أنْ يصلِّيَ في بيتِه فقال له: «لاَ أَجِدُ لَكَ رُخْصَةً»(١٢- أخرجه أبو داود في «الصّلاة» باب في التّشديد في ترك الجماعة (552)، من حديث ابن أمّ مكتوم رضي الله عنه. وصحّحه النّوويّ في «المجموع» (4/ 191)، والألبانيّ في «صحيح أبي داود» (3/ 71).)، وغيرُه ممّنْ لا عُذْرَ له مِنْ بابٍ أَوْلى.
وإذا كانتِ الصّلاةُ أهَمَّ ركنٍ بعد التّوحيدِ، فهي عمادُ الدّينِ الذي يقوم عليه، فلا يُعْقَلُ صومٌ بلا صلاةٍ ولا صلاةٌ بلا صومٍ؛ لأنّ الواجباتِ المفروضةَ تمثِّل وحدةً متماسِكةً لا تقبل التّجزِئةَ، فهي كالبنيانِ المرصوصِ يشدّ بعضُه بعضًا، لذلك يَبْعُدُ أنْ يكونَ صومُ المفرِّطِ في الصّلاةِ بالتّضييعِ والتّركِ امتثالاً لأمرِ اللهِ، بل صيامُه أقربُ إلى تقليدِ النّاسِ أو متابعةٍ لأهلِه أو محاكاةٍ لأهلِ بلدِه، لأنّ الممتثِلَ خائفٌ مِنَ الوعيدِ، وراجٍ لرحمةِ اللهِ تعالى، يصومه إيمانًا بأنّ اللهَ تعالى فَرَضَه عليه، واحتسابًا لِمَا عند اللهِ مِنْ ثوابٍ وأجرٍ، وعلى الحريصِ على ما ينفعه أنْ يتّخِذَ الأسبابَ التي تُوقِظُه للصّلاةِ، ومنها المبادرةُ إلى النّومِ وتركُ الإسرافِ فيه واتّخاذُ منبِّهٍ يحسّسه بأمرِ الصّلاةِ.
ومِنَ الخيراتِ التي ينبغي أنْ يُسارِعَ إليها الصّائمُ في كلِّ وقتٍ -وخاصّةً في رمضانَ- مع اجتنابِ النّومِ الكثيرِ كي لا يكون عائقًا عنْ نيلِ حظِّه بالقيامِ بها مِنْ حصولِ المغفرةِ والعتقِ مِنَ النّارِ:
الإكثارُ مِنْ ذكرِ اللهِ والاستغفارُ والدّعاءُ وتلاوةُ القرآنِ بالاجتهادِ في ذكرِه وشكرِه وحُسْنِ عبادتِه، فقدْ قال صلّى اللهُ عليه وآلِه وسلّم: «مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ عَمَلاً قَطُّ أَنْجَى لَهُ مِنْ عَذَابِ اللهِ مِنْ ذِكْرِ اللهِ»(١٣- أخرجه أحمد في «مسنده» (5/ 239) من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه. وحسّنه العراقيّ في «تخريج الإحياء» (1/ 237)، وصحّحه الألبانيّ في «صحيح الجامع» (5644).)، وقد أمر اللهُ تعالى عبادَه بدعائِه فقال: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60]، وأخبرهم أنّه قريبٌ يُجيب دعاءَهم فقال: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ [البقرة: 186]، ومِنْ مقتضَيَاتِ استجابةِ الدّعاءِ الاستقامةُ على الدّينِ، والعزمُ في المسألةِ، واختيارُ الأوقاتِ المناسِبَةِ المقتضِيَةِ لاستجابةِ الدّعاءِ، واليقينُ بالإجابةِ، والإلحاحُ على اللهِ تعالى بأسمائِه الحسنى وصفاتِه العُلَى، وأن يجتنبَ موانعَ الاستجابةِ مِنْ تركِ الواجباتِ وفعلِ المحرَّماتِ والمعاصي، وأكلِ المالِ الحرامِ، والاعتداءِ في الدّعاءِ، ونحوِ ذلك، كما يحرِصُ الصّائمُ في رمضانَ على الجودِ وفعلِ الخيراتِ وبذلِ المعروفِ والإحسانِ وإطعامِ الطّعامِ، فقدْ «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ، وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ»(١٤- أخرجه البخاريّ في «الصّيام» (1/ 455) باب أجود ما كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يكون في رمضان، ومسلم في «الفضائل» (2/ 1092) رقم (2308)، من حديث ابن عبّاس رضي الله عنهما.)، وعليه أنْ يَغْتَنِمَ الأوقاتَ الفاضلةَ في الذّكرِ والطّاعةِ والجودِ ولا يضيِّعَها بالنّومِ الكثيرِ المفوِّتِ لِمصالِحِ الدّينِ والحياةِ.
نسأل اللهَ أن يُصْلِحَ أحوالَنا ويُعْلِيَ همَّتَنا في الخيرِ ويفقِّهَنَا فِي الدّينِ ويثبِّتَنا على الحقِّ ويُعينَنا على طاعتِه وحُسْنِ عبادتِه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليما.

الجزائر في: 27 شعبان 1443ﻫ
الموافق ﻟ: 09 أوت 2022م

١- أخرجه التّرمذيّ في «الصّوم» باب ما جاء في فضل شهر رمضان (682)، وابن ماجه في «الصّيام» باب ما جاء في فضل شهر رمضان (1642)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وصحّحه الألبانيّ في «صحيح الجامع» (759).

٢- أخرجه البخاريّ في «الصّوم» باب فضل الصّوم (1/ 454)، ومسلم في «الصّيام» (1/ 511) رقم (1151)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

٣- «زاد المعاد» لابن القيّم: (2/29).

٤- أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (1/ 195)، والطّبرانيّ في «الأوسط» (1/ 13)، من حديث أنس رضي الله عنه، وحسّنه الألبانيّ في «السّلسلة الصّحيحة» (1647).

٥- انظر: «المجموع» للنّوويّ (6/346)، «المغني» لابن قدامة (3/98).

٦- أخرجه البخاريّ في «النّكاح» باب التّرغيب في النّكاح (3/3)، ومسلم في «النّكاح» (1/ 631) رقم (1401).

٧- «وقد كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَسْمُرُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ فِي الأَمْرِ مِنْ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ» [أخرجه التّرمذيّ (169)، انظر: «فتح الباري» لابن حجر (1/213)، و«الصّحيحة» للألبانيّ (6/ 284)].

٨- أخرجه أحمد في «مسنده» (1/ 444)، من حديث ابن مسعود رضي الله عنه. وحسّنه الألبانيّ في «السّلسلة الصّحيحة» (5/ 561).

٩- «فتح الباري»: (1/213).

١٠- وفي الحديث: «تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً» أخرجه البخاريّ (1923) ومسلم (1095) عن أنس بن مالك رضي الله عنه.

١١- أخرجه أبو داود في «الصّلاة» باب في المحافظة على وقت الصّلوات (426)، من حديث أمّ فروة رضي الله عنها. وصحّحه الألبانيّ في «صحيح الجامع» (1093).

١٢- أخرجه أبو داود في «الصّلاة» باب في التّشديد في ترك الجماعة (552)، من حديث ابن أمّ مكتوم رضي الله عنه. وصحّحه النّوويّ في «المجموع» (4/ 191)، والألبانيّ في «صحيح أبي داود» (3/ 71).

١٣- أخرجه أحمد في «مسنده» (5/ 239) من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه. وحسّنه العراقيّ في «تخريج الإحياء» (1/ 237)، وصحّحه الألبانيّ في «صحيح الجامع» (5644).

١٤- أخرجه البخاريّ في «الصّيام» (1/ 455) باب أجود ما كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يكون في رمضان، ومسلم في «الفضائل» (2/ 1092) رقم (2308)، من حديث ابن عبّاس رضي الله عنهما.




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




شكرا اختاه وبارك الله فيكي
تحياتي




يُرْفَعُ للفَائِدَة ،،




بارك الله فيكم




جزاكم الله خير

للرفع بمناسبة قدوم شهر رمضان 2022

اعاده الله علينا بالاجر والثواب




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

هدية رمضان لجميع المسلمين

تعليمية تعليمية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخواني المسلمين في كل مكان ابعث لكم هذه الهدية قبل حلول شهر رمضان هدية رائعة في شهر القرآن وعندي طلب لكل أخ أو أخت سيستفيد من هذه الهدية أن يدعوا لي بأن أموت حافظا للقرآن الكريم عاملا به وداعيا اليه ولا تنسو دعوة للأخ بظهر غيب = دعوة ملك بظهر غيب .
الى كل المسلمين في العالم

هذا موقع المصحف المرتل يعمل بالاتصال بالانترنت :
http://www.quranflash.com/quranflash.html

تحميل قراءة ورش:
http://www.quranflash.com/download/n…h%20warshA.zip

تحميل قراءة حفص:
http://www.quranflash.com/download/n…20tajweedA.zip

وان لم تعمل الروابط فهذه صفحة التحميل:

http://www.quranflash.com/download/index.html

والسلام عليكم ورحمة الله
بلغنا الله رمضان وتقبل منا صيامنا وقيامنا امييييييييييييين

منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




شكرا على الهدايا القيمة بارك الله فيك




شكرا لك حقا هدايا قيمة لكنك الهدية الاروع للمنتدى .
شكرا لك اختي نانو على الموضوع و الهدايا الرررائعة.تقبلي مروري و تحيتي.




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

ورمضان والصدقه

تعليمية تعليمية

تعليمية
للصدقة شأن عظيم في الإسلام، فهي من أوضح الدلالات وأصدق العلامات على صدق إيمان المتصدق، وذلك لما جبلت عليه النفوس من حب المال والسعي إلى كنزه، فمن أنفق ماله وخالف ما جُبِل عليه، كان ذلك برهان إيمانه وصحة يقينه، وفي ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( والصدقة برهان ) أي برهان على صحة إيمان العبد ، هذا إذا نوى بها وجه الله ولم يقصد بها رياء ولا سمعة .
لأجل هذا جاءت النصوص الكثيرة التي تبين فضائل الصدقة والإنفاق في سبيل الله ، وتحث المسلم على البذل والعطاء ابتغاء الأجر من الله عز وجل .

فقد جعل الله الإنفاق على السائل والمحروم من أخص صفات عباد الله المحسنين ، فقال عنهم : { إنهم كانوا قبل ذلك محسنين ، كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون ، وبالأسحار هم يستغفرون ، وفي أموالهم حق للسائل والمحروم } ( الذاريات 16-19) ، ووعد سبحانه – وهو الجواد الكريم الذي لا يخلف الميعاد – بالإخلاف على من أنفق في سبيله، فقال سبحانه : { وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين } ( سبأ 39) ، ووعد بمضاعفة العطية للمنفقين بأعظم مما أنفقوا أضعافاً كثيرة، فقال سبحانه : { من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة } ( البقرة 245) .
والصدقة بالأموال من أنواع الجهاد المتعددة ، بل إن الجهاد بالمال مقدم على الجهاد بالنفس في جميع الآيات التي ورد فيها ذكر الجهاد إلا في موضع واحد ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم ) رواه أبو داود .
وفي السنة من الأحاديث المرغبة في الصدقة ، والمبينة لثوابها وأجرها ، ما تقر به أعين المؤمنين ، وتهنأ به نفوس المتصدقين ، ومن ذلك أنها من أفضل الأعمال وأحبها إلى الله عز وجل ، ففي الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( وإن أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مؤمن ، تكشف عنه كرباً ، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً ) ، رواه البيهقي ، وحسنه الألباني .
والصدقة ترفع صاحبها ، حتى توصله أعلى المنازل ، قال صلى الله عليه وسلم : ( إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالاً وعلماً فهو يتقي فيه ربه ، ويصل فيه رحمه ، ويعلم لله فيه حقاً فهذا بأفضل المنازل… ) رواه الترمذي .
وهي تدفع عن صاحبها المصائب والبلايا ، وتنجيه من الكروب والشدائد ، قال صلى الله عليه وسلم : ( صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة ) رواه الحاكم وصححه الألباني .
وجاء في السنة عظم أجر الصدقة ، ومضاعفة ثوابها ، قال صلى الله عليه وسلم : (ما تصدق أحد بصدقة من طيب – ولا يقبل الله إلا الطيب – إلا أخذها الرحمن بيمينه وإن كان تمرة، فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل ، كما يربي أحدكم فُلُوَّه أو فصيله ) رواه مسلم .
والصدقة تطفئ الخطايا، وتكفر الذنوب والسيئات، قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ : ( والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ) رواه الترمذي .
وهي من أعظم أسباب بركة المال، وزيادة الرزق، وإخلاف الله على صاحبها بما هو أحسن، قال الله جل وعلا في الحديث القدسي: ( يا ابن آدم أَنفقْ أُنفقْ عليك ) رواه مسلم .
كما أنها وقاية من عذاب الله ، قال صلى الله عليه وسلم : ( اتقوا النار ولو بشق تمرة ) رواه البخاري .
وهي دليل على صدق الإيمان ، وقوة اليقين ، وحسن الظن برب العالمين ، إلى غير ذلك من الفضائل الكثيرة ، التي تجعل المؤمن يتطلع إلى الأجر والثواب من الله ، ويستعلي على نزع الشيطان الذي يخوفه الفقر ، ويزين له الشح والبخل ، وصدق الله إذ يقول : { الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلاً والله واسع عليم } (البقرة 268) ، نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من المنفقين في سبيله وألا يجعلنا من الأشحاء والبخلاء في طاعته، إنه على كل شيء قدير ، وبالإجابة جدير ، والحمد لله رب العالمين

تعليمية تعليمية




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

تذكير الصائمين ببركةالسحور وفضل المتسحرين

تعليمية تعليمية

تذكير الصائمين
ببركة السحور وفضل المتسحرين

إن الحمد لله نحمده ،ونستعينه ، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادى له ، واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له ، واشهد أن محمدا عبده ورسوله .
أما بعد :
فان اصدق الحديث كلام الله ، وخير الهدى هدى محمد ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ،وكل ضلالة في النار .

هذه كنوز نبوية ، اهديها إلى كل محب للنبي صلى الله عليه وسلم ، وسنته ، ليقتدي إذ لا يكون الحب إلا بالإتباع له صلى الله عليه وسلم .

الترغيــــــــــــــب في السحــــــــور

عن انس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
() تسحروا فان في السحور بركة )) .
قال ابن حجر ـ رحمه الله تعالى ـ 🙁 تسحروا فان في السحور بركة ) هو بفتح السين وبضمها ؛ لان المراد بالبركة الأجر والثواب فيناسب الضم ؛لأنه مصدر بمعنى التسحر ، أو البركة لكونه يقوِّى على الصوم وينشط له ويخفف المشقة فيه فيناسب الفتح ؛ لأنه ما يتسحر به ، وقيل البركة ما يتضمن من الاستيقاظ والدعاء في السحر ، والأولى إن البركة في السحور تحصل بجهات متعددة ، وهى إتباع السنة ، ومخالفة أهل الكتاب ، والتقوّىِ به على العبادة ، والزيادة في النشاط ،ومدافعة سوء الخلق الذي يثيره الجوع ، والتسبب بالصدقة على من يسال إذ ذاك أو يجتمع معه على الأكل ، والتسبب للذكر والدعاء وقت مظنة الإجابة ، وتدارك نية الصوم لمن أغفلها قبل أن ينام ، قال ابن دقيق العيد : هذه البركة يجوز أن تعود إلى الأمور الأخروية فان إقامة السنة يوجب الأجر وزيادته .
ويحتمل أن تعود إلى الأمور الدنيوية ؛ كقوة البدن على الصوم وتيسيره من غير إضرار بالصائم . قال : ومما يُعلل به استحباب السحور المخالفة لأهل الكتاب لأنه ممتنع عندهم ، وهذا احد الوجوه المقتضية للزيادة في الأجور الأخروية .

فضـــــل السحـــور ، وتأكيـــــــــــد استحبابـــــه

1/ عن عمرو بن العاص رضي الله عنه ؛ (( إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر )).
2/ وعن سلمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((البركة في ثلاثة : في الجماعة ، والثريد ، والسحور )) .
3/ وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين )).
4/ وعن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال : دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السحور في رمضان فقال : (( هَلُمَّ إلى الغداء المبارك )) .
5/ وعن أبى الدرداء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( هو الغداء المبارك . يعنى السحور )) .
6/ وعن عبد الله بن الحارث عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إنها بركة أعطاكم الله إياها ، فلا تدعوه )) .
7/ وعن أبى سعيد الخدرى رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( السحور كله بركة ، فلا تدعوه ، ولو أن يجرَّع أحدكم جرعة من ماء ، فان الله عز وجل وملائكته يصلون على المتسحرين )).
8/ وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( تسحروا ولو بجرعة من ماء )).
9/ وعن أبى هريرة رضي الله عنه ؛ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ))نِعْمَ سحور المؤمن التمر )) .
من صحيح الترغيب والترهيب
للإمام الالبانى رحمه الله تعالى .
"الجزء الأول "

تأخيـــــــــر السحــــــــــور

1/ عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( إنَّا معشر الأنبياء أمرنا بتعجيل فطرنا ، وتأخير سحورنا ، وان نضع أيماننا على شمائلنا في الصلاة )).
2/ عن انس ، عن زيد بن ثابت رضي الله عنه ، قال (( تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قمنا إلى الصلاة . قلت : كم كان بين الآذان والسحور ؟ قال قدر خمسين أية )). متفق عليه

قال الحافظ : … اى انتهاء السحور وابتداء الصلاة ؛ لان المراد تقدير الزمان الذي ترك فيه الأكل ، والمراد بفعل الصلاة أول الشروع فيها قاله الزين بن المنير .
وقال أيضا : قدر خمسين أية اى متوسطة لا طويلة ولا قصيرة ولا سريعة ولا بطيئة .

هديــــة للمتسحــــــــــرين

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم )) إذا سمع أحدكم النداء والإناء على يده ، فلا يضعه حتى يقضى حاجته منه )) .
أخرجه احمد وأبو داود والحاكم وصححه هو والذهبي ، وأخرجه ابن حزم ، وزاد : (( قال عمار ( يعنى: ابن أبى عمار راوية عن أبى هريرة ) : وكانوا يؤذنون إذا بزغ الفجر )).
قال حماد ( يعنى : ابن سلمة ) عن هشام بن عروة : كان أبى يفتى بهذا . وإسناده صحيح على شرط مسلم . وله شواهد ذكرتها في " التعليقات الجياد " ، ثم في " الصحيحة " ( 1394) .
وفيه دليل على إن من طلع عليه الفجر وإناء الطعام أو الشراب على يده ، انه يجوز له أن لا يضعه حتى يأخذ حاجته منه ، فهذه الصورة مستثناة من الآية : {{ وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر }} ، فلا تعارض بينهما وما في معناها من الأحاديث ؛ وبين هذا الحديث ، ولا إجماع يعارضه ، بل ذهب جماعة من الصحابة وغيرهم إلى أكثر مما أفاده الحديث ، وهو جواز السحور إلى أن يتضح الفجر ، وينتشر البياض في الطرق ، راجع الفتح ( 4/109ـ110) .
وان من فوائد هذا الحديث إبطال بدعة الإمساك قبل الفجر بنحو ربع ساعة ؛ لأنهم إنما يفعلون ذلك خشية أن يدركهم آذان الفجر وهم يتسحرون ، ولو علموا هذه الرخصة لما وقعوا في تلك البدعة . فتأمل
تمام المنة ( 417ـ418)

حُكْمُـــــــــــــــــــ ـهُ

قال النووي رحمه الله تعالى : اجمع العلماء على استحبابه وانه ليس بواجب .
قال الصنعانى ـ رحمه الله تعالى ـ : في شرحه لحديث انس (( تسحروا فان في السحور بركة )) وظاهر الأمر وجوب التسحُّر ، ولكنه صرفه عنه إلى الندب ما ثبت من مواصلته صلى الله عليه وسلم ، ومواصلة أصحابه . ونقل عن ابن المنذر الإجماع على إن التسحُّر مندوب .
وتمت

ولله الحمد في الأولى والآخرة .
المصـــــــــــادر

1/ فتح الباري ـ ابن حجر ـ دار طيبة.
2/ سبل السلام ـ الصنعانى ـ ابن الجو زى .
3/ صحيح الترغيب والترهيب ـ الالبانى ـ المعارف .
4/ شرح النووي ـ النووي ـ الرشد .
5/ تمام المنة ـ الالبانى ـ دار الراية .

منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




شكرا على الافادة وبارك الله فيك وجزاك خيرا




تعليمية




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

عمره في رمضان تعادل حجه

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

😮 عمره في رمضان تعادل حجه:eek:

أحبابي في الله و خير رفقة في الجنة بإذنه سبحانه, و جدت موضوعا راقني ففكرت أن أشارككم به

هدانا الله و إياكم لــ سواء السبيل و كل رمضان و أنتم إلى الله أقرب

روى البخاري ومسلم عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لامرأة من الأنصار:
( مَا مَنَعَكِ أَنْ تَحُجِّي مَعَنَا ؟ قالت : لَمْ يَكُنْ لَنَا إِلَّا نَاضِحَانِ [بعيران] ، فَحَجَّ أَبُو وَلَدِي وَابْنِي عَلَى نَاضِحٍ ، وَتَرَكَ لَنَا نَاضِحًا نَنْضِحُ عَلَيْهِ [نسقي عليه] الأرض ،
قال : فَإِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فَاعْتَمِرِي ، فَإِنَّ عُمْرَةً فِيهِ تَعْدِلُ حَجَّةً ) وفي رواية لمسلم : ( حجة معي ) .

و لقد اختلف أهل العلم فيمن يُحَصِّلُ الفضيلة المذكورة في الحديث ، على ثلاثة أقوال :
القول الأول : أن هذا الحديث خاص بالمرأة التي خاطبها النبي صلى الله عليه وسلم ،
وممن اختار هذا القول: سعيد بن جبير من التابعين ، نقله عنه ابن حجر في "فتح الباري" (3/605).
ومما يستدل به لهذا القول ما جاء في حديث المرأة أنها قالت : (الحج حجة ، والعمرة عمرة ،
وقد قال هذا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ما أدري أَلِي خاصةً . (تعني : أم للناس عامة)
رواه أبو داود غير أن هذا اللفظ ضعيف ، ضعفه الألباني في "ضعيف أبي داود" .
و القول الثاني : أن هذه الفضيلة يحصلها من نوى الحج فعجز عنه ، ثم عوضه بعمرة في رمضان ،
فيكون له باجتماع نية الحج مع أداء العمرة أجر حجة تامة مع النبي صلى الله عليه وسلم .
قال ابن رجب في "لطائف المعارف" (ص/249) :
" واعلم أن مَن عجز عن عملِ خيرٍ وتأسف عليه وتمنى حصوله كان شريكا لفاعله في الأجر, إلخ.
وذكر أمثلة لذلك منها: "وفات بعضَ النساءِ الحجُّ مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما قدم سألته عما يجزئ من تلك الحجة ،
قال : ( اعتمري في رمضان ، فإن عمرة في رمضان تعدل حجة أو حجة معي ) ".
ونحو ذلك قاله ابن كثير و ابن تيمية.
و القول الثالث, و هو ما ذهب إليه أهل العلم من المذاهب الأربعة وغيرهم ، أن الفضل في هذا الحديث عام
لكل من اعتمر في شهر رمضان ، فالعمرة فيه تعدل حجة لجميع الناس ، وليس مخصوصا بأشخاص أو بأحوال .
والأقرب من هذه الأقوال – والله أعلم – هو القول الأخير ، وأن الفضل عام لكل من اعتمر في رمضان ، ويدل على ذلك :
1- ورود الحديث السابق عن جماعة من الصحابة دون ذكر قصة المرأة السائلة .
2- عمل الناس عبر العصور حيث أن من الصحابة والتابعين والعلماء والصالحين من ما يزالون يحرصون

على أداء العمرة في شهر رمضان كي ينالهم الأجر .
ويبقى السؤال في معنى الفضل المذكور ، وأن العمرة في رمضان تعدل حجة ، وبيان ذلك بما يلي :
لا شك أن العمرة في رمضان لا تجزئ عن حج الفريضة ، بمعنى أن من اعتمر في رمضان لم تبرأ
ذمته من أداء الحج الواجب لله تعالى .
فالمقصود من الحديث إذًا التشبيه من حيث الثواب والأجر ، وليس من حيث الإجزاء .
ومع ذلك ، فالمساواة المقصودة بين ثواب العمرة في رمضان وثواب الحج هي في قدر الأجر ،
وليست في جنسه ونوعه ، فالحج لا شك أفضل من العمرة من حيث جنس العمل .
فمن اعتمر في رمضان تحصل على قدر أجر الحج ، غير أن عمل الحج فيه من الفضائل والمزايا والمكانة ما ليس في العمرة ، من دعاء بعرفة ورمي جمار وذبح نسك وغيرها ، فهما وإن تساويا
في قدر الثواب من حيث الكم، ولكنهما لا يتساويان في الكيف والنوع .
و قد قال إسحاق بن راهويه :
" معنى هذا الحديث مثل ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : من قرأ : قل هو الله أحد فقد قرأ ثلث القرآن ".
"سنن الترمذي" (2/268)
وقال ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (26/293-294) :
" معلوم أن مراده : أن عمرتك فى رمضان تعدل حجة معي ، فإنها كانت قد أرادت الحج معه ،
فتعذر ذلك عليها ، فأخبرها بما يقوم مقام ذلك ، وهكذا من كان بمنزلتها من الصحابة ، ولا يقول عاقل
ما يظنه بعض الجهال أن عمرة الواحد منا من الميقات أو من مكة تعدل حجة معه ، فإنه من المعلوم
بالاضطرار أن الحج التام أفضل من عمرة رمضان ، والواحد منا لو حج الحج المفروض لم يكن
كالحج معه ، فكيف بعمرة. وغاية ما يحصله الحديث أن تكون عمرة أحدنا في رمضان من الميقات بمنزلة حجة ".
والله أعلم .

ت______ح____________ي____ ____ا____________ت_______ __ي




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

النداء للعيد بدعة بأي لفظ كان !

تعليمية تعليمية

تعليمية

الشيخ/ عبد الكريم الخضير

لم يكن في عيد الفِطر ولا الأضحى نِداء بأذان ولا إقامة منذُ زمان رسُول الله -صلى الله عليه وسلَّم- إلى اليوم؛ بل مُجرَّد ما يدخُل الإمام يُكبِّر من غيرِ تقدُّم أذانٍ ولا إقامة، في البُخاري عن ابن عبَّاس وعن جابر بن -عبد الله رضي الله عنهُم- قالا : لم يكُن يُؤَذَّنُ يوم الفِطر ولا يوم الأضحى، ما فيهما أذان، وعند مُسلم من حديث جابر فبدأ بالصَّلاة قبل الخُطبة بغير أذانٍ ولا إقامة، وعندهُ أيضاً عن جابر قال: "لا أذانٌ للصَّلاة يوم العيد ولا إقامة" ولا شيء، وبهذا يُعْلَم أنَّ النِّداء للعيد بدعة بأيِّ لفظٍ كان، سواءٌ قِيل الله أكبر الله أكبر الأذان المعرُوف، أو ببعضِ جُمَلِهِ، أو الصَّلاة جامِعة، أو صلاةُ العيد، كُل هذا من المُبْتَدَعات، من المُحْدَثَات؛ لكنْ إذا احتُمِل أنَّ هُناك من يغْفُل عن هذهِ الصَّلاة ولا يسمع تكبير الإمام فَنُبِّه من غير موقع المُؤذِّن، ولا من قِبَل المُؤذِّن – يعني نبَّه النَّاس بعضُهُم بعضاً – الأمر فيهِ سِعة؛ لكنْ من محل الأذان المُرتَّب المشرُوع يُنادى لِصلاة العيد أو لِصلاة الجنازة هذه من المُحْدَثَات، الشيخ ابن باز -رحمهُ الله تعالى- في تعلِيقِهِ على فتح الباري لما ذكر البُخاري الأحاديث التِّي تدُل على أنَّهُ ليس لها أذانٌ ولا إقامة قال: وبهذا يُعْلَم أنَّ النِّداء للعِيد بِدْعة بأيِّ لَفْظٍ كان، الإمام الشَّافعي -رحمهُ الله تعالى- يقول: أُحِبُّ أنْ يقُول الصَّلاة فقط، أو الصَّلاة جامِعة؛ فإنْ قال هَلِمُّوا إلى الصَّلاة لَمْ أكْرَهْهُ؛ فإنْ قال حيَّ على الصَّلاة أو غيرها من ألفاظ الأذان كَرِهْتُ لهُ ذلك – يعني لا يُنادي لها بألفاظ الأذان المعرُوفة.

المصدر

تعليمية

منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

ما حكم صلاة التراويح وصلاة التهجد‏؟ فضيلة الشيخ الفوزان حفظه الله

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله …

هذا سؤال أجاب عنه الشيخ صالح فوزان حفظه الله ,..

السؤال :
ما حكم صلاة التراويح وصلاة التهجد‏؟‏ وما هو وقت صلاة التهجد‏؟‏ وما عدد ركعاتها‏؟‏ وهل يجوز لمن صلى الوتر بعد الانتهاء من التراويح أن يصلي التهجد أم لا‏؟‏ وهل لابد من اتصال صلاة التراويح بصلاة العشاء بأن تكون بعدها مباشرة، أم أنه يجوز لو اتفق الجماعة على تأخيرها بعد صلاة العشاء ثم تفرقوا وتجمعوا مرة أخرى لصلاة التراويح‏؟‏ أم أن ذلك لا يجوز‏؟‏

الجواب
أما صلاة التراويح؛ فإنه سنة مؤكدة، وفعلها بعد صلاة العشاء وراتبتها مباشرة، هذا هو الذي عليه عمل المسلمين‏.‏
أما تأخيرها كما يقول السائل إلى وقت آخر، ثم يأتون إلى المسجد ويصلون التراويح؛ فهذا خلاف ما كان عليه العمل، والفقهاء يذكرون أنها تُفعل بعد صلاة العشاء وراتبتها، فلو أنهم أخروها؛ لا نقول أن هذا محرم، ولكنه خلاف ما كان عليه العمل، وهي تفعل أول الليل، هذا هو الذي عليه العمل‏.‏
أما التهجد؛ فإنه سنة أيضًا، وفيه فضل عظيم، وهو قيام الليل بعد النوم، خصوصًا في ثلث الليل الآخر، أو في ثلث الليل بعد نصفه في جوف الليل؛ فهذا فيه فضل عظيم، وثواب كثير، ومن أفضل صلاة التطوع التهجد في الليل، قال تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءًا وَأَقْوَمُ قِيلاً‏}‏ ‏[‏سورة المزمل‏:‏ آية 6‏]‏، واقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

ولو أن الإنسان صلى التراويح، وأوتر مع الإمام، ثم قام من الليل وتهجد؛ فلا مانع من ذلك، ولا يعيد الوتر، بل يكفيه الوتر الذي أوتره مع الإمام، ويتهجد من الليل ما يسر الله له، وإن أخر الوتر إلى آخر صلاة الليل؛ فلا بأس، لكن تفوته متابعة الإمام، والأفضل أن يتابع الإمام وأن يوتر معه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏من قام مع الإمام حتى ينصرف؛ كتب له قيام ليلة‏)‏ ‏[‏رواه أبو داود في سننه ‏(‏2/51‏)‏، ورواه الترمذي في سننه ‏(‏3/147، 148‏)‏، ورواه النسائي في سننه ‏(‏3/83، 84‏)‏، ورواه ابن ماجه في سننه ‏(‏1/420، 421‏)‏‏]‏، فيتابع الإمام، ويوتر معه، ولا يمنع هذا من أن يقوم آخر الليل ويتهجد ما تيسر له‏.‏

من كتاب المنتقى لفتاوى الفوزان / الجزء الثالث / السؤال رقم 116




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرا لاخت ام عبيد الله على التوضيح

وجزاك الله خيرا اختاه