التصنيفات
السير والتراجم

الإمام أبو حنيفة النعمان

الإمام أبو حنيفة النعمان ..أحد الائمة الاربعة عند أهل السنة


النعمان بن ثابت التيمى ، أبو حنيفة الكوفى ، مولى بنى تيم الله بن ثعلبة ، فقيه أهل العراق ، قال حفيده اسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة النعمان : ذهب ثابت – والد أبي حنيفة – إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأبو حنيفة صغير، فدعا له بالبركة فيه وفي ذريته، ونحن نرجو من الله أن يكون استجاب ذلك لعلي -رضي الله عنه- فينا.
و قيل : إنه من أبناء فارس . ولد: سنة ثمانين، في حياة صغار الصحابة. ورأى أنس بن مالك رضي الله عنه لما قدم عليهم الكوفة. اهـ .
الفقيه المجتهد المحقق، أحد الائمة الاربعة عند أهل السنة , كان كريما في أخلاقه، جوادا، حسن المنطق والصورة، جهوري الصوت، إذا حدث انطلق في القول وكان لكلامه دوي.
عن المثنى بن رجاء، قال: جعل أبو حنيفة على نفسه إن حلف بالله صادقا أن يتصدق بدينار، وكان إذا أنفق على عياله نفقة، تصدق بمثلها.
وروى: جبارة بن المغلس، عن قيس بن الربيع، قال: كان أبو حنيفة ورعا، تقيا، مفضلا على إخوانه. وعن شريك، قال: كان أبو حنيفة طويل الصمت، كثير العقل.
وقال أبو عاصم النبيل: كان أبو حنيفة يسمى الوتد؛ لكثرة صلاته.
قال الإمام مالك، يصفه: رأيت رجلا لو كلمته في السارية أن يجعلها ذهبا لقام بحجته .

وعن الإمام الشافعي: الناس عيال في الفقه على أبي حنيفة.

وأبو نعيم ، قال : كان أبو حنيفة صاحب غوص فى المسائل .
عبد الله بن داود الخريبى يقول : يجب على أهل الإسلام أن يدعوا الله لأبى حنيفة فى صلاتهم . قال : و ذكر حفظه عليهم السنن و الفقه .
و شداد بن حكيم يقول : ما رأيت أعلم من أبى حنيفة .
و قال النخعى : حدثنا إسماعيل بن محمد الفارسى ، قال : سمعت مكى بن إبراهيم ذكر أبا حنيفة ، فقال : كان أعلم أهل زمانه .

وكان أبو حنيفة النعمان – رحمه الله – شيخا يفتي الناس بمسجد الكوفة، على رأسه قلنسوة سوداء طويلة ، وكان جميل الوجه، سري الثوب، عطر الريح.
وهذا أبو يوسف تلميذ أبى جنيفة – رحمهما الله – قال : كان أبو حنيفة ربعة، من أحسن الناس صورة، وأبلغهم نطقا، وأعذبهم نغمة، وأبينهم عما في نفسه.
فقيه معتبر من سلسلة شريفة ابتدأت بالإمام علي بن أبي طالب : فأفقه أهل الكوفة: علي، وابن مسعود، وأفقه أصحابهما: علقمة، وأفقه أصحابه: إبراهيم، وأفقه أصحاب إبراهيم: حماد، وأفقه أصحاب حماد: أبو حنيفة، وأفقه أصحابه: أبو يوسف.
بعث الخليفة المنصور إلى ابي حنيفة في الحيرة، ، فقال:
يا أبا حنيفة! إن الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد، فهيئ له من مسائلك الصعاب.
فهيأت له أربعين مسألة، ثم أتيت أبا جعفر وجعفر جالس عن يمينه، فلما بصرت بهما، دخلني لجعفر من الهيبة ما لا يدخلني لأبي جعفر، فسلمت، وأذن لي، فجلست. ثم التفت إلي جعفر، فقال: يا أبا عبد الله! تعرف هذا؟
قال: نعم، هذا أبو حنيفة.
ثم أتبعها: قد أتانا.
ثم قال: يا أبا حنيفة! هات من مسائلك، نسأل أبا عبد الله.
فابتدأت أسأله، فكان يقول في المسألة: أنتم تقولون فيها كذا وكذا، وأهل المدينة يقولون كذا وكذا، ونحن نقول كذا وكذا، فربما تابعنا، وربما تابع أهل المدينة، وربما خالفنا جميعا، حتى أتيت على أربعين مسألة، ما أخرم منها مسألة.
ثم قال أبو حنيفة: أليس قد روينا أن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس؟.

وكان يحيى بن معين يقول: كان أبو حنيفة ثقة، لا يحدث بالحديث إلا بما يحفظه، ولا يحدث بما لا يحفظ.
وهذا تلميذه أبو يوسف يقول: قال أبو حنيفة: لما أردت طلب العلم، جعلت أتخير العلوم، وأسأل عن عواقبها. فقيل: تعلم القرآن . .. الحديث .. الشعر… الكلام ، قال: « كنت أنظر في الكلام حتى بلغت فيه مبلغا يشار إلي فيه بالأصابع، وكنا نجلس بالقرب من حلقة حماد بن أبي سليمان، فجاءتني امرأة يوما، فقالت لي: رجل له امرأة أمة، أراد أن يطلقها للسنة، كم يطلقها؟
فلم أدر ما أقول، فأمرتها أن تسأل حمادا، ثم ترجع تخبرني.
فسألته، فقال: يطلقها وهي طاهر من الحيض والجماع تطليقة، ثم يتركها حتى تحيض حيضتين، فإذا اغتسلت، فقد حلت للأزواج.
فرجعت، فأخبرتني.
فقلت: لا حاجة لي في الكلام، وأخذت نعلي، فجلست إلى حماد، فكنت أسمع مسائله، فأحفظ قوله، ثم يعيدها من الغد، فأحفظها، ويخطئ أصحابه.
فقال: لا يجلس في صدر الحلقة بحذائي غير أبي حنيفة.

وقال : ليس في العلوم شيء أنفع من هذا، فلزمت الفقه، وتعلمته.
وكان – رحمه الله – يحيي الليل صلاة من العشاء حتى الفجر فعن أسد بن عمرو: أن أبا حنيفة -رحمه الله- صلى العشاء والصبح بوضوء أربعين سنة. فعن عبد الحميد الحماني: « أنه صحب أبا حنيفة ستة أشهر. قال: فما رأيته صلى الغداة إلا بوضوء عشاء الآخرة، وكان يختم كل ليلة عند السحر.»
وروى: بشر بن الوليد، عن القاضي أبي يوسف، قال: بينما أنا أمشي مع أبي حنيفة، إذ سمعت رجلا يقول لآخر: هذا أبو حنيفة لا ينام الليل. فقال أبو حنيفة: والله لا يتحدث عني بما لم أفعل، فكان يحيي الليل صلاة، وتضرعا، ودعاء.
و قال النخعى أيضا : حدثنا محمد بن على بن عفان ، قال : حدثنا على بن حفص البزاز ، قال : سمعت حفص بن عبد الرحمن يقول : سمعت مسعر بن كدام يقول : دخلت ذات ليلة المسجد ، فرأيت رجلا يصلى ، فاستمليت قراءته ، فقرأ سبعا ، فقلت : يركع ، ثم قرأ الثلث ، ثم النصف ، فلم يزل يقرأ القرآن حتى ختمه كله فى ركعة ، فنظرت فإذا هو أبو حنيفة .
و قال النخعى أيضا : حدثنا إبراهيم بن مخلد البلخى ، قال : حدثنا إبراهيم بن رستم المروزى ، قال : سمعت خارجة بن مصعب يقول : ختم القرآن فى ركعة أربعة من الأئمة : عثمان بن عفان ، و تميم الدارى ، و سعيد بن جبير ، و أبو حنيفة .
قال : و قال إبراهيم بن مخلد : حدثنا أحمد بن يحيى الباهلى ، قال : حدثنا يحيى ابن نصر ، قال : كان أبو حنيفة ربما ختم القرآن فى شهر رمصان ستين ختمة !

وروى: نوح الجامع، عن أبي حنيفة، أنه قال: ما جاء عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- فعلى الرأس والعين، وما جاء عن الصحابة، اخترنا، وما كان من غير ذلك، فهم رجال ونحن رجال.
و قال المزى :
و قال مرة : كان أبو حنيفة عندنا من أهل الصدق ، و لم يتهم بالكذب ، و لقد ضربه ابن هبيرة على القضاء فأبى أن يكون قاضيا .

فقد طلب المنصور أبا حنيفة، فأراده على القضاء، وحلف ليلين، فأبى، وحلف: إني لا أفعل. فقال الربيع الحاجب: ترى أمير المؤمنين يحلف وأنت تحلف؟ قال: أمير المؤمنين على كفارة يمينه أقدر مني. فأمر به إلى السجن، فمات فيه ببغداد.
وقيل: دفعه أبو جعفر إلى صاحب شرطته حميد الطوسي، فقال: يا شيخ! إن أمير المؤمنين يدفع إلي الرجل، فيقول لي: اقتله، أو اقطعه، أو اضربه، ولا أعلم بقصته، فماذا أفعل؟
فقال: هل يأمرك أمير المؤمنين بأمر قد وجب، أو بأمر لم يجب؟ قال: بل بما قد وجب. قال: فبادر إلى الواجب.

سئل ابن المبارك: مالك أفقه، أو أبو حنيفة؟
قال: أبو حنيفة.
وقال الخريبي: ما يقع في أبي حنيفة إلا حاسد ، أو جاهل.
وقال يحيى بن سعيد القطان: لا نكذب الله، ما سمعنا أحسن من رأي أبي حنيفة، وقد أخذنا بأكثر أقواله.

قيل للقاسم بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود : ترضى أن تكون من غلمان أبى حنيفة ؟ قال : ما جلس الناس إلى أحد أنفع من مجالسة أبى حنيفة ، و قال له القاسم : تعال معى إليه ، فجاء فلما جاء إليه لزمه ، و قال : ما رأيت مثل هذا .
زاد الفرائضى : قال سليمان : و كان أبو حنيفة ورعا سخيا .

وسئل يزيد بن هارون : أيما أفقه أبو حنيفة أو سفيان ؟ قال : سفيان أحفظ للحديث ، و أبو حنيفة أفقه . و قال النخعى أيضا : حدثنا أبو قلابة ، قال : سمعت محمد بن عبد الله الأنصارى ، قال : كان أبو حنيفة يتبين عقله فى منطقه و مشيه و مدخله و مخرجه .
وعبد الله بن المبارك يقول : رأيت أعبد الناس ، و رأيت أورع الناس ، و رأيت أعلم الناس ، و رأيت أفقه الناس ، فأما أعبد الناس فعبد العزيز بن أبى رواد ، و أما أورع الناس فالفضيل بن عياض ، و أما أعلم الناس فسفيان الثورى ، و أما أفقه الناس فأبو حنيفة ثم قال : ما رأيت فى الفقه مثله . وهذا محمد بن بشر ، قال : كنت أختلف إلى أبى حنيفة و إلى سفيان ، فآتى أبا حنيفة فيقول لى : من أين جئت ؟ فأقول : من عند سفيان ، فيقول : لقد جئت من عند رجل لو أن علقمة و الأسود حضرا لاحتاجا إلى مثله . فآتى سفيان فيقول : من أين جئت ؟ فأقول من عند أبى حنيفة فيقول : لقد جئت من عند أفقه أهل الأرض .
روى له الترمذى فى كتاب " العلل " من " جامعه " قوله : ما رأيت أحدا أكذب من جابر الجعفى ، و لا أفضل من عطاء بن أبى رباح .
و روى له النسائى حديث أبى رزين ، عن ابن عباس ، قال :
" ليس على من أتى بهيمة حد " . اهـ .

قال الحافظ في تهذيب التهذيب 10 / 451
( عقب قوله : فى كتاب النسائى حديثه عن عاصم بن أبى ذر عن ابن عباس ، قال : ليس على من اتى بهيمة حد . )
و فى رواية أبى على الأسيوطى و المغاربة عن النسائى قال : حدثنا على بن حجر حدثنا عيسى ـ هو ابن يونس ـ عن النعمان عن عاصم . . . فذكره ، و لم ينسب النعمان .
و فى رواية ابن الأحمر : يعنى أبا حنيفة ، أورد عقيب حديث الدراوردى عن عمرو عن
عكرمة عن ابن عباس مرفوعا : من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به . . . الحديث .
و ليس هذا الحديث فى رواية حمزة بن السنى و لا ابن حيوة عن النسائى .
و قد تابع النعمان عليه عن عاصم : سفيان الثورى .
و مناقب الإمام أبى حنيفة كثيرة جدا ، فرضى الله تعالى عنه و أسكنه الفردوس ،
آمين . اهـ .

وكان عبد الله بن المبارك يقول : إذا اجتمع هذان على شىء فذاك قوى . يعنى : الثورى ، و أبا حنيفة . وكان يقول : إن كان أحد ينبغى له أن يقول برأيه ، فأبو حنيفة ينبغى له أن يقول برأيه .

مدح عبد الله بن المبارك أبا حنيفة :

رأيت أبا حنيفة كـل يــوم *** يزيد نبــالة و يزيد خيـرا
و ينطق بالصواب و يصطفيـه **** إذا ما قال أهل الجور جورا
يقـايس من يقايســه بلــب *** فمـن ذا تجعلـون له نظيـرا
كفانا فقد حماد و كــانـت *** مصيبتنـا بـه أمـرا كبيـرا
فرد شماتة الأعداء عنـــا *** وأبدى بـعده علمـا كثيـرا
رأيت أبا حنيفة حيـن يؤتى *** ويطلب علـمه بحـرا غزيـرا
إذا ما المشكلات تدافعتها *** رجال العلم كان بها بصيـرا

وقال الإمام محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله – عند حديث رقم 397 في السلسلة الضعيفة : أن أبا حنيفة رحمه الله على جلالته في الفقه.
قال الصنعاني في « رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار » : ولا غرابة في أن يكون لمثله أكثر من قول واحد في بعض المسائل وأن يخطئ في بعض آخر فإن ذلك من الأمور الطبيعية التي لا يخلو منها أحد من العلماء بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم . فإن من المعلوم أن أحدهم كلما طال به الزمن في طلب العلم وتقدم به في ذلك العمر كلما ازداد به معرفة ونضجا وهذا هو السبب في كثرة الأقوال التي تروى في المسألة الواحدة عن بعض الأئمة المتبوعين وبخاصة منهم الإمامين أحمد وأبا حنيفة وتميز الإمام الشافعي من بينهم بمذهبه القديم والجديد . وهذا أبو الحسن الأشعري – إمام الأشاعرة في العقيدة – نشأ في الاعتزال أربعين عاما يناظر عليه ثم رجع عن ذلك وصرح بتضليل المعتزلة وبالغ في الرد عليهم كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية في ( المجموع ) ( 4 / 72 )
وقد صرح بهذه الحقيقة الإمام أبو حنيفة رحمه الله حين نهى أبا يوسف عن تقليده فقال له : " لا يحل لأحد أن يأخذ بقولنا ما لم يعلم من أين أخذناه " . " وفي رواية : حرام على من لم يعرف دليلي أن يفتي بكلامي فإننا بشر نقول القول اليوم ونرجع عنه غدا "

موته :

كان روح بن عبادة يقول : كنت عند ابن جريج سنة خمسين يعنى و مئة ، و أتاه موت أبى حنيفة ، فاسترجع ، و توجع ، و قال : أى علم ذهب ؟ قال : و مات فيها ابن جريج . عن روح بن عبادة و غيره أن وفاته كانت سنة خمسين و مئة .
ويحدث حفيده إسماعيل بن حماد بن أبى حنيفة ، عن أبيه ، قال : لما مات أبى سألنا الحسن بن عمارة أن يتولى غسله ففعل ، فلما غسله قال : رحمك الله غفر لك لم تفطر منذ ثلاثين سنة ، و لم يتوسد يمينك بالليل منذ أربعين سنة ، و قد أتعبت من بعدك و فضحت القراء .
و قال أحمد بن عبد الله الأسلمى : حدثنا الحسن بن يوسف الرجل الصالح ، قال : يوم مات أبو حنيفة صلى عليه ست مرات من كثرة الزحام آخرهم صلى عليه ابنه حماد ، و غسله الحسن بن عمارة و رجل آخر .

رحم الله أبا حنيفة النعمان وأدخله جنانه مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيرا و نفع بكم

أسأل الله أن يوفقنا و إياكم لإثراء هذا المنبر الطيب

بالتوفيق إن شاء الله




شكرا وبارك الله فيك
جزاك الله خيرا




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم عبيد الله تعليمية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيرا و نفع بكم

أسأل الله أن يوفقنا و إياكم لإثراء هذا المنبر الطيب

بالتوفيق إن شاء الله

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وجزاك الله خير الجزاء

نسال الله ان يوفقنا الى ما يحبه ويرضاه و يجعلنا من عباده الصالحين
ويعيننا على فعل الخير




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يحيى24 تعليمية
شكرا وبارك الله فيك
جزاك الله خيرا

لا شكر على واجب اخي
وفيك بارك الله




بارك الله فيك أخي الفاضل في ميزان حسناتك إن شاء الله

جزيت الجنة




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاتن تعليمية
بارك الله فيك أخي الفاضل في ميزان حسناتك إن شاء الله

جزيت الجنة

وفيك بارك الله
اللهم امين واياكم




التصنيفات
السير والتراجم

ترجمة الإمام ابن القيم

بسم الله الرحمن الرحيم

نسبه ونسبته:

هو الفقيه، المفتي، الإمام الربّاني شيخ الإسلام الثاني أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد الزُّرعي ثم الدِّمشقي الشهير بـ"ابن قيم الجوزية" لا غيره خلافًا للكوثري الذي نبزه بـ"ابن زفيل" .


ولادته:


ولد -رحمه الله- في السابع من شهر صفر الخير سنة (691هـ).


أسرته ونشأته وطلبه للعلم:


نشأ ابن قيِّم الجوزية في جوِّ علمي في كنف والده الشيخ الصالح قيم الجوزية، وأخذ عنه الفرائض، وذكرت كتب التراجم بعض أفراد أسرته كابن أخيه أبي الفداء عماد الدين إسماعيل بن زين الدين عبد الرحمن الذي اقتنى أكثر مكتبة عمّه، وأبناؤه عبد الله وإبراهيم، وكلهم معروف بالعلم وطلبه.

وعُرف عن ابن قيم الجوزية -رحمه الله- الرغبة الصادقة الجامحة في طلب العلم، والجَلَد والتَّفاني في البحث منذ نعومة أظفاره؛ فقد سمع من الشِّهاب العابر المتوفى سنة (697هـ) فقال -رحمه الله- : "وسمّعت عليه عدّة أجزاء، ولم يتفق لي قراءة هذا العلم عليه؛ لصغر السِّنِّ ، واخترام المنية له -رحمه الله- " وبهذا يكون قد بدأ الطلب لسبع سنين مضت من عمره.


رحلاته:


قَدم ابن قيّم الجوزية -رحمه الله- القاهرة غير مرّة ، وناظر ، وذاكر.

وقد أشار إلى ذلك المقريزي فقال : "وقدم القاهرة غير مرّة" .

قال: "وذاكرت مرة بعض رؤساء الطب بمصر" .

وقال: "وقد جرت لي مناظرة بمصر مع أكبر من يشير إليه اليهود بالعلم والرياسة" .

وزار بيت المقدس، وأعطى فيها دروسًا.

قال: "ومثله لي قلته في القدس" .

وكان -رحمه الله- كثير الحجِّ والمجاورة كما ذكر في بعض كتبه . قال ابن رجب: وحج مرات كثيرةً، وجاور بمكة، وكان أهل مكة يذكرون عنه من شدّة العبادة وكثرة الطواف أمرًا يُتعجب منه" .


مكتبته:


كان ابن قيّم الجوزية -رحمه الله- مُغرمًا بجمع الكتب، وهذا دليلُ الرَّغبة الصّادقة للعلم بحثًا وتصنيفًا، وقراءةً وإقراءً يظهر ذلك في غزارة المادة العلمية في مؤلفاته، والقدرة العجيبة على حشد الأدلة.

وقد وصف تلاميذه -رحمهم الله- مكتبته فأجادوا:

قال ابن رجب: "وكان شديد المحبة للعلم وكتابته ومطالعته وتصنيفه، واقتناء الكتب، واقتنى من الكتب ما لم يحصل لغيره" .

وقال ابن كثير -رحمه الله-: "واقتنى من الكتب ما لم لا يتهيأ لغيره تحصيل عُشْرِه من كتب السلف والخلف" .

قلت: ومع هذا كله يقول بتواضع جم: "بحسب بضاعتنا المزجاة من الكتب" .

ورحم اللهُ شيخه شيخَ الإسلام ابن تيمية القائل: "فمن نوّر الله قلبه هداه ما يبلغه من ذلك، ومن أعماه لم تزدْهُ كثرةُ الكتب إلا حيرة وضلالةً" .


مشاهير شيوخه:


تلقى ابن قيم الجوزية -رحمه الله- العلم على كثير من المشايخ ، ومنهم:

1- قيم الجوزية والده -رحمه الله-.

2- شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- لازمه ، وتفقه به، وقرأ عليه كثيرًا من الكتب ، وبدأت ملازمته له سنة (712هـ) حتى توفي شيخ الإسلام سجينًا في قلعة دمشق (728هـ).

3- المزي -رحمه الله- .


تلاميذه :

1- ابن رجب الحنبلي ، صرح بأنه شيخه، ثم قال: "ولازمت مجالسه قبل موته أزيد من سنة ، وسمّعت عليه قصيدته النونية الطويلة في السّنة ، وأشياء من تصانيفه وغيرها" .

2- ابن كثير -رحمه الله- قال : "وكنت من أصحب الناس له وأحبّ الناس إليه" .

3- الذهبي -رحمه الله- ترجم لابن القيم الجوزية في "المعجم المختص" بشيوخه .

4- ابن عبد الهادي -رحمه الله- ؛ كما قال ابن رجب:"وكان الفضلاء يعظمونه ويتتلمذون له كابن عبد الهادي وغيره" .

5- الفيروزآبادي صاحب "القاموس المحيط" ، كما قال الشوكاني: "ثم ارتحل إلى دمشق فدخلها سنة (755هـ) فسمع من التقي السبكي وجماعة زيادة عن مائة كابن القيم" .


علاقته بشيخه ابن تيمية ومنهجه :


بدأت ملازمة ابن قيم الجوزية لشيخ الإسلام ابن تيمية عند قدومه إلى دمشق سنة (712هـ) ، واستمرت إلى وفاة الشيخ سنة (728هـ) ، وبهذا تكون مدة مرافقة ابن قيم الجوزية لشيخه ستة عشر عامًا بقي طيلتها قريبًا منه يتلقى عنه علمًا جمًا ، وقرأ عليه فنونًا كثيرة.

قال الصفدي:"قرأ عليه قطعة من "المحرّر" لجدّه المجد، وقرأ عليه من "المحصول" ، ومن كتاب "الأحكام" للسيف الآمدي، وقرأ عليه قطعة من "الأربعين" و"المحصل" وقرأ عليه كثيرًا من تصانيفه" .

وبدأت هذه الملازمة بتوبة ابن قيم الجوزية على يدي شيخه ابن تيمية ؛ كما أشار إلى ذلك بقوله

يـا قـوم والله العظيـم نصـيحة
مـن مشـفق وأخ لكـم معـوان

جربت هـذا كلـه ووقعت فـي
تلك الشبــاك وكنت ذا طيـران

حتى أتـاح لـي الإلـه بفضلـه
مـن ليس تجـزيه يـدي ولسـاني

فتـى أتى مـن أرض حـرّان فيا
أهلًا بمـن قـد جـاء من حــران

وكان لهذه الملازمة أثرٌ بالغٌ في نفس ابن قيم الجوزية ؛ فشارك شيخه في الذَّبِّ عن المنهج السلفي، وحمل رايتَه من بعده ، وتحرر من كل تبعية لغير كتاب الله وسُنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- بفهم السلف الصالح.

قال الشوكاني : "وليس له على غير الدليل مُعَوَّل في الغالب، وقد يميل نادرًا إلى المذهب الذي نشأ عليه، ولكنه لا يتجاسر على الدَّفع في وجوه الأدلة بالمحامل الباردة ؛ كما يفعله غيرُه من المتمذهبين، بل لا بد له من مستند في ذلك ، وغالب أبحاثه الإنصافُ والميلُ مع الدليل حيث مال، وعدم التعويل على القيل والقال، وإذا استوعب الكلام في بحث وطوَّل ذيولَه أتى بما لم يأت به غيره، وساق ما ينشرح له صدورُ الراغبين في أخذ مذاهبهم عن الدليل، وأظنها سرت إليه بركةُ ملازمته لشيخه ابن تيمية في السَّراء والضّراء والقيام معه في محنه، ومواساته بنفسه، وطول تردده إليه.

وبالجملة فهو أحد من قام بنشر السُّنة، وجعلها بينه وبين الآراء المحدثة أعظم جُنَّة ، فرحمه الله وجزاه عن المسلمين خيرًا .

ومع هذا كله فلم يكن ابن قيم الجوزية -رحمه الله- نسخةً من شيخه ابن تيمية، بل كان متفننًا في علوم شتى -باتفاق المتقدمين والمتأخرين- تدل على علو كعبه، ورسوخه في العلم.

وكيف يكون ابن قيم الجوزية مُرَدِّدًا لصدى صوت شيخه ابن تيمية -رحمه الله- وهو ينكرُ التقليدَ ويحاربُه بكلِّ ما أتي من حَوْل وقوَّة؟!


ثناء العلماء عليه:

قال ابن كثير -رحمه الله- : "سمع الحديث ، واشتغل بالعلم ، وبرع في علوم متعددة ، ولا سيما علم التفسير والحديث الأصلين ، ولما عاد الشيخُ تقي الدين ابن تيمية من الدّيار المصرية في سنة ثنتي عشرة وسبعمائة لازمه إلى أن مات الشيخ، فأخذ عنه علمًا جمًّا ، مع ما سلف له من الاشتغال؛ فصار فريدًا في بابه في فنون كثيرة، مع كثرة الطَّلَب ليلًا ونهارًا، وكثرة الابتهال ، وكان حسنَ القراءة والخُلُق ، وكثيرَ التَّودُّد لا يحسدُ أحدًا ولا يؤذيه ، ولا يستغيبُه ولا يحقدُ على أحد ، وكنت أصحب الناس له ، وأحب الناس إليه ، ولا أعرف في هذا العالم في زماننا أكثرَ عبادة منه، وكانت له طريقةٌ في الصلاة يطيلها جدًا ، ويمدُّ ركوعَه وسجودَه ويلومُه كثير من أصحابه في بعض الأحيان ، فلا يرجع ولا ينزع عن ذلك -رحمه الله- ، وله من التّصانيف الكِبار والصِّغار شيءٌ كثير ، وكتَبَ بخطّه الحسنِ شيئًا كثيرًا ، واقتنى من الكتب ما لا يتهيأ لغيره تحصيل عشره من كتب السلف والخلف.

وبالجملة كان قليلَ النظير في مجموعه وأموره وأحواله ، والغالب عليه الخيرُ والأخلاقُ الصالحةُ ، سامحه الله ورحمه" .

قال ابن رجب -رحمه الله- : "وتفقه في المذهب ، وبرع وأفتى ، ولازم الشيخ تقي الدين وأخذ عنه ، وتفنَّن في علوم الإسلام ، وكان عارفًا بالتفسير لا يجارى فيه ، وبأصول الدين ، وإليه فيهما المنتهى ، والحديث معانيه وفقهه ، ودقائق الاستنباط منه ، لا يُلحق في ذلك ، وبالفقه وأصوله وبالعربية ، وله فيها اليَدُ الطولى ، وتعلم الكلام والنَّحو وغير ذلك ، وكان عالمًا بعلم السّلوك ، وكلام أهل التّصوف وإشاراتهم ودقائقهم ، له في كل فَنّ من هذه الفنون اليد الطولى.

وكان -رحمه الله- ذا عبادة وتَهَجد ، وطول صلاة إلى الغاية القصوى ، وَتَألُّه ولهج بالذّكر ، وشغف بالمحبة ، والإنابة والاستغفار ، والافتقار إلى الله والانكسار له ، والاطراح بين يديه على عتبة عبوديته ، لم أشاهد مثله في ذلك ، ولا رأيت أوسع منه علمًا ، ولا أعْرَف بمعاني القرآن والسنة وحقائق الإيمان منه، وليس هو المعصوم، ولكن لم أر في معناه مثله " .

وقال ابن ناصر الدين الدمشقي -رحمه الله- : "وكان ذا فنون في العلوم ، وخاصة التفسير والأصول في المنطوق والمفهوم" .

وقال السيوطي -رحمه الله- :"قد صَنَّفَ ، وناظر ، واجتهد ، وصار من الأئمة الكبار في التفسير والحديث ، والفروع ، والأصلين ، والعربية" .


مؤلفاته :


ضرب ابن قيم الجوزية بحظ وافر في علوم شتى يظهر هذا الأمر جَليًّا لمن استقصى كتبه التي كانت للمتقين إمامًا، وأفاد منها الموافق والمخالف.

قال ابن حجر -رحمه الله- ، "ولو لم يكن للشيخ تقي الدين من المناقب إلا تلميذه الشهير الشيخ شمس الدين ابن قيم الجوزية صاحب التصانيف النافعة السائرة التي انتفع بها الموافق والمخالف لكان غاية في الدلالة على عظم منزلته" .

وإليك أشهرها مرتَّبة على حروف المعجم:

1-اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية.

2- أحكام أهل الذمة.

3- إعلام الموقعين عن رب العالمين.

4- إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان.

5-بدائع الفوائد.

6- تحفة المودود في أحكام المولود.

7- تهذيب مختصر سنن أبي داود.

8- الجواب الكافي، وهو المسمى "الداء والدواء".

9- جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على محمد -صلى الله عليه وسلم- خير الأنام.

10- حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح.

11- حكم تارك الصلاة.

12- "الرسالة التبوكية "وهو الذي بين يديك.

13- روضة المحبين ونزهة المشتاقين.

14- الروح.

15- زاد المعاد في هدي خير العباد.

16- شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل.

17- الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة.

18-طريق الهجرتين وباب السعادتين.

19- الطرق الحكمية في السياسة الشرعية.

20- عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين، وقد انتهيت من تحقيقه بحمد الله وفضله على نسختين خطيتين.

21- الفروسية.

22- الفوائد.

23- الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية ، وهي "القصيدة النونية".

24- الكلام على مسألة السماع.

25- مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين.

26- مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية أهل العلم والإرادة.

27- المنار المنيف في الصحيح والضعيف.

28- هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى.

29– الوابل الصيب في الكلم الطيب.


محنة وثبات :


حُبس مع شيخه ابن تيمية في المرة الأخيرة في القلعة منفردًا عنه بعد أن أهين وطيف به على جمل مضروبًا بالدرة سنة (726هـ) ، ولم يفرج عنه إلا بعد موت شيخه سنة (728هـ) .

وحبس مرة لإنكاره شدّ الرحال إلى قبر الخليل.

قال ابن رجب -رحمه الله- : "وقد امتحن وأوذي مرات" .


وفاته :


توفي -رحمه الله- ليلة الخميس ثالث عشرين من رجب الفرد سنة (751هـ) ، ودفن بدمشق بمقبرة الباب الصغير -رحمه الله- وأسكنه الفردوس الأعلى ، وجمعنا وإياه في عليين مع النبيين ، والصديقين ، والشهداء ، والصالحين ، وحسن أولئك رفيقًا.


مصادر ترجمته:

1- "أبجد العلوم" ، صديق حسن خان ، (3 / 138).

2- "البداية والنهاية" ، ابن كثير ، (14 / 234).

3- "البدر الطالع" ، الشوكاني ، (2 / 143).

4- "بغية الوعاة" ، للسيوطي ، (1 / 62).

5- "التاج المكلل" ، صديق حسن خان ، (ص416).

6- "الدرر الكامنة" ، ابن حجر ، (4 / 21-23).

7- "ذيل طبقات الحنابلة" ، ابن رجب ، (2 / 447).

8- "ذيل العبر في خبر من عبر" ، (5 / 282).

9- "الرد الوافر" ابن ناصر الدين الدمشقي (ص68).

10- "شذرات الذهب" ، ابن العماد ، (6 / 168).

11- "طبقات المفسرين" ، للداوودي ، (2 / 93).

12- "الفتح المبين في طبقات الأصوليين" ، المراغي ، (2 / 76).

وقد صنفت كتب مفردة مثل:

1- "ابن قيم الجوزية" ، محمد مسلم الغنيمي.

2- "ابن قيم الجوزية حياته وآثاره" ، بكر بن عبد الله أبو زيد.

3- "ابن قيم الجوزية وموقفه من التفكير الإسلامي" ، عوض الله حجازي.

4- "ابن القيم وآثاره العلمية" ، أحمد ماهر البقري.

5- "ابن القيم اللغوي" ، أحمد ماهر البقري.

6- "ابن قيم الجوزية عصره ومنهجه" ، عبد العظيم عبد السلام.




تعليمية




بارك الله فيك على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق




جزاكم الله خير الجزاء.




بارك الله فيك




التصنيفات
السير والتراجم

من فضائل عائشة رضي الله عنها

تعليمية

تعليمية

من فضائل عائشة رضي الله عنها
قال ابن القيم رحمه الله :

ومن خصائصها : أنها كانت أحب أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه كما ثبت عنه ذلك في البخاري وغيره وقد سئل أي الناس أحب إليك قال عائشة قيل فمن الرجال قال أبوها

ومن خصائصها أيضا : أنه لم يتزوج امرأة بكرا غيرها .

ومن خصائصها : أنه كان ينزل عليه الوحي وهو في لحافها دون غيرها .

ومن خصائصها : أن الله عز وجل لما أنزل عليه آية التخيير بدأ بها فخيرها فقال : ” ولا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك فقالت أفي هذا أستأمر أبوي فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة فاستنّ بها ( أي اقتدى ) بقية أزواجه صلى الله عليه وسلم وقلن كما قالت .

ومن خصائصها : أن الله سبحانه برأها مما رماها به أهل الإفك وأنزل في عذرها وبراءتها وحيا يتلى في محاريب المسلمين وصلواتهم إلى يوم القيامة وشهد لها بأنها من الطيبات ووعدها المغفرة والرزق الكريم وأخبر سبحانه أن ما قيل فيها من الإفك كان خيرا لها ولم يكن ذلك الذي قيل فيها شرا لها ولا عائبا لها ولا خافضا من شأنها بل رفعها الله بذلك وأعلى قدرها وأعظم شأنها وصار لها ذكرا بالطيب والبراءة بين أهل الأرض والسماء فيا لها من منقبة ما أجلها …

ومن خصائصها رضي الله عنها : أن الأكابر من الصحابة رضي الله عنهم كان إذا أشكل عليهم أمر من الدين استفتوها فيجدون علمه عندها .

ومن خصائصها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي في بيتها وفي يومها وبين سحرها ونحرها ودفن في بيتها .

ومن خصائصها : أن الملَك أَرى صورتَها للنبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يتزوجها في سرقة حرير فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن يكن هذا من عند الله يمضه .

ومن خصائصها : أن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يومها من رسول الله صلى الله عليه وسلم تقربا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فيتحفونه بما يحب في منزل أحب نسائه إليه صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهن أجمعين




تعليمية




جعلها الله في ميزان حسناتك




رحم الله أمي وأم الوؤمنين السيدة عائشة ورضي الله تعالى عنها وعن جمبع أمهات المؤمنين وارضاهن واسكننا واياهم الفردوس الاعلى آآآآآآآآآآآآآآآمين













التصنيفات
السير والتراجم

أحاديث في مناقب عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها

ذكر الامام ابن عساكر في كتابهالأربعين في مناقب أمهات المؤمنين

ذكر ما ورد في مناقب أم المؤمنين عائشة الصديقة رضي الله عنها

الحديث الاول
أخبرنا عمي الإمام الحافظ أناأبو عبدالله الفراوي وأخبرنا أستاذي الإمام أبو المعالي مسعود أنا أبو محمد بن عبدالجبار قالا أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البهيقي أنا أبو عبدالله الحافظ وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا نا أبو العباس محمد بن يعقوب نا أحمد بن عبد الجبار نا يونس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
( أريتك في المنام مرتين أرى أن رجلا يحملك في سرقة حرير فيقول هذه امرأتك فاكشف فأراك فأقول أن كان هذا من عند الله يمضه )
اتفق الأئمة على صحته فرواه أبو عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه عن معلي عن وهيب بمعناه ورواه مسلم من حديث هشام أيضا

الحديث الثاني:

أخبرنا عمي الإمام الحافظ رحمه الله قال قرأت علي بن أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الحسن الجوهري أنا أبو عمر ومحمد بن العباس بن محمد بن زكريا بن حيوية أنا أبو الحسن أحمد بن معروف بن بشر الخشاب نا الحسين بن الفهم أنا أبو عبدالله محمد بن سعد كاتب الواقدي أنا محمد بن عمرو ونا عبد الواحد بن ميمون مولى عروة عن حبيب مولى عروة قال
( لما ماتت خديجة حزن عليها رسول الله صلى الله عليه و سلم حزنا شديدا فبعث الله جبريل فأتاه بعائشة في مهد فقال يا رسول الله هذه تذهب ببعض حزنك وإن في هذه خلفا من خديجة ثم ردها فكان رسول الله صلى الله عليه و سلم يختلف إلى بيت أبي بكر ويقول يا أم رومان استوصي بعائشة خيرا واحفظيني فيها فكان لعائشة بذلك منزلة عند أهلها لا يشعرون بأمر الله فيها فأتاهم رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما في بعض ما كان يأتيهم وكان لايخطئه يوم واحد أن يأتي إلى بيت أبي بكر منذ أسلم إلى أن هاجر فيجد عائشة متسترة بباب دار أبي بكر تبكي بكاء حزينا فسألها فشكت إليه أمها وذكرت أنها تولع بها فدمعت عينا رسول الله صلى الله عليه و سلم ودخل على أم رومان فقال يا أم رومان ألم أوصيك بعائشة أن تحفظيني فيها فقالت يا رسول الله إنها بلغت الصديق عنا فأغضبته علينا فقال
النبي صلى الله عليه و سلم وإن فعلت قالت أم رومان لاجرم لا سؤتها أبدا وكانت عائشة ولدت السنة الرابعة من النبوة في أولها ) )

الحديث الثالث أخبرنا عمي الإمام الحافظ أبو القاسم رحمةالله عليه قال قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الحسن الجوهري أنا ابن حيوية أنا ابن معروف أحمد أناأبو علي الحسين بن الفهم نا محمد بن سعد أنا أبو بكر بن عبدالله بن أبي أويس حدثني سليمان بن بلال عن أسامة بن زيد الليثي عن أبي سلمة بن الماجشون عن أبي محمد مولى الغفاريين أن عائشة قالت
( قلت للنبي صلى الله عليه و سلم من أزواجك في الجنة قال أنت منهن )
هذا حديث حسن من حديث أبي سلمة يوسف بن يعقوب بن عبدالله الماجشون روى عن صالح بن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف أخرج البخاري عنه في الصحيح في الوكالة وغيرها وقد صح عن عمار بن ياسر أنه قال
( إنها زوجته في الدنيا والآخرة )

الحديث الرابع

وبالإسناد قال أبو بكر البهيقي أنا أبو عبدالله الحافظ أنا ابو بكر محمد بن عبدالله بن الجنيد نا أحمد بن نصر نا أبو نعيم الفضل بن دكين نا عبدالجبار بن الورد عن عمار الدهني عن سالم بن أبي الجعد عن أم سلمة قالت
( ذكر النبي صلى الله عليه و سلم خروج بعض أمهات المؤمنين وضحكت عائشة فقال لها انظري يا حميراء أن لا تكوني أنت ثم التفت إلى على وقال يا علي إن وليت من أمرها شيئا فارفق بها )
هذا حديث حسن من رواية أم سلمة هند زوجة النبي صلى الله عليه و سلم

الحديث الخامس

وبالإسناد نا ابن سعد أنا محمد بن يزيد الواسطي نا مجالد بن سعيد عن عامر الشعبي عن مسروق قال قالت لي عائشة
لقد رأيت جبريل واقفا في حجرتي هذه على فرس ورسول الله صلى الله عليه و سلم
يناجيه فلما دخل قلت يا رسول الله من هذا الذي رأيتك تناجيه قال وهل رأيته قلت نعم قال فبم شبهته قلت بدحية الكلبي قال لقد رأيت خيرا كثيرا ذاك جبريل قالت فما لبث إلا يسيرا حتى قال يا عائشة هذا جبريل يقرأ عليك السلام قلت وعليه السلام جزاه الله من دخيل خيرا
هذا حديث حسن من حديث أبي عائشة مسروق بن عبد الرحمن الأجدع الهمداني الكوفي سمع عمر بن الخطاب وعليا رضي الله عنهما روى عنه أبو وائل والشعبي أخرجه البخاري وقال فيه يا عائش

الحديث السادسوبالإسناد نا محمد بن سعد نا معمر عن الزهري عن محمد بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام عن عائشة قالت
أرسل أزواج النبي صلى الله عليه و سلم فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم فاستأذنت ورسول الله صلى الله عليه و سلم مع عائشة في مرطها فأذن لها فدخلت فقالت يارسول الله إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي
قحافة فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أي بنية أليس تحبين ما أحب قالت بلى يا رسول الله قال فأحبي هذه لعائشة
وفي الحديث طول أنا اختصرته
هذا حديث حسن من حديث أبي بكر محمد بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي ويقال كنيته أبو عبدالرحمن سمع عائشة وأبا هريرة روى عنه الشعبي والزهري
وفيه من الفقه أن الزوج إذا أحب زوجة له دون غيرها وزاد في كرامتها لا جناح عليه ولا يستحققن التسوية إلا في القسم لا غير

الحديث السابع وبالإسناد نا ابن سعد حدثني حاتم بن إسماعيل عن جعفر بن محمد عن أبيه قال
( لما ثقل رسول الله صلى الله عليه و سلم في مرضه الذي توفي فيه قال أين أنا غدا قالوا عند فلانه قال أين أنا بعد غد قالوا عند فلانه قال فعرف أزواجه أنه يريد عائشة رضي الله عنها فقلن يارسول الله قد وهبنا أيامنا لأختنا عائشة )
هذا حديث صحيح متفق على صحته روى معناه بألفاظ مختلفة أخرجه البخاري في صحيحه

الحديث الثامن أخبرني عمي الإمام الحافظ رحمه الله أنا أبو عبد الله الفراوي أنا أبو عبدالله محمد الخبازي وأبو سهيل الحفصي قالا أنا أبو محمد الكشميهني أنا أبو عبدالله الفربري حدثنا الإمام أبو عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري حدثني محمد بن عبيد نا عيسى بن يونس عن عمر بن سعيد أخبرني ابن أبي مليكة أن أبا عمرو ذكوان مولى عائشة أخبره أن عائشة كانت تقول
( إن من نعم الله ( علي ) أن رسول الله توفي في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري وأن الله جمع بين ريقه وريقي عند موته دخل علي عبدالرحمن وبيده السواك وأنا مسندة رسول الله صلى الله عليه و سلم فرأيته ينظر إليه وعرفت أنه يحب السواك فقلت آخذه لك فأشار برأسه أن نعم فتناولته فاشتد عليه وجعه وقلت الينه لك فأشار برأسه أن نعم فلينته فأمره وبين يديه ركوة أو عليه يشك عمر فيها فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه يقول لا إله إلا الله إن للموت سكرات ثم نصب يده فجعل يقول في الرفيق الأعلى حتى قبض ومالت يده صلى الله عليه و سلم )
هذا حديث صحيح من حديث أبي بكر عبدالله بن أبي مليكة القرشي من كبار التابعين سمع ابن عباس وابن عمر وعائشة وقد أخرجه البخاري من طريق أخرى عن سليمان بن بلال عن هشام بن عروة وذكر رزين في مجموع الصحاح
والسحر الرئة تعني موضع الرئة يقال انتفخ سحره وقال صاحب المجمل السحر ما لصق بالحلقوم والمري من أعلى البطن

الحديث التاسع أخبرنا عمي الإمام الحافظ أبو القاسم رحمه الله قال قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمود الجوهري إجازة
وأنبأنا عمي الإمام الصائن رحمه الله أنا أبو طالب عبدالقادر بن يوسف البغدادي أنا الجوهري أنا ابن حيوية أنا أحمد بن معروف نا الحسين بن

الفهم نا محمد بن سعد أنا حجاج بن نصير نا عيسى بن ميمون عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت
فضلت على نساء النبي صلى الله عليه و سلم بعشر قيل ماهن يا أم المؤمنين قالت لم ينكح بكرا قط غيري ولم ينكح امرأة أبواها مهاجران غيري وأنزل الله براءتي من السماء وجاءه جبريل بصورتي من السماء في حريرة وقال تزوجها فإنها امرأتك وكنت اغتسل أنا وهو في إناء واحد ولم يكن يصنع ذلك بأحد من نسائه غيري وكان يصلي وأنا معترضة بين يديه ولم يكن يفعل ذلك بأحد من نسائه غيري وكان ينزل عليه الوحي وهو معي ولم يكن ينزل عليه وهو مع أحد من نسائه غيري وقبض الله روحه وهو بين سحري ونحري ومات في الليلة التى كان يدور علي فيها ودفن في بيتي
هذا حديث حسن من حديث أبي محمد ويقال أبوعبدالرحمن القاسم بن محمد بن أبي بكرالصديق رضي الله عنه
وقد صح أن عائشة رضي الله عنها خصا بهذه الأشياء ذلك وورد في الصحاح نعم روى بعض الأحاديث أنه أغتسل وأم سلمة من إناء واحد وكلاهما يحمل على الغالب ويكون ذلك مع أم سلمة مرة واحدة لا متكررا جمعا بين الروايتين والله أعلم

الحديث العاشر

أخبرنا أستاذي الإمام قطب الدين أبو المعالي رحمه الله أنا عبدالجبار البيهقي أنا أبو بكر البيهقي أنا أبو سعيد عثمان بن عبدوس بن محفوظ الفقيه الجزروذي وأبو عبدالرحمن محمد بن الحسين السلمي نا أبو محمد يحيى بن منصور نا جعفر بن محمد بن الحسين
قال أبو بكر البيهقي وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد نا إبراهيم بن إسحاق السراج قالا نا يحيى ين يحيى أنا سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد قال سمعت القاسم بن محمد يقول
قالت عائشة وارأساه فقال لها رسول الله صلى الله عليه و سلم ذاك لو كان وأنا حي فأستغفر لك وأدعو لك قالت عائشة واثكلياه والله إني لأظنك تحب موتي ولو كان ذلك لظللت آخر يومك معرسا ببعض أزواجك فقال رسول الله صلى اله عليه وسلم بل أنا وارأساه لقد هممت أن أرسل إلى أبي بكر وابنه وأعهد أن يقول القائلون أو يتمنى المتمنيون فقلت يأبي الله ويدفع المؤمنون أو يدفع الله ويأبى المؤمنون
هذا حديث صحيح من حديث أبي محمد القاسم عن عمته أم المؤمنين وثابت من رواية أبي سعيد يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن سهيل
أخرجه البخاري في صحيحه عن يحيى بن يحيى وقال
يأبى الله ويدفع المؤمنون

الحديث الحادي عشر

أخبرنا عمي الإمام الحافظ رحمه الله أنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن لولو أنا عبدالله محمد بن إبراهيم بن أبان السراج أنا بشار بن موسى الخفاف نا خالد بن عبدالله نا خالد الحذاء قال سمعت أبا عثمان النهدي يقول
( كان عمرو بن العاص جالسا يحدث الناس عن جيش السلاسل قال قلت يا رسول الله أي الناس أحب إليك قال عائشة قلت من الرجال قال أبوها أبو بكر قلت ثم من قال عمر بن الخطاب قلت ثم من قال فعد لي رجالا )
هذا حديث صحيح من حديث أبي عبدالله عمرو بن العاص بن وائل بن هشام السهمي القرشي صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم كان كبير القدر كثير الحزم والتدبير

الحديث الثاني عشر

أخبرنا عمي الحافظ رحمه الله أنا أبو الفضل محمد بن إسماعيل الفضيلي بقراءتي عليه بهراة أنا أبو مضر محلم بن إسماعيل بن مضر بن إسماعيل الضبي قراءة عليه وأنا أسمع في سنة سبع وخمسين وأربع مئة بهراة أنا أبو سعيد الخليل بن أحمد بن محمد بن الخليل بن موسى بن عبدالله القاضي السجزي قراءة عليه بهراة وأنا أسمع نا أبو العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي نا أبو رجاء قتيبة بن سعيد نا عبدالعزيز عن عبدالله بن عبد الرحمن عن أنس مالك أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال
( فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على الطعام )
هذا حديث صحيح رواه البخاري بزيادة عن آدم عن شعبة عن عمرو بن مرة عن أبيه عن أبي موسى الأشعري رواه مسلم أيضا عن أبي بكر بن أبي شيبة عن وكيع عن شعبة ورواه رزين في مجموع الصحاح وزاد فيه جملة
( كمل ) من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا أربع فاطمة بنت محمد وخديجة بنت خويلد وآسية إمرأة فرعون ومريم ابنة عمران )
وفي هذا فضيلة سنية لعائشة لأنه شبهها بأفضل طعام العرب وأكثر تغدية من غيره

الحديث الثالث عشر أخبرنا عمي الإمام الحافظ رحمة الله أنا أبو بكر محمد بن الحسين بن علي الفرضي المقريء المعروف بابن المرزفي بقراءتي عليه في رجب سنة إحدى وعشرين وخمسة مئة أنا الشريف أبو الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون أناأبو القاسم عبيدالله بن محمد بن سليمان بن حبابة ناأبوالقاسم عبدالله بن محمد نا سليمان بن عمرو نا بقية عن يزيد بن أيهم عن يزيد ين شريح عن عائشة قالت
( كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا غضب على عائشة وضع يده على منكبها فقال اللهم اغفر لها ذنبها وأذهب غيظ قلبها واعذها من مضلات الفتن )
هذا حديث صحيح حسن من حديث بقية بن الوليد

الحديث الرابع عشر

أخبرنا الشيخ الأمين أبوالمعالي عبدالله بن عبد الرحمن بن صابر أنا الشريف النسيب أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني خطيب دمشق أناأبو الحسين محمد بن عبدالرحمن بن عثمان رضي الله عنه في سنة أربع وأربعين وأربع مئة قال قريء على القاضي يوسف القاسم بن يوسف الميانجي وأنا حاضر أسمع قيل له أخبركم أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي نا أبو موسى نا سهل بن حماد أبو عتاب الدلال نا مختار بن نافع التميمي عن أبي حيان عن أبيه عن علي رضي الله عنه قال قال ( لي ) رسول الله صلى الله عليه و سلم
( رحم الله أبا بكر زوجني ابنته وحملني إلى دار الهجرة وأعتق بلال من ماله رحم الله عمر يقول الحق وإن كان مرا تركه الحق ( و ) ماله من صديق رحم الله عثمان تستحييه الملائكة رحم الله عليا اللهم أدر الحق معه حيث دار )
هذا حديث حسن صحيح من حديث أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب







كنت بصدد التعقيب برد خفيف عن ياسر الخبيث ولكن قد كفى الشيخ ربيع ووفى .جزاه الله كل الحير وانت اخي ابو سليمان جعل الله كل هاذا وذاك في ميزان حسناتكم وصالح اعمالكم




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حايم الجزائري تعليمية
كنت بصدد التعقيب برد خفيف عن ياسر الخبيث ولكن قد كفى الشيخ ربيع ووفى .جزاه الله كل الحير وانت اخي ابو سليمان جعل الله كل هاذا وذاك في ميزان حسناتكم وصالح اعمالكم

بارك الله فيك أخي حايم لكننات نريد جمع كل ما يكشف خبث هذا الزنديق ولذلك نرجو منك اخي وضع تعقيبك حتى لو كان دعا على هذا الخبيث الذي نسال المولى عز وجل أن يذيقثه العذاب في الدنيا قبل الاخرة
وجزاك الله خير أخي على المرور




بارك الله فيك على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق




التصنيفات
السير والتراجم

ترجمة موجزة لفضيلة الشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظه الله

ترجمة موجزة لفضيلة الشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظه الله



اسمه ونسبه:
هو الشيخ العلامة المحدث ربيع بن هادي بن محمد عمير المدخلي. من قبيلة المداخلة المشهورة في منطقة جازان بجنوب المملكة العربية السعودية ، وهي من إحدى قبائل بني شبيل و شبيل هو ابن يشجب ابن قحطان.
مولده:
ولد بقرية الجرادية وهي قرية صغيرة غربي مدينة صامطة بقرابة ثلاثة كيلومترات وقد اتصلت بها الآن ، وكان مولده عام 1351 هـ في آخره وقد توفي والده بعد ولادته بسنة ونصف تقريباً فنشأ وترعرع في حجر أمه ، رحمها الله تعالى فأشرفت عليه وقامت بتربيته خير قيام ، وعلمته الأخلاق الحميدة من الصدق والأمانة وحثه على الصلاة و تتعاهده عليها ، مع إشراف عمه عليه .
نشأته العلمية:
لما وصل الشيخ إلى سن الثامنة التحق بحلق التعليم في القرية وتعلم الخط والقراءة وممن تعلم عليه الخط الشيخ شيبان العريشي وكذلك القاضي أحمد بن محمد جابر المدخلي ، وعلى يد شخص ثالث يدعى محمد بن حسين مكي من مدينة صبياء . وقرأ القرآن على الشيخ محمد بن محمد جابر المدخلي كما قرأ عليه التوحيد والتجويد وقرأ بالمدرسة السلفية بمدينة صامطه بعد ذلك .
وممن قرأ عليهم بها : الشيخ العالم الفقيه : ناصر خلوفة طياش مباركي ـ رحمه الله ـ عالم مشهور من كبار طلبة الشيخ القرعاوي ـ رحمه الله ـ ودرس عليه بلوغ المرام ونزهة النظر للحافظ ابن حجر ـ رحمه الله تعالى ـ .
ثم التحق بعد ذلك بالمعهد العلمي بصامطة ودرس به على عدد من المشايخ الأجلاء ومن أشهرهم على الإطلاق الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي العلامة المشهور رحمه الله تعالى ، وعلى أخيه صاحب الفضيلة الشيخ محمد بن أحمد الحكمي ، وكما درس به أيضاً على يد الشيخ العلامة المحدث أحمد بن يحي النجمي _حفظه الله _ ودرس فيه أيضاً على الشيخ العلامة الدكتور محمد أمان بن علي الجامي ـ رحمه الله ـ في العقيدة.
وكذلك درس أيضاً على الشيخ الفقيه محمد صغير خميسي في الفقة _ زاد المستقنع _ ، وغيرهم كثير ممن درس عليهم الشيخ في العربية والأدب والبلاغة والعروض ، وفي عام 1380 هـ وفي نهايته بالتحديد تخرج من المعهد العلمي بمدينة صامطة وفي مطلع العام 1381 هـ التحق بكلية الشريعة بالرياض واستمر بها مدة شهر أو شهر ونصف أو شهرين ، ثم فتحت الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية ، فانتقل إلى المدينة والتحق بالجامعة الإسلامية بكلية الشريعة ودرس بها مدة أربع سنوات وتخرج منها عام 1384هـ بتقدير ممتاز .
وممن درس عليهم الشيخ بالجامعة الإسلامية:

  • سماحة الشيخ العلامة المفتي العام للملكة العربية السعودية : عبدالعزيز بن عبدالله بن باز ـ رحمه الله تعالى ـ وكانت دراسته عليه العقيدة الطحاوية .
  • صاحب الفضيلة العلامة المحدث الشيخ محمد ناصر الدين الألباني _ رحمه الله _ في الحديث والأسانيد.
  • صاحب الفضيلة الشيخ العلامة عبد المحسن العباد ودرس عليه الفقه ثلاث سنوات في بداية المجتهد.
  • صاحب الفضيلة الشيخ العلامة الحافظ المفسر المحدث الأصولي النحوي اللغوي الفقيه البارع محمد الأمين الشنقيطي _ صاحب أضواء البيان _ درس عليه في التفسير وأصول الفقه مدة أربع سنوات .
  • الشيخ صالح العراقي في العقيدة .
  • الشيخ المحدث عبد الغفار حسن الهندي في علم الحديث والمصطلح.

وبعد تخرجه عمل مدرساً بالمعهد بالجامعة الإسلامية مدةً ، ثم التحق بعد ذلك بالدراسات العليا وواصل دراسته وحصل على درجة " الماجستير " في الحديث من جامعة الملك عبدالعزبز فرع مكة عام 1397 هـ برسالته المشهورة " بين الإمامين مسلم والدار قطني "، وفي عام 1400 هـ حصل على الدكتوراه من جامعة الملك عبدالعزيز أيضاً بتقدير ممتاز بتحقيقه لكتاب " النكت على كتاب ابن الصلاح " للحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى ثم عاد بعد ذلك للجامعة يعمل بها مدرساً بكلية الحديث الشريف ، يدرِّس الحديث وعلومه بأنواعها وترأس قسم السنة بالدراسات العليا مرارا وهو الآن برتبة " أستاذ كرسي " متعه الله بالصحة والعافية في حسن العمل.
صفاته وأخلاقه:
يمتاز الشيخ حفظه الله تعالى بالتواضع الجم مع إخوانه وطلابه وقاصديه وزواره وهو متواضع في مسكنه وملبسه ومركبه ، لا يحب الترفه في ذلك كله ، وهو أيضاً دائم البِشر ، طلق المحيا ، لا يمل جليسه من حديثه ، مجالسه عامرة بقراءة الحديث والسنة ، والتحذير من البدع وأهلها كثيراً ، حتى يخيل لمن يراه ولم يعرفه ويخالطه أنه لاشغل له إلا هذا ، يحب طلبة العلم السلفيين ويكرمهم ويحسن إليهم ويسعى في قضاء حوائجهم بقدر ما يستطيع بنفسه وماله ، وبيته مفتوح لطلبة العلم دائماً حتى إنه لايكاد في يوم من الأيام يتناول فطوره أو غداءه أو عشاءه بمفرده ويتفقد طلبته ويواسيهم . وهو من الدعاة الغيورين على الكتاب والسنة وعقيدة السلف يمتلئ غيرة وحرقة على السنة والعقيدة السلفية قل نظيره في هذا العصر وهو من المدافعين في زماننا هذا عن نهج السلف الصالح ليلاً ونهاراً وسراً وجهاراً من غير أن تأخذه في الله لومة لائم .
مؤلفاته:
هي كثيرة ولله الحمد وقد طرق الشيخ _ حفظه الله _ أبواباً طالما دعت إليها الحاجة خصوصاً في الرد على أهل البدع والأهواء في هذا الزمان الذي كثر فيه المفسدون وقل فيه المصلحون ، ومن مؤلفاته:

  • بين الإمامين مسلم والدار قطني " مجلد كبير وهو رسالة الماجستير.
  • النكت على كتاب ابن الصلاح " مطبوع في جزئين وهو رسالة الدكتوراه .
  • تحقيق كتاب المدخل إلى الصحيح " للحاكم طبع الجزء الأول منه.
  • تحقيق كتاب التوسل والوسيلة " للإمام ابن تيمية – مجلد.
  • منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله فيه الحكمة والعقل .
  • منهج أهل السنة في نقد الرجال و الكتب و الطوائف .
  • "تقسيم الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف بين واقع المحدثين ومغالطات المتعصبين " رد على عبد الفتاح أبو غدة ومحمد عوامه.
  • كشف موقف الغزالي من السنة وأهلها.
  • صد عدوان الملحدين وحكم الاستعانة بغير المسلمين.
  • مكانة أهل الحديث .
  • منهج الإمام مسلم في ترتيب صحيحه .
  • أهل الحديث هم الطائفة المنصورة الناجية ـ حوار مع سلمـــان العودة ـ .
  • مذكرة في الحديث النبوي .
  • أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب وفكره.
  • مطاعن سيد قطب في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
  • العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم .
  • " الحد الفاصل بين الحق والباطل " حوار مع بكر أبو زيد .
  • مجازفات الحداد .
  • المحجة البيضاء في حماية السنة الغراء .
  • " جماعة واحدة لا جماعات و صراط واحد لا عشرات " حوار مع عبد الرحمن عبد الخالق .
  • النصر العزيز على الرد الوجيز .
  • التعصب الذميم وآثاره . عني به سالم العجمي .
  • بيان فساد المعيار ، حوار مع حزبي متستر .
  • التنكيل بما في توضيح المليباري من الأباطيل .
  • دحض أباطيل موسى الدويش .
  • إزهاق أباطيل عبداللطيف باشميل .
  • انقضاض الشهب السلفية على أوكار عدنان الخلفية .
  • النصيحة هي المسؤولية المشتركة في العمل الدعوي . ( طبع ضمن مجلة التوعية الإسلامية ) .
  • الكتاب والسنة أثرهما ومكانتهما والضرورة إليهما في إقامة التعليم في مدارسنا.(ضمن مجلة الجامعة الإسلامية العدد السادس عشر).
  • حكم الإسلام في من سبَّ رسول الله أو طعن في شمول رسالته . (مقال نشر في جريدة القبس الكويتية) العدد ( 8576 ) بتاريخ ( 9/5/ 1997 ).

وللشيخ كتب أخرى سوى ما ذكر هنا نسأل الله تعالى أن يعينه على إتمام مسيرة الخير وأن يوفقه لما يحبه و يرضاه إنه ولي ذلك والقادر عليه.

المصدر
الموقع الرسمي للشيخ حفظه الله




مكتبة الشيخ ربيع المدخلي – الإصدار الرابع

الوصف: مكتبة الكترونية تعتني بكتب ومؤلفات الشيخ ربيع بن هادي المدخلي، رئيس قسم السنة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة سابقاً، وتضم ترجمة للشيخ، وثبت لمؤلفاته، وبعض أبرز مؤلفاته من كتب ومقالات وتحقيقات، بالإضافة إلى أشرطة مفرغة ومقدمات لبعض الكتب، كما تضم ترجمة بعض مؤلفات الشيخ إلى الإنجليزية والفرنسية.
وقد تم إعداد البرنامج بثلاث صيغ: صيغة ملف تنفيذي (exe)، وصيغة ملف مساعدة (chm)، وصيغة (bok) الخاصة بالموسوعة الشاملة.

تعليمية
تعليمية




الثناء البديع من العلماء على الشيخ ربيع

(1) الإمام العلامة عبيد الله الرحماني المباركفوري -رحمه الله-.

قال –رحمه الله- في إجازته الحديثية للشيخ ربيع ما نصّه:
((أما بعد: فيقول العبد الفقير إلى الله أبو الحسن عبيد الله الرحماني تلميذاً، السلفي الأثري مسلكاً، المباركفوري موطناً، ابن العلامة الشيخ عبدالسلام المباركفوري مؤلف "سيرة البخاري": إنّ أخانا في الله العالم النبيل، الفاضل الجليل، الشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي من أهل قرية "الجرادية" من ضواحي "صامطة" بجنوبي المملكة العربية السعودية، المدرس في كلية الحديث بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، قد طلب مني الإجازة برواية الحديث عني، ووصل سنده بسند أئمة الحديث من أصحاب الصحاح وغيرهم، وقد كتب إليّ أنّه درس أولاً بالمدرسة السلفية بصامطة، ثم بالمعهد العلمي فيها، ثم بالجامعة الإسلامية في المدينة، المنورة، وتخرج فيها، وأخذ الشهادة الجامعية سنة 1385هـ، ثم أخذ في سنة 1396هـ شهادة الماجستير، ثم الدكتوراة في سنة 1400هـ من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، وقد ذكر لي -أيضاً- أنّه سمع من العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز –حفظه الله- في المسجد النبوي الشريف كثيراً من صحيح البخاري ومسلم وشيئاً من جامع الترمذي، ولازم العلامة الشيخ ناصر الدين الألباني كثيراً، واستفاد –أيضاً- من الشيخ حماد بن محمد الأنصاري وغيره من المشايخ الكبار، وقد كان مبعوثاً من قبل الجامعة الإسلامية في المدينة إلى الجامعة السلفية ببنارس الهند للتدريس بعد التخرج في الجامعة الإسلامية، وقبل أخذ شهادتي الماجستير والدكتوراة، وكلما ذهبت إلى الجامعة السلفية حين إقامته فيها جالسني وذاكرني في المسائل العلمية، وقدم هو –أيضاً- إلى بلدة مباركفور مراراً ولقيني في بيتي، وقد وجدته ذا علم غزير، وفضل كبير، صاحب فهم سليم، وطبع مستقيم، على طريقة السلف الصالح –رضي الله عنهم- اعتقاداً وعملاً، متبعاً للكتاب والسنّة ناصراً لهما، ذاباً عنهما، متشدداً على أهل البدع والهوى، راداً على المقلدين الذين جلّ مساعيهم بقراءة الحديث وإقرائه تسوية الحديث على مذهب إمامهم، فبارك الله في علومه، ومتّع المسلمين بطول بقائه…))،إلى آخر الإجازة، وقد كتبها الشيخ في التاسع عشر من ذي القعدة سنة 1401هـ.

(2) الإمام العلامة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز -رحمه الله-.

فقد سئل ـ رحمه الله تعالى ـ عن الشيخ ربيع بن هادي والشيخ محمد أمان فقال: ((بخصوص صاحبي الفضيلة الشيخ محمد أمان الجامي والشيخ ربيع بن هادي المدخلي، كلاهما من أهل السنة، ومعروفان لدي بالعلم والفضل والعقيدة الصالحة، وقد توفي الدكتور محمد أمان في ليلة الخميس الموافقة سبع وعشرين شعبان من هذا العام رحمه الله، فأوصي بالإستفادة من كتبهما، نسأل الله أن يوفق الجميع لما يرضيه وأن يغفر للفقيد الشيخ محمد أمان وأن يوفق جميع المسلمين لما في رضاه وصلاح أمر عباده إنه هو السميع قريب)) [شريط الأسئلة السويدية].
وقال: ((الشيخ ربيع من خيرة أهل السنّة والجماعة، ومعروف أنّه من أهل السنّة، ومعروف كتاباته ومقالاته))[شريط بعنوان ثناء العلماء على الشيخ ربيع-تسجيلات منهاج السنة].
وقال-رحمه الله-: ((وإخواننا المشايخ المعروفون في المدينة ليس عندنا فيهم شك، هم أهل العقيدة الطيبة ومن أهل السنة والجماعة مثل الشيخ محمد أمان بن علي، ومثل الشيخ ربيع بن هادي، أو مثل الشيخ صالح ابن سعد السحيمي، ومثل الشيخ فالح بن نافع، ومثل الشيخ محمد بن هادي، كلهم معروفون لدينا بالاستقامة والعلم والعقيدة الطيبة … ولكن دعاة الباطل أهل الصيد في الماء العكر هم الذين يشوشون على الناس ويتكلمون في هذه الأشياء ويقولون المراد كذا وكذا وهذا ليس بجيد، الواجب حمل الكلام على أحسن المحامل)).[شريط توضيح البيان].
وقال –رحمه الله- معقباً على محاضرة للشيخ في الطائف بعنوان "التمسّك بالمنهج السلفي" بتاريخ: ((قد سمعنا هذه الكلمة المباركة الطيبة من صاحب الفضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي في موضوع التمسك بالكتاب والسنة والحذر مما خالفهما، والحذر من أبواب التفرق والاختلاف والتعصب للأهواء، ولقد أحسن وأجاد وأفاد، جزاه الله خيراً وضاعف مثوبته)).
وقال فيها –أيضاً-: ((وما ذكره فضيلة الشيخ ربيع عن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمة الله عليه- هو الحقيقة، فإن الله مَنّ على هذه البلاد بهذه الدعوة المباركة وهي دعوة سلفية، لكن شوه أعداء الله هذه الدعوة؛ وقالوا: الوهابية المبتدعة التي فعلت وفعلت، وهم الضالون المبتدعون، وهم ما بين جاهل أو من قلد جاهلاً، إما جاهل وإما مقلد لجاهل، وإما ثالثهم متبع لهواه الذي يعصي الله على بصيرة، هؤلاء أعداء الدعوة السلفية، إما جاهل وإما مقلد لجاهل وإلا صاحب هوى متعصب لهواه يريد المآكل ويريد إرضاء الناس على حساب مأكله ومشربه وهواه نسأل الله العافية)).
وقال فيها: ((وأن يوفق صاحب الفضيلة الشيخ ربيع لكل خير وأن يجزيه عن كلمته خيراً)).
وقد أرسل الشيخ ربيع كتابه "منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف" إلى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز فأرسله إلى الشيخ عبدالعزيز الراجحي، وبعد جواب الشيخ الراجحي كتب الشيخ ابن باز هذه الرسالة للشيخ ربيع:
((من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم صاحب الفضيلة الدكتور ربيع بن هادي مدخلي، وفقه الله لما فيه رضاه، وزاده من العلم والإيمان، آمين.سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أما بعد: فأشفع لكم رسالة جوابيَّة من صاحب الفضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي حول كتابكم (منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف) ؛ لأني قد أحلته إليه ؛ لعدم تمكني من مراجعته، فأجاب بما رآه حوله، وقد سرني جوابه والحمد لله، وأحببت إطلاعكم عليه.
وأسأل الله أن يجعلنا وإياكم وسائر إخواننا من دعاة الهدى وأنصار الحق؛ إنه جواد كريم)) [انظر مقدمة كتاب منهج النقد وكتاب النصر العزيز].
وقال الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي في كتابه "إزهاق أباطيل عبداللطيف باشميل" (ص:104): ((لقد زرت سماحة الشيخ ابن باز –حفظه الله- فنصحني بالرد على كل مخالف للحق والسنة. ونِعْمَة النصيحة، فما أعظمها، وأوجبها على من يستطيع القيام بها)).
وقد كان الشيخ عبدالعزيز بن باز –رحمه الله تعالى- من ثقته بالشيخ ربيع يسأله عن بعض الأشخاص وعن مناهجهم، وكان يرسل له الخطابات في هذا الموضوع.
ومن تلك الخطابات:
1- ((الرقم : 352/2، التاريخ : 7/2/1413هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبدالعزيز بن باز إلى حضرة الأخ المكرم فضيلة الشيخ ربيع بن هادي مدخلي المدرس بالجامعة الإسلامية، وفقه الله.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:
فقد بلغني أن فضيلتكم قد كتب شيئاً حول الأستاذ أبي الأعلى المودودي رحمه الله، فأرجو تزويدي بنسخة مما كتبتم في ذلك..
وأسأل الله أن يوفقني وإياكم لما يحبه ويرضاه، وأن يعين الجميع على كل خير إنه خير مسئول..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..،،،
الرئيس العام لإدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد))
2- ((الرقم: 1744/1، التاريخ: 25/5/1415هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز إلى حضرة المكرم فضيلة الشيخ ربيع بن هادي مدخلي، وفقه الله لكل خير آمين، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بعده: أبعث لفضيلتكم بطيه نسخة من الأوراق المتعلقة بالأخ في الله …. وأرجو من فضيلتكم الاطلاع ثم الإفادة عما تعلمون من حاله حتى نتخذ اللازم على ضوء ذلك إن شاء الله. وفقنا الله وإياكم إلى ما يحبه ويرضاه وبارك في جهودكم إنه خير مسئول. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.،،،
مفتي عام المملكة العربية السعودية
ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء)).
3-(( الرقم: 2203/1، التاريخ: 24/7/1415هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الموضوع: بشأن حديث المدعو نزيه حماد في إذاعة القرآن الكريم.
من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز إلى حضرة المكرم فضيلة الشيخ الدكتور ربيع بن هادي المدخلي ، سلمه الله، آمين، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فقد أخبرني فضيلة الدكتور محمد بن سعد الشويعر عن سماعكم لحديث المدعو نزيه حماد المذاع في إذاعة القرآن الكريم يوم الثلاثاء 12/6/1415هـ، ما بين الساعة (7-8) صباحاً، وأن حديثه وقع فيه تأويل للحياء وصفة الغضب عند الله جل وعلا، لذلك أرجو من فضيلتكم احتساب الأجر في الرد عليه وإيضاح الحق للمسلمين لأنني لم أسمع هذا الحديث.
وفق الله فضيلتكم لكل خير وضاعف مثوبتكم إنه سميع قريب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مفتي عام المملكة العربية السعودية
ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء)).
فانظر إلى هذه المشاعر الأخوة والثقة الزائدة التي تدل على اعتراف الشيخ عبدالعزيز بن باز بفضل الشيخ ربيع وعلمه وأنه صادق فيما يقول.
وقد سمعت بأذني الشيخ ابن باز –رحمه الله- يقول مخاطباً الشيخ ربيعاً: ((يا شيخ ربيع رد على كل من يخطئ، لو أخطأ ابن باز رد عليه، لو أخطأ ابن إبراهيم رد عليه))… وأثنى عليه ثناءً عاطراً، والله على ما أقول شهيد.
بل قد أذن له سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز بالتدريس في مسجده وذلك قبل وفاته بأشهر، مما يدل على أنه توفي وهو عنه راض.
كما أنّ الشيخ ربيعاً من كبار تلاميذ الشيخ عبدالعزيز بن باز ومن أقدمهم.

(3) الشيخ العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني –رحمه الله-:

فقد وُجّه سؤال إلى الشيخ الألباني في شريط ( لقاء أبي الحسن المأربي(2) مع الألباني ) ما مفاده: أنه على الرغم من موقف فضيلة الشيخين ربيع بن هادي المدخلي ومقبل بن هادي الوادعي في مجاهدة البدع والأقوال المنحرفة، يشكك بعض الشباب في الشيخين أنهما على الخط السلفي؟
فأجاب -رحمه الله تعالى-:
((نحن بلا شك نحمد الله -عز وجل- أن سخر لهذه الدعوة الصالحة القائمة على الكتاب والسنة على منهج السلف الصالح، دعاة عديدين في مختلف البلاد الإسلامية يقومون بالفرض الكفائي الذي قل من يقوم به في العالم الإسلامي اليوم، فالحط على هذين الشيخين الشيخ ربيع والشيخ مقبل الداعيين إلى الكتاب والسنة، وما كان عليه السلف الصالح ومحاربة الذين يخالفون هذا المنهج الصحيح هو كما لا يخفى على الجميع إنما يصدر من أحد رجلين : إما من جاهل أو صاحب هوى.
الجاهل يمكن هدايته ؛ لأنه يظن أنه على شيء من العلم، فإذا تبين العلم الصحيح اهتدى.. أما صاحب الهوى فليس لنا إليه سبيل، إلا أن يهديه الله ـ تبارك وتعالى ـ فهؤلاء الذين ينتقدون الشيخين ـ كما ذكرنا ـإما جاهل فيُعلّم، وإما صاحب هوى فيُستعاذ بالله من شره، ونطلب من الله -عز وجل- إما أن يهديه وإما أن يقصم ظهره.))
ثم قال الشيخ -رحمه الله- : ((فأريد أن أقول إن الذي رأيته في كتابات الشيخ الدكتور ربيع أنها مفيدة ولا أذكر أني رأيت له خطأ، وخروجاً عن المنهج الذي نحن نلتقي معه ويلتقي معنا فيه)).
وقال –أيضاً- في شريط (الموازنات بدعة العصر للألباني) بعد كلامٍ له في هذه البدعة العصرية :
((وباختصار أقول: إن حامل راية الجرح والتعديل اليوم في العصر الحاضر وبحق هو أخونا الدكتور ربيع، والذين يردون عليه لا يردون عليه بعلم أبداً، والعلم معه، وإن كنت أقول دائماً وقلت هذا الكلام له هاتفياً أكثر من مرة أنه لو يتلطف في أسلوبه يكون أنفع للجمهور من الناس سواء كانوا معه أو عليه، أما من حيث العلم فليس هناك مجال لنقد الرجل إطلاقاً، إلا ما أشرت إليه آنفاً من شئ من الشدة في الأسلوب، أما أنه لا يوازن فهذا كلام هزيل جداً لا يقوله إلا أحد رجلين: إما رجل جاهل فينبغي أن يتعلم، وإلا رجل مغرض، وهذا لا سبيل لنا عليه إلا أن ندعو الله له أن يهديه سواء الصراط)).
وقال –رحمه الله- في كتابه "صفة الصلاة" (ص:68) عند حديثه عن الغزالي المعاصر: ((وقد قام كثير من أهل العلم والفضل –جزاهم الله خيراً- بالردّ عليه، وفصّلوا القول في حيرته وانحرافه، ومن أحسن ما وقفت عليه رد صاحبنا الدكتور ربيع بن هادي المدخلي في مجلّة (المجاهد) الأفغانية (العدد:9-11) (3)، ورسالة الأخ الفاضل صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ المسماة (المعيار لعلم الغزالي).)).
وكتب الشيخ الألباني –رحمه الله- معلقاً على كتاب الشيخ ربيع "العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم":
((كل ما رددته على سيد قطب حق وصواب، ومنه يتبين لكل قارئ مسلم على شيء من الثقافة الإسلامية أن سيد قطب لم يكن على معرفة بالإسلام بأصوله وفروعه.
فجزاك الله خيراً أيها الأخ الربيع على قيامك بواجب البيان والكشف عن جهله وانحرافه عن الإسلام)).
وقد رأيت هذه الكتابة بعيني بخط الشيخ في مكتبة الشيخ الخاصة، والتي هي الآن ضمن مكتبة الجامعة الإسلامية، وصورت منها نسخة هي موجودة لدي.
والشيخ ربيع يعدّ من كبار تلاميذ الشيخ الألباني، ومن أوائل من تتلمذوا عليه، فقد درسه الشيخ في الجامعة الإسلاميـة في المدينة النبوية.

(4) الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين –رحمه الله-.

فقد سئل فضيلته عن الشيخ ربيع كما في (شريط الأسئلة السويدية) فقال :" أما بالنسبة للشيخ ربيع فأنا لا أعلم عنه إلا خيراً والرجل صاحب سنة وصاحب حديث".
وقال -رحمه الله تعالى- في شريط " إتحاف الكرام" وهو شريط سجّل في عنيزة بعد محاضرة الشيخ ربيع فيها بعنوان "الاعتصام بالكتاب والسنّة"، وقد كنت برفقة الشيخ ربيع في تلك الرحلة، وحضرت هذا اللقاء:
((إننا نحمد الله سبحانه وتعالى أن يسر لأخينا الدكتور ربيع بن هادي المدخلي أن يزور هذه المنطقة حتى يعلم من يخفى عليه بعض الأمور أن أخانا وفقنا الله وإياه على جانب السلفية طريــق السلف، ولست أعني بالسلفية أنها حزب قائم يضاد لغيره من المسلمين لكني أريد بالسلفية أنه على طريق السلف في منهجه ولاسيما في تحقيق التوحيد ومنابذة من يضاده، ونحن نعلم جميعاً أن التوحيـد هو أصل البعثة التي بعث الله بها رسله عليهم الصلاة والسلام.. زيارة أخينا الشيخ ربيـع بن هادي إلى هذه المنطقة وبالأخص إلى بلدنا عنيزة لاشك أنه سيكون له أثر ويتبين لكثير من الناس ما كان خافياً بواسطة التهويل والترويج وإطلاق العنان للسان وما أكثر الذين يندمون على ما قالوا في العلماء إذا تبين لهم أنهم على صواب)).
ثم قال أحد الحاضرين في الشريط نفسه : هاهنا سؤال حول كتب الشيخ ربيع؟
فأجاب -رحمه الله تعالى-: ((الظاهر أن هذا السؤال لا حاجة إليه، وكما سئل الإمام أحمد عن إسحاق بن راهويه -رحمهم الله جميعاً- فقال: مثلي يسأل عن إسحاق ! بل إسحاق يسأل عني، وأنا تكلمت في أول كلامي عن الذي أعلمه عن الشيخ ربيع -وفقه الله-، ومازال ما ذكرته في نفسي حتى الآن، ومجيئه إلى هنا وكلمته التي بلغني عنها ما بلغني لاشك أنه مما يزيد الإنسان محبة له ودعاء له)).
وفي شريط " لقاء الشيخ ربيع مع الشيخ ابن عثيمين حول المنهج " سئل -رحمه الله- السؤال التالي :
إننا نعلم الكثير عن تجاوزات سيد قطب لكن الشيء الوحيد الذي لم أسمعه عنه وقد سمعته من أحد طلبة العلم ولم أقتنع بذلك، فقد قال: بأن سيد قطب ممن يقولون بوحدة الوجود، وطبعاً هذا كفر صريح فهل كان سيد قطب ممن يقولون بوحدة الوجود؟ أرجو الإجابة وجزاكم الله خيراً.
فأجاب –رحمه الله-: ((مطالعاتي لكتب سيد قطب قليلة، ولا أعلم عن حال الرجل ولكن قد كتب العلماء فيما يتعلق بمؤلفه في التفسير "في ظلال القرآن"، قد كتبوا عليه ملاحظات على كتابه في التفسير مثلما كتب الشيخ عبدالله الدويش رحمه الله، وكتب أخونا الشيخ ربيع المدخلي ملاحظات على سيد قطب في تفسيره وفي غيره فمن أحب أن يراجعها فليراجعها)).
وجاء في الشريط الأول الذي هو بعنوان (كشف اللثام عن مخالفات أحمد سلام ) -عبر الهاتف من هولندا-:
سؤال: ما هي نصيحتكم لمن يمنع أشرطة الشيخ ربيع بن هادي بدعوى أنها تثير الفتنة وفيها مدح لولاة الأمور في المملكة وأن مدحه ـ أي مدح الشيخ ربيع للحكام ـ نفاق؟
الجواب : ((رأيُنا أن هذا غلطٌ وخطأٌ عظيم، والشيخ ربيع من علماء السنة، ومن أهل الخير، وعقيدته سليمة، ومنهجه قويم.
لكن لما كان يتكلم على بعض الرموز عند بعض الناس من المتأخرين وصموه بهذه العيوب)).
وسئل ما نصّه: يقال أن منهج الشيخ ربيع يخالف منهج أهل السنة والجماعة؟
فأجاب بقوله: ((ما أعلم أنه مخالف، والشيخ ربيع أثنى عليه أهل العلم المعاصرين، أنا ما أعرف عنه إلا خيراً))[شريط ثناء أئمة الدعوة على الشيخ ربيع].

(5) الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان –حفظه الله-:

قال –حفظه الله- في تقديمه لكتاب "منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله فيه الحكمة والعقل":
((ولما كان أمر هذه الجماعات المخالفة والمختلفة يشكل خطراً على الإسلام قد يُصدّ عنه من أراد الدخول فيه كان لا بد من بيانه وبيان أنه ليس من الإسلام في شيء كما قال تعالى: (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء(، ولأن الإسلام يدعو إلى الاجتماع على الحق كما قال تعالى: (أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه(، وقال تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا(، لما كان بيان ذلك واجباً وكشفه لازماً قام جماعة من العلماء من ذوي الغيرة والتحقيق للتنبيه على أخطاء تلك الجماعات وبيان مخالفتها في الدعوة لمنهج الأنبياء لعلها ترجع إلى صوابها؛ فإن الحق ضالة المؤمن، ولئلا يغتر بها من لا يعرف ما هي عليه من خطأ، ومن هؤلاء العلماء الذين تولوا هذه المهمة العظيمة عملاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (( الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة )) قلنا: لمن يا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: (( لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)).
من هؤلاء الذين بينوا ونصحوا فضيلة الشيخ الدكتور: ربيع بن هادي المدخلي في هذا الكتاب الذي بين أيدينا وهو بعنوان: (( منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله فيه الحكمة والعقل )) فقد بين- وفقه الله وجزاه خيراً- منهج الرسل في الدعوة إلى الله كما جاء في كتاب الله وسنة رسوله وعرض عليه منهج الجماعات المخالفة ليتضح الفرق بين منهج الرسل وتلك المناهج المختلفة والمخالفة لمنهج الرسل، وناقش تلك المناهج مناقشة علمية منصفة مع التعزيز بالأمثلة والشواهد، فجاء كتـابه -والحمد لله- وافياً بالمقصود، كافياً لمن يريد الحق، وحجة على من عاند وكابر، فنسأل الله أن يثيبه على عمله، وينفع به وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه)).
وقال في تقديمه لكتاب "جماعة واحدة لا جماعات" في الرد على عبدالرحمن عبدالخالق : ((إلا أنّه في الآونة الأخيرة ظهرت جماعات تنتمي إلى الدعوة وتنضوي تحت قيادات خاصة بها، كل جماعة تصنع لنفسها منهجاً خاصاً بها، مما نتج عنه تفرق واختلاف وصراع بين تلك الجماعات مما يأباه الدين وينهى عنه الكتاب والسنة، ولما أنكر عليهم العلماء هذا السلوك الغريب انبرى بعض الأخوة يدافع عنهم، ومن هؤلاء المدافعين الشيخ الفاضل عبدالرحمن عبدالخالق، من خلال رسائله المطبوعة وأشرطته المسموعة على الرغم من مناصحته عن هذا الفعل من قبل إخوانه، وزاد على ذلك الطعن في العلماء الذين لايوافقونه على صنيعه، ووصفهم بما لايليق بهم ولم يسلم من ذلك حتى بعض مشايخه الذين درّسوه، وقد قام فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي بالرد عليه في هذا الكتاب الذي هو بين يدي القارئ بعنوان "جماعة واحدة لا جماعات وصراط واحد لا عشرات" وقد قرأته فوجدته وافياً بالمقصود والحمد لله)) [انظر مقدمة النصر العزيز للشيخ ربيع].
وسئل فضيلته في شريط " الأسئلة السويدية " (5 ربيع الآخر 1417 هـ) فقال بعد ما ذكر الشيخ ربيعاً مع مجموعة من أهل العلم: ((كذلك من العلماء البارزين الذين لهم قدم في الدعوة، فضيلة الشيخ عبدالمحسن العباد، فضيلة الشيخ ربيع هادي، كذلك فضيلة الشيخ صالح السحيمي، كذلك فضيلة الشيخ محمد أمان الجامي، إن هؤلاء لهم جهود في الدعوة والإخلاص، والرد على من يريدون الإنحراف بالدعوة عن مسارها الصحيح، سواء عن قصد أو عن غير قصد، هؤلاء لهم تجارب ولهم خبرة ولهم سبر للأقوال ومعرفة الصحيح من السقيم، فيجب أن تُروَّج أشرطتهم ودروسهم وأن ينتفع بها؛ لأن فيها فائدة كبيرة للمسلمين)).
وقال الشيخ –حفظه الله- في تقديمه لرد الشيخ ربيع على حسن بن فرحان المالكي: ((فوجدت رد الشيخ ربيع حفظه الله وافياً في موضوعه جيداً في أسلوبه مفحماً للخصم فجزاه الله خير الجزاء وأثابه على ما قام به من نصرة الحق وقمع الباطل وأهله)).
وسئل الشيخ في الحرم المكي في تاريخ 13/6/1424هـ: هل من نصيحة لشباب يطعنون في بعض أئمة الدعوة السلفية كالشيخ محمد أمان الجامي والشيخ ربيع المدخلي؟
فأجاب بقوله: ((دعونا من الأفراد والقيل والقال ، المشايخ إن شاء الله فيهم خير ، وفيهم بركة للدعوة السلفية ، وتعليم الناس ، فلو ما أرضو بعض الناس فالرسول ما أرضى كل الناس ، هناك ساخطين على الرسول صلى الله عليه وسلم ، مسألة النفسانيات والأهواء هذه لا اعتبار بها ، المشايخ نحسن بهم الظن ، وما علمنا عليهم إلا الخير إن شاء الله ، وندعو لهم بالتوفيق)).

يتبع باذن الله




جزاك الله كل خير و أورثك الفردوس الأعلى




بارك الله فيك على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق




التصنيفات
السير والتراجم

من ورع سماحة العلامة المُحدّث ابن باز رحمه الله

من ورع سماحة العلامة المُحدّث ابن باز رحمه الله

أما ورعه ، وتجنبه للمشتبهات فهو أمر يعرفه القاصي والداني.

ومما يحضرني في ذلك الشأن ما يلي:

1- أنه إذا تقدم إليه بعض الفقراء ، وشكى إليه حاجة ، أو قال: أريد السفر إلى مكة ، أو المدينة وليس معه شيء ، ولا يحمل إثباتاً من مشايخ معروفين ، أو من أناس يعرفهم سماحة الشيخ قال: أعطوه مائة أو مائتين أو ثلاث مائة.
ويقول: إذا حددتُ المبلغ إلى ثلاثمائة ريال فإني أعني حسابي الخاص.

أما حساب الصدقات والزكوات الواردة إليه من بعض المحسنين فلا يصرف منه شيئاً لأحد إلا إذا ثبتت لديه الحاجة بالبينة الشرعية.
2- ومن ورعه رحمه الله أنه لا يقبل هدية من أحد؛ لأنه في عمل حكومي ، وإذا قبلها كافأ عليها ، وكان يقول: إذا كانت تساوي مائة فأعطوه مائتين ، وإذا كانت تساوي مائتين فأعطوه أربعمائة ، وأخبروه بألا يقدم لنا شيئاً مرة أخرى.

3- وإذا أعطي شيئاً على سبيل الهدية من طيب أو سواك ، أو بشت أو نحو ذلك ، وكان بجانبه أحد أعطاه إياه ، وقال: هدية مني إليك.

4- ولم يكن يستشرف للعطايا ، والهدايا ، فضلاً عن أن يطلبها.

وقد أخبرني الشيخ إبراهيم الحصين رحمه الله أن الملك فيصلاً رحمه الله جاء إلى المدينة ، ولما أراد سماحة الشيخ الذهاب لزيارته ، لم يكن لديه سيارة؛ إذ كانت سيارته تحتاج إلى بعض الإصلاح ، فأخبروا سماحته بذلك ، فقال: خذوا سيارة أجرة ، فاستأجروا له ، وذهبوا إلى الملك.

ولما عاد سماحة الشيخ إلى منزله أُخبر الملك فيصل بأن الشيخ جاء بسيارة أجرة ، فتكدر الملك كثيراً ، وأرسل إلى سماحة الشيخ سيارة ، وأخبره بتكدره.

ولما أخبر سماحة الشيخ بذلك قال: ردوها ، لا حاجة لنا بها ، سيارتنا تكفينا.

يقول الشيخ إبراهيم: فقلت: يا سماحة الشيخ هذه من الملك ، وأنت تستحقها ، فأنت تقوم بعمل عظيم ، ومصلحة عامة ، والذي أرسلها ولي الأمر ، وإذا رددتها ستكون في نفسه ، والذي أراه أن تقبلها.

فقال سماحة الشيخ: دعني أصلي الاستخارة ، فصلى ، وبعد الصلاة قال: لا بأس نأخذها ، وكتب للملك ودعا له.

5- وفي بعض الأحيان إذا أهدي إليه شيء وقبله؛ تطييباً لقلب المهدي ، ولم يعرف ما يناسب المهدي من الهدايا-كتب إليه ، وشكره ، ودعا له؛ وطلب منه أن يكتفي بما وصل ، وضمَّن ذلك المحبة ، والشكر مما يكون أوْقَعَ في نفس المهدي من أي هدية أخرى.




بارك الله لك وعليك أختي الغالية

وجعل ما تثرين به المنتدى بأحسن المواضيع

بميزان حسناتك يوم الحساب

تعليمية

تعليمية




رحم الله الشيخ وجزاه الجنةتعليمية




بارك الله فيك على اثرائنا بالمعلومات القيمة
جزاك الله خيرا و كل الخير
ننتظر الابداعات المميزة




بارك الله فيك على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق




التصنيفات
السير والتراجم

ترجمة الشيخ حافظ بن احمد حكمي

ترجمة الشيخ حافظ بن احمد حكمي

مولده ونشأته
ولد الشيخ حافظ الحكمي لأربع وعشرين ليلة خلت من شهر رمضان المبارك من سنة 1342هـ بقرية (السلام) التابعة لمدينة (المضايا) – الواقعة في الجنوب الشرقي من مدينة (جازان) حاضرة المنطقة ، على الساحل ، قريبة منها – حيث قبيلته التي إليها ينتسب
ثم انتقل مع والده أحمد إلى قرية (الجاضع) التابعة لمدينة (صامطة) في نفس المنطقة ، وهو ما يزال صغيراً ؛ لأن أكثر مصالح والده – من أراض زراعية ومواش ونحوهما – كانت هناك ، وإن بقيت أسرته الصغيرة تنتقل بين قريتي (السلام) و (الجاضع) لظروفها المعيشية
ونشأ حافظ في كنف والديه نشأة صالحة طيبة تربى فيها على العفاف والطهارة وحسن الخلق ، وكان قبل بلوغه يقوم برعي غنم والديه التي كانت أهم ثروة لديهم آنذاك جرياً على عادة المجتمع في ذلك الوقت ، إلا أن حافظاً لم يكن كغيره من فتيان مجتمعه ؛ فقد كان آية في الذكاء وسرعة الحفظ والفهم ، فلقد ختم القرآن وحفظ الكثير منه وعمره لم يتجاوز الثانية عشرة بعد ، وكذلك تعلم الخط وأحسن الكتابة منذ الصغر

طلبه للعلم
عندما بلغ الشيخ حافظ من العمر سبع سنوات أدخله والده مع شقيقه الأكبر محمد مدرسة لتعليم القرآن الكريم بقرية (الجاضع) فقرأ على مدرِّسه بها جزأي (عم ، وتبارك) ؛ ثم واصل قراءته مع أخيه حتى أتم قراءة القرآن مجوَّدة خلا أشهر معدودة ، ثم أكمل حفظه حفظاً تاماً بعيد ذلك
اشتغل بعدئذ بتحسين الخط فأولاه أكبر جهوده حتى أتقنه ، وكان ينسخ من مصحف مكتوب بخط ممتاز ، إلى جانب اشتغاله مع أخيه بقراءة بعض كتب الفقه والفرائض والحديث والتفسير والتوحيد مطالعة وحفظاً بمنزل والده إذ لم يكن بالقرية عالم يوثق بعلمه فُيتتلمذ على يديه
وفي مطلع سنة 1358هـ قدم من (نجد) الشيخ الداعية المصلح عبد الله بن محمد بن حمد القرعاوي إلى منطقة (تهامة) في جنوب المملكة ، بعد أن سمع عما كان فيها من الجهل والبدع – شأن كل منطقة يقلًّ فيها الدعاة والمصلحون أو ينعدمون – ونذر نفسه مخلصاً على أن يقوم بالدعوة إلى الدين القويم ، وتصحيح العقيدة الإسلامية في النفوس ، وإلى إصلاح المجتمع وإزاحة ما كان عالقاً في أذهان الجهال من اعتقادات فاسدة وخرافات مضلة
وفي سنة 1359هـ قدم شقيق حافظ عٍّمي (محمد بن أحمد) برساله منه ومن أخيه حافظ يطلبان فيها من الشيخ القرعاوي كتباً في التوحيد ، ويعتذران عن عدم القدرة على المجيء إليه لانشغالهما بخدمة والديهما والعناية بشؤونهما ، كما يطلبان منه – إن كان في استطاعته – أن يتوجه إليهما بقريتهما ليسمعا من بعض ما يلقي من دروس ، وفعلاً لبى الشيخ طلبهما وذهب إلى قريتهما ، وهناك التقى بحافظ وعرفه عن كثب ، وتوسم فيه النجابة والذكاء ، وقد صدقت فيه فراسته
ومكث الشيخ عدة أيام في (الجاضع) ألقى فيها بعض دروسه العلمية التي حضرها مجموعة من شيوخ القرية وشبابها ومن بينهم الشيخ حافظ الذي كان أصغرهم سناً ، لكنه كان أسرعهم فهماً وأكثرهم حفظاً واستيعاباً لما يلقى الشيخ من معلومات ، يقول عنه (الشيخ عبد الله القرعاوي : (وهكذا جلست عدة أيام في الجاضع ، وحافظ يأخذ الدروس وإن فاته شيء نقله من زملائه ، فهو على اسمه (حافظ) يحفظ بقلبه وخطه ، والطلبة الكبار كانوا يراجعونه في كل ما يشكل عليهم في المعنى والكتابة ، لأني كنت أملي عليهم إملاء ثم أشرحه لهم
وعندما أراد الشيخ العودة إلى مدينة (صامطة) التي جعلها مقراً له ومركزاً لدعوته ، طلب من والدي حافظ أن يرسلاه معه ليطلب العلم على يديه في (صامطة) على أن يجعل لهما من يرعى غنمهما بدلاً عنه ، ولكنهما رفضا طلب الشيخ أول الأمر وأصرَّا على أن يبقى ابنهما الصغير في خدمتهما لحاجتهما الكبيرة إليه
وتشاء إرادة الله أن لا تطول حياة والدته بعد ذلك إذ توفيت في شهر رجب سنة 1360هـ فيسمح والده له ولأخيه محمد بأن يذهبا إلى الشيخ للدراسة لمدة يومين أو ثلاثة أيام في الأسبوع ثم يعودا إليه ، فكان حافظ لذلك يذهب إلى الشيخ في (صامطة) فيملي عليه الدروس ، ثم يعود إلى قريته ، وكان ملهماً يفهم ويعي كل ما يقرأ أو يسمع من معلومات
ولم يعمر والده بعد ذلك إذ انتقل إلى جوار ربه وهو عائد من حجٍّ سنة 1360هـ رحمه الله – فتفرغ حافظ للدراسة والتحصيل ، وذهب إلى شيخه ولازمه ملازمة دائمة يقرأ عليه ويستفيد منه
وكان حافظ في كل دراساته على شيخه مبرزاً ونابغة ، فأثمر في العلم بسرعة فائقة ، وأجاد قول الشعر والنثر معاً ، وألف مؤلفات عديدة في كثير من العلوم والفنون الإسلامية ، ولقد كان كما قال عنه شيخه : ((لم يكن له نظير في التحصيل والتأليف والتعليم والإدارة في وقت قصير))

علمه
مكث حافظ يطلب العلم على يد شيخه الجليل عبد الله القرعاوي ، ويعمل على تحصيله ، ويقتني الكتب القيمة والنادرة من أمهات المصادر الدينية واللغوية والتاريخية وغيرها يستوعبها قراءة وفهماً
وعندما بلغ التاسعة عشرة من عمره – ومع صغر سنه – طلب منه شيخه أن يؤلف كتاباً في توحيد الله ، يشتمل على عقيدة السلف الصالح ، ويكون نظماً ليسهل حفظه على الطلاب ، يعدّ بمثابة اختبار له يدل على القدر الذي استفاد من قراءاته وتحصيله العلمي ؛ فصنف منظومته (سلم الوصول إلى علم الأصول – في التوحيد) التي انتهى من تسويدها في سنة 1362هـ وقد أجاد فيها ، ولاقت استحسان شيخه والعلماء المعاصرين له
ثم تابع تصنيف الكتب بعد ذلك ، فألَّف في التوحيد ، وفي مصطلح الحديث ، وفي الفقه وأصوله ، وفي الفرائض ، وفي السيرة النبوية ، وفي الوصايا والآداب العلمية ، وغير ذلك نظماً ونثراً ، وقد طبعت جميعها طبعتها الأولى على نفقة المغفور له جلالة الملك سعود بن عبد العزيز
ويتضح لنا من آثاره العلمية أن أبرز مقروءاته ذات الأثر في منهجه العلمي ومؤلفاته هي تلك الكتب التي ألّفها علماء السلف الصالح من أهل السنة في العلوم الإسلامية من تفسير وحديث وفقه وأصوله ، أما في مجال العقيدة فقدا بدا شديد التأثر بشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم كثير الاستفادة من مؤلفاتهما والأخذ عنها ، هذا إلى جانب استيعابه لكثير من مصادر التاريخ والأدب واللغة والنحو والبيان المؤلفة في مختلف العصور الإسلامية
ولقد كان – رحمه الله – عميق الفهم سريع الحفظ لما يقرأ ، وقد مر بنا قول لشيخه يشيد فيه بتلميذه حافظ ، الذي كان يحفظ بقلبه وخطه – على حد تعبير الشيخ – وكان زملاؤه الكبار يراجعونه في كل ما يشكل عليهم منذ مراحل تعليمه الأولى

أعماله
عندما لمس الشيخ عبد الله القرعاوي تفوُّق تلميذه حافظ ونبوغه العلمي أقامه مدرِّساً لزملائه والمستجدين من التلاميذ ، فألقى عليهم دروساً نافعة استفادوا منها فائدة كبرى
ثم عيَّنه شيخه في سنة 1363هـ مديراً لمدرسة (صامطة) السلفية – أول مدرسة افتتحها الشيخ في المنطقة لطلاب العلم – ، وأسند ‘ليه أمر الإشراف على مدارس القرى المجاورة
واتسعت بعد ذلك مدارس الشيخ في منطقتي (تهامة وعسير) فما من مدينة أو قرية إلا وأسس بها مدرسة أو أكثر تدرس العلوم الإسلامية ، وجعل بها من تلاميذه من يقوم بالتدريس فيها ويتولى شؤون إدارتها . ولما كان الشيخ يقوم في فترات متعددة بجولات على مئات المدارس التي كان قد أسسها في المنطقة جعل تلميذه الأول الشيخ حافظاً الحكمي مساعداً له يتولى الإشراف على سير التعليم وأمور الإدارة أثناء تجوال الشيخ على مدارسه ، فنهض حافظ بالعبء الملقى على عاتقه وأدى الأمانة خير الأداء
ثم تنقل الشيخ حافظ – للقيام بواجبه مع شيخه – في عدة أماكن منها قرية (السلامة العليا) ومدينة (بيش : أم الخشب) في الجزء الشمالي من منطقة (جازان) وغيرهما ، عاد بعدها إلى مدينة (صامطة) مرة أخرى يدير مدارسها ويساعد شيخه في تحمل المسؤولية والإشراف على سير التعليم ومواصلة تدعيم مهام الدعوة والإصلاح
وهكذا مضى الشيخ حافظ يؤدي واجباته في سبيل النهوض بأبناء منطقته ، وليرفع من مستواهم الثقافي والاجتماعي ، وليفيدهم من علمه قدر ما يستطيع ، فقد كان يجتمع إليه طلبة العلم من كل مكان للتتلمذ على يديه فيستفيدون منه فائدة عظمى ، ومن طلبته الآن علماء أفاضل يتولون مناصب القضاء والتدريس والوعظ والإرشاد في جميع أنحاء المنطقة الجنوبية وغيرها
وفي سنة 1373هـ افتتحت وزارة المعارف السعودية مدرسة ثانوية بـ (جازان) عاصمة المنطقة ، فعين الشيخ حافظ أول مدير لها في ذلك العام
ثم افتتح معهد علمي تابع للإدارة العامة للكليات والمعاهد العلمية آنذاك (جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حالياً) بمدينة (صامطة) في عام 1374هـ فعين الشيخ حافظ مديراً له ؛ فقام بعمله هذا خير قيام ، وكان يلقي فيه بعض المحاضرات ويملي على تلاميذه الكثير من المعلومات الشرعية واللغوية المفيدة ، ويضع لهم المذكرات الدراسية للفنون التي لم تقرَّر لها كتب علمية وفق المناهج المحددة ، كان يمليها أحياناً بنفسه ، وقد يمليها عن طريق المدرسين بالمعهد أحياناً أخرى

صفاته
كان الشيخ حافظ الحكمي – رحمه الله – مثالاً يحتذي لكل طالب علم يريد التحصيل والعلم النافع ، ومثالاً لكل عالم جليل متواضع يحب لتلاميذه وزملائه كل خير وصلاح
ويكفي أن أورد هنا ماقاله عنه شقيقه الأكبر الشيخ محمد بن أحمد الحكمي – رحمه الله – في رسالة كتبها إليَّ إجابة لطلبي
((كان رحمه الله على جانب كبير من الورع والكرم والعفة والتقوى ، قويّ الإيمان ، شديد التمسك ، صداعاً بالحق ، يأمر بالمعروف ويأتيه ، وينهى عن المنكر ويبتعد عنه ، لا تأخذه في الله لومة لائم))
((كانت مجالسه دائماً عامرة بالدرس والمذاكرة وتحصيل العلم ، تغص بطلابه في البيت والمسجد والمدرسة ، لا يملّ حديثه ، ولا يسأم جليسه))
((كان جلّ أوقاته ملازماً لتلاوة القرآن الكريم ، ومطالعة الكتب العلمية ، بالإضافة إلى التدريس والتأليف والمذاكرة))
((وكان خفيف النفس يحب الرياضة والدعابة والمزاح مع زملائه وطلابه وزوَّاره ، مما يجذب قلوب الناس إليه ، ويحبب إليهم مجالسته والاستفادة منه))

وفاته
لم يزل الشيخ حافظ مديراً لمعهد صامطة العلمي حتى حجَّ في سنة 1377هـ ، وبعد انتهائه من أداء مناسك الحج لبى نداء ربه في يوم السبت الثامن عشر من شهر ذي الحجة سنة 1377هـ بمكة المكرمة على إثر مرض ألمَّ به ، وهو في ريعان شبابه ، إذ كان عمره آنذاك خمساً وثلاثين سنة ونحو ثلاثة أشهر ، ودفن بمكة المكرمة ، رحمه الله تعالى رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته
وقد كان وقع خبر وفاته على شيخه وعلى أهله وزملائه وأصدقائه وتلاميذه شديداً ، والمصيبة به فادحة ،وقد خلَّف الشيخ – رحمه الله – بعد رحيله مكتبة علمية كبيرة عامرة بكل علم وفن ، أوصى بأن تكون وقفاً على طلاب العلم ورواد المعرفة ، فضمَّت إلى معهد صامطة العلمي لينتفع بها المدرسون والطلاب ، ولتبقى تحت إشراف إدارة المعهد
كما خلَّف من تأليفه آثاراً علمية نافعة في كثير من الفنون الإسلامية ، لا يستغني عنها كل طالب علم
وله من الأبناء أربعة هم أحمد – كاتب هذه الأسطر – ، وعبد الله ، ومحمد ، وعبد الرحمن ، وفقهم الله جميعاً وسدد خطاهم ، وأخذ بأيديهم لما فيه خيرهم وصلاحهم

مؤلفاته

• في التوحيد
(سلم الوصول ، إلى علم الأصول ، في توحيد الله و اتباع الرسول – صلى الله عليه وسلم) – أرجوزة في أصول الدين ، انتهى من تسويدها في سنة 1362هـ ، وهي أوَّل ما ألف . طبعت طبعتها الأولى بمكة المكرمة سنة 1373هـ (في 16 صفحة) معارج القبول ، بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول – في التوحيد) وهو شرح مطول لأرجوزة (سلم الوصول) – المتقدم ذكرها – ، انتهى من تسويدة في سنة 1366هـ ، ويقع في مجلدين كبيرين تزيد صفحاتهما في طبعته الأولى عن ألف ومائة صفحة (أعلام السنة المنشورة ، لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة) كتاب مؤلَّف على طريقة السؤال والجواب ، انتهى من تسويده في غرة شهر شعبان سنة 1365هـ ، و طبع طبعته الأولى بمكة المكرمة (في 67 صفحة) الجوهرة الفريدة ، في تحقيق العقيدة (منظومة دالية ، طبعت طبعتها الأولى بمكة المكرمة سنة 1373هـ (في 19 صفحة)

• في المصطلح
(دليل أرباب الفلاح ، لتحقيق فن الاصطلاح) كتاب جليل حافل في مصطلح الحديث ، طبع طبعته الأولى بمكة المكرمة سنة 1374هـ (في 174صفحة) (اللؤلؤ المكنون ، في أحوال الأسانيد والمتون) منظومة ، انتهى من نظمها في سنة 1366هـ ، وطبعت طبعتها الأولى بمكة المكرمة (في 18 صفحة )

• في الفقه

(السبل السوية ، لفقه السنن المروية) منظومة طويلة في الفقه وفق أبوابه المعروفة ، طبعت طبعتها الأولى بمكة المكرمة (في 134صفحة)

• في أصول الفقه
(وسيلة الحصول ، إلى مهمات الأصول) منظومة في أصول الفقه ، انتهى من كتابتها في سنة 1373هـ ، وتقع في 640 بيتاً. طبعت طبعتها الأولى بمكة المكرمة (في 35 صفحة)
متن (لامية المنسوخ) منظومة لامية الروى في النسخ وما يدخله من الكتب الفقهية ، طبعت طبعتها الأولى بمكة المكرمة (في 10 صفحات )

• في الفرائض
(النور الفائض ، من شمس الوحي ، في علم الفرائض) رسالة منثورة في علم الفرائض ، انتهى من كتابتها في 15-8-1365هـ وطبعت طبعتها الأولى بمكة المكرمة سنة 1373هـ (في 46 صفحة)

• في التاريخ والسيرة النبوية
(نيل السول ، من تاريخ الأمم وسيرة الرسول – صلى الله عليه وسلم -) منظومة تاريخية ، تزيد أبياتها عن (950 بيتاً) ، طبعت طبعتها الأولى بمكة المكرمة (في 52 صفحة )

• في النصائح والوصايا والآداب العلم
نصيحة الإخوان المشهورة بـ (القاتية) ، وعنوانها : (هذا سؤال بشأن القات والدخان والشمة) ، وهي قصيدة تائية ، وقد طبع معها رد عليها لأحد أهل اليمن ، ثم جواب الشيخ عليه ، وفي الجواب الأخير فوائد جليلة . وقد طبعت طبعتها الأولى بمكة المكرمة سنة 1374هـ (في 15 صفحة)
(المنظومة الميمية ، في الوصايا والآداب العلمية) قصيدة ميمية رائعة في الحث على العلم وطلبه والتمسك بما جاء في كتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم – ، طبعت طبعتها الأولى بمكة المكرمة في – 14 صفحة –
وقد طبعت جميع هذه الكتب من مؤلفات الوالد الشيخ حافظ الحكمي – رحمه الله – طبعتها الأولى – ما أرِّخ منها وما لم يؤرخ – في سنتي 1373هـ -1374هـ على نقفة جلالة المغفور له الملك سعود بن عبد العزيز بمطابع البلاد السعودية بمكة المكرمة ، عدا كتاب معارج القبول الذي طبع طبعته الأولى (نحو سنة 1377هـ) في المطبعة السلفية بمصر

وللوالد الشيخ – من بعد – بعض الرسائل والمنظومات المخطوطة التي لم تطبع بعد ، أهمها
1- (مفتاح دار السلام ، بتحقيق شهادتي الإسلام)
2- (شرح الورقات ، في أصول الفقه – لأبي المعالي الجويني)
3- (همزية الإصلاح ، في تشجيع الإسلام وأهله ، والتمسك كل التمسك بأساسه وأصله)
4- (مجموعة خطب للجمع والمناسبات الدينية)
وكل مؤلفاته – رحمه الله – تعطيك الدليل الواضح على مكانته العلمية ، وعلى تعمقه في كثير من جوانب المعرفة ، وهي كتب قيمة يكفي للدلالة على جودتها وقيمتها أن بعضها عرض على فضيلة العلامة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ – رحمه الله – مفتي الديار السعودية آنذاك ، فاستحسنها واستجادها وأشار إلى الحكومة بطبعها وتوزيعها حتى يستفيد منها الخاصة والعامة على السواء ، لما فيها من فوائد جمَّة ، ونصائح عامة نافعة لجميع المسلمين في دينهم ودنياهم ، ولأنها تحضهم على التمسك بكتاب الله وسنة رسوله الأمين – صلى الله عليه وسلم – ، وعلى اتباع السلف الصالح والأئمة المبرزين من علماء المسلمين
رحم الله الشيخ حافظاً الحكمي رحمة واسعة ، وأسكنه فسيح جناته ، وجزاه عما قدم خير الجزاء ، وغفر له ولوالديه ولشيخه ولجميع المسلمين .
المصدر: ملتقى أهل الحديث.




مكتبة الشيخ حافظ بن أحمد حكمي – الإصدار الثالث

الوصف: مكتبة الكترونية تعتني بكتب وتراث الشيخ حافظ بن أحمد حكمي، وتضم ترجمة له ومجموعة من أبرز مؤلفاته، ويتيح البرنامج تصفح الكتب إضافة إلى خواص النسخ والبحث والطباعة، والكتب في البرنامج هي:

– أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة
– الجوهرة الفريدة في تحقيق العقيدة
– سلم الوصول إلى علم الأصول
– معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول
– مفتاح دار السلام بتحقيق شهادتي الإسلام
– همزية الإصلاح
– اللؤلؤ المكنون في أحوال الأسانيد والمتون
– دليل أرباب الفلاح لتحقيق فن الاصطلاح
– مختصر دليل أرباب الفلاح
– السبل السوية لفقه السنن المروية
– وسيلة الحصول إلى مهمات الأصول
– رسالة الأمــر بالمعروف والنهي عن المنكـر
– رسالة النور الفائض من شمس الوحي في علم الفرائض
– نصيحة الأخوان عن تعاطي القات والتبغ والدخان
– المنظومة الميمية في الوصايا والآداب العلمية
– المنظومة الهائية
– نيـل السول من تاريخ الأمم وسيرة الرسول

وقد تم إعداد البرنامج بثلاث صيغ: صيغة ملف تنفيذي (exe)، وصيغة ملف مساعدة (chm)، وصيغة (bok) الخاصة بالموسوعة الشاملة.

تعليمية
تعليمية

حجم ملف البرنامج: 5 ميجا بايت.

تحميل البرنامج




جزاك الله كل خير و أورثك الفردوس الأعلى




بارك الله فيك على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق




التصنيفات
السير والتراجم

حكم من اتهم أم المؤمنين بالفاحشة

حكم من اتهم أم المؤمنين بالفاحشة

هذه أقوال أهل العلم في حكم من سب أم المؤمنين رضي الله عنها واتهمها بالفاحشة :

1- ساق أبو محمد بن حزم الظاهري في المحلى (13/504) بإسناده إلى هشام بن عمار قال : سمعت مالك بن أنس يقول: من سب أبا بكر و عمر جلد ، و من سب عائشة قتل ، قيل له : لم يقتل في عائشة ؟ قال : لأن الله تعالى يقول في عائشة رضي الله عنها : ( يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبداً إنكنتم مؤمنين ) ، قال مالك : فمن رماها فقد خالف القرآن ، و من خالف القرآن قتل . قال أبو محمد رحمه الله : قول مالك هانا صحيح و هي ردة تامة و تكذيب لله تعالى في قطعهببراءتها.

2- حكى أبو الحسن الصقلي كما في الشفاء للقاضي عياض (2/267-268) أن القاضي أبا بكر الطيب قال : إن الله تعالى إذا ذكر في القرآن ما نسبه إليه المشركون سبح نفسه لنفسه ، كقوله : ( وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه ) ، و ذكر تعالى ما نسبه المنافقون إلى عائشة فقال : ( ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك ( ، سبح نفسه في تبرئتها من السوء كما سبح نفسه في تبرئته من السوء ، و هذا يشهد لقول مالك في قتل من سب عائشة ، ومعنى هذا و الله أعلم أن الله لما عظم سبها كما عظم سبه وكان سبها سباً لنبيه ، و قرن سب نبيه وأذاه بأذاه تعالى ، وكان حكم مؤذيه تعالى القتل ، كان مؤذي نبيه كذلك .
3- قال أبو بكر بن العربي في أحكام القرآن (3/1356( : إن أهل الإفك رموا عائشة المطهرة بالفاحشة فبرأها الله ، فكل من سبها بما برأها الله منه فهو مكذب لله ، و من كذبالله فهو كافر ، فهذا طريق قول مالك ، و هي سبيل لائحة لأهل البصائر ولو أن رجلاً سب عائشة بغير ما برأها الله منه لكان جزاؤه الأدب .

4- ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الصارم المسلول (566-586) بعض الوقائع التي قتل فيها من رماها رضي الله عنها بما برأها الله منه ، حيث يقول : و قال أبو بكر بن زياد النيسابوري : سمعت القاسم بن محمديقول لإسماعيل بن إسحاق أتى المأمون بالرقة برجلين شتم أحدهما فاطمة و الآخر عائشة، فأمر بقتل الذي شتم فاطمة و ترك الآخر ، فقال إسماعيل : ما حكمهما إلا أن يقتلا لأن الذي شتم عائشة رد القرآن .

قال شيخ الإسلام : وعلى هذا مضت سيرة أهل الفقه والعلم من أهل البيت وغيرهم .

قال أبو السائب القاضي : كنت يوماً بحضرة الحسن بن زيد الدعي بطبرستان ، و كان بحضرته رجل فذكر عائشة بذكر قبيح من الفاحشة ، فقال : يا غلام اضرب عنقه ، فقال له العلويون : هذا رجل من شيعتنا ، فقال : معاذ الله إن هذا رجل طعن على النبي صلى الله عليه وسلم ، قال الله تعالى : ( الخبيثات للخبيثين و الخبيثون للخبيثات ، والطيبات للطيبين و الطيبون للطيبات ،أولئك مبرءون مما يقولون ، لهم مغفرة و رزق كريم ) ، فإن كانت عائشة خبيثة فالنبي صلى الله عليه وسلم خبيث ، فهو كافر فاضربوا عنقه ، فضربوا عنقه و أنا حاضر .

و روي عن محمد بن زيد أخي الحسن بن زيد أنه قدم عليه رجل من العراق فذكرعائشة بسوء فقام إليه بعمود فضرب دماغه فقتله ، فقيل له : هذا من شيعتنا و من بني الآباء ، فقلا : هذا سمى جدي قرنان – أي من لا غيرة له – ، و من سمى جدي قرناناستحق القتل فقتلته .

و قال القاضي أبو يعلى : من قذف عائشة بما برأها الله منه كفر بلا خلاف ، و قد حكي الإجماع على هذا غير واحد ، و صرح غير واحد من الأئمة بهذا الحكم .

و قال أبي موسى – و هو عبد الخالق بن عيسى بن أحمد بن جعفرالشريف الهاشمي إمام الحنابلة ببغداد في عصره – : و من رمى عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه فقد مرق من الدين ولم ينعقد له نكاح على مسلمة .

5- قال ابن قدامة المقدسي في لمعة الاعتقاد (29 (: ومن السنة الترضي عن أزواج رسول الله صلى الله عليه و سلم أمهات المؤمنين المطهرات المبرآت من كل سوء ، أفضلهم خديجة بن خويلد وعائشة الصديقة بنت الصديق التي برأها الله في كتابه ، زوج النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ، فمن قذفها بما برأها الله منه فقد كفر بالله العظيم .

6- قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم(17/ 117-118( في صدد تعداده الفوائد التي اشتمل عليها حديث الإفك : الحادية والأربعون : براءة عائشة رضي الله عنها من الإفك ، وهي براءة قطعية بنص القرآن العزيز، فلو تشكك فيها إنسان والعياذ بالله صار كافراً مرتداً بإجماع المسلمين ، قال ابن عباس و غيره : لم تزن امرأة نبي من الأنبياء صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين ، وهذا إكرام من الله تعالى لهم .

7- حكى العلامة ابن القيم في زاد المعاد (1/106) اتفاق الأمةعلى كفر قاذف عائشة رضي الله عنها ، حيث قال : واتفقت الأمة على كفر قاذفها .

8- قال الحافظ ابن كثير في تفسيره (5/76) عند قوله تعالى : ( إن الذين يرمون المحصنات الغافلاتالمؤمنات لعنوا في الدنيا و الآخرة و لهم عذاب عظيم ) ، قال : أجمع العلماء رحمهم الله قاطبة على أن من سبها بعد هذا ورماها بما رماها به بعد هذا الذي ذكر في هذه الآية ، فإنه كافر لأنه معاند للقرآن .
9- قال السيوطي في كتابه الإكليل في استنباط التنزيل ( ص 19 )عند آيات سورة النور التي نزلت في براءة عائشة رضي الله عنها من قوله تعالى : ( إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم .. الآيات ) ، قال : نزلت في براءة عائشة فيما قذفت به ، فاستدلبه الفقهاء على أن قاذفها يقتل لتكذيبه لنص القرآن ، قال العلماء : قذف عائشة كفرلأن الله سبح نفسه عند ذكره فقال سبحانك هذا بهتان عظيم ، كما سبح نفسه عند ذكر ماوصفه به المشركون من الزوجة والولد .
10- سئل الشيخ ابن باز رحمه الله كما في الأسئلة اليامية (1/7) عمن اتهم عائشة رضي الله عنها بالزنا وعن فضلها فرد رحمه الله بمايلي :

عائشة – رضي الله عنها – بنت الصديق هي أم المؤمنين بإجماع المسلمين ، ومن زعم أنها زنت فقد كفر لأنه مكذب لله في قوله جل وعلا : ( إنالذين جاءوا بالأفك عصبةٌ منكم لا تحسبوه شر لكم بل هو خير لكم ) سماه إفكا ؛فالمقصود أن عائشة أم المؤمنين – رضي الله عنها – هي أفضل أزواج النبي عليه الصلاة والسلام ، ما عدا خديجة قد اختلف العلماء في أيهما أفضل ، ومن زعم أنها زنت ، أواتهمها بذلك فهو كافر عند أهل العلم ، بإجماع المسلمين ، مكذب لله ولرسوله ، وهي براء من ذلك وهي الصديقة بنت الصديق ، وهي أفضل أزواج النبي عليه الصلاة والسلام ،ماعدا خديجة في تفضيلها عليها نزاع بين أهل العلم ، وزوجات النبي صلى الله عليه وسلم كلهن مطهرات مؤمنات تقيات أمهات المؤمنين رضي الله عنهن وأرضاهن ، يجب الإيمان بذلك والتصديق بذلك ، واعتقاد أنهن من أطهر النساء وخير النساء ، وأفضل النساء .




مشكوووووورة والله يعطيك الف عافيه




مشكوووووورة والله يعطيك الف عافيه




بارك الله فيك على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق




جزاك الله خيرا.




التصنيفات
السير والتراجم

أمهات المؤمنين

تعليميةالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل تعرف من هن أمهات المؤمنين؟

أمهات المؤمنين: هن زوجات النبي صلي الله عليه و سلم ’ وقد جعلهن رضوان الله عليهم مكرمات فهن كالأمهات لم يتزوجن بعد رسول الله.
و هن 11 أما ولسن من قبيلة واحدة

1.خديجة بنت خويلد 2. سودة بنت زمعة
3.عائشة بنت ابي بكر 4.حفصة بنت عمر .5 زينب ينت خزيمة 6. ام مسلمة
7.زينب بنت جحش . 8.جويرية بنت الحارث 9 .صفية بنت حيي بن اخطب من بني النضير .10أم حبيبة رمله بنت أبي سفيان 11 .ميمونة بنت الحارث بن حزن
رضي الله عنهن جميعا تعليمية




تعليمية




مشكورة اختي على هدا الموضوع القيم




تعليمية




بارك الله فيك على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق




التصنيفات
السير والتراجم

[ترجمة] الإمام محمد بن عبد الوهاب التميمي دعوته وسيرته

الإمام محمد بن عبد الوهاب التميمي دعوته وسيرته.

للشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله وخيرته من خلقه سيدنا وإمامنا محمد بن عبد الله ، وعلى آله وأصحابه ومن والاه .

أما بعد : أيها الإخوان الفضلاء ، أيها الأبناء الأعزاء . هذه المحاضرة الموجزة أتقدم بها بين أيديكم تنويرا للأفكار ، وإيضاحا للحقائق ، ونصحا لله ولعباده وأداء لبعض ما يجب علي من الحق نحو المحاضر عنه وهذه المحاضرة عنوانها : الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب دعوته وسيرته .
لما كان الحديث عن المصلحين ، والدعاة والمجددين ، والتذكير بأحوالهم وخصالهم الحميدة ، وأعمالهم المجيدة ، وشرح سيرتهم التي دلت على إخلاصهم ، وعلى صدقهم في دعوتهم وإصلاحهم . وأعمالهم وسيرتهم مما تشتاق إليه النفوس الطيبة ، وترتاح له القلوب ، ويود سماعه كل غيور على الدين ، وكل راغب في الإصلاح ، والدعوة إلى سبيل الحق رأيت أن أتحدث إليكم عن رجل عظيم ومصلح كبير وداعية غيور ، ألا وهو الشيخ الإمام المجدد للإسلام في الجزيرة العربية في القرن الثاني عشر من الهجرة النبوية .

هو : الإمام محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي التميمي الحنبلي النجدي ، لقد عرف الناس هذا الإمام ولا سيما علماؤهم ورؤساؤهم وكبراؤهم وأعيانهم في الجزيرة العربية وفي خارجها ، ولقد كتب الناس عنه كتابات كثيرة ما بين موجز وما بين مطول ، ولقد أفرده كثير من الناس بكتابات حتى المستشرقون كتبوا عنه كتابات كثيرة ، وكتب عنه آخرون في أثناء كتاباتهم عن المصلحين وفي أثناء كتاباتهم في التاريخ ، وصفه المنصفون منهم بأنه مصلح عظيم ، وبأنه مجدد للإسلام ، وبأنه على هدى ونور من ربه ، وتعدادهم يشق كثيرا ، من جملتهم المؤلف الكبير أبو بكر الشيخ حسين بن غنام الأحسائي . فقد كتب عن هذا الشيخ . فأجاد وأفاد وذكر دعوته ، وذكر سيرته وذكر غزواته ، وأطنب في ذلك وكتب كثيرا من رسائله واستنباطاته من كتاب الله عز وجل ، ومنهم الشيخ الإمام عثمان بن بشر في كتابه : عنوان المجد ، فقد كتب عن هذا الشيخ ، وعن دعوته ، وعن سيرته ، وعن تاريخ حياته ، وعن غزواته وجهاده ، ومنهم خارج الجزيرة الدكتور أحمد أمين في كتابه : زعماء الإصلاح ، فقد كتب عنه وأنصفه ، ومنهم الشيخ الكبير مسعود عالم الندوي ، فقد كتب عنه وسماه المصلح المظلوم وكتب عن سيرته وأجاد في ذلك . وكتب عنه أيضا آخرون ، منهم الشيخ الكبير الأمير محمد بن إسماعيل الصنعاني . فقد كان في زمانه وقد كان على دعوته ، فلما بلغه دعوة الشيخ سر بها وحمد الله عليها .

وكذلك كتب عنه العلامة الكبير الشيخ محمد بن علي الشوكاني صاحب نيل الأوطار ورثاه بمرثية عظيمة ، وكتب عنه جمع غفير غير هؤلاء يعرفهم القراء والعلماء ، ولأجل كون كثير من الناس قد يخفى عليه حال هذا الإمام وسيرته ودعوته رأيت أن أساهم في بيان حاله وما كان عليه من سيرة حسنة ، ودعوة صالحة ، وجهاد صادق وأن أشرح قليلا مما أعرفه عن هذا الإمام حتى يتبصر في أمره من كان عنده شيء من لبس ، أو شيء من شك في حاله ودعوته ، وما كان عليه .

ولد هذا الإمام في عام ( 1115 ) هجرية هذا هو المشهور في مولده رحمة الله عليه ، وقيل في عام ( 1111 ) هجرية والمعروف الأول أنه ولد في عام 1115 هجرية على صاحبها أفضل الصلاة وأكمل التحية .

وتعلم على أبيه في بلدة العيينة وهذه البلدة هي مسقط رأسه رحمة الله عليه ، وهي قرية معلومة في اليمامة في نجد شمال غرب مدينة الرياض بينها وبين الرياض مسيرة سبعين كيلو مترا تقريبا ، أو ما يقارب ذلك من جهة الغرب . ولد فيها رحمة الله عليه ونشأ نشأة صالحة . وقرأ القرآن مبكرا .

واجتهد في الدراسة ، والتفقه على أبيه الشيخ عبد الوهاب بن سليمان – وكان فقيها كبيرا وعالما قديرا ، وكان قاضيا في بلدة العيينة – ثم بعد بلوغ الحلم حج وقصد بيت الله الحرام وأخذ عن بعض علماء الحرم الشريف .
ثم توجه إلى المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام ، فاجتمع بعلمائها ، وأقام فيها مدة ، وأخذ من عالمين كبيرين مشهورين في المدينة ذلك الوقت ، وهما : الشيخ عبد الله بن إبراهيم بن سيف النجدي ، أصله من المجمعة ، وهو والد الشيخ إبراهيم بن عبد الله صاحب العذب الفائض في علم الفرائض ، وأخذ أيضا عن الشيخ الكبير محمد حياة السندي بالمدينة . هذان العالمان ممن اشتهر أخذ الشيخ عنهما بالمدينة . ولعله أخذ عن غيرهما ممن لا نعرف .
ورحل الشيخ لطلب العلم إلى العراق فقصد البصرة واجتمع بعلمائها ، وأخذ عنهم ما شاء الله من العلم ، وأظهر الدعوة هناك إلى توحيد الله ودعا الناس إلى السنة ، وأظهر للناس أن الواجب على جميع المسلمين أن يأخذوا دينهم عن كتاب الله وسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وناقش وذاكر في ذلك ، وناظر هنالك من العلماء ، واشتهر من مشايخه ، هناك شخص يقال له الشيخ محمد المجموعي ، وقد ثار عليه بعض علماء السوء بالبصرة وحصل عليه وعلى شيخه المذكور بعض الأذى ، فخرج من أجل ذلك وكان من نيته أن يقصد الشام فلم يقدر على ذلك لعدم وجود النفقة الكافية ، فخرج من البصرة إلى الزبير وتوجه من الزبير إلى الأحساء واجتمع بعلمائها وذاكرهم في أشياء من أصول الدين ثم توجه إلى بلاد حريملاء وذلك ( والله أعلم ) في العقد الخامس من القرن الثاني عشر لأن أباه كان قاضيا في العيينة وصار بينه وبين أميرها نزاع فانتقل عنها إلى حريملاء سنة 1139 هجرية فقدم الشيخ محمد على أبيه في حريملاء بعد انتقاله إليها سنة 1139 هجرية ، فيكون قدومه حريملاء في عام 1140 هـ أو بعدها ، واستقر هناك ولم يزل مشتغلا بالعلم والتعليم والدعوة في حريملاء حتى مات والده في عام 1153 هجرية فحصل من بعض أهل حريملاء شر عليه ، وهم بعض السفلة بها أن يفتك به .
وقيل : إن بعضهم تسور عليه الجدار فعلم بهم بعض الناس فهربوا ، وبعد ذلك ارتحل الشيخ إلى العيينة رحمة الله عليه ، وأسباب غضب هؤلاء السفلة عليه أنه كان آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر ، وكان يحث الأمراء على تعزير المجرمين الذين يعتدون على الناس بالسلب والنهب والإيذاء ، ومن جملتهم هؤلاء السفلة الذين يقال لهم : العبيد هناك ، ولما عرفوا من الشيخ أنه ضدهم وأنه لا يرضى بأفعالهم ، وأنه يحرض الأمراء على عقوباتهم ، والحد من شرهم غضبوا وهموا أن يفتكوا به ، فصانه الله وحماه ، ثم انتقل إلى بلدة العيينة وأميرها إذ ذاك عثمان بن محمد بن معمر ، فنزل عليه ورحب به الأمير ، وقال : قم بالدعوة إلى الله ونحن معك وناصروك وأظهر له الخير ، والمحبة والموافقة على ما هو عليه ، فاشتغل الشيخ بالتعليم والإرشاد والدعوة إلى الله عز وجل ، وتوجيه الناس إلى الخير ، والمحبة في الله ، رجالهم ونسائهم ، واشتهر أمره في العيينة وعظم صيته وجاء إليها الناس من القرى المجاورة .
وفي يوم من الأيام قال الشيخ للأمير عثمان : دعنا نهدم قبة زيد بن الخطاب رضي الله عنه فإنها أسست على غير هدى ، وأن الله جل وعلا لا يرضى بهذا العمل ، والرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن البناء على القبور ، واتخاذ المساجد عليها ، وهذه القبة فتنت الناس وغيرت العقائد ، وحصل بها الشرك فيجب هدمها ، فقال الأمير عثمان لا مانع من ذلك ، فقال الشيخ : إني أخشى أن يثور لها أهل الجبيلة ، والجبيلة قرية هناك قريبة من القبر ، فخرج عثمان ومعه جيش يبلغون 600 مقاتل لهدم القبة ، ومعهم الشيخ رحمة الله عليه فلما قربوا من القبة خرج أهل الجبيلة لما سمعوا بذلك لينصروها ويحموها .
فلما رأوا الأمير عثمان ومن معه كفوا ورجعوا عن ذلك ، فباشر الشيخ هدمها لإزالتها فأزالها الله عز وجل على يديه رحمة الله عليه .

يتبع إن شاء الله




السلام عليكم و رحمة الله و بركآآته
بارك الله فيك أختي
بالانتظار




بارك الله فيك واصل في التميز




بارك الله فيك على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق




جزاك الله خيرا.