التصنيفات
اسلاميات عامة

فتوى الشيخ العثيمين حول قتل النفس


قال الشيخ العثيمين في شرحه للكبيرة التاسعة و العشرين التى جاءت تحت عنوان "قتل النفس" (الإنتحار):

"… و من ذلك فعل بعض الناس الذين ينتحرون، يلبس قنابل يحزمها على بطنه ثم يذهب إلى فئة من العدو و يطلقها، فيكون هو أول من يموت، و هذا يعتبر قاتلا لنفسه و يعذب بما قتل به نفسه في جهنم – و العياذ بالله-، و هؤلاء يطلقون على أنفسهم " الفدائيين"، و لكنهم قتلوا أنفسهم، فيعذبون في نار جهنم بما قتلوا به أنفسهم و ليسوا بشهداء، لأنهم فعلوا فعلا محرما. و الشهيد هو الذي يتقرب إلى الله تعالى بفعل ما أمره به لا بفعل ما نهاه عنه، و الله عزوجل يقول (و لا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما) – النساء 29- ، و يقول (و لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة *** و أحسنوا، إن الله يحب المحسنين)
– البقرة 195- .

لكننا نقول، هؤلاء الذين نسمع عنهم يفعلون ذلك، نرجوا ألا يعذبوا لأنهم جاهلون متأولون لكنهم ليس لهم أجر و ليسوا بشهداء، لأنهم فعلوا ما لم يأذن به الله، بل ما نهى الله عنه.

فإن قال قائل: أليس الصحابة يغامرون فيدخلون صف الأعداء من الروم و غير الروم؟ قلنا : بلى، لكن هل هذا قتل لأنفسهم؟ ليس بقتل، صحيح أنهم على خطر، لكن فيهم احتمال النجاة. و لهذا يدخلون صفوف الروم فيقتلون من شاء الله ثم يرجعون إلى الجيش. و كذلك ما فعله البراء بن مالك في وقعة الحمامة، فإنهم لما وصلوا إلى حائط مسيلمة الكذاب وجدوا الباب مغلقا، و لم يتمكنوا من دخوله، فطلب من الجيش أن يلقوه من وراء الجدار ليفتح لهم الباب، فألقوه من وراء الجدار من أجل أن يفتح لهم الباب، و فعلا فتح لهم الباب و نجا.

فلا يمكن أن نستدل بمثل هذه الوقائع على جواز الإنتحار الذي يفعله هؤلاء، و لكن نقول: نرجو من الله عزوجل أن لا يؤاخذهم بما صنعوا. لأنهم صنعوا ذلك عن جهل و حسن نية، فمن قتل نفسه بشيء فإنه يعذب به في نار جهنم. و اعلم أنه قد ورد في الذي قتل نفسه بشيء (أنه يعذب به في جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا) ، فذكر التأبيد. فهل يعني ذلك أنه كافر، لأنه لا يستحق الخلود الؤبد إلا الكفار؟؟!
الجواب: لا ليس بكافر. بل يغسل و يكفن و يصلى عليه و يدعى له بالمغفرة كما فعل النبي صلى الله عليه و سلم في الرجل الذي قتل نفسه بمشاقص. فقدم إلى الرسول صلى الله عليه و سلم ليصلى عليه. لكنه لم يصل عليه و قال صلوا عليه. فصلوا عليه بأمر الرسول صلى الله عليه و سلم، و هذا يدل على أنه ليس بكافر، وحينئذ لا يستحق الخلود الؤبد. فما ذكر في الحديث من ذكر التأبيد إن كانت اللفظة محفوظة عن النبي صلى الله عليه و سلم فالمراد شدة التنفير من هذا العمل، و إلا فليس بكافر.
سؤال و جوابه: الإضراب عن الطعام حتى يموت، هذا من قتل النفس.

"شرح الكبائر" شر ح فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله رحمة واسعة

منقول







بارك الله فيكي اختاه وجزاكي الفردوس




اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.