[مطوية] التوسل المشروع وأنواعه
المطويات الدعوية …118
التوسل المشروع وأنواعه الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فإن موضوع التوسل من أهم المواضيع التي تمس أساس العقيدة وهذه لبنة مختصرة أحببت أن اساهم بها لخصتها من كتاب "التوسل أنواعه وأحكامه" للإمام الالباني رحمه الله سائلا الله جل في علاه التوفيق والقبول التسهيل. أبو أسامة سمير الجزائري الوسيلة : هي السبب الموصل إلى المطلوب برغبة . وتنقسم إلى قسمين، وسيلة كونية، ووسيلة شرعية. 1- الوسيلة الكونية هي كل سبب طبيعي يوصل إلى المقصود بخلقته التي خلقها الله بها، ويؤدي إلى المطلوب بفطرته التي فطره الله عليها، وهي مشتركة بين المؤمن والكافر من غير تفريق ، ومن أمثلتها الماء فهو وسيلة إلى ريّ الإنسان، والطعام وسيلة إلى شبعه، واللباس وسيلة إلى حمايته من الحر والقر، والسيارة وسيلة إلى انتقاله من مكان إلى مكان، وهكذا. 2- الوسيلة الشرعية فهي كل سبب يوصل إلى المقصود عن طريق ما شرعه الله تعالى، وبينه في كتابه وسنة نبيه، وهي خاصة بالمؤمن المتبع أمر الله ورسوله. كيف تعرف صحة الوسائل ومشروعيتها: الطريق الصحيح لمعرفة مشروعية الوسائل الكونية والشرعية هو الرجوع إلى الكتاب والسنة، والتثبت مما ورد فيهما عنها، والنظر في دلالات نصوصهما، وليس هناك طريق آخر لذلك البتة. فهناك شرطان لجواز استعمال سبب كوني ما: 1- أن يكون مباحاً في الشرع. 2- و أن يكون قد ثبت تحقيقه للمطلوب، أو غلب ذلك على الظن. وأما الوسيلة الشرعية فلا يشترط فيها إلا ثبوتها في الشرع ليس غير. ومما يجب التنبه له، أن ما ثبت كونه وسيلة كونية، فإنه يكفي في إباحته والأخذ به، أن لا يكون في الشرع النهي عنه، وفي مثله يقول الفقهاء: الأصل في الأشياء الإباحة.وأما الوسائل الشرعية، فلا يكفي في جواز الأخذ بها، أن الشارع الحكيم لم ينه عنها، كما يتوهمه الكثيرون بل لا بد فيها من ثبوت النص الشرعي المستلزم مشروعيتها واستحبابها. التوسل المشروع وأنواعه هناك ثلاثة أنواع للتوسل شرعها الله تعالى، وحث عليها، وَرَدَ بعضها في القرآن، واستعملها الرسول r وحض عليها، وليس في هذه الأنواع التوسل بالذوات أو الجاهات أو الحقوق أو المقامات، فدل ذلك على عدم مشروعيته وعدم دخوله في عموم (الوسيلة) المذكورة في الآيتين السالفتين. أما الأنواع المشار إليها من التوسل المشروع فهي: الأول: التوسل إلى الله تعالى باسم من أسمائه الحسنى، أو صفة من صفاته العليا كأن يقول المسلم في دعائه: اللهم إني أسألك بأنك أنت الرحمن الرحيم، اللطيف الخبير أن تعافيني. أو يقول: أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن ترحمني وتغفر لي. ومثله قول القائل: اللهم إني أسألك بحبك لمحمد صلى الله عليه وسلم فإن الحب من صفاته تعالى. ودليل مشروعية هذا التوسل قوله عز وجل: }ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها{]سورة الأعراف: الآية 180[. ومن الأدلة أيضاً قول النبي صلى الله عليه وسلم في أحد أدعيته الثابتة عنه قبل السلام من صلاته صلى الله عليه وسلم: كأن يقول المسلم:" اللهم بإيماني بك، ومحبتي لك، واتباعي لرسولك اغفر لي" ويدل على مشروعيته قوله تعالى: }الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار{]سورة آل عمران: الآية 16[ ومن السنة : ما رواه بريدة بن الحٌصَيب رضي الله عنه حيث قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يقول: (اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله الذي لا إله إلا أنت، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحداً)، فقال: " قد سأل الله باسمه الأعظم، الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب " (قال الألباني :رواه أحمد (5/349 و350) وأبو داود (1493) وغيرهما وإسناده صحيح). ومن ذلك ما تضمنته قصة أصحاب الغار ولا يقولن قائل: إن هذه الأعمال جرت قبل بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فلا تنطبق علينا بناء على ما هو الراجح في علم الأصول أن شرع من قبلنا ليس شرعاً لنا. لأننا نقول: إن حكاية النبي صلى الله عليه وسلم لهذه الحادثة إنما جاءت : 1- في سياق المدح والثناء، والتعظيم والتبجيل. 2- هذا إقرار منه صلى الله عليه وسلم بذلك، بل هو أكثر من إقرار لما قاموا به من التوسل بأعمالهم الصالحة المذكورة، بل إن هذا ليس إلا شرحاً وتطبيقاً عملياً للآيات المتقدمة. 3-، بهذا تتلاقى الشرائع السماوية في تعاليمها وتوجيهاتها، ومقاصدها وغاياتها، ولا غرابة في ذلك، فهي تنبع من معين واحد، وتخرج من مشكاة واحدة، وخاصة فيما يتعلق بحال الناس مع ربهم سبحانه، فهي لا تكاد تختلف إلا في القليل النادر الذي يقتضي حكمة الله سبحانه تغييره وتبديله. الثالث: التوسل إلى الله تعالى بدعاء الرجل الصالح
كأن يكون المسلم في ضيق شديد، أو تحل به مصيبة كبيرة، ويعلم من نفسه التفريط في جنب الله تبارك وتعالى فيذهب إلى رجل يعتقد فيه الصلاح والتقوى، أو الفضل والعلم بالكتاب والسنة، فيطلب منه أن يدعوا له ربه، ليفرج عنه كربه، ويزيل عنه همه. وقد وردت أمثلة منه في السنة الشريفة، كما وقعت نماذج منه من فعل الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم. فمن ذلك أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس ابن عبد المطلب، فقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا، قال: فيُسقَون. وليس معنى هذا أنهم كانوا يقولون في دعائهم: (اللهم بجاه نبيك اسقنا)، ثم أصبحوا يقولون بعد وفاته صلى الله عليه وسلم: (اللهم بجاه العباس اسقنا)، لأن مثل هذا دعاء مبتدع ليس له أصل في الكتاب ولا في السنة، ولم يفعله أحد من السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم. وما روى ابن عساكر أيضاً بسند صحيح أن الضحاك بن قيس خرج يستسقي بالناس فقال ليزيد بن الأسود أيضاً: قم يا بكاء! زاد في رواية: (فما دعا إلا ثلاثاً حتى أمطروا مطراً كادوا يغرقون منه). فمما سبق تعلم أن التوسل المشروع الذي دلت عليه نصوص الكتاب والسنة، وجرى عليه عمل السلف الصالح، وأجمع عليه المسلمون وهو: 1 – التوسل باسم من أسماء الله تبارك وتعالى أو صفة من صفاته. 2 – التوسل بعمل صالح قام به الداعي. 3 – التوسل بدعاء رجل صالح. أعد المطويات أبو أسامة سمير الجزائري قدم لها الشيخ علي الرملي حفظه الله المشرف العام على شبكة الدين القيم للامانة العلمية الموضوع منقول |
||