التصنيفات
القران الكريم

لا يجوز تفسير القرآن بما يسمى : الإعجاز العلمي / للعلامتين ابن عثيمين والفوزان

لا يجوز تفسير القرآن بما يسمى ( الإعجاز العلمي )
ــــــــــــــــــ

قال العلامة فضيلة الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – :

… أولئك الذين فسروا القرآن بما يسمي بالإعجاز العلمي

حيث كانوا يحملون القرآن أحياناً ما لا يتحمل

صحيح أن لهم استنباطات جيدة

تدل على أن القرآن حق ومن الله عز وجل

وتنفع في دعوة غير المسلمين إلي الإسلام

ممن يعتمدون على الأدلة الحسية في تصحيح ما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام

كنهم أحياناً يحملون القرآن ما لا يتحمله

مثل قولهم :

إن قوله تعالي : ( يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا

لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ) (الرحمن : 33 )

إن هذا يعني الوصول إلى القمر وإلى النجوم وما أشبه ذلك

لأن الله قال : ( لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ) والسلطان عندهم العلم

وهذا لا شك أنه تحريف

وأنه حرام ان يفسر كلام الله بهذا

لأن من تدبر الآية وجدها تتحدث عن يوم القيامة، والسياق كله يدل على هذا

ثم إنه يقول : ( أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا)

وهؤلاء ما نفذوا من أقطار السموات ، بل ما وصلوا إلي السماء

وأيضاً يقول : ( يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ ) (الرحمن : 35 )

وهؤلاء لم يرسل عليهمالحاصل

أن من الناس من يتجاوز ويغلو في إثبات أشياء من القرآن ما دل عليها القرآن

ومنهم من يفرط وينفي أشياء دل عليها القرآن

لكن يقول هذا ما قاله العلماء السابقون ولا نقبله. لا صرفاً ولا عدلاً

وهذا خطأ أيضاً

فإذا دل القرآن على ما دل عليه العلم الآن من دقائق المخلوقات

فلا مانع من أن نقبله وأن نصدق به إذا كان اللفظ يحتمله

أما إذا كان اللفظ لا يحتمله فلا يمكن أن نقول به

ــــــــــــــــــــ
و سئل :

ما المقصود بالعلماء في قوله تعالى :

( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) (فاطر : 28 )؟

فأجاب بقوله :

المقصود بهم العلماء الذين يوصلهم علمهم إلى خشية الله

وليس المراد بالعلماء من علموا شيئاً من أسرار الكون

كأن يعلموا شيئاً من أسرار الفلك وما أشبه ذلك أو ما يسمى بالإعجاز العلمي

فالإعجاز العلمي في الحقيقة لا ننكره

لا ننكر أن في القران أشياء ظهر بيانها في الأزمنة المتأخرة

لكن غالى بعض الناس في الإعجاز العلمي

حتى رأينا من جعل القرآن كأنه كتاب رياضة وهذا خطأ

فنقول :

إن المغالاة في إثبات الإعجاز العلمي لا تنبغي

لأن هذه قد تكون مبنية على نظريات والنظريات تختلف

فإذا جعلنا القرآن دالاً على هذه النظرية ثم تبين بعد أن هذه النظرية خطأ

معنى ذلك أن دلالة القرآن صارت خاطئة، وهذه مسألة خطيرة جداً

.. ولذلك فأنا أخشى من انهماك الناس في الإعجاز العلمي أن يشتغلوا به عما هو أهم

إن الشي الأهم هو تحقيق العبادة لأن القرآن نزل بهذا

قال الله تعالى: ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) (الذاريات : 56 )

أما علماء الكون الذين وصلوا إلى ما وصلوا إليه

فننظر

إن اهتدوا بما وصلوا إليه من العلم واتقوا الله عز وجل

وأخذوا بالإسلام صاروا من علماء المسلمين الذين يخشون الله

وإن بقوا على كفرهم وقالوا إن هذا الكون له محدث

فإن هذا لا يعدو أن يكونوا قد خرجوا من كلامهم الأول إلى كلام لا يستفيدون منه

كل يعلم أن لهذا الكون محدثاً

لأن هذا الكون إما أن يحدث نفسه

وإما أن يحدث صدفة

وإما أن يحدثه خالق وهو الله عز وجل

فكونه يحدث نفسه مستحيل ؛ لأن الشيء لا يخلق نفسه

لأنه قبل وجوده معدوم فكيف يكون خالقاً ؟!

ولا يمكن أن تُوجد صدفة

لأن كل حادث لابد له من محدث

ولأن وجوده على هذا النظام البديع، والتناسق المتآلف، والارتباط الملتحم

بين الأسباب ومسبباتها، وبين الكائنات بعضها مع بعض

يمنع منعاً باثاً أن يكون وجوده صدفة

إذ الموجود صدفة ليس على نظام في أصل وجوده

فكيف يكون منتظماً حال بقائه وتطوره ؟ !

وإذا لم يمكن أن توجد هذه المخلوقات نفسها بنفسها

ولا أن تُوجد صدفة تعين أن يكون لها موجد

وهو الله رب العالمين

ـــــــــــــــ

شرح مقدمة التفسير
من الموقع الرسمي للعلامة ابن عثيمين

منقول

[/b]

[/SIZE]




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي عبد الحفيظ بارك الله فيك على هذا الموضوع الذي جهله الكثير من الناس
جعلها الله في ميزان حسناتك ورحم الله العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
وحفظ الشيخ الفوزان واطال الله عمره وجعله في خدمة الاسلام والمسلمين
الهم أمين




شكرا لك على الموضوع القيم والمفيد

نفع الله بكم وباعمالكم ونسال الله ان يجعلها في ميزان حسناتكم

تقبل مرور اختك وزميلتك أسماء




جزاكم الله خيرا




شكرا لمروركم

اللهم فرج همنا ويسر امرنا




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

العقيدة الصحيحة للشيخ الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
أما بعد
فان العقيدة هي أصل الدين ، العقيدة الصحيحة المبنية عل الكتاب والسنة هي أصل الدين وأساسه فإذا صحت العقيدة وسلمت مما يفسدها أو ينقصها فان بقية الدين ينبني عليها أما إذا اختلت العقيدة فانه لا فائدة من الأعمال ، ولا يستقيم الدين إلا بالعقيدة الصحيحة المبنية عل كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما سار عليه سلف الأمة من الصحابة والتابعين ومن تبعهم من الأئمة والدعاة إلى الله عز وجل ، ولهذا أول ما يبدأ به الرسل دعوتهم تصحيح العقيدة فأول ما يبدأ به الرسل دعوتهم تصحيح العقيدة ، فأول ما يقول الرسول لقومه يا قوم أعبدوا الله ما لكم من إله غيره ، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم ختم النبيين وإمام المرسلين لما بعثه الله عز وجل يدعوا إلى الله ، أول ما بدا به تصحيح العقيدة ، فكان يدعوا الناس إلى أفراد الله جلا وعلا بالعبادة وترك عبادة ما سواه من الأصنام والأشجار والأحجار والأحياء والأموات وغير ذلك من المخلوقين ، وبفي في مكة ثلاثة عشر سنة يدعوا الناس إلى توحيد الله والى تصحيح العقيدة قبل أن تفرض عليه الصلاة والزكاة والصيام والحج مما يدل على أن هذه الأعمال لا تصح إلا إذا بنيت على عقيدة صحيحة وهي إفراد الله جلا وعلا بالعبادة وترك عبادة ما سواه ، لان هذا هو الذي خلق الله الخلق من أجله قال تبارك وتعالى : (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (الذاريات 56)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا وحق العباد على الله إذا فعلوا ذلك أن لا يعذبهم ) فالخلل في العقيدة اذا كان يناقضها فانه لا يغتفر قال الله تعالى (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً ) (النساء 48) أي ما دون الشرك لمن يشاء ، فهذا دليل على أن العقيدة هي الأصل وهي الأساس وهي التي يجب أن يتعلمها الإنسان كما جاءت في القرآن وفي السنة ، لأنه إذا كان يجهل العقيدة فقد يقع فيما يخالفها خصوصا وان كثير من الناس يمارسون أشياء تخل بالعقيدة وقد تفسدها وتبطلها وتنقصها ،فإذا كان لا يعرف العقيدة الصحيحة ولم يتعلمها فانه حري ان يقع في الخلل في عقيدته وهو لا يدري ، مجاراتا لما يفعله بعض الناس أو إتباعا لدعاة الضلال الذين يدعون الناس إلى إفساد عقيدتهم كما قال تعالى 🙁 اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) ( البقرة 257) يخرجونهم من النور إلى الظلمات ، من العقيدة الصحيحة والهداية إلى الظلمات إلى الشرك والبدع والمحدثات وهي ظلمات والعياذ بالله .
فهذا فيه تحذير للمسلم من أن تختل عقيدته وهو لا يشعر أو أن يثق بدعاة الضلال وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون) وما أكثرهم اليوم لا كثرهم الله من هنا يتبين انه يجب على المسلم أن يعتني بعقيدته وان يتعلمها من مصادرها الصحيحة .
نعم هناك ممارسات يمارسها كثير من الناس ، وقد يتسمون بالإسلام ويتصفون بالعلم ويمارسون أشياء تخالف العقيدة ، من ذلك الشرك الأكبر والأصغر
الشرك الأكبر مثل دعاء غير الله من الأولياء والصالحين والموتى وغير ذلك لان الدعاء هو العبادة ، هو أعظم أنواع العبادة لأنه يتضمن كل أنواع الافتقار والتضرع لله تعالى ، والعلم انه لا ينفع و لا يضر إلا الله ، والتوكل على الله والرجوع إلى الله فالدعاء يتضمن كل هاته الأمور ولهذا قال تعالى 🙁 وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً ) ( الجن : 18) وقال سبحانه وتعالى 🙁 وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ) (غافر: 60) وقال ايضا (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (غافر 13)
للدعاء أهمية عظيمة
وكثير من الناس من يدعوا غير الله في المهمات والملمات والشدائد ،يدعوا وينادي ويستغيث بغير الله سبحانه وتعالى على المسلم أن يتنبه لهذا الأمر فانه خطير جدا ، ومن الناس من يذبح لغير الله للتقرب الى المخلوق والى الأموات إلى الأضرحة ، فيشرك بالله الشرك الأكبر لان التقرب بالذبيحة إنما يكون لله عز وجل لا يتقرب بذلك الى غير الله قال تعالى ( قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) (الأنعام: 162 ، 163)
والنسك هو الذبيحة قال تعالى (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) (الكوثر: 2) فجعل النسك قرين للصلاة وجعل النحر قرين للصلاة ، وكما لا يصلى لغير الله لا يذبح لغير الله ، بعض الناس يذبح لغير الله من اجل أن ينفعوه أو يدفعوا عنه الضرر أو يشفوا المرض الذي فيه أو في أولاده ، يدبج لهم من اجل الشفاء والعلاج كما يزين لهم شيطان الإنس والجن يذبحوا لغير الله عز وجل وفي السنة ( لعن الله من ذبح لغير الله ) كما في حديث علي رضي الله عنه
فالشرك الأكبر يبطل العقيدة من أساسها وذلك بان يصرف نوع من أنواع العبادة لغير الله عز وجل من دعاء أو ذبح أو نذر أو غير ذلك وما أكثر ما تقع هاته الأمور عند الأضرحة الموجودة في كثير من بلاد المسلمين وربما يغتر الجاهل بذلك ولا سيما وانه يرغب ويقال له يحصل لك كذا ويحصل لك كذا ، فيذبح لغير الله وينذر لغير الله ويقول هذا من باب التوسل بالصالحين وهذا شرك وان سميته توسلا ولأسماء لا تغير الحقائق .
وكذلك مما يخل بالعقيدة الشرك الأصغر يكون بالأقوال الظاهرة مثل الحلف بغي الله عز وجل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من حلف بغير الله كفر أو أشرك ) وقال أيضا عليه الصلاة والسلام ( لا تحلفوا بآبائكم ومن كان حالفا فل يحلف بالله ) فالحلف بغير الله شرك لكنه شرك اصغر إلا إذا قصد به تعظيم المخلوق به كما يعظم الله عز وجل فانه يكون شرك اكبر وهذا مما يجري على كثير من الألسنة ( الحلف بالنبي ،بالكعبة ، بالأمانة ) وهذا كله شرك قد يكون شرك اكبر وقد يكون شرك اصغر بحسب ما يكون في نية الحالف ، وهو واقع وكثير من من لا يعرفوا بحقيقة التوحيد ولا يقرؤون النهي عن الحلف بغير الله عز وجل .
ومن ذلك ما يكون في القلوب من الرياء ، الرياء في الأعمال بان يؤدي العبد العبادة صورتها أنها لله وهو يرائي بها الناس ليمدحوه أو ليثنوا عليه وغير ذلك من المقاصد فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال ؟ فقلنا بلى يا رسول الله فقال الشرك الخفي أن يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل ) والشرك الخفي هو الرياء لانه في القلب لا يعلمه الا الله قال تعالى (فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * لَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ) ( 4، 5، 6، 7 الماعون )
الرياء خطير قد خافه النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه ، لان كل إنسان يحب الثناء ويحب المدح ويحب المظهر الحسن وربما يحمله ذلك على الرياء في العبادات
وكذلك السمعة مثل الرياء ، وهي أن يحب أن يسمعه الناس ، يسمعون دعائه ويسمعون أقواله التي ظاهرها أنها طيبة وهو يريد أن يمحونه ويقولون فلان كثير الذكر ، يجمل صوته بالقراءة من اجل أن يمدحه الناس كل هذا من السمعة ومن راآى راآى ومن سمع سمع الله به الجزاء من جنس العمل (يقول أول الناس يقضى لهم يوم القيامة ثلاثة رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها قال قاتلت فيك حتى استشهدت قال كذبت ولكنك قاتلت ليقال فلان جريء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن قال كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال قارئ فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله فأتي به فعرفه نعمه فعرفها فقال ما عملت فيها قال ما تركت من سبيل تحب قال أبو عبد الرحمن ولم أفهم تحب كما أردت أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك قال كذبت ولكن ليقال إنه جواد فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه فألقي في النار )
هذا هو الرياء عباد الله فلنحذر أن يدخل الرياء أعمالنا ويفسدها علينا

مفرغة من شريط العقيدة الصحيحة للعلامة صالح الفوزان الفوزان حفظه الله




جزاكم الله خيرا




تعليمية




التصنيفات
اسلاميات عامة

العلامة: صالح الفوزان على رسلكم أيها الصحافيون! دفاعا عن الشيخ سعد بن ناصر الشثري

تعليمية تعليمية

على رسلكم أيها الصحفيون!

طالعتنا الصحف المحلية في آخر الأسبوع الماضي بضجة عارمة استهدفت معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري – عضو هيئة كبار العلماء .. بسبب إجابته في قناة المجد لما سئل عما يُشاع من أن جامعة الملك عبدالله التقنية سيكون في اختلاط بين الرجال والنساء؛ كما صرح به بعض منسوبيها، فكانت إجابته وفقه الله بأن هذا عمل لا يجوز ولا يقره ولاة أمور هذه البلاد وعلماؤها وفي مقدمتهم خادم الحرمين حفظه الله؛ لأن الاختلاط بين الرجال والنساء على وجه يثير الفتنة أمر محرم بالكتاب والسنة والإجماع.. فماذا على الشيخ سعد – حفظه الله – إذا أجاب بتحريم ذلك ووجوب منعه ونصح لولي الأمر حفظه الله بمنعه؟

وهؤلاء الصحفيون المشنّعون على الشيخ سعد لم ينفوا أنه قد يحصل اختلاط في الجامعة وإنما شنعوا على من أنكره وطالب بمنعه وهم كل العلماء المعتبرين وأهل الخير الغيورين وليس الشيخ سعد بن ناصر الشثري فقط، فلا يرضون باختلاط النساء بالرجال في مقاعد الدراسة وصالات الامتحان واللقاءات والاحتفالات ومجالس الجامعات لما يجره ذلك من الفتنة ويسببه من الشر وما امتازت هذه البلاد حماها الله إلا بتمسكها بالمنهج السليم وإبعاد رجالها ونسائها عن مواطن الفتنة وهو منهج ستبقى عليه بإذن الله لا تأخذها فيه لومة لائم.

وإليكم بعض الأدلة من الكتاب والسنة على تحريم الاختلاط:

1- قال الله تعالى في قصة موسى عليه الصلاة والسلام: (وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنْ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمْ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ * فَسَقَى لَهُمَا)..إلى قوله تعالى: (فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا) فهاتان المرأتان أبت عليهما حشمتهما أن تزاحما الرجال على الماء وانتظرتا حتى يصدر الرعاء حتى يستطيعا سقي أغنامهما من غير مزاحمة، وحينما أرسل أبوهما إحداهما إلى موسى لتبلغه طلب حضوره إليه جاءت تمشي على استحياء من موسى عليه السلام. وانتهى الأمر بأن اختارها الله سبحانه زوجة لرسوله وكليمه موسى نتيجة لتمسكها بالحياء والحشمة والبعد عن مخالطة الرجال كما قال تعالى: (الطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ) جاءت هذه القصة في القرآن الكريم لتتخذ منها المؤمنات قدوة صالحة إلى يوم القيامة.

2- قال النبي صلى الله عليه وسلم في صفوف الصلاة: "خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها" دل هذا الحديث الشريف أولاً على انعزال النساء عن الرجال في صفوف خاصة بهن منعا لاختلاطهن مع الرجال في أثناء العبادة وفي المساجد فكيف يجوز لهن الاختلاط في الجامعات؟
ثانيا: دل الحديث على أن خير صفوفهن آخرهن لأنه أبعد عن الرجال مع ما يلزم من ذلك من بعدهن عن الإمام وعدم تمكنهن من سماع صوته حفاظا عليهن وعلى الرجال من الفتنة؛ لأن درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة.

3- كانت النساء تحضر صلاة العيد مع رسول الله في مكان خاص خلف الرجال، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب الرجال أولا ثم يذهب إلى النساء في مكانهن فيخطبهن ويأمرهن وينهاهن فلماذا لا يترك النساء مع الرجال ويخطب الجمع خطبة واحدة إلا لأجل منع الاختلاط المسبب للفتنة؟.

4- لماذا المرأة إذا صلت وحدها مع الرجال تكون خلفهم منفردة مع أن الرجل لا يجوز له أن يقوم وحده خلف الصف إلا لأن اختلاط المرأة بالرجال لا يجوز. قال أنس رضي الله عنه: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقمت أنا ويتيم خلفه وقامت أم سليم خلفنا).

وأخيرا: أختم بأنه كان قد صدر الأمر السامي ذو الرقم 11651 وتاريخ 16/5 / 1403هـ والمؤكد عليه بالأمرين الكريمين ذي الرقم 2966 وتاريخ 19/9/1404هـ وذي الرقم 759/8 وتاريخ 5/10/1421هـ والمتضمن (أن السماح للمرأة بالعمل الذي يؤدي إلى اختلاطها بالرجال ونحوها في الإدارات الحكومية أو غيرها من المؤسسات العامة أو الخاصة أو الشركات أو المهن ونحوها أمر غير ممكن سواء كانت سعودية أو غير سعودية؛ لأن ذلك محرم شرعا ويتنافى مع عادات وتقاليد هذه البلاد وإذا كان يوجد دائرة تقوم بتشغيل المرأة بغير الأعمال التي تناسب طبيعتها أو في أعمال تؤدي إلى اختلاطها بالرجال فهذا خطأ يجب تلافيه وعلى الجهات الرقابية ملاحظة ذلك والرفع عنه).

هذا آخر ما أردت إيضاحه مما يبين أن الشيخ سعداً وفقه الله لم يقل منكرا من القول وزورا حتى تُثار ضده هذه الضجة.
وأسأل الله للجميع التوفيق لما فيه الخير والصلاح. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
كتبه: صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء

التوثيق من موقع الشيخ الفوزان -حفظه الله-

منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

كيف يكون الإنسان متوكلاً على الله ‏؟ الشيخ صالح الفوزان حفظه الله

تعليمية


كيف يكون الإنسان متوكلاً على الله ‏؟‏

يكون الإنسان متوكلاً على الله؛ بأن يصدق الاعتماد على ربه عز وجل؛ حيث يعلم أنه سبحانه وتعالى بيده الخير، وهو الذي يدبر الأمور، ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عباس‏:‏ ‏(‏يا غُلام‏!‏ إني أُعلّمُكَ كلماتٍ، احفظِ الله؛ يحفظك، احفظ الله؛ تجِدهُ تُجَاهكَ، إذا سألت؛ فاسأل الله، وإذا استعنتَ؛ فاستعن بالله، واعلم أنّ الأمّة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء؛ لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء؛ لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك‏)‏ ‏[‏رواه الإمام أحمد في ‏"‏مسنده‏"‏ ‏(‏1/293‏)‏ من حديث عبد الله بن عباس، ورواه الترمذي في ‏"‏سننه‏"‏ ‏(‏7/203‏)‏ من حديث عبد الله بن عباس‏.‏ (15)]‏‏.‏
بهذه العقيدة يكون الإنسان معتمدًا على الله جل وعلا، لا يلتفت إلى من سواه‏.‏
ولكن حقيقة التوكل لا تنافي فعل الأسباب التي جعلها الله تبارك وتعالى سببًا، بل إن فعل الأسباب التي جعلها الله تعالى سببًا – سواء كانت شرعية أم حسية – هي من تمام التوكل، ومن تمام الإيمان بحكمة الله عز وجل؛ لأن الله تعالى قد جعل لكل شيء سببًا، وهذا النبي صلى الله عليه وسلم – وهو سيد المتوكلين – كان يلبس الدروع في الحرب، ويتوقى البرد، ويأكل ويشرب؛ لإبقاء حياته ونمو جسمه، وفي أُحد لبس درعين (16).‏
فهؤلاء الذين يزعمون حقيقة التوكل تكون بترك الأسباب والاعتماد على الله عز وجل هم في الواقع خاطئون؛ فإن الذي أمر بالتوكل عليه له الحكمة البالغة في تقديره وفي شرعه، قد جعل للأمور سببًا تحصل به‏.‏
ولهذا؛ لو قال قائل‏:‏ أنا سأتوكل على الله تعالى في حصول الرزق، وسأبقى في بيتي، لا أبحث عن الرزق‏!‏ قلنا‏:‏ عن هذا ليس بصحيح، وليس توكلاً حقيقيًا؛ فإن الذي أمرك بالتوكل عليه هو الذي قال‏:‏ ‏{‏هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ‏}‏ ‏[‏الملك‏:‏ 15‏]‏‏.‏
ولو قال قائل‏:‏ أنا سأتوكل على الله في حصول الولد أو في حصول الزوجة، ولم يسع في طلب الزوجة وخطبتها‏!‏ لعده الناس سفيهًا، ولكان فعله هذا منافيًا لما تقتضيه حكمة الله عز وجل‏.‏
ولو أن أحدًا أكل السم، وقال‏:‏ إني أتوكل على الله تعالى في ألا يضرني هذا السم‏!‏ لكان هذا غير متوكل على الله حقيقة؛ لأن الذي أمرنا بالتوكل عليه سبحانه وتعالى هو الذي قال لنا‏:‏ ‏{‏وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏ 29‏]‏‏.‏
والمهم أن فعل الأسباب، التي جعلها الله أسبابًا، لا ينفي كمال التوكل، بل هو من كماله، وأن التعرض للمهلكات لا يعد هذا من توكل الإنسان على الله، بل هو خلاف ما أمر الله عز وجل به، بل مما نهى الله عنه‏.

المنتقي من فتاوي الفوزان ج1




بارك الله فيك اختي الطيبة "ام عبيد الله ".. على الموضوع القيم .
و سدد خطاك …و رزقك الفردوس الاعلى .
شكراا لك …و جزاك الله خير الجزاء.




السلام عليكم و رحمة الله و بركآآته
جزاك الله خيرا أختي




جزاك الله خير اختي ام عبيد الله مواضيعك مميزة واصلي وحفظ الله شيخنا الفوزان




بورك فيك وفي مشاركتك القيمة

تحياتي




جزاك الله خيرا مزيد من الفوائد يارب نستفيد جميعا




جزاك الله خيرا




التصنيفات
اسلاميات عامة

العلامة صالح الفوزان : المنتحرون باسم الجهاد أتباع للشيطان "

تعليمية تعليمية

بسم الله الرحمن الرحيم .

وصف عضو هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان من يدعون الجهاد في سبيل الله بقتل أنفسهم بأنهم منتحرون ومجاهدون في سبيل الشيطان.

وقال: إن الذين وقعوا في هذه الفتنة لم يسألوا العلماء ولم يتعلموا منهم وإنما انعزلوا عن المسلمين وخلوا إلى أناس من طواغيت البشر فعمدوا إلى غسل أدمغتهم فخرجوا على الناس في هذه الظاهرة، يكفرون المسلمين ويقتلونهم وينسفون المباني ويفجرون ويقتلون الصغير والكبير والذكر والأنثى والمسلم والمعاهد والذمي والمستأمن بسبب هذا الفكر المنحرف، وهذه عاقبة من مال إلى أهل الشر والدعاة الذين أخبر عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم حينما سئل عن فتن آخر الزمان التي أخبر عنها فقال:
(دعاة على أبواب جهنم من أطاعهم قذفوه فيها).

وهذا هو الواقع الآن ويصدق قول الرسول صلى الله عليه وسلم فهؤلاء حينما انحازوا إلى دعاة الضلال قذفوهم فيها، والكل يشمت فيهم ويبغض فعلهم حتى الكفار، فضلا عن المسلمين، ولا أحد يرضى فعلهم إلا من هو مثلهم وعلى شاكلتهم.

مبينا أن هذه فتنة عظيمة يجب على المسلم أن يتبصر فيها وألا يستعجل ويسأل أهل العلم ويسأل الله العافية ولا يثق في الناس دون معرفة حقيقتهم واستقامتهم على الحق حتى ولو تظاهروا بالخير أو بالعبادة والغيرة على الإسلام.

أما من تظاهر بالحق والخير وهو مجهول، فنحن لا نستعجل في أمره ولا نمنحه الثقة حتى نعرف حقيقته وسلوكه وسيرته فما حصل ذلك إلا بسبب إحسان الظن من غير بصيرة وسؤال لأهل العلم والعقل والمشورة، لذلك وقعت هذه الشرذمة فيما وقعت فيه نتيجة لهذا التسرع والجهل ومخالطة الأشرار والثقة بهم والركون إليهم والبعد عن المسلمين وعلمائهم.

لقد ابتعدوا عن الدراسة في المدارس وعند العلماء فوقعوا فيما وقعوا فيه، كما ابتعدوا عن أهاليهم وبيوتهم.

فالواجب على شباب المسلمين الاتعاظ بهم، فالسعيد من اتعظ بغيره، ويجب علينا أن نجعل من هذه الأحداث عبرة لنا وأن نلزم حدنا ونلزم جماعة المسلمين وإمامهم ولا نشذ عنه إلى غيرهم.

قاله الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله تعالى
عضو هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء ..

منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




(دعاة على أبواب جهنم من أطاعهم قذفوه فيها).
دمت صاحبة المواضيع المتالقة




شكرا وبارك الله فيك على الموضوع القيم
جزاك الله كل خير
تحياتي الخالصة

أخوك يحيى




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

أهمية التوحيد لشيخ العلامة الفوزان

تعليمية تعليمية
أهمية التوحيد..لشيخ العلامة الفوزان
أهمية التـوحيد
الشيخ صالح الفوزان


إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدا ًعَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ( يـَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) ( يـَـأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمِ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِّنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرا ًوَنِسَاء ًوَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبا ً) ( يَــأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدا ًيُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزا ًعَظِيماً ).

أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و سلم وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ وَكُلُّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ .

وبــعد … نقدم هذه المحاضرة القيمة والتي بعنوان " أهمية التوحيد " لفضيلة الشيخ صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء والتي ألقاها فضيلته في يوم الأربعاء الثامن والعشرين من شهر صفر لعام 1413 هـ.

أهمية التـوحيد

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. وبعد…

ليس هو من المواضيع التي تقل فائدتها أو المواضيع التي تختص ببعض الناس دون بعض وإنما هو موضوع يجب على كل مسلم معرفته ، ألا وهو أهمية التوحيد ومكانته في الإسلام ذلك الموضوع الذي يجب علينا دائماً أن نتحدث عنه وأن نوضحه وأن نتعلمه لأنه مناط السعادة في الدنيا والآخرة.

معنـى التوحيـد:
التوحيد معناه: إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة وترك عبادة ما سواه.
وهذا الموضوع تكرر ذكره في كتاب الله عز وجل ولا محال تخلو سورة ممن سور القرآن العظيم إلا وفيها ذكر للتوحيد وأمر به وحث عليه وهناك سور كثيرة وخصوصاً المكية تكون من أولها إلى آخرها في موضوع التوحيد، بل إن الأمام ابن القيم رحمه الله في كتابه "مدارج الساكين" يقول: إن القرآن كله في التوحيد لأنه إما خبر عن الله سبحانه وتعالى وأسمائه وصفاته وأمر بعبادته وحده لا شريك له ونهي عن الشرك ، وإما بيان لجزاء الموحدين الذين أخلصوا العبادة لله عز وجل في الدنيا والآخرة وبيان لجزاء المشركين الذين أعرضوا عن التوحيد وما حل بهم من العقوبات في الدنيا وما ينتظرهم في الآخرة ، وإما إخبار عن الموحدين من الرسل وأتباعهم أو إخبار عن المكذبين من المشركين وأتباعهم من الأمم السابقة كقوم نوح وقوم هود وقوم صالح وقوم شعيب وقوم إبراهيم وأصحاب مدين والمؤتفكات وغيرهم من الأمم لما أعرضوا عن التوحيد وعصوا الرسل وماذا حل بهم ، وإما بيان الحلال والحرام وهذا من حقوق التوحيد فالقرآن كله توحيد لأنه إما لبيان التوحيد وبيان مناقضاته ومنقصاته ، وإما إخبار عن أهل التوحيد وما أكرمهم الله به أو إخبار عن المشركين وما انتقم الله تعالى منهم به في الدنيا وما أعد لهم في الآخرة ، وإما أحكام حلال وحرام وهذا من حقوق التوحيد فالقرآن كله في التوحيد وحقوقه ومفسداته ومبطلاته فالقرآن كله يدور على التوحيد.
إن بعض الناس اليوم من جهلة الدعاة وأقولها بأسف لأنه لا يصلح للدعوة من كان جاهلاً لا يجوز أن يدخل في مجال الدعوة إلا من كان عالماً مسلحاً بالعلم ولكن فيه من جهلة الدعاة من يهونون من شأن التوحيد ويقولون الناس مسلمون وانتم في بلاد مسلمين, العالم الإسلامي ليس بحاجة إلى من يلقي محاضرات في التوحيد أو يقرر مقررات في المدارس في التوحيد أو يقرأ كتب التوحيد بالمساجد هكذا يقولون..! ، وهذا من الجهل العظيم لأن المسلم أحوج من غيره لمعرفة التوحيد من أجل أن يحققه ومن أجل أن يقوم به ومن أجل أن يبتعد عما يخل به أو يناقضه من الشركيات والبدع والخرافات ما يكفي أن يكون مسلماً بالاسم من غير أن يحقق الإسلام ولن يحققه إلا إذا عرف أساسه وقاعدته التي يبنى عليها وهو التوحيد. فإن الناس إذا جهلوا التوحيد وجهلوا مسائل الشرك وأمور الجاهلية فإنهم حينئذٍ يقعون في الشرك من حيث يدرون أو لا يدرون وحينئذٍ تقوض عقيدة التوحيد كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: [ إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية ] وهل كل المسلمين يعرفون أمور العقيدة ويعرفون التوحيد ؟ إذا كان العلماء يعلمون هذا فالعلماء قلة وأقل من القليل العلماء بالمعنى الصحيح أقل من القليل وكلما تأخر الزمان فإن العلماء على الحقيقة يقلون ويكثر المتعالمون ويكثر القراء ويكثر الرؤوس الجهّال كما قال صلى الله عليه وسلم :[ إن الله لا يقبض هذا العلم انتزاعاً ينتزعه من صدور الرجال ولكن يقبض هذا العلم بموت العلماء حيى إذا لم يبقى عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهّالا فأفتوا بغير علمٍٍ فضلوا وأضلوا ] وفي حديث آخر أنه في آخر الزمان يقل العلماء ويكثر القرّاء ، وفي أثر آخر يكثر الخطباء في آخر الزمان ويقل الفقهاء ومن هنا يجب علينا أن نهتم بجانب التوحيد وأن نعتني به عناية تامة بأن ندرسه وندرّسه ونحاضر فيه ونعقد فيه الندوات ونشكل به البرامج في وسائل الإعلام ونكتب في الصحف وندعو إلى التوحيد رضي من رضي وغضب من غضب لأن هذا أساس ديننا وهذا مبنى عقيدتنا ونحن أحوج الناس إلى أن نتعرف عليه وأن نتدارسه وأن نبينه للناس.
في العالم الإسلامي ـ ماعدا هذه البلاد التي حماها الله بدعوة التوحيد ـ المشاهد الشركية المشيدة على القبور كما تسمعون عنها أو كما رآها بعضكم ممن سافر، الدين عندهم هو الشرك وعبادة الموتى والتقرب إلى القبور ومن لم يفعل ذلك عندهم فليس بمسلم لأنه بزعمهم يتنقّص الأولياء كما يقولون وهناك دعاة لا يهتمون في تلك البلاد بأمر التوحيد مع الأسف إنما يدعون الناس إلى الأخلاق الطيبة وإلى ترك الزنا وترك شرب الخمور هذه كبائر محرمات بلا شك ولكن حتى لو ترك الناس الزنا وشرب الخمور وحسنوا أخلاقهم وتركوا الربا لكن لم يتركوا الكبائر ما داموا أنهم لم يتركوا الشرك وحتى من لم يشرك ما دام أنه لا ينكر الشرك ولا يدعوا إلى التوحيد ولا يتبرأ من المشركين فإنه يكون مثلهم ولهذا يقول جل وعلا لنبيه (( وما أنا من المشركين )) ]سورة يوسف-108[ ، هذا فيه البراءة من المشركين، فالمسلم الموحد لابد أن يتبرأ من المشركين ولا يسعه أن يسكت والشرك يعج في البلد والأضرحة تبنى والطواف بالقبور معمور ولا يسع من يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسكت على هذا الوباء الخطير الذي يفتك بجسم الأمة ويقول لا ادعوا الناس إلى حسن السيرة والسلوك وترك الخمور وترك الزنا، وماذا تجدي هذه الأمور مع فقد الأساس ؟ أنت لما تبني بناءً ألست أول شيء تهتم بالأساس والقواعد من أجل أن تقيم البناء الصحيح وإلا إذا لم تهتم بالأساس ولم تهتم بقواعد البناء فإنك مهما شيدته ونمقته فإنه عرضة للسقوط ويكون خطراً عليك وعلى من دخل هذا المبنى ، كذلك الدين إذا لم يقم على عقيدة سليمة وأساس صحيح وتوحيد لله وتنزيه عن الشرك وإبعاد للمشركين عن موطن الإسلام فإن هذا الدين لا ينفع أهله لأنه دين لم يبنى على أساس ولم يبنى على قاعدة سليمة.
النبي صلى الله عليه و سلم مكث بمكة بعد البعثة ثلاث عشرة سنة يدعو الناس إلى التوحيد يقول للناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا ـيدعو إلى التوحيد ـ.السور المكية كلها تعالج قضية التوحيد وتأسيس العقيدة ثم لمّا تأسس التوحيد وقامت العقيدة نزلت شرائع الإسلام ، نزل الأمر بالصلاة والأمر بالزكاة هذا إنما نزل بالمدينة ـ الصلاة فرضت على النبي صلى الله عليه و سلم في مكة ليلة الإسراء والمعراج قبل الهجرة بأشهربعد تأسيس التوحيد وبعدما بنيت العقيدة ثم نزلت الزكاة ونزل الصيام والحج وبقية شرائع الإسلام ـ ، ويوضح هذا جلياً أن الرسول لما بعث معاداً رضي الله عنه إلى اليمن رسم له منهج الدعوة وقال له: [ إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فإن هم أطاعوك لذلك فأخبرهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم وترد إلى فقرائهم ]1.

التوحيد هو أول شيء أمر النبي صلى الله عليه و سلم معاذاً بالدعوة إليه وهذا ليس خاص بمعاذ، هذا عام لكل من يدعو إلى الله عز وجل أن نبدأ بهذا الأصل فإن هم أطاعوك لذلك وشهدوا أن لا إله إلا الله واعترفوا بعقيدة التوحيد حينئذٍ مرهم بالصلاة والزكاة أما بدون أن يقروا بالتوحيد فلا تأمرهم بالصلاة لأنه لا فائدة للصلاة والزكاة ولجميع الأعمال ـ ولو كثرت ـ بدون توحيد. قال اله سبحانه وتعالى (( ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين ))] سورة الزمر 65-66[ ، وقال الله تعالى لما ذكر الأنبياء من ذرية إبراهيم في قوله تعالى (( وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلاً هدينا ونوحاً هدينا من قبل ومن ذريته داوود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون…… إلى قوله تعالى …… ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون )) ]سورة الأنعام 83…88[. الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أول ما يبدءون بدعوة التوحيد قال الله تعالى في نوح علية السلام (( لقد أرسلنا نوحاً إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره )) ]سورة الأعراف 59[ ، وقال تعالى (( وإلى عادٍ أخاهم هوداً قال يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره )) ]سورة هود 61 [ ، ((وإلى ثمود أخاهم صالحاً قال يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره )) ]سورة هود 61 [، (( وإلى مدين أخاهم شعيباً قال يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره)) ]سورة هود 84[ ،بل إنه سبحانه وتعالى أجمل الرسل في قوله (( ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة))]سورة النحل 36 [ وقال تعالى((وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله أنا فاعبدون)) ]سورة الأنبياء 25.[
هذا هو الأساس وهذا هو الأصل وهذا هو القاعدة، فكيف نزهد في هذا الأمر ونغفل عنه ونخطّئ من يدعو إليه ويقال عن هذا يفرق بين المسلمين! لا هذا لا يفرق بين المسلمين هذا يجمع كلمة المسلمين لأن كلمة المسلمين لا تجتمع إلا على كلمة التوحيد ولا يستتب الأمن والاستقرار إلا على التوحيد قال الله سبحانه وتعالى (( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكننّ لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً )) ]سورة النور55 [، بهذا الشرط هذا هو الأساس إنما تحصل هذه المطالب العظيمة بعبادة الله وحده لا شريك له " يعبدونني لا يشركون بي شيئاً "، فلا تجتمع كلمة الأمة ولا يصح بناء الأمة إلا على كلمة التوحيد، ـ على عقيدة التوحيد الصحيحة ـ أما إذا دخل الشرك وتفشّت البدع والخرافات وتركت وقيل اتركوا الناس، الناس أحرار في عقائدهم اتركوهم لا تنفروهم، بهذا يحصل الاختلاف ويحصل التفرق ويدخل الشيطان بين صفوف المسلمين فيفرق جماعتهم كما هو الواقع. أضرب لكم مثلاً في هذه البلاد:
هذه البلاد قبل دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهّاب رحمه الله إلى التوحيد كانت متفرقة كل قرية لها أمير وحكومة وكل قرية تخض للأخرى وكل قرية تحارب الأخرى بل يذكر التاريخ أن أهل القرية يتقاتلون فيما بينهم ـ سلب ونهب وقتل وقتيل ـ، فلما جاء الله بهذه الدعوة المباركة على يد هذا الرجل الصالح المفلح توحدت البلاد وصارت تحت قيادة واحدة وصارت لها دولة قامت على الدين وعلى التوحيد ولا زالت ولله الحمد، هذا لأنه أسس التوحيد، لكن قبل أن يؤسس التوحيد في البلاد كانت البلاد متفرقة وكانوا يتبركون بالأشجار والأحجار وكان السحرة يعملون عملهم بين الناس وكان المشعوذون يتجولون في القرى ويخربون عقائد الناس وكان الحكم عند القبائل والعوائد الجاهلية ما فيه حكم بالشرع ولا فيه عقيدة صحيحة ولا فيه اجتماع، فلما جاء الله بهذا النور وبهذه الدعوة المباركة توحدت البلاد واطمأن العباد وأقيمت الحدود وأمر بالمعروف ونهي من المنكر وصار المسلمون أخوة، هذا ببركة عقيدة التوحيد الصالحة الصحيحة.
وحالة العرب قبل بعثة الرسول صلى الله عليه و سلم كانوا متفرقين متشتتين ـ ثارات وغارات وقبائل ـ فلما بُعث النبي صلى الله عليه و سلم ودعاهم إلى التوحيد واستجابوا لله ورسوله توحدوا وصاروا قوة هائلة في الأرض سادت العباد والبلاد وذكرهم الله تعالى بقوله (( واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون )) ]سورة آل عمران-103 [، الله سبحانه وتعالى بين ما كانت عليه حالتهم قبل دعوة الرسول صلى الله عليه و سلم وما كانت عليه بعد دعوته صلى الله عليه و سلم واستجابتهم له، ويقول الله سبحانه وتعالى: (( لقد منّ الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبلُ لفي ضلال مبين )) ]سورة آل عمران-164 [، كانوا قبل بعثة الرسول صلى الله عليه و سلم في ضلال مبين وكانوا مطمعاً للشعوب الأخرى ـ فارس و الروم ـ وكل دولة من دول الكفر كان لها نصيب في جزيرة العرب فلما جاء الإسلام ودخلوا في دين الله انعكس الأمر فصارت جزيرة العرب تسيطر على العالم وامتدت الفتوح وانتشر الإسلام ودخل الناس في دين الله أفواجاً. والإمام مالك رحمه الله يقول: [ لايصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح أولها ]

فإذا كانت هذه الأمة الآن تريد الاجتماع وتريد القوة وتريد الائتلاف فإنه لا يصلحها إلا ما أصلح أولها، الذي أصلح أولها هو التوحيد ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بالتوحيد والاجتماع على كلمة التوحيد وعلى كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم.

هذا هو الذي يجمع الأمة " العقيدة الصحيحة والعمل الصالح "، الله تعالى يقول:(( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق)) ]سورة الفتح-28 [.
الهدى هو العلم النافع ودين الحق هو العمل الصالح ولا يمكن أن تجتمع هذه الأمة إلا بالعلم النافع والعمل الصالح الذي أساسه التوحيد وإفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة.
ليس التوحيد ما يقوله بعض الجهّال أو الضلاّل الذين يقولون أن التوحيد هو الإقرار بوجود الله أو الإقرار بأن الله هو الخالق الرازق المحي المميت، هذا توحيد لكنه ليس التوحيد المطلوب هذا التوحيد الذي يقولونه أقرّ به المشركون ولم يدخلهم في الإسلام يقول الله سبحانه تعالى (( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولونّ الله )) ]سورة لقمان-25 [، ويقول الله سبحانه وتعالى (( أمّن يبدؤا الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والأرض ومن يدبر الأمر فسيقولون الله )) ]سورة النمل-64 [، ويقول(( قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون سيقولون لله )) ]سورة المؤمنون-84 [، صاروا مقرّين بأن الله هو الخالق الرازق الذي يملك السماوات والأرض ومن فيهن وهم مشركون ولم يدخلهم ذلك في الإسلام حتى أقرّوا واعترفوا بأن العبادة لله سبحانه وتعالى فأفردوا الله بالعبادة وتركوا عبادة الأصنام والأوثان والأحجار والأشجار وأخلصوا العبادة لله حينئذٍ صاروا مسلمين، أما اقتصار التوحيد على توحيد الربوبية فهذا ليس بتوحيد هذا أقرّ به أبو جهل رأس الكفر وأبو لهب وكل الكفرة أقرّوا بتوحيد الربوبية وأنّ الله هو الخالق الرازق المحي المميت المدبر لكنهم يعبدون معه أصنام فصاروا مشركين ـ موحدين توحيد الربوبية ومشركين بالألوهية ـولا ينفع توحيد الربوبية بدون توحيد الألوهية.
لابد من توحيد الألوهية الذي هو إفراد الله بالعبادة وترك عبادة من سواه كما قال الله تعالى (( ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت )) ]سورة النحل-36 [،وقال تعالى(( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً)) ]سورة النساء-36 [، ما قال أقرّوا بأنّ الله هو الخالق الرازق المحي المميت لأن هذا موجود يقرّون به ولكن هذا لا يكفي.
التوحيد المطلوب هو توحيد الألوهية وهو إفراد الله بالعبادة الذي لا ينجي من عذاب الله إلا هو يقول الرسول صلى الله عليه و سلم :[ أمرت أن أقاتل الناس ـ أي يقاتل الناس الذين يقولون أن الله هو الخالق الرازق المحي المميت ـ حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحقها ]2، المشركون كانوا يقرّون أن الله هو الخالق الرازق المدبّر ويعترفون أن آلهتهم التي يعبدونها أنّها لا تخلق ولا ترزق ولا تدبّر شيئاً إنما اتخذوها شفعاء ووسائط بين الله بزعمهم ومع إقرارهم بتوحيد الربوبية لمّا قال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم قولوا لا إله إلا الله قالوا: (( أجعل الآلهة إلهاً واحداً إنّ هذا لشيء عجاب وانطلق الملأ من بينهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إنّ هذا لشيء يراد ما سمعنا بهذا في الملّة الآخرة إن هذا إلا اختلاق آءنزل عليه الذكر من بيننا بل لمّا يذوقوا عذاب ))]سورة ص-4..6 [،يعني كذب يتهمون الرسول صلى الله عليه و سلم لمّا دعاهم إلى توحيد الألوهية وقال تعالى في الآية الأخرى: (( إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ))]سورة الصافات-35 [، ويقولون: (( آءنّا لتاركو آلهتنا لشاعر مجنون بل جاء بالحق وصدّق المرسلين )) ]سورة الصافات-37 [، المرسلون كلهم يدعون إلى لا إله إلا الله وخاتمهم وإمامهم وأفضلهم محمد صلى الله عليه و سلم صدّقهم ودعا إلى التوحيد بل جاء بالحق وصدّق المرسلين الذين من قبله لأنهم كلهم دعوا إلى التوحيد وإلى عبادة الله وحده لا شريك له. لو كان معنى لا إله إلا الله هو الإقرار بأن الله هو الخالق الرازق لما قال لهم قولوا لا إله إلا الله دلّ على هذا أن هذا غير هذا وأنه لابد من إفراد الله تعالى بالعبادة قال الله تعالى: (( يأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم ـ لأنهم يقرّون بأن الله هو الذي خلقهم ـ والذين قبلكم لعلّكم تتقون الذي جعل لكم الأرض فراشاً والسماء بناءً وأنزل من السماء ماءً فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون )) ]سورة البقرة-21،22 [، لا تجعلوا الناس شركاء في العبادة وأنتم تعلمون أن لا خالق ولا رازق إلا الله تعالى وتقرّون بأنّ آلهتكم هذه لا تخلق ولا ترزق، احتج الله عليهم بما أقرّوا به على ما جحدوه من توحيد الألوهية.

فتوحيد الألوهية هو مناط السعادة والشقاوة لابد من تحقيقه ولابد من الدعوة إليه ولابد من بيانه للناس، فالذي يقول لا إله إلا الله ولكنه يعبد القبور والأشجار والأحجار ويتقرّب إلى الأولياء والصالحين والجن والملائكة بشيءٍ من العبادات، هذا مشرك كافر بالله سبحانه وتعالى يجب أن يدعى إلى التوحيد فإن أقرّ به وإلاّ قتل قال الله تعالى: (( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير وإن تولّوا فاعلموا أن الله هو مولاكم نعم المولى ونعم النصير )) ]سورة الأنفال-39،40 [، " قاتلوهم حتى لا تكون فتنة " يعني شرك، " ويكون الدين كله لله " لا يكون فيه شيء للقبر ولا للصنم ولا للولي ولا للملك ولا للجن ولا للإنس الدين كله لله ـ الدين الذي هو العبادة ‘‘ الصلاة والصيام والدعاء والخوف والرجاء والنذر والرغبة والرهبة والذبح وغير ذلك ‘‘.

فالذي يقسم الدين بين الله وغيره كالقبر والولي فهذا مشرك بالله عزّ وجل كافر بالله، الله تعالى يقول في الحديث القدسي[ أنا أغنـى الشركاء عن الشرك من عمل عملاً أشرك فيه غيري تركته وشركه ]3، وفي رواية [ فأنا منه بريء وهو للذي أشرك ]4، فالله عزّ وجل لا يقبل العمل الذي فيه شرك ولا يقبل إلا العمل الخالص لوجهه الكريم ولابد مع ذلك البراءة من المشركين ومن الشرك، يقول الله تعالى:( إن إبراهيم كان أمة قانتاً لله حنيفاً ولم يكن من المشركين)) ]سورة النحل-120 [، ويقول: (( وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براءٌ مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين )) ]سورة الزخرف-26 [، وقال (( لقد كان لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا إنّا برءاؤا منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده )) ]سورة الممتحنة-4 [، هذا هو الدين وهذه ملّة إبراهيم عليه والسلام التي لا ينجو أحد إلا باتباعها ولا يدخل الجنة أحد إلا باتباعها، فأمر العقيدة والتوحيد عظيم، فالكفار والمشركين من اليهود والنصارى يدعون إلى التوحيد وكذلك المرتدّون من المسلمين الذين قالوا لا إله إلا الله ودخلوا الإسلام ثم نكصوا على أعقابهم وصاروا يدعون القبور هؤلاء نحكم عليهم بالردة وندعوهم إلى التوحيد والرجوع إلى الدين من جديد فإن تابوا وإلا قُتلوا (( فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحشروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم )) ]سورة التوبة-5 [، وفي الآية الأخرى: (( فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين )) ]سورة التوبة-11 [.
فالمشرك والكافر يدعى إلى الإسلام والمرتد من المسلمين يدعى إلى التوبة وتصحيح الدين الذي أخل به من عقيدته ويدعى إلى إخلاص العبادة والتوبة من عبادة القبور ومن التقرب إلى الأولياء والصالحين وتحقيق معنى لا إله إلا الله التي ينطق بها، وكذلك المسلم الموحد الذي لا يصدر منه شرك أيضاً يبين له التوحيد الصحيح حتى لا يخطئ وتشرح له العقيدة وخصوصاً أولاد المسلمين وعوام المسلمين وطلبة العلم المبتدئين، وكذلك العلماء الضلاّل أيضاً يدعون إلى تصحيح علمهم وعقيدتهم.
فاليهود كانوا علماء لكنهم علماء سوء فالرسول وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فإن انتهوا قال لمعاذ[ إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب ـ أي علماء ـ فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله ]، أهل علم وأهل دين ويدعون إلى شهادة أن لا إله إلا الله لأنهم تركوها وهم يدّعون أنهم على دين فالانتساب إلى الدين لا يكفي.
الله تعالى يقول: (( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر ولا يحرّمون ما حرّم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون))]سورة التوبة 29 [ ،فالعالم إذا انحرف فإنه يدعى إلى التوحيد ولو كان عالماً فإن استجاب وإلا فإنه يقتل إن كان فرداً وإن كانوا جماعة يقاتلون حتى يكون الدين كله لله عزّ وجل.
التـوحيد إذاً هو: إفراد الله بالعبادة وترك عبادة ما سواه نوضح هذا للناس وتوضح العبادة ما معناها.
العـبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة.
العبادة تكون بالقلب ‘ من الخوف والخشية والرجاء والرغبة والرهبة والتوكل والإنابة والإخلاص‘ هذه كلها من أعمال القلب وتسمى عبادة قلبية.
وتكون على اللسان ‘ من ذكر لله سبحانه وتعالى والتسبيح والتكبير والتهليل والتحميد ‘ هذه عبادة يتحرك بها اللسان.
وتكون على الجوارح ‘ من الصلاة والصوم والحج والجهاد في سبيل الله وإخراج الزكاة وصلة الأرحام والمر بالمعروف والنهي عن المنكر ‘.
فكل هذه عبادة شرعها الله عزّ وجل وكلها يجب أن تفرد وتخلص لله عزّ وجل ولا يكون فيها شائبة شرك قال تعالى: (( قل إنما أنا يشرٌ مثلكم يُوحى إليّ أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً )) ]سورة الكهف-110 [، لم يقتصر على قوله " فليعمل عملاً صالحاً " بل قال " ولا يشرك " لأن العمل الصالح إن دخله شرك بطل وإن كان صالحاً يفسده الشرك ويبطله.


والعمل لا يقبل إلا بشرطين :

الشـرط الأول: الإخلاص لوجـه الله تعـالى.
الشـرط الثـاني: المتـابعة للرسـول صلى الله عليه و سلم .

وهذا جاء في قوله تعالى (( وقالوا لن يدخل الجنة إلا من هوداً أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن )) ]سورة البقرة-111 [.
قوله " من أسلم وجهه لله " هذا هو الإخلاص، الإخلاص في العمل بحيث لا يكون فيه شرك لا أكبر ولا أصغر.
وقوله " وهو محسن " هذا هو الشرط الثاني، فالإحسان هو المتابعة للرسولصلى الله عليه و سلم .

فكل عمل لا يتوفر فيه هذان الشرطان يكون باطلاً ـ فالعمل إذا كان فيه شرك فهو مردود وإذا كان فيه بدعة فهو مردود أيضاً لقوله صلى الله عليه و سلم [ من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد]5 وفي رواية [ من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ]6، فمهما حسنت نية الإنسان وقصده إذا كان يعمل عملاً لم يشرعه الرسول صلى الله عليه و سلم فهو بدعة ومردود عليه ولا يقبل مه شيء، وهذا هو معنى شهادة أن إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه و سلم .

ومعنى شهادة أن محمداً رسول الله: متابعته والاقتداء به وترك ما نهى عنه وتصديقه صلى الله عليه و سلم، أما الذي يقول أشهد أن محمداً رسول الله ولكنه لا يتّبعه ولا يعمل بشريعته بل يعمل بالبدع والمحدثات فهذا لا تصح شهادته، فلا بد من الإخلاص ـ وهذا هو معنى شهادة أن لا إله إلا الله ـ ومتابعته ـ وهذا هو معنى شهادة أن محمداً رسول الله صلى الله عليه و سلم
.
فالمشرّع هو الرسولصلى الله عليه و سلم وليس المشرّع العالم الفلاني أو الشيخ الفلاني، إنما العلماء يتبعون الرسول صلى الله عليه و سلم ويقتدون به، أمّا من انحرف عن طريق الرسول صلى الله عليه و سلم فإنه لا يتّبع ولا يُقتدى به ولو كان عالماً فهناك من العلماء الضلاّل الذين أضلوا الناس والنبي صلى الله عليه و سلم يقول: [ إنما أخشى على أمتي الأئمة المضلين ]7 الرسول صلى الله عليه و سلم يخشى على أمته الأئمة المضلين أئمة ومضلين يدعون إلى البدعة وإلى الخرافة وإلى المحدثات والعياذ بالله ويدعون إلى عبادة غير الله هؤلاء هم الأئمة المضلون من العلماء.
فالدين هو ما جاء به النبي صلى الله عليه و سلم وما توفي صلى الله عليه و سلم إلا والدين قد تكامل وأي أحد يزيد إضافة بعد الرسول صلى الله عليه و سلم ويريد أن يجعلها من الدين نقول له أن هذه بدعة، الله تعالى يقول (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً )) ]سورة المائدة-3 [، هذه الآية نزلت على النبي صلى الله عليه و سلم وهو واقف بعرفة في حجة الوداع ما عاش بعدها إلا شهرين وأياماً وتوفي صلى الله عليه و سلم وقد أكمل الله تعالى به الدين فحسبنا بما جاء من غير زيادة ولا نقصان هذا الذي يريد النجاة أما الذي يريد أن يشرّع للناس وأن يأتي للناس بعادات وتقاليد ومحدثات فذا مضلّل.

[ النبي صلى الله عليه و سلم يقول لمّا وعظ أصحابه موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب قالوا يا رسول الله كأنها موعظة مودِّع فأوصنا قال: أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمّر عليكم عبد فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين
المهديين من بعدي تمسّكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإيّاكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ]8.
وكان صلى الله عليه و سلم يقول في خطبه [ إن أصدق الحديث كلام الله وخير الهدى هدى محمدٍ? وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة ] هكذا النبي صلى الله عليه و سلم يوصي الناس بالتمسك بكتاب الله وبسنته ويحذرهم من البدع والمحدثات والله تعالى أنزل وفرض علينا قراءة سورة الفاتحة في كل ركعة من صلواتنا وفي آخرها(( اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين )) الذين أنعم عليهم هم أهل العلم النافع والعمل الصالح أهل الاقتداء والاتباع قال الله تعالى (( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيئين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً )) ]سورة النساء-69 [.
" صراط الذين أنعمت عليهم " يعني " النبيئين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً " ، " غير المغضوب عليهم " هم العلماء الذين يدعون الناس إلى الضلال الذين لا يعملون بعلمهم يعرفون الحق ولا يعملون به يدعون إلى خلافه لهوىً في نفوسهم أو لأطماع يحصلون عليها أو رئاسات يتبوءونها ، يدعون الناس إلى إلى غير ما يعتقدون وإلى غير ما يعلمون من أجل أن يترأسوا عليهم ويتأكّلوا منهم ومن أجل أن يضلوهم عن سواء السبيل ، فالمغضوب عليهم كل من كان عنده علم ولكنه يخالفه ولا يعمل به وفي طليعتهم اليهود فهم عندهم علم (( الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه ـ يعني محمد صلى الله عليه و سلم ـ كما يعرفون أبناءهم وإن فريقاً منهم ليكتـمون الحـق وهم يعلمون )) ]سورة البقرة-146 [، فاليهود يعلمون ولكنهم لا يعملون بعلمهم فهم مغضوبٌ عليهم وكذلك مثلهم من هذه الأمة كل عالم يخالف علمه ولا يعمل به ولا يفتي بالحق ولا يدعو إلى التوحيد ولا يحذر الناس من الشرك يدخل في المغضوب عليهم.
" ولا الضالّين " الضالّون هم الجهّال الذين يعبدون الله على جهل وعلى غير دليل بالبدع والخرافات والمحدثات التي ما أنزل الله بها من سلطان فكل مخرّف ومبتدع ومُحدث في الدين ما ليس منه فهو داخل في الضالين ولهذا يقول عبد الله بن المبارك: [ من فسد من علمائنا ففيه شبه من اليهود ومن فسد من عبّادنا ففيه شبه من النصارى ] ومصداق هذا في الآية الكريمة " غير المغضوب عليهم ولا الضالين ".
فالحاصل أن التوحيد هو الأساس وأنّ العقيدة هي رأس الدين ويجب أن نهتم بها وندعو الكفار إليها وندعو المرتدّين إلى الرجوع إليها وإلا يقتلون على ردتهم قال صلى الله عليه و سلم [ من بدّل دينه فاقتلوه ]9، وقال صلى الله عليه و سلم [ لا يحل دم امرئ إلا بثلاث الثيّب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفرّق للجماعة ]10 ، فالتارك لدينه هو المرتد المفرِّق لجماعة المسلمين فهذا يقتل.

فلذلك يجب أن ندعو المسلمين إلى أن يحققوا التوحيد ولا يكفي أن نتركهم ونقول أنهم مسلمين ويكفي ذلك، بل يجب أن نبين لهم العقيدة الصحيحة ونعلِّمهم وندرِّسهم ونحفِّظهم إيِّاها ونعلِّمهم ما يخلُّ بها من الشرك الأكبر والأصغر والبدع والخرافات لكي يجتنبوها لأنهم إذا جهلوها وقعوا فيها.
فبعض الناس يقول أنَّ أولاد المسلمين أولاد بيئة وأولا فطرة وهم مسلمون بدون توحيد ولا داعي لتعليمهم أركان الإسلام والإيمان وأركان التوحيد في المدارس، فهذا مضلِّل يريد تضليل المسلمين والعياذ بالله . سبحان الله ! إذا ما علّمناهم كيف يعرفون الدين وكيف يعرفون عبادة الله سبحانه وتعالى سيأخذون الدين من العادة (( إنّا وجدنا آبائنا على أمّة وإنّا على آثارهم مقتدون ))]سورة الزخرف-23 [، فنقول لهم لا بل يجب أن يأخذوا الدين عن علم وعن اعتقاد ومعرفة قال الله تعالى: (( فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات )) ]سورة محمد-19 [.
" فاعلم " أمر بالعلم قبل القول والعمل قال الله سبحانه وتعالى (( ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون )) ]سورة الزخرف-86 [.
" شهد بالحق " قال لا إله إلا الله، " وهم يعلمون " يعني هذه الكلمة.
وكيف يعرفون معناها وهم لم يتعلّموا ولم يدرسوا كتب العقيدة الصحيحة ولم يحفظوها ؟ ، فلا يكفي أن يقول لا إله إلا الله دون أن يعرفها ويطبقها ويوالي أهلها ويعادي أعدائها.

فالعقيدة هي أساس ديننا وهي قاعدة شريعتنا ولا يصح عمل إلا بتصحيح العقيدة مهما كانت الأعمال، الله يقول في الكفار والمشركين الذين يعملون من غير عقيدة ، (( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثوراً )) ]سورة الفرقان-23 [، ـ الهباء هو الغبار الذي يصير أمام الشمس شعاعاً ـ أعمال الكفار يوم القيامة تصير هباءً لأنها ما بنيت على عقيدة يقول الله تعالى (( والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً ووجد الله عنده فوفّاه حسابه والله سريع الحساب )) ]سورة النور-39 [، ـ ماذا تكون حالة العطشان إذا جاء ليشرب ولم يجد شيئاً ؟ كذلك حالة المشرك والكافر والعياذ بالله إذا جاء يوم القيامة وهو بحاجة للحسنات والأعمال الصالحة وما وجد شيئاً ـ ، ويقول الله سبحانه وتعالى (( مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء ذلك هو الضلال البعيد )) ]سورة إبراهيم-18 [ ،هذه أمثلة القرآن في أعمال الكفار والمشركين لأنها لم تبنى على أساس وهو العقيدة.

إذن العقيدة أمر مهم لا يجوز للمسلم أن يتساهل بشأنها وأن يحقِّر من ويقول وأن يقلِّل من أهميتها ويقول انظروا للناس واقعين في الربا والسفور والزنا نعم هذه معاصي ولكنهم واقعين فيما هو أكبر من ذلك وهو الشرك والكفر بالله ، ففي البلاد التي يسمونها إسلامية تجدهم واقعين في الشرك في وضح النهار تبنى الأصنام ويطوفون بها ويذبحون وينذرون لها ومع هذا نغطي رؤوسنا ونقول ادعوا الناس إلى الأخلاق والزهد ويقولون أن الشرك هو محبة الدنيا أخرجوها من قلوبكم، والبعض يقول أن الشرك هو الحاكمية اتركوا المحاكم تحكم بالشرع ـ نعم مطلوب أنّ المحاكم تحكم بالشرع ـ ولكن حتى لو فرضنا أنها حكمت بالشرع فما دام الشرك موجود ومادام في الأرض أضرحة وقبور وفيها دعاة إلى الشرك لا يكفي أن نجعل المحاكم تحكم بالشرع ، الشرك ليس بالحاكمية فقط بل هو عبادة غير الله سبحانه وتعالى وتدخل فيه الحاكمية. فالرسول صلى الله عليه و سلم لو قال للمشركين اتركونا نجتمع ونبطل الحكم بعوائد الجاهلية ونحكم الناس بالشرع وليبقى كل واحد على دينه فلا يكون هذا دين ولا تستقيم به ملّة .

فلابدّ من تصحيح العقيدة أولاً ولابد من تحقيق لا إله إلا الله ولابد من إزالة الشرك ومظاهره من البلاد ثمّ تأتي بعد ذلك أوامر الدين وشرائعه لأننا إذا حققنا الأساس أقمنا عليه البناء الصحيح.
(( أفمن أسّس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خيرٌ أمّن أسّس بنيانه على شفا جُرُفٍ هارٍ فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين )) ]سورة التوبة-109 [ .

فالواجب علينا أن نعرف هذا الأمر وأن نهتم به وأن ندرسه أولاً وندرِّسه لأبنائنا وإخواننا وأن نحرص عليه ونكثِّف مناهجه في المدارس والمعاهد والكليات وفي المساجد وأن نعمِّر به بيوتنا ودروسنا.
هذا هو الأساس الصحيح وماعداه فهو تابع له ومكمل له.
فلهذا ندعو إلى تصحيح العقيدة والعناية بها وتعلمها وتعليمها وتأليف الكتب والرسائل فيها وطبعها ونشرها وتوزيعها ، ثمّ يتبعها بقية أوامر وشرائع الدين.

نسأل الله عزّ وجل أن يرزقنا وإيّاكم معرفة الحق والعمل به والدعوة إليه
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم (( والعصر إنّ الإنسان لفي خسرٍ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحـق وتواصوا بالصبر )).

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنّه هو الغفور الرحيم وصلّى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

1- متفق عليه
1- متفـق عليه
1- في صحيح مسلم
2- في سنن ابن ماجة
1- متفق عليه
2- متفق عليه
3- رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ، وهو في مسند الإمام أحمد وسنن أبي داوود وسنن الدارمي
1- الحديث أورده النووي في الأربعين، ورواه أبو داوود والترمذي وقال: حسن صحيح وهذا لفظه: [ وعظنا رسول الله ? موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودِّع فأوصنا فقال: أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمّر عليكم عبد فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضّوا عليها بالنواجذ إيّاكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة ]. وكذلك موجود في سنن ابن ماجة ومسند أحمد وسنن الدارمي.
1- رواه البخاري في صحيحه والترمذي والنسائي وأبو داوود وابن ماجة في سننهم وأحمد في مسنده
2- رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما والترمذي والنسائي وأبو داوود وابن ماجة والدارمي في سننهم والإمام أحمد في مسنده.

للامانة الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




جزاكم الله خيرا و أحسن إليكم و غفر لنا و لكم




بارك الله فيك أختي أم ليلى على الموضوع الطيب

تقبلي مروري




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

بارك الله فيك
شكرا




في محرآب التميز ..
لك قدرة عجيبة على صياغة الكلم
وجعلها سلسلة وذات احرف عذبة
سلمت أناملك




التصنيفات
اسلاميات عامة

لحظات الأسحار للشيخ الفوزان حفظه الله

لحظات الأسحار

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( ينـزل ربنا تبارك وتعالى كلّ ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول : من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له)) [1] .
الحديث دليل على فضل الدعاء والسؤال والاستغفار آخر الليل وقد أثنى الله تعالى على عباده المؤمنين الذين يدخلون الجنة خالدين فيها فذكر من صفاتهم الاستغفار وقت الأسحار. قال تعالى: ((الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ )) (آل عمران:17).
وقال تعالى: ((وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)) ( الذاريات : 18) .
فعلم من ذلك أنه وقت شريف. وفي الحديث دليل على أن الدعاء في ذلك الوقت مجاب إذا تحققت الشروط وانتفت الموانع ؛ لأن الله تعالى وعد بالاستجابة لمن دعاه، وإعطاء من سأله. والمغفرة لمن طلب مغفرته.
وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قيل يا رسول الله : (( أيّ الدعاء أسمع؟ قال: جوف الليل الآخر ودبر الصلوات المكتوبات)) [2] .
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله : (إن جوف الليل إذا أطلق فالمراد به وسطه . وإن قيل جوف الليل الآخر فالمراد به : وسط النصف الثاني. وهو السدس الخامس من أسداس الليل، وهو الوقت الذي فيه النـزول الإلهي) [3].
وهذا الوقت من الأوقات التي ينبغي للعبد – ولا سيما في رمضان – أن يغتنمه ولا يرخصه بالغفلة والنوم، والكسل. فإنه وقت النـزول الإلهي الذي يليق بجلال الله وعظمته من غير تكييف ولا تمثيل. قال القحطاني رحمه الله في نونيته:
والله ينـزل كلّ آخر ليلة *** لسمائه الدنيـا بـلا كتمان
فيقول هل من سائل فأجيبه *** فأنا القريب أجيب من ناداني
حاشا الإله بأن تكيّف ذاته *** فالكيـف والتمثيـل منتفيان
قال ابن بطال : (هذا وقت شريف مرغّب فيه، خصّه الله بالتنـزل فيه. وتفضل على عباده بإجابة دعائهم. وإعطاء سؤالهم ، وغفران ذنوبهم، إذ هو وقت غفلة وخلوة واستغراق في النوم واستلذاذ له . ومفارقة اللذة والدعة صعب على العباد، لا سيما لأهل الرفاهية في زمن البرد ولأهل التعب والنّصب في زمن قصر الليل، فمن آثر القيام لمناجاة ربه والتضرع إليه في غفران ذنوبه ، وفكاك رقبته من النار، وسأله التوبة في هذا الوقت الشاق على خلوة نفسه بلذتها ومفارقة دعتها وسكنها فذلك دليل على خلوص نيته وصحة رغبته فيما عند ربه … فلذلك نبه الله عباده على الدعاء في هذا الوقت الذي تخلو فيه النفس من خواطر الدنيا وعلقها ليستشعر العبد الجدّ والإخلاص لربه ، فتقع الإجابة منه تعالى رفقاً من الله بخلقه ورحمة لهم، فله الحمد دائماً، والشكر كثيراً على ما ألهم إليه عباده من مصالحهم، ودعاهم إليه من منافعهم، لا إله إلا هو الكريم الوهاب [4] .
وفي هذه الليالي المباركة يجتمع للمؤمن في الليل ساعة الإجابة، والنـزول الإلهي، والسجود ، وشرف الزمان وهو رمضان ، وقد كان السلف الصالح من هذه الأمة يواظبون على قيام الليل ولا سيما في شهر رمضان. تأسياً بنبيهم صلى الله عليه وسلم .
فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن في الليل ساعة لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله تعالى خيراً من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه الله إياه وذلك كّل ليلة)) [5].
وإذا كان الإنسان يقوم آخر الليل لأكلة السحور. فليتقدم قبل ذلك بوقت كافٍ للذكر والدعاء وتلاوة القرآن والصلاة ، وأن يكون حاضر القلب، محتسباً لله تعالى في قيامه. وأن يحرص على الإخلاص والخشوع في صلاته. فعسى أن يكون له نصيب من قوله صلى الله عليه وسلم : (( أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام ، وصلوا الأرحام، وصلّوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام)) [6].
اللهم إنا نسألك الجنة وما يقرب إليها من قول وعمل. ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل .

ونسألك الهدى والتقى والعفاف ، والغنى، ومن العمل ما ترضى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد ,,,

[1] البخاري (3/29)، ومسلم (758).

[2] أخرجه الترمذي (3499) ، والنسائي في (عمل اليوم والليلة) رقم (108) ، وهو حديث حسن. بشواهده.

[3] جامع العلوم والحكم، شرح الحديث "التاسع والعشرين" من الأربعين النووية.

[4] شرح البخاري لابن بطال (10/89، 90) .

[5] أخرجه مسلم (757) .

[6] أخرجه الترمذي (7/187)، وقال: هذا حديث صحيح، وأخرجه ابن ماجة رقم (3251).




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[فتاوى] هل عباد القبور معذورون لوجود أئمة يضلونهم . للشيخ الفوزان – عقيدة

تعليمية تعليمية
[فتاوى] هل عباد القبور معذورون لوجود أئمة يضلونهم… للشيخ الفوزان -حفظه الله-

السلام عليكم

هذا مقطع صوتى لفضيلة الشيخ الفوزان -حفظه الله-

منقول من شبكة البيضاء -بارك الله فيها وفى منتدانا-

الملفات المرفقة (افحص الملف ببرامج الحماية وقم بالتبليغ عنه إذا وجدته مخالفا) تعليمية هل يُعذر المشرك بوجود علاماء ضلال.mp3‏ (555.6 كيلوبايت)

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
اسلاميات عامة

استغلال الوقت وحفظه من الضياع للشيخ الفوزان حفظه الله

فضيلة الشيخ ونحن في هذه الإجازة نود منكم نصيحة حول استغلال الوقت وحفظه من الضياع فكثير من الناس – والله المستعان – لا يجيد استغلال وقته فيما يعود عليه بالنفع والفائدة . وفقكم الله وسددَّ خطاكم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فالفراغ نعمة من الله تعالى على عباده، لما روى ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ)) .

والفراغ لا يبقى فراغاً أبداً ، بل لابد له أن يُملأ بخير أو بشر، ومن لم يُشغل نفسه بالحق شغلته بالباطل، وقد تنقلب نعمة الفراغ نقمة على صاحبها إذا لم يحسن الاستفادة من فراغه ، ويشتد خطر الفراغ إذا اجتمع معه شباب يتميز بقوة الغريزة، وجِدَةٌ : وهي القدرة المالية التي تمكن الإنسان من تحصيل ما يشتهي .
إن الوقت – وهو الزمن الذي يعيشه الإنسان – نعمة عظيمة ومنحة كبرى . ذكرها الله تعالى في مواضع من كتابه ، ممتناً بها على عباده ، ليستفيدوا منها، قال تعالى :
((وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا)) (الفرقان:62).
أي : جعل الليل يخلف النهار ، والنهار يخلف الليل ، توقيتاً لعبادة عباده له ، فمن فاته عمل في الليل استدركه في النهار ، ومن فاته عمل في النهار استدركه في الليل.
وقد تقدم حديث ابن عباس رضي الله عنهما :
((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ )) وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما أيضاً :
((اغتنم خمساً قبل خمس – ومنها- فراغك قبل شغلك)) .
إن هذه النصوص تدل بوضوح على عظم هذه النعمة – نعمة الزمن وهو الليل والنهار ، ساعات العمر ولحظاته التي يعيشها الإنسان مدة حياته .ولكن هذه النعمة لا يدرك قدرها ويستفيد منها إلا الموفقون من عباد الله الصالحين، الذين يعرفون قيمة العمر وثمن الحياة ، فالمستفيد من نعمة الزمن هم القلة من خلق الله . وأكثر الناس مغبونون، تراهم يقتلون الأوقات، وينفقونها فيما لا نفع فيه ، أو ما فيه ضرر في العاجل أو الآجل .
والمراد بالفراغ : خلو الإنسان من المشاغل والمعوقات الدنيوية المانعة من الاشتغال بالأمور الأخروية ، فذلك نعمة جُلّى ولا يدخل في ذلك السعي في طلب الرزق ما دام ذلك لا يعطل عن القيام بحق الله عز وجل.
والأصل في الغبن أن يكون في البيع والشراء والتجارة . وفي هذا الحديث – كما يقول العلامة المناوي – شَبَّهَ المكلف بالتاجر، والصحة والفراغ برأس المال ؛ لكونهما من أسباب الأرباح ؛ ومقدمات النجاح . فمن عامل الله بامتثال أوامره ربح ؛ ومن عامل الشيطان باتباعه ضيع رأس ماله

وقال ابن بطال : ( معنى الحديث أن المرء لا يكون فارغاً حتى يكون مكفياً صحيح البدن، فمن حصل له ذلك فليحرص على أن لا يغبن بأن يترك شكر الله على ما أنعم به عليه ، ومن شكره امتثال أوامره واجتناب نواهيه ، فمن فرط في ذلك فهو المغبون ).
إن شكر نعمة الزمن أن يستفيد الإنسان من عمره ، ويحذر من إضاعته في المجالس الخاوية ، مجالس القيل والقال ومجالس اللهو والطرب ، ويحذر أن يكون أمره فرطاً لا في أمر دينه ، ولا في أمر دنياه ، فتنقضي أيامه ولياليه في سهو وغفلة ، وتنقلب نعمة الفراغ نقمة يشقى بها صاحبها رجلاً كان أو امرأة .
فعلى كل مسلم أن يكسب الوقت ، ويستفيد من العمل الصالح، والعمل القاصر والمتعدي ، ويحرص على طلب العلم الذي توفرت سبله، وتهيأت وسائله بفضل الله تعالى وعليه أن يحذر مما وقع فيه كثير من الشباب من إضاعة أوقاتهم في مجالس الأرصفة الليلية ، أو ميادين الكرة أو المستراحات، فالوقت هو الحياة فمن عرف حق الوقت فقد أدرك قيمة الحياة.
لا يمكن للإنسان أن يعرف قيمة الوقت وأن يستفيد منه إلا إذا أحس بقيمته وعرف قدر أنفاسه في هذه الحياة، وأدرك أهمية الاستفادة منه . وحافظ عليه كما يحافظ على ماله أو أشد ، واستشعار قيمة الوقت يجعل الإنسان يبتكر أشياء للاستفادة من الوقت قد لا يهتدي إليها غيره ، ولن يستفيد من هذه الإجازة من لم يعرف قيمة الوقت وأهمية الزمن أولاً ، ولن يستفيد من الإجازة من لم ينظم وقته ثانياً .
وقد كان السلف الصالح من هذه الأمة أحرص ما يكونون على أوقاتهم ، لأنهم أعرف الناس بقيمتها. ولذا كانوا يحرصون على ألا يمر يوم أو بعض يوم أو برهة من الزمن وإن قصرت دون أن يتزودوا منها بعلم نافع أو عمل صالح.
يقول ابن مسعود رضي الله عنه : (ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه ، نقص فيه أجلي ، ولم يزد فيه عملي).
وعن حماد بن سلمة قال : ما أتينا سليمان التيمي في ساعة يطاع الله فيها إلا وجدناه مطيعاً ؛ إن كان في ساعة صلاة ، وجدناه مصلياً ؛ وإن لم تكن ساعة صلاة ، وجدناه إما متوضئاً أو عائداً مريضاً ، أو مشيعاً لجنازة ، أو قاعداً في المسجد ؛ قال : فكنا نرى أنه لا يحسن يعصي الله عز وجل .
وعن سعيد الحريري قال : كانوا يجعلون أول نهارهم لقضاء حوائجهم ، وإصلاح معايشهم ، وآخر النهار : لعبادة ربهم ، وصلاتهم.
وعن الأوزاعي قال: ليس ساعة من ساعات الدنيا ، إلا وهي معروضة على العبد يوم القيامة، يوماً فيوماً ، وساعة فساعة ؛ ولا تمر به ساعة لم يذكر الله فيها إلا تقطعت نفسه عليها حسرات، فكيف إذا مرت به ساعة مع ساعة، ويوم مع يوم، وليلة مع ليلة .
نفعني الله و اياكم و بارك لنا المولى عز و جل في وقتنا
امين




جزاك الله خيراا

موضوع قيم للشيخ الفوزان حفظه الله

ننتظر منك المزيد




امين و اياك اختي




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك على النقل المهم لان أ÷م ما في حيات الانسان هو الوقت ، الوقت اثمن شيئ عند المرئ
فمن اغتنمه في طاعة الله وفيما يرصي الله فانه باذن الله من المفلحين وأما إن صرفه في غير ذلك كان من الخاسرين والنادمين يوم لا ينفع الندم وهاته بعص الاقوال في حفظ الوقت من الضياع

قال ابن الجوزي رحمه الله: رأيت العادات قد غلبت على الناس في تضييع الزمان.

فهم يتزاورون فلا ينكفون عن كلام لا ينفع ،وغيبة، وأقله ضياع الزمان .

وقد كان القدماء يحذرون من ذلك

قال الفضيل : أعرف من كان يعد كلامه من الجمعة إلى الجمعة.
ودخلوا على رجل من السلف فقالوا لعلنا شغلناك

فقال : أصدقكم كنت ٌأقرأ فتركت القراءة لأجلكم .

وجاء عابد الى سري السقطي فرأى عنده جماعة

فقال: صرت مناخ البطالين .

ثم مضى ولم يجلس.

وممن كان يحفظ اللحظات عامر بن عبد الله القيسي.

قال له رجل : أكلمك فقال أمسك الشمس.

وأوصى بعض السلف أصحابه

فقال : اذا خرجتم من عندي فتفرقوا لعل أحدكم يقرأ القرءان في طريقه .

ومتى اجتمعتم تحدثتم.


واعلم أن الزمان أشرف من أن يضيع منه لحظة فكم يضيع الآدمي من ساعات يفوته فيها الثواب الجزيل.


وهذه الأيام مثل المزرعة وكأنه قد قيل للإنسان كلما بذرت حبة أخرجنا لك ألفا .


هل ترى يجوز للعاقل أن يتوقف عن البذر؟


أو يتوانى؟


والذي يعين على اغتنام الزمان الانفراد والعزلة مهما أمكن والاختصار على السلام أو حاجة مهمة لمن يلقى وقلة الأكل .


فان كثرته سبب النوم الطويل وضياع الليل ومن نظر في سيرة السلف وآمن بالجزاء بان له ماذكرته.






و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
و فيكم بارك المولى
جزاكم الله خيرا على الاضافة الطيبة




أحسن الله إليكم و نفع بما نقلتم..




امين و اياكم




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[مقال] فضيلة الشيخ /صالح الفوزان "لا يجوز إحياء الآثار" (مقال جديد/25 رمضان 1443هـ.)-

تعليمية تعليمية
[مقال] فضيلة الشيخ /صالح الفوزان "لا يجوز إحياء الآثار" (مقال جديد/25 رمضان 1443هـ.)

فضيلة الشيخ د. صالح بن فوزان الفوزان*
قرأت في صحيفة الرياض الصادرة يوم الاثنين 18 رمضان مقابلة مع الدكتور ناصر بن مسفر الزهراني حول إقامة مدينة (السلام عليك يا رسول الله) بين مكة وجدة على مساحة مليون متر مربع، المشروع يحتوي على 1500 قطعة تحكي سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الكتاب والسنة وبطريقة حديثة، وأن المشروع بعد تدشينه ستفتح أبوابه للزائرين 24 ساعة ويستوعب 500 زائر في الساعة إلى آخر ما جاء من وصف المشروع وأنه يحتوي على محاكاة لحلي أزواج النبي صلى الله عليه وسلم والجبة والصاع والمد وأنواع الأثاث والسلاح والمكاييل والعملات وأنواع الطعام والشراب – إلخ.
وهذا العمل لا يجوز لعدة محاذير منها:
أن هذا خلاف ما أمرنا به من العمل بسنته لأنه يشغل عن ذلك فهو استبدال الغير المشروع بالمشروع لأنه لا يجمع العمل بالشيء مع العمل بضده.
أن هذا خلاف ما نهينا عنه فهو إحياء للبدع وترك للسنن فهو عمل محدث وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"، وفي رواية: "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد"، وقال عليه الصلاة والسلام: "وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة".
أن هذا الشيء لم يفعله الصحابة والتابعون ومن أتبعهم بإحسان، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي".
أن هذه الأشكال التي تقام في هذا المعرض ليست هي الأدوات التي كان يستخدمها الرسول صلى الله عليه وسلم، وإنما هي أشكال صنعت حديثا ففي هذا تمويه على الناس.
وكون بعض الصحابة يتبركون بأواني الرسول وملابسه التي لامست جسمه الشرف إنما هو بأعيان تلك الأواني والملابس لا بما يشبهها بالشكل لأنه يفقد المعنى وهو ملامسة جسم النبي صلى الله عليه وسلم.
أن إيجاد هذه الأشياء فيه وسيلة إلى الشرك لأن الجهال من الناس سيتعلقون بها لكونها نسبت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وما كان وسيلة إلى الشرك فهو محرم على قاعدة سد الذرائع.
أن هذا سيصرف العوام عن التوجه إلى مكة والمشاعر أو يقلل من أهميتها عندهم لأن كثيرا من النفوس يميل إلى البدعة ويتعلق بها ويترك السنة وما كان صارفا عن السنة فهو محرم.
إن هذه البلاد – بلاد الحرمين – هي بلاد التوحيد يجب أن تطهر من الشرك ووسائله قال الله تعالى: (وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)، وقال تعالى: (وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ).
ولس هناك مبررات لهذا العمل تقابل المحاذير المترتبة عليه، وقول إن هذا العمل فيه توضيح للمسميات الواردة في السنة نقول عنه إن توضيح هذه المسميات يؤخذ من شروح الأحاديث ومفردات اللغة العربية فلا حاجة إلى وضع مجسمات يزعم أنها توضحها مع ما يترتب على ذلك من المحاذير المذكورة وما هو أعظم منها – وعلى كل حال يسعنا ما وسع السلف الصالح.

اقتطاع الأراضي الواسعة لإقامة هذا المشروع وإنفاق الأموال الطائلة لتمويله جهد ضائع فلو وزعت هذه الأراضي مساكن للفقراء وأنفقت هذه الأموال في تعميرها لهم لكان ذلك سدا لحاجة المحتاجين ووضع للمال في موضعه الصحيح.
فالمؤمل في ولاة أمورنا وفقهم الله وقف هذا المشروع لما فيه من المحاذير حماية للعقيدة من الشرك ووسائله كما عهدناه منها، ونسأل الله أن يوفق الجميع لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
*فضيلة الشيخ د. صالح بن فوزان الفوزان
* عضو هيئة كبار العلماء
المصدر: جريدة الرياض 25رمضان 1443هـ.
13أغسطس 2022م. العدد(16121).

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية