تنظيم البيت
ثروة الوقت:
الملابس التي لا تصلح للاستعمال.. قم بقَصِّها بطريقة منتظمة واستعمل النوع الجيد من القماش فيها كقواعد للأطباق والأكواب، والنوع العادي كقطع قماش للمطبخ. |
||
نترقب المزيد
بالتوفيق
تنظيم البيت
ثروة الوقت:
الملابس التي لا تصلح للاستعمال.. قم بقَصِّها بطريقة منتظمة واستعمل النوع الجيد من القماش فيها كقواعد للأطباق والأكواب، والنوع العادي كقطع قماش للمطبخ. |
||
وظائف – توظيف – فرص عمل – وظائف شاغرة
رجاءاً موضوعنا للجادين و يخص بالشباب العاطلين عن العمل بدرجة أولى و للعامل ذو الدخل الضعيف أو حتى بروفسوراً و بكل صدق و أمانة ألان تستطيعون العمل على الانترنت و في أي وقت للجميع فئات عمريه و للجنسين و من جميع أنحاء القطر الجزائري شريطة أن تكون لديك كمبيوتر موصول بالانترنت ، أذن يمكنك الحصول على دخل ممتاز و بكل جد ، و للتفاصيل أكثر قم بتحميل الكتاب الإلكتروني لدليل العمل لدى الشركة و المتكون من 28 صفحة ، و من الآن الشركة التي نتكلم عنها تعتمد على الخطوات الأساسية و المذكورة في الكتاب ، قم بتحميل الكتاب من خلال الرابط المبني أدناه :
http://7aya.top-uploader.com/downloa…30b4c.pdf.html
بمجرد فتح الصفحة من خلال الرابط أنقر على كلمة ( تحميل الملف ) في المربع ذو اللون الأزرق وهذا ليتم تحميل الكتاب الإلكتروني لدليل العمل لدى الشركة
.
مع تحيات منتديات خنشلة التعليمية
تعليم اصول وقواعد الربح من النت عن تجارب خمس سنوات وشرح نظام الشركات الربحية من الالف الي الياء
اقرى الايميل بتمعن الى الاخر الموضوع سهل جدا ومربح .
بسم الله الرحمن الرحيم
اليوم احب ان اشرح لكم احدي طرق الربح من علي الانترنت الا وهو الشركات الربحية
ما المقصود بالشركات الربحية؟
تعتبر احدي وسائل الاعلان علي الانترنت ولكنها تختلف عن الوسائل التقليدية في انها تقوم بالدفع للاعضاء المشتركين بها نظير رؤيتهم لهذه الاعلانات
أين توجد هذة الاعلانات ؟
توجد صفحة علي هذه المواقع تسمي – view advertisements اوptc اوview ads – يوجد بها روابط الاعلانات بمجرد الضغط علي اي منها يفتح لك صفحة جديدة في اعلاها عداد للوقت يعد 30 ثانية تنازليا حتي ان
يصل للصفر ثم يقوم بتحميل علامة خضراء(علامة صح او شرطة مائلة او علامة الدولار) بمجرد رؤيتك لهذه العلامة معناها انك قد ربحت قيمة هذا الاعلان وطبعا لا يمكنك مشاهدة الاعلان الواحد اكثر من مرة في اليوم وايضا لا يمكنك مشاهدة
اعلانين او اكثر من نفس الشركة في نفس الوقت
3- ترقية العضوية (وانا لا احبذ ذلك)
4- شراء الريفيرال :الا عضاء الذين يسجلون مباشرة في هذه الشركات(اي ليس من خلال الروابط الخاصة بالاعضاء) تقوم الشركة ببيعهم لمن يدفع (وانا لا احبذ ذلك ايضا)
كيف ساسحب مستحقاتي من هذه الشركات ؟
1- a l e r t p a y
( يفضل ان يكون لك حساب بنكي حتي تستطيع استلام الاموال)
لفتح حساب اضغط هنا
شرح الفكرة ان بنشترك فى البنك الالكترونى a l e r t p a y
طبعا البنك دة غنى عن التعريف على النت
ودة رابط التسجيل
https://www.a l e r t p a y.com/?Wi5…NMv2THBg%3d%3d
انسخ الرابط ثم احذف الفواصل من كلمة a l e r t p a y
طيب هتقولى اية لازمة البنك دة؟
البنك دة اللى هيضمن لك حقك عن طريق المواقع اللى هنشترك فيها وتقدر عن طريقة تستلم فلوسك
a l e r t p a y
سؤال : طيب كيف اسحب فلوسى من البنك الاليكترونى ؟
توجد ثلاث طرق لسحب فلوسك من البنك الالكتروني جواب :
الاولي: شركات تحويل الاموال مثل ويسترن يونيون
الثانية : الوساطه وهى شخص يسحب فلوسك فى البنك على حسابه ويدفع لك كاش والوسطاء كتير جدا موجودين فى جميع منتديات الربح يمكنك الاتصال باى منهم وتحديد موعد لقاء او يحولك المبلغ حواله بريديه وبعدها تحوله الاموال من البنك الالكترونى الى حسابه.
الثالثة بواسطة البطاقة البنكية ماستر كارد او فيزا و ان كنت لا تملكها يمكنك الحصول عليها من بنك كريدى اجرى كول بمصر وسعرها 15 جنيه وتستلمها فى الحال وهى سهله الاستخدام وسوف يشرح لك موظف البنك كل شئ عنها .
الكلام تحسى انة صعب انا كان عليا كدة فى الاول بس بعد كدة بقى سهل جدا
طيب تعالى للمواقع اللى ندخل ونسجل فيها
ونبتدى نتفرج فيها على الاعلانات ونبتدى الربح
ومش هتاخد منك غير 10 دقايق
هما 3 مواقع عالمية (للتاكيد من صحة وصدق المواقع اعمل على كل شركة بحث على جوجل)
وكل المواقع دى مشتركة مع البنك الالكترونى a l e r t p a y
وبتحولى فلوسك علية وتحوشى فية مبلغ حلو
هنا قمت بشرح مقدمة عن هذا الموضوع والان ساقوم بشرح خطوات الاشتراك ولكن اليك هذه النصائح اولا
1- الصبر
هذا الموضوع يحتاج الي صبر فلو انك تعمل بمفرد ستحتاج مايقارب لثلاثة اشهر الي ان تصل الي الحد الادني وشهر اخر الي ان يصلك الدفع من هذه الشركة لكن لو بادرت بالتسجيل وبعت دعوات لصحابك من الرابك الخاص بك هيكون مكسبك فى خلال شهر وعن تجربة.
2- – لا تجعل هذا المجال يشغل كل وقتك ولا تعطه اكثر من ساعتين في اليوم الا اذا لم يكن لديك اي التزامات اخري كالدراسة وخلافه وتفرغت لهذا المجال
3- يفضل التعاون والعمل الجماعي فان ذلك يضاعف ارباحك اكثر بكثير لو هتعمل منفردا
4- حساب واحد لكل شخص اي لا يجوز ان يكون لك اكثر من حساب علي نفس الشركة
5- لا تحاول الغش وفتح اكثر من حساب وايضا لا تستخدم برامج الضغط الذاتي (auto clickers)لان ذلك يضرك ويهدد بالغاء حسابك علي الشركة
6- عند االتسجيل علي اي شركة من خلال رابط احد الاعضاء ستجد اسمه مكتوب في خانة الreferer لا تقوم بمسحه حتي لا تباع لاجنبي او غيره
7- لا مانع ان تسجل تحت عضو جديد بدون مقابل علي امل ان يفعل اخوك مثلك بادر بفعل الخير
8 – عند تسجيلك في هذه الشركات ربما لا تجد دولتك هذا لايهم ولقد سبق وقلنا انه لا يوجد تعامل مباشر مع هذه الشركات ويمكنك اختيار اي بلد اخري(انا افضل انا اختار بلد عربي مجاور مثل السعودية)
9- عند فتح الاعلانات كل يوم وتكون عضو نشيط ترسل لك الشركة اعلانات اضافية على الاساسى مكافاه على نشاطك
الدائم فيها.
كيف يعمل الموقع؟
عليك في البداية التسجيل بالموقع وتأكيد التسجيل من خلال البريد الالكترونى الخاص بك، ثم دخول صفحة تصفح الإعلانات ، قم بالنقر على أحد الإعلانات لتفتح لك نافذة جديدة يظهر فيها موقع المعلن ، وعليك الانتظار لمدة 30 ثانية ، حيث يظهر عداد تنازلي في الزاوية العلوية اليمنى للصفحة ، بعد إنتهاء
الـ 30 ثانية ستظهر لك إما علامة صح خضراء ، أو علامة × حمراء ، إذا ظهرت علامة الصح الخضراء ، فذلك يعني أنك حصلت على المبلغ وهو 0.01$ إذا كنت عضوا عاديا أو 0.0125$ إذا كنت عضوا مميزا ، في حالة ظهور علامة × حمراء ، فذلك يعني أنك لم تحصل على المبلغ في رصيدك ، وعليك مشاهدة الإعلان مرة أخرى للحصول عليه ، إن فتحك لأكثر من إعلان في نفس الوقت هو سبب رئيسي لعدم حصولك على المبلغ ، لذا يتوجب عليك مشاهدة إعلان واحد فقط كل مرة. ويسمح للعضو زيارة كل إعلان مرة واحدة فقط خلال اليوم الواحد
كيف اشاهد الاعلانات ؟
توجد كلمة علي هذه المواقع تسمي – – view advertisements اوptc او view ads- يوجد بها روابط الاعلانات بمجرد الضغط علي اي منها يفتح لك صفحة جديدة في اعلاها عداد للوقت يعد 30 ثانية تنازليا حتي ان يصل للصفر ثم يقوم بتحميل علامة خضراء(علامة صح او شرطة مائلة او علامة الدولار) او فى مواقع اخرى يطلب منك اختار الرقم 7 من بين الاختيارات 4 , 8 ,7 تقوم ضغط على 7 فقط وبكدة هيضاف الرصيد الاعلان اومرة يكتب ليا اختارى الصورة اللى بالشقلوبة بمجرد رؤيتك لهذه العلامة معناها انك قد ربحت قيمة هذا الاعلان وطبعا لا يمكنك مشاهدة الاعلان الواحد اكثر من مرة في اليوم وايضا لا يمكنك مشاهدة اعلانين او اكثر من نفس الشركة في نفس الوقت
ما متوسط الربح الشهري من خلال هذه الشركات؟
اغلب هذه الشركات نظامها كالاتي 4 اعلانات في اليوم – 1 سنت للاعلان – 1 سنت للريفيرال يعني لو انت شغال منفردا علي شركة واحدة ستحقق 30*10*0.01= 3 دولار شهريا
وده طبعا مبلغ ضئيل جدا ولكن بامكانك مضاعفته عن طريق الاتي1- الاشتراك في اكثر من شركة : يعني لو انت مشترك فى ثلاث شركات ستحقق = 60 دولار شهريا وعلي فكرة اعلانات الشركات ممكن تتفرج عليهم كلهم في فترة تتراوح من نصف ساعة حسب سرعتك وسرعة الانترنت عند اي نعم ماينفعش تفتح اعلانين من نفس الشركة في وقت واحد ولكن يجوز لك ان تفتح
اعلانات كثرة من شركات مختلفة في نفس الوقت2- الريفيرال: كلما زاد عدد الاعضاء المسجلين من خلالك كلما زادت ارباحكيعني لو واحد ريفيرال فقط مسجل من خلالك في شركاتك ستحقق ارباح 60*2=120 دولار من شركة واحدة
شهريا ولو لديك 10 ريفيرال في كل شركاتك ستحقق 60*10= 600 دولار شهريا وكلما ذادت ارسال دعوات الى اصحابك هتكسب أكثر واكثر
وإليك هذه الشركات المضمونة وعن تجربة حتى يصل ربحك اليومي ولمدة ساعة تقريبا” بحدود 20$ يوميا(أنصجك بالتسجيل بها كلها وفتح اعلاناتها يوميا”)
أليكم المواقع بالتفصيل
1-الموقع الأول
http://www.onbux.com/?r=mayada4444
2-الموقع الثانى
http://www.neobux.com/?r=mayada4444
3- الموقع الثالث
http://www.moneybux.net/?ref=mayada4444
رجاء عند التسجيل توجد خانة مكتوب فيها Referrer نكتب فيها mayada4444
من اجل اكسب نقاط على دعوتكم لهذة المواقع
وانت كمان تقدر تعمل كدة مع صحابك بعد التسجيل من اجل تكسب نقط فى رصيدك
بس لازم الاول تشتركى فى موقع البنك لان عند تسجيلك فى المواقع الربح هيطلب منك الايميل اللى هيرسلة علية الفلوس
اللى انت سجلت فية فى البنك هتلاقى عند التسجيل خانة مكتوب فيها a l e r t p a y
دى تكتيبى فيها الايميل اللى اشتركتى فية على البنك
عشان لم تطلبى فلوسك يحولك على البنك
وتروحى على البنك هتلاقى رصيدك اضاف هناك ان شاء الله
بس لم تعدى 2 او 1 دولار فى موقع الربح
طيب نيجى للكلمات المهمة اللى هتحتاجيها فى كل موقع
عند التسجيل تجد خانة a l e r t p a y = هنا تكتب البريد الالكترونى اللى انت سجلت فية فى البنك
تجد ايضا خانة paypal = دى متكتبش فيها حاجة لان دة بنك اخر واحنا خلاص مشتركين فى a l e r t p a y
كلمة
withdraw = cash out
دى معناها انك عايز يدفع ليكم الموقع الى البنك
طيب ازاى اتفرج على الاعلانات وابتدى الربح من كلمة
view advertisements
او
view ads
طيب ازاى اجيب الرابط الخاص بيا فى كل موقع عشان ابعت لصحابى وابتدى اكسب نقاط أكثر عن طريقهم وابتدى فى زيادة ربحى اكتر
من كلمة
banner
الموضوع سهل جدا فى التعامل وانا موجودة لاى سؤال
للتأكد من مصداقية هذ المواقع العالمية البحث عنها وسوف تتأكد من صدق كلامى اعتنم الفرصة وبادر بالتسجيل
وارسال الرابط الخاص بك الى اصدقائك
ربنا يبارك فيكم جميعا يارب
مجمل عقيدة أهل السنة والجماعة في [ أهل البيت ] !
فضيلة العلامة عبد المحسن بن حمد العباد :
عقيدة " أهل السنة والجماعة " وسط بين الإفراط والتفريط ، والغلو والجفاء في جميع مسائل الاعتقاد ، ومن ذلك عقيدتهم في آل بيت الرسول – صلى الله عليه وسلم – ، فإنهم يتولَّون كل مسلم ومسلمة من نسل عبد المطلب ، وكذلك زوجات النبي – صلى الله عليه وسلم – جميعًا ، فيحبون الجميع ، ويثنون عليهم ، وينزلونهم منازلهم التي يستحقونها بالعدل والإنصاف ، لا بالهوى والتعسف ، وتعرفون الفضل لمن جمع الله له بين شرف الإيمان وشرف النسب ، فمن كان من أهل البيت من أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ، فإنهم يحبونه لإيمانه وتقواه ، ولصحبته إيَّاه ، ولقرابته منه – صلى الله عليه وسلم – .
ومن لم يكن منهم صحابيًا ، فإنهم يحبونه لإيمانه وتقواه ، ولقربه من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ، ويرون أن شرف النسب تابع لشرف الإيمان ، ومن جمع الله له بينهما فقد جمع له بين الحسنيين ، ومن لم يوفق للإيمان ، فإن شرف النسب لا يفيده شيئًا ، وقد قال الله – عز وجل – : ( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ ) . [ الحجرات : 13 ] .
وقال – صلى الله عليه وسلم – في آخر حديث طويل رواه مسلم في " صحيحه " : (2699) عن أبي هريرة – رضي الله عنه – : ( ومن بطأ به عمله لم يُسرع به نسبُه ) .
وقد قال الحافظ ابن رجب – رحمه الله – في شرح هذا الحديث في كتابه : " جامع العلوم والحكم " : ( ص 308 ) : ( معناه أن العمل هو الذي يبلغ بالعبد درجات الآخرة ، كما قال تعالى :( وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُواْ ) .
فمن بطأ به عمله أن يبلغ به المنازل العالية عند الله تعالى لم يسرع به نسبه ، فيبلغه تلك الدرجات ؛ فإن الله رتب الجزاء على الأعمال لا على الأنساب ، كما قال تعالى : ( فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ ).
وقد أمر الله تعالى بالمسارعة إلى مغفرته ورحمته بالأعمال ، كما قال : ( وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ . الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ ).
وقال : ( إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ . وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ . وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ . وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ . أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ) .
ثم ذكر نصوصًا في الحث على الأعمال الصالحة ، وأن ولاية الرسول – صلى الله عليه وسلم – إنما تنال بالتقوى والعمل الصالح ، ثم ختمها بحديث عمرو بن العاص – رضي الله عنه – في " صحيح البخاري " : (5990) ، و " صحيح مسلم " : (215) ، فقال : ( ويشهد لهذا كله ما في الصحيحين عن عمرو بن العاص أنه سمع النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول :( إن آل أبي فلان ليسوا لي بأولياء ، وإنما وليي الله وصالح المؤمنين ) .
يشير إلى أن ولايته لا تنال بالنسب وإن قرب ، وإنما تنال بالإيمان والعمل الصالح ، فمن كان أكمل إيمانًا وعملاً فهو أعظم ولاية له ، سواء كان له منه نسب قريب أو لم يكن ، وفي هذا المعنى يقول بعضهم :
لعمرك ما الإنسان إلا بدينه … فلا تترك التقوى اتكالاً على النسب
لقد رفع الإسلام سلمان فارس … وقد وضع الشرك النسيب أبا لهب
جعله الله في ميزان حسناتك
السلام عليكم اما بعد:
نزولا عند رغبات العديد من الناس ممن يبحثون عن فرص واقعية و سهلة تمكنهم من المساهمة في تحقيق بعض الإنجازات في حياتهم في كل مجال من مجالات الحياة.
اليكم الخبر السار انت كذلك يمكن لكم الإستفادة من برامج دار الكنز عن طريق المشاركة في برنامجها الخاص و المميز للحصول على مداخيل شهرية كبيرة .انه برنامج تسويقي بسيط و سهل التطبيق و لا يتطلب اي خبرة سابقة او تكوين خاص .
لا تحتاج االى سجل تجاري
لا تحتاج الى محل تجاري او معدات للعمل.
لا تحتاج الى شهادة او تعليم متخصص.
لا تحتاج الى خبرة في الميدان
لا تحتاج الى نفقات او ضرائب تدفعها.
فقط سجل معنا و اترك الباقي لنا
للحصول على الكتيب المجاني فقط ارسل الكود AFF50143 مرفقا بإسمك الكامل و عنوانك البريدي وباللغة الفرنسية الى رقم الهاتف او عبر الموقع الالكتروني 0557041771/www.darelkanz.com
لا تترددوا انها فرصة مميزة .لا تترددوا انه افضل و اقوى برنامج قد يغير حياتك الى الابد
انه البرنامج الدي انتظره العديد من الاشخاص .لا تترددوا دار الكنز هنا لتحقيق احلامك
لا تترددوا و توكلوا على الله.
[مقتطف] العلامة العباد يسمي بعض أبنائه بأسماء أهل البيت حبا واتباعاً لهم-ردا على فرية الروافض-
أضع بين ايديكم فائدة وقفت عليها فيها من المعاني الجليلة ما الله بها عليم، حيث ذكر العلامة المحدث الشيخ عبدالمحسن العباد حول تسمية بعض أبنائه بأسماء أهل البيت بيانا لحبهم واتباعه لهم -وفقه الله لكيخير وأطال عمره في نفع الامة- وهي في موضع الرد على الروافض الشيعة -أهلكهم الله- على فريتهم بأن السنة يبغضون أهل السنة-كذبوا وخسروا-. فقال -حظه الله- : وأمَّا شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فله ستَّةُ بنين وبنت واحدة، وهم عبد الله وعلي وحسن وحسين وإبراهيم وعبد العزيز وفاطمة، وكلُّهم بأسماء أهل البيت ما عدا عبد العزيز، فعبد الله وإبراهيم ابنا النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، والباقون علي وفاطمة وحسن وحسين: صهره وبنته صلى الله عليه وسلم وسبطاه. وفي ختام هذا الفصل أقول: لقد رزقنِي الله بنين وبنات، سميت باسم علي والحسن والحسين وفاطمة، وبأسماء سَبْعٍ من أمهات المؤمنين، والمسمَّى بأسمائهم جمعوا بين كونهم صحابة وقرابة. من كتاب (فضل أهل البيت وعلو مكانتهم عند أهل السنة والجماعة ) تأليف: الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد البدر-حفظه الله ورعاه-.
للامانة العلمية الموضوع منقول |
||
ضابط الصور التي تمنع من دخول الملائكة البيت للعلامة فركوس – حفظه الله – ضابط الصور التي تمنع من دخول الملائكة البيت
السؤال: يقول الله تعالى: ﴿سوآءٌ منكم من أسرَّ القَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِه، وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْل وَسِارِبٌ بِالنَّهَار لَهُ مُعقِّبَاتٌ مِِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِه يَحفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ﴾ [ الرعد: 10، 11]، وقال: ﴿عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَ يَعْصُونَ اللهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ [التحريم: 6] . عن أبي طلحة رضي الله عنه قال: «قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا تصاوير»(۱) وفي رواية للبخاري عن عائشة رضي الله عنها قال عليه الصلاة والسلام: «إنَّ أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة، يقال لهم أحيوا ما خلقتم، وإنّ الملائكة لا تدخل بيتا فيه الصورة»(۲). قال علماؤنا: تصوير صورة الحيوان حرام شديد التحريم وهو من الكبائر لأنّه متوعد عليه بهذا الوعيد الشديد المذكور آنفا في الحديث، وسواء صنعه بما يمتهن أو بغيره فصنعته حرام بكل حال لأنّ فيه مضاهاة لخلق الله تعالى. وقالوا: إن سبب ما يمنع دخول الملائكة إلى البيوت فيها تصاوير أو كلب كونه معصية وفاحشة فعوقب متخذها بحرمانه دخول الملائكة بيته واستغفارها له وتبريكها عليه وفي بيته ودفعها أذى الشياطين. والملائكة هنا -وإن كان عموما- فالمراد به الخصوص وهم ملائكة الرّحمة أما الحفظة فهي ملازمة للإنسان لا تفارقه في كل حال لأنهم مأمورون بإحصاء أعماله وكتابتها. كما أنهم لم يفرقوا في تحريم التصوير بين أن تكون الصورة لها ظل أولا، ولا بين أن تكون مدهونة أو منقوشة أو منقورة أو منسوجة إلا ما استثناه الدليل كلعب البنات [أو الصورة المهانة]، والمراد "بالبيت" في الأحاديث كما ذكر الشراح: المكان الذي يستقر فيه الشخص سواء كان بناء أو خيمة أم غير ذلك. فعلى حِد هذا التفسير المطلق للبيت، هل تدخل المساجد ضمنه باعتبارها بيوتا؟ وعليه فهل تمتنع الملائكة من الدخول إلى بيوت الله تعالى لإطلاق هذه الأحاديث إذ اصطحبت مثل هذه التصاوير مع أشخاص يرتدون ملابس وغيرها إلى المساجد على أشكال مطرّزة على الثوب أو على أكياس أو حقائب وغيرها؟ المساجد محل السّكينة والطمأنينة بنيت للذكر والصّلاة وقراءة القرآن فكانت أحب البلاد إلى الله تعالى، قال علي رضي الله عنه:"المساجد مجالس الأنبياء" وقال الخولاني :"المساجد مجالس الكرام". فإذا كان الجواب بالمنع، فما وجه التوفيق بينه وبين النصوص التي جاء فيها شهود الملائكة مجالس العلم وحلق الذكر وحفهم أهلها بأجنحتها، وتسجيلهم الذين يحضرون الجمعة، وتعاقبهم فينا، واجتماعهم مع المصلين في صلاة العصر وصلاة الفجر، وتنزلهم عندما يقرأ المؤمن القرآن وهي كلها أعمال لا تخلو منها مساجدنا؟ فهذه مسائل تعلق بها الغموض والإشكال، وعليه فإننا نطرحها على أستاذنا الفاضل أبي عبد المعز محمد علي فركوس ليزيل عنها الإلباس بالبسط والجواب. وختام القول: عن أبي أمامة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إنّ الله وملائكته، حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت في البحر، ليصلون على معلم الناس الخير"(۳) وجزاكم الله خيرا. الجواب: الجزائر في 16 شعبان 1421ﻫ
١- أخرجه البخاري في اللباس: (5949) ومسلم في اللباس والزينة: (5636). ٢- أخرجه البخاري في البيوع: (2105). ٣- أخرجه الترمذي في العلم: (2685)، وصححه الألباني في المشكاة: (213) التحقيق الثاني. ٤- أخرجه أبو داود في الأدب: (4932)، من حديث عائشة رضي الله عنها. وصححه الألباني في آداب الزفاف: (170). ٥- خرجه مسلم في اللباس والزينة: (5643)، والنسائي في الزينة: (5353)، وأحمد: (24950)، من حديث عائشة رضي الله عنها. ٧- أخرجه البخاري في اللباس: (5958)، ومسلم في اللباس والزينة: (5639)، وأبو داود في اللباس: (4155)، والبيهقي في السنن: (14977) ٧- شرح مسلم للنووي: (14/84 ). ٩- فتح الباري لابن حجر: (1/392). |
||
أدلة تحريم التصور
الحمد لله، نحمده ونستعينه ونسغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله،: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران:102] .. يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً [النساء:1] .. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً [الأحزاب:70-71] . أما بعد: فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله تعالى عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. لدينا الآن فصل جديد، وهو من الفصول التي تعالج أمراً طالما خالطه الناس اليوم وابتلوا به، وازداد البلاء حينما اضطر الكثير من العلماء أن يتأولوا بعض هذه الأحاديث الآتية؛ ليفسّحوا للناس فيما تسامحوا فيه من مُواقعةِ التصوير المحرم. فيقول المصنف رحمه الله: الترهيب من تصوير الحيوانات والطيور في البيوت وغيرها. ……
الدليل الأول: حديث عمر: (إن الذين يصنعون هذه الصور…)
أولاً: عن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة، يقال لهم: أحيوا ما خلقتم) رواه البخاري و مسلم . فهذا الحديث يحرم التصوير، ويبين أنه من كبار المعاصي؛ لأن الرسول عليه السلام يصرح بأن هؤلاء الذين يصنعون ويصورون هذه الصور يُعذبون يوم القيامة تعذيباً -أقول من باب التوضيح- يكاد يكون أبدياً، لأنهم يعذبون حين يقال لهم: أحيوا ما خلقتم، فإن استطاعوا إحياء ما خلقوا انتهى العذاب، ولن يستطيعوا إلى ذلك سبيلاً، كما سيأتي في بعض الأحاديث الآتية. ويجب أن نلاحظ هنا أن في الحديث اسم إشارة: (إن الذين يصنعون هذه الصور) فما هي الصور التي أشار الرسول عليه الصلاة والسلام إليها باسم الإشارة (هذه) في قوله: (إن الذين يصنعون هذه الصور)؟ إن الوقوف عند هذا الاسم ومحاولة فهمه فهماً صحيحاً، يزيل إشكالاً واضطراباً كثيراً عند بعض الناس من الراغبين في معرفة الحقائق الفقهية، فإنهم حينما يسمعون بعض المؤلفين -اليوم- والكتاب يحملون كل الأحاديث المُحرِّمة لِلتصوير على تصوير المجسم، أي: على نحت الأصنام. هكذا يتأولون الأحاديث المُحرِمِّة للتصوير. فقول الرسول عليه الصلاة والسلام: (إن الذين يصنعون هذه الصور) ماذا يقصد بهذه الصور؟ أهي كما قال هؤلاء: الأصنام؟ أنا أقول: هذا أبعد ما يكون عن مقصود الرسول عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث، وبخصوص اسم الإشارة (هذه)، لماذا؟ لأن الرسول عليه السلام قال هذه الأحاديث في المدينة حيث لم يبق للتماثيل وللأصنام بقية تذكر مطلقاً، بعد أن نصر الله عز وجل نبيه بفتح مكة، وحطم الأصنام التي كانت موضوعة على ظهر الكعبة، فانطمس الشرك وآثاره بالكلية، ولكن بقيت بقايا من الصور التي قد تكون يوماً ما سبباً لعودة الشرك إلى قوَّتِه التي كان عليها قبل بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام، فأنا أستبعد جداً أن يعني الرسول عليه السلام باسم الإشارة (هذه) الأصنام التي قَضَى عليها وحطمها. فالأقرب أنه يعني صوراً كانت لا تزال منبثة، ولا يزال المسلمون يقتنونها في بيوتهم وخيامهم، وغيرها من الأماكن، فهو عليه الصلاة والسلام حين قال: (إن الذين يصنعون هذه الصور) يشير إلى صور قائمة ومنبثة بين الناس، ويؤكد هذا المعنى أن حديث عائشة رضي الله عنها -الآتي- في بعض رواياته وألفاظه: أن الرسول عليه السلام حينما دخل عليها ورأى القرام -الستارة- وعليها الصور، قال: (إن أشد الناس عذاباً هؤلاء المصورون)، فهو يشير إلى هؤلاء الذين يُصورِون الصور على الستائر، ولا يعني الأصنام؛ لأن الأصنام لم تكن في بيت السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها. إذاً: قوله: (إن الذين يصنعون هذه الصور) لا يعني بها الصور المجسمة مباشرة، وإنما يعني الصور غير المجسمة، ويسميها الفقهاء: التي لا ظل لها، فإذا حرم الرسول عليه الصلاة والسلام هذه الصور غير المجسمة أو التي لا ظل؛ لها فمن باب أولى حينئذ أن يُحرِّم الأصنام والتماثيل. ومن باب التحذير من تعاطي هذه الصور صنعاً واقتناءً، يبين الرسول عليه السلام في هذا الحديث ما هي عقوبة الذين يُصورِون هذه الصور، فيقول: (يعذبون يوم القيامة، يقال لهم: أحيوا ما خلقتم) ولا يستطيعون إحياءهم، فهو كناية عن استمرارهم في العذاب إلى ما شاء الله، واستمرارهم في العذاب يختلف باختلاف واقع الإيمان في قلوبهم، فمن مات منهم مؤمناً فسينجيه إيمانه يوماً ما من أن يستمر تعذيبه في النار، ومن مات مُستحِلاً لِمَا حرَّم اللهُ فقد عرفتم من البيان السابق أنه كافر، وأنه يُخلد في النار إلى أبد الآبدين. هذا هو الحديث الأول، وهو من حديث عمر مما رواه البخاري و مسلم .
الدليل الثاني: حديث عائشة بتعدد رواياته
الحديث الثاني: عن عائشة رضي الله عنها قالت: (قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفر وقد سترت سهوة لي بقرام -السهوة: الطاقة في الحائط، والقرام: الستارة- فيه تماثيل) أي: فيه صور. وهنا فائدة لغوية بالنسبة لبعدنا اليوم عن اللغة العربية، أو لسيطرة بعض الاصطلاحات، فنحن اليوم نفهم من لفظة (تمثال) أو (تماثيل): أنها الأصنام، فهذا تمثال المالكي -مثلاً-: نحن لا نقول: هذه صورة، وهي صورة بلا شك، كما أن الصور التي نقتنيها على الورق هي أيضاً في لغة العرب تسمى تماثيل، والشاهد على ذلك هو هذا الحديث، فالرسول عليه الصلاة والسلام حينما دخل على السيدة عائشة، كما في هذه القصة، فرآها وقد علقت قِراماً -أي: ستارة- عليه تماثيل، والتماثيل توضع على الجدار ولا توضع على الأستار، لكن اللغة واسعة، فإن قلت: صورة، فيمكن أن تكون الصورة بمعنى الصنم، أو صورة ليس لها ظل. وكذلك إن قلت: تمثال، فهو بمعنى صورة، فقد يكون مجسماً، وقد يكون غير مجسم، فجاء هذا الاستعمال في هذا الحديث بالمعنى الذي لا ينتبه له كثيرٌ من الناس. إذاً: الرسول عليه الصلاة والسلام رأى تماثيل على الستارة، -أي: صوراً- وهذه الصور سواءً كانت ملونة بدهان، أو مطرزة تطريزاً فليست أصناماً.. تقول: عائشة رضي الله عنها : (قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفر وقد سترت سهوة لي بقرام فيه تماثيل، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم تلون وجهه -أي: تغير غضباً واحمر- وقال: يا عائشة! أشد الناس عذاباً عند الله يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله)، أي: الذين يعملون أعمالاً من التصوير؛ سواءً كان التصوير مجسماً أو غير مجسم، فهم يتشبهون بخلق الله عز وجل لخلقه: (يضاهون بخلق الله) أي: بما يخلق الله، فالله يخلق هذه الأجسام وهذه الحيوانات وهم أيضاً يضاهون، والمضاهاة ليس من الضروري -كما هو معلوم- أن تكون من جميع الوجوه، فالذي ينحت في التمثال، أو يصور الصورة على الورق، يضاهي رب العالمين من حيث الهيكل و الصورة، ولكن أهم شيء في ذلك هو نفخ الروح، ولذلك لمّا كان عاجزاً عنه يُعذب يوم القيامة بأن يُؤمر بنفخ الروح فيها، فلا يستطيع وليس بنافخ. إذاً: المضاهاة المقصود بها هنا، والتي جعلها الرسول عليه السلام في هذا الحديث عِلة تحريم التصوير، هي: المضاهاة الشكلية الظاهرة، فقال عليه الصلاة والسلام: (يا عائشة ! أشد الناس عذاباً عند الله يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله، قالت: فقطّعناه، فجعلنا منه وسادة أو وسادتين). وفي رواية قالت: (دخلَ عليَّ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وفي البيت قرام فيه صورٌ -هنا استعمل الراوي لفظة (صور) مقابل (تماثيل)، فالمعنى واحد- فتلون وجهه، ثم تناول الستر فهتكه -أي: مزقه- وقال: إن من أشد الناس عذاباً يوم القيامة الذين يصورون هذه الصور)، جاء الشاهد الذي أشرت إليه فيما علقته على حديث عمر الأول: (إن الذين يصنعون هذه الصور) قلنا: إن اسم الإشارة (هذه) هنا يشير إلى الصور غير المجسمة، وهذا هو الدليل؛ لأن قصة السيدة عائشة لها هذه المناسبة وهذا السبب، وهو دخول الرسول عليها وقد علقت الستارة وعليها التماثيل والصور، فقال عليه الصلاة والسلام مشيراً إلى هذه الصور التي على الستارة: (إن من أشد الناس عذاباً يوم القيامة الذين يصورون هذه الصور). ولذلك فإن قرأتم أو سمعتم هذه الأحاديث التي فيها هذا الترهيب الشديد من التصوير، إنما يُراد بها الذين كانوا يصنعون الأصنام التي تعبد من دون الله، وحمل الحديث على هذه التماثيل باطل؛ لأن الرسول عليه السلام إنما يشير إلى الصور التي كانت في قِرام السيدة عائشة، ونحن نعلم بالضرورة أن هذه الصور: أولاً: ليست أصناماً مجسمة. ثانياً: لم تأت السيدة عائشة بهذا القرام -بهذه الستارة- التي فيها الصور لتعظمها أو تعبدها من دون الله عز وجل، حاشاها من ذلك! إذاً: فتأويل هذه الأحاديث وحملها على الأصنام التي كانت تعبد من دون الله، ونتيجة ذلك أن التصوير المحرم انقضى زمنه كما ينعق -أقولها صراحة- بعضهم بهذا الكلام؛ وإنما كان هذا النهي كسياج للقضاء على الشرك والوثنية، وقد انتهى أمر الشرك والوثنية؛ ولذلك فتعاطي الصور -لا سيما إذا كانت غير مجسمة- لا بأس بها عند هؤلاء الذين يتأولون الأحاديث على المعاني التي تدل الأحاديث على خلافها، كما سمعتم في قصة السيدة عائشة رضي الله عنها. وفي رواية أخرى عن السيدة عائشة رضي الله عنها، ويبدو أنها قصة أخرى؛ لأن هذه الرواية تقول: إنها اشترت نمرقة -وهي المخدة- والقصة الأولى بروايتيها تدور حول الستارة، فالرسول عليه السلام في تلك القصة أنكر التصاوير وهي على الستارة، وتأكيداً لتحريم استعمالها مزق الستارة كما سمعتم، وعندنا الآن قصة أخرى: تقول السيدة عائشة : أنها اشترت نمرقة -وهي المخدة- وتلاحظون شيئاً في هذه القصة: أننا نستطيع أن نفسر بها طرفاً من القصة السابقة، ففي القصة السابقة سمعتم بأن الرسول عليه السلام بعد أن هتك الستارة، ماذا صنعت السيدة عائشة بهذا الستارة؟ قطّعتها واتخذت منها وسادتين -أي: نمرقتين- فهنا يقول البعض: بأن الصور كانت ظاهرة على الوسادتين اللتين اتخذتهما السيدة عائشة من الستارة التي هتكها الرسول عليه السلام، فإن سُلِّمَ بهذا التفسير -أي: كانت الصور ظاهرة على الوسادتين- نقول: هذا يمكن أن يكون قبل القصة الآتية، التي فيها إنكار الرسول عليه السلام على السيدة عائشة شراءها النمرقة أو الوسادة وفيها صور؛ فكيف يُمكن أن نجمع بين إقرار الرسول عليه السلام للوسادتين وعليهما الصور بهذا التأويل، وبين إنكار الرسول عليه السلام على السيدة عائشة حين اشترت النمرقة وعليها الصور كما سترون؟ فإن سُلِّمَ بأن الصور كانت ظاهرة في الوسادتين -وهذا خلاف ما يبدو لنا؛ لأن الستار مقطع- فنقول: هذا كان كمرحلة من مراحل التدرج في التشريع، فحينما هتك الستارة أنكر تعليق الصور، فلما اتخذت من الستارة وسادتين وعليها الصور -جدلاً- أقر ذلك مبدئياً، ثم في مرحلة أخرى أنكر -أيضاً- حتى الصور التي على الوسادة. وينتج من هذا أنه لا يجوز أن يكون في البيت صورة؛ سواءً كانت معلقة -أي: محترمة- أو كانت موطوءة -أي: مُهانة- ولا فرق حين ذاك بينهما، فكما تمنع تلك المعلقة تمنع هذه الموطوءة بالأقدام، بدليل قصة عائشة الآتية، وهي: (أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قام على الباب فلم يدخل، قالت: فعرفتُ في وجهه الكراهية، فقلت: يا رسول الله! أتوب إلى الله وإلى رسوله مما أذنبت! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما بال هذه النمرقة؟ فقلت: اشتريتها لك لتقعد عليها وتتوسدها، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن أصحاب هذه الصور -أيضاً هنا اسم إشارة ينطبق على الصور غير المجسمة- يُعذبون يوم القيامة، فيقال لهم: أحيوا ما خلقتم، وقال: إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة) رواه البخاري و مسلم . فقصة النمرقة هذه تلتقي في الإفادة مع قصة الستارة، وهي أن الرسول عليه السلام حرَّم في القصتين تحريماً باتّاً التصوير غير المجسم -أي: غير الأصنام- والقصتان متفقتان على هذا، ولكن القصة الأولى -قصة الستارة- ليس فيها التصريح بأن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة موطوءة، فلا يوجد فيها هذا البيان؛ بل فيها الاحتمال الذي يتمسك به بعض الناس اليوم، أنه لما اتخذت السيدة عائشة الستارة وسادتين وعليهما الصور كانت هذه الصور واضحة وظاهرة. إذاً: لا نغتر ببعض كلمات نسمعها بعدما سمعنا هذا الحديث، فلا نغتر بمن يقول: لا بأس إذا كانت الصورة على وسادة، أو إذا كانت الصورة على سجادة؛ لأنها ممتهنة غير محترمة، لا، فهذا حديث يصرح أن هذه الصورة التي هي على النمرقة، ويمكن الاتكاء عليها -ويا ليتها بهذا الاتكاء- هي من جملة الصور التي تمنع دخول الملائكة. فالبيت المسلم لا يجوز أن يكون فيه صور ظاهرة -هذا أقل ما يُقال- مهما كانت هذه الصور، فيجب أن نحرص كل الحرص أن نُجنب إظهار الصور في بيوتنا؛ لأن هذا الظهور يمنعُ دخول الملائكة، ومعنى هذا خطير جداً؛ لأن العامة يقولون: (إذا حضرت الملائكة هربت الشياطين) فهذا شيء كأنه مستنبط من هذا الحديث، إذا كانت الملائكة لا تدخل البيت فمن يدخله إذن؟ إذا خلا الجو لهؤلاء الشياطين سارعوا إلى هذه البيوت، فالقضية متعاكسة تماماً، فإذا اتخذت الوسائل الشرعية لاستجلاب ملائكة الله عز وجل إلى دارك؛ فقد اتخذت سبباً قوياً جداً في إبعاد الشياطين عن بيتك، والعكس بالعكس تماماً؛ إذا تساهلت فخالفت الشرع واتخذت الأسباب لعدم دخول الملائكة إلى بيتك؛ فقد أفسحت المجال لدخول الشياطين إليه. هذه حقائق شرعية لا يمكن للإنسان أبداً أن يعرفها بمجرد عقله، ومن هنا نعرف أهمية الشريعة، وخاصة منها السنة التي تشرح لنا أموراً دقيقة تخفى حتى على المسلمين، إلا الذين يستنيرون بنور النبوة والرسالة.
الدليل الثالث: حديث ابن عباس: (من صور صورة فإن الله معذبه…)
الحديث الثالث يقول: وعن سعيد بن أبي الحسن قال: جاء رجل إلى ابن عباس رضي الله عنهما فقال: (إني رجل أصور هذه الصور فأفتني فيها. فقال له: ادن مني. فدنا، ثم قال له: ادن مني. فدنا، حتى وضع يده على رأسه، وقال: أنبئك بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: كل مصور في النار، يجعل له بكل صورة صورها نفساً فيعذبه في جهنم. قال ابن عباس : فإن كنت لا بد فاعلاً فاصنع الشجر وما لا نفس له) رواه البخاري و مسلم، وفي رواية للبخاري قال: كنت عند ابن عباس إذ جاءه رجل فقال: (يا ابن عباس ! إني رجل إنما معيشتي من صنعة يدي، وإني أصنع هذه التصاوير. فقال ابن عباس : لا أحدثك إلا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، سمعته يقول: من صور صورة فإن الله معذبه حتى ينفخ فيها الروح وليس بنافخ فيها أبداً. فربا الرجل ربوة شديدة، فقال: ويحك! إن أبيت إلا أن تصنع فعليك بهذا الشجر وكل شيء ليس فيه روح). يقول المصنف: ربا الإنسان: إذا انتفخ غيظاً أو كبراً، أي: إن ذاك الرجل لما سمع ما رواه ابن عباس من الوعيد الشديد بالنسبة لمن يصور تلك الصور، غضب غضباً شديداً، واغتاظ غيظاً كبيراً بسبب ما سمعه من الوعيد الشديد، فأوجد له ابن عباس مخرجاً ومتنفساً؛ لأنه كما سمعتم قال: إن معيشته من صنعه تلك التصاوير والتماثيل، فحينما بين له تحريم ذلك ربا تلك الربوة واغتاظ غيظاً شديداً، فقال له: إن كنت ولا بد صانعاً -أي: مصوراً- فصور الشجر وكل شيء لا روح ولا نفس فيه. ومن هذا الحديث أخذ العلماء التفريق بين تصوير الحيوانات وبين تصوير الجمادات، فحرموا القسم الأول وأباحوا القسم الآخر.
الدليل الرابع: حديث ابن مسعود: (إن أشد الناس عذاباً …)
الحديث الرابع: وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (إن أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون) رواه البخاري و مسلم .
الدليل الخامس: حديث أبي هريرة: (قال الله تعالى: ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي…)
الخامس: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (قال الله تعالى: ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي، فليخلقوا ذرة، وليخلقوا حبة، وليخلقوا شعيرة) رواه البخاري ومسلم.
الدليل السادس: حديث علي: (ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله؟…)
وعن حيان بن حصين قال: قال لي علي رضي الله عنه: (ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ ألا تدع صورة إلا طمستها، ولا قبراً مشرفاً إلى سويته) رواه مسلم، وأبو داود، والترمذي .
الدليل السابع: حديث أبي طلحة: (لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب ولا صورة…)
الحديث السابع: عن أبي طلحة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب ولا صورة) رواه البخاري، و مسلم، و الترمذي، و النسائي، و ابن ماجة . وفي رواية لمسلم : (لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب ولا تماثيل) والفرق بين رواية مسلم ورواية الشيخين هو في لفظ: (صورة وتماثيل) وقد ذكرنا -كما مر- ما نستطيع أن نفهم به أن الخلاف بين الروايتين؛ بين رواية (صورة) ورواية (تماثيل) إنما هو خلاف لفظي؛ لأن كل صورة لغة هي تمثال، وكل تمثال هو صورة، بخلاف ما هو شائع اليوم في العرف الحاضر من أن التمثال خاص بالصور المجسمة، فهكذا جرى العرف في تخصيص التمثال في الصورة المجسمة، أما في اللغة فلا فرق بين التمثال وبين الصورة، فسواء كانت الصورة مجسمة أو غير مجسمة فهي صورة وهي تمثال، ولا فرق بين اللفظين مطلقاً، فرواية الشيخين : (لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب أو صورة) لا تختلف عن رواية مسلم التي فيها: (كلب أو تماثيل).
الدليل الثامن: حديث ابن عمر: (واعد رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل …)
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (واعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جبريل عليه الصلاة والسلام أن يأتيه، فراث عليه -أي: تأخر عنه- حتى اشتد على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فخرج فلقيه جبريل فشكا إليه فقال: إنّا لا ندخل بيتاً فيه كلب ولا صورة) رواه البخاري . (راث): بالتاء المثلثة غير مهموز -أي: ليس رأث، وإنما راث- أي: أبطأ. وفي هذا الحديث فائدة مهمة، وهي سبب قول الرسول عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث: (لا تدخل الملائكة بيتاً فيه صورة أو كلب) قال ذلك تلقياً عن جبريل، بمناسبة أنه كان على موعد مع الرسول عليه الصلاة والسلام، فراث عنه -أي: تأخر وأبطأ عنه- وفي بعض الروايات: أن الرسول عليه السلام ظهر على وجهه الكرب والحزن والاضطراب، فسأله بعض نسائه فقال: (إن جبريل واعدني) أي: تأخر عنه، ثم سرعان ما ظهر جبريل خارج البيت -خارج الحجرة- فسارع الرسول عليه الصلاة والسلام إليه، فقال له جبريل عليه الصلاة والسلام: (إنا معشر الملائكة لا ندخل بيتاً فيه كلب أو صورة) . والصورة التي كانت في البيت لم تكن صنماً، وبالمعنى الاصطلاحي اليوم تمثالاً، وإنما كانت صورة على ستارة كما سيأتي في بعض الروايات، ففي ذلك دليل واضح على دلالة حديث عائشة السابق، أن التحذير من تصوير الصور، وبيان -كما في هذا الحديث- أن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة، إنما يعني في هذا الحديث وفي ذاك الصورة التي لا ظل لها، أي الصورة مصورة على الثياب والورق، فلا يقصد بها كما يتوهم بعض العصريين تبعاً لبعض المتقدمين، ممن لم يحيطوا بالأحاديث الواردة في الباب -أي السابقين- أما المعاصرين اليوم فهم يعلمون مثل هذه الأحاديث، ولكنهم يدورون حولها ويحتالون عليها بشتى الحيل والتآويل، كما سيأتي ذكر بعض ذلك. فإذاً: هذه الصورة التي تمنع دخول الملائكة هي صورة ليس لها ظل وليست مجسمة، وإنما هي مصورة على الستارة، وكذلك في حديث عائشة السابق: (إن الذين يصورون هذه الصور يعذبون يوم القيامة، ويقال لهم: أحيوا ما خلقتم) أو كما قال عليه الصلاة والسلام، وأشار إلى الصورة التي كانت على الستارة. ولم يأت معنا في كل هذه الأحاديث حديث ولو واحد، فيه التصريح بأن هذا الوعيد الذي أوعد به الرسول عليه السلام المصورين، والذين يقتنون هذه الصور، إنما هي الصور المجسمة، وإنما هناك حديث علي رضي الله عنه حيث قال: (ألا تدع صورة إلا طمستها) ومع ذلك فهذا كسوابقه من الأحاديث ليس صريحاً؛ لأن هذه الصور هي مجسمة، بل لعل لفظة: (طمستها) فيها إشارة إلى أن الصورة ليست مجسمة؛ لأن الطمس في الصور التي كتبت أو صورت بالدهان أو بالتطريز -مثلاً- إذا طمست بشيء من الألوان أو الخيوط -مثلاً- أقرب من تفسير الصنم إذا كان مجسماً، ففي هذا كله عبرة في انحراف الذين يحملون هذه الصور التي جاءت هذه الأحاديث بالنهي عنها على الصور المجسمة، ولم يأت ذكر التجسيم أو معناه في شيء من هذه الأحاديث. الحديث التاسع حديث ضعيف.
الدليل التاسع: حديث أبي هريرة: (أتاني جبريل …)
والحديث الذي بعده وهو العاشر حديث صحيح، وفيه تفصيل للحديث السابق -حديث جبريل- وهو من رواية أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أتاني جبريل عليه السلام فقال لي: أتيتك البارحة فلم يمنعني أن أكون دخلت إلا أنه كان على الباب تماثيل، وكان في البيت قرام ستر فيه تماثيل) لاحظوا التعبير، قال جبريل: (فلم يمنعني أن أكون دخلت إلا أنه كان على الباب تماثيل) فيتبادر إلى أذهان الناس اليوم من لفظة (تماثيل) أنه يعني الأصنام، وليس كذلك؛ بدليل قوله فيما بعد: (وكان في البيت قرام ستر فيه تماثيل) فالستر الذي فيه تماثيل لا يعني بها الأصنام، وإنما المقصود هو قوائم تلك الصور التي على الباب، أو الصور التي على الستارة. (وكان في البيت كلب) هذا من تمام كلام جبريل، يقوله للرسول عليه الصلاة والسلام مبيناً سبب تأخره عن المجيء في الوعد الذي كان قد ضربه للرسول عليه الصلاة والسلام، فيقول جبريل صلوات الله وسلامه عليه: (وكان في البيت كلب، فمر برأس التمثال الذي في البيت فليقطع فيصير كهيئة الشجرة، ومر بالستر فليقطع فيجعل منه وسادتين منبوذتين يوطآن، ومر بالكلب فليخرج) رواه أبو داود، والترمذي و النسائي و ابن حبان في صحيحه، وقال الترمذي : حديث حسن صحيح. وتأتي أحاديث من هذا النوع في اقتناء الكلب إن شاء الله تعالى، أي: في باب أو فصل الترغيب من اقتناء الكلب، تأتي أحاديث فيها -أيضاً- النهي عن التصوير.
الدليل العاشر: حديث أبي هريرة: (يخرج عنق من النار …)
الحديث الحادي عشر وهو الأخير في هذا الفصل: عن أبي هريرة -أيضاً- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يخرج عنق من النار يوم القيامة، له عينان يبصر بهما، وأذنان يسمعان، ولسان ينطق به، يقول: إني وكلت بثلاثة: بمن جعل مع الله إلهاً آخر، وبكل جبار عنيد، وبالمصورين) هذا العنق عبارة عن لهب من النار يخرج من النار -جانب منها- فيه عينان يبصر بهما، وأذنان يسمع بهما، ولسان ينطق به، يقول: إني وكلت بثلاثة -أي: بتعذيبهم وحرقهم-: بمن جعل مع الله إلهاً آخر، وبكل جبار عنيد، وبالمصورين، رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح غريب ويفسر غريب الحديث فيقول: (عنق) بضم العين والنون، أي: طائفة وجانب من النار. هذا الحديث الأخير فيه غرابة من حيث ما تضمن من خبر من أخبار الغيب التي يجب الإيمان بها، وهو أن الله عز وجل بقدرته يخرج من نار جهنم طرفاً منها يتمثل في صورة رأس له عينان، وأذنان، ولسان ينطق به، فيتكلم ويقول بأنه وكل بتعذيب ثلاثة: بمن اتخذ مع الله إلهاً آخر، وبكل متكبر جبار عنيد، وبالمصورين. هذا الحديث هو الحديث الحادي عشر من أحاديث الباب، وقد قرأتها عليكم كلها إلا الحديث التاسع ففي سنده ضعف، وتلك الأحاديث التي قرأناها تغني في الباب عن الحديث الضعيف.
خلاصة حكم التصوير
إن لفظ التصوير والمصورين لفظة مطلقة، فهي من حيث إطلاقها تشمل الصور المجسمة وغير المجسمة، ومن حيث النظر إلى سبب ورود بعضها يدل على أن الرسول عليه السلام إنما قالها بمناسبة الصور غير المجسمة؛ ولذلك فالذي يحمل هذه الأحاديث على الصور المجسمة والتي لها ظل، ولا يُدخل فيها الصور المصورة على الثياب والستائر والجدران والورق اليوم، فإنما هو أحد رجلين: الأول: إما أنه لم يطلع على هذه الأحاديث، وما فيها من بيان أن الرسول عليه السلام قصد بها مباشرة الصور التي لا ظل لها، وهذا النوع إنما يتصور بالنسبة لبعض العلماء المتقدمين الذين لم يكونوا في زمن قد جمعت فيه السنة. الثاني: هم الذين اطلعوا على هذه الأحاديث بعد تذليلها وتيسير الاطلاع عليها، وهم المعاصرون اليوم، فإنما هم يتأولون هذه الأحاديث بتآويل باطلة، يدل على بطلان هذه التآويل أمران اثنان معاً: الأمر الأول: عموم وإطلاق الأحاديث، كما سمعتم في بعضها: (كل مصور في النار) فالذي يقول: ليس كل مصور في النار، وإنما المقصود بالمصورين هنا الذين ينحتون الأصنام، فنقول له: ما هو دليل التخصيص؟ مع أننا ذكرنا الأحاديث السابقة كلها، وبينا أن جميعها تدل على تحريم الصور التي ليس لها ظل، فكيف تخصص هذا اللفظ العام مع عدم وجود المُخَصِص؟ الأمر الثاني: وهو واضح كما ذكرنا؛ فقد كررنا أن الرسول عليه السلام ذكر هذه الأحاديث التي سمعتموها في الباب بالنسبة للصور التي صورت على الستائر ولم تنحت نحتاً من الحجارة، كما كان عليه الكفار في زمن الجاهلية. فتأويل هذه الأحاديث على أن المقصود بها إنما هي الصور المجسمة رد لها الأحاديث، فنخشى أن يَدخل من يتأولها بهذا التأويل الباطل بعد أن يتبين له هذا البطلان في عموم قول الله تبارك وتعالى في القرآن: وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً [النساء:115] فإذا كان الرسول يقول: (كل مصور في النار) .. (من صور صورة كلف أن ينفخ فيها الروح يوم القيامة وليس بنافخ) ونحوه، بمناسبة الصور التي لا ظل لها، فكيف يقول المسلم الذي يؤمن بالله ورسوله أن الصور المحرمة في هذه الأحاديث إنما هي التي لها ظل، أي: الصور المجسمة؟ إذاً: نقطع بأن الصور المحرمة هي على العموم والشمول، وهي تشمل ما لها ظل وما لا ظل لها، وتشمل المجسمة وغير المجسمة…….
الاحتيال على أحكام الله وشريعته
ومن الانحرافات: الاحتيال على أحكام الله عز وجل في شريعته..فبعد الرد بمثل هذه النصوص التي تدل على أن الصور المحرمة هي -أيضاً- الصور غير المجسمة، مع ذلك فقد احتال بعض الكُتّاب في العصر الحاضر حيلة أظن أنه سبق بها اليهود، أقولها صريحة وستقولونها معي حينما تسمعون ماذا صنع وماذا فعل. جاء في حديث أبي هريرة الذي فصل لنا امتناع جبريل عليه السلام من الدخول إلى بيت الرسول، مع أنه كان على وعد معه، فذكر له أن هناك تماثيل -أي: صوراً- على الباب وعلى الستارة، فأمر بتغيير الصور التي على الستارة حتى تصير كهيئة الشجرة، ومعنى ذلك: أن هذه الستارة كانت مطرزة وفيها تماثيل -أي: صور- الخيل ذوات الأجنحة -كما في بعض الروايات- فحينما أمر جبريل عليه الصلاة والسلام بتغيير هذه الصورة حتى تصير كهيئة الشجرة، معنى ذلك إضافة خيوط جديدة على هذه الصورة، حتى يقضى على معالم الصورة السابقة وتظهر أنها تمثل صورة شجرة، فأخذ العلماء من هذا الحديث: أن الصورة إذا غيرت خرجت عن التحريم وصارت مباحة، ولكن -مع الأسف الشديد- لم يقفوا عند هذا التغيير الذي حدده جبريل للرسول عليهما الصلاة والسلام، أي: لم يقفوا عند هذا التغيير الكلي الذي به تنطمس معالم الصورة السابقة، وتظهر بعد ذلك صورة أخرى كهيئة الشجرة المباحة، لم يقفوا عند هذا التغيير الشامل، فقالوا مثلاً: لو أردت تغيير الصورة -صورة على الورق مثلاً- فخط خطاً على العنق، زعموا بأن هذه الصورة تغيرت هيئتها، لماذا؟ وزعموا أن الرأس أصبح منفصلاً عن الجسد، ولا يعيش الإنسان بهذه الصورة.. إذاً: هذه الصورة تغيرت فصارت مباحة! وتسلسل تغيير التغيير -إذا صح هذا التعبير- تغيير المطلق الشامل الذي ذكره الرسول عليه السلام عن جبريل، فضيقوا دائرته فقالوا -كما سمعتم في التغيير الأول-: أنه إذا خُط خط على العنق وبقيت الصورة كما هي فهي صورة جائزة؛ لأنها تغيرت، فهذا تغيير رقم (1) للتغيير الكلي الذي أمر به جبريل عليه السلام في الحديث السابق. ثم هذا التغيير لم يقنعوا به، فانتقلوا إلى مرحلة أخرى، فقالوا: إذا كانت الصورة نصفية -وهذا بلاء عم وطم- فهذه الصورة جائزة؛ لأن الإنسان لا يعيش بنصفه؛ فلابد أن يكون معه الأرجل والبطن وبقية أجزاء الجسد، فهذه الصورة مغيرة، ونحن نعلم جميعاً أن العبرة في كل شيء وبخاصة في الإنسان إنما هو رأسه، فإذا بقي الرأس وذهبت الرجلان -مثلاً- فلن يقضى على الصورة وعلى أثرها في المجتمع الذي يخشاه الشارع الحكيم ولو في المستقبل البعيد، ومن أجل ذلك فسبب من أسباب حكمة تحريم الصور: حتى لا تُعبد من دون الله عز وجل ولو في المستقبل البعيد. هذا التغيير رقم (2). جاء الكاتب المشار إليه -وهو من علماء الأزهر- فجاء بتغيير فيه العجب العجاب؛ وهو الذي عنيته بقولي: سبق في هذا الاحتيال اليهود؛ فكتب مقالاً منذ القديم حينما كانت تظهر مجلة الأزهر تحت عنوان نور الإسلام، فكتب فيها مقالاً ذكر المذاهب حول الصورة المحرمة، وهما مذهبان: المذهب الأول: مذهب تحريم الصور عامة، بدلالة الأحاديث السابقة. المذهب الثاني: ويروى عن الإمام مالك، أن الصور المحرمة إنما هي المجسمة. فهذا الرجل الكاتب المشار إليه دون أن يلتفت إلى هذه الأحاديث وأن يتفقه فيها، تبنى منهج الإمام مالك، وهو مخالف بلا شك لهذه الأحاديث، فهذا المذهب الذي يقول: الصور المجسمة هي فقط المحرمة، تبنى هذا المذهب ذلك الكاتب لغاية في نفسه، ثم توصل من بعد هذه الخطوة الأولى التي انحرف فيها عن الأحاديث السابقة، إلى خطوة أخرى قصيرة جداً قضى بها على كل المذاهب حتى على مذهب الإمام مالك ؛ لقد لفق من مذهب الإمام مالك الذي يُحرم -أيضاً- الصور المجسمة مع جماهير العلماء، ومن قال من العلماء: بأن الصورة إذا تغيرت هيئتها كانت حلالاً، لفق من مجموع القولين المسألة الآتية فقال: بناءً على ذلك؛ إذا نحت الفنان -هكذا يقول- صنماً؛ فلِكي يتخلص من التحريم حفر حفيرة في أم رأسه حتى يصل إلى الدماغ، وهو في هذه الحالة -أي: هذا الصنم- يمثل إنساناً لا يعيش؛ لأنه لا يمكن أن يعيش الإنسان وفيه حفرة تصل إلى دماغه، قال: لكن هذا عيب في الصنم -في التمثال- من الناحية الفنية- فهو يعلم الفنانين ما شاء الله! فيقول: يضع شعراً مستعاراً على رأس الصنم، فيظهر الصنم من الناحية الفنية في أتم صورة وأجمل هيئة، وبذلك يتخلص هذا الممثل النحات من أن يخالف أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام. فهل علمتم في اليهود من احتال على حرمات الله كمثل هذا الرجل الأزهري؟! هذا مصداق قول الرسول عليه الصلاة والسلام: (لتتبعن سنن من قبلكم شبراً بشبر، وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه) هذا احتيال مما أصيب به بعض العلماء في العصر الحاضر، ولا شك أن الذين يقرءون مقال ذلك الكاتب، وهم من جماهير الناس ممن لا يعلمون هذه الأحاديث وليسوا بفقهاء؛ يتورطون ببيانه، وينطلقون في النحت والتصوير، ويحتالون على ذلك بمثل تلك الحيلة التي تعلمها تلميذ بل شيخ إبليس، هذا تحريفه…….
التفريق بين الصور اليدوية الفوتوغرافية حيلة على شرع الله ومن هذا النوع، وهو بلاء أكبر، وإن كان دون السابق في الاحتيال التفريق بين الصور اليدوية والصور الفوتوغرافية، أو التفريق بين الصور التي تصور بالقلم أو الريشة، وبين الصور التي تصور بالآلة المصورة.. هذا التفريق قلَّ ما ينجو منه عالم في العصر الحاضر؛ وذلك لعموم ابتلاء الناس بهذه الآلة وصورها؛ فيقول: هؤلاء الذين يفرقون بين الآلة المصورة فيجيزون التصوير بها، وبين التصوير بالقلم أو بالريشة، يقولون -وعجيب ما يقولون!-: إن هذه الآلة -أولاً- لم تكن في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام، فمتعاطيها والمصور بها لا يدخل في عموم الأحاديث السابقة، ومنها: قوله عليه الصلاة والسلام: (كل مصور في النار) إذاً: هذا المصور بالآلة لا يدخل في عموم الحديث، لماذا؟ قالوا: -زعموا- لأن الآلة ولأن المصور بها لم يكن في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام. ولا يكاد ينقضي عجبي من مثل هذا الكلام وهو يصدر من علماء، المفروض أنهم يتذكرون دائماً وأبداً أن ما يقوله الرسول عليه الصلاة والسلام من الأحاديث ليست من عنده اجتهاداً برأيه، وإنما هو كما قال ربنا تبارك وتعالى: وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [النجم:3-4] فحينما قال الرسول عليه السلام: (كل مصور في النار) يجب أن يستحضر المسلمون عامة فضلاً عن العلماء خاصة، يجب أن يستحضروا أن هذا الكلام ليس من عنده: (كل مصور في النار) وإنما تلقاه من وحي السماء من ربه تبارك وتعالى ثم صاغه بلفظه، أما المعنى فهو من عند الله عز وجل، فكأن الله هو الذي يقول: (كل مصور في النار)، لأن الرسول لا يشرع للناس من عند نفسه.
مخاضرة مفرغة للشيح الالباني رحمه الله
وهاته المادة الصوتية للمحاضرة
السؤال: هل يجوز إدخال الإنترنت إلى البيت
الجواب: الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أما بعد
فالإنترنيت من الوسائل التي لها حكم المقاصد، فيختلف حُكمها بِحَسَب استخدامها، وميزتها المغايِرَةُ للتلفاز هي التحكّم فيها باختياره وإرادَتِه مع إمكانيةِ استعمالِ برنامجٍ واقٍ يمنع الدخولَ إلى مواقعِ الفسادِ والإفساد، في حين تنتفي الإرادة في التحكّم في برامج التلفاز لكونها مفروضةً ومدروسةً، وعمومُ برامجها لا يخلو من دعوةٍ إلى الفُجُور والانحلال وسوء الأخلاق ﴿واللهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ﴾ [البقرة: 205].
وعليه، فالوسيلة إلى أفضل المقاصد أفضلُ الوسائلِ، وإلى أقبح المقاصد أقبحُ الوسائلِ وإلى ما هو متوسط متوسطةٌ كما قرّره القرافي(١- شرح تنقيح الفصول للقرافي: 200، الفروق للقرافي: 2/33).
ويبقى الأمر دائرًا بين قوّة الإيمان والثبات عليه وصدقِ العزيمة فإن قَوِيَ على استعماله في الخير فخير، وإن خشي ضعْف إيمانه والوقوعَ في غير ما يرضي الله تعالى، تَرَكَهُ لله، «وَمَنْ تَرَكَ شَيْئًا للهِ عَوَّضَهُ اللهُ خَيْرًا مِنْهُ»(٢- هذا اللفظ معنى حديث أخرجه أحمد (23776)، والبيهقي (10875)، عن أبي قتادة وأبي الدهماء ، قالا: أتينا على رجل من أهل البادية فقلنا: هل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلّم شيئًا؟ قال: نعم، سمعته يقول: «إِنّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا للهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلاّ أَبْدَلَكَ اللهُ بِهِ مَا هُوَ خَيْرٌ لَكَ مِنْهُ». وصحّحه الألباني في «السلسلة الضعيفة»: (1/61)، ومقبل الوادعي في «الصحيح المسند»: (1523)).
والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.
منقول من موقع الشيخ
الجواب
هذه مجموعة أخرى من العبارات الشَّائعة الخاطئة تتعلَّق بحجِّ البيت الحرام، أَزُفُّها إلى قرَّاء مجَّلة الإصلاح الَّتي انتشر عَرْفُها وفاح، وسطع نورُها وَلاَحَ، أُبَيِّنُ ما فيها من خطإٍ وَزَلَلٍ، وأوضِّح ما عليها من هفوة وخَطَل، واللهُ الموفِّقُ للسَّداد، الهادي إلى سبيل الرَّشاد.
1 ـ نَغْسَلْ عْظَامِي:
هناك طائفة من النَّاس إذا عَزَمُوا على الحجِّ قالوا:" نْرُوحُو نَغَسْلُو عْظَامْنَا"… يعني من الذُّنوب، وهذا خطأٌ في التَّعبير، وكان المفروض أن يقولوا: «نَغَسْلُو قلوبنا وذنوبنا».
إنَّ الحجَّ عبادةٌ عظيمة وشعيرةٌ جليلة مقصودها الأعظم توحيدُ الله وتعظيمُه وعبادته، ومرادها الأكبر مغفرةُ ذنب العبد وتطهير قلبه ورفع درجته، قال الله تعالى: ﴿وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لاَّ تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُود﴾ [الحج:26]، وقال: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ﴾[البقرة:197]، وقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَجَّ للهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ»ِ ، يعني رجع من الذُّنوب طاهرًا كما ولدته أمُّه من الخطايا عاريًا.
فالعبادات ـ ومنها الحجُّ ـ تطهِّر القلوب، وتغسل الذُّنوب، وتنقِّي من العيوب، لذا قال صلى الله عليه وسلم: «..رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ»، وقال كذلك: «تَابِعُوا بَيْنَ الحَجِّ وَالعُمْرَةِ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الفَقْرَ وَالذُّنُوبَ كَمَا يَنْفِي الكِيرُ خَبَثَ الحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالفِضَّةِ، وَلَيْسَ لِلْحَجَّةِ الْمَبْرُورَةِ ثَوَابٌ إِلاَّ الجَنَّة»، ينفيان أي: يزيلان ويَمْحُوَان.
وكان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يقول في دعاء الاستفتاح: «اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنْ خَطَايَايَ كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأًَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي مِنْ خَطَايَايَ بِالثَّلْجِ وَالْمَاءِ وَالبَرَد».
وعن ابن عبَّاس رضي الله عنها قال: كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يدعو يقول: «… رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتِي… »، والحوبة: الإثم.
2 ـ اخْسَرتْ كذا وكذا في الحجّ:
إذا ذكر بعضُ النَّاس ما دفعه مِنْ مالٍ ونفقةٍ في الحجِّ، قال: «اخْسَرْت كذا وكذا»، وهذا لا يليق استعماله في الحجِّ والعبادات؛ لأنَّ الخسارة هي الإضاعة والهلاك والغَبْن وضِدُّها الرِّبح والكسب، والحجُّ نفقةٌ وجهادٌ، وتجارة مع ربِّ العباد فيها رِبْحٌ عظيم وكسب كريمٌ، قال الله تعالى: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ﴾ [البقرة:197].
وهذه المنافع كثيرة ومتعدِّدة، منها ما هو ديني وأخروي، ومنها ما هو دنيوي، أعظمها توحيد الله وذكره والنَّفقة في سبيله واتِّباع رسوله صلى الله عليه وسلم، ونيل مغفرته ورحمته وذكر السَّفر إلى الآخرة، ومنها: الزِّيادة من العلم النَّافع والتَّعارف بين المسلمين، ومنها: التِّجارة وتبادل المنافع الدُّنيويَّة…
ـ ونفقة الحجِّ من أعظم أبواب الإنفاق في سبيل الله، لذا لَمَّا طلبت امرأة من زوجها جملاً للحجِّ عليه، وقال: ذاك حَبيسٌ في سبيل الله ، قال له النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَمَا إِنَّكَ لَوْ أَحْجَجْتَهَا عَلَيْهِ كَانَ فِي سَبِيلِ اللهِ».
ـ والحجُّ مفتاحٌ مِنْ مفاتيح الرِّزق ووسيلة من وسائل الغِنَى؛ للحديث السَّابق: «تَابِعُوا بَيْنَ الحَجِّ وَالعُمْرَةِ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الفَقْرَ وَالذُّنُوبَ…».
والخسارة والهلاك في البُخل والإمساك وترك الحجِّ والنَّفقة في سبيل الله، قال: ﴿وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين﴾ [البقرة:195]، وقال: ﴿وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلاَ أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِين﴾ [المنافقون:10]، قال النَّووي رحمه الله: «ينبغي أنْ يُقال في المال المخرج في طاعة الله تعالى: أنفقت وشبهه… ولا يقول ما يقوله كثير من العوام: غرمت في ضيافتي وخسرت في حجتي وضيعت في سفري، وحاصله أنَّ «أنفقت» وشبهه يكون في الطَّاعات، وخسرت وغرمت وضيَّعت ونحوها يكون في المعاصي والمكروهات ولا تستعمل في الطَّاعات».
وذكر ابن القيِّم -رحمه الله -ألفاظًا مكروهة منها: «أن يقول لما ينفقه في طاعة الله: غرمت أو خسرت كذا وكذا».
وسئل الشَّيخ العُثَيْمِين عن مثل هذه العبارة فقال: «هذه العبارات غيرُ صحيحة؛ لأنَّ ما بُذِل في طاعة الله ليس بخسارة، بل هو الرِّبح الحقيقي، وإنَّما الخسارة ما صُرف في معصيته أو فيما لا فائدة فيه، وأمَّا ما فيه فائدة دينيَّة أو دنيويَّة فإنَّه ليس بخسارة».
3 ـ الحجّ هْنَا:
تُقال هذه العبارة لَوْمًا للمكثرين من الحجِّ والعمرة، وقد يُقال لبعض النَّاس لمَ لَمْ تَحُجَّ؟ فيجيبُ بقوله: «الحجّ هْنَا».
والمقصود أنَّ التَّصدُّق بالمال وفعل الخير والإحسان إلى الفقراء والمساكين بمنزلة الحجِّ أو أفضل منه، فلا داعي للسَّفر إلى مكَّة.
وهذا كلامٌ متهافت مُعْوَجٌّ، فإن كان المقصود به حجَّ الفريضة فهو جهل وضلال؛ لأنَّ الحجَّ ركنٌ من أركان الإسلام يجب في العمر مرَّة واحدة، ولا تقوم الأعمال الأخرى مقامه ولا تَسُدُّ مَسَدَّهُ، ومتى تحقَّقت الشُّروط وانتفت الموانع وجب المبادرة به ولا يجوز صرف نفقته على الفقراء ولا في وجوه البرِّ الأخرى، قال الله تعالى: ﴿وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً﴾ [آل عمران:97]، وقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ».
وقال صلى الله عليه وسلم: «تَعَجَّلُوا إِلَى الحَجِّ ـ يعني الفريضة ـ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لاَ يَدْرِي مَا يَعْرِضُ لَهُ».
وأمَّا إن كان المقصود به حجَّ التَّطوُّع ففيه تفصيل:
فإذا كانت الحاجة ماسَّة إلى النَّفقه على المساجد والفقراء ووجوه البرِّ، وتعيَّنت على مريد الحجِّ ولم يمكن الجمع بينهما، فالأفضل ههنا النَّفقة.
وأمَّا إذا لم تكن الحاجة ماسَّة ولم تتعيَّن النَّفقة أو أمكن الجمع بينهما؛ فالحجُّ والعمرة حينئذ أفضل من الصَّدقة بنفقتهما.
ثمَّ إنَّ هناك أحوالاً إيمانيَّة ومنافع دينيَّة لا يتوصَّل إليها إلاَّ بالحجِّ، سُئِل طاوس ابن كيسان، هل الحجُّ بعد الفريضة أفضل أم الصَّدقة؟ فقال: أين الحلُّ والرَّحيل والسَّهر والنَّصب، والطَّواف بالبيت والصَّلاة عنده والوقوف بعرفة وجمع ورمي الجمار؟» يعني أنَّ الحجَّ أفضل.
وفي جميع الأحوال: إنَّ عبارة: «الحجّ هْنَا» لا معنى لها إلاَّ التَّنقُّص من أهمِّيَّة هذه الشَّعيرة والتَّقليل من شأنها.
وليُعلم أنَّ الحجَّ شيءٌ، والصَّدقة شيء آخر، ولكلٍّ فضله وأجره ومكانه وزمانه، وأهميَّته ونفعه.
ملاحظة: يتأكَّد الحجُّ في حقِّ المستطيع الموسِر كلَّ خمسةِ أعوام؛ لقول النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: «قَالَ اللهُ: إِنَّ عَبْدًا صَحَّحْتُ لَهُ جِسْمَهُ، وَوَسَّعْتُ عَلَيْهِ فِي الْمَعِيشَةِ، يَمْضِي عَلَيْهِ خَمْسَةُ أَعْوَامٍ، لاَ يَفِدُ إِلَيَّ لَمْحَرُومٌ».
4 ـ بَلِّغْ السَّلامَ للرَّسولِ صلى الله عليه وسلم:
يطلب بعض النَّاس من القاصد المسجد النَّبوي تبليغ سلامه للرَّسول صلى الله عليه وسلم كما يُبَلّغ الحيّ الغائب.
وهذا الأمر لا حاجة إليه، ولا طائل تحته، لذا لم يفعله الصَّحابة والسَّلف رضي الله عنهم، فهو معدود من البدع.
وصلاة العبد وسلامه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ حيث كان ـ تعرض عليه وتبلغه؛ لقوله عليه الصَّلاة والسَّلام: «لاَ تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا، وَصَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ»، وقال الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب للَّذي رآه عند القبر الشَّريف: «ما أنتم ومن بالأندلس إلاَّ سواء».
وقال عليه الصَّلاة والسَّلام: «مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْم الجُمُعَةِ… فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلاَةِ فِيهِ؛ فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ»، قالوا: يا رسول الله! كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت ـ يعني: وقد بليت ـ، فقال: «إِنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الأَنْبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ».
والله ـ جلَّ وعلا ـ أمر المؤمنين بالصَّلاة والسَّلام عليه فقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب:56] وهذا خطابٌ لجميع المؤمنين حيثما كانوا ومتى وُجدوا، فيصلَّى عليه في الصَّلاة وبعد الأذان وعند سماع اسمه وفي مواضع أخرى معروفة ولا يحتاج إلى قطع المسافات.ويُعرض عليه ذلك عن طريق ملائكة سَيَّاحين، قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ للهِ مَلاَئِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الأَرْضِ يُبَلِّغُونِي مِنْ أُمَّتِي السَّلاَمَ».
كما أنَّ الله يردُّ عليه روحه ـ عند السَّلام عليه ـ ليردَّ على الْمُسَلِّم، قال صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ إِلاَّ رَدَّ اللهُ رُوحِي عَلَيَّ حَتَّى أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلاَمَ».
5 ـ إطلاق لقب «الحاج» على من حجَّ:
جرت العادة أن يلقَّب مَنْ حجَّ البيت ب "الحاج فلان".
وهذا شيءٌ لم يكن معروفًا عند السَّابقين الأوَّلين، ولو كان خيرًا لسبقونا إليه، فَيُلْحَقُ بالبدع؛ لأنَّ الأمر عبادة وقربة، وكلمة الحاجِّ المذكورة في قوله تعالى: ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ﴾ [التوبة 19] بمعنى المتلبِّس بأعمال الحجِّ، مثل المصلِّي، والصَّائم والذَّاكر، والعجم يقولون: «حاجِّي».
وهذا التَّلقيب فيه مفاسد، منها:
ـ أنَّ لقب الحاجّ صار يُطلق على من حجَّ وعلى من لم يحجَّ، ويزعم أنَّ ذلك من باب الاحترام أو التَّفاؤل.
ـ لُقِّبَ به كلُّ مَنْ هبَّ ودبَّ ممَّن ليس في العير ولا في النَّفير، حتَّى لقِّب به تارك الصَّلاة والفاجر والمغنِّي والمغنِّية والمتبرِّجة، والله المستعان.
ـ هناك من يغضب إذا لم يُنادَ بـ «يا الحاج».
إلى غير ذلك من المفاسد التي ذهبت بِهَيْبَة الحجِّ وأضاعت منزلته إلاَّ عند الموحِّدين المخلصين.
ثمَّ لماذا لا يلقَّب المصلِّي بالمصلِّي، والصَّائم بالصَّائم..؟ قد يُقال: إنَّ أغلب النَّاس يصلُّون ويصومون بخلاف الحجِّ؛ فإنَّه لا يجب إلاَّ مرَّة واحدة في العمر مع كونه سفرًا ومفارقة للأهل والأحباب والبلاد.
وهذا ـ مع كونه ضعيفًا ـ يُستأنس به لَمَّا كان الحجُّ عزيزًا، أمَّا اليوم فقد أصبح ـ والحمد لله ـ الكثيرُ من النَّاس يحجُّون ويعتمرون ويعودون ويكرِّرون، فلا معنى لمناداة جميع النَّاس بهذا اللَّقب، نسأل الله لنا ولهم الإخلاص والمتابعة والقَبول.
6 ـ تَشْقَى لَقْبَرْ النَّبِي صلى الله عليه وسلم:
إذا أُعطي بعض النَّاس شيئًا أو قُبِّلَ وهو جالس، أو قُصِد بالزِّيارة، قال للفاعل: تشقى لقبر النَّبي صلى الله عليه وسلم.
يعني: كما أتعبت نفسك لإعطائي وتقبيلي، وتجشَّمت الصِّعاب لزيارتي أدعو لك أن تسافر إلى قبر النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وتتحمَّل في سبيل ذلك المشاق.
وهذه العبارة يُشَمُّ منها رائحة الصُّوفيَّة الَّذين لا يفرِّقون بين الزِّيارة الشَّرعيَّة للقبور والزِّيارة البدعيَّة أو الشِّركيَّة.
إنَّ القبر لا يجوز قصده بالسَّفر، وإنَّما يقصد بذلك المسجد النَّبوي وإليه تشدُّ الرِّحال، وإذا وصل المسلم إليه وصلَّى فيه وقف عند قبره ـ عليه الصَّلاة والسَّلام ـ وسَلَّمَ عليه.
قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ؛ الْمَسْجِدِ الحَرَامِ، وَمَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَمَسْجِدِ الأَقْصَى».
سُئِل الإمامُ مالك ـ رحمه الله ـ عن رجلٍ نذر أنْ يأتي قبر النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم؟ فقال: «إنْ أراد القبرَ فلا يَأْتِه، وإنْ أراد المسجد فليأتِه، ثمَّ ذكر هذا الحديث».
وقال كذلك: «من قال: للهِ عَلَيَّ أن آتي المدينة أو بيت المقدس أو المشي إلى المدينة أو المشي إلى بيت المقدس، فلا شيء عليه، إلاَّ أن يكون نوى بقوله ذلك: أنْ يصلِّي في مسجد المدينة أو في مسجد بيت المقدس؛ فإنْ كانت تلك نيَّته، وجب عليه الذَّهاب إلى المدينة أو إلى بيت المقدس راكبًا، ولا يجب عليه المشي وإن كان حلف بالمشي، ولا دَمَ عليه».
واتَّفق الأئمَّة على أنَّه لو نذر أن يُسافر إلى قبره ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ أو قبر غيره من الأنبياء والصَّالحين لم يكن عليه أن يوفِّي بنذره، بل يُنهى عن ذلك، وأحاديث زيارة قبره صلى الله عليه وسلم لا يثبت منها شيء.
وكَرِهَ مالك ـ رحمه الله ـ أن يقول: زرت قبر النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، واستعظم ذلك.
7 ـ اللِّي مَا شَافْشْ الكَعْبَة تَبْكِي عْلِيهْ، واللِّي شَافْهَا يَبْكِي عْلِيهَا:
يراد بهذه العبارة: أنَّ مَنْ لَمْ يحجَّ فالكعبة تشتاق إليه وتتمنَّى أن يطوف بها، ومَنْ وُفِّقَ لزيارتها والطَّواف بها يزداد لها شوقُه ويشتدُّ حنينُه، وهذا حقٌّ؛ فكلَّما تكرَّرت للبيت الحرام الزِّياراتُ ازدادتْ له الأشواقُ والنَّفحات، لكن أين الدَّليل على أنَّ الكعبة تبكي على من لم يَرَها وتشتاق إليه؟! فهذا كلامٌ ليس عليه أَثَارَةٌ مِنْ علم.
والحقيقة أنَّ قلوب المؤمنين المحبِّين هي الَّتي تهوي إليها وتَحِنُّ، جاء في دعاء إبراهيم: ﴿فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ﴾ [إبراهيم37]، وقال تعالى: ﴿وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً﴾ [البقرة 125] مثابة: أي ملجأً ومرجعًا، قال ابن عبَّاس رضي الله عنه: «يثوبون إليه ثمَّ يرجعون»، وقال سعيد بن جبير رحمه الله: «يحجُّون ثمَّ يحجُّون ولا يقضون منه وَطرًا».
8 ـ تْحَجْ فِيَّ:
إنَّ النَّاس يحبُّون الحجَّ ويعظِّمون أمره ويجلُّون شأنه، ويستعمل بعضُهم هذه العبارة، فإذا طلب من غيره أنْ يسدِي له معروفًا تَرَجَّاهُ بقوله: «تحجّ فيَّ»، ترغيبًا في فعله وتحريضًا على تحقيقه.
والمقصود أنَّ هذا العمل المطلوب إسداؤه بمنزلة الحجِّ وثوابه، وهذا خطأ؛ لأنَّه إنَّما يعرف عن طريق الشَّرع.
نعم هناك أعمال لها أجرُ الحجِّ والعمرة، دلَّت عليها النُّصوص؛ من ذلك ما جاء في حديث أبي أمامة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ مُتَطَهِّرًا إِلَى صَلاَةٍ مَكْتُوبَةٍِ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الحَاجِّ الْمُحْرِمِ، وَمَنْ خَرَجَ إِلَى تَسْبِيحِ الضُّحَى لاَ يَنْصِبُه إِلاَّ إِيَّاهُ فَأَجْرُهُ كَأَجْرِ الْمُعْتَمِرِ، وَصَلاَةٌ عَلَى أَثَرِ صَلاَةٍ لاَ لَغْوَ بَيْنَهُمَا كِتَابٌ فِي عِلِّيِّينَ».
والعلم عند الله تعالى، والحمد لله ربِّ العالمين.
تحياتي أخي أبو سليمان
أخـــــــــــــ في الله ــــــتـــــــــــكـــ
صحيح أخي شاعت مثل هذه العبارات الخاطئة
و معانيها غير ما يقصدون تماما على حسب ما أرى أتمنى أن يفيد الجميع و يصححون المفاهيم الخاطئة بارك الله فيك و جزاك الدرجات العليا في الجنة تحياتي أخي أبو سليمان |
نعم بارك الله فيك فالكثير من من يتلفضون بها جاهلون لمعناها
لكننا مطالبوب بتصحيح ألفاضنا لاننا مآخذون بما نقول كما ورد في الحديث أن معاذا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال : وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال : على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم
وللزيادة في هذا الامر هذه الفتوى للشيخ فركوس حفظه الله في أهمية تقويم اللسان وتصحيح اللفظ