أقسام اللام :
تنقسم اللام قسمين :
أ ـ اللام العاملة :
وتشمل لام الجر ، ولام النصب ، ولام الجزم ، وقد تعرضنا لتلك في أبوابها ، ولا داعي لتكرارها .
ب ـ اللام غير العاملة :
وتنقسم إلى أنواع متعددة ، وسنتعرض لها بالتفصيل إن شاء الله .
أقسام اللام غير العاملة : ـ
1 ـ لام الابتداء :
حكمها الفتح ، وتكون لتوكيد مضمون الجملة ، وتختص بالدخول على الأسماء الواقعة مبتدآت ، أو ما حل في موضعها من المضارع ، وتخليصه إلى الحال . مثال دخولها على الأسماء : لمحمدٌ أحق بالجائزة .
ـ ومنه قوله تعالى : { ولدار الآخرة خير }2 .
وقوله تعالى : { لأنتم أشد رهبة في صدورهم }3 .
ومنه قول زهير :
ولأنت أشجع حين تتجه** الأبطــال من ليث أبي أجر
ومثال دخولها على الأفعال المضارعة : لَيقومُ أخوك ، ولَيدخلُ والدك .
كما تدخل على الفعل الجامد لمشابهته بالاسم ، كنعم ، وبئس .
ـ نحو قول زهير :
ولنعم حشو الدرع أنت إذا** دُعِيتْ نزال ولُجَّ في الذُّعر
ـ ومنه قوله تعالى : {لبئس ما كانوا يعملون }1 .
كما تدخل على الفعل الماضي المتصرف المقرون بقد .
نحو : إنك لقد فعلت خيرا .
وربما دخلت أيضا على بعض الحروف الناصبة للفعل كـ " أنْ " المصدرية ، لأنها تكون مع الفعل في موضع المبتدأ . نحو : لأن تقول الحق خير من أن تصمت .
وعلى " سوف " لأنها تخلص الفعل للاستقبال .
ـ نحو قوله تعالى : { ولسوف يعطيك ربك فترضى }2 .
2 ـ اللام المزحلقة :
تدخل للام الابتداء السابقة الذكر في مواضع غير التي ذكرنا ، فهي تدخل على خبر المبتدأ ، ويكون ذلك قياسا إذا كان خبرا لـ " إنَّ " المكسورة الهمزة المشبهة بالفعل ( حرف توكيد ونصب ) .
نحو : إن محمدا لصادق .
ـ ومنه قوله تعالى : { إن الله لغفور رحيم } 3 .
وقوله تعالى : { إن ربك لسريع العقاب }4 .
وتدخل على خبر " إن " إذا كان فعلا مضارعا ، أو ظرفا ، أو جارا ومجرورا .
مثال دخولها على المضارع قوله تعالى : { إني ليحزنني أن تذهبوا به }5 .
ـ ومنه قول أبي صخر الهذلي :
إني لتعروني لذكراك هزة **كما انتفض العصفور بلله القطر
ومثال دخولها على الظرف : إن محمدا لعندك .
ومثال دخولها على المجرور قوله تعالى : { وإنك لعلى خلق عظيم }6 .
وتسمى هذه اللام التي ذكرناها في المواضع السابقة باللام المزحلقة ، لأنها تزحلقت من اسم " إن " إلى خبرها .
وقد ذكر الرماني أن هذه اللام " كان حقها أن تكون قبل " إنَّ " إلا أنهم كرهوا الجمع بين حرفي التوكيد فزحلقوا اللام إلى الخبر ، وكانت اللام أولى بذلك لأنها غير عاملة ، فكان تقديم العامل أولى " (.
3 ـ اللام الزائدة :
1 ـ إذا دخلت لام الابتداء على خبر المبتدأ ، ولم يكن مصدرا بـ " إنَّ " فهي حينئذ زائدة ، لآن لام الابتداء لها الصدارة في الكلام .
نحو : لشاعر أنت .
ـ ومنه قول رؤبة بن العجاج :
أم الحليس لعجوز شهربة** ترضى من اللحم بعظم الرقبة
وقد ذكر ابن هشام في المغني فقال : " اللام الزائدة وهي الداخلة في خبر المبتدأ ، واستشهد ببيت رؤبة السابق ، وقال : " وقيل الأصل لهي عجوز " .
2 ـ وكما تزاد اللام في خبر المبتدأ ، تزاد أيضا في خبر " أن " المفتوحة الهمزة ، كقراءة سعيد بن جبير في قوله تعالى : { ألا إنهم ليأكلون الطعام)
ـ ومنه قول الشاعر ( بلا نسبة ) :
ألم تكن حلفت بالله العلي** أن مطاياك لَمِن خير المطي
3 ـ وفي خبر لكنَّ . نحو : ولكن الأمر لشديد .
ومنه قول الشاعر ( بلا نسبة ) :
يلومونني في حب ليلى عواذلي **ولكنني من حبها لعميد
4 ـ وفي خبر ما زال . نحو : ما زال المطر لمنهمرا .
ومنه قول كثير عزة :
وما زلت من ليلى لدن أن عرفتها **كالهائم المقصي بكل مراد
5 ـ وفي المفعول الثاني لرأى . نحو : أراك لقادما .
6 ـ في خبر أمسى .
ـ كقول الشاعر :
مروا عجالا فقالوا كيف صاحبكم **قال الذي سألوا : أمسى لمجهودا (1) .
7 ـ وقد تزاد مع " إنْ " الشرطية ، وهذا خاص بالشعر كما ذكر ابن هشام .
نحو : لئن قام زيد أقم ، وأنت ظالم لئن فعلت .
ـ ومنه قول الشاعر :
لئن كانت الدنيا عليَّ كما أرى** تباريح من ليلى فللموت أروح
ومنه قول الآخر :
لئن كان ما حدثته اليوم صادقا** أصُم في نهار القيظ للشمس باديا
8 ـ وتزاد مع الجار والمجرور للتوكيد .
كقول الشاعر ( بلا نسبة ) :
فلا والله لا يلقى لما بي **ولا لِلِما بنا أبدا دواء
ومنه قول الآخر :
إن الخلافة بعدهم لذميمة **وخلائقٌ ظرفٌ لِمِما أحقر 9 ـ وتزاد مع لولا للتوكيد أيضا كما في
قول الشاعر ( بلا نسبة ) :
للولا قاسم ويدا مسيلٍ** لقد جرت عليك يد غشوم
ومنه قول الآخر ( بلا نسبة ) :
للولا حصينُ عُقْبةٍ أن أسوءه** وأن بني سعد صديق ووالد
10 ـ وزيدت في " بَعْد " .
كقول الشاعر ( بلا نسبة ) :
ولو أن قومي لم يكونوا أعزة **لَبَعْدُ لقد لاقيت لا بد مصرعا
وأغلب المواقع التي زيدت فيها اللام في الشواهد السابقة لا يقاس عليها ، وإنما يقتصر سماعها على الشعر .
* وتزاد لام البعد ، وكاف الخطاب في أسماء الإشارة ، يمكن الرجوع إليهما في موضعهما .
هذا وقد زيدت اللام زيادات صرفية في مواضع مختلفة من الكلمة ، وقد قسم النحويون زيادتها إلى قسمين :
زيادة لازمة ، وأخرى خير لازمة .
الزيادة اللازمة جاءت في ثلاثة مواضع هي : ـ
1 ـ أسماء الموصول
نحو : الذي ، والتي ، والذين ، وفروعها باعتبار أن الأسماء الموصولة معرفة بالصلة على المشهور ، لا باللام الاخلة عليها .
2 ـ بعض الأعلام :
كـ للات ، والعزى ، والنضر ، والسموءل ، واليسع ، وغيرها من الأسماء التي لحقتها اللام . فاللام فيها زائدة ، لأن تلك الأسماء معرفة في ذاتها بالعلمية كغيرها من بقية الأعلام كمحمد ويوسف .
3 ـ " الآن " : ذكر ابن الناظم أن الألف ، واللام في كلمة " الآن " زائدة ، فقال : " ونحو الآن فإنه مبني لتضمنه معنى أداة التعريف ، والألف واللام فيه زائدة غير مفارقة " (1) .
.
أما الزائدة غير اللازمة ، وتسمى بالعارضة أيضا ، وتكون زيادتها في الآتي :
1 ـ المصادر ، والأعلام المنقولة المسمى بها على معنى لمح الصفة في أصل التسمية . كالحسن ، والحسين ، والفضل ، والرشيد ، والحارث ، والضحاك ، والمعتصم ، والأمين ، والمأمون ، وغيرها . فالمصادر ، والأسماء السابقة ، وما شابهها قد سمي بها مجردة من اللام ، ثم دخلت عليها اللام للإشارة إلى أصلها الذي نقلت عنه من وصف ، أو مصدر .
2 ـ اللام الزائدة زيادة غير لازمة في العدد وتمييزه . نحو : دفعت له الخمسة عشر الجنيهات .
3 ـ وقد زيدت أيضا زيادة غير لازمة في المسموع من الشعر للضرورة ، وجاءت هذه الزيادة في موضعين هما :
أ ـ الأعلام .
ـ كقول الشاعر :
ولقد جنيتك أكمؤا وعساقلا** ولقد نهيت عن بنات الأوبر
الشاهد قوله : بنات الأوبر ، وأراد بنات أوبر ، وكلمة أوبر علم لنوع من الكمأة .
ب ـ في التمييز الملحوظ .
ـ كقول الشاعر :
رأيتك لما أن عرفت وجوهنا صددت** وطبت النفس يا قيس من عمرو
الشاهد قوله : " طبت النفس " ، وأراد طبت نفسا . (1) .
4 ـ اللام الفارقة : هي اللام الواقعة بعد " إنْ " المخففة من الثقيلة .
نحو : إن محمدٌ لقائمٌ .
ومنه قوله تعالى : { وإن كانت لكبيرة }1 .
ـ وقوله تعالى : { إن كل نفس لما عليها حافظ }2 .
وهذه اللام نوع من " لام " الابتداء ، فقد ذكر سيبويه ، وأكثر النحاة أنها لام الابتداء أفادت مع إفادتها توكيد النسبة ، وتخليص المضارع للحال ، الفرق بين " إنْ " المخففة من الثقيلة ، و " إنْ " النافية ، لهذا صارت لازمة بعد أن كانت جائزة ، اللهم إن دل دليل على قصد الإثبات " (3) .
كقراءة أبي رجاء في قوله تعالى : {وإن كل ذلك لِما متاع الحياة الدنيا }4 .
بكسر اللام ، أي : للذي .
5 ـ اللام الوطئة للقسم :
وتسمى اللام المؤذنة ، وهي التي تمهد لجواب القسم ، وتدخل عل أداة الشرط ، للئيذان بأن الجواب بعدها مبني على قسم قبلها ، لا على شرط . 161 ـ كقوله تعالى : { لئن أمرتهم ليخرجن }5 .
وقوله تعالى : {لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الأدبار ثم لا ينصرون }6 .
وغالبا ما يكون دخول اللام الموطئة للقسم على " إن " الشرطية ، ولكن سيبويه ذكر أن دخولها لا يقتصر على إن الشرطية ، بل تدخل أيضا على " ما " الموصولة ، 162 ـ كقوله تعالى : { وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لَمَا آتيتكم من كتاب وحكمة }7.