التصنيفات
اسلاميات عامة

مراتب الناس في الصلاة

قال ابن الجوزي رحمه الله في كتابه الوابل الصيب من الكلم الطيب



والناس في الصلاة على مراتب خمسة :
أحدها : مرتبة الظالم لنفسه المفرط وهو الذي انتقص من وضوئها ومواقيتها وحدودها وأركانها
الثاني : من يحافظ على مواقيتها وحدودها وأركانها الظاهرة ووضوئها لكن قد ضيع مجاهدة نفسه في الوسوسة فذهب مع الوساوس والأفكار
الثالث : من حافظ على حدودها وأركانها وجاهد نفسه في دفع الوساوس والأفكار فهو مشغول بمجاهدة عدوه لئلا يسرق صلاته فهو في صلاة وجهاد
الرابع : من إذا قام إلى الصلاة أكمل حقوقها وأركانها وحدودها واستغرق قلبه مراعاة حدودها وحقوقها لئلا يضيع شيئا منها بل همه كله مصروف إلى إقامتها كما ينبغي وإكمالها واتمامها قد استغرق قلب شأن الصلاة وعبودية ربه تبارك وتعالى فيها
الخامس : من إذا قام إلى الصلاة قام إليها كذلك ولكن مع هذا قد أخذ قلبه ووضعه بين يدي ربه عز و جل ناظرا بقبله إليه مراقبا له ممتلئا من محبته وعظمته كأنه يراه ويشاهده وقد اضمحلت تلك الوساوس والخطوات وارتفعت حجبها بينه وبين ربه فهذا بينه وبين غيره في الصلاة أفضل وأعظم مما بين السماء والأرض وهذا في صلاته مشغول بربه عز و جل قرير العين به
فالقسم الأول معاقب والثاني محاسب والثالث مكفر عنه والرابع مثاب والخامس مقرب من ربه لأن له نصيبا ممن جعلت قرة عينه في الصلاة فمن قرت عينه بصلاته في الدنيا قرت عينه بقربه من ربه عز و جل في الآخرة وقرت عينه أيضا به في الدنيا ومن قرت عينه بالله قرت به كل عين ومن لم تقر عينه بالله تعالى تقطعت نفسه على الدنيا حسرات وقد روي أن العبد إذا قام يصلي قال الله عز و جل : ( ارفعوا الحجب فإذا التفت قال أرخوها ) وقد فسر هذا الالتفات بالتفات القلب عن الله عز و جل إلى غيره فإذا التفت إلى غيره أرخى الحجاب بينه وبين العبد فدخل الشيطان وعرض عليه أمور الدنيا وأراه إياها في صورة المرآة وإذا أقبل بقلبه على الله ولم يلتفت لم يقدر الشيطان على أن يتوسط بين الله تعالى وبين ذلك القلب وإنما يدخل الشيطان إذا وقع الحجاب فإن فر إلى الله تعالى وأحضر قلبه فر الشيطان فإن التفت حضر الشيطان فهو هكذا شأنه وشأن عدوه في الصلاة





مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




السلام عليكم و رحمة الله و بركآآته
بارك الله فيك و جزاك خيرا
موفق بإذن الله





اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dana تعليمية
مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه

لا شكر على واجب الله يعافيك
بارك الله فيك علىالمرور




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رنين تعليمية
السلام عليكم و رحمة الله و بركآآته
بارك الله فيك و جزاك خيرا
موفق بإذن الله


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وفيك بارك الرحمن

اللهم آمين واياكم




مشكووووووووووووووووور




جزاكم الله خيرا على هذه الكلمات الطيبة

وفقنا الله و إياكم لما يحب و يرضى من القول و العمل




التصنيفات
السير والتراجم

هناك من الناس من يطعنون في الشيخ ربيع ويقولون انه يسب العلماء

هناك من الناس من يطعنون في الشيخ ربيع ويقولون انه يسب العلماء وانه متشدد وانه زعيم الجامية فما نصيحتكم لمثل هؤلاء؟

الجواب:
الذي يقول هذا الكلام أحد رجلين ، إما أنه جاهل ما ، لا يعرفه ، وسمع كلام فأخذ به ، وإما أنه حاقد . فالشيخ ربيع وفقه الله من أهل السنة والجماعة ، وهو يحذر من الحزبيين ويحذر من المبتدعين ، وهذا واجب . التحذير منهم واجب وجوبا ً كفائيا ً ، من قام به سقط الإثم عن البقية ، فهو يحذر من يستحق أن يحذَّر منه ، من أصحاب البدع والأهواء . وله عدة مؤلفات في التحذير منهم ، فجزاه الله ، ويشكر على ذلك . اقرأ في كتبه أنت تعرف من هو الشيخ ربيع وبالله التوفيق .

قام بتفريغها أبو عبيدة منجد بن فضل الحداد الثلاثاء 24/3/1431 للهجرة

المصدر





الذي يقول هذا الكلام أحد رجلين ، إما أنه جاهل ما ، لا يعرفه ، وسمع كلام فأخذ به ، وإما أنه حاقد
ان الشيخ ربيع حفظه الله من اعلام هاته الامة وهو من احد قادة الدعوة السلفية اللذين حاربو اهل البدع وقمعوا البدعة ونفضوا الغبارة عن السنة النبوية المطهرة
وان للشيخ ربيع ثناء وتزكيات من علماء هاته الامة
وعرفوه أنه رجل حق عالم سنة وطالب علم تحلى بالانصاف ونزع عنه ثوب التعصب والهوى، والفضل لا يعرفه الا اهل الفضل وذووه،
فأثنى عليه علماء هذا العصر وشهدوا له بشهادة حق وصدق، وتحدثوا عن فضله وعلمه وثباته على السنة وعلى منهج السلف الصالح، ومن هؤلاء العلماء الأجلاء:
سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز
والشيخ العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني
والشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين
والشيخ صالح الفوزان
والشيخ محمد بن عبدالوهاب البنا
والشيخ مقبل بن هادي الوادعي
والشيخ محمد بن عبدالله السبيل
والشيخ أحمد بن يحيى النجمي
والشيخ زيد بن محمد المدخلي
والشيخ صالح السحيمي
والشيخ عبيد الجابري
وغيرهم من العلماء والفضلاء وأهل الخير الصلحاء، وهؤلاء هم أهل العلم وكفى بشهادة أهل العلم شهادة
وباذن الله تعالى سنجمع تزكياتهم وثنائهم على الشيخ وننشرها في موضوع خاص

ونسال الله ان يبارك له عمره ويجيزه عن المسلمين خير الجزاء وان يجعله كالسيف القطع على اهل البدع والأهواء




جزاكم الله خيرا على المداخلة ، و إن شاء الله سيكون هذا المنبر مخصصا للذب عن علماء أهل السنة و الجماعة و التعريف بهم ، و تنبيه إخوتنا المسلمين الذين يلبس عليهم بعض دعاة الضلال فينقلون لهم صورة مزيفة عن مشايخ و علماء السنة خاصة من لهم سهم في باب الجرح والتعديل كأمثال الشيخ ربيع و الشيخ مقبل الوادعي وكما قال الشيخ الوصابي قد يكون هذا الطاعن في الشيخ ربيع جاهلا سمع كلاما فنقله .

و للتذكير فالفتوى المنقولة أعلاه للشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي اليمني حفظه الله

نتابع الموضوع:

سئل العلامة أحمد النجمي_رحمه الله_

ما رأيكم يا فضيلة الشيخ ؛ ممن تعلمونه بقربكم ؛ من علماء المدينة بصفة عامة , وبصفة خاصة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي , فإن كثيراً من الشباب يقولون : إن الشيخ ربيع يطعن في المشايخ , والعلماء , فما هو رأيكم في هذا ؟

فأجاب : هذا قلب للحقائق ؛ الشيخ ربيع لم يطعن في أحد من العلماء ؛ أصحاب الاستقامة وأهل السنة والجماعة , وإنما طعن فيمن بدا منه شيء من البدع , وما أشبه ذلك , فهو من أهل السنة إن شاء الله , ومن تبعه ممن سار على نهجه من أهل المدينة , فكلهم أهل سنة , ولا يقال عنهم أنهم أهل بدعة ؛ إنما يقول هذا : أصحاب الحزبيات الذين يريدون قلب الحقائق , ثم يأتي أناس جهال ؛ يلقي عليهم كبارهم ؛ أقوالاً يظنونها حقاً , وهي باطلة , ويغترون بأقوالهم , فيجب على طلاب العلم أن ينبهوا على الحق ؛ ومن كان يدافع عن عقيدة التوحيد , وعقيدة أهل السنة والجماعة ؛ لا يقال بأنه يطعن في العلماء ؛ إذا كان هذا الرجل ينبه على أخطاء حصلت من هؤلاء الناس ؛ الذين تكلم فيهم باعتبار أنهم مبتدعة أساساً ؛ أو مؤيدين لأصحاب الابتداع , فأراد أن ينبه عليهم نصحاً للأمة فإذا كان يفعل ذلك نصحاً للأمة , فلا يقال عنه بأنه طعن في العلماء ؛ هذا كلام ليس بحقيقة ؛ إنما يقوله الحزبيون ؛ من أجل أنهم يريدون أن يبغضوا أهل المدينة السلفيين ؛ أن يبغضوهم إلى طلاب العلم وينفرونهم عنهم ؛ حتى ينالوا مآربهم من ناحية أن هؤلاء السلفيين يكونون بغضاء عند كثير من طلاب العلم ؛ الذين استحال عليهم الحزبيون ؛ حتى انحرفوا معهم , وإنا لله وإنا إليه راجعون .

(الفتاوى الجلية عن المنهاج الدعوية )




بارك الله فيك على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق




جزاك الله خيرا.




التصنيفات
اسلاميات عامة

خطأ إلزام الناس بإرسال الرسائل البريدية أو الجوال – الشيخ الراجحي‏

تعليمية


خطأ إلزام الناس بإرسال الرسائل البريدية أو الجوال _ الشيخ الراجحي



السؤال:
وهذا سائلٌ يقول: تأتيني بعض رسائل الجوال والتي فيها دلالة على خير ويكتب المرسل في آخرها -أمانة عليك أرسلها لعشرة أشخاص؛ فهل يلزمني ذلك، وإلم أرسلها أكون داخلاً في من ضيع الأمانة؟


الجواب:

لا يلزم هذا، ما يفعله بعض الشباب اجتهاد يرسل رسالة ويقول: أمانة ترسلها لعشرة أشخاص؛ هذا لا أصل له، ولا يلزم، ولا ينبغي للإنسان أن يكلف أخاه بمثل هذا، وهذا الذي يقول: أرسلها ينظر إن كان حديث، أو حكمة، أو عملٌ صالح إن كان متأكد منها لا بد أن يتأكد وليس له أن يكتب حتى يتأكد من أهل العلم والبصيرة أن هذا الذي أرسله حق. ثم بعد ذلك يقول: يا أخي! أرجوا أن تنفع إخوانك وأن ترسل لهم، أو تبلغ لهم، أو تبين لهم إذا كانت حديث تأكد منها. أما بهذا الشكل يقول: عليك أمانة ترسل لعشرة، أو بعض الناس يقول إذا لم تفعل فعليك كذا وكذا، هذا لا أصل له هذا باطل.

رقم الفتوى : 1801
موضوع الفتوى : رسائل الجوال
تاريخ الإضافة: 29/12/1428هـ – 7/1/2008م

مجموع فتاوى الشيخ عبد العزيز الراجحي –حفظه الله-

(1/92) بترقيم الشاملة.




الف شكر لكي اختي الكريمة على الجلب المفيد والقيم
بارك الله فيكي وسدد خطاكي
تحياتي




بارك الله فيكي يا أختي العزيزة وشكرا




بارك الله فيك واصل في التميز




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

الخلاف المذموم بين رؤية الآحاد للهلال وإتباع عموم الناس في الصوم

تعليمية تعليمية

قال الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة حديث رقم 224

( صحيح )
[ الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون والأضحى يوم تضحون ]

وقال بعد تخريجه للحديث :
فقه الحديث
———–
قال الترمذي عقب الحديث :
" و فسر بعض أهل العلم هذا الحديث ، فقال : إنما معنى هذا الصوم و الفطر مع
الجماعة و عظم الناس " . و قال الصنعاني في " سبل السلام " ( 2 / 72 ) :
" فيه دليل على أنه يعتبر في ثبوت العيد الموافقة للناس ، و أن المتفرد بمعرفة
يوم العيد بالرؤية يجب عليه موافقة غيره ، و يلزمه حكمهم في الصلاة و الإفطار
و الأضحية " .
و ذكر معنى هذا ابن القيم رحمه الله في " تهذيب السنن " ( 3 / 214 ) ، و قال :
" و قيل : فيه الرد على من يقول إن من عرف طلوع القمر بتقدير حساب المنازل جاز
له أن يصوم و يفطر ، دون من لم يعلم ، و قيل : إن الشاهد الواحد إذا رأى الهلال
و لم يحكم القاضي بشهادته أنه لا يكون هذا له صوما ، كما لم يكن للناس " .
و قال أبو الحسن السندي في " حاشيته على ابن ماجه " بعد أن ذكر حديث أبي هريرة
عند الترمذي :
" و الظاهر أن معناه أن هذه الأمور ليس للآحاد فيها دخل ، و ليس لهم التفرد
فيها ، بل الأمر فيها إلى الإمام و الجماعة ، و يجب على الآحاد اتباعهم للإمام
و الجماعة ، و على هذا ، فإذا رأى أحد الهلال ، و رد الإمام شهادته ينبغي أن لا
يثبت في حقه شيء من هذه الأمور ، و يجب عليه أن يتبع الجماعة في ذلك " .
قلت : و هذا المعنى هو المتبادر من الحديث ، و يؤيده احتجاج عائشة به على مسروق
حين امتنع من صيام يوم عرفة خشية أن يكون يوم النحر ، فبينت له أنه لا عبرة
برأيه و أن عليه اتباع الجماعة فقالت :
" النحر يوم ينحر الناس ، و الفطر يوم يفطر الناس " .
قلت : و هذا هو اللائق بالشريعة السمحة التي من غاياتها تجميع الناس و توحيد
صفوفهم ، و إبعادهم عن كل ما يفرق جمعهم من الآراء الفردية ، فلا تعتبر الشريعة

رأي الفرد – و لو كان صوابا في وجهة نظره – في عبادة جماعية كالصوم و التعبيد
و صلاة الجماعة ، ألا ترى أن الصحابة رضي الله عنهم كان يصلي بعضهم وراء بعض
و فيهم من يرى أن مس المرأة و العضو و خروج الدم من نواقض الوضوء ، و منهم من
لا يرى ذلك ، و منهم من يتم في السفر ، و منهم من يقصر ، فلم يكن اختلافهم هذا
و غيره ليمنعهم من الاجتماع في الصلاة وراء الإمام الواحد ، و الاعتداد بها ،
و ذلك لعلمهم بأن التفرق في الدين شر من الاختلاف في بعض الآراء ، و لقد بلغ
الأمر ببعضهم في عدم الإعتداد بالرأي المخالف لرأى الإمام الأعظم في المجتمع
الأكبر كمنى ، إلى حد ترك العمل برأيه إطلاقا في ذلك المجتمع فرارا مما قد ينتج
من الشر بسبب العمل برأيه ، فروى أبو داود ( 1 / 307 ) أن عثمان رضي الله عنه
صلى بمنى أربعا ، فقال عبد الله بن مسعود منكرا عليه : صليت مع النبي صلى الله
عليه وسلم ركعتين ، و مع أبي بكر ركعتين ، و مع عمر ركعتين ، و مع عثمان صدرا
من إمارته ثم أتمها ، ثم تفرقت بكم الطرق فلوددت أن لي من أربع ركعات ركعتين
متقبلتين ، ثم إن ابن مسعود صلى أربعا ! فقيل له : عبت على عثمان ثم صليت
أربعا ؟ ! قال : الخلاف شر . و سنده صحيح . و روى أحمد ( 5 / 155 ) نحو هذا عن
أبي ذر رضي الله عنهم أجمعين .
فليتأمل في هذا الحديث و في الأثر المذكور أولئك الذين لا يزالون يتفرقون في
صلواتهم ، و لا يقتدون ببعض أئمة المساجد ، و خاصة في صلاة الوتر في رمضان ،
بحجة كونهم على خلاف مذهبهم ! و بعض أولئك الذين يدعون العلم بالفلك ، ممن يصوم
و يفطر وحده متقدما أو متأخرا عن جماعة المسلمين ، معتدا برأيه و علمه ، غير
مبال بالخروج عنهم ، فليتأمل هؤلاء جميعا فيما ذكرناه من العلم ، لعلهم يجدون
شفاء لما في نفوسهم من جهل و غرور ، فيكونوا صفا واحدا مع إخوانهم المسلمين فإن
يد الله مع الجماعة .

منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




شكورة على الفائدة ةالمعلومات القيمة
جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك




شكرا وبارك الله فيك
تحياتي الخالصة




التصنيفات
اسلاميات عامة

ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس

{ ظهرالفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس‏ }


قال الإمام ابن قيّم الجوزيّة ـ رحمه الله ـ في : زاد المعاد ( 4 / 362 ـ 364 ) :

(ومن له معرفة بأحوال العالم ومبدئه يعرف أن جميع الفساد في جوه ونباته وحيوانه، وأحوال أهله حادث بعد خلقه بأسباب اقتضت حدوثه، ولم تزل أعمال بني آدم ومخالفتهم للرسل تحدث لهم من الفساد العام والخاص ما يجلب عليهم من الآلام، والأمراض، والأسقام، والطواعين والقحوط، والجدوب، وسلب بركات الأرض، وثمارها، ونباتها، وسلب منافعها، أو نقصانها أمورًا متتابعة يتلو بعضها بعضًا، فإن لم يتسع علمك لهذا فاكتف بقوله تعالى‏:‏ ‏{ ‏ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس‏ }‏ ‏[‏الروم‏:‏ 41‏]‏، ونزّل هذه الآية على أحوال العالم، وطابق بين الواقع وبينها، وأنت ترى كيف تحدث الآفات والعلل كل وقت في الثمار والزرع والحيوان، وكيف يحدث من تلك الآفات آفات أخرى متلازمة، بعضها آخذ برقاب بعض، وكلما أحدث الناس ظلمًا وفجورًا، أحدث لهم ربهم تبارك وتعالى من الآفات والعلل في أغذيتهم وفواكههم، وأهويتهم ومياههم، وأبدانهم وخلقهم، وصورهم وأشكالهم وأخلاقهم من النقص والآفات، ما هو موجب أعمالهم وظلمهم وفجورهم‏.‏
ولقد كانت الحبوب من الحنطة وغيرها أكثر مما هي اليوم، كما كانت البركة فيها أعظم‏.‏ وقد روى الإمام أحمد بإسناده أنه وجد في خزائن بعض بني أمية صرة فيها حنطة أمثال نوى التمر مكتوب عليها هذا كان ينبت أيام العدل‏.‏ وهذه القصة، ذكرها في مسنده ، على أثر حديث رواه‏.‏
وأكثر هذه الأمراض والآفات العامة بقية عذاب عذبت به الأمم السالفة، ثم بقيت منها بقية مرصدة لمن بقيت عليه بقية من أعمالهم، حكمًا قسطًا، وقضاء عدلًا، وقد أشار النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى هذا بقوله في الطاعون ‏(‏إنه بقية رجز أو عذاب أرسل على بني إسرائيل‏)‏‏.‏ وكذلك سلط الله سبحانه وتعالى الريح على قوم سبع ليال وثمانية أيام، ثم أبقى في العالم منها بقية في تلك الأيام، وفي نظيرها عظة وعبرة‏.‏ وقد جعل الله سبحانه أعمال البر والفاجر مقتضيات لآثارها في هذا العالم اقتضاء لا بد منه، فجعل منع الإحسان والزكاة والصدقة سببًا لمنع الغيث من السماء، والقحط والجدب، ..وجعل ظلم المساكين، والبخس في المكاييل والموازين، وتعدي القوي على الضعيف سببًا لجور الملوك والولاة الذين لا يرحمون إن استرحموا، ولا يعطفون إن استعطفوا، وهم في الحقيقة أعمال الرعايا ظهرت في صور ولاتهم، فإن الله سبحانه بحكمته وعدله يظهر للناس أعمالهم في قوالب وصور تناسبها، فتارة بقحط وجدب، وتارة بعدو، وتارة بولاة جائرين، وتارة بأمراض عامة، وتارة بهموم وآلام وغموم تحضرها نفوسهم لا ينفكون عنها، وتارة بمنع بركات السماء والأرض عنهم، وتارة بتسليط الشياطين عليهم تؤزهم إلى أسباب العذاب أزًا، لتحق عليهم الكلمة، وليصير كل منهم إلى ما خلق له، والعاقل يسيّر بصيرته بين أقطار العالم، فيشاهده، وينظر مواقع عدل الله وحكمته، وحينئذ يتبين له أن الرسل وأتباعهم خاصة على سبيل النجاة، وسائر الخلق على سبيل الهلاك سائرون، وإلى دار البوار صائرون، والله بالغ أمره، لا معقب لحكمه، ولا راد لأمره، وبالله التوفيق ‏) .




تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال

شكرا لكم




التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

صيام رمضان و فضله || مع بيان أحكام مهمة تخفى على بعض الناس

صيام رمضان و فضله || مع بيان أحكام مهمة تخفى على بعض الناس

سماحة الشيخ:
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
———————————

من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى من يراه من المسلمين ، سلك الله بي وبهم سبيل أهل الإيمان ، ووفقني وإياهم للفقه في السنة والقرآن آمين .

سلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته :

أما بعد فهذه نصيحة موجزة تتعلق بفضل صيام رمضان وقيامه ، وفضل المسابقة فيه بالأعمال الصالحة ، مع بيان أحكام مهمة قد تخفى على بعض الناس .

ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أنه كان يبشر أصحابه بمجيء شهر رمضان ، ويخبرهم عليه الصلاة والسلام أنه شهر تُفتح فيه أبواب الرحمة وأبواب الجنة ، وتغلق فيه أبواب جهنم ، وتغل فيه الشياطين .

يقول صلى الله عليه وسلّم : (( إذا كانت أول ليلة من رمضان فتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب ، وغلقت أبواب جهنم فلم يفتح منها باب ، وصفدت الشياطين ، وينادي منادٍ : يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر ، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة)) .

و يقول عليه الصلاة والسلام : (( جاءكم شهر رمضان شهر بركة ، يغشاكم الله فيه ، فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب الدعاء ، ينظر الله إلى تنافسكم فيه فيباهي بكم ملائكته ، فأروا الله من أنفسكم خيراً ، فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله)) .

ويقول عليه الصلاة والسلام : (( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ، ومن قام ليلة القدرة إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )) .

ويقول عليه الصلاة والسلام: (( يقول الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي، للصائم فرحتان: فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك )).

والأحاديث في فضل صيام رمضان وقيامه وفضل جنس الصوم كثيرة.

فينبغي للمؤمن أن ينتهز هذه الفرصة وهي ما من الله به عليه من إدراك شهر رمضان؛ فيسارع إلى الطاعات، ويحذر السيئات، ويجتهد في أداء ما افترض الله عليه ولا سيما الصلوات الخمس، فإنها عمود الإسلام، وهي أعظم الفرائض بعد الشهادتين. فالواجب على كل مسلم ومسلمة المحافظة عليها وأداؤها في أوقاتها بخشوع وطمأنينة.

ومن أهم واجباتها في حق الرجال: أداؤها في الجماعة في بيوت الله التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه كما قال عز وجل: (( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين )) [ البقرة: 43]، وقال تعالى: (( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين )) [ البقرة: 238]، وقال عز وجل: (( قد أفلج المؤمنون 0 الذين هم في صلاتهم خاشعون )) إلى أن قال عز وجل: (( والذين هم على صلواتهم يحافظون 0 أولئك هم الوارثون 0 الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون )) [ المؤمنون: 1ـ11 ]، وقال النبي صلى الله عليه وسلّم: (( العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر )).

وأهم الفرائض بعد الصلاة: أداء الزكاة كما قال عز وجل: (( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة )) [ البينة: 5]، وقال تعالى: (( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون )) [ النور: 56 ].

وقد دل كتاب الله العظيم وسنة رسوله الكريم على أن من لم يؤد زكاة ماله يعذب به يوم القيامة.
وأهم الأمور بعد الصلاة والزكاة: صيام رمضان، وهو أحد أركان الإسلام الخمسة المذكورة في قول النبي صلى الله عليه وسلّم: (( بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصم رمضان، وحج البيت)) [ متفق عليه ] 0
ويجب على المسلم أن يصون صيامه وقيامه عما حرم الله عليه من الأقوال والأعمال؛ لأن المقصود بالصيام هو طاعة الله سبحانه، وتعظيم حرمانه، وجهاد النفس على مخالفة هواها في طاعة مولاها، وتعويدها الصبر عما حرم الله، وليس المقصود مجرد ترك الطعام والشراب وسائر المفطرات، ولهذا صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أنه قال: (( الصيام جُنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم )). وصح عنه صلى الله عليه وسلّم أنه قال: (( من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه )) 0
فعلم بهذه النصوص وغيرها أن الواجب على الصائم الحذر من كل ما حرم الله عليه، والمحافظة على كل ما أوجب الله عليه، وبذلك يرجى له المغفرة والعتق من النار وقبول الصيام والقيام.

وهناك أمور قد تخفى على بعض الناس:

منها: أن الواجب على المسلم أن يصوم إيماناً واحتساباً، لا رياء و لا سمعة ولا تقليداً للناس أو متابعة لأهله أو أهل بلده، بل الواجب عليه أن يكون الحامل له على الصوم هو إيمانه بأن الله قد فرض عليه ذلك، واحتسابه الأجر عند ربه في ذلك، وهكذا قيام رمضان يجب أن يفعله المسلم إيماناً واحتساباً لا لسبب آخر، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: ((من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدرة إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )).

ومن الأمور التي قد يخفى حكمها على بعض الناس: ما قد يعرض للصائم من جراح أو رعاف أو قيء أو ذهاب الماء أو البنزين إلى حلقه بغير اختياره، فكل هذه الأمور لا تفسد الصوم، لكن من تعمد القيء فسد صومه، لقول النبي صلى الله عليه وسلّم: (( من ذرعه القيء فلا قضاء عليه، ومن استقاء فعليه القضاء )).

ومن ذلك: ما قد يعرض للصائم من تأخير غسل الجنابة إلى طلوع الفجر، وما يعرض لبعض النساء من تأخير غسل الحيض أو النفاس إلى طلوع الفجر، فإذا رأت الطهر قبل الفجر فإنه يلزمها الصوم، ولا مانع من تأخيرها الغسل إلى ما بعد طلوع الفجر، ولكن ليس لها تأخيره إلى طلوع الشمس، بل يجب عليها أن تغتسل وتصلي الفجر قبل طلوع الشمس، وهكذا الجنب ليس له تأخير الغسل إلى ما بعد طلوع الشمس، بل يجب عليه أن يغتسل ويصلي الفجر قبل طلوع الشمس، ويجب على الرجل المبادرة بذلك حتى يدرك صلاة الفجر مع الجماعة.
ومن الأمور التي لا تفسد الصوم: تحليل الدم، وضرب الإبر غير التي يقصد بها التغذية، لكن تأخير ذلك إلى الليل أولى وأحوط إذا تيسر ذلك؛ بقول النبي صلى الله عليه وسلّم: (( دع ما يريبك إلى مالا يريبك )). وقوله عليه الصلاة والسلام: (( من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه )) 0
ومن الأمور التي يخفى حكمها على بعض الناس: عدم الاطمئنان في الصلاة سواء كانت فريضة أو نافلة، وقد دلت الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم على أن الاطمئنان ركن من أركان الصلاة لا تصح الصلاة بدونه، وهي الركود في الصلاة والخشوع فيها وعدم العجلة حتى يرجع كل فقار إلى مكانه، وكثير من الناس يصلي في رمضان صلاة التراويح صلاة لا يعقلها ولا يطمئن فيها بل ينقرها نقراً، وهذه الصلاة على هذا الوجه باطلة وصاحبها آثم غير مأجور.

ومن الأمور التي قد يخفى حكمها على بعض الناس: ظن بعضهم أن التراويح لا يجوز نقصها عن عشرين ركعة، وظن بعضهم أنه لا يجوز أن يزاد فيها على إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة، وهذا كله ظن في غير محله، بل هو خطأ مخالف للأدلة.

وقد دلت الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم على أن صلاة الليل موسع فيها، فليس فيها حد محدود لا تجوز مخالفته، بل ثبت عنه صلى الله عليه وسلّم أنه كان يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة، وربما صلى ثلاث عشرة ركعة، وربما صلى أقل من ذلك في رمضان وفي غيره، ولما سئل صلى الله عليه وسلّم عن صلاة الليل قال: (( مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى )) [ متفق عليه ].

ولم يحدد ركعات معينة لا في رمضان ولا في غيره، ولهذا صلى الصحابة رضي الله عنهم في عهد عمر رضي الله عنه في بعض الأحيان ثلاثاً وعشرين ركعة، وفي بعضها إحدى عشرة ركعة، كل ذلك ثبت عن عمر رضي الله عنه وعن الصحابة في عهده.

وكان بعض السلف يصلي في رمضان ستاً وثلاثين ركعة ويوتر بثلاث، وبعضهم يصلي إحدى وأربعين، ذكر ذلك عنهم شيح الإسلام ابن تيمية رحمه الله وغيره من أهل العلم، كما ذكر رحمة الله
عليه أن الأمر في ذلك واسع، وذكر أيضاً أن الأفضل لمن أطال القراءة و الركوع والسجود أن يقلل العدد، ومن خفف القراءة والركوع والسجود زاد في العدد. هذا معنى كلامه رحمه الله.

ومن تأمل سنته صلى الله عليه وسلّم علم أن الأفضل في هذا كله هو صلاة إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة في رمضان وغيره؛ لكون ذلك هو الموافق لفعل النبي صلى الله عليه وسلّم في غالب أحواله؛ ولأنه أرفق بالمصلين وأقرب إلى الخشوع والطمأنينة، ومن زاد فلا حرج ولا كراهية كما سبق.

والأفضل لمن صلى مع الإمام في قيام رمضان ألا ينصرف إلا مع الإمام؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلّم: (( إن الرجل إذا قام مع الإمام حتى ينصرف كتب الله له قيام ليلة )).

ويشرع لجميع المسلمين الاجتهاد في أنواع العبادة في هذا الشهر الكريم من: صلاة النافلة، وقراءة القرآن بالتدبر و التعقل، والإكثار من التسبيح، والتهليل، والتحميد، والتكبير، والاستغفار، والدعوات الشرعية، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله عز وجل، ومواساة الفقراء والمساكين، والاجتهاد في بر الوالدين، وصلة الرحم، وإكرام الجار، وعيادة المريض، وغير ذلك من أنواع الخير؛ لقوله صلى الله عليه وسلّم في الحديث السابق: (( ينظر الله إلى تنافسكم فيه، فيباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيراً، فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله )). ولما روي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: (( من تقرب فيه بخصلة من خصال الخير كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه )).

و لقوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: (( عمرة في رمضان تعدل حجة )) أو قال: (( حجة معي )).

والأحاديث والآثار الدالة على شرعية المسابقة والمنافسة في أنواع الخير في هذا الشهر الكريم كثيرة.
والله المسئول أن يوفقنا وسائر المسلمين لكل ما فيه رضاه، وأن يتقبل صيامنا وقيامنا، ويصلح أحوالنا، ويعيذنا جميعاً من مضلات الفتن، كما نسأله سبحانه أن يصلح قادة المسلمين، ويجمع كلمتهم على الحق، إنه ولي ذلك والقادر عليه 0

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرئيس العام
لإدارة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد

منقول للامانة




تعليمية




مشكور اخي جزيل الشكر




جزاكم الله خير

للرفع بمناسبة قدوم شهر رمضان 2022

اعاده الله علينا بالاجر والثواب




التصنيفات
اسلاميات عامة

أقسام الناس عند الله في الآخرة أربعة

أقسام الناس عند الله -تعالى- في الآخرة أربعة
للشيخ عبد العزيز الراجحي حفظه الله

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد ،،
أقسام الناس عند الله -تعالى- في الآخرة أربعة: السابق بالخيرات ..
والمقتصد ..
والظالم لنفسه ..
والكافر.

فالثلاثة الأولى كلهم من أهل الإيمان وهم الذين أورثهم الله الكتاب وهم الذين اصطفاهم الله من عباده في الجملة كما قال -تعالى-: في سورة فاطر: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ } ، وذكر الله القسمين الأولين – السابقين والمقتصدين – في أول سورة الواقعة وفي آخرها، وجعل منهم قسما ثالثا وهم الكفار، فقال -تعالى-: {وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً }أي أصنافا ثلاثة، {فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ}

وقال في آخر السورة: {فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ } نسأل الله العافية:

فالقسم الأول: السابقون بالخيرات، وهم المقربون، وهم أهل الإحسان، وهم أعلى الأصناف منزلة عند الله، وهم الذين أدوا الفرائض وانتهوا عن المحرمات، وكان لهم نشاط في فعل المستحبات والمندوبات ونوافل العبادات، وتركوا مع المحارم المكروهات والمشتبهات من المباحات خشية الوقوع في المحرمات.

القسم الثاني: المقتصدون وهم أصحاب اليمين أصحاب الميمنة وهم الأبرار، وهم الذين أدوا الفرائض وانتهوا عن المحارم ووقفوا عند حدود الله، واستقاموا على دين الله، لكن لم يكن لهم نشاط في فعل المستحبات والمندوبات ونوافل العبادة كالسابقين، وقد يفعلون بعض المكروهات، ويتوسعون في بعض المباحات، فهذان القسمان من أهل الجنة ويدخلون من أول الأمر ولا يدخلون النار.

القسم الثالث: الظالمون لأنفسهم، وهم المؤمنون الذين تركوا بعض الواجبات أو فعلوا بعض المحرمات، فهؤلاء مؤمنون وهم من أهل الجنة في المآل، وهم على خطر من دخولهم النار بسبب ظلمهم لأنفسهم بالمعاصي، وهم تحت مشيئة الله، داخلون في قوله -تعالى-:
{وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}

فقد يعفو عنهم فيدخلون الجنة من أول وهلة، وقد يعذبون بالنار ثم يخرجون منها إلى الجنة بشفاعة الشافعين أو برحمة أرحم الراحمين.

القسم الرابع: أصحاب المشأمة، وهم أصحاب الشمال، وهم المكذبون الضالون، وهم الكفار على اختلاف أصنافهم، من يهود ونصارى ومجوس ومنافقين ومشركين ووثنيين، وهؤلاء يدخلون النار ويخلدون فيها أبد الآباد، نسأل الله السلامة والعافية.

المرجع : (فوائد في العقيدة 36 )





مشاء الله الموضوع رائع وقيم

شكرا لكم




التصنيفات
الشعر والنثر

رضا الناس غاية لا تدرك

ضَحِكْتُ فقالوا ألا تحتشم*****بَكَيْتُ فقالوا ألا تبتســـــم!!

بسمتُ فقالوا يُرائي بهــا*****عبستُ فقالوا بدا ما كتــم!!

صمتُّ فقالوا كليل اللسان*****نطقتُ فقالوا كثير الكَــــلِم!!

حَلِمتُ فقالوا صنيع الجبان*****ولو كان مقتدراً لانتقــــــم!!

بسلتُ فقالوا لطيشٍ بـــــه*****وما كان مجترئاً لو حــكم!!

يقولون شذ إذا قلــتُ لا*****وإمَّعةً حين وافقتهــــــم!!

فأيقنت أني مهمـــــا أردت*****رضا الناس لابد من أن أذم!!





فعلاً رضا الناس غاية لا تدرك

يقال من راقب الناس مات همّاً..
و من حرص على رضا الناس مات هماً أيضاً

جزاك الله خيرا




لابد من أن أذم!!
لا بد من مقالة ذم ولو كنت في كهف على جبل وعر




التصنيفات
اسلاميات عامة

أقسام الناس في تحقيق إياك نعبد

أقسام الناس في تحقيق إياك نعبد



للإمام ابن قيّم الجوزية رحمه الله

لا يكون العبد متحققا بـ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ﴾إلا بأصلين عظيمين :

أحدهما : متابعة الرسول.

والثاني : الإخلاص للمعبود. فهذا تحقيق إياك نعبد.

والناس منقسمون بحسب هذين الأصلين أيضاً إلى أربعة أقسام :

أحدها : أهل الإخلاص للمعبود والمتابعة؛

وهم أهل إياك نعبد حقيقة، فأعمالهم كلها لله، وأقوالهم لله، وعطاؤهم لله، ومنعهم لله، وحبهم لله، وبغضهم لله، فمعاملتهم ظاهرا وباطنا لوجه الله وحده، لا يريدون بذلك من الناس جزاء ولا شكورا، ولا ابتغاء الجاه عندهم، ولا طلب المحمدة والمنزلة في قلوبهم، ولا هرباً من ذمهم، بل قد عدّوا الناس بمنزلة أصحاب القبور؛ لا يملكون لهم ضراً ولا نفعاً ولا موتاً ولا حياةً ولا نشوراً، فالعمل لأجل الناس وابتغاء الجاه والمنزلة عندهم ورجائهم للضر والنفع منهم لا يكون من عارف بهم ألبتة، بل من جاهل بشأنهم وجاهل بربه، فمن عرف الناس أنزلهم منازلهم، ومن عرف الله أخلص له أعماله وأقواله وعطاءه ومنعه وحبه وبغضه، ولا يعامل أحدٌ الخلق دون الله إلا لجهله بالله وجهله بالخلق، وإلا فإذا عرف الله وعرف الناس آثر معاملة الله على معاملتهم.

وكذلك أعمالهم كلها وعبادتهم موافقة لأمر الله، ولما يحبه ويرضاه، وهذا هو العمل الذي لا يقبل الله من عامل سواه، وهو الذي بلى عباده بالموت والحياة لأجله قال الله تعالى: ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾ وجعل ما على الأرض زينة لها ليختبرهم أيهم أحسن عملا.

قال الفضيل بن عياض: «العمل الحسن هو أخلصه وأصوبه».

قالوا: يا أبا علي ما أخلصه وأصوبه؟

قال: «إن العمل:

إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يقبل،

وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يقبل،

حتى يكون خالصاً صواباً؛

والخالص: ما كان لله،

والصواب: ما كان على السنة».

وهذا هو المذكور في قوله تعالى: ﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾، وفي قوله: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ﴾ فلا يقبل الله من العمل إلا ما كان خالصا لوجهه على متابعة أمره، وما عدا ذلك فهو مردود على عامله يرد عليه أحوج ما هو إليه هباء منثوراً. وفي الصحيح من حديث عائشة عن النبي – صلى الله عليه وسلم – : «منْ عَمِلَ عملاً ليس عليه أمرُنا، فَهو ردٌّ» وكل عمل بلا اقتداء فإنه لا يزيد عامله من الله إلا بعداً؛ فإن الله تعالى إنما يُعبد بأمره لا بالآراء والأهواء.

الضرب الثاني : من لا إخلاص له ولا متابعة، فليس عمله موافقا لشرع، وليس هو خالصا للمعبود.

كأعمال المتزينين للناس، المرائين لهم بما لم يشرعه الله ورسوله، وهؤلاء شرار الخلق وأمقتهم إلى الله عز و جل، ولهم أوفر نصيب من قوله: ﴿لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ يفرحون بما أُتوا من البدعة والضلالة والشرك، ويحبون أن يُحمدوا بإتباع السنة والإخلاص.

وهذا الضرب يكثر فيمن انحرف من المنتسبين إلى العلم والفقر والعبادة عن الصراط المستقيم، فإنهم يرتكبون البدع والضلالات والرياء والسمعة ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوه من الإتباع والإخلاص والعلم فهم أهل الغضب والضلال.

الضرب الثالث : من هو مخلص في أعماله لكنها على غير متابعة الأمر:

كجهال العبُّاد، والمنتسبين إلى طريق الزهد والفقر، وكل من عبد الله بغير أمره واعتقد عبادته هذه قربة إلى الله، فهذا حاله؛ كمن يظن أن سماع المكاء والتصدية [المُكَاء: الصفير، والتصدية: التصفيق]قربة، وأن الخلوة التي يترك فيها الجمعة والجماعة قربة، وأن مواصلة صوم النهار بالليل قربة، وأن صيام يوم فطر الناس كلهم قربة، وأمثال ذلك.

الضرب الرابع : من أعماله على متابعة الأمر لكنها لغير الله.

كطاعة المرائين، وكالرجل يقاتل رياء وحمية وشجاعة، ويحج ليقال، ويقرأ القرآن ليقال، فهؤلاء أعمالهم ظاهرها أعمال صالحة مأمور بها لكنها غير صالحة، فلا تقبل ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾.

فكل أحد لم يؤمر إلا بعبادة الله بما أمر، والإخلاص له في العبادة، وهم أهل إياك نعبد وإياك نستعين.

من كتاب مدارج السالكين بين إياك نعبد وإياك نستعين ( 1 / )
منقول




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على هذا النقل المبارك
لقد قسم الشيخ رحمه الله أقسام الناس في هذا الباب تقسيما بديعا لم يسبقه إليه أحد وفصل تفصيلا نفيسا في حق العبودية الى أن قال : (فاعلم أن سر العبودية وغايتها وحكمتها إنما يطلع عليها من عرف صفات الرب عز وجل ولم يعطلها وعرف معنى الإلهية وحقيقتها ومعنى كونه إلها بل هو الإله الحق وكل إله سواه فباطل بل أبطل الباطل وأن حقيقة الإلهية لا تنبغي إلا له وأن العبادة موجب إلهيته وأثرها ومقتضاها وارتباطها بها كإرتباط متعلق الصفات بالصفات وكإرتباط المعلوم بالعلم والمقدور بالقدرة والأصوات بالسمع والإحسان بالرحمة والعطاء بالجود.)

ثم قال كذلك في نفس الباب
وبنى {إِيَّاكَ نَعْبُد} على أربع قواعد: التحقق بما يحبه الله ورسوله ويرضاه من قول اللسان والقلب وعمل القلب الجوارح.
فالعبودية: اسم جامع لهذه المراتب الأربع فأصحاب
{إِيَّاكَ نَعْبُد} حقا هم أصحابها.
فقول القلب: هو اعتقاد ما أخبر الله سبحانه به عن نفسه وعن أسمائه وصفاته وأفعاله وملائكته ولقائه على لسان رسله.

وقول اللسان: الإخبار عنه بذلك والدعوة إليه والذب عنه وتبيين بطلان البدع المخالفة له والقيام بذكره وتبليغ أوامره.
وعمل القلب: كالمحبة له والتوكل عليه والإنابة إليه والخوف منه والرجاء له وإخلاص الدين له والصبر على أوامره وعن نواهيه وعلى أقداره والرضى به وعنه والموالاة فيه والمعاداة فيه والذل له والخضوع والإخبات إليه والطمأنينة به وغير ذلك من أعمال القلوب التي فرضها أفرض من أعمال الجوارح ومستحبها أحب إلى الله من مستحبها وعمل الجوارح بدونها إما عديم المنفعة أو قليل المنفعة.
وأعمال الجوارح: كالصلاة والجهاد ونقل الأقدام إلى الجمعة والجماعات ومساعدة العاجز والإحسان إلى الخلق ونحو ذلك.
ف
{إِيَّاكَ نَعْبُد} التزام لأحكام هذه الأربعة وإقرار بها و {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} طلب للإعانة عليها والتوفيق لها و {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} متضمن للتعريف بالأمرين على التفصيل وإلهام القيام بهما وسلوك طريق السالكين إلى الله بها.

نسال الله أن يجعل أعمالنا خالصتا لوجهه وأن تكون على سنة نبييه صلى الله عليه وسلم وأن ييسر لنا بذلك طريقا إلى الجنة




بارك الله فيك أخي أبو سليمان على الاضافة الرائقة.




بارك لله فيكما على الطرح

سلمت أناملكم




اللهم اهدهم واهدينا شكرا لك ننتضر جديدك




جزاك الله كل خير




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




التصنيفات
الشعر والنثر

رضا الناس غاية لا تدرك

السلام عليكم اخواني اعضاء المنتدى اريد ان اقدم لكم قصسدة مغزاها ان ارضاء الناس غاية لا تدرك و هي كالتالي "ضحكت فقالوا الا تحتشم…………..بكيت فقالوا الا تبتسم بسمت فقالو يراءي بها ………………عبست فقالوا بدا ما كتم صمت فقالوا كليل اللسان … نطقت فقالوا كثير الكلم حلمت فقالوا صنيع الجبان … ولو كان مقتدراً لانتقم
بسلت فقالوا لطيش به … وما كان مجترئاً لو حكم

يقولون شذ إذا قلت لا … وإمعة حين وافقتهم

فأيقنت أني مهما أرد … رضا الناس لابد من أن أذم اتمنى ان تنال اعجابكم و ان تستفيدوا منها -اريد ردودا من فضلكم:educ40_smilies_3:




موضوع رائع
ينقل للقسم المناسب




تعليمية