التصنيفات
المواسم الإسلامية وفضائل الأيام والشهور

صلاة الرجال والنساء مختلطين في المسجد الحرام – ما حكم صلاة الرجال والنساء مختلطين في

– ما حكم صلاة الرجال والنساء مختلطين في المسجد الحرام وما حكم السترة فيه؟. ( 00:38:16 )

السائل: ما حكم الصلاه في المسجد الحرام مع التصاق الرجال والنساء وحكم السترة فيه ؟.

الشيخ: لا شك أن هذه من الأمور التي يتساهل فيها بعض الناس، سواء كانوا رجالا أو نساء والغالب أن الخطأ من النساء وليس من الرجال لأنهن يتقدمن ويختلطن مع الرجال، ومن المعلوم أن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – كان يقول: «خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها»؛ ففي هذا الحديث حض النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – النساء على أن يتأخرنَّ عن الرجال مهما وسعهم الأمر واتسعت بهن أرض المسجد. فإذا ما تعدت النساء صفوفهن وتقدمن إلى صفوف الرجال وكما قيل قديماً -اختلط الحابل بالنابل- حينئذ فالمسئولية إنما تقع على المعتدي فإذا كان المعتدي إنما هي المرأة كما هو الغالب، فالإثم عليها وإذا كان المعتدي هو الرجل؛ بمعنى هو الذي خالط صف النساء أو صفوفهن فيكون الإثم عليه.
أما الصلاة ففي كل من الحالتين أي سواء كان المعتدي المرأة أو الرجل فالصلاة صحيحة؛ لأنه لا يوجد في السنة فضلاً عن الكتاب، بل ولا في الآثار السلفية التي نستنير بها في فهم الكتاب والسنة -كما نذكر دائماً أبداً- لا يوجد في شيء من ذلك ما يدل على بطلان صلاة من حاذ المرأة أو من حاذتة المرأة، لا شيء من ذلك سوى مخالفة نظام تسوية الصفوف؛ هذا النظام الذي سمعتموه آنفاً في حديث: «خير صفوف الرجال أولها؛ وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها؛ وشرها أولها»، هذه المخالفة تستلزم الإثم والمعصية ولا تستلزم بطلان الصلاة، لأن البطلان حكم مستقل لابد له من دليل خاص، وهذا فيما علمنا مما لا وجود له نقول هذا ذاكرين أن هناك في بعض المذاهب المعروفة اليوم من مذاهب أهل السنة أن المرأة إذا وقفت حتى لو كانت هي المعتدية لو حاذت الرجل بطلت صلاة الرجل!، لكن هذا إنما هو الرأي ولا دليل عليه في الشرع فحسبنا إذن أن نذكر الرجال والنساء معاً ألا يقعن في الإثم وفي مخالفة حديث الرسول – عليه السلام – وبخاصة وهم جميعاً قد خرجوا للحج إلى بيت الله الحرام هذا الحج الذي لا يستفيد منه إلا من التزم أحكام الشرع كما قال تعالى في القرآن الكريم: ﴿ الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ﴾[البقرة : 197]، وقال عليه الصلاة والسلام بياناً لمن إلتزم هذا النهج القرآني فلا رفث، ولا فسوق، ولا جدال في الحج، قال – عليه الصلاة والسلام مبينا فضيلة هذا الذي التزم هذا النهج بقوله – صلى الله عليه وآله وسلم -: «من حج فلم يرفث، ولم يفسق، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه»؛ فالمقصود من كل الحجاج رجالا ونساءً، كبارا وصغارا، إذا قصدوا الحج أن يكون غايتهم من وراء ذلك أن يعودوا إلى بلادهم كما ولدتهم أمهاتهم؛ أتقياء أنقياء من كل الذنوب والآثام، لا أن يعود أحدهم إلى بلده مفتخراً بأنه حج إلى بيت الله الحرام، واكتسب لقب الحاج فصار الناس ينادونه بالحاج فلان.

إن من يبتغي الحصول بسبب الحج على هذا اللقب فهذا يخشى عليه أن يعود من حجته بخفي حنين أو كما قال ذلك الأعرابى لزميله يوم رجع من حجته وما حججتَ ولكن حجتِ الإبل، فالمقصود من الحج أن يعود المسلم تقيا نقيا كما ذكرنا وليس متشرفا بلقب الحاج فهذا مما يبطل العمل لأن الله – عز وجل – يقول: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ﴾[البينة : 5].

السائل: بالنسبة للسترة في المسجد الحرام.

الشيخ: بقي السترة، أما السترة فقضية السترة أصبحت في اليوم نسياً منسياً في بلاد الإسلام كلها إلا القليل جداً منها أما في المسجد الحرام فقد كُسيت ثوبا لا يليق بها؛ لأن هذا الثوب قضى على شرعيتها لقد جاءت عن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – أحاديث عدة فيها الأمر باتخاذ المصلي السترة في أي مكان كان على الإطلاق، سواء كان في الصحراء؛ أو كان في البنيان أو كان في مسجد أو في مسجد جامع ولو كان المسجد الحرام، فقد جاءت أولاً الأحاديث مطلقة أو عامة يقول -عليه الصلاة والسلام- في بعضها: «إذا صلى أحدكم فليصلِّ إلى سترة لا يقطع الشيطان عليه صلاته»، آنفاً حينما خرجت من خيمتي إلى الصلاة رأيت بعضهم يصلي لا إلى سترة، والسترة هي أي عمود بل لو كان هناك شخص جالس فيمكن للمصلي أن يتخذه سترة يصلي إلى هذا الشخص، فقوله – عليه السلام -: « إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة »، لماذا؟، يأتي الجواب مباشرة خشية أن يقطع الشيطان عليه صلاته, لا يقطع الشيطان عليه صلاته أي خشية أن يقطع الشيطان عليه صلاته، ومعنى هذا أن هناك وسائل شرعية لا يمكن للعقل البشري أن يدرك تأثيرها, هذه الوسائل تحول بين المصلي وبين أن يتعرض الشيطان للإخلال بصلاته على الأقل أو لإبطالها من أصلها، فنحن نسمع رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – يقول في هذا الحديث آمراً لكل مصلٍّ أن يصلي إلى سترة، وهنا أدب آخر جاء بيانه في رواية أخرى فينبغي التنبه لها ألا وهو قوله – صلى الله عليه وآله وسلم -: « إذا صلى أحدكم فليدن من سترته »، الحديث الأول أو الرواية الأولى كانت فليصلِّ إلى سترة, لكن قد يسأل الإنسان إذا صليت أنا هنا والسترة هناك فهل هذه سترة؟، الجواب في الرواية الثانية :« إذا صلى أحدكم فليدن من سترته »، فلابد أن يكون قريباً منها؛ وهذا القرب جاء بيانه أيضاً في السنة، وهكذا السنة يكمل بعضها بعضا، فهل يقترب المصلي من السترة بحيث أنه يكاد أن يمس برأسه السترة التي بين يديه أم لابد أن يكون بين رأسه وبين سترته فسحة وفراغ؟, الجواب: نعم؛ لابد أن يكون بين موضع سجود المصلي وبين السترة ممر شاة, جاء في الحديث: "أن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – كان بين مصلاه؛ -أي: موضع سجوده- وبين السترة ممر شاة", فإذاً لا يبتعد عنها ولا يدن منها بحيث يكاد ينطحه برأسه؛ لا .. وإنما يجعل بينه وبينها ممر شاه تقريباً شبراً أو قريباً من شبر.
إن من أهمية هذه السترة كما سيظهر لكم تظهر هذه الأهمية في المسجد الحرام لكثرة ابتلاء المصلين بالمارة بين أيديهم وبخاصة مرور النساء فقد قال عليه الصلاة والسلام: « يقطع صلاة أحدكم إذا لم يكن بين يديه مثل مؤخرة الرحل : المرأة والحمار والكلب الأسود »، فإذاً للسترة هذه وظيفتان الوظيفة الأولى عامة، وهي أنها تحول بين الشيطان وبين أن يعرض صلاة هذا المصلي وراء السترة لشيء من النقصان .
والأهمية الأخرى هي أن هذه السترة تحول بين المصلي وبين بطلان صلاته إذا مر بين يديه واحد من الأمور الثلاثة المرأة أو الحمار أوالكلب الأسود؛ أما إذا كان يصلي إلى سترة فلا يضره بعد ذلك ما مر بين يديه سواء كان جنسا من هذه الأجناس الثلاثة أو كان شيئا آخر أما الذي يصلي إلى لا سترة ولو في المسجد الحرام فصلاته معرضة للنقصان أو للبطلان على حسب الجنس الذي يمر بين يدى المصلي.
هذا ما ينبغي أن نذكره بمناسبة السترة وأنها واجبة في كل مسجد حتى المسجد الحرام، ولذلك كان بعض السلف إذا صلى في المسجد الحرام وضع بين يديه سترة ومنهم عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كما كنت ذكرت ذلك ونحوه في كتابي تحذير الساجد من إتخاذ القبور مساجد . نعم .

من مادة الشريط 385 مفرغة للعلامة الألباني -رحمه الله-


من هنا المصدر




شكرا وبارك الله فيك
جزاك الله خير الجزاء




تعليمية




التصنيفات
بلدان ومدن

صور عن المسجد الاقصى

تحية طالسلااااام

تعليمية تعليمية
هذه صور بالشرح للمسجد الاقصى الذي لطخته ايادي اليهود اللعينة فعبثو به أيما عبث و ندع الصور تنطق بماساة ثالث الحرمين الشريفين… والملف عبارة عن ملف بور بونت ميكروسوفت
تعليمية تعليمية


الملفات المرفقة
نوع الملف: rar mesjed el akssa.rar‏ (4.25 ميجابايت, المشاهدات 46)


شكرا و بارك الله فيك


الملفات المرفقة
نوع الملف: rar mesjed el akssa.rar‏ (4.25 ميجابايت, المشاهدات 46)


التصنيفات
منتدى القدس عاصمة فلسطين

هل تعلم ماهي خصائص المسجد الأقصى ؟؟

هل تعــلم ما هي خصـــائص المسجـــ الأقصى ـد
بقلم: الشيخ حجازي إبراهيم

المسجد الأقصى، هو معهد الأنبياء ومتعهد الأولياء، وثاني البيت الحرام في البناء، وأولى القبلتيْن حال الابتداء، ومن صخرته المقدسة المعراج؛ حيث عُرِجَ بخاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام من حضرة القدس، وبسط له بساط الأنس، ودنا من ربه مقامًا لم يبلغه الخليل ولا الكليم، ولا وصل إليه ملك مقرب، ولا نبي كريم، وقد أمَّ في ذلك المسجد بالنبيين، وصعد منه إلى أعلى عليين، وإلى صفيح تلك البقعة المحشر، ومنها يوم القيامة المنشر.

وللمسجد الأقصى خصائص تميَّز بها، وصفاتٌ تفرَّد بها، وسوف أتناول في هذا المطلب بعضها بالبيان والتفصيل:

الخاصية الأولى: مضاعفة الصلاة فيه

الصلاة في المسجد الأقصى تتضاعف، وثوابها يتعاظم عن غيره من المساجد إلا المسجد الحرام والمسجد النبوي؛ فالصلاة فيهما أكثر مضاعفةً منه كما سبق أن بيَّنا ذلك فيما يتعلق بالمسجد الحرام، وسوف أتعرَّض لذلك أيضًا في المسجد النبوي، وقد اختلفت الأحاديث في مقدارها:

الشيخ حجازي إبراهيم

الأول: خمسمائة.. فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الصَّلاةُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ بِمِائَةِ أَلْفِ صَلاةٍ، وَالصَّلاةُ فِي مَسْجِدِي بِأَلْفِ صَلاةٍ، وَالصَّلاةُ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ بِخَمْسِمِائَةِ صَلاةٍ" (1).

الثاني: ألف صلاة.. عَنْ مَيْمُونَةَ مَوْلاَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ، أَفْتِنَا فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ. قَالَ: "أَرْضُ الْمَحْشَرِ وَالْمَنْشَرِ(2). ائْتُوهُ فَصَلُّوا فِيهِ؛ فَإِنَّ صَلاَةً فِيهِ كَأَلْفِ صَلاَةٍ فِي غَيْرِهِ". قُلْتُ: أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أَتَحَمَّلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: "فَتُهْدِي لَهُ زَيْتًا يُسْرَجُ فِيهِ؛ فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَهُوَ كَمَنْ أَتَاهُ"(3).

الثالث: خمسون ألفًا، عَن أَنَس بْن مَالِك رضي الله عنه قال: قال رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم: "صَلاَةُ الرَّجُلِ فِي بَيْتِهِ بِصَلاَةٍ، وَصَلاَتُهُ فِي مَسْجِدِ الْقَبَائِلِ بِخَمْسٍ وَعِشْرِينَ صَلاَةً، وَصَلاَتُهُ فِي الْمَسْجِدِ الَّذِي يُجَمَّعُ فِيهِ بِخَمْسِمِائَةِ صَلاَةٍ، وَصَلاَةٌ فِي الْمَسْجِدِ الأَقْصَى بِخَمْسِينَ أَلْفِ صَلاَةٍ، وَصَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي بِخَمْسِينَ أَلْفِ صَلاَةٍ، وَصَلاَةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ بِمِائَةِ أَلْفِ صَلاَةٍ"(4).

الرابع: مائتان وخمسون؛ فعن أبي ذر رضي الله عنه قال: تذاكرنا ونحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما أفضل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أو بيت المقدس؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صَلاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَرْبَعِ صَلَوَاتٍ فِيهِ، وَلَنِعْمَ الْمُصَلَّى هُوَ أَرْضُ الْمَحْشَرِ وَالْمَنْشَرِ، وَلَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ وَلَقَيْدُ سَوْطٍ- أَوْ قَالَ- قَوْسُ الرَّجُلِ؛ حَيْثُ يُرَى مِنْهُ بَيْتُ الْمَقْدِسِ خَيْرٌ لَهُ أَوْ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ الدُّنْيَا جَمِيعًا"(5).

فدلَّ ذلك على أن الصلاة في بيت المقدس بمائتين وخمسين صلاة.

والقول الأول هو الراجح؛ لأنه ثبت بحديث حسن، ولأنه المتفق مع الروايات الأخرى الصحيحة الواردة في المسجد الحرام والمسجد النبوي. وإن كان ذلك لا يمنع الأقوال الأخرى لا سيما وأنه يمكن الجمع بين الروايات المتعددة في قدر التضاعف في الصلاة في المسجد الأقصى بأحد هذه الأوجه:

أحدها: أنه لا منافاة بينها فذكر القليل لا ينفي الكثير ومفهوم العدد باطل عند جمهور الأصوليين.

الثاني: أن يكون أخبر أولاً بالقليل، ثم أعلمه الله تعالى بزيادة الفضل فأخبر به.

الثالث: أنه يختلف باختلاف أحوال المصلين والصلاة (6).

وإلى الوجه الأول مال ابن حبان في صحيحه، وذلك في ترجمته للأحاديث التي وردت بخصوص مضاعفة الصلاة في هذه المساجد؛ فقال: ذكر تضعيف صلاة المصلي في مسجد المدينة على غيره من المساجد، ثم أتبع ذلك بترجمته: ذكر فضل الصلاة في مسجد المدينة على غيره من المساجد بمائة صلاة خلا المسجد الحرام، ترجم بعد ذلك بقوله: ذكر البيان بأن هذا الفضل بهذا العدد لم يرد به صلى الله عليه وسلم نفيًا عما وراء هذا العدد المذكور(7).

الخاصية الثانية: استحباب شد المطي إليه

فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إِلَى ثَلاثَةِ مَسَاجِدَ: الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم، وَمَسْجِدِ الأَقْصَى"(8).

الخاصية الثالثة: اختصاصه بالإسراء والمعراج وصلاة النبي صلى الله عليه وسلم فيه:
قال الله تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1)﴾ (الإسراء).

وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ- وَهُوَ دَابّةٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ فَوْقَ الْحِمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ. يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَىَ طَرْفِهِ- قَالَ: فَرَكِبْتُهُ حَتّى أَتَيْتُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ. قَالَ: فَرَبَطْتُهُ بِالْحَلْقَةِ الّتِي يَرْبِطُ بِهِ الأَنْبِيَاءُ. ثُمّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ؛ فَصَلّيْتُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ. ثُمّ خَرَجْتُ…"(9).

الخاصية الرابعة: اختصاصه بالبركة من حوله

قال الله تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1)﴾ (الإسراء).

﴿لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا﴾ قال الطبري: الذي جعلنا حوله البركة لسكانه في معايشهم وأقواتهم وحروثهم وغرسهم(10).

وقال السدي: أنبتنا حوله الشجر(11).

"وقيل: بالثمار وبمجاري الأنهار.

وقيل: بمن دفن حوله من الأنبياء والصالحين؛ وبهذا جعله مقدسًا"(12).

وقال الإمام البيضاوي: ﴿بَارَكْنَا حَوْلَهُ﴾ ببركات الدين والدنيا؛ لأنه مهبط الوحي ومتعبد الأنبياء من لدن موسى عليه السلام، ومحفوف بالأنهار والأشجار(13).

وهذا هو أرجح الأقوال وأولاها بالقبول، لأنه يجمع بين الأقوال، والجمع أولى من الترجيح لأنه لا منافاة ولا تعارض، والنص يحتملها.

الخاصية الخامسة: يستحب ختم القرآن به
عن أبي مجلز قال: كانوا يستحبون لمن أتى المساجد الثلاثة أن يختم بها القرآن قبل أن يخرج: المسجد الحرام ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم، ومسجد بيت المقدس. وكان سفيان الثوري يختم به القرآن(14).

الخاصية السادسة: استحباب المجاورة به

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من مات في بيت المقدس فكأنما مات في السماء"(15).

وفي مجيء الخلاف السابق في المجاورة بمكة والمدينة نظر، عن مكحول قال: كان عبادة بن الصامت، وشداد بن أوس يسكنان بيت المقدس. وأن عبادة مات بالرملة. وقيل: إنه مات ببيت المقدس ودفن به(16).

وروي أن شدادًا نزل فلسطين وله عقب، وأن الرجفة التي كانت بالشام سنة ثلاثين ومائة كان أشدها ببيت المقدس، وأنه منزل شداد وقع على من فيه وسلم محمد أحد أحفاده، وقد ذهبت رجله تحت الردم (17).

الخاصية السابعة: استحباب الإحرام بالحج والعمرة منه

فعن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، يقول:"مَنْ أَهَلَّ بِحَجَّةٍ أَوْ عُمْرَةٍ مِنَ الْمَسْجِدِ الأَقْصَى إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ". أَوْ "وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ". شَكَّ عَبْدُ اللهِ أَيَّتَهُمَا قَالَ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: يَرْحَمُ اللهُ وَكِيعًا! أَحْرَمَ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ يَعْنِى إِلَى مَكَّةَ(18)، وعن أم حكيم ابنة أمية بن الأخنس أنها حين سمِعتْ الحديث، ركِبَتْ إلى بيت المقدس، حتى أَهَلَّت بعمرة(19). وأحرم جماعة من السلف منه، كابن عمر ومعاذ وكعب الأحبار وغيرهم.

وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه أحرم بعمرة، ثم قال: "لوددت أني جئت بيت المقدس"(20).

وهذا كله يدل على استحباب الإحرام بالحج والعمرة من بيت المقدس.

الخاصية الثامنة: يستحب لمن لم يقدر على زيارته أن يهدي له زيْتًا

عَنْ مَيْمُونَةَ مَوْلاَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ، أَفْتِنَا فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ. قَالَ: "أَرْضُ الْمَحْشَرِ(21) وَالْمَنْشَرِ(22) ائْتُوهُ فَصَلُّوا فِيهِ؛ فَإِنَّ صَلاَةً فِيهِ كَأَلْفِ صَلاَةٍ فِي غَيْرِهِ". قُلْتُ: أَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أَتَحَمَّلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: "فَتُهْدِي لَهُ زَيْتًا يُسْرَجُ فِيهِ؛ فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَهُوَ كَمَنْ أَتَاهُ" (23). وفي رواية أنها قالت: فكيف والروم إذ ذاك فيه؟ قال: "فإن لم تستطيعوا فلتبعثوا بزيت يسرج في قناديله"(24).

الخاصية التاسعة: إن الدجال لا يدخل بيت المقدس

عن سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم وذكر الدجال فقال: "وَإِنَّهُ سَيَظْهَرُ أَوْ قَالَ سَوْفَ يَظْهَرُ عَلَى الأَرْضِ كُلِّهَا إِلاَّ الْحَرَمَ وَبَيْتَ الْمَقْدِسِ، وَإِنَّهُ يَحْصُرُ الْمُؤْمِنِينَ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ؛ فَيُزَلْزَلُونَ زِلْزَالاً شَدِيدًا، ثُمَّ يُهْلِكُهُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَجُنُودَهُ حَتَّى إِنَّ جِذْمَ الْحَائِطِ"، أَوْ قَالَ: "أَصْلَ الْحَائِطِ". وَقَالَ حَسَنٌ الأَشْيَبُ- من رواة الحديث-: وَأَصْلَ الشَّجَرَةِ- لَيُنَادِي، أَوْ قَالَ: "يَقُولُ: يَا مُؤْمِنُ" أَوْ قَالَ: "يَا مُسْلِمُ هَذَا يَهُودِيٌّ" أَوْ قَالَ: "هَذَا كَافِرٌ تَعَالَ فَاقْتُلْهُ" (25).

وعن جنادة بن أبي أمية أنه قال: أَتَيْنَا رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ؛ فَقُلْنَا: حَدِّثْنَا مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلاَ تُحَدِّثْنَا مَا سَمِعْتَ مِنَ النَّاسِ؛ فَشَدَّدْنَا عَلَيْهِ؛ فَقَالَ: قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِينَا فَقَالَ: "أَنْذَرْتُكُمُ الْمَسِيحَ وَهُوَ مَمْسُوحُ الْعَيْنِ"-قَالَ: أَحْسَبُهُ قَالَ:- الْيُسْرَى يَسِيرُ مَعَهُ جِبَالُ الْخُبْزِ وَأَنْهَارُ الْمَاءِ، عَلاَمَتُهُ يَمْكُثُ فِي الأَرْضِ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا يَبْلُغُ سُلْطَانُهُ كُلَّ مَنْهَلٍ لاَ يَأْتِي أَرْبَعَةَ مَسَاجِدَ: الْكَعْبَةَ، وَمَسْجِدَ الرَّسُولِ، والْمَسْجِدَ الأَقْصَى، وَالطُّورَ، وَمَهْمَا كَانَ مِنْ ذَلِكَ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيْسَ بِأَعْوَرَ"- وَقَالَ ابْنُ عَوْنٍ: وَأَحْسَبُهُ قَدْ قَالَ:- "يُسَلَّطُ عَلَى رَجُلٍ فَيَقْتُلُهُ، ثُمَّ يُحْيِيهِ، وَلاَ يُسَلَّطُ عَلَى غَيْرِهِ" (26).

الخاصية العاشرة: الأمن من فتنة القبر
روي أنه من دفن في بيت المقدس وُقِيَ فتنة القبر وسؤال الملكين ومن دفن في بيت المقدس في زيتون الملة (يعني بإيلياء) فكأنما دفن في السماء الدنيا.

وقال كعب الأحبار: من دفن في بيت المقدس فقد جاز الصراط.

الخاصية الحادية عشرة: المسجد الأقصى أرض المحشر

عَنْ مَيْمُونَةَ مَوْلاَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَتْ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ، أَفْتِنَا فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ. قَالَ: "أَرْضُ الْمَحْشَرِ وَالْمَنْشَرِ. ائْتُوهُ فَصَلُّوا فِيهِ…"(27).

وعن قتادة رضي الله عنه في قوله تعالى: ﴿وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ (71)﴾ (الأنبياء). قال: كانا بأرض العراق، فأنجيا إلى أرض الشام. وكان يقال: الشام عماد دار الهجرة، وما نقص من الأرض زيد في الشام، وما نقص من الشام زيد في فلسطين. وكان يقال: هي أرض المحشر والمنشر، وفيها ينزل عيسى ابن مريم عليه السلام، وبها يهلك الله شيخ الضلالة الدجال(28).

وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الشَّامُ أَرْضُ الْمَحْشَرِ، وَالْمَنْشَرِ"(29).

الخاصية الثانية عشرة: على أبواب المسجد الأقصى الأمة المتمسكة بالحق

وعن خُرَيْمِ بن فاتِك الأسَدِيّ قال: "أَهْلُ الشَّامِ سَوْطُ اللهِ فِي الأَرْضِ يَنْتَقِمُ بِهِمْ مِمَّنْ يَشَاءُ كَيْفَ يَشَاءُ وَحَرَامٌ عَلَى مُنَافِقِيهِمْ أَنْ يَظْهَرُوا عَلَى مُؤْمِنِيهِمْ، وَلَنْ يَمُوتُوا إِلاَّ هَمًّا أَوْ غَيْظًا أَوْ حُزْنًا"(30).

وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لاَ يَزَالُ أَهْلُ الْغَرْبِ ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ"(31).

قال علي بن المديني: المراد بأهل الغرب العرب، والمراد بالغرب الدلو الكبير لاختصاصهم بها غالبًا. وقال آخرون: المراد به الغرب من الأرض". وقال معاذ: هم بالشام، وجاء في حديث آخر هم ببيت المقدس. وقيل: هم أهل الشام وما وراء ذلك.

قال القاضي (32): وقيل: المراد بأهل الغرب أهل الشدة والجلد، وغرب كل شيء حده (33).

وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: كنا جلوسًا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فذكروا الشام ومن فيها من الروم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنكم ستغلبون على الشام وتصيبون على بحرها حصنًا يقال له: أنفة يبعث منه يوم القيامة سبعون ألف شهيد" (34). وعن أبي الدرداء، قال: قال صلى الله عليه وسلم: "أهل الشام وأزواجهم وذراريهم وعبيدهم وإماؤهم إلى منتهى الجزيرة مرابطون فمن نزل مدينةً من الشام فهو في رباط أو ثغرًا من الثغور فهو مجاهد" (35).

وعن نعيم بن حماد مرسلاً قال: "عقر دار الإسلام بالشام يسوق الله إليها صفوته من عباده لا ينزع إليها إلا مرحوم، لا يرغب عنها إلا مفتون، وعليها يمين من الله من أول يوم من الدهر إلى آخر يوم من الدهر بالظل والمطر، فإن أعجزهم المال لم يعجزهم الخبز والماء" (36).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لن تبرح هذه الأمة منصورة تقذف كل مقذفة منصورون أينما توجهوا لا يضرهم من خذلهم من الناس هم أهل الشام"(37)، وعنه مرفوعًا: "لا تَزَالُ عِصَابَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى أَبْوَابِ دِمَشْقَ وَمَا حَوْلَهُ، وَعَلَى أَبْوَابِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَمَا حَوْلَهُ، لا يَضُرُّهُمْ خُذْلانُ مَنْ خَذَلَهُمْ، ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ"(38).

———

1- الهيثمي، كشف الأستار عن زوائد البزار 1/212 (422) ب: الصلاة في المساجد الثلاثة. وقال الهيثمي، مجمع الزوائد، مرجع سابق 4/ 7: رجاله ثقات وفي بعضهم كلام وهو حديث حسن، وعزاه إلى الطبراني في الكبير، وحسنه الصنعاني في سبل السلام 2/ 440 من طريق ابن عبد البر عن البزار.

2- أرض المحشر والمنشر: أي يوم القيامة. والمراد أنه يكون الحشر إليه في قرب القيامة.

3- ابن ماجه، سنن ابن ماجه، 1/ 451 (1407) ك: إقامة الصلاة، ب: الصلاة في مسجد بيت المقدس. فِي الزوائِد: وإسناد طريق ابن ماجه صَحِيْح ورجاله ثقات، وابن حنبل، مسند أحمد، مرجع سابق 6/ 463 (2726)، والموصلي، مسند أبي يعلى، مرجع سابق 12/ 523 (7088). وقال الهيثمي، مجمع الزوائد، مرجع سابق 4/ 7: رواه أبو يعلى بتمامه والله أعلم ورجاله ثقات.

4- سنن ابن ماجه، 1/ 453 (1413) ك: إقامة الصلاة، ب: الصلاة في المسجد الجامع، ضعيف عن أنس. وشاهده الحديث السابق، عن ميمونة.

5- المستدرك، 4/ 509 وصححه ووافقه الذهبي، والطبراني، المعجم الأوسط، مرجع سابق 7/ 103 (6983). والبيهقي، شعب الإيمان، مرجع سابق 3/468 (4145)، وقال الهيثمي، مجمع الزوائد، مرجع سابق 4/ 7: رجاله رجال الصحيح.

6- صحيح مسلم بشرح النووي، 5/ 151.

7- الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان 3/ 73 (1621، 1622، 1623).

8- فتح الباري، 3/ 63 (1189) ك: فضل الصلاة، ب: فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة.

9- صحيح مسلم، 1/ 145 (162/ 259) ك: الإيمان، ب: الإِسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم.

10- الطبري، جامع البيان، مرجع سابق 8/ 17.

11- السيوطي، الدر المنثور، مرجع سابق 4/ 294.

12- القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، 10/ 139، بتصرف.

13- البيضاوي، تفسير البيضاوي، مرجع سابق 3431.

14- إعلام الساجد بأحكام المساجد، 288. أخرجه ابن أبي شيبة، المصنف، مرجع سابق 4/ 9.

15- كشف الأستار عن زوائد البزار، 1/ 384 (810) ك: الجنائز، ب: الموت ببيت المقدس، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، 2/ 319 قال: وفيه يوسف بن عطية البصري وهو ضعيف.

16- إعلام الساجد بأحكام المساجد، ص 288، 289. والحاكم، المستدرك، مرجع سابق 3/ 354 سير أعلام النبلاء، 2/ 5، مجمع الزوائد، 2/ 320 قال: رواه الطبراني عن شيخه ابن أبي مريم وهو ضعيف.

17- الذهبي، سير أعلام النبلاء، مرجع سابق 2/460- 466.

18- سنن أبي داود، 2/ 143 (1741) ك: المناسك، ب: المواقيت. المسند، 6/ 299 (26558). مسند أبي يعلى، 12/ 359 (6927) برجال وثقوا.

19- المسند، 6/ 299 (26558). مسند أبي يعلى، 12/ 441 (7009).

20- إتحاف الأخِصَّا بفضائل المسجد الأقصى، ص 151- 152. إعلام الساجد بأحكام المساجد، ص 289.

21- المحشر: يريد به الشَّام؛ لأنَّ بها يُحْشَر الناس لِيَوْم القيامة. ابن الأثير، النهاية، مرجع سابق 1/ 389.

22- والمنشر: أي موضع النشور، وهي الأرض المقدسة من الشام يحشر الموتى إليها يوم القيامة، وهي أرض المحشر. ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث، مرجع سابق 5/54. وانظر: الزركشي، إعلام الساجد بأحكام المساجد، مرجع سابق ص 289، 290.

23- سنن ابن ماجه، 1/451 (1407) ك: إقامة الصلاة، ب: الصلاة في مسجد بيت المقدس. مسند أبي يعلى، 12/ 523 (7088). مجمع الزوائد، 4/ 7 قال: رواه أبو يعلى بتمامه ورجاله ثقات.

24- إتحاف الأخِصَّا بفضائل المسجد الأقصى القسم الأول، ص 153.

25- مسند الإمام أحمد، 5/ 16 (20178) بلفظه. صحيح ابن خزيمة، 2/ 325 (1397). والطبراني، المعجم الكبير، 7/ 188 (6797،6799). مجمع الزوائد 7/ 341 وقال: رجال أحمد رجال الصحيح غير ثعلبة بن عباد وثقه ابن حبان.

26- مسند الإمام أحمد، 5/ 364 (23090)، مجمع الزوائد، 7/ 343، وقال: رجال أحمد رجال الصحيح.

27- سبق تخريجه في الصفحة السابقة.

28- الدر المنثور في التفسير بالمأثور، 4/ 589. وعزاه إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن عساكر.

29- الدر المنثور في التفسير بالمأثور، 3/ 210 وعزاه إلى ابن مردويه.

30- مسند الإمام أحمد، 3/ 499 (16065). الهيثمي، مجمع الزوائد، 10/ 60: رواه الطبراني وأحمد موقوفًا على خريم، ورجالهما ثقات.

31- صحيح مسلم، 3/ 1525 (1925/ 177) ك: الإمارة، ب: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق.

32- المراد القاضي عياض.

33- صحيح مسلم بشرح النووي 13/ 68.

34- مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، 10/ 62. وعزاه إلى الطبراني، وقال فيه من لم أعرفه.

35- مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، 10/ 60. وعزاه إلى الطبراني من رواية أرطاة بن المنذر عمن حدثه عن أبي الدرداء ولم يسمعه، وبقية رجاله ثقات.

36- المرجع السابق 10/ 364.

37- المرجع السابق 10/ 366.

38- المرجع السابق 10/ 60 وقال: رواه أبو يعلى ورجاله ثقات. أخرجه الموصلي، مسند أبي يعلى، مرجع سابق 11/ 302 (6417).
__________________




شكرا لك على الموضوع المميز والمعلومات المفيدة

لي عودة لتدقيق و الاستفادة اكثر حول هذا الموضوع




العفو شكراا على المرور الأخ عبدو بانتظار عودتك




شكرا لك رنومة على الموضوع و المعلومات القيمة و المفيدة تقبلي مروري و تحيتي.
تعليمية




مشكووووووووورة حبيبتي على المرور لك مني ارق و اعطر تحية




مشكورة رنين على الموضوع المميز




مشكوووووووووووووورة على مرورك………….




التصنيفات
منتدى القدس عاصمة فلسطين

هل تساءلت يوما عن سبب تسمية المسجد الأقصى بالأقصى؟


تعليمية

هل تساءلت يوما عن سبب تسمية المسجد الأقصى بالأقصى؟

هل تساءلت يوما عن سبب تسمية المسجد الأقصى بهذا الاسم ؟
هل حاولت أن تبحث عن الإجابة على سؤالك هذا ؟
هل تعلم لماذا سمي الجامع القبلي بهذا الاسم ؟
ولم سمي مسجد قبة الصخرة بهذا الاسم؟
تعليمية
تابع معنا المقال لنهايته

فاليوم بمشيئة الرحمن نطلعكم على السبب الذي بحث فيه العلماء لتتعرف على كل ما يخص المسجد الأقصى من مصطلحات لتتعلق به أكثر وتسبح بحمد الله على نعمة المسجد المبارك والأرض الطاهرة التي يقع بها

تعليمية
"وعن تسميته يقول الحق عز وعلا :
(سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله …) الإسراء اية1 .
ولقد اتخذ الله تبارك وتعالى اسما للمسجد ، أخذه من صفته وهي البعد عن المسجد الحرام ، والبعد مكانا عن انطلاقة الدعوة إلى الله تعالى آنذاك .
وقيل في تفسير الأقصى :
عدم وجود أماكن عبادة من بعده ، وقيل بعده عن القذائر والخبائث .
وللمسجد الأقصى صفات مشهورة ، اختص بها دون غيره ، فبقي علما يفتخر به :
فهو أولى القبلتين بعد أن فرضت الصلاة على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى اتباع هذا الدين إلى يوم الدين ، فمكثوا متجهين صوبه بصلواتهم نحو سبعة عشر شهرا .


وهو ثاني المسجدين بناء بعد المسجد الحرام الذي ارتبط به قرانا ، وهو ثالث المساجد التي لا تشد الرحال إلا إليها " (1)

تعليمية
وللتوضيح أكثر ننقل ما ورد من تساؤل حول سبب التسمية من موقع أقصانا والذي يقع تحت إشراف الدكتور عبد الله معروف الذي حمل على عاتقه التعريف بكل ما يتعلق بالمسجد الأقصى
تعليمية
"لمعرفة السبب في تسميته بالمسجد الأقصى ينبغي أولاً أن نعلم أن معنى كلمة(أقصى) أي (أبعد) وبالتالي فإن تسميته بالأقصى تعني (الأبعد).. ومن هذا المنطلق حاول الكثير من العلماء والمفسرين أن يفهموا سبب هذه التسمية، وفي ذلك عدة أقوال للعلماء:
-1 – منهم من قال إن السبب في التسمية:
نسبةً لبعده عن الخبائث لأنه أصل الأرض المقدسة،والقدسية تعني الطهارة التامة، وبالتالي فإنه سمي بالأقصى أي (الأبعد عن الخبائث)،
وهذا القول نتردد في قبوله لأنه:
(بالرغم من صحته بأنه بعيد أو مطهر من الخبائث)
إلا أن فيه نوعا من التحمل بأكثر من اللازم لأن الأقصى وإن كان بعيداً عن الخبائث إلا أن هذه التسمية تصلح لكافة المساجد ولا سيما المسجد الحرام.
– 2-ومنهم من قال إن تسميته (بالأقصى):
كانت نسبةً لبعده عن المساجد جميعاً وعن وسط الأرض
(وهي الكعبة لأنها وسط الأرض وهذا ثابت بالحساب الدقيق)،
ولكن هذا القول فيه نظر أيضا حيث أن الأقصى ليس أبعد مساجد الدنيا عن وسط الأرض.. فهناك اليوم ملايين المساجد أبعد منه.
– 3-وهناك من قال إن هذه التسمية:
نسبة لبعده عن المسجد الحرام بالنسبة للمساجد
الثلاثة الأقدس في الإسلام، وهي المسجد الحرام والنبوي والأقصى، والمعنى هنا أن المسجد الأقصى المبارك هو الأبعد بين هذه المساجد الثلاثة،
وهذا الرأي هو ما نميل له
لاعتداله وتوافقه مع اللغة العربية الصحيحة.
إذن نقول:
إن تسمية (الأقصى) جاءت نسبة لبعده عن مركز المساجد الثلاثة الأقدس في الإسلام وهي الحرام والنبوي والأقصى، حيث أن المسافة بين المسجد الأقصى والمسجد الحرام هي ضعفا المسافة بين المسجد الحرام والمسجد النبوي
تعليمية
وأما عن تسمية الجامع القِبلي بهذا الاسم وهو أحد أبرز معالم المسجد الأقصى و الذي يظن كثير من الناس خطأ أنه هو المسجد الأقصى :
فإن الجامع القبلي يسمى بالجامع لأنه المكان الرئيسي الذي يقوم فيه الإمام ويقيم فيه الجمعة، وسمي القبلي لأنه يقع ناحية القبلة في صدر المسجد الأقصى المبارك.
تعليمية
وأما قبة الصخرة فسميت كذلك:
لأنها بنيت أساساً على اعتبار أنها قبة لا مسجد مستقل، ونسبتها إلى الصخرة سببها أنها تقوم فوق الصخرة المشرفة، وكلمة (المشرفة) هي تشريف للصخرة نسبةً لأنها على الأرجح كانت مكان معراج النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى الأرجح كانت قبلة أنبياء بني إسرائيل أيضاً."
تعليمية
نسأل الله في ختام جمعنا لهذا الموضوع أن يجزينا خيرا ويجزي كل ناقل له وقارىء ومبلّغ ، كما نسأله تعالى أن يزيدنا علما ، ويزيد قلوبنا حبا وشوقا وتعلقا بالمسجد الأقصى لنكون أهلا للدفاع عنه ويشرفنا الله بالصلاة فيه
فريق شباب الهدى
حملة القدس نداء السماء
تعليمية




شكرا جزيلا على المعلومات المفيدة و القيمة و الطرح الجديد و الجميل تقبلي مروري و تحيتي.
دمت وفية.




مشكووووووووووورة على المرور شهد نورتي موضوعي …..




شكرا رنين على هذه المعلومات

جعلها الله في ميزان حسناتك




مشكووووووووووور أخ عبد الكريم على المورور الكريم




مشكورة اختي رنين على المعلومات المفيدة دمت نجمة متالقة في منتديات خنشلة التعليمية
تقبلي مروري




شكرا لك على المعلومات القيمة




التصنيفات
منتدى القدس عاصمة فلسطين

رحلة أسفل المسجد الأقصى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رحله أسفل المسجد الاقصى


مدعوّن أنتم لرحلـة حول الخطر المحدّق بالمسجد الأقصى
والحفريـات التي تهدده بالإنهيـار في أي لحظـة ..


ماعاد يُجدي الغضب ..

تعليمية

نحنُ الآن تحت المسجـد الأقصـى .. صدّق أو لاتُصدّق ؟!!!

تعليمية


كل هذا بحجة البحث عن أساسات الهيكل المزعوم وكل ماوجدوه آثار تاريخية رومانية ليست لها علاقة لا من قريب ولامن بعيد بهيكلهم


تعليمية

تعليمية

تعليمية

تعليمية

تعليمية

تعليمية

إلى مكتباتهـم وقاعاتهم تحت قبلة المسلمين الأولى !!

تعليمية

تعليمية

تعليمية

تعليمية

تعليمية

تعليمية

تعليمية

وما خفي كـــــــــــان اعظــــــم !!!!!!!

مسجدي الحبيب..


لو كنت أستطيع الطيران لطرت إليك شوقا


ولكن كيف يطير مقصوص الجناح!!


.


.


حماس




اتمنى الموضوع ينال اعجابكم و شكرا.




موضوع مهم وفي غاية الاهمية

انا اتعجب اين العرب والمسلمين

لا اقول الحكام لان الحكام من الشعب ولا اود التحرب هذه مسؤولية كل عربي ومسلم

وهذه الحفريات اكيد سوف تنسف المسجد الاقصى




التصنيفات
منتدى القدس عاصمة فلسطين

دليل المسجد الاقصى.

تعليمية
دليل المسجد الأقصي


حقائق في سطور

مقدمة

هدف هذه الورقة هو التعريف بالمسجد الأقصى المبارك، وتصحيح المفاهيم بشأنه. فإذا تعرفنا عليه حقيقة، سنتعلق به، وإذا تعلقنا به، هان كل شيء في سبيل تحريره. ونهجنا في هذا نهج محمد صلى الله عليه وسلم الذي ارتبط بالأقصى، زيارة، وإعمارا (مثلما ارتبط به الأنبياء قبله)، بل، وتوصية للمسلمين بعده بتحريره، لأنه مسجدهم، وحقهم أن يعمروه. فالمساجد لا يعمرها إلا المؤمنون.

1. التعريف:

المسجد الأقصى المبارك هو اسم لكل ما دار حوله السور الواقع في أقصى الزاوية الجنوبية الشرقية من مدينة القدس القديمة المسورة بدورها، ويشمل كلا من قبة الصخرة المشرفة، (ذات القبة الذهبية) والموجودة في موقع القلب بالنسبة للمسجد الأقصى، والمصلى القِبْلِي، (ذي القبة الرصاصية السوداء)، والواقع أقصى جنوب المسجد الأقصى، ناحية (القِبلة)، فضلا عن نحو 200 معلم آخر، ما بين مساجد، ومبان، وقباب، و أسبلة مياه، ومصاطب، وأروقة، ومدارس، وأشجار، ومحاريب، ومنابر، ومآذن، وأبواب، وآبار، ومكتبات.

2-المساحة:

تبلغ مساحة المسجد الأقصى حوالي 144 دونماً (الدونم = 1000 متر مربع)، ويحتل نحو سدس مساحة القدس المسورة، وهو على شكل مضلع غير منتظم، طول ضلعه الغربي 491م، والشرقي 462م، والشمالي 310م، و الجنوبي 281م . وهذه الحدود لم تدخلها زيادة أو نقصان منذ وضع المسجد أول مرة كمكان للصلاة، بخلاف حدود المسجدين الحرام والنبوي الذين تم توسيعهما عدة مرات. ومن دخل حدود الأقصى، فأدى الصلاة، سواء تحت شجرة من أشجاره، أو قبة من قبابه، أو فوق مصطبة، أو عند رواق، أو في داخل قبة الصخرة، أو المصلى القبلي، فهو كمن أدى خمسمائة صلاة فيما سواه عدا المسجد الحرام والمسجد النبوي.

3. البناء:

ثاني مسجد وضع في الأرض، بنص الحديث الشريف، والأرجح أن أول من بناه هو آدم عليه السلام، اختط حدوده بعد أربعين سنة من إرسائه قواعد البيت الحرام، بأمر من الله تعالى، دون أن يكون قبلهما كنيس ولا كنيسة ولا هيكل ولا معبد. وجاءت هجرة إبراهيم عليه السلام من العراق إلى الأراضي المباركة حوالي العام 1800 قبل الميلاد. وبعدها، قام عليه السلام برفع قواعد البيت الحرام، و عمر هو، ومن بعده إسحاق ويعقوب عليهم الصلاة والسلام أجمعين، المسجد الأقصى. كما أعيد بناؤه على يد سليمان عليه السلام حوالي العام 1000 قبل الميلاد. ومع الفتح الإسلامي للقدس عام 636م (الموافق 15 هجرية)، بنى عمر بن الخطاب رضي الله عنه المصلى القبلي، كجزء من المسجد الأقصى. وفي عهد الدولة الأموية، بنيت قبة الصخرة، كما أعيد بناء المصلى القبلي، واستغرق هذا البناء قرابة 30 عاما من 66 هجرية/ 685 ميلادية – 96 هجرية/715 ميلادية، ليكتمل بعدها المسجد الأقصى بشكله الحالي.

قبة الصخرة


المصلي القبلي
كلاهما جزء من المسجد الأقصى المبارك

4. من فضائله:·

المسجد الأقصى هو قبلة الأنبياء قبل خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم، والقبلة الأولى للنبي الخاتم، لمدة 14 عاما تقريبا منذ بعثته وحتى الشهر السابع عشر للهجرة.

· الأقصى هو مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما ورد في الآية الكريمة باسمه الصريح، "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله" (الإسراء-1). وفيه صلى جميع الأنبياء جماعة خلف إمامهم محمد صلى الله عليه وسلم خلال هذه الرحلة، لتكثر بركاته حتى إنها لتفيض حوله.

· الأقصى هو مبدأ معراج محمد صلى الله عليه وسلم إلى السماء، فقد كان الله تعالى قادرا على أن يبدأ رحلة المعراج برسوله من المسجد الحرام بمكة، ولكنه سبحانه اختار الأقصى لذلك ليثبت مكانته في قلوب المسلمين، كبوابة الأرض إلى السماء، أرض المنشر والمحشر.

· هو ثالث المساجد التي لا تشد الرحال إلا إليها، إلا أنه ليس بحرم، لأنه لا يحرم فيه الصيد، وتلتقط لقطته، بخلاف حرمي مكة والمدينة. وتسميته بالحرم الشريف ليست صحيحة، وإنما الاسم الصحيح هو "المسجد الأقصى المبارك"، وهو الاسم الذي ظل يطلق عليه طوال العهد الإسلامي حتى الفترة المملوكية، عندما بدءوا يطلقون عليه حرما، على سبيل التشريف، رغم أنها تسمية غير صحيحة، ولا جائزة .

5. وضعه الحالي:

رغم أن الشؤون الإدارية والمالية للمسجد الأقصى المبارك تدار من قبل دائرة الأوقاف الإسلامية التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية، إلا أنه محاصر، ومداخله واقعة تحت سيطرة الاحتلال الصهيوني الذي بدأ للقدس القديمة منذ عام 1967م. وتدعم حكومة الاحتلال، ولو بصورة غير معلنة، المزاعم الصهيونية بأن الأقصى قائم فوق أنقاض ما يعرف بالهيكل، وأنه لا معنى لدولة الاحتلال بدون القدس، ولا معنى للقدس بدون"الهيكل"، بن جوريون- أول رئيس وزراء لدولة الاحتلال الصهيوني.

فالمسجد الأقصى في خطر … حيث اقتطع جزء من حيطانه هو حائط البراق، وسمى زورا بحائط المبكى، ومنع المسلمون من الاقتراب منه، كما تعرض المسجد الأقصى لمحاولات عدة لإحراقه، وتفجيره، وتخريبه، فضلا عن الحفريات والأنفاق التي تشق تحت أساساته، ما أدى إلى تصدع أجزاء منه، وكذلك، يتم تقييد حرية المسلمين في الوصول إلى الأقصى للصلاة فيه، وإعماره، أو ترميمه، فيما يتعرض لعمليات اقتحام متكررة من جانب جنود الاحتلال، والمتطرفين الصهاينة

المصلى المروانى

بدايةً لا بدّ أن نعرف أن المصلّى المرواني هو جزءٌ لا يتجزّأ من المسجد الأقصى المبارك .. فنظرة سريعة إلى التعريف الشامل للمسجد الأقصى تدلّنا على هذا الأمر .

فالمسجد الأقصى هو الاسم الإسلامي للمعبد العتيق في أرضِ فلسطين ، فهو مسجد قديم قدم البشرية ، بُنِيَ بعد المسجد الحرام بأربعين سنة ، و عاش في أكنافه معظم الأنبياء و المرسلين ، و المسجد الأقصى عند العلماء و المؤرّخين هو كلّ ما هو داخل السور الكبير ذي الأبواب ، و شكل المسجد مضلع ذو أضلاعٍ أربعة غير منتظمة و تبلغ مساحته 144 دونماً ، سمي بهذا الاسم لقوله تعالى : (سبحان الذين أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنيره من آياتنا إنه هو السميع البصير) .

و هو أولى القبلتين فبعد فرض الصلاة مكث المسلمون يتجّهون صوبه نحو سبعة عشر شهراً ، و هو ثاني المسجدين بناءاً بعد المسجد الحرام لما رواه أبو ذرّ الغفاري ، و هو ثالث الحرمين بعد المسجد الحرام و المسجد النبوي ، إذ تشدّ الرحال إليه ، كما روي عن الرسول r : "لا تشدّ الرحال إلاّ إلى ثلاثة مساجد إلى المسجد الحرام و إلى المسجد الأقصى و إلى مسجدي هذا" .

فالمصلّى المرواني بهذا التعريف الشامل للمسجد الأقصى يعتبر جزءاً لا يتجزّأ من المسجد الأقصى المبارك .

ما هو المصلى المرواني ؟

يقع المصلى المرواني أسفل الجهة الجنوبية الشرقية من المسجد الأقصى ، و كان يُطلق عليه قديماً اسم التسوية الشرقية من المسجد الأقصى نسبة إلى التسوية المعمارية التي بناها الأمويّون في ذلك الموقع ليتسنّى لهم بناء المسجد الأقصى على أرضية مستوية و أساسات متينة ، حيث قاموا ببناء تلك الأروقة الحجرية القائمة على دعامات حجرية قوية و التي شكّلت هذه القطاعات الضخمة التي نراها اليوم كما أثبت أهل الآثار .

و يتكوّن المصلّى المرواني من ستة عشر رواقاً ، و تبلغ مساحته نحو 4000 مترٍ مربع ، و خصّص في زمن عبد الملك بن مروان كمدرسة فقهية و من هنا اكتسبت اسم المصلّى المرواني .

و في أثناء الاحتلال الصليبي لبيت المقدس استعمله الصليبيون اسطبلاً لخيولهم و مخزناً للذخيرة و أطلقوا عليه اسم اسطبلات سليمان ، و أعاد صلاح الدين الأيوبي فتحه للصلاة بعد تحرير بيت المقدس .

و بالنسبة للسقف الحالي للمصلّى فإنه يعود إلى عهد السلطان العثماني سليمان القانوني ، أما الأعمدة و الأقواس الموجودة في المصلى فإنها تعود إلى عهد عبد الملك بن مروان .

و نسب الصليبيون اسم اسطبلات لسليمان اعتقاداً منهم أن الموقع يعود لفترة النبي سليمان عليه السلام ، و من هنا يعتقد كثيرٌ من الناس أن هذا المكان من بناء سيّدنا سليمان عليه السلام ، و هذا من التلبيس و الدسّ الذي يستعمله اليهود ، حتى تُنسَب لهم فيما بعد ، لتكون شاهداً على وجودهم على هذه البقعة منذ الأزل ، و قد أُغلق المصلّى المرواني لسنوات طويلة ، لعدة عوامل أهمّها اتساع المكان العلويّ ، و قلة عدد شادّي الرحال إليه ، إلاّ أن صعود التيار الإسلامي ساهم في مضاعفة عدد المصلّين و تعميق الوعي الإسلامي بمعاني شدّ الرحال ، حيث لم تعدْ الظروف داخل المسجد الأقصى تكفي لاستيعاب الكمّ الهائل من المصلّين ، مما أوجب ضرورة إعادة افتتاحه و تحويله إلى مصلّى و أطلقوا عليه اسم المصلّى المرواني ، نسبة إلى مؤسسه الحقيقي .

ترميمٌ و تعجيلٌ بافتتاح المرواني :

في مطلع التسعينات أطلقت الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني و رئيسها الشيخ رائد صلاح مبادرة لإصلاح و ترميم المصلّى و نفّذ العمل على مراحل عن طريق مؤسسة الأقصى لإعمار المقدّسات الإسلامية و تحت إشراف هيئة الأوقاف و لجنة الإعمار في المسجد الأقصى المبارك

، و كانت المرحلة الأولى هي تبليط و تجهيز المصلّى للصلاة ، وقد بُدِئ العمل فيه في شهر 7/ 1996م لينتهي في شهر 11/96 ، ليفتتح مباشرة للصلاة أمام جموع المسلمين ، و قد شارك في العمل آلاف من الشباب المتطوّعين الذين قدِموا من الجليل و المثلث و النقب ، حيث هُيّئت أرضيّته و بُلّطت الأرضية بالرخام اللائق ، و تمت إنارته بالكهرباء ، و ما مساحته ما يقارب 4000 متر لاستقبال المصلّين ، و صُمّم له محرابٌ خشبيّ جميل و فُرش بالسجاد و تم الانتهاء من تجهيزه في فترة زمنية قصيرة جداً ، فقد قدّرت المدة المطلوبة لتجهيز المصلّى بحوالي العامين ، ليتم تنفيذ العمل في مدة أربعة أشهر بعد تيسيرات المولى عز و جلّ ، الأمر الذي أذهل السلطات الصهيونية ، حيث قامت بحملة إعلامية ضخمة ضد العمل .

أما المرحلة الثانية فتمّ خلالها تبليط سطح المصلّى العلوي ، ففي عام 97 – 98 باشرت مؤسسة الأقصى ترميم المسطّح العلوي للمصلّى المرواني لمنع تسرّب المياه إليه ، و تم تبليط 7000 متر مربع ، و قام بتنفيذ الأعمال آلاف العاملين من المسلمين و أبناء الصحوة المباركة في الداخل الفلسطيني .


و بعد فترة من الزمن ، و بعد أن بات اليهود يتحدّثون بصورة عملية عن الاستيلاء على المصلّى المرواني ، و بالأخص بعدما أقاموا مدرّجاً من جهة الجنوب مقابل الباب الثلاثي المغلق منذ مئات السنين و لكنه يدخل إلى المصلّى المرواني , إشارة منهم إلى أنهم سيحوّلون هذا المصلّى إلى كنيسٍ لهم , في ظلّ هذه الظروف باشر أعضاء مؤسسة الأقصى بإشراف هيئة الأوقاف و لجنة الإعمار في المسجد الأقصى فتح بوابتين عملاقتين من الجهة الشمالية للمصلّى المرواني كانتا قد أغلقتا منذ زمن قديم (بعد الزلزال الذي أصاب المسجد الأقصى و دمّر كثيراً من أجزائه اضطر المسلمون إلى إغلاق الأبواب و وضع مخلّفات الزلزال من التراب و الحجارة عليها مما أدّى إلى دفنها و إخفائها) .

بدأ أعضاء المؤسّسة مشروعهم الجبّار فعملوا ليل نهار على استباق الحدث و إحداث ردّ عمليّ حقيقي لنجدة المصلّى المرواني من أطماع المتطرفين اليهود , و كان هذا الأمر و الحمد لله ربّ العالمين , و استمرّ العمل بعد ذلك و تمّ بناء درَجٍ كبير يؤدّي إلى هذه البوابات (انتهى العمل فيه في شهر 5/2000) ، كما و تمّ تبليط العديد من الساحات الشرقية المؤدّية إلى درَج و أبواب المصلّى المرواني الجديدة ، لتصبح المساحة المبلّطة ما يقارب من 5000 متر مربع ، و تم كذلك بناء جدارٍ صخريّ لمنع انهيار التراب ، و كذلك إنشاء و بناء مضخّة مياهٍ تضخّ مياه الأمطار التي تتجمّع أمام البوابات ، و تم تركيب خط إطفائية ، و خط أنابيب مياه يصل إلى بوابات المرواني الجديدة ، حيث تم بناء سبل مياه للشرب ، و تم العمل لإزالة أكوام التراب من الناحية الشرقية المحاذية للبوابات .


و في (4/12/1999) تمّ فتح البوابات العملاقة للمصلّى المرواني ، ليستوعب أكثر من ستة آلاف مصلٍ داخل المصلّى المرواني و مثلهم على سطحه العلوي .

أطماع يهودية جديدة – قديمة بالمصلّى المرواني :

أطماع اليهود بالمسجد الأقصى أطماع قديمة و تحديداً أطماعهم بالمصلّى المرواني ، فقد أثار الصهاينة ضجّة كبيرة ضد عملية الإصلاح و الترميم في المصلّى المرواني التي قامت بها مؤسسة الأقصى و هيئة الأوقاف و كتبت الصحف العبرية حين ذاك أن المسلمين يقيمون مسجداً سرّياً تحت المسجد الأقصى ، هذه الضجة التي أثارها الصهاينة ترجِع بالدرجة الأولى إلى وجود مخطّطات داخل الحكومة الصهيونية لتحويل هذا المصلّى إلى كنيسٍ يهودي في إطار تسويةٍ ما للقضية الفلسطينية ، و لا أدلّ على ذلك مما فعله باراك عام 1999 ، ففي 3/أكتوبر قامت حكومة باراك ببناء درَجٍ حتى السور الذي هو حائط المصلّى المرواني و الحدّ الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك ، و قد افتتحه باراك نفسه و ادعى كذِباً أن هذا المكان مدخل الهيكل .

و في إشارة واضحة للأطماع اليهودية في المصلّى المرواني برزت حين اقتحم آرئيل شارون 28/9/2000 المسجد الأقصى و حاول دخول المصلّى المرواني عبر باحات المسجد الأقصى مدنّساً حرمة المكان ، الأمر الذي أدّى إلى اندلاع انتفاضة الأقصى ، و من يومها منعت دائرة الأوقاف الإسلامية دخول اليهود و السيّاح الأجانب إلى باحات المسجد الأقصى ، إلى أن فرض و بعد مرور ثلاثة سنوات وزير الأمن الداخلي "تساحي هنغبي" السماح بدخول اليهود و الأجانب إلى ساحت المسجد الأقصى و الذين حاولوا مراراً و تكراراً أداء شعائر دينية مشبوهة أمام المصلّى المرواني و في أماكن أخرى من المسجد الأقصى .

المرواني .. وسط عاصفة إعلامية ترهيبيّة :في الأول من نيسان 2022 نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية خبراً مفاده أن تقريراً سرياًّ قُدّم لرئيس الوزراء الصهيونيّ آرئيل شارون يوصي بإغلاق المصلّى المرواني و محيطه أمام المصلّين المسلمين ، و ادعى التقرير أنه بسبب الزلزال الذي حدث في فبراير 2022 فإن الجدار الشرقيّ للمسجد الأقصى يتهدّده خطر الانهيار الفوري ، مما قد يتسبّب بانهيار المصلّى المرواني .

و في 30/6/2004 حاولت الشرطة الصهيونيّة بالقوة منع إتمام عمليات الترميم و الإصلاح كانت تقوم بها دائرة الأوقاف في مدخل المصلّى المرواني تهدف إلى وقف تدفّق مياه الأمطار في فصل الشتاء إلى داخل المصلّى .

و في 26/9/2004 بدأت المؤسسة الصهيونيّة و أذرعها المختلفة بحملة إعلامية واسعة النطاق حول أخطار انهيار المصلّى المرواني بسبب اكتظاظه بالمصلّين خلال شهر رمضان المبارك ، و أصدر رئيس الحكومة الصهيونيّة آرئيل شارون أوامر مغلّفة للأجهزة الأمنية الصهيونيّة بإغلاق المرواني و منع الصلاة فيه بحجة منع "كارثة إنسانية"- حسب زعمه – ، و سارعت دائرة الأوقاف الإسلامية و مؤسسة الأقصى بالردّ على الادعاءات الصهيونيّة و أكّدت أن المصلّى المرواني بخير و أن وضعه الإنشائي مستقرّ .

التصريحات الصهيونيّة بإغلاق المصلّى المرواني بحجة خطر انهيارٍ تسارعت بشكلٍ ملفت ، فبعد يومٍ واحدٍ من تصريحات شارون خرج القائم بأعمال وزير الأمن الداخلي "جدعون عزرا" ليقول : "إن (إسرائيل) ستحدّد عددَ المسموح لهم بالدخول إلى الأقصى إذا لم تحلّ إشكالية الترميمات في المصلّى المرواني" ، لتُسرّب بعد أيام معلومات بأن سلطات الاحتلال ستغلق نصف المصلّى المرواني .

و في 12/10/2004 قالت المؤسسة الصهيونيّة إن هناك "اتفاقاً معيّناً" بإغلاق جزءٍ من المرواني ، إلا أن دائرة الأوقاف كَذّبت هذه الرواية و قالت إن الحقيقة هي منطقة صغيرة تجري فيها الآن أعمال ترميم في المصلّى المرواني أغلقت للمحافظة على سلامة المصلّين ، و بعد يومٍ واحدٍ فقط نشرت الصحافة العبريّة تقريراً مفصّلاً بأنه سيتمّ عزل مدينة القدس و محاصرة الأقصى و أن السلطات الصهيونيّة لن تسمح إلا لـ 50 ألف مصلٍّ فقط بالدخول إلى المسجد الأقصى في يوم الجمعة الأول من شهر رمضان .

قبة الصخرة المشرفة

تعتبر قبة الصخرة المشرفة إحدى أهم المعالم المعمارية الإسلامية في العالم: ذلك أنها إضافة إلى مكانتها وقدسيتها الدينية، تمثل أقدم نموذج في العمارة الإسلامية من جهة. ولما تحمله من روعة فنية وجمالية تطوي بين زخارفها بصمات الحضارة الإسلامية على مر فتراتها المتتابعة من جهة أخرى، حيث جلبت انتباه واهتمام الباحثين والزائرين وجميع الناس من كل بقاع الدنيا لما امتازت به من تناسق وانسجام بين عناصرها المعمارية والزخرفية حتى اعتبرت آية من في الهندسة المعمارية . تتوسط قبة الصخرة المشرفة تقريباً ساحة الحرم الشريف، حيث تقوم على فناء (صحن) يرتفع عن مستوى ساحة الحرم حوالي 4م، ويتوصل إليها من خلال البوائك (القناطر) التي تحيط بها من جهاتها الأربع . بنى هذه القبة المباركة الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان (65-86هـ/ 684-705م)، حيث بدأ العمل في بنائها سنة 66هـ/ 685م، وتم الفراغ منها سنة 72هـ/ 691م. وقد اشرف على بنائها المهندسان العربيان رجاء بن حيوة وهو من بيسان فلسطين ويزيد بن سلام مولى عبد الملك بن مروان وهو من القدس (1) . وقد وضع تصميم مخطط قبة الصخرة المشرفة على أسس هندسية دقيقة ومتناسقة تدل على مدى إبداع العقلية الهندسية الإسلامية، حيث اعتمد المهندس المسلم في تصميم هيكلها وبنائها على ثلاث دوائر هندسية ترجمت بعناصر معمارية لتشكل فيما بعد هذا المعلم والصرح الإسلامي العظيم. وما العناصر المعمارية الثلاثة التي جاءت محصلة تقاطع مربعين متساويين فهي: القبة التي تغطي الصخرة وتحيط بها، وتثمينتين داخلية وخارجية تحيطان بالقبة نتج فيما بينهما رواق داخلي على شكل ثماني الأضلاع (2) . (أنظر لوحة رقم 1،2) . فأما القبة التي جاءت بمثابة الدائرة المركزية التي تحيط بالصخرة فإنها تجلس على رقبة تقوم على أربع دعامات حجرية (عرض كل منها ثلاثة أمتار) واثنين عشر عموداً مكسوة بالرخام المعرق، تحيط بالصخرة بشكل دائري ومنسق بحيث يتخلل كل دعاة حجرية ثلاثة أعمدة رخامية. وتتكون القبة من طبقتين خشبيتين داخلية وخارجية وقد نصبتا على إطار خشبي يعلو رقبة القبة. كما زينت القبة من الداخل بالزخارف الجصية المذهبة، وأما من الخارج فقد صفحت بالصفائح النحاسية المطلية بالذهب . وأما رقبة القبة فقد زينت من الداخل بالزخارف الفسيفسائية البديعة، كما فتح فيها ست عشرة نافذة لغرضي الإنارة والتهوية . وأما التثمينة الداخلية فتحتوي على ثماني دعامات حجرية يتخللها بين كل دعامة وأخرى عمودان من الرخام تعلوها عقود نصف دائرية متصلة ببعضها البعض بواسطة جسور خشبية مزخرفة، حيث زينت هذه العقود بالزخارف الفسيفسائية المطلية بالذهب . وأما التثمينة الخارجية فتتألف من ثماني واجهات حجرية، فتح في أربع منها المقابلة للجهات الأربع باب، كما فتح من كل واجهة منها خمسة شبابيك. وقد ******ت الواجهات من الداخل بالبلاط الرخامي الأبيض. وأما من الخارج فقد ****** القسم السفلي للواجهات بالبلاط الرخامي الأبيض. وأما من الخارج فقد ****** القسم السفلي للواجهات بالبلاط الرخامي الأبيض والقسم العلوي بالقاشاني، علماً بأنها كانت مكسوة بالفسيفساء المزخرفة في الفترة الأموية (3) . وكما تم تغطية سقفي الرواقين الممتدين من التثمينة الخارجية وحتى القبة بجمالونات خشبية صفحت من الداخل بألواح خشب دهنت وزخرفت بأشكال مختلفة، وأما من الخارج فقد صفحت بألواح من الرصاص . وأما القياسات الهندسية لأبعاد القبة فقد جاءت على النحو التالي: قطر القبة الداخلي (29,44م) وارتفاع رقبتها (9,8م). قطر المبنى بشكل عام (52م) وارتفاعه (54م) وأما أضلاع المثمن فيبلغ طول كل منها (20,60م) على ارتفاع (9,5). علماً بأن أبعاد الصخرة المشرفة نفسها (17,70م و 13,50م) (4) . ويقوم أسفل الصخرة المشرفة كهف صغير يعرف بالمغارة، مربع الشكل تقريباً (4,5 م2) ومتوسط ارتفاعه 3 م. وقد أقيم في جهته القبلية محرابان، أحدهما وهو الواقع في الجانب الشرقي للمغارة يعود إلى تاريخه للفترة الأموية والثاني في الجانب الغربي لها والذي يعود تاريخه لفترات متأخرة . تاريخ بناء قبة الصخرة المشرفة الأمويون هم من بنى قبة الصخرة لقد بات معروفاً تماماً أنه تم الفراغ من بناء قبة الصخرة المشرفة عام 76هـ/ 691م أي في فترة الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان (65-86هـ/ 684-705م)، وذلك حسب النص المادي والموجود حتى يومنا الحاضر والذي يتمثل بالنقش التذكاري المعمول من الفسيفساء المذهبة بالخط الكوفي الأموي والواقع أعلى التثمينة الداخلية للقبة في الجهة الشرقية الجنوبية منها (5) . يقول النص (( .. بنى هذه القبة عبدالله الإمام المأمون أمير المؤمنين في سنة اثنتين وسبعين تقبل الله منه ..)) وهنا لا للقارئ أن يتساءل كيف تداخل اسم "المأمون" الخليفة العباسي (198-218 هـ/ 813 – 833م) مع التاريخ 72 هـ . والجواب هنا أنه أثناء أعمال الترميم التي جرت في فترة الخليفة العباسي المأمون، قام أحد الفنيين بتغيير اسم عبد الملك الخليفة الأموي مؤسس وباني قبة الصخرة، ووضع مكانه اسم "المأمون" ولكنه نسي أن يغير التاريخ حيث تم اكتشاف الأمر بسهولة، ولا نظن هنا أنه كان للمأمون رياً في هذا الأمر، وإنما جاء من قبيل الصدفة على يدي أحد الصناع . ولكننا نقول حتى ولو تم تغيير التاريخ فإنه من الصعب القبول به: ذلك أن التحليل المعماري لمخطط قبة الصخرة يعود بعناصره وزخارفه إلى الفترة الأموية (6) وليست العباسية إضافة إلى ما ورد في المصادر التاريخية (7) من نصوص تؤكد أن الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان هو نفسه الذي قام ببناء هذه القبة وصرف على بنائها خراج مصر لسبع سنين . فلو أجرينا حسابات للمبالغ الطائلة التي أنفقت لبناء هذا المعلم الحضاري، والذي رصد لبنائه خراج أكبر ولاية إسلامية (مصر) ولمدة سبع سنوات فإننا سنجدها اليوم تقدر بملايين الدولارات. وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على الاستقرار والرخاء الذي كان يعم الخلافة الإسلامية في الفترة الأموية والتي تعكس تأثير القوة الاقتصادية لهذه الخلافة الإسلامية الحديثة أمام الإمبراطوريتين العظميين البيزنطية والفارسية في ذلك الوقت . وهذا يقودنا إلى السؤال عن السبب الكامن خلف بناء قبة الصخرة بهذه الفخامة والعظمة، فمما لا شك فيه أن السبب المباشر في بناء هذه القبة هو السبب الديني حيث لولا وجود "الصخرة" بالتحديد التي عرج عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، حسب ما هو مثبت في العقيدة الإسلامية لما ورد في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة والروايات التاريخية المنقحة، فلولا وجود هذه الصخرة كرمز ديني إسلامي ارتبطت بمعجزة الإسراء والمعراج لما قدم الخليفة عبد الملك بن مروان ليشيد هذه القبة فوقها . وهذا يجعلنا نستبعد التبرير السياسي الذي أورده اليعقوبي (8) ، واتهم فيه الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان بنية تحويل قبلة الحجاج عن الكعبة المشرفة في مكة المكرمة إلى الصخرة في بيت المقدس مانعاً في ذلك مبايعة الحجاج لعبدالله بن ال******ر في مكة. إذ لا يخفى عن بال كل فطين شيعية المؤرخ اليعقوبي ومدى معارضته للخلافة الأموية التي أكثر من تشويه صورتها أمام الخلافة العباسية . فليس من المنطق إذن أن نقبل رواية مدسوسة على الخليفة الذي حكم فترة تزيد عن العشرين سنة وعرف عنه خلالها الحزم والحكمة السياسية وقوة الإرادة وبعد النظر والاهتمام بالعقيدة الإسلامية، فكيف يعقل لخليفة في مثل هذه الصفات وصاحب تاريخ عظيم، أن يقدم على التلاعب بركن من أركان الإسلام (الحج) بهذه البساطة التي يرويها اليعقوبي . ولكننا نتساءل هل كان ضرورياً أن يبنيها بهذه العظمة والفخامة، إذ كان يستطيع أن يبنيها بشكل أبسط وغير مكلف، ولكن إذا أمعنا النظر بالظروف التي أحاطت بتلك الفترة عشية بناء القبة وحللناها نجد أنه كان لا بد لأمير المؤمنين الخليفة عبد الملك بن مروان أن يبني هذه القبة بهذا الشكل لإظهار عظمة وقوة الخلافة الإسلامية الحديثة في حينها أمام القوتين العظميين الفرس والروم. ذلك أنه إبان الفتوحات الإسلامية لبلاد الشام، كان السكان في هذه البلاد إما نصارى أو وثنيين ومنهم من دخل الإسلام مع الفتوحات، ولكنهم بقوا ضعفاء الإيمان فكيف لا وهم اعتادوا على رؤية الحضارة البيزنطية تتألق من خلال مبانيها الفخمة مثل الكنائس والقلاع وخاصة كنيسة القيامة في القدس الشريف وكنيسة المهد في بيت لحم (9). فما كان للخليفة الأموي إلا أن يبني هذه القبة العظيمة محاكياً فيها العمارة البيزنطية ليبين ويثبت للسكان مدى وقوة الدولة الإسلامية الجديدة . وقد أكد هذا السبب المؤرخ الجليل المقدسي المتوفى عام 985م حينما وضحه أثناء مناقشته مع عمه (البناء) بخصوص العمارة الأموية في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان وولده الوليد، حيث يقول في ذلك ما نصه على لسان عمه (10) ((.. ألا ترى أن عبد الملك لما رأى عظم قبة القمامة (القيامة) وهيئتها خشي أن تعظم في قلوب المسلمين فنصب على الصخرة قبة على ما ترى ..))

المسلمون والمحافظة على قبة الصخرة

وقد اهتم المسلمون برعاية وعناية قبة الصخرة المشرفة، على مر الفترات الإسلامية المتعاقبة، وبخاصة بعد ما كان يحدث بها من خراب جراء التأثيرات الطبيعية مثل الهزات الأرضية، والعواصف والأمطار والحرائق. فلم يتأخر أي خليفة أو سلطان في ترميمها والحفاظ عليها . العباسيون إن ما شاع عن العباسيين أنهم لم يهتموا بالحرم الشريف وعمارته ليس صحيحاً، فقد أشرنا سابقاً إلى أنهم حافظوا قدر استطاعتهم على عمارته، ولكن على ما يبدو دون تغيير ملموس في ذلك الطابع المعماري الذي نفذه الأمويون، فقد قام الخليفتان المنصور والمهدي بترميم المسجد الأقصى المبارك بعد الخراب الذي أصابه جراء الهزات الأرضية التي حدثت في تلك الفترات والذي سنأتي على شرحه لاحقاً . ففي سنة 216هـ/ 831م، زار الخليفة العباسي المأمون (198-218 هـ/ 813 – 833م) بيت المقدس وكان قد أصاب قبة الصخرة شيء من الخراب فأمر بترميمه وإصلاحه، والأمر تطور على ما يبدو ليصبح مشروع ترميم ضخم اشتمل على قبة الصخرة المشرفة، مما حدا بالمأمون أن يضرب فلساً يحمل اسم القدس لأول مرة في تاريخ مدينة القدس وذلك في سنة 217 هـ كذكرى لإنجاز ترميماته تلك . وفي عهد الخليفة العباسي المقتدر بالله (295 –320/ 908 – 932م)، في سنة 301 هجرية/ 913 ميلادية، تمت أعمال ترميمات خشبية في قبة الصخرة اشتملت على إصلاح قسم من السقف وكذلك عمل أربعة أبواب خشبية مذهبة بأمر من أم الخليفة المقتدر، حيث تم الكشف عن ذلك من خلال شريط كتابي مكتوب بالدهان الأسود وجد على بعض الأعمال الخشبية في القبة، حيث كتب عليها ما نصه (11) : بسم الله الرحمن الرحيم، بركة من الله لعبد الله جعفر الإمام المقتدر بالله أمير المؤمنين حفظه الله لنا، مما أمرت به السيدة أم المقتدر بالله نصرها الله، وجرى ذلك على يد لبيد مولى السيدة، وذلك في سنة إحدى وثلثماية)) . الفاطميون وفي الفترة الفاطمية تعرضت فلسطين لهزات أرضية عنيفة: منها التي حدثت سنة 407 هـ/ 1016 م، والتي أدت إلى إصابة قبة الصخرة وإتلاف بعض أجزاء القبة الكبيرة (12)، حيث بدئ بترميمها في عهد الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله (386 – 411هـ/ 996-1021) واستكمل في عهد ولده الخليفة الظاهر لإعزاز دين الله (411-427هـ/1021-1036م). وقد اشتملت الترميمات على القبة وزخارفها وتمت على يدي علي بن أحمد في سنة 413هـ/1022 م، وذلك حسب ما ورد في الشريط الكتابي الواقع في الدهليز الموجود في رقبة القبة (13) . ]

الاحتلال الصليبي

لقد عانت قبة الصخرة كثيراً مثلما عانت معظم المساجد الإسلامية في فلسطين من الاحتلال الصليبي . فعندما احتل الصليبيون بيت المقدس سنة 493هـ/ 1099م، قاموا بتحويل مسجد قبة الصخرة إلى كنيسة عرفت بذلك الوقت باسم "هيكل السيد العظيم/ Temple Domini (14)، فانتهكوا قدسيتها وبنوا فوق الصخرة مذبحاً ووضعوا فيها الصور والتماثيل. مبيحين في ذلك ما حرمه الإسلام في أماكنه المقدسة . ومن الطريف بالأمر أن قساوسة ذلك الوقت اعتادوا على المتاجرة بأجزاء من الصخرة، كانوا يقتطعوها من الصخرة ليبيعوها للحجاج والزوار ليعودوا بهذه القطع إلى بلادهم بحجة التبرك والتيمن بها. وعلى ما يبدو أنها كانت تجارة رابحة جداً للقساوسة، حيث كانون يبيعون تلك القطع بوزنها ذهباً، الأمر الذي حدا بملوك الفرنج إلى كسوة الصخرة بالرخام وإحاطتها بحاجز حديدي مشبك لحمايتها والإبقاء عليها خوفاً من زوالها إذا استمر القساوسة بهذه التجارة (15) . الأيوبيون ولم يشأ الله عز وجل أن يطيل معاناة قبة الصخرة المشرفة من ذلك الاحتلال الغاشم، حتى هيأ سبحانه وتعالى القائد الجليل صلاح الدين (564 – 589 هجرية/ 1169-1193 ميلادية) لتحرير فلسطين واستردادها من الصليبيين سنة 583هجرية/ 1187 ميلادية (16) . وبذلك تطهرت قبة الصخرة المشرفة من النجس الذي كان عالقاً بها، حيث قام صلاح الدين بإعادتها إلى ما كانت عليه قبل الصليبيين وإزالة جميع بصماتهم التي وضعوها عليها، فقد قام بإزالة المذبح الذي أضافوه فوق الصخرة والبلاط الرخامي الذي كسوا به الصخرة والصور والتماثيل، وكذلك أمر بعمل صيانة وترميم لما يحتاجه المبنى، حيث تم تجديد تذهيب القبة من الداخل وذلك حسب ما نجده اليوم مكتوباً من خلال الشريط الكتابي الواقع بداخل القبة والذي جاء فيه ما نصه (17) : ((بسم الله الرحمن الرحيم. أمر بتجديد تذهيب هذه القبة الشريفة مولانا السلطان الملك الناصر العالم العادل العامل صلاح الدين يوسف بن أيوب تغمده الله برحمته. وذلك في شهور سنة ست وثمانين وخمسمائة)) . هذا ولم يغفل المجاهد صلاح الدين عن متابعة مبنى قبة الصخرة والحفاظ عليها، فنراه قد رتب للمسجد إماماً وعين لخدمته سدنة ووقف عليه الوقوفات لكي ينفق ريعها لصالح قبة الصخرة المشرفة (18) . وقد استمر الأيوبيون بعد صلاح الدين بالاهتمام بقبة الصخرة والحفاظ عليها، حيث تشير المصادر التاريخية (19) إلى أن معظمهم كانوا يكنسون الصخرة بأيديهم ثم يغسلونها بماء الورد باستمرار لتظل نظيفة معطرة، كما أن الملك العزيز عثمان بن صلاح الدين (589-595 هجرية/ 1193-1198ميلادية)، قام بوضع الحاجز الخشبي الذي يحيط الصخرة (20) لحمايتها بدلاً من الحاجز الحديدي الذي وضعه الصليبيون . المماليك وفي الفترة المملوكية لم ينس سلاطين المماليك متابعة الاهتمام بقبة الصخرة والحفاظ عليها. فقد قام السلطان الملك الظاهر بيبرس (658 – 676هجرية/ 1260 – 1277ميلادية) بتجديد الزخارف الفسيفسائية التي تكسو الأقسام العلوية الواقعة في واجهات التثمينة الخارجية وذلك سنة 699 هجرية/ 1270 ميلادية (21) . أما السلطان الناصر محمد بن قلاوون وفي فترة سلطنته الثالثة (709 –741هجرية/ 1309-1340 ميلادية) والذي اعتبر من مشاهير سلاطين المماليك الذين اهتموا بالإنجازات المعمارية بصورة عامة، مثله مثل الوليد بن عبد الملك في الفترة الأموية، فقد قام السلطان ابن قلاوون بأعمال صيانة وترميم عديدة في قبة الصخرة نذكر منها: تجديد وتذهيب القبة من الداخل والخارج في سنة 718 هجرية/ 1318 ميلادية) وذلك حسب ما ورد بالشريط الكتابي الموجود في أعلى رقبة الداخلية حيث جاء ما نصه (22) ((بسم الله الرحمن الرحيم. أمر بتجديد وتذهيب هذه القبة مع القبة الفوقانية برصاصها مولانا ظل الله في أرضه القائم بسنته وفرضه السلطان محمد بن الملك المنصور الشهيد قلاوون تغمده الله برحمته. وذلك في سنة ثمان عشرة وسبع مائة)). وكما أنه قام بتبليط فناء (صحن) قبة الصخرة المشرفة الذي يحيط بها . وفي عهد السلطان الملك الظاهر برقوق وفي فترة سلطنته الأولى (784-791هجرية/ 1382 –1389ميلادية)، تم تجديد دكة المؤذنين الواقعة إلى الغرب من باب المغارة مقابل الباب الجنوبي (القبلي) لقبة الصخرة، وذلك في سنة 789هجرية/ 1387ميلادية) على يدي نائبه بالقدس محمد بن السيفي بهادر الظاهري نائب السلطنة الشريفة بالقدس وناظر الحرمين الشريفين، حسب ما ورد في النص التذكاري الموجود عليها (23) . وفي عهد السلطان الملك الظاهر جقمق (842 – 857هجرية/ 1443 – 1453ميلادية)، تم ترميم قسم من سقف قبة الصخرة الذي تعرض للحريق إثر صاعقة عنيفة (24) . وقد حافظ سلاطين المماليك على استمرارية صيانة وترميم قبة الصخرة والحفاظ عليها إما عن طريق الترميمات الفعلية أو عن طريق الوقوفات التي كانت بمثابة الرصيد المالي الدائم لكي يضمن النفقات والمصاريف على مصلحة مسجد قبة الصخرة المشرفة. فعلى ما يبدو أنه في حال لم يكن هناك ترميمات، اهتم السلاطين برصد الأموال اللازمة لها في حين الحاجة، فنجد السلطان الملك الأشرف برسباي (825-841هجرية/ 1443-1437ميلادية)، قد أمر بشراء الضياع والقرى ووقفها لرصد ريعها للنفقة على قبة الصخرة المشرفة، حيث جاء في النص الوقفي ما نصه (25) : ((جدده وأنشأه ناظر الحرمين الشريفين أثابه الله الجنة وهو مشتراه مما ثمره من مال الوقف من أجور المسقفات في كل شهر ألفا درهم خارجاً عن تكملة جوامك المستحقين وما جدده وأنشأه من الحمام الخراب بحارة حواصل قرية العوجاء والنويعمة بالغور ومرتب الجرجان الواردين تمامه وأن يصرف جميع متحصل ذلك برسم عمارة المسجد الأقصى الشريف والصخرة الشريفة مهما حصل من ذلك يرصد حاصلاً لصندوق الصخرة المشرفة أرصد ذلك جميعه برسم العمارة خاصة إرصاداً صحيحاً شرعياً بمقتضى المرسوم الشريف المعين تاريخه أعلاه ورسم أن ينقش ذلك في هذه الرخامة حسنة جارية في صحائف مولانا السلطان الملك الأشرف برسباي خلد الله ملكه على مستمرة الدوام الشهور والأعوام فمن بدله بعد ما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه ومضاف إلى ذلك فائض الزيت والجوالي اللهم من فضل هذا الخير وكان سبب فيه جازه الجنة والنعيم ومن غيره أو نقصه جازه العذاب الأليم في الدنيا والآخرة)) .

مآذن الحرم الشريف

لم تسعفنا المصادر التاريخية عن ماهية وعدد مآذن المسجد الأقصى في الفترات الإسلامية المبكرة، ولكننا اليوم أمام أربع مآذن يعود تاريخ إنشائها للفترة المملوكية، حيث تقع ثلاثة منها على صف واحد في الجهة الغربية للحرم الشريف. وأما الرابعة فتقع في الجهة الشمالية على مقربة من باب الأسباط، ومن المحتمل جداً أن هذه المآذن الأربعة، قامت على أساس وأنقاض قواعد المآذن الأموية للمسجد الأقصى المبارك .

ومن الملاحظ أن المآذن الأربعة أقيمت في الجهتين الشمالية والغربية، ذلك أن تمركز السكان في ذلك الوقت كان في تلكما الجهتين، فكان لكل مئذنة مؤذن واحد يقف على شرفة المئذنة وينادي بالآذان لإسماع السكان القاطنين في جهتي المدينة. وعلى ما يبدو أنه لم تكن أية مئذنة في الجهتين الجنوبية والشرقية والتي كانتا بمثابة سور للمدينة في ذلك الوقت .

وقد أنشئت مآذن الحرم الشريف الأربعة التي نراها اليوم في عهد المماليك في الفترة الواقعة ما بين 677-769 هجرية/ 1278 – 1736 ميلادية)، حيث امتازت بشكل عام من الناحية المعمارية بمساقط مربعة الشكل تتألف من عدة طوابق، تنتهي بالأعلى للشرفة التي تعلوها القبة الصغيرة والتي تعرف بالخوذة أو المبخرة التي توجت بالهلال، ويصعد إلى شرفاتها بواسطة الدرج (السلم الحجري) الحلزوني الشكل والموجود بداخل المئذنة، وقد زخرفت مآذن الحرم بزخارف مملوكية مختلفة أهمها المقرنصات (1) التي زينت قواعد شرفاتها .

وقد لافت مآذن الحرم الشريف اهتماماً شديداً من قبل المجلس الأعلى حيث دأب على الحفاظ عليها من خلال ترميماته المكثفة لها في الفترة ما بين (1922-1927) (2) .

وأما المآذن الأربعة فهي:

(1) مئذنة باب المغاربة (3) : (دليل الموقع – 12)

تقوم هذه المئذنة في الركن الجنوبي الغربي للحرم الشريف، وتعرف كذلك بالمئذنة الفخرية نسبة للقاضي شرف الدين عبد الرحمن بن الصاحب الوزير فخر الدين الخليلي (4) الذي أشرف على بنائها خلال فترة وظيفته كناظر الحرمين الشريفين (في القدس والخليل) في سنة 677 هجرية/ 1278 ميلادية، في عهد السلطان الملك السعيد ناصر الدين بركة خان (676-678 هجرية/ 1277 – 1280) .

(2) مئذنة باب السلسلة (5) : (دليل الموقع – 13)
تقوم هذه المئذنة في الجهة الغربية للحرم الشريف بين باب السلسلة والمدرسة الأشرفية. وقد تم بناؤها في عهد السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون في سلطنته الثالثة (809 – 741 هجرية/ 1309-1340 ميلادية)، على يدي نائبه الأمير سيف الدين تنكز الناصري (6) سنة 730 هجرية/ 1329 ميلادية، وذلك وفق ما جاء بالنقش التذكاري الموجود في الجهة الشرقية من قاعدة المئذنة بما نصه (7):

((بسم الله الرحمن الرحيم أمر بعمارة هذه المنارة المباركة في أيام مولانا السلطان الملك الناصر/ … في سنة ثلاثين وسبعمائة)) .

(3) مئذنة باب الغوانمة (8) : (دليل الموقع – 14)

تقوم هذه المئذنة في الركن الشمالي الغربي للحرم الشريف بجانب باب الغوانمة. وقد تم بناؤها في عهد السلطان الملك المنصور حسام الدين لاجين (696-698 هجرية/ 1297-1299ميلادية)، على يدي القاضي شرف الدين عبد الرحمن بن الصاحب الوزير فخر الدين الذي أشرف على بناء مئذنة باب المغاربة (9) .

وقد تم تجديدها في عهد السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون في نفس تاريخ إنشائه لمئذنة باب السلسلة المذكورة سابقاً (10) وعلى يدي نائبه الأمير سيف الدين تنكز. وقد عرفت مئذنة باب الغوانمة أيضاً بمنارة قلاوون.

(4) مئذنة باب الأسباط (11) : (دليل الموقع – 15)

تقوم هذه المئذنة في الجهة الشمالية للحرم الشريف، بين باب حطة وباب الأسباط، وقد تم بناؤها في عهد السلطان الملك الأشرف شعبان (764-778 هجرية/ 1363-1376 ميلادية) على يدي ناظر الحرمين الشريفين الأمير سيف الدين قطلوبغا في سنة 769 هجرية/ 1367 ميلادية، وذلك وفقاً للنقش التذكاري والذي كان موجوداً عليها، حيث جاء فيه ما نصه(12):

((أنشئت هذه المنارة المباركة في أيام مولانا السلطان الملك الأشرف شعبان بن حسن بن السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون/ خلد الله ملكه الأمير سيف الدين المقر الأشرفي السيفي قطلعوبغا ناظر الحرمين الشريفين أعز الله أنصاره في تاريخ سنة تسع وستين وسبعمائة)) .

ومن الجدير بالإشارة إلى أن شكل قاعدة هذه المئذنة تختلف عن المآذن الأخرى، فهي ثمانية الأضلاع وليست مربعة، فعلى ما يبدو أنه أعيد بناؤها بشكلها الأسطواني هذا في الفترة العثمانية .

أروقة الحرم الشريف

لم تسعفنا المصادر التاريخية بإعطائنا وصفاً لأروقة الحرم الشريف في الفترات الإسلامية المبكرة، باستثناء الرحالة الفارسي ناصر خسرو الذي زار المسجد الأقصى قبل الاحتلال الصليبي له، والذي أشار إلى وجود رواق في الجهة الشرقية للحرم الشريف (1) ، ولكنه تهدم واندثر جراء الهزات الأرضية التي حدثت في القدس . ولكننا اليوم أمام رواقين قائمين في الجهتين الشمالية والغربية للحرم الشريف واللذين من المحتمل أن يكونا قد أقيما على أساسات أروقة الحرم الشريف الأصلية والقديمة التي تعود للفترات الإسلامية المبكرة. وقد عرفا بالرواقين: الشمالي والغربي. وقد أقيمت لغرضي الصلاة والتدريس، حيث يتقي المصلون والدارسون تحتها من حرارة الشمس في أيام الصيف والأمطار الغزيرة في أيام الشتاء . الرواق الشمالي وهو الذي يقوم في الجهة الشمالية للحرم الشريف ممتداً من الشرق إلى الغرب، والذي يتألف من عقود حجرية تقوم على دعامات حجرية متتابعة غطيت بسلسلة من الأقبية المتقاطعة، وقد تخللها ثلاثة من أبواب الحرم الشريف وهي باب الأسباط وباب حطة وباب العتم، إضافة إلى مئذنة باب الأسباط . وقد تم إنشاء وتعمير هذا الرواق في الفترة ما بين (610-760 هجرية/ 1213-1358 ميلادية)، حيث تم تعمير قسم منه في الفترة الأيوبية في عهد السلطان الملك العظيم عيسى، وهو القسم الذي يقع ما بين باب العتم والمدرسة الفارسية وذلك حسب ما ورد في النقش التذكاري الموجود قرب باب العتم (2) . وأما بقية الرواق فقد تم إنشاؤه على مراحل متتابعة في الفترة المملوكية، كما وبني فيه وفوقه مجموعة من المدارس الدينية المملوكية والتي أكسبته رونقاً وجمالاً من خلال واجهاتها المعمارية التي تعكس التطور المعماري للحرم الشريف في الفترة المملوكية . وقد بلغت المدارس الدينية التي احتضنت في قلب هذا الرواق والقائمة فيه وعليه حتى يومنا هذا تسع مدارس وسنوردها بالترتيب من الشرق إلى الغرب كالآتي (3) : 1) المدرسة الغادرية: (دليل الموقع – 16) الواقعة بين باب حطة وباب الأسباط، والتي بنيت في عهد السلطان الأشرف بارسباي في سنة 836 هـ، على يدي "مصر خاتون" زوجة الأمير ناصر الدين محمد بن دلغادر . وتقوم اليوم دائرة الأوقاف الإسلامية بترميمها لتكون صالحة لاستخدامها كمكاتب لها . 2) المدرسة الكريمية : (دليل الموقع – 17) الواقعة بباب حطة، والتي بنيت في عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون، والتي أوقفت على يدي الصاحب كريم الدين بن عبد الكريم بن المعلم هبة الله في سنة 718 هـ، وتعرف اليوم بدار جار الله الذين ما زالوا يرابطون فيها . 3) المدرسة والتربة الأوحدية: (دليل الموقع – 18) الواقعة بباب حطة إلى الشرق من المدرستين الدوادارية والباسطية. وقد أوقفها الملك الأوحد نجم الدين يوسف بن الملك الناصر صلاح الدين في سنة 697 هجرية/ 1298 ميلادية وتعتبر أقدم نموذجاً للترب (جمع تربة) الأيوبية التي أقيمت في الفترة الأيوبية وبخاصة في الرواق الشمالي للحرم الشريف . 4) المدرسة الباسطية : (دليل الموقع – 19) الواقعة فوق الرواق مقابل المدرسة الدوادارية. وقد أوقفت على يدي القاضي زين الدين عبد الباسط بن خليل الدمشقي في سنة 834 هجرية/ 1413 ميلادية، هذا ويستخدم قسم منها اليوم كمدرسة (مدرسة البكرية للبنين) والقسم الآخر كبيت سكن لإحدى العائلات المقدسية . 5) المدرسة الدوادارية : (دليل الموقع – 20) الواقعة بباب العتم والتي بنيت على يدي الأمير علم الدين أبو موسى سنجر الداوادار (أي صاحب دواة السلطان وهو ما يعادل السكرتير الخاص به) وذلك في سنة 695 هجرية/ 1295 ميلادية، وهي اليوم مقراً للمدرسة البكرية الابتدائية للبنات . 6) المدرسة الأمينية: (سيأتي تفصيلها) . 7) المدرسة الفارسية: (سيأتي تفصيلها) . 8) المدرسة الألملكية: (سيأتي تفصيلها) . 9) المدرسة الأسعردية: (دليل الموقع – 24) . الواقعة فوق الرواق إلى الغرب من المدرسة المالكية. وقد أوقفت على يدي مجد الدين أبي بكر بن يوسف الأسعردي في سنة 760 هجرية/ 1359 ميلادية، وتستخدم اليوم كدار للسكن حيث يرابط فيها جماعة من آل البيطار . هذا وقد ذكر مجير الدين ثلاثة مدارس أخرى كانت تقوم فوق القسم الشرقي من الرواق الشمالي للحرم الشريف وتهدمت وأزيلت مع مرور الزمن، وهي الحسنية والطولونية والفنارية (4) . وقبل البدء بشرح بعض النماذج من هذه المدارس المذكورة أعلاه، لا بد لنا من عرض بعض الحقائق العلمية والأثرية (المعمارية) التي تخص عمارة المدارس المملوكية بالقدس والحرم الشريف وهي: 1- امتازت المدارس المملوكية بواجهاتها الرئيسية التي حددت الحدود الخاصة لكل مدرسة على حدة وذلك من خلال الإطار المميز المحيط بها. 2- اشتمل مخطط الطابق الأرضي للمدرسة المملوكية بشكل عام على : المدخل الرئيسي الذي يؤدي إلى الدركاة التي كانت عبارة عن (موزع) تؤدي إلى غرفة الضريح في جانب والغرفة المقابلة، (والتي من المحتمل أنها كانت للحراسة)، في الجانب الآخر ومن ثم يدخل إلى الساحة المكشوفة التي تتوسط المدرسة والمحاطة بالغرف الصغيرة (الخلاوي للتعبد/ جمع خلوة) وفي بعض الأحيان يكون الإيوان المفتوح في صدر الساحة المكشوفة والمحاط بغرفتين من كل جانب مثل ذلك في المدرستين الجوهرية والمزهرية (9) . وأما الطابق الأول الذي يصعد إليه من خلال السلم الحجري الواقع في زاوية ما في الطابق الأرضي، فيتألف في معظم الأحيان من الممرات المكشوفة التي تؤدي إلى الغرف والخلاوي المحيطة بها على غرار الخلاوي الواقعة في الطابق الأرضي، هذا وتجدر الإشارة هنا إلى وجود بعض الاختلافات من مدرسة إلى أخرى بشكل طفيف وليس جوهرياً . 3- تميزت عمارة المدارس المملوكية بعناصر معمارية نذكر منها: أ‌) الواجهة المعمارية التي تعتبر مفتاح المبنى بحد ذاته . ب‌) الإطار الحجري المزخرف أو المنحوت الذي يحدد الواجهة الرئيسية ومن ثم المعلم نفسه . ج) استعمال الحجارة الملونة وخاصة اللونين الأحمر والأبيض (المشهر) وذلك بترتيبها بصفوف (مداميك) حجرية متناوبة: أحمر وأبيض .. وهكذا .. وكذلك استخدام الحجارة ذات اللون الأسود . د) استعمال صفوف المقرنصات الهندسية المزخرفة وبخاصة فوق المدخل الرئيسي للواجهة الرئيسية في أعلى القوصرة، وكذلك استعمال الصنج المعشقة المشهرة . هـ) استعمال اللوحات النباتية والهندسية وبخاصة فوق شبابيك غرف الضريح والمدخل الرئيسي. و) استعمال الشريط الكتابي (النقش التذكاري) الذي يعتبر وثيقة تاريخية وأثرية في تدقيق الأثر نفسه حيث يعطينا اسم مؤسس المبنى وتاريخ إنشائه ووظيفته . ز) استعمال المصبغات الحديدية كحماية على الشبابيك الواقعة في الواجهة الرئيسية . وقد ارتأينا أن نعرض ثلاثة نماذج من المدارس المملوكية الواقعة في الرواق الشمالي للحرم الشريف وهي: الألملكية، الفارسية، والأمينية . المدرسة الألملكية : (دليل الموقع – 23) تقع المدرسة الألملكية في الرواق الشمالي للحرم الشريف بين المدرستين الفارسية من الجهة الشرقية والأسعردية من الجهة الغربية، ويدخل إلى المدرسة من خلال مدخلها الرئيسي الجميل الواقع في الجهة الغربية والذي يتوصل إليه بواسطة السلم الحجري المؤدي لكلتا المدرستين الألملكية والأسعردية . ويتألف مبنى المدرسة الألملكية من طابقين، الأول والذي يتكون من القاعة الرئيسة الواقعة في الجهة الجنوبية للمبنى وغرفة الضريح المدفون فيه جثمان زوجة الأمير آل ملك الجوكندار والغرف الصغيرة المحيطة بالساحة المكشوفة. وأما الطابق الثاني فيتكون من عدد من الغرف الصغيرة والكبيرة والتي أضيفت في الفترة العثمانية المتأخرة على يدي مالكيه (آل الخطيب) وذلك لتوسيع المبنى ليتناسب واحتياجات قاطنيه . هذا وتمثل عمارة المدرسة الألملكية متحفاً للعمارة المملوكية في القدس حيث اشتملت على معظم العناصر المعمارية المملوكية والتي تجلت في واجهتها الرئيسية ومدخلها الرئيسي من خلال استخدام الحجارة المشهرة (الملونة باللونين الأحمر والأبيض المتتاليين) وصوف المقرنصات المزخرفة والصنج المعشقة والنقش التذكاري الذي يشير إلى تاريخ عمارتها والرنوك (الشعارات) السلطانية التي تحف به من الجانبين والتي تشير إلى شعار الأمير جوكندار المتمثل بالعصا التي يحملها لاعب الكرة (البولو) حيث كان الحاج آل ملك مسؤولاً عن حمل عصا الملك الناصر محمد أثناء اللعب ومن هنا جاء لقبه بالجوكندار "plol masters". وأما من الداخل، فلم يقل مستوى استخدام العناصر المعمارية والزخرفية عن المستوى الذي استخدم في الواجهتين المذكورتين، فقط حافظ المعماري المملوكي على نسيج واحد متكامل ومتجانس سواء في داخل مبنى المدرسة أو خارجها وذلك ليعكس مدى جمال وتناسق الزخم المعماري المملوكي في الحرم الشريف .




مشكورين على الموضوع المميز




شكرا لك على هذا الدليل الاكثر من رائع ومميز

باركالله فيك وفي كل ماتقومين به




بارك الله فيك

مشكوووووووووووووووووووووو ووووورة

وفقك الله…..

تعليمية




بارك الله فيك و جزاك الله كل خير




التصنيفات
منتدى القدس عاصمة فلسطين

تجول بالمسجد الاقصى بالماوس

هل تريد أن تشاهد مسجد الأقصى من الداخل ؟؟!!

ادخل على الرابط أدناه ، ثم تستطيع التحكم بالصور من الماوس ( يعني خل الماوس على الصورة وحركها يمين ويسار ) وتقدر تزيد الزوم وتنقصه بعد بالضغط على الزر الايمن من الماوس

الرابط يستحق المشاهدة بجد اعجبني

مـــن هنــــا مسجــــــــــــد الأقصى
4040404040404040 type=text/40404040404040404040>function showSpoiler(block) {block.nextSibling.nextSibling.style.display =”block”;block.parentNode.removeChild(block);

}4040404040404040404040




جولة ولا اروع مشكوووووووووووورة شهودة




التصنيفات
اسلاميات عامة

طريق استرداد المسجد الأقصى : : الشيخ صالح السحيمي

طريق استرداد المسجد الأقصى

للشيخ صالح بن سعد السحيمي حفظه الله

تعليمية

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى))
ذلك أن الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، والصلاة في المسجد النبوي خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، والصلاة في المسجد الأقصى -رزقنا الله وإياكم فيه صلاة قبل الموت، بعد أن يطهره الله من الأدناس والأرجاس والأنجاس- الصلاة فيه بخمسمائة صلاة، وليس المقصود ما يسمى بقبة الصخرة، هذه لا قيمة لها كغيرها من القباب؛ لكن المقصود المسجد الأقصى بذاته، المسجد الأقصى الذي أضعناه لما ضَعُفَ إيماننا، وتسلط علينا شرار الخلق، وأراذل الناس، وإخوان القردة والخنازير.
ولن يعود، ولن يعود، ولن يعود إلا أن نعود إلى الله -عزَّ وجل-، لن يَصْلُحَ آخر هذه الأمة إلا بما صَلُحَ به أولها.
لا يعود بشعارات الرفض وبشعارات العلمنة، وبشعارات الولاءات المختلفة للشرق أو الغرب، أبدًا، لن يعود بالشعارات التي تطلقها كثيرٌ من المنظمات، أبدًا والله لن يعود، لله في خلقه سنن لا تحول ولا تزول، لن يَصْلُحَ آخر هذه الأمة إلا بما صَلُحَ به أولها، لن يعود بإقامة الحفلات والتباكي والصياح والاستغاثة بصلاح الدين، صلاح الدين -رحمه الله- أدَّى ما عليه، لكنه لا يغيثك بعد موته، لن يعود بعمل الحفلات وتمجيد البطولات، والاحتفالات بالبطولات المزعومة، وإنما يعود بالعودة إلى الله قولاً وعملاً واعتقادًا.
فإذا عدنا إلى الله قولاً وعملاً واعتقادًا عندها سترفع راية الجهاد -بإذن الله- الذي يكون جهادًا حقًا، جهادًا صحيحًا، ليس مغامرات، وليس تفجيرات بالأحزمة الناسفة، وليس ولاءات للجهة الفلانية، والجهة الفلانية؛ وإنما عندما يكون خالصًا لوجه الله؛ لتكون كلمة الله هي العليا، وعندما تُرفع راية التوحيد السالم من كل شبهة، ليس هناك تعلقٌ بالقبور ولا بأصحاب القبور، ليس هناك شعارات زائفة بتمجيد بعض الموتى والأحياء، لا، وإنما هناك كلمة الله، من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله.
وأما الذين يُذَبِّحون المسلمين في بلاد المسلمين ويسمون هذا جهادًا؛ فهؤلاء أتباع إبليس، وخُدَّامُ اليهود والنصارى تمامًا، لم يخدموا إلا اليهود والنصارى بهذه التفجيرات التي يزعمون أنها جهاد، وفي ماذا؟ في بلاد المسلمين، وبتكفير المسلمين، فلن يكون النصر على أيدي هؤلاء السَّفاحين السَّفاكين، أتباع بعض المفتين المفترين في الكهوف والظلمات، لا، لا يا عبد الله؛ لأن ديننا دينٌ واضح دينٌ أبلج، دينٌ في وضح النهار، ليس دين (الوهاد) والخلوات والفلوات والتجمعات والاستراحات، لا، هذا ليس دينًا، وإنما هو من تلبيس إبليس؛ يقول سفيان الثوري -رحمه الله-: "إذا رأيت الذين يتناجون في دينهم دون العامة فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة".
الدين ليس في الكهوف ولا في الظلمات، ولا في [الوهاد]، ولا في قتل المسلمين، ولا في نسف المنشآت في بلاد المسلمين، ولا في التخريب هنا وهناك، هذا ليس دينًا؛ إنما هو دين إبليس الذي سول لهم وأملى لهم {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف: 103-104]
فانتبه يا عبد الله، ليس الدين بالجعجعة ولا بالشعارات، ولا بالهتافات، ولا بيعيش فلان ويسقط فلان، ولا بالذين يطلبون المناصب ويريدون أن يتربعوا على الكراسي؛ إنما يتطلب أن يكون العبد مخلصًا لله -عز وجل-، وأن يكون عمله موافقًا لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لن ننتصر بعُبَّادِ القبور، ولا بمن يقول مدد يافلان وفلانة، ولا بمن يقول مدد يا برعي، مدد يا نقشبندي، مدد يا شاذلي، مدد يا مرغني، مدد يا حسين، مدد يا بدوي، مدد يا مرسي، مدد يا تيجاني، مدد يا مرغني، مدد يا عيدروس، لا، هؤلاء مشركون، الذين يطلقون هؤلاء الكلمات مشركون، عُبَّادُ القبور، لا يقبل الله منهم صرفًا ولا عدلاً، فانتبه يا عبد الله لن ننتصر بعُبَّادِ القبور، لن ننتصر بعُبَّادِ الأضرحة، لن ننتصر بعُبَّادِ المشاهد، لن ننتصر بعُبَّادِ الأشخاص، لن ننتصر بمن يعبد بني آدم من دون الله، لن ننتصر بمن يقول: أغثنا يا فلان ويا علان، لن نتصر بمن يقول: إذا كنت في هم وغم فنادني؛ إنما الذي ينادى عند الهم والغم هو الله وحده، فانتبه يا عبد الله، لن ننتصر بالذين يعكفون عند القبور ويقدمون لها الذبائح والنذور، ويدعونها من دون الله -تبارك وتعالى- العزيز الغفور، لن ننتصر بهؤلاء؛ بل هؤلاء أكبر معاول الخذلان والهزيمة.
نعم؛ حتى نرفع شعار التوحيد خاليًا صافيًا مصفى من أي خدش، لن ننتصر بعُبَّادِ العلمنة وأتباع الغرب المتفرنجين، ولا باتباع المتزمتين الخوارج، كلا الطرفين زائغون عن الحق، وضالون عن سواء السبيل، أهل الشهوات وأهل الشبهات، وهما أعظم تيارين تتعرض له أمتنا في هذا الزمان.
تيار الشهوات، تيار عُبَّاد الفروج، تيار عُبَّاد الشهوات، تيار أصحاب التمثيليات حتى التي يسمونها تمثيليات إسلامية، فإنها دجلٌ وسفه، تيار أرباب الشهوات، تيار المقلدين للغرب، تيار الذين يتنكرون للدين ويرون أن الحضارة في تقليد الغرب والمتفرنجين، وغزونا بشتى قنواتهم الفضائية الخبيثة، باسم التقدم تارة، وباسم الحرية تارة، وباسم الحضارة تارةً أخرى، وباسم العولمة تارةً أخرى، وباسم حرية الرأي تارةً أخرى، وباسم حقوق الإنسان تارة، وباسم حقوق المرأة -التي جُعِلت قميص عثمان- تارةً أخرى.

كذلك لن ننتصر بالخوارج الذين يستحلون دماء المسلمين، التكفيريين أدعياء الجهاد، الذين يقتلون المسلمين والمعاهدين والمستأمنين، ويستحلون ذلك ويسمونه جهادًا في سبيل الله، وحاشا لله؛ إنه جهادٌ في سبيل إبليس، ومن أجل إبليس، ومن أجل أعوان إبليس من الشرق والغرب، {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف: 103-104]
{ أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا} [فاطر: 8]
فانتبه لهذا يا عبد الله، انتبه لن ننتصر بهؤلاء الذين يتعلقون بالسفهاء حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام القابعين في الكهوف، والذين فرقوا الأمة وجعلوها شذر ومذر، وأعطوا بعض الشباب المُغرَّرِ بهم -بزعمهم- مفاتيح الجنة، وأنه ليس بينهم وبين الجنة إلا أن يقتلوا فلانًا وفلانًا ولو كان من طلاب العلم! ولو كان ممن يسهر على حراسة وحماية المسلمين ليل نهار!
نعم، أبدًا هؤلاء قتلة علي وقتلة عثمان -رضي الله عنهما-؛ فإياكم وإياهم، إياكم وإياهم، إنهم مجرمون إنهم أخطر على الأمة من أصحاب الشهوات؛ لأن الشهوات يَمُجُّهَا كل ذي فطرة سليمة، وكل ذي عقل سليم، كل واحد يعرف أن الزنا حرام وأنه قذر، وأن الخمر مضر، لاشك أنها بريد الكفر، المعاصي بريد الكفر؛ لكن أي عاقل حتى ولو لم يكن [كافرًا]، الآن في بلاد الكفار يمنعون المخدرات والتدخين، ليش؟ هل قصدهم التحريم؟ لا، قصدهم الضرر الصحي، فالعاقل يعرف أن هذه الأشياء مضرة، وأنها أسباب لكثير من الأمراض الفتَّاكة، لكن المصيبة على المسلمين من يتشدقون باسم الدين، والدين من كثير منهم براء.
فانتبهوا واحذروا من هذه الفئة الضالة بأطرافها المتعددة الكثيرة التي لا حصر لها في هذه الأزمنة، والزموا هدي النبي صلى الله عليه وسلم قولاً وعملاً واعتقادًا؛ فإن هذا هو طريق الخلاص، وهو طريق استرداد المسجد الأقصى إذا أردنا استرداده حقًا.
************
انتهى تفريغ المقطع
ملاحظة:
الكلمة التي باللون الأخضر: [كافرًا]
أحسب مقصود الشيخ -حفظه الله-: "مسلمًا" إذ هو الأنسب والمتفق مع السياق.

المصدر




بارك الله فيك على هذا الموضوع القييم
وحفظ الله الشيخ ونفعنا بعلمه
قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (محمد : 7 )
اما نحن الان تركنا ديننا واتبعنا شهوات الدنيا فسلط علينا اعدؤنا وصرنا نعيش في ذل وهوان لاننا لم نعمل بما وصانا به الني المصطفى (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ) فلما ضيعناها ضيعنا الله
لاحولة ور قوة الا بالله
نسال الله ان يرفع عنا هذا الذل ويهدي امة محمد صلى الله عليه وسلم الى الدين الحق والنهج القويم




تعليمية
بآآركــ اللهــ فيكــ غاليتيــ أمــ عبيد اللهــ ع الجلبـ الطيبــ
ودي..~~
تعليمية




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك اختاه

وجزاك الله خيرا

والله موضوع قيم وجيد




التصنيفات
منتدى القدس عاصمة فلسطين

رسوم كاريكاتير .تشرح معاناة المسجد الأقصى

تعليمية

تعليمية

تعليمية

تعليمية

تعليمية

تحياتي




تعليمية

تعليمية

تعليمية




مشكووووورة شذى الاقصى على الموضوع المميز .
رسوم كاريكتاير تشرح معاناة غزة هو موضوع لم افكر فيه و لكن ربما اضع الجزء الثاني ههههههههه .
دمت لنا .
تقبلي مروري و تحتي.




بارك الله فيك على الكريكتورات المهمة والتي تبين مدى الخطر الذي يواجه الاقصى والحفريات المستمرة والبحث عن الاوهام

بارك الله فيك على الموضوع القيم

تقبلي مروري




مشكورة احت شذى القصى لتزويدنا بصور عن الاقصى وبارك الله فيك




مشكورين (شهد العسل وسارة وعبدو) على المرور الكريم وجزاكم الله كل خير




شكرا لك على الموضوع




التصنيفات
اسلاميات عامة

ما يحدث في فلسطين إجرام وظلم وبغي في حق القدس وأهلها والمسجد الأقصى !


الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد : فإن القدس وبيت المقدس ، أرض مباركة نص القرآن على مباركتها في أكثر من موضع منها قوله تعالى : (
سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ ) . [ الإسراء : 1 ] . وقوله : ( وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ) . [ الأنبياء : 71 ] . وقوله : ( وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ ) . [ الأنبياء : 81 ] .

والمسجد الأقصى ثاني مسجد وضع في الأرض بعد المسجد الحرام ، فعن أبي ذر – رضي الله عنه – قال : قلت : يا رسول الله ! أي مسجد وضع في الأرض أول قال : ( المسجد الحرام ) ، قال : قلت : ثم أي ، قال : ( المسجد الأقصى ) . قلت : كم كان بينهما قال : ( أربعون سنة ) . [ الحديث أخرجه البخاري ومسلم ] .

وهو أحد المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال للصلاة فيها ، أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال : ( لا تشد الرحال إلاّ إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجد الرسول – صلى الله عليه وسلم – والمسجد الأقصى ) .

وهو أحد المساجد الثلاثة التي تضاعف فيها الصلاة ؛ كما جاء في حديث أبي الدرداء رفعه : ( الصلاة في المسجد الحرام بمئة ألف صلاة ، والصلاة في مسجدي بألف صلاة ، والصلاة في بيت المقدس بخمسمائة صلاة ) .

قال الحافظ في " الفتح " : (3/67) : قال البزار : ( إسناده حسن ) .

لذلك ولما لبيت المقدس والقدس من فضل ، ولما له من مكانة في الشريعة الإسلامية ومكانة في نفوس المسلمين واستشعارًا للمسؤولية . فإن " اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء " بالمملكة العربية السعودية تابعت ولا تزال تتابع بكل ألم ما جرى ويجري من التعديات والممارسات الظالمة التي تزداد يومًا بعد يوم ، وإخراج أهل الدور من دورهم ، وتشريد الآلاف من ممتلكاتهم ، والاستيلاء على بيوتهم ومزارعهم ومساكنهم ليقيم عليها اليهود مغتصباتهم التي يسمونها مستوطنات ، وما يقومون به من اعتداء على المصلين والمتعبدين ، وإقامة الجدار العازل ، وتشديد الحصار الاقتصادي ، وسحب الهويات ، والاعتقالات ، وتدني مستوى الخدمات ، وإغلاق المؤسسات الخيرية ، ومضايقة السكان بشتى ألوان المضايقات ، ولا شك أن هذا إجرام وظلم وبغي في حق القدس والمسجد الأقصى وأهل فلسطين .

وهذه الأحداث الأليمة توجب على ولاة أمر المسلمين الوقوف مع إخوانهم الفلسطينيين والتعاون معهم ، ونصرتهم ، ومساعدتهم ، والاجتهاد في منع اليهود من الاستمرار في عدوانهم واعتداءاتهم على المسجد الأقصى ، وإنهاء الاحتلال الظالم كل في ميدانه وموقعه قيامًا بالمسؤولية ، وبراءة للذمة .

هذا وإننا نوصي إخواننا المسلمين في فلسطين والقدس بتقوى الله تعالى والرجوع إليه سبحانه ، كما نوصيهم بالوحدة على الحق وترك الفرقة والتنازع لتفويت الفرصة على العدو الذي استغلها وسيستغلها بمزيد من الاعتداءات والتوهين .

نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يكشف الغمة عن هذه الأمة ، وأن يعز دينه ويعلي كلمته ، وأن ينصر أولياءه ويخذل أعداءه ويجعل كيدهم في نحورهم ، ويكفى المسلمين شرهم ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .

وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم إلى يوم الدين .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء




بارك الله فيكم على الكلام والمضمون المميز
نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يكشف الغمة عن هذه الأمة ، وأن يعز دينه ويعلي كلمته ، وأن ينصر أولياءه ويخذل أعداءه ويجعل كيدهم في نحورهم ، ويكفى المسلمين شرهم ، إنه ولي ذلك والقادر عليه




اقتباس:

http://www.visualdhikr.com/extra/aqsa_pano.php

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هناء تعليمية

نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يكشف الغمة عن هذه الأمة ، وأن يعز دينه ويعلي كلمته ، وأن ينصر أولياءه ويخذل أعداءه ويجعل كيدهم في نحورهم ، ويكفى المسلمين شرهم ، إنه ولي ذلك والقادر عليه


اللهم آمين
بارك الله فيكم




بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

شكرا لاخ الكريم ابو سليمان على الموضوع القيم

بارك الله فيك وجزاك الله الجنه




بارك الله فيك اخي ابو سليمان على الجلب الطيب للموضوع المميز
جعله الله في ميزان حسناتك و نفعنا به
تقبل مروري و تحيتي




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هناء تعليمية
بارك الله فيكم على الكلام والمضمون المميز
نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يكشف الغمة عن هذه الأمة ، وأن يعز دينه ويعلي كلمته ، وأن ينصر أولياءه ويخذل أعداءه ويجعل كيدهم في نحورهم ، ويكفى المسلمين شرهم ، إنه ولي ذلك والقادر عليه

وفيك بارك الله
اللهم أمين




بارك الله فيكم على المرور
ونسال الله تعالى ان يستجيب دعائنا