|
فتاوى في العقيدة والمنهج لفضيلة الشيخ ربيع ابن هادي المدخلي حفظه الله تعالى
فتاوى في العقيدة والمنهج ( الحلقة الأولى )
لفضيلة الشيخ العلامة ربيع ابن هادي المدخلي حفظه الله تعالى
السؤال : شيخنا – حفظكم الله – يقول السائل : هل تقريب الذباب شرك أكبر مخرج من الملّة ؟ الجواب : نعم ,إذا تقرب إلى غير الله بأيّ شيء ذبابا أو غير ذباب ؛إذا تقرب به إلى غير الله وجعله ندّاً لله ,أو تقرب لغير الله بالذبائح والنُّذور فهذا شرك – لا شك – واللهُ لا يغفر الشرك {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً } (النساء116) فدعاء غير الله شرك والذبح لغير الله شرك والنّذر لغير الله شرك ولو كان حقيراً يسيراً ,فإنّ هذا وإن كان حقيراً يسيراً لكنّك افتريت به على الله وجعلت فيه ندًّا لله ,وهذا ذنب عظيم لا يُغفَر ولو كان الشيء الذي تتقرب به لغير الله عزّ وجلّ حقيراً كالذباب أو دونه أو فوقه .
السؤال : فضيلة الشيخ ,يقول السائل : قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( رحِم الله أخي موسى لقد ابتلي بأشدّ من هذا فصبر ) ,فهل يدلّ هذا على أنّ موسى عليه السلام ابتُلِي أكثر ممّا ابتُلي ّ به نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم ؟الجواب : هذه القضيّة في المعارضة وليس في كلّ شيء ,هذا لماّ طعن ذو الخوصيرة في عدالته عليه السلام قال : (رحم الله موسى قد أوذِي بأكثر من هذا فصبر ) على كلّ حال هذا دليل على أنّ موسى نبيٌّ كريم ٌ وحليم وصبور ,لا كما يطعن فيه بعض السّفهاء ويقول : إنّه لا يصبر ,لا يتحمّل وسخِروا منه -والعياذ بالله – ! هذا من الأدلّة على أنّه كان يتحلّى بأكبر الأخلاق وعلى رأسها الصبر ؛فصبر على أذى بني إسرائيل ,كم آذوه ؟! وكم نقرأ في القرآن ,ماذا فيه من تعنت بني إسرائيل ؟ قالوا 🙁 أرنا الله جهرة ), ولما أمرهم بذبح البقرة ذهبوا يتعنتون وكم من الأوامر خالفوه فيها ؟ ولمّا قال لهم :الجهاد ,قالوا : لا, (اذهب أنت وربّك فقاتلا إناّ هاهنا قاعدون) ! آذوه كثيرا ويصبر ,والرسول أوذِي مثل هذا وأكثر من قومه المشركين ,موسى آذاه بنو إسرائيل يمكن أكثر من أذى فرعون له ؛لهم تعنتات وتعنتات ولما ذهب ليكلم ربه رجع فوجد عندهم وثنا يعني عجلا يعبدونه ! وهكذا سلسلة طويلة من التعنتات والمخالفات ,فالرسول عليه السلام استحضر هذه الآيات وهذه المواقف فقال : رحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر ,والله أعلم يريد بهذا الإشارة إلى شيء موجود وهو ما حصل في حنين من اعتراض ذي الخويصرة . السؤال : يقول السائل : هل هناك فرق بين نواقض الإسلام ونواقض الإيمان ؟ الجواب : الذي ينقض الإسلام ينقض الإيمان ,والذي ينقض الإيمان ينقض الإسلام ؛معناه كفر ,يخرج من دائرة الإيمان والإسلام ,لكن قل : هل هناك فرق بين الشِّرك وبين الكفر؟ يعني ورد في آيات أنّ الكفر يكون بالتكذيب مثلاً ,المشرك قد لا يُكَذِّب – بارك الله فيكم – لكن يتّخذ مع الله نِدّاً ,كثير من الناس يؤمن بأنّ الله هو الخالق ,الرّازق ويُؤمن بالجنّة والنّار وهذه الأشياء كلّها لكن يتّخذ مع الله أنداداً فهذا مشركٌ وفي نفس الوقت كافر لكن هذا يُطلق عليه شرك ( وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً.)
السؤال : يقول السائل : هل الأشاعرة هم من أهل السنّة والجماعة إلاّ في باب الأسماء والصِّفات ؟ الجواب : لا ,عندهم أشياء كثيرة ,وهل باب الأسماء والصفات هيِّن ؟! الأشاعرة في هذا العصر هم التِّيجانيّة والمرغنية والسهروردية والصّوفية القبوريين أكثرهم – نسأل الله العافية – سمّوا أنفسهم أشاعرة ,وسمّوا أنفسهم أهل السنّة !!
السؤال : هل من حرج أو جناحٍ في الاستعانة بالجنّ في الأمر المباح والمقبول شرعا ,علماً أنّه ليس هناك عمل أي شرك أو معصية مع الجنّ ؟الجواب : الاستعانة بالجنّ تدلّ على أنّ المستعين قد وقع في الشرك لأنّهم لا يساعدونه إلاّ بعد أن يكفر بالله عزّ وجلّ إمّا يبول على المصحف أو يصلّي إلى غير القبلة أو يصلي وهو جُنُب ,لابدّ أن يرتكب مكفِّراً بعد ذلك يتعاون معه والذي يقول لك أنا مسلم فلا تُصدّقه لأنّه كذّاب ؛فيهم مسلمون لكن إثبات إيمانه يحتاج إلى أدلّة .
السؤال : شيخنا -حفظكم الله – يقول السائل : هل الأنبياء أرواحهم وأجسادهم في السماء أم أرواحهم فقط ؟ الجواب : أرواحهم في الجنة ؛أرواح الشهداء ,أرواح الأنبياء ,أرواح المؤمنين كلّها في الجنّة ,إذا كان المؤمنون تسرح أرواحهم في الجنة حيث شاءت فكيف بالأنبياء عليهم الصلاة والسلام ؟! فليست أرواحهم في القبور كما يتصوره بعض الناس ,وإنّما هي في السماء في الجنّة ولا يلتقي الجسد والروح إلاّ يوم القيامة {يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً }(النبأ 18) هناك يبعثهم الله ,أول من ينشقّ عنه القبر محمد صلى الله عليه وسلم ؛هو أول من يُبعَث عليه الصلاة والسلام ؛وحديث 🙁 الأنبياء أحياء في قبورهم يُصَلون ) وإن كان صححه الشيخ الألباني فإنّه ضعيفٌ جدّاً – وهو أول حديث اعترضت به عليه رحمه الله .
السؤال : شيخنا -حفظكم الله – هل يُفهَم من ترتيب الأنبياء في السماء تفاضلهم ؟ الجواب : لا ,لا يُفهم هذا ,أمّا إبراهيم وموسى فيدلّ على هذا وأماّ غيرهما فلا ؛فإنّ عيسى من أولي العزم وهو في الثانية وإدريس دونه في الفضل ويوسف ,فلا يدلّ على الترتيب الدقيق . السؤال : يقول السائل : يذكر أهل العلم وجوهاً للجمع بين رؤيته عليه السلام لنبيّ الله موسى عليه السلام يصلي عند قبره عند الكثيب الأحمر ثم صلى بهم في المسجد الأقصى ثم رآهم في السماء ,فهل هناك وجه جامعٌ راجح ؟ الجواب : ليس هناك تناقض حتى نجمع ,رآه -وهو ذاهبٌ إلى بيت المقدس- يصلي في قبره ,معجزة من المعجزات ,ثم صلى معه في بيت المقدس مع الأنبياء ,ثم وجدهم في السماء .
السؤال : كيف الرد على من يزعم أنّ الإسلام ينقسم إلى لبّ و قشور ؟ الجواب: هذا يقوله كثير من النّاس على سبيل التحقير للمنهج السلفي وعلى سبيل التحقير للتّوحيد ! ويرون التّوحيد قشورا ! والغزالي صرّح بهذا في مقدمة كتابه ( السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث ) كانوا يتعلّقون بالقشور يعني يعرفهم بأنّهم على التّوحيد وعلى السنة ومع هذا وصفهم بأنّهم يتعلقون بالقشور ,على كلّ حال هذا تقسيم خبيث وضلال مبين واستهانة بمعظم جوانب الإسلام ! والإسلام كلّه لبّ ,لبّ اللبّ هو التّوحيد والبقية كلّه لبّ والحمد لله ,فنحن نقول ( الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها لا إله إلاّ الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ) ولا نحتقر شيئا من سنة النبي صلى الله عليه وسلم . وكلّ سنة من سنن الرسول صلى الله عليه وسلم ,وكلّ تشريع من تشريعاته تعلق بأيّ ناحية من نواحي الحياة فإنّ له المنزلة العظيمة عندنا والاحترام والتقدير ,وحتى الصوفية يرون أنّ من سخر بسنة من السنن المستحبات أنّه كافر ,فهذا إذا كان يقول قشور على وجه السخرية فهو كافر .
السؤال : ما الفرق بين القول بأنّ القرآن هو المعنى النفسي ,والقول بأنّ القرآن هو حكاية عن كلام الله ؟ الجواب : كلهم يقولون إنّه المعنى النفسي ! وهذا أصله كلام محمد بن سيعد بن كلاب وهذه الحروف والكلمات عنده ليست كلام الله بل هي حكاية عن كلام الله ! الأشعري قال مثله ؛أنّ الكلام هو الكلام النفسي وهو صفة قائمة بذات الله تبارك و تعالى ليس بحرف ولا صوت ,و إنّما هو عبارة عن كلام الله ,فكلاهما يشترك في القول بأنّ القرآن أو كلام الله معنى نفسي قائم بذاته ,وهذه الحروف والكلمات مخلوقة فجاءوا بهذا الضلال ! وكل هذا كلام فارغ ,الكلام صفة من صفات الله تبارك وتعالى القائمة بذاته ولكنه يتكلم متى شاء وإذا شاء – سبحانه و تعالى – بكلام يسمعه منه الملائكة و يسمعه منه جبريل ويبلغه إلى عباده " وكلّم الله موسى تكليما " وسمع موسى كلام الله عز وجلّ الذي تكلّم به . فالكلام صفة قائمة بذات الله عزّ وجلّ ,ولكنها من وجه آخر متعلقة بمشيئة الله يتكلم متى شاء و بما شاء كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله " الكلام قديم النوع حادث الآحاد " ,حادث الآحاد بمعنى متى شاء تكلم ,قديم النوع بمعنى صفة كالعلم والقدرة والإرادة قديمة قائمة بذات الله تعالى .
السؤال : أحسن الله إليكم ,هذا سائل يقول : تكثر في بعض المساجد أنّه مكتوب في محاريبها ( يا الله ,يا محمد ) ,هل تجوز الصلاة في مثل هذه المساجد ؟ الجواب : هذه الظاهرة رأيناها في باكستان وفي أفغانستان – مع الأسف الشديد – رأيناها والله في سيارات المجاهدين ؛يسمون أنفسهم مجاهدين ! وهم لا يقبلون النصيحة ,ويصِّرون على هذه الشِّركيات ! ترى في دكاكينهم ,وفي مساجدهم (يا الله ,يا عليّ ,يا غوث ,يا حُسَين ,يا عبد القادر ,يا كذا ,يا كذا ) إلى آخره من الشِّركيات ! الاستغاثة بغير الله شرك ؛تقول : يا محمد ,هذا شرك بالله ,محمد رسول الله ,عبد الله ورسوله عليه الصلاة والسلام ,إذا قلت :يا الله ,يا محمد – يعني – جعلته ندًّا لله تبارك وتعالى ,الرسول عليه الصلاة والسلام ما جاء إلاّ لهدم هذه الوثنية وليُقيم الملة العوجاء وعلى رأسها الشِّرك بالله عزّ وجلّ ,جاء ليطهِّر الدنيا والقلوب والأذهان والعقول من الشّرك بالله عزّ وجلّ وأقذاره ,وعلّمنا خالص التّوحيد بنصوص القرآن ,ونصوص السنّة ,وبتطبيقاته العمليّة عليه الصلاة والسلام ,وأمرنا بهدم القبور عليه الصلاة والسلام ,وهدم الأوثان ,وقال : ( لا تشدّوا الرّحال إلاّ لثلاثة مساجد – فقط لا قبور ولا شيء – المسجد الحرام ,ومسجدي هذا ,والمسجد الأقصى ) لأنّ هذه المساجد بناها الأنبياء لتوحيد الله وإخلاص الدين لله عزّ وجلّ . وبدأ هذا في المدينة -وبحُكم أننا نعرف هذه الأشياء- عرفنا كيد أهل البدع ؛يكتبون :
(الله ,محمد) . كان واحد اسمه سراج الرحمان زاملني في الجامعة وهو من تلاميذ أبي الحسن النّدوي – فما أدري – رأيت هذا في كينيا أو حكيتُ له قصة هذه التي بدأت تنشأ في المدينة ,قال : قال أبو الحسن النّدوي :كلمة (الله ,محمد) هذا كفر ؛يعني محمدٌ ندٌّ لله عزّ وجلّ ؛الله محمد يعني سواء ,لا إله إلاّ الله محمد رسول الله ,أشهد أن لا إله إلاّ الله وأشهد أنّ محمدا رسول الله , أشهد أن لا إله إلاّ الله وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله ,هذه أعلى منزلة لهذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ,ويقول صلى الله عليه وسلم : ( لا تُطروني كما أطرت النّصارى عيسى ابن مريم ,إنّما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله ) . فرأيت هذه الظاهرة وكنت أحاربها ,وإذا رأيتها في المسجد أنصح إمام المسجد . وفي مسجد القبلتين – مسجد العمودي – ,كلمت الإمام ,ما فعل شيئا !كلمت العمودي صاحب المسجد فبادر جزاه الله خيراً ومحا هذه الأشياء . وفي المسجد الذي بجواري في المدينة كتبوا ( الله ,محمد ) فنصحت الإمام قال : نغيرها ,نغيرها ,فتماطل ولم يغيرها ! وكان هناك شاب جيّد قال : أنا أكفيك إيّاها ثم ذهب وغطاها ,وانتهت والحمد لله . الشاهد : أن في يوم من الأيام وأنا قادم من (بطحان) وداخل المدينة فإذا أمامي سيارة (أونيت ) فيها بالخط الأحمر ( يا الله ,يا محمد ) فحركت سيارتي وراء هذه السيارة فأسرع ,فهم أنني لاحظته ,أسرع فأسرعت وراءه وطاردته حتى وصلنا (قربان) وقّف السيارة ونزل وقال : هل أمسحها ؟ وأنالم أكلمه بعد ! عارف لأنّه أحسّ بذلك ,قلت : نعم امسحها ,فهذا يؤكد أنه غزو ؛غزو هؤلاء القبوريين الخرافيين في بلاد التوحيد !! أنا أذكر أن أول مسجد بني وضعت له قبة في العهد السعودي ,فأنكر هذا طلاب العلم وجاءوا بالشيخ ابن حميد و..و..-ما أدري كيف انتهت على كل حال – كان يعني يعرف أنّ البلاد هذه ما فيها قِباب في المساجد ,وحتى الملك سعود لما وسع المسجد هذا والمسجد النبوي ,ليس فيهما قباب حتى التوسعة الموجودة الآن ليس فيها قباب –بارك الله فيكم – على السنّة لأنّ القباب هذه تقليد للنصارى ؛الكنائس هي التي يضعون فيها مثل هذه القباب ,وربما يضعون هذه القباب للصالحين الذين يدفنونهم في القبور ( لعن الله اليهود والنصارى اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) فترى الآن كثرة المساجد التي تُنفَق عليها الملايين يضع فيها قباب ,يضع فيها زخارف – فالله المستعان – ! والله يمكن هؤلاء يا ليت الأمر كفافاً لهم , لا لهم ولا عليهم ,ملايين نبذلها ثم يطلع المسجد بهذا الشكل !! يشبه الكنيسة ,هذه مصائب ,والرسول صلى الله عليه وسلم بيّن أنّ من علامات الساعة زخرفة المساجد وهذا أسوأ من الزخرفة ,فكانت هذه البلاد على السنة – والحمد لله -ظاهراً وباطناً في المساجد وفي غيرها وبدأ أهل الخرافات يدبّون ويدسون حاجة هنا ومرة هناك حتى كثُر هذا الشرّ – نسأل الله العافية – . نسأل الله أن يوفق المسلمين للاعتزاز بهذا الدين الحقّ الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وأخرجنا به من الظلمات إلى النّور ومن الضلال إلى الهدى عليه الصلاة والسلام .
(منقول من شبكة سحاب )
للامانة الموضوع منقول
|
|