التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[صوتية وتفريغها] الشيخ العلَّامة ربيع المدخلي: .هذه من الآيات العظيمة ال

تعليمية تعليمية
[صوتية وتفريغها] الشيخ العلَّامة ربيع المدخلي-حفظه الله-: …هذه من الآيات العظيمة الداعية إلى توحيد الله-تبارك وتعالى-.

بسم الله الرحمن الرحيم


يقول الله-تبارك وتعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنزلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)(البقرة/ 12-22).

التعليق:

هذه من الآيات العظيمة الداعية إلى توحيد الله-تبارك وتعالى-، وإخلاص الدين له، ومحاربة الشرك واتخاذ الأنداد مع الله-تبارك وتعالى-، ساق هذه الآية يدعوهم إلى توحيد العبادة ويسوق الأدلة والحجج والبراهين على أنَّه المعبود الحق وحده لا شريك له في ذلك.

وهو الذي خلق السماء وجعلها سقفًا محفوظًا لكم، وجعل الأرض لكم قرارًا، وجعل لكم خلالها أنهارًا، وأنزل من السماء ماءً فأنبت لكم به من أنواع النباتات وضروب الثمرات-سبحانه وتعالى-.

فالذي خلقكم-أوجدكم من العدم-وأنعم عليكم بهذه النعم وسخَّر لكم ما في السماوات وما في الأرض هو المعبود وحده الذي يستحق العبادة لا شريك له-سبحانه وتعالى-في شيء من العبادات.

فطريقة القرآن أنَّه يأتي بالآيات الداعية إلى التوحيد ويدعمها بالأدلة الدالة على توحيد الإلهية، ويدعمها بالأدلة الدالة توحيد الربوبية، فالرب هو الخالق الرازق المحيي المميت، والرب هو المعبود وهو الذي يستحق العبادة لأنَّه هو الرب الخالق الرازق المحيي المميت-سبحانه وتعالى-، فلا يجوز أن يتَّخذ معه ندًّا فإنَّ ذلك من أعظم الجرائم وأكفر الكفر وأشد الشرك بالله-تبارك وتعالى-.

والقرآن مليء بالدعوة إلى توحيد الله-تبارك وتعالى-بأنواعه، توحيد العبادة، توحيد الربوبية، توحيد الأسماء والصفات، والسنَّةُ كذلك، ولكنَّ كثير من الناس جهلوا هذا فوقع كثير منهم في الشرك في العبادة، وكثير منهم يخلط بين الشرك في العبادة وبين الشرك في الربوبية ويضيف إلى ذلك تعطيل صفات الله-تبارك وتعالى-.

والله-سبحانه وتعالى-ميَّز الطائفة الناجية المنصورة بأن تبقى على هذا الدين الحق وعلى إثبات أنواع التوحيد لله-تبارك وتعالى-، ومحاربة كل أنواع الشرك وألوانه، هم الوحيدون الذين ثبتوا على هذا الحق وعلى هذا النور وعلى هذا الهدى ( لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ [تبارك وتعالى] وَهُمْ كَذَلِكَ)[1].

فاعرفوا هذا المنهج وتمسكوا به وعضُّوا عليه بالنواجذ وادعوا الناس إلى ذلك بالعلم وبالحجج والبراهين ( …فَوَاللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا، خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ)[2].

فالآيات كثيرة في القرآن حرَّم الله الدعاء وجعله شركًا أكبر ( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ * وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاء وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ)(الأحقاف/ 5-6).

فهنا يقرِّر في هذه الآية من سورة الأحقاف أنَّه لا أضل مِمَّن يدعو غير الله، ( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ…)، لو وقفت تدعو مئات السنين، تدعو الأموات والأنبياء والملائكة من دون الله-تبارك وتعالى-لا يمكن أن يستجيبوا لك (…وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ) كما قال الله-تبارك وتعالى-، ولا يدرون ولا يشعرون بهذا الدعاء الباطل وهذا الشرك الأكبر-والعياذ بالله-.

ثمَّ حكم في آخر الآية على هذا الدعاء بأنَّه كفر، قال: ( …وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ)، أي: دعائهم يجحدونه، يقولون: نحن ما أمرناكم أن تتخذونا أندادًا مع الله وأن تدعونا مع الله-سبحانه وتعالى-، يتبرؤون منهم.

وحكم الله في هذا الدعاء بأنَّه ضلال، الدعوة لله، وأنَّه كفر بالله-تبارك وتعالى-، ( وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ)(فاطر/ 13)، افهموا هذا أيها الإخوة.

( وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ…)، هناك من يدعو عيسى[عليه الصلاة والسلام]، هناك من يدعو العزير[عليه الصلاة والسلام]، هناك من يدعو الرسول[صلى الله عليه وسلم]، هناك من يدعو الأولياء.

( وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ)، هذا الكون كله ملك الله (لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ…)(البقرة/ 284)، سبحانه وتعالى، لا شريك له في شيء من ذلك ولا في مثقال ذرَّة، فهؤلاء المدعوُّون من دون الله وإن كانوا أنبياء وإن كانوا صالحين الله لا يرضى أن يتخذ معه أندادًا-سبحانه وتعالى-، وإن كان الله يحبهم ويرضى عنهم لأنَّهم دعاة إلى توحيده وإلى إخلاص الدين لله، فكيف يتخذون أندادًا مع الله-تبارك وتعالى-؟.

ومع هذا في المقام تقرير التوحيد يبين الله الحقائق كما هي واضحة جليلة ( وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ)، الملائكة والأنبياء والصالحين ما يملكون من هذا الكون مقدار قطمير، القطمير هو: (الخيط في النواة)، والنقير هو: (النقرة في ظهرها) ما يملكون من قطمير.

الذي لا يملك قطميرًا من هذا الكون كلُّه كيف تتخذوه ندًا لله-تبارك وتعالى-وتدعوه وتستغيثوا به وهو لا يملك قطميرًا من هذا الكون؟، والله هو المنفرد بخلق هذا الكون وملكه-سبحانه وتعالى-ولا شريك له في شيء من ذلك، فالآية هذه من ضمن آيات كثيرة تبين توحيد الله-تبارك وتعالى-.

( وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ…)، هل هناك يعني: هل يليق بإنسان ينتمي إلى الإسلام أن يقرأ هذه الآية التي يصدع الله فيها أنَّ المدعوِّين لا يملكون قطميرًا وأنَّهم لا يسمعون الدعاء (إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ…)، كيف ما تصدِّق ربك؟، كيف ما تؤمن بالقرآن؟، (إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ…)، هذا كلام الحق كيف تشك فيه؟، الله يقول: ما يسمعون! أنت تقول: يسمعون! والله أعتقد في أنَّهم يعلمون الغيب وأنَّهم يتصرفون في الكون!.

ويدعونهم من آلاف الأميال: يا عبد القادر! يا بدوي! يا جيلاني! يا فلان! يا فلان! يا رسول الله!، يكون في الهند وهو يدعو عبد القادر في العراق ميِّت مات من زمان، يعتقد أنَّه يسمعه وأنَّه يستجيب دعائه وأنَّه يغيثه وينقذه من الكربات، وكذلك البدو! وكذلك…وكذلك، هذا ضلال مبين-والعياذ بالله-.

الذي أوقع كثيرًا من الأمَّة في هذا الضلال إنَّما هم الروافض الزنادقة، والصوفية وفيهم زنادقة وملاحدة، أوقعوا الأمَّة في هذا الضلال ودعوهم إلى عبادة غير الله، والذبح لهم، والنذر لهم، وتشييد القباب والبناءات على قبورهم، ما فعل اليهود والنصارى فعلًا إلَّا وفاقهم كثير من المسلمين في هذه الأفاعيل الشنعاء.

فادعوا الله-سبحانه وتعالى-وحده وعلِّموا الناس هذا واعبدوه وحده وربُّوا أنفسكم وربُّوا أولادكم وأسركم وعشائركم على توحيد الله الخالص، فإنَّك والله معرض للنار والخلود فيها إن لم تتقن التوحيد، تتقن معنى لا إله إلا الله محمد رسول الله، التي تسأل عنها في قبرك وتخرج بها إن كنت عاصيًا من النار، تخرج بهذا التوحيد.

فلو جئت بمليء الدنيا من نفقات من الذهب والفضَّة وأنت مشرك بالله يجعل الله ذلك كلَّه هباءً منثورًا، ولو عبدت الله ما عبدتَّه وأنت تتخذ معه أندادًا مع الله-تبارك وتعالى-فلن يقبل الله ذلك منك ويراه شركًا-سبحانه وتعالى-ويعاملك معاملة المشركين.

نسأل الله أن يثبتنا وإيَّاكم على دينه الحق وعلى توحيده وأن يهيئ للأمة دعاة صادقين ناصحين مخلصين ليخرجوهم بعد الله من هذه المتاهات ومن هذه الضلالات التي أوقعهم فيها الروافض والصوفية والمتكلمون.

المتكلمون لهم دور في تضليل الأمَّة، أهل الكلام وهم المعتزلة والجهمية والخوارج لهم دور كبير في تضليل الناس حتى في معنى لا إله إلا الله، يقولون لك: معنى لا إله إلا الله: لا خالق لا رازق!، الله لا خالق ولا رازق غيره لكن ليس هذا معنى لا إله إلا الله، لا إله إلَّا الله معناها: لا معبود بحق إلَّا الله، فلمَّا ضيعوا هذا المعنى-معنى لا إله إلَّا الله-وقعوا في المتاهات هذه.

فبينوا للناس معنى لا إله إلَّا الله التي لو وضعت في كفَّة والسماوات بمن فيها والأرض بما فيها في كفَّة لرجحت بهنَّ لا إله إلا الله، كلمة التوحيد هذه لها منزلة عند الله-تبارك وتعالى-، لا يرقى إليها أي عمل.

وفَّقنا الله وإيَّاكم وثبَّتنا على الحق إن ربنا لسميع الدعاء، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم[3].

قام بتفريغها: أبو عبيدة منجد بن فضل الحداد
الاثنين الموافق: 13/ شعبان/ 1443 للهجرة النبوية الشريفة.

[1] (عن ثوبان-رضي الله عنه-/ صحيح مسلم/ 170)

[2] (عن سهل بن سعد-رضي الله عنه-/ صحيح البخاري/ 3701)

[3] (مجالس رمضان في التعليق على تفسير الحافظ ابن كثير لآيات من القرآن الكريم عقدها فضيلة الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي-حفظه الله تعالى ورعاه-، في بيته بمكة المكرمة خلال شهر رمضان المبارك لعام اثنين وثلاثين وأربع مئة وألف (1432) للهجرة النبوية الشريفة.)

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
القران الكريم

وقفات مع سورة الزمر للشيخ ربيع بن هادي المدخلي

تعليمية تعليمية

وقفات مع سورة الزمر للشيخ ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله-

وقفات مع سورةالزمر

وقفات مع سورة الزمر

للشيخ الدكتور/

ربيع بن هادي المدخلي

حفظه الله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم

في أحد مجالس رمضان لعام 1443 هـ

قال الشيخ ربيع حفظه الله لأحد الإخوة الحاضرين في المجلس:
اقرأ من قول الله تبارك تعالى ( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ ) إلي آخر السورة(1).
فقرأ الأخ هذه الآيات:
(وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (65) بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (66) وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ (68) وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (69) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ (70) وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ (71) قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ(72)وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (74) وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )، سورة الزمر.
وبعد قراءة الأخ لهذه الآيات شرع الشيخ/ ربيع – حفظه الله- في الشرحوالتعليق.
فقال: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتّبع هداه.
من فهم هذه الآيات،لم تدع مقالاً لقائل، وماذا سيكون كلامي حول هذه الآيات، إنه كلام الله.
في هذه الآيات تحذير الله تبارك وتعالى من الشرك فإنه أعظم الذنوب وأعظم الظلم، الله يتهدد عباده بأنهم إذا وقعوا في الشرك ليحبطن أعمالهم ، يقولها للأنبياء، إذا كان هذا الوعيد للأنبياء فكيف بالناس الآخرين.
( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ )، يا محمد ( وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ )، من الأنبياء، قيل لكل واحد منهم ( لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِين )، هنا تظهر عظمة الله تبارك وتعالى وجلاله، ويتضاءل أمامه كل شيء سبحانه وتعالى، الأنبياء يهددهم الله ويهدد الملائكة ويهدد كل من يعصيه سبحانه وتعالى الجبار القاهر كل شيء يخضع لجلاله وعظمته ويذل أمامه سبحانه وتعالى، فلا يتعاظمه شيء سبحانه وتعالى ( لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِين )، الشرك يبطل العمل ولو جئت بأعمال مثل الجبال وأشركت بالله عز وجل لذهبت هباءً، كل هذه الأعمال تذهب، ( وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا ) الفرقان – آية 23، فلنحذر الشرك كبيره وصغيره، دقيقه وجليله، لنخلص الدين لله رب العالمين، نعرف التوحيد بتفاصيله، والشرك بتفاصيله، الشرك نعرف تفاصيله حتى لا نقع في شيء منه، والتوحيد نعرف تفاصيله حتى لا نقصر في شيء منه، قال تعالى: ( لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِين )، ويا لها من خسارة، لأن عاقبة الشرك الخلود في النار ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ) النساء – الاية 47، ( إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) لقمان – الآية 13، والعياذ بالله كما في سورة لقمان إذ قال لقمان لابنه (يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) لقمان – الآية 13 ، لا يتصوره العقل و لايدركه الخواطر عظيم، عظيم في غاية العظمة، ولذى يستحق صاحبه الخلود في النار أبد الآبدين، فنعوذ بالله من الشرك صغيره وكبيره، ودقيقه وجليله ( بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ )، أخلص الدين لله وحده سبحانه وتعالى ( بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ )، يعني هذا حصر العبادة لله، تقديم المعمول يقتضي الحصر مثل قوله ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ)، بل الله فاعبد، وحده سبحانه وتعالى، ولا تجعل له نداً لا من الملائكة ولا من الجن ولا من الإنس ولا من الأشجار بل أخلص له العبادة وحده، واعرف هذه العبادة، اعرف هذه العبادة حتى تعبد الله على علم، لا تعبده على جهل وضلال، ادرس هذه العبادة من كتاب الله ومن سنة رسوله عليه الصلاة والسلام، افهمها حق الفهم وتقرب بها إلى الله لأنه ما خلقك إلا من أجلها، عبادة تقوم بها ما خلقك من أجل الدنيا فقط، خلق الدنيا للامتحان والابتلاء، يراك أتعبده وتشكره أو لا؟ ( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا) الملك – الآية 2، أحسن الناس عملاً : هو المخلص الموحد، هذا هو أحسن الناس عملاً الممتثل لأوامر الله والمنتهي عن نواهيه، ( وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ )، قرأت أمس في الشكر، الشكر التزام طاعة الله والثناء عليه، حمده والاعتراف بفضله ومنّه، وإدراك أنه لو أفنيت حياتك في عبادته ما جازيت أدنى نعمة من نعمه سبحانه وتعالى، فيجب أن تلهج بقلبك ولسانك وجوارحك بشكر الله تبارك وتعالى.
ثم قال عن الكفار الذين يعبدون غير الله ويتخذون معه أنداداً وللعصاة أيضاً ( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ) الله العظيم الجليل، لو قدروه حق قدره ما عبدوا غير الله أبداً ولم يتخذوا معه أنداداً بل لما عصوه إطلاقاً، فما يعبد غير الله، أو يعصي أوامره إلا إنسان ما عظم الله، ولا قدره حق تقديره، وما عظمه حق تعظيمه، وما أجله حق إجلاله، سبحانه وتعالى، ثم برهن على عظمته، تصور ( وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ )، هذا الذي يقبض الأرض والسموات بيمينه كيف يُعصى، الذي حاله بلغ من العظمة والقدرة والربوبية والإلوهية والجلال، إن السموات والأرض كحبة رمل في يد أحدنا وتعالى الله عنالأمثال، الكون كله في قبضته كل شيء يتضاءل أمام عظمته وجلاله، فكيف يُعصى من هذا شأنه، خلقك لعبادته وخلق هذا الكون وهذه قدرته وهذه عظمته وهذا جلاله كيف تعصيه، كيف تعصيه، يعني الإنسان يخاف من إنسان مثله يخاف من جندي ما يستطيع أن يخالف أوامره، جندي مثلك مخلوق ويبول ويتغوط ويمرض إلى آخره وتخاف منه ولا تخاف الله عز وجل هذا العظيم الذي خلق هذا الكون ودبره والسموات مطويات بيمينه والأرض في قبضته كيف تعصيه سبحانه وتعالى، سبحانه وتعالى عما يشركون نزه نفسه كيف تتخذ معه أنداداً من الأصنام المنحوتة التي تصنعونها بأيديكم ومن الأحجار ومن الحيوانات، فيه ناس يعبدون القرود والخنازير إلي غير ذلك ( قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ) عبس – الآية 17، ( إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) إبراهيم – الآية 34، إلي الله المشتكى، سبحانه تنـزه عما يشركون، شرك الربوبية وشرك الإلوهية، هناك أناس يقولون نحن مسلمون ويدّعون في مخلوقين ضعفاء مثلهم، أنهم يعلمون الغيب ويتصرفون في الكون، ويكشفون الكروب، هؤلاء من المنتمين للإسلام فكيف بالنصارى واليهود والوثنيين وما قدر الله حق قدره وما قدر الله حق قدره.
قال تبارك وتعالى عن مآل هذا الكون ونهايته ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ )، مخلوق من مخلوقات الله يبلغ من القوة أن ينفخ نفخة واحدة فيهلك كل من في الكون إلا من شاء الله كلهم، ما أضعف الإنسان ما أضعف المخلوقات أمام عظمته سبحانه وتعالى، وهذا المخلوق إسرافيل ينفخ في آلة الصور، ينفخ فإذا بهم قد هلكوا، هذه نفخة الصعق وقبلها نفخة الفزع وتأتي بعدها نفخة البعث، نفخات ثلاث نفخة الفزع ونفخة الصور ( فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ)، وهذه الصاعقة ( وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ )، يموتون كلهم الملائكة والإنس والجن إلا من شاء الله قالوا المستثنى هم الشهداء لأنهم أحياء عند ربهم، لأنهم ضحوا بأرواحهم في سبيل الله فيكافئهم الله بهذه الحياة ( فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ )، وبعدها نفخة البعث ( ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُ2رُونَ )، يهلك الناس من الصعقة إلا من شاء الله ثم ينـزل الله مطراً كالطل أربعين سنة أو كذا ثم لما تتكامل الأجساديأمر الله بالنفخ في الصور فتعود الأرواح إلي أجسادها بنفخة واحدة من مخلوق من مخلوقات الله عز وجل ( فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ) عظمة الله وقدرته سبحانه وتعالى.
( وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا )، يأتي بعدها القضاء ، تتجلى الأرض بنوره وجلاله سبحانه وتعالى ويقضي بين العباد يأتي بالنبيين والشهداء، يأتي بالأنبياء فيشهدون على أممهم ويأتي بالشهداء من الملائكة يشهدون على الناس بما قدموا في هذه الحياة من أعمال صالحة أو طالحة، أعمال خير وأعمال شر لا يظلمون مثقال ذرة وتنصب الموازين وتدنوا الشمس من الناس وهم في الموقف حتى ما يكون بينها وبينهم إلا مقدار ميل، قال الراوي: لا أدري ميل المكحلة يعني الصغير أو ميل المسافة وينزل بالناس من الأهوال والكروب ما لا يعلمه إلا الله تبارك، وتعالى ويأتي الله لفصل القضاء فيحاسب عباده سبحانه وتعالى وتنصب الموازين ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) الزلزلة – الآية 7،8، وبعد ذلك يساق الكفار إلي النار ( وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا )، كل شكل مع شكله اليهودي مع اليهودي والنصراني مع النصراني والي آخر الملل والنحل، وتتبع كل أمة ما كانت تعبد إلي النار، ينظر الكفار إلي اليهود ماذا كنتم تعبدون قالوا، كنا نعبد عزير ابن الله قال كذبتم،كذبتم ما كنتم تعبدون، ثم يؤمر بهم إلي النار فيقولون ربنا عطشنا فاسقنا فيشار لهم إلي النار فإذا بها تحترق بعضها بعضاً فيتقاذفون فيها ويتواردون فيها، ويقال للنصارى ماذا كنتم تعبدون، فيقولون كنا نعبد عيسى ابن الله ،يقال لهم كذبتم ماذا تريدون قالوا عطشنا نريد أن تسقنا، فينظرون إلي النار فإذا هي كالسراب يحرق بعضها بعضاً فيتواردون فيها، هذا معنى الحديث، ويدخل الوثنيون وغيرهم من الملل الكافرة في النار ( وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا )، ( يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا)،يسوقونهم كما تساق الحمير في غاية الذل في غاية الهوان إلي النار والعياذ بالله.
( حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا )، مغلقة إذا جاءوها فتحت أبوابها فجأة، يعني يلقون من الحر والهول ما لا يتصورنه، وكيف وتستقبلهم الملائكة؟ بالإهانات والتوبيخ والتبكّيت (حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا )، هم غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ( أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى )، اعترفوا ، في الأول في الحياة الدنيا كذبوا الرسل وسخروا بهم واستهزءوا بهم الأنبياء يتلون عليهم آيات الله والآيات والمعجزات الظاهرة تدل على عظمة الله وعلى إلوهيته وعلى صدق أنبيائه ورسله، استهزءوا وسخروا منهم وكذبوهم وقتلوا بعضهم و…. و…. إلي أخره (أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِ رَبِّكُمْ )، تبين إلوهيته وتوحيده وأنكم عباده يجب أن تعبدوه ويجب أن تؤمنوا بتشريعاته وتنقادوا لأوامره، ما جاءوكم حتى استحققتم هذا المصير؟ قالوا جاءوا ( وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى )، هذا المصير: هذا المصير المهلك، قالوا الذين يعصي الله، ويكذب رسله مصيره النار ويصفون لهم هذه النار ويبينون لهم أهوالها، ويصفون لهم الجنة ويبينون لهم ما فيها من النعيم، من وحد الله فهذا جزاؤه ومن أشرك به وعصاه فهذا جزاؤه بينوا لهم كل شيء ( أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى )، يندم الآن لا ينفع الندم، ما ينفعهم إيمانهم والاعتراف والتصديق الآن ما ينفعهم، لان المؤمن: هو الذي يؤمن بالغيب ويتّبع الرسل ويصدقهم في كل ما يقولون، أما أن يكذب الرسل حتى إذا شاهدوا ما كانوا يكفرون به وتظهر لهم الحقائق كما هي قال آمنت هذا لا يقبل منه، (لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ)، حتى في الدنيا، الذين كذبوا الرسل وجاءهم العذاب في الدنيا، فإذا شاهد العذاب قال آمنت لا ينفعهم إيمانهم فات الأوان يعني عندما شاهد الحقائق أمامه يصدق، أنت كنت تكذب الرسل عندهم الآيات والمعجزات والبراهين وأنت تكذبهم الآن تؤمن لا ينفعك إيمانك ( قَالُوا بَلَىوَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ )، هذه أظن يقولونها هم، ويمكن إن قالتها الملائكة لهم ( وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ )، كلمة العذاب كلمة الله عز وجل ( لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) هود – الآية 119، الله سبحانه وتعالى خلق الناس فريقين فريق في النار في السعير وفريق في الجنة فمن أراد الله به أن يكون شقياً ومن أهل النار عمل بأعمال أهل النار وصدقت فيه كلمة الله ووعده سبحانه وتعالى، ومن أراد له السعادة يسره لعمل أهل السعادة ودخول الجنة ( لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) الأنبياء – الآية 23، سبحانه وتعالى، الله خلق العباد وقسمهم قسمين أشقياء وسعداء، نطلب من الله بجد وإخلاص أن يجعلنا جميعاً من السعداء وأن يجنبنا طرق الضلالة والشقاء، ( قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ).
تقدم لكم بالأمس أن منشأ كل الضلالات والكبر والكذب- نسأل الله العافية- فبئس مثوى المتكبرين ما أقبح هذا المصير! هذا المتكبر هذا مصيره إنه أذل خلق الله وأحقرهم وأرذلهم مهما بلغ من المنـزلة في الدنيا وبلغ من الملك هذا مصيره بئس مثوى المتكبرين، لا أسوء ولا أبأس من هذا المصير المظلم المهلك السيئ جهنم أبد الآبدين ( ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا )، أبد الآبدين فبئس مثوى المتكبرين لا أسوء من هذا المثوى.
( وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا )، أفواجاً زمراً ، الأنبياء مع الأنبياء والصديقين مع الصديقين، الشهداء مع الشهداء، وهكذا كل شكل مع شكله مكرّمين معزّزين على نجائب حتى إذا جاءوها: جاءوا الجنة فتحت أبوابها، قال وفتحت أبوابها وجدوها مفتوحة، ما قال فتحت أبوابها لأنها فتحت فجأة، هنا وفتحت أبوابها والحال أنهم وجدوها مفتوحة لهم تكريماً لهم تنتظرهم ( وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ )، ما فيه توبيخ، سلام وإكرام وتبجيل وتبشير بالسلامة، ( طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ )، لأنهم عملوا الطيبات في الحياة الدنيا من الأعمال الصالحة كانت حياتهم طيبة بالتوحيد والإيمان والأعمال الصالحة وحب الله والتوكل عليه والشفقة على عباده وصلة الأرحام والبر وسائر الأعمال التي شرعها الله، فكانت حياتهم طيبة في الدنيا فجزاؤهم أن يحيوا الحياة الطيبة في الآخرة، وأولئك كانت أعمالهم سيئة فبئس مثوى المتكبرين.
(طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ )، الله أكبر ( وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ )، ( وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ )، الله أعلم بأنهم آمنوا وعملوا الصالحات واتبعوا الرسل وقاموا بأوامره واجتنبوا نواهيه أن يدخلهم الجنة بعد أن رأوها وشاهدوها ودخلوها وتمتعوا بنعيمها ( وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ )، يعني أدناهم يمكن أن ينظر في ملكه مسيرة ألف سنة، أدناهم وآخر من يخرج من النار ويدخل الجنة له مثل الدنيا وعشر أمثالها، ملك الله واسع سبحانه وتعالى وكرمه واسع وفضله واسع سبحانه وتعالى، إيش العمل الذي عمله الإنسان! لكن الله كرمه واسع وفضله واسع سبحانه وتعالى، احترم وأكرم الأنبياء وأكرم الحق يكرمك الله عز وجل، احترم الأنبياء واحترم ما جاءوا به وعظم الله حق تعظيمه وقدره حق قدره ترى جزاءً لا يخطر بالبال ولا يدور بالخيال ( فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) السجدة – الآية 17، كم فيها من الحور كم فيها من القصور كم فيها من الجنان كم فيها من الأنهار من خمر من لبن من عسل ومن. . . ومن . . . ومن والخدم ( إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا) الإنسان – الآية 19، واللباس من الحرير ( وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا) الإنسان – الآية 21، خمر لكن طهور ، في الدنيا نجس قذر أما ذاك فطهور، جزاء عظيم لا يخطر ببال ( فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ)، فاستعدوا أيها الإخوة وأعدوا لهذا اليوم ليكرمكم الله عز وجل بهذا الجزاء العظيم الذي وعدنا على ألسنة رسله، ونسأل الله أن يوفقنا لدخول الجنة والعمل لها ونقول ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )، يسبحون بحمد ربهم الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض ألا أن الله هو الغفور الرحيم هذا في الدنيا، وفي الآخرة يبقى الملائكة حافين بالعرش يسبحون بحمد ربهم، الله العظيم الجليل سبحانه له الدنيا وله الآخرة سيد هذا الكون وخالقه ومالكه ومدبره وكل من فيه خاضع لجلاله وعظمته ( إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا وَكُلُّهُمْ آَتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا) مريم – الآية 95.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا لتعظيم ربنا وإجلاله، والقيام بما نستطيع من حقوقه، لأننا لا نستطيع أن نقوم بشكر أدنى نعمة فضلاً عن أن نقوم بشكر نعمه، ولكن عفوه أوسع ورحمته وسعت كل شيء.
نسأل الله أن يتغمدنا بواسع رحمته، وأن يتحفنا بنعمه وفضائله، أن ربنا لسميع الدعاء.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قمت بتفريغ هذه الكلمة ثم أرسلتها لشيخنا ربيع بن هادي المدخلي – حفظه الله –

فتفضل الشيخ بمراجعتها ثم الأذن بنشرها

بتاريخ: الأحد 10/2/1429هـ الموافق: 17/2/2008م

فجزاه الله خيراً وبارك بعلمه وعمله

منقول لتعم للفائدة والاجر

تعليمية تعليمية




جــــــــــــزاك الله خيـرا اختي و جعلـه في ميزان حسناتك




بارك الله فيك والف شكر لك




بارك الله فيك موضوع مميز

جزاكم الله خيرااااا

ننتظر المزيد




جزاك الله كل خير ع الطرح الموضوع القيم




جــــــــــــزاك الله خيـرا




جزاك الله خيرا




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[منهجية] جواب العلامة الوالد الناصح المجاهد شيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى

تعليمية تعليمية
[منهجية] جواب العلامة الوالد الناصح المجاهد شيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى حول الجمعيات والمؤسسات


السؤال:
بارك الله فيكم يتحرج بعض الاخوة السلفيين من أي عمل مؤسسي بحجة أن أغلب الجمعيات والمؤسسات حزبية أو أنها بدأت سلفية ثم انحرفت فلذلك لا يرون هذا العمل وإنما يكتفون بالدعوة الفردية فهل رأيهم صحيح؟

جواب العلامة الوالد الناصح المجاهد شيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى
: التعاون مطلوب سواء على مستوى الأفراد أو على مستوى الجماعات يعني هذه المجموعة في هذه البلدة وهذه المجموعة في هذه البلدة يتعاونون جميعا في ترتيب أمور الدعوة, وترتيب أمور الدورات و أمور الدراسة, والحلقات التي تنظم هذا مطلوب, وأنا أخاف والله من المؤسسات هذه التي تقوم فإنه كما ذكر السائل أو ذكرفي السؤال تبدأها بكذا وتنتهي بالتحزب, لكن إذا كان العقد في الولاء والبراء إنما هو على السنة فلا بأس إذا دعت الحاجة إلى قيام هذه المؤسسة بحيث إن الدعوة في بلد ما لا تقوم ولا تنتظم إلا بفتح هذه المراكز والمؤسسات فلا بأس ,ولكن نحن نحذر إخواننا السلفيين من أن يكون عقد الولاء والبراء على هذه الجمعية أو على هذه المؤسسة أو على هذه الجماعة, وإنما يكون عقد هذا الولاء والبراء على دين الله – تبارك وتعالى -وعلى سنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فمن قال الحق وجب قبول قوله ولو لم يكن مندرجا ضمن هؤلاء الأشخاص الذين أسسوا هذه الجمعية أو هذه المؤسسة فيجب عليهم أن يأخذوا بقوله لأنه ناصح لهم و أخ لهم, ومشفق عليهم ومسدد ومصوب لهم فلا يقدم قول من كان في الجمعية ,أوفي هذه المؤسسة إذا كان خطأ على قوله لا لشيء إلا لأنه في هذه الجمعية, ولا يرد الحق إذا جاءهم من خارجها, أو ممن ليس معهم في تأسيسها باعتبار أنه أو بدعوى أنه,بدعوى وزعم أنه لا يعرف المصالح والمفاسد التي تراعيها هذه الجمعية, الحق واحد يجب أن يقبل ممن قاله, داخل هذه المؤسسة أو خارجها, فإذا قامت المؤسسة على هذا النحو فلا بأس.
ولكني أخاف والله كل الخوف من هذا فكم قد رأينا من مؤسسات بدأت كما يقال وكما ذكر في السؤال سلفية وانتهت بعد ذلك حزبية, نسأل العافية والسلامة
من محاضرة غربة السنة و أهلها ضمن اللقاءات السلفية القطرية الدقيقة : 103
ملفات مرفقة

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
القران الكريم

أين نحن من كتاب الله ؟ للشيخ محمد المدخلي حفظه الله




بارك الله فيك وان شاء الله تكوني من اهل الجنة يارب العالمين

جاري التحميل




تعليمية




تعليمية

شكرا وبارك الله فيك
جزاك الله كل خير




بارك الله فيكم وسدد خطاكم وجعلكم من اهل الجنة ومن الطيبن يارب العالمين




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[حصري] سؤال العلامة محمد المدخلي للإمام الفوزان

تعليمية تعليمية
[حصري] سؤال العلامة محمد المدخلي للإمام الفوزان (فيديو)

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
القران الكريم

معنى قوله تعالى:(و اتّقوا الله و يعلمكم الله )؟ الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله

تعليمية

سؤال :

ما معنى قوله تعالى 🙁 و اتّقوا الله و يعلمكم الله ) ؟

الجواب :

يعني أنّ الله ينير بصائر أهل التقوى فيفقهون في الدين ,( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ) فبالتقوى يهيّأ الله للإنسان حسن الفهم وحسن الإدراك فيفهم معاني القرآن و معاني السنة ,طبعا يرجع إلى السنة يوفقه الله تبارك و تعالى ,ومن توفيق الله له و تعليمه له أن يوفقه للأخذ بالسنة والفقه فيها وتدبر القرآن ( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ) ومن لم يرد الله به خيرا لا يتفقه و لا يصل إلى هذا ,هذا ما عنده تقوى الله عزّ و جلّ , ففرق بين الأتقياء و بين المتكبرين المعاندين الأشقياء ؛ هؤلاء لا يفقهون و لا يستفيدون ( ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور ) هذا جعل الله في قلبه نورا ( يا أيّها الذين آمنوا اتّقوا الله و آمنوا برسوله يجعل لكم كفلين من رحمته و يجعل لكم نورا تمشون به و يغفر لكم ) فالله يعطي صاحب الحقّ والمتّقي يعطيه بصيرة ( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة ) فيسهل عليه فقهه في الدّين ويدرك معاني النصوص ؛يعني يأخذها من طرق شرعية ليس إلهاما و فيضا كما يقول الصوفية ويحتجون بالآية هذه على الفيوضات الربانيّة و على الأخذ من اللوح المحفوظ ؛هذا إلحاد .
أما معنى الآية فهو هذا ؛أنّ الله يوفق هذا الإنسان ويعينه و يساعده و يفتح عليه , يفهم القرآن , يفهم السنة , يحفظ القرآن , يحفظ السنة , يأخذ بالأسباب ويوجهه الله لأسباب الخير فيستفيد من هذه التقوى , ليس كما يقول الصوفية إنّه يأخذ من اللوح المحفوظ , فهمت أيّها السائل ؟
الصوفية يغالطون في معنى هذه الآية و يضلّون و يضلّون فيظنّ الناس أنّ كشوفات عندهم و اللوح المحفوظ وفيوضات شيطانية!

المصدر : موقع الشيخ حفظه الله




السلام عليكم و رحمة الله و بركآآته
جزاك الله الجنة أختي




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رنين تعليمية
السلام عليكم و رحمة الله و بركآآته
جزاك الله الجنة أختي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

اللهم آمــــــــــ،،ين ، و إياكِ أخيتي




بارك الله فيك على هذا الموضوع القيم




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

[فتاوى] فتوى العلامة زيد بن محمد المدخلي في مسألة العذر بالجهل

تعليمية تعليمية
[فتاوى] فتوى العلامة زيد بن محمد المدخلي في مسألة العذر بالجهل

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسوله ومصطفاه، وبعد:
فهذه فتوى العلامة زيد بن محمد المدخلي حفظه الله لمن سأله في قضية العذر بالجهل من كتاب "العقد المنضد الجديد في الإجابة عن مسائل في الفقه والمناهج والتوحيد" الجزء الثالث: ص 50 – السؤال 24

س24: سائل من المغرب يقول: ممكن تأصيل لمسألة العذر بالجهل وهل نأكل ذبائح بعض الجزَّارين الذين يعتقدون في أصحاب القبور وقد يكون عندهم جهل بأمور العقيدة ؟

ج24:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن آمن به واتبع هداه.
أما بعد:
فإن الأدلة من الكتاب والسنة تمنع من الحكم بالكفر الأكبر والشرك الأكبر على المكلَّفين إلا أن يكونوا قد بلغهم القرآن الكريم أو بيان معناه من دعاة الإسلام الموثوقين وبلغة المدعوين أنفسهم لقول الله تعالى: ﴿وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ﴾[الأنعام:19].وقوله تعالى :﴿وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا﴾ [الإسراء:15].
وإذ كان الأمر كذلك فمن بلغته الدعوة الإسلامية من غير المسلمين على هذا الأساس وأصرّ على كفره حتى مات عليه فهو من أهل النار كما تقدم في الآيتين الكريمتين، ولِمَا صحَّ من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار"[1]

أما الذين لم تبلغهم الدعوة الإسلامية على وجه تقوم به الحجة عليهم فأمرهم إلى الله، والأصح من أقوال أهل العلم فيهم أنهم يمتحنون يوم القيامة، فمن أطاع الأوامر دخل الجنة، ومن عصا دخل النار.
وقد أورد ابن القيم : في كتابه طريق الهجرتين تحت عنوان (طبقات المكلفين) ما يدل على ذلك؛ إذ أورد ما رواه الإمام أحمد بسنده عن الأسود بن سريع- رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أربعة يحتجون يوم القيامة: رجل أصم لا يسمع، ورجل هرم، ورجل أحمق، ورجل مات في الفترة، أما الأصم فيقول: رب لقد جاء الإسلام وأنا ما أسمع شيئًا، وأما الأحمق فيقول: رب لقد جاء الإسلام والصبيان يحذفونني بالبعر، وأما الهرم فيقول: رب لقد جاء الإسلام وما أعقل، وأما الذي في الفترة فيقول: رب ما أتاني رسول ويأخذ مواثيقهم ليطيعنَّه فيرسل إليهم رسولًا أن ادخلوا النار، فوالذي نفسي بيده لو دخلوها لكانت عليهم بردًا وسلامًا"([2]). ولهذا الحديث شواهد يعضد بعضها بعضًا فتصلح للاحتجاج على صحة امتحان من ذكروا فيها.
إذا فُهم هذا فلنعلم أنه يختلف الحكم على الإنسان بأنه يعذر بالجهل في مسائل الدين أو لا يعذر باختلاف البلاغ وعدمه، وباختلاف المسألة نفسها وضوحًا وخفاءً، وتفاوت مدارك الناس قوةً وضعفًا، فمن أقيمت عليه الحجة الرسالية بالبيان فإما أن يرضى ويسلم فينجو، وإما أن يصرَّ بعد البيان على الشرك والكفر فيعامل معاملة الكافرين في الدنيا، ويستحقُّ العذاب الأليم في الآخرة إن مات على كفره وشركه؛ لأنه قد وصله البلاغ، وقامت عليه الحجة، فاستحبَّ الضلالة على الهدى، والكفر على الإيمان.
وأما من عاش في بلاد يسمع فيها الدعوة إلى الإسلام، ثم لا يؤمن ولا يطلب الحق من أهله فهو في حكم من بلغته الدعوة الإسلامية فأعرض عنها وأصرَّ على الكفر كما في حديث أبي هريرة الذي سبق ذكره.
وأما ما ذكرت أيها السائل من أن بعض الجزَّارين من عُبَّاد القبور -أي: يستغيثون بالموتى، ويذبحون لأصحاب الأضرحة- وهم في بلد إسلامي فيه علماء أصحاب سنة وفيه أهل بدع وضلال، فهل يجوز لنا أن نأكل ذبائحهم بعد أن تأكدنا من شركهم وضلالهم؟
والجواب: يجب أن تقام عليهم الحجة من أهل العلم الشرعي والمعتقد الصحيح، فإن انتهوا وأقاموا الصلاة والتزموا بأحكام الإسلام فتؤكل ذبائحهم في المستقبل، وإن أصرُّوا على شركهم وضلالهم بعدما بُين لهم الحق فلا يجوز لمسلم صادق في إسلامه أن يأكل ذبائحهم أو يعتبرهم من المسلمين، والله أعلم وبالله التوفيق.
ــــــــــــــــــ
([1]) أخرجه مسلم (153).
([2]) أخرجه ابن حبان في صحيحه (16/356)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (881).

مشاركة الأخ علي أبي معاذ الجزائري أثابه الله في سحاب

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
اسلاميات عامة

وجوب أخذ العلم عن أهل السنة المعروفين لفضيلة الشيخ محمد بن هادي المدخلي

صاحب الفضيلة: جاء في مقدمة صحيح مسلم أثرًا عن عبد الله بن عباس-رضي الله عنهما-، قال: (إنا كنا مرة إذا سمعنا رجلا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم-ابتدرته أبصارنا. وأصغينا إليه بآذاننا. فلما ركب الناس الصعب والذلول، لم نأخذ من الناس إلا ما نعرف)، هل هذا الكلام من حَبر الأمة-رضي الله عنه-ينطبق على وُعَّاظ هذا الزمان، مثل مواعظ أبي اسحق الحويني التي ابتلي بها الشباب عندنا في الجزائر؟.

الحمد لله، هذا الحديث حديث ابن عباس أو أثر ابن عباس-رضي الله عنهما-في قصته مع نوف البكاري، وذلك حينما حدثه وكان يتشاغل-رضي الله عنه-عن حديثه، فقال له: (عجبًا يا ابن عباس أحدثك عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-ولا تسمع لي؟)، أو كلمة نحوها، فقال له عبد الله بن عباس-رضي الله عنهما-هذا الأثر.

وذلك أن الناس إذا نزلت بهم الفتن، وحَلَّتْ النوازل واختلطت فيها الأمور، فإن الأخذ والسماع إنما يكون عن الموثوقين في العلم والدين، لأنه يقتدى بفعالهم ويؤخذ بأقوالهم.

وهذا بابٌ معروف عند أئمة الدين، (باب تجنب الرواية عن أهل الأهواء والبدع وتحمل العلم عنهم) معروف، فإنه قد تكاثر حتى تواتر عنهم قولهم: (إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم).

ولقد ذكر طرفًا من هذا الإمام مسلم في مقدمة صحيحه التي نقلت منها هذا الخبر، ولا شك أنه في زمن انتشار البدع والأهواء، وتشعب الآراء، واختلاف الطرق في المسلمين، فإن المرء يجب عليه ألَّا يأخذ إلا عن أهل السنة والجماعة، المعروفين بذلك، المشهود لهم بذلك، المقتفين لآثار رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، الصادقين في قولهم وفعالهم، لأنهم مأمونون وهم أمناء على حمل الشريعة، وهم أهل الحديث والخبر، ونَقَلَة الآثار عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، هم المأمونون في هذا، لأنهم يخافون الله-سبحانه وتعالى-ويتقونه، وبهم حفظ الله الْمِلَّة والشريعة، وأقام الصراط لهذه الأمة كما تركها عليه رسول الله-صلى الله عليه وسلم-.

فأين أمثال الحسن وابن سيرين، أيوب السختياني، والْحَمَّادَيْن، والْسُفْيانَيْن، والإمام مالك، والإمام الشافعي، والإمام أحمد، واسحق بن راهويه، والإمام أبا داوود، وغيرهم من بقية أصحاب الكتب الستة، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، وابن أبي حاتم ووالده أبو حاتم، وأبو زرعة الدمشقي، وغيرهم كثير حَدِّثْ عنهم ولا حرج، وأيضًا في المشرق، من أمثال الإمام الذي جمع الله فيه جميع خصال الخير-عبد الله بن المبارك-، رضي الله عنهم جميعًا وأرضاهم.

فإن أمثال هؤلاء كانوا في أزمانهم القدوة وبهم الأسوة، وبهم عصم الله-سبحانه وتعالى-الأمم، كُلٌ منها في منطقتها، أو في جهتها، أو في قطرها وعصرها من الفتن، ومن الأهواء التي ظهرت في أعصارهم وأمصارهم، حتى أسلم الله-سبحانه وتعالى-الدين غلى من جاء بعدهم، وسَلَّمَه أيضًا من عبث العابثين ولعب اللاعبين.

وهذا هو الوعد الذي قطعه الله-سبحانه وتعالى-على نفسه في قوله: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)(الحجر:9).

والذِكْر ذِكْرَان:
ذِكْرٌ مَتْلو: وهو كتاب الله العظيم، وكلامه الْمُنَزَّل-القرآن الكريم-.

ذِكْرٌ غير مَتْلو: وهو بيان هذا الكتاب الْمُنَزَّل، وهو السنة النبوية المطهرة، فهي وحيٌ من الله كالقرآن، شاهده في سورة النجم (فاحفظه ولا تهن)كما ذلك شيخ شيوخنا الشيخ حافظ-رحمه الله تعالى-في ميميته في وصاياه لطالب العلم في الآداب التي يجب أن يتحلى بها، في قوله: (وحيٌ من الله كالقرآن، شاهده في سورة النجم فاحفظه ولا تهن)يعني قول الله-سبحانه وتعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6))النجم، فهذه السنة وحيٌ يوحى، فهي وحيٌ من الله كالقرآن.

وقولنا كالقرآن هذا قول النبي-صلى الله عليه وسلم-: (ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه) يعني: السنة النبوية.

فحفظ الله القرآن بحفظه له-سبحانه وتعالى-، وحفظ الله-سبحانه وتعالى-السنة النبوية المطهرة، بتهيئة هؤلاء الجهابذة الأعلام، فحفظوها حتى بلغوها إلينا.

وإذا كان هذا حال الأسلاف-رضي الله عنهم-، (إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم)في زمن الفتنة التي حصلت في زمن الخوارج، حدوث الفتنة في عهد عثمان، ثم خروج الخوارج، وتشيع الشيعة، إذا كان هذا قولهم مع قربهم من عهد النبي-صلى الله عليه وسلم-وتواكل كثير من الصحابة.

فما بالنا نحن في هذه الأعصار المتأخرة، وما عسى أن نقول نحن، إننا يجب علينا مرات ومرات أن نقول بمقالهم هذا وهو أن نحترز لأنفسنا، فلا نأخذ هذا العلم إلا عمن عرفنا صدقه، وأمانته، وديانته، واستقامته، وإخلاصه، وإتباعه لرسول الله-صلى الله عليه وسلم-بحقٍ وصدقٍ وعدل، لا بالدعاوى والجعجعة التي لا دليل ولا برهان عليها.

قام بتفريغه: أبو عبيدة منجد بن فضل الحدادالاثنين الموافق: 3/ جمادى الآخر/ 1443 للهجرة النبوية الشريفة.

لسماع المادة الصوتية:
من هنا لا حرمكم الله من متعة النظر إلى وجهه الكريم

المصدر




بارك الله فيك على النقل الطيب وجعله الله في ميزان حسناتك

وحظ الله الشيخ محمد بن هادي المدخلي ونفعنا بعلمه

قال الإمام البربهاري رحمه الله: واحذر ثم احذر أهل زمانك خاصة، وانظر مَن تجالس وممن تسمع، وممن تصحب فإن الخلق كأنهم في ردة إلا مَن عصمه الله منهم.
وقال أيضًا رحمه الله: والمحنة في الإسلام بدعة، وأما اليوم فيمتحن بالسنة لقوله: (
إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذوا دينكم)، (ولا تقبلوا الحديث إلا ممن تقبلون الشهادة)، فننظر فإن كان صاحب سنة له معرفة صدوق كتبت عنه وإلا تركته.(كتاب: شرح السنة للبربهاري ).

وقال الإمام ابن العربي رحمه الله: فما زال السلف يزكون بعضهم بعضًا ويتوارثون التزكيات خلفًا عن سلف، وكان علماؤنا لا يأخذون العلم إلا ممن زُكِّي وأخذ الإجازة من أشياخه.

وقال الإمام النووي رحمه الله: ولا يتعلم إلا ممن كملت أهليته وظهرت ديانته وتحققت معرفته واشتهرت صيانته، فقد قال محمد بن سيرين ومالك بن أنس وغيرهما من السلف:( هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم).




التصنيفات
الفقه واصوله

[فتاوى] بماذا يبدأ الطالب في دراسة الفقه ؟ للشيخ محمد بن هادي المدخلي وتعقيب من الشيخ

[فتاوى] بماذا يبدأ الطالب في دراسة الفقه ؟ للشيخ محمد بن هادي المدخلي وتعقيب من الشيخ ربيع بن هاي المدخلي حفظهما الله

بماذا يبدأ الطالب في دراسة الفقه ؟

للشيخ محمد بن هادي المدخلي و تعقيب الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظهما الله

فتاوى موقع ميراث الأنبياء

السؤال:

طيب نسأل الشيخ محمد، يقول السَّائل: هل يبدأ الطالب في دراسة الفقه بكتب الفقهاء أو بكتب أحاديث الأحكام؟

الجواب:

هذا السؤال يتكرر دائمًا، وأنا أذْكُر أنَّ بدايات تكراره بكثرة كان بالضبط، بدايات ظهور هذا السؤال، بدايات ظهوره بكثرة يوم أن ظهر الحدَّاد، وتكلَّم على كتب الفقه، ونال ما نال منها، الحدَّاد ومن جماعته ومن تبعه على ذلك من جماعته، فالسؤال كان من قبل يأتي لكن على أوقات، وقد كثُر السؤال عنه، وعلى كلِّ حال إجاباتنا القديمة هي اليوم ما تغيَّرت، كلاهما طريق مسلوك هذا وهذا، فيتفقَّه عليهما جميعًا، الفقه هو الكتاب والسُّنة، والأخذ بكتاب الله وسُنَّة رسول الله – صلى الله عليه وسلم- على الطريق الصحيحة في التفقُّه، هذا لابد أن يقرأ فيه الإنسان كتب أصول الفقه على يدِ شيخٍ مُتقِنٍ في هذا الفن، فيتمرَّس ويتدرب على كيفية التفقُّه الصحيح، ويقرأ في كتب الفقه وخصوصا الكتب التي تُعنى بذكر الأدلة فسواءٌ أخذَ بهذا أو بهذا، فهما طريقان مسلوكان، وموقفنا من كتب الفقه المذهبيَّة التى صُنِّفت في فقه المذاهب، أنا قد نقلته قديما لمَّا جاءت شيء من الفتنة في هذا الباب، في كتاب الإقناع، ذكرت كلام العلَّامة الشيخ سليمان بن العلّامة عبد الله بن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهَّاب -رحمهم الله جميعا-، وأدخلهم الجنَّةَ بغيرِ حسابٍ ولا عذاب.

فالشيخ سليمان في كتاب العزيز الحميد أوردَ على نفسه سؤالا وأجاب عليه في هذا الباب قال: "فإن قلت كيف تُقرأ هذه الكتب في الفقه،كتب المذاهب كيف يُستفادُ منها"

فقال: قلتُ "هي بمثابة كتب الآلة التي يُستعانُ بها على فَهم كتابِ الله وسُنَّةِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"
يعنى تعرف كيف الفقه، تتفقَّه من خلال الأدلَّة، أمَّا أن تجلد عليها وإذا قيل لك الدليل في كذا، قلت: المذهب كذا، أو الكتاب الفلانى كذا، قال: فهذا يُخشى عليه أن ينطبق عليه أو أن يكون ممن قال الله فيهم ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ

فإذا تفقه الإنسان على كتب الفقه التى ذكرنا فلا بأس هذا طريق مسلوك وإذا تفقه على كتب متون الحديث على ما هو شائع العمدة ونحوها "عمدة الحديث" هذا أيضًا طريق مسلوك، المقصود هو الفقه الصحيح الذى قال النبى- صلى الله عليه وسلم- فى صاحبه (( مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهُهُ فِي الدِّينِ ))

والإمام أحمد رحمه الله- يقول: "عجبت لقومٍ عرفوا الإسناد وصحته يتركون الحديث ويذهبون إلى رأى سفيان ويقول رأى مالك والأوزاعى وسفيان كله رأي وهو عندي سواء إنما الحجة فى الآثار" فهذا الذى يجب على طالب العلم يتفقه سواء بهذا أو بهذا ولكن إذا ظهر له الدليل عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فى المسألة لايجوز له أن يعدل عنه لقول أحد كائنًا من كان.

تعقيب للشيخ ربيع حفظه الله-

يتخذ من كتب الفقه واللغة والأصول يتخذ منها آلة لفهم كتاب الله وسنة رسوله.
الهدف الأول والغاية فَهمُ كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- والتفقه فيهما ويتخذ هذه وسائل تساعده على فهم كتاب الله وسنة رسوله- صلى الله عليه وسلم –.

– الـمـصـدر مع الملـف الـصوتي –

تعليمية

منقول لتعم للفائدة والاجر




بارك الله فيك على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق




التصنيفات
القران الكريم

ما معنى (( اهدنا الصّراط المستقيم )) ؟ لفضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم

ما معنى (( اهدنا الصّراط المستقيم )) ؟ لفضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله

(( اهدنا الصّراط المستقيم ))؛ بعد هذه المقدمات العظيمة كلها نتجه إلى الله بقلوبنا وألسنتنا فنقول : (( اهدنا الصّراط المستقيم )) نطلب منه بإخلاص أن يهدينا الصراط المستقيم وهو القرآن والتوحيد والإيمان وما جاء به الرسل عليهم السلام من التوحيد والإخلاص لله رب العالمين .

فنطلب أن يهدينا الله إلى صراطهم (( الصّراط المستقيم )) والصراط المستقيم هو هذا القرآن وما تضمنه ، وما جاءت به الرسالات ، وما كان عليه الرسول عليه الصلاة والسلام ، هذا هو الصراط المستقيم ؛ من توحيد وإيمان وأعمال صالحة إلى آخره .

(( اهدنا الصّراط المستقيم )) في أبواب الإيمان بالأسماء والصفات فلا نضل مثل الفلاسفة والجهمية والمعتزلة .
واهدنا في العبادة ؛ فلا نضل كما ضلّ اليهود والنصارى وعباد القبور ، نستشعر هذه المعاني ، فالصراط المستقيم هو : التوحيد والإيمان والإخلاص ، الطريق الذي كان عليه الأنبياء ، لهذا قال :
(( صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب ))

اليهود يعرفون الحق ويخالفونه عمدا وعندا وكبرا ، هؤلاء مغضوب عليهم ، (( الضآلّين )) الذين جهلوا الحق فتاهوا ، والذي يضلّ من علماء هذه الأمة فيه شبه باليهود كما قال السلف ، ومن يضلّ من عبادهم فيه شبه بالنصارى .
كثير من الصوفية ضالون مثل ضلال النصارى ، يدعون غير الله ، يستغيثون بغير الله وكذا وكذا ضلال والعياذ بالله!
النصارى ضلّوا فعبدوا عيسى عليه السلام ، ضحك عليهم اليهود وقالوا لهم : إنه هو الله ، أو ثالث ثلاثة أو هو ابن الله ، فوقعوا في الكفر بالله تبارك وتعالى والشرك به وانقادوا لهم لأنهم ضلاّل!!

وهكذا دعاة السوء الفجرة يضلّون كثيرا من الناس .
فنحن نستعين بالله وندعو الله أن يهدينا إلى الصراط المستقيم وأن يجنبنا طرق المغضوب عليهم ؛ الذين يعلمون الحق ولا يعملون به ، أو الضالين الذين لا يعرفون الحق ويعبدون الله بأهوائهم وجهلهم ، وكلهم على ما يسخطه الله ويغضبه وكلهم على ضلال والعياذ بالله .

نسأل الله أن يوفقنا وإياكم لمعرفة الحق والثبات عليه ، وأن يجعلنا من أتباع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين الذين رضي عنهم سبحانه وتعالى ، وأن يجنبنا طريق المغضوب عليهم والضالين ، إن ربنا لسميع الدعاء وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

المصدر :
مجالس تذكيرية في تفسير آيات قرآنية
لفضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله ( ص : 17 ) .




اللهم نسالك أن يهدينا إلى الصراط المستقيم وأن يجنبنا طرق المغضوب عليهم

بارك الله في اختي على الموضوع وحفظ الله الشيخ على الموضوع المهم و المفيد

اختك هناء




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




شكرا أختي أم عبيد على المعلومة والتفسير الصحيح ان شاء الله يهدنا جميعا الى الصراط المستقيم




ألف شكر لك أختي الغالية على الإفادة

جعله الله في ميزان حسناتك

جزاك الله خيرا