التصنيفات
اسلاميات عامة

عدم استطاعة الدعوة بالنظر لتأثير قيم المجتمع، للشيخ: صالح آل الشيخ

تعليمية تعليمية

عدم استطاعة الدعوة بالنظر لتأثير قيم المجتمع

معالي الشيخ وفقكم الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: أود من فضيلتكم توضيح عدم الاستطاعة في العصر الحالي لتعميق تأثير القيم الحالية على الشباب مع أن الإسلام في الأساس أتى وأوقف تأثير أو تأثر الشباب والناس كلهم بالقيم، واستطاع مع أنها أشد وأعظم -في نظري- من القيم الحالية آمل توضيح ذلك وجزاكم الله خيرا؟

جواب الشيخ: مو معناه عدم الاستطاعة معناه يعني أننا لا نعمل شيئا؛ لأن القيم الوافدة ستغلب ليس معناه عدم الاستطاعة هذه، ولكن عدم الاستطاعة حكم شرعي ((لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا))[البقرة:286]، إذا لم تستطع فأنت الحمد لله معفو عنك شرعا لأنك تعمل بما تستطيع، نزوات الشباب من يقول يستطيع أن يوجد أو أن يكون الشباب بأي برنامج ، قصدي أي دعوة أنه يستطيع أن يجعل جميع شباب الأمة صالحين لا تأثير للقيم الأخرى عليهم، هذا في نظري غير واقعي ولا يمارس الواقع؛ بل حتى زمن النبوة من الشباب من مَارَسَ بعض الخطايا، أتى رجل للنبي -صَلَّى الله عليه وسلّم -قال: ((يَا رسُولَ الله ِّإني َلقيت امرَأَةً في الّطَّريق فَما ِمن َشيء يعَملُه بالمَرأة إلاَّ عَملتُه غَير ِّأني لَم أنَكِح.)) يعني لم أطأ إلى آخر الحديث، الرجل والمرأة اللذان زنيا وأقيم عليهما الحد، والذي سرق، والذي كذب، الرجل الذي أتى للنبي -صَلَّى الله عليه وسلم (-شاب) قال: ((ياَ رسُول الله ائَذن ِلي فِي الزِّنى. ))فَقال له ((أترَضَاه لُأمِّك، أترضَاه لُأخِتك)) إلى آخره، والآخر الذي قال: ((: ِّإني لأَجدُ شَهوةَ الزِّنى في صَدِري)) ووضع النبي -صَلَّى الله عليه وسلم -يده بين ثدييه ودعا له، قال: فذهبت تلك من صدري. ونحو ذلك؛ يعني هذا موجود، يعني هذا موجود لا يمكن أنك توقف هذا لأنه من طبيعة الإنسان؛ لكن يجب أن نعمل للدعوة وأن نعمل لترسيخ هذه القيم وتوجيه الشباب لما ينفع، وإعطاء شيء واقعي للشاب؛ لأن أيضا في المربين والدعاة إذا كانوا يتكلمون على أشياء نظرية دائما الشاب لن يفصح لهم بهمومه، لن بفصح لهم بما يمارس فعلا، وحتى الوالد الأب إذا صار في معزل عن ولده سيمارس الولد كل شيء بغيبة عن أبيه فضلا عن من هو أبعد من أبيه.
إذا كان كذلك فلابد من نزول للواقع والتحدث بشيء الترغيب والترهيب وفتح باب التوبة والمغفرة إلى آخره من الوسائل المشروعة التي أمر الله جل وعلا بها وأمر بها رسوله صَلَّى الله عليه وسلم، لهذا أنا أقول أنّ عدم الاستطاعة إذا كان المقصود بها ما ذكرت في المحاضرة؛ يعني عدم استطاعة كبت الشباب عن الانفعالات العاطفية؛ يعني ما يمكن، لا أستطيع أن أقول للشاب لا تنفعل عاطفيا، العاقل مع نفسه ربما حصل منه أشياء، فكيف الشاب الصغير الذي عنده من أنواع الاندفاعات ليس لديه وسيلة ولا يمكن أن يقال له قف؛ يعني مجموع الشباب يجب علينا أن نقول ذلك؛ لكن هذا يجعلنا أن نعود إلى الواقعية أكثر وأكثر.
أما إذا أردنا النظر إلى زمن النبي صَلَّى الله عليه وسلم وأنه بالإسلام ألغيت جميع القيم السابقة ورسِّخت قيم الإسلام وانطلقت الأمة بشباب فتحوا البلاد وقادوا الناس إلى عبودية الله جل وعلا، هذا نمط آخر، نمط آخر تماما اجتمع فيه الجميع على دعوة ترسيخ القيم وعدم الخروج عنها، الجميع وكل مضادات هذه القيم أبرزت وطبقت الشريعة بكاملها، كلما طبقت الشريعة بكاملها ضعفت الممارسات الخاطئة، وكلما لم تطبق أو ضعف تطبيقها في كثير من الأنحاء أو في بعض الأنحاء وجد عدم الالتزام بالأخلاق.
إذن لا نقيس زمن الكل يتجه إلى العبودية إلى الله جل وعلا وزمن وما فيه مؤثرات فضائية ولا مؤثرات معلوماتية ولا اختلاط، لهذا قال بعض الصحابة رضي الله عنهم أجمعين: أبتلينا بالضراء فصبرنا وابتلينا بالسراء فلم نصبر.
أحد الصحابة دخل على آخر -بدون ما اسمي الصحابة- في بيته وجد عنده وجد جدار قد كساه كسا الجدار؛ يعني كساه بقماش؛ فغضب الصحابي على أخيه قال: ((حَتى الجُدُر كَسَوتُمُوها.)) فخرج مغضبا، فخرج الصحابي الآخر يستسمحه فقال: ((يَا أبَا فلان إنَّ نساَءنَا قَد غَلبنَنا فِي ذَلك.)) قال:(( وَتُقول أنَّ نساَءكم قَد غَلَبنَكُم)). يعني هذه مصيبة ثانية، فإذن صار فيه تحول يعني فيه تداخلات كثيرة تنتج تداخل مع العجم، تداخل مع الحضارات الأخرى، الترف، الإسراف كثرة المادة هذه تنتج منظومة من الانفراط في القيم.
يعني الآن في وقتنا الحاضر أن القيم أننا نلقي شيئا بسيطا، وهو يجلس أمام بمكن ألف قناة فضائية من كل العالم ويرى فيها ما يرى؛ يعني الآن سابقا يقال للواحد إذا سافر لبلد مثلا وجلس فيها شهرين ثلاثة يتأثر، سافر إلى أمريكا أو إلى فرنسا أو إلى بريطانيا أو إلى أي بلد تأثر؛ يعني الحس الذي عنده وقوة الغيرة وإلى آخره حتى نظرته إلى النصارى نظرته إلى الكفار تتغير بشكل أو بآخر من جراء الممارسة والاختلاط شهرين ثلاثة.
الآن الأمة جالسة تعيش معهم كل يوم الشباب يعيشون معهم، يعيشون يوميا وليس ساعة أو ساعتين يعيشون أكثر اليوم، يمكن القنوات السعودية لا ينظر لها إلى الذين يهتمون بأشياء معينة؛ لكن الشباب اليوم، مستحيل، فهم يعيشون إذن إذا عاشوا ثلاث أربع سنوات يوميا مع هذا النمط من الحياة الغربي أليس هذا مدعاة إلى الانسلاخ، مدعاة لضعف القيم، مدعاة إلى كذا؟
فإذن المربي عليه أن يبذل، وسلطان الشريعة والوازع الديني وأبناءنا ولله الحمد شباب الأمة شببا فطرة وربوا في محاضن من الأسر محاضن ولله الحمد توجه التوجيه السليم وتبذل الكثير في ذلك والمدارس إلى آخره، الكل متجه إلى هذا؛ لكن يجب البذل أكثر فأكثر.
ونرجو إن شاء الله تعالى أن يتحقق المرجو من توجيه الناس أكثر وأكثر من الالتزام بالشريعة، ونسأل الله أن يرد كيد الأعداء إلى نحورهم إنه سبحانه سميع مجيب.


المصدر


منقول للفائدة

تعليمية تعليمية




شكرا وبارك الله فيك
جزاك الله كل خير
وجعله في ميزان حسناتك




التصنيفات
اسلاميات عامة

دور المرأة في اصلاح المجتمع

دور المرأة في اصلاح المجتمع
للشيخ العثيمين رحمه الله


قال العلامة ابن عثيمين – رحمه الله – عن دور المرأة في إصلاح المجتمع :

لكي تتحقق أهمية المرأة في إصلاح المجتمع لا بد للمرأة من مؤهلات أو مقومات لتقوم بمهمتها في الإصلاح..
وإليكم جانباً من هذه المقومات:

المقوم الأول: صلاح المرأة:


أن تكون المرأة نفسها صالحة لتكون أسوة حسنة وقدوة طيبة لبنات جنسها ولكن كيف تصل المرأة إلى الصلاح؟
لتعلم كل إمرأة أنها لن تصل إلى الصلاح إلا بالعلم
وما أعنيه هو العلم الشرعي
الذي تتلقاه إما من بطون الكتب – إن أمكنها ذلك – وإما من أفواه العلماء، سواء أكان هؤلاء العلماء من الرجال أو النساء.
وفي عصرنا هذا يسهل كثيراً أن تتلقى المرأة العلم من أفواه العلماء وذلك بواسطة الأشرطة المسجلة فإن هذه الأشرطة – ولله الحمد – لها دور كبير في توجيه المجتمع إلى ما فيه الخير والصلاح إذا استعملت في ذلك.
إذن فلا بد لصلاح المرأة من العلم، لأنه لا صلاح إلا بالعلم …

المقوم الرابع : حسن التربية:

أي أن تكون المرأة حسنة التربية لأولادها لأن أولادها هم رجال المستقبل ونساء المستقبل وأول ما ينشئون يقابلون هذه الأم فإذا كانت الأم على جانب من الأخلاق وحسن المعاملة وظهروا على يديها وتربوا عليها فإنهم سوف يكون لهم أثر كبير في إصلاح المجتمع.
لذلك يجب على المرأة ذات الأولاد أن تعتني بأولادها، وأن تهتم بتربيتهم وأن تستعين إذا عجزت عن إصلاحهم وحدها بأبيهم أو بولي أمرهم…
ولا ينبغي للمرأة أن تستسلم للواقع وتقول: سار الناس على هذا فلا أستطيع أن أغيّر لأننا لو بقينا هكذا مستسلمين للواقع ما تم الإصلاح
إذ إن الإصلاح لا بد أن يغير ما فسد على وجه صالح ولا بد أن يغير الصالح إلى ما هو أصلح منه حتى تستقيم الأمور.
ثم إن التسليم للواقع أمر غير وارد في الشريعة الإسلامية ولهذا لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم في أمة مشركة يعبد أفرادها الأصنام، ويقطعون الأرحام، ويظلمون ويبغون على الناس بغير حق لم يستسلم صلى الله عليه وسلم بل لم يأذن الله له أن يستسلم للأمر الواقع
بل قال سبحانه وتعالى له :( فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ المُشْرِكِينَ )
فأمره سبحانه أن يصدع بالحق وأن يعرض عن المشركين ويتناسى شركهم وعدوانهم حتى يتم له الأمر وهذا هو الذي حصل
نعم قد يقول قائل:
إن من الحكمة أن نغير، لكن ليس بالسرعة التي نريدها لأن المجتمع على خلاف ما نريد من الإصلاح.
فحينئذٍ لا بد أن ينتقل الإنسان بالناس لإصلاحهم من الأهم إلى ما دونه
أي يبدأ بإصلاح الأهم والأكثر إلحاحاً ثم ينتقل بالناس شيئاً فشيئاً حتى يتم له مقصوده.

دور المرأة في إصلاح المجتمع
للعلامة ابن عثيمين
(ص:7-8 ، 25-27 )




شكرا لكي اختاه وجزاكي الله الخير
تحياتي




اقتباس:
ولا ينبغي للمرأة أن تستسلم للواقع وتقول: سار الناس على هذا فلا أستطيع أن أغيّر لأننا لو بقينا هكذا مستسلمين للواقع ما تم الإصلاح
إذ إن الإصلاح لا بد أن يغير ما فسد على وجه صالح ولا بد أن يغير الصالح إلى ما هو أصلح منه حتى تستقيم الأمور.

رحم الله الشيخ الفقيه ابن العثيمين رحمة واسعة ، و بارك الله فيك أختي

أسأل الله تعالى أن يصلح أحوالنا و أحوال المسلمين

اللهم آمين




التصنيفات
اسلاميات عامة

عوامل إصلاح المجتمع


عوامل إصلاح المجتمع
لفظيلة الشيخ إبن باز رحمه الله

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام الأتمان والأكملان على عبده ورسوله نبينا وإمامنا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه، ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين. أما بعد:
فإني أشكر الله عز وجل على ما من به من هذا اللقاء بإخواني وأبنائي في هذه الجامعة، وأسأله عز وجل أن يجعله لقاء مباركا، وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا جميعا، وأن يجعلنا هداة مهتدين وصالحين مصلحين، وأن يعيذنا جميعا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. ثم أشكر القائمين على هذه الجامعة على دعوتهم لي لهذا اللقاء، واسأل الله أن يوفقهم جميعا لما فيه رضاه، ولما فيه صلاح أبناء الجامعة وموظفيها والقائمين عليها، ولما فيه صلاح المسلمين عموما، وأن يزيدهم هدى وتوفيقا وأن يعيذنا جميعا وسائر المسلمين من كل ما يغضبه، ويخالف شرعه، إنه جواد كريم.
أيها الإخوة وأيها الأبناء الكرام. كلمتي أرجو أن تكون موجزة، ثم بعدها الجواب عما يتقدم به الأبناء من الأسئلة حسب الإمكان وعنوانها: "عوامل إصلاح المجتمع". المجتمع في أشد الحاجة إلى الإصلاح، المجتمع الإسلامي وغير الإسلامي، ولكن بوجه أخص المجتمع الإسلامي في أشد الحاجة إلى أن يسير على النهج القويم، وأن يأخذ بالعوامل والأسباب والوسائل التي بها صلاحه، وأن يسير على النهج الذي سار عليه خيرة هذه الأمة، خليل الرحمن وصفوته من عباده، سيدنا محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام.

ومعلوم أن العوامل التي بها صلاح المجتمع الإسلامي وغير الإسلامي، هي العوامل التي قام بها إمام المرسلين، وخاتم النبيين عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم، وقام بها صحابته الكرام وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون المهديون: أبو بكر الصديق ، وعمر الفاروق ، وعثمان ذو النورين، وعلي المرتضى، أبو الحسن، ثم من معهم من الصحابة رضي الله عن الجميع، وجعلنا من أتباعهم بإحسان.
ومن المعلوم أن هذه العوامل قام بها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في مكة أولا، ثم في المدينة، ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا الذي صلح به أولها كما قال أهل العلم والإيمان، ومن جملتهم الإمام المشهور مالك بن أنس إمام أهل الهجرة في زمانه، والفقيه المعروف، أحد الأئمة الأربعة قال هذه المقالة، وتلقاها أهل العلم في زمانه وبعده، ووافقوا عليها جميعا: (لن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها).

والمعنى: أن الذي صلح به أولها وهو اتباع كتاب الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم هو الذي يصلح به آخرها إلى يوم القيامة.

ومن أراد صلاح المجتمع الإسلامي، أو صلاح المجتمعات الأخرى في هذه الدنيا بغير الطريق والوسائل والعوامل التي صلح بها الأولون فقد غلط، وقال غير الحق، فليس إلى غير هذا من سبيل، إنما السبيل إلى إصلاح الناس وإقامتهم على الطريق السوي، هو السبيل الذي درج عليه نبينا عليه الصلاة والسلام، ودرج عليه صحابته الكرام ثم اتباعهم بإحسان إلى يومنا هذا، وهو العناية بالقرآن العظيم، والعناية بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودعوة الناس إليهما والتفقه فيهما، ونشرهما بين الناس عن علم وبصيرة وإيضاح ما دل عليه هذان الأصلان من الأحكام في العقيدة الأساسية الصحيحة.
ومن الآراء التي يجب على المجتمع الإسلامي الأخذ بها، وبيان المحارم التي يجب على المجتمع الإسلامي الحذر منهل، وبيان الحدود التي حدها الله
ورسوله، حتى يقف عندها، كما قال عز وجل:(تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوهَا) وهي المحارم نهى عن قربانها باقتراف المعاصي، كما نهى عن تعدي الحدود التي حدها لعباده وهي ما فرضه عليهم، وألزمهم به من العبادات والأحكام.

والرسول صلى الله عليه وسلم أول عمل عمله، وأول أساس رسمه، أنه دعا الناس إلى توحيد الله، وإخلاص العبادة له.
هذا أول عمل، وهذا أول أساس تكلم به ودعا إليه وسار عليه، هو دعوة الناس إلى توحيد الله، وإرشادهم إلى تفاصيل ذلك.
والكلمة التي دلت على هذا المعنى هي قول: "لا إله إلا الله" هذه هي الأساس المتين، ومعها شهادة أن محمدا رسول الله.
هذان الأصلان والأساسان المهمان: هما أساس الإسلام، وهما أساس صلاح هذه الأمة، من أخذ بهما واستقام عليهما عملا وعلما ودعوة وصبرا، استقام له أمره وأصلح الله به الأمة، على قدر جهاده وقدرته وأسبابه، ومن أضاعهما أو أضاع أحدهما ضاع وهلك.

ولما بعث الله نبيه عليه الصلاة والسلام، وأنزل القرآن، كان أول ما نزل عليه: اقرأ، ثم المدثر، فقام إلى الناس ينذرهم ويدعوهم إلى توحيد الله ويحذرهم نقمة الله عز وجل، ويقول: (يا قوم قولوا لا إله إلا الله تفلحوا) فاستكبر المشركون واستنكروا هذا؛ لأنه ليس الأمر الذي اعتادوه، وليس الأمر الذي أدركوا عليه أسلافهم، ولهذا استنكروه، وقالوا عند ذلك: (أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ) وقالوا: (أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ ) وقبلها قوله سبحانه: (إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ فرد الله عليهم بقوله: بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ)
وبسبب تساهل الكثير من العلماء وطلبة العلم، وأعيان أهل الإسلام الذين فقهوا توحيد الله، بسبب التساهل في هذا الأصل الأصيل، انتشر الشرك في بلدان كثيرة، وعبدت القبور وأهلها من دون الله، وصرف لها الكثير من عبادة الله، فهذا يدعو صاحب القبر، وهذا يستغيث به، وهذا ينذر له، وهذا يطلبه المدد كما فعلت قريش وغيرها في الجاهلية مع العزى، وكما فعل غيرهم مع اللات ومع مناة، ومع أصنام أخرى، وكما يفعل المشركون في كل زمان مع أصنامهم وأوثانهم، في التعظيم والدعاء والاستغاثة، والتمسح والتبرك وطلب المدد.

وهذا من دسائس الشيطان ومن مكائده، فإنه أحرص شيء على إزاحة الناس عن عقيدتهم ودينهم، وعلى إبعادهم عنها بكل وسيلة.
فالواجب على طلبة العلم – وهم أمل الأمة بعد الله عز وجل في القيادة المستقبلة، وهم رجال الغد في أي جامعة تخرجوا – أن يقودوا السفينة بحكمة وإخلاص وصدق، وأن يعنوا بالأساس وأن يعرفوا العامل الوحيد العظيم الذي عليه الارتكاز، والذي يتبعه ما سواه، وهو العناية بتوحيد الله والإخلاص له، والعناية بالإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم، وأنه رسول الله حقا، وأن الواجب اتباعه، والسير في منهاجه، وأن صحابته هم خير الأمة، وهم أفضلها، فيجب حسن الظن بهم، واعتقاد عدالتهم، وأنهم خير الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنهم حملة السنة وحملة القرآن، فوجب السير على منهاجهم والترضي عنهم جميعا، واعتقاد أنهم خير الناس، وهم أفضل الناس بعد الأنبياء كما ثبت في الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم )وهناك أحاديث أخرى دلت على ذلك.
فأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، هم خير الناس بعد الأنبياء، وهم أفضل الناس، وهم على مراتب في الفضل، فأفضلهم الخلفاء الراشدون ثم بقية العشرة المشهود لهم بالجنة، ثم الباقون على مراتبهم، وعلى حسب علمهم وفضلهم،
فوجب أن نعني بهذا الأساس وأن ندعو الناس إلى توحيد الله وإخلاص العبادة له، وألا نغلو في القبور والأنبياء والأولياء ونعبدهم مع الله، ونصرف لهم العبادة من دعاء أو خوف أو رجاء أو نحو ذلك.

ويجب على طالب العلم وعلى القائد أن يعظم أمر الله ونهيه، وأن يستقر خوف الله في قلبه، فوق جميع الأشياء، وأن يعظم أمره ونهيه، وألا يبالي بما يرجف به المرجفون ضد الحق وأهله ثقة بالله، وتصديقا لما وعد رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم وكافة الرسل كما في قوله جل وعلا: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ )
فطالب العلم العالم والموجه، والقائد البصير لا يبالي بإرجاف عباد القبور، ولا بإرجاف الخرافيين، ولا بإرجاف من يعادي الإسلام من أي صنف، بل يصمد في الميدان، ويصبر ويعلق قلبه بالله، ويخافه سبحانه، ويرجو منه النصر جل وعلا، فهو الناصر وهو الولي سبحانه وتعالى، وقد وعد أن ينصر من ينصره فقال:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ )ويقول سبحانه: (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ) لكن بالشرط وهو التمسك بدين الله، والإيمان به، والإيمان برسوله صلى الله عليه وسلم، والاستقامة على دين الله.
هذا هو السبب، وهذا هو الشرط في نصر الله لنا، كما قال عز وجل:( وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ )
وفي الآية الأخرى يقول سبحانه: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا )
فهذا وعده عز وجل لمن استقام على الإيمان والهدى والعمل الصالح: أن الله يستخلفه في الأرض ويمكن له دينه، ويؤمنه ويعيذه من شر الأعداء ومكائدهم وينصره عليهم.
ومن تحقيق شهادة أن محمدا رسول الله تعظيم سنته، والدعوة إليها وتنفيذ مقاصدها، والتحذير من خلافها، وتفسير القرآن الكريم بها فيما قد يخفى من آياته، فإنه يفسر بالسنة ويوضح بها، فالسنة توضح القرآن وتبينه وتدل عليه، وتعبر عنه، كما قال عز وجل: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ )
هذا الأساس العظيم يجب أن يكون منه المنطلق للدعاة المخلصين، والمصلحين في الأرض، الذين يريدون أن يتولوا إصلاح المجتمع والأخذ بيده إلى شاطئ السلامة، وسفينة النجاة، كي يرتكز هذا الإصلاح على أعظم عامل، وهو الإخلاص لله في العبادة والإيمان برسوله عليه الصلاة والسلام، وتعظيم أمره ونهيه، باتباع شريعته والحذر مما يخالفها.
ثم بعد ذلك ينظر في العوامل الأخرى التي هي تابعة لهذا الأساس، فيدعو إلى أداء فرائض الله من صلاة وزكاة وصوم وحج، وغير ذلك وينهى عن محارم الله من الشرك وما دونه من سائر المعاصي والشرور، ويسعى بالإصلاح بين الناس بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله وإصلاح ذات البين، إلى غير ذلك.
فهو ساع بكل جهده إلى إقامة أمر الله في أرض الله، وإلى ترك محارم الله والوقوف عند حدود الله، وإلى الحذر من البدع المحظورة في الدين، هكذا يكون المصلح الموفق يأخذ العوامل عاملا عاملا مع مراعاة الأساس المتين، وهو تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله علما وعملا، فهو يعلمها الناس ويعمل بها في نفسه، فيوحد الله، ويخصه بالعبادة وينقاد لشريعته خلف رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، يتلقى السنة ويعظمها كما عظمها الصحابة، ويسير على نهجها وعلى مقتضاها مع كتاب الله كما سار الصحابة، فإن علم الصحابة من كتاب الله ومن سنة رسوله عليه الصلاة والسلام، ما عندهم كتب أخرى، وإنما جاءت الكتب بعدهم.
أما الصحابة والتابعون فكانت سيرتهم، وكانت أعمالهم مستقاة من الكتاب العظيم، يتدبرونه ويقرؤونه بقصد صالح، بقصد العلم وإلإفادة والعمل، ومن السنة كذلك يدرسونها ويحفظونها، ويأخذون منها العلم والعمل.
هكذا كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهكذا كان التابعون لهم بإحسان قبل وجود المؤلفات في الحديث وغير الحديث.
فقدر لنفسك مع أولئك، واستنبط من كتاب ربك، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن كلام أهل العلم ما يعينك على فهم كتاب الله، وعلى فهم السنة، وكن حريصا على العلم والفقه في الدين حتى تستطيع أن توجه المجتمع إلى الطريق السوي، وتأخذ بيده إلى شاطئ السلامة، وحتى تعلم كيف تعمل، فتبدأ بنفسك، وتجتهد في إصلاح سيرتك ومسابقتك إلى كل خير، فتكون مع أول الناس في الصلاة، ومع أول الناس في كل خير، وتكون من أبعدهم عن كل شر، تمتثل تنفيذ كتاب الله، وتنفيذ سنة رسوله صلى الله عليه وسلم في أعمالك وفي أقوالك مع زملائك وإخوانك وأعوانك.
هكذا يكون المؤمن، وهكذا كان الصحابة رضي الله عنهم، وهكذا كان أتباعهم من التابعين، وأتباع التابعين والمصلحين، وأئمة الهدى يدرسون كتاب الله، ويعملون بما فيه ويقرئونه الناس ويعلمونهم إياه، ويرشدونهم إلى معانيه، ويعلمونهم السنة ويحثونهم على التمسك بها والفقه فيها، ويوصونهم بتعظيم الأوامر والنواهي، والوقوف عند الحدود التي حدها الله ورسوله مدة حياتهم في هذه العاجلة.

فكل عامل من عوامل الإصلاح يتطلب إخلاصا وصدقا. فالدعوة إلى توحيد الله تحتاج إلى إخلاص وصدق وبيان معنى لا إله إلا الله، وأن معناها: لا معبود حق إلا الله، وأن الواجب الحذر من الشرك كله دقيقه وجليله، وتحذير الناس منه كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكما فعل أصحابه رضي الله عنهم وأرضاهم.
وبتدبر القرآن العظيم يتضح هذا المعنى كثيرا، وهكذا السنة تعظيمها والدعوة إليها بعد الإيمان أن محمدا رسول الله، وأن الواجب اتباعه وأن الله أرسله إلى الناس كافة، عربهم وعجمهم، جنهم وإنسهم، ذكورهم وإناثهم، فعلى جميع أهل الأرض أن يتبعوه، كما قال سبحانه:(قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) وقال قبلها سبحانه: (فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )
فمن اتبعه وعظم أمره ونهيه فهو المفلح، ومن حاد عن ذلك وتبع الهوى والشيطان فهو الخاسر الهالك ولا حول ولا قوة إلا بالله.
والعوامل تتعدد بحسب ما تدعو إليه، وما تنهى عنه، فأنت تجتهد في اختيار العامل الذي تقوم به العامل الشرعي الذي عرفت أصله، وعرفت مأخذه من كتاب الله، ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنت تدعو الناس إلى دين
الله، وإلى أداء فرائض الله، وإلى ترك محارم الله على الطريقة التي سلكها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

والعوامل والمجتمعات تختلف، فالمجتمع المحارب للدين، والذي ليس فيه قائد يعينك على الإصلاح والتوجيه تعمل فيه كما عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة، تدعو إلى الله بالحسنى وبالأسلوب الحسن، وبالكلمات اللينة، حتى يدخل ما تقول في القلوب ، وحتى يؤثر فيها فيحصل بذلك انجذاب القلوب إلى طاعة الله وتوحيده، وتتعاون مع إخوانك ومن سار على نهجك في دعوة الناس وإرشادهم بالطرق اللينة في المجتمعات التي يمكن حضورها حتى يثبت هذا الإيمان في القلوب، وحتى ينتشر بين الناس بأدلته الواضحة.
وفي المجتمع الإسلامي، ووجود القائد الإسلامي الذي يعينك يكون لك نشاط أكثر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والاتصال بالمسئولين عند وجود المعاندين، والذين يخشى من عنادهم الخطر على المجتمع، وتكون مع ذلك سالكا المسلك القويم بالرفق والحكمة والصبر، كما قال عز وجل: (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ )
فلا بد من صبر وتواص بالحق، ودعوة إليه، حتى تنجح في مهمتك، وكذلك المسئولون والكبار الذين يخشى من شرهم على الدعوة، ينصحون بالأسلوب الحسن، ويوجهون، ويدعون بالكتابة والمشافهة من أعيان الأمة ورجالها وقادتها وأمرائها، كما قال سبحانه:(فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ )، وكما قال سبحانه لموسى وهارون عليهما الصلاة والسلام لما بعثهما إلى فرعون : (فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى )
فالواجب على المصلحين والدعاة أن يسلكوا هذا السبيل، وأن يعالجوا مشكلات المجتمع بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن يخاطبوا كل إنسان بما يليق به، حتى ينجحوا في مهمتهم، ويصلوا إلى غايتهم.

وعلى الداعي أيضا إلى الله سبحانه والراغب في الإصلاح أن يراعي عاملين آخرين، سوى العاملين السابقين وهما: عامل التناصح والتواصي بالحق مع إخوانه وزملائه ومع أعيان المجتمع وقادته وعامل الصبر على ما قد يقع من الأذى من الأعيان أو غيرهم عملا بما دلت عليه السورة السابقة وهي قوله سبحانه: (وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ )
وتأسيا بالرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام، كما قال الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم في آخر سورة الأحقاف وهي مكية: (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ )، وقال سبحانه في سورة آل عمران وهي مدنية: (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) وقال فيها سبحانه لما نهى عن اتخاذ البطانة من المشركين: (وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ )وقال سبحانه في آخر سورة النحل، وهي مدنية أيضا:(وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلا بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ )
والآيات في هذا المعنى كثيرة.

وكل من سلك مسلك الرسل من الدعاة والمصلحين، نجح في دعوته، وفاز بالعاقبة الحميدة والنصر على الأعداء ومن سبر ذلك، ودرس أخبار المصلحين وسيرتهم علم ذلك وتحققه،
فأسأل الله بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى، أن يصلح أحوال المسلمين، ويمنحهم الفقه في الدين، وأن يوفق قادتهم لكل خير، ويصلح لهم البطانة، وأن يعيذ المسلمين جميعا في كل مكان من مضلات الفتن، ومن طاعة الهوى والشيطان، إنه ولي ذلك والقادر عليه.. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

محاضرة ألقيت في جامعة البترول والمعادن بتاريخ 6/1404 هـ.




التصنيفات
السنة الرابعة متوسط BEM 2015

الجزائر و المجتمع الدولي

ط§ظ„ط¬ط²ط§ط¦ط± ظˆط§ظ„ظ…ط¬طھظ…ط¹ ط§ظ„ط¯ظˆظ„ظٹ

ط§ظ„ظ…ظ†ط¸ظ…ط©

طھط£ط³ظٹط³ظ‡ط§

ظ‡ظٹظƒظ„ظ‡ط§

ط£ظ‡ط¯ط§ظپظ‡ط§

منظمة

الأمم المتحدة

24 أكتوبر 1945

"مقرها نيو يورك"

1. الجمعية العامة: تضم كل الدول الأعضاء، تجتمع في ديسمبر من كل عام، وقد تجتمع استثنائيا، تناقش أي مشكلة طارئة، وتقدم توصيات.
2. مجلس الأمن:يضم 15 دولة عضو، خمسة (05) دائمون يتمتعون بحق الفيتو، وعشرة ينتخبون كل سنتين.
3. م. الاقتصادي والاجتماعي: يعدّ دراسات في مختلف المجالات، يرفع التوصيات في مختلف المجالات، التعاون مع المنظمات غير الحكومية، له فروع في مختلف المجالات .
4. م. الوصاية: يشرف على إدارة بلدان واقع تحت الوصاية (دولة أقرب إلى الاستقلال)، ودوره: ترقية سكان الأقاليم، وتهيئتهم لحكم ذاتي والاستقلال، كإجراء استفتاء.
5. محكمة العدل الدولية: تتكوّن من 15 قاضيا مهمتها: الفصل في النزاعات الدولية.
6. الأمانة العامة: مكلّفة بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة، تتكوّن من أمين عام ينتخب لخمس سنوات، حاليا هو السيّد "بان كي مون" الكوري الجنوبي، دورها:
مبادئها (أسس نشاطاتها):
المساواة في السيادة بين الدول، حلّ النزاعات بطرق سلمية، منع استخدام القوة في العلاقات الدولية، تعاون الدول الأعضاء مع الأمم المنظمة لتحثيق أهدافها، عدم تدخل المنظمة في الشؤون الداخلية للدول..
أهدافها:
المحافظة على السلم والأمن في العالم، حلّ النزاعات بطرق سلمية، التعاون الاقتصادي والاجتماعي بين الدول لحل الأزمات الكبرى، تنمية العلاقات بين الشعوب، مساعدة المستعرات على تقرير مصيرها، توفير الحريات وحقوق الإنسان دون تمييز
اليونيسكو

م. التربية والثقافة والعلوم

1946
"مقرها باريس"

1. المؤتمر العام: يضم ممثلي الدول الأعضاء، يجتمع كل سنتين.
2. المجلس التنفيذي: يضم ذوي الكفاءات في ميادين الفن والآداب، والعلوم والتربية …
3. الأمانة العامة: تتكوّن من مدير عام وموظفين. يتولى المدير العام عرض مشروعات برامج عمل المنظمة، يرسلها إلى الدول الأعضاء …
تشجيع التعاون بين الأمم في ميادين التربية والعلوم والثقافة، تشجيع البحث العلمي، تعزيز التعون الثقافي، حماية التراث الإنساني، رفع مستوى التعليم والقضاء على الأمية، تحسين نظم التعليم.
جامعة الدول العربية
22 مارس 1945

"مقرها القاهرة"

1. مجلس الجامعة: يضم ممثلي الدول العربية.
2. اللجان الدائمة: تنسق بين أجهزة الأمانة العامة والجهات المختصة في مختلف المجالات.
3. الأمانة العامة: تنظم نشاط الجامعة، لها إدارات في مختلف المجالات.
مبادؤها:
§ المساواة في السيادة بين الدول، حلّ النزاعات بطرق سلمية، منع استخدام القوة، الدفاع المشترك، عدم التدخل في نظم الحكم السائدة في كل بلد.
أهدافها:
§ المحافظة على السلم والأمن العالم العربي، صيانة استقلال الدول الأعضاء، تحقيق التعاوون في مختلف المجالات، التعاون مع الهيئات والمنظمات الدولية.

الأليسكو

م. العربية للتربية والثقافة والعلوم

02جوان 1970

مقرها تونس

المؤتمر العام: تتكوّن من وزراء التربية العرب، يجتمع كلّ سنتين، ليحدّذ المبادئ العامة لسياسة المنظمة ..
المجلس التنفيذي: يجتمع ثلاث مرات لعقد دورات دراسية.
تشجيع التعاون بين الدول الأعضاء ومؤسساتها في مجالات التربية والثقافة والعلوم والتكنولوجيا، القضاء على الأمية، رفع مستوى التعليم، ربط المناهج الدراسية بالثقافة العربية الأصيلة، حماية التراث الثقافي العربي، حماية الفكر العربي من جميع أشكال الغزو الثقافي

م. المؤتمر الإسلامي
25 سبتمبر 1969

"مقرها الرباط"

1. مؤتمر القمة الإسلامي: يتكوّن من ملوك ورؤساء الدول والحكومات وهو السلطة العليا للمنظمة.
2. مؤتمر وزراء الخارجية: يتكوّن من وزراء الخارجية، يناقش ويتابع تنفيذ السياسات العامة.
3. الأمانة العامة: تؤمّن الاتصال بين الدول ، وتقدم التسهيلات وتنشر المعلومات …
مؤسسات تابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي: البنك الإسلامي للتنمية- وكالة الأنباء الإسلامية (إينا)- الغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة- منظمة العواصم والمدن الإسلامية- الاتحاد الإسلامي لمالكي البواخر- المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم (إيسيسكو)…
مبادؤها:
المساواة التامة بين الدول الأعضاء، احترام سيادة كل دولة، عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء، تسوية أي نزاع ينشأ بطرق سلمية، عدم اللجوء إلى القوة بين الدول…
أهدافها:
والتعاون بين الدول الأعضاء في مختلف المجالاات، حماية الأماكن المقدسة، دعم كفاح الشعب الفلسطيني، توفير الجو لتنمية التعاون بين الدول الأعضاء ودول العالم.

[/SIZE][/B]:منقول:منقول للفائدة :منقول:[B][SIZE=4]