التصنيفات
العقيدة الاسلامية

مفسدات القلب الخمسة

مفسدات القلب الخمسة

قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: وأما مفسدات القلب الخمسة فهي التي أشار إليها من كثرة الخلطة، والتمني، والتعلق بغير الله، والشبع، والمنام. فهذه الخمسة من أكبر مفسدات القلب.

المفسد الأول: كثرة المخالطة:

فأما ما تؤثره كثرة الخلطة: فامتلاء القلب من دخان أنفاس بني آدم حتى يسود، ويوجب له تشتتا وتفرقا وهما وغما، وضعفا، وحملا لما يعجز عن حمله من مؤنة قرناء السوء، وإضاعة مصالحه، والاشتغال عنها بهم وبأمورهم، وتقسم فكره في أودية مطالبهم وإراداتهم. فماذا يبقى منه لله والدار الآخرة؟

هذا، وكم جلبت خلطة الناس من نقمة، ودفعت من نعمة، وأنزلت من محنة، وعطلت من منحة، وأحلت من رزية، وأوقعت في بلية. وهل آفة الناس إلا الناس؟

وهذه الخلطة التي تكون على نوع مودة في الدنيا، وقضاء وطر بعضهم من بعض، تنقلب إذا حقت الحقائق عداوة، ويعض المخلط عليها يديه ندما، كما قال تعالى: { وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً ، يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً ، لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي } [الفرقان:27-29] وقال تعالى: { الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ } [الزخرف:67]، وقال خليله إبراهيم لقومه: { إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضاً وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ } [العنكبوت:25]، وهذا شأن كل مشتركين في غرضك يتوادون ما داموا متساعدين على حصوله، فإذا انقطع ذلك الغرض، أعقب ندامة وحزناً وألماً وانقلبت تلك المودة بغضاً ولعنة، وذماً من بعضهم لبعض.

والضابط النافع في أمر الخلطة: أن يخالط الناس في الخير كالجمعة والجماعة، والأعياد والحج، وتعلم العلم، والجهاد، والنصيحة، ويعتزلهم في الشر وفضول المباحات.

فإن دعت الحاجة إلى خلطتهم في الشر، ولم يمكنه اعتزالهم: فالحذر الحذر أن يوافقهم، وليصبر على أذاهم، فإنهم لابد أن يؤذوه إن لم يكن له قوة ولا ناصر. ولكن أذى يعقبه عز ومحبة له، وتعظيم وثناء عليه منهم، ومن المؤمنين، ومن رب العالمين، وموافقتهم يعقبها ذل وبغض له، ومقت، وذم منهم، ومن المؤمنين، ومن رب العالمين. فالصبر على أذاهم خير وأحسن عاقبة، وأحمد مالا.

وإن دعت الحاجة إلى خلطتهم في فضول المباحات، فليجتهد أن يقلب ذلك المجلس طاعة لله إن أمكنه.

المفسد الثاني من مفسدات القلب: ركوبه بحر التمني:

وهو بحر لا ساحل له. وهو البحر الذي يركبه مفاليس العالم، كما قيل: إن المنى رأس أموال المفاليس. فلا تزال أمواج الأماني الكاذبة، والخيالات الباطلة، تتلاعب براكبه كما تتلاعب الكلاب بالجيفة، وهي بضاعة كل نفس مهينة خسيسة سفلية، ليست لها همة تنال بها الحقائق الخارجية، بل اعتاضت عنها بالأماني الذهنية. وكل بحسب حاله: من متمن للقدوة والسلطان، وللضرب في الأرض والتطواف في البلدان، أو للأموال والأثمان، أو للنسوان والمردان، فيمثل المتمني صورة مطلوبة في نفسه وقد فاز بوصولها والتذ بالظفر بها، فبينا هو على هذا الحال، إذ استيقظ فإذا يده والحصير!!

وصاحب الهمة العلية أمانيه حائمة حول العلم والإيمان، والعمل الذي يقربه إلى الله، ويدنيه من جواره. فأماني هذا إيمان ونور وحكمة، وأماني أولئك خداع وغرور.

وقد مدح النبي متمني الخير، وربما جعل أجره في بعض الأشياء كأجر فاعله.

المفسد الثالث من مفسدات القلب: التعلق بغير الله تبارك وتعالى:

وهذا أعظم مفسداته على الإطلاق.

فليس عليه أضر من ذلك، ولا أقطع له عن مصالحه وسعادته منه، فإنه إذا تعلق بغير الله وكله الله إلى ما تعلق به. وخذله من جهة ما تعلق به، وفاته تحصيل مقصوده من الله عز وجل بتعلقه بغيره، والتفاته إلى سواه. فلا على نصيبه من الله حصل، ولا إلى ما أمله ممن تعلق به وصل. قال الله تعالى: { وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزّاً ، كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً } [مريم:82،81]، وقال تعالى: { وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ ، لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مُّحْضَرُونَ } [يس:75،74].

فأعظم الناس خذلانا من تعلق بغير الله. فإن ما فاته من مصالحه وسعادته وفلاحه أعظم مما حصل له ممن تعلق به، وهو معرض للزوال والفوات. ومثل المتعلق بغير الله: كمثل المستظل من الحر والبرد ببيت العنكبوت، أوهن البيوت.

وبالجملة: فأساس الشرك وقاعدته التي بني عليها: التعلق بغير الله. ولصاحبه الذم والخذلان، كما قال تعالى: { لاَّ تَجْعَل مَعَ اللّهِ إِلَـهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَّخْذُولاً } [الإسراء:22] مذموما لا حامد لك، مخذولا لا ناصر لك. إذ قد يكون بعض الناس مقهوراً محموداً كالذي قهر بباطل، وقد يكون مذموماً منصوراً كالذي قهر وتسلط بباطل، وقد يكون محموداً منصوراً كالذي تمكن وملك بحق. والمشرك المتعلق بغير الله قسمه أردأ الأقسام الأربعة، لا محمود ولا منصور.

المفسد الرابع من مفسدات القلب: الطعام:

والمفسد له من ذلك نوعان:

أحدهما: ما يفسده لعينه وذاته كالمحرمات. وهي نوعان:

محرمات لحق الله: كالميتة والدم، ولحم الخنزير، وذي الناب من السباع والمخلب من الطير.

ومحرمات لحق العباد: كالمسروق والمغصوب والمنهوب، وما أخذ بغير رضا صاحبه، إما قهرا وإما حياء وتذمما.

والثاني: ما يفسده بقدره وتعدي حده، كالإسراف في الحلال، والشبع المفرط، فإنه يثقله عن الطاعات، ويشغله بمزاولة مؤنة البطنة ومحاولتها حتى يظفر بها، فإذا ظفر بها شغله بمزاولة تصرفها ووقاية ضررها، والتأذي بثقلها، وقوى عليه مواد الشهوة، وطرق مجاري الشيطان ووسعها، فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم. فالصوم يضيق مجاريه ويسد طرقه، والشبع يطرقها ويوسعها. ومن أكل كثيرا شرب كثيرا فنام كثيرا فخسر كثيرا. وفي الحديث المشهور: « ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه. فإن كان لابد فاعلا فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه » [رواه الترمذي وأحمد والحاكم وصححه ا لألبا ني].

المفسد الخامس: كثرة النوم:

فإنه يميت القلب، ويثقل البدن، ويضيع الوقت، ويورث كثرة الغفلة والكسل. ومنه المكروه جدا، ومنه الضار غيرالنافع للبدن. وأنفع النوم: ما كان عند شدة الحاجة إليه. ونوم أول الليل أحمد وأنفع من آخره، ونوم وسط النهار أنفع من طرفيه. وكلما قرب النوم من الطرفين قل نفعه، وكثر ضرره، ولاسيما نوم العصر. والنوم أول النهار إلا لسهران.

ومن المكروه عندهم: النوم بين صلاة الصبح وطلوع الشمس؟ فإنه وقت غنيمة، وللسير ذلك الوقت عند السالكين مزية عظيمة حتى لو ساروا طول ليلهم لم يسمحوا بالقعود عن السير ذلك الوقت حتى تطلع الشمس، فإنه أول النهار ومفتاحه، ووقت نزول ا لأرزاق، وحصول القسم، وحلول البركة. ومنه ينشأ النهار، وينسحب حكم جميعه علي حكم تلك الحصة. فينبغي أن يكون نومها كنوم المضطر.

بالجملة فأعدل النوم وأنفعه: نوم نصف الليل الأول، وسدسه الأخير، وهو مقدار ثماني ساعات. وهذا أعدل النوم عند الأطباء، وما زاد عليه أو نقص منه أثر عندهم في الطبيعة انحرافا بحسبه.

ومن النوم الذي لا ينفع أيضا: النوم أول الليل، عقيب غروب الشمس حتى تذهب فحمة العشاء. وكان رسول الله يكرهه. فهو مكروه شرعا وطبعا. والله المستعان.

أسباب شرح الصدور

وقال الإمام ابن القيم أيضا:

فأعظم أسباب شرح الصدر:

1- التوحيد، وعلى حسب كماله وقوته وزيادته يكون انشراح صدر صاحبه. قال الله تعالى: { أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ } [الزمر:22]. وقال تعالى: { فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء } [الأنعام:125].

فالهدى والتوحيد من أعظم أسباب شرح الصدر، والشرك والضلال من أعظم أسباب ضيق الصدر وانحراجه.

2- ومنها: النور الذي يقذفه الله في قلب العبد- وهو نور الإيمان- فإنه يشرح الصدر ويوسعه، ويفرح القلب. فإذا فقد هذا النور من قلب العبد ضاق وحرج، وصار في أضيق سجن وأصعبه.

وقد روى الترمذي في "جامعه" عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « إذا دخل النور القلب انفسح وانشرح. قالوا: وما علامة ذلك يا رسول الله؟ قال: الإنابة إلى دار الخلود، والتجافي عن دار الغرور، والاستعداد للموت قبل نزوله »، فيصيب العبد من انشراح صدره بحسب نصيبه من هذا النور، وكذلك النور الحسي والظلمة الحسية، هذه تشرح الصدر، وهذه تضيقه.

3- ومنها: العلم، فإنه يشرح الصدر ويوسعه حتى يكون أوسع من الدنيا، والجهل يورثه الضيق والحصر والحبس، فكلما اتسع علم العبد انشرح صدره واتسع، وليس هذا لكل علم، بل للعلم الموروث عن الرسول وهو العلم النافع، فأهله أشرح الناس صدرا، وأوسعهم قلوبا، وأحسنهم أخلاقا، وأطيبهم عيشا.

4- ومنها: الإنابة إلى الله سبحانه وتعالى ومحبته بكل القلب، والإقبال عليه، والتنعم بعبادته، فلا شيء أشرح لصدر العبد من ذلك، حتى إنه ليقول أحيانا: إن كنت في الجنة في مثل هذه الحالة، فإني إذا في عيش طيب. وللمحبة تأثير عجيب في انشراح الصدر، وطيب النفس، ونعيم القلب، لا يعرفه إلا من له حس به، وكلما كانت المحبة أقوى وأشد، كان الصدر أفسح وأشرح، ولا يضيق إلا عند رؤية البطالين الفارغين من هذا الشأن، فرؤيتهم قذى عينه، ومخالطتهم حمى روحه.

ومن أعظم أسباب ضيق الصدر الأعراض عن الله تعالى، وتعلق القلب بغيره، والغفلة عن ذكره، ومحبة سواه، فإن من أحب شيئا غير الله عذب به، وسجن قلبه في محبة ذلك الغير، فما في الأرض أشقى منه، ولا أكسف بالا، ولا أنكد عيشا، ولا أتعب قلبا. فهما محبتان: محبة هي جنة الدنيا، وسرور النفس، ولذة القلب، ونعيم الروح وغذاؤها ودواؤها، بل حياتها وقرة عينها، وهي محبة الله وحده بكل القلب، وانجذاب قوى الميل والإرادة والمحبة كلها إليه.

ومحبة هي عذاب الروح، و هم النفس، وسجن القلب، وضيق الصدر، وهي سبب الألم والنكد والعناء، وهي محبة ما سواه سبحانه.

5- ومن أسباب شرح الصدر: دوام ذكره على كل حال، وفي كل موطن. فللذكر تأثير عجيب في انشراح الصدر ونعيم القلب، وللغفلة تأثير عجيب في ضيقه وحبسه وعذابه.

6- ومنها: الإحسان إلى الخلق ونفعهم بما يمكنه من المال والجاه، والنفع بالبدن، وأنواع الإحسان. فإن الكريم المحسن أشرح الناس صدرا، وأطيبهم نفسا، وأنعمهم قلبا، والبخيل الذي ليس فيه إحسان أضيق الناس صدرا، وأنكدهم عيشا، وأعظمهم هما وكما، وقد ضرب رسول الله في الصحيح مثلا للبخيل والمتصدق، كمثل رجلين عليهما جنتان من حديد، كلما هم المتصدق بصدقة اتسعت عليه وانبسطت، حتى يجر ثيابه ويعفى أثره، وكلما هم البخيل بالصدقة لزمت كل حلقة مكانها، ولم تتسع عليه. فهذا مثل انشراح صدر المؤمن المتصدق وانفساح قلبه، ومثل ضيق صدر البخيل وانحصار قلبه.

7- ومنها: الشجاعة، فإن الشجاع منشرح الصدر، واسع البطان، متسع القلب. والجبان: أضيق الناس صدرا، وأحصرهم قلبا، لا فرحة له ولا سرور، ولا لذة له ولا نعيم إلا من جنس ما للحيوان البهيمي، وأما سرور الروح ولذتها ونعيمها وابتهاجها فمحرم على كل جبان، كما هو محرم على كل بخيل، وعلى كل معرض عن الله سبحانه، غافل عن ذكره، جاهل به وبأسمائه تعالى وصفاته ودينه، متعلق القلب بغيره. وأن هذا النعيم والسرور يصير في القبر رياضا وجنة، وذلك الضيق والحصر ينقلب في القبر عذابا وسجنا، فحال العبد في القبر كحال القلب في الصدر، نعيما وعذابا، وسجنا وانطلاقا، ولا عبرة بانشراح صدر هذا لعارض، ولا بضيق صدر هذا لعارض، فإن العوارض تزول بزوال أسبابها، وإنما المعول على الصفة التي قامت بالقلب توجب انشراحه وحبسه، فهي الميزان. والله المستعان.

8- ومنها: بل من أعظمها: إخراج دغل القلب وهو من الصفات المذمومة التي توجب ضيقه وعذابه، وتحول بينه وبين حصول البرء، فإن الإنسان إذا أتى الأسباب التي تشرح صدره، ولم يخرج تلك الأوصاف المذمومة من قلبه، لم يحظ من انشراح صدره بطائل، وغايته أن يكون له مادتان تعتوران على قلبه، وهو للمادة الغالبة عليه منهما.

9- ومنها: ترك فضول النظر، والكلام، والاستماع، والمخالطة، والأكل، والنوم، فإن هذه الفضول تستحيل آلاما وغموما، وهموما في القلب، تحصره، وتحبسه، وتضيقه، ويتعذب بها، بل غالب عذاب الدنيا والآخرة منها، فلا إله إلا الله، ما أضيق صدر من ضرب في كل آفة من هذه الآفات بسهم، وما أنكد عيشه، وما أسوأ حاله، وما أشد حصر قلبه ولا إله إلا الله، ما أنعم عيش من ضرب في كل خصلة من تلك الخصال المحمودة بسهم، وكانت همته دائرة عليها، حائمة حولها! فلهذا نصيب وافر من قوله تعالى: { إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ } [الانفطار:13]، ولذلك نصيب وافر من قوله تعالى: { وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ } [الانفطار:14]، وبينهما مراتب متفاوتة لا يحصيها إلا الله تبارك وتعالى.

والمقصود: أن رسول الله كان أكمل الخلق في كل صفة يحصل بها انشراح الصدر، واتساع القلب، وقرة العين، وحياة الروح، فهو أكمل الخلق في هذا الشرح والحياة، وقرة العين مع ما خص به من الشرح الحسي.

وأكمل الخلق متابعة له؟ أكملهم انشراحا ولذة وقرة عين، وعلى حسب متابعته ينال العبد من انشراح صدره وقرة عينه ولذة روحه ما ينال، فهو في ذروة الكمال من شرح الصدر، ورفع الذكر، ووضع الوزر، ولأتباعه من ذلك بحسب نصيبهم من إتباعه. والله المستعان.

وهكذا لأتباعه نصيب من حفظ الله لهم، وعصمته إياهم، ودفاعه عنهم، وإعزازه لهم، ونصره لهم، بحسب نصيبهم من المتابعة، فمستقل، ومستكثر، فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه.

وصلى الله على رسوله محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

ابن قيم الجوزية




بارك الله فيك وجزاك خيرا




جزاك الله خيرا




برك الله فيك




جزاك الله خيرا




التصنيفات
أخبار و ثقافة طبية

ألبطاطا وصحة القلب

تعليمية

كثير منا يسحبون البطاطا من قائمة الطعام خوفا من السمنة ، وهذا مخجل حقاً وذلك لأهميتها لصحتنا عندما يتم تحضيرها بشكل ملائم.

تحتوي البطاطا على الألياف ، وعلى فيتاميني ب-6 ، و جــ ، وعلى الكثير من البوتاسيوم، اضافة الى ( فيتونيوترينتس) – مغذيات الفيتو- التي تحافظ على ضغط الدمِ طبيعياً.

• البطاطا وصحة القلب:

تعتبر البطاطا هي الأغنى بالبوتاسيوم بين 20 من الخضروات الأعلى استهلاكا، وكذلك بين ال 20 الأعلى استهلاكاً من الفواكه.

يكفي أن نعلم أن حبة بطاطا متوسطة الحجم بقشرها تحتوي على 18% من الجرعة اليومية اللازمة من البوتاسيوم ، وبذلك تتفوق البطاطا على الموز.
فاذا أخذنا بعين الإعتبار إفادة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية أن الأغذية الغنية بالبوتاسيوم يقلل من خطر ارتفاع ضغط الدم ، والجلطات الدماغية فإننا ندرك أهمية البطاطا للصحة كغذاء غني جداً بالبوتاسيوم.
وبالإضافة الى ما ذُكِر فان البطاطا تخلو من الصوديوم والدهون وتحتوي فقط على 110-150 حريرة في الوجبة.
وعندما نتذكر انخفاض سعر البطاطا ندرك أنها الوجبة الأغنى بالبوتاسيوم المفيد لصحة القلب والأوعية الدموية ذات السعر الأقل.




جزاك الله خيراا اخي عبد الكريم على هذا الموضوع القيم والمفيد

نسال الله ان ينفنا بك وان ينور طريقنا بمواضيعك

تقبل مرور اختك




شكرا لمرورك على موضوعي وهذا شرف لي ووسام على صدري




بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
مشكوووووور والله يعطيكم الف عافيه
دمت وفيا للمنتدى




شكرا مبارك على مرورك الطيب




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

هل الإيمان بالقلب يكفي ليكون الإنسان مسلماً؟

هل الإيمان بالقلب يكفي ليكون الإنسانمسلماً؟

تسأل الأخت وتقول: هل الإيمان بالقلب يكفي لأن يكون الإنسان مسلماً بعيداً عن الصلاة والصوم والزكاة؟

الإيمان بالقلب لا يكفي عن الصلاة وغيرها، بل يجب أن يؤمن بقلبه وأن الله واحدٌ لا شريك له، وأنه ربه وخالقه، ويجب أن يخصه بالعبادة سبحانه وتعالى، ويؤمن بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وأنه رسول الله حقاً إلى جميع الثقلين، كل هذا لا بد منه، فهذا أصل الدين وأساسه، كما يجب على المكلف أن يؤمن بكل ما أخبر الله به ورسوله من أمر الجنة والنار والصراط والميزان، وغير ذلك مما دل عليه القرآن الكريم والسنة الصحيحة المطهرة. ولا بد مع ذلك من النطق بشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، كما أنه لا بد من الصلاة وبقية أمور الدين، فإذا صلى فقد أدى ما عليه، وإن لم يصل كفر؛ لأن ترك الصلاة كفر.
أما الزكاة والصيام والحج وبقية الأمور الواجبة إذا اعتقدها وأنها واجبة، ولكن تساهل فلا يكفر بذلك، بل يكون عاصياً، ويكون إيمانه ضعيفاً ناقصاً؛ لأن الإيمان يزيد وينقص، يزيد الإيمان بالطاعات والأعمال الصالحات، وينقص بالمعاصي عند أهل السنة والجماعة.
أما الصلاة وحدها خاصة فإن تركها كفر عند كثير من أهل العلم وإن لم يجحد وجوبها، وهو أصح قولي العلماء، بخلاف بقية أمور العبادات، من الزكاة والصوم والحج ونحو ذلك، فإن تركها ليس بكفر أكبر على الصحيح، ولكن نقص في الإيمان، وضعف في الإيمان، وكبيرة عظيمة من كبائر الذنوب، فترك الزكاة كبيرة عظيمة، وترك الصيام كبيرة عظيمة، وترك الحج مع الاستطاعة كبيرة عظيمة، ولكن لا يكون كفراً أكبر إذا كان مؤمناً بأن الزكاة حق، وأن الصيام حق، وأن الحج لمن استطاع إليه سبيلاً حق، ما كذب بذلك ولا أنكر وجوب ذلك، ولكنه تساهل في الفعل، فلا يكون كافراً بذلك على الصحيح.
أما الصلاة فإنه إذا تركها يكفر في أصح قولي العلماء كفراً أكبر والعياذ بالله، وإن لم يجحد وجوبها كما تقدم؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة)) أخرجه مسلم في صحيحه، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر)) أخرجه الإمام أحمد وأهل السنن الأربعة بإسناد صحيح، والمرأة مثل الرجل في ذلك: نسأل الله العافية والسلامة.
لشيخ إبن باز رحمة الله عليه




بارك الله فيك اختي

نسال الله ان يهدينا وان يصلحنا وان ينير طريقنا يارب العالمين

لا تبخلي علينا بمثل هذه المواضيع الطيبة




بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله كل الخير اختي الفاضة و بارك الله فيك
موضوع في القمة مشكووووووووورة اختي و تقبلي مروري و افائق احترامي




بارك الله فيكم وسدد خطاكم وجعلكم من اهل الجنة ومن الطيبن يارب العالمين

ننتظر ان ينزف قلمك اكثر وننتظر منك كل ماهو جديد ومفيد

تقبلوا مروري المتواضع

المعلمة هنــاء




موضوعك في القمة مشكووووووووورة اختي ندى




التصنيفات
أخبار و ثقافة طبية

القلب

القلب The heart

القلب هو عبارة عن عضلة صغيرة بحجم قبضة اليد الكبيرة تعمل مثل مضخة تضخ الدم في الشرايين ومنه إلى أنحاء الجسم الأخرى كما أنها تستقبل الدم العائد من الأوردة، وشكل القلب كحبة الأجاص المقلوبة يتمركز في الصدر مائلاً قليلاً نحو اليسار ويوجد في القلب أربع حجرات اثنتان علويتان وتدعى الأذينان واثنتان سفليتان وتدعى البطينان وهي ذات جدار سميكة العضلة، كما أن القلب ينبض 60-80 نبضة في الدقيقة، والنبضات عبارة عن التقلص والاسترخاء لعضلة القلب ليتم ضخ حوالي 3-5 لتر من الدم في الدقيقة الواحدة، وتتغذى عضلة القلب من الأوعية الدموية المحاطة بها وأي انسداد بها يؤدي إلى الموت.

تعليمية




شكرا لكي رنين على المعلومات المفيدة,جزاكي الله خيرا




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

السمة الأولى : الابتعاد عنة القلب والاستعجال||||

تعليمية تعليمية
السمة الأولى : الابتعاد عنة القلب والاستعجال

السمة الأولى : الابتعاد عنة القلب والاستعجال
إن المرء إذا غضب في حال الأمن فإنه قد لا يُدرك الصواب ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : لا يقضي القاضي حين يقضي وهو غضبان

وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كلامه على هذا الحديث : إن هذا الحديث يشمل القضاء في المسائل العلمية ، وفي المسائل العملية ، فالغضب – ومثله الحال التي تقلق الذهن وينفعل معها المرء – لا ينبغي له بل هو منهي أن يقضي في المسائل العلمية وهو على هذا النَّحْوِ من الغضب ، فإذا كان القاضي كذلك في مسألة بين متخاصمين فإن الكلام في المسائل العملية أبلغ ، وإن الكلام في المسائل التي تهم الأمة حينئذٍ أبلغ .

ولهذا كان من سمة منهج السلف الصالح من الصحابة والتابعين فَمَنْ بعدهم من أئمة الإسلام أنهم لم يستعجلوا حين استعجل الناسُ فيما ليس لهم .

قال عمرُ بنُ عبدِ العزيزِ – رحمه تعالى – في وَصْفِ الصحابة والتابعين : " عليكم بآّثارهم فإنهم على علمٍ وَقَفوا ، وببصرٍ نافذٍ كفُّوا "
للشيخ صالح ا ل الشيخ

__________________

اللهم اجعلني خيراً مما يظنون

ولاتؤاخذني بما يقولون

واغفر لي ما لا يعلمون

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
أخبار و ثقافة طبية

هل هناك علاقة بين حاسة السمع وبين القلب ؟!

بسم الله الرحمآن الرحيم

السلآم عليكم ورحمة الله

هل هناك علاقة بين حاسة السمع وبين القلب؟ وهل يتأثران ببعضهما؟ ماذا وجد العلماء وهل هناك إشارة قرآنية لهذه العلاقة..؟!

تعليمية

الحمد لله على نعمة الإسلآم.

منقـــــــــــول
.




التصنيفات
العقيدة الاسلامية

حكمة خلق القلب||||

تعليمية تعليمية
حكمة خلق القلب

ثم إن الله ـ سبحانه وتعالى ـ خلق القلب للإنسان يعلم به الأشياء، كما خلق له العين يرى بها الأشياء، والأذن يسمع بها الأشياء، كما خلق له ـ سبحانه ـ كل عضو من أعضائه لأمر من الأمور، وعمل من الأعمال، فاليد للبطش، والرجل للسعي، واللسان للنطق، والفم للذوق، والأنف للشم، والجلد للمس، وكذلك سائر الأعضاء الباطنة والظاهرة‏.‏
فإذا استعمل الإنسان العضو فيما خلق له وأعد لأجله، فذلك هو الحق القائم، والعدل الذي قامت به السموات والأرض، وكان ذلك خيرًا وصلاحًا لذلك العضو ولربه وللشيء الذي استعمل فيه، وذلك الإنسان الصالح هو الذي استقام حاله ،و ‏{‏أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ‏}‏ ‏[‏ البقرة‏:‏ 5 ‏]‏ ‏.‏
وإذا لم يستعمل العضو في حقه، بل ترك بطالًا فذلك خسران، وصاحبه مغبون، وإن استعمل في خلاف ما خلق له فهو الضلال والهلاك، وصاحبه من الذين بدلوا نعمة الله كفرًا ،ثم إن سيد الأعضاء ورأسها هو القلب، كما سمى قلبًا، قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب‏)‏، وقال صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏الإسلام علانية والإيمان في القلب‏)‏ ثم أشار بيده إلى صدره وقال‏:‏ ‏(‏ألا إن التقوى ها هنا إلا إن التقوى ها هنا‏)‏‏.‏
وإذ قد خلق القلب لأن يعلم به فتوجهه نحو الأشياء ابتغاء العلم بها هو الفكر والنظر، كما أن إقبال الأذن على الكلام ابتغاء سمعه هو الإصغاء والاستماع، وانصراف الطرف إلى الأشياء طلبًا لرؤيتها هو النظر، فالفكر للقلب، كالإصغاء للأذن، ومثله نظر العينين فيما سبق، وإذا علم ما نظر فيه فذاك مطلوبه، كما أن الأذن كذلك إذا سمعت ما أصغت إليه، أو العين إذا أبصرت ما نظرت إليه، وكم من ناظر مفكر لم يحصل العلم ولم ينله، كما أنه كم من ناظر إلى الهلال لا يبصره، ومستمع إلى صوت لا يسمعه‏.‏
وعكسه من يؤتي علمًا بشيء لم ينظر فيه ولم تسبق منه إليه سابقة تفكير فيه، كمن فاجأته رؤية الهلال من غير قصد إليه، أو سمع قولًا من غير أن يصغى إليه، و ذلك كله لا لأن القلب بنفسه يقبل العلم، وإنما الأمر موقوف على شرائط واستعداد قد يكون فعلا من الإنسان فيكون مطلوبًا، وقد يأتي فضلا من الله فيكون موهوبًا‏.‏
فصلاح القلب وحقه، والذي خلق من أجله، هو أن يعقل الأشياء، لا أقول أن يعلمها فقط، فقد يعلم الشيء من لا يكون عاقلًا له، بل غافلًا عنه ملغيًا له، والذي يعقل الشيء هو الذي يقيده ويضبطه ويعيه ويثبته في قلبه، فيكون وقت الحاجة إليه غنيًا فيطابق عمله قوله، وباطنه ظاهره، و ذلك هو الذي أوتى الحكمة، ‏{‏وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 269‏]‏، وقال أبو الدرداء‏:‏ إن من الناس من يؤتي علمًا ولا يؤتي حكمًا، وإن شداد بن أوس ممن أوتي علمًا وحكمًا‏.‏
وهذا، مع أن الناس متباينون في نفس عقلهم الأشياء من بين كامل وناقص، وفيما يعقلونه من بين قليل وكثير، وجليل ودقيق، وغير ذلك‏.‏
ثم هذه الأعضاء الثلاثة هي أمهات ما ينال به العلم ويدرك، أعنى العلم الذي يمتاز به البشر عن سائر الحيوانات دون ما يشاركها فيه، من الشم والذوق واللمس، وهنا يدرك به ما يحب ويكره وما يميز به بين من يحسن إليه ومن يسيء إليه إلى غير ذلك، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ‏}‏ ‏[‏النحل‏:‏ 78‏]‏، وقال‏:‏ ‏{‏ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ‏}‏ ‏[‏السجدة‏:‏ 9‏]‏، وقال‏:‏ ‏{‏وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا‏}‏ ‏[‏الإسراء‏:‏ 36‏]‏، وقال‏:‏ ‏{‏وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً‏}‏ ‏[‏الأحقاف‏:‏ 26‏]‏، وقال‏:‏ ‏{‏خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 7‏]‏‏.‏
وقال فيما لكل عضو من هذه الأعضاء من العمل والقوة‏:‏ ‏{‏وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنْ الْجِنِّ وَالْإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا‏}‏ ‏[‏الأعراف‏:‏ 179‏]‏‏.‏
ثم إن العين تقصر عن القلب والأذن، وتفارقهما في شيء وهو أنها إنما يرى صاحبها بها الأشياء الحاضرة والأمور الجسمانية مثل الصور والأشخاص، فأما القلب والأذن فيعلم الإنسان بهما ما غاب عنه وما لا مجال للبصر فيه من الأشياء الروحانية، والمعلومات المعنوية، ثم بعد ذلك يفترقان، فالقلب يعقل الأشياء بنفسه إذ كان العلم هو غذاءه وخاصيته، أما الأذن فإنها تحمل الكلام المشتمل على العلم إلى القلب، فهي بنفسها إنما تحمل القول والكلام، فإذا وصل ذلك إلى القلب أخذ منه ما فيه من العلم، فصاحب العلم في حقيقة الأمر هو القلب، وإنما سائر الأعضاء حجبة له توصل إليه من الأخبار ما لم يكن ليأخذه بنفسه، حتى إن من فقد شيئًا من هذه الأعضاء فإنه يفقد بفقده من العلم ما كان هو الواسطة فيه‏.‏
فالأصم لا يعلم ما في الكلام من العلم، والضرير لا يدري ما تحتوي عليه الأشخاص من الحكمة البالغة، وكذلك من نظر إلى الأشياء بغير قلب، أو استمع إلى كلمات أهل العلم بغير قلب، فإنه لا يعقل شيئًا فمدار الأمر على القلب، وعند هذا تستبين الحكمة في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا‏}‏‏[‏الحج‏:‏ 46‏]‏، حتى لم يذكر هنا العين كما في الآيات السوابق، فإن سياق الكلام هنا في أمور غائبة، وحكمة معقولة من عواقب الأمور لا مجال لنظر العين فيها، ومثله قوله‏:‏ ‏{‏أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ‏}‏ ‏[‏الفرقان‏:‏ 44‏]‏ ،وتتبين حقيقة الأمر في قوله‏:‏ ‏{‏إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ‏}‏‏[‏ق‏:‏ 37‏]‏‏.‏

فإن من يؤتي الحكمة وينتفع بالعلم على منزلتين، إما رجل رأى الحق بنفسه فقبله فاتبعه و لم يحتج إلى من يدعوه إليه، فذلك صاحب القلب؛ أو رجل لم يعقله بنفسه بل هو محتاج إلى من يعلمه ويبينه له ويعظه ويؤدبه، فهذا أصغى فـ ‏{‏أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ‏}‏ أي‏:‏ حاضر القلب ليس بغائبه، كما قال مجاهد‏:‏ أوتي العلم وكان له ذكرى‏.‏
ويتبين قوله‏:‏ ‏{وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ ‏.‏ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ‏}‏ ‏[‏يونس‏:‏ 42، 43‏]‏ وقوله‏:‏ ‏{‏وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ‏}‏‏[‏الأنعام‏:‏ 25‏]‏‏.‏
ثم إذا كان حق القلب أن يعلم الحق، فإن الله هو الحق المبين، ‏{‏فَذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ‏}‏‏[‏يونس‏:‏ 32‏]‏، إذ كان كل ما يقع عليه لمحة ناظر أو يجول في لفتة خاطر، فالله ربه ومنشئه، وفاطره ومبدئه، لا يحيط علما إلا بما هو من آياته البينة في أرضه و سمائه، وأصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد‏:‏
ألا كل شيء ما خلا الله باطل**
أي‏:‏ ما من شيء من الأشياء إذا نظرت إليه من جهة نفسه إلا وجدته إلى العدم، وما هو فقير إلى الحي القيوم، فإذا نظرت إليه وقد تولته يد العناية بتقدير من أعطى كل شيء خلقه ثم هدى رأيته حينئذ موجودًا مكسوًا حلل الفضل والإحسان، فقد استبان أن القلب إنما خلق لذكر الله سبحانه ؛ و لذلك قال بعض الحكماء المتقدمين من أهل الشام ـ أظنه سليمان الخواص رحمه الله ـ قال‏:‏ الذكر للقلب بمنزلة الغذاء للجسد، فكما لا يجد الجسد لذة الطعام مع السقم، فكذلك القلب لا يجد حلاوة الذكر مع حب الدنيا، أو كما قال‏.‏
فإذا كان القلب مشغولًا بالله، عاقلا للحق، متفكرًا في العلم، فقد وضع في موضعه، كما أن العين إذا صرفت إلى النظر في الأشياء فقد وضعت في موضعها، أما إذا لم يصرف إلى العلم ولم يوع فيه الحق فقد نسي ربه، فلم يوضع في موضع بل هو ضائع، ولا يحتاج أن نقول‏:‏ قد وضع في موضع غير موضعه، بل لم يوضع أصلا ؛ فإن موضعه هو الحق، وما سوى الحق باطل، فإذا لم يوضع في الحق لم يبق إلا الباطل، والباطل ليس بشيء أصلا، وما ليس بشيء أحرى ألا يكون موضعًا‏.‏
والقلب هو نفسه لا يقبل إلا الحق، فإذا لم يوضع فيه فإنه لا يقبل غير ما خلق له، ‏{‏ِسُنَّةِ اللَّهِ‏}‏ ‏{‏وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا‏}‏ ‏[‏الأحزاب‏:‏ 62‏]‏ وهو مع ذلك ليس بمتروك مخلي، فإنه لايزال في أودية الأفكار وأقطار الأماني لا يكون على الحال التي تكون عليها العين والأذن من الفراغ والتخلي، فقد وضع في غير موضع لا مطلق ولا معلق، موضوع لا موضع له، و هذا من العجب فسبحان ربنا العزيز الحكيم، وإنما تنكشف للإنسان هذه الحال عند رجوعه إلى الحق، إما في الدنيا عند الإنابة، أو عند المنقلب إلى الآخرة، فيرى سوء الحال التي كان عليها، وكيف كان قلبه ضالا عن الحق، هذا إذا صرف في الباطل‏.‏
فأما لو ترك وحاله التي فطر عليها فارغًا عن كل ذكر، خاليًا عن كل فكر، فقد كان يقبل العلم الذي لا جهل فيه، ويرى الحق الذي لا ريب فيه، فيؤمن بربه وينيب إليه، فإن كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، لا يحس فيها من جدع ‏{‏فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ‏}‏ ‏[‏الروم‏:‏ 30‏]‏، وإنما يحول بينه وبين الحق في غالب الحال شغله بغيره من فتن الدنيا، ومطالب الجسد، وشهوات النفس، فهو في هذه الحال كالعين الناظرة إلى وجه الأرض لا يمكنها أن ترى مع ذلك الهلال، أو هو يميل إليه فيصده عن اتباع الحق، فيكون كالعين التي فيها قذى لا يمكنها رؤية الأشياء‏.‏
ثم الهوى قد يعترض له قبل معرفة الحق فيصده عن النظر فيه، فلا يتبين له الحق كما قيل‏:‏ ‏(‏حبك الشيء يعمي ويصم‏)‏، فيبقى في ظلمه الأفكار،وكثيرًا ما يكون ذلك عن كبر يمنعه عن أن يطلب بالحق، ‏{‏فَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنكِرَةٌ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ‏}‏ ‏[‏النحل‏:‏ 22‏]‏‏.‏
وقد يعرض له الهوى بعد أن عرف الحق فيجحده ويعرض عنه، كما قال ربنا ـ سبحانه ـ فيهم‏:‏ ‏{‏سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا‏}‏ ‏[‏الأعراف‏:‏ 146‏]‏‏.‏
ثم القلب للعلم كالإناء للماء، والوعاء للعسل، والوادي للسيل،كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا‏}‏ الآية ‏[‏الرعد‏:‏ 17‏]‏، وقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إن مثل ما بعثني الله به من الهدي والعلم كمثل غيث أصاب أرضًا، فكانت منها طائفة قبلت الماء، فأنبتت الكلأ، والعشب الكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء فسقى الناس وزرعوا، وأصاب منها طائفة، إنما هى قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ ،فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما أرسلت به، ومثل من لم يرفع بذلك رأسًا، ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به‏)‏، وفي حديث كميل بن زياد عن علي – رضي الله عنه- قال‏:‏ القلوب أوعية فخيرها أوعاها‏.‏ وبلغنا عن بعض السلف قال‏:‏ القلوب آنية الله في أرضه، فأحبها إلى الله تعالى أرقها وأصفاها، وهذا مثل حسن، فإن القلب إذا كان رقيقًا لينًا كان قبوله للعلم سهلا يسيرًا، ورسخ العلم فيه وثبت وأثر، وإن كان قاسيًا غليظًا كان قبوله للعلم صعبًا عسيرًا‏.‏
ولابد مع ذلك أن يكون زكيا صافيًا سليما، حتى يزكو فيه العلم ويثمر ثمرًا طيبًا، وإلا فلو قبل العلم وكان فيه كدر وخبث أفسد ذلك العلم، وكان كالدغل في الزرع إن لم يمنع الحب من أن ينبت منعه من أن يزكو ويطيب، وهذا بين لأولي الأبصار‏.‏
و تلخيص هذه الجملة‏:‏ أنه إذا استعمل في الحق فله وجهان‏:‏
وجه مقبل على الحق، ومن هذا الوجه يقال له‏:‏ وعاء وإناء ؛ لأن ذلك يستوجب ما يوعي فيه ويوضع فيه، وهذه الصفة صفة وجود وثبوت‏.‏
ووجه معرض عن الباطل، ومن هذا الوجه يقال له‏:‏ زكي وسليم وطاهر؛ لأن هذه الأسماء تدل على عدم الشر وانتفاء الخبث والدغل، وهذه الصفة صفة عدم ونفي‏.‏
وبهذا يتبين أنه إذا صرف إلى الباطل فله وجهان كذلك‏:‏
وجه الوجود‏:‏ أنه منصرف إلى الباطل مشغول به‏.‏
ووجه العدم‏:‏ أنه معرض عن الحق غير قابل له، وهذا يبين من البيان والحسن والصدق ما في قوله‏:‏
إذا ما وضعت القلب في غير موضع ** بغيـر إناء فهو قلـب مضـيع
فإنه لما أراد أن يبين حال من ضيع قلبه، فظلم نفسه بأن اشتغل بالباطل وملأ به قلبه حتى لم يبق فيه متسع للحق، ولا سبيل له إلى الولوج فيه ذكر ذلك منه، فوصف حال هذا القلب بوجهيه، ونعته بمذهبيه، فذكر أولا وصف الوجود منه فقال‏:‏
إذا ما وضعت القلب في غير موضع‏.‏
يقول‏:‏ إذا شغلته بما لم يخلق له فصرفته إلى الباطل حتى صار موضوعا فيه، ثم الباطل على منزلتين‏:‏
إحداهما‏:‏ تشغل عن الحق ولا تعانده مثل الأفكار والهموم التي في علائق الدنيا وشهوات النفس‏.‏
والثانية‏:‏ تعاند الحق وتصد عنه، مثل الآراء الباطلة، والأهواء المردية من الكفر والنفاق والبدع وشبه ذلك، بل القلب لم يخلق إلا لذكر الله، فما سوى ذلك فليس موضعًا له‏.‏
ثم ذكر ثانيًا وصف العدم فيه، فقال‏:‏ بغير إناء، ثم يقول‏:‏ إذا وضعته بغير إناء ضيعته، ولا أنا معك، كما تقول‏:‏ حضرت المجلس بلا محبرة‏.‏ فالكلمة حال من الواضع، لا من الموضوع ،والله أعلم‏.‏
وبيان هذه الجملة ـ والله أعلم ـ أنه يقول‏:‏ إذا ما وضعت قلبك في غير موضع فقد شغل بالباطل، ولم يكن معك إناء يوضع فيه الحق، و ينزل إليه الذكر والعلم الذي هو حق القلب، فقلبك إذًا مضيع ضيعته من وجهي التضييع، وإن كانا متحدين من جهة أنك وضعته في غير موضع، ومن جهة أنه لا إناء معك يكون وعاء للحق الذي يجب أن يعطاه،كما لو قيل لملك قد أقبل على اللهو‏:‏ إذا اشتغلت بغير المملكة وليس في المملكة من يدبرها فهو ملك ضائع، لكن الإناء هنا هو القلب بعينه،وإنما كان ذلك كذلك؛لأن القلب لا ينوب عنه غيره فيما يجب أن يوضع فيه ‏{‏وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى‏}‏ ‏[‏الإسراء‏:‏ 15‏]‏‏.‏
وإنما خرج الكلام في صورة اثنين بذكر نعتين لشيء واحد، كما جاء نحوه في قوله تعالى‏:‏ ‏{نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ ‏.‏ مِنْ قَبْلُ هُدًى لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ‏}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏ 3، 4‏]‏ قال قتادة والربيع‏:‏ هو القرآن‏:‏ فرق فيه بين الحلال والحرام، والحق والباطل، وهذا لأن الشيء الواحد إذا كان له وصفان كبيران فهو مع وصف واحد كالشيء الواحد، ومع الوصفين بمنزلة الاثنين، حتى لو كثرت صفاته لتنزل منزلة أشخاص، ألا ترى أن الرجل الذي يحسن الحساب والطب يكون بمنزلة حاسب وطبيب والرجل الذي يحسن التجارة والبناء يكون بمنزلة نجار وبناء‏.‏
والقلب لما كان يقبل الذكر والعلم، فهو بمنزلة الإناء الذي يوضع فيه الماء وإنما ذكر في هذا البيت الإناء من بين سائر أسماء القلب؛ لأنه هو الذي يكون رقيقًا وصافيا، و هو الذي يأتي به المستطعم المستعطى في منزلة البائس الفقير‏.‏ ولما كان ينصرف عن الباطل فهو زكي وسليم، فكأنه اثنان‏.‏
وليتبين في الصوة أن الإناء غير القلب، فهو يقول‏:‏
إذا وضعت قلبك في غير موضع‏.‏
وهو الذي يوضع فيه الذكر والعلم، ولم يكن معك إناء يوضع فيه المطلوب فمثلك مثل رجل بلغه أن غنيا يفرق على الناس طعامًا وكان له زبدية أو سكرجة فتركها، ثم أقبل يطلب طعامًا، فقيل له‏:‏ هات إناء نعطيك طعامًا ،فأما إذا أتيت وقد وضعت زبديتك ـ مثلا ـ في البيت وليس معك إناء نعطيك فلا نأخذ شيئًا فرجعت بخفي حنين‏.‏
وإذا تأمل من له بصيرة بأساليب البيان وتصاريف اللسان وجد موقع هذا الكلام من العربية والحكمة كليهما موقعًا حسنًا بليغًا؛ فإن نقيض هذه الحال المذكورة أن يكون القلب مقبلا على الحق والعلم والذكر معرضا عن غير ذلك ‏.‏ وتلك هي الحنيفية ملة إبراهيم ـ عليه السلام ـ فإن الحنف هو إقبال القدم وميلها إلى أختها ،فالحنف الميل عن الشيء بالإقبال على آخر، فالدين الحنيف هو الإقبال على الله وحده والإعراض عما سواه، وهو الإخلاص الذي ترجمته كلمة الحق، والكلمة الطيبة‏:‏ ‏[‏لا إله إلا الله‏]‏‏.‏ اللهم ثبتنا عليها في الدنيا والآخرة ولا حول ولا قوة إلا بالله‏.‏
وهذا آخر ما حضر في هذا الوقت‏.‏ والله أعلم ‏.‏وصلى الله على محمد‏.
مجموع فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية/المنطق/فصل في حكمة خلق القلب

__________________

اللهم اجعلني خيراً مما يظنون

ولاتؤاخذني بما يقولون

واغفر لي ما لا يعلمون

للامانة العلمية الموضوع منقول

تعليمية تعليمية




التصنيفات
الطب النبوي والاعشاب الطبية

مكملات الهاشمي الطبيعية تصنع المستحيل بشفاء "أم هاني" من مرض القلب

مكملات الهاشمي الطبيعية تصنع المستحيل بشفاء "أم هاني" من مرض القلب
_________________________ _______________
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم" إن في الجسم مضغة إذا صلحت، صلح الجسد كله ألا و هي القلب".
في ذلك الجزء الصغير من الجسم المسمى ..القلب..الذي عانت و تألمت منه السيدة " أم هاني صدق" وهي لا تزال في ربيع حياتها و غدت الدنيا تضيق بها فأصبحت تشكو و تتبرم من توافه الحياة جراء مرض تبين أنه في عام 2022 هو السبب الأول للوفيات في كل من انجلترا، ويلز، الولايات المتحدة و كندا.
سبع سنوات من المرض تلك هي المدة التي عانت فيها ابنة ولاية الطارف الحساسية من كل ما يحيط بها و صعوبة في التنفس، عدم القدرة على الأكل و البكاء المتواصل على حالها… مرت هذه المرحلة وهي تنتظر فيها ضوءا جديدا يمكن أن يتسلل إلى قلبها الحزين… ذهبت إلى الأطباء و المختصين مستبشرة بغد أفضل غير أن الأمل ضاع منها و تمزق معه الحلم خاصة عندما أثرت فيها الأدوية سلبا فأصبحت تعاني أوجاعا في المعدة و ارتفاعا في ضغط الدم. بكت, شكت و تحسرت على حالها لم تستطع النوم ليس خوفا من الموت, فهي تعلم أن الدنيا دار فناء و إنما قلقا على حال أولادها إذا ما هي أصابها مكروه ما. لذلك قررت أن لا تجعل الحزن عنوانا لأيامها فقامت بتحاليل أخرى علها تجد السكينة و الراحة. غير أنها غرقت أكثر في ظلمة معاناتها و انتفخ جسدها بالكامل جراء إصابتها بداء السكري بسبب الأدوية التي انعكست سلبا عليها مرة أخرى.
كل هذا الذي مرت به أم هاني لم ينقص من معنوياتها و إنما زادها إصرارا و تمسكا بخالقها،فقرأت القران الكريم و تذكرت أن المؤمن الحقيقي هو إنسان مستبشر بغد أفضل و مستقبل أكثر إشراقا.
تعودت السيدة أم هاني على متابعة التلفاز و هناك كانت المفاجأة حيث شاهدت قناة الحقيقة و لتقتنع أكثر شاء القدر أن تلاحظ نفس حالتها المرضية و قد كتب الله لها الشفاء بسبب منتجات طبيعية .
فربما ليس من المفرح عادة ولادة طفل جديد و لكن ميلاد إنسان من جديد بعد أن كان ميتا بكل المقاييس هو أمر يبعث على السرور، لذلك عقدت ابنة مدينة الطارف العزم على التوجه لمركز الهاشمي و أحضرت أول مكمل غذائي و تناولته بلهفة على حد قولها. أصابها حينها نوع من الإرهاق جعل زوجها يحثها على التوقف. غير أنها أبت و قررت المواصلة لتزيد بعدها المكمل الثاني فالثالث، هذا الأخير الذي جعلها تشرق بأمل جديد ليكتب لها الله الشفاء بسبب مكملات الهاشمي الغذائية.
فأجمل ما في أيام أم هاني الماضية أنها مضت و أجمل ما في أيامها الحاضرة أنها ستمضي بعيدا عن الألم و الحسرة و أجمل ما في أيامها التي ستأتي أنها لم تأتي لذلك قررت أن تعيش كل لحظة في عبادة الله و تدعو بالخير للشيخ الهاشمي بأن يطيل في عمره و يرزقه المن و السلوى.

_________________________ _______________

روابط الصور التالية
http://im21.gulfup.com/AcoS1.png
http://im21.gulfup.com/ajVM2.png
http://im21.gulfup.com/XhhP3.png




التصنيفات
الفقه واصوله

ذكر الله في القلب مشروع في كل زمان ومكان

ذكر الله في القلب مشروع في كل زمان ومكان
للشيخ ابن باز رحمه الله

مطلوب من الإنسان ذكر الله في كل وقت وعلى كل حال إلا في أماكن نهي عن ذكر الله فيها كالحمام مثلا، فهل يقطع الإنسان ذكر الله في الحمام بتاتا حتى ولو في قلبه؟
ع. ن الرياض

الذكر بالقلب مشروع في كل زمان ومكان في الحمام وغيره، وإنما المكروه في الحمام ونحوه ذكر الله باللسان تعظيما لله سبحانه إلا التسمية عند الوضوء فإنه يأتي بها إذا لم يتيسر الوضوء خارج الحمام ، لأنها واجبة عند بعض أهل العلم وسنة مؤكدة عند الجمهور.


مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الخامس .

المصدر




جزاكِ الله خيرا أخية ،،




بارك الله فيك … في بعض الأحيان أحاول أن ألهي نفسي حتى لا أذكر الله سرا في الأماكن المنهي عنها .




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك و جزاك خيرا




بارك الله فيك على الموضوع القيم والمفيد
نترقب المزيد
بالتوفيق




بارك الله فيك




بارك الله فيك وفي قلمك

وننتظر المزيد

بالتوفيق




التصنيفات
الرجيم والصحة الجسدية

الافطار بالخبز الأبيض والحبوب المحلاة بالسكر مضر بالقلب

تعليمية تعليمية
تعليمية

تعليمية الافطار بالخبز الأبيض والحبوب المحلاة بالسكر .. مضر بالقلب .. تعليمية

(( بسم اللهـ الرحمن الرحيم ))

السلآم عليكم ورحمهـ اللهـ وبركآآتهـ ..

-o-o-o-o-o-o-o-o-o-o-o-o-o-o-o-o-

الافطار بالخبز الأبيض والحبوب المحلاة بالسكر .. مضر بالقلب ..

-o-o-o-o-o-o-o-o-o-o-o-o-o-o-o-o-o-o-o-o-o-o-o-o-o-

تعليمية
ان كان افطارك الصباحي يتكون من الخبز الابيض ومن الحبوب المحلاة بالسكر، فانك مقدم على زيادة خطر التعرض لأمراض القلب، وبالطبع مرض السكري وربما السرطان، وفقا لبحث استرالي جديد, وقد وجد باحثون في جامعة سيدني دلائل قالوا انها قاطعة، تشير الى ان الغذاء الذي يكون فيه "مؤشر الدالة السكرّية" glycemic indexعاليا جدا يقود الى اخطار اعلى بالاصابة بالامراض التي تعرف ب"أمراض نمط الحياة".
ومؤشر الدالة السكرية هو مؤشر بالأرقام يمنح لكل نوع من الغذاء الغني بالكربوهيدرات، وهو ، أي المؤشر، يتحدد بمقدار متوسط الزيادة في مستويات الغلوكوز، بعد تناول الانسان لذلك الغذاء. وقام باحثون في التغذية في الجامعة بتقييم نتائج 37 دراسة حول الحمية الغذائية، شملت نحو مليوني انسان حول العالم. ونشروا نتائج مراجعتهم في مجلة "اميركان جورنال اوف كلينيكال نوتريشن" الاميركية المتخصصة في التغذية.
وعثرت الدراسة على علاقة بين نمط الغذاء بأطعمة معالجة صناعيا كان مؤشر الدالة السكرية لها عاليا، وبين الاصابة بمرض السكري من النوع الثاني الذي يصيب البالغين عادة ، وكذلك على علاقة اخرى بالاصابة بامراض القلب. كما ظهر ان هذا النمط من الغذاء يرتبط ايضا يظهور الحصى في المرارة وبعدد من انواع السرطان.
وقال ألان باركلي الذي اشرف على الدراسة، ان العلاقة بين هذا النمط من الغذاء وبين مرض السكري "لم يكن مفاجئا" لأن الطعام ذا مؤشر الدالة السكرية العالي، يرفع مستوى الغلوكوز والانسولين. واضاف ان "ابحاثا اخرى تظهر ان الطعام ذا مؤشر الدالة السكرية العالي، يقود الى التقليل من الكوليسترول الحميد وزيادة الشحوم الثلاثية الضارة، وهذه انباء سيئة، لان ذلك يقود الى امراض الفلب والاوعية الدموية".

-o-o-o-o-o-o-o-o-o-o-o-o-o-o-o-o-

أتمنى لكن غآليآآتي دوآآم الصـ ح ـهـ والـ ع ـآفيهـ يآآرب ..

تـ ح ـيآآآتي لكن // SWEET GIR**L**..

تعليمية تعليمية




بارك الله فيك اختي على الموضوع




مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه




بارك الله فيك